هداك الله بنور الإسلام حتى تصل لأعلى مقام

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله الطيبين الطاهرين ولعنة الله على أعدائهم إلى يوم الدين
موسوعة صحف الطيبين في  أصول الدين وسيرة المعصومين
صحيفة التوحيد الإلهي / الثانية / للكاملين / شرح الأسماء الحسنى الإلهية

الرَّازِقُ

النور الثاني والثلاثون

 الرازق : أي المعطي للشيء ما يقوم به وجوده .

والله تعالى هو الرازق والرزاق الحق : لأن الله الرب الرحمان الرحيم لما ذرئ الخلق رزقهم ولم يتركهم ، بل قد وسع رزقه بنعم لا تحصى ، ورزق الله لكل شيء بحسبه بعد خلقه سواء رزق مادي أو هدى تكويني أو معنوي بهدى تشريعي يوصل لأحسن غاية ، وكل شيء بعد خلقه رزقه على الله وهو الذي قسم بين خلقه أرزاقهم وأعطاهم ما به صلاحهم سواء ابتداء أو بتهيئة الأسباب أو بطلب بالسعي فهو والمعطي والرازق ، وهو الممد سواء للفاجر والعاصي لأمده ، أو مع التوفيق والنعيم للمؤمن كما عرفت في الرحمان الرحيم ، إلا أنه هنا المعنى أخص لكمال الشيء .

ومن تجلى الله عليه بالرزق الخاص : جعله إمام دين وهدى ونبي ، وكان أفضل رزق الله لنبينا الكريم وآله الطيبين الطاهرين إذ جعلهم أئمة دين وهدى ، ورزقهم الأنفال ونصف الخمس بل الخمس مما يحصل عليه العباد بعد مؤمنة سنتهم ، وهو رزق مفروض بدين الله ويكون طاهرا وليس مثل الزكاة راجع كتب الفقه مبحث الخمس لنسل رسول الله وذريته الطاهرة ، بل الله أعطى لفاطمة فدك وغيرها .

والمؤمن : يطلب من رزق الله الحلال الطيب النافع الدائم دنيا أو آخرة ، فيجعل علومه وصفاته وأخلاقه وما يعطيه الله من الرزق المادي والمعنوي كله في طاعة الله تعالى ، ويرزق منه عباده تفضلاً صدقة أو قرض أو يخرج حقه كصدقة أو زكاته وخمسه ، فينفق مما أعطاه الله من رزقه سواء علم وجاه أو مادة وبدن، ولا يكون برزق الله يعصي الله ويرتكب المحرمات فإنه من يفعل ذلك يلقى آثاما وسيئات وتنقلب عليه نارا ، وإن منع حقها يقطع نعيمها في الآخرة أبدا ويكون في حسرة .

ويا طيب : من أهم كتب الدراسة في الحوزة الدينية وفي مرحلة السطوح المتقدمة هي دروس المكاسب في الفقه ، ويدرسون فيها آداب الكسب وحلاله ومحرماته والبيع والخيارات وغيرها ، كما إن الرسائل العملية للمراجع يتكون الجزء الأول للعبادات العشرة في فروع الدين ، والجزء الثاني في المعاملات والتجارة وهي متعلقة بالرزق وآدابه ، قد عقدت أبواب في كتب الحديث تعرفنا آداب الرزق والتجارة وكل ما يتعلق بالمعاملات وضرورة السعي لطلبه رزق الله بشرط أن لا يؤثر على الواجبات ، وحرمة الجشع ونسيان الحقوق ، وحسن جمال الطلب ، أي السعي بما يكون به المؤمن مع الله ومؤديا لحقوقه وواجباته ، ثم ذكروا عدت أدعية لطلب الرزق ، فراجع كتاب الكافي في الجزء الثاني والخامس أو كتاب وسائل الشيعة وغيرها ، وقد قال الله تعالى :

{ يَا بَنِي آدَمَ خُذُواْ زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ وكُلُواْ وَاشْرَبُواْ وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ (31) قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ الله الَّتِيَ أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالْطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ قُلْ هِي لِلَّذِينَ آمَنُواْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (32) قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَن تُشْرِكُواْ بِالله مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَن تَقُولُواْ عَلَى الله مَا لاَ تَعْلَمُونَ (33)} الأعراف .

إن الآيات الكريم : أعلاه تعرفنا آداب الزينة والآكل ، وتعرف أن رزق الله الطيب هو للمؤمنين والكفار في الدنيا ، وكما عرفت في اسم الله الرحمان وغيره ، وأن رزق الله في الآخرة خالص للمؤمنين في البرزخ ويوم القيامة والجنة ، كما عرفتنا بعض ما حرم الله علينا ، وتوجد كثير من الآيات تعرفنا إن الله هو الرزاق وحده ، ولكن بشرط السعي ويتكامل لسعي ويكون مرضيا إذا كان يراد به الحلال ، وما يكف به المؤمن نفسه حتى يكون في طاعة الله في كل أحوال ، وقد قال الله تعالى :

{ وَمَا مِن دَآبَّةٍ فِي الأَرْضِ إِلاَّ عَلَى الله رِزْقُهَ وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ (6) } هود . و { إِنَّ الله هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ (58) } الذاريات . و{ وَكَأَيِّن مِن دَابَّةٍ لَا تَحْمِلُ رِزْقَهَا الله يَرْزُقُهَا وَإِيَّاكُمْ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (60) وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لَيَقُولُنَّ الله فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ (61) الله يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَاء مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَهُ إِنَّ الله بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (62) } العنكبوت . و{ وَإِذَا أَذَقْنَا النَّاسَ رَحْمَةً فَرِحُوا بِهَا وَإِن تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ إِذَا هُمْ يَقْنَطُونَ (36) أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ الله يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَاء وَيَقْدِرُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (37) فَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ ذَلِكَ خَيْرٌ لِّلَّذِينَ يُرِيدُونَ وَجْهَ الله وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (38) } الروم . { فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا (10) يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَارًا (11) وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارًا (12) } نوح

والآيات الكريمة : أعلاه ، تعرفنا أن الرزق بيد الله الخالق لكل شيء ، وأنه ويبسط الرزق ويقدر حسب ما يستحقه عباده وما يصلحهم ، كما الآيات تعرفنا بعض الحقوق على من رزقهم الله ، وإن الاستغفار موجب للرزق ، وهو بعينه ما ورد بالروايات بأن الذنوب تقطع الرزق إذا كان العبد مؤمنا لينبه الله على خطئه ليرجع له ، كما أن أطول آية في كتاب الله هي في القرض والتجارة وهي الآية 282 في سورة البقرة يعرفنا الله بها كثير من آداب الرزق ، وقد جاء في الروايات :

قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وآله وسلم :

 الْعِبَادَةُ سَبْعُونَ جُزْءاً أَفْضَلُهَا طَلَبُ الْحَلَالِ [9].

وعَنْ فُضَيْلِ بْنِ يَسَارٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ الله عليه السلام قَالَ :

إِذَا كَانَ الرَّجُلُ مُعْسِراً ، فَيَعْمَلُ بِقَدْرِ مَا يَقُوتُ بِهِ نَفْسَهُ وَ أَهْلَهُ ، وَ لَا يَطْلُبُ حَرَاماً ، فَهُوَ كَالْمُجَاهِدِ فِي سَبِيلِ الله [10].

عَنْ عَبْدِ الْأَعْلَى مَوْلَى آلِ سَامٍ قَالَ : اسْتَقْبَلْتُ أَبَا عَبْدِ الله عليه السلام فِي بَعْضِ طُرُقِ الْمَدِينَةِ فِي يَوْمٍ صَائِفٍ شَدِيدِ الْحَرِّ ، فَقُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ : حَالُكَ عِنْدَ الله عَزَّ وَ جَلَّ ، وَ قَرَابَتُكَ مِنْ رَسُولِ الله ، وَ أَنْتَ تُجْهِدُ لِنَفْسِكَ فِي مِثْلِ هَذَا الْيَوْمِ ؟

 فَقَالَ : يَا عَبْدَ الْأَعْلَى خَرَجْتُ فِي طَلَبِ الرِّزْقِ لِأَسْتَغْنِيَ عَنْ مِثْلِكَ .

وعَنْ أَبِي بَصِيرٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ الله عليه السلام يَقُولُ :

إِنِّي لَأَعْمَلُ فِي بَعْضِ ضِيَاعِي حَتَّى أَعْرَقَ .

 وَ إِنَّ لِي مَنْ يَكْفِينِي .

لِيَعْلَمَ الله عَزَّ وَ جَلَّ ، أَنِّي أَطْلُبُ الرِّزْقَ الْحَلَالَ [11].

وعَنْ أَبِي حَمْزَةَ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ الباقر عليه السلام قَالَ : مَنْ طَلَبَ الرِّزْقَ فِي الدُّنْيَا اسْتِعْفَافاً عَنِ النَّاسِ ، وَ تَوْسِيعاً عَلَى أَهْلِهِ ، وَ تَعَطُّفاً عَلَى جَارِهِ ، لَقِيَ الله عَزَّ وَ جَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، وَ وَجْهُهُ مِثْلُ الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ .

وعَنْ هِشَامٍ الصَّيْدَلَانِيِّ قَالَ : قَالَ أَبُو عَبْدِ الله عليه السلام : يَا هِشَامُ إِنْ رَأَيْتَ الصَّفَّيْنِ قَدِ الْتَقَيَا ، فَلَا تَدَعْ طَلَبَ الرِّزْقِ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ .

وعَنْ خَالِدِ بْنِ نَجِيحٍ قَالَ : قَالَ أَبُو عَبْدِ الله عليه السلام : أَقْرِءُوا مَنْ لَقِيتُمْ مِنْ أَصْحَابِكُمُ السَّلَامَ ، وَ قُولُوا لَهُمْ إِنَّ فُلَانَ بْنَ فُلَانٍ يُقْرِئُكُمُ السَّلَامَ ، وَ قُولُوا لَهُمْ عَلَيْكُمْ بِتَقْوَى الله عَزَّ وَ جَلَّ ، وَ مَا يُنَالُ بِهِ مَا عِنْدَ الله ِ،  إِنِّي وَ الله مَا آمُرُكُمْ إِلَّا بِمَا نَأْمُرُ بِهِ أَنْفُسَنَا . فَعَلَيْكُمْ بِالْجِدِّ وَ الِاجْتِهَادِ ، وَ إِذَا صَلَّيْتُمُ الصُّبْحَ وَ انْصَرَفْتُمْ فَبَكِّرُوا فِي طَلَبِ الرِّزْقِ ، وَ اطْلُبُوا الْحَلَالَ ، فَإِنَّ الله عَزَّ وَ جَلَّ سَيَرْزُقُكُمْ وَ يُعِينُكُمْ عَلَيْهِ [12].

َعنْ محمد بْنِ عَمْرٍو عَنْ عَمَّارٍ السَّابَاطِيِّ قَالَ قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ الله عليه السلام : الرَّجُلُ يَتَّجِرُ ، فَإِنْ هُوَ آجَرَ نَفْسَهُ أُعْطِيَ مَا يُصِيبُ فِي تِجَارَتِهِ ؟

 فَقَالَ عليه السلام : لَا يُؤَاجِرْ نَفْسَهُ ، وَ لَكِنْ يَسْتَرْزِقُ الله عَزَّ وَجَلَّ ، وَ يَتَّجِرُ .

 فَإِنَّهُ إِذَا آجَرَ نَفْسَهُ حَظَرَ عَلَى نَفْسِهِ الرِّزْقَ [13].

عَنْ محمد الزَّعْفَرَانِيِّ عَنْ أَبِي عَبْدِ الله عليه السلام قَالَ : مَنْ طَلَبَ التِّجَارَةَ اسْتَغْنَى عَنِ النَّاسِ . قُلْتُ : وَ إِنْ كَانَ مُعِيلًا ؟

 قَالَ : وَ إِنْ كَانَ مُعِيلًا ، إِنَّ تِسْعَةَ أَعْشَارِ الرِّزْقِ فِي التِّجَارَةِ [14].

ويا طيب : مع هذا الحث على طلب الزرق وضرورته ، لكنه لابد أن لا يكون جشعا وحرصا أو يدفع للحرام وتضييع الحقوق ، بل كما جاء عَنْ أَبِي حَمْزَةَ الثُّمَالِيِّ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليه السلام قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وآله وسلم فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ : أَلَا إِنَّ الرُّوحَ الْأَمِينَ نَفَثَ فِي رُوعِي :

 أَنَّهُ لَا تَمُوتُ نَفْسٌ حَتَّى تَسْتَكْمِلَ رِزْقَهَا ، فَاتَّقُوا الله عَزَّ وَ جَلَّ وَ أَجْمِلُوا فِي الطَّلَبِ، وَلا يَحْمِلَنَّكُمُ اسْتِبْطَاءُ شَيْ‏ءٍ مِنَ الرِّزْقِ ، أَنْ تَطْلُبُوهُ بِشَيْ‏ءٍ مِنْ مَعْصِيَةِ الله.

فَإِنَّ الله تَبَارَكَ وَ تعالى : قَسَمَ الْأَرْزَاقَ بَيْنَ خَلْقِهِ حَلَالًا ، وَ لَمْ يَقْسِمْهَا حَرَاماً .

 فَمَنِ اتَّقَى الله عَزَّ وَ جَلَّ وَ صَبَرَ ، أَتَاهُ الله بِرِزْقِهِ مِنْ حِلِّهِ .

 وَ مَنْ هَتَكَ حِجَابَ السِّتْرِ ، وَ عَجَّلَ فَأَخَذَهُ مِنْ غَيْرِ حِلِّهِ .

 قُصَّ بِهِ مِنْ رِزْقِهِ الْحَلَالِ ، وَ حُوسِبَ عَلَيْهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ [15].

 

وهذه ستة عشر خصلة : من الآداب في ما يوجب الفقر لنبتعد عنه ، وفيما يوجب الرزق لنتأدب به  وهي عن سعيد بن علاقة قال : سمعت أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام يقول :

 ترك نسج العنكبوت في البيت يورث الفقر ، و البول في الحمام يورث الفقر ، و الأكل على الجنابة يورث الفقر ، و التخلل بالطرفاء يورث الفقر ، و التمشط من قيام يورث الفقر ، و ترك القمامة في البيت يورث الفقر ، و اليمين الفاجرة تورث الفقر ، و الزنا يورث الفقر ، و إظهار الحرص يورث الفقر ، و النوم بين العشاءين يورث الفقر ، و النوم قبل طلوع الشمس يورث الفقر ، و ترك التقدير في المعيشة يورث الفقر ، و قطيعة الرحم يورث الفقر ، و اعتياد الكذب يورث الفقر ، و كثرة الاستماع إلى الغناء يورث الفقر ، و رد السائل الذكر بالليل يورث الفقر .

ثم قال عليه السلام : أ لا أنبئكم بعد ذلك بما يزيد في الرزق ؟

 قالوا : بلى يا أمير المؤمنين .

فقال عليه السلام : الجمع بين الصلاتين يزيد في الرزق ، و التعقيب بعد الغداة و بعد العصر يزيد في الرزق ، و صلة الرحم تزيد في الرزق ، و كسح الفناء يزيد في الرزق ، و مواساة الأخ في الله عز و جل يزيد في الرزق ، و البكور في طلب الرزق يزيد في الرزق ، و الاستغفار يزيد في الرزق ، و استعمال الأمانة يزيد في الرزق ، و قول الحق يزيد في الرزق ، و إجابة المؤذن يزيد في الرزق ، و ترك الكلام في الخلاء يزيد في الرزق ، و ترك الحرص يزيد في الرزق ، و شكر المنعم يزيد في الرزق ، و اجتناب اليمين الكاذبة يزيد في الرزق ، و الوضوء قبل الطعام يزيد في الرزق ، و أكل ما يسقط من الخوان يزيد في الرزق ، و من سبح الله كل يوم ثلاثين مرة دفع الله عز و جل عنه سبعين نوعا من البلاء أيسرها الفقر  [16].

ويا طيب: هذه بعض الأدعية تساعدنا في طلب الزرق من الله الرازق وتسهله:

عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ عَمَّارٍ قَالَ : سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ الله عليه السلام  أَنْ يُعَلِّمَنِي دُعَاءً لِلرِّزْقِ ، فَعَلَّمَنِي دُعَاءً مَا رَأَيْتُ أَجْلَبَ مِنْهُ لِلرِّزْقِ . قَالَ قُلِ :

 اللهمَّ : ارْزُقْنِي مِنْ فَضْلِكَ الْوَاسِعِ ، الْحَلَالِ الطَّيِّبِ ، رِزْقاً وَاسِعاً حَلَالًا طَيِّباً ، بَلَاغاً لِلدُّنْيَا وَ الْآخِرَةِ ، صَبّاً صَبّاً ، هَنِيئاً مَرِيئاً ، مِنْ غَيْرِ كَدٍّ وَ لَا مَنٍّ مِنْ أَحَدِ خَلْقِكَ ، إِلَّا سَعَةً مِنْ فَضْلِكَ الْوَاسِعِ ، فَإِنَّكَ قُلْتَ وَ سْئَلُوا الله مِنْ فَضْلِهِ .

 فَمِنْ فَضْلِكَ أَسْأَلُ ، وَ مِنْ عَطِيَّتِكَ أَسْأَلُ ، وَ مِنْ يَدِكَ الْمَلْأَى أَسْأَلُ .

وعَنْ أَبِي بَصِيرٍ قَالَ : قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ الله عليه السلام :

 لَقَدِ اسْتَبْطَأْتُ الرِّزْقَ ، فَغَضِبَ ثُمَّ قَالَ لِي ، قُلِ :

اللهمَّ : إِنَّكَ تَكَفَّلْتَ بِرِزْقِي وَ رِزْقِ كُلِّ دَابَّةٍ .

يَا خَيْرَ مَدْعُوٍّ ، وَ يَا خَيْرَ مَنْ أَعْطَى ، وَ يَا خَيْرَ مَنْ سُئِلَ
 وَ يَا أَفْضَلَ مُرْتَجًى ، افْعَلْ بِي كَذَا وَ كَذَا أي تسأل ما تشاء من الزرق وغيره .

وعَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَبْدِ الْخَالِقِ قَالَ أَبْطَأَ رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ عَنْهُ ،  ثُمَّ أَتَاهُ فَقَالَ لَهُ : رَسُولُ الله صلى الله عليه وآله مَا أَبْطَأَ بِكَ عَنَّا ؟ فَقَالَ : السُّقْمُ وَ الْفَقْرُ . فَقَالَ لَهُ : أَ فَلَا أُعَلِّمُكَ دُعَاءً يَذْهَبُ الله عَنْكَ بِالسُّقْمِ وَ الْفَقْرِ ؟

قَالَ : بَلَى يَا رَسُولَ الله ، فَقَالَ قُلْ  :

 لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِالله الْعَلِيِّ الْعَظِيمِ ، تَوَكَّلْتُ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لَا يَمُوتُ ، وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ صَاحِبَةً وَ لَا وَلَداً ، وَ لَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ ، وَ لَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيُّ مِنْ الذُّلِّ ، وَ كَبِّرْهُ تَكْبِيراً .

 قَالَ : فَمَا لَبِثَ أَنْ عَادَ إِلَى النَّبِيِّ فَقَالَ :

 يَا رَسُولَ الله قَدْ أَذْهَبَ الله عَنِّي السُّقْمَ وَ الْفَقْرَ .

وعَنْ زَيْدٍ الشَّحَّامِ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليه السلام قَالَ :

ادْعُ فِي طَلَبِ الرِّزْقِ فِي الْمَكْتُوبَةِ وَ أَنْتَ سَاجِدٌ :

يَا خَيْرَ الْمَسْئُولِينَ ، وَ يَا خَيْرَ الْمُعْطِينَ .

ارْزُقْنِي وَ ارْزُقْ عِيَالِي مِنْ فَضْلِكَ الْوَاسِعِ ، فَإِنَّكَ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ [17].


[9] الكافي ص78ج5 باب الحث على الطلب و التعرض للرزق حديث 6 .

[10] الكافي ج5 ص89 ح3 .

[11] الكافي  ص74ج5ح 3، 15 باب ما يجب من الاقتداء بالأئمة عليهم السلام .

[12] الكافي ص78 ج5 ح5 ، 7 ، 8  باب الحث على الطلب و التعرض للرزق .

[13] الكافي ص90ج5ح3 باب كراهية إجارة الرجل نفسه .

[14] الكافي ص148ج5ح3.

[15] الكافي ص80 ج5ح1 باب الجمال في الطلب .

[16] الخصال ص504ب2ح2.

[17] الكافي ص550ج2ح1 ، 2 ،  3، 4  والأدعية كثيرة تجده في الملحق لمفاتيح الجنان أيضا .

 

   

أخوكم في الإيمان بالله ورسوله وبكل ما أوجبه تعالى
خادم علوم آل محمد عليهم السلام
الشيخ حسن جليل حردان الأنباري
موسوعة صحف الطيبين
http://www.alanbare.com

يا طيب إلى أعلى مقام صفح عنا رب الإسلام بحق نبينا وآله عليهم السلام


يا طيب إلى فهرس صحيفة شرح الأسماء الحسنى رزقنا الله نورها