بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا الأكرم محمد وآله الطيبن الطاهرين ولعنة الله على أعدائهم إلى يوم الدين إنا لله وإنا إليه راجعون ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم بقلوب يعصرها الألم والحزن و يملؤها الأسى أتقدم بخالص العزاء وأحر التسلية لولي أمرنا صاحب العصر وإمام زماننا الحجة بن الحسن العسكري عجل الله فرجه الشريف وأتوجه بالعزاء لجميع أبناء الأمة الإسلامية وبالخصوص اتباع نبينا محمد وآله عليهم السلام لحلــول للذكرى الأليمة والمحزنة بالمصاب الجلل الذي حل في يوم 29 ذي القعدة سنة 195 للهجرة وهو اليوم الذي استشهد فيه خليفة رسول الله الإمام التاسع سيدنا وإمامنا السيد القانع حجة الله على جميع العباد وشافع يوم التناد أبو جعفر التقي الجواد محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب صلاة الله وسلامه عليهم السلام صلوات الله عليه وعلى آبائه الطاهرين وأولاده المعصومين ابد الابدين مولده الشريف : ولد عليه السلام في المدينة في سنة 195 هجري وأما الشهر والسنة منها أنه في شهر رمضان 15 ـ 19 ، والأشهر أنه 10 رجب من هذه السنة 195 الكافي المناقب الإرشاد وغيرها . واستشهد سنة 220 هجري فيكون : انه كان مع زمن أبيه 8 سنوات وبعده 17 سنة وهي مدة إمامته فيكون مدة عمره الشريف 25 سنة . إمامته عليه السلام يَا يَحْيَى خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا (مريم12) وَحَنَانًا مِّن لَّدُنَّا وَزَكَاةً وَكَانَ تَقِيًّا (مريم13) وَبَرًّا بِوَالِدَيْهِ وَلَمْ يَكُن جَبَّارًا عَصِيًّا (مريم14) وَسَلَامٌ عَلَيْهِ يَوْمَ وُلِدَ وَيَوْمَ يَمُوتُ وَيَوْمَ يُبْعَثُ حَيًّا (مريم15) إِذْ قَالَتِ الْمَلآئِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِّنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ (آل عمران45) وَيُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلاً وَمِنَ الصَّالِحِينَ (آل عمران46) أَمْ لَهُمْ نَصِيبٌ مِّنَ الْمُلْكِ فَإِذًا لاَّ يُؤْتُونَ النَّاسَ نَقِيرًا (النساء53) أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنَآ آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُم مُّلْكًا عَظِيمًا (النساء54) فَمِنْهُم مَّنْ آمَنَ بِهِ وَمِنْهُم مَّن صَدَّ عَنْهُ وَكَفَى بِجَهَنَّمَ سَعِيرًا (النساء55) ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ وَمِنْهُم مُّقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ (فاطر32 يَوْمَ نَدْعُو كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ فَمَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَأُوْلَئِكَ يَقْرَؤُونَ كِتَابَهُمْ وَلاَ يُظْلَمُونَ فَتِيلاً (الإسراء71) وَمَن كَانَ فِي هَذِهِ أَعْمَى فَهُوَ فِي الآخِرَةِ أَعْمَى وَأَضَلُّ سَبِيلاً (الإسراء72) تعاليم الإمام الجواد : وجوب معرفة الله بمعرفة عقلية مطلقة وإيمان قلبي عالي وحرمة التحديد العقلي كالكلي العقلي فضلا عن الوهمي : الكافي ج1ص116ح7 .التوحيد ص193 ب29ح 7 . عن أَبِي هَاشِمٍ الْجَعْفَرِيِّ قَالَ : كُنْتُ عِنْدَ أَبِي جَعْفَرٍ الثَّانِي عليه السلام : فَسَأَلَهُ رَجُلٌ فَقَالَ : أَخْبِرْنِي عَنِ الرَّبِّ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى لَهُ أَسْمَاءٌ وَ صِفَاتٌ فِي كِتَابِهِ ؟ وَ أَسْمَاؤُهُ وَ صِفَاتُهُ هِيَ هُوَ ؟ فَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ عليه السلام : إِنَّ لِهَذَا الْكَلَامِ وَجْهَيْنِ ؟ إِنْ كُنْتَ تَقُولُ : هِيَ هُوَ ، أَيْ إِنَّهُ ذُو عَدَدٍ وَ كَثْرَةٍ ، فَتَعَالَى اللَّهُ عَنْ ذَلِكَ . وَ إِنْ كُنْتَ تَقُولُ : هَذِهِ الصِّفَاتُ وَ الْأَسْمَاءُ لَمْ تَزَلْ ، فَإِنَّ لَمْ تَزَلْ مُحْتَمِلٌ مَعْنَيَيْنِ : فَإِنْ قُلْتَ : لَمْ تَزَلْ عِنْدَهُ فِي عِلْمِهِ ، وَ هُوَ مُسْتَحِقُّهَا ، فَنَعَمْ . وَ إِنْ كُنْتَ تَقُولُ : لَمْ يَزَلْ تَصْوِيرُهَا وَ هِجَاؤُهَا وَ تَقْطِيعُ حُرُوفِهَا ! فَمَعَاذَ اللَّهِ : أَنْ يَكُونَ مَعَهُ شَيْ‏ءٌ غَيْرُهُ . بَلْ كَانَ اللَّهُ : وَ لَا خَلْقَ ، ثُمَّ خَلَقَهَا وَسِيلَةً بَيْنَهُ وَ بَيْنَ خَلْقِهِ ، يَتَضَرَّعُونَ بِهَا إِلَيْهِ ، وَ يَعْبُدُونَهُ ، وَ هِيَ ذِكْرُهُ ، وَ كَانَ اللَّهُ وَ لَا ذِكْرَ . وَ الْمَذْكُورُ بِالذِّكْرِ : هُوَ اللَّهُ الْقَدِيمُ ، الَّذِي لَمْ يَزَلْ ، وَ الْأَسْمَاءُ وَ الصِّفَاتُ مَخْلُوقَاتٌ ، وَ الْمَعَانِي . وَ الْمَعْنِيُّ : بِهَا هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا يَلِيقُ بِهِ الِاخْتِلَافُ ، وَ لَا الِائْتِلَافُ . وَ إِنَّمَا يَخْتَلِفُ وَ يَأْتَلِفُ : الْمُتَجَزِّئُ . فَلَا يُقَالُ : اللَّهُ مُؤْتَلِفٌ ، وَ لَا اللَّهُ قَلِيلٌ ، وَ لَا كَثِيرٌ . وَ لَكِنَّهُ : الْقَدِيمُ فِي ذَاتِهِ ، لِأَنَّ مَا سِوَى الْوَاحِدِ مُتَجَزِّئٌ ، وَ اللَّهُ وَاحِدٌ لَا مُتَجَزِّئٌ وَ لَا مُتَوَهَّمٌ بِالْقِلَّةِ وَ الْكَثْرَةِ . وَ كُلُّ : مُتَجَزِّئٍ أَوْ مُتَوَهَّمٍ بِالْقِلَّةِ وَ الْكَثْرَةِ ؛ فَهُوَ مَخْلُوقٌ ، دَالُّ عَلَى خَالِقٍ لَهُ . فَقَوْلُكَ : إِنَّ اللَّهَ قَدِيرٌ ، خَبَّرْتَ أَنَّهُ لَا يُعْجِزُهُ شَيْ‏ءٌ ، فَنَفَيْتَ بِالْكَلِمَةِ الْعَجْزَ ، وَ جَعَلْتَ الْعَجْزَ سِوَاهُ . وَ كَذَلِكَ قَوْلُكَ : عَالِمٌ ، إِنَّمَا نَفَيْتَ بِالْكَلِمَةِ الْجَهْلَ ، وَ جَعَلْتَ الْجَهْلَ سِوَاهُ . وَ إِذَا أَفْنَى اللَّهُ الْأَشْيَاءَ : أَفْنَى الصُّورَةَ ، وَ الْهِجَاءَ ، وَ التَّقْطِيعَ . وَ لَا يَزَالُ مَنْ لَمْ يَزَلْ عَالِماً . فَقَالَ الرَّجُلُ : فَكَيْفَ سَمَّيْنَا رَبَّنَا سَمِيعاً ؟ فَقَالَ عليه السلام : لِأَنَّهُ لَا يَخْفَى عَلَيْهِ مَا يُدْرَكُ بِالْأَسْمَاعِ . وَ لَمْ نَصِفْهُ بِالسَّمْعِ الْمَعْقُولِ فِي الرَّأْسِ . وَ كَذَلِكَ سَمَّيْنَاهُ بَصِيراً : لِأَنَّهُ لَا يَخْفَى عَلَيْهِ مَا يُدْرَكُ بِالْأَبْصَارِ ، مِنْ لَوْنٍ ، أَوْ شَخْصٍ ، أَوْ غَيْرِ ذَلِكَ ، وَ لَمْ نَصِفْهُ بِبَصَرِ لَحْظَةِ الْعَيْنِ . وَ كَذَلِكَ سَمَّيْنَاهُ لَطِيفاً : لِعِلْمِهِ بِالشَّيْ‏ءِ اللَّطِيفِ ، مِثْلِ الْبَعُوضَةِ ، وَ أَخْفَى مِنْ ذَلِكَ ، وَ مَوْضِعِ النُّشُوءِ مِنْهَا ، وَ الْعَقْلِ ، وَ الشَّهْوَةِ لِلسَّفَادِ وَ الْحَدَبِ عَلَى نَسْلِهَا ، وَ إِقَامِ بَعْضِهَا عَلَى بَعْضٍ ، وَ نَقْلِهَا الطَّعَامَ وَ الشَّرَابَ إِلَى أَوْلَادِهَا فِي الْجِبَالِ وَ الْمَفَاوِزِ وَ الْأَوْدِيَةِ وَ الْقِفَارِ . فَعَلِمْنَا : أَنَّ خَالِقَهَا لَطِيفٌ بِلَا كَيْفٍ ، وَ إِنَّمَا الْكَيْفِيَّةُ لِلْمَخْلُوقِ الْمُكَيَّفِ . وَ كَذَلِكَ سَمَّيْنَا رَبَّنَا : قَوِيّاً ، لَا بِقُوَّةِ الْبَطْشِ الْمَعْرُوفِ مِنَ الْمَخْلُوقِ ، وَ لَوْ كَانَتْ قُوَّتُهُ قُوَّةَ الْبَطْشِ الْمَعْرُوفِ مِنَ الْمَخْلُوقِ ، لَوَقَعَ التَّشْبِيهُ ، وَ لَاحْتَمَلَ الزِّيَادَةَ ، وَ مَا احْتَمَلَ الزِّيَادَةَ احْتَمَلَ النُّقْصَانَ ، وَ مَا كَانَ نَاقِصاً كَانَ غَيْرَ قَدِيمٍ ، وَ مَا كَانَ غَيْرَ قَدِيمٍ كَانَ عَاجِزاً . فَرَبُّنَا تَبَارَكَ وَ تَعَالَى : لَا شِبْهَ لَهُ ، وَ لَا ضِدَّ ، وَ لَا نِدَّ ، وَ لَا كَيْفَ ، وَ لَا نِهَايَةَ ، وَ لَا تَبْصَارَ بَصَرٍ . وَ مُحَرَّمٌ عَلَى الْقُلُوبِ : أَنْ تُمَثِّلَهُ ، وَ عَلَى الْأَوْهَامِ أَنْ تَحُدَّهُ ، وَ عَلَى الضَّمَائِرِ أَنْ تُكَوِّنَهُ . جَلَّ وَ عَزَّ : عَنْ أَدَاةِ خَلْقِهِ ، وَ سِمَاتِ بَرِيَّتِهِ ، وَ تَعَالَى عَنْ ذَلِكَ عُلُوّاً كَبِيراً . التوحيد ص106ب7ح6 . بحارالأنوار ج3ص266 ح32 ب9 النهي عن التفكر في ذات الله سبحانه . عَنِ الْيَقْطِينِيِّ عَنِ ابْنِ أَبِي نَجْرَانَ قَالَ : سَأَلْتُ أَبَا جَعْفَرٍ الثَّانِيَ عليه السلام عَنِ التَّوْحِيدِ ، فَقُلْتُ : أَتَوَهَّمُ شَيْئاً ؟ فَقَالَ : نَعَمْ غَيْرَ مَعْقُولٍ وَ لَا مَحْدُودٍ ، فَمَا وَقَعَ وَهْمُكَ عَلَيْهِ مِنْ شَيْ‏ءٍ فَهُوَ خِلَافُهُ ، لَا يُشْبِهُهُ شَيْ‏ءٌ ، وَ لَا تُدْرِكُهُ الْأَوْهَامُ . كَيْفَ تُدْرِكُهُ الْأَوْهَامُ ، وَ هُوَ خِلَافُ مَا يُعْقَلُ ، وَ خِلَافُ مَا يُتَصَوَّرُ فِي الْأَوْهَامِ ، إِنَّمَا يُتَوَهَّمُ شَيْ‏ءٌ غَيْرُ مَعْقُولٍ وَ لَا مَحْدُودٍ . الكافي ج1 ص82 ح2 . عَنْ بَكْرِ بْنِ صَالِحٍ عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ قَالَ : سُئِلَ أَبُو جَعْفَرٍ الثَّانِي عليه السلام يَجُوزُ أَنْ يُقَالَ لِلَّهِ إِنَّهُ شَيْ‏ءٌ ؟ قَالَ : نَعَمْ يُخْرِجُهُ مِنَ الْحَدَّيْنِ حَدِّ التَّعْطِيلِ وَ حَدِّ التَّشْبِيهِ . بحار الأنوار ج3ص292ب13ح13 ، عن أمالي الصدوق . عَنْ عَلِيِّ بْنِ مَهْزِيَارَ قَالَ : كَتَبْتُ إِلَى أَبِي جَعْفَرٍ الثَّانِي عليه السلام جُعِلْتُ فِدَاكَ ، أُصَلِّي خَلْفَ مَنْ يَقُولُ بِالْجِسْمِ ، وَ مَنْ يَقُولُ بِقَوْلِ يُونُسَ يَعْنِي ابْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ؟ فَكَتَبَ عليه السلام : لَا تُصَلُّوا خَلْفَهُمْ وَ لَا تُعْطُوهُمْ مِنَ الزَّكَاةِ وَ ابْرَءُوا مِنْهُمْ بَرِئَ اللَّهُ مِنْهُمْ . الكافي ج1ص118 ح12 باب معاني الأسماء و اشتقاقها ..... عَنْ أَبِي هَاشِمٍ الْجَعْفَرِيِّ قَالَ سَأَلْتُ أَبَا جَعْفَرٍ الثَّانِيَ عليه السلام مَا مَعْنَى الْوَاحِدِ ؟ فَقَالَ عليه السلام : إِجْمَاعُ الْأَلْسُنِ عَلَيْهِ بِالْوَحْدَانِيَّةِ ، كَقَوْلِهِ تَعَالَى : وَ لَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ‏ . الكافي ج1ص123ح1 باب تأويل الصمد . عَنْ دَاوُدَ بْنِ الْقَاسِمِ الْجَعْفَرِيِّ قَالَ : قُلْتُ لِأَبِي جَعْفَرٍ الثَّانِي عليه السلام : جُعِلْتُ فِدَاكَ مَا الصَّمَدُ ؟ قَالَ : السَّيِّدُ الْمَصْمُودُ إِلَيْهِ فِي الْقَلِيلِ وَ الْكَثِيرِ . بحار الأنوار ج68ص51ب61ح76 . في تحف العقول : رُوِيَ أَنَّ جَمَّالًا حَمَلَ أَبَا جَعْفَرٍ الثَّانِيَ عليه السلام مِنَ الْمَدِينَةِ إِلَى الْكُوفَةِ فَكَلَّمَهُ فِي صِلَتِهِ وَ قَدْ كَانَ عليه السلام وَصَلَهُ بِأَرْبَعِمِائَةِ دِينَارٍ . فَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ : سُبْحَانَ اللَّهِ ، أَ مَا عَلِمْتَ أَنَّهُ لَا يَنْقَطِعُ الْمَزِيدُ مِنَ اللَّهِ ، حَتَّى يَنْقَطِعَ الشُّكْرُ مِنَ الْعِبَادِ . الخلق الكافي ج1ص441ح5 . عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ قَالَ كُنْتُ عِنْدَ أَبِي جَعْفَرٍ الثَّانِي عليه السلام فَأَجْرَيْتُ اخْتِلَافَ الشِّيعَةِ . فَقَالَ : يَا مُحَمَّدُ ، إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى لَمْ يَزَلْ مُتَفَرِّداً بِوَحْدَانِيَّتِهِ ، ثُمَّ خَلَقَ مُحَمَّداً وَ عَلِيّاً وَ فَاطِمَةَ ، فَمَكَثُوا أَلْفَ دَهْرٍ ، ثُمَّ خَلَقَ جَمِيعَ الْأَشْيَاءِ ، فَأَشْهَدَهُمْ خَلْقَهَا ، وَ أَجْرَى طَاعَتَهُمْ عَلَيْهَا ، وَ فَوَّضَ أُمُورَهَا إِلَيْهِمْ . فَهُمْ : يُحِلُّونَ مَا يَشَاءُونَ ، وَ يُحَرِّمُونَ مَا يَشَاءُونَ ، وَ لَنْ يَشَاءُوا إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى . ثُمَّ قَالَ : يَا مُحَمَّدُ ، هَذِهِ الدِّيَانَةُ الَّتِي مَنْ تَقَدَّمَهَا مَرَقَ ، وَ مَنْ تَخَلَّفَ عَنْهَا مَحَقَ ، وَ مَنْ لَزِمَهَا لَحِقَ ، خُذْهَا إِلَيْكَ يَا مُحَمَّدُ .فَإِنَّهَا مِنْ مَخْزُونِ الْعِلْمِ وَ مَكْنُونِهِ وسائل ‏الشيعة ج16ص69ب85ح21003. عَنِ الْهَيْثَمِ بْنِ أَبِي مَسْرُوقٍ النَّهْدِيِّ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ سَهْلٍ قَالَ : كَتَبْتُ إِلَى أَبِي جَعْفَرٍ الثَّانِي عليه السلام : عَلِّمْنِي شَيْئاً إِذَا أَنَا قُلْتُهُ كُنْتُ مَعَكُمْ فِي الدُّنْيَا وَ الْآخِرَةِ ؟ فَقَالَ : فَكَتَبَ بِخَطِّهِ أَعْرِفُهُ أَكْثِرْ مِنْ تِلَاوَةِ إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ ، وَ رَطِّبْ شَفَتَيْكَ بِالِاسْتِغْفَارِ . بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ (القدر1) وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ (القدر2) لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ (القدر3) تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ (القدر4) سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ (القدر5) حم (الدخان1) وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ (الدخان2) إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ (الدخان3) فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ (الدخان4) أَمْرًا مِّنْ عِندِنَا إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ (الدخان5) الكافي ج1ص532ب11. عَنِ الْحَسَنِ بْنِ الْعَبَّاسِ بْنِ الْحَرِيشِ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ الثَّانِي عليه السلام : أَنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ عليه السلام قَالَ لِابْنِ عَبَّاسٍ : إِنَّ لَيْلَةَ الْقَدْرِ فِي كُلِّ سَنَةٍ ، وَ إِنَّهُ يَنْزِلُ فِي تِلْكَ اللَّيْلَةِ أَمْرُ السَّنَةِ ، وَ لِذَلِكَ الْأَمْرِ وُلَاةٌ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وآله وسلم . فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ : مَنْ هُمْ ؟ قَالَ : أَنَا وَ أَحَدَ عَشَرَ مِنْ صُلْبِي أَئِمَّةٌ مُحَدَّثُونَ . وسائل ‏الشيعة ج27ص177ب13ح33534 . عَنِ الْحَسَنِ بْنِ الْعَبَّاسِ بْنِ الْحَرِيشِ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ الثَّانِي عليه السلام قَالَ : قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام : وَ ذَكَرَ الْحَدِيثَ وَ فِيهِ : أَنَّ رَجُلًا سَأَلَ أَبَاهُ عَنْ مَسَائِلَ ، فَكَانَ مِمَّا أَجَابَهُ بِهِ أَنْ قَالَ : قُلْ لَهُمْ هَلْ كَانَ فِيمَا أَظْهَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وآله وسلم مِنْ عِلْمِ اللَّهِ اخْتِلَافٌ . فَإِنْ قَالُوا : لَا . فَقُلْ لَهُمْ : فَمَنْ حَكَمَ بِحُكْمٍ فِيهِ اخْتِلَافٌ ، فَهَلْ خَالَفَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وآله وسلم : فَيَقُولُونَ : نَعَمْ . فَإِنْ قَالُوا : لَا ، فَقَدْ نَقَضُوا أَوَّلَ كَلَامِهِمْ . فَقُلْ لَهُمْ : مَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَ الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ . فَإِنْ قَالُوا : مَنِ الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ ؟ فَقُلْ : مَنْ لَا يُخْتَلَفُ فِي عِلْمِهِ . فَإِنْ قَالُوا : مَنْ ذَاكَ ؟ فَقُلْ : كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وآله وسلم صَاحِبَ ذَاكَ ، إِلَى أَنْ قَالَ : وَ إِنْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وآله : لَمْ يَسْتَخْلِفْ أَحَداً ، فَقَدْ ضَيَّعَ مَنْ فِي أَصْلَابِ الرِّجَالِ ، مِمَّنْ يَكُونُ بَعْدَهُ . قَالَ : وَ مَا يَكْفِيهِمُ الْقُرْآنُ ؟ قَالَ : بَلَى لَوْ وَجَدُوا لَهُ مُفَسِّراً ؟ قَالَ : وَ مَا فَسَّرَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وآله . قَالَ : بَلَى قَدْ فَسَّرَهُ لِرَجُلٍ وَاحِدٍ ، وَ فَسَّرَ لِلْأُمَّةِ شَأْنَ ذَلِكَ الرَّجُلِ ، وَ هُوَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ عليه السلام إِلَى أَنْ قَالَ : وَ الْمُحْكَمُ : لَيْسَ بِشَيْئَيْنِ ، إِنَّمَا هُوَ شَيْ‏ءٌ وَاحِدٌ ، فَمَنْ حَكَمَ بِحُكْمٍ لَيْسَ فِيهِ اخْتِلَافٌ ، فَحُكْمُهُ مِنْ حُكْمِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ . وَ مَنْ حَكَمَ بِحُكْمٍ فِيهِ اخْتِلَافٌ ، فَرَأَى أَنَّهُ مُصِيبٌ ، فَقَدْ حَكَمَ بِحُكْمِ الطَّاغُوتِ . إنه لينزل في ليلة القدر إلى ولي الأمر تفسير الأمور سنة سنة يؤمر فيها بأمر نفسه بكذا و كذا و في أمر الناس بكذا و كذا , و إنه ليحدث لولي الأمر سوى ذلك في كل يوم علم من الله عز و جل الخاص و المكنون و العجيب المخزون مثلما ينزل في تلك الليلة من الأمر ثم قرأ وَ لَوْ أَنَّ ما فِي الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلامٌ وَ الْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ ما نَفِدَتْ كَلِماتُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ‏ الكافي ج1ص53 ح15 . عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ أَبِي خَالِدٍ شَيْنُولَةَ قَالَ : قُلْتُ لِأَبِي جَعْفَرٍ الثَّانِي عليه السلام : جُعِلْتُ فِدَاكَ ، إِنَّ مَشَايِخَنَا رَوَوْا عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ، وَ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليهما السلام . وَ كَانَتِ التَّقِيَّةُ شَدِيدَةً ، فَكَتَمُوا كُتُبَهُمْ ، وَ لَمْ تُرْوَ عَنْهُمْ ، فَلَمَّا مَاتُوا صَارَتِ الْكُتُبُ إِلَيْنَا . فَقَالَ : حَدِّثُوا بِهَا ، فَإِنَّهَا حَقٌّ . مستدرك‏ الوسائل ج8ص329ب11ح9576-1. الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ شُعْبَةَ فِي تُحَفِ الْعُقُولِ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ الثَّانِي عليه السلام قَالَ : الْمُؤْمِنُ يَحْتَاجُ إِلَى ثَلَاثِ خِصَالٍ : تَوْفِيقٍ مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ ، وَ وَاعِظٍ مِنْ نَفْسِهِ ، وَ قَبُولٍ مِمَّنْ يَنْصَحُهُ . بحار الأنوار ج2ص94ب14ح30 . عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ الثَّانِي عليه السلام قَالَ : مَنْ أَصْغَى إِلَى نَاطِقٍ فَقَدْ عَبَدَهُ . فَإِنْ كَانَ النَّاطِقُ عَنِ اللَّهِ فَقَدْ عَبَدَ اللَّهَ . وَ إِنْ كَانَ النَّاطِقُ يَنْطِقُ عَنْ لِسَانِ إِبْلِيسَ فَقَدْ عَبَدَ إِبْلِيسَ . مستدرك‏ الوسائل ج15ص178ب69ح17925-1 . الشَّيْخُ الْمُفِيدُ فِي أَمَالِيهِ عَنْ عَلِيِّ بْنِ مَهْزِيَارَ ، عَنْ بَكْرِ بْنِ صَالِحٍ قَالَ : كَتَبَ صِهْرٌ لِي إِلَى أَبِي جَعْفَرٍ الثَّانِي عليه السلام : إِنَّ أَبِي نَاصِبٌ خَبِيثُ الرَّأْيِ ، وَ قَدْ لَقِيتُ مِنْهُ شِدَّةً وَ جَهْداً ، فَرَأْيُكَ جُعِلْتُ فِدَاكَ فِي الدُّعَاءِ لِي ، وَ مَا تَرَى جُعِلْتُ فِدَاكَ ، أَ فَتَرَى أَنْ أُكَاشِفَهُ أَمْ أُدَارِيَهُ ؟ فَكَتَبَ عليه السلام قَدْ فَهِمْتُ كِتَابَكَ وَ مَا ذَكَرْتَ مِنْ أَمْرِ أَبِيكَ ، وَ لَسْتُ أَدَعُ الدُّعَاءَ لَكَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ ، وَ الْمُدَارَاةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الْمُكَاشَفَةِ ، وَ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرٌ ، فَاصْبِرْ إِنَّ الْعَاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ ، ثَبَّتَكَ اللَّهُ عَلَى وَلَايَةِ مَنْ تَوَلَّيْتَ ، نَحْنُ وَ أَنْتُمْ فِي وَدِيعَةِ اللَّهِ الَّذِي لَا تَضِيعُ وَدَائِعُهُ . قَالَ بَكْرٌ : فَعَطَفَ اللَّهُ بِقَلْبِ أَبِيهِ حَتَّى صَارَ لَا يُخَالِفُهُ فِي شَيْ‏ءٍ . مستدرك‏ الوسائل ج15ص189ب75ح17965-7. الصَّدُوقُ فِي عِلَلِ الشَّرَائِعِ. عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ عَنْ عَبْدِ الْعَظِيمِ الْحَسَنِيِّ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ الثَّانِي عَنْ آبَائِهِ عَنِ الصَّادِقِ عليهم السلام قَالَ : عُقُوقُ الْوَالِدَيْنِ مِنَ الْكَبَائِرِ ، لِأَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ جَعَلَ الْعَاقَّ عَصِيّاً شَقِيّاً . وسائل‏ الشيعة ج15ص318ب46ح20629 . عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ : عَنْ عَبْدِ الْعَظِيمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْحَسَنِيِّ قَالَ : حَدَّثَنِي أَبُو جَعْفَرٍ الثَّانِي عليه السلام قَالَ : سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ : سَمِعْتُ أَبِي مُوسَى بْنَ جَعْفَرٍ ع يَقُولُ : دَخَلَ عَمْرُو بْنُ عُبَيْدٍ عَلَى أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام : فَلَمَّا سَلَّمَ وَ جَلَسَ تَلَا هَذِهِ الْآيَةَ : { وَالَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ (الشورى37) } ثُمَّ أَمْسَكَ . ـوَإِذَا مَا غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ ـ فَقَالَ لَهُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام : مَا أَسْكَتَكَ ؟ قَالَ : أُحِبُّ أَنْ أَعْرِفَ الْكَبَائِرَ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ . فَقَالَ : نَعَمْ يَا عَمْرُو ، أَكْبَرُ الْكَبَائِرِ الْإِشْرَاكُ بِاللَّهِ ، يَقُولُ اللَّهُ : { مَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللّهُ عَلَيهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ (المائدة72) } . وَ بَعْدَهُ الْإِيَاسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ ، لِأَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ يَقُولُ : { لاَ يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ (يوسف87)} . ثُمَّ الْأَمْنُ مِنْ مَكْرِ اللَّهِ ، لِأَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ يَقُولُ : {فَلاَ يَأْمَنُ مَكْرَ اللّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ (الأعراف99) } . وَ مِنْهَا عُقُوقُ الْوَالِدَيْنِ ، لِأَنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ جَعَلَ الْعَاقَّ جَبَّاراً شَقِيّاً . ـوَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا (مريم32)ـ وَ قَتْلُ النَّفْسِ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ ، لِأَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ يَقُولُ : { وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا (النساء93) } إِلَى آخِرِ الْآيَةِ . وَ قَذْفُ الْمُحْصَنَةِ ، لِأَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ يَقُولُ : { إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (النور23) }. وَ أَكْلُ مَالِ الْيَتِيمِ ، لِأَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ يَقُولُ : { إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا (النساء10)} وَ الْفِرَارُ مِنَ الزَّحْفِ ، لِأَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ يَقُولُ : { وَمَن يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلاَّ مُتَحَرِّفاً لِّقِتَالٍ أَوْ مُتَحَيِّزاً إِلَى فِئَةٍ فَقَدْ بَاء بِغَضَبٍ مِّنَ اللّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ (الأنفال16) } . وَ أَكْلُ الرِّبَا ، لِأَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ يَقُولُ : {الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لاَ يَقُومُونَ إِلاَّ كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ (البقرة275) } . وَ السِّحْرُ ، لِأَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ يَقُولُ : { وَ لَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَراهُ ما لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلاقٍ } . ـ وَاتَّبَعُواْ مَا تَتْلُواْ الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيْاطِينَ كَفَرُواْ يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولاَ إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلاَ تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُم بِضَآرِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللّهِ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلاَ يَنفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُواْ لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الآخِرَةِ مِنْ خَلاَقٍ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْاْ بِهِ أَنفُسَهُمْ لَوْ كَانُواْ يَعْلَمُونَ (البقرة102)ـ وَ الزِّنَا ، لِأَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ يَقُولُ : { وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا (الفرقان68) يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا (الفرقان69) إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا (الفرقان70)} . وَ الْيَمِينُ الْغَمُوسُ الْفَاجِرَةُ ، لِأَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ يَقُولُ : {إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلاً أُوْلَئِكَ لاَ خَلاَقَ لَهُمْ فِي الآخِرَةِ وَلاَ يُكَلِّمُهُمُ اللّهُ وَلاَ يَنظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلاَ يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (آل عمران77)} . وَ الْغُلُولُ ، لِأَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ يَقُولُ : { وَمَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَن يَغُلَّ وَمَن يَغْلُلْ يَأْتِ بِمَا غَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ (آل عمران161) } . وَ مَنْعُ الزَّكَاةِ الْمَفْرُوضَةِ ، لِأَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ يَقُولُ : { وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلاَ يُنفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللّهِ فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ (التوبة34) يَوْمَ يُحْمَى عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَى بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ هَذَا مَا كَنَزْتُمْ لأَنفُسِكُمْ فَذُوقُواْ مَا كُنتُمْ تَكْنِزُونَ (التوبة35)} . وَ شَهَادَةُ الزُّورِ ، وَ كِتْمَانُ الشَّهَادَةِ ، لِأَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ يَقُولُ : { وَلاَ تَكْتُمُواْ الشَّهَادَةَ وَمَن يَكْتُمْهَا فَإِنَّهُ آثِمٌ قَلْبُهُ وَاللّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ (البقرة283) } . وَ شُرْبُ الْخَمْرِ ـ{َا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنصَابُ وَالأَزْلاَمُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (المائدة90) } ـ، لِأَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ نَهَى عَنْهَا كَمَا نَهَى عَنْ عِبَادَةِ الْأَوْثَانِ ـ فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثَانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ (الحج30) ـ. وَ تَرْكُ الصَّلَاةِ مُتَعَمِّداً ، أَوْ شَيْئاً مِمَّا فَرَضَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ ، لِأَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ص قَالَ مَنْ تَرَكَ الصَّلَاةَ مُتَعَمِّداً فَقَدْ بَرِئَ مِنْ ذِمَّةِ اللَّهِ وَ ذِمَّةِ رَسُولِهِ . فَخَلَفَ مِن بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا (مريم59) الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِندَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُم بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَآئِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالأَغْلاَلَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُواْ بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُواْ النُّورَ الَّذِيَ أُنزِلَ مَعَهُ أُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (الأعراف157) وَ نَقْضُ الْعَهْدِ ، وَ قَطِيعَةُ الرَّحِمِ ، لِأَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ يَقُولُ : { لَهوَالَّذِينَ يَنقُضُونَ عَهْدَ اللّهِ مِن بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَآ أَمَرَ اللّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ أُوْلَئِكَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ (الرعد25) } . قَالَ فَخَرَجَ عَمْرٌو وَ لَهُ صُرَاخٌ مِنْ بُكَائِهِ ، وَ هُوَ يَقُولُ : هَلَكَ مَنْ قَالَ بِرَأْيِهِ وَ نَازَعَكُمْ فِي الْفَضْلِ وَ الْعِلْمِ . الكافي ج2ص46ح3باب نسبة الإسلام 3 . عَنْ عَبْدِ الْعَظِيمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْحَسَنِيِّ ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ الثَّانِي عليه السلام ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ ، قَالَ : قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عليه السلام قَالَ : رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وآله وسلم : إِنَّ اللَّهَ : خَلَقَ الْإِسْلَامَ ، فَجَعَلَ لَهُ عَرْصَةً ، وَ جَعَلَ لَهُ نُوراً ، وَ جَعَلَ لَهُ حِصْناً ، وَ جَعَلَ لَهُ نَاصِراً . فَأَمَّا عَرْصَتُهُ : فَالْقُرْآنُ . وَ أَمَّا نُورُهُ : فَالْحِكْمَةُ . وَ أَمَّا حِصْنُهُ : فَالْمَعْرُوفُ . وَ أَمَّا أَنْصَارُهُ : فَأَنَا وَ أَهْلُ بَيْتِي وَ شِيعَتُنَا . فَأَحِبُّوا : أَهْلَ بَيْتِي وَ شِيعَتَهُمْ وَ أَنْصَارَهُمْ . فَإِنَّهُ لَمَّا أُسْرِيَ بِي إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا : فَنَسَبَنِي جَبْرَئِيلُ عليه السلام لِأَهْلِ السَّمَاءِ ، اسْتَوْدَعَ اللَّهُ حُبِّي وَ حُبَّ أَهْلِ بَيْتِي وَ شِيعَتِهِمْ فِي قُلُوبِ الْمَلَائِكَةِ ، فَهُوَ عِنْدَهُمْ وَدِيعَةٌ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ . ـ الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَّحْمَةً وَعِلْمًا فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ (غافر7) ـ ثُمَّ هَبَطَ بِي إِلَى أَهْلِ الْأَرْضِ : فَنَسَبَنِي إِلَى أَهْلِ الْأَرْضِ ، فَاسْتَوْدَعَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ حُبِّي وَ حُبَّ أَهْلِ بَيْتِي وَ شِيعَتِهِمْ فِي قُلُوبِ مُؤْمِنِي أُمَّتِي ، فَمُؤْمِنُو أُمَّتِي يَحْفَظُونَ وَدِيعَتِي فِي أَهْلِ بَيْتِي إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ . أَلَا فَلَوْ أَنَّ الرَّجُلَ مِنْ أُمَّتِي : عَبَدَ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ عُمُرَهُ أَيَّامَ الدُّنْيَا ، ثُمَّ لَقِيَ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ مُبْغِضاً لِأَهْلِ بَيْتِي وَ شِيعَتِي ، مَا فَرَّجَ اللَّهُ صَدْرَهُ إِلَّا عَنِ النِّفَاقِ . الكافي ج5ص94ح9 . عَنْ أَبِي ثُمَامَةَ قَالَ : قُلْتُ لِأَبِي جَعْفَرٍ الثَّانِي عليه السلام : إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أَلْزَمَ مَكَّةَ أَوِ الْمَدِينَةَ وَ عَلَيَّ دَيْنٌ ، فَمَا تَقُولُ ؟ فَقَالَ عليه السلام : ارْجِعْ فَأَدِّهِ إِلَى مُؤَدَّى دَيْنِكَ ، وَ انْظُرْ أَنْ تَلْقَى اللَّهَ تَعَالَى وَ لَيْسَ عَلَيْكَ دَيْنٌ ، إِنَّ الْمُؤْمِنَ لَا يَخُونُ . مصادقة الإخوان ص29ح1. عن يونس بن عبد الرحمن عن أبي جعفر الثاني عليه السلام قال : قام إلى أمير المؤمنين عليه السلام رجل بالبصرة ، فقال : يا أمير المؤمنين ، أخبرنا عن الإخوان . فقال : الإخوان صنفان : إخوان الثقة ، و إخوان المكاشرة . فأما إخوان الثقة : فهم كالكف و الجناح و الأهل و المال ، و إذا كنت من أخيك على ثقة فابذل له مالك و يدك ، و صاف من صافاه ، و عاد من عاداه ، و اكتم سره ، و أعنه ، و أظهر منه الحسن ، و اعلم أيها السائل أنهم أقل من الكبريت الأحمر . و أما إخوان المكاشرة : فإنك تصيب منهم لذتك ، و لا تقطعن ذلك منهم ، و لا تطلبن ما وراء ذلك من ضميرهم ، و ابذل ما بذلوا لك من طلاقة الوجه و حلاوة اللسان . مصادقة الإخوان ص32ب5ح2 . عن عبد الله بن مسكان عن ميسر عن أبي جعفر الثاني عليه السلام قال لي : أ تخلون و تحدثون و تقولون ما شئتم ؟ فقلت : إي و الله لنخلو و نتحدث و نقول ما شئنا . فقال : أما و الله لوددت أني معكم في بعض تلك المواطن . أما و الله إني لأحب ريحكم و أرواحكم . و إنكم على دين الله و دين ملائكته . فأعينونا بورع و اجتهاد . بحار الأنوار ج71ص353ب21ح26. المجالس للمفيد ، والأمالي للشيخ الطوسي‏: عَنْ عَبْدِ الْعَظِيمِ الْحَسَنِيِّ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ الثَّانِي عليه السلام قَالَ : مُلَاقَاةُ الْإِخْوَانِ : نُشْرَةٌ ، وَ تَلْقِيحُ الْعَقْلِ ، وَ إِنْ كَانَ نَزْراً قَلِيلًا . مصادقة الإخوان ص34ح3 . عن أبي جعفر الثاني عليه السلام قال : رحم الله عبدا أحيا ذكرنا . قلت : ما إحياء ذكركم . قال : التلاقي و التذاكر عند أهل الثبات . الكافي ج3ص205ب . عَنِ ابْنِ مِهْرَانَ قَالَ : كَتَبَ أَبُو جَعْفَرٍ الثَّانِي عليه السلام إِلَى رَجُلٍ : ذَكَرْتَ مُصِيبَتَكَ بِعَلِيٍّ ابْنِكَ ، وَ ذَكَرْتَ أَنَّهُ كَانَ أَحَبَّ وُلْدِكَ إِلَيْكَ ، وَ كَذَلِكَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ إِنَّمَا يَأْخُذُ مِنَ الْوَالِدِ وَ غَيْرِهِ أَزْكَى مَا عِنْدَ أَهْلِهِ ، لِيُعْظِمَ بِهِ أَجْرَ الْمُصَابِ بِالْمُصِيبَةِ ، فَأَعْظَمَ اللَّهُ أَجْرَكَ ، وَ أَحْسَنَ عَزَاكَ ، وَ رَبَطَ عَلَى قَلْبِكَ ، إِنَّهُ قَدِيرٌ ، وَ عَجَّلَ اللَّهُ عَلَيْكَ بِالْخَلَفِ ، وَ أَرْجُو أَنْ يَكُونَ اللَّهُ قَدْ فَعَلَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى .