هداك الله بنور الإسلام حتى تصل لأعلى مقام

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله الطيبين الطاهرين ولعنة الله على أعدائهم إلى يوم الدين
موسوعة صحف الطيبين في  أصول الدين وسيرة المعصومين
قسم سيرة المعصومين/ صحيفة الإمام
الرضا عليه السلام
 الجزء الأول / شأنه الكريم وحياته الاجتماعية

الباب الحادي عشر

أحوال الإمام الرضا عليه السلام مع آله ومناط حبهم وفضله

بعد إن عرفنا في الأبواب السابقة : نسب الإمام الرضا عليه السلام وشأنه الكبير عند الله تعالى وسعة علمه ، وشيء من معارفه الكريمة في الآداب والخُلق الحسن وجهاده وتعريفه لدين الله وضرورة عبوديته بكل إخلاص ، حتى كان بحق هو إمام الهدى وولي الدين في زمانه ، بل يجب على كل المؤمنين التعبد لله بتعاليمه وما شرحه من دين جده خاتم المرسلين لآخر الدهر ، لأنه عليه السلام هو ذلك الإمام المفترض الطاعة الراسخ بعلم الكتاب ووارثه ومبينه بما يحب الله سبحانه وتعالى ويرض من العبودية له .
وفي الباب السابق : تعرفنا على الإمام الرضا عليه السلام في خلُقه الحسن وآدابه الكريمة وشيء من سيرته في بيته وتصرفه مع حشمه وخدمه ، وأما هنا فنتعرف يا طيب : على الإمام الرضا في أهل بيته من آله الكرام وعشيرته الأقربون ، من معرفة أبنائه وإخوته وأعمامه وكيفية تصرفه معهم وتصرفهم معه ، وقبل أن نذكر هذا ، نذكر بحث مختصر في ضرورة مودته وآله وحبهم بقدر شأنهم عند الله أي حسب طاعتهم له وتعبدهم لله بتعاليم دينه المرضي عند الله ، ثم نذكر ثواب هذه المعرفة وفضل الظهور بها لنا  .

فهنا بحثان :

 

البحث الأول

وجوب محبة آل الرضا بمقدار شأنهم معه

 
يا طيب : إن الله سبحانه وتعالى إن رضي عن عبد من عباده ، كرمه بكل شيء من نعيم دينه وهداه علما وعملا ومعرفة وتطبيقا ، بحيث يكون قدوة وأسوة لغيره من العباد ، بل ويكرمه في آله وأهله فيجعلهم خلفاءه وأئمة بعده ، حتى ليجعلهم سبحانه كوثر الوجود وخير أهل الدنيا وبركات نعيمه لعبادة في الآخرة ، فيأمر بحبهم وودهم وطاعتهم والكون معهم وعلى هداهم ، وهذا كان شأن كل الأنبياء وبالخصوص نبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم ، حتى سأل الله له اجر المودة في القربى ، والصلاة عليهم معه ، وزكاهم بآيات المباهلة والتطهير لأهل البيت ورفع ذكرهم ونورهم في جميع مراتب وجودهم بآيات النور والبيوت المرفوعة بذكره وتعليم هداه بكل وجودهم .
وهذا الإمام الرضا عليه السلام : هو السبط الثامن لنبي الرحمة وعترته والمكرم بالإمامة والولاية ، والذي كان مصداق حق للذرية الطيبة ، والمأمور بمودته وطاعته والتعلم منه ، بل هو الإمام وحقيقة من حقائق دعوة نبينا الكريم حين أمره سبحانه بالدعاء في قوله :
{ وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا .74: أُوْلَئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِمَا صَبَرُوا وَيُلَقَّوْنَ فِيهَا تَحِيَّةً وَسَلاَمًا } الفرقان75 .
 فاستجاب الله تعالى لنبينا فجعل ذريته ملحقة به ، وبما وفقهم بأعمالهم التي تكون بكل هدى الله ودينه القيم ، وعن إيمان راسخ ويقين مخلص بفضل الله وضرورة عبوديته بكل ما يحب ويرضى ، حتى قال تعالى :
{ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ } الطور21 .
والله تعالى يلحق بالعمل الديني لعبودية عباده بعضهم ببعض فيجعلهم معهم ، وذرية بعضها من بعض وفي نفس المنزلة والشأن من الولاية ووجوب الطاعة والمحبة والمودة والتطهير والصلاة عليهم وأخذ تعاليمه منهم ،  إلا النبوة في آخر الأديان حيث ختمت بخاتم المرسلين ، ولكن خص آله بكرامة عظمى فجعلهم أئمة لهدى دينه القيم وولاة على عباده وخلفاء لرسوله حتى يوم القيامة إمام بعد إمام ، كمصداق طيب لقوله تعالى : { وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ }السجدة24 ، وهذا ما وفق له نبي الرحمة في آله فجعل منهم أئمة وأمرنا بحبهم وودهم بعد إن طهرهم حتى جعل وجوب المحبة أجر للرسالة ولعبوديته لله ولتبليغ دينه ، فكانوا هم كرسول الله شارحين لدينه ومبلغين لهداه بعده ، وهذا ما نص عليه تعالى في قوله :
{ ذَلِكَ الَّذِي يُبَشِّرُ اللَّهُ عِبَادَهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ قُلْ لاَ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى وَمَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْنًا إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ شَكُورٌ}الشورى23 ، ولا تنطبق إلا على قربى النبي ، لأنه في قربى المسلمين عصاة وظلمة ويجب معاداتهم ورفضهم بكل وجودهم كما سترى.
ولهذا من يقترف الحسنات بحب النبي وآله على الحقيقة يغفر له الله ويشكر سعيه ويرضى عبوديته ، وهذا هو الخير الكثير الذي وعده الله للنبي بأن جعل من آله أئمة وجعل ذريته مباركه وخير للوجود بقوله تعالى : { إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ .1: فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ .2: إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الأَبْتَرُ } الكوثر3.
ولذا كان هذا النسل الكثير من نبي الرحمة من بنته فاطمة وأبن عمه وأخيه ووصيه علي بن أبي طالب ، لهم فضل من الله وتكريم حتى كانوا بركة لنا ، ومنهم سادت العباد ووجودهم بين عباد الله خير ونعمة هدى ودين واتصال بنبي الرحمة ، وإن لمنهم أئمة يهدون بأمر الله وهم أصحاب ليلة القدر وروحها المنزل بأمر الله ، وهذا الخير لنا مستمر في ذرية نبي الرحمة إلى يوم القيامة .
ويا طيب : هذه الصحيفة المباركة بين يديك متخصصة بعرض شيء من سيرة وحياة الإمام الثامن من آل محمد : علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب وجدته فاطمة الزهراء سيد الزهراء وأمها خديجة أم المؤمنين وجده أكرم مخلوق في الوجود نبي الرحمة وخاتم المرسلين.
 
وفي هذا الباب يا أخي : نتكلم عن حال إمام من هذا الوجود الطيب الطاهر المبارك وحال كوثر الوجود معه والذرية لنبي الرحمة كلهم ، فهو سيدهم وولي دينهم وإمامهم في زمانه ، فمن قبله إمام وأذعن له وأطاعه بتعاليم هداه منهم ، رضا الله عنه ورسوله ، لأنه عبد الله بدينه الحق من ولي مختار لهداه ، وإن من هجره ولو كان من هذه الذرية المباركة ورفض ولايته وإمامته فقد رفض البركة وخرج من وجوده الخير بل له ضعف من العذاب ، وليس بين الله ولا رسوله ولا آله الكرام من أئمة الحق قرابة إلا بالتقوى والطاعة لله وعبوديته بما يحب ويرضى بدين إمام حق ، وهذا هو عين قوله : أكرمكم عند الله اتقاكم ، وأكرم البشر وأحسنهم عملا الإمام ثم أقربهم عبودية لله بدينه من آله أو من غيرهم ، ولكن حب آله المطيعين له مضاعف لأمر الله تعالى به بمودة القربى .
 
ففي هذا الباب يا طيب : نحكي لك عن حال الإمام الثامن مع آله في زمانه ونتعرف على بعض أحوالهم معه ، وبهذا نتعرف على إمام الحق وأهل بيته من مواليه وكيفية تصرفهم ، ومَن منهم حسده ولم يقبل ولايته ، ومَنْ منهم ثبت وبقي على ولايته وطاعته ، فكانت له حسنات مضاعفة ووجب حبه ووده حتى ليكون واجب الاحترام والتقدير بل النظر له عبادة .
 
وقبل أن نتعرف : على إمامنا الثامن عليه السلام في آله من كوثر الخير وغيرهم ، نذكر بحث ببعض الأحاديث عن الإمام الرضا نفسه تعرفنا معنا ما ذكرنا أعلاه ، أي :
 أولاً : في الإمامة . وثانياً : وجوب حبهم وتوليهم . وثالثاً : في فضل شيعتهم ومن أخلص لهم المودة وشروطها ، كما عرفت بأمر الله في آية المودة .
ثم نذكر في البحث الثاني : حال الإمام مع آله وذكر لأشخاصهم وأحوالهم معه ، حتى نحب من تولاه منهم ونحصل على الأجر والثواب ، وكل هذا بمختصر البيان .
 ثم يأتي بابا آخرا :  إن شاء الله في معرفة أصحابة وأولياءه وضرورة معرفتهم لآخذ دين الله عنهم عن إمامنا ، لأنهم واسطة فيضه لنا وناقلي آثاره لتعريفنا ديننا ، فنوالي الصادق المحب المتطهر والطيب بتطبيق تعاليم ولي دينه وإمامه ، فنتصل بإمام الحق ونبي الرحمة وهداه وبعبودية الله والإخلاص له تعالى بما يحب ويرضى .
  وأسأل الله أن يوفقنا : لبيان الحق وشرح الصدق من معرفة المهتدين الهادين من آل محمد صلى الله عليه وآله وسلم ، حتى نحبهم ونكون على دينهم وولايتهم ، كما كانوا مع إمامهم الحق ، إنه أرحم الراحمين وصلى الله على نبينا محمد وآله الطيبين الطاهرين آمين يا رب العالمين .
 
 
أولاً : أحاديث للإمام الرضا في إمامتهم وولايتهم :
عَنِ الرَّيَّانِ بْنِ الصَّلْتِ عَنِ الرضا عليه السلام فِي حَدِيثٍ ، أَنَّ الْمَأْمُونَ سَأَلَ عُلَمَاءَ الْعِرَاقِ وَ خُرَاسَانَ عَنْ قَوْلِهِ تَعَالَى :
ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنا مِنْ عِبادِنا .
فَقالَتِ الْعُلَمَاءُ : أَرَادَ اللَّهُ بِذَلِكَ الْأُمَّةَ كُلَّهَا .
فَقالَ الْمَأْمُونُ : مَا تَقُولُ يَا أَبَا الْحَسَنِ .
فَقالَ الرضا عليه السلام : إِنَّهُ لَوْ أَرَادَ الْأُمَّةَ لَكَانَتْ بِأَجْمَعِهَا فِي الْجَنَّةِ ، .... إِلَى أَنْ قالَ : فَصَارَتْ وِرَاثَةُ الْكِتَابِ لِلْعِتْرَةِ الطَّاهِرَةِ لَا لِغَيْرِهِمْ .
قالَ الْمَأْمُونُ : وَ مَنِ الْعِتْرَةُ الطَّاهِرَةُ .
فَقالَ الرضا عليه السلام : الَّذِينَ وَصَفَهُمُ اللَّهُ فِي كِتَابِهِ فَقالَ :
إِنَّما يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً .
وَ هُمُ الَّذِينَ قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وآله وسلم : إِنِّي مُخَلِّفٌ فِيكُمُ الثَّقَلَيْنِ كِتَابَ اللَّهِ وَ عِتْرَتِي أَهْلَ بَيْتِي ، وَ إِنَّهُمَا لَنْ يَفْتَرِقَا حَتَّى يَرِدَا عَلَيَّ الْحَوْضَ ، انْظُرُوا كَيْفَ تَخْلُفُونِّي فِيهِمَا .
أَيُّهَا النَّاسُ : لَا تُعَلِّمُوهُمْ فَإِنَّهُمْ أَعْلَمُ مِنْكُمْ ......  إِلَى أَنْ قالَ : فَصَارَتْ وِرَاثَةُ الْكِتَابِ لِلْمُهْتَدِينَ دُونَ الْفَاسِقِينَ [1].
 
وعن أبو محمد الحسن بن عبد الله بن محمد بن العباس الرازي التميمي قال حدثني سيدي علي بن موسى الرضا عليهم السلام قال حدثني أبي موسى بن جعفر قال حدثني أبي محمد بن علي قال حدثني أبي علي بن الحسين قال حدثني أبي الحسين بن علي قال حدثني أبي علي بن أبي طالب قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :
من مات و ليس له إمام من ولدي مات ميتة جاهلية ، و يؤخذ بما عمل في الجاهلية و الإسلام [2].
أقول وهو معنى الآية : يوم ندعو كل أناس بإمامهم .
وقال الإمام الرضا عليه السلام قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : الأئمة من ولد الحسين ، من أطاعهم فقد أطاع الله ، و من عصاهم فقد عصى الله عز و جل ، هم العروة الوثقى ، و هم الوسيلة إلى الله عز و جل[3] .
قال الإمام الرضا عن آبائه عليهم السلام :
نحن أهل البيت لا يقاس بنا أحد فينا نزل القرآن وفينا معدن الرسالة[4] .
علي بن الحسن بن علي بن فضال عن أبيه عن أبي الحسن علي بن موسى الرضا عليه السلام أنه قال :
نحن سادة في الدنيا ، و ملوك في الأرض[5] .
يا طيب : أحاديث وآيات الإمامة كثيرة وكذا ما يتبعها من ولاية أهل البيت وحبهم وضرورة توليهم وطاعتهم ، ويكفيك أن تراجع صحيفة الإمامة أو صحيفة الثقلين ، وصحيفة ذكر علي عليه السلام عبادة من موسوعة صحف الطيبين،أو إحقاق الحق أو الغدير للأميني أو عبقات الأنوار أو غيرها لترى الكثير منها ، وفي الموضوع التالي أحاديث في ضرورة تولي أئمة الحق عليهم السلام.
 
ثانياً : أحاديث للإمام الرضا في حبهم وتوليهم  :
يا أخي في الإيمان : بعد إن عرفنا شيء من إمامة أهل البيت بأحاديث من الإمام الرضا عليه السلام نتعرف على أحاديث ضرورة توليهم وحبهم بأحاديث منه عليه السلام ، يعرفنا بها ضرورة توليهم وطاعتهم والانقياد لإمامتهم ، حتى يُتمسك بهم في طلب ولايتهم وأخذ دين الله منهم والتعبد له به عن إخلاص حتى اليقين والوصول لنعيمه بصراط مستقيم ، وإنه بخلافهم العداء لهم و الضلال وغضب الله في عنادهم والتعبد بغير دينهم الإلهي :
 
قال الإمام الرضا عن آبائه عليهم السلام : قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم : أول ما يسأل عنه العبد حبنا أهل البيت[6] .
 
عن محمد بن علي التميمي قال حدثني سيدي علي بن موسى الرضا عليه السلام عن أبيه عن آبائه عن علي عليهم السلام عن النبي صلى الله عليه آله وسلم أنه قال : من سره أن ينظر إلى القضيب الياقوت الأحمر الذي غرسه الله بيده ، ويكون مستمسكا به ، فليتول عليا والأئمة من ولده ، فإنهم خيرة الله عز و جل و صفوته ، و هم المعصومون من كل ذنب و خطيئة[7] .
وعن الإمام الرضا عليه السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : من أحب أن يتمسك بالعروة الوثقى .
 فليتمسك بحب علي ، وأهل بيتي[8].
عَنِ الْفَضْلِ بْنِ شَاذَانَ عَنِ الرضا عليه السلام فِي كِتَابِهِ إِلَى الْمَأْمُونِ قالَ :
وَ حُبُّ أَوْلِيَاءِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَاجِبٌ ، وَ كَذَلِكَ بُغْضُ أَعْدَائِهِمْ وَ الْبَرَاءَةُ مِنْهُمْ وَمِنْ أَئِمَّتِهِمْ [9].
وعَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَبِي مَحْمُودٍ عَنِ الرضا عليه السلام فِي حَدِيثٍ قالَ :
أَخْبَرَنِي أَبِي عَنْ آبَائِهِ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وآله وسلم قالَ :
 مَنْ أَصْغَى إِلَى نَاطِقٍ فَقَدْ عَبَدَهُ ، فَإِنْ كَانَ النَّاطِقُ عَنِ اللَّهِ فَقَدْ عَبَدَ اللَّهَ ، وَ إِنْ كَانَ النَّاطِقُ عَنْ إِبْلِيسَ فَقَدْ عَبَدَ إِبْلِيسَ ، إِلَى أَنْ قالَ :
يَا ابْنَ أَبِي مَحْمُودٍ : إِذَا أَخَذَ النَّاسُ يَمِيناً وَ شِمَالًا فَالْزَمْ طَرِيقَتَنَا ، فَإِنَّهُ مَنْ لَزِمَنَا لَزِمْنَاهُ ، وَ مَنْ فَارَقَنَا فَارَقْنَاهُ ، فَإِنَّ أَدْنَى مَا يَخْرُجُ بِهِ الرَّجُلُ مِنَ الْإِيمَانِ أَنْ يَقُولَ لِلْحَصَاةِ هَذِهِ نَوَاةٌ ، ثُمَّ يَدِينَ بِذَلِكَ وَ يَبْرَأَ مِمَّنْ خَالَفَهُ .
يَا ابْنَ أَبِي مَحْمُودٍ : احْفَظْ مَا حَدَّثْتُكَ بِهِ ، فَقَدْ جَمَعْتُ لَكَ فِيهِ خَيْرَ الدُّنْيَا وَ الْآخِرَةِ [10].
وعَنِ ابْنِ فَضَّالٍ قالَ سَمِعْتُ الرضا عليه السلام يَقُولُ :
مَنْ وَاصَلَ لَنَا قَاطِعاً ، أَوْ قَطَعَ لَنَا وَاصِلًا ، أَوْ مَدَحَ لَنَا عَائِباً ، أَوْ أَكْرَمَ لَنَا مُخَالِفاً ؛ فَلَيْسَ مِنَّا وَ لَسْنَا مِنْهُ [11].
عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ عَنِ الرضا عليه السلام قالَ : مَنْ وَالَى أَعْدَاءَ اللَّهِ فَقَدْ عَادَى أَوْلِيَاءَ اللَّهِ ، وَ مَنْ عَادَى أَوْلِيَاءَ اللَّهِ فَقَدْ عَادَى اللَّهَ ، وَ حَقٌّ عَلَى اللَّهِ أَنْ يُدْخِلَهُ نَارَ جَهَنَّمَ [12].
عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ الْخَزَّازِ قالَ سَمِعْتُ الرضا عليه السلام يَقُولُ: إِنَّ مِمَّنْ يَنْتَحِلُ مَوَدَّتَنَا أَهْلَ الْبَيْتِ مَنْ هُوَ أَشَدُّ فِتْنَةً عَلَى شِيعَتِنَا مِنَ الدَّجَّالِ .
فَقلتُ : بِمَا ذَا .
قالَ عليه السلام : بِمُوَالَاةِ أَعْدَائِنَا وَ مُعَادَاةِ أَوْلِيَائِنَا ، إِنَّهُ إِذَا كَانَ كَذَلِكَ اخْتَلَطَ الْحَقُّ بِالْبَاطِلِ ، وَاشْتَبَهَ الْأَمْرُ فَلَمْ يُعْرَفْ مُؤْمِنٌ مِنْ مُنَافِقٍ [13].
 
وقال الإمام الرضا عليه السلام قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :
من أحبنا أهل البيت حشره الله تعالى آمنا يوم القيامة[14] .
 
أقول : تكفي من الآيات في حب أهل البيت آية المودة ، وآية وأجعل أفئدة من الناس تهوى إليهم في قول جدهم إبراهيم عليه السلام , وتكفي في وجوب الطاعة أطيعوا الله والرسول وأولي الأمر ، ومن يخالفهم لم يكن من حزبهم ولا معهم ، وبدأنا بحديث ، أو ما يسأل يوم القيامة عن حبهم ، فإن كان العبد صادق فيه ومتعبد لله بدينهم كان معهم في الدين والدنيا والعبودية والنعيم وبكل شيء من كرامة الله ، ولتعرف المزيد نذكر الموضوع التالي ، لترى مقام شيعتهم وكيف يكونون معهم وشأنهم الكريم في كرامة الله كأئمتهم عليهم السلام يحفون بنبي الرحمة ، جعلنا الله منهم ومعهم ، ورحم الله من قال أمين يا رب العالمين .
 
 
ثالثاً : في فضل شيعتهم ومن أخلص لهم المودة:
عرفنا في الموضوع السابق : إن المولاة لأهل البيت وبالخصوص لأئمة الحق منهم ووجوب حبهم شروط ، وهو أن نخلص لهم الحب ونعادي أعدائهم ومن يمنع الناس من معرفة شأنهم الكريم وفضلهم عند الله ، وبالخصوص ما مكنهم الله به من دينه وهداه وضرورة التعبد له به ، ويجب أن لا نخلط بهم من يبعد عنهم ، وإن من يكون هذا حاله في أخلاص الود وفي أخذ دينه منهم وتطبيقه ، يكون محب ويصدق عليه معنى موالي وله النجاة والكون منهم ومن حزبهم ويتنور وجوده بعبودية الله، حتى ليكون من أهل البيت ومعهم في ملكوت الرب ورضاه.
وهنا يا طيب : نتعرف على شيء كريم من شأن شيعة أهل البيت وأئمة الحق ، وعن تنور وجودهم بمعرفة الحق وأهله ، ومقدار ما يجب أن تسري له هذه المعرفة وإظهارها لأهل البيت عليهم السلام وشمولها ، وسترى إنها تعم حتى لتنال البركة من يعين موالي لهم ومحب لهم ومتشيع وتابع لهم ، ثم تسري مضاعفة الحسنات لحب أهل البيت وذرية النبي الكريم كلهم ليس فقط لأئمة الحق بل لآلهم الكرام ومواليهم من نسلهم .
 ولكن يا طيب : بنفس الشرط وهو أن يكون السيد من آل النبي ونسله لم يهجر الحق ولم يخلطه بالباطل ، فيضل الناس عن هدى الله ودينه وعبوديته ، بتعريفه للباطل وتلبيسه بلباس الحق أو خلطه على الموالين ، بل وجوب حب أهل البيت لا يسري للعاصي منهم والمبعد للناس عن أئمة الحق بل له ضعف العذاب.
وإذا عرفت هذا : فإليك أحاديث عن الإمام الرضا عليه السلام ، تعرفنا هذا المعنى من شأن شيعة آل محمد وحبهم للنبي وآله لترتفع منزلتهم فيكونون منهم ومعهم ، ثم ندخل في موضوع عملي في تعريف آل الرضا وحالهم معه في زمانه لنحبهم لحبهم له وبمقدار طاعتهم له ، حتى نظهر بحب أهل البيت عليهم السلام بأتم وأكمل حب ممكن ، ويصدق علينا أجر آية المودة في غفران الذنوب وشكر الرب لنا لطاعته تعالى بأهم ما أمر به من الموالاة والحب لمن يوصل لدينه ومعرفته وعبوديته بما يحب ويرضى كما نصت عليه الآية الكريمة .
عن الرضا عليه السلام عن أبيه موسى بن جعفر قال :كان قوم من خواص الصادق عليه السلام جلوسا بحضرته في ليلة مقمرة مضحية .
فقالوا : يا ابن رسول الله ما أحسن أديم هذه السماء ، و أنوار هذه النجوم و الكواكب .
فقال الصادق عليه السلام : إنكم لتقولون هذا ، وإن المدبرات الأربعة جبرئيل وميكائيل وإسرافيل وملك الموت عليه السلام ينظرون إلى الأرض ، فيرونكم وإخوانكم في أقطار الأرض ، ونوركم إلى السماوات وإليهم أحسن من أنوار هذه الكواكب .
و إنهم ليقولون : كما تقولون ما أحسن أنوار هؤلاء المؤمنين [15].
قال الإمام الرضا عن آبائه عليهم السلام : قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم : ترد شيعتك يوم القيامة رواء غير عطاش .
 ويرد عدوك عطاشا يستسقون فلا يسقون [16].
وقال الإمام الرضا عن آبائه عليهم السلام : قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم لعلي:بشر لشيعتك أني الشفيع لهم يوم القيامة يوم لا ينفع إلا شفاعتي[17].
قال الإمام الرضا عن آبائه عليهم السلام : قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم : خلقت يا علي من شجرة خلقت منها : أنا أصلها ، و أنت فرعها ، والحسين و الحسن أغصانها ، و محبونا ورقها ، فمن تعلق بشي‏ء منها أدخله الله عز و جل الجنة [18].
قال الإمام الرضا عن آبائه عليهم السلام : قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم : يا علي خلق الناس من شجر شتى ، و خلقت أنا و أنت من شجرة واحدة ، أنا أصلها و أنت فرعها ، و الحسن و الحسين أغصانها ، و شيعتنا أوراقها ، فمن تعلق بغصن من أغصانها أدخله الله الجنة [19].
 
قال الإمام الرضا عن آبائه عليهم السلام : قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم : توضع يوم القيامة منابر حول العرش لشيعتي .
و شيعة أهل بيتي المخلصين في ولايتنا ، و يقول الله عز و جل :
هلموا يا عبادي إلي لأنشرن عليكم كرامتي ، فقد أوذيتم في الدنيا[20] .
 
وقال الإمام الرضا عليه السلام: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:
أنا و هذا يعني عليا يوم القيامة كهاتين ، و ضم بين إصبعيه ، و شيعتنا معنا ، ومن أعان مظلومنا كذلك [21].
وعن علي بن موسى الرضا عليه السلام ، قال حدثني أبي موسى بن جعفر ، قال حدثني أبي جعفر بن محمد ، قال حدثني أبي محمد بن علي ، قال حدثني أبي علي بن الحسين ، قال حدثني أبي الحسين بن علي ، قال حدثني أبي علي بن أبي طالب عليهم السلام عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال :
أربعة أنا لهم شفيع يوم القيامة :
 المكرم لذريتي ، والقاضي لهم حوائجهم .
والساعي لهم في أمورهم عند ما اضطروا إليه ، و المحب لهم بقلبه و لسانه [22].
 
عن الحسين بن خالد عن أبي الحسن علي بن موسى الرضا عليه السلام
قال : النظر إلى ذريتنا عبادة .
 فقيل له : يا ابن رسول الله النظر إلى الأئمة منكم عبادة ، أو النظر إلى جميع ذرية النبي صلى الله عليه وآله  .
قال عليه السلام : بل النظر إلى جميع ذرية النبي صلى الله عليه وآله عبادة ،  ما لم يفارقوا منهاجه ولم يتلوثوا بالمعاصي[23] .
عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ ابْنِ أَبِي نَصْرٍ قالَ :
سَأَلْتُ الرضا عليه السلام قلتُ لَهُ :  الْجَاحِدُ مِنْكُمْ وَ مِنْ غَيْرِكُمْ سَوَاءٌ .
فَقالَ عليه السلام : الْجَاحِدُ مِنَّا لَهُ ذَنْبَانِ .
 وَ الْمُحْسِنُ لَهُ حَسَنَتَانِ[24] .
يا طيب : إذا عرفنا مَن يجب أن نحب ونوالي وشروطه ، نتعرف على آل البيت من أل محمد في زمن الإمام الرضا ، والمطيعين منهم له وغيرهم ، لننال الأجر بأبعد حدوده ، وكما وعد الله على لسان آل النبي الكريم وأئمة الحق والرضا من آل محمد وآبائه الكرام ، في شرح آية المودة وحدودها .
 
 
 
 

البحث الثاني

سيرة الإمام مع أهل بيته وعترته

يا أخي الكريم يا موالي : بعد أن عرفنا كرامة هذه البحوث وأهميتها في تعريف أئمة الحق ومحبيهم ومواليهم وفضلها وما تؤدي إليه من المقام الكريم ، بحيث تجعل العارف بها عارف بحقائق الموالاة للنبي وآله حتى ليكون منهم ومعهم في أعلى مقام أعده الله لأولياه الطيبين .
 فالآن يا طيب : نتعرف على آل الإمام الرضا عليه السلام ومن كان في زمانه ، وبه نعرف شأنهم وكرامتهم فنودهم ونحبهم عن معرفة ، كما إن هذا البحث نفسه يعرفنا الإمام الرضا عليه السلام في سيرته وسلوكه وخُلقه الكريم وآدابه وصبره وجهاده في تعريف الحق مع آله ، كما عرفنا سابقا في تعريفه للواقفية وغيرهم وتمييزهم ، ولكن هنا للبحث جمال آخر فهو من نحبه من أهل البيت بعد معرفته لنا ثواب جزيل ومضاعف بل اقتراف للحسنات ، بالإضافة للمعرفة بمعرفي الدين وناقلي الأحاديث عن أئمة الحق ، وكما يشترك في الباب الآتي السادة من ذرية آل البيت ،ومواليهم ومحبيهم ومن تبعهم وطلب دينه منهم.
فيا أخي المحب للحق : فيما نقل لنا : إن للإمام الرضا عليه السلام ولد واحد ، وسيرته وحياته سنذكرها في صحيفة الإمام محمد الملقب بالجواد عليه السلام ، وقيل له غيره ولم ينقل لنا شيء عنهم وسيأتي البيان، وإما ما يخص أخوة الإمام وأعمامه فتجد شيء من سيرتهم ضمن صحيفتي الإمام الصادق والإمام الكاظم عليهما السلام ، أو فيما كتب عنهم في حياتهم الخاصة كأخت الإمام المعصومة في قم مهد حضارة الشيعة وعش آل محمد عليهم السلام .
كما وإن من أخوة الإمام وأعمامه : مما له الفضل الكبير والحياة الجهادية الحافلة بالتقدير ، وإن كثير منهم كانوا من المقدسين الذين أقر بفضلهم وعلوا شأنهم الموافق والمخالف ، وإن قسم منهم له مراقد تزار وأضرحة يتبرك بها ، وظهر من خيراتهم وبركاتهم كثير من أحوال الشفاء لمرضا أو قضاء حاجة لمؤمن متوسل بحقهم لله تعالى ومقدمهم أمام طلبها من الله تعالى  ، حتى قد ألفت الكثير من الكتب في بيان مكارمهم وما فضلهم الله به في مساعدة أوليائهم والعارفين بحقهم ، وأن الطالبيين في زمانه عليه السلام كانوا كثيرين ولم ينقل لنا من القصص مما لهم مع الإمام إلا القليل ستعرف بعضها هنا .
وهذا الباب : وإن كان قد خصص في أحوال الإمام في أقاربه ومع من يحيط به مع أهل بيته وعترته من آله ، إلا أنه نذكر فيه ما يخص تصرفه معهم دون الغور والتفصيل في أحوالهم وسيرهم إلا بمقدار ما يبين عبر وعظات من سبر تاريخ وتصرف إمام مع من يحيط به من قومه وأهل بيته ، وهي تمثل حوادث وقصص من سير هداة الدين الإسلامي مع أهل بيتهم وقومهم .
وهي في الجمال : كالقصص التي نقرأها في القرآن الكريم عن الأنبياء والرسل الذين هم هداة الأمم السابقة ، وحالهم مع أهل بيتهم وقومهم ، وكما قرأنا في الأبواب السابقة نقرأ في هذا الباب أحسن القصص الإسلامية لهادي الأمة الإسلامية الثامن الإمام الرضا عليه السلام مع أهل بيته ، وطبعاً فرق بين ما في القرآن من القصص بتعبير وأسلوب رب العالمين والمطلع على جمع الأسرار ، وهنا من قصص أهل البيت وهداة الأمة الإسلامية بتعبير وأسلوب عباد الله ، وأين كلام العبد من كلام المعبود ، وما شأن المخلوق من طين مع رب العالمين .
فأقرأ وأعتبر : وتدبر بتصرف الإمام مع أهل بيته وأقاربه ، فترى المخلص فيهم والحاسد له ، والمطيع والعاصي ، وأعلم حالك وقس تصرفك معه كموالي له لتكون على بصيرة من أمرك في طلب المودة والمولاة وعمقها وإظهارها :
 
 
أولاً:  الأقوال في عدد أولاد الإمام وبناته وأسمائهم :
ذكر الصدوق : كان للرضا عليه السلام من الولد محمد الإمام [25].
وعَنْ يَحْيَى بْنِ حَبِيبٍ الزَّيَّاتِ قالَ أَخْبَرَنِي مَنْ كَانَ عِنْدَ أَبِي الْحَسَنِ الرضا عليه السلام : جَالِساً ، فَلَمَّا نَهَضُوا ، قالَ لَهُمُ : الْقَوْا أَبَا جَعْفَرٍ فَسَلِّمُوا عَلَيْهِ وَ أَحْدِثُوا بِهِ عَهْداً ، فَلَمَّا نَهَضَ الْقَوْمُ الْتَفَتَ إِلَيَّ ، فَقالَ : يَرْحَمُ اللَّهُ الْمُفَضَّلَ إِنَّهُ كَانَ لَيَقْنَعُ بِدُونِ هَذَا [26].
عَنْ مُعَمَّرِ بْنِ خَلَّادٍ قالَ سَمِعْتُ الرضا عليه السلام : وَ ذَكَرَ شَيْئاً فَقالَ : مَا حَاجَتُكُمْ إِلَى ذَلِكَ ، هَذَا أَبُو جَعْفَرٍ قَدْ أَجْلَسْتُهُ مَجْلِسِي ، وَ صَيَّرْتُهُ مَكَانِي ، وَ قالَ : إِنَّا أَهْلُ بَيْتٍ يَتَوَارَثُ أَصَاغِرُنَا عَنْ أَكَابِرِنَا الْقُذَّةَ بِالْقُذَّةِ [27].
الإمام محمد بن علي الرضا لقبه الجواد ، وكنيته أبو جعفر أو أبو جعفر الثاني .
وهذه أحوال وقصص قبل تولد الإمام محمد الجواد بن الرضا وبعده نتدبرها ونتعرف عليها لنعرف حال قومه معه :
عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ بَشَّارٍ قالَ كَتَبَ ابْنُ قِيَامَا إِلَى أَبِي الْحَسَنِ عليه السلام : كِتَاباً يَقُولُ فِيهِ : كَيْفَ تَكُونُ إِمَاماً وَ لَيْسَ لَكَ وَلَدٌ .
 فَأَجَابَهُ أَبُو الْحَسَنِ الرضا عليه السلام شِبْهَ الْمُغْضَبِ : وَ مَا عَلَّمَكَ أَنَّهُ لَا يَكُونُ لِي وَلَدٌ ، وَ اللَّهِ لَا تَمْضِي الْأَيَّامُ وَ اللَّيَالِي حَتَّى يَرْزُقَنِيَ اللَّهُ وَلَداً ذَكَراً يَفْرُقُ بِهِ بَيْنَ الْحَقِّ وَ الْبَاطِلِ [28].
عن حنان بن سدير قال : قلت لأبي الحسن الرضا عليه السلام : أيكون إمام ليس له عقب ؟
فقال أبو الحسن : أما إنه لا يولد لي إلا واحد ، ولكن الله ينشئ ذرية كثيرة ، قال أبو خداش : سمعت هذا الحديث منذ ثلاثين سنة [29].
عن اليقطيني ، عن ابن أبى نجران وصفوان قالا : حدثنا الحسين بن قياما ، وكان من رؤساء الواقفة ، فسألنا أن نستأذن له على الرضا عليه السلام ، ففعلنا فلما صار بين يديه ، قال له : أنت إمام ؟ قال عليه السلام : نعم .
قال : إني اشهد الله أنك لست بإمام .
 قال : فنكت طويلا في الأرض منكس الرأس ثم رفع  رأسه إليه ، فقال له عليه السلام : ما علمك أني لست بإمام ؟
قال : لانا روينا عن أبي عبد الله عليه السلام أن الإمام لا يكون عقيما ، وأنت قد بلغت هذا السن وليس لك ولد .
قال : فنكس رأسه أطول من المرة الأولى ، ثم رفع رأسه فقال عليه السلام: اشهد الله أنه لا تمضي الأيام والليالي حتى يرزقني الله ولدا مني .
قال عبد الرحمن بن أبي نجران ، فعددنا الشهور من الوقت الذي قال فوهب الله له أبا جعفر عليه السلام في أقل من سنة .
 قال : وكان الحسين بن قياما هذا واقفا في الطواف ، فنظر إليه أبو الحسن الأول عليه السلام فقال له : مالك حيرك الله ، فوقف عليه بعد الدعوة [30].
أَحْمَدُ بْنُ مِهْرَانَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ عَنِ ابْنِ قِيَامَا الْوَاسِطِيِّ وَكَانَ مِنَ الْوَاقِفَةِ قالَ : دخلت على علي بن موسى الرضا عليه السلام فقلت له : يكون إمامان ؟  قال عليه السلام : لا إلا وأحدهما صامت . فقلت له : هو ذا أنت ليس لك صامت ، ولم يكن ولد له أبو جعفر عليه السلام بعد .
 فقال عليه السلام : والله ليجعلن الله مني ما يثبت به الحق وأهله ويمحق به الباطل وأهله ، فولد له بعد سنة أبو جعفر عليه السلام .
 فقيل لابن قياما : ألا تقنعك هذه الآية ؟
 فقال : أما والله إنها لآية عظيمة ، ولكن كيف أصنع بما قال أبو عبد الله عليه السلام في ابنه[31] .
 
عن ابن الجهم قال : وحدثني إبراهيم بن أبي إسرائيل قال : قال لي أبو الحسن : أنا رأيت في المنام ، فقيل لي : لا يولد لك ولد حتى تجوز الأربعين ، فإذا جزت الأربعين ولد لك من حائلة اللون خفيفة الثمن[32] .
عَنِ ابْنِ أَبِي نَصْرٍ قالَ قالَ لِيَ ابْنُ النَّجَاشِيِّ : مَنِ الإمامُ بَعْدَ صَاحِبِكَ فَأَشْتَهِي أَنْ تَسْأَلَهُ حَتَّى أَعْلَمَ ، فَدَخَلْتُ عَلَى الرضا عليه السلام : فَأَخْبَرْتُهُ .
قالَ فَقالَ لِي عليه السلام : الإمامُ ابْنِي .
 ثُمَّ قالَ : هَلْ يَتَجَرَّأُ أَحَدٌ أَنْ يَقُولَ ابْنِي وَ لَيْسَ لَهُ وَلَدٌ [33].
 
عَنْهُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ عَنْ أَبِي يَحْيَى الصَّنْعَانِيِّ قالَ كُنْتُ عِنْدَ أَبِي الْحَسَنِ الرضا عليه السلام : فَجِي‏ءَ بِابْنِهِ أَبِي جَعْفَرٍ عليه السلام : وَ هُوَ صَغِيرٌ فَقالَ هَذَا الْمَوْلُودُ الَّذِي لَمْ يُولَدْ مَوْلُودٌ أَعْظَمُ بَرَكَةً عَلَى شِيعَتِنَا مِنْهُ[34] .
عَنْ زَكَرِيَّا بْنِ يَحْيَى بْنِ النُّعْمَانِ الصَّيْرَفِيِّ قالَ : سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ جَعْفَرٍ يُحَدِّثُ عن الْحَسَنَ بْنَ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ فَقالَ : وَ اللَّهِ لَقَدْ نَصَرَ اللَّهُ أَبَا الْحَسَنِ الرضا عليه السلام .
 فَقالَ لَهُ  الْحَسَنُ : إِي وَ اللَّهِ جُعِلْتُ فِدَاكَ لَقَدْ بَغَى عَلَيْهِ إِخْوَتُهُ .
 فَقالَ عَلِيُّ بْنُ جَعْفَرٍ : إِي وَ اللَّهِ وَ نَحْنُ عُمُومَتُهُ بَغَيْنَا عَلَيْهِ .
فَقالَ لَهُ الْحَسَنُ : جُعِلْتُ فِدَاكَ كَيْفَ صَنَعْتُمْ ، فَإِنِّي لَمْ أَحْضُرْكُمْ .
قالَ قالَ لَهُ إِخْوَتُهُ : وَ نَحْنُ أَيْضاً مَا كَانَ فِينَا إِمَامٌ قَطُّ حَائِلَ اللَّوْنِ .
فَقالَ لَهُمُ الرضا عليه السلام : هُوَ ابْنِي .
قالُوا : فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ ص قَدْ قَضَى بِالْقَافَةِ فَبَيْنَنَا وَ بَيْنَكَ الْقَافَةُ .
قالَ عليه السلام : ابْعَثُوا أَنْتُمْ إِلَيْهِمْ ، فَأَمَّا أَنَا فَلَا ،  وَ لَا تُعْلِمُوهُمْ لِمَا دَعَوْتُمُوهُمْ ، وَ لْتَكُونُوا فِي بُيُوتِكُمْ .
 فَلَمَّا جَاءُوا أَقْعَدُونَا فِي الْبُسْتَانِ ، وَ اصْطَفَّ عُمُومَتُهُ وَ إِخْوَتُهُ وَ أَخَوَاتُهُ وَ أَخَذُوا الرضا عليه السلام : وَ أَلْبَسُوهُ جُبَّةَ صُوفٍ وَ قَلَنْسُوَةً مِنْهَا وَ وَضَعُوا عَلَى عُنُقِهِ مِسْحَاةً ، وَ قالُوا لَهُ : ادْخُلِ الْبُسْتَانَ كَأَنَّكَ تَعْمَلُ فِيهِ .
ثُمَّ جَاءُوا بِأَبِي جَعْفَرٍ عليه السلام : فَقالُوا أَلْحِقُوا هَذَا الْغُلَامَ بِأَبِيهِ .
فَقالُوا : لَيْسَ لَهُ هَاهُنَا أَبٌ ، وَ لَكِنَّ هَذَا عَمُّ أَبِيهِ ، وَ هَذَا عَمُّ أَبِيهِ ، وَ هَذَا عَمُّهُ ، وَ هَذِهِ عَمَّتُهُ ، وَ إِنْ يَكُنْ لَهُ هَاهُنَا أَبٌ فَهُوَ صَاحِبُ الْبُسْتَانِ ، فَإِنَّ قَدَمَيْهِ وَ قَدَمَيْهِ وَاحِدَةٌ ، فَلَمَّا رَجَعَ أَبُو الْحَسَنِ عليه السلام ، قالُوا:  هَذَا أَبُوهُ .
قالَ عَلِيُّ بْنُ جَعْفَرٍ : فَقُمْتُ فَمَصَصْتُ رِيقَ أَبِي جَعْفَرٍ عليه السلام ، ثُمَّ قلتُ لَهُ : أَشْهَدُ أَنَّكَ إِمَامِي عِنْدَ اللَّهِ .
فَبَكَى الرضا عليه السلام : ثُمَّ قالَ يَا عَمِّ أَ لَمْ تَسْمَعْ أَبِي وَ هُوَ يَقُولُ : قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وآله وسلم : بِأَبِي ابْنُ خِيَرَةِ الْإِمَاءِ ابْنُ النُّوبِيَّةِ الطَّيِّبَةِ الْفَمِ الْمُنْتَجَبَةِ الرَّحِمِ ، وَيْلَهُمْ لَعَنَ اللَّهُ الْأُعَيْبِسَ وَ ذُرِّيَّتَهُ ، صَاحِبَ الْفِتْنَةِ ، وَ يَقْتُلُهُمْ سِنِينَ وَ شُهُوراً وَ أَيَّاماً ، يَسُومُهُمْ خَسْفاً ، وَ يَسْقِيهِمْ كَأْساً مُصْبِرَةً ، وَ هُوَ الطَّرِيدُ الشَّرِيدُ الْمَوْتُورُ بِأَبِيهِ وَ جَدِّهِ ، صَاحِبُ الْغَيْبَةِ ، يُقالُ : مَاتَ أَوْ هَلَكَ ، أَيَّ وَادٍ سَلَكَ ، أَ فَيَكُونُ هَذَا يَا عَمِّ إِلَّا مِنِّي .
فَقلتُ : صَدَقْتَ جُعِلْتُ فِدَاكَ [35].
 
أقول : هؤلاء بهم حاسد ورجع ، وفيهم من يريد آية ليطمئن قلبه ، أو لكي يثبتوا لمن يعيب عليهم بأن الإمام لم يلد له ولد إلا بعد عمر طويل ، فجعلوا هذه المحاورة لقطع الشبهات بعد وجود من يتصيدها ، وعلى كل الأحوال سنتعرف على أخوة الإمام وأعمامه  أكثر ، وهذه الواقعة قطعت شبه الواقفية ومن كان أمثالهم حتى بعد شهادة الإمام وتولي الإمام الجواد للإمامة ، وكان عمه أبيه علي بن الإمام جعفر الصادق من المدافعين عن إمامته ومن أنصاره الأقوياء في قطع حجج المعاندين رحمه الله ، واقرأ قصته في حياة الإمام الجواد عليه السلام .
وإن تمام الكلام عن الإمام محمد بن علي الجواد أبن الإمام الرضا في صحيفة عليه السلام نسأل الله التوفيق لإتمامها .
 

وأما ما ذكر في أولاد الإمام الرضا فأقوال عرفت المهم منهم وهذه أخر:

عن الطبرسي :
كان للرضا عليه السلام من الولد ابنه أبو جعفر محمد بن علي الجواد لا غير [36].
وفي كتاب الدر : مضى الرضا عليه السلام ولم يترك ولدا إلا أبا جعفر محمد بن علي  عليهما السلام ، وكان يوم وفات أبيه سبع سنين وأشهر[37] .
وأما في كشف الغمة لمحمد بن طلحة : وأما أولاده فكانوا ستة خمسة ذكور وبنت واحدة ، وأسماء أولاده محمد القانع ، الحسن ، جعفر ، إبراهيم ، الحسين ، وعائشة[38] .
وقال عبد العزيز بن الأخضر له من الولد خمسة رجال وابنة واحدة هم : محمد الإمام ، وأبو محمد الحسن ، وجعفر ، وإبراهيم ، والحسين ، وعائشة[39].
وقال ابن الخشاب : ولد له خمس بنين وابنة واحدة ، أسماء بنيه محمد الإمام أبو جعفر الثاني ، أبو محمد الحسن ، وجعفر ، وإبراهيم ، والحسن ، وعائشة فقط[40] .
في كتاب العدد : كان له عليه السلام ولدان : أحدهما : محمد ، والآخر موسى ، ولم يترك غيرهما [41]
أقول : بعد ما عرفنا أبناء الإمام عليه السلام ، نتعرف على وصية أبيه له ، وحاله مع أخوته وأعمامه وأقرباءه ونذكر بعض أحوالهم ، فتابع البحث يا طيب لتواليهم وتحب من أذعن للإمام الرضا عليه السلام ورضي به إمام وولي دين .
 
 
ثانياً : وصية الإمام الكاظم للإمام الرضا عليهم السلام :
عرفت كثير من الوصايا " للإمام الكاظم في الإمام الرضا وتعريف إمامته عليهم السلام في الباب الثاني وغيره، وكان يشير له بالتقدير والاحترام بخطابه بكنيته وغيرها مما يبين إمامته وولايته ، ولكن هذه وصية عامة لم نذكرها هناك بطولها وإنما ذكرنا المهم منها ، لأنها كما تعرف إمامته عليه السلام تعرف شأنه مع أخوته ، وتدبير الإمام الكاظم لكي يعرفه لآله ولكل الناس بوصية مكتوبة ، ولمعرفته وعلمه بما تجري عليه الأيام بين الإمام الرضا عليه السلام وأخوته .
وتذكرنا بعض الشيء بأخوة يوسف عليه السلام : في هذه الدنيا التي قد تغر كثير من الناس ، ولابد من تثبيت الحق وبيانه بكل أسلوب ممكن وقطع عناد من يحاول التشكيك بالحق وأهله ، وهذه وصية شريفة للإمام موسى الكاظم للإمام الرضا عليهما السلام تناسب هذا الباب لما عرفت نتدبرها يا طيب :
في الكافي عن يزيد بن سليط ، قال :
 لما أوصى أبو إبراهيم عليه السلام أشهد : إبراهيم بن محمد الجعفري ، وإسحاق بن محمد الجعفري ، وإسحاق ابن جعفر بن محمد ، وجعفر بن صالح ، ومعاوية الجعفري ، ويحيى بن الحسين بن زيد بن علي ، وسعد بن عمران الأنصاري ، ومحمد بن الحارث الأنصاري ، ويزيد بن سليط الأنصاري ، ومحمد بن جعد بن سعد الأسلمي وهو كاتب الوصية الأولى .
 أشهدهم : أنه يشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأن محمدا عبده ورسوله وأن الساعة آتية لا ريب فيها ، وأن الله يبعث من في القبور ، وأن البعث بعد الموت حق ، وأن الوعد حق ، وأن الحساب حق ، والقضاء حق ، وأن الوقوف بين يدي الله حق ، وأن ما جاء به محمد صلى الله عليه وآله حق ، وأن ما نزل به الروح الأمين حق على ذلك أحيى وعليه أموت ، وعليه ابعث إن شاء الله .
وأشهدهم أن هذه وصيتي بخطي ، وقد نسخت وصية جدي أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام ، ووصية محمد بن علي قبل ذلك ، نسختها حرفا بحرف ، ووصية جعفر بن محمد على مثل ذلك .
 وأني قد أوصيت : إلى علي وبني بعد معه إن شاء وآنس منهم رشدا ، وأحب أن يقرهم ، فذلك له ، وإن كرههم وأحب أن يخرجهم فذاك له ، ولا أمر لهم معه ، وأوصيت إليه بصدقاتي وأموالي وموالي وصبياني الذين خلفت وولدي إلى إبراهيم والعباس وقاسم وإسماعيل وأحمد وأم أحمد .
 وإلى علي : أمر نسائي دونهم ، وثلث صدقة أبي ، وثلثي يضعه حيث يرى ، ويجعل فيه ما يجعل ذو المال في ماله .
فان أحب : أن يبيع أو يهب أو ينحل أو يتصدق بها على من سميت له وعلى غير من سميت فذاك له ، وهو أنا في وصيتي في مالي وفي أهلي وولدي ، وإن رأى أن يقر أخوته الذين سميتهم في كتابي هذا أقرهم وإن كره فله أن يخرجهم غير مثرب عليه ولا مردود .
 قإن آنس منهم : غير الذي فارقتهم عليه ، فأحب أن يردهم في ولاية فذلك له ، وإن أراد رجل منهم أن يزوج أخته فليس له أن يزوجها إلا بأذنه وأمره : فانه أعرف بمناكح قومه .
وأي سلطان أو أحد من الناس : كفه عن شيء أو حال بينه وبين شيء مما ذكرت في كتابي هذا أو أحد ممن ذكرت ، فهو من الله ورسوله برئ ، والله ورسوله منه براء ، وعليه لعنة الله وغضبه ولعنة اللاعنين ، والملائكة المقربين والنبيين والمرسلين وجماعة المؤمنين ، وليس لأحد من السلاطين أن يكفه عن شيء وليس لي عنده تبعة ولا تباعة ، ولا لأحد من ولدي له قبلي مال ، وهو مصدق فيما ذكر ، فإن أقل فهو أعلم وإن أكثر فهو الصادق كذلك ، وإنما أردت بإدخال الذين أدخلت معه من ولدي التنويه بأسمائهم ، والتشريف لهم . 
وأمهات أولادي : من أقامت منهن في منزلها وحجابها فلها ما كان يجري عليها في حياتي إن رأى ذلك ، ومن خرجت منهن إلى زوج فليس لها أن ترجع محواي إلا أن يرى علي غير ذلك ، وبناتي بمثل ذلك ، ولا يزوج بناتي أحد من أخوتهن من أمهاتهن ولا سلطان ولا عم إلا برأيه ومشورته ، فإن فعلوا غير ذلك فقد خالفوا الله ورسوله وجاهدوه في ملكه ، وهو أعرف بمناكح قومه ، فان أراد أن يزوج زوج وأن أراد أن يترك ترك ، وقد أوصيتهن بمثل ما ذكرت في كتابي هذا ، وجعلت الله عز وجل  عليهن شهيدا ، وهو وأم أحمد شاهدان . 
وليس لأحد أن يكشف وصيتي ولا ينشرها : وهو منها على غير ما ذكرت و سميت ، فمن أساء فعليه ومن أحسن فلنفسه وما ربك بظلام للعبيد ، وصلى الله على محمد وآله .
وليس لأحد من سلطان ولا غيره أن يفض كتابي هذا الذي ختمت عليه (في) الأسفل ، فمن فعل ذلك فعليه لعنة الله وغضبه ولعنة اللاعنين ، والملائكة المقربين وجماعة المرسلين والمسلمين ، وعلى من فض كتابي هذا .
وكتب وختم أبو إبراهيم والشهود وصلى الله على محمد وعلى آله . 
 
وقال أبو الحكم : فحدثني عبد الله بن آدم الجعفري عن يزيد بن سليط قال :  كان أبو عمران الطلحي قاضي المدينة ، فلما مضى موسى قدمه أخوته إلى الطلحي القاضي .
فقال العباس بن موسى : أصلحك الله وأمتع بك إن في أسفل هذا الكتاب كنزا وجوهرا ويريد أن يحتجبه ويأخذه دوننا : ولم يدع أبونا رحمه الله شيئا إلا ألجأه إليه وتركنا عالة ، ولو لا أني أكف نفسي لأخبرتك بشيء على رؤوس الملأ.
فوثب إليه إبراهيم بن محمد فقال : إذا والله تخبر بما لا نقبله منك ، ولا نصدقك عليه ، ثم تكون عندنا ملوما مدحورا نعرفك بالكذب صغيرا وكبيرا ، وكان أبوك أعرف بك ، لو كان فيك خير ، وإن كان أبوك لعارفاً بك في الظاهر والباطن ، وما كان ليأمنك على تمرتين .
ثم وثب إليه إسحاق بن جعفر عمه فأخذ بتلبيبه فقال له : إنك لسفيه ضعيف أحمق أجمع هذا مع ما كان بالأمس منك وأعانه القوم أجمعون .
فقال أبو عمران القاضي لعلي : قم يا أبا الحسن حسبي ما لعنني أبوك اليوم وقد سمع لك أبوك ، ولا والله ما أحد أعرف بالولد من والده ، ولا والله ما كان أبوك عندنا بمستخف في عقله ولا ضعيف في رأيه . 
فقال العباس للقاضي : أصلحك الله فض الخاتم واقرأ ما تحته .
فقال أبو عمران لا أفضه حسبي ما لعنني أبوك منذ اليوم .
 فقال العباس : فأنا أفضه .
فقال : ذاك إليك ففض العباس الخاتم ، فإذا فيه إخراجهم وإقرار علي بها وحده ، وإدخاله إياهم في ولاية علي إن أحبوا أو كرهوا ، وإخراجهم من حد الصدقة وغيرها ، وكان فتحه عليهم بلاء وفضيحة وذلة ، ولعلي عليه السلام خيرة ، وكان في الوصية التي فض العباس تحت الخاتم هؤلاء الشهود : إبراهيم بن محمد ، وإسحاق بن جعفر ، وجعفر بن صالح ، وسعيد بن عمران .
وأبرزوا وجه أم أحمد في مجلس القاضي وادعوا أنها ليست إياها حتى كشفوا عنها وعرفوها ، فقالت عند ذلك : قد والله قال سيدي هذا : إنك ستؤخذين جبرا وتخرجين إلى المجالس ، فزجرها إسحاق بن جعفر وقال اسكتي فإن النساء  إلى الضعف ما أظنه قال من هذا شيئا .
ثم إن عليا عليه السلام التفت إلى العباس فقال : يا أخي أنا أعلم إنه إنما حملكم على هذا الغرائم والديون التي عليكم ، فانطلق يا سعيد فتعين لي ما عليهم ثم اقض عنهم ، واقبض زكاة حقوقهم ، وخذ لهم البراءة ولا والله لا أدع مواساتكم وبركم ما مشيت على الأرض فقولوا ما شئتم .
فقال العباس : ما تعطينا إلا من فضول أموالنا وما لنا عندك أكثر .
فقال عليه السلام :  قولوا ما شئتم فالعرض عرضكم ، فإن تحسنوا فذاك لكم عند الله ، وإن تسيئوا فإن الله غفور رحيم ، والله إنكم لتعرفون أنه مالي يومي هذا ولد ولا وارث غيركم ، ولئن حبست شيئا مما تظنون أو ادخرته فإنما هو لكم ومرجعه إليكم ; والله ما ملكت  منذ مضى أبوك رضي الله عنه شيئاً إلا وقد سيبته حيث رأيتم .
فوثب العباس فقال : والله ما هو كذلك وما جعل الله لك من رأي علينا ، ولكن حسد أبينا لنا وإرادته ما أراد مما لا يسوغه الله إياه ولا إياك ، وإنك لتعرف أني أعرف صفوان بن يحيى بياع السابري بالكوفة ، ولأن سلمت لأغصصنه بريقه و أنت معه .
فقال علي عليه السلام : لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ، أما إني يا إخوتي فحريص على مسرتكم ، الله يعلم :
 اللهم إن كنت تعلم أني أحب صلاحهم ، وأني بار بهم ، واصل لهم ، رفيق عليهم ، أعني بأمورهم ليلا ونهارا فاجزني به خيرا ، وإن كنت على غير ذلك فأنت علام الغيوب فاجزني به ما أنا أهله إن كان شرا فشرا ، وإن كان خيرا فخيرا ، اللهم أصلحهم وأصلح لهم ، واخسأ عنا وعنهم شر الشيطان ، وأعنهم على طاعتك ووفقهم لرشدك .
أما أنا يا أخي فحريص على مسرتكم ، جاهد على صلاحكم ، والله على ما نقول وكيل.
 فقال العباس : ما أعرفني بلسانك ، وليس لمسحاتك عندي طين ، فافترق القوم على هذا ، وصلى الله على محمد وآله [42]
 
بيان لصاحب كتاب بحار الأنوار المجلسي رحمه الله : قوله . وهو كاتب الوصية الأولى : أي وصية آبائه عليهم السلام كما سيشير إليه قوله عليه السلام . وقد نسخت : أي قبل ذلك في صدر الكتاب أو تحت الختم .
 وقيل :  المراد أن هذه الوصية موافقة لوصاياهم فالمعنى نسخت بعين كتابه هذه الوصية  الوصايا التي وصيا به و . الوعد : الأخبار بالثواب للمطيع ، وكونه حقا أنه يجب الوفاء به أو لا يجوز تركه و . القضاء : الحكم بمقتضى الحساب من ثواب المطيع وعقاب العاصي بشروطهما ، و . بني : عطف على علي . بعد : أي بعد علي في المنزلة . معه : أي مشاركين معه في الوصية . أن يقرهم : أي في الوصية . أن يخرجهم : أي منها . وأموالي : أي ضبط حصص الصغار والغيب منها أو بناء على أن الإمام أولى بالمؤمنين من أنفسهم و . موالي : أي عبيدي وإمائي أو عتقائي لحفظهم ورعايتهم أو أخذ ميراثهم . 
قوله . وولدي إلى إبراهيم : أي مع ولدي أو إلى ولدي فيكون إلى إبراهيم بدلا من ولدي بتقدير إلى ، ولعل الأظهر . تقدم إلى علي ولدي : وأنه اشتبه على النساخ وقيل . وولدي : أي وسائر ولدي . إلى : بمعنى حتى . وأم أحمد :  عطف على صدقاتي .انتهى .
 وإلى علي : أي مفوض إليه وهو خبر . أمر نسائي : أي اختيارهن وهو مبتدأ . دونهم : أي دون سائر ولدي . وثلث صدقة أبي : مبتدأ وضمير يضعه راجع إلى كل من الثلثين ، والمراد التصرف في حاصلهما بناء على أنهما حق التولية والمراد بيع أصلهما بناء على أنهما كانا من الأموال التي للإمام التصرف فيها كيف شاء ، ولم يمكنها إظهار ذلك تقية فسماهما صدقة ، أو بناء على جواز بيع الوقف في بعض الصور ويحتمل أن يكون ثلث صدقة أبي عطفا على أمر نسائي ويكون . ثلثي : مبتدأ و . يضعه : خبره فالمراد ثلث غير الأوقاف . 
يجعل : أي يصنع . والنحلة : العطية بغير عوض والمهر ، وضمير . بها : راجع  إلى الصدقة أو الثلث بتأويل . وهو أنا : أي هو بعد وفاتي مثلي في حياتي .
 وإن رأى أن تقر : تأكيد لما مر وربما يحمل الأول على الإقرار في الدار ، وهذا على الإقرار في الصدقة . 
والتثريب التعيير . فإن آنس منهم : الضمير للمخرجين وفيه إيماء إلى أنهم  في تلك الحال التي فارقهم عليها مستحقون للإخراج . في ولاية : أي تولية وتصرف في الأوقاف وغيرها . أخته : أي من أمه والمراد بالمناكح محال النكاح ، وما يناسب ويليق من ذلك . كفه عن شيء : أي منعه قهرا وكأنه ناظر إلى السلطان .
وقوله . أو حال : ناظر إلى قوله . أحد من الناس : ويحتمل إرجاع كل إلى كل . أو أحد : عطف على شيء ممن ذكرت : أي من النساء والأولاد والموالي ، أو عطف على أحد من الناس ، فالمراد بالناس الأجانب وبمن ذكرت الإخوة . وليس لأحد : تكرار للتأكيد ، وفي القاموس . التبعة : كفرحة وكتابة الشيء الذي لك فيه تبعة ، شبه ظلامه ونحوها انتهى .
 والتباعة بالفتح مصدر تبعه إذا مشى خلفه وهو أيضا مناسب . فإن أقل : أي أظهر المال قليلا أو أعطى حقهم قليلا ، وكذا . أكثر : بالمعنيين . كذلك : أي كما كان صادقا عند الإقلال أو الأمر كذلك ، وفي الصحاح نوهت باسمه رفعت ذكره ، وفي القاموس والحواء ككتاب والمحوى كالمعلى جماعة البيوت المتدانية . 
 ولا يزوج بناتي : لعل ظاهر هذا الكلام على التقية لئلا يزوج أحد من الإخوة أخواتها بغير رضاها بالولاية المشهورة بين المخالفين ، وأما هو عليه السلام فلم يكن يزوجهن إلا برضاهن أو مبني على ما مرّ من أن الإمام أولى بالأمر من كل أحد ، وحمله على تزويج الصغار بالولاية بعيد . وهو وأم أحمد : أي شهيدان أيضا أي شريكان في الولاية ، أو الواو فيه كالواو في . كل رجل وضيعته : فالمقصود وصيته بمراعاتها .
أن يكشف وصيتي : أي يظهرها . وهو منها : الواو للحال ، ومن للنسبة ك : أنت مني بمنزلة هارون من موسى ، والضمير للوصية . ما ذكرت : أي أنه وصي وإليه الاختيار . أو سميت باسمه : أي أعليت ذكره . وما ربك بظلام للعبيد : ، لأن من أعطى الجزاء خيرا أو شرا من لا يستحقه فهو ظلام في غاية الظلم. الأسفل : صفة كتابي ; وأنهما كانتا وصيتين طوي السفلى وختمهما ثم طوي  فوقها العلياء . 
وعلى من فض : يمكن أن يقرأ علي بالتشديد اسما أي هو الذي يجوز أن يفض ، أو يكون حرفا والمعنى وعلى من فض لعنة الله ، ويكون هذا إشارة إلى الوصية الفوقانية ، ويمكن أن يقرأ الأول يفض على بناء الأفعال للتعريض أي يمكن من الفض فاللعنة الأولى على الممكن ، والثانية على الفاعل والفض كسر الخاتم .
وكتب وختم : هذا كلامه عليه الصلاة والسلام على سبيل الالتفات أو كلام يزيد ، والمراد أنه عليه السلام كتب شهادته على هامش الوصية الثانية وهذا الختم غير الختم المذكور سابقا ويحتمل أن يكون الختم على رأس الوصية الثانية كالأولى . 
وأمتع بك : أي جعل الناس متمتعين منتفعين بك .
في أسفل هذا الكتاب : أي الوصية الأولى المختوم عليها . كنزا وجوهرا : أي ذكر كنز أو جوهر ، وإن كان لا يبعد من حمقه إرادة نفسهما . إلا ألجأه : أي فوضه إليه ، والعالة جمع العائل وهو الفقير أو الكثير العيال . لاخبرتك بشيء : أي ادعاء الإمامة والخلافة ، وغرضه التخويف وإغراء الأعداء به . إذا : أي حين تخبر بالشيء و . المدحور : المطرود . نعرفك : إستيناف البيان السابق . ولو : للتمني أو الجزاء محذوف  وإن مخففة من المثقلت . ليأمنك : اللام المكسورة زائدة لتأكيد النفي . والتلبيب : مجمع ما في موضع اللب من ثياب الرجل . أجمع : بصيغة الأمر للتهديد ، ويدل على أنه صدر منه بالأمس أمر شنيع آخر و . المستخف : على بناء المفعول من يعد خفيفا . منذ اليوم : إشارة إلى أنه لزم اللعن القاضي إما لإحضاره والتفتيش عنه ، ولم يكن له ذلك ، أو بناء على أنه لعن عليه السلام من فض الكتاب الأول أيضا كما مر احتمالا . فإذا فيه : الضمير لما تحته وضمير . لها : للوصية . في ولاية علي : أي في كونه وليا وواليا عليهم أو في كونهم تابعين له . 
عن حد الصدقة : أي عن حكمهما وولايتها ، وكأن إبراز وجه أم أحمد لادعاء الإخوة عندها شيئا ثم إنكارهم أنها هي أو ادعائهم أنه عليه السلام ظلم أم أحمد أيضا وأحضروها فلما أنكرت قالوا إنها ليست هي . 
 قال سيدي : أي الكاظم عليه السلام هذا إشارة إلى الكلام الذي بعده ، وإنما جرها لأن في هذا الأخبار إشعارا بدعوى الإمامة وادعاء علم الغيب وهو ينافي التقية . إلى الضعف : أي مائلات إلى الضعف ، وضمير أظنه لموسى .
 والغرائم :  الديون . فتعين لي ما عليهم : أي حول ما عليهم على ذمتي وسيأتي تحقيق العينة وهي من حيل الربا ، وقد تطلق على مطلق النسيئة والسلف .  زكاة حقوقهم : أي الصكوك التي تنمو أرباحها يوما فيوما . والبراءة :  القبض الذي يدل على برائتهم من حقوق الغرماء . والمؤاساة بالهمز المشاركة والمساهمة في المعاش . فالعرض عرضكم : أي هتك عرضي يوجب هتك عرضك وفي بعض النسخ بالغين المعجمة أي غرضي ما هو عرضكم وهو رضاكم عني . 
 إلا من فضول أموالنا : أي أرباحها ونمائها ، ولعل الحبس في ما يتعلق بنصيبهم بزعمهم والادخار فيما يتعلق بنصيبه فاعترافهم . فإنما هو لكم : أي إذا بقيت بلا ولد كما تزعمون ، وهذا كلام على سبيل التورية والمصلحة . فقد سيبته : أي  أطلقته وصرفته وأبحته والسائبة التي لا ولاء لأحد عليها وفي بعض النسخ شتته أي فرقته . ما هو كذلك : أي ليس الأمر كما قلت إن الأموال لك وأنت تبذلها لنا ولغيرنا . من رأي : أي اختيار وولاية . وحسد : خبر مبتدأ محذوف أي الواقع حسد والدنا ، ومن :في . مما : للبيان أو حسده مبتدأ . ومما لا يسوغه : خبره و . من : للتبعيض ، والتسويغ التجويز ، والسابرى بضم الباء ثوب رقيق يعمل بسابور موضع بفارس والاغصاص بريقه : جعله بحيث لا يتمكن من إساغة ريقه كناية عن تشديد الأمر عليه وأخذ الأموال منه.
 لا حول : تفويض للأمر إلى الله وتعجب من حال المخاطب  . والله يعلم : بمنزلة القسم . أعني : على بناء المجهول أو المعلوم أي أعتني وأهتم بأمورهم . وأصلح : أي أمورهم لهم وخسأت الكلب كمنعت طردته وأبعدته . جاهد : أي جاد . وكيل : أي شاهد . ما اعرفني : صيغة التعجب . بلسانك : أي أنك قادر على تحسين الكلام وتزويقه لكن ليس موافقا لقلبك .
وليس لمسحاتك عندي طين : هذا مثل سائر يضرب لمن لا تؤثر حيلته في غيره قال الميداني : لم يجد لمسحاته طينا مثل يضرب لمن حيل بينه وبين مراده . 
وقال في البحار : وفي كثير من العبارات اختلاف بين روايتي الكافي والعيون ، ولم تتعرض لها لسبق تلك الرواية فليرجع إليها[43] .
 
وأقول : بعد قصة يوسف وأخوته التي ذكرها الله تعالى في القرآن المجيد ، وسماها بأحسن القصص ، لا غروا أن نقرأ القصة هذه والتي بعدها أو قبلها لأعمامه معه ، ولكن يا طيب ، تعرف إن المتشاحن مع الإمام أخوه العباس ، وإن أعمامه وأخوته الباقين دافعوا عن الإمام الرضا ، وسلموا لأمره ، فتدبر هذا والموضوع التالي في أخوة الإمام معه .
 
 
 
 
ثالثاً : حال الإمام الرضا مع أخوته :
إبراهيم أخوا الإمام يقر بتقدمه عليه  :
عن الكافي عن علي بن أسباط قالقلت للرضا عليه السلام : إن رجلا عنى أخاك إبراهيم ، فذكر له أن أباك في الحياة وأنك  تعلم من ذلك ما لا يعلم .
فقال : سبحان الله يموت رسول الله صلى الله عليه وآله ولا يموت موسى ؟ قد والله مضى كما مضى رسول الله صلى الله عليه وآله ، ولكن الله تبارك وتعالى لم يزل منذ قبض نبيه صلى الله عليه وآله هلم جرا ، يمن بهذا الدين على أولاد الأعاجم ، ويصرفه عن قرابة نبيه صلى الله عليه وآله هلم جرا ، فيعطي هؤلاء ويمنع هؤلاء .
 ولقد قضيت عنه في هلال ذي الحجة ألف دينار بعد أن أشفى على طلاق نسائه وعتق ممالكيه ، ولكن قد سمعت ما لقي  يوسف من أخوته [44].
عن بكر بن صالح قال : قلت لإبراهيم بن أبي الحسن موسى بن جعفر عليهما السلام : ما قولك في أبيك ؟ قال : هو حي .
قلت : فما قولك في أخيك أبي الحسن ؟ قال : ثقة صدوق .
قلت : فانه يقول : إن أباك قد مضى ، قال : هو أعلم وما يقول .
 فأعدت عليه فأعاد علي . قلت : فأوصى أبوك ؟  قال : نعم .
 قلت : إلى من أوصى ؟ قال :
 إلى خمسة منا وجعل عليا عليه السلام المقدم علينا[45]
يا طيب :  لعل عدم الجواب الواضح للتقية كما عرفت في وصية الإمام له ولغيره لطلب الحاكم له ، ولكنه يشير لعلم الإمام ولوصية أبيه موسى وتقديمه للإمام الرضا عليه السلام ، كما في الأولى يشير الإمام لمعنى مادي معه.
 
 
أخبار زيد أخوا الإمام :
عن ابن أبي عبدون ، عن أبيه ، قال : لما جيء بزيد بن موسى أخي الرضا عليه السلام إلى المأمون وقد خرج إلى البصرة وأحرق دور العباسيين ، وذلك في سنة تسع وتسعين ومائة  فسمى زيد النار .
 قال له المأمون : يا زيد خرجت بالبصرة ، وتركت أن تبدأ بدور أعدائنا من أمية ، وثقيف ، وغني ، وباهلة ، وآل زياد ، وقصدت دور بني عمك .
فقال وكان مزاحا : أخطأت يا أمير المؤمنين من كل جهة وإن عدت بدأت بأعدائنا ، فضحك المأمون وبعث به إلى أخيه الرضا عليه السلام ، وقال له : قد وهبت جرمه لك فلما جاءوا به عنفه وخلى سبيله وحلف أن لا يكلمه أبدا ما عاش .
 
وحدثني أبو الخير علي بن أحمد النسابة ، عن مشايخه : أن زيد بن موسى عليه السلام كان ينادم المنتصر ، وكان في لسانه فضل وكان زيدياً ، وكان زيد هذا ينزل بغداد على نهر كرخايا ـ كرخايا : شرب يفيض الماء من عمود نهر عيسى ، قاله الفيروز آبادي في القاموس ج 1 ص 268   ـ وهو الذي كان بالكوفة أيام أبي السرايا فولاه ، فلما قتل أبو السرايا تفرق الطالبيون فتوارى بعضهم ببغداد ، وبعضهم بالكوفة ، وصار بعضهم إلى المدينة .
وكان ممن توارى زيد بن موسى هذا ، فطلبه الحسن بن سهل حتى دل عليه ، فأتي به فحبسه ثم أحضره على أن يضرب عنقه ، وجرد السياف السيف ، فلما دنا منه ليضرب عنقه ، وكان حضر هناك الحجاج بن خيثمة .
 فقال : أيها الأمير  إن رأيت أن لا تعجل وتدعوني ، فان عندي نصيحة ، ففعل وأمسك السياف فلما دنا منه قال : أيها الأمير أتاك بما تريد أن تفعله أمر من أمير المؤمنين ؟ قال : لا .
 قال : فعلام تقتل ابن عم أمير المؤمنين من غير إذنه وأمره واستطلاع رأيه فيه ؟ 
ثم حدثه بحديث أبي عبد الله بن الأفطس وأن الرشيد حبسه عند جعفر بن يحيى فأقدم عليه جعفر فقتله من غير أمره ، وبعث برأسه إليه في طبق مع هدايا النيروز وإن الرشيد لما أمر مسرور الكبير بقتل جعفر بن يحيى قال له : إذا سألك جعفر عن ذنبه الذي تقتله به فقل له : إنما أقتلك بابن عمي ابن الأفطس الذي قتلته من غير أمري .
ثم قال الحجاج بن خيثمة للحسن بن سهل : أفتأمن أيها الأمير حادثة تحدث بينك وبين أمير المؤمنين ، وقد قتلت هذا الرجل فيحتج عليك بمثل ما احتج به الرشيد على جعفر بن يحيى ؟
فقال الحسن للحجاج : جزاك الله خيرا ، ثم أمر برفع زيد ، وأن يرد إلى محبسه ، فلم يزل محبوسا إلى أن أظهر أمر إبراهيم بن المهدي ، فجسر أهل بغداد بالحسن بن سهل فأخرجوه عنها ، فلم يزل محبوسا حتى حمل إلى المأمون ، فبعث به إلى أخيه الرضا عليه السلام ، فأطلقه ، وعاش زيد بن موسى أبي الحسن عليه السلام إلى آخر خلافة المتوكل ومات بسر من رأى[46] .
عن ياسر : أنه خرج زيد بن موسى أخو أبي الحسن عليه السلام بالمدينة ، وأحرق وقتل وكان يسمى زيد النار فبعث إليه المأمون فاسر وحمل إلى المأمون .
 فقال المأمون : اذهبوا به إلى أبي الحسن . 
قال ياسر : فلما ادخل إليه قال له أبو الحسن عليه السلام : يا زيد أعزك قول سفلة أهل الكوفة : إن فاطمة أحصنت فرجها فحرم الله ذريتها على النار ؟ ذاك للحسن والحسين عليهما السلام خاصة ، إن كنت ترى أنك تعصي الله وتدخل الجنة ، وموسى  ابن جعفر عليهما السلام أطاع الله ودخل الجنة ، فأنت إذا أكرم على الله عز وجل من موسى ابن جعفر عليهما السلام ، والله ما ينال أحد ما عند الله عز وجل إلا بطاعته ، وزعمت أنك تناله بمعصيته فبئس ما زعمت . 
فقال له زيد : أنا أخوك وابن أبيك .
 فقال له أبو الحسن عليه السلام : أنت أخي ما أطعت الله عز وجل ، إن نوحا عليه السلام قال : {رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ وَأَنْتَ أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ} فقال الله عز وجل : {يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ} هود : 45 و 46 ، فأخرجه الله عز وجل من أن يكون من أهله بمعصيته [47].
 
 عن الحسن بن موسى الوشاء البغدادي قال :
كنت بخراسان مع علي بن موسى الرضا عليه السلام في مجلسه وزيد بن موسى حاضر ، قد أقبل على جماعة في المجلس يفتخر عليهم ويقول : نحن ونحن وأبو الحسن عليه السلام مقبل على قوم يحدثهم .
 فسمع مقالة زيد فالتفت إليه فقال :
 يا زيد أغرك قول ناقلي الكوفة : إن فاطمة عليها السلام أحصنت فرجها فحرم الله ذريتها على النار ؟ فو الله ما ذلك إلا للحسن والحسين وولد بطنها خاصة ، وأما أن يكون موسى بن جعفر عليه السلام يطيع الله ويصوم نهاره ويقوم ليلة وتعصيه أنت ، ثم تجيئان يوم القيامة سواء لانت أعز على الله عز وجل منه ، إن علي بن الحسين كان يقول :
 لمحسننا كفلان من الأجر ، ولمسيئنا ضعفان من العذاب . 
قال الحسن الوشاء : ثم التفت إلي فقال لي : يا حسن كيف تقرؤون هذه الآية : {قالَ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ } ؟
فقلت من الناس من يقرأ : .إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ: هود : 45 و ، ومنهم من يقرأ46 ،. .إِنَّهُ عَمَلُ غَيْر صَالِحٍ: فمن قرأ : .إِنَّهُ عَمَلُ غَيْر صَالِحٍ: نفاه عن أبيه ، فقال عليه السلام : كلا لقد كان ابنه ولكن لما عصى الله عز وجل نفاه عن أبيه .
كذا من كان منا لم يطع الله عز وجل فليس منا ، وأنت إذا أطعت الله عز وجل فأنت منا أهل البيت [48].
قال السيد الطباطبائي في تفسر الآية في جزء عشرة من الميزان في تفسير القرآن : و قوله : "إنه عمل غير صالح" ظاهر السياق أن الضمير لابن نوح عليه السلام فيكون هو العمل غير الصالح، و عده عملا غير صالح نوع من المبالغة نحو زيد عدل أي ذو عدل، و قولها: فإنما هي إقبال و إدبار ، أي ذات إقبال و إدبار.
فالمعنى: إن ابنك هذا ذو عمل غير صالح ، فليس من أهلك الذين وعدتك أن أنجيهم.
و يؤيد هذا المعنى قراءة من قرأ: "إنه عمل غير صالح" بالفعل الماضي أي عمل عملا غير صالح.
عن الحسن بن الجهم قال : كنت عند الرضا عليه السلام وعنده زيد بن موسى أخوه وهو يقول :
يا زيد اتق الله فإنا ما بلغنا بالتقوى ، فمن لم يتق ولم يراقبه فليس منا ولسنا منه ، يا زيد إياك أن تهين من به تصول من شيعتنا فيذهب نورك ، يا زيد إن شيعتنا إنما أبغضهم الناس وعادوهم واستحلوا دماءهم وأموالهم لمحبتهم لنا واعتقادهم لولايتنا .
 فإن أنت أسأت إليهم ظلمت نفسك ، وأبطلت حقك . 
قال الحسن بن الجهم : ثم التفت عليه السلام إلي فقال لي : يا ابن الجهم من خالف دين الله فابرأ منه كائنا من كان من أي قبيلة كان ، ومن عادى الله فلا تواله كائنا من كان من أي قبيلة كان .
فقلت له : يا ابن رسول الله ومن ذا الذي يعادي الله ؟
قال : من يعصيه [49].
وعن المناقب : دخل زيد بن موسى بن جعفر عليه السلام على المأمون : فأكرمه وعنده الرضا عليه السلام فسلم زيد عليه فلم يجبه ، فقال : أنا ابن أبيك ولا ترد علي سلامي ؟  فقال عليه السلام :
أنت أخي ما أطعت الله ، فإذا عصيت الله لا إخاء بيني وبينك [50].
 
أخبار أحمد أخو الإمام :
عن محمد ابن أحمد بن أسيد قال : لما كان من أمر أبي الحسن ـ يريد أبا الحسن موسى بن جعفر عليه السلام ـ ما كان ، قال إبراهيم وإسماعيل ابنا أبي إسماعيل : فنأتي أحمد ابنه ، فاختلفا إليه زمانا .
 فلما خرج أبو السرايا خرج أحمد بن أبي الحسن عليه السلام معه ، فأتينا إبراهيم وإسماعيل وقلنا لهما : إن هذا الرجل قد خرج مع أبي السرايا فما تقولان ؟
قال : فأنكرا ذلك من فعله ورجعا عنه ، وقالا : أبا الحسن : حي نثبت على الوقف ، وأحسب هذا يعني إسماعيل مات على شكه [51]
الحسين بن موسى رحمه الله :
عن البزنطي قال : كنت عند الرضا عليه السلام وكان كثيرا ما يقول استخرج منه الكلام يعني أبا جعفر ـ محمد بن الإمام الرضا ـ .
 فقلت له يوما : أي عمومتك أبر بك ؟ 
قال : الحسين . فقال أبوه الإمام الرضا عليه السلام :
صدق والله هو والله أبرهم به وأخيرهم له صلى الله عليهم[52] .
أقول : ولأخ الرضا حسين تاريخ حافل وله مرقد عامر وهو من مفاخر العمارة في قزوين ويزوره المؤمنون وله كرامات كثيرة .
أقول : لبعض أخوة الإمام الرضا مقامات عالية وشأن كبير ، وفيهم من علماء آل محمد ولكن لم نرى لهم ذكر وقصص مع الإمام الرضا إلا نقل أحاديث وإقرار بالإمام وبالخصوص لأخته فاطمة بنت موسى المعصومة عليه السلام ، وتأريخهم تجده إما في كتب مؤلفة فيهم أو مع الإمام موسى عليه السلام لأنهم أبنائه ، وذكروا أن عددهم سبعة وثلاثون ، القاسم في الحلة ، وأسماعيل أبناءه في مصر، واحمد شاه جراغ في شيراز، وحمزة في ري طهران مع شاه عبد العظيم ومن سلالته سلاطين الصفوية، وغيرهم الكثير ممن لهم مقامات وكرامات ويأتيهم ألاف الزوار فينالون بركاتهم . أنظر منتهى الآمال ج2ص349 .
 
رابعا : أخبار أعمام  الإمام الرضا عليه السلام معه :
عرفت بعض أخبار أعمام الإمام في قصتهم مع أبنه محمد الجواد وكيف أقر له علي بن جعفر رحمه الله حين عرفه القافة ، وعرفت بعض الشرح وقصصهم تأتي في حياة الإمام جعفر الصادق عليه السلام ، وهنا نذكر قصص للإمام مع عميه محمد وإسحاق أبنا جعفر بن محمد .
عن عمير بن بريد قال : كنت عند أبي الحسن الرضا عليه السلام فذكر محمد بن جعفر بن محمد فقال :
إني جعلت على نفسي أن لا يظلني وإياه سقف بيت .
 فقلت في نفسي : هذا يأمرنا بالبر والصلة ، ويقول هذا لعمه ! ؟
فنظر إلي فقال : هذا من البر والصلة ، إنه متى يأتيني ويدخل عليَّ ، فيقول في فيصدقه الناس ، وإذا لم يدخل عليَّ ولم أدخل عليه لم يقبل قوله إذا قال[53] .
في سيرة محمد بن جعفر المعروف بالديباج عم الإمام كان له ثورة وهو مقدم عند المأمون ، وشيء من سيرته في حياة الإمام الصادق .
 
عن محمد ابن داود قال : كنت أنا وأخي عند الرضا عليه السلام فأتاه من أخبره أنه قد ربط ذقن  محمد بن جعفر ! ـ يعني قارب الموت ـ .
فمضى أبو الحسن عليه السلام ومضينا معه وإذا لحياه قد ربطا ، وإذا إسحاق ابن جعفر وولده وجماعة آل أبي طالب عليهم السلام يبكون .
فجلس أبو الحسن عليه السلام عند رأسه ونظر في وجهه فتبسم ، فنقم من كان في المجلس عليه ، فقال بعضهم : إنما تبسم شامتاً بعمه .
قال : وخرج ليصلي في المسجد .
فقلنا له : جعلنا فداك قد سمعنا فيك من هؤلاء ما نكره حين تبسمت .
 فقال أبو الحسن عليه السلام : إنما تعجبت من بكاء إسحاق وهو والله يموت قبله ويبكيه محمد . قال : فبرأ محمد ومات إسحاق [54].
 
عن الحسن بن  على الحذاء قال : حدثنا يحيى بن محمد بن جعفر قال :
مرض أبي مرضا شديدا فأتاه أبو الحسن الرضا عليه السلام يعوده وعمي إسحاق جالس يبكي ، قد جزع عليه جزعا شديدا .
 قال يحيى : فالتفت إلى أبو الحسن عليه السلام فقال: ما يبكي عمك ؟
قلت :  يخاف عليه ما ترى .
قال : فالتفت إليَّ أبو الحسن عليه السلام فقال : لا تغمن فان إسحاق سيموت قبله .
 قال يحيى : فبرأ أبي محمد ومات إسحاق[55].
عن الحسين بن القاسم قال : حضر بعض ولد جعفر عليه السلام الموت فأبطأ عليه الرضا عليه السلام فغمني ذلك لإبطائه عن عمه ، قال : ثم جاء فلم يلبث أن قام .
قال الحسين : فقمت معه فقلت له : جعلت فداك عمك في الحال التي هو فيها تقوم وتدعه. فقال عمي يدفن فلانا يعني الذي هو عندهم .
 قال : فوالله ما لبثنا أن تماثل المريض ، ودفن أخاه الذي كان عندهم صحيحا ، قال الحسن الخشاب : وكان الحسين بن القاسم يعرف الحق بعد ذلك ويقول به [56].
 وعن الرضا عليه السلام أنه قال : إذا أهل هلال ذي الحجة ونحن بالمدينة لم يكن لنا أن نحرم إلا بالحج ، لأنا نحرم من الشجرة وهو الذي وقت رسول الله صلى الله عليه وآله ، وأنتم إذا قدمتم من العراق وأهل الهلال فلكم أن تعتمروا لان بين أيديكم ذات عرق وغيرها مما وقت لكم رسول الله صلى الله عليه وآله.
 فقال له الفضل : فلي الآن أن أتمتع وقد طفت بالبيت ؟
فقال له : نعم .
فذهب بها محمد بن جعفر إلى سفيان بن عيينة وأصحاب سفيان ، فقال لهم : إن فلانا  قال كذا وكذا فشنع على أبي الحسن عليه السلام
قال الصدوق رحمه الله تعالى : سفيان بن عيينة لقي الصادق عليه السلام وروى عنه وبقي إلى أيام الرضا عليه السلام[57]
أقول : أعمام الإمام عشرة ، راجع حالهم في منتهى الأمال ج2ص249 ، فبعضهم جليل الشأن ومن المحدثين الكبار وله الآن مزار ، كإسحاق وعلي بن جعفر الذي كان محط أنظار العام والخاص ويدعوا للإمام الرضا والجود وله كثير من الفضل في تعريف الحق وتثبته ، وهنا عرفت إن الظاهر في أخبار محمد بن جعفر في أعمام الإمام له بعض الخلاف معه .
 وفي أخوته وهم سبعة وثلاثون وإن منهم إبراهيم والعباس وزيد مقرون بإمامته ولكن يشعر حالهم بالعصيان وطلب الشهرة والمال والله العالم بحالهم ، وأما الباقين فهم لهم شأن كريم وفيهم علماء لأهل البيت وتعريف الحق والدعوة له ، وبعد أن عرفنا أخوة الإمام وأعمامه نتعرف على بعض أقاربه وآله عليه السلام .
 
 
خامساً : أخبار الإمام مع أقاربه وعشيرته :
أخبار محمد من ولد الإمام الحسن :
عن عبد الصمد بن عبيد الله : عن محمد بن الأثرم وكان على شرطة محمد بن سليمان العلوي بالمدينة أيام أبي السرايا ، قال : اجتمع إليه أهل بيته وغيرهم من قريش فبايعوه ، وقالوا له : لو بعثت إلى أبي الحسن الرضا عليه السلام كان معنا وكان أمرنا واحدا .
قال : فقال محمد بن سليمان : اذهب إليه فاقرأه السلام وقل له : إن أهل بيتك اجتمعوا وأحبوا أن تكون معهم ، فان رأيت أن تأتينا فافعل . 
قال : فأتيته وهو بالحمراء فأديت ما أرسلني به إليه .
 فقال : اقرأه مني السلام وقل له : إذا مضى عشرون يوما أتيتك .
 قال : فجئت فأبلغته ما أرسلني به إليه فمكثنا أياما ، فلما كان يوم ثمانية عشر جاءنا ورقاء قائد الجلودي فقاتلنا فهزمنا ، فخرجت هاربا نحو الصورين فإذا هاتف يهتف بي : يا أثرم فالتفت إليه ، فإذا أبو الحسن الرضا عليه السلام وهو يقول : مضت العشرون أم لا ؟ .
وهو محمد بن سليمان بن داود بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب عليه السلام [58]. أقول : خرج بدون رضا الإمام بالخروج .
 
 
أخبار جعفر العلوي من ولد الحسين والي المدينة :
عن الحسين بن موسى بن جعفر بن محمد قال : كنا حول أبي الحسن الرضا عليه السلام ونحن شبان من بني هاشم ، إذ مر علينا جعفر بن عمر العلوي وهو رث الهئية ، فنظر بعضنا إلى بعض وضحكنا من هيئة جعفر بن عمر ، فقال الرضا عليه السلام
لترونه عن قريب كثير المال كثير التبع ، فما مضى الأشهر أو نحوه حتى ولي المدينة وحسنت حاله وكان يمر بنا ومعه الخصيان والحشم . 
وجعفر هذا : هو جعفر بن محمد بن عمر بن الحسن بن عمر بن علي بن الحسين ابن علي بن أبي طالب عليهم السلام [59].
 
 
أخبار محمد ابن إبراهيم بن طباطبا :
عن ياسر الخادم قال :  قلت لأبي الحسن الرضا عليه السلام : رأيت في النوم كأن قفصا فيه سبعة عشر قارورة ، إذ وقع القفص وتكسرت القوارير ؟
 فقال : إن صدقت رؤياك يخرج رجل من أهل بيتي يملك سبعة عشر يوما ثم يموت ، فخرج محمد بن إبراهيم بالكوفة مع أبي السرايا  ، فمكث سبعة عشر يوما ثم مات.
هو محمد بن ابراهيم بن إسماعيل طباطبا بن إبراهيم بن الحسن بن الحسن  ابن على بن أبى طالب عليهم السلام .
 وأبو السرايا هو السري بن منصور كان من أمراء المأمون فخالفه وغاب في نواحي السواد ، فلقيه محمد بن إبراهيم وواعده على الخروج ، راجع القصة  في مقاتل الطالبيين [60].
روي عن الوشاء ، عن مسافر قال : قلت للرضا عليه السلام :
رأيت في النوم كأن رجه قفص وضع على الأرض فيه أربعون فرخا قال عليه السلام : إن كنت صادقا خرج منا رجل فعاش أربعون يوما ، فخرج محمد بن إبراهيم طباطبا فعاش أربعين يوماً [61].
 
 
أخبار العباس من ولد العباس عليه السلام :
في العدد القوية : ومن نسل العباس بن أمير المؤمنين عليه السلام العباس بن الحسن بن عبيد الله ابن العباس بن أمير المؤمنين عليه السلام ذكره الخطيب في تاريخ بغداد فقال :
 قدم إليها في أيام الرشيد وصحبه وكان يكرمه ثم صحب المأمون بعده ، وكان فاضلا شاعرا فصيحا ، وتزعم العلويه أنه أشعر ولد أبي طالب . 
قال : ودخل يوما على المأمون فتكلم فأحسن .
فقال له المأمون : والله إنك لتقول وتحسن ، وتشهد فتزين ، وتغيب فتؤتمن ، قال : وجاء يوما إلى باب المأمون فنظر إليه الحاجب ثم أطرق .
 فقال العباس : لو أذن لنا لدخلنا ، ولو اعتذر إلينا لقبلنا ، ولو صرفنا لانصرفنا ، فأما النظر الشزر ، والإطراق والفتر ، ولا أدري فلا أدري ما هو ؟
فخجل الحاجب فأنشد : 
وما من رضى كان الحمار مطيتي    ولكن من يمشي سيرضى بما ركب
وكان العباس هذا إخوة علماء فضلاء محمد وعبيد الله والفضل وحمزة كلهم  بنو الحسن بن عبيد الله بن العباس [62].
 
 
أخبار عن بعض العلويين :
عن الريان بن الصلت قال : جاء قوم بخراسان إلى الرضا عليه السلام فقالوا : إن قوما من أهل بيتك يتعاطون أمورا قبيحة ، فلو نهيتهم عنها . فقال : لا أفعل . فقيل : ولم ؟
فقال : لأني سمعت أبي يقول : النصيحة خشنة [63]
زواج الإمام من بنت المأمون : عن إبراهيم بن العباس قال : كانت البيعة للرضا عليه السلام لخمس خلون من شهر رمضان سنة إحدى ومائتين ، وزوجه ابنته أم حبيب في أول سنة اثنين ومائتين  [64].
أقول : وستأتي أخبارها وأخبار أبيها وجدها مع الإمام الرضا عليه السلام في الجزء الثاني المخصص لبينا حال الإمام مع بني العباس فأنتظر .
 
 
 
 
 

مسك الأخبار

معرفة علي من ولد الحسين والخضر بالرضا

عن سليمان بن جعفر قال : قال لي علي بن عبيد الله بن الحسين بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب :
أشتهي أن أدخل على  أبي الحسن الرضا عليه السلام اسلم عليه .
 قلت : فما يمنعك من ذلك ؟
 قال : الإجلال والهيبة له وأتقي عليه .  قال : فاعتل أبو الحسن عليه السلام علة خفيفة وقد عاده الناس ، فلقيت علي بن عبيد الله .
 فقلت : قد جاءك ما تريد ، قد اعتل أبو الحسن عليه السلام علة خفيفة ، وقد عاده الناس ، فإن أردت الدخول عليه فاليوم .
 قال : فجاء إلى أبي الحسن عليه السلام عائدا ، فلقيه أبو الحسن عليه السلام بكل ما يحب من المنزلة والتعظيم .
 ففرح بذلك علي بن عبيد الله فرحا شديدا .
 ثم مرض علي بن عبيد الله ، فعاده أبو الحسن عليه السلام وأنا معه ، فجلس حتى خرج من كان في البيت .
 فلما خرجنا أخبرتني مولاة لنا : أن أم سلمة امرأة علي بن عبيد الله كانت من وراء الستر تنظر إليه ، فلما خرج ، خرجت وانكبت على الموضع الذي كان أبو الحسن فيه جالسا ، تقبله وتتمسح به . 
قال سليمان : ثم دخلت على علي بن عبيد الله فأخبرني بما فعلت أم سلمة فخبرت به أبو الحسن عليه السلام .
قال : يا سليمان إن علي بن عبيد الله وامرأته وولده من أهل الجنة .
 يا سليمان إن ولد علي وفاطمة عليهما السلام ، إذا عرفهم الله هذا الأمر لم يكونوا كالناس [65].
وعَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ فَضَّالٍ قالَ : سَمِعْتُ أَبَا الْحَسَنِ عَلِيَّ بْنَ مُوسَى الرضا عليه السلام يَقُولُ : إِنَّ الْخَضِرَ شَرِبَ مِنْ مَاءِ الْحَيَاةِ ، فَهُوَ حَيٌّ لَا يَمُوتُ حَتَّى يُنْفَخَ فِي الصُّورِ ، وَ إِنَّهُ لَيَأْتِينَا فَيُسَلِّمُ عَلَيْنَا فَنَسْمَعُ صَوْتَهُ وَ لَا نَرَى شَخْصَهُ وَ إِنَّهُ لَيَحْضُرُ حَيْثُ ذُكِرَ ، فَمَنْ ذَكَرَهُ مِنْكُمْ فَلْيُسَلِّمْ عَلَيْهِ [66].
أقول : سلام الله على نبي الله الخضر ورحمة الله وبركاته ، وتوجد له قصص مع باقي أئمة أهل البيت عليه السلام ، ولوالدتي رحمها الله قصص في كل سنة حيث تفرش سفرة وتضع فيها مواعين فيها طحين وسكر وتمن وغيرها وماء وسجادة ، فكنا ندخل بعد فتره ونرى آثار له فيها ، وأنا ممن شاهدها مع مراقبتي الشديد لكي لا يفعل هذا أحد من الحاضرين ، وهذا يقين بالقصص التي تنقل عنه عليه السلام مع باقي أئمة أهل البيت وغيرهم ، والله على ما أقول شهيد وإمام زماني عليه السلام والخضر عليه السلام ، فإذا كان هذا حال الخضر عليه السلام مع موالية فكيف بحاله مع سيد أهل الأرض في زمانه والجنة مع آله.
أقول : هذه بعض الأخبار عن الإمام في أهل بيته وأقرباءه ومواليه من عشيرته وآله ، ولك أسوة بالإمام في أهل بيته من النصح لهم وطلب خيرهم ، وأن منهم من عصى وطلب الدنيا والله العالم بحاله من ناحية العبودية وبالخصوص أخو الإمام زيد والعباس أو عمه محمد بن جعفر ، ومنهم من أقاربه من طلب الدنيا فخرج بدون إذن الإمام واستشهد أو يعتبر قتيل .
ومنهم من كان مدافععن الإمام الرضا عليه السلام ويكن حبه وولايته ويخلص لله بدينه وفي التقرب له ، كأعمامه إسحاق ، وعلي بن جعفر ، وأخوته حمزة وحسين ممن لهم مراقد تزار ، والآن مرقد أخته في قم المقدسة عش آل محمد ، من أقرباءهعلي بن عبيد الله بن الحسين بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب وزوجته وغيرهم الكثير من الأفاضل  .
فيا رب إن من أطاعك فأنا له مطيع ومحب وموالي ، ومن عصاك وعصى الإمام الرضا ولم يقيل إمامته فرفضه الإمام فأنا أرفضه وأتبرأ منه .
وأنت يا طيب : لك حسنات مضاعفة في حب الآل لآية المودة في الذرية العلوية النبوية وكذا في النظر لهم ، فإنه عبادة ، ولكن بشرط الطاعة لله تعالى ، وإلا فالعاصي بعيد عن الإمام الرضا وكل أجداده ، وهم رفضوه ، وتجد هذا جلي في كلام الإمام الرضا عليه السلام مع أخيه زيد ، ولنا كلام طيب في الولاية والمحبة في صحيفة ذكر الإمام علي عليه السلام عبادة من موسوعة صحف الطيبين ، فراجعه إن أحببت .
وبعد أن عرفنا : قصص الإمام الرضا عليه السلام مع آله ، نتعرف على الإمام مع الموالين له وصحبه الكرام المحبين له بحق والظاهرين بهداه والمظهرين له ، وأسأل الله أن يجعلنا منهم ومعهم ، إنه أرحم الراحمين ، ورحم الله من قال آمين يا رب العالمين .
 

اللهم أسألك بحق الإمام علي بن موسى الرضا وآله الطيبين الطاهرين اسلك بي صراطهم المستقيم واجعلني معهم في كل هدى ونعيم
خادم علوم آل محمد عليهم السلام
الشيخ حسن جليل حردان الأنباري
موقع موسوعة صحف الطيبين

 


[1] وسائل‏ الشيعة ج27ص188ب13 عدم جواز استنباط الأحكام النظرية من ظواهر القرآن إلا بعد معرفة تفسيرها من الأئمة عليهم السلام حديث33565 .
[2] عيون‏ أخبار الإمام الرضا عليه السلام ج2ص58ح214 .
[3] عيون‏ أخبار الإمام الرضا عليه السلام ج2ص58ح217 .
[4] عيون أخبار الإمام الرضا عليه السلام ج2ص66ح297.
[5] عيون‏ أخبار الإمام الرضا عليه السلام ج2ص56ح210 .
[6] عيون أخبار الإمام الرضا عليه السلام ج2ص62ح258.
[7] عيون‏ أخبار الإمام الرضا عليه السلام ج2ص57ح211 .
[8] عيون‏ أخبار الإمام الرضا عليه السلام ج2ص58ح216 .
[9] وسائل‏ الشيعة ج16ص169ب15 وجوب الحب في الله و البغض في الله والإعطاء في الله و المنع في الله ، حديث 21258 .
[10] وسائل‏ الشيعة ج27ص128ب10 عدم جواز تقليد غير المعصوم عليه السلام فيما يقول برأيه و فيما لا يعمل فيه بنص عنهم حديث33394 .
[11] وسائل ‏الشيعة ج16ص265ب38  تحريم المجالسة لأهل المعاصي والبدع ح21527 .
[12] وسائل‏ الشيعة ج16ص179ب17 وجوب حب المؤمن و بغض الكافر وتحريم العكس حديث 21291 .
[13] وسائل ‏الشيعة ج16ص179ب17 وجوب حب المؤمن و بغض الكافر وتحريم العكس حديث21289 .
[14] عيون‏ أخبار الإمام الرضا عليه السلام ج2ص58ح220 .وسائل ‏الشيعة ج16ص313ب 8 تحريم كفر المعروف من الله كان أو من الناس حديث21638 .
[15] عيون أخبار الإمام الرضا عليه السلام ج2ص3ح2.
[16] عيون أخبار الإمام الرضا عليه السلام ج2ص60ح238.
[17] عيون أخبار الإمام الرضا عليه السلام ج2ص70ح313.
[18] عيون أخبار الإمام الرضا عليه السلام ج2ص60ح232
[19] عيون أخبار الإمام الرضا عليه السلام ج2ص74ح340.
[20] عيون أخبار الإمام الرضا عليه السلام ج2ص60ح232
[21] عيون‏ أخبار الإمام الرضا عليه السلام ج2ص58ح215 .
[22] عيون‏ أخبار الإمام الرضا عليه السلام ج2ص25ح4 .
[23] عيون‏ أخبار الإمام الرضا عليه السلام ج2ص51ح196 . وسائل ‏الشيعة ج12ص311ب165 استحباب النظر إلى جميع صلحاء ذرية النبي ح16383 .
[24] الكافي ج1ص378 فيمن عرف الحق من أهل البيت و من أنكر حديث4، وسيأتي حديث آخر في عبد الله بن الحسن رضي الله عنه .
[25]عيون أخبار الرضا ج 2 ص 245 - 250 .
[26] الكافي ج1ص320 باب الإشارة و النص على أبي جعفر الثاني عليه السلام حديث1 .
[27] الكافي ج1ص320 باب الإشارة و النص على أبي جعفر الثاني عليه السلام حديث2 .
[28] الكافي ج1ص320 باب الإشارة و النص على أبي جعفر الثاني عليه السلام حديث 4.
[29]كشف الغمة ج 3 ص 136 . 
[30]عيون الأخبار ج 2 ص 209 و 210 ، بحار الأنوارج45ص34ب3ح13 ، وص272ب18ح18.
[31]الكافي ج 1 ص 321 و 354 ، بحار الأنوارج45ص68ب3ح89 .
[32]قرب الإسناد ص 231 و 232 ، بحار الأنوارج45ص45ب3ح40 .
[33] الكافي ج1ص320 باب الإشارة و النص على أبي جعفر الثاني عليه السلام 5 .
[34] الكافي ج1ص321 باب الإشارة و النص على أبي جعفر الثاني عليه السلام ح 9 .
[35] الكافي ج1ص322 باب الإشارة والنص على أبي جعفر الثاني عليه السلام ح14 .
[36]إعلام الورى ج2ص86 ، مناقب آل أبى طالب ج 4 ص 367 ، بحار الأنوارج45ص222ب16ح12 .
[37]بحار الأنوارج45ص222ب16ح13.
[38]كشف الغمة ج 3 ص 89. 
[39]كشف الغمة ج 3 ص 90 .
[40]كشف الغمة  ج 3 ص 113 ، بحار الأنوارج45ص221ب16ح11 .
[41]بحار الأنوارج45ص222ب16ح13.
[42]الكافي ج 1 ص 316 ـ 319 باب الإشارة والنص على أبي الحسن الرضا عليه السلام. وترى مثله في عيون أخبار الرضا ج 1  ص 33 ـ 37 .
[43]بحار الأنوارج45ص224ب16ح16.
[44]بحار الأنوارج45ص232ب16ح18.
[45]عيون الأخبار ج 1 ص 39 و 40 ، بحار الأنوارج45ص22ب2ح29.
[46]عيون أخبار الرضا ج 2 ص 232 و 233 ، بحار الأنوارج45ص216ب16ح1 .
[47]عيون أخبار الرضا ج 2 ص 234 ، بحار الأنوارج45ص217ب16ح2 .
[48]عيون أخبار الرضا ج 2 ص 232 ، وقد أخرج الصدوق في معاني الأخبار ص 107 و 108 بسند آخر مثله ، بحار الأنوارج45ص218ب16ح3 .
[49]عيون أخبار الرضا ج 2 ص 235 ، بحار الأنوارج45ص219ب16ح4.
[50]مناقب آل أبى طالب ج 4 ص 361 ، بحار الأنوارج45ص221ب16ح19 .
[51]رجال الكشي ص 400 تحت الرقم 343 و 344 ، بحار الأنوارج45ص222ب16ح14.
[52]قرب الإسناد ص 223 ، بحار الأنوارج45ص219ب16ح5 .
[53]عيون أخبار الرضا ج 2 ص 204 ، بحار الأنوارج45ص219ب16ح6 وص30ب3ح3.
[54]عيون أخبار الرضا ج 2 ص 206 ، وفي كتاب النجوم . بيان : " فنقم " أي يكره وعاب بحار الأنوار ج45ص31ب3ح6. وإسحاق عم الإمام كان رجل فاضل وعالم جليل.
[55]عيون أخبار الرضا  ج 2 ص 206 ، المناقب ج 4 ص 340 ، بحار الأنوارج45ص32ب3ح7 .
[56]رجال الكشي ص 510 ، بيان : تماثل العليل قارب البرء . بحار الأنوارج45ص66ب3ح87 .
[57]بحار الأنوارج45ص233ب16ح20.
[58]عيون أخبار الرضا ج 2 ص 208 ، بحار الأنوارج45ص220ب16ح7 .
[59]عيون أخبار الرضا ج 2  ص 209ـ208، مناقب آل أبى طالب ج 4 ص 335 ، بحار الأنوارج45ص33ب3ح11 و ص220ب16ح8.
[60]، مقاتل الطالبيين طبع النجف ص 338 353 ، روضة الكافي ج 8 ص 257 .  بحار الأنوارج45ص223ب16ح16.مناقب آل أبى طالب ج 4 ص 352 . وبحار الأنوارج45ص99ب7ح15.
[61]بحار الأنوارج45ص52ب3ح57 عن الخرائج.
[62]بحار الأنوارج45ص233ب16ح21.
[63]بحار الأنوارج45ص232ب16ح19 ، الظاهر كان النصح لا ينفع معهم فلم يقدم الإمام وهو أعلم بهم . وسائل ‏الشيعة ج16ص129ب2 اشتراط الوجوب بالعلم بالمعروف و المنكر و تجويز التأثير و الأمن من الضرر ح21158.
[64]عيون أخبار الرضا ج 2 ص 245  ، بحار الأنوارج45ص221ب16ح9 .
[65]رجال الكشي ص 495 تحت الرقم 485 ، الاختصاص ص 89 ، بحار الأنوارج45ص222ب16ح15. الكافي ج1ص377ب فيمن عرف الحق من أهل البيت و من أنكر ح1، بحار الأنوارج45ص232ب16ح17.
[66] وسائل‏ الشيعة ج12ص85ب55 استحباب السلام على الخضر عليه السلام كلما ذكر حديث 15705 .
 
 
 

إلى أعلى مقام في الصفحة نورك الله بنور الإمام الرضا وآله الكرام عليهم السلام


تفضل يا طيب إلى الفهرس العام رزقك الله هدى خبر الأنام وخلصك من الظلام