هداك الله بنور الإسلام حتى تصل لأعلى مقام

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله الطيبين الطاهرين ولعنة الله على أعدائهم إلى يوم الدين
موسوعة صحف الطيبين في  أصول الدين وسيرة المعصومين
صحيفة التوحيد الإلهي / الثانية / للكاملين / شرح الأسماء الحسنى الإلهية : الجزء الثالث 

إشراق يتقدم

كرامة الدعاء والتوسل إلى الله بالأسماء الحسنى

بسم الله العظيم اللطيف الشافي : والحمد له ، وصلى الله على عظماء خلقه :

يا طيب : كنت من سنوات ومن قبل الكتابة في شرح الأسماء الحسنى في الكومبيوتر ، كنت قبل الكتابة في صحف موسوعة صحف الطيبين ، أتلو بعض الأذكار والأدعية راجيا بها فضل الله سبحانه وتعالى وأتزلف لديه ليوفقني لما يحب ويرضى ، وها أن ذا أشارف على كتابة اسم الله العظيم وبعد أن تم الجزأين السابقين من الشرح ، توجهت لتوفيق الله سبحانه، وأنه من يلح على الله بالدعاء ينال ما يصبوا له وما لم يحتسب من فضله العظيم ، ويوصل له خير ما أرد وما له من مصلحة ، وإما ما كان من جملة ما أدعوا به فهو فقرتان مختارتان من دعاء الجوشن أقدمهما قبل الدعاء بذكر الأسماء الحسنى التي هي موضع الشرح ، والفقرتان والأسماء الحسنى هذه :

(42) يا مَنْ فيِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ سَبيلُهُ ،
 يا مَنْ فِي الآفاقِ آياتُهُ ، يا مَنْ فِي الآيات بُرْهانُهُ ،
يا مَنْ فِي الْمَماتِ قُدْرَتُهُ ، يا مَنْ فِي الْقُبُورِ عِبْرَتُهُ ،
 يا مَنْ فِي الْقِيامَةِ مُلْكُهُ ، يا مَنْ فِي الْحِسابِ هَيْبَتُهُ ، يا مَنْ فِي الْميزانِ قَضاؤُهُ ،
 يا مَنْ فِي الجنة ثَوابُهُ ، يا مَنْ فِي النار عِقابُهُ .
(43)
يا مَنْ إليه يَهْرَبُ الْخائِفُونَ ، يا مَنْ إليه يَفْزَعُ الْمُذْنِبُونَ ،
يا مَنْ إليه يَقْصِدُ الْمُنيبُونَ ، يا مَنْ إليه يَرْغَبُ الزّاهِدُونَ ،
 يا مَنْ إليه يَلْجَأُ الْمُتَحَيِّرُونَ ، يا مَنْ بِهِ يَسْتَأْنِسُ الْمُريدُونَ ،
 يا مَنْ بِه يَفْتَخِرُ الُْمحِبُّونَ ، يا مَنْ في عَفْوِهِ يَطْمَعُ الْخاطِئُونَ ،
 يا مَنْ إليه يَسْكُنُ الْمُوقِنُونَ ، يا مَنْ عَلَيْهِ يَتَوَكَّلُ الْمُتَوَكِّلُونَ .

الله

الإله . الْوَاحِدُ . الْأَحَدُ . الصَّمَدُ . الْأَوَّلُ   
الْآخِرُ . السَّمِيعُ . الْبَصِيرُ . الْقَدِيرُ . الْقَاهِرُ   
الْعَلِيُّ . الْأَعْلَى . الْبَاقِي . الْبَدِيعُ . الْبَارِئُ
الْأَكْرَمُ . الظَّاهِرُ . الْبَاطِنُ . الْحَيُّ . الْحَكِيمُ
 الْعَلِيمُ . الْحَلِيمُ . الْحَفِيظُ . الْحَقُّ . الْحَسِيبُ
الْحَمِيدُ . الْحَفِيُّ . الرَّبُّ . الرَّحْمَنُ . الرَّحِيمُ
الذَّارِئُ . الرَّازِقُ . الرَّقِيبُ . الرَّءُوفُ . الرَّائِي
السَّلَامُ . الْمُؤْمِنُ . الْمُهَيْمِنُ . الْعَزِيزُ . الْجَبَّارُ
الْمُتَكَبِّرُ . السَّيِّدُ . السُّبُّوحُ . الشَّهِيدُ . الصَّادِقُ
الصَّانِعُ . الطَّاهِرُ . الْعَدْلُ . الْعَفُوُّ . الْغَفُورُ
الْغَنِيُّ . الْغِيَاثُ . الْفَاطِرُ . الْفَرْدُ . الْفَتَّاحُ
الْفَالِقُ . الْقَدِيمُ . الْمَلِكُ . الْقُدُّوسُ . الْقَوِيُّ
الْقَرِيبُ . الْقَيُّومُ. الْقَابِضُ . الْبَاسِطُ . قَاضِي الْحَاجَاتِ
الْمَجِيدُ . الْمَوْلَى . الْمَنَّانُ . الْمُحِيطُ .الْمُبِينُ
الْمُقِيتُ . الْمُصَوِّرُ . الْكَرِيمُ . الْكَبِيرُ . الْكَافِي
كَاشِفُ الضُّرِّ . الْوَتْرُ . النور . الْوَهَّابُ . النَّاصِرُ
الْوَاسِعُ . الْوَدُودُ . الْهَادِي . الْوَفِيُّ . الْوَكِيلُ
الْوَارِثُ . الْبَرُّ . الْبَاعِثُ . التَّوَّابُ . الْجَلِيلُ
الْجَوَادُ . الْخَبِيرُ . الْخَالِقُ . خَيْرُ النَّاصِرِينَ . الدَّيَّانُ
الشَّكُورُ . العظيم . اللطيف . الشافي
[1].
وأما أثر التوفيق : مما لم أحتسبه بذكر الله بالأسماء الحسنى والذي كان سبب لكتابة هذا الإشراق المتقدم وإن كتب متأخرا ، فهو الذي يعرفنا أهمية ذكر الله والتوسل به بأسماء الحسنى كلها ، وأنه حقا يدخل الجنة لمن يتحقق بنوره ، أو يوفق العبد لما يحب من مطالبه وما يصبوا له كتاجر أو عامل أو كاسب ، أو طالب علم ، فالترنم به كل يوم هو الذي مكنني به الله العظيم من بعض البيان لملكه العظيم وشؤون عظمته المتجلية في الخلق في شرح اسمه العظيم ، وبالإضافة لشرح الأسماء الحسنى كلها .

 فإن يا من في الآفاق آياته ، يا من في الآيات برهانه ، هو معرفة بعض عظمة الكون الأدنى والأعلى وتعريف هداه المشرق من عظماء خلقه ، كما أن من يتيقن بمعرفة حقه بعض شؤون العظيم في الكون والأفاق والأنفس ويؤمن بالموت والحياة ، فيعتبر بالموت ويخاف الحساب ويرجو فضل الله في الجنة ويخاف عقاب النار ، وفضلا عن الراحة العجيبة التي تتحقق بها روح الإنسان ، والاطمئنان الواقعي الذي يسكن له قلب العبد ، والتوكل على الله الذي يشعر به كل طيب في صميم نفسه ، والتوفيق المعنوي للكون مع الله ، حين يلتو ويردد الأسماء الحسنى اللاهية ، سواء فقرات دعاء الجوشن الكبير أو حديث لله تسعة وتسعين أسما من أحصاها دخل الجنة ، فإنه حقا تراه يشعر برعاية الله وقربه منه فيرجوه ويخبت له بقدر سعته ، ويخافه ويهرب إليه ويرجوا فضله ، فيفر من عقاب الله العظيم إلى ثواب الله العظيم اللطيف الشافي .

وسترى يا طيب : بإذن الله العظيم توفيق لم أحتسبه في بيان عظمة نور الله المتجلي من كل أسماءه الحسنى وبلطف شافي في شرح الأسماء الحسنى الباقية هنا ، كما سيكون فيها بالإضافة للتدبر بالكون العظيم والهدى العظيم وشأن أعظم خلق الله في كل مراتب الكون ، شرح لأحوال الإنسان المعظم ، وما له من الثواب العظيم بالطاعات وعند الموت في اسم الله العظيم ، وترى ملكه العظيم ولطف الله به يوم القيامة في شرح اسم الله اللطيف ، ومقامه الذي يشفي الغليل ويقر العين بما له من الملك العظيم اللطيف الشافي في الجنة الذي لا ينغصه شيء في شرح اسم الله الشافي .

وهذا بالإضافة : لما تراه في هذا الجزء من بيان تعريف الأسماء الحسنى الثلاثة : العظيم اللطيف الشافي ، وما لها من التجلي العام والخاص ، وبعض آثار نورها في التكوين العام والإنساني وملك الإنسان المعظم بفضل الله العظيم جعلنا الله منهم في جنة عظيمة لطيفة شافية بأعلى تجلي للأسماء الحسنى ، وأبعدنا الله ممن خسر نورها .

والآن يا أخي المؤمن : هذا شرح لما وفقني الله وهداني ، وآنسني وأواني ، لكي أشرح ذكره العلي العظيم تبارك وتعالى ، وأسأله أن يجعله لطيف الأسلوب في البيان ، شافي قوي العبارة سهل المنال في ما أقدمه من الدليل والبرهان ، عظيم المطالب كريم المناهل لما يصرح به من الإعلان ، ويرينا حتى اليقين شؤون تجلي الأسماء الحسنى لله المنان ، إنه ولي التوفيق بما يحب ويرضى وهو ربنا العظيم اللطيف الشافي الرحمان .

 وأسأل الله العظيم اللطيف الشافي : أن يجعلني وإياكم على الحق من ذكره وطلب فضله بكل نور أسماءه الحسنى ، وبأعلى عظمة ولطف شافي ، حتى يجعلني وإياكم مع عظماء خلقه صلى الله عليهم وسلم في أعلى وأعظم وألطف مراتب الكرامة الشافية ، بحق أسماءه الحسنى كلها وبحق من تحقق بها بأعظم لطف شافي ، إنه ولي التوفيق وهو أرحم الراحمين  ، ورحم الله من قال آمين يا رب العالمين .

 

[1] التوحيد ص194ب29ح 8 . الخصال ج2ص593ح4 . بحار الأنوار ج4ص186ب3ح1. عدة الداعي ص 318. ذكر الصَّدُوقُ فِي كِتَابِ التَّوْحِيدِ : بالإسناد عَنِ الإمام  الصَّادِقِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ عَنْ أَبِيهِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ عَنْ أَبِيهِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ عَنْ أَبِيهِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ عليهم السلام قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وآله وسلم إِنَّ لِلَّهِ تَبَارَكَ وَ تعالى تِسْعَةً وَ تِسْعِينَ اسْماً ، مِائَةً إِلَّا وَاحِداً مَنْ أَحْصَاهَا دَخَلَ الجنة ، وَ هِيَ :   ـ وقد عرفت الأسماء الحسنى  أعلاه ـ وأقول :

أسألك يا الله بأسمائك الحسنى كلها ، وبحق من أظهرتهم بأتم نورها ، وحققتهم بكل وجودهم بجمالها فطيبتهم وطهرتهم بفضلك وكرمك حتى جعلتهم محلا ومجلى لها ، أن تجعلني ومن يقرأها معهم في الدنيا والآخرة في أتم النور متنعمين ، برحمتك يا أرحم الراحمين ، ورحم الله من قال آمين يا رب العالمين .

 

 

   

أخوكم في الإيمان بالله ورسوله وبكل ما أوجبه تعالى
خادم علوم آل محمد عليهم السلام
الشيخ حسن جليل حردان الأنباري
موسوعة صحف الطيبين
http://www.msn313.com

يا طيب إلى أعلى مقام صفح عنا رب الإسلام بحق نبينا وآله عليهم السلام


يا طيب إلى فهرس صحيفة شرح الأسماء الحسنى رزقنا الله نورها