هداك الله بنور الإسلام حتى تصل لأعلى مقام

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله الطيبين الطاهرين ولعنة الله على أعدائهم إلى يوم الدين
موسوعة صحف الطيبين في  أصول الدين وسيرة المعصومين
صحيفة التوحيد الإلهي / الثانية / للكاملين / شرح الأسماء الحسنى الإلهية

الظاهر

النور السابع عشر

الظاهر : هو ما يستبين من الأشياء والأمور بوضوح ، والظاهر : هو الذي ظهر في الشيء أو فوقه أو علا عليه . وهو المعروف بوضوح للملتفت لشأنه .

والله تعالى هو الظاهر حقا : وهو الظاهر لا أظهر منه في الوجود ، ونراه في كل شيء في التكوين ويدلنا عليه ، وكل الخلق برهان عليه ، ويوجب الإيمان به على كل منصف يرى عظمة الخالق في خلقه ودقة صنعه وحسن تكوينه ، فكان ظاهرا في كل الآفاق وفي الأنفس وله في كل شيء آية تدل عليه ، ونرى فيه وقبله وبعده عظمته وقدرته وعلمه وخبرته وكثير من حقائق الأسماء الحسنى الظاهرة فيه ، وقد قال تعالى :

{ هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظاهر وَالباطن وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (3) } الحديد .

وقال مولى الموحدين في دعاء الصباح :

يا من دل بذاته على ذاته ، وتنزه عن مجانسة مخلوقاته .

وقال أبنه الإمام الحسين بن علي عليه السلام :

 الهي كيف يستدل عليك ، بما هو في وجوده مفتقر إليك .

أيكون لغيرك من الظهور ما ليس لك ، حتى يكون هو المظهر لك .

متى غبت حتى تحتاج إلى دليل يدل عليك .

ومتى بعدت حتى تكون الآثار هي التي توصل إليك . عميت عين لا تراك عليها رقيباً . وخسرت صفقة عبدٍ لم تجعل له من حبك نصيباً ....

 راجع تمامها هذه المعاني الكريمة في دعاء عرفه .

 فالله تعالى هو الظاهر: لا أظهر منه في وجوده وصفاته وفي أفعاله المحكمة المتقنة الحسنه في التكوين ، بل الظاهر في الهدى المتقن وبالربوبية التامة والقيومية على كل شيء ، فهو الظاهر : على كل شيء بما يناسبه تجليا بالرحمة ، أو ظهور قهر وغلبه ، ولا يظهر ولا يخفى عليه شيء بل هو الظاهر على كل شيء وفي كل شيء وبعده .

وإذا تجلي الله الظاهر على عبد بالتجلي الخاص :

 أظهر كماله : وحسان خصاله وكرمت أفعاله ، فيكون قد :

بلغ العلى بكمالــه     كشف الدجى بجماله

حسنت جميع خصاله      صلــوا عليه وآله

وبان هداه ونعيم الله عليه : وأظهر دينه كما وعد الله نبينا الكريم ، وواعده أن يظهر دينه على الدين كله ، وهو محقق في دولة الله في آخر الزمان حيث يظهر المهدي المنتظر من نسل النبي الكريم وإمام العصر عجل الله فرجه الشريف فيملئ الأرض قسطاً وعدلا كما ملئت ظلماً وجورا ، وهذا متفق عليه في كل الأديان بظهور مصلح آخر الزمان ، فيظهر جمال الأسماء الحسنى بالتمام والكمال لكل العباد قبل يوم القيامة .

ومن الظهور الخاص : تجلي حقيقة الاسم الظاهر في الإمام علي عليه السلام فقد ذكر : إنه كتم : مناقبه وفضائله وخصاله الحسنة وجميل أفعاله ، أعداءه حسدا له ، وأولياءه خوفا ، وظهر من بين الكتمانين ما ملئ الخافقين .

والمؤمن : عارف بأن الله ظاهر عليه بالعلم والقدرة وبكل الأسماء الحسنى ، فيطلب منه بذاته وصفاته وأفعاله أن تظهر عليه لتعزه وتكرمه وتفضله وتهديه ، فلذا على المؤمن أن يستعد ليكون محلا لتجليها وظهورها عليه ، فيظهر بالصلاح والطاعة لرب العالمين ، وبكل عمل خير وعبادة تقربه من لله تعالى ، فيظهر على غيره بإيمانه الراسخ وبحججه القوية وعن دليل محكم وبرهان واضح ، وبمعرفته بدينه وتعاليمه ، ويظهر على أعداء الله بإعداد العدة في القول والفعل والسلاح وكل ما فيه عز لدينه ، ولا يظهر بل ولا يبطن خلافه فيخسر نور نفسه أبدا ، وقد عرفت مسائل الإمهال والاستدراج بظهور النعم على العاصين مؤقتا والعياذ بالله ، وتمام الكلام في الباطن ..

 

   

أخوكم في الإيمان بالله ورسوله وبكل ما أوجبه تعالى
خادم علوم آل محمد عليهم السلام
الشيخ حسن جليل حردان الأنباري
موسوعة صحف الطيبين
http://www.alanbare.com

يا طيب إلى أعلى مقام صفح عنا رب الإسلام بحق نبينا وآله عليهم السلام


يا طيب إلى فهرس صحيفة شرح الأسماء الحسنى رزقنا الله نورها