بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله الطيبين الطاهرين ولعنة الله على أعدائهم إلى يوم الدين
موسوعة صحف الطيبين في  أصول الدين وسيرة المعصومين
صحيفة التوحيد الإلهي / الثانية / للكاملين / شرح الأسماء الحسنى الإلهية

الْبَدِيعُ

النور الرابع عشر

الْبَدِيعُ : الخالق من غير مثال سابق ، و يكون فيه معنى الجمال والحسن .

والله تعالى هو البديع الحق :لأنه يخلق ويشع كماله وجماله في الوجود من غير مثال سابق إذ إلا قبل لأحد قبل خلقه حتى يكون خلقه مثله ، ولا يشبه فعله فعل غيره ، وفعله هو أيجاد الكون إذ يقول له كن فيكون لا عن مادة أولية ولا عن أصول أزلية ولا حتى عن مثال سابق ، بل علمه المطلق وقضاءه السابق على كل وجود قضى أن يوجد بهذه الصورة المعينة البديعة ، فجعله محكم التكوين حسن الصورة وجميل المنظر .

 ومن تجلى عليه البديع : أخترع أمورا عن غير مثال وشبيه سابق لكن يغلب عليها أن تكون موادها الأولي موجودة من قبل ، فيبتدع صورتها ويوجدها ولم يسبق عمله أحد في صورته ، ويغلب ظهور الإبداع وقدرة الله الواهبة للإنسان الإبداع هو في عمل الفنانين بإبداعهم صور جميلة وكتاب القصص وفي العلوم واختراعاتها .

 والإبداع الخاص بنينا وآله : هو زهدهم وصفاتهم في ظهور الكمال كله لهم ، فجعلهم أكرم خلق الله هدى وعملا وعلما وسيرة وسلوكا بما لم يسبق أحد بكمالهم ، حتى كانوا قدوه ومثالا حقا لمن يحب أن يتصف بكرامة الله الدائمة ، فيجعله الله مبدعا لما يحب بالجنة ويوفقه لها إذا لم يبتدع ما يخالفهم ، وهذا قمة الإبداع في خلقه.

والمؤمن: بديع حسن في ذاته وصفاته وفعله لأنه في طاعة الله وله من هداه وامتثال أوامره كل جمال ، ولا يبتدع في الدين شيء من عنده لم يأمر الله به ولا يفعل ما لا يريده سبحانه مما أبتدعه أئمة الضلال وأتباعهم ، كما إنه مَن سن سُنة حسنه له كفل وثواب من عمل بها وإن مات ، وكذلك مَن سن سُنة سيئة فله كفلها ووزر وآثام من عمل بها وإن مات ، فلذا يحذر المؤمن القول بدون علم أو عمل بما لا يرضى الله .