بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله الطيبين الطاهرين
ولعنة الله على أعدائهم إلى يوم الدين
موسوعة صحف الطيبين في أصول الدين وسيرة المعصومين
صحف الثقافة العامة والأخلاق / صحيفة المسابقة الإيمانية / المقدمة : حمد وصلاة وعملنا بالمسابقة وأهدافها
صحيفة
المسابقة الإيمانية
مسابقة إيمانية تدعو الكرام للمشاركة فيها
و تُفرح الروح الطيبة وتُسر النفس الطاهرة
المقدمة
حمد وثناء لله وصلاة على النبي وآله
وعملنا بالمسابقة وأهدافها
بسم الله الرحمن الرحيم ، الواحد الأحد ، الفرد الصمد ، المؤمن المهيمن ، العزيز الحكيم ، والحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا نهتدي لولا أن هدانا الله ، والصلاة والسلام على نبينا الأكرم محمد وآله الطيبين الطاهرين ، الذين جعلهم الله دليلا على معرفة عظمته ، وحقيقة ترينا كرامته ، ومظهرا يعلمنا دينه ، وولاة جعل قبول ولايتهم قبولا لولايته ، وأئمة يقودونا لعبوديته ونعيم هدايته ، ففرض علينا طاعتهم وجعلها كطاعته ، وحبهم حبا له وبه نقترف حسنته ، وبدين علمه لهم نتسابق لجنته .
يا طيب : كنت منذ زمن أنظر في نفسي ولمن حولي في أهم معارف الدين وضرورياته ، فأراها مجملة واستحضارها يحتاج إلى فكر وتروي ، بل قد أعجز عن بيانها ومعرفتها ، وبالخصوص فيما يتعلق بمعرفة تعريفا وشرحا مختصرا لأصول الدين وفروعه ، بل معارف أسماء الله الحسنى وأسماء أئمة الحق وولاة أمر الله فينا ، ولو إني كتبت صحفا يعتد بها في هذا المجال ، ولكن أين الحفظ والثبات في القلب والعقل والفكر ، وتمكنها حبا ونطقا في القلب واللسان ، و إظهارها أمام الأحبة والأصدقاء والأخوان ، فرحين بتذكرها بأحلى بيان ، ونجيب عليها مأنوسين بعلو الإيمان، ولا نحتاج لفكر وروية بل على البديهية والوجدان ، من الكتابة على الورق ، أو نضد حروفا في حاسب ، أو كتابا على رف منتسب لي وقد اتخذته مهجورا .
ولذا حببت لي ولكم يا موالي : أن أضع مختصرا مفيدا فيها ، وأجعله على نحو مسابقة إيمانية فيها أسئلة وأجوبة ، ونترقى فيها بحفظ ومعرفة أهم معارف ديننا الحق وأعلى قيم هداه القيم ، وضروريات تعاليمه الراقية ، والتي لا يعذر المؤمن عن معرفتها ، ولا المسلم عن الإيمان بها .
وقد جعلت مراتب الإيمان عشرة مراتب : لحديث يعرفنا درجات الإيمان ومراتبه ، وأن المؤمن لابد أن يترقى في المعرفة علما وعملا ، و تطبيقا خالصا لله تعالى حتى يكون في أعلى مراتب الإيمان ، وجعلنا المرتبة الإيمانية الأولى ، كالأول على طلاب صفه أو الفائز في مسابقات الفرق بأنه هو الأعلى درجه بكونه الأول ، والثاني يأتي بعده ، ولهذا تكون المرتبة العاشرة هي أخر المراتب وأضعف الإيمان المستقر .
ولعله تكون هذه الصحيفة : للمسابقة الإيمانية بأسئلتها وأجوبتها عجيبة من ناحية المطالعة ، حيث بعد الفراغ من قراءة المقدمة ، لابد للمؤمن من أن يقرأ آخر مرتبة إيمانية ، فيحفظ معارف المرتبة العاشرة ، ثم يحفظ التاسعة حتى يصل للأولى أو دونها .
وبالإضافة لنص المسابقة : لحفظ مراحل الإيمان العشرة ، وضعت مقدمتان ، تعرفا معنى مراتب الحب الحق ، وحُسن طلب العلم ، وتشوقنا على المشاركة في المسابقة الإيمانية والتدرج في مراتبها حبا لها .
علما إن المسابقة الإيمانية : هذه ، في أوائل صيف سنة 2006 ميلادي أي سنة 1427 هجري ، وضعت في الانترنيت في أكثر من ستين موقعا حواريا ، وكتبنا : وأرجوا من الأخ المشرف : التثبيت ولو لهذه العطلة إن أمكن حتى يستفيد منها أكبر عدد من الموالين لآل محمد عليهم السلام ، ويحفظوا الأسماء الحسنى وأسماء أئمة الحق ومشخصاتهم ، وأهم ضروريات المذهب الحق ، مع الشكر الجزيل لكم .وكان التجاوب معها من المؤمنين الطيبين جيدا ، وحب الكثير المشاركة فيها ، وأجاب قسما يعتد به على أسئلتها ، فشكر الله سعيهم وطيبهم بنعيمه ونورهم بهداه.
وجعل المسابقة كتاب : لا يعني أن يخرجها من المسابقة ، فإنه يمكن أن ينتفع بها المؤمنون في المساجد والمدارس ومحلاتهم ومنتدياتهم بل في بيوتهم وبين أسرهم ، فيسأل المؤمن نفسه وأخيه وأمه وأبيه أو زوجته وأبناءه ، بل صديقه وجيرانه ، أو زميله في عمله ورفيقه حين راحته ، وذلك لترسخ هذه المعارف بينهم وتسموا نفوسهم بتعاليمها ، فإنها بنفسها جميلة وبمعانيها حسنة كاملة ، و لا يستغني عنها مؤمن ومسلم .
وأرجو من الله سبحانه وتعالى : القبول ، وجعلها طاعة خالصة له ، وأهديها لمولاي وإمامي صاحب العصر والزمان الحجة محمد بن الحسن العسكري أرواحنا لها الفداء ، وأرجو من الله سبحانه وتعالى أن يتقبلها ويرضيه عنا ، وأن يدعوني به يوم يدعو يوم القيامة كل أناس بإمامهم ، ويجمعني وكل الطيبين بولاة أمره وهداه الطاهرين ، في محل الكرامة والمقام المحمود وفي جنانه في أعلى عليين ، وبالخصوص الأخوة والأخوات الذين كانوا في المسابقة الإيمانية من مشاركين ، ومعنا كل المؤمنين والموالين والذين لهم محبين ، ورحم الله من قال آمين يا رب العالمين .
حقائق القبول والترحيب
بمراتب المسابقة الإيمانية العشرة
{
وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ (10)
أُوْلَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ (11)
فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ (12)
} الواقعة .
{
سَابِقُوا
إِلَى
مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاء
وَالْأَرْضِ
أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ
ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاء وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ
الْعَظِيمِ (21) }
الحديد .
يا طيب : إن للترحيب حبا حتى يهفو القلب شوقا لعقائد الدين الإسلامي الحق علما وعملا ، عشرة مراتب ، فبأي مرحلة منها تحيي أحب حبيب إليك فعلا الآن ، أكتب رأيك وأظهر ودك في الاشتراك بهذه المسابقة الإيمانية، سواء في الإنترنيت في موقع موسوعة صحف الطيبين، أو على الكتاب ، وترقى في حفظ المراتب حتى تكون في أعلاه إن شاء الله.
لأنه يا أخي الطيب : إن الترحيب الحقيقي بعقيدة ما : هو إيماني عقلي يدخل القلب بفرح ، فيجعله مطمئنا بحسن من يحب ، وتسر النفس بمن تعشق ، وترتاح الروح لمن تود ، ولا شيء يجب أن يُرحب به عقلا وقلبا ومنطقا وقولا وعلما وعملا أكثر من حب الله ومَن أحبهم الله وأمر بودهم ، وهم الأنبياء والمرسلين وعباده الصالحين كلهم ، وبالخصوص نبينا الأكرم محمد وآله الطيبين الطاهرين وشيعتهم والمحبين لهم ، ومحبي محبيهم بحق ، ولا نعمة أعلى من الهداية ومعرفة تعاليمها وإظهارها مخلصين لله الدين .
وأنت يا طيب : بعد مراجعة ومطالعة هذه المراتب والمراحل الإيمانية العشرة ولو بسرعة وبنظرة خاطفة ، في أي مرحلة من مراحل الحب العشرة الآتية ترى نفسك تكون :
أكتب : هذه العبارة وأملي فراغها :
أنا في فعلا في المرتبة ... ....
و أسعى في هذه العطلة أو في هذه الأيام لأن أكون في المرتبة الإيمانية...... الأعلى .
وإذا ترقيت بالمعرفة : لأصول الدين أو معارف الأسماء الحسنى وأسماء أئمة الحق بحفظها في هذه العطلة وبأي وقت ، فبشر المؤمنين وأكتب المرحلة التي ترقيت لها ، وبهذا تسر أخوانك وتشجعهم على الولاء لله سبحانه ولرسوله ولأولي الأمر صلى الله عليهم وسلم وعن معرفة حقيقية بأهم معارف الدين ولو مختصرة ، فإنه إيمان وينجي إن شاء الله ، ويفرح بك الله الرحيم ونبي الرحمة وآله الطاهرين وكل المؤمنين الطيبين.
وقد جاء في الكافي في مراتب الإيمان :
عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْقَرَاطِيسِيِّ قَالَ : قَالَ لِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام يَا عَبْدَ الْعَزِيزِ:
إِنَّ الإِيمَانَ عَشْرُ دَرَجَاتٍ :
بِمَنْزِلَةِ السُّلَّمِ يُصْعَدُ مِنْهُ مِرْقَاةً بَعْدَ مِرْقَاةٍ ، فَلَا يَقُولَنَّ صَاحِبُ الِاثْنَيْنِ لِصَاحِبِ الْوَاحِدِ لَسْتَ عَلَى شَيْءٍ حَتَّى يَنْتَهِيَ إِلَى الْعَاشِرِ .
فَلَا تُسْقِطْ مَنْ هُوَ دُونَكَ فَيُسْقِطَكَ مَنْ هُوَ فَوْقَكَ ، وَ إِذَا رَأَيْتَ مَنْ هُوَ أَسْفَلُ مِنْكَ بِدَرَجَةٍ فَارْفَعْهُ إِلَيْكَ بِرِفْقٍ ، وَ لَا تَحْمِلَنَّ عَلَيْهِ مَا لَا يُطِيقُ فَتَكْسِرَهُ ، فَإِنَّ مَنْ كَسَرَ مُؤْمِناً فَعَلَيْهِ جَبْرُهُ [1].
وقال الله تعالى : { ذَلِكَ الَّذِي يُبَشِّرُ اللَّهُ عِبَادَهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الـْـمَــوَدَّةَ فِـي الْقــُرْبَى وَمَن يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَّزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْنًا إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ شَكُورٌ }الشورى23.
{ وَمَن يُطِعِ اللّهَ وَالرَّسُولَ فَأُوْلَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاء وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا (69) ذَلِكَ الْفَضْلُ مِنَ اللّهِ وَكَفَى بِاللّهِ عَلِيمًا (70) } النساء .
وقال الإمام الصادق عليه السلام في رسالة له للشيعة :
وَ عَلَيْكُمْ بِهُدَى الصَّالِحِينَ : وَ وَقَارِهِمْ ، وَ سَكِينَتِهِمْ وَ حِلْمِهِمْ ، وَ تَخَشُّعِهِمْ وَ وَرَعِهِمْ عَنْ مَحَارِمِ اللَّهِ ، وَ صِدْقِهِمْ وَ وَفَائِهِمْ ، وَ اجْتِهَادِهِمْ لِلَّهِ فِي الْعَمَلِ بِطَاعَتِهِ ، فَإِنَّكُمْ إِنْ لَمْ تَفْعَلُوا ذَلِكَ لَمْ تُنْزَلُوا عِنْدَ رَبِّكُمْ مَنْزِلَةَ الصَّالِحِينَ قَبْلَكُمْ .
وَ اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ : إِذَا أَرَادَ بِعَبْدٍ خَيْراً : شَرَحَ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ ، فَإِذَا أَعْطَاهُ ذَلِكَ أَنْطَقَ لِسَانَهُ بِالْحَقِّ ، وَ عَقَدَ قَلْبَهُ عَلَيْهِ فَعَمِلَ بِهِ ، فَإِذَا جَمَعَ اللَّهُ لَهُ ذَلِكَ تَمَّ لَهُ إِسْلَامُهُ ، وَ كَانَ عِنْدَ اللَّهِ إِنْ مَاتَ عَلَى ذَلِكَ الْحَالِ مِنَ الْمُسْلِمِينَ حَقّاً .
وَ إِذَا لَمْ يُرِدِ اللَّهُ بِعَبْدٍ خَيْراً : وَكَلَهُ إِلَى نَفْسِهِ وَ كَانَ صَدْرُهُ ضَيِّقاً حَرَجاً ، فَإِنْ جَرَى عَلَى لِسَانِهِ حَقٌّ لَمْ يُعْقَدْ قَلْبُهُ عَلَيْهِ ، وَ إِذَا لَمْ يُعْقَدْ قَلْبُهُ عَلَيْهِ لَمْ يُعْطِهِ اللَّهُ الْعَمَلَ بِهِ ، فَإِذَا اجْتَمَعَ ذَلِكَ عَلَيْهِ حَتَّى يَمُوتَ وَ هُوَ عَلَى تِلْكَ الْحَالِ كَانَ عِنْدَ اللَّهِ مِنَ الْمُنَافِقِينَ ، وَ صَارَ مَا جَرَى عَلَى لِسَانِهِ مِنَ الْحَقِّ الَّذِي لَمْ يُعْطِهِ اللَّهُ أَنْ يُعْقَدَ قَلْبُهُ عَلَيْهِ وَ لَمْ يُعْطِهِ الْعَمَلَ بِهِ حُجَّةً عَلَيْهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ .
فَاتَّقُوا اللَّهَ : وَ سَلُوهُ أَنْ يَشْرَحَ صُدُورَكُمْ لِلْإِسْلَامِ ، وَ أَنْ يَجْعَلَ أَلْسِنَتَكُمْ تَنْطِقُ بِالْحَقِّ حَتَّى يَتَوَفَّيكُمْ وَ أَنْتُمْ عَلَى ذَلِكَ ، وَ أَنْ يَجْعَلَ مُنْقَلَبَكُمْ مُنْقَلَبَ الصَّالِحِينَ قَبْلَكُمْ ، وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ .
وَ مَنْ سَرَّهُ : أَنْ يَعْلَمَ أَنَّ اللَّهَ يُحِبُّهُ .
فَلْيَعْمَلْ بِطَاعَـــةِ اللَّهِ ، وَ لْـيَـتَّـبِـعْـنَـــا .
أَ لَمْ يَسْمَعْ قَوْلَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ لِنَبِيِّهِ صلى الله عليه وآله وسلم :
{ قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَ يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ }
وَ اللَّهِ لَا يُطِيعُ اللَّهَ عَبْدٌ أَبَداً ، إِلَّا أَدْخَلَ اللَّهُ عَلَيْهِ فِي طَاعَتِهِ اتِّبَـاعَنَا ، وَ لَا وَ اللَّهِ لَا يَتَّبِعُـنَا عَبْدٌ أَبَداً إِلَّا أَحَبَّــهُ اللَّهُ .
وَ لَا وَ اللَّهِ لَا يَدَعُ أَحَدٌ اتِّبَاعَنَا أَبَداً إِلَّا أَبْغَضَنَا ، وَ لَا وَ اللَّهِ لَا يُبْغِضُنَا أَحَدٌ أَبَداً إِلَّا عَصَى اللَّهَ ، وَ مَنْ مَاتَ عَاصِياً لِلَّهِ أَخْزَاهُ اللَّهُ ، وَ أَكَبَّهُ عَلَى وَجْهِهِ فِي النَّارِ . وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ [2].
وعن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه و آله :
لا يكون العبد مؤمنا حتى أكون :
أحب إليه من نفسه ، ومن ولده ، وماله وأهله .
قال فقال بعض القوم : يا رسول الله ، إنا لنجد ذلك بأنفسنا .
فقال : بل أنا أحب إلى المؤمنين من أنفسهم .
ثم قال : أ رأيتم لو أن رجلا سطا على واحد منكم فنال منه باللسان و اليد ، كان العفو عنه أفضل أم السطوة عليه و الانتقام منه ؟
قالوا : بل العفو ، يا رسول الله .
قال أ فرأيتم لو أن رجلا ذكرني عند أحد منكم بسوء و تناولني بيده ، كان الانتقام منه و السطوة عليه أفضل أم العفو عنه ؟
قالوا : بل الانتقام منه أفضل .
قال صلى الله عليه وآله وسلم: فأنا إذن أحب إليكم من أنفسكم[3].
وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :
لا يؤمن عبد حتى أكون أحب إليه من نفسه .
و أهلي أحب إليه من أهله .
و عترتي أحب إليه من عترته ، و ذاتي أحب إليه من ذاته[4] .
ويا طيب : بعد قراءة المراتب الإيمانية الآتية ، فلا يضر أن أقول بحق : أني في المرتبة الأخيرة أي العاشرة ، وأحب أن أكون في الأولى ، وسأسعى خلال أيام العطلة لأن أكون في التاسعة ، ثم أترقى في المعرفة بالله وما أمر به من حب هداه وولاة أمره ، فأترقى مرتبة فمرتبة في المعرفة .
فإنه يا طيب : قد حاولت محاولة بسيطة ، لأن أجعل مراتب المعرفة الإيمانية حسب درجاتها عشرة كما عرفت في الحديث الأول ، وقسم منها قد لا ننالها ولكن نحبها لولاة أمرنا وأئمة الصدق لديننا الحق ، والحمد لله على الولاية والحب لدينه ولأوليائه والهداية لما يحب ويرضى .
أهمية أسئلة المراتب الإيمانية العشرة
وضرورة الإجابة عليها
يا طيب : في هذه المقدمة وفي الإجابة على بعض الأسئلة ، ما يساعدنا ويشوقنا للكون فيها حقا ، فيتم حفظها علما وعملا ، فضلا عن الإيمان والتصديق بها واقعا .
ويا طيب : لا يوجد مؤمن لا يعرف أغلب معارف هذه المراتب الإيمانية بالإجمال ، ولكن للتفصيل كلاما آخر ، وبه يحلو الإيمان ويتحقق بحق ، ويترقى العبد في معرفة عظمة الله وما كرم به أهل ولايته ودينه من النعيم الحق ، وبه العبد يخرج من حد النكران والعقوق لطاعة الله ولولاة أمره واقعا بصدق ، وبهذه المعارف تتنور النفس بحقائق قد لا تجدها في كثير من الطاعات والعبادات .
بل يا أخي في الإيمان : إن نفس العلم وفي طلبه وتعليمه أعلى مراتب الطاعة والتدارس لمعارف الله هو العبودية الحقيقية ، ولا توجد عباده بدون معرفة ، وهذه بين يديك أول المعارف الدينية وأصل أصولها ، وقد جمعناها في المراحل الستة ، من المرتبة العاشرة إلى المرتبة الخامسة .
ومن يرغب بالمرتبة الإيمانية الرابعة : أو أعلى فعليه بالإكثار من التعرف على شؤون معارف دين الله وتطبيقه علما وعلما فضلا عن الإيمان به ، وقد جعلنا لها بداية هي حفظ كل المراتب وتطبيقها .
وجعلنا المرتبة الأول : أعلى المعارف مثل الطالب الذي يكون أولا في صفه ويكون العاشر أخر الناجحين في صفه ثم من هو أسفل منه ، وإن أسفل من العاشر هنا ساقط وراسب في الدين ، وهكذا تعد الفرق الفائزة كما عرفت ، بل إن الأول في النور هو الأعلى في العبودية والطاعة لله .
بل قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : أول ما خلق الله نوري . ثم نور علي وفاطمة والحسن والحسين وباقي الخلق ، راجع صحيفة الإمام الحسين وفاطمة الزهراء واسم الله الأعظم تتيقن هذا .
فعَنْ الإمام أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الإمام جعفر الصادق عليه السلام قَالَ :
إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ إِذَا أَرَادَ بِعَبْدٍ خَيْراً نَكَتَ فِي قَلْبِهِ نُكْتَةً مِنْ نُورٍ ، وَ فَتَحَ مَسَامِعَ قَلْبِهِ ، وَ وَكَّلَ بِهِ مَلَكاً يُسَدِّدُهُ .
وَ إِذَا أَرَادَ بِعَبْدٍ سُوءاً نَكَتَ فِي قَلْبِهِ نُكْتَةً سَوْدَاءَ ، وَ سَدَّ مَسَامِعَ قَلْبِهِ ،وَ وَكَّلَ بِهِ شَيْطَاناً يُضِلُّهُ . ثُمَّ تَلَا هَذِهِ الْآيَةَ :
فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلامِ ، وَ مَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقاً حَرَجاً كَأَنَّما يَصَّعَّدُ فِي السَّماءِ[5].
ثم نكت النور تتوسع في الإيمان والسوداء في الضلال .
وللتوسع في معرفة : العقائد وأصول الدين وسيرة المعصومين الأربعة عشر عليهم السلام ، بين يديك موسوعة صحف الطيبين وصحفها ، وفيها معارف تامة حتى للإمامة والمعاد ، وإن لم نضع لها فعلا صحفا مستقلة ، ولكن مَن يقرأ شرح الأسماء الحسنى يعرف حقائق عن الإمامة والمعاد قد لا يجدها في كثير من الكتب المتخصص في تعريف هذين الأصلين ، ولذا هي تامة لمن يحب مراجعتها ، أو يقوم بمراجعة كتب أخرى متخصص بأصول الدين .
ويا طيب : كذلك تجد كتبا تامة في الموسوعة في سيرة المعصومين عليهم السلام يمكن مراجعتها ، أو مراجعة كتب مختصرة في معارفهم بالإضافة لما تتعرف عليه في هذه المسابقة الإيمانية .
وبهذه المعارف جميعها : وبمطالعة معارف الإيمان نترقى في مراتبه علما ويقينا إن شاء الله ، ثم نتبعها بالقول والعمل .
وقد قال رسول الله صلى الله عليه و آله :
الإيمان : عقد بالقلب ، و نطق باللسان ، و عمل بالأركان [6].
وفي حديث آخر قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :
الإيمان : قول مقول ، و عمل معمول ، و عرفان العقول[7] .
ولذا يا أخي : يجب المتابعة عملا فضلا عن العلم والإيمان بها ، فإنه لا أيمان بدون علم يقيني عُقد حبه في القلب ، ثم ظهر تصديقه باللسان والعمل بهداه .
بل المؤمن الطيب : يقوم بنشر معارف الدين بين المؤمنين ، لأنه ثواب الدال على الخير والعلم كثواب فاعله وله الفضل ، لأنه كل من يتعلم منه فله ثوابه ، وله ثواب من يتعلم ممن تعلم منه .
وقبل أن نبدأ بالأسئلة :
نذكر أحاديث شريفة في فضل طلب العلم الديني لنشتاق للتعلم وللجواب عن الأسئلة ، بل حفظها وتحفيظها لأعزتنا ، والمدارسة معهم والسؤال منهم ، أو بالطلب منهم أن يسألوا منا ، وذلك لترسخ هذه المعارف الكريمة في نفوسنا أبدا ، والله الموفق .
قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :
كل معروف صدقة .
و الدال على الخير كفاعله ، و الله يحب إغاثة اللهفان[8] .
وعن أبي عبد الله عليه السلام عن آبائه عليهم السلام قال : جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وآله فقال : يا رسول الله ما العلم ؟ قال : الإنصات . قال : ثم مه ؟ قال : الاستماع .
قال : ثم مه ؟ قال : الحفظ . قال : ثم مه ؟ قال : العمل به ، قال : ثم مه يا رسول الله ؟ قال : نشره [9].
وقال النبي صلى الله عليه وآله :
ساعة من عالم يتكئ على فراشه ينظر في عمله ، خير من عبادة العابد سبعين عاما [10] .
وقال صلى الله عليه وآله :
فضل العالم على العابد سبعين درجة بين كل درجتين حضر الفرس سبعين عاما ، وذلك أن الشيطان يدع البدعة للناس فيبصرها العالم فينهى عنها ، والعابد مقبل على عبادته لا يتوجه لها ولا يعرفها [11].
وقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم : ألا أحدثكم عن أقوام ليسوا بأنبياء ولا شهداء يغبطهم يوم القيامة الأنبياء والشهداء بمنازلهم من الله على منابر من نور ؟ فقيل : من هم يا رسول الله ؟
قال : هم الذين يحببون عباد الله إلى الله ، ويحببون عباد الله إلي .
وقال : يأمرونهم بما يحب الله ، وينهونهم عما يكره الله .
فإذا أطاعوهم أحبهم الله [12].
وقال الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام في فضل العلم :
تعلموا العلم : فإن تعلمه حسنة ، و مدارسته تسبيح .
و البحث عنه جهاد ، و تعليمه لمن لا يعلمه صدقة .
و هو عند الله لأهله قربة ، لأنه معالم الحلال و الحرام ، و سالك بطالبه سبيل الجنة . و هو أنيس في الوحشة ، و صاحب في الوحدة ، و سلاح على الأعداء ، و زين الأخلاء .
يرفع الله به أقواما : يجعلهم في الخير أئمة يقتدى بهم .
ترمق أعمالهم ، و تقتبس آثارهم .
و ترغب الملائكة في خلتهم. ، يمسحونهم بأجنحتهم في صلاتهم .
لأن العلم : حياة القلوب ، و نور الأبصار من العمى ، و قوة الأبدان من الضعف ، ينزل الله حامله منازل الأبرار ، و يمنحه مجالسة الأخيار في الدنيا و الآخرة .
بالعلم : يطاع الله و يعبد ، و بالعلم يعرف الله و يوحد ، بالعلم توصل الأرحام ، و به يعرف الحلال و الحرام . و العلم : إمام العقل ، و العقل تابعه ، يلهمه الله السعداء ، و يحرمه الأشقياء [13].
معارف وهدف اللوحات الفنية
المتعلقة بهذا الكتاب
قال الله سبحانه
وتعالى :
{ وَلِلّهِ الأَسْمَاء الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا
وَذَرُواْ
الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي
أَسْمَآئِهِ
سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ (180)
وَمِمَّنْ خَلَقْنَا أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ (181) }
الأعراف
.
يا طيب : قد
ألحقنا بهذا الكتاب لوحات فنية كريمة
فيها
آيات
وحديث الأسماء الحسنى
و نورها
المتجلي في أسماء المعصومين
، وقد كتبنا
في أولها :
{ الَّذِينَ آمَنُواْ وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللّهِ أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ طُوبَى لَهُمْ وَحُسْنُ مَآبٍ}الرعد28،29 .
ويا طيب : إن معنى الآيات في اللوحة الوسط ، فالأوليتان : منهما تعرفنا أن المؤمنين الصادقين تطمئن قلوبهم بذكر الله ، وأن ذكر الله تعالى حقيقتا وواقعا ينتج اطمئنان القلب كأثر أولي ، والعمل الصالح تبعا له وحينها من يرى هذه الآثار فيه يعرف أنه مؤمن بصدق وأنه طيب بحق وأن طوبى والطيبات له دنيا وآخرة . وأما الآيتان بعدهما فهي :
{ كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولاً مِّنكُمْ يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِنَا وَيُزَكِّيكُمْ
وَيُعَلِّمُكُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُعَلِّمُكُم مَّا لَمْ تَكُونُواْ تَعْلَمُونَ
فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُم وَاشْكُرُواْ لِي وَلاَ تَكْفُرُونِ } البقرة 151-152 .
فتعرفنا حقيقة مسلمة وهي : أن شكر المنُعم واجب عقلا وعرفا وشرعا لأنه سبحانه أرسل رسولا يعلمنا هداه ويزكينا ، فيجب أن نذكره تعالى مسبحين له بكل عظمة وشاكرين لفضله وإحسانه وبالخصوص نعمة الهداية ، ولما كانت نعمة الهداية مستمرة بأئمة وليست نعمة منقطعة ، ندعو و نسأل الله صراط أئمة الحق المستقيم في سورة الفاتحة وغيرها من آيات طلب الهداية . فلهذا أحطنا بلوحة الآيات :
لوحة الأسماء الحسنى الإلهية : والتي بها يتم أعلى ذكر لله .
ولوحة أسماء المنعم عليهم بهدى الله : ومعلمي ديننا بعد رسول الله ، وهم آله الطيبين الطاهرين المعصومين ، وتعرف هذا المعنى بالإضافة لهذا بقسم من آيتين تحيط أسماء المعصومين صلى الله عليهم سلم ، فإنهما تعرفاننا أنه لابد لنا من إمام حق ندعى به إن اهتدينا بهداه وتبعناه واقعا، و ذلك لأنه لكل قوم هاد بعد إنذار رسول الله وتعليمه وآيات الإمامة هي :
{
يَوْمَ
نَدْعُو كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ
فَمَنْ
أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَأُوْلَئِكَ يَقْرَؤُونَ كِتَابَهُمْ وَلاَ
يُظْلَمُونَ فَتِيلاً
(71) وَمَن
كَانَ فِي هَذِهِ أَعْمَى فَهُوَ فِي الآخِرَةِ أَعْمَى وَأَضَلُّ سَبِيلاً
(72)
}
الإسراء .
و { إِنَّمَا
أَنتَ مُنذِرٌ
وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَـادٍ
(7)...
وَمَن
يُضْلِلِ اللّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ
(33)
} الرعد
.
ولا إمام هاد : يجب أن نسعى لأن ندعى به يوم القيامة إلا سيد الصالحين أبو صالح المهدي إمام زماننا وولي أمر الله في أرضه وحجته العظمى عجل الله تعالى فرجه ، وهكذا كان لكل زمان إمام حق هاد لهم .
فأحفظ يا طيب : الأسماء الحسنى وأتلوها ما استطعت وأدعو الله بها يستجاب لك وتدخل الجنة إن شاء الله و اجعلها في محل مناسب تراها فيه دائما وتدبر في تجلي نورها بحفظ أسماء المعصومين وكناهم وألقابهم ومدة خلافتهم في الأرض ، وتدبر معاني اللوحات بالتفصيل في المسابقة الإيمانية هذه وتراقا في معارفها فإنها أول الدين وأعلى معارف ضرورياته :
أخوكم في الله المحب لترحيبكم لهذه المراتب الإيمانية
بالعقل والفكر
والبيان
وبالقلب والقول باللسان
والحفظ
والعمل عن إيمان
والدوام
في السر والإعلان
المؤلف
خادم علوم آل محمد عليهم السلام
الشيخ حسن جليل حردان الأنباري
موقع موسوعة صحف الطيبين
http://www.alanbare.com
http://www.mowswoat-suhofe-alltyybeyyn.org
مصادر المقدمة
[1] الكافي ج2ص44ح2.
[2] الكافي كتاب الروضة ج8ص13 .
[3] الأمالي للطوسي م14ص416ح85 -937 .
[4] بشارة المصطفى ص52 .فلاحالسائل ص 101 .
[5] الكافي ج1ص166باب الهداية أنها من الله عز وجل ح2 .
[6] الأمالي للصدوق ص : 268ح15 .
[7] الأمالي للمفيد ص 275 ح2 .
[8] الخصال ج1ص134 ثلاث خصال مستحبة حديث 145 .
[9] أصول الكافي ج2ص48ح4 .
[10] بحار الأنوار ج2ص23ب8ح71.
[11] بحار الأنوار ج2ص24ب8ح72.
[12] بحار الأنوار ج2ص24ب8ح73.
[13] الأمالي للصدوق ص615 المجلس التسعون ح1.والخصال ج2ص522 في العلم تسع و عشرون خصلة حديث 12 .
أخوكم في الإيمان بالله ورسوله وبكل ما أوجبه تعالى
و
المحب
لترحيبكم لهذه
المراتب الإيمانية
بالعقل
والفكر والبيان
وبالقلب والقول
باللسان
والحفظ
والعمل عن إيمان
وعلى الدوام في
السر والإعلان
خادم علوم آل محمد عليهم السلام
الشيخ حسن جليل حردان الأنباري
موسوعة صحف الطيبين
http://www.alanbare.com
يا طيب إلى أعلى مقام في الصفحة صفح عنا رب الإسلام بحق نبينا وآله عليهم السلام