هداك الله بنور الإسلام حتى تصل لأعلى مقام

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله الطيبين الطاهرين ولعنة الله على أعدائهم إلى يوم الدين
موسوعة صحف الطيبين في  أصول الدين وسيرة المعصومين
صحيفة التوحيد الإلهي / الثانية / للكاملين / شرح الأسماء الحسنى الإلهية

الْقَاهِرُ

النور العاشر

الْقَاهِرُ: هو الآخذ بالغلبة من فوق . و القَهَّارُ صيغة مبالغة من الْقَاهِرُ .

 والله تعالى هو الْقَاهِرُ و القَهَّارُ الحق : وله القهر الحق وحده ولا شريك له فيه قهره ، لأنه في وجوده الغني الواحد الأحد له كل كمال مطلق فهو القادر والعالم والواسع والمحيط الذي قهر وغلب بكمال وجوده الذاتي كل نقص وحاجة وحد وكثرة وعد ، فلا شريك له يمكن أن يحده أو يعده ، لا من داخل لأنه صرف الوجود البسيط الحق الذي لا يتصور له كثرة ، ولا من خارج إذ لا شريك له ولا صاحبة ولا ولد ولا ند ولا غيره في الوجود يفيد شيئا بدون إذنه وقدرته وعلمه سبحانه .

وهو تعالى القاهر فعلا : لأنه وحده الظاهر على كل شيء بالوجود بكماله وبكل نور الأسماء الحسنى الجمالية والجلالية لنفوذ أمره عليه، فهو الغالب الذي توحد بالقدرة وغلب كل ما خلق ، وإرادته نافذة ولا يعجزه شيء يريده ، فهو المحيط بكل شيء علما وقدرة وحده لا شريك له ، وإحاطته إحاطة قهر وغلبه وقدرة نافذة لا يمتنع عليه شيء كونه، وكلا آتية يوم القيامة فردا، والآن تحت حيطته كرها أو طوعا.

 ومن تجلى عليه الله القاهر : بالقهر غلبه ودمره وضيق وجوده وأنقص كماله وسد عليه نعمه .

ومن تجلى له الله القاهر : بالقهر لينصره ، غلب كل شيء في الوجود ، وأظهر المعجزة والكرامة على يده ، وبان عزه ومجده بكل حال له .

فمن تجلي عليه سبحانه بنور حقيقة أسمه القهار والقاهر :

إن كان مؤمن : فهو له لنصر وله القوة والغلبة على عدوه سواء شيطان أو إنسان أو شهوة أو زينة دنيا أو كل ما يبعده عن القرب من الله ، فيكون الله تعالى خير معين وناصر له ، ومثله كنصر نبيه وآله الطيبين الطاهرين على طول الزمان ، حيث بين إن دينه الحق عندهم وهداه الصادق لديهم وأنهم أئمة الحق وولاة أمره ، فكان لهم نصر خاص قاهر على كل أعدائهم ومعانديهم عند كل منصف وطيب ، ولهم نصر وغلبة تامة قاهرة حين ظهور دولتهم في آخر الزمان حين يظهر دينه على الدين كله بالعدل والإحسان ويقهر كل ضلال وكل معاند ويورث الله الأرض لعباده المستضعفين .

 وإن ظهور نور القهار والقاهر : على أئمة وأتباع أعداء الله ورسوله والمؤمنين ، ومن المعاندين وأهل الضلال والشرك والنفاق من المبعدين عن هدى وطاعة الله وحقيقية عبوديته ، يكون يوم القيام بأقوى ظهور واشد عذاب عليهم ، وهذا بالإضافة لدولة الحق لدين الله عند ظهور ولي الله وصاحب الأمر والزمان عجل الله ظهوره في الأرض في أواخر أيامها فيعذبهم ويقتلهم على يده بقدرته القاهرة الغالبة .

 والمؤمن : يتصف بالقاهر عندما لا يعصي الله ويقهر نفسه الأمارة بالسوء وتسويلها المبعد عن الله ، ويقهر وساوس الشيطان وزينة الدنيا المحرمة ، ولا يخنع للظلم ويرفض كل ما يبعده عن الله ، ويقهر شهواته ويجعلها في خدمة الوصول لربه ، ولا يفعل شيء ليس فيه رضا الله تعالى ، ولا يقهر مؤمن ويؤذيه ويغصب حقه ، فيقهره الله ويجعل نعمه التي له عليه نعمة إمهال واستدراج يمتعه الله بها أياما قليله ثم يأخذ أخذ عزيز مقتدر قهار ، بل لا يقهر أحد إلا أن يكون معاند لله وعند الأمر بالمعروف والنهي عن المعصية والجهاد في مواضعه مع المعرفة بحدوده وشروطه وما أوجبه الله .

وأسأل الله القاهر القهار لنا ولكم : أن يقهر كل عدوا لنا سواء نفس أمارة بالسوء أو شيطان مريد أو حاسد وباغي ومؤذي وكل شر وشرير ، وأن يهب لنا برحمة كل نعمة وهدى يرضاه ويجعلنا أن نصرفه في طاعته ونغلب به عدوه وما لا يرضاه ونقهره ، فإنه أرحم الراحمين وهو القاهر العلي القدير ، وصلى الله على نبينا محمد وآله الطيبين الطاهرين ، ورحم الله من قال آمين يا رب العالمين .

 

   

أخوكم في الإيمان بالله ورسوله وبكل ما أوجبه تعالى
خادم علوم آل محمد عليهم السلام
الشيخ حسن جليل حردان الأنباري
موسوعة صحف الطيبين
http://www.alanbare.com

يا طيب إلى أعلى مقام صفح عنا رب الإسلام بحق نبينا وآله عليهم السلام


يا طيب إلى فهرس صحيفة شرح الأسماء الحسنى رزقنا الله نورها