هداك الله بنور الإسلام حتى تصل لأعلى مقام

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله الطيبين الطاهرين ولعنة الله على أعدائهم إلى يوم الدين
موسوعة صحف الطيبين في  أصول الدين وسيرة المعصومين
قسم سيرة المعصومين/ صحيفة الإمام
علي بن موسى الرضا عليه السلام
الجزء الأول / شأن الإمام الرضا الكريم وحياته الاجتماعية

 الباب الثاني

زمان ومدة إمامة الإمام الرضا
والنص عليه عليه السلام

 
زمان إمامة الإمام الرضا عليه السلام ومدتها :
عرفنا إن عمر الإمام المبارك كان ( 49 ) سنة على قول مشهور ، لأن ولادته عليه السلام في سنة ( 153 ) واستشهاده في سنة ( 202 ) ، وإنه عاش مع والده موسى بن جعفر عليه السلام ( 29 سنة وأشهر ) إي ما يكون إلى سنة ( 183 ) سنة وفاة الإمام موسى بن جعفر عليه السلام ، وهو يوم الذي شرفه الله بالإمامة ، فتكون مدة إمامة الإمام الرضا عليه السلام في حياته الشريفة وقيامه بعد أبيه الإمام موسى بن جعفر هي (20 ) سنة ، وقيل مدة إمامته خمسة وعشرين سنه أو إلا اشهراً حسب القول بسنة وفاته ووفاة أبيه عليهما السلام والأقوال هي :
أقام مع أبيه : تسعاً وعشرين سنةً وأشهراً.
وبعد أن مضى أبو الحسن موسى : عشرين سنةً إلاّ شهرين [1] .

وكانت مدة خلافته وإمامته وقيامه بعد أبيه في خلافته عشرين سنة  [2].

وكانت في أيام إمامته عليه السلام : بقية ملك الرشيد ، وملك محمد الأمين بعده ثلاث سنين وخمسة وعشرين يوما ، ثم خلع الأمين واجلس عمه إبراهيم بن المهدي المعروف بابن شكلة أربعة عشر يوما ، ثم اُخرج محمد ثانية وبويع له ، وبقي بعد ذلك سنة وسبعة أشهر ، وقتله طاهر بن الحسين .
 ثم ملك المأمون : عبد الله بن هارون بعده عشرين سنة واستشهد عليه السلام في أيام ملكه[3] .
  وذُكر : كان مدة بقائه مع أبيه موسى عليه السلام أربعا وعشرين سنة وأشهرا ، وبقائه بعد أبيه خمسا وعشرين سنة ـ أي هذه مدة إمامته عليه السلام [4]ـ . 
وعلى هذا سنجعل البحث : في ادوار النص على إمامة الإمام الرضا عليه السلام من زمن جده الصادق عليه السلام من قبل ولادته ، ثم نذكر أحاديث إمامته في زمن أبيه عند ولادته بعد أن عرفت قسم منها في الباب السابق ، ثم أحاديث الإمامة في دوران شباب الإمام ، ثم أحاديث الإمامة أواخر عمر أبيه المقدس موسى بن جعفر ووصيته إليه .
 وإما الأحاديث من أجداده الطاهرين أو قبل الدنيا بالمعرفة النوارنية فموكول لبحث الإمامة العامة ، وذكرنا شيء نافع في صحيفة ذكر علي عبادة وصحيفة الإمام الحسين ، كما في كتاب كمال الدين وتمام النعمة للصدوق بحث آخر فراجع هذه الكتب إن أحببت المزيد .
وقبل أن ندخل في صلب بحث أحاديث الإمامة الخاصة للإمام الرضا عليه السلام وفق التسلسل المذكور أعلاه ، نقدم بحثاً مختصراً في ذكر بعض الحقائق عن أهمية الإمامة وضرورتها وفق الأدلة العامة للإمامة .
كلام طيب في معنى الإمامة وضرورتها  :
إن المبدأ العام في الإمامة : هو إن لله تعالى هداية تكوينية وتشريعية متقنة يسوق بها كل شيء لأحسن غايته ، وإن الهداية التشريعية للإنسان بتوسط الأنبياء وأوصيائهم ليعرفوا العباد مبادئ دينهم وكيفية عبادته تعالى وتعاليمه التي يسعد بها البشر ، والله هو الذي يختارهم لأنهم أفضل خلقه في زمانهم فيعتني بهم ويربيهم بيد قدرته ويؤيدهم بالتوفيق والوحي والروح الذي يتنزل عليهم بأمره ، والذي هو مستمر وجوده باستمرار ليلة القدر يتنزل بأمر الله على الإمام إلى يوم القيامة ، كما إن الملائكة تتنزل ببركاتها على باقي المؤمنين من عباد الله ، وبهذا وغيره من الأدلة نعرف إن الإمامة مستمرة إلى يوم القيامة ، فيدعى في الحشر كل أناس بإمامهم كما نص على ذلك سبحانه في كتابه المجيد .
وذلك لأن أهل الأرض : عباد يحتاجون لمعرفة الله وشكره وعبادته ومعرفة تعاليمه الصادقة وهداه الحق ، والذي أنعم به على عباده وشرفهم بمعرفته ، ليصلوا لأحسن سعادة لهم ونعيم ، وليقام بينهم العدل والإنصاف والإحسان ، فيسموا في سماء المعرفة ويترفعوا عن الماديات وأهلها بل وعلى السماء وما فيها من خلقه الله ، هذا فضلا من إن الإمامة تصون الناس عن الانحراف عن الفطرة أو عن الدين إلى عبادة أئمة الكفر والضلال ، وعن كل متسلط وحاكم فاجر وظالم ولم يهمه أمر الدين والعبودية لله تعالى ، أو مغرور بزينة الدنيا ووساوس الشيطان ، وهوى النفس الأمارة بالسوء والتي قد تحرف عن سبيل نور الفطرة ، فلا تعرف للفضيلة سبيل وتكون عندها الغاية تبرر الوسيلة ، وذلك لأنه كل ظلم وجور وعدوان وفسق وفجور عند صاحب الفطرة المنحرفة مسموح به ، ولو بادعاء إن دين الله عنده أو هذا الذي يعلمه هو الحق والهدى الصادق ونعيم الله الواقعي .
ولهذا كان الزمان والأرض لا يخلوا : من إمام وحجه لله على عباده يهديهم الصراط المستقيم لكي يُعرف به دين الله الحق ، فيٌعصم المؤمنون به من الانحراف وعن إتباع كل ناعق ليس بصادق في تدينه وتعاليمه ، وقد ذكرنا الأدلة العامة في كتاب صحيفة الثقلين وفي صحيفة الإمامة وفي صحيفة الإمام الحسين وفي صحيفة ذكر علي عبادة عليهم السلام ، وغيرهن فراجع الأدلة القرآنية والنصوص النبوية الكريمة التي تعرفنا ضرورة وجود الإمام والهادي بالحق في العترة الطيبة لآل محمد بعد سيد المرسلين وختام الأنبياء صلى الله عليه وآله وسلم ، أو راجع الغدير والمراجعات وكتب علماء الطائفة الحقة في الإمامة وأدلتها المتقنة وبراهينها الصادقة ، والتي يذعن بها كل منصف في طلب هدى الله الحق ودينه الحقيقي الصادق الواقعي من أهله .
فيعرف إن للإمامة ملاكاً وشروطاً : وإنه لابد أن يتحقق بها من يتصدى لبيان معرفة الله تعالى وصفاته ، بل ومن يُعلم تعاليمه وهداه القيم في أحسن دين متقن ، وذلك لكي لا يكون اختلاف في نفس تعاليم الله تعالى ، ولا في الهداة له بالصادقين الأخيار ، والذين أختارهم سبحانه لصفائهم معه وإخلاصهم وتفانيهم في تعليمها بكل وجودهم علما وعملا وسيرة وسلوكا .
وإن الله تعالى : يعد وليه ويهيئه بكل صورة ممكنة ، ويعرفه للعباد بكل سبيل ممكن حتى لا يضل عباده عن معرفته وعن الهدى الحق عنده ، ولكي لا يُصدق كل مدعي للإمامة إلا أن تكون له بينه ويقام دليل على أحقيته في ولايته لله بالنص عليه ، ويعرف مدعي الإمام وأحقية من خلال معرفة كثير من الأدلة الوجدانية والسيرة التاريخية للأنبياء ، وبكثير من الآيات والروايات بل بسيرة المعصومين أنفسهم يُعرف ملاك الإمامة وخصائص الإمام ، وبالتدبر بأحوال الناس نرى بحق إن أمر ولاية الله وخلافة رسول الله والإمام على عباد الله المؤمنين بعد رسول الله ، هو أمر مختص بأهل البيت آل نبينا الكريم الذين هم عترته الشريفة والسلالة الطيبة الطاهرة بكل وجودها وصفاتها .
وذلك لأنه عرفنا الله تعالى : طهارة نبي الرحمة وآله وصدقهم ، وشرفهم بكل كرامة ومجد لم يجعله لأحد من العالمين غيرهم ما لم يقتدي بهم ويتأسى بمعرفة دين الله منهم ، فيكون في ولايتهم وقد أطاع الله بهداه من أئمة الحق وأولياء الدين الصادقين المصدقين ، فراجع ما ذكرنا من الكتب المفصلة في بيان هذا الشأن العظيم ، أو راجع كتاب المراجعات أو الغدير أو كتاب إحقاق الحق أو عبقات الأنوار ، وغيرها مما تخصص في بيان هذه العقيدة الطيبة الطاهرة التي بحق توصلنا لأحسن هدى وأقوم دين يرضى به الله ، ويوصل لنعيمه بصراط مستقيم في الدنيا والآخرة .
والإمام الرضا عليه السلام : لم يكن يدانيه في العلم والفضل أحد وهو الذي شهد له الموافق والمخالف ، حتى دُعي لولاية العهد إقراراً بفضله عليه السلام من حاكم زمانه وأتباعه ، وكذلك إقرار جميع العلماء الذين حاجوه عليه السلام بعلمه وفضله ، كما سيأتي في الأبواب الآتية كثير من البيان في احتجاجاته في المجالس التي كان يعقدها المأمون ليختبر الإمام عليه السلام في علمه ، فبان فضله عليهم وعلو شأنه بما لا يجاريه أحد من أهل زمانه في العلم والخلق والمكارم التي يختص بها ، بل راجع الكتب المختصة بكل أحاديثه الشريفة لترى دين الله ينبض فيها ويريك الحياة الطيبة للإسلام وتعاليمه ، وهداه الصادق الذي يشتاق للتعبد به كل منصف يحب العدل والإحسان ، فيهفو لكل طهارة في البدن والنفس حتى يسموا شوقا لمعرفة الله ولكل تعاليم دينه القيم وهداه الحق ، ويسير لنعيمه الحقيق الصادق الدائم بصراط مستقيم .
وستأتيك يا طيب : قسم من معارف الإمام الرضا عليه السلام في سيرته وسلوكه وقسم من أقواله واحتجاجاته في الأبواب الآتي ، وكذا سيأتي ما أشتهر عنه من المعجزات التي ظهرت على يديه عليه السلام ، والتي أثبت بها إمامته وعناية الله تعالى به وإكرامه بالإعمال الخارق للعادة ، وبالعلم ببعض المغيبات والإخبار عنها ، والتي قطع بها شكوك بعض الأشخاص من علماء العامة والخاصة وبالخصوص ممن وقف على أبيه ولم يقر له إلا بعدما عرفهم عليه السلام من علمه وكرامته عند الله ، وبين لهم صدقه في ادعائه للإمامة بكثير من المعجزات والمعارف مما اطمأنت به أنفسهم فأمنوا بإمامته عليه السلام .
و هنا نذكر : النصوص الخاصة على إمامته عليه السلام والذاكرة له بالاسم ، وأما التي تعم بالذكر كل أهل البيت عليهم السلام فقد ذكرت في كتب الإمامة ، ثم إنه قد ذُكرت بعض النصوص عن رسول الله وأجداده الطاهرين عند الطرفين الموافقين لمعنى الإمامة في أهل البيت فقط وشأنها العظيم أو كانوا مخالفين لمعناها ، وهي أحاديث شريفة عامة في الإمامة أو في بيانها ، وهي أيضا تكون شاملة لإمامته عليه السلام ، وهي مثل حديث الثقلين وشهرته عند الطرفين بل تواتره المسلم ، وحديث إن الأئمة من قريش اثنا عشر ، والذي ينطبق فقط على آل محمد صلى الله عليه وآله وسلم وحدهم دون غيرهم ، وغيرها الكثير في حبهم وولايتهم وحرمة مخالفتهم وبغضهم ، وستأتي أدلة عامة في احتجاجه وفي فصول الإخبار باستشهاده وفضل زيارته عليه السلام وغيرها .
وهنا في هذا الباب : بيان لنصوص خاصة بالنص على إمامة الإمام الرضا عليه السلام من جده الصادق وأبيه الإمام موسى بن جعفر عليهم السلام ، وهي ضمن أحاديث كثيرة وضمن مواقف ومواضيع متعددة ، شرح بها الإمام أحقية ابنه الإمام علي الرضا عليه السلام ، وأنه هو وصيه وخليفته وحجة الله تعالى بعده ، وكما عرفت قسم في ولادته عليه السلام في الباب الأول .
 والقسم الأخر : ما بينه عليه السلام بنفسه وبأفعاله والحوادث التي مر بها في زمانه كما ستأتي في الأبواب التالية :
 
الإشارة لإمامة علي بن موسى من جده الصادق:
عن سلمة بن محرز قال قلت  لأبي عبد الله عليه السلام :
إن رجلا من العجلية قال لي : كم عسى أن يبقى لكم هذا الشيخ ؟ إنما هو سنة أو سنتين حتى يهلك ، ثم تصيرون ليس لكم أحد تنظرون إليه .
فقال أبو عبد الله عليه السلام : ( ألا قلت له : هذا موسى بن جعفر قد أدرك ما يدرك الرجال ، وقد اشترينا له جارية  [ تباح له ] فكأنك به إن شاء الله وقد ولد له فقيه خلف )[5] .
أقول : هذا الرواية تبين شراء أم الإمام في زمن الإمام الصادق ، ولكن لم تبين أن المشتري حميدة زوجة الإمام الصادق أم الإمام موسى بن جعفر أو المشتري الإمام الصادق أو نفسه الإمام موسى بن جعفر ، ولكن يبين الحديث أنه هناك عناية في شراء أم الإمام وأنه كانت تحت رعاية أهل البيت عليهم السلام ، حتى تتهيأ لأمر ولادتها للإمام ، ولكن الإمام الرضا ولد بعد الإمام الصادق بخمس سنوات كما عرفت في الباب الأول وذكر كل من ذكر ولادته ، وتبين الرواية أن لم يكن في زمن جده عليهم السلام مولود بعد ، وأنه قد شريت أم الإمام الرضا لتتربى بآداب أهل البيت عليهم السلام عند حميدة أم الإمام موسى كما عرفت ، ولذا لم يكن الإمام موسى متزوج في زمن الرواية وإنه تشير أن زوجته ستباح له ، فكانوا يعيرون جده الصادق بعدم الخلف ، كما عيروا جدهم النبي من قبل فرزقه الله الكوثر وخير الوجود كله هدى ونعيم ، وولد قد عم وجودهم كل مكان فلا تجد لمدينة في بقاع الأرض المهمة إلا ولهم فيها خلف صالح ، فضلا عن الأئمة المعصومين الذين هم فخر الوجود وهداة عباد الله المؤمنين المرضي دينهم عند الله لأنهم تبعوا آل البيت عليهم السلام .
عن هارون بن خارجة قال : قال لي : هارون بن سعد العجلي : قد مات إسماعيل الذي كنتم تمدون إليه أعناقكم ، وجعفر شيخ كبير يموت غدا أو  بعد غد ، فتبقون بلا إمام ، فلم أدر ما أقول ، فأخبرت أبا عبد الله عليه السلام بمقالته . فقال : هيهات هيهات أبى الله - والله - أن ينقطع هذا الأمر حتى ينقطع الليل والنهار ، فإذا رأيته فقل له : هذا موسى بن جعفر يكبر ونزوجه ويولد له فيكون خلفا إن شاء الله [6] .
أقول : توجد كثير من الأخبار في البحار عن الكافي وغيره في الإمام العامة وأدلتها التي تبين ضرورة وجود الإمام الحق في كل زمان ، أو الأدلة والأحاديث التي تذكر أئمة الحق كلهم ولم تختص بإمام فراجع ، ولذا لم نتوسع في ذكر أحاديث الأئمة عليهم السلام كلهم وإن كانت تدل على إمامة الإمام علي بن موسى الرضا عليه السلام ، لأنها تعتبر من الأدلة العامة وتخرجنا من معرفة أحاديث إمامته الخاصة لمعرفة الإمامة العامة ، ولذا سنذكر النص عليه فقط من أبيه عليه السلام بكثرة أحاديثه لينقطع عذر الطائفة الواقفية وضلالها .
وتوجد أحاديث كثيرة : عن إمامته عن أجداده الطاهرين في فضل زيارته تعرفنا إمامته ومقامة الشامخ وفضله العظيم ، وهي تبين دوره في الإمامة وأهميته ، بل هي أدلة محكمة على إمامته سيأتي ذكرها بكثرتها في باب خاص بها فانتظر .
 
النص على إمامة الإمام الرضا من أبيه موسى بن جعفر عليهم السلام
 النص على الإمام الرضا عليه السلام من أبيه الكريم موسى بن جعفر عليهم السلام ، متكاثر ويمكن تقسيمه لعدة مراحل : من قبل ولادته من شراء أم الإمام الرضا وتهيئتها وقد عرفته في الباب السابق ، وفي زمان ولادته كما عرفته أيضا ، ثم في طفولته ، وشبابه ، وفي أواخر عمر أبيه بالوصية له ، كما سترى هذا هنا .
 ثم إن نفس أدوار حياة الإمام وبيان فضله بسيرته وسلوكه وبعلمه وعمله لهو دليل محكم على أنه هو عالم آل محمد عليهم الصلاة والسلام ، وتدل على أنه أفضل أهل الأرض خُلقا وخَلقا وعبادتا وبكل تصرف له ومعارف علمها وظهر بها ، وكما سترى في هذه الصحيفة المباركة إن شاء الله تعالى .
 فهذا دور معرفته بالإمامة في زمن والده وفي الأبواب الآتية تعرف شيء عن إمامته من خلال حياته الكريمة الطيبة التي عرّف الناس بها هدى الله الحق ، فشرح كيف إنه بكل شيء ظهر به معارف الله عرف حقيقة عبوديته بما يحب ويرضى ، فكان قدوة وأسوة في أي معرفة وتصرف له عليه السلام ، ولكل البشر على مرّ الزمان ، فتابع البحث يا طيب لتتعرف على ولي ديننا الثامن الإمام الرضا عليه السلام في حياته الكريمة :
 
 
النص على الإمام الرضا في زمن ولادته وطفولته :
عرفت يا طيب : في الباب الأول بعض الكلام عن ولادة الإمام الرضا عليه السلام وكيف تشير الأحاديث وتعرفنا إمامته بعد أبيه ، وكيف هيئت أمه لأبيه وأعدت لتنجب خير أهل الأرض ، وهذا حديث بعد ولادة الإمام يعرفنا أبيه الكريم موسى بن جعفر دور أبنه علي الرضا في الإمامة بعده وهو :
عن المفضل بن عمر قال :
( دخلت على أبي الحسن موسى بن جعفر عليه السلام :
 وعلي  ابنه عليه السلام في حجره وهو يقبله ويمص لسانه .
 ويضعه على عاتقه ويضمه إليه  .
 ويقول : بأبي أنت ما أطيب ريحك وأطهر خلقك وأبين فضلك ؟
قلت : جعلت  فداك لقد وقع في قلبي لهذا الغلام من المودة ما لم يقع أحد إلا لك .
 فقال لي : يا مفضل هو منى بمنزلتي من أبي عليه السلام .
ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم .
قال : قلت : هو صاحب هذا الأمر من بعدك ؟
قال : نعم من أطاعه رشد ومن عصاه كفر ) [7].
وروى ابن عقدة بسنده عن زياد القندي وابن مسكان قالا :
 كنا عند أبي إبراهيم ـ الإمام موسى الكاظم ـ عليه السلام إذ قال :
يدخل عليكم الساعة خير أهل الأرض .
 فدخل أبو الحسن الرضا عليه السلام وهو صبي [8].
 
 
 
النص على الإمام الرضا في زمن شبابه عليه السلام:
وهكذا أخذ الإمام موسى بن جعفر عليه السلام : يعرف دور أبنه علي الرضا بعده في الإمامة لأصحابه وللخواص من مواليه ، ويشير لدوره في الإمامة ويبين فضله ومكارمه ليعرفهم إمامته بعده في طول المدة معه :
 
عن جعفر بن خلف قال : سمعت أبا الحسن موسى بن جعفر عليهما السلام يقول : ( سعد امرؤ لم يمت حتى يرى منه خلفاً ، وقد أراني الله من ابني هذا خلفاً ، وأشار إليه يعني إلى الرضا عليه السلام )[9] . 
عن موسى بن بكر قال :  كنت عند أبي إبراهيم عليه السلام فقال لي : إن جعفرا عليه السلام كان يقول : ( سعد امرؤ لم  يمت حتى يرى خلفه من نفسه ، ثم أومأ بيده إلى ابنه علي فقال :
 هذا ،  وقد أراني الله خلفي من نفسي )[10].
 
عن حسين بن نعيم الصحاف ، قال : كنت أنا وهشام بن الحكم وعلي ابن يقطين ببغداد فقال علي بن يقطين : كنت عند العبد الصالح موسى بن جعفر عليه السلام جالسا فدخل عليه ابنه الرضا فقال :
( يا علي هذا سيد ولدي وقد نحلته كنيتي ) .
فضرب هشام براحته جبهته ثم قال : ويحك كيف قلت ؟
فقال علي بن يقطين : سمعت والله منه كما قلت لك ، فقال هشام :
( أخبرك والله أن الأمر فيه من بعده ) [11] . 
 عن علي بن يقطين قال : قال موسى بن جعفر عليه السلام ابتداءً منه : ( هذا أفقه ولدي وأشار بيده إلى الرضا عليه السلام وقد نحلته كنيتي )[12] .
عن علي بن يقطين قال : قال لي أبو الحسن عليه السلام :
( يا علي  هذا أفقه ولدي وقد نحلته كنيتي وأشار بيده إلى علي ابنه )[13].
 
عن داود الرقي قال : قلت لأبي إبراهيم عليه السلام : جعلت فداك قد كبر سني فحدثني من الإمام بعدك ؟
قال : ( فأشار إلى أبي الحسن الرضا عليه السلام
 وقال : هذا صاحبكم من بعدي )[14] .
وعن داود الرقي قال : قلت لأبي إبراهيم عليه السلام : إني قد كبرت وخفت أن يحدث بي حدث ولا ألقاك ، فأخبرني من الإمام من بعدك ؟
فقال : ( ابني علي ) [15].
عن إسماعيل بن الخطاب قال :
( كان أبو الحسن عليه السلام يبتدئ بالثناء على ابنه علي عليه السلام
 ويطريه ويذكر من فضله وبره ما لا يذكر من غيره كأنه يريد أن يدل عليه ) [16].
عن زياد بن مروان القندي قال :
( دخلت على أبي إبراهيم عليه السلام وعنده علي ابنه ، فقال لي :
 يا زياد هذا كتابه كتابي
وكلامه كلامي
 ورسوله رسولي
 وما قال فالقول قوله )[17]
عن نصر بن قابوس قال : قلت لأبي إبراهيم موسى بن جعفر عليه السلام : إني سألت أباك عليه السلام من الذي يكون بعدك ؟ فأخبرني أنك أنت هو ، فلما توفي أبو عبد الله عليه السلام ذهب الناس يمينا وشمالا ، وقلت أنا وأصحابي بك فأخبرني من الذي يكون بعدك ؟
قال : ( ابني علي عليه السلام ) [18].
وفي رواية أخرى عنه بعد ما ذكر أعلاه قال :
قال : ( ابني فلان ـ يعني أبو الحسن الرضا عليه السلام ـ )[19] .
وعن نعيم بن قابوس قال : قال أبو الحسن عليه السلام :
( علي ابني أكبر ولدي وأسمعهم لقولي وأطوعهم لأمري ، ينظر معي في كتاب الجفر والجامعة ، وليس ينظر فيه إلا نبي أو وصي نبي ) [20].
وعن أحمد بن الحسن الميثمي وكان واقفياً قال : حدثني محمد بن إسماعيل بن الفضل الهاشمي قال :
 دخلت على أبي الحسن موسى بن جعفر عليه السلام وقد  اشتكى شكاية شديدة ، وقلت له : إن كان ما أسأل الله أن لا يريناه فإلى من ؟
قال : ( إلى علي ابني ، وكتابه كتابي ، وهو وصيي ، وخليفتي من بعدي )[21] .
عن سليمان المروزي قال : دخلت على أبي الحسن موسى بن جعفر عليهما السلام وأنا أريد أن أسأله عن الحجة على الناس بعده فابتدأني وقال :
( يا سليمان : إن عليا ابني ووصيي والحجة على الناس بعدي ، وهو أفضل ولدي ، فإن بقيت بعدي فاشهد له بذلك عند شيعتي وأهل ولايتي والمستخبرين عن خليفتي من بعدي )[22] .
عن داود بن سليمان ، قال : قلت لأبي إبراهيم عليه السلام :
أني أخاف أن يحدث حدث ولا ألقاك فأخبرني عن الإمام بعدك فقال :
( ابني  فلان ـ يعني أبو الحسن الرضا عليه السلام ـ ) [23]
عن محمد بن سنان عن الحسن بن الحسن في حديث له قال :
 قلت لأبي الحسن موسى عليه السلام : أسألك ؟ 

فقال : سل إمامك . فقلت : من تعني فإني لا أعرف إماما غيرك ؟

قال : هو علي ابني قد نحلته كنيتي . قلت : سيدي أنقذني من النار ، فان أبا عبد الله قال : إنك القائم  بهذا الأمر .
 قال : ( أو لم أكن قائما ؟ ـ ثم ـ قال : يا حسن ما من إمام يكون قائما في أمة إلا وهو قائمهم ، فإذا مضى عنهم فالذي يليه هو القائم والحجة حتى يغيب عنهم ، فكلنا قائم فاصرف جميع ما كنت تعاملني به إلى ابني علي والله والله ما أنا فعلت ذاك به ، بل الله فعل به ذاك حبا ) [24].
 
عن علي بن أبي حمزة قال : قلت لأبي الحسن عليه السلام :
إن أباك أخبرنا بالخلف من بعده فلو خبرتنا به ، قال : فأخذ بيدي فهزها ثم قال : (( ما كان الله ليضل قوما بعد إذ هداهم حتى يبين له ما يتقون ))[25]
 
عن الحسين بن موسى ، عن سليمان الصيدي ، عن نصر بن قابوس قال : كنت عند أبي الحسن في منزله ، فأخذ بيدي فوقفني على بيت من الدار ، فدفع الباب ، فإذا علي ابنه عليه السلام وفي يده كتاب ينظر فيه ، فقال لي : يا نصر تعرف هذا ؟ قلت : نعم هذا علي ابنك .
 قال : يا نصر أتدري ما هذا الكتاب الذي في يده ينظر فيه ؟ فقلت : لا.
 قال : هذا الجفر الذي لا ينظر فيه إلا نبي أوصي نبي .
قال الحسن بن موسى : فلعمري ما شك نصر ولا ارتاب حتى أتاه وفاة أبي الحسن عليه السلام [26].
 
عن داود بن فرقد قال : قلت لأبي إبراهيم عليه السلام :
جعلت فداك قد كبر سني فحدثني عن الباب ، فأشار إلى أبي الحسن عليه السلام وقال : هذا  صاحبكم من بعدي [27] . 
 
قال أبو الصلت : لقد حدثني محمد بن إسحاق بن موسى بن جعفر ، عن أبيه أن موسى بن جعفر عليه السلام كان يقول لبنيه :
( هذا أخوكم علي بن موسى عالم آل محمد فاسألوه عن أديانكم ، واحفظوا ما يقول لكم .
 فإني سمعت أبي جعفر بن محمد عليهما السلام غير مرة يقول لي : إن عالم آل محمد لفي صلبك ، وليتني أدركته ، فانه سمي أمير المؤمنين علي )[28]
 
عن محمد بن الأصباغ ، عن أبيه ، عن غنام بن القاسم قال : قال [ لي ] منصور بن يونس بزرج : دخلت على أبي الحسن يعني موسى بن جعفر عليهما السلام يوما فقال لي :
( يا منصور أما علمت ما أحدثت في يومي هذا ؟ قلت : لا .
 قال : قد صيرت عليا ابني وصيي والخلف من بعدي ، فادخل عليه وهنئه بذلك ، وأعلمه أني أمرتك بهذا . 
قال : فدخلت عليه فهنأته بذلك وأعلمته أن أباه أمرني بذلك ، ثم جحد منصور بعد ذلك فأخذ الأموال التي كانت في يده وكسرها ) [29] .
أقول : وكأن هذا الحديث يشير للوصية العامة بالإمامة وإشهار أمرها بين أصحاب الإمام موسى بن جعفر كلهم ولم يختص بيانها بالخاصة منه ، ولذا سترى في الموضوع الآتي كيف عقد له الإمام الوصية وبين أمره بين كل أصحابة في مجلس عام لهم :
 
 
النص على الإمام الرضا في أواخر عمر أبيه والوصية له :
عن عبد الله بن إبراهيم الجعفري ، عن يزيد بن سليط الزيدي قال : لقيت موسى بن جعفر عليه السلام .
فقلت : أخبرني عن الإمام بعدك بمثل بما أخبر به أبوك .
قال : فقال : كان أبي في زمن ليس هذا مثله .
قال يزيد فقلت : من يرض منك بهذا فعليه لعنة الله .
قال : فضحك ثم قال : أخبرك يا أبا عمارة أني خرجت من منزلي ، فأوصيت في الظاهر إلى بني وأشركتهم مع علي ابني وأفردته بوصيتي في الباطن . 
ولقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله في المنام ، وأمير المؤمنين عليه السلام معه ومعه خاتم وسيف وعصا وكتاب وعمامة ، فقلت له : ما هذا ؟
فقال : أما العمامة : فسلطان الله عز وجل ، وأما السيف : فعزة الله عز وجل ، وأما الكتاب : فنور الله عز وجل ، وأما العصا : فقوة الله عز وجل ، وأما الخاتم : فجامع هذه الأمور .
 ثم قال رسول الله صلى الله عليه وآله : والأمر يخرج إلى علي ابنك . 
قال : ثم قال : يا يزيد إنها وديعة عندك فلا تخبر بها إلا عاقلا أو عبدا امتحن الله قلبه للإيمان ، أو صادقا ولا تكفر نعم الله تعالى ، وإن سئلت عن الشهادة فأدها فإن الله تبارك وتعالى يقول : (( إن الله يأمر كم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها )) النساء : 58 وقال عز وجل : (( ومن أظلم ممن كتم شهادة عنده من الله )) البقرة : 140.
فقلت : والله ما كنت لأفعل هذا أبدا .
قال : ثم قال أبو الحسن عليه السلام : ثم وصفه لي رسول الله صلى الله عليه واله فقال : علي ابنك الذي ينظر بنور الله ، ويسمع بتفهيمه ، وينطق بحكمته ، يصيب ولا يخطئ ، ويعلم ولا يجهل قد ملئ حلما وعلما .
 وما أقل مقامك معه إنما هو شيء كأن لم يكن ، فإذا رجعت من سفرك فأصلح أمرك وافرغ مما أردت ، فإنك منتقل عنه ومجاور غيره ، فاجمع ولدك ، وأشهد الله عليهم جميعا وكفى بالله شهيدا . 
ثم قال : يا يزيد إني أوخذ في هذه السنة ، وعلي ابني سمي علي بن أبي طالب عليه السلام ، وسمي علي بن الحسين عليهم السلام ، أعطي فهم الأول وعلمه وبصره ورداءه  ، وليس له أن يتكلم إلا بعد هارون بأربع سنين ، فإذا مضت أربع سنين فسله عما شئت  يجبك إن شاء الله تعالى [30] .
 
  علي بن عبد الله الهاشمي قال : كنا عند القبر نحو ستين رجلا منا ومن موالينا إذ أقبل أبو إبراهيم موسى بن جعفر عليه السلام ويد علي ابنه عليه السلام في يده فقال : ( أتدرون من أنا ؟ قلنا : أنت سيدنا وكبيرنا .
قال : سموني وانسبوني . فقلنا : أنت موسى بن جعفر .
 فقال : من هذا معي ؟ قلنا : هو علي بن موسى بن جعفر .
قال : فاشهدوا أنه وكيلي في حياتي ووصيي بعد موتي ) [31].
 
عن محمد بن الفضيل عن عبد الله بن الحارث وأمه من ولد جعفر بن أبي طالب قال : بعث إلينا أبو إبراهيم عليه السلام فجمعنا .
 ثم قال : ( أتدرون لم جمعتكم ) ؟ قلنا : لا .
 قال : ( اشهدوا أن عليا  ابني هذا وصيي والقيم بأمري وخليفتي من بعدي ، من كان له عندي دين فليأخذه من ابني هذا ، ومن كانت له عندي عدة ، فليستنجزها منه ، ومن لم يكن له بد من لقائي فلا يلقني إلا بكتابه ) [32].
 
عن عبد الله بن مرحوم قال : خرجت من البصرة أريد المدينة ، فلما صرت في بعض الطريق لقيت أبا إبراهيم عليه السلام ، وهو يذهب به إلى البصرة ، فأرسل إلي ، فدخلت عليه ، فدفع إلي كتبا وأمرني أن أوصلها بالمدينة .
 فقلت : إلى من أدفعها جعلت فداك ؟
قال : ( إلى ابني علي فإنه وصيي والقيم بأمري وخير بني ) [33]
 
عن حيدر بن أيوب ، عن محمد بن زيد الهاشمي أنه قال :
 الآن يتخذ الشيعة علي بن موسى عليه السلام إماماً .
قلت : وكيف ذاك ؟
قال : دعاه أبو الحسن موسى بن جعفر عليه السلام فأوصى إليه [34] .
 
عن علي بن الحكم ، عن حيدر بن  أيوب قال : كنا بالمدينة في موضع يعرف بالقبا فيه محمد بن زيد بن علي ، فجاء بعد الوقت الذي كان يجيئنا فيه فقلنا له : جعلنا فداك ما حبسك ؟
 قال : دعانا أبو إبراهيم عليه السلام اليوم سبعة عشر رجلا من ولد علي وفاطمة صلوات الله عليهما ، فأشهدنا لعلي ابنه بالوصية والوكالة في حياته وبعد موته ، وأن أمره جائز عليه وله .
ثم قال محمد بن زيد : والله يا حيدر لقد عقد له الإمامة اليوم ، وليقولن الشيعة به من بعده . قال حيدر : قلت بل يبقيه الله وأي شيء هذا ؟
 قال : يا حيدر إذا أوصى إليه فقد عقد له الإمامة .
قال علي بن الحكم : مات حيدر وهو شاك ) [35]
أقول : سيأتي فصل في الواقفية وسبب وقوفهم على الإمام موسى بن جعفر وعدم تسليمهم للإمام الرضا في الأبواب الآتية ، وذلك لكثرة ما جمعت بأيدهم من الأموال لطول فترة سجن الإمام ، أو للخوف من السلطان فلم يظهروا الإقرار ، أو كانوا يتحينون الفرصة للإقرار وبالخصوص كانت العيون على الإمام شديدة ، فأنتظر ، والحديث يذكر واقفي شاك بأن الإمام موسى مات وبعده صار الإمام الرضا ولي الله ومُعرف لدينه ، وفي الحديث قبل السابق يعرفنا وصية الإمام له عليه السلام متيقن بهذه الوصية بنفسه ، والله العالم به وبحاله والمحاسب له ، وبأي دين كان يعبد إذا لم يكن يأخذه من آل محمد عليهم السلام  ولم يقر لإمام زمانه وولي دينه صاحب ليلة القدر والروح المنزل بأمر الله ، لأنه لابد للإنسان من دين وإمام يتعبد لله بدينه فإن كان حق رضي الله عنه ، وإن لم يكن محق ضل وهوى والعياذ بالله من أئمة الضلال أو ترك وهجر أئمة الحق .
عن عبد الرحمن بن الحجاج قال :
( أوصى أبو الحسن موسى بن جعفر عليه السلام إلى ابنه علي عليه السلام ، وكتب له كتابا أشهد فيه ستين رجلا من وجوه أهل المدينة ) [36].
 
عن حسين بن بشير قال : ( أقام لنا أبو الحسن موسى بن جعفر عليه السلام ابنه عليا عليه السلام كما أقام رسول الله صلى الله عليه واله عليا عليه السلام يوم غدير خم .
 فقال : يا أهل المدينة أو قال : يا أهل المسجد هذا وصيي من بعدي )[37].
 
عن الحسن بن علي الخزاز قال : خرجنا إلى مكة ومعنا علي بن أبي حمزة ومعه مال ومتاع ، فقلنا : ما هذا ؟
قال : للعبد الصالح عليه السلام أمرني أن أحمله إلى علي ابنه عليه السلام وقد أوصى إليه [38] .
عن محمد بن سنان قال : دخلت على أبي الحسن عليه السلام قبل أن يحمل إلى العراق بسنة ، وعلي ابنه عليه السلام بين يديه .
فقال لي : ( يا محمد ! قلت : لبيك .
قال : إنه سيكون في هذه السنة حركة فلا تجزع منها  ، ثم أطرق ونكت بيده في الأرض ورفع رأسه إلي وهو يقول :
 يضل الله الظالمين ويفعل الله ما يشاء .
قلت وما ذاك جعلت فداك ؟
 قال : من ظلم ابني هذا حقه وجحد إمامته من بعدي ، كان كمن ظلم على بن أبي طالب عليه السلام حقه وجحد إمامته من بعد محمد صلى الله عليه وآله ، فعلمت أنه قد نعى إلي نفسه ، ودل على ابنه . 
فقلت : والله لئن مد الله في عمري لأسلمن إليه حقه ، ولأقرن له بالإمامة وأشهد أنه من بعدك حجة الله على خلقه ، والداعي إلى دينه .
 فقال لي : يا محمد يمد الله في عمرك وتدعو إلى إمامته ، وإمامة من يقوم مقامه من بعده .
 قلت : من ذاك جعلت فداك ؟
 قال : محمد ابنه ، قال : قلت : فالرضا والتسليم .
 قال : نعم كذلك وجدتك في كتاب أمير المؤمنين عليه السلام أما إنك في شيعتنا أبين من البرق في الليلة الظلماء . 
ثم قال : يا محمد إن المفضل كان انسي ومستراحي ، وأنت انسهما ومستراحهما حرام على النار أن تمسك أبدا ) [39].
عن عبد الرحمن بن الحجاج ، عن إسحاق وعلي ابني أبي عبد الله جعفر ين محمد عليهما السلام ، أنهما دخلا على عبد الرحمن بن أسلم بمكة في السنة التي اخذ فيها موسى بن  جعفر عليه السلام ، ومعهما كتاب أبي الحسن عليه السلام بخطه ، فيه حوائج قد أمر بها .
فقالا : إنه  قد أمر بهذه الحوائج من هذا الوجه ، فإن كان من أمره شيء فادفعه إلى ابنه علي عليه السلام ، فإنه خليفته والقيم بأمره ، وكان هذا بعد النفر بيوم بعد ما اخذ أبو الحسن عليه السلام بنحو من خمسين يوماً ، وأشهد إسحاق وعلي ابنا أبي عبد الله عليه السلام الحسين بن أحمد المنقري وإسماعيل بن عمر وحسان بن معاوية والحسين بن محمد صاحب الختم على شهادتهما :
أن أبا الحسن علي من موسى عليه السلام وصي أبيه عليه السلام وخليفته ، فشهد اثنان بهذه الشهادة ، واثنان قالا : خليفته ووكيله ، فقبلت شهادتهم عند حفص بن  غياث القاضي [40].
 
عن داود بن زربي قال : كان لأبي الحسن موسى بن جعفر عليه السلام عندي مال ، فبعث فأخذ بعضه وترك عندي بعضه ، وقال :
( من جاءك بعدي يطلب ما بقي عندك ، فإنه صاحبك .
فلما مضى عليه السلام أرسل إلي علي ابنه عليه السلام : ابعث إلي بالذي عندك وهو كذا وكذا ، فبعثت إليه ما كان له )[41] .
 
عن داود بن زربي قال : جئت إلى أبي إبراهيم بمال ، قال : فأخذ بعضه وترك بعضه ، فقلت : أصلحك الله لأي شيء تركته عندي ؟
فقال : إن صاحب هذا الأمر يطلبه منك ، فلما جاء نعيه بعث إلي أبو الحسن الرضا عليه السلام ، فسألني ذلك المال ، فدفعته إليه [42].
 
عن محمد بن إسحاق بن عمار قال : قلت لأبي الحسن الأول عليه السلام : ألا تدلني على من آخذ منه ديني ؟
فقال : ( هذا ابني علي : إن أبي أخذ بيدي فأدخلني إلى قبر رسول الله صلى الله عليه وآله وقال : يا بني إن الله قال : إني جاعلك خليفة في الأرض ، وإن الله إذا قال قولا وفي به ) [43].
 
عن الحسن بن موسى قال : كان نشيط وخالد يخدمان أبا الحسن عليه السلام قال : فذكر الحسن عن يحيى بن إبراهيم ، عن نشيط ، عن خالد  الجوان  قال : لما اختلف الناس في أمر أبي الحسن عليه السلام .
قلت لخالد : أما ترى ما قد وقعنا فيه من اختلاف الناس ؟
 فقال لي خالد : قال لي أبو الحسن :
( عهدي إلى ابني علي أكبر ولدي وخيرهم وأفضلهم )[44] .
عن الحسين بن المختار قال :
خرجت إلينا  ألواح من أبي الحسن موسى عليه السلام وهو في الحبس :
( عهدي إلى أكبر ولدي أن يفعل كذا ، وفلان لا تنله شيئا حتى ألقاك أو يقضي الله علي الموت ) [45] .
 
كتاب الإمامة والتبصرة لعلي بن بابوية … عن العباس بن النجاشي الأسدي قال : قلت للرضا عليه السلام : أنت صاحب  هذا الأمر ؟
 قال : إي والله على الأنس والجن [46] .
عن ابن فضال قال : سمعت علي بن جعفر يقول :
كنت عند أخي موسى بن جعفر ، فكان والله حجة في الأرض بعد أبي عليه السلام إذ طلع ابنه علي فقال لي :
 يا علي هذا صاحبك ، وهو مني بمنزلتي من أبي فثبتك الله على دينه .
 فبكيت وقلت في نفسي ، نعى والله إلي نفسه .
 فقال : ( يا علي لابد من أن يمضي مقادير الله فيَّ ، ولي برسول الله أسوة وبأمير المؤمنين وفاطمة والحسن والحسين .
 وكان هذا قبل أن يحمله هارون الرشيد في المرة الثانية بثلاثة أيام ...... تمام الخبر ) [47].
بكر بن صالح قال : قلت لإبراهيم بن أبي الحسن موسى بن جعفر عليهما السلام : ما قولك في أبيك ؟ قال : هو حي .
قلت : فما قولك في أخيك أبي الحسن ؟ قال : ثقة صدوق .
قلت : فانه يقول : إن أباك قد مضى ، قال : هو أعلم وما يقول ، فأعدت عليه فأعاد علي قلت : فأوصى أبوك ؟ 
قال : نعم ، قلت : إلى من أوصى ؟ قال : إلى خمسة منا وجعل عليا عليه السلام المقدم علينا [48]
 
قال أبو عبد الله عليه السلام في حديث طويل :
( يظهر صاحبنا وهو من صلب هذا ، وأومأ بيده إلى موسى بن جعفر عليه السلام ، فيملاها عدلا كما ملئت جوراً وظلما ويصفو له الدنيا ) [49] .
 
 
خلاصة البحث في الإمامة الخاصة
 للإمام الرضا عليه السلام :

يا طيب : نكتفي بهذا القدر من أخبار إمامة الإمام الرضا عليه السلام وسيأتي في كل الأبواب براهين وأدلة علمية وعملية تعرفنا إمامته عليه السلام ، كما وترى كثرة من سلّم للإمام من أصحابه وبكل وجودهم وبأحسن الإيمان وأخلصه ، وبعض منهم تراه لطمع في الدنيا هجر إمامه وغصبه حقه ، وهذه المسألة آفة أهل الدنيا ، ولكن نقلوا أحاديث الإمامة ونصوصها يدرون أو لا يدرون ، ولعله كان بعضهم مسلّم له في باطنه وإن أظهر عدم تسليمه بالظاهر لما كان عليه من الظروف الصعبة التي تحيطهم ، والتي كانت حاكمة في زمن الطغاة ومراقبتهم لهم ، وبعض غرتهم الدنيا والعياذ بالله .

 والإنسان : قد يقر بالإمامة والإمام علماً وليس عنده مال من الإمام أو عنده ، ولكنه عملاً قد لا يقر له لأن الدنيا تلهيه عن العمل بتعاليمه ودينه ، ويتوانى عن معرفة هداه فيقصر في حق وليه ، بل في حق عبادته لله تعالى .

ومجرد العلم بالإمامة : ومعرفة الأئمة المعصومين الصادقين من آل محمد صلى الله عليهم وسلم دون العمل بتعاليم الإمام ، معصية كبرى للإمام ولله تعالى بل بُعد عنه ، ومن لم يظهر الإيمان بالعمل والعلم بالفعل ، لم يكن عنده إيمان حقيقي يشد عزم لإتيان الواجبات ، ويجب على الإنسان الاستغفار من هذه الحالة والإنابة لله تعالى ، لأنه إطاعة الإمام من إطاعة الله تعالى وهي ضرورية لمعرفة الدين الحق ثم تطبيقه ومن لم يمتثل دين الله كله أو هجر بعضه عاصي ، وإن أصر خسر الدنيا والآخرة ، وذلك لأن الله تعالى هو الذي أمر بوجوب إطاعة أئمة الحق وأخذ تعاليمه منهم لعلمه بصدقهم وإخلاصهم له .

 والله تعالى : في كثير من الآيات الكريمة أمر بوجوب طاعة ولي الأمر وأئمة الحق بكل تعاليمه لا معرفتهم فقط ، وإن كان بدون معرفتهم لا دين حق للإنسان ، ولذا كان دينهم دينه وهداهم هداه ، ولذا أعتني بهم ورباهم ورعاهم وعرفهم لنا بكل سبيل ممكن ويساعد الطالب للحق لأن يصل لبغيته في دين الله والإخلاص له في عبوديته .

ولذا كان كل باحث : عن معرف ربه وهداه بصراط مستقيم ، يعرف أنه لابد من أئمة هدى لله تعالى في أرضه ، وقد أختارهم على علم على العالمين ورباهم بيد قدرته لكي يجعلهم أئمة للمؤمنين المخلصين ، ولابد أن يُعرفهم بأنهم ولاة الأمر وخلفاء طهرهم من الرجس وأئمة حق تشهد لهم سيرتهم وكل شيء في الوجود بأنهم أئمة الدين الذين صدقهم الله ورسوله ، وإن من خالفهم ضل عن الهدى فلا عبودية مرضية له عند الله ولا أجر ولا نعيم له .

والله تعالى ورسوله : أوضحا لنا الطريق بكل سبيلا ممكنا من الآيات والروايات وبتأريخ الدين ، كما عرفناهم بسيرتهم المطهرة الطيبة ، وفي إتقان صنع لله لكل شيء دليلا قويا كافيا وبرهانا محكما ، يُعرفنا بحق ضرورة وجود الإمام الصادق في كل زمان ، وبالخصوص لخاتم الأديان وأفضلها ، وهو سبحانه بهداه الحق يريد أن يسعد عباده برضاه الأكبر الذي فيه كل خير وبركه ، وليوصلهم بحق من غير اختلاف لنعيم الدنيا والآخرة ، ولكل سعادة تشرفهم بمعرفة تعاليمه والتوجه له مخلصين له الدين بعبودية مرضية له ، وبأئمة حق صادقين صدقهم الله ورسوله وعرفوهم لنا لكي لا ننحرف عن الدين القيم ، ولنعبده تعالى بهداه الواقعي المرضي له حتى يرفعنا من عالم الدنيا لعالم الملكوت بروح الهدى الصافي في عبادته وذكره ، والذي تطمئن به النفس الخيرة وتأنس به الروح الطيبة ، فتنال نعيم الله وملكه الخالد المعد لعباده الصالحين  .

فيا طيب : كان أمامك هنا أدلة للإمامة الخاصة بالنص على الإمام الرضا عليه السلام لأن الصحيفة مختصة به ، والتفصيل راجع كتب الإمامة المختصة وبالخصوص الغدير والمراجعات وعبقات الأنوار ، وإن كانت تروق لك كتاباتنا فراجع موسوعة صحف الطيبين : صحيفة الإمامة ، وصحيفة الثقلين ، بل وصحيفة ذكر الإمام علي عبادة وصحيفة الإمام الحسين وغيرهن من الصحف كالتوحيد وشرح الأسماء الحسنى فإنه فيها إشارات وأدلة قوية تشير لهذا الباب .

 وبهذه المعرفة المختصرة للإمامة الخاصة للإمام الرضا عليه السلام ، والتسليم لإمامته ولإمامة وولاية آبائه وأبنائه المعصومين ، نعرف أنه واجب علينا أن نأخذ ديننا منهم خالصاً فنعبد به الله تعالى بما يحب ويرضى ، وإن شاء الله نكون بأحسن أمل صادق نرجو به رحمة الله وأحسن اجر بما ننتظر من فضل الله لمن عبده بدين أئمة الحق الذين ارتضاهم ، فنكون معهم إن شاء الله في المحل الرفيع وبأوسع مملكة نحف بأئمة الهدى ، ونكون معهم في كل خير وفضل من القصور والحور وكل الطيبات ، وكل ما تلذ به روح المؤمن ويُفرحه حتى يرضى عن الله ، ويعتقد بكل وجوده إن الله تعالى كرمه بكل شيء في الدنيا والآخرة ، وبالخصوص بتعريف دينه له بأئمة حق صادقين مصدقين .

وأسأل الله تعالى : أن يعرفنا وليه وآله الكرام بحق المعرفة وبكل هداه ، ويرزقنا شفاعتهم ويجعلنا معهم في الدنيا والآخرة ، إنه ولي حميد وصلى الله على نبينا ومحمد وآله الطيبين الطاهرين ، ورحم الله من قال آمين يا رب العالمين .

 
 


[1]تأريخ آل محمد 83 .
[2]الإرشاد ص 285 ، بحار الأنوارج45ص292ب21ح1 .
[3]بحار الأنوارج45ص3ب1ح4 عن كشف الغمة ج 3 ص 90 .
[4]كشف الغمة ج 3 ص 90، بحار الأنوارج45ص3ب1ح3.
[5]عيون أخبار الرضا ص 29 و 30 .   قيل : العجلية فرقتان : الأولى : المغيرية أصحاب المغيرة بن سعيد العجلي ، قالوا :الله عز شأنه على صورة رجل من نور على رأسه تاج ويقولون : الإمام المنتظر زكريا بن محمد بن على بن الحسين بن على عليهم السلام وهو حي مقيم في جبل حاجز . والثانية : المنصورية أصحاب أبى منصور العجلي عزى نفسه إلى الباقر عليه السلام فتبرأ منه وطرد فادعى الإمامة ، وقد زعم أصحابه انه عرج إلى السماء .  قلت : أنظر الحديث التالي إنه هارون بن سعيد العجلي كان من الزيدية . بحار الأنوارج45ص18ب2ح18.
[6]كتاب الغيبة ص 30 ، بحار الأنوارج45ص26ب2ح43.
[7] عيون أخبار الرضا ج 1 ص 32 ، بحار الأنوارج45ص20ب2ح26.
[8]   غيبة الشيخ الطوسي ص 49 . بحار الأنوارج44ص256ب10ح9, انظر في الفضل الآتي تمامه .
[9]عيون أخبار الرضا ج 1 ص 30 ، رجال الكشي ص 404 ، بحار الأنوار ج45ص18ب2ح20 .
[10]غيبة الشيخ ص 30 ، بحار الأنوارج45ص26ب2ح42.
[11]عيون الأخبار ج 1 ص 21، وفي بحار الأنوارج45ص13ب2ح4،عن غيبة الشيخ الطوسي ص 27 ، والكافي ج 1 ص 311 ،والإرشاد ص 285  . 
[12]عيون أخبار الرضا ج 1 ص 22، بحار الأنوارج45ص14ب2ح5. بحار الأنوارج45ص23ب2ح33 ، 32، عن بصائر الدرجات .
[13]بحار الأنوارج45ص23ب2ح31 ، عن بصائر الدرجات .
[14]عيون أخبار الرضا ص 23، بحار الأنوارج45ص14ب2ح7. إرشاد المفيد ص 285 ، الكافي ج 1 ص 312 ، الأنوارج45ص23ب2ح34. البصائر الجزء الخامس ب 10 ح 25 ، بحار الأنوارج45ص28ب2ح48 .
[15]عيون أخبار الرضا ص 23، بحار الأنوارج45ص15ب2ح8.
[16]عيون أخبار الرضا ج 1 ص 30 ، الأنوارج45ص18ب2ح19.
[17]عيون أخبار الرضا ص 30 ، الكافي ج 1 ص 321 ، إرشاد المفيد ص 286 .
.  بحار الأنوارج45ص19ب2ح23. وسيأتي التعليق على الحديث في الباب الآتي .
[18]عيون أخبار الرضا ص 31 ، رجال الكشي ص 383 ، بحار الأنوار ج45ص20ب2ح24.
[19]الكافي ج 1 ص 313 ، الإرشاد ص 286 غيبة الشيخ ص 29 بحار الأنوار ج45ص25ب2ح39.
[20]عيون أخبار الرضا ج 1 ص 31 ، بصائر الدرجات الجزء 3 ب 14 ح 24 ، بحار الأنوار ج45ص20ب2ح25 .
[21]عيون الأخبار ج 1 ص 20 ، بحار الأنوارج45ص13ب2ح2.
[22]عيون أخبار الرضا ص 26، بحار الأنوارج45ص15ب2ح9.
[23] غيبه الشيخ ص 29 ، الكافي ج 1 ص 313 ، الإرشاد ص 286 غيبة الشيخ ص 29،  بحار الأنوارج45ص24ب2ح38.
[24]غيبة الشيخ الطوسي ص 29 و 30 ، بحار الأنوارج45ص25ب2ح41.
[25]براءة : 115 تفسير العياشي ج 2 ص 115. بحار الأنوارج45ص27ب2ح45.
[26]رجال الكشي ص 382 ، بحار الأنوارج45ص27ب2ح46.
[27]قال في البحار : قد سبق بعض النصوص في باب النص على الكاظم عليه السلام وبعضها في باب وصيته عليه السلام . البصائر الجزء الخامس ب 10 ح 25 ، بحار الأنوارج45ص28ب2ح48 .
[28]كشف الغمة 2 : 316 ، إعلام الورى 2 : 64، بحار الأنوارج45ص100ب7ح17.
[29]عيون أخبار الرضا ج 1 ص 22، رجال الكشي ص 398 - طبعة الأعلمي بكربلاء . بيان : ( كسر الأموال ) كناية عن التصرف فيها وبذلها من غير مبالاة ، قال الفيروز آبادي : كسر الرجل قل تعاهده لماله . بحار الأنوارج45ص14ب2ح6.
[30]عيون أخبار الرضا ج 1 ص 23 ـ 26وتراه في الكافي ج 1 ص 316ـ311 ،كتاب الإمامة والتبصرة لعلي بن بابويه بسندهما .
قال محقق البحار بيان : سيأتي تمام الخبر في باب النصوص على الجواد عليه السلام قوله : فهم الأول أي أمير المؤمنين عليه السلام ، ولعل المراد بالرداء الأخلاق الحسنة لاشتمالها على صاحبها كما قال تعالى : الكبرياء ردائي .بحار الأنوار ج45ص11ب2ح1.
[31]عيون أخبار الرضا ص 26،بحار الأنوارج45ص15ب2ح10.
[32]عيون أخبار الرضا ج 1 ص 27، الكافي ج 1 ص 312 ، الإرشاد ص 286، بحار الأنوارج45ص16ب2ح12.
[33]عيون أخبار الرضا ج 1 ص 27 ، بحار الأنوارج45ص15ب2ح11.
[34]عيون الأخبار ج 1 ص 27 و 28 ، بحار الأنوارج45ص16ب2ح13.
[35]عيون أخبار الرضا  ص 28 ، بحار الأنوارج45ص16ب2ح14.
[36]عيون أخبار الرضا ص 28 ، بحار الأنوارج45ص17ب2ح15.
[37]عيون أخبار الرضا ص 28 و 29 ، بحار الأنوارج45ص17ب2ح16.
[38]قال الصدوق رحمه الله : إن علي بن أبي حمزة أنكر ذلك بعد وفاة موسى بن جعفر عليه السلام وحبس المال عن الرضا عليه السلام .
 عيون أخبار الرضا ج 1 ص 29 ،بحار الأنوارج45ص17ب2ح17.
[39]عيون أخبار الرضا  ص 32 و 33 ، مثله إلى قوله والتسليم في غيبة الشيخ ص 27 ، الإرشاد ص 287 ، الكافي ج 1 ص 319 ، بحار الأنوار ج45ص21ب2ح27.
[40]عيون أخبار الرضا ج 1 ص 39 .حفص بن  غياث القاضي : هو أبو عمر حفص بن غياث ابن طلق بن معاوية النخعي قاضى الكوفة ، كان عاميا من أصحاب الباقر والصادق عليهما السلام ، ولى القضاء ببغداد الشرقية لهارون ، ثم ولاه قضاء الكوفة ، ومات بها سنة 194 ، قال النجاشي ص 103 : له كتاب وهو 170 حديث  أو نحوها . 
والذي ينص على عاميته أنه قال في قاموس الرجال ص 364 ج 3 : عنونه الخطيب  وروى أمروه في يتيمة قال لقيمها سل عنه فإن كان رافضيا لم يزوجه . 
[41]عندي عيون أخبار الرضا ج 2 ص 219، بحار الأنوارج45ص23ب2ح30.
[42]الكافي ج 1 ص 313 ، الإرشاد ص 286 غيبة الشيخ ص 29بحار الأنوارج45ص25ب2ح40، رجال الكشي ص 265.
أقول : هذان أسلوبان لنقل الواقعة من الراوي وهكذا كان المخلصون يعرفون إمامهم بكل مجلس وأين ما كانوا .
[43]غيبة الشيخ ص 27 ، الكافي ج 1 ص 312 ، إرشاد المفيد ص 285 ،كتاب الغيبة ص 27 ،  بحار الأنوارج45ص24ب2ح35.
[44]رجال الكشي ص 384 ، بحار الأنوارج45ص27ب2ح47 .
[45]غيبة الشيخ ص 28 ، الإرشاد ص 286 ، الكافي ج 1 ص 313 ، بحار الأنوارج45ص24ب2ح37. عيون الأخبار ج 1 ص 30 ، الأنوار ج45ص18 ب 2 ح21. ص19ب2ح22.
[46]بحار الأنوارج45ص106ب7ح34.
[47]غيبة الشيخ ص 31 ، بحار الأنوارج45ص26ب2ح44.
[48]عيون الأخبار ج 1 ص 39 و 40 ، بحار الأنوارج45ص22ب2ح29.
أقول : عدم جواب أخ الإمام بالنص الصريح لعله كانت يتقيه أو لا يريد أن يشهر أمر الإمام قبل إذنه لكل أحد ، وإن كان يكني له بأنه هو الإمام الصدوق الثقة وصي أبيه عليه السلام ، لأنه عرفت في رواية سابقة أنه لا يتكلم ويشهر أمره على بعد سنوات ، وإن كان معروف عن الخاصة من الأصحاب .
[49]كتاب الغيبة ص 31 ، بحار الأنوارج45ص26ب2ح44. أقول : هذا يدل على استمرار الإمامة إلى يوم القيامة إمام من إمام يأتي بعده حتى إمام زماننا عليهم السلام ، وهو الإمام الرابع من صلب الرضا وهو الإمام الثاني عشر القائم بأمر الله في هذا الزمان عليه السلام وعجل الله فرجه .
 


اللهم أسألك بحق الإمام علي بن موسى الرضا وآله الطيبين الطاهرين اسلك بي صراطهم المستقيم واجعلني معهم في كل هدى ونعيم
خادم علوم آل محمد عليهم السلام
الشيخ حسن جليل حردان الأنباري
موقع موسوعة صحف الطيبين

إلى أعلى مقام في الصفحة نورك الله بنور الإمام الرضا وآله الكرام عليهم السلام


تفضل يا طيب إلى الفهرس العام رزقك الله هدى خبر الأنام وخلصك من الظلام