هداك الله بنور الإسلام حتى تصل لأعلى مقام

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله الطيبين الطاهرين ولعنة الله على أعدائهم إلى يوم الدين
موسوعة صحف الطيبين في  أصول الدين وسيرة المعصومين
قسم سيرة المعصومين/ صحيفة الإمام
الرضا عليه السلام
الجزء الأول / شأنه الكريم وحياته الاجتماعية

الباب الثاني عشر

قصص للإمام الرضا عليه السلام مع صحبه والرواة عنه وشأنهم

تعرفنا يا طيب : بأن أصل الإيمان بالله تعالى معرفته ثم معرفة تعاليمه التي يحب أن يعبد بها ، سواء معارف عبادية بحته وأدعية أو تعاليم وأحكام قررها الله تعالى لتنظيم أمور عباده في أنفسهم أو في المجتمع ، وذلك لتتكامل سعادتهم في جميع جوانبها الروحية المعنوية والمادية الملكية وبالتصرف والتعامل ، بالإضافة لما يجب من شكر المنعم سبحانه وتعالى ، وبكل هذه تقام إطاعته تعالى وعبوديته .
ويا أخي المؤمن : إن هذه المعارف الإلهية لا تعرف إلا من أولياء الدين والصادقين الذين يحفون بهم فينقلون تعاليمهم لعباد الله تعالى ، وذلك لأن الله تعالى لا يباشر العباد ولا يوحي لكل فرد من البشر ، بل بعد أن يختبر سبحانه وهو العليم الخبير حال العباد يصطفي منهم أحسنهم عملا ، ولا يكون أحسنهم عملاً إلا وأن يكون أحسنهم علما بتعاليمه بل وأقدرهم ظهورا بها في كل أحواله ، والله تعالى هو العليم القدير الذي يختار من يكون في ذاته وهمته وعزمه على تطبيق تعاليم الله بكل وجوده ، فيوفقه ويربيه بيد قدرته ويطهره ويفقهه لتعليم معارفه لعباده ، كما يأمر البشر بوجوب إطاعته وإتباعه ، ويقيم على يديه المعجزات ويمكنه بكل ما يثبت به دعوته حتى يصدقه أتباعه ويثبتون على هداه وينقلوه ويبلغوه لعباده المنتشرين في بقاع الأرض الواسعة .
وفي هذه الصحيفة الماثلة بين يديك يا طيب : تعرفنا على إمام حق من آل محمد وهو ثامنهم الإمام علي بن موسى الرضا عليه السلام ، وهو ولي دين الله في زمانه وواجب الطاعة لتعاليمه ومعارفه في كل زمان ، وذلك لما علمه ومكنه الله من معارف دينه وهداه الواسع ، حتى نشر الهدى الواقعي والتعاليم الربانية التي أنزلها الله تعالى على جده رسول الله كما كان آبائه الكرام .
وقد تكلمنا يا أخي الموالي : عن شيء من ولايته وإمامته عليه السلام وعن بعض سيرته وخُلقه ، كما تكلمنا عن جهاده في تعريف دينه ، وعرفنا سيرته في أهله ، ولآن نتعرف على الإمام في صحبه ودوره في تعليمهم وتعريفهم وتربيتهم وتهذيبهم وإصلاح أمورهم وهم كيف كانوا معه ، فنذكر أحاديث حسنه تعرفنا بعض أحواله معهم وسيرتهم معه ونجعل معارف الباب في بحثين :
 
البحث الأول : دور الإمام بتعليم معارف الله تعالى ، وما يجب على العبادة من التعلم منه وتبليغ هداه ، وبالخصوص صحبه والرواة عنه ، ونختصر البحث بذكر أحاديث عن الإمام الرضا عليه السلام فقط .
والبحث الثاني : نذكر فيه قصص حسنه تعرفنا حال بعض أصحابه وطاعتهم له وتفانيهم في تطبيق هداه وإرشاده ، أو ذكر لأحاديث يعرفنا بها الإمام الرضا حال أحد الرواة عنه في التوثيق والمنزلة والشرف والكرامة ، أو بالعكس يحذر الإمام منه ويذمه ، أو قصص لأصحابه عليه السلام معه فيها عبرة وعضة تعرفنا شأن الراوي أو حاله مع الإمام ، وهذا بالإضافة لما عرفت في الباب الثالث مع الواقفية ، والسادس الذي ذكرنا فيه مكرماته معهم وعلمه بحالهم ، وغيرها من الأبواب  .ثم نذكر يا طيب : خاتمة مسك وبها في هذا الجزء يتم الكلام :
وأسأل الله : أن يجعلنا من المحبين والموالين للإمام الرضا وآله الكرام كلهم ، ومن العالمين والعاملين والمبلغين لمعارفهم ومتحلين ومتجلين بها ومتخلين عن كل ضلال يظهر به غيرهم ، ونسأله تعالى أن يعرفنا الثقاة والمؤمنين الذين نقلوا علمهم لنا وعرفونا شأنهم الكريم لنكون منهم ومعهم ، وصلى الله على نبينا محمد وآله الطيبين ، إنه الرحم الراحمين ، ورحم الله من قال آمين يا رب العالمين .
 
 
 

البحث الأول

معارف للإمام الرضا في تعليم الدين وتبليغه

يا أخي الموالي لآل محمد عليهم السلام  : لابد لنا قبل أن ندخل في معرفة بعض أصحاب الإمام الرضا عليه السلام والرواة عنه بدون واسطة وبالمباشرة ، والذي يشكل ذكرهم ومعرفة حالهم مع الإمام الرضا جزء من سيرته ومعرفة أحواله وتربيته لصحبه الكرام لتعليم هداه الحق وتهذيبهم لنشر معارف نبينا محمد وآله صلى الله عليهم وسلم ، بأن نذكر بعض المعارف التي علمها لنا الإمام في ضرورة تعلم هداه وآله الكرام ونشره وتبليغه ، ومن الثقاة من الرواة الذين ينقلون عنه ، كما يجب أن نعرف ضرورة الابتعاد عن ضلال المخالفين لهم.
وهذا المعنى يا طيب : وإن كان بديهي لمن يطلب المعرفة الحقة ، ولكن نتشرف بذكر تعاليم الإمام التي ينبهنا بها لمعارف قيّمة في تعلم الهدى وكيفية أخذه وتبليغه فضلا عن ضرورة تعلمه والعمل به ، وهذا هو أس الوصول للهدى وبه يُعرف الدين وأهله ، فيكون الإنسان بحق مع الصادقين الذين وعدهم الله الحسنى ونعيم الأبد ، وإلا العامل بدون معرفة الحق لا يزيده عمله إلا بعدا عن الله والهدى وأهله ، بل يكون جاهل وضال ومضل لغيره والعياذ بالله .
ولذا سنذكر هذه المعارف باختصاره في مواضيع ثلاثة : الأول : في تأكيد معرفة الإمام وضرورة أخذ العلم منه ، الثاني : في معرفة شأن الثقاة وعلوا منزلة الأصحاب الطيبين مع الإمام ، الثالث : في ذم المخالفين للحق وأهل الظلام أبعدنا الله عنهم،وحشرنا في الدنيا والآخرة مع نبينا وآله الكرام وصحبهم بسلام:
 
الموضوع الأول : ضرورة معرفة الإمام الحق ومعارفه الإلهية :
عَنِ الْحَسَنِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عُمَرَ قالَ سَأَلْتُ أَبَا الْحَسَنِ الرضا عليه السلام : عَنْ قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ : { ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ} فاطر32.
قالَ فَقالَ عليه السلام : وُلْدُ فَاطِمَةَ : وَ السَّابِقُ بِالْخَيْرَاتِ الإمامُ ، وَ الْمُقْتَصِدُ الْعَارِفُ بِالإمامِ ، وَ الظَّالِمُ لِنَفْسِهِ الَّذِي لَا يَعْرِفُ الإمامَ[1] .
وعَنِ ابْنِ أَبِي نَصْرٍ عَنْ أَبِي الْحَسَنِ الرضا عليه السلام : قالَ سَأَلْتُهُ عَنْ قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ :
 { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ } التوبة119.
قالَ عليه السلام : الصَّادِقُونَ هُمُ الْأَئِمَّةُ وَ الصِّدِّيقُونَ بِطَاعَتِهِمْ [2].
يا طيب : من كان وارث لكتاب الله وهو صادق يجب أن تؤخذ معارف الله منه ومن الصديقين أتباعه ، ممن أطاعه وتفقه منه ونشر معارفه من صحبه الكرام :
وعَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي نَصْرٍ قالَ كَتَبْتُ إِلَى الرضا عليه السلام : كِتَاباً فَكَانَ فِي بَعْضِ مَا كَتَبْتُ ، قالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ :
{ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ } النحل43 .
 وَقالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ : { وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنفِرُوا كَافَّةً فَلَوْلاَ نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ}التوبة122.
فَقَدْ فُرِضَتْ عَلَيْهِمُ الْمَسْأَلَةُ ، وَ لَمْ يُفْرَضْ عَلَيْكُمُ الْجَوَابُ .
قالَ قالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى : { فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءَهُمْ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ } القصص50[3].
ولذا يا طيب : يجب أن نستجيب للإمام الحق بعد رسول الله وصحبهم الثقاة المولين لأهل الذكر وورثة الكتاب بإذن الله وباصطفائه واختياره :
وعَنِ الرَّيَّانِ بْنِ الصَّلْتِ عَنِ الرضا عليه السلام فِي حَدِيثٍ : أَنَّهُ قالَ لِلْعُلَمَاءِ فِي مَجْلِسِ الْمَأْمُونِ أَخْبِرُونِي عَنْ هَذِهِ الْآيَةِ : { ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا } فاطر32.
فَقالَتِ الْعُلَمَاءُ : أَرَادَ اللَّهُ بِذَلِكَ الْأُمَّةَ كُلَّهَا .
فَقالَ الرضا عليه السلام : بَلْ أَرَادَ اللَّهُ الْعِتْرَةَ الطَّاهِرَةَ .... إِلَى أَنْ قالَ الرضا عليه السلام : وَ نَحْنُ أَهْلُ الذِّكْرِ الَّذِينَ قالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ : { فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ}النحل43 .
فَقالَتِ الْعُلَمَاءُ : إِنَّمَا عَنَى بِذَلِكَ الْيَهُودَ وَ النَّصَارَى.
فَقالَ أَبُو الْحَسَنِ عليه السلام : سُبْحَانَ اللَّهِ وَيَجُوزُ ذَلِكَ ، إِذَنْ يَدْعُونَا إِلَى دِينِهِمْ وَيَقُولُونَ إِنَّهُ أَفْضَلُ مِنْ دِينِ الْإِسْلَامِ .
فَقالَ الْمَأْمُونُ : فَهَلْ عِنْدَكَ فِي ذَلِكَ شَرْحٌ بِخِلَافِ مَا قالوا يَا أَبَا الْحَسَنِ.
قالَ عليه السلام : نَعَمْ الذِّكْرُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وآله وسلم .
 وَ نَحْنُ أَهْلُهُ ،  وَ ذَلِكَ بَيِّنٌ فِي كِتَابِ اللَّهِ حَيْثُ يَقُولُ فِي سُورَةِ الطَّلَاقِ : { فَاتَّقُوا اللَّهَ يَا أُوْلِي الأَلْبَابِ الَّذِينَ آمَنُوا قَدْ أَنزَلَ اللَّهُ إِلَيْكُمْ ذِكْرًا (10) رَسُولاً يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِ اللَّهِ مُبَيِّنَاتٍ } الطلاق11 .
 فَالذِّكْرُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وآله وسلم وَ نَحْنُ أَهْلُهُ [4].
أقول : يجب أن نهتدي بمن أمرنا الله أن نتعلم كتابه منهم من أهل الذكر :
وعن الْعَيَّاشِيُّ فِي تَفْسِيرِهِ عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ هِلَالٍ عَنِ الرضا عليه السلام فِي حَدِيثٍ ، أَنَّ الصَّادِقَ عليه السلام قالَ : أَنَا مِنَ الَّذِينَ قالَ اللَّهُ أُولئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُداهُمُ اقْتَدِهْ ، فَسَلْ عَمَّا شِئْتَ [5].
وَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ الرضا عليه السلام أَنَّهُ كَتَبَ إِلَيْهِ :
عَافَانَا اللَّهُ وَ إِيَّاكَ إِنَّمَا شِيعَتُنَا مَنْ تَابَعَنَا وَ لَمْ يُخَالِفْنَا .
قالَ اللَّهُ : فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ .
وَ قالَ : فَلَوْ لا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَ لِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ . فَقَدْ فُرِضَتْ عَلَيْكُمُ الْمَسْأَلَةُ وَ الرَّدُّ إِلَيْنَا ، وَ لَمْ يُفْرَضْ عَلَيْنَا الْجَوَابُ .... الْحَدِيثَ[6]
يا طيب : ومن تبع أهل الذكر من آل محمد المعصومين وأئمة الحق كان من شيعتهم ومحبيهم ، وهم له أئمة بحق ، فيدعى بهم يوم القيامة كما في الحديث الآتي:
عن داود بن سليمان قال حدثني الرضا عليه السلام قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في قول الله عز و جل :
{ يَوْمَ نَدْعُو كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ } الإسراء71. قال عليه السلام : يدعون بإمام زمانهم ، و كتاب ربهم ، و سنة نبيهم ، و قال : يا علي إنك سيد المسلمين ، و إمام المتقين ، و قائد الغر المحجلين و يعسوب المؤمنين‏ [7].
فمن عرف أهل الذكر وورثة كتاب الله وأئمة الحق من آل محمد وأهله وعترته الكرام الطيبين الطاهرين عليهم السلام ، فعليه أن يجتهد أن يعرف مبادئ دينه وأصوله كما قال الإمام الرضا عليه السلام :
َ مِنْ كِتَابِ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي نَصْرٍ عَنِ الرضا عليه السلام قالَ :
عَلَيْنَا إِلْقَاءُ الْأُصُولِ ، وَ عَلَيْكُمُ التَّفْرِيعُ[8] .
أقول إذا عرفنا : أنه يجب أن نتعلم من أهل البيت عليهم السلام معارف ديننا وهداه ، فلابد أن نعرف فضل هذه المعرفة وأهميتها من جهة أخرى ، وهي أن نعرف أصحابهم والرواة عنهم والصادقين ، وهذا الهدى القيم الذي يسعد البشر ويوصل لعبودية الله تعالى لآخر الدهر ، هو الذي عرّف أصوله ومبادئه أئمة أهل البيت بإذن الله بالشرح والبيان بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، وعلموه لأصحابهم الحقيقيين الصادقين والثقاة من المؤمنين الطيبين الذين بحق هم من شيعتهم ولهم مولين ومحبين ، ولم يخلطوهم بمن قتلهم واعتدى عليهم من المعاندين والضالين والمخالفين .
و يا طيب : أهمية معرفة أئمة الحق وصحبهم وفضل التعلم منهم بشكل عام كما في الموضوع التالي ، وبشكل خاص لكل فرد في البحث الثاني المختص بمعرفة أصحاب الإمام الرضا عليه السلام .
 
ثانياً : يجب أخذ هدى الله من أصحاب أئمة الحق  :
يا طيب : بعد إن عرفنا شيء عن شأن المعصومين عليهم السلام بأحاديث الإمام الرضا عليه السلام ، نتعرف على بعض ما عرفنا الإمام عن ضرورة تعلم العلم وتعليمه من أصحابهم والثقاة من الموالين لهم دون المخالفين ، وهذه مجموعة من الأحاديث الشريفة عنه يعرفنا بها فضل أصحابهم والمبلغين عنهم هدى الله وسبيل تعلمه منهم وتعليمه وضرورة السعي لنشره وفضله وثوابه الجزيل :
عَنْ عَلِيِّ بْنِ مَعْبَدٍ عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ خَالِدٍ عَنِ الرضا عليه السلام قالَ :
شِيعَتُنَا : الْمُسَلِّمُونَ لِأَمْرِنَا ، الْآخِذُونَ بِقَوْلِنَا ، الْمُخَالِفُونَ لِأَعْدَائِنَا .
فَمَنْ لَمْ يَكُنْ كَذَلِكَ فَلَيْسَ مِنَّا [9].
أقول : ولكي نتعلم معارف أهل البيت عليهم السلام وأئمة الحق لابد أن نتصل بهم أو بأصحابهم ، ولابد من معرفة السبل الموصلة لهم بصراط مستقيم ومن أصحابهم ، فتدبر معي يا طيب الأحاديث التالية :
عَنِ الْفَضْلِ بْنِ شَاذَانَ عَنِ الإمام الرضا عليه السلام فِي حَدِيثٍ قالَ : إِنَّمَا أُمِرُوا بِالْحَجِّ لِعِلَّةِ الْوِفَادَةِ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَطَلَبِ الزِّيَادَةِ وَ الْخُرُوجِ مِنْ كُلِّ مَا اقْتَرَفَ الْعَبْدُ ..... إِلَى أَنْ قالَ : مَعَ مَا فِيهِ مِنَ التَّفَقُّهِ وَ نَقْلِ أَخْبَارِ الْأَئِمَّةِ عليهم السلام إِلَى كُلِّ صُقْعٍ وَ نَاحِيَةٍ ، كَمَا قالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ :
فَلَوْ لا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَ لِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ وَ لِيَشْهَدُوا مَنافِعَ لَهُمْ [10].
فيا طيب : بعد أن ينفر طائفة يتعلمون علوم الله ، يجب أن نتعلم منهم ، ونتيقن الصادق منهم الذي يكون كلامه حجة علينا حين يسألنا الله لماذا تعبدت لي بمعارف نقلها فلان دون فلان ، فنعتذر بحجة يقينية إنه كان من أصحاب أئمة الحق وقد وثقوه ووثقه شيعتهم ومواليهم ، ولذا تعبدت لك يا ربي بدينه .
 ولذا يا أخي : كان وما زال يجب علينا الاحتياط والتثبت لمعرفة الهدى والدين الذي نعبد به الله تعالى ، لا أن نقبل أي قول ومن كل أحد ولو كان مخالف للحق ، ولذا أتلوا الحديث التالي :
عَنْ أَبِي حَيُّونٍ مَوْلَى الرضا عَنِ الرضا عليه السلام قالَ :
مَنْ رَدَّ مُتَشَابِهَ الْقُرْآنِ إِلَى مُحْكَمِهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ .
ثُمَّ قالَ عليه السلام : إِنَّ فِي أَخْبَارِنَا مُحْكَماً كَمُحْكَمِ الْقُرْآنِ ، وَ مُتَشَابِهاً كَمُتَشَابِهِ الْقُرْآنِ ، فَرُدُّوا مُتَشَابِهَهَا إِلَى مُحْكَمِهَا ، وَ لَا تَتَّبِعُوا مُتَشَابِهَهَا دُونَ مُحْكَمِهَا فَتَضِلُّوا [11].
وعَنْ أَبِي هَاشِمٍ دَاوُدَ بْنِ الْقَاسِمِ الْجَعْفَرِيِّ عَنِ الرضا عليه السلام أَنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ عليه السلام قالَ لِكُمَيْلِ بْنِ زِيَادٍ :
أَخُوكَ دِينُكَ فَاحْتَطْ لِدِينِكَ بِمَا شِئْتَ [12].
عَنْ أَبِي الصَّلْتِ عَنِ الرضا عليه السلام عَنْ آبَائِهِ عليهم السلام قالَ : قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وآله وسلم :
 لَا قَوْلَ إِلَّا بِالْعَمَلِ ، وَ لَا قَوْلَ وَ لَا عَمَلَ إِلَّا بِنِيَّةٍ .
 وَ لَا قَوْلَ وَ لَا عَمَلَ وَ لَا نِيَّةَ ، إِلَّا بِإِصَابَةِ السُّنَّةِ [13].
أقول : وإن إصابة السنة يا طيب بمعرفة الرجال الصادقين الذين يروون عن الصادقين المصدقين عن رب العالمين من أئمة والحق والهدى من أهل الذكر والراسخون بعلم الكتاب المطهرين الطيبين من آل محمد صلى الله عليهم وسلم ، ويجب معرفتهم بالدليل العقلي والنقلي الحق :
وفي خبر ابن السكيت قال : فما الحجة على الخلق اليوم فقال الرضا عليه السلام : العقل تعرف به الصادق على الله فتصدقه .
 و الكاذب على الله فتكذبه .
فقال ابن السكيت : هذا هو و الله الجواب [14].
أقول : ومن عرف الصادقين فعليه أن يسألهم :
 
قال الإمام الرضا عن آبائه عليهم السلام : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : العلم خزائن و مفتاحه السؤال ، فاسألوا يرحمكم الله ، فإنه يؤجر فيه أربعة : السائل ، والمعلم ، والمستمع ، والمحب لهم [15].
يا طيب : وإن من سألهم يتعلم ويُعلم معارف الحق ، فيحي معارف الله ويُعلم هداه بعقد مجالس علم وهدى لدين قيم ، لا لهو وباطل فيه :
عن علي بن الحسن بن فضال عن أبيه قال قال الرضا عليه السلام :
  من تذكر مصابنا فبكى وأبكى ، لم تبك عينه يوم تبكي العيون .
و من جلس مجلسا يحيا فيه أمرنا ، لم يمت قلبه يوم تموت القلوب [16].
يا طيب : ومن يحي الحق ويدافع عنه ، له كل فضل من الله ومكرمة وبثواب جزيل مضاعف الحسنات ، له ولمن تعلم منه وعلمه :
 
بالإسناد إلى أبي محمد العسكري عليه السلام قال : قال علي بن موسى الرضا عليه السلام :  يقال للعابد يوم القيامة : نعم الرجل كنت ، همتك ذات نفسك ، وكفيت الناس مئونتك ؛ فادخل الجنة .
ألا إن الفقيه : من أفاض على الناس خيره ، و أنقذهم من أعدائهم ، و وفّر عليهم نعم جنان الله ، و حصّل لهم رضوان الله تعالى ، و يقال للفقيه :
يا أيها : الكافل لأيتام آل محمد ، الهادي لضعفاء محبيهم و مواليهم ، قف حتى تشفع لمن أخذ عنك أو تعلم منك ، فيقف فيدخل الجنة معه فئاما و فئاما و فئاما ، حتى قال عشرا ، و هم الذين أخذوا عنه علومه ، و أخذوا عمن أخذ عنه ، و عمن أخذ عمن أخذ عنه ، إلى يوم القيامة ، فانظروا كم فرق بين المنزلتين[17] .
بالإسناد عن أبي محمد عليه السلام قال : قال علي بن موسى الرضا عليه السلام : أفضل ما يقدمه العالم من محبينا و موالينا أمامه :
ليوم فقره و فاقته و ذله و مسكنته .
 أن يغيث في الدنيا مسكينا من محبينا من يد ناصب عدو لله و لرسوله .
 يقوم من قبره : و الملائكة صفوف من شفير قبره إلى موضع محله من جنان الله ، فيحملونه على أجنحتهم ، ويقولون : طوباك طوباك يا دافع الكلاب عن الأبرار ، و يا أيها المتعصب للأئمة الأخيار [18].
 
عن حمدان بن سليمان عن الهروي قال سمعت أبا الحسن علي بن موسى الرضا عليه السلام يقول : رحم الله عبدا أحيا أمرنا .
 فقلت له : و كيف يحيي أمركم .
قال عليه السلام : يتعلم علومنا و يعلمها الناس .
 فإن الناس لو علموا محاسن كلامنا لاتبعونا .
قال قلت : يا ابن رسول الله فقد روي لنا عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال : من تعلم علما ليماري به السفهاء ، أو يباهي به العلماء ، أو ليقبل بوجوه الناس إليه ؛ فهو في النار .
فقال عليه السلام : صدق جدي ، أ فتدري من السفهاء ؟
فقلت لا يا ابن رسول الله . قال عليه السلام : هم قصاص مخالفينا .
وتدري من العلماء ؟ فقلت : لا يا ابن رسول الله .
فقال عليه السلام : هم علماء آل محمد  الذين فرض الله طاعتهم ، و أوجب مودتهم .
ثم قال عليه السلام : و تدري ما معنى قوله أو ليقبل بوجوه الناس إليه ؟
قلت : لا .
قال عليه السلام : يعني و الله بذلك ادعاء الإمامة بغير حقها ، و من فعل ذلك فهو في النار [19].
 
بالأسانيد الثلاثة عن الإمام الرضا عن آبائه عليهم السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : اللهم ارحم خلفائي ثلاث مرات .
 قيل له : يا رسول الله ومن خلفاؤك .
قال صلى الله عليهم وآله وسلم : الذين يأتون من بعدي ، و يروون أحاديثي و سنتي ، فيسلمونها الناس من بعدي [20].
أقول : وهذا الباب فيه قصص حسنة لأصحاب الإمام الرضا الذين تعلموا منه وعلموها لمن بعدهم ، فجزاهم الله خيرا ورحمهم الله وجعلنا معهم ، وهذا حديث يعرفنا بعض أصحاب الإمام الرضا وتابع التالين في البحث الآتي :
عن معمر بن خلاد قال رفعت إلى الرضا عليه السلام : ما خرج من غلة إسماعيل بن الخطاب بما أوصى به إلى صفوان ، فقال : رحم الله إسماعيل بن الخطاب و رحم صفوان ، فإنهما من حزب آبائي عليهما السلام ، و من كان من حزب آبائي أدخله الله الجنة[21] .
اللهم أجعلنا من حزب الإمام الرضا وآبائه عليهم السلام لأن حزب الله هم المفلحون ، ولا تجعلنا من الضالين والمضلين ، الذين نتعرف على خزيهم وعذابهم وبُعدهم عن نبي الرحمة وخاتم المرسلين وآله الكرام في الموضوع التالي:
 
ثالثاً : حرمة مخالفة أهل البيت ومن عادهم ضل :
عرفنا يا طيب : أنه لابد أن نأخذ ديننا وهدى رب العالمين من أئمة الحق من آل محمد عليهم السلام الإمام الرضا وآبائه وأبناءه المعصومين ، وبهم أو بصحبهم الأخيار الثقاة الذين عرفونا بهم وزكوهم ، نصل لهدى الله تعالى وبه نقيم عبوديته الخالصة من كل ضلال ، فلذا يكون خلاف الهدى ضلال وخلاف الحق باطل ، وهو في النار .

فلذا يا موالي : لابد على المؤمن المتحرز بدينه أن يعرف حرمة مخالفة أهل البيت ومن يروي عنهم علومهم ويكون في خلافهم إما إمام ضلال أو صاحب له فيكون من أهل الضلال ، بل يجب تنبه المؤمنين على ضلال المضلين ، كما يجب تنبيههم على صدق الصادقين في تعليم هدى الله تعالى ، ولنتعرف على هذا الموضوع أكثر ، نذكر الأحاديث التالية عن الإمام الرضا عليه السلام مع اختصار البحث :

 
وعن العباس بن هلال قال : ذكر أبو الحسن الرضا عليه السلام أن سفيان بن عيينة لقي أبا عبد الله عليه السلام ، فقال له :
 يا أبا عبد الله إلى متى هذه التقية ، و قد بلغت هذه السن .

فقال عليه السلام : و الذي بعث محمدا بالحق ، لو أن رجلا صلى ما بين الركن و المقام عمره ،ثم لقي الله بغير ولايتنا أهل البيت للقي الله بميتة جاهلية [22].

 
يا طيب : وذلك لأنه مخالفة لعلم الله وهداه وخروج عن صراطه المستقيم وتعاليم كتابه القويم ، فإنه  عَنْ أَبِي الصَّلْتِ الْهَرَوِيِّ عَنِ الرضا عليه السلام فِي حَدِيثٍ أَنَّهُ قالَ لِابْنِ الْجَهْمِ :
اتَّقِ اللَّهَ وَ لَا تُؤَوِّلْ كِتَابَ اللَّهِ بِرَأْيِكَ ، فَإِنَّ اللَّهَ يَقُولُ :
وَ ما يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَ الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ [23].
فإنه يا طيب : قد عرفنا إن الراسخين بالعلم هم أهل البيت وهم أهل الذكر وورثة الكتاب وهم مطهرون مثله ، فلا يحق لأحد مخالفتهم وطلب دينه من غيرهم فيخلط معارف الله بفكر عباد الله ، فلم يخلص لله دينه من الشبهات ولا من معارف ضالة .
 
فعن مُحَمَّدُ بْنُ مَسْعُودٍ الْعَيَّاشِيُّ فِي تَفْسِيرِهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جُنْدَبٍ عَنِ الرضا عليه السلام فِي حَدِيثٍ قالَ :
 إِنَّ هَؤُلَاءِ الْقَوْمَ : سَنَحَ لَهُمْ شَيْطَانٌ اغْتَرَّهُمْ بِالشُّبْهَةِ ، وَ لَبَّسَ عَلَيْهِمْ أَمْرَ دِينِهِمْ ، وَأَرَادُوا الْهُدَى مِنْ تِلْقَاءِ أَنْفُسِهِمْ فَقالوا : لِمَ ، وَمَتَى ، وَكَيْفَ ، فَأَتَاهُمُ الْهُلْكُ مِنْ مَأْمَنِ احْتِيَاطِهِمْ ، وَذَلِكَ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ .
 وَ لَمْ يَكُنْ ذَلِكَ لَهُمْ وَ لَا عَلَيْهِمْ ، بَلْ كَانَ الْفَرْضُ عَلَيْهِمْ وَ الْوَاجِبُ لَهُمْ مِنْ ذَلِكَ الْوُقُوفَ عِنْدَ التَّحَيُّرِ ، وَ رَدَّ مَا جَهِلُوهُ مِنْ ذَلِكَ إِلَى عَالِمِهِ وَ مُسْتَنْبِطِهِ ، لِأَنَّ اللَّهَ يَقُولُ فِي كِتَابِهِ : { وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُوْلِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ  } النساء83 .
 يَعْنِي آلَ مُحَمَّدٍ ، وَ هُمُ : الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَ مِنْهُمُ الْقُرْآنَ ، وَ يَعْرِفُونَ الْحَلَالَ وَ الْحَرَامَ ، وَ هُمُ الْحُجَّةُ لِلَّهِ عَلَى خَلْقِهِ [24].
أقول : لابد للإنسان من معرفة الحق ومتابعة تعاليمه من عند أهله لا من عند كل أحد ، ولو لم يكن له تزكية ولا كان تابع لأئمة الهدى والحق ، بل يجب أن نتصف ويكون حالنا مع المعاندين والضالين والمخالفين لنبينا وآله وعترته وأهل بيته المعصومين أئمة الحق عليهم السلام ، كالحديث التالي :
 

عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ خَالِدٍ عَنْ أَبِي الْحَسَنِ عَلِيِّ بْنِ مُوسَى الرضا عليه السلام فِي حَدِيثٍ قالَ : إِنَّمَا وَضَعَ الْأَخْبَارَ عَنَّا فِي الْجَبْرِ وَ التَّشْبِيهِ ، الْغُلَاةُ الَّذِينَ صَغَّرُوا عَظَمَةَ اللَّهِ :

 فَمَنْ أَحَبَّهُمْ فَقَدْ أَبْغَضَنَا وَ مَنْ أَبْغَضَهُمْ فَقَدْ أَحَبَّنَا .

وَ مَنْ وَالَاهُمْ فَقَدْ عَادَانَا ، وَ مَنْ عَادَاهُمْ فَقَدْ وَالَانَا .

وَ مَنْ قَطَعَهُمْ فَقَدْ وَصَلَنَا ، وَ مَنْ وَصَلَهُمْ فَقَدْ قَطَعَنَا .
وَ مَنْ جَفَاهُمْ فَقَدْ بَرَّنَا ، وَ مَنْ بَرَّهُمْ فَقَدْ جَفَانَا .
وَ مَنْ أَكْرَمَهُمْ فَقَدْ أَهَانَنَا ، وَ مَنْ أَهَانَهُمْ فَقَدْ أَكْرَمَنَا .
وَ مَنْ رَدَّهُمْ فَقَدْ قَبِلَنَا ، وَ مَنْ قَبِلَهُمْ فَقَدْ رَدَّنَا .
وَ مَنْ أَحْسَنَ إِلَيْهِمْ فَقَدْ أَسَاءَ إِلَيْنَا ، وَ مَنْ أَسَاءَ إِلَيْهِمْ فَقَدْ أَحْسَنَ إِلَيْنَا .
وَ مَنْ صَدَّقَهُمْ فَقَدْ كَذَّبَنَا ، وَ مَنْ كَذَّبَهُمْ فَقَدْ صَدَّقَنَا .
وَ مَنْ أَعْطَاهُمْ فَقَدْ حَرَمَنَا ، وَ مَنْ حَرَمَهُمْ فَقَدْ أَعْطَانَا .
يَا ابْنَ خَالِدٍ : مَنْ كَانَ مِنْ شِيعَتِنَا فَلَا يَتَّخِذَنَّ مِنْهُمْ وَلِيّاً وَ لَا نَصِيراً [25].
 
يا طيب : قد مر بحث وأحاديث في الباب السابق يعرفنا هذا المعنى ، أي وجوب المولاة لأولياء الحق وأصحابهم والتعرف على شأنهم الكريم وفضلهم ، كما يجب التبري من أعداهم وهجر مخالفيهم لكي لا نقع في ضلالهم ، وبعد إن عرفت هذا ، نذكر بعض القصص عن الإمام الرضا مع صحبة ، وهي تعرفنا بعض شأنه الكريم وشأنهم ، ونسأل الله أن يجعلنا من الثقاة والموالين لأهل البيت ومعهم ومنهم في كل هدى ودين وعبودية لرب العالمين وبارئ الخلاق أجمعين ، ويوفقنا لمعرفة الحق وأهله والضلال وأهله ، ويرينا الحق حقا فنتبعه ويرينا الباطل باطل فنجتنه ، إنه الرحمن الراحمين ، ورحم الله من قال أمين يا رب العالمين  :
 
 

البحث الثاني

قصص للإمام الرضا مع أصحابه والرواة عنه تعرفنا شأنهم

 يا طيب : بعد إن عرفنا أهمية معرفة الحق وأهله لنكون معهم ، والباطل وأهله لنجتنبهم ، نعقد هذا البحث لقصص الإمام مع قومه وأصحابه وأقوله فيهم وتزكيته للطيبين منهم والموالين له ولآله الكرام ، فنرى سيرته وسلوكه مع صحبه وقومه وحالهم معه ، وهو قريب مما كان في الباب السابق مع أهل بيته وأحوالهم معهم وسيرتهم معه ، أو الباب الثالث الذي كان مع الوقفية ، أو الباب السادس الذي كان بيان لكراماته ومناقبه وسعة علمه في تعريف حقائقهم وقدرته في تلبية احتياجهم وتنفيذ ما فيه مصلحتهم بإذن الله تعالى ، كما مر الكثير منها في جميع أبواب الكتاب الماضية ويلحقاها الكثير في الجزء الآتية .
فهذا البحث يا طيب : في هذا الباب يكون بيان لأحوال الإمام مع أهل زمانه وأصحابه ، وبه نتعرف على الطيبين الموالين له وصحبه الكرام في زمانه فنترحم عليهم ونأخذ معالم ديننا منهم إن تم سند الحديث عنهم ، ونتعرف على المعاندين والمكذبين والضالين فنلعنهم ، لما كتموا من علم الكتاب وأضلوا الناس عن الهدى الحق لأل البيت عليهم السلام .
ومن ثم يا أخي : إن علم معرفة الرجال علم واسع ، ومعرفة أحوالهم وسيرتهم وتوثيقهم في كتب قد أعدت لهذه المهمة ولها شأن كبير بين الطائفة الحقة ، سواء في علم الدراية وأصول الحديث وروايته وتحمله وتبليغه ، أو علم الرجال وضبط أسمائهم ومعرفة أحوالهم ، وتطبيق علم الدراية على كل سند ومتن الحديث ، ولنا في الطائفة الحقة كتب مهمة في علم الرجال ، وجليلة في تعريف الثقاة وغيرهم بين المختصر في بحثه والمطول الذي تفوق أجزاءه العشرون .
فإن أحببت المزيد : فعليك يا طيب بمراجعة الكتب الرجالية ومقدماتها كرجال الطوسي وفهرسته ورجال الكشي والنجاشي وابن الغضائري والبرقي أو ابن داود والعلامة الحلي ، وأمل الأمل وأعيان الشيعة ومنتهى المقال وقاموس الرجال ورجال الخوئي وغيرها الكثير ، فإن منها المطول الذي تتعدد أجزائه وإن فهرست الكتاب يكون له جزء كامل فكيف بالشرح ، كما توجد كتب تحكي عن التأريخ ورجاله فيها شيء عن أحوال الرجال قد تنفع في خصوص باب معين من معرفة الرجال كما في الجزء الآتي،وإن كان همنا هنا العلماء ورواة الأحاديث وتوثيقهم أو معرفة متن الحديث في الدراية من ناحية السند والمتن وغيره .
فهنا يا طيب : في هذا البحث نترك التفصيل في نفس أحوال الأشخاص وتوثيقهم لتلك الكتب المختصة وشرحها ، ونذكر الأحاديث عن أصحاب الإمام وتوثيقهم وعدمه بالجملة ، بقصص تحكي سيرة الإمام مع قومه وأصحابه والرواة عنه ، وتحدثنا عن شيء من حياة الإمام الرضا معهم ، ولم نستقصي جميع أحواله ولا أقواله ولا حوادث زمانه مع أصحابه ، بل نشير للمهم من الوقائع وبعض الحوادث وما له ارتباط مؤثر في التربية والتعليم الديني ، وفيه عبر تدلنا على سلوك مستقيم للإمام وحكمته وعلمه ، ومدى تأثر الناس به وتأثيره في نشر دين الله وهداه وعبودية حتى جعله علم اليقين عند كثير من عباد الله المؤمنين .
فالبحث هنا في مواضيع الأول : عن صحب للإمام له معهم قصص مؤثرة تعرف طاعتهم وحبهم له ، والثاني : تعريف توثيق بعض الأصحاب ومدحهم بالجملة ، والثالث : في المعاندين وشبههم أبعدهم الله ، ونختم الكتاب بكلمة طيبة ، ونسأل الله أن يجعلنا من أهل البيت ومعهم في دينهم وبمثل عبوديتهم له وبالنعيم نحف بهم في ملكوت الرب ، ورحم الله من قال آمين يا رب العالمين .
 
 

الموضوع الأول

أحوال بعض أصحاب الإمام الرضا وشأنهم الكريم معه

هنا نذكر أخبار طيبة : عن أُناس طيبين عاشوا في زمن الإمام الرضا عليه السلام وكانوا عنده مكرمين ، ويهتم بشؤونهم ويعلمهم ويربيهم على الخير والصلاح والبر والفلاح حتى كانوا حزبه المفلحون ورفاقه الفائزون في الدنيا والآخرة ، لأنهم كانوا له محبين وموالين ومطيعين فصاروا معه بكل كرامة من الله أعدها لأوليائه منعمين ، وإن شاء الله نحن نكون معهم ومنهم وهم :
 
حســــن الأنباري :
عن الحسن بن الحسين الأنباري ، عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال : كتبت إليه أربع عشرة سنة أستأذنه في عمل السلطان .
 فلما كان في آخر كتاب كتبته إليه أذكر :
 أني أخاف على خيط عنقي وإن السلطان يقول : إنك رافضي .
 ولسنا نشك في أنك تركت العمل للسلطان للرفض .
فكتب إلي أبو الحسن عليه السلام :
 قد فهمت كتابك وما ذكرت من الخوف على نفسك .
 فإن كنت تعلم :
أنك إذا وليت عملت في عملك بما أمر به رسول الله صلى الله عليه وآله .
ثم يصير أعوانك وكتابك أهل ملتك .
 فإذا صار إليك شيء : واسيت به فقراء المؤمنين ، حتى تكون واحدا منهم ، كان ذا بذا .
 وإلا فلا [26].
 
 
 أحمد البزنطي :
عن البزنطي قال : إني كنت من الواقفة على موسى بن  جعفر وأشك في الرضا عليه السلام فكتبت أسأله عن مسائل ونسيت ما كان أهم المسائل إلي فجاء الجواب من جميعها ثم قال : وقد نسيت ما كان أهم المسائل عندك .
فاستبصرت .
 ثم قلت له : يا ابن رسول الله أشتهي أن تدعوني إلى دارك في أوقات تعلم أنه لا مفسدة لنا من الدخول عليكم من أيدي الأعداء .
 قال : ثم إنه بعث إلى مركوبا في آخر يوم فخرجت وصليت معه العشاءين ، وقعد يملي على العلوم ابتداء ، وأسأله فيجيبني إلى أن مضى كثير من الليل ثم قال للغلام : هات الثياب التي أنام  فيها لينام أحمد البزنطي فيها .
قال : فخطر ببالي : ليس في الدنيا من هو أحسن حالا مني ، بعث الإمام مركوبه إلي وجاء وقعد إلي ، ثم أمر لي بهذا الإكرام .
 وكان قد اتكأ على يديه لينهض ، فجلس وقال : يا أحمد لا تفخر على أصحابك بذلك .
 فان صعصعة بن صوحان مرض فعاده أمير المؤمنين عليه السلام وأكرمه ووضع يده على جبهته ، وجعل يلاطفه ، فلما أراد النهوض قال : يا صعصعة لا تفخر على إخوانك بما فعلت، فإني إنما فعلت جميع ذلك لأنه كان تكليفا لي[27] .
وعن الحسن بن علي بن نعمان، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر، قال : كنت عند الرضا عليه السلام فأمسيت عنده ، فقلت أنصرف .
فقال لي : لا تنصرف فقد أمسيت . قال فأقمت عنده .
قال فقال لجاريته : هاتي مضربتي ووسادتي فأفرشي لأحمد في ذلك البيت.
 قال : فلما صرت في البيت دخلني شي‏ء فجعل يخطر ببالي من مثلي في بيت ولي الله ، و على مهاده .
فناداني : يا أحمد إن أمير المؤمنين عليه السلام عاد صعصعة بن صوحان ، فقال عليه السلام : يا صعصعة لا تجعل عيادتي إياك فخرا على قومك و تواضع لله يرفعك الله [28].
أقول : نقلنا عبارة أخرى عنه في المكرمات برقم 53 ، وكأنه أحمد البزنطي كان فرح بما كرمه الإمام وينقل هذه المفخرة لأصحابه بكل زمان كان مناسب ، ويريهم فضل الله عليه بعناية ولي دينه به وما شرفه به إمامه ، ولذا كثرة طرق الرواية وأسلوب روايتها بحسب الراوي عنه وأسلوب روايته له ، وحقه  أن يفخر يشرح حاله عند إمامه وفضله عند ولي الله وصاحب هدى الله ، فإنه هنا من يفخر بملاقات عالم ويحكيه عدة مرات ، بل والعياذ بالله بعض الناس يفخر بملاقات شخصيات ليس لهم في الدين نصيب ، ونحن كثير ما نحكي زيارتنا للإمام الرضا لمعارفنا بعدة أساليب ، فكيف بمن يخص بمثل هذه المفخرة ، جعلنا الله مع الإمام الرضا وآله الكرام صلى الله عليهم وسلم دنيا وآخرة .
 
 
داود الرقي :
الحسين بن بشار قال : قرأت كتاب الرضا عليه السلام إلى داود بن كثير الرقي وهو محبوس ، وكتب إليه يسأله الدعاء .
فكتب : ( بسم الله الرحمن الرحيم ) 
عافانا الله وإياك بأحسن عافية في الدنيا والآخرة برحمته ، كتبت إليك وما بنا من نعمة فمن الله ، له الحمد لا شريك له .
وصل إلي كتابك يا أبا سليمان ، ولعمري لقد قمت من حاجتك ما لو كنت حاضرا لقصرت ، فثق بالله العلي العظيم الذي به يوثق ، ولا حول ولا قوة إلا بالله [29].
 
 
حسن الواسطي :
عَنِ الْحَسَنِ بْنِ شَاذَانَ الْوَاسِطِيِّ قالَ : كَتَبْتُ إِلَى أَبِي الْحَسَنِ الرضا عليه السلام : أَشْكُو جَفَاءَ أَهْلِ وَاسِطٍ وَ حَمْلَهُمْ عَلَيَّ ، وَ كَانَتْ عِصَابَةٌ مِنَ الْعُثْمَانِيَّةِ تُؤْذِينِي .
 فَوَقَّعَ بِخَطِّهِ عليه السلام : إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى أَخَذَ مِيثَاقَ أَوْلِيَائِنَا عَلَى الصَّبْرِ فِي دَوْلَةِ الْبَاطِلِ ، فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ ، فَلَوْ قَدْ قَامَ سَيِّدُ الْخَلْقِ لَقالوا يا وَيْلَنا مَنْ بَعَثَنا مِنْ مَرْقَدِنا ، هذا ما وَعَدَ الرَّحْمنُ وَ صَدَقَ الْمُرْسَلُونَ[30] .
 
 
 
محمد بن أبي عباد :
عن محمد بن أبي عباد قال :  سمعت الرضا عليه السلام يقول يوما : يا غلام آتنا الغداء ، فكأن أنكرت ذلك  ، فبين الإنكار فيَّ .
فقرأ عليه السلام : { قالَ لِفَتَاهُ آتِنَا غَدَاءَنَا } الكهف62.
فقلت : الأمير أعلم الناس وأفضلهم [31].
 
 
عمران القمي :
عن المرزبان بن عمران القمي الأشعري قال : قلت لأبي الحسن الرضا عليه السلام : أسألك عن أهم الأشياء والأمور إلي ، أمن شيعتكم أنا ؟
فقال : نعم .
 قال : قلت لأبي الحسن الرضا : اسمي مكتوب عندك ؟  قال : نعم [32].
 
 
 
أحمد الحلال :
عن أحمد بن عمر الحلال قال : سمعت الأخرس  بمكة يذكر الرضا عليه السلام فنال منه ، قال : فدخلت مكة فاشتريت سكينا فرأيته ، فقلت والله لأقتلنه إذا خرج من المسجد .
فأقمت على ذلك فما شعرت إلا برقعة  أبي الحسن عليه السلام : بسم الله الرحمن الرحيم بحقي عليك لما كففت عن الأخرس فإن الله ثقتي وهو حسبي [33] .
 
 
 
محمد بن خالد :
 عن صفوان قال : استأذنت لمحمد بن خالد على الرضا أبي الحسن  عليه السلام وأخبرته أنه ليس يقول بهذا القول ، وأنه قال : والله لا أريد بلقائه إلا لأنتهي إلى قوله .  فقال عليه السلام : أدخله .
 فدخل فقال له : جعلت فداك إنه كان فرط مني شيء وأسرفت على نفسي - وكان فيما يزعمون أنه كان يعيبه - فقال : وأنا أستغفر الله مما كان مني فأحب أن تقبل عذري وتغفر لي ما كان مني .
 فقال : نعم أقبل إن لم أقبل كان إبطال ما يقول هذا وأصحابه ـ وأشار إلي بيده ـ ، ومصداق ما يقول الآخرون ـ يعني المخالفين ـ .
 قال الله لنبيه صلى الله عليه وآله : { فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنْ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ }آل عمران : 159.
ثم سأله عن أبيه فأخبره أنه قد مضى ، واستغفر له [34].
 
 واصل مع الإمام :
عن أبي علي المحمودي ، عن واصل قال : طليت أبا الحسن عليه السلام بالنورة ، فسددت مخرج الماء من الحمام إلى البئر ، ثم جمعت ذلك الماء وتلك النورة وذلك الشعر فشربته كله [35].
 
محمد بن عيسى ويونس آل يقطين :
محمد بن عيسى قال :  أتيت أنا ويونس بن عبد الرحمان باب الرضا  عليه السلام وبالباب قوم قد استأذنوا عليه قبلنا ، واستأذنا بعدهم ، وخرج الآذن .
فقال : ادخلوا ويتخلف يونس ومن معه من آل يقطين ، فدخل القوم وتخلفنا فما لبثوا أن خرجوا ، وأذن لنا فدخلنا فسلمنا عليه فرد السلام ، ثم أمرنا بالجلوس فسأله يونس عن مسائل أجيب فيها . 
فقال له يونس : يا سيدي إن عمك زيدا قد خرج بالبصرة ، وهو يطلبني ولا آمنه على نفسي فما ترى لي ؟ أخرج إلى البصرة أو أخرج إلى الكوفة ؟
 قال عليه السلام : بل اخرج إلى الكوفة ، فإذا ، فصر إلى البصرة .
 قال : فخرجنا من عنده ولم نعلم معنى ( فإذا ) حتى وافينا القادسية حتى جاء الناس منهزمين ، يُطلبون يدخلون البدو . وهزم أبا لسرايا ، ودخل هرثمة الكوفة واستقبلنا جماعة من الطالبيين بالقادسية متوجهين نحوا لحجاز .
فقال لي يونس : ( فإذا . . ) هذا معناه ، فصار من الكوفة إلى البصرة ولم يبده ـ يستقبله ـ بسوء [36]
 
 
زكريا بن آدم :
عن زكريا بن آدم ، قال : دخلت على الرضا عليه السلام من أول الليل في حدثان ما مات أبو جوير رحمه الله ، فسألني عنه وترحم عليه ، ولم يزل يحدثني وأحدثه حتى طلع الفجر.
ثم قام صلى الله عليه وسلم وصلى صلاة الفجر[37].
وعن زكريا بن آدم قال : قلت للرضا عليه السلام إني أريد الخروج عن أهل بيتي فقد كثر السفهاء .فقال عليه السلام : لا تفعل ، فإن أهل قم يدفع عنهم بك كما يدفع عن أهل بغداد بأبي الحسن عليه السلام [38].
عن علي بن المسيب قال : قلت للرضا عليه السلام : شقتي بعيدة ، ولست ، أصل إليك في كل وقت فعمن آخذ معالم ديني ؟
فقال : عن زكريا بن آدم القمي المأمون على الدين والدنيا .
 قال ابن المسيب : فلما انصرفت قدمت على زكريا بن آدم فسألته عما  احتجت إليه [39].
 
 
معروف الكرخي :
وذكر ابن الشهر زوري في مناقب الأبرار : أن معروف الكرخي كان من موالي علي بن موسى الرضا عليه السلام وكان أبواه نصرانيين ، فسلما معروفا إلى المعلم وهو صبي ، فكان المعلم يقول له : قل ثالث ثلاثة ، وهو يقول : بل هو الواحد ، فضربه المعلم ضربا مبرحا فهرب ، ومضى إلى الرضا عليه السلام وأسلم على يده . 
ثم إنه أتى داره فدق الباب ، فقال أبوه : من بالباب ؟
فقال : معروف  .  فقال : على أي دين ؟
قال : على دين الحنيفي ، فأسلم أبوه ببركات الرضا عليه السلام .
قال معروف : فعشت زمانا ، ثم تركت كل ما كنت فيه إلا خدمة مولاي علي بن موسى  الرضا عليه السلام [40].
 
 
 
 

الموضوع الثاني

أصحاب الإمام الرضا عليه السلام وتوثيقهم

يا أخي الموالي الطيب : بعد أن عرفنا بعض قصص الطيبين من أصحاب الإمام الرضا عليه السلام والرواة عنه ، والذين كان لهم قصص معه حكوها بصورة مباشرة أو غير مباشرة لعشرتهم معه ، وقد عرفت قسم آخر منهم في الأبواب السابقة ، وسيأتي حال الإمام مع حاكم زمانه وأعوانه وغيرهم في الجزء الثاني إن شاء الله .
نذكر هنا في هذا الموضوع : قسما آخر منهم من أسماء الثقات والممدوحين الطيبين مثل السابقين بل هم أنفسهم في الطيب والصحبة للإمام الحق ، ولكن لطرح موضوع آخر نعرف به توثيق الأصحاب والرواة من أهل زمان الإمام الرضا عليه السلام .
ويا أخي : ويكون الطرح هنا للتوثيق ولمعرفة معنى آخر من القصص الحسنة الأصحاب الأئمة وغيرهم , ومن كتب الرجال والمعتنين بأمر التوثيق وصحة الرواية وحسنها ، وقد عرفت يا طيب إن علم الدراية أو علم الرجال علم واسع وله أهل قد تخصصوا وعرفوا به ، فألفوا كتب به وقد عرفت في أول البحث الثاني أسماء قسم منها .
ثم يا أخي الموالي : قد عُد في أصحاب الإمام الرضا والرواة عنده بصورة عامة موافق له أو مخالف النفر الكثير ممن رآه أو صحبه ، فمثلاً عدَّ الشيخ الطوسي في رجاله من أصحاب الإمام الرضا بصورة عامة 318 نفر وعرف الثقة من غيره من المجهول الحال ، وعد بن داود في رجاله 117 نفر والمجهول الحال والمخالف له نفر قليل ممن روى عنه .
ثم يا طيب : قبل أن نذكر الثقاة وغيرهم بالأسماء لنتعرف عليهم نذكر ، قصص لتوثيق بعض الرواة عن الإمام الرضا عليه السلام من أصحابه الكرام ، ونذكر صحابي واحد للإمام الرضا عليه السلام بذكر مختصر لنتعرف على كيفية التوثيق من ناحية الأقوال فيه ، وإلا فأن في كتب الرجال لتوثيق راوي واحد أو عدمه ، يجب أن يستقصى كل حال له و رواياته هل هي موافقة للحق أم لا ، ومن ينقل عنه وصحبه وحاله كيف كان ، وكل ما يمكن أن يعرف عنه ممن عاصرة بل حالهم معه وصحة قولهم فيه وعدمه ، وهو علم واسع له أهل لم ندخل فيه لا في دراستنا ولا في بحثنا هنا ، وفي مقدمات كتاب المامقاني على كتاب منتهى المقال الرجالي ذكر فوائد جليلة في معرفة هذا العلم وتعليمه فإن أحبب فراجعه وكذا في مقدمة رجال السيد الخوئي رحمهم الله .
فهنا نذكر لحضرتكم يا طيب : أسماء بعضاً من الصحابة للإمام الرضا عليه السلام ، ومن الأفاضل منهم الموالين له ولآله الكرام ، والواجبي المحبة لحبهم إمام زمانهم ، ولنصرهم دين الله الذي اقتبسوا نوره منه عليه السلام ، ولهم توثيق أجمالي بذكر بعض من قصصهم ولقسم ويسيرا منهم ،  ثم نتحفك بذكر من عثرنا عليه عند العلامة الحلي رحمه الله بالتوثيق والولاية والحب لأهل البيت عليهم السلام ، جعلنا الله معهم وسجلنا في ولايتهم إنه أرحم الراحمين ، أمين يا رب العالمين :

فهنا أقساما في معارف  التوثيق :

 

القسم الأول

توثيق يونس بن عبد الرحمن

أقول : ذكر الكشي رحمه في رجاله صفحة  483  مَن كان مِن أصحاب الإمام الرضا عليه السلام : يونس بن عبد الرحمن أبي محمد صاحب آل يقطين ، وذكر فيه أحاديث من حديث 910 ، إلى حديث 956 أي 47 حديثاً وبحدود سبعة عشر صفحة ، ولو تتبع الإنسان أحاديثه وراياته لوجد الكثير ، وبعضها فيها قصص وحكايات تعرفنا شيء من سيرة الإمام الرضا معه أو مع صحبه ، ومنها سنعرف أهمية دراسة سيرة الأصحاب للإمام الرضا عليه السلام أو غيره من الأئمة حين الكتابة عن سيرتهم وأحوالهم وخُلقهم وتأديبهم لأصحابهم أو إرشادهم الناس والمؤمنين .
ولكن عرفت : هنا في هذه الموضوع نعرف الثقاة واخترنا رجل واحد لتعرف أهمية دراسة حياة الأصحاب ، ونختصر فنذكر المهم من الأحاديث ، وإن الكلام عن كل أصحاب الإمام الرضا عليه السلام وقصصهم معه لعله يشكل أكثر من جزء لكتاب وليس هنا محله ، فنذكر أحوال يونس رحمه ولك به عبرة وقدوة في معرفة فضله وشأنه الكريم عند الإمام وصحبه ، وإن حسده بعض الناس لفضله ولا غروا فإن الله قال في حق أهل البيت عليهم السلام : { أ َمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمْ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنَا آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُمْ مُلْكًا عَظِيمًا }النساء54 ، ولا أحد عنده الكتاب والحكمة إلا نبينا محمد وآله آل إبراهيم وأمتداده الطبيعي والديني عليهم الصلاة السلام ، وتبع لهم المخلصين من أصحابهم الذين بحق حبوهم وودوهم ونقلوا لنا علومهم وأخبارهم ، و كما سترى شيء في حال يونس فإنه من خُلص أصحاب الإمام الرضا عليه السلام ومن المكرمين عنده ويُبين فضله وعلمه ،ولا غروا أن يُحسد :
حديث 910ـ في رجال الكشي : بسنده  عن علي بن محمد القتيبي ، قال حدثني الفضل بن شاذان ، قال حدثني عبد العزيز بن المهتدي وكان خير قمي رأيته وكان وكيل الرضا عليه السلام وخاصته ، قال سألت الرضا عليه السلام فقلت :
إني لا ألقاك في كل وقت فعن من آخذ معالم ديني .
قال عليه السلام : خذ من يونس بن عبد الرحمن .
  911 ـ عن علي بن محمد القتيبي ، قال حدثني الفضل بن شاذان ، قال : حدثني محمد بن الحسن الواسطي ، و جعفر بن عيسى ، و محمد بن يونس :
أن الرضا  عليه السلام ضمن ليونس الجنة ثلاث مرات.
912 ـ وعن أن أبا جعفر عليه السلام : ضمن ليونس بن عبد الرحمن الجنة على نفسه و آبائه عليهم السلام .
913 ـ وعن أحمد بن أبي خلف ظئر أبي جعفر عليه السلام قال : كنت مريضا فدخل علي أبو جعفر يعودني في مرضي ، فإذا عند رأسي كتاب يوم و ليلة، فجعل يتصفحه ورقة ورقة ، حتى أتى عليه من أوله إلى آخره ، و جعل يقول : رحم الله يونس رحم الله يونس رحم الله يونس.
914 ـ عن الفضل بن شاذان يقول : ما نشأ في الإسلام رجل من سائر الناس كان أفقه من سلمان الفارسي ، و لا نشأ رجل بعده أفقه من يونس بن عبد الرحمن رحمه الله .
915 ـ عن داود بن القاسم أن أبا جعفر الجعفري قال : أدخلت كتاب يوم و ليلة الذي ألفه يونس بن عبد الرحمن على أبي الحسن العسكري عليه السلام ، فنظر فيه و تصفحه كله ، ثم قال هذا ديني و دين آبائي و هو الحق كله .
917 ـ عن الفضل بن شاذان، يقول حج يونس بن عبد الرحمن أربعا و خمسين حجة ، و اعتمر أربعا و خمسين عمرة ، و ألف ألف جلد ردا على المخالفين ، و يقال : انتهى علم الأئمة عليهم السلام إلى أربعة نفر : أولهم : سلمان الفارسي ، والثاني : جابر ، والثالث : السيد ، والرابع : يونس بن عبد الرحمن.
921 ـ عن الحسن بن علي بن فضال، عن أبي الحسن الرضا عليه السلام  قال : انظروا إلى ما ختم الله ليونس، قبضه بالمدينة مجاور الرسول الله  .
 
923 ـ عن جعفر بن عيسى قال : كنا عند أبي الحسن الرضا عليه السلام و عنده يونس بن عبد الرحمن ، إذا استأذن عليه قوم من أهل البصرة ، فأومى أبو الحسن عليه السلام إلى يونس ادخل البيت ، فإذا بيت مسبل عليه ستر ، و إياك أن تتحرك حتى تؤذن لك .
فدخل البصريون و أكثروا من الوقيعة والقول في يونس ، و أبو الحسن عليه السلام مطرق ، حتى لما أكثروا وقاموا فودعوا وخرجوا .
فأذن ليونس بالخروج ، فخرج باكياً ، فقال : جعلني الله فداك إني أحامي عن هذه المقالة و هذه حالي عند أصحابي .
فقال له أبو الحسن عليه السلام :
يا يونس : و ما عليك مما يقولون إذا كان إمامك عنك راضياً .
يا يونس : حدث الناس بما يعرفون ، و اتركهم مما لا يعرفون ، كأنك تريد أن تكذب على الله في عرشه .
يا يونس : وما عليك أن لو كان في يدك اليمنى درة ، ثم قال : الناس بعرة  أو قال : الناس درة ، أو بعرة فقال الناس درة ، هل ينفعك ذلك شيئا ؟
فقلت : لا . فقال عليه السلام : هكذا أنت يا يونس ، إذ كنت على الصواب ، و كان إمامك عنك راضياً ، لم يضرك ما قال الناس .
924 ـ عن أبي هاشم الجعفري قال : سألت أبا جعفر محمد بن علي الرضا عليه السلام عن يونس ، فقال من يونس ، فقلت مولى علي بن يقطين .
 فقال عليه السلام : لعلك تريد يونس بن عبد الرحمن .
فقلت : لا و الله لا أدري ابن من هو .
 قال عليه السلام : بل هو ابن عبد الرحمن ، ثم قال : رحم الله يونس ، رحم الله يونس ، نعم العبد كان لله عز و جل .
925 ـ وعن الفضل بن شاذان ، قال سمعت الثقة يقول : سمعت الرضا علبه السلام يقول : يونس بن عبد الرحمن في زمانه كسلمان الفارسي في زمانه ، قال الفضل و لقد حج يونس إحدى و خمسين حجة آخرها عن الرضا عليه السلام .
929- عن أبو جعفر البصري، و كان ثقة فاضلا صالحا قال : دخلت مع يونس بن عبد الرحمن على الرضا ،  فشكا إليه ما يلقي من أصحابه من الوقيعة .
فقال الرضا عليه السلام : دارهم فإن عقولهم لا تبلغ .
932 ـ عن أبو هاشم داود بن القاسم الجعفري، عن أبي جعفر بن الرضا عليه السلام قال سألته عن يونس فقال : مولى آل يقطين . قلت نعم .
 فقال لي : رحمه الله كان عبدا صالحا .
935 ـ عن الحسن بن علي بن يقطين  قال : قلت لأبي الحسن الرضا  عليه السلم : جعلت فداك إني لا أكاد أصل إليك أسألك عن كل ما احتاج إليه من معالم ديني ، أ فيونس بن عبد الرحمن ثقة آخذ عنه ما احتاج إليه من معالم ديني .  فقال عليه السلام : نعم [41].
هذا وعد الكشي رحمه الله في كتابه أحاديث تحكي عنه حتى وصل للرقم 956 ، وذكرها كلها وإن كان فيها فائدة ومعرفة ، ولكنه يخرجنا عن موضوع البحث ويطول ، ولكن نذكر لك يا طيب مختصر ما ذكره :
السيد الخوئي رحمه الله : في معجم رجال الحديث وطبقاته : برقم : 13863 باسم : يونس بن عبد الرحمان في الجزء 21 من صفحة 209 إلى صفحة 234  أي ما يقارب الخمسة والعشرون صفحة ، ورد رواية كل حاسد له تكلم فيه ، وبين ضعفها لوجود راوي غير ثقة في السند  :
فذكر توثيق النجاشي له وأقواله والتي منها : قال النجاشي : " يونس بن عبد الرحمان ، مولى علي بن يقطين بن موسى ، مولى بني أسد ، أبو محمد : كان وجها في أصحابنا متقدما ، عظيم المنزلة ، ولد في أيام هشام بن عبد الملك ، وروى عن أبي الحسن موسى والرضا عليهما السلام ، وكان الرضا يشير إليه في العلم والفتيا ، وكان ممن بذل له على الوقف ـ كما عرفت في قصصه مع الواقفية ـ مال جزيل ، فامتنع من أخذه وثبت على الحق ، وقد ورد في يونس بن عبد الرحمن مدح وذم .
ثم ذكر كل ما رواه أبو عمرو الكشي رحمه الله .
 وعن أبو هاشم داود بن القاسم الجعفري رحمه الله :
عرضت على أبي محمد صاحب العسكر عليه السلام كتاب يوم وليلة ليونس .
 فقال لي : تصنيف من هذا ؟ فقلت : تصنيف يونس مولى آل يقطين .
فقال عليه السلام : أعطاه الله بكل حرف نورا يوم القيامة .
 ثم قال : ومدائح يونس كثيرة ليس هذا موضعها ، وإنما ذكرنا هذا حتى لا نخليه من بعض حقوقه رحمه الله .
ثم ذكر كتبه وعد منها أكثر من ثلاثون ، وبين أهميتها في المذهب .
ثم ذكر توثيق العلماء له كالشيخ والبرقي وغيرهم ، ثم ذكر أحاديثه في الدراية وعلم الرجال عند الكشي كلها المادحة وبين صحتها .
والروايات التي تذمه وبين ضعفها كلها ونذكر مثل هذه الرواية عن :
" علي ، قال : حدثني محمد بن أحمد ، عن يعقوب بن يزيد ، عن مروك بن عبيد ، عن يزيد بن حماد ، عن ابن سنان ، قال : قلت لابي الحسن عليه السلام : إن يونس يقول : إن الجنة والنار لم يخلقا ، فقال : ماله لعنه الله ، وأين جنة آدم ؟ . قال : أقول : هذه الرواية ضعيفة بعلي ، وهكذا بين ضعف غيرها .
ثم لما بين الروايات المادحة والموثقه له ورد التي تذمه وضعفها قال :
 
طبقته في الحديث : وإنه وقع بعنوان يونس بن عبد الرحمان في إسناد كثير من الروايات ، تبلغ مائتين وثلاثة وستين موردا .
روى عن أبي الحسن الأول العبد الصالح موسى بن جعفر ، وأبي الحسن الرضا عليهما السلام ، ثم ذكر كل من روى عنهم من أصحاب الأئمة ، وبعدها ذكر ذكره في مختلف الكتب وسنده فيها ، وأبواب ما روى عنه في الكتب وعنوان أبواب الأحاديث ومواضيعها بتفصيل جيد يندر معرفته لغير الخبير من علماء المذهب ، وإنه شاركه في تأليفه هذا وتحت نظره الثاقب كثير من علماء المذهب رحمهم الله .
 
 
 
 

القسم الثاني

توثيق مختصر لبعض أصحاب الإمام الرضا

بعد إن عرفت : حال التوثيق لواحد وإنه قد يتجاوز الخمسة والعشرون صفحة في بعض الكتب وليس هذا محله ، وإن أطلنا بعض الشيء مع يونس ، ولكن هنا في هذا الموضوع نذكر توثيق مجمل عن كتب الأصحاب لبعض أصحاب الإمام الرضا عليه السلام .
 فنتعرف : على بعض خواص الإمام الرضا عليه السلام والثقاة عنده والأصحاب الملازمين له بصورة مجملة بقصص صغيرة ، وذلك لنتعرف أولا على شيء من سيرة الإمام مع صحبه ، ولنتعرف عليهم لنترحم عليهم ، ولنعرف كيف يتم أسلوب التوثيق للرجال من الرواة بصورة مجملة وملخصة في بعض كتب الرجال ، ولترى نوع آخر من التوثيق المجمل والحسن في محله المناسب .
فستراه يا طيب : يشابه بعض الشيء ما كان في الموضوع الأول لكنه هنا يا مولي من كتب الرجال ولمعرفة التوثيق وكيفية ، بالإضافة لمعرفة صحب الإمام وسيرته معهم وكيفية تأديبهم والإشارة لهم وتعريفهم بأنهم موالين ومحبين له حتى نأخذ معارف الله تعالى منهم ، وذلك لأنهم مبلغي علمه وعلم آله الكرام المنزل من رب العزة والكمال على جده سيد المرسلين صلى الله عليه وآله وسلم:
 
أحمد بن محمد بن أبي نصر السكوني البزنطي :
 و اسم أبي نصر زيد مولى السكوني ، أبو جعفر و قيل أبو علي ، المعروف بالبزنطي بالباء المنقطة تحتها نقطة و الزاي بعدها مفتوحة أيضا و النون الساكنة ثم الطاء غير المعجمة .
 كوفي لقي الرضا عليه السلام ، وكان عظيم المنزلة عنده ، و هو ثقة جليل القدر ، و كان له اختصاص بأبي الحسن الرضا عليه السلام و أبي جعفر عليه السلام .
 أجمع أصحابنا على تصحيح ما يصح عنه و أقروا له بالفقه .
 مات رحمه الله سنة إحدى وعشرين ومائتين بعد وفات الحسن بن علي بن فضال بثمانية أشهر [42].
 
 
أحمد بن محمد بن عيسى  الأحوص :
 بن عبد الله بن سعد بن مالك بن الأحوص بالحاء غير المعجمة بن السائب بن مالك بن عامر الأشعري ، من بني ذخران بالذال المعجمة المضمومة و الحاء المعجمة و الراء بعدها و النون بعد الألف بن عوف بن الجماهر بالجيم و الراء أخيرا بن الأشعث .
 يكنى أبا جعفر القمي أول من سكن قم .
 من آبائه سعد بن مالك بن الأحوص ، و أبو جعفر شيخ قم ، و وجهها و فقيهها غير مدافع ، و كان أيضا الرئيس الذي يلقي السلطان بها .
 ولقي أبا الحسن الرضا عليه السلام ، وأبا جعفر الثاني ، وأبا الحسن العسكري عليهما السلام .
و كان ثقة و له كتب ذكرناها في الكتاب الكبير[43] .
 
الحسن السراد :
عن أحمد بن محمد بن أبي نصر قال : قلت لأبي الحسن الرضا عليه السلام : إن الحسن بن محبوب الزراد أتانا عنك برسالة .
قال عليه السلام : صدق ، لا تقل : الزراد ، بل قل : السراد ، إن الله تعالى يقول يقول : وَ قَدِّرْ فِي السَّرْدِ [44].
وقال العلامة الحلي : الحسن بن محبوب السراد : و يقال الزراد ، يكنى أبا علي مولى بجيلة كوفي ، ثقة عين روى عن الرضا عليه السلام ، و كان جليل القدر يعد في الأركان الأربعة في عصره.
 قال الكشي : أجمع أصحابنا على تصحيح ما يصح عن هؤلاء و تصديقهم و أقروا لهم بالفقه و العلم . و ذكر الحسن بن محبوب من الجماعة قال و قال بعضهم موضع الحسن بن محبوب بن الحسن بن علي بن فضال ، و مات الحسن بن محبوب رحمه الله في آخر سنة أربع وعشرين ومائتين ، وكان من أبناء خمس و سبعين سنة [45].
وقال بن داود في رجاله : الحسن بن محبوب السراد ، بالمهملة و قيل الزراد ، وروى عن الرضا عليه السلام .
 في رجال الشيخ والفهرست : ثقة جليل القدر ، يعد في الأركان الأربعة في عصره ، روى عن الرضا عليه السلام و ستين رجلا من أصحاب أبي عبد الله عليه السلام .
 وذكر الكشي : أجمعت العصابة على تصحيح ما يصح عنه و الإقرار له بالفقه ، مات سنة أربع و عشرين و مائتين عن خمس و سبعين سنة[46].
 
 
حسين الأهوازي :
الحسين بن سعيد بن مهران الأهوازي أخو الحسن روى عن الرضا عليه السلام ، والإمام الجواد والإمام الهادي عليهم السلام ، في رجال الشيخ والفهرست : ثقة عظيم الشأن صاحب المصنفات ، أصله كوفي .
 و انتقل مع أخيه الحسن إلى الأهواز ثم إلى قم و توفي بها، و له ثلاثون كتاباً [47].
 
صفوان بن يحيى :
صفوان بن يحيى أبو محمد البجلي مولى بني بجيلة بياع السابري كوفي ، قال الشيخ الطوسي رحمه الله إنه أوثق أهل زمانه ، عند أصحاب الحديث و غيرهم ، و كان يصلي كل يوم خمسين و مائة ركعة ، و يصوم في السنة ثلاثة أشهر ، و يخرج زكاة ماله كل سنة ثلاث مرات .
 و ذلك أنه اشترك هو و عبد الله بن جندب و علي بن النعمان في بيت الله الحرام و تعاقدوا جميعا إن من مات منهم ، يصلي من بقي صلاته و يصوم عنه و يزكي عنه ما دام حيا. فمات صاحباه ، و بقي صفوان بعدهما ، و كان يفي لهما بذلك ، فيصلي عنهما و يحج عنهما و يزكي عنهما و يصوم عنهما و كل شي‏ء من البر و الصلاح يفعله لنفسه ، كذلك يفعله عن صاحبيه .
 و كان وكيل الرضا عليه السلام ، و قال أبو عمرو الكشي أجمع أصحابنا على تصحيح ما يصح عن صفوان بن يحيى بياع السابري و الإقرار له بالفقه في آخرين يأتي في مواضعهم إن شاء الله تعالى.
و كان له عند الرضا عليه السلام منزلة شريفة ، و توكل للرضا عليه السلام و أبي جعفر عليه السلام ، و سلم مذهبه من الوقف ، و كانت له منزلة من الزهد و العبادة [48].
وقال بعض جيرانه من أهل الكوفة بمكة : يا أبا محمد تحمل لي إلى المنزل دينارين ، فقال له : إن جمالي يكري حتى أستامر فيه جمالي [49].
 
محمد بن أبي عمير :
محمد بن أبي عمير البزاز بياع السابري  ، روى عن الرضا عليه السلام ، ذكر الشيخ في رجاله : ثقة ، وفي الفهرست : يكنى أبا أحمد من موالي الأزد، واسم أبي عمير زياد بن عيسى‏ : من أوثق الناس عند الخاصة والعامة ، وأنسكهم وأورعهم وأعبدهم .
 و قد ذكره الجاحظ في كتابه : في فخر قحطان على عدنان بذلك ، و ذكر أنه كان أوحد أهل زمانه في الأشياء كلها ، أدرك من الأئمة ثلاثة أبا إبراهيم موسى بن جعفر عليه السلام و لم يرو عنه ، و روى عن أبي الحسن الرضا عليه السلام ، و روى عنه أحمد بن محمد بن عيسى كتب مائة رجل من رجال أبي عبد الله عليه السلام ، و له مصنفات كثيرة .
 و ذكر ابن بطة : أنها أربعة و تسعون كتابا .
 وكما ذكر الكشي والنجاشي : حبس بعد الرضا عليه السلام و نهب ماله و ذهب كتبه ، و كان يحفظ أربعين جلدا فلذلك أرسل أحاديثه.
 و كان قد سعى به أنه يعرف أسماء الشيعة و مواضعهم ، فأمره السلطان بتسميتهم فأبى فضرب ضربا عظيما ، و قيل كان ذلك ليلي القضاء .
 قال رحمه الله : فلما بلغ بي الضرب ذلك كدت أسميهم ، فسمعت نداء محمد بن يونس بن عبد الرحمن يقول‏ : يا محمد بن أبي عمير اذكر موقفك بين يدي الله .
فتقويت بقوله و صبرت و لم أخبرهم و الحمد لله ,
 وقيل :إنه أدى مائة وأحد عشرين ألف درهم حتى خلص وكان ممولا.وكان مولى بني أمية ، وقيل مولى المهلب بن أبي صفرة .
 بغدادي الأصل و المقام [50].
في الاختصاص : أبو أحمد محمد بن أبي عمير ، واسم أبي عمير زياد من مولى الأزد أوثق الناس عند الشيعة والعامة ، وأنسكهم نسكا وأورعهم وأعبدهم ، وكان واحدا في زمانه في الأشياء كلها .
 أدرك أبا إبراهيم موسى بن جعفر عليهما السلام ولم يرو عنه .
وروى عن أبي الحسن الرضا عليه السلام [51].
وعن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، قال : كان ابن أبي عمير حبس سبع عشر  سنة فذهب ماله ، وكان له على رجل عشرة آلاف درهم قال : فباع داره وحمل إليه حقه .
فقال له : ابن أبي عمير من أين لك هذا المال ؟ وجدت كنزا أو ورثت عن إنسان ؟ لابد من أن تخبرني .
 قال : بعت داري .
فقال : حدثني ذريح المحاربي ، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : لا يخرج الرجل عن مسقط رأسه بالدين ، أنا محتاج إلى درهم وليس ملكي [52].
 
 
يعقوب بن يزيد بن حماد الأنباري :
السلمي أبو يوسف الكاتب  "  من كتاب المنتصر. و قال الكشي عن ابن مسعود عن الحسن بن علي بن فضال إنه كان كاتبا لأبي دلف القاسم .
 و كان يعقوب من أصحاب الرضا عليه السلام .
 و روى يعقوب عن أبي جعفر الثاني عليه السلام و انتقل إلى بغداد ، وكان ثقة صدوقا ، و كذلك أبوه [53].
 
 
يونس بن يعقوب :
قال أبو النضر سمعت علي بن الحسن، يقول مات يونس بن يعقوب بالمدينة ، فبعث إليه أبو الحسن الرضا عليه السلام : بحنوطه و كفنه و جميع ما يحتاج إليه ، و أمر مواليه و موالي أبيه و جده ، أن يحصروا جنازته .
 و قال لهم هذا مولى لأبي عبد الله عليه السلام : كان يسكن العراق ، و قال لهم : احفروا له في البقيع .
 فإن قال لكم أهل المدينة : إنه عراقي و لا ندفنه في البقيع .
 فقولوا لهم : هذا مولى لأبي عبد الله عليه السلام و كان يسكن العراق ، فإن منعتمونا أن ندفنه بالبقيع منعناكم أن تدفنوا مواليكم في البقيع .
 و وجه أبو الحسن علي بن موسى عليه السلام إلى زميلة محمد بن الحباب و كان رجلا من أهل الكوفة صل عليه أنت .
عن صفوان بن يحيى قال : قلت لأبي الحسن الرضا عليه السلام جعلت فداك سرني ما فعلت بيونس قال .
 فقال عليه السلام : لي أ ليس مما صنع الله ليونس أن نقله من العراق إلى جوار نبيه صلى الله عليه و آله [54].
 
 
 

القسم الثالث

توثيق مختصر لخواص الإمام الرضا عليه السلام

هنا ذكر أسم الثقة مع كلام مختصر جدا في توثيقه ، ويصح أن يقال مختصر من المجمل أعلاه ، فتدبر وترحم عليهم رحمهم الله ، وجعلنا الله منهم نحف بنبي الرحمة وآله وصحبهم المخلصين :
في قرب الإسناد : معاوية بن حكيم ، عن البزنطي قال : وعدنا أبو الحسن الرضا عليه السلام ليلة إلى مسجد دار معاوية فجاء فسلم عليه .
 فقال عليه السلام : إن الناس قد جهدوا على إطفاء نور الله حين قبض الله تبارك وتعالى رسوله صلى الله عليه وآله وأبى الله إلا أن يتم نوره .
وقد جهد علي بن أبي حمزة على إطفاء نور الله ، حين مضى أبو الحسن عليه السلام فأبى الله إلا أن يتم نوره .
وقد هداكم الله لأمر جهله الناس ، فاحمد والله على ما منَّ عليكم به .
إن جعفرا عليه السلام كان يقول : (فَمُسْتَقَرٌّ وَمُسْتَوْدَعٌ ) الأنعام : 98 فالمستقر ما ثبت من  الأيمان والمستودع المعار .
 وقد هداكم الله لأمر جهله الناس فاحمدوا الله على ما من عليكم به [55].
في غيبة الطوسي : ومن المحمودين عبد الله بن جندب البجلي ، وكان وكيلا لأبي إبراهيم وأبي الحسن الرضا عليها السلام ، وكان عابدا رفيع المنزلة لديهما ، على ما روي في الأخبار . 
ومنهم على ما رواه أبو طالب القمي قال : دخلت على أبي جعفر الثاني في آخر عمره فسمعته يقول : جزى الله : صفوان بن يحيى ، ومحمد بن سنان ، وزكريا بن آدم ، وسعد ابن سعد عني خيرا .
 فقد وفوا لي ، وكان زكريا بن آدم ممن تولاهم . 
وأما محمد بن سنان فإنه روى عن علي بن الحسين بن داود قال :
 سمعت أبا جعفر الثاني يذكر محمد بن سنان بخير ويقول :
رضي الله عنه برضائي عنه ، فما خالفني ، وما خالف أبي قط[56] .
وعن سليما بن جعفر الجعفري قال سألت أبا الحسن الرضا عليه السلام عن هشام بن الحكم .  قال عليه السلام : فقال لي رحمه الله كان عبدا ناصحاً ، أوذي من قبل أصحابه حسدا منهم له [57].
 
في المناقب :كان بابه :محمد بن راشد .
  ومن ثقاته : أحمد بن محمد بن أبي نصر البزنطي ، ومحمد بن الفضل الكوفي الأزدي ، وعبد الله بن جندب البجلي ، وإسماعيل بن سعد الأحوص الأشعري ، وأحمد بن محمد الأشعري .
ومن أصحابه : الحسن بن علي الخزاز ويعرف بالوشاء ، ومحمد بن سليمان الديلمي ، وعلي بن الحكم الأنباري ، وعبد الله ابن المبارك النهاوندي ، وحماد بن عثمان الناب ، وسعد بن سعد ، كعلي بن جعفر الذي كان محط أنظار العام والخاص ويدعوا للإمام الرضا والجود وله كثير من الفضل في تعريف الحق وتثبته، ومحمد بن الفضل الرخجي ، وخلف البصري , ومحمد بن سنان ، وبكر بن محمد الأزدي ، وإبراهيم بن محمد الهمداني ، ومحمد بن أحمد بن قيس بن غيلان ، وإسحاق بن معاوية الخضيبي [58].
 
في إرشاد المفيد رحمه الله : ممن روى النص على الرضا عليه السلام من أبيه عليه السلام من خاصته وثقاته وأهل العلم والورع والفقه من شيعته : داود بن كثير الرقي ، ومحمد بن إسحاق بن عمار ، وعلي بن يقطين ، ونعيم القابوسي ، والحسين بن المختار ، وزياد بن مروان المخزومي ، وداود بن سليمان ، ونصر بن قابوس ، وداود بن زربي ، ويزيد بن سليط ، ومحمد بن سنان [59].
وذكر النجاشي : إن بن يعقوب بن سعد بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب ، أبو محمد شيخ من الهاشميين ، ثقة ، روى أبوه عن أبي عبد الله و أبي الحسن عليهما السلام ، ذكره أبو العباس و عمومته . كذلك إسحاق و يعقوب و إسماعيل، و كان ثقة ، صنف مجالس الرضا عليه السلام‏ مع أهل الأديان.[60]
 
 

القسم الرابع

أسماء الثقاة وغيرهم من أصحاب الإمام الرضا

بعد إن عرفت : جملة من توثيق الأئمة لأصحابهم ، أو إنه كان الأصحاب يعرفونا ذكر لجميل أحوالهم وتعريفهم للناس ، كما عرف الله سبحانه وتعالى نبيه وآله في كتابه والمجيد ، وفي سنة رسوله وحديثه وكل أحوال نبي الرحمة مع أهل بيته الطيبين الطاهرين وأئمة الحق والناس أجمعين  .
 فإن أهل البيت عليهم السلام : عرفوا أصحابهم والثقات من أوليائهم ومحبيهم ، وكذا الأصحاب تحروا تعريف المخلص منهم ، وذكرهم كلهم ولتعريف قصصهم وذكر أحوالهم وتوثيقهم ، ألفت به كتب كثيرة قد يتجاوز بعضها العشرون جزءا كما في تنقيح المقال ، أو معجم الرجال أو أعيان الشيعة وغيرها .
وما نذكر من الثقاة هنا : وغيرهم ممن روى عن الإمام الرضا عليه السلام أو صحبه وحكى عنه حال له معه ، هو ذكر مأخوذ من تلك الكتب ولكن مختار منها ومختصر ، والعهدة عليهم في تعريف من كان مولي ومحب فعرفناه ثقة وترحمنا عليه ، وجعلنا الله معه مع الإمام الرضا عليه السلام نحف به وبآله الكرام ، ومن ذكروا أنه مجهول فعلمه عند الله إن كان مؤمن موالي فرحمه الله ، وإن كان عاصي أبعده الله ، وأما من عرف عنه أنه حقيقة متروك ومذموم مغالي أو معاند مكذب محرف للكلم عن مواضعه ويبعد الناس عن الحق ، فلعنه الله وأبعده وأنا برئي منه وكل مؤمن طيب يجب أن يتبرأ منه .
ويا موالي يا طيب : نختصر البحث فنذكر لك أسماء ما أخذنا أسمه من كتاب واحد وهو رجال العلامة الحلي :
 
 
ذكر من وثقه العلامة الحلي وقبل قوله ولم يجد فيه ذم :
إبراهيم بن أبي محمود الخراساني ، إبراهيم بن هاشم أبو إسحاق ، إبراهيم بن أبي الكرام ، إسماعيل بن سعد الأحوص ، إسماعيل بن مهران ، إسماعيل بن همام بن عبد الرحمن ، إسماعيل بن الخطاب ، إسحاق بن إبراهيم الحضيني ، أحمد بن محمد بن أبي نصر ، أحمد بن محمد بن عيسى ، أحمد بن يوسف ، أحمد بن حمزة بن اليسع بن عبد الله القمي ، أحمد بن عمر بن أبي شعبة الحلبي  ، إلياس الصيرفي ، جعفر بن محمد بن يونس الأحول ، جعفر بن بشير ، جميل بن دراج ، الحسن بن محبوب السراد ، الحسن بن علي بن فضال التيملي ، الحسن بن سعيد بن حماد بن مهران ، الحسن بن علي بن زياد الوشاء ، الحسن بن محمد بن الفضل ، الحسين بن علي بن يقطين ، الحسين بن سعيد بن حماد بن مهران الأهوازي ، الحسين بن عمر بن يزيد ، الحسين بن بشار ، حماد بن عيسى أبو محمد الجهني البصري ، حماد بن عثمان الباب ، داود بن علي اليعقوبي الهاشمي ، داود بن كثير الرقي، الريان بن الصلت البغدادي الأشعري القمي ، زكريا بن عبد الصمد القمي ، زكريا بن آدم بن عبد الله بن سعد الأشعري ، سليمان بن جعفر بن إبراهيم بن محمد بن علي بن عبد الله بن جعفر الطيار أبو محمد الطالبي الجعفري ، صفوان بن يحيى أبو محمد البجلي ، علي بن جعفر  أخو موسى بن جعفر الكاظم عليهما السلام ، علي بن سويد السائي ، علي بن مهزيار الأهوازي أبو الحسن دورقي ، علي بن المسيب ، علي بن النعمان الأعلم النخعي ، علي بن عبيد الله بن الحسين ، علي بن أسباط بن سالم بياع الزطي أبو الحسن كوفي ، علي بن الحسن بن رباط البجلي أبو الحسن كوفي ، علي بن سيف بن عميرة النخعي أبو الحسن كوفي ، عبد الله بن جندب البجلي ، عبد الله بن الصلت أبا طالب القمي مولى تيم الله بن ثعلبة ، عبد الله بن طاوس  ، عبد الله بن سعد بن حيان الكناني أبو عمرو الطبيب ، عبد الرحمن بن الحجاج البجلي  ، عبد الرحمن بن أبي نجران ، عبد العزيز بن المهتدي بن محمد بن عبد العزيز الأشعري القمي  ، عبد السلام بن صالح أبو الصلت الهروي ، العباس بن موسى النخاس  ، عمران بن محمد بن عمران بن عبد الله الأشعري ، الفضل بن سنان نيسابوري ، الفضل بن شاذان أبو محمد الأزدي النيسابوري ، محمد بن عذافر ، محمد بن الفضل الأزدي ، محمد بن إسماعيل بن بزيع ، محمد بن الفرج الرخجي ، محمد بن أبي عمير ، محمد بن أحمد بن قيس بن غيلان ، محمد بن إسحاق ، محمد بن عيسى بن عبد الله  ، محمد بن علي بن إبراهيم بن محمد الهمذاني ،  محمد بن أحمد بن عبد الله بن مهران بن خانبة، محمد بن القاسم بن الفضيل بن يسار النهدي ، محمد بن الحسن بن زياد الميثمي الأسدي ، محمد بن عمرو بفتح العين بن سعيد الزيات المدايني ، موسى بن القاسم بن معاوية بن وهب البجلي  أبو عبد الله ، معمر بن خلاد بن أبي خلاد أبو خلاد بغدادي ، مرازم بن حكيم الأزدي المدايني ، معن بن خالد ، المرزبان بن عمران القمي الأشعري ،  هشام بن الحكم أبو محمد مولى كندة ، يحيى بن الحسن بن جعفر بن عبد الله بن الحسين بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ، يزيد بن إسحاق شعر ، يونس بن عبد الرحمن  ، يونس بن يعقوب بن قيس أبو علي الجلاب البجلي الدهني السلمي ، يعقوب بن يقطين ، يعقوب بن نعيم قرقارة ، أبو جرير القمي زكريا بن إدريس بن عبد الله ، يعقوب بن يزيد بن حماد الأنباري .
أقول : وهؤلاء ما ذكرهم العلامة رحمة الله بالتوثيق وبالرضا من أصحاب الإمام الرضا عليه السلام خرجناهم بالأسماء من كتاب رجاله ، فرحمهم الله وجعلهم مع من يتولوه من آل محمد عليهم السلام وحشرهم معهم ، وجعلنا نحف بهم في ملكوت الرب ونعيمه بعد أن نطبق تعاليمه التي وصلت إلينا منهم ، وبكل يقين وإخلاص بأنه  دينه المرضي له سبحانه وتعالى .
 
المجهول الحال والمتروك  والمتوقف به العلامة أو غيره:
ومن لم يوثقه العلامة الحلي أو غيره ، وتوقفوا في الرواية عنه أو هو مجهول أو لا يؤنس به ، والضعيف ، و هؤلاء لهم أحوال فمن كان منهم مجهول ، إن كان صالحا فنسأل الله إن يرحمه ويتجاوز عنه وإنما جهل لأنه ليس كل راوي يجب أن يعرف حاله ويكتب عن سيرته في زمان روايته ، وإن كان مسيء مؤمن فكذلك ، وإما إن كان معاند ومحرف للحق ويكذب على الأئمة ، فعليه لعنة الله وهو مع المغالين والضالين ، فنذكر المجهولين الحال والمتروكين الذين لم نتيقن حالهم :
 
من تركه العلامة أو توقف فيه هو أو غيره لسبب أو لآخر :
أحمد بن عمر الحلال ،   عمرو بن سعيد المدايني ، محمد بن خالد بن عبد الرحمن بن محمد بن علي البرقي ، معاوية بن حكيم بن معاوية بن عمار الدهني ، أحمد بن سابق ، أبو الصلت الخراساني الهروي ، حمزة بن بزيع  .
 
 
المجهولون :
 إسماعيل بن قتيبة ،  أفلح ، سعيد بن حماد  ، علي بن أحمد بن أشيم ، عيسى بن عثمان ، عطية بن رستم ، القاسم بن أسباط ، محمد بن منصور الأشعري ، مروان بن يحيى  ، يحيى بن عباس الوراق  ،  التفليسي  ، أبو سعيد الخراساني ، أبو زيد المكي  .
 
 
الغير مأنوس بكلامهم :
إسماعيل بن علي بن علي  بن رزين  ، دارم بن قبيصة .
وبعد أن عرفنا بعض أقسام المتروكين والمجهولين ، والله أعلم بحالهم ، فمن تبع الحق وسلم لإمامه وقبل ولايته فعليه رحمة الله ، ومن هجره عليه لعنة الله وملائكة والناس أجمعين ، وإذا عرفنا حال هؤلاء نذكر الأقسام التالية في الضالين المضلين أبعدنا الله عنهم :
 
 
  
 
 

الموضوع الثالث

من أنكر الحق وعادا إمام زمانه فكان مذموما ملعونا

بعد إن عرفنا : قصص أصحاب الإمام الرضا الحسنة معه وسيرته معهم ، والتي هي بدورها تشكل شيء من حياته وجهاده ، وتعريفه للحق وللهدى عند أولياءه ومحبيه وغيرهم ممن صحبه ممن جهل حاله أو ترك حديثه لسبب وآخر .
 نذكر : من كان في زمانه عليه السلام ولكن مع معرفتهم ويُعدون من رواة الحديث ومن العلماء ، لكنهم لم يدخلوا في الحق ولم يسلموا للإمام الرضا عليه السلام تسليما مطلق فهجروا دينه ، أو إن قسم منهم أنحرف عن الحق وطلب الضلال بنفسه وجهده ، فكان علمه وعمله هباء منثورا وصار نار يحرقه يوم القيامة ، أبعدنا الله عنهم .
وأعلم يا أخي : إن مَن كتم الحق ولم يكن ثقة وحرف الكلم من مواضعه ، عليه ما قال الله تعالى :{ وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلاَ تَكْتُمُونَهُ فَنَبَذُوهُ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوْا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلاً فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ } آل عمران187 .
و { إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلْنَا مِنْ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُوْلَئِكَ يَلْعَنُهُمْ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمْ اللاَّعِنُونَ } البقرة 159.
فمن نذكره هنا في هذا الموضوع : بعضهم له لعن مضاعف لأنه هجر إمام الحق وهجر تعاليمه ثم قام بتحريفها ، وبعضهم لم يحرف الكلم عن مواضع بل لم يتم التعلم وهجر بعض هدى الدين ، فآمن ببعض وترك بعضاً آخراً ، وعلى كل حال فهم ليسوا من أصحاب الإمام الرضا عليه السلام ، وعرفت أقواله في الواقفية في الباب الثالث وطبقها هنا على من يأتي .
ويكفيك للتثبت قول الله تعالى : { يَوْمَ نَدْعُو كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ فَمَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَأُوْلَئِكَ يَقْرَءُونَ كِتَابَهُمْ وَلاَ يُظْلَمُونَ فَتِيلاً (71) وَمَنْ كَانَ فِي هَذِهِ أَعْمَى فَهُوَ فِي الآخِرَةِ أَعْمَى وَأَضَلُّ سَبِيلاً } الإسراء 72 .

فهنا قسمان من البحث :

 

القسم الأول : أسماء لطوائف من هجر الحق فضلَّ :

وهم :
الصائفةالأولى : الثقاة من الفطحية :
محمد بن الوليد الخزاز ، ومعاوية بن حكيم ، ومصدق بن صدقة ، ومحمد بن سالم بن عبد الحميد ، وعلي بن حديد بن حكيم . ثقاة وعدول فطحية.
أقول : لم يقبلوا الإمام الرضا وأبيه عليهم السلام ، فضلوا عن أئمة الحق ، فهم عميان يوم القيامة وضلوا عن السبيل مع ما وثقهم القوم وعدلوهم من ناحية نقل أقوال الإمام الصادق ومن كان قبله من أهل البيت عليهم السلام ، ولا يعطون كتابهم بيمينهم وتعرف حالهم حسب الآيات أعلاه ، وحسب ما عرفت من حال الطائفة الثاني التالية .
 
الطائفة الثانية : الواقفية :
إبراهيم بن عبد الحميد ، الحسن بن علي بن أبي حمزة سالم البطائني  ، لحسين ، زياد بن مروان القندي ، عيسى بن عيسى الكلابي ، عثمان بن عيسى أبو عمرو الرواسي العامري الكلابي، منصور بن يونس بزرج ، مقاتل بن فياما  .
عرفت لعن الإمام لهم في الباب الثالث لعنهم الله وأخزاهم .
 
الطائفة الثالثة : المذمومون والمتهمون بالغلو :
محمد بن بشير  ، هشام بن إبراهيم العياشي .
المغالين : عمر بن فرات  ، فارس بن حاتم بن ماهويه ، محمد بن الحسن بن جمهور  ، محمد بن الفضيل  ، محمد بن أسلم الطبري الجبلي .
فإن المذوم من الإمام ملعون ، والمتهم في دينه ضال ، والمغالي منحرف عن معرفة الله وشأنه العظيم وهو ملعون .
ثم يا طيب : هناك كلام في الغدير في الجزء السابع عند كلامه عن حياة الحافظ البرسي رحمه في تعريف المغالين إن أحببت فراجعه .
 
 
القسم الثاني : بعض قصص المنحرفين عن الحق :
بعد إن عرفنا : بعض أسماء الضالين عن الحق والهاجرين لإمام الهدى علي بن موسى الرضا عليه السلام ، نتعرف على بعض قصصهم وعدم توثيقهم بأختصار ونذكر منهم :
 
هشام بن إبراهيم العباسي :
عن الريان بن الصلت قال : قلت للرضا عليه السلام إن العباسي أخبرني : أنك رخصت في سماع الغناء ؟
فقال : كذب الزنديق ، ما هكذا كان ، إنما سألني عن سماع الغناء ، فأعلمته أن رجلا أتى أبا جعفر محمد بن علي بن الحسين عليهم السلام فسأله عن سماع الغناء .
فقال له : أخبرني إذا جمع الله تبارك وتعالى بين الحق والباطل ، مع أيهما يكون الغناء ؟ فقال الرجل : مع الباطل .
فقال له أبو جعفر : حسبك فقد حكمت على نفسك ، فهكذا كان قولي له [61].
  وعن الريان قال : دخلت على العباسي يوما فطلب دواة وقرطاسا بالعجلة ، فقلت : مالك ؟
فقال : سمعت من الرضا عليه السلام أشياء أحتاج أن أكتبها لا أنساها ، فكتبها فما كان بين هذا وبين أن جاءني بعد جمعة في وقت الحر وذلك بمرو .
 فقلت : من أين جئت ؟ فقال : من عند هذا .
 قلت : من عند المأمون ؟ قال : لا ، قلت : من عند الفضل بن سهل ؟ قال : لا ، من عند هذا ، فقلت : من تعني ؟ قال من عند علي بن موسى . 
 فقلت : ويلك خذلت أيش قصتك ؟
فقال : دعني من هذا متى كان آباؤه يجلسون على الكراسي حتى يبايع لهم بولاية العهد كما فعل هذا , فقلت : ويلك استغفر ربك .
فقال : جاريتي فلانة أعلم منه ، ثم قال : لو قلت برأسي هكذا لقالت الشيعة برأسها .
فقلت : أنت رجل ملبوس عليك ، إن من عقيدة الشيعة أن لو رأوه عليه السلام وعليه إزار مصبوغ وفي عنقه كبر يضرب في هذا العسكر ، لقالوا : ما كان في وقت من الأوقات أطوع لله عز وجل من هذا الوقت ، وما وسعه غير ذلك ، فسكت .
ثم كان يذكره عندي وقتاً بعد وقت ، فدخلت على الرضا عليه السلام فقلت له : إن العباسي يسمعني فيك ، ويذكرك وهو كثيرا ما ينام عندي ويقيل ، فترى أني آخذ بحلقه وأعصره حتى يموت ثم أقول مات ميتة فجاءة ؟
فقال :ونفض يديه ثلاث مرات فقال : لا يا ريان لا يا ريان لا يا ريان .
فقلت له : إن الفضل بن سهل هو ذا يوجهني إلى العراق في أمور له ، والعباسي خارج بعدي بأيام إلى العراق ، فترى أن أقول لمواليك القميين أن يخرج منهم عشرون أو ثلاثون رجلا كأنهم قاطعو طريق أو صعاليك ، فإذا اجتاز بهم قتلوه ، فيقال قتله الصعاليك ؟ فسكت فلم يقل لي نعم ولا لا .
فلما صرت إلى الحوان بعثت فارسا إلى زكريا بن آدم ، وكتبت إليه أن هيهنا أمورا لا يحتملها الكتاب ، فإن رأيت أن تصير إلى مشكوة في يوم كذا وكذا لأوافيك بها إن شاء الله ، فوافيت وقد سبقني إلى مشكوة فأعلمته الخبر وقصصت عليه القصة ، وأنه يوافى هذا الموضع يوم كذا وكذا .
فقال : دعني والرجل فودعته وخرجت ، ورجع الرجل إلى قم وقد وافاها معمر فاستشاره فيما قلت له ، فقال معمر : لا ندري سكوته أمر أو نهي ، ولم يأمرك بشيء ، فليس الصواب أن تتعرض له ، فأمسك عن التوجه إليه زكريا واجتاز العباسي بالجادة وسلم منه[62] .
 
رجال‏ الكشي و عن  علي قال حدثني أحمد بن محمد بن عيسى، عن أبي طالب ، عن معمر بن خلاد قال : سمعت الرضا عليه السلام يقول إن العباسي زنديق و كان أبوه زنديقاً.
عن أبي طالب قال حدثني العباسي ، أنه قال للرضا عليه السلام : لم لا تدخل فيما سألك أمير المؤمنين .
قال فقال عليه السلام : فأنت أيضا علي يا عباسي .
فقال : نعم و لتجيبه إلى ما سألك ، أو لأعطينك القاضية يعني السيف.
 قال أبو النضر سألنا الحسين بن إشكيب ، عن العباسي هشام بن إبراهيم و قلنا له أ كان من ولد العباس ؟
 قال : لا ، كان من الشيعة ، فطلبه ، فكتب كتب الزيدية و كتب آيات إمامة العباس ، ثم دس إلى من تغمز به واختفى ، واطلع السلطان على كتبه .
 فقال : هذا عباسي ، فأمنه و خلى سبيله [63].
 
أقول : سوف يأتي في الأبواب الأتي بعض حاله ، وإنه كان يتجسس للمأمون فأنتظر بعض ما يأتي عن هذا الخبيث .
ويا أخي : هذا الخوف من الظالم جعله ظالم مثل أميره لعنهم الله ، والعياذ بالله من هذا الابتلاء ، وبمثل هذا بلي في العراق ناس في زمن صدام أو في زمن الشاه في إيران لعنهم الله، وكثير من الناس يبتلون للعمل للسلطان سواء عادل أو ظالم وفي أي زمان كانوا ، فإنه هذا اختبار لهم وامتحان لدينهم ، وعليهم أن لا يتركوا دينهم ويتمادون في غيهم لأنه أصبحت بيدهم سلطة وقدرة على الضر والنفع ، بل عليهم التحرز وقول كلمة الحق قدر الامكان أو السكوت ، والسعي لخلاص المؤمنين والتسديد للصواب لا لمساعدة الظالم وكون من أعوانه على المؤمنين ودعمه بالفكر والعلم وبكل شيء ، وسيأتي كلام طيب تعرف فيه أمرا أخر في خاتمة الباب ، فيعرفنا حل هذه المشكلة ويشرح لنا كيفية تحصيل الثواب بدل العقاب ، فأنتظر يا طيب .
 
 
أحمد بن سابق نصر بن صباح :
قال حدثني أبو يعقوب إسحاق بن محمد البصري عن محمد بن عبد الله بن مهران قال حدثني سليمان بن جعفر الجعفري قال كتب أبو الحسن الرضا عليه السلام : إلى يحيى بن أبي عمران و أصحابه قال : و قرأ يحيى بن أبي عمران الكتاب ، فإذا فيه :
عافانا الله و إياكم ، انظروا أحمد بن سابق لعنه الله الأعثم الأشج و احذروه ، قال أبو جعفر : و لم يكن أصحابنا يعرفون أنه أشج ، أو به شجة حتى كشف رأسه فإذا به شجة ، قال أبو جعفر محمد بن عبد الله : و كان أحمد قبل ذلك يظهر القول بهذه المقالة ، قال : فما مضت الأيام حتى شرب الخمر و دخل في البلايا[64].
 
 
محمد بن الفرات :
حدثني الحسين بن الحسن القمي، قال حدثني سعد بن عبد الله، قال حدثني العبيدي، عن يونس، قال : قال لي أبو الحسن الرضا عليه السلام :
 يا يونس أ ما ترى إلى محمد بن الفرات و ما يكذب عليَّ .
فقلت : أبعده الله و أسحقه و أشقاه .
فقال : قد فعل الله ذلك به ، أذاقه الله حر الحديد كما أذاق من كان قبله ممن كذب علينا .
 يا يونس : إنما قلت ذلك لتحذر عنه أصحابي ، وتأمرهم بلعنة ، والبراءة منه ، فإن الله بري‏ء منه [65].
قال حدثني أحد بن محمد بن عيسى ، عن أبي يحيى سهل بن زياد الواسطي و محمد بن عيسى بن عبيد، عن أخيه جعفر و أبي يحيى الواسطي ، قال :
 قال أبو الحسن الرضا عليه السلام :
كان بيان يكذب على علي بن الحسين عليه السلام فأذاقه الله حر الحديد، وكان المغيرة بن سعيد يكذب على أبي جعفر عليه السلام فأذاقه الله حر الحديد، و كان محمد بن بشير يكذب على أبي الحسن موسى عليه السلام فأذاقه الله حر الحديد، و كان أبو الخطاب يكذب على أبي عبد الله عليه السلام  فأذاقه الله حر الحديد، و الذي يكذب عليَّ محمد بن فرات[66].
 
 
فارس بن حاتم القزويني :
روى عن الرضا عليه السلام ، والهادي عليه السلام : غال ملعون ، وقال الغضائري : فارس بن حاتم القزويني ، نزيل العسكر ، فسد مذهبه و بري‏ء منه ، و قتله بعض أصحاب أبي محمد الحسن بالعسكر ، لا يلتفت إلى حديثه و له كتاب كلها تخليط .
 ذكر الكشي : فارس بن محمد القزويني ، و فارس بن حاتم الفهري ، غاليان في زمن علي بن محمد العسكري[67].
 
زياد بن مروان القندي :
بالقاف و النون و الدال المهملة يكنى أبا الفضل ، و قيل أبا عبد الله الأنباري مولى بني هاشم روى عن أبي عبد الله عليه السلام و أبي الحسن عليه السلام ، و وقف في الرضا عليه السلام .
 قال الكشي عن حمدويه قال حدثنا الحسن ابن موسى قال زياد هو أحد أركان الوقف و بالجملة فهو عندي مردود الرواية [68].
أقول : عرفت قصصه في باب الثالث الواقفية .
 
 
الحسن بن علي بن أبي حمزة البطائني :
و اسم أبي حمزة سالم البطائني مولى الأنصار أبو محمد واقف .
قال الكشي : حدثني محمد بن مسعود قال سألت علي بن الحسن بن فضال عن الحسن بن علي بن أبي حمزة البطائني  .
 قال عليه السلام : كذاب ملعون .
رويت عنه أحاديث كثيرة ، و كتبت عنه تفسير القرآن كله من أوله إلى آخره ، إلا أنني لا أستحل أن أروي عنه حديثا واحدا .
و حكى أبو الحسن حمدويه بن نصير عن بعض أشياخه أنه قال الحسن بن علي بن أبي حمزة رجل سوء .
قال ابن الغضائري إنه واقف ابن واقف ضعيف في نفسه و أبوه أوثق منه.
و قال علي بن الحسن بن علي بن فضال إني لأستحي من الله أن أروي عن الحسن بن علي. و حديث الرضا عليه السلام فيه مشهور [69].
 
أحمد بن حنبل :
ذكر هذا عبرة لغيره على هامش بحث الواقفيه وغيرهم من المعاندي :
علل الشرائع بسنده عن عبد الرحمن بن محمد ابن محمود قال :
سمعت إبراهيم بن محمد بن سفيان يقول : إنما كانت عداوة أحمد بن  حنبل مع علي بن أبي طالب عليه السلام أن جده ذا الثدية الذي قتله علي  بن أبي طالب  عليه السلام يوم النهروان كان رئيس الخوارج .
حدثنا أبو سعيد أنه سمع هذه الحكاية من إبراهيم بن محمد بن سفيان بعينها[70] .
 
علل الشرائع بسنده عن علي بن حثرم يقول :
كنت في مجلس أحمد بن حنبل فجرى ذكر علي بن أبي طالب عليه السلام ، فقال : لا يكون الرجل سنيا حتى يبغض عليا قليلا .
قال علي بن حثرم : فقلت : لا يكون الرجل سنيا حتى يحب عليا عليه السلام كثيرا .
وفي غير هذه الحكاية قال علي بن حثرم : فضربوني وطردوني من المجلس[71].
عن محمد بن عبد الله بن طاهر قال : كنت واقفا على أبي ، وعنده أبو الصلت الهروي ، وإسحاق بن راهويه ، وأحمد ابن محمد بن حنبل ، فقال أبي :
ليحدثني كل رجل منكم بحديث .
 فقال أبو الصلت الهروي : حدثني علي بن موسى الرضا عليه السلام وكان والله رضا كما سمي ، عن أبيه موسى بن جعفر , عن أبيه جعفر بن محمد ، عن أبيه محمد بن علي ، عن أبيه علي بن الحسين ، عن أبيه الحسين ، عن أبيه علي عليهم السلام قال :
قال رسول الله صلى الله عليه وآله : الإيمان : قول وعمل .
 فلما خرجنا قال أحمد بن محمد بن حنبل : ما هذا الإسناد ؟
فقال له أبي : هذا سعوط  المجانين إذا سعط به المجنون أفاق [72].
 
أقول : هذه بعض أخبار المعاندين الذين لم يقبلوا الحق ظاهرا ، وإن أقر له بعضهم باطنا ممن جحدوا به وأستيقنته أنفسهم ، والله سبحانه وتعالى أعلم بحالهم ، فمن عاند الله منهم ورفض إمام زمانه من آل محمد فعليه لعنة الله والناس أجمعين كما عرفت في الآية لكتمانه للحق ، وأبعدنا الله منه ، ومن كان في واقعه مؤمن ولم نعرف حاله فرحمه الله ، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم وإنا لله وإنا إليه راجعون والعاقبة للمتقين ، ونسأل الله أن يعرفنا الحق حقا فنتبعه والباطل باطلاً فنجتبه .
 
 

مِسك الصحيفة

نتيجة العلم الحق بالأعمال الصالحة

 
أقول : نعم كما قال الإمام الرضا عليه السلام : الإيمان : قول وعمل ، كما عرفت في الحديث السابق ، وخير ما نختم به هذا الباب أحاديث شريفة فيها معارف طيبة نسر بها المؤمنين ونحدثهم بها ، ولتكون فيها عبر وعظة لنا في معرفة الإمام الرضا عليه السلام وشأنه الرفيع بكل سيرته مع صحبه الكرام ، ولعلهم يذكروها بالإضافة لما سبق من القصص الحسنة في مجلسهم فنشاركهم في رحمة الله بدعاء النبي والأئمة الأطهار ، فنسر اليوم ويوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم ، ونكون وإياكم عارفين بالحق وأهله ومحبين لهم وعاملين بهداهم حتى نلقي الله وهو عنا راضي ، فيجعلنا الله مع آل محمد صلى الله عليهم وسلم ، وعلماء دينهم والمخلصين في عبوديته بهداهم حتى اليقين ، فنكون منهم ومعهم بحق ، ورحم الله من قال آمين يا رب العالمين :
 
أولاً : حكم وعبر ومواعظ في صحيفة الإمام الرضا :
عَنْ حَمْدَانَ بْنِ سُلَيْمَانَ عَنْ عَبْدِ السَّلَامِ الْهَرَوِيِّ عَنِ الرضا عليه السلام
قالَ : رَحِمَ اللَّهُ عَبْداً أَحْيَا أَمْرَنَا .
قلتُ : كَيْفَ يُحْيِي أَمْرَكُمْ .
قالَ عليه السلام : يَتَعَلَّمُ عُلُومَنَا وَيُعَلِّمُهَا النَّاسَ .
فَإِنَّ النَّاسَ لَوْ عَلِمُوا مَحَاسِنَ كَلَامِنَا لَاتَّبَعُونَا .[73]
 
عَنْ عَبْدِ الْعَظِيمِ الْحَسَنِيِّ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَبِي مَحْمُودٍ قالَ : سَمِعْتُ الرضا عليه السلام يَقُولُ :
مَنْ لَمْ يَشْكُرِ الْمُنْعِمَ مِنَ الْمَخْلُوقِينَ ، لَمْ يَشْكُرِ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ [74].
 
وَ عَنْ مُعَمَّرِ بْنِ خَلَّادٍ عَنْ أَبِي الْحَسَنِ الرضا عليه السلام قالَ :
سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وآله وسلم : يَكُونُ الْمُؤْمِنُ جَبَاناً ؟ قالَ : نَعَمْ . قِيلَ : وَ يَكُونُ بَخِيلًا ؟ قالَ : نَعَمْ .
 قِيلَ : وَ يَكُونُ كَذَّاباً ؟ قالَ : لَا [75].
 
أقول يا طيب  : إن ما ذكرنا هنا هي أحاديث تعرفنا بعض أصحاب الإمام الرضا عليه السلام فترحمنا عليهم لكي نشكرهم لأنه من لم يشكرهم لم يشكر الخالق ، بل هم عرفونا دينه وكيفية عبودية بنقل هداه وشرحه وبيانه عن أئمة الحق المنعم عليهم بالعلم الواسع منه تعالى ، حتى كانوا راسخون فيه وورثة لكتابه وأهل الذكر له ، والمرفوع بيتهم بتعريف هداه بكل حال لهم .
 ولذا أمرنا سبحانه : بحبهم وطلب منا طاعته ، فنشكر الله على هذه المنة ونشكر صحبهم الكرام الصادقين .
ثم أنه قد يتصف بعض المؤمنين : ببعض الخُلق الغير مناسب في بعض الأحيان ، ولكنه لا يكذب في دينه فيصل نفسه وغيره ، فإن الضرر المادي غير الضرر في إضلال الناس وحرفهم عن الهدى والحق ، وإنه البخل والجبن عيب وبعيد عن التربية الإسلامية ، والمؤمن القوي خير من المؤمن الضعيف ، وعرفت أحاديث الإمام الرضا عليه السلام في السخاء في الباب العاشر في آدابه وتربيته لصحبه ، ولكن هذه الأخلاق مع الكذب تكون لا شيء لأنه يضل الناس ويبعدهم عن الحق .
 فلذا كان الكاذب ملعون : لأنه يحرف الناس عن الهدى والدين الحق ويدخلهم في الضلال ، ويما عرفت من الآيات السابقة في تعريف الكاذبين والملعونين وفي الحديث السابق ، فإن الكذب على الله ورسوله والأئمة الأطهار يخرج من الدين ، لأنه يكون فيه الإضلال عن الحق والهدى والعياذ بالله كما عرفت ، ولكن ندع الكاذبين والمضلين لعنهم الله .
ونذكر حال أخر للمؤمنين : مع الإمام الرضا عليه السلام شرفهم به في يوم عزيز في الذكر ، فنعرف كيف تصرف الإمام مع جمع من أصحابة وأهل بيته وتكرميهم بالجملة لا فردا فرداً :
 
ثانيا : مجلس للإمام الرضا يكرم به الطيبين  :
أقول : مما كرمنا الله تعالى به هي المناسبات الشريف التي يعقد المؤمنون فيها مجالس لذكر الحق وتعريفه ، سواء مجالس ذكر الإمام الحسين والأئمة عليهم السلام في أيام وفاتهم أو مواليدهم أو الأعياد وكل المناسبات الكريمة ، فيستغلون الفرص الطيبة والكريمة ليعرفوا الهدى وأهله والدين وحقائقه ، ويثبتوا المؤمنين على الولاية ومعرفة الحق ، وكل ما يحتاجوه من هدى الله بذكر معارف الدين وقصصه الحسنة ، وحتى يأخذوا معارف هدى الله من أهله .
ولهذا الإيمان : عن علم وعمل وسبل الكون فيه وتحصيله ، ثواب جزيل من كل جهة ، ونذكر حديث قبل أن نعرف مجلس كريم للإمام الرضا مع صحبه وأهل بيته الطيبين رحمهم الله , وجعلنا معهم في أعلى عليين إنه أرحم الراحمين ، ورحم الله من قال آمين يا رب العالمين :
عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَزِيدَ قالَ سَمِعْتُ الرضا عليه السلام يَقُولُ :
مَنِ اسْتَفَادَ أَخاً فِي اللَّهِ اسْتَفَادَ بَيْتاً فِي الْجَنَّةِ[76] .
ولنعرف : كيف يستفيد ويفيد الإمام الرضا وآله الكرام عليهم السلام أخوتهم وصحبهم الطيبين ، نتدبر الحديث التالي :
 
وعَنِ الْفَيَّاضِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ الطُّوسِيِّ :
أَنَّهُ شَهِدَ أَبَا الْحَسَنِ عَلِيَّ بْنَ مُوسَى الرضا عليه السلام
فِي يَوْمِ الْغَدِيرِ ، وَ ِحَضْرَتِهِ جَمَاعَةٌ مِنْ خَاصَّتِهِ قَدِ احْتَبَسَهُمْ لِلْإِفْطَارِ ، وَقَدْ قَدَّمَ إِلَى مَنَازِلِهِمْ الطَّعَامَ وَالْبُرَّ وَالصِّلَاتِ وَالْكِسْوَةَ ، حَتَّى الْخَوَاتِيمَ وَالنِّعَالَ .
وَ قَدْ غَيَّرَ مِنْ أَحْوَالِهِمْ وَأَحْوَالِ حَاشِيَتِهِ ، وَ جُدِّدَتْ لَهُ آلَةٌ غَيْرُ الْآلَةِ الَّتِي جَرَى الرَّسْمُ بِابْتِذَالِهَا قَبْلَ يَوْمِهِ ، وَ هُوَ يَذْكُرُ فَضْلَ الْيَوْمِ وَ قِدَمَهُ .
 فَكَانَ مِنْ قَوْلِهِ عليه السلام حَدَّثَنِي الْهَادِي أَبِي عَنْ آبَائِهِ عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عليه السلام :
أَنَّهُ اتَّفَقَ فِي زَمَانِهِ الْجُمُعَةُ وَالْغَدِيرُ ، فَصَعِدَ الْمِنْبَرَ عَلَى خَمْسِ سَاعَاتٍ مِنْ نَهَارِ ذَلِكَ الْيَوْمِ ، ثُمَّ ذَكَرَ خُطْبَتَهُ عليه السلام بِطُولِهَا .....إِلَى أَنْ قالَ :
ثُمَّ إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى جَمَعَ لَكُمْ مَعْشَرَ الْمُؤْمِنِينَ فِي هَذَا الْيَوْمِ عِيدَيْنِ عَظِيمَيْنِ كَبِيرَيْنِ ، لَا يَقُومُ أَحَدُهُمَا إِلَّا بِصَاحِبِهِ لِيَكْمُلَ عِنْدَكُمْ جَمِيلُ صَنِيعِهِ ، ثُمَّ ذَكَرَ مِنْ فَضْلِ يَوْمِ الْغَدِيرِ شَيْئاً كَثِيراً جِدّاً ....  إِلَى أَنْ قالَ فَالدِّرْهَمُ فِيهِ بِمِائَةِ أَلْفِ دِرْهَمٍ وَ الْمَزِيدُ مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ، وَ صَوْمُ هَذَا الْيَوْمِ مِمَّا نَدَبَ اللَّهُ تَعَالَى إِلَيْهِ ، وَجَعَلَ الْجَزَاءَ الْعَظِيمَ كِفَاءً لَهُ عَنْهُ ، حَتَّى لَوْ تَعَبَّدَ لَهُ عَبْدٌ مِنَ الْعَبِيدِ فِي الشَّبِيبَةِ مِنِ ابْتِدَاءِ الدُّنْيَا إِلَى تَقَضِّيهَا صَائِماً نَهَارُهَا قَائِماً لَيْلُهَا ، إِذَا أَخْلَصَ الْمُخْلِصُ فِي صَوْمِهِ ، لَقَصُرَتْ إِلَيْهِ أَيَّامُ الدُّنْيَا عَنْ كِفَائِهِ .
وَ مَنْ أَسْعَفَ أَخَاهُ مُبْتَدِئاً وَ بَرَّهُ رَاغِباً ، فَلَهُ كَأَجْرِ مَنْ صَامَ هَذَا الْيَوْمَ وَ قَامَ لَيْلَتَهُ ، وَ مَنْ أَفْطَرَ مُؤْمِناً فِي لَيْلَتِهِ فَكَأَنَّمَا فَطَّرَ فِئَاماً وَفِئَاماً يَعُدُّهَا بِيَدِهِ عَشَرَةً .
 فَنَهَضَ نَاهِضٌ فَقالَ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ مَا الْفِئَامُ .
قالَ عليه السلام : مِائَةُ أَلْفِ نَبِيٍّ وَ صِدِّيقٍ وَ شَهِيدٍ ، فَكَيْفَ بِمَنْ تَكَفَّلَ عَدَداً مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَ الْمُؤْمِنَاتِ ، وَ أَنَا ضَمِينُهُ عَلَى اللَّهِ تَعَالَى الْأَمَانَ مِنَ الْكُفْرِ وَ الْفَقْرِ ، وَ إِنْ مَاتَ فِي لَيْلَتِهِ أَوْ يَوْمِهِ أَوْ بَعْدَهُ إِلَى مِثْلِهِ مِنْ غَيْرِ ارْتِكَابِ كَبِيرَةٍ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ ، وَ مَنِ اسْتَدَانَ لِإِخْوَانِهِ وَ أَعَانَهُمْ ، فَأَنَا الضَّامِنُ عَلَى اللَّهِ إِنْ بَقَّاهُ قَضَاهُ ، وَ إِنْ قَبَضَهُ حَمَلَهُ عَنْهُ .
وَ إِذَا تَلَاقَيْتُمْ فَتَصَافَحُوا بِالتَّسْلِيمِ وَ تَهَانَوُا النِّعْمَةَ فِي هَذَا الْيَوْمِ ، وَ لْيُبَلِّغِ الْحَاضِرُ الْغَائِبَ وَ الشَّاهِدُ الْبَائِنَ وَ لْيَعُدِ الْغَنِيُّ عَلَى الْفَقِيرِ وَ الْقَوِيُّ عَلَى الضَّعِيفِ.
 أَمَرَنِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وآله وسلم بِذَلِكَ ثُمَّ أَخَذَ عليه السلام فِي خُطْبَةِ الْجُمُعَةِ وَ جَعَلَ صَلَاةَ جُمُعَتِهِ صَلَاةَ عِيدِهِ .
 وَ انْصَرَفَ بِوُلْدِهِ وَ شِيعَتِهِ إِلَى مَنْزِلِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ عليهم السلام بِمَا أَعَدَّ لَهُ مِنْ طَعَامِهِ ، وَ انْصَرَفَ غَنِيُّهُمْ وَ فَقِيرُهُمْ بِرِفْدِهِ إِلَى عِيَالِهِ [77] .
 
 
ثالثا : معرفة الحق والعمل به لنكون من أهله :
قد عرفنا يا طيب : مناسبة واحدة شريف لنُعرف إخواننا الحق ونكون ممن يسر أهل ديننا ويفرحهم ويبرهم ، فنتعلم ونعلم ونعمل بالحق والهدى وما يجب لنا وعلينا من حقوق شكر الله ، والمنعم عليهم الذين عرفونا هدانا ، فنحصل على أجر العلماء علما وعملا بتكريم المؤمنين ،ونقل حقائق سبيل الهدى وصراطه المستقيم ، سواء نحن المعرفين أو نأتي بمن يعرف هدى الدين من الموالين .
وأعلم : يا أخي إنه لهذه المجالس الكريمة للذكر الجميل لتذكير الأصحاب في كل زمان مناسب وحال ، فوائد كريمة وفضائل أخرى ولها سبيل أخر ، ومنها سبيل مصداق ما جاء في الحديث بعد التالي :
 
قالَ رَجُلٌ لِلرِّضَا عليه السلام : سَلْ لِي رَبَّكَ : التَّقِيَّةَ الْحَسَنَةَ ، وَ الْمَعْرِفَةَ بِحُقُوقِ الْإِخْوَانِ ، وَ الْعَمَلَ بِمَا أَعْرِفُ مِنْ ذَلِكَ .
فَقالَ الرضا عليه السلام : قَدْ أَعْطَاكَ اللَّهُ ذَلِكَ ، لَقَدْ سَأَلْتَ أَفْضَلَ شِعَارِ الصَّالِحِينَ وَ دِثَارِهِمْ [78].
فيا أخي المؤمن : التدبير الحسن المناسب للحال من أجل العمل بالعلم الحق وتطبيق الهدى وتعليمه للإخوان ، هو المطلوب منا ، وهو بحق شعار الصالحين في كل حال لهم ، وليس في بعض الحل من الثروة والفراغ ، بل لابد من الهمة في عقد هذه المجالس الشريفة لذكر الحق وتعريفه ، وبالخصوص بالمناسبات الكريمة والأيام الشريف .
 بل ويمكن تحصيل هذا الثواب بأكبر وأحسن صوره بتفريح المؤمنين وجعلهم مسرورين طيبي النفس ، بهذا السبيل إن أمكن كما في الحديث التالي ، والذي هو مناط معرفة الصادقين في أشد الظروف والأحوال :
 
في رواية محمد بن إسماعيل بن بزيع قال أبو الحسن الرضا عليه السلام :
إن لله تعالى بأبواب الظالمين من نور الله له البرهان ، و مكن له في البلاد ، ليدفع بهم عن أوليائه و يصلح الله بهم أمور المسلمين .
 إليهم : ملجأ المؤمنين من الضر ، وإليهم يفزع ذو الحاجة من شيعتنا ، وبهم يؤمن الله روعة المؤمن في دار الظلمة .
 أولئك : المؤمنون حقاً ، أولئك : أمناء الله في أرضه .
 أولئك : نور الله‏ في رعيتهم يوم القيامة ، و يزهر نورهم لأهل السماوات كما يزهر الكواكب الدرية لأهل الأرض
 أولئك : من نورهم نور القيامة ، يضي‏ء منهم القيامة ، خلقوا و الله للجنة و خلقت الجنة لهم ، فهنيئاً لهم .
 ما على أحدكم أن لو شاء لنال هذا كله .
قال قلت : بما ذا جعلني الله فداك .
قال عليه السلام : يكون معهم فيسرنا بإدخال السرور على المؤمنين من شيعتنا ، فكن منهم يا محمد [79].
 
أقول يا طيب ويا أخي المؤمن : إنه كان في هذا الباب في أول بحث القسم الثاني منه ، عرفنا أول حديث فيه كان : عن حال : حسن الأنباري رحمه الله وأرضاه ، وكيف كان يسأل الإمام عليه السلام للعمل للسلطان ، وكيف الإمام الرضا عليه السلام نصحه وعرفه إنه يجوز بشروط ، إن طبقها يكون ثوابه هذا الحديث الذي ذكرناه أعلاه .
ثم لما وصل الكلام : للعمل عند السلطان وشروطه وثوابه لمن يطبق شروطه ، والذي يبتلي به أكثر أهل هذا الزمان سواء سلطانا عادلا ، أو ظالما بشروطه كما عرفت ، أو أنه يستحب له إن كان يقدر أن يخدم المؤمنين ويسرهم ومن غير ظلم لأحد ، نذكر في الجزء التالي ما بُلي به الإمام الرضا عليه السلام مع حكام زمانه ، وكيف جُبر للعمل لهم ، لنعرف حالهم وحاله معهم ، وكيف تصرفه وسيرته وسلوكه بنوع آخر من البيان ، وبحكايات أخرى لقصص حسنه له عليه السلام مع سلطان زمانه وغيره من أعوانه وغيرهم .
 
ويا أخي المولي : بهذا الذكر لمعارف هدى الله تعالى وسبل الوصول إليه وتثبته في وجود الطيبين من المؤمنين ، أسأل الله أن أكون قد سررتك يا مؤمن في هذه الصحيفة المباركة الناقلت لسيرة وسلوك الإمام الرضا عليه السلام وبعض علومه ، وأسأل الله أن يتقبلها منا تعليم ومنك معرفة وتعريف بقبول حسن ، ويجعلنا من أهل الجنة مع آل محمد أئمة الحق صلى الله عليهم وسلم الطيبين الطاهرين وصحبهم الكرام ، وفي أعلى علين في ملكوت النعيم ومراقي الكرامة والشرف والعز الأبدي ، ويغفر لنا ولوالدينا ولمن له حقا علينا ويشكر سعينا كما عرفنا في آية المودة للقربى ، وكما قال تعالى أؤمن وأقر وأقول :
{ رَبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلإِيمَانِ : ـ ( نبينا محمد وآله أئمة الحق وصحبهم الكرام ) ـ : أَنْ آمِنُوا بِرَبِّكُمْ ، فَآمَنَّا
 رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الأَبْرَارِ  (193) رَبَّنَا وَآتِنَا مَا وَعَدْتَنَا عَلَى رُسُلِكَ وَلاَ تُخْزِنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّكَ لاَ تُخْلِفُ الْمِيعَادَ (194)
فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لاَ أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ
فَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَأُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأُوذُوا فِي سَبِيلِي وَقَاتَلُوا وَقُتِلُوا لَأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلَأُدْخِلَنَّهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ ثَوَابًا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الثَّوَابِ (195)
لاَ يَغُرَّنَّكَ تَقَلُّبُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي الْبِلاَدِ (196) مَتَاعٌ قَلِيلٌ ثُمَّ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمِهَادُ (197)
لَكِنْ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا نُزُلاً مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ لِلأَبْرَارِ (198)}[80] نبينا وآله الكرام وصحبهم الطيبين وشيعتهم المؤمنين الذين أظهروا محبتهم وتوجهوا لله مخلصين بتعاليم دينه الذي خصه بهم .
فيا إلهي وربي توفني وكل الموالين لأئمة الهدى مع الأبرار ، نبينا محمد وآله الأطايب الأطهار ، حتى نحف بهم صحب أخيار ، وعليك توكلي لتوفيقي وحسن عاقبتي يوم ينادي المناد ، وأتنا ما وعدتنا ولا تخزنا يوم القيامة إنك لا تخلف الميعاد .
 وأنت يا رب حسيب من يمنع دينك ويحارب عبادك وينغص عليهم عيشهم ويضلهم في أي بلاد ، فأنزل عليه غضبك حتى لعنه وأجعل مأواه جهنم وبئس المهاد .
 فاكفني يا إلهي ما أهمني وسهل أمري ، وأحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي ، وتفضل يا ربي بالصحة والبركة والبر عليّّ وعلى من ساعدني في تهيأت الظروف للكتابة والتدوين ، وعلى من نشره أو قرأه أو عرفه للمؤمنين ، حتى ليكون كلا منهم مؤمنا وعالما وعاملا بتعاليم أئمتنا بكل يقين ، وصلى الله على نبينا محمد وآله الطيبين الطاهرين ، ورحم الله من قال آمين يا رب العالمين .
 
 
 
تمت كتابته ومراجعته
 في ليلة عرفة 9 \ ذي الحجة \ 1424 
وتم وضعه الإنترنيت
في يوم المباهلة 24\ ذي الحجة\ 1424
خادم علوم آل محمد عليهم السلام
الشيخ حسن جليل حردان الأنباري
قم المقدسة ـ موقع موسوعة صحف الطيبين

 

 


[1] الكافي ج1ص215بباب في أن من اصطفاه الله من عباده و أورثهم كتابه هم الأئمة عليهم السلام ح3.
[2] الكافي ج1ص208 باب ما فرض الله عز وجل ورسوله من الكون مع الأئمة عليه السلام حديث2 .
[3] الكافي ج1ص212 باب أن أهل الذكر الذين أمر الله الخلق بسؤالهم هم الأئمة عليه السلام حديث 9 .
[4] وسائل الشيعة ج27ص72ب7 وجوب الرجوع في جميع الأحكام إلى المعصومين ح33233 .
[5] وسائل الشيعة ج27ص75ب7 حديث 33240 .
[6] وسائل الشيعة ج27ص76ب7 حديث 33241 .
[7] اليقين ص493ب200- الباب فيما نذكره من تسمية النبي صلى الله عليه وسلم لمولانا علي عليه السلام سيد المسلمين و إمام المتقين .
[8] وسائل الشيعة ج27ص62ب6 عدم جواز القضاء و الحكم بالرأي و الاجتهاد و المقاييس و نحوها من الاستنباطات الظنية حديث 33202 .
[9] وسائل الشيعة ج27ص116ب9 وجوه الجمع بين الأحاديث المختلفة و كيفية العمل بها حديث 33358 .
[10] وسائل الشيعة ج27ص96ب8 وجوب العمل بأحاديث النبي و الأئمة المنقولة في الكتب المعتمدة وروايتها وصحتها حديث 33310 عن عُيُونِ الْأَخْبَارِ وَعِلَلِ الشرائع .
[11] وسائل الشيعة ج27ص115ب9 وجوه الجمع بين الأحاديث المختلفة و كيفية العمل بها حديث 33355 .
[12] وسائل الشيعة ج27ص167ب12 وجوب التوقف و الاحتياط في القضاء والفتوى والعمل في كل مسألة نظرية لم يعلم حكمها حديث 33509 .
[13] مستدرك ‏الوسائل ص1ص89باب5 وجوب النية في العبادات الواجبة و اشتراطها بها مطلقا حديث54- 2 عن ابْنُ الشَّيْخِ الطُّوسِيِّ فِي أَمَالِيهِ .
[14] بحار الأنوار ج1ص105باب 3 - احتجاج الله تعالى على الناس بالعقل و أنه يحاسبهم على قدر عقولهم  ، حديث 1 ، عن الاحتجاج .
[15] بحار الأنوار ج1ص197باب3 - سؤال العالم وتذاكره وإتيان بابه حديث 3عن صحيفة الإمام الرضا عليه السلام‏.
[16] بحار الأنوار ج1ص200باب4  مذاكرة العلم و مجالسة العلماء و الحضور في مجالس العلم و ذم مخالطة الجهال ،حديث 6 عن عيون أخبار الرضا عليه السلام‏ .
[17] بحار الأنوار ج2ص5باب8 - ثواب الهداية والتعليم وفضلهما وفضل العلماء و ذم إضلال الناس حديث 10 ، عن الإحتجاج وتفسير الإمام عليه السلام .
[18] بحار الأنوار ج2ص11باب 8- ثواب الهداية و التعليم و فضلهما و فضل العلماء و ذم إضلال الناس ح21 ، عن تفسير الإمام عليه السلام ، والاحتجاج‏.
[19] بحار الأنوار ج2ص30 باب 9- استعمال العلم و الإخلاص في طلبه و تشديد الأمر على العالم حديث 13عن معاني الأخبار وعيون أخبار الرضا عليه السلام‏ .
[20] بحار الأنوار ج2ص144باب19- فضل كتابة الحديث و روايته حديث4 عن عيون أخبار الرضا عليه السلام‏.
[21] رجال العلامة الحلي ص10رقم21 في إسماعيل بن الخطاب .
[22] رجال‏الكشي ج390 في سفيان بن عيينة رقم 735 .
[23] وسائل الشيعة ج27ص187ب13 عدم جواز استنباط الأحكام النظرية من ظواهر القرآن إلا بعد معرفة تفسيرها من الأئمة عليهم السلام حدبث 33562 .
[24]وسائل الشيعة ج27ص171ب12 وجوب التوقف و الاحتياط في القضاء و الفتوى و العمل في كل مسألة نظرية لم يعلم حكمها ح33519 .
[25] وسائل الشيعة ج16ص181ب17 وجوب حب المؤمن و بغض الكافر و تحريم العكس حديث 21297 عن فِي عُيُونِ الْأَخْبَارِ .
[26]الكافي ج 5 ص 111 ، بحار الأنوارج45ص277ب18ح28. تهذيب ‏الأحكام ج6ص335ب93ح49 ، وسائل‏ الشيعة ج17ص201ب48 ح22344 .
[27]الخرائج والجرائح ص 237 ، بحار الأنوارج45ص48ب3ح49 . أقول ما مر روايتين لواقعة واحدة أوردناهم للتفاوت بينهما وعرفت بعض حاله في الباب السادس .
[28] رجال ‏الكشي ج588 أحمد بن محمد بن أبي نصر البزنطي ح1100 .
[29]قرب الإسناد ص 232 ، بحار الأنوارج45ص269ب18ح12.
[30] الكافي ص8ص247بحديث القباب حديث 346 .
[31]بحار الأنوارج45ص271ب18ح15.
[32]الاختصاص 88 وتراه في الكشي ص426 ، بحار الأنوارج45ص271ب18ح16.
[33]بصائر الدرجات الجزء 5 ص 252 ب 12 ح 6 . بحار الأنوارج45ص 274ب18ح 22ص 47ب3ح44 .
[34]تفسير العياشي ج 1 ص 203 ، بحار الأنوارج45ص275ب18ح25.
[35]رجال الكشي ص 511 تحت الرقم 514 ، بحار الأنوارج45ص276ب18ح27.
[36]قرب الإسناد ص 201 ، بحار الأنوارج45ص268ب18ح9.
[37]الاختصاص : 86 ، بحار الأنوارج45ص278ب18ح31.
[38]الاختصاص ص 78 ، بحار الأنوارج45ص278ب18ح32.
[39]الاختصاص ص 87  بحار الأنوارج45ص278ب18ح33.
[40]مناقب آل أبى طالب ج 4 ص 361 و 362 ، بحار الأنوارج45ص262ب18ح4.
[41] رجال ‏الكشي ص486 بأصحاب الرضا عليه السلام في يونس بن عبد الرحمن أبي محمد صاحب آل يقطين حديث.
 
[42] رجال العلامة الحلي ص13رقم1 .
[43] رجال العلامة الحلي ص13رقم2 .
[44] رجال‏ الكشي ص585 الحسن بن محبوب رقم 1095 .
[45] رجال العلامة الحلي ص37رقم1 .
[46] رجال ابن داود ص116رقم449 .
[47] رجال ابن داود ص123رقم473 .
[48] رجال العلامة الحلي ص88رقم1 .
[49]الاختصاص ص 88 ، بحار الأنوارج45ص273ب18ح20.
[50] رجال ابن داود ص287رقم1250 .
[51]الاختصاص 86 ، بحار الأنوارج45ص278ب18ح30.
[52]الاختصاص : 86 . بحار الأنوارج45ص278ب18ح29. وانظر علل الشرائع ج 2 ص 216 ، بحار الأنوارج45ص273ب18ح18.
[53] رجال العلامة الحلي ص186رقم1 .
[54] رجال ‏الكشي ج386  يونس بن يعقوب رقم 723.
[55]قرب الإسناد ص 202 ، بحار الأنوارج45ص262ب18ح5.
[56]غيبة الشيخ الطوسي ص 225 ، بحار الأنوارج45ص274ب18ح23.
[57] رجال ‏الكشي ج270 أبي محمد هشام بن الحكم  رقم 486 . 
[58]مناقب آل أبى طالب ج 4 ص 368 ، بحار الأنوارج45ص262ب18ح4.
[59]إرشاد المفيد ص 285 ، بحار الأنوارج45ص275ب18ح24.
[60]رجال ‏النجاشي ص56رقم131- الحسين بن محمد بن الفضل .
[61]قرب الإسناد ص 198 ، عيون أخبار الرضا عليه السلام ج 2 ص 14 ، بحار الأنوارج45ص263ب18ح6.
[62]بيان : الكبر بالتحريك الطبل .  قرب الإسناد ص 199 و 200 ، بحار الأنوارج45ص263ب18ح7.
[63] رجال ‏الكشي ج501بما روي في هشام بن إبراهيم العباسي 960 ، 961. 
[64] رجال‏الكشي ج552 رقم 1043.
[65] رجال‏ الكشي ص554 رقم 1047.
[66] رجال ‏الكشي ص302 محمد بن أبي زينب اسمه مقلاص ابن الخطاب البراد الأجدع الأسدي و يكنى أبا إسماعيل رقم 544 .
[67] رجال ابن داود ص492رقم376 .
[68] رجال العلامة الحلي ص223رقم3.
[69] رجال العلامة الحلي ص212رقم7 .
[70]بحار الأنوارج45ص261ب18ح1.
[71]بحار الأنوارج45ص261ب18ح2.
[72]عيون أخبار الرضا ج 1 ص 228 ، بحار الأنوارج45ص270ب18ح13.
[73] وسائل الشيعة ج27ص92ب8 وجوب العمل بأحاديث النبي  و الأئمة  المنقولة في الكتب المعتمدة و روايتها و صحتها حديث 33297 .
[74] وسائل ‏الشيعة ج16ص313باب8 تحريم كفر المعروف من الله كان أو من الناس حديث 21638.
[75] وسائل‏ الشيعة ج12ص245ب138 تحريم الكذب ح16214.
[76] وسائل ‏الشيعة ج12ص16ب7 استحباب استفادة الإخوان و الأصدقاء و الألفة بهم و قبول العتاب حديث 15521.
[77] وسائل ‏الشيعة ج10ص444ب14 استحباب صوم يوم الغدير وهو الثامن عشر ذي الحجة و اتخاذه عيدا و كثرة العبادة فيه حديث 13804 .
[78] وسائل‏ الشيعة ج16ص223ب28 وجوب الاعتناء و الاهتمام بالتقية و قضاء حقوق الإخوان المؤمنين حديث21418.
[79] رجال‏النجاشي ج331ب893- محمد بن إسماعيل بن بزيع  330.
[80] آل عمران198.
 
 
 
 
 
 


اللهم أسألك بحق الإمام علي بن موسى الرضا وآله الطيبين الطاهرين اسلك بي صراطهم المستقيم واجعلني معهم في كل هدى ونعيم
خادم علوم آل محمد عليهم السلام
الشيخ حسن جليل حردان الأنباري
موقع موسوعة صحف الطيبين

إلى أعلى مقام في الصفحة نورك الله بنور الإمام الرضا وآله الكرام عليهم السلام


تفضل يا طيب إلى الفهرس العام رزقك الله هدى خبر الأنام وخلصك من الظلام