بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد
نرحب بكم يا طيب في

موسوعة صحف الطيبين

في أصول الدين وسيرة المعصومين



التحكم بالصفحة + = -
❀✺✸☼❋❉❈❊

تكبير النص وتصغيره


النص المفضل

لون النص والصفحة
حجم النص

____ لون النص ____

أحمر | أزرق | أخضر | أصفر |
أسود | أبيض | برتقالي | رمادي |

____ لون الخلفية ____




صحيفة فلقة القمر القاسم بن الحسن
المجاهد الشهيد الصديق الوفي

عليه السلام


تأليف : خادم علوم آل محمد عليهم السلام الشيخ حسن جليل الأنباري

صحيفة القاسم بن الحسن عليه السلام

صحيفة فلقة القمر القاسم بن الحسن عليه السلام

صحيفة فلقة القمر القاسم بن الحسن عليه السلام
من هنا
تَنْزِيلُ الصَّحِيفَةُ وَقِرَاءتُها

كتاب الكتروني بي دي اف pdf

جيد للقراءة والمطالعة على الجوال والحاسب

معنى القاسم ب

أبوذية معنى القاسم
رحم الله الشيخ الأنباري إذ قال :

سلام الله على نجل الحسن السبط قاسم

من على نصر عمه الحسين حلف قاسم

على شهادة له أحلى من العسل  قاسم

له رب العلى مع أبوالقاسم وقاسم البرية


سلام الله على نجل الحسن السبط قاسم

 

معنى قاسم اسم للحُسن :

قاسم : قسُم الوَجْهُ حَسُنَ وجمُل ، اسم يطلق على الإنسان جميل الصورة مأخوذ من حُسن قسمات الوجه ، و قاسم اسم لابن الإنسان الكامل وسيد الإنسانية وسيد المرسلين وخاتم النبيين أبو القاسم محمد صلى الله عليه وآله ، وإحياء لهذه الكنية المباركة الكريمة سمى الإمام السبط المجتبى الحسن عليه السلام اسم أبنه قاسم فكانوا اسم على مسمى ويجدر به وهو أهل له ، ويكنى به أيضا ، وباسم قاسم سمى كثير من المؤمنين أسماء أبنائهم على طول الزمان حبا للنبي ولآله ولألقابهم وكناهم صلى الله عليهم وسلم ، وقد قتله أعداء الله ورسوله فاستشهد القاسم بن الحسن الشجاع الأبي عليه السلام في كربلاء بعد علي الأكبر ابن الحسين الشهيد في يوم 10 محرم سنة 61 للهجرة ، وبعده أخوته كما سيأتي بيانه ....

 

مزيد بيان لمعنى قاسم :

قاسم : قسيم ، حسن الوجه ، و فلان‏ قَسِيمُ‏ الوَجْهِ ، و مُقَسَّمُ‏ الوجهِ ؛ و كعب اليشكري قال في امرأَته :

و يَوْماً تُوافِينا بَوجْهٍ‏ مُقَسَّمٍ

كأَنْ ظَبْية تَعْطُو إِلى وارِق السَّلَمْ‏

و قول الربيع بن أَبي الحُقَيْق :

بأَحْسَنَ منها و قامَتْ تريك‏

جَهاً كأَنَّ عَلَيْه‏ قَسَاما

أَي حُسْناً .

في حديث أُم معبد : قَسِيمٌ‏ وَسِيم.

فالقَسامةُ : في الوجه الحُسن ، و رجل‏ مُقَسَّم‏ الوجهِ أَي جميل كله ، كأَن كل موضع منه أَخذ قِسْماً من الجمال .

و يقال : لحُرِّ الوجه قَسِمة بكسر السين ، و جمعها قَسِماتٌ‏ ، و رجل‏ مُقَسَّمٌ‏ و قَسِيم‏ و الأُنثى‏ قَسِيمَة ، و قد قَسُمَ‏ . و قول العجاج:

الحمدُ للهِ العَلِيّ الأَعْظَمِ _ باري السَّماواتِ بِغَيْرِ سُلَّمِ‏

و رَبِّ هذا الأَثَرِ المُقَسَّمِ _ مِن عَهْد إِبراهيمَ لَمَّ يُطْسَمِ‏

أَراد المُحَسَّن، يعني مَقام إِبراهيم، عليه السلام، كأَنه‏ قُسِّم‏ أَي حُسِّن ، و وَشْيٌ‏ مُقَسَّمٌ‏ أَي مُحَسَّنٌ.

و القَسِمَةُ : الحُسن. و القَسِمَةُ : الوجهُ ، و قيل: ما أَقبل عليك منه ، و قيل: قَسِمَةُ .

لسان العرب ج12ص483 .

 

أبو القاسم كنية النبي الأكرم :

ويا طيب : عرفت أن معنى القاسم ، هو مأخوذ من قسامة الوجه الجميل وحُسن الصورة ، والتي خصت بأجمل البشر وأحسنهم وأطيبهم وأطهرهم نبي الرحمة وآله الكرام ، ولا غروا أن يسمي النبي الأكرم أول ولده القاسم ، حتى كان يكنى أبو القاسم صلى الله عليه وآله ، بل كان قاسم وصفا له كما :

قال المقريزي في حديث أم معبد في صفة النبي الأكرم : رأيت رجلا : ظاهر الوضاءة ، حسن الخلق ، مبلج الوجه ، ...

قَسِيمٌ‏ وَسِيم :  ... ، إذا صمت فعليه الوقار ، وإذا تكلم سماه وعلاه البهاء ، حلو المنطق ....

إمتاع الأسماع ج5ص204ح59 .

ورحم الله سعدي الشيرازي : أخذ هذا المعنى ، فقال يصف و يمدح سيد المرسلين النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم :

كريمُ السجايا جميلُ الشيم

نبي البرايا شفيعُ الاُمم

شفيعٌ مطاعٌ نبىٌّ كريمٌ

قسيمٌ جسيمٌ نسيمٌ وسيمٌ

وله أيضا في وصف النبي الأكرم :

بَلَغَ العُلي بِكَمالِهِ

كَشَفَ الدُّجي بِجَمالِهِ

حَسُنَتْ‌ جَمِيعُ خِصالِهِ

صَلُّوا عَلَيْهِ‌ وَآلِهِ

 

وقال القاضي النعمان من المتقدمين :

و كانت خديجة عليها السلام : من أفضل نسائه، و كل ولده منه ، خلا إبراهيم فإنه من مارية القبطية، و ولدت له أكبر ولده .

‏ و هو القاسم‏ : و به كان يكنى صلوات اللّه عليه و آله ، و هو أكبر الذكور من ولدها منه ، ثم الطيّب ثم الطاهر، و أكبر بناتها منه رقية ثم زينب ثم أمّ كلثوم ثم فاطمة عليها و عليهم السّلام .

شرح الأخبار في فضائل الأئمة الأطهار عليهم السلام، ج‏1ص185.

وعن مسعدة بن صدقة قال: حدثني جعفر بن محمد عن أبيه عليه السلام قال:

 وُلِدَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ مِنْ خَدِيجَةَ : الْقَاسِمُ‏ ، وَ الطَّاهِرُ ، وَ أُمُّ كُلْثُومٍ ، وَ رُقَيَّةُ ، وَ فَاطِمَةُ ، وَ زَيْنَبُ .

 فَتَزَوَّجَ عَلِيٌّ عَلَيْهِ السَّلَامُ : فاطمة عليها السلام ، و تزوج أبو العاص بن ربيعة و هو من بني أمية زينب ، و تزوج عثمان بن عفان أم كلثوم و لم يدخل بها حتى هلكت، و زوجه رسول الله صلى الله عليه و آله مكانها رقية .

ثُمَّ وُلِدَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ : من أم إبراهيم ، إبراهيم ، و هي مارية القبطية ، أهداها إليه صاحب الإسكندرية مع البغلة الشهباء وأشياء معها.

قرب الإسناد ص9ح 29 .

ويا طيب : مات القاسم والطاهر صغيرين قبل البعثة ، وإبراهيم أيضا توفي قبله ، وكل بناته ماتن قبله ، إلا فاطمة الزهراء ولدت بعد البعثة ، وهي سيدة نساء أهل الجنة عليها السلام ، ومن أحبها وأحب ولدها وولد ولدها القاسم وأحفاده ، فهو معها ومع أبيها مع الشهداء والصديقين وحسن أولئك رفيقا ، جعلنا الله معهم .

يا طيب : وأعظم نداء يكسر القلب ويدمع العين ويثير الحزن حتى يأسى ويبكي أقسى العصاة ، هو نداء أول مجلس وقرايه على الإمام الحسين عليه السلام ، بعد نداء زينب عليها السلام ، هو نداء أم كلثوم جدها أبو القاسم صلى الله عليه وآله وسلم ، وهو بعد مقتل الحسين عليه السلام مباشرة :

فلما نظر : أخوات الحسين وبناته وأهله إلى الفرس ليس عليه أحد ، رفعن أصواتهن بالبكاء والعويل .

وقال صاحب المناقب و بن أبي طالب : 

 ووضعت أم كلثوم : يدها على أم رأسها ، ونادت: و محمداه ، وا جداه ، وا نبياه.

 وا أبا القاسماه : وا علياه ، وا جعفراه ، وا حمزتاه ، وا حسناه .

 هذا حسين : بالعراء ، صريع بكربلا .

 مجزوز : الرأس من القفا ،  مسلوب العمامة والرداء .

 ثم غشي عليها .

 مقتل الخوارزمي ج2ص41 ، الأمالي‏ للصدوق ص163م30ح1. روضة الواعظين ج1ص188 .  بحار الأنوار ج45ب37ص60ح2.

 

مختصر حياة الإمام الحسن :

يا طيب : قبل أن نذكر القاسم عليه السلام وشهادته ، فلاد من ذكر مختصر من حياة والده الإمام الحسن عليه السلام ، وأسماء أخوته ، حتى نعرف بعض شأنه الكريم وفضله وعلو قدره ، وإنه من عينة السلالة الطاهر للنبوة والولاية ، وقد بينا في أبوذية السبط عليه السلام بعض شأن حياة الإمام الحسن عليه السلام وشأن حياة أحفاده كذا في صحيفته ، وهذا مختصر منها :

 

اسم الإمام وكنيته وألقابه :

اسمه : الحسن بن علي بن أبي طالب ، وأمه فاطمة الزهراء بنت محمد بن عبد الله سيد المرسلين .

عن عمران بن سلمان وعمرو بن ثابت قالا : الحسن والحسين اسمان من أسامي أهل الجنة ولم يكونا في الدنيا .

عن جابر قال النبي صلى الله عليه وآله : سمي الحسن حسناً لأن بإحسان الله قامت السماوات والأرضون ، وأشتق الحسين من الإحسان ، وعلي والحسن اسمان من أسماء الله تعالى والحسين تصغير الحسن .

وحكى أبو الحسين النسابة : كأن الله عز وجل حجب هذين الاسمين عن الخلق ، يعني حسنا وحسينا يسمي بهما ابنا فاطمة عليها السلام ، فانه لا يعرف أن أحدا من العرب تسمى بهما في قديم الأيام إلى عصرهما لا من ولد نزار ولا اليمن مع سعة أفخاذهما .

المناقب ج 3 ص 398. بحار الأنوار ج43 [254]ب11 ح30.

وسماه الله الحسن وسماه في التوراة شبرا .

بحار الأنوار ج44 156ب22ح3.

 

كنيته أبو القاسم ولقبه المجتبى :

كنيته : أبو محمد ، وأبو القاسم .

ألقابه : المجتبى .

ومن ألقابه عليه السلام : التقي ، والطيب ، والزكي ، والسيد ، والسبط ، والولي ، والوزير والقائم ، والحجة ، والأمين ، والبر ، والأثير ، والسبط الأول ، والزاهد.

نقش خاتمه : العزة لله .

اسم جده : نبينا محمد سيد البشر وخاتم الأنبياء حبيب رب العالمين المصطفى المختار صلى الله عليه وآله وسلم .

اسم أبوه : أمير المؤمنين وصي النبي وخليفته بالحق بلا فصل المدافع عن الإسلام وحامي رسول الله الإمام الأول وحجة الله على خلقه بعد رسول الله علي أبن أبي طالب ابن عم رسول الله وأخيه عند المؤاخاة بين المسلمين ونفسه بنص القرآن حسب آية المباهلة عليه السلام .

اسم والدته : فاطمة الزهراء سيدة نساء العالمين أشرف واطهر وأنقى امرأة في الوجود فاطمة بنت نبينا محمد رسول الله صلى الله وآله وسلم.

اسم أخيه : السبط الثاني لرسول الله والإمام الثالث على المسلمين بعد رسول الله ، وهو الحسين بن علي عليه وعلى آله الصلاة والسلام .

أخواته : عقيلة بن هاشم زينب وأم كلثوم ، كما للحسن عليه السلام اخوة وأخوات من أبيه غير هؤلاء أعلاهم نقيبه قمر بن هاشم العباس بن علي ، ثم ومحمد ابن الحنفية وغيرهما .

جده لأبوه :كفيل النبي وحامي رسالته أبو طالب ابن عبد المطلب وهما سيدا قريش و أبو طالب وعبد الله أبو النبي اخوة وأبوهما عبد المطلب اشرف بيت في العرب والعجم وأطهر و أنقى عائلة في قريش والعرب والعجم .

اسم جدته لأمه : وهي أول من أسلم على يد رسول الله والمضحية بمالها في سبيل علو كلمة الإسلام أفضل أمراءه في الوجود بعد بنتها وفي مقامها خديجة بنت خويلد سلام الله عليها.

 

أولاد الإمام الحسنِ بنِ علي :

روى الشيخ المفيد رحمه الله في الإرشاد :

أولادُ الحسنِ بنِ عليٍّ عليهما السّلامُ : خمسةَ عشرَ ولداً ذكراً وأُنثى :

زيدُ بنُ الحسنِ : وأُختاه أّمّ الحسنِ وأُمّ الحسينِ ، أُمُّهم أُمُّ بَشيرٍ بنتُ أبي مسعودٍ عُقْبة بن عمرو بنِ ثعلبةَ الخزرجيّةُ .

والحسنُ بنُ الحسنِ : أُمُّه خَوْلةُ بنتُ منظورٍ الفَزاريّةُ .

وعَمْرُو بنُ الحسنِ : وأخَواه القاسمُ ، وعبدُ اللهِ ابنا الحسنِ ، أمُّهم أُمُّ ولدٍ .

وعبدُ الرحمن بن الحسنِ : أُمُّه أُمُّ ولدٍ .

والحسين بنُ الحسنِ : الملقّب بالأثرم وأخوه طلحةُ بنُ الحسنِ وأُختُهما فاطمةُ بنتُ الحسن ، أُمهم أُمُّ إِسحَاقَ بنتُ طلحةَ بن عبيدِ اللهِ التّيميِّ .

وأُمُّ عبدِ اللهِ وفاطمةُ وأُمُّ سَلَمَةَ ورُقيّةُ : بناتُ الحسنِ عليهِ السّلامُ لأمهاتِ أولادٍ شتّى .

 

فأمّا زيدُ بنُ الحسنِ رضيَ اللّه عنه : فكانَ على صدقاتِ رسولِ الله ، وماتَ زيد وله تسعونَ سنة ، فرثَاه جماعةٌ منَ الشُّعراءِ وذكرو مآثره وبكَوا فضلَه .

 

فأمّا الحسنُ بنُ الحسنِ : فكانَ جليلاً رئيساً فاضلاً وَرِعاً ، وكانَ يَلي صدقاتِ أميرِ المؤمنينَ عليهِ السّلامُ في وقتِه ، وكانَ الحسنُ بنُ الحسنِ حضرَ معَ عمِّه الحسينِ بنِ عليٍّ عليهما السلام الطّفَّ ، فلما قُتِلَ الحسينُ وأسِرَ الباقونَ من أهلِه، جاءه أسماءُ بنُ خارِجةَ فانتزعَه من بينِ الأسرى .

وقالَ : واللّهِ لا يُوصَلُ إِلى ابن خَوْلَةَ أبداً .

 فقالَ عُمَرُ بنُ سعدٍ : دَعُوا لأبي حَسَّان ابنَ أُختِه . ويُقالُ إِنّه أُسِرَ وكانَ به جِراح قد أشفى منها.

ورُويَ :أنّ الحسنَ بنَ الحسنِ : خطبَ إلى عمِّه الحسينِ عليهِ السّلامُ إحدى ابنتيه .

 فقالَ له الحسينُ : اختَرْ يا بُنيَّ أحبَّهُما إِليكَ  .

فاستحيا الحسنُ : ولم يُحرْ جواباً .

فقالَ الحسينُ عليهِ السّلامُ : فإِنِّي قدِ اخترتُ لكَ ابنتي فاطَمةَ .

 وهي أكثرُهما : شبهاً بأُمِّي فاطمةَ بنتِ رسولِ اللهِ صلّى اللهُ عليهِما  .

مقاتل الطالبيين : 180 ، الأغاني 21 : 115 ، ونقله العلامة المجلسي في البحار 44 : 167 |3 .

 

ولمّا ماتَ الحسنُ بنُ الحسنِ رحمةُ اللهِّ عليه : ضَرَبَتْ زوجتُه فاطمةُ بنتُ الحسينِ على قبرِه فسطاطاً ، وكانتْ تقومُ الليلَ وتصومُ النّهارَ ، وكانتْ تُشبَّهُ بالحورِ العينِ لجمالِها .

 فلمّا كانَ رأسُ السّنةِ قالتْ لمواليها : إِذا أظلمَ الليلُ فقَوِّضُوا هذا الفسطاطَ ، فلمّا أظلمَ الليلُ .

سَمِعَتْ قائلاً يقول :

هَلْ وَجَدُوا ما فَقَدُوا ؟

 فاجابَه آخرُ : بَلْ يَئِسُوْا فانْقَلَبُوْا .

 

وأمّا عَمْروٌ والقاسمُ وعبدُ اللهِ بنو الحسنِ بنِ عليّ رضوانُ اللهِ عليهم : فإِنَّهم استُشْهِدُوا بينَ يَدَيْ عمِّهم الحسينِ عليهِ السّلامُ بالطّفِّ رضيَ الله عنهم وأرضاهم وأحسنَ عن الدِّينِ والإسلام وأهلهِ جَزاءهم .

وعبدُ الرّحمن بن الحسنِ رضيَ اللهُ عنه : خرجَ معَ عمِّه الحسينِ عليهِ السّلامُ إِلى الحجِّ ، فتُوفِّيَ بالأبواءِ وهو مُحْرِمٌ .

والحسينُ بنُ الحسنِ : المعروفُ بالأثرم كانَ له فضلٌ ولم يكنْ له ذِكر في ذلك.

وطلحةُ بنُ الحسنِ  : كانَ جَواداً .

وخرجَ ولد الحسنِ رضيَ اللهُ عنهم : منَ الدُّنيا ، ولم يدَعِ الأمامةَ أحد منهم ، ولا ادَّعاها لهم مُدَّعٍ منَ الشِّيعةِ ولا غيرهم .

إرشاد المفيد :ج2ص 20 بتصرف .

 

القاسم مع الحسين في كربلاء :

محاورة الإمام للقاسم أحلى من العسل :

قال الحسين بن همدان الخصيبي : بسنده عن أبي حمزة الثمالي قال:

سمعت علي بن الحسين عليهما السلام يقول :‏ لما كان اليوم الذي استشهد فيه أبو عبد الله عليه السلام ،  جمع أهله و أصحابه في ليلة ذلك اليوم .

فقال لهم : يا أهلي و شيعتي ، اتخذوا هذا الليل‏ جملا لكم ، و انجوا بأنفسكم ، فليس المطلوب غيري ، و لو قتلوني ما فكروا فيكم ، فانجوا بأنفسكم رحمكم الله .

فأنتم : في حل و سعة من بيعتي ، و عهد الله الذي عاهدتموني .

فقالوا إخوته و أهله و أنصاره بلسان واحد :

و الله يا سيدنا أبا عبد الله : لا تركناك أبدا ، أيش يقول الناس ، تركوا إمامهم و سيدهم و كبيرهم وحده ، حتى قتل ، و نبلو بيننا و بين الله عذرا ، و حاش لله أن يكون ذلك أبدا ، أو نقتل دونك .

فقال عليه السلام : يا قوم فإني غدا أقتل و تقتلون كلكم ، حتى لا يبقى منكم أحد .

فقالوا : الحمد لله الذي أكرمنا بنصرتك ، و شرفنا بالقتل معك ، أ و لا ترضى أن نكون معك في درجتك يا ابن بنت رسول الله ؟!

فقال لهم : خيرا ، و دعا لهم بخير ، فأصبح و قتل و قتلوا معه أجمعين .

 

فَقَالَ لَهُ : الْقَاسِمُ ابْنُ أَخِيه الْحَسَنِ .

يَا عَمِّ : وَ أَنَا أُقْتَلُ .

فَأَشْفَقَ عَلَيْهِ ثُمَّ قَالَ: يَا ابْنَ أَخِي كَيْفَ الْمَوْتُ عِنْدَكَ ؟

قَالَ : يَا عَمِّ :

أَحْلَى مِنَ الْعَسَلِ

قَالَ : إِي وَ اللَّهِ ، فَذَلِكَ أَحْلَى .

لَا أَحَدٌ : يُقْتَلُ مِنَ الرِّجَالِ مَعِي ، أَنْ تَبْلُوَ بَلَاءً عَظِيماً .

وَ ابْنِي عَبْدُ اللَّهِ : إِذَا خِفْتُ عَطَشاً .

قَالَ : يَا عَمِّ ، و يصلون إلى النساء ، حتى يقتل عبد الله ، و هو رضيع ؟

فَقَالَ : فِدَاكَ عَمُّكَ ، يُقْتَلُ عَبْدُ اللَّهِ ، إِذَ خِفْتُ عَطَشاً رُوحِي ، وَ صِرْتُ إِلَى خِيَامِنَا ، فَطَلَبْتُ مَا أُولِينَاهُ ، فَلَا أَجِدُ .

فَأَقُولُ : نَاوِلْنِي عَبْدَ اللَّهِ أَشْرَبُ مِنْ فِيهِ ، أَنْدَى لِهَوَانِي .

فَيُعْطُونِي إِيَّاهُ : فَأَحْمِلُهُ عَلَى يَدَيَّ ، فَأُدْنِى فَاهُ مِنْ فِيَّ .

فَيَرْمِيهِ : فَاسِقٌ مِنْهُمْ لَعَنَهُ اللَّهُ بِسَهْمٍ ، فَيُخِرُّهُ ، وَ هُوَ يُنَاغِي ، فَيَفِيضُ دَمُهُ فِي كَفِّي ، فَأَرْفَعُهُ إِلَى السَّمَاءِ .

 وَ أَقُولُ : اللَّهُمَّ صَبْراً ، و احتسابا فيك ، فتلحقني الأسنة منهم ، و النار تحرق و تسعر في الخندق الذي في ظهر الخيم ، فأكر عليهم في آخر أوقات بقائي في دار الدنيا ، فيكون ما يريد الله .

فبكى و بكينا : و ارتفع البكاء و الصراخ من ذراري رسول الله صلى الله عليه و آله في الخيم .

و يسألني : زهير بن القين ، و حبيب بن مظاهر عن علي ، فيقولان يا سيدنا، علي إلى ما يكون من حاله ؟

فأقول : مستعبرا ، لم يكن الله ليقطع نسلي من الدنيا ، و كيف يصلون إليه ، و هو أبو ثمانية أئمة ، و كان كل ما قاله صار .

الهداية الكبرى ص204 .

 

شهادة القاسم عليه السلام :

يا طيب : قد ذكرنا شهادة القاسم بن السبط الحسن المجتبى حفيد رسول الله وجدته فاطمة الزهراء عليها السلام ، في الجزء الذي تحدثنا فيه عن شهادة الإمام الحسين عليه السلام ، من موسوعة الإمام الحسين عليه السلام من موسوعة صحف الطيبين ، وننقله هنا لأنه أفضل ما موجود من النص المرتب المذكور عن شهادته عليه السلام فدكرنا هناك بعد شهادة علي الأكبر بن الحسين عليه السلام :

 

الإشراق الرابع :

أبناء الإمام الحسن يفدون السبط المؤتمن:

 

الإشعاع الأول : 

بعداً لقوم قتلوا القاسم بن الحسن سبط النبي :

قال أبو الفرج ومحمد بن أبي طالب والخوارزمي وغيرهما :

 ثم خرج من بعده : أي بعد علي الأكبر .

 عبد الله : ابن الحسن بن علي بن أبي طالب عليه السلام .

 وسيأتي : في الإشعاع الأتي .

 وفي أكثر الروايات أنه خرج :

القاسم بن الحسن  عليه السلام ، وهو غلام صغير لم يبلغ الحلم.

 فلما نظر الحسين إليه : قد برزا ، عتنقه ، وجعلا يبكيان ، حتى غشي عليهما .

ثم استأذن الحسين عليه السلام : في المبارزة .

فأبى الحسين : أن يأذن له .

 فلم يزل الغلام : يقبل يديه ورجليه ،حتى أذن له .

فخرج : ودموعه تسيل على خديه ، وهو يقول : 

 

إِنْ تُنْكِرُونِي فَأَنَا نَجْلُ الحَسَنْ

هَذَا حُسَيْنٌ كَالأَسِيرِ المُرْتَهَنْ

سِبْطُ النَّبِيِّ المُصْطَفَى وَالمُؤْتَمَنْ

بَيْنَ أُنَاسٍ لَا سُقُوا صَوْبَ المُزُنْ

 

في المناقب : إن تنكروني فأنا فرع الحسن ، وهو أوفق بالوزن .

 وكان وجهه : كفلقة القمر .

 فقاتل : قتالا شديدا ، حتى قتل على صغره خمسة وثلاثين رجل .

 

وفي تأريخ الطبري قال حميد :

خرج الينا : غلام ، كأن وجهه شقة قمر ، في يده السيف ، عليه قميص ، وإزار ، ونعلان  ، قد انقطع شسع أحدهما ، ما أنسى أنه كان اليسرى .

فقال عمر وبن سعد بن نفيل الأزدي : والله لأشدن عليه .

 فقلت : سبحان الله وما تريد بذلك ؟

والله : لو ضربني ما بسطت إليه يدي.

ويكفيه : هؤلاء الذين تراهم،  قد أحتوشوه .

قال : والله لأفعلن ، فشد عليه ، فما ولى ، حتى ضرب رأسه بالسيف .

ووقع الغلام لو جهه  . ونادى : يا عماه .

 

قال : فجاء الحسين كالصقر المنقض ، فتخلل الصفوف ، وشد شدة الليث الحرب ، فضرب عمرا قاتله بالسيف ، فاتقاه بيده فأطنها من المرفق ، فصاح ثم تنحى عنه .

 و حملت خيل أهل الكوفة : ليستنقذوا عمرا استقبلته بصدوره ، وجرحته بحوافرها ، ووطئنه حتى مات لعنه الله .

 فانجلت الغبرة : فإذا بالحسين قائم على رأس الغلام ، وهو يفحص برجله .

فقال الحسين عليه السلام :

يعز والله : على عمك .

أن تدعوه : فلا يجيبك .

أو يجيبك : فلا يعينك .

 أو يعينك : فلا يغني عنك .

بعدا : لقوم قتلوك ، الويل لقاتلك .

ثم احتمله : فكأني أنظر إلى رجلي الغلام يخطان في الأرض .

 وقد وضع : صدره على صدره .

فقلت في نفسي : ما يصنع ؟

فجاء : حتى ألقاه بين القتلى من أهل بيته.

 

ثم رفع طرفه إلى السماء و قال:

اللهم : أحصهم عددا ، واقتلهم بددا .

ولا تغادر : منهم أحدا ، ولا تغفر لهم أبدا .

صبرا : يا بني عمومتي ، صبرا يا أهل بيتي .

لا رأيتم هوانا بعد هذا اليوم أبدا .

 

أما نسخة المقاتل ففيه :

  فضرب : عمرا بالسيف ، فاتقاه بساعده فأطنها من لدن المرفق ، ثم تنحى عنه .

 وحملت : خيل عمر بن سعد لتستنقذه من الحسين .

 فلما حملت الخيل : استقبلته بصدورها ، وجالت فتوطأته ، فلم يرم حتى مات لعنه الله وأخزاه .

 فلما تجلت الغبرة : إذا بالحسين على رأس الغلام ، وهو يفحص برجله وحسين .. الخبر .

مقاتل الطالبيين ص58- 62 ،تاريخ الطبري ج4ص341 . الإرشاد ج2ص108 .مناقب آل أبى طالب لأبن شهر آشوب ج 4 ص 106 و 107. مقتل الخوارزمي ج2ص31 .  بحار الأنوار ج45ب37ص34ح2. يفحص برجله : أي يجود بنفسه لم يمت بعد . المزن : نزول المطر ، جمع المزنة : السحابة البيضاء ، والفِلقة بالكسر القطعة  ، وأسد حرب: بكسر الراء أي شديد الغضب .

 

قال الصدوق في الأمالي : وبعد علي الحسين:

وبرز : القاسم بن الحسن بن علي بن أبي طالب عليه السلام ، وهو يقول : 

لا تجزعي نفسي فكل فإن

اليوم تلقين ذرى الجنان

فقتل منهم : ثلاثة ، ثم رمي عن فرسه رضي الله عنه.

  أمالي الصدوق 30ح1. بحار الأنوار ج44ب37ص321ح1. مقاتل الطالبيين ص55 .

 

 

الإشعاع الثاني :

 عبد الله وأبو بكر ابني الحسن  يسودا وجه أعداء  الله ورسوله :

ثم خرج عبد الله بن الحسن :

الذي ذكرناه أولا : وهو الأصح أنه برز بعد القاسم ، وهو يقول : 

إن  تنكروني  فأنا  ابن   حيدرة

ضرغام  آجام   و ليث   قسورة

على الأعادي مثل ريح صرصرة

فقتل : أربعة عشر رجلا .

 ثم قتله : هانئ بن ثبيت الحضرمي ، فأسود وجهه .

 

وقال أبو الفرج :

وأمه : بنت السليل بن عبدالله ، أخي جرير بن عبدالله البجلي.

وقيل : إنه أمه أم ولد . كان أبو جعفر الباقر عليه السلام يذكر أن حرملة بن كاهل الأسدي قتله ، وروي عن هانئ بن ثبيت القابضي أن رجلا منهم قتله .

 

 ثم قال : وأبو بكر :

بن الحسن بن علي بن أبي طالب .

وأمه : أم ولد .

 ذكر المدائني : في إسنادنا عنه ، عن أبي مخنف ، عن سليمان بن أبي راشد أن عبد الله بن عقبة الغنوي قتله ،  وفي حديث عمرو بن شمر ، عن جابر ، عن أبي جعفر عليه السلام :

 أن  عقبة الغنوي : قتله .

وإياه عنى سليمان بن قتة بقوله :

وعند غني قطرة من دمائنا

وفي أسد أخرى تعد وتذكر

 

 مقاتل الطالبيين ص 61 ،تاريخ الطبري ج4ص342 . بحار الأنوار ج45ب37 ص36 ح2. والضرغام بالكسر الأسد ، والقسورة : العزيز والأسد .

تفصيل مقتل القاسم من المقاتل:

قال السيد هاشم البحراني رحمه الله في مدينة المعاجز :

 الرابع و الثمانون : العوذة الّتي ربطها الإمام الحسن عليه السلام ، في كتف ابنه القاسم و أمره أن يعمل بما فيها .

 الفخري الطريحي قال :

روي‏ : أنه لما آل أمر الحسين عليه السلام إلى القتال بكربلاء ، و قتل جميع أصحابه ، و وقعت النوبة على أولاد  أخيه الحسن عليه السلام .

جاء القاسم بن الحسن عليهما السلام و قال:

يا عمّ : الاجازة لأمضي إلى هؤلاء الكفار.

فقال له الحسين عليه السلام : يا ابن أخي‏  أنت من أخي علامة ، و أريد أن‏ تبقى لي لأتسلى بك ، و لم يعطه إجازة للبراز.

فجلس مهموما : مغموما ، باكي العين ، حزين القلب .

و أجاز الحسين عليه السلام : إخوته للبراز و لم يجزه .

 فجلس القاسم متألما : و وضع رأسه على رجليه ، و ذكر أنّ أباه قد ربط له عوذة في كتفه الأيمن .

و قال له : إذا أصابك ألم و همّ ، فعليك بحل العوذة و قراءته ، فافهم‏  معناها ، و اعمل بكل ما تراه مكتوبا فيها .

 فقال القاسم لنفسه : مضى سنون عليّ و لم يصبني مثل هذا الألم ، فحلّ العوذة و فضها ، و نظر إلى كتابتها و إذا فيها :

يا ولدي يا قاسم‏ : أوصيك إنّك إذا رأيت عمّك الحسين عليه السلام في كربلاء ، و قد أحاطت به الأعداء ، فلا تترك البراز و الجهاد لأعداء اللّه و اعداء رسوله ، و لا تبخل عليه بروحك ، و كلما نهاك عن البراز ، عاوده ، ليأذن لك في البراز ، لتحظى في السعادة الأبديّة .

فقام القاسم‏ :  من ساعته و أتى الى الحسين عليه السلام ، و عرض ما كتب أبوه الحسن عليه السلام على عمّه الحسين عليهما السلام .

فلمّا قرأ الحسين عليه السلام : العوذة ، بكى بكاء شديدا ، و نادى بالويل و الثبور ، و تنفّس الصعداء .

 و قال : يا ابن الأخ هذه الوصية لك من أبيك ، و عندي‏ وصيّة أخرى‏  منه لك ، و لا بدّ من انفاذها .

فمسك الحسين عليه السلام : على يد القاسم ، و أدخله الخيمة ، و طلب عونا و عبّاسا ، و قال لأم القاسم : ليس للقاسم ثياب جدد ؟

قالت : لا .

فقال لأخته زينب : آتيني بالصندوق فأتت به إليه ، و وضع بين يديه ، ففتحه و أخرج منه قباء الحسن عليه السلام ، و البسه القاسم ، و لفّ على رأسه عمامة الحسن عليه السلام ، و مسك بيده ابنته التي كانت مسمّاة للقاسم عليه السلام ، فعقد له عليها ، و أفرد له خيمة ، و أخذ بيد البنت و وضعها بيد القاسم و خرج عنهما .

فعاد القاسم : ينظر إلى ابنة عمّه ، و يبكي .

إلى أن سمع الأعداء يقولون : هل من مبارز ؟

فرمى بيد زوجته : و اراد الخروج من الخيمة.

 فجذبت ذيل القاسم : و مانعته من الخروج .

 و هي تقول له‏ : ما يخطر ببالك؟ و ما الذي تريد أن‏  تفعله ؟

قال لها : أريد ملاقاة الأعداء ، فانّهم يطلبون البراز ، و إني إلى الميدان عازم و إلى دفع الاعداء جازم ، فلزمته الزوجة .

فقال لها : خلي ذيلي فإنّ عرسنا أخّرناه إلى الآخرة ، فصاحت و ناحت و أنّت من قلب حزين ، و دموعها جارية على خدّيها .

 و هي تقول : يا قاسم ، أنت تقول‏ : إن عرسنا أخّرناه إلى الآخرة ، و في القيامة بأي شيء أعرفك؟  و في ايّ مكان أراك ؟

فمسك القاسم يده : و ضربها على ردنه و قطعها .

و قال : يا بنت العمّ اعرفيني بهذه الردن المقطوعة ، فانفجع‏  أهل البيت بالبكاء لفعل القاسم ، و بكوا بكاء شديدا ، و نادوا بالويل و الثبور.

 

قال من روى :

 فلمّا رأى الحسين عليه السلام : أنّ القاسم يريد البراز .

 قال له : يا ولدي ، أتمشي برجلك إلى الموت ؟

قال : و كيف يا عمّ ، و أنت بين الأعداء وحيد فريد ، لم تجد محاميا و لا صديقا ؟

روحي لروحك : الفداء ، و نفسي لنفسك الوقاء .

ثم أن الحسين عليه السلام : شق أزياق القاسم ، و قطع عمامته نصفين ، ثم أدلاها على وجهه ، ثم‏  ألبسه ثيابه بصورة الكفن ، و شدّ سيفه بوسط القاسم ، و أرسله إلى المعركة .

ثم إنّ القاسم :  قدم على عمر بن سعد ، و قال: يا عمر أ ما تخاف من اللّه ؟ أ ما تراقب اللّه يا أعمى القلب ؟ أ ما تراعي رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله؟

فقال عمر بن سعد : أ ما كفاكم التجبر ؟ أ ما تطيعون يزيد ؟

فقال القاسم :  لا جزاك اللّه خيرا تدّعي الاسلام و آل رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله ، عطاشى ظماء قد اسودت الدنيا بأعينهم ؟

 فوقف هنيئة : فما رأى أحدا يقدم إليه ، فرجع إلى الخيمة ، فسمع صوت ابنة عمه تبكي ، فقال لها : ها انا جئتك .

 فنهضت : قائمة على قدميها ، و قالت:

مرحبا بالعزيز ، الحمد للّه الذي اراني وجهك قبل الموت .

فنزل القاسم في‏  الخيمة و قال: يا ابنة العمّ مالي اصطبار أن أجلس معك ، و عسكر الكفار يطلبون البراز ، فودّعها و خرج ، و ركب جواده ، و حماه في حومة الميدان ، ثم طلب المبارزة .

 فجاء إليه رجل : يعدّ بألف فارس ، فقتله القاسم ، و كان له أربعة أولاد مقتولين ، فضرب القاسم فرسه بسوطه‏  ، و عاد يقتل الفرسان ، و يجدل الشجعان ،  إلى أن ضعفت قوته .

فهمّ القاسم : أن يرجع‏  إلى الخيمة ، و إذا بالأزرق الشامي لعنه اللّه قد قطع عليه الطريق ، و عارضه ، فضربه القاسم على أمّ رأسه فقتله .

و صار القاسم إلى الحسين عليه السلام و قال : يا عمّاه العطش ، العطش‏  ، ادركني بشربة من الماء .

فصبّره الحسين عليه السلام : و أعطاه‏ خاتمه ، و قال له: حطّه في فمك فمصّه.

قال القاسم : فلمّا وضعته في فمي ، كأنّه عين ماء، فارتويت ، و انقلبت إلى الميدان ، ثم جعل همته على حامل اللواء ، و أراد قتله ، فأحاطو به‏  بالنبل .

 فوقع القاسم : على الأرض ، فضربه شيبة بن سعد الشامي بالرمح على ظهره فأخرجه من صدره .

 فوقع القاسم‏ : يخور بدمه .

 و نادى : يا عمّ أدركني .

فجاءه‏  الحسين عليه السلام ، و قتل قاتله .

 و حمل القاسم : إلى الخيمة ، فوضعه فيها ، ففتح القاسم عينه ، فرأى الحسين عليه السلام قد احتضنه ، و هو يبكي .

و يقول عليه السلام :

 يا ولدي : لعن اللّه قاتليك ، يعزّ و اللّه على عمّك ان تدعوه و أنت مقتول  ، يا بني قتلوك الكفار ، كأنهم ما عرفوك ، و لا عرفوا من جدك و أبوك .

ثم ان الحسين عليه السلام : بكى بكاء شديدا ، و جعلت ابنة عمّه تبكي ، و جميع من كان منهم، و لطموا الخدود و شقّوا الجيوب ، و نادوا بالويل و الثبور و عظائم الامور .

مدينة معاجز الأئمة الإثني عشر ج3ص366ب84ح931/ 93 .

 

يا طيب : الحديث لا يستبعد ، وبالخصوص أن عند أهل البيت معنى حديث أولادنا لبناتنا وبناتنا لأولادنا ، وكما كان أخيه الأكبر الحسن المثنى متزوج من فاطمة بنت الحسين عليه السلام ، فما يمنعه أن تكون سكينة له ، وإنه عملا لم يأخذ وقت طويل حتى يستبعد لأنه لبس ثيبا وعقد بسيط في خيمه جاهزة ، ولم يمنع أن يكون غيرهم مشغول بالقتال والدفاع .

ولعله : بل يقرب جدا أن يكون موقفه مع عمه وطلب الرخصة والإجازة حين لم يبقى إلا بني هاشم بل بني أبو طالب بل أبناء علي ، حيث أستشهد الأنصار ولم يبقى إلا أهل البيت وعليهم أن يثبتوا دورهم ووجودهم ، وقبل مبارزة علي أكبر عليه السلام طلب الرخصة ولم يجزه الإمام الحسين عليه السلام  ، وفي فترة مبارزة علي الأكبر كان استخراج الرقعة والعوذة وبعدها زواجه ، وحين استشهد علي الأكبر كان هو المبارز لأعداء آل محمد وكفار بني أمية بعده ، وبهذا يتيقن من عرف أحوال المعركة والشهداء وترتيبهم .

ثم أن الحديث : لا ينافي ما عرفنا من إخبار الإمام الحسين عليه السلام لهم بالقتل في الليلة السابقة ، لأنه يحب الإمام أن يراه مختارا للشهادة غير مجبرا عليها ، بل وأراد أن يشغله ، ولكنه لم يثنيه عما قسم الله له من طلب علو المقام .

 كما أن صغر البنت : والقاسم ، لم يثني زواجهما وحله وجوازه ، واراد الإمام أن يبين للقوم ما يجب أن يكون عليه شباب بني هاشم من الزواج والتكاثر لا القتل والتشريد والأسر والتعذيب .

ويا طيب : إن الحديث حتى لو لم يكن ، فإنه يشير لنا لما يستحقه القاسم من الزواج ولو مستقبلا من ابنت عمه ، وإقامة المجالس وحجلة القاسم وما في معناها من التكايا ، يشير صراحة وبأعلى صرخة هدى والإيمان ، بأن القوم حرموا آل محمد عليهم السلام من أحق حقوقهم ، ومنعوهم من شأنهم وما يجب له من الحرمة ومشاركتهم أفراحهم ، ولكن القوم قتلوهم ، وبهذا يتميز المؤمن بالذكرى والعبرة والعضة بمثل هذه المجالس والأذكار ، ويستنفر منها أعداء آل محمد .

ويا طيب : تفصيل شهادة الحسين عليه السلام في صحيفته من موسوعة صحف الطيبين .


زيارة القاسم عليه السلام :

يا طيب : توجد زيارة مأثورة للشهداء مشتملة على أسمائهم الشريفة كلهم وتبدأ بعلي بن الحسين ثم أخوته وأعمامه وأبناء عمه ثم سائر الشهداء ، ونأخذ منها زيارة القاسم وأخوته عليهم السلام ، وهي :

عن محمد بن أحمد بن عياش رحمه الله، حدثني الشيخ الصالح أبو ميسور بن عبد المنعم بن النعمان المعادي رحمه الله ، قال: خرج من الناحية سنة اثنتين و خمسين و مائتين إلي على يد الشيخ محمد بن غالب الأصفهاني حين وفاة أبي رحمه الله، و كنت حدث السن ، فكنت أستأذن في زيارة مولاي أبي عبد الله عليه السلام و زيارة الشهداء رضوان الله عليهم، فخرج إلي منه ، والزيارة طويلة ذكرناها في صحيفة الإمام الحسين عليه السلام قسم الزيارات :

بسم الله الرحمن الرحيم :

إذا أردت زيارة الشهداء رضوان الله عليهم : فقف عند رجلي الحسين عليه السلام ، و هو قبر علي بن الحسين صلوات الله عليهما ، فاستقبل القبلة بوجهك ، فإن هناك حومة الشهداء عليهم السلام ، و أوم و أشر إلى علي بن الحسين عليهما السلام : و قل :

........

السَّلَامُ عَلَى : أَبِي بَكْرِ بْنِ الْحَسَنِ الزَّكِيِّ الْوَلِيِّ ، الْمَرْمِيِّ بِالسَّهْمِ‏ الرَّدِيِّ ، لَعَنَ اللَّهُ قَاتِلَهُ  عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُقْبَةَ الْغَنَوِيَّ .

السَّلَامُ عَلَى : عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ الزَّكِيِّ، لَعَنَ اللَّهُ قَاتِلَهُ وَ رَامِيَهُ  حَرْمَلَةَ بْنَ كَاهِلٍ الْأَسَدِيَّ.

السَّلَامُ عَلَى : الْقَاسِمِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ :

 الْمَضْرُوبِ هَامَتُهُ : الْمَسْلُوبِ لَامَتُهُ .

حِينَ نَادَى : الْحُسَيْنَ عَمَّهُ .

فَجَلَى عَلَيْهِ : عَمُّهُ كَالصَّقْرِ، وَ هُوَ يَفْحَصُ بِرِجْلِهِ التُّرَابَ .

وَ الْحُسَيْنُ يَقُولُ :

 بُعْداً : لِقَوْمٍ قَتَلُوكَ .

 وَ مَنْ خَصْمُهُمْ : يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، جَدُّكَ وَ أَبُوكَ.

ثُمَّ قَالَ : عَزَّ وَ اللَّهِ عَلَى عَمِّكَ ، أَنْ تَدْعُوَهُ فَلَا يُجِيبَكَ .

أَوْ يُجِيبَكَ : وَ أَنْتَ قَتِيلٌ جَدِيلٌ ، فَلَا يَنْفَعَكَ .

 هَذَا وَ اللَّهِ : يَوْمٌ كَثُرَ وَاتِرُهُ وَ قَلَّ نَاصِرُهُ .

 جَعَلَنِيَ اللَّهُ : مَعَكُمَا يَوْمَ جَمْعِكُمَا ، وَ بَوَّأَنِي مُبَوَّأَكُمَا .

 وَ لَعَنَ اللَّهُ : قَاتِلَكَ عُمَرَ بْنَ سَعْدِ بْنِ نُفَيْلٍ الْأَزْدِيَّ، وَ أَصْلَاهُ جَحِيماً، وَ أَعَدَّ لَهُ عَذَاباً أَلِيماً.

......

   المزار الكبير لابن المشهدي ص490 ، بحار الأنوار للعلامة المجلسي ج 98ص 268ب19ح1 . الاقبال ص 45ـ64 . مصباح الزائر ص 148 - 151 .  السرائر ص 156 . 

 

من على نصر عمه الحسين حلف قاسم

 

معنى قاسم التعهد بحلف ويمين :

قاسم : فاعل القسم ، قسَمَ  يقسِم ، قَسْمًا ، فهو قاسِم ، والمفعول مَقْسوم ، و الْقَسَمُ‏ بالتحريك اليمين ، و هو اسم من‏ أَقْسَمَ‏ إذ حلف . وكلمة النبيل الوفي والبطل الشجاع والصادق الوعد القاسم وتعهده لعمه بالثبات والنصر والتأييد بكربلاء ، هو أشد من حلف ألف حالف ومقسم وأقوى يمين يجب عليه الوفاء به ، وإن نصر إمامه وسيده حق الله تعالى وحق دينه وهداه ومعارف عظمته وكل تعاليمه ، وهو حق جده رسول الله وجده أمير المؤمنين الأطهار المصطفين الأخيار ، ولا يمكن أن يهجر العدل والإصلاح ونصر سيد شباب أهل الجنة ، وهو أبن سيد شباب أهل الجنة ، ولا يمكن أن يفكر بهذا من أحد في شأنه عليه السلام ، فيتصور أنه ، يترك الجنة ونعيمها وأبيه وأجداده فيها ، ليكون في النار والحشر مع الأشرار والعتاة البغاة على آل محمد وآله وأهل بيته ، ولذا يمكن قوله : أحلى من العسل ، هو قسم وحلف ويمين وتعهد ووعد يجب عليه الوفاء به .

 

 

 

آيات لبيان قاسم قسم :

قاسِم  : فاعل من قسَمَ ، و  قَاسَمَ  فلانًا حَلَفَ له وأقسم .

أَقْسَمَ : فعل أقسمَ  بـ ، أقسمَ على ، يُقسم  إقسامًا ، فهو مُقْسِم ، والمفعول مُقْسَمٌ به .

قَاسَمَ : فعل قَاسَمْتُ ، أُقَاسِمُ قَاسِمْ ، قَاسَمَهُ الْوَفَاءَ عَاهَدَهُ ، أَقْسَمَ لَهُ ، حَلَفَ لَهُ ، و قاسَمَهُ‏ مُقاسَمَةً حَلَفَ‏ له .

و  اقْتَسَمَ  القومُ : تحالفوا .

وأقسم : { وَقَاسَمَهُمَا  إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ النَّاصِحِينَ (21)} الأعراف ، فيخلف عدو الله ويتنصل من قسمه ، ويقسم كاذبا من لم يؤمن بالله ، وهو غير المؤمن المتقي الموفي بالعهد الصادق الوعد ، كالقاسم بن الحسن عليه السلام .

أقسم : الرَّجلُ  بكذا حلَف بالله أو بغيره .

 أقسم : على إهلاك خَصْمِه ، تعهد بإهلاكه ، أقْسَمَ  بِشَرَفِهِ أن يَنْتَقِمَ لِنَفْسِهِ : عَاهِدَ نَفْسَهُ .

و أَقْسَمَ ‏: حلف ‏، و أصله من‏ الْقَسَامَةِ ، و هي أيمان تُقْسَمُ على أولياء المقتول ، ثم صار اسما لكلّ حلف‏ .

وأهل الكوفة : بل من قبل غيرهم أقسموا تعهدوا لله ورسوله أن ينصرو ويتولوا وليهم أمير المؤمنين علي بن أبي الطالب ومن بعده الثقلين ، وتذكر آيات وروايات كثيرة ، ولكنهم بعد رسول الله انقلبوا ، بل بغوا وطغوا وخذلوا بل أعتدو على آل النبي الطيبين الطاهرين وأهل بيته ، وغصبوا حقهم ، وسلموه لأعدائهم من بين أمية عمدا متبجحين ، ومصرين على ظلم النبي وآله ، وقد قال الله تعالى :

{ إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَن يَقُولُوا سَمِعْنَا  وَأَطَعْنَ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (51)

وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ اللَّهَ وَيَتَّقْهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ (52)

وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَئِنْ أَمَرْتَهُمْ لَيَخْرُجُنَّ

 قُل لَّا تُقْسِمُوا طَاعَةٌ مَّعْرُوفَةٌ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا  تَعْمَلُونَ (53) } النور .

فالكافر والمنافق : وضعيف الإيمان يخلف كما فعل الأوائل ، وكما فعل أهل الكوفة مع الحسين وآله ، وهذا لا يكون من القاسم الذي أثبت وفائه وصدقه بشهادته ودفاعه عن الإمام الحسين عليه السلام .

ويا طيب : الله سبحانه وتعالى ، بين وجوب طاعة النبي وآله صلى الله عليهم وسلم ومودتهم والصلاة والسلام عليهم ، بل يجب زيارتهم والاستغفار عندهم ، والطلب منهم أن يستغفروا لنا بعد الصلاة والسلام عليهم وبيان محلهم الكريم من الله تعالى ، وفي هذا المعنى ضرورة الطاعة للنبي وآله وهم أولي الأمر ، يحسن التدبر بالآيات الآتية :

 

{ إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤدُّواْ الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُواْ بِالْعَدْلِ إِنَّ اللّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُم بِهِ إِنَّ اللّهَ كَانَ  سَمِيعًا بَصِيرًا (58)

_ يا طيب : وأي أمانه أحق بالوفاء من طاعة النبي وآله وحبهم ومودتهم والصلاة والسلام عليهم كما أمر الله تعالى ، في آية المودة والصلاة عليهم والسلام والتسليم لهم ، بل في نفس الآيات يبين أنهم أولي الأمر ، والحسين بعد أخيه وأبيه وجده صلى الله عليهم وسلم ، هو ولي الأمر ويجب الوفاء له كما قال الله تعالى : _

 يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي  شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً (59)

_ يا طيب : وأي نزاع بعد نزاع فاطمة وعلي والحسن مع القوم السابقين ، أولى وأشد وأكثر محنة في نزاع الحسين عليه السلام للقوم في يوم كربلاء ، وأقراء في صحيفة الإمام الحسين عليه السلام من موسوعة صحف الطيبين ، احتجاجه في يوم كربلاء ودعوتهم لنصره ، والطلب منهم حتى الماء وقد منعوه ، بل قتلوه وأنصاره وحرقوا خيامه وأسروا آله وأرعبوهم بما لا يوجد أظلم وأطغى على أحد مما جرى عليهم في كل التأريخ ، ، وهذا عين النكل والنفاق من أهل الكوفة ومن قبلهم حيث تنطبق عليهم باقي الآيات وإن نزلت قبل _

أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُواْ بِمَ أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَن يَتَحَاكَمُواْ إِلَى الطَّاغُوتِ  وَقَدْ أُمِرُواْ أَن يَكْفُرُواْ بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُضِلَّهُمْ ضَلاَلاً بَعِيدًا (60)

وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْاْ إِلَى مَا  أَنزَلَ اللّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنكَ صُدُودًا (61)

_ يا طيب : أردوا في كربلاء أن يتحاكموا إلى بن زياد ، أي يجرون الإمام الحسين عليه السلام وهو سيد شباب أهل الجنة ، أن يحكم فيه ابن زياد ويزيد عليهم لعنة الله ، وهم الفسقة الفجر والطغاة الظلمة .

ثم يأتي من بعدهم : يبرر فعل الظالمين بالحسين وآله ، وعرفو أنها مصيبة بالدين وهم يوالون من قتل الحسين بأمر بني أمية ، فيحلفون لهم بالبراء من دم الحسين وآله وكأن الحسين هو المعتدي والظالم ، وهو يقول إنما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي وشيعة أبي ، وأنه على الحق ويريد أن يطبق الدين وهدى الله ، ولكنهم لم يقبلوا ، فأسمع مثل تبريرهم يحيكه الله من سبق ويبطله تعالى فقال : _

 فَكَيْفَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ بِمَا  قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ ثُمَّ جَآؤُوكَ يَحْلِفُونَ بِاللّهِ إِنْ أَرَدْنَا إِلاَّ إِحْسَانًا وَتَوْفِيقً (62) أُولَئِكَ الَّذِينَ يَعْلَمُ اللّهُ مَا  فِي قُلُوبِهِمْ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَعِظْهُمْ وَقُل لَّهُمْ فِي أَنفُسِهِمْ قَوْلاً بَلِيغًا (63)

_ يا طيب : كان عليهم بعد خذلان الإمام الحسين عليه السلام ، أن يتوبوا إلى الله وأن يتبرأ من فعلهم من يأتي بعدهم ، لا أن يتبعهم من يأتي بعدهم فيبرر لهم ، والله يأمرهم بأن يأتوا النبي وآله لأنه مثل الصلاة التي تؤكد أحاديث الطرفين في تعليم النبي أن آله مثله وهم منه وهو منهم ، مودة وصلاة عليهم وسلام والتسليم لهم بل هم أولياء أمر الله وأولي الأمر الواجب طاعتهم ، فيجب زيارتهم الصلاة والسلام عليهم الاستغفار عندهم والطلب منهم أن يستغفروا لنا كما قال الله تعالى في بقية الآيات - :

وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلاَّ  لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللّهِ وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذ ظَّلَمُواْ أَنفُسَهُمْ جَآؤُوكَ فَاسْتَغْفَرُواْ اللّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُواْ اللّهَ تَوَّابًا  رَّحِيمًا (64)

 

فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَ شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا  مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيمًا (65)

_ ويا طيب : عرفت أن وأولياء أعداء الحسين لم يأتوا الحسين ، ولم يحكموه ، وإنما يحكمون وعاظهم ويبررون فعل قتلة آل محمد ، وإن رسول الله يستغفر لمن ينصر آله ويأتيهم صادق النية في النصر لا لأعداء آل محمد ، وهكذا الإمام الحسين استغفر لأصحابه في كثير من المواطن في كربلاء راجع قصتها ، وهم القليل الذين قاتلوا وقتلوا في سبيل الله ، وهكذا كل من حبهم ورضي بفعلهم ، ويا مؤمن لو تتدبر باقي الآيات كأنها نصا أولي لا تطبيق على أنصار الحسين عليهم السلام ونصرهم له ، فتدبر قوله تعالى _ :

وَلَوْ أَنَّا كَتَبْنَا عَلَيْهِمْ أَنِ اقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ أَوِ اخْرُجُواْ مِن دِيَارِكُم مَّا فَعَلُوهُ إِلاَّ قَلِيلٌ مِّنْهُمْ وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُواْ مَا  يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتًا (66)

وَإِذاً لَّآتَيْنَاهُم مِّن لَّدُنَّا أَجْراً عَظِيمًا (النساء67)  وَلَهَدَيْنَاهُمْ صِرَاطًا مُّسْتَقِيمًا (68) وَمَن يُطِعِ اللّهَ وَالرَّسُولَ فَأُوْلَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيْهِم مِّنَ  النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاء وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا (69) ذَلِكَ الْفَضْلُ مِنَ اللّهِ وَكَفَى بِاللّهِ  عَلِيمًا (70)

_ يا طيب : تدبر بالآيات أعلاه فإن أنصار الحسين عليه السلام هم من نصر وهدي وهم الشهداء والصالحين ، وجعلنا الله معهم رفقاء في الجنة ، وهذ فضل الله عليهم وعلى من حبهم وتولاهم وسلم عليهم وسلم لهم ، ونصر الحق عند آل محمد عليهم السلام ، وهم القاسم وأصحاب الحسين عليهم السلام ، من نصر وحذر ونفر وثبت معهم وعلى صراطهم ، فتدبر قوله تعالى كأنه نص فيهم بل هم أعلى مصداق له _:

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ خُذُواْ حِذْرَكُمْ فَانفِرُواْ ثُبَاتٍ أَوِ انفِرُواْ جَمِيعًا (71)

_ ويا طيب : من يخالف تعريف الحسين وآله وما قدموا من التضحية فضلا عمن حاربهم ، فهو يثبط ويمنع عن نصر الحق والهدى عند النبي وآله ، أنظر قوله تعالى كيف يبين حال الطرفين من نصر وأيد كالقاسم وأنصار الحسين عليه السلام ومن نكث وخالف الحسين عليه السلام ، وتدبر بها والآيات كلها يمكن تطبقيها على زمان النبي والإمام الحسين عليه السلام ، فراجعها في كتاب الله ونختصرها ، فتدبر فيه أيدك الله تعرف الحق وإن كتاب الله يجري على كل التأريخ : _

 وَإِنَّ مِنكُمْ  لَمَن لَّيُبَطِّئَنَّ فَإِنْ أَصَابَتْكُم مُّصِيبَةٌ قَالَ قَدْ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيَّ إِذْ لَمْ أَكُن مَّعَهُمْ شَهِيدً (72) .... وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا  بَرَزُواْ مِنْ عِندِكَ بَيَّتَ طَآئِفَةٌ مِّنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ وَاللّهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ  وَكَفَى بِاللّهِ وَكِيلاً (81) أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفً كَثِيرًا (82)

وَإِذَا جَاءهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُواْ بِهِ

 وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُوْلِي الأَمْرِ مِنْهُمْ  لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ

وَلَوْلاَ فَضْلُ اللّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لاَتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلاَّ قَلِيلاً (83) فَقَاتِلْ  فِي سَبِيلِ اللّهِ لاَ تُكَلَّفُ إِلاَّ نَفْسَكَ وَحَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَسَى اللّهُ أَن يَكُفَّ بَأْسَ الَّذِينَ كَفَرُواْ وَاللّهُ أَشَدُّ بَأْسًا  وَأَشَدُّ تَنكِيلاً (84) } النساء.

_ فيا طيب : أهل الكوفة منهم من ثبط عن مسلم سفير الحسين ، حتى تولى عليهم عدو الله ورسوله ، فأخافهم فتركوا ولي الأمر بأمر الله والعالم بكتاب الله وهو الإمام الحسين عليه السلام ، ومن قاتله اتبع الشيطان ومن نصر من قاتله فهو ولي للشيطان ، ولم يتبع أولي الأمر الذين علمهم الله ورزقهم علم الكتاب وهم المنعم عليهم الذين نطلب من الله أن يهدينا لصراطهم المستقيم في كل صلاة عشر مرات باليوم ، وأن لا نكون مع أعداء آل محمد من المغضوب عليهم الضالين ، وبهذ وفى مسلم والقاسم وأصحاب الحسين وساروا على صراطه المستقيم ، وكذا كل من تبعهم وحبهم وأحيا ذكرهم وعرف سبيلهم ، وخاب وخسر كل من تخلف عن الحسين وآله منهجا وحب وسيرة وسلوكا ، وهو مثل قوله تعالى :

 

 

قال الله تعالى : { وَأَقْسَمُواْ بِاللّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لاَ يَبْعَثُ اللّهُ مَن يَمُوتُ بَلَى وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا  وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ (38) } النحل .

لأنه يا طيب : لو كان يحب الحسين لأتبعه وطلب النعيم من الله بسبيله ، فتعلم هداه ، لا أن يتبع أعداه ، ومن يفتي خلاف الحسين وآله ، ويعلم م يضاد معارفهم ، ولم يقتدي بهم ولم يتبعهم ، ويقول عدو آل محمد هو أهدى من الحسين عليه السلام وآله ، فضلا عن معاداته لأتباع آل محمد عليهم السلام ، وعدم حبهم ، والحسين وآله عليهم السلام هم أهل الأعراف الذين يقولون لمن خالفهم وحارب محبهم ، بما قال الله تعالى في يوم القيامة لأصحاب الأعراف :

{ وَنَادَى أَصْحَابُ الأَعْرَافِ رِجَالاً  يَعْرِفُونَهُمْ بِسِيمَاهُمْ قَالُواْ مَا أَغْنَى عَنكُمْ جَمْعُكُمْ وَمَا كُنتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ (48)

 أَهَؤُلاء الَّذِينَ أَقْسَمْتُمْ لاَ يَنَالُهُمُ اللّهُ بِرَحْمَةٍ ادْخُلُواْ الْجَنَّةَ لاَ خَوْفٌ عَلَيْكُمْ وَلاَ أَنتُمْ تَحْزَنُونَ (49)

وَنَادَى أَصْحَابُ النَّارِ  أَصْحَابَ الْجَنَّةِ أَنْ أَفِيضُواْ عَلَيْنَا مِنَ الْمَاء أَوْ مِمَّا رَزَقَكُمُ اللّهُ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ حَرَّمَهُمَ عَلَى الْكَافِرِينَ (50) الَّذِينَ اتَّخَذُواْ دِينَهُمْ لَهْوًا وَلَعِبًا وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا فَالْيَوْمَ نَنسَاهُمْ كَمَا نَسُواْ لِقَاء يَوْمِهِمْ هَذَا  وَمَا كَانُواْ بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ (51) } الأعراف .

وأعداء محبي أهل البيت : يتبجحون بأنهم على حق ، وإن من يحب الحسين وآله ويعلي ذكره ضال ، وهكذا يناديهم الحسين وآله يوم القيامة وهم رجال الأعراف ، فيشير لشيعته أهل الجنة أدخلوا الجنة ، وقد حرمت على أعدائهم وهم إلى النار وبئس المصير .

 

 

على شهادة له أحلى من العسل  قاسم
له رب العلى مع أبوالقاسم وقاسم البرية

 

معنى قاسم يقسم لله له حظه :

قاسم : القاسم اسم من أسماء الله تعالى ، وهو الذي قسم للخلق حظهم وهو أحسن القاسمين بالعدل والإحسان ، وجاء اسم الله القاسم في كثير من الأدعية ، وهو أيضا اسم لقب لأبي القاسم ، ولقاسم الجنة والنار الإمام علي عليه السلام ، لأنه يقسمون بأمر الله العباد لمؤمن وكافر ، وفي القيامة إلى الجنة والنار ، والله قاسم الأرزاق والحظوظ ، وقد قسم سبحانه للقاسم الشهادة ليكون مع جده أبو القاسم وجده قسيم الجنة والنار ، وهو مأخوذ من القِسْمُ‏ و المِقْسَمُ‏ و المَقْسَمُ ‏: نَصِيبُ الإِنْسانِ مِن الشيءُ ‏ و الحَظُّ مِن الخَيْرِ ، و الْقَسْمُ ‏: إفراز النّصيب ، يقال: قَسَمْتُ‏ كذا قَسْماً و قِسْمَةً ، و قِسْمَةُ الميراث، و قِسْمَةُ الغنيمة ، قاسِم  : فاعل من قسَمَ يقسِم قَسْمًا فهو  قاسِم  ، والمفعول مَقْسوم  .

و القَسْمُ‏  القَدَرُ .  و قَسَمَ‏ اللّهُ الرّزق : و هو القَسّام‏ الوهّاب : وزّعه وأعطى كلَّ فردٍ نصيبَه ، وقال الله تعالى :

{ أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَةَ رَبِّكَ

 نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُم مَّعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا

وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُم بَعْضًا سُخْرِيًّا وَرَحْمَتُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِّمَّا  يَجْمَعُونَ (32) } الزخرف .

وقال الله تعالى : { نَحْنُ قَدَّرْنَا بَيْنَكُمُ الْمَوْتَ وَمَا نَحْنُ بِمَسْبُوقِينَ (60) } الواقعة .

والله تعالى : قدر وقسم للقاسم ، أن يكون مع جده أبو القاسم ، وجده قسيم الجنة والنار ، وهذا الله يقسم لعباده أحسن القسم ، بعدله وإحسانه وبالخصوص لمن يطيع أولياءه ، وأهل دينه .

وقال الله تعالى : { وَ نَبِّئْهُمْ أَنَّ الْماءَ قِسْمَةٌ بَيْنَهُمْ‏ (28) } القمر .

ومثله قوله تعالى : { فَالْمُقَسِّماتِ‏ أَمْراً } ، يَعْنِي الْمَلَائِكَةَ تُقَسِّمُ‏ أَرْزَاقَ بَنِي آدَمَ مَا بَيْنَ طُلُوعِ الْفَجْرِ إِلَى طُلُوعِ الشَّمْسِ ، فَمَنْ نَامَ فِيمَا بَيْنَهُمَا نَامَ عَنْ رِزْقِهِ‏ كَمَا وَرَدَتْ بِهِ الرِّوَايَةُ .

 وعن الإمام الرضا عليه السلام : تُقْسَمُ‏ الْأُمُورُ مِنْ الْأَمْطَارِ وَالْأَرْزَاقِ وَغَيْرِهَا.

ويقال :‏ يَتَوَلَّى‏ تَقْسِيمَ‏ أَمْرِ الْعِبَادِ جَبْرَئِيلُ عليه السلام لِلْغَضَبِ ، وَ مِيكَائِيلُ لِلرَّحْمَةِ ، وَ مَلَكُ الْمَوْتِ لِقَبْضِ الْأَرْوَاحِ ، وَ إِسْرَافِيلُ لِلنَّفْخِ .

 

مزيد بيان لمعنى القسمة :

قسَمَ: فعل قسَمَ  يقسِم ،  قَسْمًا  ، فهو  قاسِم  ، والمفعول مَقْسوم .

 وقاسمه المالَ : شاركه فيه مناصفةً ، أخذ كلٌّ قِسْمَه منه ، شاطَره

قسَم  الدهْرُ القومَ : فرّقهم وشتّتهم .

قسَم  التُّفّاحةَ : جزّأها إلى جزأين أو أكثر ، شقّها .

و قَسَمَ  فلانٌ أَمْرَهُ : قَدَّرَهُ ونظر فيه كيف يَفْعل ، و يُقَدِّرُه و يتدَبَّرُهُ يَنْظُرُ كيفَ يَعْمَلُ فيه . يقالُ : هو يَقْسِم‏ أَمْرَه‏ قَسْماً .

وقاسِم : اسم الجمع قواسم ، اسم فاعل من قسَمَ ، و قاسم تامّ : عددٌ أو مقدارٌ جبريٌّ يمكن أن يُقسَم عليه قسمة صحيحة عددان أو مقداران جبريّان ، أو أكثر الثلاثة من الأعداد هو  قاسم مشترك للسِّتّة والتِّسعة ، وتكون القسمة فيه تامة كاملة بدون باقي .

 قَاسِمُ  الْعَدَدِ : الْعَدَدُ الْمَقْسُومُ عَلَيْهِ .

 الْقَاسِمُ  الْمُشْتَرَكُ : الْعَامِلُ الَّذِي يَقْسِمُ كُلَّ مَا هُوَ مُشْتَرَكٌ قِسْمَةً تَامَّةً .

قَاسَمَ :  قَاسَمَ  فلانٌ فلاناً : أَخذ كلٌّ منهما قِسْمَهُ .

و قَاسَمَ : فعل قَاسَمْتُ ، أُقَاسِمُ ،  قَاسِمْ  ، مصدر مُقَاسَمَةٌ .  قَاسَمَهُ الْمَالَ أَخَذَ كُلٌّ مِنْهُمَا قِسْمَةً مِنْهُ . ويقال : قاسَمَهُ المالَ . وهو قسيمُه فيه .

وفي كل كتب اللغة والحديث قال الإمام علي عليه السلام :

أَنا : قَسِيمُ‏ النَّارِ .

قالَ القتيبيُّ : أَرادَ أَنَّ الناسَ فَرِيقانِ : فَريقٌ معي و هُم على هُدى ، و فَرِيقٌ عَلَيَّ و هُم على ضَلالٍ كالخَوارِجِ .

 فأنا قَسِيمُ‏ النَّارِ: نِصْفٌ في الجنَّةِ معي ، و نِصْفٌ عَلَيَّ في النَّارِ.

 

وفي الحديث عن الإمام أبو القاسم الحسن بن علي عليه السلام:

أَنَّهُ‏ قَاسَمَ‏ رَبَّهُ : ثَلَاثَ مَرَّاتٍ .

 

وفي الدعاء  :

وَ أَعُوذُ بِكَ مِنَ الذُّنُوبِ الَّتِي تَحْبِسُ‏ الْقِسْمَ‏ .

وهي كما في الرواية عن أهل البيت عليهم السلام :

إِظْهَارُ الِافْتِقَارِ : وَ النَّوْمُ عَنْ صَلَاةِ الْعَتَمَةِ ، وَ عَنْ صَلَاةِ الْغَدَاةِ ، وَ اسْتِحْقَارُ النِّعَمِ ، وَ شَكْوَى الْمَعْبُودِ تَعَالَى .

قوله تعالى : { وَإِذَا حَضَرَ الْقِسْمَةَ أُوْلُواْ الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينُ

 فَارْزُقُوهُم مِّنْهُ وَقُولُواْ لَهُمْ  قَوْلاً مَّعْرُوفً (8) } النساء .

و القَسَّام‏ : الذي يَقْسِم الدور و الأَرض بين الشركاء فيه .

 

وقال البيد :

فارْضَوْا بما قَسَمَ‏ المَلِيكُ، فإِنما

قَسَمَ‏ المَعِيشةَ بيننا قَسَّامُها

عنى بالمليك : الله عز و جل .

وفي حديث قراءة الفاتحة : قَسَمْت‏ الصلاة ، بيني و بين عبدي نصفين.

أَراد بالصلاة هاهنا : القراءة ، تسمية للشيء ببعضه ، و قد جاءت مفسرة في الحديث ، و هذه القِسْمة في المعنى لا اللفظ ، لأَن نصف الفاتحة ثناء ، و نصفها مَسْأَلة و دُعاء .

ويا طيب : بعد أن عرفنا أن الله يقسم للعباد ما يستحقون ، ويعطيهم بفضله ، ويجازيهم برحمته ، وبالخصوص المؤمنين مثل القاسم بن الحسن وآله الطيبين الطاهرين من نعيم الجنة وأعلى عليين مع سيد المرسلين أبو القاسم ، ويقسم لأعدائهم ما يستحقون من غضبه وانتقامه ، وجعلنا مع الحسين وآله وأنصاره عليهم السلام . أمين .

ويا طيب : بعد أن عرفنا معنى القسمة والقاسم بالحق سبحانه ، نذكر بعض المعاني عن حقائق القسمة في الآخرة ، وكيف تقسم الخلائق ، وكيف القاسم يجعل أبو القاسم وأخيه جد القاسم قسيم الجنة والنار ، فتدبر .

 

معاني حقيقية عليا للقاسم :

يا طيب : لمعنى القاسم حقائق عليا يترتب عليها مصير الإنسان وسعادته أو شقاوته ، بما يقسم الله للعباد بالحق والعدل والإحسان لعباده ، وكل بما يستحقه وفق علمه وعمله وإخلاصه له وفي طاعته ، أو في معصيته وطغيانه عليه ، ولهذا نتدبر في هذا الاسم الكريم ببركة القاسم بن الحسن عليه السلام :

 

اسم الله القاسم :

يا طيب : عرفت في الآيات السابقة إن الله قسم الرزق في الحياة الدنيا ، بل وفي الأخرة على ما يستحقه العباد ، ونذكر بعض الأدعية التي فيها نناديه يا قاسم :

{ أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَةَ رَبِّكَ

نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُم .. (32) } الزخرف .

ومنه يشتق : اسم فعل لله بأنه سبحانه القاسم .

وجاء في الأدعية : اسم الله القاسم ، كما في :

دعاء الجوشن الكبير : اللَّهُمَّ : إِنِّي أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ يَا عَاصِمُ يَا قَائِمُ ، يَا دَائِمُ يَا رَاحِمُ ، يَا سَالِمُ يَا حَاكِمُ .

 يَا عَالِمُ يَا قَاسِمُ‏ : يَا قَابِضُ يَا بَاسِطُ .

يَا عَاصِمَ مَنِ اسْتَعْصَمَهُ : يَا رَاحِمَ مَنِ اسْتَرْحَمَهُ يَا غَافِرَ مَنِ اسْتَغْفَرَهُ يَا نَاصِرَ مَنِ اسْتَنْصَرَهُ يَا حَافِظَ مَنِ اسْتَحْفَظَهُ‏ ........

البلد الأمين و الدرع الحصين ص 404 . زاد المعاد ص 433 رقم الفقرة في الدعاء 29 من مائة ، مفيدة للرماية وسعة الرزق .

 

وكذا في دعاء المجير جاء اسمه تعالى القاسم :

 سُبْحَانَكَ : يَا دَائِمُ تَعَالَيْتَ يَا قَائِمُ ، أَجِرْنَ مِنَ النَّارِ يَا مُجِيرُ .

سُبْحَانَكَ : يَا عَاصِمُ ، تَعَالَيْتَ يَا قَاسِمُ ، أَجِرْنَ مِنَ النَّارِ يَا مُجِيرُ .

سُبْحَانَكَ : يَا غَنِيُّ تَعَالَيْتَ يَا مُغْنِي ، أَجِرْنَا مِنَ النَّارِ يَا مُجِيرُ

البلد الأمين 363 .

 

وفي دعاء للإمام علي عليه السلام :

يا من بنا محيط : و عنّا الأذى يميط ، و من ملكه بسيط ، و من عدله قسيط على البرّ و الأثيم.

 ويا رائى اللّحوظ : ويا سامع اللّفوظ .

و يا قاسم‏ : الحظوظ بإحسانه ، الحفيظ بعدل من القسيم ...

الصحيفة العلوية ص 176 .

وفي دعاء يوم عرفة في مشهد الحسين عليه السلام :

و إذا حضرت مشهد الحسين عليه السلام : يوم عرفة أو عرفات نفسه ، أو حيث حللت من البلاد فاغتسل قبل الزوال و ابرز تحت السماء و ادع بهذا الدعاء :

 اللَّهُمَّ : أَنْتَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ ، وَ أَنْتَ اللَّهُ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ ، وَ أَنْتَ اللَّهُ الدَّائِبُ‏  فِي غَيْرِ وَصَبٍ وَ لَا نَصَبٍ ، وَ لَا تَشْغَلُكَ رَحْمَتُكَ عَنْ عَذَابِكَ وَ لَا عَذَابُكَ عَنْ رَحْمَتِكَ ، خَفِيتَ مِنْ غَيْرِ مَوْتٍ ، وَ ظَهَرْتَ فَلَا شَيْ‏ءَ فَوْقَكَ ، وَ تَقَدَّستَ فِي عُلُوِّكَ ، وَ تَرَدَّيْتَ بِالْكِبْرِيَاءِ فِي الْأَرْضِ وَ فِي السَّمَاءِ ، وَ قَوِيتَ فِي سُلْطَانِكَ وَ دَنَوْتَ مِنْ كُلِّ شَيْ‏ءٍ فِي ارْتِفَاعِكَ .

وَ خَلَقْتَ الْخَلْقَ بِقُدْرَتِكَ : وَ قَدَّرْتَ الْأُمُورَ بِعِلْمِكَ .

 وَ قَسَّمْتَ الْأَرْزَاقَ: بِعَدْلِكَ ، وَ نَفَذَ فِي كُلِّ شَيْ‏ءٍ عِلْمُكَ .....

كتاب المزار للمفيد ص153ب 67 .

 

وأيضا من أدعية عرفة :

اللَّهُمَّ : صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ، وَ اجْعَلْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَ بِهِ يَعْدِلُونَ‏ ، وَ انْصُرْهُمْ وَ انْتَصِرْ بِهِمْ ، وَ أَنْجِزْ لَهُمْ مَا وَعَدْتَهُمْ ، وَ بَلِّغْنِي فَتْحَ آلِ مُحَمَّدٍ، وَ اكْفِنِي كُلَّ هَوْلٍ دُونَهُ .

 ثُمَّ اقْسِمْ لِي فِيهِمْ : نَصِيباً خَالِصاً، يَا مُقَدِّرَ الْآجَالِ.

 يَا مُقَسِّمَ‏ الْأَرْزَاقِ : افْسَحْ لِي فِي عُمُرِي، وَ ابْسُطْ لِي فِي رِزْقِي.

المزار الكبير لابن المشهدي ص456 .

 

وخاطب الله بالقاسم أمير المؤمنين :

وَ يَا مُطْلِقَ الْأَسِيرِ وَ يَا جَابِرَ الْكَسِيرِ

وَ يَا مُغْنِيَ الْفَقِيرِ وَ يَا غَاذِيَ الصَّغِيرِ

وَ يَا شَافِيَ السَّقِيمِ

وَ يَا مَنْ بِهِ اعْتِزَازِي وَ يَا مَنْ بِهِ احْتِرَازِي‏

مِنَ الذُّلِّ وَ الْمَخَازِي وَ الْآفَاتِ وَ الْمَرَازِي

أَعِذْنِي مِنَ الْهُمُومِ‏

وَ مِنْ جِنَّةٍ وَ إِنْسٍ لِذِكْرِ الْمَعَادِ مُنْسٍ‏

لِلْقَلْبِ عَنْهُ مُقْسٍ وَ مِنْ شَرِّ غَيِّ نَفْسٍ‏

وَ شَيْطَانِهَا الرَّجِيمِ

وَ يَا مُنْزِلَ الْمَعَاشِ عَلَى النَّاسِ وَ الْمَوَاشِي‏

وَ الْأَفْرَاخِ وَ الْعِشَاشِ مِنَ الطُّعْمِ وَ الرِّيَاشِ

تَقَدَّسْتَ مِنْ عَلِيمٍ‏

وَ يَا مَالِكَ النَّوَاصِي لِلْمُطِيعَاتِ وَ الْعَوَاصِي

فَمَا عَنْهُ مِنْ مَنَاصٍ لِعَبْدِ وَ لَا خَلَاصٍ‏

لِمَاضٍ وَ لَا مُقِيمٍ‏

وَ يَا خَيْرَ مُسْتَعَاضٍ لِمَحْضِ الْيَقِينِ رَاضٍ‏

بِمَا هُوَ عَلَيْهِ قَاضٍ مِنْ أَحْكَامِهِ الْمَواضِ‏

تَعَالَيْتَ مِنْ حَكِيمٍ‏

وَ يَا مَنْ بِنَا يُحِيطُ وَ عَنَّا الْأَذَى يُمِيطُ

وَ مَنْ مُلْكُهُ الْبَسِيطُ وَ مَنْ عَدْلُهُ الْقَسِيطُ

عَلَى الْبَرِّ وَ الأَثِيمِ‏

وَ يَا رَائِيَ اللُّحُوظِ وَ يَا سَامِعَ اللُّفُوظِ

وَ يَا قَاسِمَ‏ الْحُظُوظِ بِإِحْصَائِهِ الْحَفِيظِ

بِعَدْلٍ مِنَ الْقَسُومِ‏

ديوان أمير المؤمنين عليه السلام ص 387 .

 

نسب إلى علم الهدى رحمه الله‏ :

الحمد لله بارئ النسم‏ _ مقدر الرزق قاسم القسم‏

الواحد الماجد المفيض على _ عباده من سوابغ النعم‏

رب توالت فنون نعمته‏ _ كما توالت هواطل الديم‏

نحمده شاكرين أنعمه‏ _ حيث هدانا لدينه القيم‏

و أرسل المرسلين قاطبة _ بكتبه حجة على الأمم‏

و انبعث المصطفى و فضله _ بأفضل الكتب أشرف الكلم‏

محمد خير من سعى و دعا - و حج بيتا بكعبة الحرم‏

صلى عليه الإله ما زهرت‏ - شوابك‏  النجم في دجى الظلم‏

ثم علي المرتضى و زوجته‏ _ و ابنيه ثم الإمام ذي الحرم‏

ثم على باقر و جعفر و الكاظم‏ _ ثم الرضا ذوي الهمم‏

ثم ابنه و النقي و الحسن‏ _ المسموم ثم الإمام ذي العلم‏

القائم العادل المجدد دين‏ _ المصطفى الخير  سيد النسم‏

من يملأ الأرض بعد ما ملئت‏ _ بالجور و العدل خير مقتسم‏

هم عصمتي في الورى لأنهم‏ _ خير قرين و خير معتصم‏

سهل و يسر لنا لقاءهم‏ _ في جنة الخلد بارئ النسم‏

و اغفر لنا سيئاتنا و قنا _ هول عذاب الجحيم و الألم.

مناقب آل أبي طالب ج‏1ص277 .


قسم الله الاسم للإمام علي :

يا طيب : قسم الله للإمام علي عليه السلام ، ما لم يقسمه لبشر قبله ولا بعده إلا أخيه ونفسه رسول الله ، بل ببركة نصره لرسول الله وقربه الأزلي الروحي والنفسي والبدني والعلمي والعملي ، نال هذا القسم العظيم ، فوهبه الله أفضل قسم العلم بعده ، وجعله العدل الذي يقسم بالسوية ، فرفعه الله حتى جعل حبه إيمان وبغضه كفر ، فصار قسيم الجنة والنار يوم القيامة ، ولهذا المعنى نتجه ببركة ذكر حفيده القاسم ، ونتعرف على هذا المعنى :

وعن النبي الأكرم صلى الله عليه وآله :‏

 أعطى الله عليا : من الفضل جزءا ، لَوْ قَسَمَ‏ عَلَى أَهْلِ الْأَرْضِ ، لَوَسِعَهُمْ .

و أعطاه من الفهم : جزءا ، لَوْ قَسَمَ‏ عَلَى أَهْلِ الْأَرْضِ ، لَوَسِعَهُمْ.

وفي حلية الأولياء : سئل النبي عن علي بن أبي طالب ؟

فقال صلى الله عليه وآله : قُسِّمَتِ الْحِكْمَةُ عَشْرَةَ أَجْزَاءٍ ، فأعطي علي تسعة أجزاء ، و الناس جزء واحدا.

مناقب آل أبي طالب عليهم السلام لابن شهرآشوبج‏2ص32 .

 

فضائل أحمد بن حنبل قال علي عليه السلام : أحاج الناس يوم القيامة بتسع بإقام الصلاة و إيتاء الزكاة و الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر .

 وَ الْعَدْلِ فِي الرَّعِيَّةِ ، وَ الْقَسْمِ‏ بِالسَّوِيَّةِ  ، و الجهاد في سبيل الله ، و إقامة الحدود و أشباهه.

مناقب آل أبي طالب ج2ص107 .

وفي فضائل أحمد عن أم كلثوم : لو رأيت أمير المؤمنين ، و أتي بأترج فذهب الحسن و الحسين ، يتناول أترجة فنزعها من يده ، ثُمَّ أَمَرَ بِهِ فَقُسِمَ‏ بَيْنَ النَّاسِ.

المناقب ج2ص198 .

وعن حكيم بن أوس‏ كان علي عليه السلام : يبعث إلينا بزقاق العسل ، فَيَقْسِمُ‏ فِينَا ، ثم يأمر أن يلعقوه .

 و أتي إليه بأحمال : فاكهة ،  فأمر ببيعها و أن يطرح ثمنه في بيت المال.

وقال أبو حريز : إن المجوس أهدوا إليه يوم النيروز جامات من فضة ، فيها سكر .

فَقَسَمَ‏ السُّكَّرَ : بين أصحابه ، و حسبها من جزيتهم.

وفي الحلية و فضائل عن أحمد عاصم بن كليب عن أبيه أنه قال : أُتِيَ عَلِيٌّ : بمال من أصفهان ، و كان أهل الكوفة أسباعا .

فَقَسَمَهُ‏ سَبْعَةَ : أسباع ، فوجد فيه رغيفا ، فكسره بسبعة كسر ، ثم جعل على كل جزء كسرة ، ثم دعا أمراء الأسباع فأقرع بينهم.

المناقب ج2ص111 .

 

الإمام علي قسيم الجنة والنار :

يا طيب : لمعرفة بعض حقيقة ما ذكرنا من أن الإمام علي قاسم البرية في الشعر ، فنشرحه ببعض الأحاديث في هذا المعنى ، وإن الأحاديث في أن الإمام علي عليه السلام قسيم الجنة والنار كثيرة جدا ، ويكفي أنه يقر له أن حبه إيمان وبغضه كفر ، ومن الدنيا قسمهم فجعل محبه بالجنة لأنه مؤمن ، ومبغضه في النار لأنه كافر ، وفصلنا أدلة الإمامه في صحيفة ، ونتدبر الأحاديث الآتية :

عن سماعة بن مهران قال : قال أبو عبد الله عليه السلام :

‏ إذا كان يوم القيامة : وضع منبر يراه جميع الخلائق‏ ، فيصعد عليه رجل ، فيقوم عن يمينه ملك و عن يساره ملك .

 ينادي الذي عن يمينه : يا معشر الخلائق ، هذا علي بن أبي طالب ، يُدْخِلُ الْجَنَّةَ مَنْ يَشَاءُ .

و ينادي الذي عن يساره : يا معشر الخلائق ، هذا علي بن أبي طالب ، يُدْخِلُ النَّارَ مَنْ يَشَاءُ.

 

وعن جابر عن أبي جعفر عليه السلام : قال  علي عليه السلام :

‏ أَنَا قَسِيمُ : الْجَنَّةِ وَ النَّارِ ، أُدْخِلُ أَوْلِيَائِيَ الْجَنَّةَ ، وَ أُدْخِلُ أَعْدَائِيَ النَّارَ.

 

وقال أمير المؤمنين عليه السلام :

‏ أَنَا قَسِيمُ اللَّهِ : بَيْنَ الْجَنَّةِ وَ النَّارِ ، لَا يَدْخُلُهُمَا دَاخِلٌ ، إِلَّا عَلَى قِسْمَيْنِ ، وَ أَنَا الْفَارُوقُ الْأَكْبَرُ.

 

وقال الإمام الصادق عليه السلام : إن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام ، لديان الناس يوم القيامة .

وَ قَسِيمُ اللَّهِ : بَيْنَ الْجَنَّةِ وَ النَّارِ ، لَ يَدْخُلُهُمَا دَاخِلٌ إِلَّا عَلَى أَحَدِ قِسْمَيْنِ ، وَ إِنَّهُ الْفَارُوقُ الْأَكْبَرُ.

و عن عباية بن ربعي الأسدي قال : سمعت عليا عليه السلام يقول‏ :

أَنَا : قَسِيمُ النَّارِ.

 

وقال عليه السلام :

 أَنَا قَسِيمُ الْجَنَّةِ وَ النَّارِ : أُدْخِلُ أَوْلِيَائِيَ الْجَنَّةَ ، وَ أَعْدَائِيَ النَّارَ.

بصائر الدرجات في فضائل آل محمد صلى الله عليهم ج1ص414ب18ح 1 - 5 ، 7 ، 8 .

 

و عن أبي هارون العبدي عن أبي سعيد الخدري قال : كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يقول‏ :  إِذَا سَأَلْتُمُ اللَّهَ فَسَلُوهُ الْوَسِيلَةَ لِي .

قال : فسألنا النبي صلى الله عليه وآله : عن الوسيلة ؟

قال : هو درجتي في الجنة ، و هي ألف مرقاة ، ما بين مرقاة إلى مرقاة جوهرة ، إلى مرقاة زبرجدة ، إلى مرقاة ياقوتة ، إلى مرقاة اللؤلؤة ، إلى مرقاة ذهبة ، إلى مرقاة فضة .

فتؤتى بها يوم القيامة : حتى تنصب مع درجة النبيين ، فهي في درجة النبيين كالقمر بين الكواكب ، فلا يبقى يومئذ نبي و لا صديق و لا شهيد .

إلا قالوا : طوبى لمن هذه الدرجة درجته .

فيأتي النداء : من عند الله تبارك و تعالى ، يُسْمِعُ النَّبِيِّينَ وَ الصِّدِّيقِينَ وَ الشُّهَدَاءَ وَ الْمُؤْمِنِينَ ، هَذِهِ دَرَجَةُ مُحَمَّدٍ  وَ عَلِيٍّ وَ أَهْلِ بَيْتِهِ .

فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وآله : أقبل أنا يومئذ متزرا بريطة من نور ، علي تاج الملك و إكليل الكرامة .

وَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ عليه السلام : أَمَامِي بِيَدِهِ لِوَائِي ، وَ هُوَ لِوَاءُ الْحَمْدِ ، مَكْتُوبٌ عَلَيْهِ لَا إِلَهَ إِلَّ اللَّهُ الْمُفْلِحُونَ هُمُ الْفَائِزُونَ بِاللَّهِ .

فإذا مررنا بالنبيين قالوا : هذان ملكان مقربان ، و إذا مررن بالملائكة قالوا : هذان نبيان مرسلان ، و إذا مررنا بالمؤمنين قالوا : نبيان لم نرهما و لم نعرفهما حتى أعلو تلك الدرجة .

وَ عَلِيٌّ يَتْبَعُنِي : فإذا صرت في أعلى الدرجة ، و علي أسفل مني بدرجة ، و بيده لوائي .

فلا يبقى يومئذ : ملك و لا نبي و لا صديق و لا شهيد و لا مؤمن ، إلا رفعوا رءوسهم إلينا ، و يقولون : طوبى لهذين العبدين ، ما أكرمهم على الله .

 فَيَأْتِي النِّدَاءُ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ : يسمع النبيين و الخلائق .

هَذَا مُحَمَّدٌ حَبِيبِي : وَ هَذَا عَلِيٌّ وَلِيِّي .

طُوبَى : لِمَنْ أَحَبَّهُ ، وَ وَيْلٌ لِمَنْ أَبْغَضَهُ وَ كَذَبَ عَلَيْهِ .

ثُمَّ قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وآله  لِعَلِيٍّ :

يَا عَلِيُّ : فلا يبقى يومئذ في مشهد القيامة أحد ، ممن كان يحبك و يتولاك ، إلا شرح لهذا الكلام صدره ، و ابيض وجهه ، و فرح قلبه .

 و لا يبقى أحد : ممن نصب لك حربا ، أو أبغضك أو عاداك أو جحد ذلك حقا ، إلا اسود وجهه ، و طويت قدماه .

 

قَالَ رَسُولُ اللَّهِ : فَبَيْنَا أَنَا كَذَلِكَ ، إِذَ مَلَكَيْنِ قَدْ أَقْبَلَا عَلَيَّ .

أَمَّا أَحَدُهُمَا : فَرِضْوَانُ خَازِنُ الْجَنَّةِ .

وَ الْآخَرُ : مَالِكٌ خَازِنُ النَّارِ .

فَيَقِفُ ماَلِكَ‏ : وَ يَدْنُو رِضْوَانُ .

فَيَقُولُ : السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ .

قَالَ : فَأَرُدُّ عَلَيْهِ السَّلَامَ ، وَ أَقُولُ لَهُ : أَيُّهَا الْمَلَكُ ، مَا أَحْسَنَ وَجْهَكَ ، وَ أَطْيَبَ رِيحَكَ ، فَمَنْ أَنْتَ ؟

فَيَقُولُ : أَنَا رِضْوَانُ خَازِنُ الْجَنَّةِ ، أَمَرَنِي رَبُّ الْعِزَّةِ ، أَنْ‏ آتِيَكَ بِمَفَاتِيحِ الْجَنَّةِ فَنَدْفَعَهَا إِلَيْكَ ، فَخُذْهَا يَا أَحْمَدُ .

فَأَقُولُ : قَدْ قَبِلْتُ ذَلِكَ عَلَى رَبِّي ، فَلَهُ الْحَمْدُ عَلَى مَا أَنْعَمَ بِهِ عَلَيَّ .

أَدْفَعُهَا : إِلَى أَخِي عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ .

فَيَرْجِعُ : رِضْوَانُ .

 

وَ يَدْنُو مَالِكٌ فَيَقُولُ : السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا مُحَمَّدُ .

 فَأَقُولُ : عَلَيْكَ السَّلَامُ ، مَا أَقْبَحَ رُؤْيَتَكَ أَيُّهَا الْمَلَكُ ، وَ أَنْتَنَ رِيحَكَ ، فَمَنْ أَنْتَ ؟

فَيَقُولُ : أَنَا مَالِكٌ خَازِنُ جَهَنَّمَ ، أَمَرَنِي رَبُّ الْعِزَّةِ أَنْ‏ آتِيَكَ بِمَفَاتِيحِ النَّارِ ، فَخُذْهَا يَا أَحْمَدُ .

فَأَقُولُ : قَدْ قَبِلْتُ ذَلِكَ مِنْ رَبِّي ، فَلَهُ الْحَمْدُ عَلَى مَا أَنْعَمَ بِهِ عَلَيَّ .

ادْفَعْهَا : إِلَى أَخِي عَلِيِّ بْنِ أَبِي‏ طَالِبٍ .

ثُمَّ يَرْجِعُ : مَالِكٌ خَازِنُ النَّارِ .

 

فَيُقْبِلُ عَلِيٌّ : وَ مَعَهُ مَفَاتِيحُ الْجَنَّةِ ، وَ مَقَالِيدُ النَّارِ ، وَ هُوَ قَاعِدٌ عَلَى عِجْزَةِ جَهَنَّمَ ، وَ قَدْ أَخَذَ زِمَامَهَ بِيَدِهِ ، وَ عَلَا زَفِيرُهَا ، فَإِنْ شَاءَ مَدَّهَا يَمْنَةً ، وَ إِنْ شَاءَ مَدَّهَا يَسْرَةً .

فَتَقُولُ :جَهَنَّمُ جُزْنِي يَا عَلِيُّ فَقَدْ أَطْفَأَ نُورُكَ لَهَبِي .

فَيَقُولُ لَهَا عَلِيٌّ : قِرِّي يَا جَهَنَّمُ ، خُذِي هَذَ وَ اتْرُكِي هَذَا ، خُذِي هَذَا عَدُوِّي ، وَ اتْرُكِي هَذَا وَلِيِّي.

فَلَجَهَنَّمُ يَوْمَئِذٍ : أَطْوَعُ لِعَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ، مِنْ غُلَامِ أَحَدِكُمْ ، وَ لَجَهَنَّمُ يَوْمَئِذٍ أَطْوَعُ لِعَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ع مِنْ جَمِيعِ الْخَلَائِقِ.

بصائر الدرجات ج1ص417ح11 .

يا طيب : هذا حق العدل والإنصاف والإيمان والإخلاص للنبي وآله ، فالله طيبهم وطهرهم وأمر بودهم والصلاة والسلام عليهم والتسليم لهم ، وزيارته واستغفار الله عندهم ، فمن يتبعهم حتما يفوز عقلا ووجدانا وإيمانا ، ومن هجرهم خسر رحمة الله وإلى جهنم وبئس المصير .

ويا طيب : إن الله لا يرى لا في الدنيا ولا في الآخرة ول يباشر الناس ، ولكن يختار من خلقه أطوعهم له ، فيجعلهم ترجمان رحمته ونعيمه ، وهو ما حكته الأحاديث أعلاه ، وبأقل تدبر وتمعن تصدق هذا وتعرف أن الحوض لهم والعدل لهم والشفاعة لهم ، وهم ميزان الأعمال وبهم يقاس الإيمان ، ويقسم البرية إلى جنة الرحمان أو إلى النيران .

ولذا يا طيب : نحن في الدنيا نعرفهم بهذا المعنى بل نسلم عليهم به ، ونقر لهم به في الدنيا ، وهو حقا لهم في الآخرة ، وأسأل الله أن يرضينا لهم ، فجعلنا من قسمتهم وفي قسمتهم في الجنة ، ومعهم في أعلى عليين .


قاسم كما جاء بالزيارة :

ويا طيب : بعد أن عرفنا الإمام أنه قاسم بالعدل ، بل هو قسيم نور النبي من أول ظهور التكوين وتجلي نور القاسم من رب العالمين ، وفي كل شيء من حقائق الهدى والإيمان ، حتى عرفناه بأن فيه تجلى أعلى نور الله القاسم ، وفي أكرم معنى الرفعة والشموخ والمجد ، وهذا ما نشير له إليه في زيارته فتدبر :

وجاء في زيارة أمير المؤمنين :

السَّلَامُ عَلَيْكَ : يَا قَائِدَ الْغُرِّ الْمُحَجَّلِينَ الْأَتْقِيَاءِ ، السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا عِصْمَةَ الْأَوْلِيَاءِ ، السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا زَيْنَ الْمُوَحِّدِينَ النُّجَبَاءِ ، السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا صَاحِبَ الْحَوْضِ وَ اللِّوَاءِ .

السَّلَامُ عَلَيْكَ : يَا قَاسِمَ‏ الْجَنَّةِ وَ النَّارِ اللَّظَى .

السَّلَامُ عَلَيْكَ : يَا مَنْ شُرِّفَتْ بِهِ مَكَّةُ وَ مِنًى  ، السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا بَحْرَ الْعُلُومِ وَ يَا كَهْفَ الْفُقَرَاءِ ....

إقبال الأعمال ج‏2 ص608 .

وجاء في زيارة أمير المؤمنين عليه السلام :

السَّلَامُ عَلَيْكَ : يَا حَامِلَ الرَّايَةِ ، وَ بَالِغَ الْغَايَةِ  وَ صَاحِبَ الْآيَةِ ، السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا عَلَمَ الْهُدَى وَ مَنَارَ التُّقَى وَ الْعُرْوَةَ الْوُثْقَى .

 السَّلَامُ عَلَيْكَ : يَا قَاسِمَ‏ النَّارِ  وَ حَافِظَ الْجَارِ وَ مُدْرِكَ الثَّأْرِ ، السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا دَاحِضَ الْإِفْكِ وَ مُبْطِلَ الشِّرْكِ وَ مُزِيلَ الشَّكِّ ، السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا وَارِثَ الْأَنْبِيَاءِ وَ خَاتِمَ الْأَوْصِيَاءِ وَ قَاتِلَ الْأَشْقِيَاءِ .

المزار الكبير لابن المشهدي ص254ب 9 .

 

وفي زيارة أخرى :

السَّلَامُ  عَلَى الْعَادِلِ فِي الرَّعِيَّةِ ، وَ الْحَاكِمِ بِالْقَضِيَّةِ ، وَ الْقَاسِمِ بِالسَّوِيَّةِ .

بحار الأنوار ج‏97ص332ب 4 .

 

قاسم بالشعر :

ويا طيب : كما عرفنا الإمام علي هو القاسم بأمر الله وإذنه وتكريمه له ولنفسه سيد الرسل ، فقد نظمه وترنم به المخلصون من الشعراء فذكروه في أبيات جميله وكريمة ، فنذكر قسما منها :

 

 

ورحم الله السيد صالح الحلي إذ قال يرثي القاسم بن الحسن عليهم السلام :

إنْ يبكهِ عمُّهُ حُزناً لمصرعِهِ

فما بكى قمرٌ إلّا على قَمرِ

 

يا ساعدَ اللهُ قلبَ السِّبطِ ينظُرُهُ

فرداً ولم يبلغِ العشرينَ في العُمرِ

 

لابنِ الزكيِّ ألا يا مقلتي انفجري

من الدموعِ دماً يا مهجتي انفطري

 

قد كنتُ أحذرُ أنّي لا أراكَ على

وجهِ الصعيدِ ولكن جاءَني حذري

 

ما كنتُ آمُلُ في الرمضاءِ أبصرُهُ

يا ليتَ فارقني من قبلِ ذا بصري

 

ما كنتُ آملُ أن أبقى وأنتَ على

حرِّ الصعيدِ ضجيعَ الصخرِ والحجرِ

 

مُرَّملاً مذْ رأتْهُ رَملة ٌ صَرَخَتْ

يا مهجتي وسروري يا ضيا بَصري

 

خلّفْتَ والدةً ولهى مُحيَّرةً

مدهوشةً ليسَ مِنْ حامٍ ومُنتصرِ

 

بُنيَّ تقضي على شاطي الفراتِ ظَماً

والماءَ أشربُهُ صفواً بلا كَدرِ

 

بُنيَّ في لوعةٍ خَلّفْتَ والدةً

ترعى نجومَ الدُجى في الليلِ بالسهَرِ

 

ورحم الله البشنوي‏ إذ قال :

و كيف تحرقني نار الجحيم إذا

كان القسيم لها مولاي ذا الحسب‏

 

ورحم الله دعبل‏ إذ قال :

قسيم الجحيم فهذا له‏

و هذا لها باعتدال القسم‏

يذود عن الحوض أعداءه‏

فكم من لعين طريد و كم‏

فمن ناكثين و من قاسطين

و من مارقين و من مجترم‏

 

ورحم الله الزاهي‏ إذ قال :

يا سيدي يا ابن أبي طالب‏

يا عصمة المعتف و الجار

لا تجعلن النار لي مسكن

_ يا قاسم الجنة و النار

المناقب ج2ص111 _ 161.

 

ورحم الله الحافظ البرسي قال في حق الإمام علي عليه السلام :

العقل نور و أنت معناه _ و الكون سرّ و أنت مبداه‏

و الخلق في جمعهم إذا جمعوا _ الكل عبد و أنت مولاه‏

أنت الولي الذي مناقبه‏ _ ما لعلاها في الخلق أشباه‏

يا آية اللّه في العباد و يا _ سر الذي لا إله إلّ هو

كفاك فخرا و عزّة و علا _ أن الورى في علاك قد تاهوا

فقال قوم بأنه بشر _ و قال قوم بأنه اللّه‏

يا صاحب الحشر و الحساب و من‏  _ مولاه حكم أمر العباد ولّاه‏

يا قاسم‏ النار و الجنان غدا

 أنت ملاذ الراجي و ملجاه‏

كيف يخاف الولي حر لظى _ و ليس في النار من تولاه‏

مشارق أنوار اليقين ص318 .

 

ويا طيب : يؤده أن الكون كله مخلوق من نور النبي وقسيمه الإمام علي عليه السلام ،

وأحاديث النور كثيرة ذكرناها في عدة أبوذيات ، وفي صحيفة الإمام الحسين عليه السلام فصلنا البحوث فراجع .

 

ورحم الله بن ابن مدلل‏ إذ قال :

زر بالغري العالم الرباني‏ _ علم الهدى و دعائم الإيمان‏

و قل السلام عليك يا خير الورى‏ _ يا أيها النبأ العظيم الشأن‏

يا من على الأعراف يعرف فضله‏ _ يا قاسم‏ الجنات و النيران‏

نار تكون قسيمها يا عدتي‏

أنا آمن منها على جثماني‏

و أنا مضيفك و الجنان لي القرى‏ _ إذ أنت أنت مورد الضيفان

مناقب آل أبي طالب عليهم السلام لابن شهرآشوب ج‏3 ص317 .


تقبل الله أعمالكم وشكر سعيك

 

يا طيب : ببركة اسم القاسم بن الحسن المجتبى ، شهيد الإباء والتضحية والفداء والإيثار للدين والإيمان والإصلاح والإخلاص ، عرفنا بعض معاني لفظ القاسم ، بل أهم معانيه ، فضلا عن قسم من حياته الكريمة ، وأسأل الله أن يجعلن معه ومع أبيه وعمه وجده أبو القاسم وأنصارهم وأصحابهم المخلصين ، بحقه تعالى على خلقه ، وأن يجعلنا وإياكم معهم في كل خير ،برحمته وهو أرحم الراحمين والقائم بالقسط والقاسم بالإحسان .


 

 

عناوين مفيدة :

صحيفة سيد الشهداء

أبا عبد الله الحسين عليه السلام

وشرح أبوذية قاسم

القاسم بن الحسن عليه السلام

تأليف وتحقيق وإعداد

خادم علوم آل محمد عليهم السلام

الشيخ حسن حردان الأنباري

موقع موسوعة صحف الطيبين

فهرس 3000 ثلاثة آلاف صفحة عن الإمام الحسين عليه السلام

www.alanbare.com/3/f

أو الصفحة الأصلية :

www.alanbare.com/3

صفحة شرح أبوذية قاسم :

صفحة ويب: صالحة للقراءة والنسخ واللصق والمشاركة في المواقع الاجتماعية

www.alanbare.com/kasm

شرح الأبوذية كراس بي دي أف صالح للمطالعة والقراءة بصورة جيدة على الحاسب والموبايل الجوال النقال

www.alanbare.com/kasm/kasm.pdf

 

أخوكم في الإيمان بالله ورسوله وآله وبكل ما أوجبه تعالى
خادم علوم آل محمد عليهم السلام
الشيخ حسن جليل حردان الأنباري
موسوعة صحف الطيبين
http://www.alanbare.com





  ف

       

ت