هكــذا عـــرفـــت كــربـــلاء

 

كتابات - حسن الأنباري

بعد إن ذكرت لكم يا كرام في مقالين سابقين : هكذا عرفت الحسين ، فانتسب له ، إليكم معرفتي بكربلاء وحقيقتها .

في البدء أتقدم بأسمى التهاني وأبهى التبريكات

لإمام زماننا وصاحب عصرنا بقية الله الحجة بن الحسن العسكري وللأمّة الإسلامية ولحضرتكم يا محبي للنبي وآله ، وأسعد الله أيامكم وجعل الله أوقاتكم ترفل في كل خير وبركة ورحمة

فيا طيبين نزف لكم أزكى التهاني وأسماها وأطيب التبريكات وأحلاها بمناسبة حلول الأيام الشريفة التالية :

ميلاد سبط النبي الأكرم الإمام الحسين ابن علي عليه السلام الذي بعث في دين جده الروح بجهاده في يوم 3 شعبان سنة 4 للهجرة

وميلاد أخ الحسين قمر بني هاشم أبو الفضل العباس ابن علي عليه السلام ناصر الحق في 4 شعبان سنة 26 للهجرة

وميلاد الإمام السجاد علي ابن الحسين زين العابدين عليه السلام في 5 شعبان سنة 38 للهجرة المباركة

صلاة الله وسلامه عليهم وعلى آلهم أجمعين .

فهنيئاً لمحبي نبينا محمد وآله الطيبين الطاهرين صلاة الله عليهم أجمعين وحشرنا الله معهم في الدنيا والآخرة ورحم الله من قال آمين .

و بحلول هذه الأيام السعيدة لهذه المناسبات الغرر و عودة هذه الأيام المباركة نقدم لمحبي الإنسانية والقيم العالية

إعادة موقع موسوعة صحف الطيبين  لساحة الحياة النابضة الانترنيت بعد توقف دام عدة سنوات ، و على العناوين التالية ونسأل الله التوفيق لنا لكم إنه ولي التوفيق .

 http://www.mowswoat-suhofe-alltyybeyyn.org/

http://www.msn313.com/

 

 

مقدمة : من عرف كربلاء عرف الحق والعدل والإباء ودافع عنه :

 

 

الصراع بين الحق والباطل : جاري على طول التاريخ ، والمعركة بين جنود الرحمان وجنود الشيطان مستمرة على وجه الأرض ما دام على وجهها بني الإنسان ، وسترى هنا مدينة خلدها التأريخ فأصبحت رمز للمجد وللتضحية والفداء ، ولطلب العدل والصلاح ، والإباء على كل ضيم ، بسبب يومها المشهود الذي أستشهد فيها سيد الشهداء وسيد شباب أهل الجنة وصحبه الكرام ، ومن أجل تعريف الحق والهدى ، وللمطالبة بالعمل الصالح ورفض الظلم والعدوان ، ولهذا خاف مثواه وذكره  الظلمة والطغاة على مر الزمان .

نعم كربلاء مدينة الإمام الحق : معلم الإباء وسيد الشهداء أبا عبد الله الحسين عليه السلام ، فإن الظلمة كانوا يخافون أن يتوجه المحبون لمنهجه الكريم عند زيارته وتجديد العهد معه للسير على هداه الكريم ـ وقد كتبت مقال ـ في أربعين الإمام الحسين هذا أبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون ، راجعه وتذكر كيف زاره في هذه السنة سنة 1424 المحبون ليكتسبوا منه منهل الوفاء للإيمان والهدى ، ومنهج للعقيدة حتى تطبيقها ، فعدوا زوار أبي عبد الله الحسين في كربلاء بالملايين بدل الألوف ـ فترى فيه شيء من التعبير الذي عانا منه أولياءه على مر السنين لمنع الكفار والظلمة من زيارته ومحاربة من يتوجه لمرقده ، فإن الحكام الطغاة كانوا يخافون من مرقده الطاهر ويخافون من قبره الشريف ، فكان يغضبهم زيارته من الأحرار ، ويزعجهم تقرب المؤمنين منه والطيبين الأخيار .

 

فترى أهل الظلم واتباعه والانحراف عن الدين وأصحابه ، لا يرضون بالقرب من الصراط المستقيم وزيارته ، وتراهم يعتدون على المرقد الطاهر ويمنعون الناس من القرب منه ، وكتبنا فصل في سرد شيء من تأريخ الاعتداء على مرقده من قبل الطغاة على مر السنين سنضعه إن شاء الله في صحيفة الحسين عليه السلام وسترى مختصر منه هنا .

 

 ولم يعلم هؤلاء المعاندون له إن الحسين ومبادئه وعقائده وتعاليمه :

زرعت في قلوب المؤمنين حب ومودة ودين واعتقاد ، ونمت في أفكارهم أهداف وغاية يسعى للوصول إليها الأحرار والمؤمنون ببذل النفوس وتحمل الصعاب في كل واد ، فيقيمون مجالس ذكره الشريف من أجل الالتحاق به وبمنهجه ودينه ، ومبرزين له كل الحب والوفاء وبأشد إخلاص ، ومعلنين لكل العالم هداه ، وهم في أماكنهم وفي جميع بقاع الأرض ، فإنه عليه السلام أثمر لهم المجد والكرامة والعز والإباء ، والإخلاص في العبودية لرب العالمين ، ونشرت تعاليمه لكل المسلمين بل لجميع العالمين .

 

تدبر التأريخ ترى : أن كل الظلمة يموتون ويدثر ذكرهم وتمحى رسومهم ، وتبقى اللعنة تصب عليهم من الله وملائكة والناس أجمعين ، وآثارهم خربه وفرجة للمتفرجين وعبرة للمعتبرين ، لأنهم كانوا طغاة ، وبقي الحسين وآله وصحبه عليهم السلام مبدأ وعقيدة وهدف وغاية ، وبتعاليمه ومعارفه الإلهية يصل المؤمنون لدين الله الحق ورضاه الواقعي ، ولذا يتقرب المؤمنون منه ويسع المحبون للتشرف بزيارته ، ويتمنى قربه في الدنيا والآخرة كل الطيبون ، فسكن وجوده وقوله وعلمه وعمله وفكره وتعاليمه العقول قبل الأرواح ، ونمى في الفكر قبل القلوب ، وأتسع وجوده فشمل الزمان فكان يومه كل التأريخ عاشوراء ، ومحل شهادته توسع فصار في كل أرض صالحة يوجد فيها من يطالب بالعدل والهدى الإلهي والإنصاف والحق ملتهم منها الإيثار والفداء ، فصارت تلك البقاع كربلاء .

نعم قد قال الأحرار بكل وجودهم : كل يوم عاشوراء وكل أرض كربلاء ، وذلك حين يتوسمون الهدى الذي علمه الحسين في كل شيء ، وبالخصوص حين يقاومون الظلم في أي بقعة من بقاع العالم ، مقتدين بمنهج الحسين عليه السلام إيمانا وعلما وعملا ، ومعبرين عن اعتقادهم وصدق نيتهم في قبول الإمام الحسين عليه السلام وسيرته وتصرفه من أجل طلب الإصلاح في أمة جده وشيعة أبيه ما استطاع ، فاقتدى به الطيبون والأحرار ولو بتضحية النفس وكل الأهل من أجل مقارعة الظلم والعدوان ، فلم يستسلموا لظلم في إيمانهم ، ولم يخنعوا لذل الجور والاعتداء في داخل وجودهم ، وإن سجنوا أو عذبوا أو حكمهم ظالم وطاغية لأيام أو سنين ظاهرا ، بل كان الشرفاء يقولون ويقدم منهم الطيبون ، كما قال الإمام الحسين عليه السلام واقدم حين حان الوقت المناسب للفداء :

( ألا إن الدعي ابن الدعي قد ركز بين اثنتين بين السلة ـ مقارعة السيوف ـ ، والذلة ـ الخنوع للظالم بكل الوجود والتسليم له ظاهرا وباطنا ـ وهيهات منا أخذ الدنية .

 أبى الله ذلك ورسوله .

وجدود طابت ، وحجور طهرت .

وأنوف حمية ، ونفوس أبيه .

 لا نؤثر مصارع اللئام ، على مصارع الكرام .

 ألا قد أعذرت وأنذرت .

 ألا إني زاحف بهذه الأسرة ، على قلة العتاد ، وخذلة الأصحاب ) .

تحف العقول ص 240 الملهوف ص 85 - 88 ، بحار الأنوار ج45ص83ب37ح10.

فأقدمَ ـ روحي لمنهجه الفداء ـ يقارع الظلم بكل ما أوتي من قوة ، وبكل الأهل والمال والعيال والنفس مع خذلان الناصر وقلته المنتصر له في ذلك الزمان حتى الشهادة ، فلما علم الله والمؤمنون وكل الأحرار والطيبون صدقه ، قبلوه إمام ورضوا بمنهج عقيدة ودين ، ولذا وجب أتباعه والإقتداء به من أجل رفض كل جور وظلم وطغيان ، فقام كل شريف يحب الخير ويتوق للعدل على منهجه ، فيحب المطالبة بالإصلاح والهدى الحق بل يؤمن به وعمل بكل وجوده من أجله ، ويسعى بكل جهده لأن يقيم العدالة والإحسان في السيرة والسلوك لكل بني الإنسان الطيبين ، فضلا عن صميم نفسه وأسرته وأهله .

 

فلهذا صار محل مثوى الحسين كربلاء :

رمز الحرية وشعار الصالحين ، يجددون العهد معه فيها ، ويسيرون في خطاه مقتدين به بكل وجودهم ، خطوة خطوة مقتدين آثاره في كل هدى ودين ، ولذا صار مرقده الطاهر وقبته تناطح السماء علواً ورفعة وشموخ وعز وإباء ، فإنه يحب الوصول إليها كل المؤمنون الأتقياء ، وتهفوا لمدينه كربلاء كل الشرفاء ، فيزورها المؤمنون الأحرار ، ويتمنى قربها الأخيار ، وخزي ولعن كل من تعرض لها بسوء من الأشرار .

 وهذا فصل من صحيفة الإمام القدوة الحسين عليه السلام : بين يديك يا طيب ، يحكي شيء من الجغرافية والتاريخ عن كربلاء التضحية والفداء ، والذي أسكنه فيها سيد الشهداء الإمام الحسين عليه السلام ، وهنا كلام عن شموخ مثواه ومرقه الطاهر وموقعة الشريف ، وسنذكر في موضوع آخر من صحيفة الإمام الحسين عليه السلام إن شاء الله جور الخلفاء الأمويين والعباسيين عليه وولاتهم في قصص ذكرها من عاش تلك الأحداث .

ونذكر هذا للطيبين والأحرار المخلصين للعبرة وللعضة ، وكما عرفنا يعرف المؤمنين ولكل الناس بأن الحق يعلوا ولا يعلى عليه ، وينموا في الفكر والعقيدة والوجود والتاريخ والجغرافية حتى يكون كربلاء ، وأن الباطل والطغاة والظلمة منحسرين خاسئين تلعنهم الأرض والسماء والله وملائكة والناس أجمعون ، حتى ليكون مثواهم مزبلة ومحل كسافة للنزلاء ، يهجره حتى من يتولاه ولا يؤمن بزيارته بل يحرم قربه والبناء عليه كما عليه الوهابية العملاء ، فهذا هو مرقد سيدهم يزيد ومعاوية وأمثالهم .

وتبقى كربلاء كالحسين عليه السلام : مبدأ وعقدية وغاية وهدف ينموا ويتسع في عالم المعنى والروح جغرافية وتأريخ ، وهذا مرقده الطاهر يهفوا له المؤمنون ويزوره الناس من جميع بقاع الأرض وهم بذكرها يأنسون مرتاحون في اشد الأحول وأصعبها فضلا عن أيام اليسر والراحة ، وأصبح مدينته كربلاء من أهم المدن في الأرض سمعة وصيتا لما حل فيها من التضحية والإيثار والفداء ، وصارت مقدسة يهفوا لحب ذكرها النبلاء ، بعد أن كانت أرض قاحلة في صحراء .

ويا أخي الكريم يا من يحب الكرام وأهل الإباء : قد جعلنا ما يُعرفك من جغرافية وتأريخ المرقد الطاهر ومدينته كربلاء  وما جرا عليها من الجور وإباءها عليه في بحوث ، فتدبر فيها لعل الله ينفعنا وإياك في جعل الحسين قدوة وأسوة لنا حتى نحبه بل نحب أرضه كربلاء ، ويرزقنا الله سبحانه زيارته وشفاعته في الدنيا والآخرة إنه أرحم الراحمين ، ورحم الله من قال آمين .

وهنا بحوث في تعريف كربلاء في جغرافية وتاريخ المعنى واللفظ والباطن والظاهر :

 

 

البحث الأول

تعريف كربلاء المعنوي وأسمها الظاهري

 

 

أولاً : التعريف الحقيقي والمعنوي لكربلاء :

كربلاء : مدينة ذكرها الله لأبي بشر أدم حين علمه الأسماء ولجميع المصطفين الأصفياء ، فزار تربتها الأنبياء بل عرفتها ملائكة السماء ، وهي البقعة التي أعدها الله تعالى لتواري الجسد الطاهر للحسين وصحبه عليهم السلام وكفاها فخراً وشرفاً ومنقبتاً وفضلاً  ـ وقد ذكرنا أحاديث في هذا المعنى في فصول من صحيفة الإمام الحسين عليه السلام من موسوعة صحف الطيبين ـ .

 وصارت كربلاء : بعد بإيثار سيد الشهداء ، مهبط للملائكة والأنبياء من ملكوتهم ، والمؤمنين والطيبين وكل الشرفاء في دنياهم ، فذكرت كربلاء مع كل ذكر للحسين عليه السلام في أغلب مجالس ذكره ، حتى قالوا : كل أرض كربلاء ، وليوم إباءها وشموخها على الذل وتعززها على الطغيان بالحسين في العاشر من المحرم قالوا : كل يوم عاشوراء .

كربلاء : قد جاء ذكرها مع الحسين فكثر معناها في أحاديث أهل البيت عليهم السلام ، بل بالعاطفة وبالعقل لمحافظة الله على دينه ، وبالدليل للدين أنه مصون بأئمة حق وقادة مختارون من الله يكرمهم ويشرفهم بكل ما يجعل الناس يقتدون بهم ويتأسون بكل شيء من ذكرهم وسيرتهم بل حتى آثارهم ، وسترى في مقال يأتي : إنه في تربتها الشفاء ، وإن التسبيح بسبحة من ترابها يخرق الحجب ويصل أرقا محل في السماء ، والسجود على تربتها يرضى الرب فيصعد الدعاء ، وأصبحت محط لأنظار الملائكة والمؤمنين والأولياء ، ورغب بزيارتها كل المخلصين والذين هم لمنهج دينهم الحق أوفياء ، فأضحت تفاخر الكعبة المكرمة والمدينة المنورة والقدس الشريفة مع ما لهما من الفضل والكرامة عند الله والملائكة والأصفياء .

 

ثانيا : أسماء مدينة كربلاء في التأريخ :

كربلاء : سميت مدينة كربلاء من قديم التأريخ ،  فكانت أول أمرها مقبرة للنصارى ، وأسمائها بالبابلية كربلاء : قرب الإله ، وبالآشورية : كرب إيل : حرم الله ، وهي من كور بابل القديمة ، وبالفارسية قبل الإسلام : كار بالا : العمل الأعلى .

وسميت بأسماء مدن تقربها قبل تشريفها بالحسين عليه السلام :

 وعقر بابل وكور بابل ، مجموعة من القرى :

منها قرية نينوى : وهي الآن أطلال شمال شرق كربلاء الحالية .

والنواوويس : هي مقبرة للنصارى قبل مجيء الإسلام قرب نينوى .

وكربلاء : قرية تقع شمال غرب كربلاء الحالية قليلاً ، وهي التي غلب اسمها لقربها من حل الشهادة بل اليوم ضمنها ،وهي التي أشار إليها الإمام الشهيد الحسين بن علي كأن بأوصالي تقطعها عسلان الفلوات بين النواوويس وكربلا .

 والطف : لوقوعها على جانب نهر العلقمي .

وكذا سميت بالغاضرية : لقربها من القرية التي يسكنها بني أسد ، والمسماة الآن بالحسينية ، وقرية كربله تقع شمال كربلاء الآن وشمال شرق الغاضرية .

وتسمى بالحير :  لأنه حار الماء حول مرقده الطاهر عندما حرثوا وسقوا تراب كربلاء بالماء بأمر المتوكل ، فلم يصل الماء للقبر فدار حوله وحار محيط به ، واليوم يعرف المحيط الذي يحيط يصحن الإمام الحسين بالحائر ، وينتسب له ناس كثيرون بالحائري ، يتشرفون بلقبهم هذا ، لأنهم في زمان سكنوا قرب هذا المحيط المقدس فيلقبون به ولهم به كل فخر فيتشرفون بذكر مجاورتهم له ، واستقر أسمها القديم كربلاء لها وتعرف به اليوم دون غيره .

 

 

 

البحث الثاني

موقع كربلاء في القلوب والأرض

 

 

أولاً : حقيقة موقع كربلاء في القلوب :

تقع كربلاء في قلوب المؤمنين معلمة للثورة والتضحية والفداء في سبيل إعلاء كلمة الله ودينه الحق ، وكربلاء في أرواح الطيبين بقعة بيضاء لا تقبل الكفر والشرك والنفاق ، وفي لب أولياء الله فكرة الجهاد ورفض المتجبرين والظلم والخنوع للطغاة والفسقة على طول التاريخ .

 

فكربلاء : هي العاصمة المعنوية للعراق ، والعاصمة الدينية لكل الأحرار والمؤمنين المحبين لله ورسوله وآله الطبيين الطاهرين وأسوتهم الحسين عليه السلام .

 

ثانياً : كربلاء في بقع الأرض :

 وتقع كربلاء : في بقع الأرض في أسيا ، وسط العراق مدينة مقدسة ، على بعد 105 كم من بغداد عاصمة العراق ، وعلى جهتها اليمنى جدول الحسينية وهي في شرق الفرات وبساتينه الغناء ، وعلى حافتها الجنوبية والغربية بحيرة الرزازة وصحراء .

أو فقل تقريبا : في شمالها بغداد عاصمة العراق الظاهرية ، وفي جنوبها النجف التي فيها مثوى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب أبا عبد الله الحسين عليه السلام ، وفي شرقها بابل وآثارها الحلة ، وفي غربها الأنبار وبلاد الشام أي بادية الشام وأراضي الحجاز في شبه الجزيرة العربية .

 

 

فكربلاء مدينة المعنى والظاهر في الأرض :

فمن يعرف كربلاء : يدخل في حدودها فيكون فيها ، فيحده ويكون في حدود ما يحدها في عالم المعنى :

من الشرق نور الإيمان ورضا الله والجنة ، إن قبلها مبدأ وغاية في الهدف كما كان سيدها .

 وهي لمن غرب : عنها في قلبه فلم يعرفها في سره ، والمجانب لها في الأسوة والقدوة والتارك لها ، فهو في نار الكفر متحقق وفي جحيم النفاق واقع ، وفي الشرك متورط في ظاهره وباطنه ، بل هو من أتباع الاستعمار والصهاينة والطغاة الفسقة على طول التأريخ وفي جميع بقاع الأرض أو من مثلهم .

فمن شم ثراها بالمعرفة الحقة تشفى عقلا وإيمانا وهدى ، وغدا رجل الحقيقة والنضال والإيثار والصلاح والعدل والإحسان .

ومن تجنبها تجنب عن الحسين وأبيه علي وأمه فاطمة وأخيه الحسين وجده محمد صلى الله عليهم وسلم ، والوحي وكلام الله القرآن بما فيه الأحكام والسنن ، فضلا عن آيات الإمامة والمودة والولاية وأطيعوا الله ورسوله وأولي الأمر وكل ثواب وأجر .

 

 

البحث الثالث

موقع كربلاء وبالخطوط والطرق المعنوية والأرضية

 

أولاً : موقع كربلاء على خط الطول والعرض المعنوي :

تقع كربلاء على خط الطول : في عالم المعنى على خط الصراط المستقيم الذي يوصل لرضا الله تعالى وكل نعيم ، وتطول بساكنها في المعنى والحقيقة والإيمان محل الكرامة في الجنة ، حتى يحف المتمسك بكل وجوده بمنهج الحسين بالمقام المحمود معه عند جده نبي الرحمة في ملكوت السماء ، وعلى ضفاف الكوثر يسكن في الفردوس الأعلى في درجات العلى ، في مقام لدينا مزيد ، ولا عين رأت ولا أذن سمعت بكرامة الله لأوليائه وأحباءه المخلصين .

 

وتقع كربلاء على خط عرض : الدين وحماته وشرفه وهيبته وعزه ، فسرت في الزمان من أول التاريخ لأخره هيبة وكرامة وشرف لمن قبلها وتمسك بمنهجها ، وفي المكان وسعت جميع بقاع الأرض فسكانها كل الأحرار الطيبين المؤمنين والموالين والمحبين لله ولأوليائه من الرسل والأنبياء ، وبالخصوص نبينا محمد وآله الطيبين الطاهرين ومحبيهم ، وإن كانوا هم في أماكنهم ومساكنهم في جميع بقاع الأرض .

فمن تاه في بقاع المعنى وضل عن المعرفة الوسطى : فمناره وعلامة هداه كربلاء ، تكون له كسيدها مصباح هدى في أعلى منار الإيمان ، وسفينة نجاة تنجي من كل ضلال ، فيأتيه في كل زمان مجالس ذكرها مع ذكر الحسين المتجدد عند المخلصين المؤمنين ، فيعرفه الحق وأهله وإيثارهم وثورتهم من أجل الإصلاح وطلب العدل والإيمان من الطغاة فضلا عن نفسه وأهله .

فكربلاء لمن تعرف عليها بحق : تقع على حد العقل دليل للهدى ومنار للتقى وبرهان يجلي العمى ، وفي وسط الفؤاد والقلب حقيقة معنى الإصلاح والعدل والإيمان والمحبة ، فهي السالكة بالمؤمنين والصاحين لواقع الأمة الوسطى ، فتدل بل تأخذ لمن يسلك سبيلها لأعلى مراتب الإيمان واليقين بالله وتعاليمه الحقيقة الواقعية الصادقة ، فيصل بمعرفة حقيقة وجودها وغرض تقديسها ، لأعلى هدفه في طلب مراتب العدل والإحسان فيتنعم برضى الرحمان في أعلى الجنان .

 

ثانيا : خط الطول والعرض الجغرافي :

 تقع مدينة كربلاء : على خط طول 44 درجة و40 دقيقة ، وعلى خط عرض 33 درجة و31 دقيقة .

 

 

البحث الرابع

التوسعة والإعمارة لمدينة كربلاء

 

أولاً : التوسع والعمارة المعنوية :

توسعت كربلاء : في فشملت قلوب جميع المؤمنين المخلصين والأحرار والثوار فسكنت قلوبهم تضحية وإيثار ، وتوسعت في فؤادهم محبة وفي أفكارهم مبدأ وعقيدة ، وفي كل آن تتجدد مستمدة بركاتها من ساكنها الحقيقي ، سيد الشهداء وأهل الجنة ، والذي أعطها كل فخر وعزة وشرف بعدما كانت صحراء على ضفاف نهرا لا تروى لارتفاع أرضها نسبياً ، فارتفعت بسيد الشهداء أبا عبد الله الحسين عليه السلام فبلغت السماء علواً ورفعتا ومجدا وشموخا ، وأصبحت محط أنظار الشرفاء .

ولهذا اتسعت لمن سكنها وزارها من المؤمنين ، فحب البقاء فيها منتهل منها نور الإيمان والإخلاص للدين وللتحقق بالطاعة لمعارف رب العالمين ، فأصبحت أحد مدن العراق المهمة ومحافظاته الواسعة في العمران والسكن .

وتعرف تطورها التأريخي الحقيقي بالتدبر في الفصول من صحيفة الحسين عند الحديث لذكرها عند الأنبياء ونبينا الأكرم والصالحين .

 

فأول من سكنها : أبا عبد الله الحسين واثني وسبعون من أصحابه وأهل بيته وأربعة آلاف من الملائكة ، وخمسين ألف ، ومئات الألف منهم يزوروه كل يوم ، فهي عامرة في عالم الروح والمعنى ومن أوسع مدن معارف الله سبحانه وتعالى ، تُعلم التضحية والفداء والإيثار والعدل وطلب الإصلاح وكل خير وفضيلة علما وعملا لكل من يعرف حقيقة وجودها وسبب تقديسها .

وأما المتعلمين فيها وعلماءها : فهم كل محبين آل محمد عليهم السلام ، وكل حر في دنياه وإن لم يخاف المعاد .

وأما سعتها ومحلاتها : وسعت جميع قلوب المؤمنين فسكنت في قلوبهم بل سكنوا فيها بالفكر والعقيدة وهم في بلادهم  ، فكان محلها فكر المؤمن المحب لله ورسوله وآله الأطهار قبل قلبه .

وأما شوارعها وطرقها : فهو الصراط المستقيم الموصل لرضا الله والجنة وكل نعيم ، وفيها مسالك الكوثر والهدى والحديث عن النعيم لسيد المرسلين في آله وفنائهم في هدى الله حتى الشهادة .

وأما أسواقها : فهي تبيع السلوان للمبتلين والمصابين ، والصبر للمضطهدين والمستضعفين والمنكوبين ، والثورة والفداء والتضحية للثوار والأحرار ، فتمنحهم العز والكرامة وطلب الإصلاح والعدل والإحسان ، فيشترى بالإيمان بها : منهجها ومبادئها حتى اليقين برضا الله وقبول الأعمال الصالحة نية وعملا ، فيكون ربحها الجنة وكل خير وكرامة ونعيم وشرف وعز وإباء ، ففيها شراء الأنفس وبيعها رضا الرب ونعيم الدنيا والآخرة وكل هدى وصلاح ، وهباتها المجد التليد والعز الذي لا يبيد وكل كرامة لمن من فيضها يقتبس وبحق يُريد .

 ويخسر أكبر صفقة هدى من لم يدخل في سوقها ، ومن ينكر فضلها فلم يشتري منها بقلبه وفكرة دين ومنهج للعقيدة ، ومن يهجرها فلم يبيع فيها ولم يشترى منها ، يخسر الاطمئنان فيقع بالخوف والبوار والذل وكل عار ، لأنه إما أن يكون من الطغاة والظالمين والمستكبرين أو من أتباعهم ومتورط في حبالهم يدري أو لا يدري ، فهو أجير لهم اشتروه بثمن بخس الهوى والشهوات والأفكار الرديئة ، وليس بعد الحق إلى الضلال ، بل يلاحقه أنصار الحسين وطلاب العدل والإصلاح وكل فضيلة وفلاح للإثابة لرشده وطاعة هدى ربه .

 

وكل هذا الفخار والمجد والعزة جاء لكربلاء :  من أبي عبد الله الحسين عليه السلام الإمام وخليفة سول الله الثالث ، وخامس أصحاب الكساء المعصومين الذين : طهرهم الله بأية التطهير ، وأورثهم الله تعالى الكتاب بأية الوراثة للذين اصطفى ، وأمر بمودتهم واتباعهم بأية المودة واقتراف الحسنة ، وبرهم بسورة الأبرار المسماة بسورة الإنسان والدهر ، وكثرهم بسورة الكوثر ، فباهلوا كل سكان الدنيا بآية المباهلة ، فنالوا بنينا محمد وآله الأطهار رضا الله وسكنوا نعيمه وصاروا صراطه المستقيم في سورة الحمد الفاتحة ، وتبعهم محبيهم وأتباعهم والأرض التي سكنوها والهواء الذي استنشقوه لما سيعطي الله نبيه فيرضى ، فيُرضي محبيه ومحبي سبطه الحسين وآله الأطهار بآية سيعطيك ربك فترضى .

فهلم يا أخي المؤمن لحرم الحسين : وأسكن حريمه عقيدة ودين ولو كنت في أقصى بقاع الأرض ، فإنه من أجل العدالة وطلب الإصلاح والهدى ، يجب أن يكون عندك كل أرض كربلاء ، بل كل يوم عاشورا معلن رفضك للظلم والطغيان ولو في قلبك بأضعف الإيمان ، فضلا عن القلم واللسان وكل ما يوصل لتطبيق الخير والفضيلة والبر والإحسان ، بل والإيمان بكل هدى الرحمان الذي علمه الحسين وآله الكرام صلى الله عليهم وسلم وتطبيقه .

 

ثانياً : التوسعة والاعمار الظاهري :

وأما التوسعة والعمار الظاهر لمعرفة تاريخ كربلاء وبناء الضريح المقدس وقبته الشامخة وتوسعتها وسكنها ، يتلخص :

بنيت كربلاء : منذ مثوى الحسين عليه السلام وصحبه الكرام فيها ، فلم تخلوا من الزوار وتوسعت بين المد والجزر ، حتى اتخذت البيوت قربها في زمن الأمويين والعباسيين ، واستقر بناءها وتوسعها بدون جزر من زمن المنتصر الملك العباسي المؤمن ابن الملك الناصبي المتوكل العباسي في سنة 247 للهجرة ، وشيدت قبة كبيرة على المرقد الطاهر سنة 280 هجري بأمر الداعي العلوي ، وسنة 371 للهجرة توسعة وعمرت في زمن عضد الدولة البويهي ، واستمرت في العمران والسعة على طول التاريخ وسلمت من فتن النواصب وعدائهم لأهل البيت في أغلب تأريخها ، إلا ما ندر في فترات قصيرة من تأريخها ، وبالخصوص مما جاء في زمن أذناب الاستعمار الوهابية الذين اعتدوا على المرقد وسرقوا ما فيه في زمان توسعهم وبدعمه وتأييده وهم الآن يده الضاربة يدرون أو لا يدرون.

 

والآن بحمد الله المرقد الطاهر فيه حضرة وصحن ومنارة يندر وجود مثلها في جميع الدنيا ، إلا ما كان في المراقد المقدسة الأخرى التي يرعاها المؤمنون ، ومدينة كربلاء مدينة واسعة وهي الآن من أكبر محافظات العراق وأجملها ، وللتوسعة في معرفة تاريخ كربلاء أقرأ الكتب التالية :

كربلاء في الذاكرة تأليف سلمان هادي طعمة : ط1سنة1988م بغداد.

  تراث كربلاء سلمان هادي الطعمة ط1سنة 1983 م .

  موسوعة العتبات المقدسة ج8ط2 سنة 1987 م .

  العراق قديماً وحديثاً السيد عبد الرزاق الحسني .

المدن الإسلامية مؤسسة الموسوعة الكومبيوترية .

 

وأما المصدر المعنوي لما قرأت : فهو حتى اليقين الإقتداء بسيد الشهداء وحبه وجعله أسوة ، والمجاورة المعنوية لأبي الأحرار على طول العمر في الدنيا والآخرة إن شاء الله ، والسكن قربه في الروح والقلب والفكر والعقل بإذن الله ، والسكن في الحائر قربه في باب السلطانية في البدن عند ريعان الشباب ، وفي الكهولة إن شاء الله بعد الهجرة القهرية التي أبقيت الروح عنده .

وأما المصدر الكتبي : صفحة كربلاء من كتاب المدن الإسلامية المنشور على شبكة رافد للتنمية الثقافية ، وكتاب الملهوف ص26 ، تراث كربلاء 19.

 

 

 

 

البحث الخامس

 تأريخ كربلاء في سطور

 

وذكر في كتاب المدن الإسلامية في فصل كربلاء المقدسة :

من ذاكرة التاريخ : ـ نزل فيها الإمام أمير المؤمنين عليه السلام أثناء مروره إلى حرب صفين ، وشوهد فيها متأملا لما فيها من أطلال وآثار ، فسئل عن ذلك .

فقال عليه السلام : ( إن لهذه الأرض شانا عظيما ، فهاهنا محط ركابهم ، وهاهنا مهراق دمائهم ) . فسئل عن ذلك .

فقال عليه السلام : ( ثقل لآل محمد صلى الله عليه وآله وسلم ينزلون هاهنا ) .

أقول : ذكرنا في فصول صحيفة الإمام الحسين بحوث في معرفتها للأنبياء ، وبالخصوص نبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم بإخبار جبرائيل عليه السلام لكل وقائع كربلاء وآثارها .

 ـ سنة 61 هـ لما انتهى الإمام الحسين عليه السلام إلى كربلاء وأحاطت به خيل عبيد الله بن زياد .

 قال : ما اسم تلك القرية ؟ وأشار إلى العقر .

 فقيل له : اسمها العقر ، فقال  عليه السلام : نعوذ بالله من العقر .

فما اسم هذه الأرض التي نحن فيها ؟

 فقالوا : كربلاء ، قال : ارض كرب وبلاء .

 ـ في العاشر من المحرم سنة 61 هـ استشهد الأمام الحسين عليه السلام وأصحابه الميامين فيها ودفن في الحائر المقدس .

 ـ في عهد يزيد بن معاوية حدثت ثورة يزيد بن المهلب في ميدان العقر بالقرب من كربلاء ، على ضفة الفرات ودارت هنالك معركة رهيبة أسفرت عن هزيمة الثوار أمام جيش مسلمة بن عبد الملك قائد جيش يزيد .

 ـ سنة 369 هـ حدثت غارة ضبّة بن محمد الأسدي على كربلاء عندما كان أميرا لعين التمر .

 ـ سنة 479 هـ غارت خفاجة على كربلاء في زمن إمارة سيف الدولة .

 ـ سنة 795 هـ وقعت هجمات تيمور لنك على كربلاء .

 ـ سنة 858 هـ استولى مولى ( علي المشعشعي ) على كربلاء ونهب المشهد الحسيني ، وقتل أهلها واسر من بقي منهم إلى دار ملكه في البصرة .

 ـ سنة 1013 هـ غزت قبيلة آل مهنا كربلاء بزعامة أميرها المدعو " ناصر بن مهنا " وبسطت زعامتها على المدينة 40 عاماً إلى سنة 1053 هـ.

 ـ سنة 1216 هـ أغار الوهابيون على مدينة كربلاء بقيادة سعود بن عبد العزيز وقتلوا كثير من أهلها في الأسواق والبيوت ، وهدموا قبة مرقد الإمام الحسين عليه السلام ، ونهبوا جميع ما في المدينة والمرقد الشريف من أموال وسلاح ولباس وفضة وذهب وكانت تسمى بحادثة ( الطف الثانية).

 ـ سنة 1534 م احتل العثمانيون العراق وقام السلطان سليمان القانوني بحفر نهر من الفرات سمي ( النهر السليماني ) وهو نهر الحسينية الحالي .

 ـ سنة 1241 هـ / 1825 م وقعت حادثة المناخور في عهد الوالي داود باشا حيث حاصرت قوات داود باشا كربلاء بقيادة أمير خيالته ( سليمان ميراخور ) حيث حاصرها واستباح حماها لمدة 8 اشهر.

 ـ سنة 1258 هـ / 1842 م وقعت حادثة محمد نجيب باشا إذ اجبر سكان مدينة كربلاء بقوة السلاح للخضوع لحكم العثمانيين.

 ـ سنة 1623 م احتل الإيرانيون العراق بزعامة الشاه عباس الصفوي.

 ـ سنة 1638 م حاصر السلطان العثماني مراد الرابع مدينة كربلاء.

 ـ سنة 1293 هـ / 1876 م حدثت حركة علي هدلة المناوئة للحكومة العثمانية .

 ـ سنة 1923 م هاجم الوهابيون مدينة كربلاء مرة ثانية .

 ـ سنة 1920 م اندلعت الثورة العراقية المسماة " ثورة العشرين العظيمة " ، وكان اندلاعها من مدينة كربلاء التي اتخذت معقلا للثوار ، وعلى رأسهم المرحوم الشيخ محمد تقي الحائري الشيرازي ، وإصداره فتواه بتحريم انتخاب غير المسلم لحكم العراق.

 ـ في 29حزيران 1920م القي القبض على الشيخ محمد رضا نجل الإمام الشيرازي مع تسعة من الشيوخ والأعلام المجاهدين وتم تسفيرهم إلى هنكام.

 ـ سنة 1980 م وفي مراسم إحياء أربعينية الإمام الحسين عليه السلام ، اصطدمت مواكب المشاة من جميع المحافظات العراقية من أنصار الحسين عليه السلام مع السلطات العراقية ، وذلك عندما حاولت القوات منعهم من زيارة الحسين عليه السلام  ، وحدوث انتفاضة رجب الخالدة في زمن نظام البعث المجرم.

 ـ سنة 1991 م في انتفاضة 15 شعبان تحررت من الطغاة فتره ولكنها ، قصفت قوات النظام الحاكم في العراق قبة المشهد الحسيني الشريف فدمرت جزءاً منها وذلك خلال أحداث انتفاضة شعبان الخالدة ، وكان قائد النظام ـ زوج أبنت الطاغية صدام ـ هدام ـ حسين دكتاتور العراق ، وكان وزير له ـ المسمى بحسين ناقص ( كامل ) فوكل بالتصدي لانتفاضة الثوار في كربلاء ، فرمى القبة الشريفة بقذيفة دبابة أثرت فيها ثقباً وقال في كلمته الخبيثة مخاطب الإمام الحسين أنت حسين وأنا حسين وسترى من ينتصر .

هذا وقد اُصلحت القبة الطاهرة ورجعت كما كانت بعد مدة قصيرة ، وهذا اللعين المسمى بحسين ناقص بعد أشهر خرج على طاغيته فقتله وقتل أبيه واخوته شر قتله فأنتقم الله منه وأخزاه ، وهذا المعتدي على حرم الحسين عليه السلام الآن في نار جهنم يغدوا عليها ويمسي فيها ، وهو متيقن أن سيد الشهداء أنتصر عليه وعلى أمثاله بمظلوميته على طول التأريخ .

 

 فالسلام على كل الثوار والشهداء والأحرار وكل من يأخذ منهج الحسين عليه السلام مبدأ وعقيدة ، فيسلك سبيله بصراط مستقيم حتى يصل لغايته إما النصر بتطبيق هداه أو الشهادة ، فيكون بكل وجوده وفي كل آن طالب للعدل وللإصلاح وللإحسان وعن هدى وإيمان ، فيتعبد لله تعالى بدين الحسين عليه السلام ، حتى يكون بكل وجوده في جوار رضا الرحمن ، فيسكن كربلاء المعنى والهدى أين ما كان من بقاع الدنيا .

 

يا إلهي لا إله إلا أنت الذي أمرتنا بالإقتداء بالصالحين المتقين ، وهذا سيد شباب أهل الجنة وسبط نبيك محمد سيد الأنبياء والمرسلين ، والذي كان الحسين منه وجودا ، ونبينا منه استمرار للأسوة والقدوة والخير والفضيلة والصلاح والدين وكل هدى ، فاجعلنا منهم ومعهم منتسبين ومتسببين حتى اليقين بحق محمد وآله الطيبين الطاهرين ، ورحم الله من قال آمين .

 

 

خادم علوم آل محمد عليهم السلام

موقع موسوعة صحف الطيبين

http://www.mowswoat-suhofe-alltyybeyyn.org/
http://www.msn313.com