المحاضرة الرابعة الأخوة وأهمية الغدير

لمطالعة حياة الإمام

إلى صفحة الإمام

إلى الموسوعة






















صحيفة أمير المؤمنين

عليه السلام

صحيفة الغدير
نص المحاضرة الرابعة

 

بمناسب يوم عيد الله الأكبر عيد الغدير الأغر أحيكم و أوآخيكم في الله على الولاية بكل معانيها وحقائقها : [ الحَمْدُ للهِ الَّذِي جَعَلَنا مِنَ المُتَمَسِّكِينَ بِولايَةِ أَمِيرِ المُؤْمِنِينَ وَالأَئِمَّةِ عَلَيْهِمْ السَّلامُ ].

يا طيب : هنيئا لحضرتكم الأفراح وأهنئكم بعيد الغدير يا موالي  : ولكم محاضرة الرابعة في أهمية الغدير وبيان ولاية أمير المؤمنين في السموات والأرض ، واهتمام النبي الأكرم ببيان ولاية الإمام علي عليه السلام ، بعدت مناسبات بعد واقعة الغدير ، وبيان اختلاف الناس وعدم قبول الولاية إلا من عصم الله وهداه ،  ولم يتم البيان إلا للمقدمات لضيق الوقت فلم يذكر واقعة الغدير في هذه المحاضرة وإن شاء الله في المحاضرة الآتية .

 

المحتويات

صحيفة أمير المؤمنينصحيفة الغدير1

 نص المحاضرة الرابعة1

المقدمة :3

نص المحاضرة التهنئة :5

نص عقد المؤاخاة الإيمانية :7

أحاديث أهمية الفرح بعيد الغدير :10

الإمام الرضا يبين أهمة الغدير :14

فرق الناس يوم الغدير :16

ذكر آل محمد وحال الناس :13

النبأ عظيم :19

ينالون من الإمام وفضائله :20

عناوين مفيدة :23

 

 

 

 

المقدمة :

يا طيب : هنا بيان لأهمية أهمية الغدير وبيان ولاية أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام في السموات والأرض ، وبيان لاهتمام النبي الأكرم بتبليغ وتعريف ولاية الإمام علي عليه السلام ، في يوم الغدير في 18 ذي الحجة في سنة 10 للهجر في حجة الوداع ، وبعدها بأقل من 70 يوما استشهد ورحل إلى الرفيع الأعلى ، وإنه صلى الله عليه وآله وسلم في هذه الأيام ما بين الغدير وشهادته عرف بيعة الغدير بعدت أساليب وبأنواع الصور حتى ترسخ في أذهان المؤمنين ، ويتقبلها من يحب النبي وآله وما أمر الله سبحانه وتعالى ، ممن ينحرف وينقلب بعده ولا يهتم بأهم أمر فيه تمام الدين وكمال النعمة ورضى الرب ، وهو الولاية والخلافة والوصاية لأمير المؤمنين عليه السلام .

فنبين بقدر الإمكان : بعد بيعة الغدير عدة مناسبات وفيها أحاديث كريمة تؤكد بيعة الغدير ، كما ونوضح بعض الشيء اختلاف الناس وعدم قبول الولاية إلا من عصم الله سبحانه ، و  المحاضرة لضيق الوقت وكثرة الحاضرين من المحاضرين والمناقشين في غرفة الحق على برنامج البالتوك وهي كان المنفذ الوحيد قبل وجود المواقع الاجتماعية ، وكان تجتمع الشيعة بالمئات فيه وبالخصوص في المناسبات الإسلامية ، فلم يتم البيان إلا للمقدمات لضيق الوقت فلم نذكر واقعة الغدير في هذه المحاضرة ، والتتمة في المحاضرة الآتية :


 

نص المحاضرة الرابعة التهنئة :

بسم الله الرحمن الرحيم : والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا الأكرم محمد وآله الطيبين الطاهرين ،  واللعنة على أعدائهم إلى يوم الدين .

أقدم : أجمل التهاني وأسناها وأرفع أعلى التبريك وأحلاه إلى سيدي ومولاي ولي العصر وإمام زماننا الحجة بن الحسن العسكري عليه السلام ،  وعجل الله ظهور الشريف فيملأ الأرض قسطا وعدلا ،  وإلى علماء الأمة ومراجعها الكرام ولكم يا شيعة يا طيبين ،  ذكرى حلول أجميل أيام الله وأحلى أعياده ، العيد الأكبر في يوم الغدير الأغر المبارك ، يوم كمال الدين وتمام النعمة ورضى الرب .

فهنيئا لكم أخوتي الكرام : أعياد آل محمد وجعلنا وأياكم في كهفهم ونحيا ونموت على محبتهم وطاعتهم ،  حتى ينشرنا ويحشرنا ويجمعنا معهم في محل كرامته في أعلى عليين فمن باب فذكر إن الذكرى تنفع المؤمنين وذكرهم بأيام الله ، نذكر بأهم أعمال يوم الغدير :

أهم أعمال يوم الغدير :

في مفاتيح الجنان :

أولا : مستحب للمؤمن : أن يهني من لاقاه من إخوانه المؤمنين بقوله :

[ الحَمْدُ للهِ الَّذِي جَعَلَنا مِنَ المُتَمَسِّكِينَ بِولايَةِ أَمِيرِ المُؤْمِنِينَ وَالأَئِمَّةِ عَلَيْهِمْ السَّلامُ ]. وَيقول أيضاً: [ الحَمْدُ للهِ الَّذِي أكْرَمَنا بِهذا اليَوْمِ  وَجَعَلَنا مِنَ المُوْفِينَ بِعَهْدِهِ إلَيْنا

وَمِيثاقِهِ الَّذِي وَاثَقَنا بِهِ  

مِنْ ولايَةِ وُلاةِ أمْرِهِ   وَالقُوَّامِ بِقِسْطِهِ

وَلَمْ يَجْعَلْنا مِنَ الجاحِدِينَ   وَالمُكذِّبِينَ بِيَومِ الدِّينِ  ].

وأن يقول مائة مرة:

[ الحَمْدُ للهِ الَّذِي جَعَلَ كَمالَ دِينِهِ وَتَمامَ نِعْمَتِهِ بِولايَةِ أَمِيرِ المُؤْمِنِينَ عَلِيّ بْنِ أَبِي طالِبٍ عَلَيْهِ السَّلامُ ].

واعلم يا طيب : أنه قد ورد في هذا اليوم فضيلة عظيمة لكل من أعمال :

تحسين الثياب ، والتزين ، واستعمال الطيب ، والسرور والابتهاج .

وإفراح شيعة أمير المؤمنين صَلَواتُ الله وسَلامُهُ عَلَيهِ ، والعفو عنهم .

وقضاء حوائجهم ، وصلة الأَرْحام ، والتوسيع على العيال .

وإطعام المؤمنين ، وتفطير الصائمين .

ومصافحة المؤمنين وزيارتهم ، والتبسم في وجوههم .

وإرسال الهدايا اليهم ، وشكر الله تعالى على نعمته العظمى نعمة الولاية.

 والاكثار من الصلاة على محمد وآل محمد (عليهم السلام)،  ومن العبادة والطاعة.

ودرهم يعطي فيه المؤمن : أخاه يعدل مائة ألف درهم في غيره من الأيَّامِ .

وإطعام المؤمن : فيه كإطعام جميع الأنبياء والصدّيقين.

أنّ فضل هذا اليوم الشريف أكثر من أن يُذكر .

وهو يوم : قبول أعمال الشيعة .

ويوم  : كشف غمومهم .

وهو اليوم : الذي انتصر فيه موسى على السحرة .

وجعل الله تعالى النار فيه على إبراهيم الخليل برداً وسلاما .

ونصب فيه موسى : عليه السلام وصيه يوشع بن نون .

وجعل فيه عيسى : عليه السلام شمعون الصَّفا وصَيّا له .

وأشهد فيه سليمان : عليه السلام قومه على استخلاف آصف بن برخيا .

 

 

نص عقد المؤاخاة الإيمانية :

يا طيب : وقد جعلنا بحثا خاصا مفصلا في بيان عقد الأخوة وتجده على العنوان التالي وهذا ملخص بسيط عنها  :

 فيا طيب : الأخوة الإيمانية عقدت بين أصحاب المهاجرين والنبي والوصي بالخصوص في 18 ذي الحجة في سنة 1 لأولى للهجرة ، وتصادف يوم الغدير الأغر في 18 ذي الحجة سنة 10 للهجرة ، وهذه عناية من الله ورسوله لبيان محل ومقام الوصي وأنه بمنزلة النبي بأنه أولى بالمؤمنين بأنفسهم ويجب حبه وطاعته واتباعه .

لمعرفة تفاصيل العقد لحضرتكم صحفة الأخوة الإيمانية للنسخ والنشر في المواقع

www.alanbare.com/1/aket

صحفة الأخوة الإيمانية ملف بي دي أف للمطالعة

www.alanbare.com/1/aket.pdf

وقال صاحب مفاتيح الجنان عباس القمي رحمه الله

وآخى فيه : رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم بين أصحابه .

ولذلك ينبغي فيه أن يؤاخي المؤمن أخاه :

والمؤاخاة على ما رواه : شيخنا في مستدرك الوسائل عن كتاب زاد الفردوس :

بأن يضع يده اليمنى : على اليد اليمنى لأخيه المؤمن ويقول:

[ واخَيْتُكَ فِي الله وَصافَيْتُكَ فِي الله وَصافَحْتُكَ فِي الله

وَعاهَدْتُ الله وَمَلائِكَتَهُ وكُتُبَهُ وَرُسُلَهُ وَأنْبِيائَهُ وَالأئِمَّةَ المَعْصُومِينَ عَلَيْهِمُ السَّلامُ

عَلى أَنِّي إنْ كُنْتُ مِنْ أَهْلِ الجَنَّةِ وَالشَّفاعَةِ

وَأُذِنَ لِي بِأنْ أدْخُلَ الجَنَّةَ لا أدْخُلُها إِلاّ وَأَنْتَ مَعِي.

 ثُمَّ يقول اخوه المؤمن: قبلت.

ثُمَّ يقول: أسْقَطْتُ عَنْكَ جَمِيعَ حُقُوقِ الاُخُوَّةِ ماخَلا الشَّفاعَةَ وَالدُّعاءَ وَالزِّيارةَ ].

والمحدث الفيض أيضاً : قد أورد إيجاب عقد المؤاخاة في كتاب خلاصة الاذكار ،  بما يقرب مما ذكرناه ثم قال:

 ثم يقبل الطرف الآخر لنفسه او لموكله باللفظ الدال على القبول .

ثم يسقط كل منهما عن صاحبه جميع حقوق الاخوّة ما سوى الدّعاء والزيارة.


 

أحاديث أهمية الفرح بعيد الغدير :

يا طيب : إليكم بعض الأحاديث في ضرورة واستحباب الفرح بعيد الغدير وجعله عيد بل هو أكبر الأعياد الإسلامية وهو في السماء أكبر منه في الأرض إذ تحتفل به الملائكة وكل سكان السماوات والعرش ، وعلى المؤمن ومن يحب أن ينال أعلى الدرجات والمقامات الروحانية والمعنوية والإيمانية والثواب الجزير والحسنات المضاعفة ، أن يظهر فرحه بما يرضي الله وسروره بما يسر المؤمنين بتذكريهم بأيام الله والفرح معهم ومشاركته حفلاتهم وتقديم ما يمكنه مما فضله الله تعالى به :

في بصائر الدرجات‏ : عن سالم أبي محمد قال :

قلت لأبي جعفر عليه السلام  :

 أخبرني عَنِ الْوَلَايَةِ :  أَ نَزَلَ بِهَا جَبْرَئِيلُ مِنْ عِنْدِ رَبِّ الْعَالَمِينَ يَوْمَ الْغَدِيرِ ؟

فَقَالَ عليه السلام : { نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ (193) عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنذِرِينَ (194) بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُّبِينٍ (195) وَإِنَّهُ  لَفِي زُبُرِ الْأَوَّلِينَ (196) } الشعراء.

قَالَ : هِيَ الْوَلَايَةُ لِأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عليه السلام  .

بحار الأنوار ج36ص95ب39ح29 .

 

ويا طيب : ولاية أمير المؤمنين عليه السلام هي التي أشفقت منها السماوات والأرض وقبلها الإنسان ، وهو أن يتولى أمير المؤمنين بعد رسول الله ويطيع الله تعالى بهداه وما علمه هو وآله ، وأن لا يخلط بهم غيرهم ، وأن يقتدي بهم ولا يقصر في طاعتهم والسير على صراطهم المستقيم ، ولكنه مهما فعل فهو مقصر إلا أن يشفعوا له ويرضون منه ، فتجاوز الله عن بعض تقصيراته ، لأنه لا يطيق أحد مثل طاعتهم وهم معصومون من الزلل ويعملون بواقع الهدى وصدق الدين وبحقائق الإسلام كما أنزلت وكما أراد الله ، ولا يتسنى لكل أحد ، فلذا يجب المثابر والجد والاجتهاد على طاعتهم والعمل بالإخلاص مقتدين بهم ، ولذا قال الله سبحانه وتعالى :

{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا (70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا (71)

إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا (72) لِيُعَذِّبَ اللَّهُ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكَاتِ

وَيَتُوبَ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا (73) } الأحزاب.

ولمعرفة هذا المعنى : نذكر حديث كريم يعرفنا أهمية عيد الغدير والولاية لأمير المؤمنين وضرورة الثبات عليها مخلصين الطاعة لهم والاقتداء بهم :

في كتاب إقبال الأعمال‏ "من كتاب النشر و الطي عن الرضا عليه السلام في خبر طويل في فَضْلِ يَوْمِ الْغَدِيرِ قَالَ :

 وَ فِي يَوْمِ الْغَدِيرِ : عَرَضَ اللَّهُ الْوَلَايَةَ عَلَى أَهْلِ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ ،  فَسَبَقَ إِلَيْهَا أَهْلُ السَّمَاءِ السَّابِعَةِ ، فَزَيَّنَ بِهَا الْعَرْشَ .

ثم سبق إليها : أهل السماء الرابعة ، فزينها بالبيت المعمور .

ثم سبق إليها : أهل السماء الدنيا ، فزينها بالكواكب .

ثم عرضها على الأرضين :

فسبقت إليها : مكة ، فزينها بالكعبة .

ثم سبقت إليها : المدينة ، فزينها بالمصطفى محمد ص .

ثم سبقت إليها : الكوفة فزينها بأمير المؤمنين ع .

و عرضها  : على الجبال ، فأول جبل أقر بذلك ثلاثة أجبال :

العقيق ، و جبل الفيروزج ، و جبل الياقوت .

فصارت : هذه الجبال جبالهن ، و أفضل الجواهر .

 و سبقت إليها : جبال أخر .

 فصارت معادن : الذهب ، و الفضة .

و ما لم يقر بذلك : و لم يقبل ، صارت  لا تنبت شيئا .

 و عرضت : في ذلك اليوم على المياه ، فما قبل منها صار عذبا ، و ما أنكر صار ملحا أجاجا .

و عرضها في ذلك اليوم : على النبات ، فما قبله صار حلوا طيبا ، و ما لم يقبل صار مرا .

ثُمَّ عَرَضَهَا فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ : عَلَى الطَّيْرِ،  فَمَا قَبِلَهَا صَارَ فَصِيحاً مُصَوِّتاً ، وَ مَا أَنْكَرَهَا صَارَ أَحَرَّ أَلْكَنَ إِلَى آخِرِ ....  الْخَبَرِ

بحار الأنوار ج27ص262ب16ح5 .

 

ذكر آل محمد وحال الناس :

ما رواه الشيخ أبو جعفر الطوسي رحمه الله :  عن يونس بن حباب ، عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر ، عن أبيه ، عن جده ، عن علي بن أبي طالب عليه السلام قال :

قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : ما بال أقوام ، إذا ذكروا آل إبراهيم ، و آل عمران استبشروا ،

و إذا ذكروا : آل محمد ، اشمأزت قلوبهم ، و الذي نفس محمد بيده .

لو أن أحدهم : وافى بعمل سبعين نبيا يوم القيامة .

ما قبل الله منه ، حتى يوافي بولايتي و ولاية علي بن أبي طالب .

تأويل ‏الآيات‏ الظاهرة ص112 .

الإمام الرضا يبين أهمة الغدير :

في فرحة الغري‏ : عن محمد بن عبد الله بن زرارة ، عن البزنطي قال :

 كُنَّا : عِنْدَ الرِّضَا عليه السلام ، و المجلس غاص بأهله .

 فَتَذَاكَرُوا يَوْمَ الْغَدِيرِ :  فأنكره بعض الناس . فقال الرضا عليه السلام : حدثني أبي عن أبيه ، قال :

إن يوم الغدير : في السماء ، أشهر منه في الأرض .

إن لله : في الفردوس الأعلى ، قصرا لبنة من فضة ، و لبنة من ذهب .

 فيه مائة ألف قبة : من ياقوتة حمراء .

و مائة ألف خيمة : من ياقوت أخضر ، ترابه المسك و العنبر .

فيه أربعة أنهار : نهر من خمر ، و نهر من ماء ، و نهر من لبن ، و نهر من عسل .

حواليه : أشجار جميع الفواكه .

 عليه : طيور أبدانها من لؤلؤ ، و أجنحتها من ياقوت ، تصوت بألوان الأصوات .

إذا كان يوم الغدير : ورد إلى ذلك القصر ، أهل السماوات ، يسبحون الله ، و يقدسونه‏ ، و يهللونه ، فتطاير تلك الطيور فتقع في ذلك الماء ، و تمرغ على ذلك المسك و العنبر ، فإذا اجتمعت الملائكة ، طارت فتنفض ذلك عليهم .

و إنهم : في ذلك اليوم ، ليتهادون نثار فاطمة عليها السلام .

فإذا كان آخر اليوم : نودوا ، انصرفوا إلى مراتبكم ، فقد أمنتم الخطأ و الزلل ، إلى قابل مثل هذا اليوم ، تكرمة لمحمد و علي .

ثم قال : يا ابن أبي نصر ، أينما كنت ، فاحضر يوم الغدير عند أمير المؤمنين عليه السلام.

 فإن الله : يغفر لكل مؤمن و مؤمنة ، و مسلم و مسلمة ، ذنوب ستين سنة ، و يعتق من النار ضعف ما أعتق في شهر رمضان ، و ليلة القدر ، و ليلة الفطر .

و الدرهم فيه : بألف درهم لإخوانك العارفين ، و أفضل على إخوانك في هذا اليوم ، و سر فيه كل مؤمن و مؤمنة .

ثم قال : يا أهل الكوفة ، لقد أوتيتم خيرا كثيرا ، و أنتم ممن امتحن الله قلبه بالإيمان ، مستذلون مقهورون ممتحنون ، ليصب البلاء عليكم صبا ، ثم يكشفه كاشف الكرب العظيم .

و الله : لو عرف الناس فضل هذا اليوم بحقيقته ، لصافحتهم الملائكة في كل يوم عشر مرات .

 و لو لا أني : أكره التطويل ، لذكرت من فضل هذا اليوم ، و ما أعطاه الله من عرفه ، ما لا يحصى بعدد .

قال علي بن الحسن بن فضال : قال لي محمد بن عبد الله :

لقد ترددت إلى أحمد بن محمد ، أنا و أبوك و الحسن بن جهم أكثر من خمسين مرة ، و سمعنا منه .

بحار الأنوار ج94ص118ح9 .

فرق الناس يوم الغدير :

كنز جامع الفوائد و تأويل الآيات الظاهرة : عن الفضل بن عبد الملك عن أبي عبد الله عليه السلام قال :

لَمَّا أَوْقَفَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وآله وسلم: أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ الْغَدِيرِ .

افترق الناس ثلاث فرق :

فقالت : فرقة ضل محمد . ضاع تيه الطريق

و فرقة قالت : غوى .  انهمك في الضلال لفسد عقله .

و فرقة قالت : بهواه يقول في أهل بيته و ابن عمه .

.فَأَنْزَلَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ : { وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى (1) مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى (النجم2) وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى (4) } .

بحار  الأنوار ج24ص323ح35ب67 .

و روى الصدوق : في كتاب فضائل الشيعة ، بإسناده عن محمد القبطي ، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : الناس أغفلوا قول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في علي عليه السلام يوم غدير خم ، كما أغفلوا قوله يوم مشربة أم إبراهيم .

أتى الناس : يعودونه .   فجاء علي عليه السلام : ليدنو من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، فلم يجد مكانا ، فلما رأى رسول الله ، أنهم لا يفرجون لعلي .

قال صلى الله عليه وآله وسلم :

يَا مَعْشَرَ النَّاسِ : هَؤُلَاءِ أَهْلُ بَيْتِي ، تَسْتَخِفُّونَ بِهِمْ وَ أَنَا حَيٌّ بَيْنَ ظَهْرَانَيْكُمْ .

أَمَا وَ اللَّهِ : لَئِنْ غِبْتُ ، فَإِنَّ اللَّهَ لَا يَغِيبُ عَنْكُمْ ، إِنَّ الرَّوْحَ وَ الرَّاحَةَ : وَ الرِّضْوَانَ وَ الْبُشْرَى ، وَ الْحُبَّ وَ الْمَحَبَّةَ ، لِمَنِ ائْتَمَّ بِعَلِيٍّ وَ تَوَلَّاهُ ، وَ سَلَّمَ لَهُ ،

 وَ لِلْأَوْصِيَاءِ مِنْ بَعْدِهِ : حَقٌّ عَلَيَّ أَنْ أُدْخِلَهُمْ فِي شَفَاعَتِي ، لِأَنَّهُمْ أَتْبَاعِي ، فَمَنْ تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي .

مَثَلٌ : جَرَى فِي إِبْرَاهِيمَ ، لِأَنِّي مِنْ إِبْرَاهِيمَ ، وَ إِبْرَاهِيمُ مِنِّي .  وَ دِينِي دِينُهُ : وَ سُنَّتِي سُنَّتُهُ ، وَ فَضْلُهُ فَضْلِي ، وَ أَنَا أَفْضَلُ مِنْهُ ، وَ فَضْلِي لَهُ ، فَضْلٌ تَصْدِيقُ قَوْلِ رَبِّي :

{ ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِن بَعْضٍ وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (34) } آل عمران .

بحار الأنوار ج23ص154ب7 .

وأما الآية : في من تبع علي بن أبي طالب فقد تبع رسول الله صلى الله عليهم وسلم كآية إبراهيم عليه السلام بقوله :

{ فَمَن تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي وَمَنْ عَصَانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (36) } إبراهيم .

 

 

حديث ألا من ظلم وتولى وسب :

يا طيب : هذا حديث فيه تأكيد حديث الغدير : قال السيد ابن طاووس رضي الله عنه : روى محمد بن جرير الطبري :

بإسناده : عن الحسين بن موسى بن جعفر عن أبيه عن جده : أن أمير المؤمنين عليه السلام قال : أَمَرَنِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وآله وسلم :

أن أخرج فأنادي في الناس :

ألا من ظلم أجيرا أجره ، فعليه لعنة الله .

ألا من توالى غير مواليه ، فعليه لعنة الله .

ألا و من سب أبويه ، فعليه لعنة الله .

قال علي بن أبي طالب عليه السلام :

 فخرجت فناديت في الناس كما أمرني النبي صلى الله عليه وآله وسلم .

فقال لي : عمر بن الخطاب ، هل لما ناديت به من تفسير .

فقلت : الله و رسوله أعلم ؟

قال : فقام عمر و جماعة من أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم فدخلوا عليه .

فقال عمر : يا رسول الله هل لما نادى علي من تفسير ؟

قال : نعم أمرته أن ينادي ، ألا من ظلم أجيرا أجره فعليه لعنة الله ، و الله يقول :

{ قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى‏ } .

فمن ظلمنا فعليه لعنة الله

و أمرته : أن ينادي من توالى غير مواليه ، فعليه لعنة الله ، و الله يقول :

{ النَّبِيُّ أَوْلى‏ بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ } .

و من كنت مولاه ، فعلي مولاه ، فمن توالى غير علي فعليه لعنة الله .

و أمرته : أن ينادي من سب أبويه ، فعليه لعنة الله . و أنا أشهد الله ، و أشهدكم ، أني و عليا أبوا المؤمنين ، فمن سب أحدنا ، فعليه لعنة الله . فلما خرجوا : قال عمر يا أصحاب محمد ، مَا أَكَّدَ النَّبِيُّ لِعَلِيٍّ فِي الْوَلَايَةِ فِي غَدِيرِ خُمٍّ . و لا في غيره : أشد من تأكيده في يومنا هذا . قال خباب بن الأرت : كان هذا الحديث قبل وفاة النبي ص بتسعة عشر يوما.

بحار الأنوار ج22ص489ح35ب1.

النبأ عظيم :

عن علقمة أنه قال : خرج يوم صفين رجل من عسكر الشام ،

 و عليه سلاح ، و فوقه مصحف ، و هو يقرأ { عَمَّ يَتَساءَلُونَ عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ } ، فأردت البراز إليه .

فقال علي عليه السلام : مكانك ، و خرج بنفسه ، فقال له : أَ تَعْرِفُ النَّبَأَ الْعَظِيمَ : الَّذِي هُمْ فِيهِ مُخْتَلِفُونَ .

قَالَ : لَا . فَقَالَ عليه السلام : أَنَا وَ اللَّهِ النَّبَأُ الْعَظِيمُ ، الَّذِي فِيهِ اخْتَلَفْتُمْ .

 وَ عَلَى وَلَايَتِي تَنَازَعْتُمْ ، وَ عَنْ وَلَايَتِي رَجَعْتُمْ بَعْدَ مَا قَبِلْتُمْ . وَ بِبَغْيِكُمْ : هَلَكْتُمْ بَعْدَ مَا بِسَيْفِي نَجَوْتُمْ . وَ يَوْمَ الْغَدِيرِ : قَدْ عَلِمْتُمْ وَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، تَعْلَمُونَ مَا عَمِلْتُمْ ، ثُمَّ عَلَا بِسَيْفِهِ فَرَمَى بِرَأْسِهِ وَ يَدِهِ .

بحار الأنوار ج36ص2ب25.

ينالون من الإمام وفضائله :

أمالي الشيخ الطوسي : بالإسناد عن عمرو بن ميمون الأودي :

أنه ذكر عنده علي بن أبي طالب عليه السلام ؟!  فقال : إن قوما  ينالون منه ، أولئك هم وقود النار ، و لقد سمعت عدة من أصحاب محمد صلى الله عليه وآله وسلم ، منهم حذيفة بن اليمان ، و كعب بن عجرة

 يقول كل رجل منهم :

لقد أعطي علي : ما لم يعطه بشر ، هو زوج فاطمة سيدة نساء الأولين و الآخرين ، فمن رأى مثلها أو سمع أنه تزوج بمثلها أحد في الأولين و الآخرين .

 و هو : أبو الحسن و الحسين سيدا شباب أهل الجنة من الأولين و الآخرين ، فمن له أيها الناس مثلهما ، و رسول الله صلى الله عليه و آله حموه ، و هو وصي رسول الله صلى الله عليه و آله في أهله و أزواجه ، و سدت الأبواب التي في المسجد كلها غير بابه

و هو : صاحب باب خيبر ، و هو صاحب الراية يوم خيبر ، و تفل رسول الله صلى الله عليه و آله يومئذ في عينيه و هو أرمد ، فما اشتكاهما من بعد ، و لا وجد حرا أو بردا بعد يوم ذلك .

 و هو : صاحب يوم غدير خم ، إذ نوه رسول الله صلى الله عليه و آله باسمه ، و ألزم أمته ولايته ، و عرفهم بخطره ، و بين لهم مكانه .  فقال صلى الله عليه وآله وسلم : أيها الناس ، من أولى بكم من أنفسكم ؟ قالوا : الله و رسوله .

قال صلى الله عليه وآله وسلم : فمن كنت مولاه فهذا علي مولاه ، و هو صاحب العباء ، و من أذهب الله عنه الرجس و طهره تطهيرا .

و هو : صاحب الطائر .

 حين قال رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم : اللهم : ائتني بأحب خلقك إليك يأكل معي ، فجاء علي عليه السلام فأكل معه . و هو : صاحب سورة براءة ، حين نزل بها جبرائيل عليه السلام على رسول الله صلى الله عليه و آله ، و قد سار أبو بكر بالسورة ، فقال له : يا محمد ، إنه لا يبلغها إلا أنت أو علي ، إنه منك وأنت منه .

وكان رسول الله  صلى الله عليه وآله  : منه في حياته وبعد وفاته . وهو عيبة علم : رسول الله صلى الله عليه وآله .  ومن قال له النبي صلى الله عليه وآله  :  أنا مدينة العلم ، وعلي بابها ، فمن أراد العلم فليأت المدينة من بابها .

كما أمر الله فقال : { وَأْتُواْ الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا وَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (189) } البقرة.

الأمالي ‏للطوسي ص558م20ح1172-8 .

 

والحمد لله أولا وآخراً...

إلهي بحق علي ارزقنا زيارته

في الدنيا والآخرة واحشرنا معه


 

 

عناوين مفيدة :

صحيفة أمير المؤمنين

علي بن أبي طالب عليه السلام

قسم الغدير

تأليف وتحقيق وإعداد

خادم علوم آل محمد عليهم السلام

الشيخ حسن حردان الأنباري

موقع موسوعة صحف الطيبين

 

ولحضرتكم يا طيبين صحيفة الإمام عليه السلام مع قابلية الاختيار والاقتباس منها والنسخ واللصق في المواقع الاجتماعية

www.alanbare.com/1

صحيفة الغدير صفحة موقع قابلة للاقتباس والنشر

www.alanbare.com/1/g

صحيفة الغدير جيد للمطالعة على الحاسب والموبايل

www.alanbare.com/1/g.pdf

سماع

الاستماع للمحاضرة الرابعة صفحة موقع جميل تمتع بمنظر الأنور

www.alanbare.com/1/g/d

الاستماع للمحاضرة الرابعة أم بي ثري للتنزيل mp3

www.alanbare.com/1/g/d.mp3

 

نص

نص المحاضرة الرابعة صفحة موقع قابلة للاقتباس والنسخ والنشر

www.alanbare.com/1/g/d

نص المحاضرة الرابعة كراس جيد للمطالعة على الحاسب والموبايل

www.alanbare.com/1/g/d.pdf

يا طيب هذه الصفحة والموقع بين يديك فأنشر ما تختار منه وبلغه للمؤمنين وشاركنا الأجر والثواب ولك الفضل في تعريفه و إعادة نشره