http://www.mowswoat-suhofe-alltyybeyyn.org/0010alrda/alamimalradi1/index.htm المحاضرة أخذت من صحيفة الإمام الرضا عليه السلام وهي أحد كتب موسوعة صحف الطيبين لخادم علوم آل محمد عليهم السلام حسن الأنباري محاضرة بمناسبة ميلاد الإمام الرضا عليه السلام تم الكلام فيها مختصرا عن اسمه ونسبه ولقبه وكناه وعن ولادته وإمامته وعن علمه وأحواله مع الخليفة العباسي المأمون بن هارون الرشيد ودفاع الإمام عن المذهب الحق وولايته وإمامته وكانت المحاضرة في الليلة 11 / 11 ذيقعدة / 1428 بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا الأكرم محمد وآله الطيبين الطاهرين واللعنة على أعدائهم إلى يوم الدين أقدم أجمل التهاني وأسناها وأرفع أعلى التبريك وأحلاه إلى سيدي ومولاي ولي العصر وإمام زماننا الحجة بن الحسن العسكري عليه السلام وإلى علماء الأمة ومراجعها الكرام ولكم يا يشيعة يا طيبين ذكرى حلول ميلاد خليفة الله ورسوله الثامن بعد آبائه الطاهرين صلى الله عليهم وسلم أجمعين ، ناشر دين الله وهادي الأمة الإسلامية ، معلم علمائها الناطق بالحقائق القرآنية ، مبطل شبهات المنافقين والمتفيقهين ودعاوي المأمونية ، ناصر دين الله وناشر مذهب أجداده بالحجج البرهانية ، مأوى الغرباء وغوث الأمة بأمر الله وحكمته العلية ، الإمام الرضا الصابر والرضي الفاضل ، الوفيّ لعهد الله ولزائريه في الحياة الدنيا والآخرة وعند المنية : حجة الله على خلقه سيدنا ومولانا سبط نبيا الثامن بعد آبائه الكرام إمامنا علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب صلى الله عليهم وملائكته وكل المؤمنين الطيبين فهنيئا لكم أعياد آل محمد وجعلنا وأياكم في كهفهم ونحيا ونموت على محبتهم وطاعتهم ، حتى ينشرنا ويحشرنا ويجمعنا معهم في محل كرامته في أعلى عليين ورحم الله من قال آمين لكم يا أخوتي نذكر بهذه المناسبة بعض أحوال ولادة الإمام علي بن موسى الرضا عليه السلام ثم نذكر شيء من علمه اسم الإمام ونسبه عليه السلام : أسم الإمام الشريف :علي : ابن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام ، وهو أشرف وأنبل نسب في الوجود ، وهو في زمانه : سيد ذرية رسول الله صلى الله عليه وآله من ابنته فاطمة الزهراء عليها السلام ، وإمام المسلمين وخليفة الله على خلقه وحجته المبين لتعاليمه وسيد البشر وعظيم أهل البيت صلى الله عليهم وسلم . وأما كنية الإمام الكريمة وألقابه الشريفة : في مناقب آل أبى طالب ج 4 ص 366 و 367، بحار الأنوارج45ص10ب1ح21. كشف الغمة ج 3 ص 70 ص 113 بحار الأنوار ج45ص1 ب2ح3 ، ص8ب1ح12. وعيون أخبار الرضا ج 2 ص 245 - 250 . عيون أخبار الرضا ج 2 ص 250، بحار الأنوارج45ص9ب1ح13. قال كمال الدين ابن طلحة : كنيته : أبو الحســـــن ...... يكنى : أبو الحســـــن ، والخاص : أبو علي . ألقابه : الرضا ، والصابر ، والرضي ، والوفي ، وأشهرها : الـرضــــا[1] . وكان يقال له أيضا : الصادق ، والصابر ، والفاضل ، وقرة أعين المؤمنين ، وغيظ الملحدين[2] . وألقابه: سراج الله ، ونور الهدى ، وقرة عين المؤمنين ، ومكيدة الملحدين ، كفو الملك ، وكافي الخلق ، ورب السرير ، ورءاب التدبير ، والفاضل ، والصابر ، والوفي ، والصديق ، والرضي[4] . عيون أخبار الرضا ج 1 ص 14، بحار الأنوارج45ص4ب1ح6. وعن عبد العظيم الحسني ، عن سليمان بن حفص قال : كان موسى بن جعفر عليهما السلام يسمي ولده علياً عليه السلام الرضا ، وكان يقول : ادعوا لي ولدي : الرضا ، وقلت لولدي : الرضا ، وقال لي ولدي : الرضا . وإذا خاطبه قال : يا أبا الحسن[3] . قال أحمد البزنطي : وإنما سمي : الرضا ، لأنه كان : رضي لله تعالى في سمائه ، ورضي لرسوله والأئمة عليهم السلام بعده في أرضه ، وقيل : لأنه رضي به المخالف والمؤالف ، وقيل : لأنه رضي به المأمون[5] . عيون أخبار الرضا ج 1 ص 13 ، علل الشرائع ج 1 ص 226 ، معاني الأخبار ص 65 . بحار الأنوارج45ص4ب1ح5. عن البزنطي قال : قلت لأبي جعفر محمد بن علي بن موسى عليهم السلام : إن قوما من مخالفيكم يزعمون أن أباك إنما سماه المأمون الرضا لما رضيه لولاية عهده ؟ فقال عليه السلام : كذبوا والله وفجروا ، بل الله تبارك وتعالى سماه بالرضا عليه السلام ، لأنه كان رضي لله عز وجل في سمائه ورضي لرسوله والأئمة بعده صلوات الله عليهم في أرضه . قال : فقلت له : ألم يكن كل واحد من آبائك الماضين عليهم السلام رضيّ لله عز وجل ولرسوله والأئمة بعده عليهم السلام ؟ فقال : بلى . فقلت : فلم سمي أبوك عليه السلام من بينهم الرضا ؟ قال : لأنه رضي به المخالفون من أعدائه كما رضي به الموافقون من أوليائه ، ولم يكن ذلك لأحد من آبائه عليهم السلام ، فلذلك سمي من بينهم الرضا عليه السلام[6] . العبرة والعضة في اسم الإمام الرضا وآله الطاهرين : اسم أمه مناقب آل أبى طالب ج 4ص366و367،بحار الأنوارج45ص10ب1ح21 أسم أم الإمام الرضا عليهما السلام وبعض أحوالها : أسماء وألقاب أم الإمام الرضا عليهم السلام : أم الإمام الرضا عليها السلام : أم ولد : يقال لها : سكن النوبية . من بلاد المغرب ويقال : خيزران المرسية . ويقال : نجمة . رواه ميثم . وقال : صقر ، وتسمى : أروى ، أم البنين ، ولما ولدت الرضا سماها الطاهرة[7] . عن هشام بن أحمد قال : قال أبو الحسن الأول عليه السلام : هل علمت أحدا من أهل المغرب قدم ؟ قلت : لا . قال : بلى قد قدم رجل ، فانطلق بنا إليه ، فركب وركبنا معه حتى انتهينا إلى الرجل ، فإذا رجل من أهل المغرب معه رقيق ، .... منتهى الآمال 2: 406 عن الدر النظيم ج2ص203 و إثبات الوصية ص179 عنه مستدرك العوالم ج22ص25ح1. عن أبي هارون أنه قال : لما أبتاعها ( أي تكتم ) جمع ـ الإمام موسى بن جعفر عليه السلام أب الإمام الرضا ـ قوماً من أصحابه ، ثم قال : والله ما اشتريت هذه الأمة إلا بأمر الله ووحيه . فسُئل عن ذلك ؟ فقال : بينما أنا نائم إذ أتاني جدي وأبي ومعهما شقة حرير فنشرتها ، فإذا قميص وفيه صورة هذه الجارية . فقال : يا موسى ليكونن من هذه الجارية خير أهل الأرض بعدك ، ثم أمرني إذا ولدته أن أسميه علياً ، وقالا لي : إن الله تعالى يظهر به العدل والرأفة طوبى لمن صدّقه وويل لمن عاداه وجحده وعاداه[12] ...... الثلاث التي عرفتها وهي : إحدى عشر ليلة خلت من ذي القعدة : 11 / 11 / 148 هـ . إحدى عشر ليلة خلت ذي الحجة : 11 /12 / 153 هـ . إحدى عشرة ليلة خلت من ربيع الأول :11/3/151 أو 153هـ. فإن ذكر أهل البيت والأئمة المعصومين فهذا مختصر في حياة الإمام علي بن موسى الرضا عليهما السلام : قال الفريابي : قال نصر بن عليّ : مضى أبو الحسن الرضا عليه السلام : وله 49 تسع ٌوأربعون سنةً وأشهرٌ وُلِدَ عليه السلام : سنة 153 هــ بعد أن مضى جده أبو عبد الله جعفر الصادق عليه السلام ، بخمس سنين ـ أي سنة مئة وثلاث وخمسين من الهجرة ، على ما عرفت بأظهر في الروايات ـ. وأقام مع أبيه : 29 سنة تسعاً وعشرين سنةً وأشهراً. وبعد أن مضى أبو الحسن موسى تولى الإمامة : 20 سنة عشرين سنةً إلاّ شهرين[20] ـ وهي مدة إمامته عليه السلام . 183 سنة تولى الإمامة ومضى عليه السلام : عمره 49 في سنة 202 هــ، في عام مائتين واثنين من الهجرة ، فسلام الله عليهم يوم ولد ويوم مات ويوم يبعث حياً . ومرقده الطاهر : بطوس من خراسان بالمشهد المعروف به عليه السلام . إمامة الإمام عليه السلام : وقد قال الله تعالى : { وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلاَّ وَحْيًا أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولاً فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ (51) وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا } الشورى 52 وعلم أول العزم وحي مع المعاينة لجبرائيل أو مع روح القدس ، وإما الأنبياء والأئمة فهو إما وحي من وراء حجاب فيكون تحديث ، والنبي والإمام محدث وملهم بأمر الله ، أو نفسه الوحي عن طريق روح القدس الذي يؤيده فيوحي بإذنه ما يشاء وهو التأييد بروح القدس من غير ظهور وتجلي ومعاينة كما لأولي العزم ، حم (الدخان1) وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ (الدخان2) إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ (الدخان3) فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ (الدخان4) أَمْرًا مِّنْ عِندِنَا إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ (الدخان5) رَحْمَةً مِّن رَّبِّكَ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (الدخان6) آيات في علم الإمام : بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ (القدر1) وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ (القدر2) لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ (القدر3) تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ (القدر4) سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ (القدر5) [7] عيون أخبار الرضا ج 1 ص 32 ، بحار الأنوارج45ص20ب2ح26. عن المفضل بن عمر قال : ( دخلت على أبي الحسن موسى بن جعفر عليه السلام : وعلي ابنه عليه السلام في حجره وهو يقبله ويمص لسانه . ويضعه على عاتقه ويضمه إليه . ويقول : بأبي أنت ما أطيب ريحك وأطهر خلقك وأبين فضلك ؟ قلت : جعلت فداك لقد وقع في قلبي لهذا الغلام من المودة ما لم يقع أحد إلا لك . فقال لي : يا مفضل هو منى بمنزلتي من أبي عليه السلام . ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم . قال : قلت : هو صاحب هذا الأمر من بعدك ؟ قال : نعم من أطاعه رشد ومن عصاه كفر ) [7]. [8] غيبة الشيخ الطوسي ص 49 . بحار الأنوارج44ص256ب10ح9, انظر في الفضل الآتي تمامه . وروى ابن عقدة بسنده عن زياد القندي وابن مسكان قالا : كنا عند أبي إبراهيم ـ الإمام موسى الكاظم ـ عليه السلام إذ قال : يدخل عليكم الساعة خير أهل الأرض . فدخل أبو الحسن الرضا عليه السلام وهو صبي [8]. علمه عليه السلام عيون أخبار الرضا ج 2 ص 180 . بحار الأنوارج45ص90ب7ح3. ما سأل الإمام الرضا عن شيء إلا علمه عليه السلام : عن أبي ذكوان قال : سمعت إبراهيم ابن العباس يقول : ما رأيت الرضا عليه السلام سئل عن شيء قط إلا علمه ، ولا رأيت أعلم منه بما كان في الزمان إلى وقته وعصره ، وكان المأمون يمتحنه بالسؤال عن كل شيء فيجيب فيه . وكان كلامه كله وجوابه وتمثله ، إنتزاعات من القرآن ، وكان يخـتمه في كل ثلاث ، ويقول : لو أردت أن أختمه في أقرب من ثلاثة لختمت ، ولكني ما مررت بآية قط إلا فكرت فيها وفي أي شيء أنزلت وفي أي وقت ، فلذلك صرت أختم في كل ثلاثة أيام[1]. مناقب آل أبى طالب ج 4 ص 350 .. بحار الأنوارج45ص99ب7ح14. اليقطيني يجمع عن الإمام ثمانية عشر ألف مسألة : قال محمد بن عيسى اليقطيني : لما اختلف الناس في أمر أبي الحسن الرضا عليه السلام ، جمعت من مسائله مما سئل عنه وأجاب فيه ، ثمانية عشر ألف مسألة . وقد روى عنه جماعة من المصنفين منهم : أبو بكر الخطيب في تاريخه ، والثعلبي في تفسيره ، والسمعاني في رسالته ، وابن المعتز في كتابه ، وغيرهم[2] . الكافي ج 1 ص 88 ، بحار الأنوارج45ص104ب7ح31. وعن البزنطي قال : جاء رجل إلى أبي الحسن الرضا من وراء نهر بلخ قال: إني أسالك عن مسألة ، فإن أجبتني فيها بما عندي قلت بإمامتك . فقال أبو الحسن عليه السلام : سل عما شئت . فقال : أخبرني عن ربك : متى كان ، وكيف كان ، وعلى أي شيء كان اعتماده ؟ فقال أبو الحسن عليه السلام : إن الله تبارك وتعالى أيـّن الأين بلا أين ، وكيف الكيف بلا كيف ، وكان اعتماده على قدرته . فقام إليه الرجل فقبل رأسه وقال : أشهد أن لا إله إلا الله ، وأن محمدا رسول الله ، وأن عليا وصي رسول الله ، والقيم بعده بما أقام به رسول الله صلى الله عليه وآله ، وأنكم الأئمة الصادقون ، وأنك الخلف من بعدهم [4]. كشف الغمة 2 : 316 ، إعلام الورى 2 : 64، بحار الأنوارج45ص100ب7ح17. جميع العلماء يقرون للإمام بالعلم والفضل : عن أبي الصلت عبد السلام بن صالح الهروي قال : ما رأيت أعلم من علي بن موسى الرضا عليه السلام ، ولا رآه عالم إلا شهد له بمثل شهادتي ، ولقد جمع المأمون في مجالس له ذوات عدد ، علماء الأديان ، وفقهاء الشريعة والمتكلمين ، فغلبهم عن آخرهم ، حتى ما بقي أحد منهم إلا أقر له بالفضل ، وأقر على نفسه بالقصور . ولقد سمعت علي بن موسى الرضا عليه السلام يقول : كنت أجلس في الروضة والعلماء بالمدينة متوافرون ، فإذا أعيا الواحد منهم عن مسألة أشاروا إلي بأجمعهم وبعثوا إلي بالمسائل ، فأجيب عنها [5]. عيون أخبار الرضا ج 2 ص 236 . بحار الأنوارج45ص95ب7ح8. شرف الإمام لتقواه ولطاعته الله : عن محمد بن موسى بن نصر الرازي قال : سمعت أبي يقول : قال رجل للرضا عليه السلام : والله ما على وجه الأرض أشرف منك أباً . فقال : التقوى شرفتهم ، وطاعة الله أحظتهم . فقال له آخر : أنت والله خير الناس . فقال له : لا تحلف يا هذا : خير مني من كان أتقى لله عز وجل وأطوع له ، والله ما نسخت هذه الآية : ( وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ) الحجرات/13 [6]. مناقب آل أبى طالب ج 4 ص 362 ، بحار الأنوارج45ص99ب7ح16. وفي المحاضرات : أنه ليس في الأرض سبعة أشراف عند الخاص والعام كتب عنهم الحديث : إلا علي ، بن موسى ، بن جعفر ، بن محمد ، بن علي ، بن الحسين ، بن علي بن أبي طالب عليهم السلام[7] . المأمون والإمام الرضا عليه السلام 7- ما، [الأمالي للشيخ الطوسي‏] الْحَفَّارُ عَنْ أَبِي الْقَاسِمِ إِسْمَاعِيلَ الدِّعْبِلِيِّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَلِيِّ بْنِ عَلِيٍّ ابْنِ أَخِي دِعْبِلٍ الْخُزَاعِيِّ قَالَ حَدَّثَنَا سَيِّدِي أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُوسَى الرِّضَا ع بِطُوسَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَ تِسْعِينَ وَ مِائَةٍ وَ فِيهَا رَحَلْنَا إِلَى سَيِّدِي أَنَا وَ أَخِي دِعْبِلٌ فَأَقَمْنَا عِنْدَهُ إِلَى آخِرِ سَنَةِ مِائَتَيْنِ وَ خَرَجْنَا إِلَى قُمَّ بَعْدَ أَنْ خَلَعَ سَيِّدِي أَبُو الْحَسَنِ الرِّضَا ع عَلَى أَخِي دِعْبِلٍ قَمِيصَ خَزٍّ أَخْضَرَ وَ خَاتَماً فَصُّهُ عَقِيقٌ وَ دَفَعَ إِلَيْهِ دَرَاهِمَ رَضَوِيَّةً [الرَّضَوِيَّةُ مَنْسُوبَةٌ إِلَى الرَّضِيِّ وَ الرِّضَوِيَّةُ مَنْسُوبَةٌ إِلَى الرِّضَا] وَ قَالَ لَهُ يَا دِعْبِلُ صِرْ إِلَى قُمَّ فَإِنَّكَ تُفِيدُ بِهَا وَ قَالَ لَهُ احْتَفِظْ بِهَذَا الْقَمِيصِ فَقَدْ صَلَّيْتُ فِيهِ أَلْفَ لَيْلَةٍ أَلْفَ رَكْعَةٍ وَ خَتَمْتُ فِيهِ الْقُرْآنَ أَلْفَ خَتْمَةٍ 5- ن، [عيون أخبار الرضا عليه السلام‏] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى الْفَارِسِيِّ قَالَ نَظَرَ أَبُو نُوَاسٍ إِلَى أَبِي الْحَسَنِ عَلِيِّ بْنِ مُوسَى الرِّضَا ع ذَاتَ يَوْمٍ وَ قَدْ خَرَجَ مِنْ عِنْدِ الْمَأْمُونِ عَلَى بَغْلَةٍ لَهُ فَدَنَا مِنْهُ أَبُو نُوَاسٍ فَسَلَّمَ عَلَيْهِ وَ قَالَ يَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ قَدْ قُلْتُ فِيكَ أَبْيَاتاً فَأُحِبُّ أَنْ تَسْمَعَهَا مِنِّي قَالَ هَاتِ فَأَنْشَأَ يَقُولُ مُطَهَّرُونَ نَقِيَّاٌت ثِيَابُهُمْ تَجْرِي الصَّلَاةُ عَلَيْهِمْ أَيْنَمَا ذُكِرُوا مَنْ لَمْ يَكُنْ عَلَوِيّاً حِينَ تَنْسُبُهُ فَمَا لَهُ مِنْ قَدِيمِ الدَّهْرِ مُفْتَخَرٌ فَاللَّهُ لَمَّا بَدَا خَلْقاً فَأَتْقَنَهُ صَفَّاكُمْ وَ اصْطَفَاكُمْ أَيُّهَا الْبَشَرُ وَ أَنْتُمُ الْمَلَأُ الْأَعْلَى وَ عِنْدَكُمْ عِلْمُ الْكِتَابِ وَ مَا جَاءَتْ بِهِ السُّوَرُ فَقَالَ الرِّضَا ع قَدْ جِئْتَنَا بِأَبْيَاتٍ مَا سَبَقَكَ إِلَيْهَا أَحَدٌ ثُمَّ قَالَ يَا غُلَامُ هَلْ مَعَكَ مِنْ نَفَقَتِنَا شَيْ‏ءٌ فَقَالَ ثَلَاثُمِائَةِ دِينَارٍ فَقَالَ أَعْطِهَا إِيَّاهُ ثُمَّ قَالَ ع لَعَلَّهُ اسْتَقَلَّهَا يَا غُلَامُ سُقْ إِلَيْهِ الْبَغْلَةَ بحارالأنوار ج : 49 ص : 237 وَ دَخَلَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُطَرِّفِ بْنِ مَاهَانَ عَلَى الْمَأْمُونِ يَوْماً وَ عِنْدَهُ عَلِيُّ بْنُ مُوسَى الرِّضَا ع فَقَالَ لَهُ الْمَأْمُونُ مَا تَقُولُ فِي أَهْلِ الْبَيْتِ فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ مَا قَوْلِي فِي طِينَةٍ عُجِنَتْ بِمَاءِ الرِّسَالَةِ وَ غُرِسَتْ بِمَاءِ الْوَحْيِ هَلْ يُنْفَحُ مِنْهَا إِلَّا مِسْكُ الْهُدَى وَ عَنْبَرُ التُّقَى قَالَ فَدَعَا الْمَأْمُونُ بِحُقَّةٍ فِيهَا لُؤْلُؤٌ فَحَشَا فَاهُ بحارالأنوار ج : 49 ص : 236 3- ن، [عيون أخبار الرضا عليه السلام‏] أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى الْمُكَتِّبُ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْوَرَّاقِ عَنْ عَلِيِّ بْنِ هَارُونَ الْحِمْيَرِيِّ عَنْ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ النَّوْفَلِيِّ قَالَ إِنَّ الْمَأْمُونَ لَمَّا جَعَلَ عَلِيَّ بْنَ مُوسَى الرِّضَا ع وَلِيَّ عَهْدِهِ وَ إِنَّ الشُّعَرَاءَ قَصَدُوا الْمَأْمُونَ وَ وَصَلَهُمْ بِأَمْوَالٍ جَمَّةٍ حِينَ مَدَحُوا الرِّضَا ع وَ صَوَّبُوا رَأْيَ الْمَأْمُونِ فِي الْأَشْعَارِ دُونَ أَبِي نُوَاسٍ فَإِنَّهُ لَمْ يَقْصِدْهُ وَ لَمْ يَمْدَحْهُ وَ دَخَلَ إِلَى الْمَأْمُونِ فَقَالَ لَهُ يَا أَبَا نُوَاسٍ قَدْ عَلِمْتَ مَكَانَ عَلِيِّ بْنِ مُوسَى الرِّضَا مِنِّي وَ مَا أَكْرَمْتُهُ بِهِ فَلِمَا ذَا أَخَّرْتَ مَدْحَهُ وَ أَنْتَ شَاعِرُ زَمَانِكَ وَ قَرِيعُ دَهْرِكَ فَأَنْشَأَ يَقُولُ قِيلَ لِي أَنْتَ أَوْحَدُ النَّاسِ طُرّاً فِي فَنُونٍ مِنَ الْكَلَامِ النَّبِيهِ‏ لَكَ مِنْ جَوْهَرِ الْكَلَامِ بَدِيعٌ يُثْمِرُ الدُّرَّ فِي يَدَيْ مُجْتَنِيهِ‏ فَعَلَامَ تَرَكْتَ مَدْحَ ابْنِ مُوسَى وَ الْخِصَالَ الَّتِي تَجَمَّعْنَ فِيهِ‏ قُلْتُ لَا أَهْتَدِي لِمَدْحِ إِمَامٍ كَانَ جِبْرِيلُ خَادِماً لِأَبِيهِ‏ فَقَالَ لَهُ الْمَأْمُونُ أَحْسَنْتَ وَ وَصَلَهُ مِنَ الْمَالِ بِمِثْلِ الَّذِي وَصَلَ بِهِ كَافَّةَ الشُّعَرَاءِ وَ فَضَّلَهُ عَلَيْهِمْ بحارالأنوار ج : 49 ص : 236 4- ن، [عيون أخبار الرضا عليه السلام‏] مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ صَقْرٍ الْغَسَّانِيِّ عَنِ الصُّولِيِّ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا الْعَبَّاسِ مُحَمَّدَ بْنَ يَزِيدَ الْمُبَرَّدَ يَقُولُ خَرَجَ أَبُو نُوَاسٍ ذَاتَ يَوْمٍ مِنْ دَارِهِ فَبَصُرَ بِرَاكِبٍ قَدْ حَاذَاهُ فَسَأَلَ عَنْهُ وَ لَمْ يَرَ وَجْهَهُ فَقِيلَ إِنَّهُ عَلِيُّ بْنُ مُوسَى الرِّضَا ع فَأَنْشَأَ يَقُولُ إِذَا أَبْصَرَتْكَ الْعَيْنُ مِنْ بَعْدِ غَايَةٍ وَ عَارَضَ فِيهِ الشَّكُّ أَثْبَتَكَ الْقَلْبُ‏ وَ لَوْ أَنَّ قَوْماً أَمَّمُوكَ لَقَادَهُمْ نُسِيمُكَ حَتَّى يُسْتَدَلَّ بِكَ الرَّكْبُ‏ الإمام يبين للمأمون قسيم الجنة والنار : وقال المأمون : يا أبا الحسن أخبرني عن جدك علي بن أبي طالب بأي وجه هو قسيم الجنة والنار ؟ فقال : يا أمير المؤمنين ألم ترو عن أبيك ، عن آبائه ، عن عبد الله بن عباس أنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول : حب علي إيمان وبغضه كفر ؟ فقال : بلى ، قال الرضا عليه السلام : فقسيم الجنة والنار . فقال المأمون : لا أبقاني الله بعدك يا أبا الحسن ، أشهد أنك وارث علم رسول الله . قال أبو الصلت الهروي : فلما رجع الرضا إلى منزله أتيته فقلت : يا ابن رسول الله ما أحسن ما أجبت به أمير المؤمنين ؟ فقال : يا أبا الصلت أنا كلمته من حيث هو ، ولقد سمعت أبي يحدث عن آبائه ، عن علي عليه السلام قال : قال لي رسول الله : يا علي أنت قسيم الجنة والنار يوم القيامة ، تقول للنار : هذا لي ، وهذا لك . كشف الغمة ج 3 ص 147 ، بحار الأنوارج45ص172ب14ح10. الإمام أقرب لرسول الله من المأمون : روى السيد المرتضى في كتاب العيون والمحاسن عن الشيخ المفيد رضي الله عنهما قال : روي أنه لما سار المأمون إلى خراسان وكان معه الرضا علي ابن موسى عليه السلام فبيناهما يسيران إذ قال له المأمون : يا أبا الحسن إني فكرت في شيء فنتج لي الفكر الصواب فيه : فكرت في أمرنا وأمركم ، ونسبنا ونسبكم فوجدت الفضيلة فيه واحدة ، ورأيت اختلاف شيعتنا في ذلك محمولا على الهوى والعصبية . فقال له أبو الحسن الرضا عليه السلام : إن لهذا الكلام جوابا إن شئت ذكرته لك ، وإن شئت أمسكت . فقال له المأمون : إني لم أقله إلا لأعلم ما عندك فيه . قال له الرضا عليه السلام : أنشدك الله يا أمير المؤمنين لو أن الله تعالى بعث نبيه محمدا صلى الله عليه وآله فخرج علينا من وراء أكمه من هذه الآكام يخطب إليك ابنتك كنت مزوجه إياها ؟ فقال : يا سبحان الله وهل أحد يرغب عن رسول الله صلى الله عليه وآله . فقال له الرضا عليه السلام : أفتراه كان يحل له أن يخطب إلي ؟ قال : فسكت المأمون هنيئة ثم قال : أنتم والله أمس برسول الله صلى الله عليه وآله رحما . بحار الأنوارج45ص186ب14ح19. المأمون يسأل الإمام عن أكبر فضيلة لأمير المؤمنين : روى السيد المرتضى في كتاب العيون والمحاسن قال : قال المأمون يوما للرضا عليه السلام : أخبرني بأكبر فضيلة لأمير المؤمنين يدل عليها القرآن . قال : فقال له الرضا عليه السلام : فضيلة في المباهلة ، قال الله جل جلاله: ( فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ ) الآية فدعا رسول الله صلى الله عليه وآله الحسن والحسين عليهم السلام فكانا ابنيه ، ودعا فاطمة عليها السلام فكانت في هذا الموضع نساءه ، ودعا أمير المؤمنين عليه السلام فكان نفسه بحكم الله عز وجل فثبت أنه ليس أحد من خلق الله تعالى أجل من رسول الله صلى الله عليه وآله وأفضل ، فواجب أن لا يكون أحد أفضل من نفس رسول الله صلى الله عليه وآله بحكم الله عز وجل . قال : فقال له المأمون : أليس قد ذكر الله تعالى الأبناء بلفظ الجمع ، وإنما دعا رسول الله صلى الله عليه وآله ابنيه خاصة ، وذكر النساء بلفظ الجمع ، وإنما دعا رسول الله صلى الله عليه وآله ابنته وحدها ، فألا جاز أن يذكر الدعاء لمن هو نفسه ، ويكون المراد نفسه في الحقيقة دون غيره ، فلا يكون لأمير المؤمنين عليه السلام ما ذكرت من الفضل . قال : فقال له الرضا عليه السلام : ليس يصح ما ذكرت يا أمير المؤمنين ، وذلك أن الداعي إنما يكون داعيا لغيره ، كما أن الآمر آمر لغيره ، ولا يصح أن يكون داعيا لنفسه في الحقيقة كما لا يكون آمرا لها في الحقيقة ، وإذا لم يدع رسول الله صلى الله عليه وآله رجلا في المباهلة إلا أمير المؤمنين عليه السلام فقد ثبت أنه نفسه التي عناها الله سبحانه في كتابه ، وجعل [ له ] حكمه ذلك في تنزيله . قال : فقال المأمون إذا ورد الجواب سقط السؤال . بحار الأنوارج45ص186ب14ح19. آية المباهلة هي قوله تعالى : {فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنْ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَةَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ}(آل عمران/61). أولاً : أحاديث للإمام الرضا في إمامتهم وولايتهم : وسائل‏ الشيعة ج27ص188ب13 عدم جواز استنباط الأحكام النظرية من ظواهر القرآن إلا بعد معرفة تفسيرها من الأئمة عليهم السلام حديث33565 . عَنِ الرَّيَّانِ بْنِ الصَّلْتِ عَنِ الرضا عليه السلام فِي حَدِيثٍ ، أَنَّ الْمَأْمُونَ سَأَلَ عُلَمَاءَ الْعِرَاقِ وَ خُرَاسَانَ عَنْ قَوْلِهِ تَعَالَى : ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنا مِنْ عِبادِنا . فَقالَتِ الْعُلَمَاءُ : أَرَادَ اللَّهُ بِذَلِكَ الْأُمَّةَ كُلَّهَا . فَقالَ الْمَأْمُونُ : مَا تَقُولُ يَا أَبَا الْحَسَنِ . فَقالَ الرضا عليه السلام : إِنَّهُ لَوْ أَرَادَ الْأُمَّةَ لَكَانَتْ بِأَجْمَعِهَا فِي الْجَنَّةِ ، .... إِلَى أَنْ قالَ : فَصَارَتْ وِرَاثَةُ الْكِتَابِ لِلْعِتْرَةِ الطَّاهِرَةِ لَا لِغَيْرِهِمْ . قالَ الْمَأْمُونُ : وَ مَنِ الْعِتْرَةُ الطَّاهِرَةُ . فَقالَ الرضا عليه السلام : الَّذِينَ وَصَفَهُمُ اللَّهُ فِي كِتَابِهِ فَقالَ : إِنَّما يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً . وَ هُمُ الَّذِينَ قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وآله وسلم : إِنِّي مُخَلِّفٌ فِيكُمُ الثَّقَلَيْنِ كِتَابَ اللَّهِ وَ عِتْرَتِي أَهْلَ بَيْتِي ، وَ إِنَّهُمَا لَنْ يَفْتَرِقَا حَتَّى يَرِدَا عَلَيَّ الْحَوْضَ ، انْظُرُوا كَيْفَ تَخْلُفُونِّي فِيهِمَا . أَيُّهَا النَّاسُ : لَا تُعَلِّمُوهُمْ فَإِنَّهُمْ أَعْلَمُ مِنْكُمْ ...... إِلَى أَنْ قالَ : فَصَارَتْ وِرَاثَةُ الْكِتَابِ لِلْمُهْتَدِينَ دُونَ الْفَاسِقِينَ [1]. وهذه أحاديث من عيون‏ أخبار الإمام الرضا عليه السلام ج2ص58ح214 . للصدوق عليه السلام وعن أبو محمد الحسن بن عبد الله بن محمد بن العباس الرازي التميمي قال حدثني سيدي علي بن موسى الرضا عليهم السلام قال حدثني أبي موسى بن جعفر قال حدثني أبي محمد بن علي قال حدثني أبي علي بن الحسين قال حدثني أبي الحسين بن علي قال حدثني أبي علي بن أبي طالب قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : من مات و ليس له إمام من ولدي مات ميتة جاهلية ، و يؤخذ بما عمل في الجاهلية و الإسلام [2]. أقول وهو معنى الآية : يوم ندعو كل أناس بإمامهم . وقال الإمام الرضا عليه السلام قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : الأئمة من ولد الحسين ، من أطاعهم فقد أطاع الله ، و من عصاهم فقد عصى الله عز و جل ، هم العروة الوثقى ، و هم الوسيلة إلى الله عز و جل[3] . قال الإمام الرضا عن آبائه عليهم السلام : نحن أهل البيت لا يقاس بنا أحد فينا نزل القرآن وفينا معدن الرسالة[4] . علي بن الحسن بن علي بن فضال عن أبيه عن أبي الحسن علي بن موسى الرضا عليه السلام أنه قال : نحن سادة في الدنيا ، و ملوك في الأرض[5] . ثانياً : أحاديث للإمام الرضا في حبهم وتوليهم : قال الإمام الرضا عن آبائه عليهم السلام : قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم : أول ما يسأل عنه العبد حبنا أهل البيت[6] . عن محمد بن علي التميمي قال حدثني سيدي علي بن موسى الرضا عليه السلام عن أبيه عن آبائه عن علي عليهم السلام عن النبي صلى الله عليه آله وسلم أنه قال : من سره أن ينظر إلى القضيب الياقوت الأحمر الذي غرسه الله بيده ، ويكون مستمسكا به ، فليتول عليا والأئمة من ولده ، فإنهم خيرة الله عز و جل و صفوته ، و هم المعصومون من كل ذنب و خطيئة[7] . وعن الإمام الرضا عليه السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : من أحب أن يتمسك بالعروة الوثقى . فليتمسك بحب علي ، وأهل بيتي[8]. سائل‏ الشيعة ج16ص169ب15 وجوب الحب في الله و البغض في الله والإعطاء في الله و المنع في الله ، حديث 21258 . عَنِ الْفَضْلِ بْنِ شَاذَانَ عَنِ الرضا عليه السلام فِي كِتَابِهِ إِلَى الْمَأْمُونِ قالَ : وَ حُبُّ أَوْلِيَاءِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَاجِبٌ ، وَ كَذَلِكَ بُغْضُ أَعْدَائِهِمْ وَ الْبَرَاءَةُ مِنْهُمْ وَمِنْ أَئِمَّتِهِمْ [9]. سائل‏ الشيعة ج27ص128ب10 عدم جواز تقليد غير المعصوم عليه السلام فيما يقول برأيه و فيما لا يعمل فيه بنص عنهم حديث33394 . وعَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَبِي مَحْمُودٍ عَنِ الرضا عليه السلام فِي حَدِيثٍ قالَ : أَخْبَرَنِي أَبِي عَنْ آبَائِهِ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وآله وسلم قالَ : مَنْ أَصْغَى إِلَى نَاطِقٍ فَقَدْ عَبَدَهُ ، فَإِنْ كَانَ النَّاطِقُ عَنِ اللَّهِ فَقَدْ عَبَدَ اللَّهَ ، وَ إِنْ كَانَ النَّاطِقُ عَنْ إِبْلِيسَ فَقَدْ عَبَدَ إِبْلِيسَ ، إِلَى أَنْ قالَ : يَا ابْنَ أَبِي مَحْمُودٍ : إِذَا أَخَذَ النَّاسُ يَمِيناً وَ شِمَالًا فَالْزَمْ طَرِيقَتَنَا ، فَإِنَّهُ مَنْ لَزِمَنَا لَزِمْنَاهُ ، وَ مَنْ فَارَقَنَا فَارَقْنَاهُ ، فَإِنَّ أَدْنَى مَا يَخْرُجُ بِهِ الرَّجُلُ مِنَ الْإِيمَانِ أَنْ يَقُولَ لِلْحَصَاةِ هَذِهِ نَوَاةٌ ، ثُمَّ يَدِينَ بِذَلِكَ وَ يَبْرَأَ مِمَّنْ خَالَفَهُ . يَا ابْنَ أَبِي مَحْمُودٍ : احْفَظْ مَا حَدَّثْتُكَ بِهِ ، فَقَدْ جَمَعْتُ لَكَ فِيهِ خَيْرَ الدُّنْيَا وَ الْآخِرَةِ [10]. وسائل ‏الشيعة ج16ص265ب38 تحريم المجالسة لأهل المعاصي والبدع ح21527 . وعَنِ ابْنِ فَضَّالٍ قالَ سَمِعْتُ الرضا عليه السلام يَقُولُ : مَنْ وَاصَلَ لَنَا قَاطِعاً ، أَوْ قَطَعَ لَنَا وَاصِلًا ، أَوْ مَدَحَ لَنَا عَائِباً ، أَوْ أَكْرَمَ لَنَا مُخَالِفاً ؛ فَلَيْسَ مِنَّا وَ لَسْنَا مِنْهُ [11]. وسائل‏ الشيعة ج16ص179ب17 وجوب حب المؤمن و بغض الكافر وتحريم العكس حديث 21291 . عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ عَنِ الرضا عليه السلام قالَ : مَنْ وَالَى أَعْدَاءَ اللَّهِ فَقَدْ عَادَى أَوْلِيَاءَ اللَّهِ ، وَ مَنْ عَادَى أَوْلِيَاءَ اللَّهِ فَقَدْ عَادَى اللَّهَ ، وَ حَقٌّ عَلَى اللَّهِ أَنْ يُدْخِلَهُ نَارَ جَهَنَّمَ [12]. وسائل ‏الشيعة ج16ص179ب17 وجوب حب المؤمن و بغض الكافر وتحريم العكس حديث21289 عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ الْخَزَّازِ قالَ سَمِعْتُ الرضا عليه السلام يَقُولُ: إِنَّ مِمَّنْ يَنْتَحِلُ مَوَدَّتَنَا أَهْلَ الْبَيْتِ مَنْ هُوَ أَشَدُّ فِتْنَةً عَلَى شِيعَتِنَا مِنَ الدَّجَّالِ . فَقلتُ : بِمَا ذَا . قالَ عليه السلام : بِمُوَالَاةِ أَعْدَائِنَا وَ مُعَادَاةِ أَوْلِيَائِنَا ، إِنَّهُ إِذَا كَانَ كَذَلِكَ اخْتَلَطَ الْحَقُّ بِالْبَاطِلِ ، وَاشْتَبَهَ الْأَمْرُ فَلَمْ يُعْرَفْ مُؤْمِنٌ مِنْ مُنَافِقٍ [13]. عيون‏ أخبار الإمام الرضا عليه السلام ج2ص58ح220 .وسائل ‏الشيعة ج16ص313ب 8 تحريم كفر المعروف من الله كان أو من الناس حديث21638 . وقال الإمام الرضا عليه السلام قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : من أحبنا أهل البيت حشره الله تعالى آمنا يوم القيامة[14] . الإمام معلم العباد هدى الله والشاهد عليهم ولهم : كشف الغمة ج 3 ص 142 ، بحار الأنوارج45ص171ب14ح9. كلام للإمام في القضاء والقدر : وقال الآبي في نثر الدر : علي بن موسى الرضا عليه السلام سأله الفضل بن سهل في مجلس المأمون فقال : يا أبا الحسن الخلق مجبرون ؟ فقال : الله أعدل من أن يجبر ثم يعذب ؟ قال : فمطلقون ؟ قال : الله أحكم من أن يهمل عبده ويكله إلى نفسه . في هذا الحديث الشريف علم واسع وركن به يتقن مسألة لا جبر ولا تفويض ، بل والقضاء والقدر في العدل الإلهي مع عدم إهمال العباد ولا جبرهم ، بل بقدرته يعملون ومن غير جبر ، أي مع جعل القدرة للعباد على الاختيار والفعل بفضله لم يخرجوا من سلطان قيوميته سبحانه ، راج سعة البحث في مسائل العدل ، وستأتي بعض حِكمه في هذه المسألة في الباب السابع . ]راجع كشف الغمة ج 3 ص 147 ، بحار الأنوارج45ص275ب18ح26. الإمام شأنه العدل والقسط في كل سيرته : في كشف الغمة : قال الآبي في كتاب نثر الدر : دخل على الرضا بخراسان قوم من الصوفية فقالوا له : إن أمير المؤمنين المأمون نظر فيما ولاه الله تعالى من الأمر ، فرآكم أهل البيت أولى الناس بأن تؤموا الناس ، ونظر فيكم أهل البيت فرآك أولى الناس بالناس ، فرأى أن يرد هذا الأمر إليك . والأمة تحتاج : إلى من يأكل الجشب ويلبس الخشن ، ويركب الحمار ، ويعود المريض . قال : وكان الرضا عليه السلام متكئا فاستوى جالسا ثم قال : كان يوسف عليه السلام نبيا يلبس أقبية الديباج المزورة بالذهب ويجلس على متكئات آل فرعون ويحكم ، إنما يراد من الإمام قسطه وعدله : إذا قال صدق ، وإذا حكم عدل ، وإذا وعد أنجز . إن الله لم يحرم لبوسا ولا مطعما ، وتلا ( قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق ) الأعراف : 32 [10]. 3- لي، [الأمالي للصدوق‏] ن، [عيون أخبار الرضا عليه السلام‏] الْبَيْهَقِيُّ عَنِ الصُّولِيِّ عَنْ هَارُونَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمُهَلَّبِيِّ عَنْ دِعْبِلِ بْنِ عَلِيٍّ قَالَ جَاءَنِي خَبَرُ مَوْتِ الرِّضَا ع وَ أَنَا بِقُمَّ فَقُلْتُ قَصِيدَتِيَ الرَّائِيَّةَ أَرَى أُمَيَّةَ مَعْذُورِينَ إِنْ قَتَلُوا وَ لَا أَرَى لِبَنِي الْعَبَّاسِ مِنْ عُذْرٍ أَوْلَادُ حَرْبٍ وَ مَرْوَانَ وَ أُسْرَتُهُمْ بَنُو مُعَيْطٍ وُلَاةُ الْحِقْدِ وَ الْوَغْرِ قَوْمٌ قَتَلْتُمْ عَلَى الْإِسْلَامِ أَوَّلَهُمْ حَتَّى إِذَا اسْتَمْسَكُوا جَازُوا عَلَى الْكُفْرِ أَرْبَعُ بِطُوسَ عَلَى قَبْرِ الزَّكِيِّ بِهِ إِنْ كُنْتَ تَرْبَعُ مِنْ دِينٍ عَلَى وَطَرٍ قَبْرَانِ فِي طُوسَ خَيْرُ النَّاسِ كُلِّهِمْ وَ قَبْرُ شَرِّهِمْ هَذَا مِنَ الْعِبَرِ مَا يَنْفَعُ الرِّجْسَ مِنْ قُرْبِ الزَّكِيِّ وَ مَا عَلَى الزَّكِيِّ بِقُرْبِ النِّجْسِ مِنْ ضَرَرٍ هَيْهَاتَ كُلُّ امْرِئٍ رَهْنٌ بِمَا كَسَبَتْ لَهُ يَدَاهُ فَخُذْ مَا شِئْتَ أَوْ فَذَر