كما يمكن تغيير لون الخلفية والنص ليلي أو نهاري أو غيره من لوحة التحكم
صحيفة أذكار الله تعالى والأدعية المختصرة
فهرس المحتويات
تقديم : غرض برنامج ذكر الله :2
أولا : مقدمات الذكر وأهميته :6
ثانيا : أهم الأذكار المفردة لله :15
ثالثا : بسم الله الرحمن الرحيم :22
رابعا : ذكر الله بالأسماء الحسنى :27
خامسا : ذكر التسبيحات الأربعة :34
ثامنا : الصلاة على النبي وآله :69
تاسعا : تسبيح فاطمة وتراب كربلاء:77
عاشرا خاتمة في معارف برنامج ذكر الله. 83
تقديم : غرض برنامج ذكر الله :
بسم الله الرحمن الرحيم : والحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على نبينا الأكرم محمد وآله الطيبين الطاهرين .
يا طيب : نرحب بكم في موسوعة صحف الطيبين ، وأسأل الله الرحمن الرحيم العلي العظيم العزيز الكريم الطيف الشافي وخير الناصرين قاضي الحاجات والمولى المنان ، أن يجعل صحفها تروق لكم ، ومنظرها يحلى في أعينكم ، ويجعل كل ما فيها ذخرا لنا ولكم .
ويا طيب: إن موسوعة صحف الطيبين:
موسوعة علمية : في معارف أصول الدين التوحيد والعدل والنبوة والإمامة والمعاد ، وما يخص شؤون الظهور والتجلي الرباني ، في المعصومين الأربعة عشر عليهم السلام وسيرتهم وتعاليمهم ، وكثير من المقالات والبحوث في معارف الهدى الحق والشعر الشعبي الإيماني وشرحه ، ففيها كل ما يفرح الطيبين ، وتقر به عيون الخيرين ، وتسكن له قلوب المؤمنين ، كيف لا وهي تصب في معارف هدى رب العالمين المقتبس من كتابه المجيد المبين ، والذي شرحه وعرف معارفه نبينا وآله الأكرمين صلى الله عليهم وسلم أجمعين وعلى من تبعهم بحق فأخلص لله الدين.
وإن صحيفة برنامج ذكر الله تعالى : صحيفة مختصرة ، فيها أهم الأذكار والتسبيح والدعاء المختصر جدا وبعض آدابه وفضله وثوابه، والذي يصلح كورد يردد بأنس دائم وفي كل وقت وفي أي مكان ومجال ، وغرضها أن توصل أهم ما يحبب المؤمنين بالله علما وعملا حتى يحبه الله ، وبالخصوص بما شرفنا من معرفته وتسبيحه بكرة وأصيلا ، وذكره ذكرا كثيرا جميلا ، فتجعل العامل بمحتواها ، فرحا بتسبيح الله ، ومأنوسا بذكر الله اللطيف المنان والرؤوف الرحمن ، والذي بذكره تطمئن القلوب ، وتتنعم النفوس الطيبة بالتوجه لله المحبوب ، وكل من أحبه الله وأمر بحبه وبالخصوص حبيبه الأكرم نبينا محمد وآله الطيبين الطاهرين ، فنصلي ونسلم عليهم ونشكر لهم إخلاصهم لله ، ونعترف بما فضلهم وكرمهم الله به ، ونطلب منه أن يجعلنا معهم في الدارين علما وعملا ونعيما من الآن إلى جنة النعيم ، وبهذا نعرف نعمة الله عليهم وعلينا إذ هدانا بهم .
ثم أرجو منك يا طيب : أن تعمل بما فيها من الذكر والتسبيح وتجعل أقرب ما يرق له قلبك وردا لك أو تبدل بينها حسب حالات الروح وحنينها لفاطرها وهاديها ، وتأنس بتكرار وترديد الذكر والتسبيح والصلاة والدعاء فيها أو قسما منه أو فقرة ، وأسأل الله سبحانه التوفيق لنا جميعا في التعلم والعمل بما حببه الله فضلا عما أوجبه ، والفرح بذكره حتى الاطمئنان ، والسكينة بتسبيحة حتى اليقين بأنه لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا ، والحمد والشكر لله على كل ما وفق له من ذكره وأنعم علينا من نعمه ، وأهمها الهداية والتوجه له مخلصين له الدين .
وأسألك الدعاء والزيارة : وأنا الفقير إلى الله الغني الحميد خادم علوم آل محمد عليهم السلام الشيخ حسن جليل الأنباري موسوعة صحف الطيبين .
ثواب ذكر الله سبحانه
يا طيب : لمعرفة أهمية تسبيح الله وذكره على كل حال راجع صحيفة الطيبين ، وسنضع صحيفة ذكر وتسبيح الله إن شاء الله كاملة ومفصلة لفضل ما ذكر نصه هنا فقط وما أجمل من ثوابه ، وأعلم إن كل عشرة تسبيحات بالتسبيحات الأربعة ، نصف دقيقة ، ومائة مرة الصلاة على النبي ثلاث دقائق ، وهكذا دقيقة أو أقل أو أكثر لتسبيح فاطمة الزهراء عليها السلام كاملا ، واحسب وقت باقي التسبيحات والأذكار بنفسك ، وخذ لكل تسبيح دقائق يمكن أن تجعلها في سبيل الله وبها ترتاح الروح وتطمئن النفس، فتحصل على حسنات كثيرة وثوابا عظيما ، ينفعنا دنيا وآخرة وبه نرتاح ويطهر ويطيب وجودنا ، وإليكم يا طيب :
أولا : مقدمات الذكر وأهميته :
يا طيب قد جاء : عن كميل قال : قال أمير المؤمنين عليه السلام :
إِنَّ اللِّسَانَ : يَنْزَحُ مِنَ الْقَلْبِ .
وَ الْقَلْبُ : يَقُومُ بِالْغِذَاءِ ، فَانْظُرْ فِيمَا تُغَذِّي قَلْبَكَ وَ جِسْمَكَ .
فَإِنْ لَمْ يَكُنْ ذَلِكَ حَلَالًا ، لَمْ يَقْبَلِ اللَّهُ تَعَالَى تَسْبِيحَكَ وَ لَا شُكْرَكَ .
وعن الإمام الصادق جعفر بن محمد عن آبائه عليهم السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :
مَنْ بَاتَ : كَالًّا مِنْ طَلَبِ الْحَلَالِ ، بَاتَ مَغْفُوراً لَهُ .
وقال رسول الله صل الله عليه وآله وسلم :
العبادة سبعون جزءا و أفضلها جزءا طلب الحلال .
وعن الحسن البزاز قال قال لي أبو عبد الله عليه السلام :
أَ لَا أُخْبِرُكَ : بِأَشَدِّ مَا فَرَضَ اللَّهُ عَلَى خَلْقِهِ ؟ ثَلَاثٌ . قُلْتُ : بَلَى .
قَالَ : إِنْصَافُ النَّاسِ مِنْ نَفْسِكَ ، وَ مُوَاسَاتُكَ أَخَاكَ .
وَ ذِكْرُ اللَّهِ فِي كُلِّ مَوْطِنٍ ؟!
أَمَا إِنِّي : لَا أَقُولُ سُبْحَانَ اللَّهِ ،َ الْحَمْدُ لِلَّهِ ، وَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ، وَ اللَّهُ أَكْبَرُ ، وَ إِنْ كَانَ هَذَا مِنْ ذَاكَ .
وَ لَكِنْ : ذِكْرُ اللَّهِ جَلَّ وَ عَزَّ فِي كُلِّ مَوْطِنٍ .
إِذَا هَجَمْتَ : عَلَى طَاعَةٍ ، أَوْ عَلَى مَعْصِيَةٍ .
و قال لإمام الكاظم عليه السلام :
اجتهدوا في أن يكون زمانكم أربع ساعات :
ساعة : لمناجاة الله .
و ساعة : لأمر المعاش .
و ساعة : لمعاشرة الإخوان و الثقات ، الذين يعرفونكم عيوبكم و يخلصون لكم في الباطن .
و ساعة : تخلون فيها للذاتكم في غير محرم ، و بهذه الساعة تقدرون على الثلاث ساعات .
لا تحدثوا : أنفسكم بفقر و لا بطول عمر ؛ فإنه من حدث نفسه بالفقر بخل ، و من حدثها بطول العمر يحرص .
أجعلوا لأنفسكم : حظا من الدنيا بإعطائها ما تشتهي من الحلال و ما لا يثلم المروة و ما لا سرف فيه .
و استعينوا بذلك : على أمور الدين .
فإنه روي :
ليس منا : من ترك دنياه لدينه ، أو ترك دينه لدنياه .
وعن الإمام الرضا : علي بن موسى عن أبيه موسى بن جعفر عن أبيه جعفر بن محمد عن أبيه محمد بن علي عن أبيه علي بن الحسين عن أبيه الحسين ، عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه و آله يقول :
طلب العلم : فريضة على كل مسلم .
فاطلبوا العلم : في مظانه ، و اقتبسوه من أهله .
فإن تعلمه لله : حسنة ، و طلبه عبادة ، و المذاكرة فيه تسبيح ، و العمل به جهاد ، و تعليمه من لا يعلمه صدقة .
و بذله لأهله : قربة إلى الله تعالى .
لأنه : معالم الحلال و الحرام ، و منار سبل الجنة ، و المؤنس في الوحشة ، و الصاحب في الغربة و الوحدة ، و المحدث في الخلوة ، و الدليل في السراء و الضراء ، و السلاح على الأعداء ، و الزين عند الأخلاء .
يرفع الله به : أقواما فيجعلهم في الخير قادة ، تقتبس آثارهم ، و يهتدى بفعالهم ، و ينتهى إلى آرائهم ، ترغب الملائكة في خلتهم ، و بأجنحتها تمسهم ، و في صلاتها تبارك عليهم ، يستغفر لهم كل رطب و يابس حتى حيتان البحر و هوامه ، و سباع البر و أنعامه .
إن العلم : حياة القلوب من الجهل ، و ضياء الأبصار من الظلمة ، و قوة الأبدان من الضعف ، يبلغ بالعبد منازل الأخيار ، و مجالس الأبرار ، و الدرجات العلى في الدنيا و الآخرة ، الذكر فيه يعدل بالصيام ، و مدارسته بالقيام ، به يطاع الرب و يعبد ، و به توصل الأرحام ، و يعرف الحلال من الحرام .
العلم إمام العمل و العمل تابعه ، يلهم به السعداء و يحرمه الأشقياء ، فطوبى لمن لم يحرمه الله منه حظه .
و قال الإمام الصادق عليه السلام :
من رعى : قلبه عن الغفلة ، و نفسه عن الشهوة ، و عقله عن الجهل ، فقد دخل في ديوان المتنبهين .
ثم من رعى : علمه عن الهوى ، و دينه عن البدعة ، و ماله عن الحرام ، فهو من جملة الصالحين .
وقال رسول الله : طلب العلم فريضة على كل مسلم و مسلمة .
و هو علم الأنفس : فيجب أن يكون نفس المؤمن على كل حال في شكر أو عذر ، على معنى إن قبل ففضل و إن رد فعدل .
وقال الإمام الصادق عليه السلام : في كل نفس من أنفاسك شكر لازم لك ، بل ألف أو أكثر ، و أدنى الشكر رؤية النعمة من الله تعالى ، من غير علة يتعلق القلب بها دون الله عز و جل ، و الرضا بما أعطى ، و أن لا تعصيه بنعمته و تخالفه بشيء من أمره و نهيه بسبب نعمته .
فكن لله : عبدا شاكرا على كل حال ، تجد الله ربا كريما على كل حال .
وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :
الدنيا ساعة : فاجعلها طاعة .
وقال أمير المؤمنين عليه السلام :
إن عمرك : عدد أنفاسك ، و عليها رقيب يحصيها .
إن أنفاسك : أجزاء عمرك ، فلا تفنها إلا في طاعة تزلفك .
يا طيب : تزلفك أي ( تقربك لله ) سواء طلب علم أو عمل تكسب به الحلال لتستعين به على طاعة الله سبحانه ، وذلك بأداء الواجبات والانتهاء عن المحرمات ، و مع تسبيح الله وذكره في النفس : ودون الجهر من القول ، وعدم الغفلة عن التوجه له تضرعا وخفية ، ورجاء وخيفة ، وتعظيما وحبا .
وذلك بالكون : في ما يقويك على طاعته سبحانه ، كما وإن مقدمات الواجب واجبة ومقدمات الحرام حرام ، ولكل واجب ثواب وأحسنه كما عرفت طلب الحلال وما يمكنك من تسبيح الله وذكره ، وهذا برنامج كريم بين يديك ، وهو برنامج مختصر في أهم ما يذكر به الله سبحانه ، فأختر أحد فقراته وردا لك تكثر ترديدها وتعيد ذكرها ، ولمعرفة المزيد عن حق المؤمن وحقوقه وثوابه راجع صحيفة الطيبين وكذا لمعرفة فضائل التسبيح والذكر لله سبحانه على كل حال .
ويا طيب : ذَكّر ببرنامج ذكر الله وتسبيحه اخوانك المؤمنين وأحبائك الطيبين ورغبهم به ، فإنه من دل على خير كفاعله ، وقد جاء : عن علي بن أبي حمزة قال : سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول:
شِيعَتُنَا : الرُّحَمَاءُ بَيْنَهُمُ .
الَّذِينَ : إِذَا خَلَوْا ذَكَرُوا اللَّهَ .
إِنَّ ذِكْرَنَا : مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ ، إِنَّا إِذَا ذُكِرْنَا ذُكِرَ اللَّهُ .
وَ إِذَا ذُكِرَ عَدُوُّنَا ذُكِرَ الشَّيْطَانُ .
الكافي ص186ج2ح1 .
وذلك يا طيب : لأن ذكرهم يعرف بدين الله ، وسيرتهم هي تطبيق علمي وعمل لهدى الله الخالص ، فيكون من تسبيح الله وذكره ومعرفة لدينه ونعيمه ، وعدوهم مدحه مدح لضلاله ولأئمة الكفر أو لتابع لهم ، وهو من ذكر الشيطان ومبعد عن الله سبحانه .
وعن عيسى بن أبي منصور قال : سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول :
نَفَسُ : الْمَهْمُومِ لَنَا ، الْمُغْتَمِّ لِظُلْمِنَا ، تَسْبِيحٌ .
وَ هَمُّهُ : لِأَمْرِنَا ، عِبَادَةٌ .
وَ كِتْمَانُهُ : لِسِرِّنَا ، جِهَادٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ .
قال لي محمد بن سعيد : اكتب هذا بالذهب فما كتبت شيئا أحسن منه.
الكافي ص226ج2ح16.
وقال أمير المؤمنين عليه السلام :
احذروا : السفلة ، فإن السفلة لا تخاف الله عز و جل ، لأن فيهم قتلة الأنبياء ، و فيهم أعداؤنا .
إن الله تبارك و تعالى :
اطلع على الأرض فاختارنا ، و اختار لنا شيعة ينصرونا ، و يفرحون لفرحنا ، و يحزنون لحزننا ، و يبذلون أموالهم و أنفسهم فينا و إلينا .
و ما من الشيعة : عبد يقارف أمرا نهيناه عنه فلا يموت حتى يبتلى ببلية تمحص فيها ذنوبه ، إما في ماله أو ولده أو في نفسه حتى يلقى الله و ما له ذنب ، و إنه ليبقى عليه الشيء من ذنوبه فيشدد عليه عند موته .
و الميت من شيعتنا : صديق شهيد ، صدق بأمرنا .
و أحب فينا : و أبغض فينا ، يريد بذلك الله عز و جل ، مؤمن بالله و برسله ، قال الله عز و جل { وَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَ رُسُلِهِ
أُولئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ وَ الشُّهَداءُ عِنْدَ رَبِّهِمْ لَهُمْ أَجْرُهُمْ وَ نُورُهُمْ }.
تأويل الآيات الظاهرة ص641 .
ويا طيب : لمعرفة المزيد عن حقائق النور فينا ، وذكر أهل البيت ونورهم في الوجود راجع صحيفة ذكر علي عليه السلام عبادة ، وراجع صحيفة نور الإمام الحسين عليه السلام ، بل وراجع صحيفة شرح الأسماء الحسنى وبالخصوص الاسم الحسن ألله والعظيم والنور بل كل الأسماء ، وصحيفة سادة الوجود ، ولمعرفة حقائق الأحاديث وتتمتها والحساب والحقوق وتصفية الذنوب راجع صحيفة الطيبين وصحيفة المعاد .
والمؤمن وكل عاقل : لا يحب أن يعاقبه الله بأمراض وتضييق معيشة وما ينغص الحياة ويعكر صفوها بسبب عقاب الذنوب ، لأنه إن كان مؤمن حقا يمرض ويرى مصائب لتصفى ذنوبه في الدنيا ولا يصيبه عذاب الآخرة ، وإن بعض الذنوب قد لا تصفى حتى في البرزخ فضلا عن القبر ، بل قد تلاحق المؤمن حتى يوم القيامة ، فيقف مع المجرمين والمنافقين ناكس الرأس ، وذلك بسبب بعض الشهوات التي لم يتوقاها ، أو لم يتب منها بحق ، ولم يسعى بالخروج من حقوقها حتى تأتيه الشفاعة في أخر موقف من مواقف القيامة ، وهو واقف مع ظالمي أنفسهم .
ولذا الإيمان : والكون شيعيا حقا ، لا يساعد على ارتكاب الذنوب بل يخوف منها ومن أمراضها ومصائبها في الدنيا قبل الآخرة ، وما ذكرنا قسم من الأحاديث التي تبين حال المؤمن المذنب في الدنيا ، فلذا على المؤمن أن يسعى بجد لأن يكون مع نبينا وآله وعلى صراطهم المستقيم الذي يهدي للنعيم في الدنيا والآخرة من الآن ، وبكل طاعة مخلصة وتسبيح وذكر لله المستمر ، ليتجنب الغفلة ويكون المن الذاكرين ، وليبتعد عن الذنوب ويكون من التائبين المنيبين .
بل ليصبح شيعيا : حقيقا ، أي من الذاكرين الشاكرين الحامدين المسبحين ، وهذا لا يكون إلا لمقتدي بكل شيء من تصرف وسلوك وخُلق وعلم وعمل نبينا محمد وآله الطيبين الطاهرين ، ولذا الله لإخلاصهم صلى عليهم هو وملائكة وأمرنا بالصلاة عليهم ، فصلي عليهم يا طيب وأقتدي بهم سواء بمعرفة تعاليمهم أو أحوالهم في التسبيح والذكر الدائم في كل أحوالهم ، لتنجو وتدخل رضا الله ونعيم الله سبحانه الأبدي جعلنا الله وإياكم معهم .
ثانيا : أهم الأذكار المفردة لله :
يا طيب : تسبيح الله الناطق هو كل أنواع الذكر من تلاوة كتاب الله ، حتى الأدعية كلها بكل أنواعها ، بل تلحق بها زيارة أئمة الحق لأنه نعرف بها فضل الله النازل ونعيمه المتحقق فعلا في التكوين ، نوره الواقعي حقا في الوجود ، فنعرف محل هداه ونعيمه الأبدي الصادق ، فنرغب بالتحقق به كما أخلصوا به ، سواء سيرتهم العلمية أو العملية .
وهنا يا طيب : نختار من الذكر لله تعالى بجمل مفردة ، وفقرات قصيرة يمكن حفظها و تكرارها والتوسل به باللهج بها ، وترديدها في كل وقت وأعادتها نطقا في مكان بدون احتياج لكتاب أو النظر لجوال أو غيره ، لأنها سهلة الحفظ ، ولها آثار كريمة كبيرة جليلة ، قد تساوي أطول الأدعية ثوابا وفضلا ، وهي مفيدة في كل مكان حتى حين طلب العلم أو العمل أو في السوق أو الجلوس منفردا أو ماشيا ، بل حتى مجتمعا مع الأحبة والأصدقاء ، وأهمها :
وخير كلام يسبح به الله ويذكر ويدعى مكررا هو ما :
قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ : وَ لِلَّهِ الْأَسْماءُ الْحُسْنى فَادْعُوهُ بِها . وسيأتي قسما منها والتنبيه لأهمها ومحلها .
وأما أهم الأذكار المختصرة فهي :
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ .
الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ .
سُـبْـحَـانَ اللَّهِ وَ الْـحـَمْـدُ لِلَّهِ وَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَ اللَّهُ أَكْـبَـرُ .
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ .
حَسْبِيَ اللَّهُ وَ نِعْمَ الْوَكِيلُ .
أُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ .
مَا شَاءَ اللَّهُ .
لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ .
لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ .
الْحَمْدُ لِلَّهِ .
الشُّكْرُ لِلَّهِ .
سُبْحَانَ اللَّهِ .
أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ .
أَتُوبُ إِلَى اللَّهِ.
أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ وَ أَتُوبُ إِلَيْهِ .
بِاللَّهِ اعْتَصَمْتُ : وَ بِاللَّهِ أَثِقُ ، وَ عَلَى اللَّهِ أَتَوَكَّلُ .
اللَّهُمَّ إِنِّي : أَعُوذُ بِكَ مِنْ دُنْيَا تَمْنَعُ خَيْرَ الْآخِرَةِ .
إِنَّا لِلَّهِ وَ إِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ .
حَسْبِيَ اللَّهُ . تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ . لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ .
اعْتَصَمْتُ بِاللَّهِ . لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ الْعَلِيِّ الْعَظِيمِ .
أَسْأَلُ اللَّهَ الْجَنَّةَ وَ أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنَ النَّارِ .
أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ .
أسأل الله العافية أعوذ بالله من كل شر .
اللَّهُمَّ إِنِّي : أَسْأَلُكَ الْعَفْوَ وَ الْعَافِيَةَ وَ الْمُعَافَاةَ فِي الدُّنْيَا وَ الْآخِرَةِ .
اللَّهُمَّ إِنِّي : أَسْأَلُكَ الْعَافِيَةَ ، وَ الشُّكْرَ عَلَى الْعَافِيَةِ.
اللَّهُمَّ إِنِّي : أَسْأَلُكَ الْعَافِيَةَ ، وَ تَمَامَ الْعَافِيَةِ ، وَ الشُّكْرَ عَلَى الْعَافِيَةِ ، يَا وَلِيَّ الْعَافِيَةِ .
اللَّهُمَّ إِنِّي : أَسْأَلُكَ الْعَافِيَةَ ، وَ دَوَامَ الْعَافِيَةِ ، وَ شُكْرَ الْعَافِيَةِ ، وَ الْمُعَافَاةَ فِي الدُّنْيَا وَ الْآخِرَةِ مِنْ كُلِّ سُوءٍ .
اللهم : أغنني بحلالك عن حرامك ، وأغنني بفضلك عمن سواك.
وكل فقرة كانت تسبيح وذكرا خاصا لله ، أو تذكر الجمل الآتية :
وتذكر : ما استطعت الأحاديث الآتية نصا أو معنى وتذكر نفسك بها :
يَا مَنِ اسْمُهُ دَوَاءٌ : وَ ذِكْرُهُ شِفَاءٌ ، وَ طَاعَتُهُ غِنًى ، ارْحَمْ مَنْ رَأْسُ مَالِهِ الرَّجَاءُ ، وَ سِلَاحُهُ الدُّعَاءُ .
ويا طيب : أحفظ واحدة من الأذكار الآتية ، ليكون إيمانك مستقر ، ذو صراط مستقيم وهدى المنعم عليهم الحق القويم ، فإنهم الدليل على الله والسبيل إليه ، ولا يمكن معرفة أحكام الله وتعاليمه وهداه وصراطه إلا منهم ، ولذا يجب أن تتعلم واحد من الأذكار الآتية :
أَشْهَدُ أَنْ : لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ ، وَ أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَ رَسُولُهُ ، وَ أَنَّ عَلِيّاً أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ وَ الْأَئِمَّةَ مِنْ وُلْدِهِ أَئِمَّةٌ أَتَوَلَّاهُمْ ، وَ أَبْرَأُ مِنْ أَعْدَائِهِمُ .
اللَّهُمَّ : صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَتَقَبَّلْ شَفَاعَتَهُ فِي أُمَّتِهِ وَ صَلِّ عَلَى أَهْلِ بَيْتِهِ ، اللهم إني رضيت بهم أئمة وسادة وقادة ، اللهم : اجعلهم أئمتي و قادتي في الدنيا و الآخرة .
اللهم : أدخلني في كل خير أدخلت فيه محمدا وآل محمد و أخرجني من كل سوء ، أخرجت منه محمدا و آل محمد في الدنيا و الآخرة ، وفي كل شدة و رخاء ، و في كل عافية و بلاء ، و في المشاهد كلها ، و لا تفرق بيني و بينهم طرفة عين أبدا ، و لا أقل من ذلك و لا أكثر ، فإني بذلك راض يا رب .
وَقَالَ الإمام عليه السلام : إِذَا انْصَرَفْتَ مِنْ صَلَاةٍ مَكْتُوبَةٍ فَقُلْ :
رَضِيتُ : بِاللَّهِ رَبّاً ، وَ بِالْإِسْلَامِ دِيناً ، وَ بِالْقُرْآنِ كِتَاباً ، وَ بِمُحَمَّدٍ نَبِيّاً . وَ بِعَلِيٍّ وَلِيّاً ، وَ الْحَسَنِ وَ الْحُسَيْنِ ، وَ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ ، وَ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ . وَ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ ، وَ مُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ ، وَ عَلِيِّ بْنِ مُوسَى ، وَ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ . وَعَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ ، وَ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ ، وَالْحُجَّةِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ ، أَئِمَّةً .
اللَّهُمَّ : وَلِيَّكَ الْحُجَّةَ : فَاحْفَظْهُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ ، وَ مِنْ خَلْفِهِ ، وَ عَنْ يَمِينِهِ . وَ عَنْ شِمَالِهِ ، وَ مِنْ فَوْقِهِ ، وَ مِنْ تَحْتِهِ ، وَ امْدُدْ لَهُ فِي عُمُرِهِ . وَ اجْعَلْهُ الْقَائِمَ بِأَمْرِكَ ، الْمُنْتَصِرَ لِدِينِكَ ، وَأَرِهِ مَا وَ تَقَرُّ بِهِ عَيْنُهُ : فِي نَفْسِهِ وَفِي ذُرِّيَّتِهِ وَأَهْلِهِ وَمَالِهِ وَفِي شِيعَتِهِ ، وَفِي عَدُوِّهِ وَأَرِهِمْ مِنْهُ مَا يَحْذَرُونَ ، وَأَرِهِ فِيهِمْ مَا يُحِبُّ وَتَقَرُّ بِهِ عَيْنُهُ
وَ اشْفِ بِهِ صُدُورَنَا ، وَ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ.
من لا يحضره الفقيه ص327 ب1ح960.
وعن الديلمي قال : سألت أبا عبد الله عليه السلام ، فقلت له : جعلت فداك.
إن شيعتك تقول: إِنَّ الْإِيمَانَ مُسْتَقَرٌّ وَمُسْتَوْدَعٌ.
فَعَلِّمْنِي شَيْئاً إِذَا قُلْتُهُ اسْتَكْمَلْتُ الْإِيمَانَ ؟
قَالَ : قُلْ فِي دُبُرِ كُلِّ صَلَاةٍ فَرِيضَةٍ :
رَضِيتُ بِاللَّهِ رَبّاً، وَبِمُحَمَّدٍ نَبِيّاً ، وَبِالْإِسْلَامِ دِيناً، وَبِالْقُرْآنِ كِتَاباً، وَبِالْكَعْبَةِ قِبْلَةً، وَبِعَلِيٍّ وَلِيّاً وَإِمَاماً وَبِالْحَسَنِ وَ الْحُسَيْنِ وَالْأَئِمَّةِ .
اللَّهُمَّ : إِنِّي رَضِيتُ بِهِمْ أَئِمَّةً ، فَارْضَنِي لَهُمْ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ.
وسائل الشيعة ج20 ص463ب6ح8451 .
وقال النبي صلى الله عليه و آله وسلم :
من أصبح منكم راضيا بالله و بولاية علي بن أبي طالب .
فقد أمن خوف الله و عقابه .
أمالي الطوسي ص283 م10ح87-549.
وقال صلى الله عليه وآله وسلم من قال :
رضيت بالله ربا، وبالإسلام دينا ، وبمحمد رسولا ، وبأهل بيته أولياء ، كان حقا على الله أن يرضيه يوم القيامة .
ثواب الأعمال ص26.
وأما تسبيح فاطمة الزهراء عليها السلام فهو :
34 الله أكبر و 33 الحمد لله و 33 سبحان الله = 100 تسبيح لله تعالى .
وهو من الذكر الكثير وأفضل هدية من نبينا الأكرم لبضعته فاطمة الزهراء عليها السلام ولنا ، ويأخذ دقيقة ونصف .
وأما مائة مرة : اللهم صل على محمد وآل محمد ، ثلاث دقائق .
والتسبيحات الأربعة : فكل تسبيحة كاملة خمسة ثـوانـي ، وخذ لكل تسبيح دقائق يمكن أن تجعلها في سبيل الله ، فتحصل على حسنات كثيرة وثوابا عظيما ينفعنا دنيا وآخرة ، وبه نرتاح ويطهر ويطيب وجودنا .
ولا تنسى تكرار السور الأربعة : سورة الإخلاص : قل هو الله أحد . قل يا أيها الكافرون . قل أعوذ برب الفلق . قل أعوذ برب الناس .
وسورة الحمد ، وسورة إنا أنزلناه في ليلة اقدر ، وآية الكرسي .
ويا طيب : واظب على تعقيبات الصلاة المذكورة في مفاتيح الجنان ، وكذلك أدعية الأيام وزيارات الأئمة فيها والتعويذات والتسبيح فيها أو قسما منها يوميا.
ثالثا : بسم الله الرحمن الرحيم :
يا طيب : جاء في فضل بسم الله الرحمن الرحيم ثوابا كثيرا ، ويكفي أنه الله سبحانه وتعالى جعلها أول كتابه ، بل كررها في كل سورة ، ونختصر بعض ثوابها بذكر بعض الأحاديث : عَنْ الإمام الباقر عليهم السلام قَالَ :
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ .
أَقْرَبُ : إِلَى اسْمِ اللَّهِ الْأَعْظَمِ ، مِنْ نَاظِرِ الْعَيْنِ إِلَى بَيَاضِهَا .
ويا طيب : بعد هذا لا كلام ، فمن يرغب عن اسم الله الأعظم وتسبيح الله به ، ويكفي أنها فيها معنى التوكل على الله وطلب الاستعانة به والبدء بذكره ، وتكررها تأكيد حب العون منه ، وبيان للتوجه له وحده سبحانه والطب منه .
وعن محمد بن مسلم قال : سألت أبا عبد الله عليه السلام عن السبع المثاني و القرآن العظيم هي الفاتحة . قَالَ : نَعَمْ .
قُلْتُ : بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ مِنَ السَّبْعِ ؟
قَالَ : نَعَمْ هِيَ أَفْضَلُهُنَّ .
وعَنْ هَارُونَ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام قَالَ : قَالَ لِي :
كَتَمُوا بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ، فَنِعْمَ وَ اللَّهِ الْأَسْمَاءُ كَتَمُوهَا .
كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وآله وسلم : إِذَا دَخَلَ إِلَى مَنْزِلِهِ ، وَ اجْتَمَعَتْ عَلَيْهِ قُرَيْشٌ يَجْهَرُ بِ : بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ، وَ يَرْفَعُ بِهَا صَوْتَهُ ، فَتُوَلِّي قُرَيْشٌ فِرَاراً ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ فِي ذَلِكَ :
{ وَ إِذا ذَكَرْتَ رَبَّكَ فِي الْقُرْآنِ وَحْدَهُ وَلَّوْا عَلى أَدْبارِهِمْ نُفُوراً } .
وعن الإمام الحسن بن علي العسكري عليه السلام في تفسيره عن آبائه عن علي عليهم السلام في حديث :
إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وآله وسلم : حَدَّثَنِي عَنِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ أَنَّهُ قَالَ :
كُلُّ أَمْرٍ : ذِي بَالٍ ، لَا يُذْكَرُ : بِسْمِ اللَّهِ ، فِيهِ ، فَهُوَ أَبْتَرُ .
وعن عبد الله بن سنان قال : سألت أبا عبد الله عليه السلام عن تفسير :
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ .
قَالَ : الْبَاءُ : بَهَاءُ اللَّهِ . وَ السِّينُ : سَنَاءُ اللَّهِ . وَ الْمِيمُ : مَجْدُ اللَّهِ . وَ رَوَى بَعْضُهُمْ : الْمِيمُ : مُلْكُ اللَّهِ .
وَاللَّهُ : إِلَهُ كُلِّ شَيْءٍ . الرَّحْمَنُ : بِجَمِيعِ خَلْقِهِ. وَالرَّحِيمُ : بِالْمُؤْمِنِينَ خَاصَّةً .
و عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال : إذا قال المعلم للصبي قل :
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ .
فقال الصبي : بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ، كتب الله براءة للصبي ، و براءة لأبويه ، و براءة للمعلم من النار .
و عن ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم : من أراد أن ينجيه الله تعالى من الزبانية التسعة عشر ، فليقرأ :
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ .
فإنها : تسعة عشر حرفا ، ليجعل الله كل حرف منها جنة من واحد منهم .
و روى عبد الله بن مسعود عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال :
من قرأ : بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ،كتب الله له بكل حرف أربعة آلاف حسنة ، و محا عنه أربعة آلاف سيئة ، و رفع له أربعة آلاف درجة .
وعن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام قال : إذا صليت المغرب و الغداة فقل :
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ، لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ الْعَلِيِّ الْعَظِيمِ .
سبع مرات : فإنه من قالها لم يصبه جذام و لا برص ولا جنون ولا سبعون نوعا من أنواع البلاء .
و عن مفضل بن عمر قال : قال أبو عبد الله عليه السلام : يا مفضل :احْتَجِزْ مِنَ النَّاسِ كُلِّهِمْ : بــ
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ .
وَ بِـ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ .
اقْرَأْهَا : عَنْ يَمِينِكَ ، وَ عَنْ شِمَالِكَ ، وَ مِنْ بَيْنِ يَدَيْكَ ، وَ مِنْ خَلْفِكَ وَ مِنْ فَوْقِكَ ، وَ مِنْ تَحْتِكَ .
فإذا دخلت : على سلطان جائر ، فاقرأها حين تنظر إليه ثلاث مرات ، و اعقد بيدك اليسرى ، ثم لا تفارقها حتى تخرج من عنده .
و روي عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم :
من قال : بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ .
بنى الله له : في الجنة سبعين ألف قصر ، من ياقوتة حمراء ، في كل قصر سبعون ألف بيت من لؤلؤ بيضاء ، في كل بيت سبعون ألف سرير من زبرجد خضراء ، فوق كل سرير سبعون ألف فراش من سندس و إستبرق ، و عليه زوجة من الحور العين ، و لها سبعون ألف ذؤابة مكللة بالدر و الياقوت ، مكتوب على خدها الأيمن محمد رسول الله ، و على خدها الأيسر علي ولى الله ، و على جنبيها الحسن ، و على ذقنها الحسين ، و على شفتيها :
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ . قلت : يا رسول الله لمن هذه الكرامة ؟
قال : لمن يقول بالحرمة و التعظيم : بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ .
الأحاديث من جامع الأخبار ص42ف22.
يا مؤمن : لمعرفة المصادر وأحاديث شريفة أكثر توجب حُسن وجودك الطيب ، راجع صحيفة الطيبين وشرح الأسماء الحسنى ، وأطبع التسابيح هذه على صحيفة روحك ، وزينها بمداد لسانك الطاهر ، وأنظر إليها بحب ، لتحسب لك حسنات بإذنه تعالى ، وتحسن وجودك وصفاتك وفعلك كله .
رابعا : ذكر الله بالأسماء الحسنى :
يا طيب : قد شرحنا الأسماء الحسنى في ثلاثة أجزاء ضمن صحف التوحيد ، وبتعريف مختصر في المسابقة الإيمانية ، وهذا ذكر لآيات تشرفنا لأهمية ذكر ودعاء الله بها ، و الحديث الذاكر لها :
قال الله تبارك وتعالى في كتابة الكريم :
{ وَلِلّهِ الأَسْمَاء الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا
وَذَرُواْ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَآئِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ
وَمِمَّنْ خَلَقْنَا أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ } الأعراف179،180 .
في التوحيد وعنه في وسائل الشيعة بالإسناد : عن الإمام علي بن موسى الرضا ، عن أبيه موسى الكاظم ، عن أبية جعفر بن محمد الصادق ، عن أبيه محمد بن علي الباقر ، عن أبيه علي بن الحسين زين العابدين ، عن أبية سيد الشهداء الحسين بن علي ، عن أبيه علي بن أبي طالب عليهم السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :
لِلَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ : تِسْعَةٌ وَ تِسْعُونَ اسْماً
مَنْ دَعَا اللَّهَ بِهَا اسْتُجِيبَ لَهُ
وَ مَنْ أَحْصَاهَا دَخَلَ الْجَنَّةَ .
وقد ذكر الصدوق في كتاب التوحيد : بالإسناد :
قال الإمام الصادق : جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ أَبِيهِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ ، عَنْ أَبِيهِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ ، عَنْ أَبِيهِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ ، عَنْ أَبِيهِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ عليهم السلام قَالَ :
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وآله وسلم :
إِنَّ لِلَّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى :
تِسْعَةً وَ تِسْعِينَ اسْماً ، مِائَةً إِلَّا وَاحِداً
مَنْ أَحْصَاهَا دَخَلَ الْجَنَّةَ ، وَ هِيَ :
الله
الْإِلَهُ . الْوَاحِدُ . الْأَحَدُ . الصَّمَدُ . الْأَوَّلُ
الْآخِرُ
. السَّمِيعُ . الْبَصِيرُ . الْقَدِيرُ . الْقَاهِرُ
الْعَلِيُّ . الْأَعْلَى
. الْبَاقِي . الْبَدِيعُ . الْبَارِئُ
الْأَكْرَمُ . الظَّاهِرُ . الْبَاطِنُ
. الْحَيُّ . الْحَكِيمُ
الْعَلِيمُ . الْحَلِيمُ . الْحَفِيظُ . الْحَقُّ
. الْحَسِيبُ
الْحَمِيدُ . الْحَفِيُّ . الرَّبُّ . الرَّحْمَنُ . الرَّحِيمُ
الذَّارِئُ . الرَّازِقُ . الرَّقِيبُ . الرَّءُوفُ . الرَّائِي
السَّلَامُ
. الْمُؤْمِنُ. الْمُهَيْمِنُ . الْعَزِيزُ . الْجَبَّارُ
الْمُتَكَبِّرُ .
السَّيِّدُ. السُّبُّوحُ . الشَّهِيدُ . الصَّادِقُ
الصَّانِعُ . الطَّاهِرُ
. الْعَدْلُ . الْعَفُوُّ . الْغَفُورُ
الْغَنِيُّ . الْغِيَاثُ . الْفَاطِرُ
. الْفَرْدُ . الْفَتَّاحُ
الْفَالِقُ . الْقَدِيمُ . الْمَلِكُ . الْقُدُّوسُ
. الْقَوِيُّ
الْقَرِيبُ . الْقَيُّومُ . الْقَابِضُ . الْبَاسِطُ . قَاضِي
الْحَاجَاتِ
الْمَجِيدُ. الْمَوْلَى . الْمَنَّانُ . الْمُحِيطُ . الْمُبِينُ
الْمُقِيتُ . الْمُصَوِّرُ . الْكَرِيمُ . الْكَبِيرُ . الْكَافِي
كَاشِفُ
الضُّرِّ . الْوَتْرُ . النُّورُ . الْوَهَّابُ . النَّاصِرُ
الْوَاسِعُ .
الْوَدُودُ . الْهَادِي . الْوَفِيُّ . الْوَكِيلُ
الْوَارِثُ . الْبَرُّ .
الْبَاعِثُ . التَّوَّابُ . الْجَلِيلُ
الْجَوَادُ . الْخَبِيرُ . الْخَالِقُ
. خَيْرُ النَّاصِرِينَ . الدَّيَّانُ
الشَّكُورُ . الْعَظِيمُ . اللَّطِيفُ
. الشَّافِي .
التوحيد ص194ب29ح 8 . الخصال ج2ص593ح4 . بحار الأنوار ج4ص186ب3ح1.
عدة الداعي ص 318 .
وقل يا طيب : اللهم إني أسألك بأسمائك الحسنى كلها ، وبحق من أظهرتهم بأتم نورها ، وحققتهم بكل وجودهم بجمالها ، فطيبتهم وطهرتهم بفضلك وكرمك حتى جعلتهم محلا ومجلى لها ، أن تجعلني ومن يقرأها معهم في الدنيا والآخرة ، وفي أتم النور متنعمين برحمتك يا أرحم الراحمين .
ورحم الله من قال آمين يا رب العالمين .
ويا طيب : بعد أن عرفنا أهمية ذكر الله بالأسماء الحسنى ، بأنه من يتحقق بمعناها ويطبقها على نفسه حسب شأنه ، يدخل الجنة ويستجاب دعائه ، بل كثير من العلماء يؤكدون أن إحصائها فقط موجب للجنة ومجيب للدعاء .
والأفضل : أي أن يكون مؤمن بها واقعا ، ومتحقق بمعناها مثلا حين يذكر العفو الغفور فقد تاب ، ومن يطلب من الله العدل والرحمن الرحيم أن لا يكون ظالم وهكذا ، ويجب أن يكون متوجه لله تعالى بها عن يقين ، وقد شرحنا يا طيب هذه الأسماء في صحيفة التوحيد فراجع معانيها .
وأعلم يا طيب : إن الإنسان يمكن أن يردد بعض الأسماء الحسنى حسب حاله مثل من يطلب العلم يدعوا بما يناسب طلبه مثل يا عليم يا حكيم ، و طالب الشفاء يا شافي يا معافي أو يدعو ويذكر بكلها كما مر ويطلب حاجته.
ويا طيب : إن الله سبحانه وتعالى علل كثير من وقائع ونتائج الآيات في القرآن الكريم ، بأنه مرتبط بأسمائه الحسنى ، فيذكر بعد تمام ذكر مجموعة من الآيات بعض أسمائه وغالبا اسمين أو أكثر ، ويعرف أن كل شيء مرتبط به حسب تجلي نور أسمائه الحسنى ، ولذا الذكر والدعاء يجب أن لا يخلو من أسماء الله الحسنى .
ويا طيب : إن أسماء الله الحسنى كلها لا تنحصر بالحديث أعلاه ، بل توجد عندنا كثير من الأدعية في الأسماء الحسنى فقط ، ومنها دعاء المجير وفيه أسماء حسنى ضعف الأسماء في الحديث أعلاه ، ودعاء الجوشن الكبير فيه الف أسم من الأسماء الحسنى ، وتجدهما في صحيفة شهر رمضان ومفاتيح الجنان وغيره ، ولكن الحديث أعلاه مشهور وجامع لأمهات الأسماء وأكثرها حيطة وشمولا.
ويا طيب : توجد أدعية تسبح الله وتذكره بأسمائه الحسنى ، وهي كثيرة ويكفي أن تردد هذه الفقرة : يَا مَنِ اسْمُهُ دَوَاءٌ وَ ذِكْرُهُ شِفَاءٌ وَ طَاعَتُهُ غِنًى ارْحَمْ مَنْ رَأْسُ مَالِهِ الرَّجَاءُ وَ سِلَاحُهُ الدُّعَاءُ .
أو تقول : أسألك بأسمائك الحسنى كلها يا الله ، و أسألك بكل اسم وجدته حتى ينتهي إلى الاسم الأعظم الكبير الأكبر العلي الأعلى ، و هو اسمك الكامل الذي فضلته على جميع ما تسمي به نفسك ، يا الله يا الله يا الله يا الله يا الله يا الله يا الله يا الله يا الله يا الله .
يا رحمان يا رحيم : أدعوك و أسألك بحق هذه الأسماء و تفسيرها ، فإنه لا يعلم تفسيرها أحد غيرك يا الله .
اللهم : إني أسألك بأسمائك الحسنى كلها ما علمت منها و ما لم أعلم . و أسألك باسمك العظيم الأعظم الكبير الأكبر يا الله .
وفي دعائم الإسلام : عن جعفر بن محمد أنه كان يقول في التشهد الأول بعد الركعتين الأوليين من الظهر والعصر والمغرب و العشاء :
بسم الله و بالله : و الأسماء الحسنى كلها لله ، أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ، اللهم صل على محمد نبيك ، وتقبل شفاعته في أمته ، وصل على أهل بيته .
وعن خالد العبسي قال : علمني علي بن موسى عليهم السلام هذه العوذة ، و قال علمها إخوانك من المؤمنين فإنها لكل ألم و هي :
أُعِيذُ نَفْسِي : بِرَبِّ الْأَرْضِ وَ رَبِّ السَّمَاءِ
أُعِيذُ نَفْسِي بِالَّذِي لَا يَضُرُّ مَعَ اسْمِهِ دَاءٌ
أُعِيذُ نَفْسِي بِالَّذِي اسْمُهُ بَرَكَةٌ وَ شِفَاءٌ .
وعن سعد المزني قال أملى علينا أبو عبد الله الصادق عليه السلام العوذة التي تسمى الجامعة :
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
بِسْمِ اللَّهِ : الَّذِي لَا يَضُرُّ مَعَ اسْمِهِ شَيْءٌ فِي الْأَرْضِ وَ لَا فِي السَّمَاءِ .
اللَّهُمَّ إ: ِنِّي أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الطَّاهِرِ الطُّهْرِ الْمُطَهَّرِ الْمُقَدَّسِ السَّلَامِ الْمُؤْمِنِ الْمُهَيْمِن الْمُبَارَكِ ، الَّذِي مَنْ سَأَلَكَ بِهِ أَعْطَيْتَهُ ، وَ مَنْ دَعَاكَ بِهِ أَجَبْتَهُ ، أَنْ تُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ ، وَ أَنْ تُعَافِيَنِي مِمَّا أَجِدُ ، فِي سَمْعِي وَ بَصَرِي ، وَ فِي يَدِي وَ رِجْلِي ، وَ فِي شَعْرِي وَ بَشَرِي وَ فِي بَطْنِي ، إِنَّكَ لَطِيفٌ لِمَا تَشَاءُ ، وَ أَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ .
خامسا : ذكر التسبيحات الأربعة :
سُبْحَانَ اللَّهِ
وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ
وَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ
وَ اللَّهُ أَكْبَرُ
يا طيب : هذا تسبيح جامع وهو أعلى ذكر لله تعالى ولا يعادله ذكر أبدا وقد يأتي بعده تجليه وهو اللهم صل على محمد وآل محمد ، وقد جعل في الركعة الثالثة والرابعة في الصلاة وقالوا يجزي ذكره مره والأحوط تكراره ثلاثا ، وفي فضله ورد الثواب الكثير الجزيل العظيم ، وبه حقائق كريمة في معرفة الله ، وفيه أركان التوحيد الفعلي والصفاتي والذاتي ومرتبه لا تحيطون به علما ، وإن شاء الله تجد تفصيل ثوابه وفضله وأهميته في صحيفة سبحان الله ، أي صحيفة قصة تسبيح الكائنات ، ونختار أحاديث منها .
قال أمير المؤمنين عليه السلام للبراء بن عازب :
أ لا أدلك : على أمر إذا فعلته كنت ولي الله حقا ؟
قلت : بلى يا ولي الله .
قال : تسبح الله في دبر كل صلاة عشرا ، و تحمده عشرا، و تكبره عشرا ، و تقول لا إله إلا الله عشرا .
يصرف الله تعالى عنك : ألف بلية في الدنيا ، أيسرها الردة عن دينك ، و يدخر لك في الآخرة ألف منزلة ، أيسرها مجاورة نبيك محمد صلى الله عليه وآله وسلم.
الدعوات ص49ح118.
وعن الإمام الصادق عليه السلام قال : قال أمير المؤمنين عليه السلام
التسبيح : نصف الميزان . و التحميد : يملأ الميزان.
و لا إله إلا الله ، و الله أكبر : يملأ ما بين السماوات و الأرض.
عدة الداعي ص262.
وعن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : أكثروا من :
سُبْحَانَ اللَّهِ وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَ اللَّهُ أَكْبَرُ
فإنهن : يأتين يوم القيامة لهن مقدمات و مؤخرات و معقبات ، و هن الباقيات الصالحات .
ثواب الأعمال ص 11.
وعن أبي أيوب الخزاز : عن أبي عبد الله عليه السلام قال :
جاء الفقراء : إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، فقالوا :
يا رسول الله : إن الأغنياء : لهم ما يعتقون و ليس لنا ، و لهم ما يحجون و ليس لنا ، و لهم ما يتصدقون و ليس لنا ، و لهم ما يجاهدون و ليس لنا . فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وآله وسلم :
مَنْ كَبَّرَ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ : مِائَةَ مَرَّةٍ ، كَانَ أَفْضَلَ مِنْ عِتْقِ مِائَةِ رَقَبَةٍ .
وَ مَنْ سَبَّحَ اللَّهَ : مِائَةَ مَرَّةٍ ، كَانَ أَفْضَلَ مِنْ سِيَاقِ مِائَةِ بَدَنَةٍ .
وَ مَنْ حَمِدَ اللَّهَ : مِائَةَ مَرَّةٍ ، كَانَ أَفْضَلَ مِنْ حُمْلَانِ مِائَةِ فَرَسٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِسُرُجِهَا وَ لُجُمِهَا وَ رُكُبِهَا .
وَمَنْ قَالَ : لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّه، مِائَةَ مَرَّةٍ ، كَانَ أَفْضَلَ النَّاسِ عَمَلًا ذَلِكَ الْيَوْمَ إِلَّا مَنْ زَادَ.
قال : فبلغ ذلك الأغنياء ، فصنعوه .
قال : فعاد الفقراء إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقالوا : يا رسول الله ، قد بلغ الأغنياء ما قلت ، فصنعوه .
فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :
ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ .
الكافي ج2ص505ح1 . ثواب الأعمال ص 10.
وعن أبي الجارود عن أبي جعفر عليه السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :
من قال : سبحان الله ، غرس الله له بها شجرة في الجنة .
و من قال : الحمد لله ، غرس الله له بها شجرة في الجنة .
و من قال : لا إله إلا الله ، غرس الله له بها شجرة في الجنة .
و من قال : الله أكبر ، غرس الله له بها شجرة في الجنة .
فقال رجل من قريش : يا رسول الله إن شجرنا في الجنة لكثير .
قال : نعم ، و لكن إياكم أن ترسلوا عليها نيرانا فتحرقوها .
و ذلك أن الله عز و جل يقول : { يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ وَ لا تُبْطِلُوا أَعْمالَكُمْ } .
ثواب الأعمال ص 11.
يا طيب القلب : بتسبيح الله وبتقديسه ، ويا طاهر الروح بتنزيه الله ، داوم على تسبيح الله وذكره بما يحب ويرضى ، لتكوّن حقيقتك النورانية ، و وجودك الدائم في النعيم الملكوتي ، وهذه كانت بعض الأحاديث في فضائل تسبيح الله سبحانه ، وتمامها في قصة تسبيح الكائنات وصحيفة الطيبين .
ويا طيب : هذه أدعية مختصرة فيها تسبيح لله سبحانه فأتلوها ولو مرة ، وإن حفظتها فأنت ممن يغبطه المؤمنون ، وإن تحققت بمعانيها ينظر له بإكبار واحترام الملائكة المقربون :
و عن أبي حمزة الثمالي عن أبي جعفر عليه السلام قال :
ما من عبد يقول إذا أصبح قبل طلوع الشمس :
اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ كَبِيراً
وَ سُبْحَانَ اللَّهِ بُكْرَةً وَ أَصِيلًا
وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ كَثِيراً لَا شَرِيكَ لَهُ
وَ صَلَّى اللَّهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ .
إِلَّا ابْتَدَرَهُنَّ مَلَكٌ : و جعلهن في جوف جناحه ، و صعد بهن إلى السماء الدنيا ، فتقول الملائكة : ما معك ؟
فيقول : معي كلمات ، قالهن رجل من المؤمنين ، و هي كذا و كذا .
فيقولون : رحم الله من قال هؤلاء الكلمات ، و غفر له .
قال : و كلما مر بسماء ، قال لأهلها مثل ذلك . فيقولون : رحم الله من قال هؤلاء الكلمات ، و غفر له .
حتى ينتهي بهن إلى حملة العرش ، فيقول لهم : إن معي كلمات تكلم بهن رجل من المؤمنين ، و هي كذا و كذا .
فيقولون : رحم الله هذا العبد ، و غفر له ، انطلق بهن إلى حفظة كنوز مقالة المؤمنين ، فإن هؤلاء كلمات الكنوز ، حتى تكتبهن في ديوان الكنوز .
الكافي ج2ص526باب القول عند الإصباح و الإمساء حديث14 .
وعن الحسين بن خالد قال : سألت أبا الحسن عليه السلام عن مهر السنة كيف صار خمس مائة درهم ؟
فقال عليه السلام : إن الله تبارك و تعالى أوجب على نفسه :
أن لا يكبره مؤمن مائة تكبيرة . و يحمده مائة تحميدة . و يسبحه مائة تسبيحة . و يهلله مائة تهليلة . و يصلي على محمد و آله مائة مرة .
ثم يقول : اللهم زوجني من الحور العين .
إلا زوجه الله : حوراء من الجنة ، و جعل ذلك مهرها ، فمن ثم أوحى الله عز و جل إلى نبيه صلى الله عليه وآله وسلم أن يسن مهور المؤمنات خمسمائة درهم ، ففعل ذلك رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
الاختصاص ص102 . علل الشرائع ج2ص499ب258ح1.
سادسا : ثواب قراءة القرآن :
يا طيب : القرآن كلام الله ، ومن أحب أن يتكلم معه الله قرء القرآن ، ومن أحب أن يتكلم مع الله يدعوه ، ومن أحب أن يتكلم معه الله ويتكلم مع الله في آن واحد فليدعو الله سبحانه بآيات قرآنية فيها دعاء لله تعالى ، فيكون ذاكرا ومذكور وشاكرا ومشكور ، وإن كان في كل من الدعاء وقراءة القرآن هذا المعنى.
ولنذكر أولا : بعض آيات فضل القرآن الكريم ، ثم نذكر آيات الدعاء والذكر:
قال الله سبحانه وتعالى :
{ بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ الم (1) ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ (2) الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ (3) والَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ وَبِالآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ (4) أُوْلَئِكَ عَلَى هُدًى مِّن رَّبِّهِمْ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (5)} البقرة .
وقال الله سبحانه : {
وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ
مَا هُوَ شِفَاء وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ
وَلاَ يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إَلاَّ خَسَارًا (82)} الإسراء
{ كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ (29)} ص .
{ لَوْ أَنزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَّرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُّتَصَدِّعًا مِّنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ (21) الحشر .
{ إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا (9) } الإسراء .
{ حم (1) تَنزِيلٌ مِّنَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (2) كِتَابٌ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِّقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (3) بَشِيرًا وَنَذِيرًا فَأَعْرَضَ أَكْثَرُهُمْ فَهُمْ لَا يَسْمَعُونَ (4) فصلت أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا (24)} محمد .
{ أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفًا كَثِيرًا (82) } النساء
{ وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ (41) لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ (42) } فصلت .
{ يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءكُم بُرْهَانٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَأَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورًا مُّبِينًا (174) فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُواْ بِاللّهِ وَاعْتَصَمُواْ بِهِ فَسَيُدْخِلُهُمْ فِي رَحْمَةٍ مِّنْهُ وَفَضْلٍ وَيَهْدِيهِمْ إِلَيْهِ صِرَاطًا مُّسْتَقِيمًا (175) } النساء.
{ وَلَقَدْ أَنزَلْنَآ إِلَيْكَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ وَمَا يَكْفُرُ بِهَا إِلاَّ الْفَاسِقُونَ (99) } البقرة .
{ وَيَوْمَ نَبْعَثُ فِي كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيدًا عَلَيْهِم مِّنْ أَنفُسِهِمْ وَجِئْنَا بِكَ شَهِيدًا عَلَى هَؤُلاء
وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِّكُلِّ شَيْءٍ
وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ (89)
إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (90) } النحل .
{ وَلَقَدْ جِئْنَاهُم بِكِتَابٍ فَصَّلْنَاهُ عَلَى عِلْمٍ
هُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (52) } الأعراف .
{ فَاقْرَؤُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ
عَلِمَ أَن سَيَكُونُ
مِنكُم مَّرْضَى وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الْأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِن فَضْلِ
اللَّهِ وَآخَرُونَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ
فَاقْرَؤُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ
وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا
الزَّكَاةَ وَأَقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنفُسِكُم
مِّنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِندَ اللَّهِ هُوَ خَيْرًا وَأَعْظَمَ أَجْرًا وَاسْتَغْفِرُوا
اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (20) } المزمل .
{ وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا (30) } الفرقان .
بعد معرفة : أهمية القرآن وتلاوته ، نذكر فضل من حفظ الله تعالى القرآن بهم وجعلهم ترجمان آياته والراسخون بعلمه :
{ إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ (9) } الحجر
{ فَاتَّقُوا اللَّهَ يَا أُوْلِي الْأَلْبَابِ الَّذِينَ آمَنُوا
قَدْ أَنزَلَ اللَّهُ إِلَيْكُمْ ذِكْرًا (10 ) رَّسُولًا يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِ اللَّهِ مُبَيِّنَاتٍ لِّيُخْرِجَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَمَن يُؤْمِن بِاللَّهِ وَيَعْمَلْ صَالِحًا يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا قَدْ أَحْسَنَ اللَّهُ لَهُ رِزْقًا (11)} لطلاق .
{ فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ (43) بِالْبَيِّنَاتِ وَالزُّبُرِ وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ (44) } النحل.
وأهل الذكر الذين قال فيهم الله سبحانه :
{ فَمَنْ حَآجَّكَ فِيهِ مِن بَعْدِ مَا جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْاْ نَدْعُ أَبْنَاءنَا وَأَبْنَاءكُمْ وَنِسَاءنَا وَنِسَاءكُمْ وَأَنفُسَنَا وأَنفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَل لَّعْنَةُ اللّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ (61) } آل عمران . وإذا عرفت الثقلين الذكر المسبح لله بتعليم الله ومن ظهر بنوره :
{ فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ (74) فَلَا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ (75) وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَّوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ (76)
إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ (77) فِي كِتَابٍ مَّكْنُونٍ (78) لَّا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ (79) تَنزِيلٌ مِّن رَّبِّ الْعَالَمِينَ (80) أَفَبِهَذَا الْحَدِيثِ أَنتُم مُّدْهِنُونَ (81) وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ (82) } الواقعة .
{ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ
وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا
(33) } الأحزاب .
ويا طيب : إذا عرفنا أهمية القرآن بما عرف به نفسه ، نذكر أحاديث شريف مختصرة تعرفنا أهمية وفضله ، يعرفنا بها الطاهرون وأهل الذكر وورثة الكتاب حقا ، فلنذكر بعض الأحاديث في فضل قراءة القرآن بصورة عامة :
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام قَالَ :
إِنَّهُ لَيُعْجِبُنِي : أَنْ يَكُونَ فِي الْبَيْتِ مُصْحَفٌ ي، َطْرُدُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ بِهِ الشَّيَاطِينَ .
الكافي ص613 ج2ح2.
ويا طيب : في فضل القرآن : قال أمير المؤمنين عليه السلام :
وَ تَعَلَّمُوا الْقُرْآنَ ، فَإِنَّهُ أَحْسَنُ الْحَدِيثِ .
وَ تَفَقَّهُوا فِيهِ فَإِنَّهُ رَبِيعُ الْقُلُوبِ .
وَ اسْتَشْفُوا بِنُورِهِ فَإِنَّهُ شِفَاءُ الصُّدُورِ .
وَ أَحْسِنُوا تِلَاوَتَهُ فَإِنَّهُ أَنْفَعُ الْقَصَصِ .
وَ إِنَّ الْعَالِمَ الْعَامِلَ بِغَيْرِ عِلْمِهِ كَالْجَاهِلِ الْحَائِرِ الَّذِي لَا يَسْتَفِيقُ مِنْ جَهْلِهِ ، بَلِ الْحُجَّةُ عَلَيْهِ أَعْظَمُ ، وَ الْحَسْرَةُ لَهُ أَلْزَمُ وَ هُوَ عِنْدَ اللَّهِ أَلْوَمُ .
نهج البلاغة ص164.
وقال أمير المؤمنين عليه السلام :
وَ اعْلَمُوا أَنَّ هَذَا الْقُرْآنَ : هُوَ النَّاصِحُ الَّذِي لَا يَغُشُّ ، وَ الْهَادِي الَّذِي لَا يُضِلُّ ، وَ الْمُحَدِّثُ الَّذِي لَا يَكْذِبُ .
وَ مَا جَالَسَ هَذَا الْقُرْآنَ : أَحَدٌ ، إِلَّا قَامَ عَنْهُ بِزِيَادَةٍ أَوْ نُقْصَانٍ ، زِيَادَةٍ فِي هُدًى ، أَوْ نُقْصَانٍ مِنْ عَمًى .
وَ اعْلَمُوا : أَنَّهُ لَيْسَ عَلَى أَحَدٍ بَعْدَ الْقُرْآنِ مِنْ فَاقَةٍ ، وَ لَا لِأَحَدٍ قَبْلَ الْقُرْآنِ مِنْ غِنًى .
فَاسْتَشْفُوهُ : مِنْ أَدْوَائِكُمْ ، وَ اسْتَعِينُوا بِهِ عَلَى لَأْوَائِكُمْ ، فَإِنَّ فِيهِ شِفَاءً مِنْ أَكْبَرِ الدَّاءِ ، وَ هُوَ الْكُفْرُ وَ النِّفَاقُ وَ الْغَيُّ وَ الضَّلَالُ .
فَاسْأَلُوا اللَّهَ بِهِ : وَ تَوَجَّهُوا إِلَيْهِ بِحُبِّهِ ، وَ لَا تَسْأَلُوا بِهِ خَلْقَهُ ، إِنَّهُ مَا تَوَجَّهَ الْعِبَادُ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى بِمِثْلِهِ
وَ اعْلَمُوا : أَنَّهُ شَافِعٌ مُشَفَّعٌ ، وَ قَائِلٌ مُصَدَّقٌ ، وَ أَنَّهُ مَنْ شَفَعَ لَهُ الْقُرْآنُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ شُفِّعَ فِيهِ ، وَ مَنْ مَحَلَ بِهِ الْقُرْآنُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ صُدِّقَ عَلَيْهِ .
فَإِنَّهُ يُنَادِي مُنَادٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ : أَلَا إِنَّ كُلَّ حَارِثٍ مُبْتَلًى فِي حَرْثِهِ وَ عَاقِبَةِ عَمَلِهِ ، غَيْرَ حَرَثَةِ الْقُرْآنِ فَكُونُوا مِنْ حَرَثَتِهِ وَ أَتْبَاعِهِ .
وَ اسْتَدِلُّوهُ : عَلَى رَبِّكُمْ ، وَ اسْتَنْصِحُوهُ عَلَى أَنْفُسِكُمْ ، وَ اتَّهِمُوا عَلَيْهِ آرَاءَكُمْ ، وَ اسْتَغِشُّوا فِيهِ أَهْوَاءَكُمْ .
نهج البلاغة ص252.
وعن الفضيل بن يسار قال سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول :
إن الذي : يعالج القرآن ليحفظه بمشقة منه ، و قلة حفظ ، له أجران .
وقال : ما يمنع التاجر منكم المشغول في سوقه إذا رجع إلى منزله ، أن لا ينام حتى يقرأ سورة من القرآن .
فيكتب له : مكان كل آية يقرؤها ، عشر حسنات ، و يمحى عنه عشر سيئات .
ثواب الأعمال ص102.
وقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم :
إن أهل القرآن : في أعلى درجة من الآدميين ما خلا النبيين والمرسلين ، ولا تستضعفوا أهل القرآن وحقوقهم فإن لهم من الله لمكانا.
ثواب الأعمال ص100.
و قال أبو عبد الله عليه السلام : ما اشتكى أحد من المؤمنين شكاة قط ، فقال بإخلاص نية و مسح موضع العلة :
{ وَ نُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ ما هُوَ شِفاءٌ وَ رَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَ لا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَساراً }
إلا عوفي : من تلك العلة أية علة كانت ، و مصداق ذلك في الآية حيث يقول شفاء و رحمة للمؤمنين .
طب الأئمةص28 .
و جاء في الحديث عن محمد بن علي الباقر عليه السلام :
أنه قال قراء القرآن ثلاثة :
رجل قرأ القرآن : فاتخذه بضاعة ، و استدر به الملوك ، واستطال به على الناس .
و رجل قرأ القرآن : فحفظ حروفه ، و ضيع حدوده ، و أقامه مقام القدح ، فلا كثر الله هؤلاء من حملة القرآن .
و رجل قرأ القرآن : فوضع دواء القرآن على داء قلبه ، فسهر ليله و ظمئ به نهاره ، و قام به في مساجده و تجافى به عن فراشه .
فذاك من الذين : يدفع العزيز الجبار بلاءهم و يزيل أعداءهم ، و أولئك ينزل الله عز و جل الغيث عليهم من سمائه .
ثم قال : إذا قرأتم القرآن فبينوه تبيانا ، و لا تهذوه هذا كهذ الشعر ، و لا تنثروه نثر الرمل و لكن أفرغوا له القلوب القاسية ، و لا يكن هم أحدكم آخر السورة .
و أقرءوه : بألحان العرب و أصواتها ، و إياكم و لحوم أهل الكبائر ، و أعربوا به فإنه عربي و لا تقرءوه هذرمة .
و إذا مررتم بآية : فيها ذكر الجنة ، فقفوا عندها و اسألوا الله الجنة ، و إذا مررتم بآية فيها ذكر النار فقفوا عندها ، و تعوذوا بالله من النار .
و حسنوه بأصواتكم : فإن الله تعالى أوحى إلى موسى بن عمران عليه السلام : إذا وقفت بين يدي فقف موقف الذليل الفقير ، و إذا قرأت التوراة فأسمعنيها بصوت حزين .
ولقد كان علي بن الحسين عليه السلام :
يقرأ القرآن فربما مر عليه المار فيصعق من حسن صوته .
وأقرءوه في المصحف : فإنه من قرأه في المصحف ، متع ببصره ، وخفف عن والديه .
و إنه ليعجبني : أن يكون في البيت مصحف .
و إن البقعة : التي يقرأ فيها القرآن ، و يذكر الله تعالى فيها ، تكثر بركتها و تحضرها الملائكة ، و يهجرها الشيطان ، و تضيء لأهل السماء كما تضيء الكواكب لأهل الأرض .
و إن البيت : الذي لا يقرأ فيه القرآن ، و لا يذكر فيه الله تعالى ، تقل بركته و تهجره الملائكة ، و يحضره الشيطان .
و من قرأ القرآن : و هو شاب مؤمن ، اختلط القرآن بلحمه و دمه ، و جعله الله مع السفرة الكرام البررة ، و كان القرآن حجيرا عنه يوم القيامة .
أعلام الدين ص101.
ويا طيب : إذا تعرفنا على أهمية القرآن المجيد وكرامة تلاوته ، نذكر بعض الأدعية القرآنية التي يمكن أن تردد بكثرة وأن تحفظ ، فيكون فيها بركة التلاوة والدعاء ، وهي بنفسها تسبيح وذكر لله سبحانه .
سابعا : أدعية قرآنية :
يا طيب : إن الأدعية القرآنية كثيرة ، ونختار منها أدعية قرآنية يستحب ذكر الله بها ودعائه وتسبيحه سبحانه بها مكررا ، في القنوت وفي كل حين ومكان وفي كل الظروف فتجعلها وردا لك في ذلك اليوم أو أكثر ، فأختار منها واحدة مناسبة لحالك وكررها ، وأجعلها في يوما ما وردا لك يوردك نور الله وفضله ، وبعضها ذكر لها فضلا كثير وثواب جزيل ، ويكفي أنها ذكر ودعاء يتكلم معك الله تعالى وتتكلم بترديدها معها ، فتكون ذاكرا وداعيا ومسبحا ، ومعه تعالى في أحسن حال الذاكرين الشاكرين الداعين المسبحين :
ومنها ما قال الله سبحانه وتعالى :
{ بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (1)
الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (2) } الفاتحة .
{ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ (201) } البقرة .
{ رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ (250) ) البقرة .
{ آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللّهِ وَمَلآئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ وَقَالُواْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ (285)
لاَ يُكَلِّفُ اللّهُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ
رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلاَ تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِنَا
رَبَّنَا وَلاَ تُحَمِّلْنَا مَا لاَ طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَآ أَنتَ مَوْلاَنَا فَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ (286) } البقرة .
وهذه آية الكرسي سيد آيات القرآن : وتوجد في موسوعة صحف الطيبين صحيفة كاملة تعرفها :
{ اللّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاء وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَلاَ يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ (255)
لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىَ لاَ انفِصَامَ لَهَا وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (256)
اللّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُواْ يُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّوُرِ وَالَّذِينَ كَفَرُواْ أَوْلِيَآؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُم مِّنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (257) } البقرة .
{ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ
آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الألْبَابِ (7)
رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ (8) رَبَّنَا إِنَّكَ جَامِعُ النَّاسِ لِيَوْمٍ لاَّ رَيْبَ فِيهِ إِنَّ اللّهَ لاَ يُخْلِفُ الْمِيعَادَ (9) } آل عمران .
{ الَّذِينَ يَقُولُونَ
رَبَّنَا إِنَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ (16) الصَّابِرِينَ وَالصَّادِقِينَ وَالْقَانِتِينَ وَالْمُنفِقِينَ وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالأَسْحَارِ (17)
شَهِدَ اللّهُ أَنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلاَئِكَةُ وَأُوْلُواْ الْعِلْمِ قَآئِمَاً بِالْقِسْطِ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (18) } آل عمران .
{ رَبَّنَا آمَنَّا بِمَا أَنزَلَتْ وَاتَّبَعْنَا الرَّسُولَ فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ (53)
وَمَكَرُواْ وَمَكَرَ اللّهُ وَاللّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ (54) } آل عمران .
{ وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إِلاَّ بِإِذْنِ الله كِتَابًا مُّؤَجَّلاً وَمَن يُرِدْ ثَوَابَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَن يُرِدْ ثَوَابَ الآخِرَةِ نُؤْتِهِ مِنْهَا وَسَنَجْزِي الشَّاكِرِينَ (145) وَكَأَيِّن مِّن نَّبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُواْ لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَمَا ضَعُفُواْ وَمَا اسْتَكَانُواْ وَاللّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ (146) وَمَا كَانَ قَوْلَهُمْ إِلاَّ أَن قَالُواْ
ربَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ (147)
فَآتَاهُمُ اللّهُ ثَوَابَ الدُّنْيَا وَحُسْنَ ثَوَابِ الآخِرَةِ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (148) } آل عمران .
{ وَلِلّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاللّهُ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (189) إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآيَاتٍ لِّأُوْلِي الألْبَابِ (190) الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىَ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ
رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ (191)
رَبَّنَا إِنَّكَ مَن تُدْخِلِ النَّارَ فَقَدْ أَخْزَيْتَهُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ (192)
رَّبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلإِيمَانِ أَنْ آمِنُواْ بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الأبْرَارِ (193)
رَبَّنَا وَآتِنَا مَا وَعَدتَّنَا عَلَى رُسُلِكَ وَلاَ تُخْزِنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّكَ لاَ تُخْلِفُ الْمِيعَادَ (194)
فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لاَ أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِّنكُم مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى بَعْضُكُم مِّن بَعْضٍ فَالَّذِينَ هَاجَرُواْ وَأُخْرِجُواْ مِن دِيَارِهِمْ وَأُوذُواْ فِي سَبِيلِي وَقَاتَلُواْ وَقُتِلُواْ لأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلأُدْخِلَنَّهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ ثَوَابًا مِّن عِندِ اللّهِ وَاللّهُ عِندَهُ حُسْنُ الثَّوَابِ (195) } آل عمران .
{ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ وَلِيًّا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ نَصِيرًا (75) } النساء .
{ وَإِذَا سَمِعُواْ مَا أُنزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُواْ مِنَ الْحَقِّ يَقُولُونَ
رَبَّنَا آمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ (83)
وَمَا لَنَا لاَ نُؤْمِنُ بِاللّهِ وَمَا جَاءنَا مِنَ الْحَقِّ وَنَطْمَعُ أَن يُدْخِلَنَا رَبُّنَا مَعَ الْقَوْمِ الصَّالِحِينَ (84) فَأَثَابَهُمُ اللّهُ بِمَا قَالُواْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاء الْمُحْسِنِينَ (85) } المائدة .
{ فَقَالُواْ
عَلَى اللّهِ تَوَكَّلْنَا رَبَّنَا لاَ تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِّلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (85) وَنَجِّنَا بِرَحْمَتِكَ مِنَ الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ } يونس .
{ رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلاَةِ وَمِن ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاء (40)
رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ (41) } إبراهيم .
{ إِذْ أَوَى الْفِتْيَةُ إِلَى الْكَهْفِ فَقَالُوا
رَبَّنَا آتِنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا (10) } الكهف .
{ وَرَبُّنَا الرَّحْمَنُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ (112) } الأنبياء .
{ رَبَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ (109) } المؤمنون .
{ وَالَّذِينَ يَقُولُونَ
رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا (65) إِنَّهَا سَاءتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا (66) } الفرقان .
{ وَالَّذِينَ يَقُولُونَ
رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا (74) } الفرقان .
{ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٌ شَكُورٌ (34) } فاطر .
{ الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا
رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَّحْمَةً وَعِلْمًا فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ (7)
رَبَّنَا وَأَدْخِلْهُمْ جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدتَّهُم وَمَن صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ إِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (8) وَقِهِمُ السَّيِّئَاتِ وَمَن تَقِ السَّيِّئَاتِ يَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمْتَهُ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (9) } غافر .
{ إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ (30) نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ (31) نُزُلًا مِّنْ غَفُورٍ رَّحِيمٍ (32) وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ
إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ (33) وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ (34) وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ (35)
وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ
فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (36) } فصلت.
{ وَالَّذِي خَلَقَ الْأَزْوَاجَ كُلَّهَا وَجَعَلَ لَكُم مِّنَ الْفُلْكِ وَالْأَنْعَامِ مَا تَرْكَبُونَ (12) لِتَسْتَوُوا عَلَى ظُهُورِهِ ثُمَّ تَذْكُرُوا نِعْمَةَ رَبِّكُمْ إِذَا اسْتَوَيْتُمْ عَلَيْهِ وَتَقُولُوا
سُبْحانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ (13) وَإِنَّا إِلَى رَبِّنَا لَمُنقَلِبُونَ (14) } الزخرف .
{ وَالَّذِينَ جَاؤُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ
رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ (10) } الحشر .
{ رَّبَّنَا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا وَإِلَيْكَ أَنَبْنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ (4)
رَبَّنَا لَا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِّلَّذِينَ كَفَرُوا وَاغْفِرْ لَنَا رَبَّنَا إِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (5) } الممتحنة .
الدعاء والذكر بآيات أولها ربِ :
{ وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ
رَبِّ اجْعَلْ هَذَا بَلَدًا آمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُم بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ
قَالَ وَمَن كَفَرَ فَأُمَتِّعُهُ قَلِيلاً ثُمَّ أَضْطَرُّهُ إِلَى عَذَابِ النَّارِ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ (126) } البقرة .
{ رَبِّ هَبْ لِي مِن لَّدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاء (38) } آل عمران .
{ رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِن تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ أَنتَ وَلِيِّي فِي الدُّنُيَا وَالآخِرَةِ تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ (101) } يوسف .
{ وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَآ أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا (23) وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل
رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا (24)
رَّبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا فِي نُفُوسِكُمْ إِن تَكُونُواْ صَالِحِينَ فَإِنَّهُ كَانَ لِلأَوَّابِينَ غَفُورًا (25) } الإسراء .
{ وَقُل
رَّبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ وَاجْعَل لِّي مِن لَّدُنكَ سُلْطَانًا نَّصِيرًا (80)
وَقُلْ جَاء الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا (81)
وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاء وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ وَلاَ يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إَلاَّ خَسَارًا (82)}الإسراء.
{ قَالَ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا وَلَمْ أَكُن بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيًّا (4) وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوَالِيَ مِن وَرَائِي وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا فَهَبْ لِي مِن لَّدُنكَ وَلِيًّا (5) يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيًّا (6) } مريم .
{ قَالَ
رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي (25) وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي (26) وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِّن لِّسَانِي (27) يَفْقَهُوا قَوْلِي (28)
وَاجْعَل لِّي وَزِيرًا مِّنْ أَهْلِي (29) هَارُونَ أَخِي (30) اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي (31) وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي (32) كَيْ نُسَبِّحَكَ كَثِيرًا (33) وَنَذْكُرَكَ كَثِيرًا (34) إِنَّكَ كُنتَ بِنَا بَصِيرًا (35) قَالَ قَدْ أُوتِيتَ سُؤْلَكَ يَا مُوسَى (36) } طه.
{ وَقُل رَّبِّ زِدْنِي عِلْمًا (114) } طه .
{ وَلَهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَنْ عِندَهُ لَا يَسْتَكْبِرُونَ
عَنْ عِبَادَتِهِ وَلَا يَسْتَحْسِرُونَ (19) يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ
لَا يَفْتُرُونَ (20) أَمِ اتَّخَذُوا آلِهَةً مِّنَ الْأَرْضِ هُمْ يُنشِرُونَ
(21) لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا
فَسُبْحَانَ
اللَّهِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ (22) } الأنبياء .
{ رَبِّ لَا تَذَرْنِي فَرْدًا وَأَنتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ (89) } الأنبياء .
{ وَقُل رَّبِّ أَنزِلْنِي مُنزَلًا مُّبَارَكًا وَأَنتَ خَيْرُ الْمُنزِلِينَ (29) } المؤمنون .
{ قَالَ رَبِّ انصُرْنِي بِمَا كَذَّبُونِ (39) } المؤمنون .
{ مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِن وَلَدٍ وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَهٍ إِذًا لَّذَهَبَ كُلُّ إِلَهٍ بِمَا خَلَقَ وَلَعَلَا بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ
سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ (91) عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ (92) قُل
رَّبِّ إِمَّا تُرِيَنِّي مَا يُوعَدُونَ (93) رَبِّ فَلَا تَجْعَلْنِي فِي الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (94) } المؤمنون .
{ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ السَّيِّئَةَ نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَصِفُونَ (96) وَقُل
رَّبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ (97) وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَن يَحْضُرُونِ (98) } المؤمنون .
{ وَقُل رَّبِّ اغْفِرْ وَارْحَمْ وَأَنتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ (118) } المؤمنون .
{ الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ (78) وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ (79) وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ (80) وَالَّذِي يُمِيتُنِي ثُمَّ يُحْيِينِ (81) وَالَّذِي أَطْمَعُ أَن يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ (82) رَبِّ هَبْ لِي حُكْمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ (83)}الشعراء .
{ وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ (145)}الشعراء.
{ رَبِّ نَجِّنِي وَأَهْلِي مِمَّا يَعْمَلُونَ (169) } الشعراء .
{ وَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (8) } النمل .
{ فَتَبَسَّمَ ضَاحِكًا مِّن قَوْلِهَا وَقَالَ
رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ (19) } النمل .
{ قَالَ
رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي
فَغَفَرَ لَهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (16) قَالَ رَبِّ بِمَا أَنْعَمْتَ عَلَيَّ فَلَنْ أَكُونَ ظَهِيرًا لِّلْمُجْرِمِينَ (17) } القصص .
{ فَخَرَجَ مِنْهَا خَائِفًا يَتَرَقَّبُ قَالَ
رَبِّ نَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (21)} القصص.
{ رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ (24) } القصص .
{ قَالَ رَبِّ انصُرْنِي عَلَى الْقَوْمِ الْمُفْسِدِينَ (30) } العنكبوت .
{ إِنِّي ذَاهِبٌ إِلَى رَبِّي سَيَهْدِينِ (99) رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ (100) فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلَامٍ حَلِيمٍ (101) } الصافات .
{ سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ (180) وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ (181) وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (182) } الصافات .
{ قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لَّا يَنبَغِي لِأَحَدٍ مِّنْ بَعْدِي إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ (35) } ص .
{ وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ وَأَوْرَثَنَا الْأَرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ نَشَاء فَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ (74) } الزمر .
{ وَتَرَى الْمَلَائِكَةَ حَافِّينَ مِنْ حَوْلِ الْعَرْشِ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَقُضِيَ بَيْنَهُم بِالْحَقِّ وَقِيلَ
الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (75) } الزمر .
{ سُبْحَانَ رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ (82)}الزخرف.
{ فَلِلَّهِ الْحَمْدُ رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَرَبِّ الْأَرْضِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (36) } الجاثية .
{ قَالَ
رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ (15) أُوْلَئِكَ الَّذِينَ نَتَقَبَّلُ عَنْهُمْ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَنَتَجاوَزُ عَن سَيِّئَاتِهِمْ فِي أَصْحَابِ الْجَنَّةِ وَعْدَ الصِّدْقِ الَّذِي كَانُوا يُوعَدُونَ (16) } الأحقاف .
{ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَن دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِنًا وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَلَا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا تَبَارًا (28) } نوح .
{ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ
إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ (156)
أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ (157) } البقرة .
{ وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لاَّ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ (163) } البقرة .
{ شَهِدَ اللّهُ أَنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلاَئِكَةُ وَأُوْلُواْ الْعِلْمِ قَآئِمَاً بِالْقِسْطِ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (18) } آل عمران .
{ حَسْبِيَ اللّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ (129) }التوبة .
{ قُلْ هُوَ رَبِّي لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ مَتَابِ (30) } الرعد .
{ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَهُ الْأَسْمَاء الْحُسْنَى (8) } طه .
{ وَذَا النُّونِ إِذ ذَّهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَن لَّن نَّقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَن لَّا إِلَهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ (87) فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنجِي الْمُؤْمِنِينَ (88) } الأنبياء .
{ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ (26) } النمل .
{ وَهُوَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَهُ الْحَمْدُ فِي الْأُولَى وَالْآخِرَةِ وَلَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (70) } القصص .
{ هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ (22) هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ (23) هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْمَاء الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (24) } الحشر .
{ إِنْ أُرِيدُ إِلاَّ الإِصْلاَحَ مَا اسْتَطَعْتُ
وَمَا تَوْفِيقِي إِلاَّ بِاللّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ (88) } هود .
{ وَإِن تَوَلَّوْاْ فَاعْلَمُواْ
أَنَّ اللّهَ مَوْلاَكُمْ نِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ (40)} الأنفال .
{ فَسَتَذْكُرُونَ مَا أَقُولُ لَكُمْ
وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ (44)
فَوَقَاهُ اللَّهُ سَيِّئَاتِ مَا مَكَرُوا وَحَاقَ بِآلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذَابِ (45) } غافر .
يا طيب : أدعو الله سبحانه وتعالى بقلب مطمئن ، وسبحه بلب مفعم بالإيمان ، وتوكل عليه وفوض أمرك له فإنه حقا بصير بالعباد ، ومجر دعاء الله وذكره هو تنزيه له من النقص وعن ترك العباد بغير رعاية بل يوصل لهم ما يحتاجون له وقد قال سبحانه :
{ فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُواْ لِي وَلاَ تَكْفُرُونِ (152) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ إِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ (153) } البقرة .
{ وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ (60) } غافر .
{ أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاء الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ قَلِيلًا مَّا تَذَكَّرُونَ (62) } النمل .
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا (41) وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا (42) هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا (43) تَحِيَّتُهُمْ يَوْمَ يَلْقَوْنَهُ سَلَامٌ وَأَعَدَّ لَهُمْ أَجْرًا كَرِيمًا (44) } الأحزاب .
فيا طيب : لو تفكرت في ما في السماء و الأرض لرأيته منسجما مسخرا للإنسان ومتوافقا له بكل ما يحتاجه ، والله سبحانه وتعالى لم يهمل شيء فيه دون رعاية وجعله بأحسن صورة ممكنة ، وبالخصوص الإنسان المفضل على كل شيء ، كرمة بالذكر الناطق المسموع وأمره بتسبيحه وتنزيه من النقص ليطهره وينزل عليه بركاته ويصلي علي ويخرجه من الظلمات إلى نور الكرامة كما عرفت وقد قال سبحانه :
{ اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ قَرَارًا وَالسَّمَاء بِنَاء وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ وَرَزَقَكُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ فَتَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ (64) هُوَ الْحَيُّ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (65) } غافر .
{ وَقِيلَ لِلَّذِينَ اتَّقَوْاْ مَاذَا أَنزَلَ رَبُّكُمْ قَالُواْ خَيْرًا لِّلَّذِينَ أَحْسَنُواْ فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ وَلَدَارُ الآخِرَةِ خَيْرٌ وَلَنِعْمَ دَارُ الْمُتَّقِينَ (30) جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ لَهُمْ فِيهَا مَا يَشَآؤُونَ كَذَلِكَ يَجْزِي اللّهُ الْمُتَّقِينَ (31) الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلآئِكَةُ طَيِّبِينَ يَقُولُونَ سَلامٌ عَلَيْكُمُ ادْخُلُواْ الْجَنَّةَ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ (32)} النحل .
{ وَعَدَ اللّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللّهِ أَكْبَرُ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (72) } التوبة . ويا طيب : أكثر من الاستغفار وتب إلى الله فإنه تعالى قال :
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَّصُوحًا عَسَى رَبُّكُمْ أَن يُكَفِّرَ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ يَوْمَ لَا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعَى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (8) } التحريم .
وأكثر من الصلاة : على نبينا وآله ، وأطلب من الله أن يصلك بنورهم ، فإنه تسبيح الله ورعايته وذكر ملائكته وقد قال سبحانه :
{ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا (56) } الأحزاب .
{ اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِن شَجَرَةٍ مُّبَارَكَةٍ زَيْتُونِةٍ لَّا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ
نُّورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَن يَشَاء وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (35) فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ (36)
رِجَالٌ لَّا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ
عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاء الزَّكَاةِ
يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ (37)
لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَيَزِيدَهُم مِّن فَضْلِهِ وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَن يَشَاء بِغَيْرِ حِسَابٍ (38)
وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَعْمَالُهُمْ كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاء حَتَّى إِذَا جَاءهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئًا وَوَجَدَ اللَّهَ عِندَهُ فَوَفَّاهُ حِسَابَهُ وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ (39) أَوْ كَظُلُمَاتٍ فِي بَحْرٍ لُّجِّيٍّ يَغْشَاهُ مَوْجٌ مِّن فَوْقِهِ مَوْجٌ مِّن فَوْقِهِ سَحَابٌ ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا وَمَن لَّمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِن نُّورٍ (40)
أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُسَبِّحُ لَهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ
وَالطَّيْرُ صَافَّاتٍ كُلٌّ قَدْ عَلِمَ صَلَاتَهُ وَتَسْبِيحَهُ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِمَا يَفْعَلُونَ (41) وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ (42) } النور .
ويا أخي في الإيمان : إن ما عرفت من الدعاء والذكر والتسبيح هو كلام الله يؤدب به عباده ويعلمه لكي يدعوه به ويذكروه به ويسبحوه به ، و :
{ إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ (77) فِي كِتَابٍ مَّكْنُونٍ (78) لَّا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ (79) تَنزِيلٌ مِّن رَّبِّ الْعَالَمِينَ (80) } الواقعة . { إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا (33) } الأحزاب .
فيا طيب : من يحب أن يكون خلقه القرآن فليتلوه ، ومن يحب أن يتحقق بأجمل أدعيته التي أيدها الله وأستحسنها فليذكر ويدعوا بالآيات التي مرت ويختار واحدة منها ، لكي يتطهر ويكون مع الراسخون بعلم القرآن والمطهرون مثله وأهل الذكر الذين زكاهم الله تعالى ، وبعد أن عرفنا هذا فلنذكر أهم ذكر بعد التسبيحات الأربعة .
ثامنا : الصلاة على النبي وآله :
يا طيب : قد عرفت إن أعظم نور الله نازل في أكرم خلقه ، ومنهم يشرق هدى لمن يطلبه بسبيلهم ليتحقق به ، فمن صلى عليهم كما أمر الله تعالى يطهره الله وينزل عليه نوره ، لأنه طلبه بصراط مستقيم وهدى المنعم عليهم القويم ، وفي الصلاة الله على النبي وآله بعد طلبه من الله تعالى لهم معنى جميل .
فهو إقرار لله بالعبودية : ودعاء وطلب وذكر وتقديس لله تعالى ، فنقر بإن الكمال كله لله ، ولا يُطلب إلا منه ، وإن ملكه واسع والمقامات والجاه عنده لا ينفد ، والمنزلة مهما علت يمكن أن تعلو وترتفع ، فإن أكرم الخلق وأعظمهم وأعلاهم منزلة هو محمد وآله ، ومع ذلك يمكن أن نطلب لهم علو ورفعة ومقام أعلى بطلب الصلاة عليهم ، وإنه لا يكون ولا يمكن أن يصل إليهم هذا المقام وهذا النور النازل إلا من الله المقدس عن النقص وأنه تعالى له الكمال المطلق .
فهذا الإقرار من العبد : عبودية حقيقة وعن علم ومعرفة فاهمة وعالية ، وهو أنه لا سبيل لنا لمعرفة عظمته وهداه ودينه وكل ما يحبه ويريده إلا منهم ، وأنهم أكرم خلقه ، ومع ذلك هم محتاجون له ، فكيف بالعبد الداعي المتعلم منهم والمتوجه لله بنور هداهم ومعارفهم وتعاليمهم ، فهذا الإقرار بالصلاة عليهم ، هو توفيق من الله تعالى للعبد المصلي على النبي وآله ليسلك السبيل الصحيح لنيل نوره ، وأن يتحقق بكل خير وأتم تجلي لفيضه تعالى وبكل ما فيه صلاح للعبد دنيا وآخرة ، و بأعلى معانيه واقعا ، فإن الله سبحانه لم يطلب ويحبب الصلاة على النبي وآله إلا لكي يسعدنا ويرشدنا لمحل طلب نوره وكل كرامة منه ، وإنه تعالى عرفنا طريق الكمال وسبيله وبكل صراحة ونص جميل لا يقبل التأويل ، ولذا جاء في معناها وفضلها أحاديث كثيرة ، وحبها المؤمنين حبا لله ، ولما أمرنا وعلمنا من ذكره وتسبيحه وتسبيح وذكر ملائكته والمؤمنين الحقيقيين ، وقد كتبنا بحثا مفصلا في معنى الصلاة على النبي وآله ، وهذا مختصرا لما كتبناه .
قال الله سبحانه وتعالى :
{ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا
صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا (56) } الأحزاب .
قال أبو عبد الله عليه السلام :
من صلى : على محمد وآل محمد ، عشرا .
صلى : الله عليه وملائكته ، مائة مرة .
ومن صلى : على محمد وآل محمد مائة مرة .
صلى الله عليه وملائكته ألفا .
أما تسمع قول الله عز وجل : { هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَ مَلائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى النُّورِ وَ كانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيماً } .
و قال صلى الله عليه وآله وسلم :
من صلى : علي مرة ، صليت عليه عشرا .
ومن صلى : علي عشرا ، صليت عليه مائة .
فليكثر : امرؤ منكم الصلاة علي أو فليقل .
و ذكر في جامع الأخبار قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :
من صلى علي مرة : صلى الله عليه عشرا .
و من صلى علي عشرا : صلى الله عليه مائة مرة .
و من صلى علي مائة مرة : صلى الله عليه ألف مرة .
و من صلى الله عليه ألف مرة : لا يعذبه الله في النار أبدا .
و قال صلى الله عليه وآله وسلم :
من صلى علي مرة : فتح الله عليه بابا من العافية .
و قال : من صلى علي مرة : لم يبق له من ذنوبه ذرة .
و قال صلى الله عليه وآله وسلم : من صلى علي مرة : صلت عليه الملائكة ، و من صلت عليه الملائكة صلى الله عليه , و من صلى الله تعالى عليه ؛ لم يبق في السماوات و الأرض شيء إلا و يصلي عليه .
و قال صلى الله عليه وآله وسلم : من صلى علي مرة : خلق الله تعالى يوم القيامة على رأسه نورا ، و على يمينه نورا ، و على شماله نورا ، و على فوقه نورا ، و على ظهره نورا ، و على تحته نورا ، و في جميع أعضائه نورا .
وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : من صلى على محمد و آل محمد ، مائة مرة ، قضى الله تعالى له مائة حاجة .
وعن معاوية بن عمار عن أبي عبد الله عليه السلام قال :
من قال في يوم مائة مرة :
ربِ صلِ : على محمد و على أهل بيته .
قضى الله له : مائة حاجة ، ثلاثون منها للدنيا ، و سبعون منها للآخرة .
يا طيب : هذه قسم من أحاديث ضرورة تكرار الصلاة على النبي وآله ، وتجد تفصيل البحث في صحيفة الطيبين باب الصلاة على النبي وآله .
ويا طيب : لابد للإنسان من إمام اليوم ، ويدعى به يوم القيامة ، ولم يدعي أحد الإمامة المطلقة والعصمة بحق إلا نبينا وآله ، ولهم يشهد الله ورسوله وكل شيء ، وقد قال سبحانه :
{ يَوْمَ نَدْعُو كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ
فَمَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَأُوْلَئِكَ يَقْرَؤُونَ كِتَابَهُمْ وَلاَ يُظْلَمُونَ فَتِيلاً (71 )
وَمَن كَانَ فِي هَذِهِ أَعْمَى فَهُوَ فِي الآخِرَةِ أَعْمَى وَأَضَلُّ سَبِيلاً (72) }الإسراء .
وقد قال الله في بيان أئمة الحق :{ وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَوْلآ أُنزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِّن رَّبِّهِ إِنَّمَا أَنتَ مُنذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ (7) } الرعد .
والنبي هو المنذر : والإمام بعده هو الهادي ، ولا يكون إن من آله الذي أمر بالصلاة عليهم والتسليم لهم ، كما في الصلاة على النبي وآله والتي قالوا :
من لم يصلي عليكم لا صلاة .
فـيا رب : اللَّهُمَّ عَرِّفْنِي نَفْسَكَ فَإِنَّكَ إِنْ لَمْ تُعَرِّفْنِي نَفْسَكَ لَمْ أَعْرِفْ نَبِيَّكَ
اللَّهُمَّ عَرِّفْنِي رَسُولَكَ فَإِنَّكَ إِنْ لَمْ تُعَرِّفْنِي رَسُولَكَ لَمْ أَعْرِفْ حُجَّتَكَ
اللَّهُمَّ عَرِّفْنِي حُجَّتَكَ فَإِنَّكَ إِنْ لَمْ تُعَرِّفْنِي حُجَّتَكَ ضَلَلْتُ عَنْ دِينِي .
وقد قلت سبحانك : إن هداك عند أولي نعمتك وهم نبينا وآله ، وقد أمرتنا بأتباعهم ، فوفقني للكون على صراطهم المستقيم ، وأنا أدعوك كما أمرت وأدبتنا فقلت :
{ بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (1) الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (2) الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ (3) مَلِكِ يَوْمِ الدِّينِ (4) إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ (5)
اهدِنَا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ (6) صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ (7) } الفاتحة .
وأنك قلت نعيمك لنبينا وعرفته لنا بكثرة الخير له و اآله وقد قالت له :
{ وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ (11) } الضحى .
{ ِبسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ (1) فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ (2) إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ (3) } الكوثر .
وإنك عرفتنا : إن الإمامة في ذرية طيبة ، وإن الإمامة مستمرة وإني أعتقد مستمرة لهم حتى يوم القيامة كما قلت :
{ وَالَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ لَمْ يَخِرُّوا عَلَيْهَا صُمًّا وَعُمْيَانًا (73)
وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا (74) }الفرقان .
فيا ربي : إني لا أعرف أئمة للمتقين بحق على طول تأريخنا ، إلا نبيك وآله ، وقد قلت سبحانك تعرفنا بما كرمتهم وجعلتهم صادقين ووهبتهم الكتاب والحكمة وقد قلت :
{ أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنَآ آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُم مُّلْكًا عَظِيمًا (54) فَمِنْهُم مَّنْ آمَنَ بِهِ وَمِنْهُم مَّن صَدَّ عَنْهُ وَكَفَى بِجَهَنَّمَ سَعِيرًا (55) }النساء .
{ فَمَنْ حَآجَّكَ فِيهِ مِن بَعْدِ مَا جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْاْ نَدْعُ
أَبْنَاءنَا وَأَبْنَاءكُمْ وَنِسَاءنَا وَنِسَاءكُمْ وَأَنفُسَنَا وأَنفُسَكُمْ
ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَل لَّعْنَةُ اللّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ (61)
} آل عمران .
{ ذَلِكَ الَّذِي يُبَشِّرُ اللَّهُ عِبَادَهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ
قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى
وَمَن يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَّزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْنًا إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ شَكُورٌ(23) }الشورى .
فيا ربي حقا إني قد :
رضيت بالله رباً وبمحمد نبيناً وبالإسلام ديناً وبالقرآن كتاباً وبالكعبة قبلتاً وبعلي ولياً وإماماً وبالحسن والحسين وعلي بن الحسين ومحمد بن علي وجعفر بن محمد وموسى بن جعفر وعلي بن موسى ومحمد بن علي وعلي بن محمد والحسن بن علي والحجة القائم المهدي أئمة صلوات الله عليهم ، اللهم إني رضيت بهم أئمة ،
فأرضني لهم إنك على كل شيء قدير .
اللهمَّ كُنْ لِوليكَ الحُجّةَ بنَ الحسنِ العَسكَري ، صَلواتُ اللهِ عَليهِ وَعَلى آبائِهِ ، في هذهِ السّاعةِ وَفي كُلِّ ساعةِ ولياً وحافِظاً وقائِداً وناصِراً ودليلاً وَعيناً حتّى تُسكِنهُ أرضكَ طَوعاً وَتمتعهُ فيها طويلاً وَهَبْ لَنا رَأفتهُ وَرَحمتهُ وَدَعوتهُ ودُعائهُ وَخيرُه ما نَنالُ بِهِ سَعَة مِنْ فَضلِكَ وَفوزاً عِندَكَ يا كريمُ .
تاسعا : تسبيح فاطمة وتراب كربلاء:
يا طيب : من جملة ما زينا به صفحات برنامج ذكر الله ، فضل تسبيح فاطمة الزهراء عليها السلام ، وبسبحة من تراب كربلاء ، ولمعرفة المزيد عن فضل التسبيح بسبحة تراب كربلاء والسجود لله عليه وغرضه راجع ما كتبنا في قصة المتبصر بتراب كربلاء ، كما وأنه قد قرنت قصة التسبيح بتراب كربلاء بتسبيح الزهراء بعد الصلاة وعند النوم وفي تعقيبات الصلاة ، بل في كل حين ومكان ممكن ، وقد كانت مرافقة لذكر الله المفرد وتسبحيه بأعلى كلمات التسبيح التي عرفها البشر ، ولمعرفة المزيد راجع صحيفة الطيبين ، وسيأتي تمام البحث في قصة تسبيح الكائنات إن شاء الله ، وهذه بعض الأحاديث في فضل التسبيح بتراب كربلاء وتسبيح فاطمة الزهراء عليها السلام :
روي عن بعض أصحاب : أَبِي الْحَسَنِ مُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ عليه السلام قَالَ : دَخَلْتُ إِلَيْهِ ، فَقَالَ : لَا تَسْتَغْنِي شِيعَتُنَا عَنْ أَرْبَعٍ :
خُمْرَةٍ يُصَلِّي عَلَيْهَا ، وَ خَاتَمٍ يَتَخَتَّمُ بِهِ ، وَ سِوَاكٍ يَسْتَاكُ بِهِ .
وَ سُــبْـحَـةٍ مِنْ طِـيـنِ قَـبْـرِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام .
فِيهَا ثَـلَاثٌ وَ ثَـلَاثُــونَ حَـبَّـةً .
مَتَى قَلَبَهَا : ذَاكِراً لِلَّهِ ، كُتِبَ لَهُ بِكُلِّ حَبَّةٍ أَرْبَعُونَ حَسَنَةً .
وَ إِذَا قَلَبَهَا : سَاهِياً يَعْبَثُ بِهَا ، كُتِبَ لَهُ عِشْرُونَ حَسَنَةً.
تهذيب الأحكام ج6ص75ب22ح16.
و روي عن الإمام الصادق عليه السلام أنه قال :
من أدار الحجر : من تربة الحسين عليه السلام ، فاستغفر به مرة واحدة ، كتب الله له سبعين مرة .
و إن مسك السبحة بيده : و لم يسبح بها ، ففي كل حبة منها سبع مرات.
مصباح المتهجد ص735.
و روى أبو القاسم محمد بن علي عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال :
من أدار الحجير من التربة ، و قال :
سبحان الله و الحمد لله و لا إله إلا الله و الله أكبر .
مع كل حبة منها كتب له بها ستة آلاف حسنة ، و محي عنه ستة آلاف سيئة ، و رفع له ستة آلاف درجة ، و أثبت له من الشفاعة مثلها .
كتاب المزار ص66ب151ح3 .
مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ قَالَ قَالَ الصَّادِقُ عليه السلام :
السُّجُودُ عَلَى طِينِ قَبْرِ الْحُسَيْنِ عليه السلام ، يُنَوِّرُ إِلَى الْأَرَضِينَ السَّبْعَةِ .
وَ مَنْ كَانَتْ مَعَهُ سُبْحَةٌ مِنْ طِينِ قَبْرِ الْحُسَيْنِ عليه السلام ، كُتِبَ مُسَبِّحاً وَ إِنْ لَمْ يُسَبِّحْ بِهَا .
وسائل الشيعة ج5ص365ب16ح6806.
روي عن الإمام الصادق عليه السلام أنه قال :
من اتخذ سبحة : من تربة الحسين عليه السلام ، إن سبح بها .
و إلا سبحت : في كفه ، و إذا حركها و هو ساه كتب له تسبيحة .
و إذا حركها : و هو ذاكر الله تعالى كتب له أربعين تسبيحة .
بحار الأنوار ج82ص340ح32.
ويا طيب : كثرة الحسنات وقلتها حسب التوجه والإيمان والقصد والغفلة وحب الله وفضله وتصديق كرمه ومنّه ، وحالات الإنسان مختلفة وتوجهه متفاوت ، ولذا قد ترتفع في الكرامة والفضل وقد تقل ، وإن قليلها لكثير يدخلنا في رحمة الله وكرامته .
و روى : عبد الله بن إبراهيم بن محمد الثقفي عن أبيه ، عن الإمام الصادق جعفر بن محمد عليه السلام :
إن فاطمة عليها السلام : كانت مسبحتها من خيط صوف مفتل ، معقود عليه عدد التكبيرات.
فكانت : بيدها تديرها ، تكبر و تسبح .
إلى أن قتل : حمزة بن عبد المطلب ، فاستعملت تربته و عملت التسابيح ، فاستعملها الناس .
فلما قتل الحسين عليه السلام : و جدد على قاتله العذاب عدل بالأمر عليه ، فاستعملوا تربته لما فيها من الفضل و المزية .
كتاب المزار ص150ب66ح1.
و في كتاب الحسن بن محبوب : قال أبا عبد الله عليه السلام :
المسبحة : التي من طين قبر الحسين عليه السلام .
تسبح : بيد الرجل من غير أن يسبح .
قال و قال : رأيت أبا عبد الله عليه السلام و في يده السبحة منها .
فقيل له : في ذلك ؟
فقال : أما إنها أعود علي . أو قال : أخف علي .
كتاب المزار ص151ب66ح4.
وأعود علي : أي في النفع وكثرة الحسنات ، أو تخفف عن هموم وغموم وتخلي النفس من موانع نزول النور ، أي تهيئ النفس لاستقبال فيض فضل الله تعالى .
وعن محمد بن مسلم قال : قال أبو جعفر عليه السلام :
من سبح : تسبيح الزهراء عليها السلام .
ثم استغفر : غفر له .
و هي : مائة باللسان ، و ألف في الميزان ، و تطرد الشيطان ، و ترضي الرحمن .
ثواب الأعمال 163.
وقال أبو عبد الله الصادق عليه السلام :
إذا أوى : أحدكم إلى فراشه .
ابتدره : ملك كريم ، و شيطان مريد .
فيقول له الملك : اختم يومك بخير و افتح ليلك بخير .
ويقول له الشيطان : اختم يومك بإثم ، و افتح ليلك بإثم .
قال : فإن أطاع الملك الكريم ، و ختم يومه بذكر الله ، و فتح ليله بذكر الله ، إذا أخذ مضجعه : و كبر الله أربعا و ثلاثين مرة ، و سبح الله ثلاثا و ثلاثين مرة ، وحمد الله ثلاثا و ثلاثين مرة .
زجر الملك : الشيطان عنه فتنحى ، وكلأه الملك حتى ينتبه من رقدته .
فإذا انتبه : ابتدر شيطانه .
فقال له : مثل مقالته قبل أن يرقد .
و يقول له الملك : مثل ما قال له قبل أن يرقد .
فإن ذكر الله عز و جل العبد : بمثل ما ذكره أولا ، طرد الملك شيطانه عنه فتنحى ، وكتب الله عز وجل له بذلك قنوت ليلة.
فلاح السائل ص279ف30 .
ويا طيب : للتفصيل راجع صحيفة الطيبين ، وقصة تسبيح الكائنات ، وقصة المتبصر بتراب كربلاء ، وصحيفة الإمام الحسين عليه السلام ، صحيفة التوحيد وشرح الأسماء الحسنى من موسوعة صحف الطيبين ، وأسأل الله سبحان أن يعطي الثواب المذكور في الروايات لمن يقلب السبحة من تراب كربلاء عابثا أو ساهيا وغافلا أو متذكرا قاصدا للتسبيح ، فإنه أرحم الراحمين وهو على كل شيء قدير .
فيا طيب : سبح الله سبحانه قاصدا ولو مرة باليوم ، ولا تدع الثواب العظيم يفوتك ، فإن الدنيا مزرعة الآخرة ، وإنه بمثل هذه الأذكار والتسابيح ترتاح الروح الطيبة ، وتتنفس النفس المؤمنة عن هم الدنيا وغمها وأتعاب العمل ، وتطمئن القلوب الوله بذكره سبحانه .
فحرك لسانك الطيب : بتسبيح الله ، ولو لدقيقة أو أكثر باليوم ، وكن مع الله بقلبك دائما وبنية ذكر الله تعالى قاصدا ، وأطمئن برحمة الله ، فتغلب القلق وكل وهم ومشاكل العمل وكل هموم الدنيا بفضله ومنّه ، ومن يعمل بالجوال والحاسب ساعات يحتاج لراحة عدة دقائق ، فأجعل قربك سبحة أو حتى بأصابعك العد أو بدون عد، يحسب لك حسنات تُفرحك وتسرك من الآن إلى نور الجنان بعد عمرا طويلا .
عاشرا : خاتمة في معارف برنامج ذكر الله :
يا طيب : توجد في يمين برنامج سبحان الله أدعية الأيام والساعات المختصة بأهل البيت عليهم السلام ، ولكي لا يطول البحث راجع صحيفة الطيبين ، وقد ذكرناها هناك حول ساعة بترتيب مريح ، أو تراجعها في نفس البرنامج عند الضغط على محلها.
وأعلم يا أخي : إن كل شيء في التكوين يسبح بحمد الله ، ولكن لا نفقه تسبيحهم ، ويعرفنا عظمة خالقه ويرينا قدرته وعلوه ، ولا تحرم نفسك تسبيح الله وتكون أقل من الحيوان والجماد ، فإنه وإن كان تسبح الله بوجودك ، ولكنه جعلك الله إنسان كامل وعرفك عظمته بعد أن سخر لك كل شيء ممن يسبحه ، فلا تأكل رزق الله المسبح وتكون عاصي وكافر لأنعمه ، فهذا خلاف الإنصاف والعدل ، بحيث ينعم عليك الله بنعم طيبة كريمة حلال مباحة وأنت تصرفها في ما يُبعد عنه .
فإن الله كريم حليم : يمد عباده رزقه ويقيم عليهم الحجة ، فإن أطاعوه نعمهم بها ، وإن عصوه حرمهم وجعل وجودهم يحترق بنار الحرمان ، فإنه من يعاند طلب الخير لنفسه بلسانه ووجوده ، فلا يحق له أن يعترض على غيره ويلوم من حذره العقاب ، وبشره بأحسن الثواب إن طلب منه وسبح الله ليرفع نقصه ويتم عليه نعمه أبدا ، ولمعرفة هذا المعنى تدبر الآيات الآتية ، والتي قال فيها سبحانه وتعالى :
{ بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (1) لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يُحْيِي وَيُمِيتُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (2)
هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (3) } الحديد .
{ سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (1) ...... هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ (22)
هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ (23)
هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْمَاء الْحُسْنَى
يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (24) } الحشر .
{ اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِن شَجَرَةٍ مُّبَارَكَةٍ زَيْتُونِةٍ لَّا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُّورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَن يَشَاء وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (35)
فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّــــحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ (36) رِجَالٌ لَّا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاء الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ (37) لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَيَزِيدَهُم مِّن فَضْلِهِ وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَن يَشَاء بِغَيْرِ حِسَابٍ (38)
وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَعْمَالُهُمْ كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاء حَتَّى إِذَا جَاءهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئًا وَوَجَدَ اللَّهَ عِندَهُ فَوَفَّاهُ حِسَابَهُ وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ (39) أَوْ كَظُلُمَاتٍ فِي بَحْرٍ لُّجِّيٍّ يَغْشَاهُ مَوْجٌ مِّن فَوْقِهِ مَوْجٌ مِّن فَوْقِهِ سَحَابٌ ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا وَمَن لَّمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِن نُّورٍ (40)
أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُسَبِّـــحُ لَهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالطَّيْرُ صَافَّاتٍ كُلٌّ قَدْ عَلِمَ صَلَاتَهُ وَتَسْبِيحَهُ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِمَا يَفْعَلُونَ (41) } النور .
يا طيب : إن الله عرفنا هداه ونوره النازل من خلال معارف وتصرف رجال يذكرون الله بكل حال له ويسبحوه بالغدو والآصال ، ولا يلهيهم شيء عن ذكر الله وتسبيحه ، و جعل نوره لهم ومنهم يصدر لأنهم يسبحون الله سبحانه ، وعرفنا إن من يكفر أنعم الله فما له من نور ، ثم عرفنا سبحانه أن كل شيء يسبح الله حتى الطير وكل شيء قد علم صلاته وتسبيحه ، فلا تكن جاهلا بما عرفك أئمة الحق وأولياء الله ورجاله المختارون للإشراق بنوره ، ولذا جعلنا في البرنامج ساعة تعرفنا بهم بالإضافة لما عرفت من فضل الصلاة على النبي وآله صلى الله عليهم وسلم .
ومن يعرف محل هدى الله والمشرقون بنوره حينها يحلو له التسبيح والذكر ويطمئن قلبه حقا ، ويصدق عليه حين يسبح الله ويذكره ما قال سبحانه :
{ الَّذِينَ آمَنُواْ وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللّهِ
أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ (28) } الرعد .
وحينها من يذكر الله يذكره الله كما قال سبحانه :
{ فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُواْ لِي وَلاَ تَكْفُرُونِ (152) }البقرة .
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا (41) وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا (42) هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا (43) تَحِيَّتُهُمْ يَوْمَ يَلْقَوْنَهُ سَلَامٌ وَأَعَدَّ لَهُمْ أَجْرًا كَرِيمًا (44)
يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا (45) وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُّنِيرًا (46) وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ بِأَنَّ لَهُم مِّنَ اللَّهِ فَضْلًا كَبِيرًا (47) .....
إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا (56) إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُّهِينًا (57) وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينًا (58) } الأحزاب .
وحينها : من يعرف أولياء الله حقا ومن عاداهم ومنع حقهم ، يعرف من يحب ويوالي ، ومن يجب أن يبغض ويلعن ، ويكون تسبيح لله وذكره له الثواب العظيم ، ولم يكفر أنعم الله ، بل يشكر نعمة الهداية وعارف بأصحاب الصراط المستقيم حقا ، ويأنس بذكر الله حقا وقد قال سبحانه :
{ وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لَا يَمُوتُ
وَسَـبِّحْ بِحَمْدِهِ وَكَفَى بِهِ بِذُنُوبِ عِبَادِهِ خَبِيرًا (58) }الفرقان .
فيا طيب : سبح الله مع برنامج سبحان الله بما تحب من الذكر ، وإن لمعرفة عظمة الله وللرغبة في الإيمان الراسخ والذي يجعلك ذاكرا مسبحا لله في كل حين ، فعليك بصحف التوحيد من موسوعة صحف الطيبين ، فإنه بمثلها يختم علم التوحيد والمعرفة بعظمة الله تعالى ، وإن لفيها أعلى معارف التوحيد والطلب من الله سبحانه وتعالى ، وتنطوي بها خلاصة الكون في عبودية الله تعالى في كل حين ، وهي مَن يؤمن بها يكون من الراغبين بالذكر الكثير في أجمل مراتبه ، وهي للمؤمن بعد الواجبات فيها أكرم وأفضل المستحبات وأعلى الطاعات ، ويكون ممن يواظبون على جعل برنامج سبحان الله مرافقا لهم ، وبالخصوص إن عملوا مثله بأصواتهم وصور يحبونها ، فإنه في برامج الفلاش المفتوح جعلنا ملفات يمكن الاستفادة منها لعمل مثله أو أحسن منه .
واعلم يا أخي المؤمن : إن في تسبيح الله في كل حين وتذكره في أعز ساعات العمل ، وبالخصوص حين العمل على الحاسب ، يرينا إن الإنسان حقا مخلصا لله ، وقد حصل على أعلى معاني التربية والأخلاق الإسلامية ، وتكرم بأفضل الآداب الربانية ، وتكون حقيقة نفسه الذاكرة الله فرحه مستأنسة به ، ومطمئنا قلبه بمجده ، وولها بترقب فضله ، وحذرا مما يوقعه في ما يبعد عن فضله ونوره ، فلا يفكر في معصيته ، وإن هجم عليه شيء من وساوس الشيطان تذكر وأناب بأسرع من البرق .
لأنه يا طيب : في برنامج سبحان الله يتم لنا الكون مع الله سبحانه بأعلى طاعة لمن يؤمن بالله ويصدق قلبه لسانه ونظره نيته ، فيكون مسبحا ذاكرا عفوا وقصدا ، وغفلة ونسيانا وعمدا ومتوجها لله كلما سنحت الفرصة، بل صفحات برنامج سبحان الله تذكرنا بالله حتى أثناء العمل ، فنكون في كل حين في طاعة وعبودية لله ، وهذا غاية مطاف العلماء ، وما يصبوا له العرفاء ، وغاية الناس المتقين الطيبين الطاهرين الشرفاء ، فإنها تحقق بنور المجد الإلهي لمن يواظب عليها ويضعها أمامه ، فيذكر الله بها كلما أراد أن يرتاح ليكون في نور على نور ، ويكون في راحة على راحة ، وفي سرور وحبور بتوفيق الله وبتأييده وبنصر الملائكة له ، لأنها تذكرك ذكر الله تعالى بأنواع الذكر ، ويمكن أن تختار ذكر وتكرره مرات عشرة ، بل سبعون ، بل مائة ، أو مائة وأربعة عشر بعدد سور القرآن والله وحد والمعصومين أربعة عشر ، أو ثلاثمائة وثلاثة عشر عدد أهل بدر وأصحاب الحجة ، بل يمكن أن تذكر الله ألف مرة بل آلاف .
ويمكن أن تختار رقما دينينا : أو عزيزا عليك فتكرر الذكر بعدده ، وبكل نيتك ووجودك أن تشكر الله وتسبحه وتقدسه به ، وإنك في صميم نفسك تحب أن تكون من الذاكرين ، وحينها يا أخي سترى آثار جميلة في روحك وبدنك وقلبك ، ولم تكن تعرفها من قبل ، وترى كرامة الله لك ، وتأييده لك ، والنصر في كل أمور الدنيا ، والخلاص من كل الهموم فلا تعرف لها معنى بعد كونك مع الله إن شاء الله .
فأذكر الله : بما عرفت من الذكر وخيرها كما عرفت :
بسم الله الرحمن الرحيم ، بالخصوص عند شروع العمل ، ثم الصلاة على نبينا وآله بقولك : اللهم صل على محمد وآل محمد ، أو تختار التسبيحات الأربعة مجتمعة أو أحدها ، سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ، أو تختار أحد الأسماء الحسنى التي عرفتها وتردده ، أو وتقول : يا رب ، يا الله ، يا رحمن يا رحيم ، يا حي يا قيوم .... أو أحد الأدعية التي عرفتها سواء من كتاب الله أو من الأدعية المرفقة في أدعية الأيام والساعات ، وتختارها كلها أو فقرة منها بل جملة منها مناسبة لك .
ولا تنسى يا طيب الاستغفار وقل : استغفر الله ربي وأتوب إلى الله .
ويا طيب : إن اخترت ذكرا فواظب عليه وكرره ، وأذكر الله تعالى به ، فإنه كل شيء يسبح بحمد ربه ويطلب الفضل منه ، وإنك كريم وأخ مؤمن وإنسان فاضل وليس بأقل من الجماد والحيوان ، بل هي مسخرة لك وحلال لك طيب بفضل الله ، فأصرف ما تتنعم به منها في طاعة الله ، وبالخصوص فكرك ولسانك وعلمك وقولك ، ولو لدقيقة في اليوم ، وإنك تدعي الإيمان وحب الرب الرحمان المتفضل المنان ، فأجعل هذه الصفحات لهذا البرنامج سبحان الله أمامك ، وسبحه نظرا وعلما وقولا وسماعا : { وَاذْكُر رَّبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعاً وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ وَلاَ تَكُن مِّنَ الْغَافِلِينَ (205) إِنَّ الَّذِينَ عِندَ رَبِّكَ لاَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيُسَبِّحُونَهُ وَلَهُ يَسْجُدُونَ (206) } الأعراف .