مختصر حياة وإمامة ومعارف وتعاليم الإمام أبو الحسن الثالث النقي الهادي : علي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليه السلام بمناسبة حلول الذكرى الكريم ليوم ميلاده الشريف بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا الأكرم محمد وآله الطيبين الطاهرين واللعنة على أعدائهم إلى يوم الدين أقدم أجمل التهاني وأسناها وأرفع أعلى التبريك وأحلاه إلى سيدي ومولاي ولي العصر وإمام زماننا الحجة بن الحسن العسكري عليه السلام وعجل الله ظهور الشريف فيملأ الأرض قسطا وعدلا وإلى علماء الأمة ومراجعها الكرام ولكم يا يشيعة يا طيبين ذكرى حلول أجميل أيام الله وأحلى أعياده العيد الأكبر الأضحى إلى يوم الغدير الأغر المبارك يوم كمال الدين وتمام النعمة ورضى الرب . وبالخصوص اليوم ميلاد خليفة الله ورسوله الإمام العاشر ، والمعصوم الرابع عشر : النور الزاهر ، و البدر الباهر ، ذي الشرف و الكرم ، و المجد الأعلى الأتم ، وولي الهداية أعلى النعم . أبي الحسن الثالث الهادي النقي : علي ، بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ، صلوات الله وسلامه عليهم وعلى جدهم سيد المرسيين ، بأفضل الصلوات وأتم الصلام وأعلى التحيات والبركات إلى يوم الدين . و ما تعاقبت الأيام و الليالي فتكونت السنين ، وما دامت السماوات والأرضين . وما والى موالي فسلك الله الرحمن به صراط المنعم المستقيم في الدنيا في كل حين. واسكنه فسيح جنانه في البرخ والقيامة والجنة أبد الآبدين . وما عاد معادي فلعنه الله وطرده من رحمته وله الخسران المبين . ورحم الله من قال آمين يا رب العالمين . فهنيئا لكم أخوتي الكرام : أعياد آل محمد وجعلنا وأياكم في كهفهم ونحيا ونموت على محبتهم وطاعتهم ، حتى ينشرنا ويحشرنا ويجمعنا معهم في محل كرامته في أعلى عليين . وفي هذا الليلة المبارك نتكلم عن شيء من حياة سيدنا ومولانا الإمام العاشر : أبو الحسن الهادي النقي : علي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي ابن أبي طالب صلاة الله وسلامه عليهم أجمعين . أسمه وكنيته ولقبه : بحارالأنوار ج50ص113ب1ح2 ، مناقب آل أبى طالب ج 4 ص 401 . في المناقب لابن شهرآشوب‏ قال : اسْمُهُ عليه السلام : عَلِيٌّ . وَ كُنْيَتُهُ : أَبُو الْحَسَنِ ، لَا غَيْرُهُمَا . أبو الحسن الثالث عليه السلام . وَ أَلْقَابُهُ : النَّجِيبُ ، الْمُرْتَضَى ، الْهَادِي ، النَّقِيُّ ، الْعَالِمُ ، الْفَقِيهُ ، الْأَمِينُ ، الْمُؤْتَمَنُ ، الطَّيِّبُ ، الْمُتَوَكِّلُ ، الْعَسْكَرِيُّ . وَ يُقَالُ لَهُ : أَبُو الْحَسَنِ الثَّالِثُ ، وَ الْفَقِيهُ الْعَسْكَرِيُ‏ . التسمية بالعسكري للإمام علي الهادي وأبنه الإمام الحسن العسكري : بحارالأنوار ج50ص113ب1ح1 .أسمائه و ألقابه و كناه و عللها و ولادته عليه السلام ، ، معانى الاخبار ص 65 ، علل الشرائع ج 1 ص 230 . في معاني الأخبار وعلل الشرائع للشيخ الصدوق قال : سَمِعْتُ مَشَايِخَنَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ يَقُولُونَ : إِنَّ الْمَحَلَّةَ الَّتِي يَسْكُنُهَا الْإِمَامَانِ ، عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ ، وَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ عليه السلام ، بِسُرَّ مَنْ رَأَى ، كَانَتْ تُسَمَّى عَسْكَرَ ، فَلِذَلِكَ قِيلَ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا الْعَسْكَرِيُّ . وفي هامش البحار : قال الفيروزآبادى : وعسكر اسم سر من رأى ، واليه نسب العسكريان : أبوالحسن على بن محمد بن على بن موسى بن جعفر ، وولده الحسن وماتا بها . بحارالأنوار ج50ص113ب1ح2 ، مناقب آل أبى طالب ج4ص401. وفي المناقب والبحار : أوصاف الإمام علي الهادي عليه السلام : وَ كَانَ عليه السلام : أَطْيَبَ النَّاسِ مُهْجَةً ، وَ أَصْدَقَهُمْ لَهْجَةً ، وَ أَمْلَحَهُمْ مِنْ قَرِيبٍ ، وَ أَكْمَلَهُمْ مِنْ بَعِيدٍ ، إِذَا صَمَتَ عَلَيْهِ هَيْبَةُ الْوَقَارِ ، وَ إِذَا تَكَلَّمَ سِيمَاءُ الْبَهَاءِ ، وَ هُوَ مِنْ بَيْتِ الرِّسَالَةِ وَ الْإِمَامَةِ ، وَ مَقَرِّ الْوَصِيَّةِ وَ الْخِلَافَةِ ، شُعْبَةٌ مِنْ دَوْحَةِ النُّبُوَّةِ ، مُنْتَضَاةٌ مُرْتَضَاةٌ ، وَ ثَمَرَةٌ مِنْ شَجَرَةِ الرِّسَالَةِ مُجْتَنَاةٌ مُجْتَبَاةٌ . ولد عليه السلام : يوم 15 ذي الحجة ، سنة 212 هـ . واستشهد في 28 جمادى الأخر سنة 254 هـ. أقام مع أبيه 6 سنة 5 اشهر . إمامته 33 سنة و9 شهر . في سامراء 20 سنة . واستشهد عليه السلام :254 هـ . فيكون مقدار عمره الشريف 41 سنه وأشهر بحارالأنوار ج50ص113ب1ح2 ، مناقب آل أبى طالب ج4ص401. وُلِدَ عليه السلام : بِصَرْيَا ، مِنَ الْمَدِينَةِ . في النِّصْفِ : مِنْ ذِي الْحِجَّةِ ، سَنَةَ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ وَ مِائَتَيْنِ . وتوجد رواية أن في رجب 5 . وعن ابْنُ عَيَّاشٍ : يَوْمَ الثَّلَاثَاءِ الْخَامِسَ مِنْ رَجَبٍ ، سَنَةَ أَرْبَعَ عَشْرَةَ . وَ قُبِضَ : بِسُرَّ مَنْ رَأَى ، الثَّالِثَ مِنْ رَجَبٍ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَ خَمْسِينَ وَ مِائَتَيْنِ . وَ قِيلَ : يَوْمَ الْإِثْنَيْنِ ثَلَاثَ لَيَالٍ بَقِينَ مِنْ جُمَادَى الْآخِرَةِ نِصْفَ النَّهَارِ . وَ لَيْسَ عِنْدَهُ : إِلَّا ابْنُهُ أَبُو مُحَمَّدٍ عليه السلام ، وَ لَهُ يَوْمَئِذٍ أَرْبَعُونَ سَنَةً . وَ قِيلَ : أَحَدٌ وَ أَرْبَعُونَ وَ سَبْعَةُ أَشْهُرٍ . فَأَقَامَ مَعَ أَبِيهِ : سِتَّ سِنِينَ وَ خَمْسَةَ أَشْهُرٍ . وَ بَعْدَهُ : مُدَّةَ إِمَامَتِهِ ثَلَاثاً وَ ثَلَاثِينَ سَنَةً ، وَ يُقَالُ : وَ تِسْعَةَ أَشْهُرٍ . وَ مُدَّةُ مُقَامِهِ : بِسُرَّ مَنْ رَأَى ، عِشْرِينَ سَنَةً . وَ تُوُفِّيَ : فِيهَا ، وَ قَبْرُهُ فِي دَارِهِ . وَ كَانَ : فِي سِنِي إِمَامَتِهِ ، بَقِيَّةُ مُلْكِ الْمُعْتَصِمِ ، ثُمَّ الْوَاثِقِ ، وَ الْمُتَوَكِّلِ ، وَ الْمُنْتَصِرِ ، وَ الْمُسْتَعِينِ ، وَ الْمُعْتَزِّ ، وَ فِي آخِرِ مُلْكِ الْمُعْتَمِدِ اسْتُشْهِدَ مَسْمُوماً . وَ قَالَ ابْنُ بَابَوَيْهِ : وَ سَمَّهُ الْمُعْتَمِدُ . أُمُّهُ المكرمة : أُمُّ وَلَدٍ ، يُقَالُ لَهَا : سُمَانَةُ الْمَغْرِبِيَّةُ . وَ يُقَالُ : إِنَّ أُمَّهُ الْمَعْرُوفَةَ بِالسَّيِّدَةِ أُمُّ الْفَضْلِ . الإمامة الأدلة العامة : لله الحجة البالغة يوم ندعو كل إناس بإمامهم ونتخذ منهم شهداء صراط المنعم عليهم اليوم أتمتت عليكم نعمتي وأورثنا الكتاب والحكمة الراسخون بالعلم أسألوا أهل الذكر أنما أنت منذر ولكل قوم هاد صغر السن والإمامة يَا يَحْيَى خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا (مريم12) وَحَنَانًا مِّن لَّدُنَّا وَزَكَاةً وَكَانَ تَقِيًّا (مريم13) إِذْ قَالَتِ الْمَلآئِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِّنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ (آل عمران45) وَيُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلاً وَمِنَ الصَّالِحِينَ (آل عمران46) النص على إمامته عليه السلام : عن جده الرضا عليه السلام : بحار الأنوار ج50 ص119ح1 ب 2 النصوص على الخصوص عليه صلوات الله عليه . في إكمال الدين‏ : عَنِ الصَّقْرِ بْنِ دُلَفَ قَالَ : سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيٍّ الرِّضَا عليه السلام ، يَقُولُ : إِنَّ الْإِمَامَ : بَعْدِي ابْنِي عَلِيٌّ ، أَمْرُهُ أَمْرِي ، وَ قَوْلُهُ قَوْلِي ، وَ طَاعَتُهُ طَاعَتِي . وَ الْإِمَامَةُ بَعْدَهُ فِي ابْنِهِ الْحَسَنِ . عن أبيه : الكافي ج1ص324ح1ب2 الْإِشَارَةِ وَ النَّصِّ عَلَى أَبِي الْحَسَنِ الثَّالِثِ عليه السلام . في الكافي : عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مِهْرَانَ قَالَ : لَمَّا خَرَجَ أَبُو جَعْفَرٍ عليه السلام مِنَ الْمَدِينَةِ إِلَى بَغْدَادَ فِي الدَّفْعَةِ الْأُولَى مِنْ خَرْجَتَيْهِ . قُلْتُ : لَهُ عِنْدَ خُرُوجِهِ جُعِلْتُ فِدَاكَ ، إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكَ فِي هَذَا الْوَجْهِ ، فَإِلَى مَنِ الْأَمْرُ بَعْدَكَ . فَكَرَّ بِوَجْهِهِ إِلَيَّ : ضَاحِكاً ، وَ قَالَ : لَيْسَ الْغَيْبَةُ حَيْثُ ظَنَنْتَ فِي هَذِهِ السَّنَةِ . فَلَمَّا أُخْرِجَ بِهِ الثَّانِيَةَ : إِلَى الْمُعْتَصِمِ ، صِرْتُ إِلَيْهِ ، فَقُلْتُ : لَهُ جُعِلْتُ فِدَاكَ ، أَنْتَ خَارِجٌ فَإِلَى مَنْ هَذَا الْأَمْرُ مِنْ بَعْدِكَ ؟ فَبَكَى : حَتَّى اخْضَلَّتْ لِحْيَتُهُ ، ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَيَّ ، فَقَالَ : عِنْدَ هَذِهِ يُخَافُ عَلَيَّ ، الْأَمْرُ مِنْ بَعْدِي إِلَى ابْنِي عَلِيٍّ . ــ الكافي ج : 1 ص : 324 ح2. في الكافي : الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ الْخَيْرَانِيِّ عَنْ أَبِيهِ ، أَنَّهُ قَالَ : كَانَ يَلْزَمُ بَابَ أَبِي جَعْفَرٍ عليه السلام لِلْخِدْمَةِ الَّتِي كَانَ وُكِّلَ بِهَا ، وَ كَانَ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى ، يَجِي‏ءُ فِي السَّحَرِ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ ، لِيَعْرِفَ خَبَرَ عِلَّةِ أَبِي جَعْفَرٍ عليه السلام ، وَ كَانَ الرَّسُولُ الَّذِي يَخْتَلِفُ بَيْنَ أَبِي جَعْفَرٍ عليه السلام وَ بَيْنَ أَبِي ، إِذَا حَضَرَ قَامَ أَحْمَدُ ، وَ خَلَا بِهِ أَبِي ، فَخَرَجْتُ ذَاتَ لَيْلَةٍ ، وَ قَامَ أَحْمَدُ عَنِ الْمَجْلِسِ ، وَ خَلَا أَبِي بِالرَّسُولِ ، وَ اسْتَدَارَ أَحْمَدُ فَوَقَفَ حَيْثُ يَسْمَعُ الْكَلَامَ . فَقَالَ الرَّسُولُ لِأَبِي : إِنَّ مَوْلَاكَ يَقْرَأُ عَلَيْكَ السَّلَامَ ، وَ يَقُولُ لَكَ إِنِّي مَاضٍ . وَ الْأَمْرُ صَائِرٌ إِلَى ابْنِي عَلِيٍّ . وَ لَهُ عَلَيْكُمْ بَعْدِي مَا كَانَ لِي عَلَيْكُمْ بَعْدَ أَبِي ، ثُمَّ مَضَى الرَّسُولُ . وَ رَجَعَ أَحْمَدُ : إِلَى مَوْضِعِهِ ، وَ قَالَ لِأَبِي : مَا الَّذِي قَدْ قَالَ لَكَ ؟ قَالَ عليه السلام : خَيْراً ، قَالَ : قَدْ سَمِعْتُ مَا قَالَ ، فَلِمَ تَكْتُمُهُ ، وَ أَعَادَ مَا سَمِعَ . فَقَالَ لَهُ أَبِي : قَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْكَ مَا فَعَلْتَ ، لِأَنَّ اللَّهَ تَعَالَى يَقُولُ : { وَ لا تَجَسَّسُوا } فَاحْفَظِ الشَّهَادَةَ لَعَلَّنَا نَحْتَاجُ إِلَيْهَا يَوْماً مَا ، وَ إِيَّاكَ أَنْ تُظْهِرَهَا إِلَى وَقْتِهَا ، فَلَمَّا أَصْبَحَ أَبِي كَتَبَ نُسْخَةَ الرِّسَالَةِ فِي عَشْرِ رِقَاعٍ ، وَ خَتَمَهَا وَ دَفَعَهَا إِلَى عَشْرَةٍ مِنْ وُجُوهِ الْعِصَابَةِ . وَ قَالَ : إِنْ حَدَثَ بِي حَدَثُ الْمَوْتِ قَبْلَ أَنْ أُطَالِبَكُمْ بِهَا ، فَافْتَحُوهَا ، وَ أَعْلِمُوا بِمَا فِيهَا . فَلَمَّا مَضَى أَبُو جَعْفَرٍ عليه السلام : ذَكَرَ أَبِي أَنَّهُ لَمْ يَخْرُجْ مِنْ مَنْزِلِهِ حَتَّى قَطَعَ عَلَى يَدَيْهِ نَحْوٌ مِنْ أَرْبَعِمِائَةِ إِنْسَانٍ ، وَ اجْتَمَعَ رُؤَسَاءُ الْعِصَابَةِ عِنْدَ مُحَمَّدِ بْنِ الْفَرَجِ يَتَفَاوَضُونَ ، هَذَا الْأَمْرَ ، فَكَتَبَ مُحَمَّدُ بْنُ الْفَرَجِ إِلَى أَبِي يُعْلِمُهُ بِاجْتِمَاعِهِمْ عِنْدَهُ ، وَ أَنَّهُ لَوْ لَا مَخَافَةُ الشُّهْرَةِ لَصَارَ مَعَهُمْ إِلَيْهِ ، وَ يَسْأَلُهُ أَنْ يَأْتِيَهُ . فَرَكِبَ أَبِي : وَ صَارَ إِلَيْهِ ، فَوَجَدَ الْقَوْمَ مُجْتَمِعِينَ عِنْدَهُ ، فَقَالُوا لِأَبِي : مَا تَقُولُ فِي هَذَا الْأَمْرِ ؟ فَقَالَ أَبِي : لِمَنْ عِنْدَهُ الرِّقَاعُ ، أَحْضِرُوا الرِّقَاعَ ، فَأَحْضَرُوهَا ، فَقَالَ لَهُمْ : هَذَا مَا أُمِرْتُ بِهِ . فَقَالَ بَعْضُهُمْ : قَدْ كُنَّا نُحِبُّ أَنْ يَكُونَ مَعَكَ فِي هَذَا الْأَمْرِ شَاهِدٌ آخَرُ . فَقَالَ لَهُمْ : قَدْ أَتَاكُمُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ بِهِ ، هَذَا أَبُو جَعْفَرٍ الْأَشْعَرِيُّ يَشْهَدُ لِي بِسَمَاعِ هَذِهِ الرِّسَالَةِ ، وَ سَأَلَهُ أَنْ يَشْهَدَ بِمَا عِنْدَهُ ، فَأَنْكَرَ أَحْمَدُ أَنْ يَكُونَ سَمِعَ مِنْ هَذَا شَيْئاً ، فَدَعَاهُ أَبِي إِلَى الْمُبَاهَلَةِ . فَقَالَ : لَمَّا حَقَّقَ عَلَيْهِ ، قَالَ : قَدْ سَمِعْتُ ذَلِكَ ، وَ هَذَا مَكْرُمَةٌ كُنْتُ أُحِبُّ أَنْ تَكُونَ لِرَجُلٍ مِنَ الْعَرَبُ ، لَا لِرَجُلٍ مِنَ الْعَجَمِ . فَلَمْ يَبْرَحِ الْقَوْمُ : حَتَّى قَالُوا بِالْحَقِّ جَمِيعاً . الكافي ج : 1 ص : 325 ح3. عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ الْوَاسِطِيِّ : أَنَّهُ سَمِعَ أَحْمَدَ بْنَ أَبِي خَالِدٍ ، مَوْلَى أَبِي جَعْفَرٍ يَحْكِي : أَنَّهُ أَشْهَدَهُ عَلَى هَذِهِ الْوَصِيَّةِ الْمَنْسُوخَةِ ، شَهِدَ أَحْمَدُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ ، مَوْلَى أَبِي جَعْفَرٍ : أَنَّ أَبَا جَعْفَرٍ : مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيِّ بْنِ مُوسَى ، بْنِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ ، بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ عليهم السلام : أَشْهَدَهُ ، أَنَّهُ أَوْصَى إِلَى عَلِيٍّ ابْنِهِ بِنَفْسِهِ ، وَ أَخَوَاتِهِ ، وَ جَعَلَ أَمْرَ مُوسَى إِذَا بَلَغَ إِلَيْهِ . وَ جَعَلَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الْمُسَاوِرِ : قَائِماً عَلَى تَرِكَتِهِ مِنَ الضِّيَاعِ ، وَ الْأَمْوَالِ وَ النَّفَقَاتِ ، وَ الرَّقِيقِ وَ غَيْرِ ذَلِكَ ، إِلَى أَنْ يَبْلُغَ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ ، صَيَّرَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُسَاوِرِ ذَلِكَ الْيَوْمَ إِلَيْهِ ، يَقُومُ بِأَمْرِ نَفْسِهِ وَ أَخَوَاتِهِ ، وَ يُصَيِّرُ أَمْرَ مُوسَى إِلَيْهِ ، يَقُومُ لِنَفْسِهِ بَعْدَهُمَا عَلَى شَرْطِ أَبِيهِمَا فِي صَدَقَاتِهِ الَّتِي تَصَدَّقَ بِهَا . وَ ذَلِكَ يَوْمُ : الْأَحَدِ لِثَلَاثِ لَيَالٍ خَلَوْنَ مِنْ ذِي الْحِجَّةِ سَنَةَ عِشْرِينَ وَ مِائَتَيْنِ ، وَ كَتَبَ أَحْمَدُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ شَهَادَتَهُ بِخَطِّهِ ، وَ شَهِدَ الْحَسَنُ : بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَسَنِ ، بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ عليهم السلام . وَ هُوَ الْجَوَّانِيُّ : عَلَى مِثْلِ شَهَادَةِ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ فِي صَدْرِ هَذَا الْكِتَابِ ، وَ كَتَبَ شَهَادَتَهُ بِيَدِهِ ، وَ شَهِدَ نَصْرٌ الْخَادِمُ ، وَ كَتَبَ شَهَادَتَهُ بِيَدِهِ . ـــــــ وفاة سبع الدجيل والشهادة بإمامة الإمام الحسن العسكري : الكافي ج1ص326ح1 . في الكافي : الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَرْوَانَ الْأَنْبَارِيِّ ، قَالَ : كُنْتُ حَاضِراً : عِنْدَ مُضِيِّ أَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ عليه السلام . فَجَاءَ أَبُو الْحَسَنِ عليه السلام ، فَوُضِعَ لَهُ كُرْسِيٌّ فَجَلَسَ عَلَيْهِ ، وَ حَوْلَهُ أَهْلُ بَيْتِهِ ، وَ أَبُو مُحَمَّدٍ قَائِمٌ فِي نَاحِيَةٍ ، فَلَمَّا فَرَغَ مِنْ أَمْرِ أَبِي جَعْفَرٍ ، الْتَفَتَ إِلَى أَبِي مُحَمَّدٍ عليه السلام ، فَقَالَ : يَا بُنَيَّ ، أَحْدِثْ لِلَّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى شُكْراً ، فَقَدْ أَحْدَثَ فِيكَ أَمْراً . في علم الإمام وتعليمه : بحارالأنوار ج : 50 ص : 207ح23. في مُرُوجُ الذَّهَبِ لِلْمَسْعُودِيِّ، وَ حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْفَرَجِ عَنْ أَبِي دِعَامَةَ قَالَ : أَتَيْتُ : عَلِيَّ بْنَ مُحَمَّدٍ عليه السلام عَائِداً فِي عِلَّتِهِ الَّتِي كَانَتْ وَفَاتُهُ بِهَا ، فَلَمَّا هَمَمْتُ بِالِانْصِرَافِ . قَالَ لِي : يَا أَبَا دِعَامَةَ قَدْ وَجَبَ عَلَيَّ حَقُّكَ ، أَ لَا أُحَدِّثُكَ بِحَدِيثٍ تُسَرُّ بِهِ . قَالَ : فَقُلْتُ لَهُ : مَا أَحْوَجَنِي إِلَى ذَلِكَ يَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ ؟ قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ : قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي عَلِيُّ بْنُ مُوسَى ، قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي مُوسَى بْنُ جَعْفَرٍ ، قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ ، قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ ، قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ ، قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ ع ، قَالَ : قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وآله وسلم : يَا عَلِيُّ : اكْتُبْ . فَقُلْتُ : مَا أَكْتُبُ ؟ فَقَالَ : اكْتُبْ ، بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ :الْإِيمَانُ : مَا وَقَرَ فِي الْقُلُوبِ ، وَ صَدَّقَتْهُ الْأَعْمَالُ . وَ الْإِسْلَامُ : مَا جَرَى عَلَى اللِّسَانِ ، وَ حَلَّتْ بِهِ الْمُنَاكَحَةُ . قَالَ أَبُو دِعَامَةَ : فَقُلْتُ : يَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ ، وَ اللَّهِ مَا أَدْرِي ، أَيُّهُمَا أَحْسَنُ ، الْحَدِيثُ ، أَمِ الْإِسْنَادُ . فَقَالَ : إِنَّهَا لَصَحِيفَةٌ بِخَطِّ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ع ، وَ إِمْلَاءِ رَسُولِ اللَّهِ ص ، نَتَوَارَثُهَمَا صَاغِرٌ عَنْ كَابِرٍ. وعَنْ زَرَافَةَ حَاجِبِ الْمُتَوَكِّلِ وَ كَانَ شِيعِيّاً أَنَّهُ قَالَ : عن الْإِمَامَ أَبَا الْحَسَنِ ع : رَجَعْتُ إِلَى كُنُوزٍ نَتَوَارَثُهَا مِنْ آبَائِنَا ، هِيَ أَعَزُّ مِنَ الْحُصُونِ ، وَ السِّلَاحِ ، وَ الْجُنَنِ . الأمالي ‏للطوسي ص114م4ح175-29. في أمالي الشيخ الطوسي : عن عبد الله بن محمد بن عبد الله بن ياسين ، قال : سمعت العبد الصالح علي بن محمد بن علي الرضا عليه السلام بسرمن‏رأى، يذكر عن آبائه عليهم السلام قال :قال أمير المؤمنين : العلم وراثة كريمة ، و الآداب حلل حسان ، و الفكرة مرآة صافية ، و الاعتذار منذر ناصح ، و كفى بك أدبا تركك ما كرهته من غيرك . مقدمة أيام الله : بحار الأنوار ج68ص221ب66 . كَمَا رُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وآله وسلم : إِنَّ لِرَبِّكُمْ فِي أَيَّامِ دَهْرِكُمْ نَفَحَاتٍ أَلَا فَتَعَرَّضُوا لَهَا . بحار الأنوار ج74ص168ب7 . فِي حَدِيثِ الْقُدْسِيِّ : يَا دَاوُدُ : فَرِّغْ لِي بَيْتاً أَسْكُنْهُ إِنَّ لِلَّهِ فِي أَيَّامِ دَهْرِكُمْ نَفَحَاتٍ أَلَا فَتَرَصَّدُوا لَهَا السَّعِيدُ مَنْ وُعِظَ بِغَيْرِهِ مَنْ نَظَرَ فِي الْعَوَاقِبِ سَلِمَ فِي النَّوَائِب مستدرك ‏الوسائل ج12ص240ب18ح13996-8 . عن عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ فِي تَفْسِيرِهِ : عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام فِي قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ : { قُلْ لِلَّذِينَ آمَنُوا يَغْفِرُوا لِلَّذِينَ لا يَرْجُونَ أَيَّامَ اللَّهِ ؛ قَالَ قُلْ لِلَّذِينَ مَنَّنَّا عَلَيْهِمْ بِمَعْرِفَتِنَا أَنْ يُعَرِّفُوا الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ فَإِذَا عَرَّفُوهُمْ فَقَدْ غُفِرَ لَهُمْ { وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللّهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ (إبراهيم5) بحارالأنوار ج : 36 ص : 414ح3 . في كفاية الأثر : عَنِ الصَّقْرِ بْنِ أَبِي دُلَفٍ قَالَ : لَمَّا حَمَلَ الْمُتَوَكِّلُ سَيِّدَنَا أَبَا الْحَسَنِ عليه السلام جِئْتُ أَسْأَلُ عَنْ خَبَرِهِ قَالَ : ــــ فَنَظَرَ إِلَيَّ حَاجِبُ الْمُتَوَكِّلِ ، فَأَمَرَ أَنْ أُدْخَلَ إِلَيْهِ . فَقَالَ عليه السلام : يَا صَقْرُ ، مَا شَأْنُكَ ؟ فَقُلْتُ : خَيْرٌ ، أَيُّهَا الْأُسْتَاذُ . فَقَالَ : اقْعُدْ . قَالَ الصَّقْرُ : فَأَخَذَنِي مَا تَقَدَّمَ وَ مَا تَأَخَّرَ ، فَقُلْتُ : أَخْطَأْتُ فِي الْمَجِي‏ءِ . قَالَ : فَوَحَى النَّاسَ عَنْهُ ، ثُمَّ قَالَ : مَا شَأْنُكَ وَ فِيمَ جِئْتَ ؟قُلْتُ : بِخَيْرٍ مَا . فَقَالَ : لَعَلَّكَ جِئْتَ تَسْأَلُ عَنْ خَبَرِ مَوْلَاكَ ؟ فَقُلْتُ لَهُ : وَ مَنْ مَوْلَايَ ، مَوْلَايَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ . فَقَالَ : اسْكُتْ ، مَوْلَاكَ هُوَ الْحَقُّ ، فَلَا تَحْتَشِمْنِي ، فَإِنِّي عَلَى مَذْهَبِكَ . فَقُلْتُ : الْحَمْدُ لِلَّهِ .فَقَالَ : تُحِبُّ أَنْ تَرَاهُ . قُلْتُ : نَعَمْ . قَالَ : اجْلِسْ حَتَّى يَخْرُجَ صَاحِبُ الْبَرِيدِ . قَالَ : فَجَلَسْتُ فَلَمَّا خَرَجَ . قَالَ لِغُلَامِهِ : خُذْ بِيَدِ الصَّقْرِ ، فَأَدْخِلْهُ إِلَى الْحُجْرَةِ الَّتِي فِيهَا الْعَلَوِيُّ الْمَحْبُوسُ ، وَ خَلِّ بَيْنَهُ وَ بَيْنَهُ . قَالَ : فَأَدْخَلَنِي إِلَى الْحُجْرَةِ ، وَ أَوْمَأَ إِلَى بَيْتٍ ، فَدَخَلْتُ ، فَإِذَا هُوَ عليه السالم جَالِسٌ عَلَى صَدْرِ حَصِيرٍ ، وَ بِحِذَاهُ قَبْرٌ مَحْفُورٌ . ــ قَالَ : فَسَلَّمْتُ ، فَرَدَّ عَلَيَّ السَّلَامَ ، ثُمَّ أَمَرَنِي بِالْجُلُوسِ فَجَلَسْتُ . ثُمَّ قَالَ : يَا صَقْرُ مَا أَتَى بِكَ ؟ قُلْتُ : سَيِّدِي جِئْتُ أَتَعَرَّفُ خَبَرَكَ ؟ قَالَ : ثُمَّ نَظَرْتُ إِلَى الْقَبْرِ ، فَبَكَيْتُ .ف َنَظَرَ إِلَيَّ فَقَالَ : يَا صَقْرُ لَا عَلَيْكَ ، لَنْ يَصِلُوا إِلَيْنَا بِسُوءٍ . فَقُلْتُ : الْحَمْدُ لِلَّهِ ، ثُمَّ قُلْتُ : يَا سَيِّدِي حَدِيثٌ يُرْوَى عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وآله وسلم لَا أَعْرِفُ مَعْنَاهُ . فَقَالَ : وَ مَا هُوَ . قُلْتُ قَوْلُهُ صلى الله عليه وآله وسلم : لَا تُعَادُوا الْأَيَّامَ فَتُعَادِيَكُمْ ، مَا مَعْنَاهُ ؟ فَقَالَ : نَعَمْ ، الْأَيَّامُ نَحْنُ ، مَا قَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَ الْأَرْضُ . فَالسَّبْتُ : اسْمُ رَسُولِ اللَّهِ ص . وَ الْأَحَدُ : اسْمُ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ع . وَ الِاثْنَيْنِ : الْحَسَنُ وَ الْحُسَيْنُ . وَ الثَّلَاثَاءُ : عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ ، وَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ ، وَ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ ع . وَ الْأَرْبِعَاءُ : مُوسَى بْنُ جَعْفَرٍ ، وَ عَلِيُّ بْنُ مُوسَى ، وَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ ، وَ أَنَا . وَ الْخَمِيسُ : ابْنِيَ الْحَسَنُ . وَ الْجُمُعَةُ : ابْنُ ابْنِي ، وَ إِلَيْهِ يَجْتَمِعُ عِصَابَةُ الْحَقِّ ، وَ هُوَ الَّذِي يَمْلَؤُهَا قِسْطاً وَ عَدْلًا ، كَمَا مُلِئَتْ جَوْراً وَ ظُلْماً ، وَ هَذَا مَعْنَى الْأَيَّامِ .فَلَا تُعَادُوهُمْ فِي الدُّنْيَا فَيُعَادُوكُمْ فِي الْآخِرَةِ ثُمَّ قَالَ ع وَدِّعْ فَلَا آمَنُ عَلَيْكَ . أدعية الأيام وساعة بأسماء أئمة الحق وسبحة من تراب كربلاء على سطح مكتبك http://alhak.org/vb/showthread.php?t=1904 http://alhak.org/vb/showthread.php?t=1904 الجامعة : بحارالأنوار ج99ص128ح4 . في عيون أخبار الرضا عليه السلام : عَنِ الْبَرْمَكِيِّ عَنِ النَّخَعِيِّ قَالَ : قُلْتُ لِعَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ مُوسَى بْنِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ صَلَوَاتُ اللَّهِ وَ سَلَامُهُ عَلَيْهِمْ : عَلِّمْنِي : يَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ قَوْلًا ، أَقُولُهُ بَلِيغاً كَامِلًا ، إِذَا زُرْتُ وَاحِداً مِنْكُمْ . فَقَالَ : إِذَا صِرْتَ إِلَى الْبَابِ فَقِفْ وَ اشْهَدِ الشَّهَادَتَيْنِ ، وَ أَنْتَ عَلَى غُسْلٍ . فَإِذَا دَخَلْتَ : وَ رَأَيْتَ الْقَبْرَ ، فَقِفْ ، وَ قُلِ : اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ ثَلَاثِينَ مَرَّةً ثُمَّ امْشِ قَلِيلًا وَ عَلَيْكَ السَّكِينَةُ وَ الْوَقَارُ وَ قَارِبْ بَيْنَ خُطَاكَ ثُمَّ قِفْ وَ كَبِّرِ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ ثَلَاثِينَ مَرَّةً ثُمَّ ادْنُ مِنَ الْقَبْرِ وَ كَبِّرِ اللَّهَ أَرْبَعِينَ مَرَّةً تَمَامَ مِائَةِ تَكْبِيرَةٍ ثُمَّ قُلِ : السَّلَامُ عَلَيْكُمْ : يَا أَهْلَ بَيْتِ النُّبُوَّةِ ، وَ مَوْضِعَ الرِّسَالَةِ ، وَ مُخْتَلَفَ الْمَلَائِكَةِ ، وَ مَهْبِطَ الْوَحْيِ ، وَ مَعْدِنَ الرَّحْمَةِ ، وَ خُزَّانَ الْعِلْمِ ، وَ مُنْتَهَى الْحِلْمِ ، وَ أُصُولَ الْكَرَمِ ، وَ قَادَةَ الْأُمَمِ ، وَ أَوْلِيَاءَ النِّعَمِ ، وَ عَنَاصِرَ الْأَبْرَارِ ، وَ دَعَائِمَ الْأَخْيَارِ ، وَ سَاسَةَ الْعِبَادِ وَ أَرْكَانَ الْبِلَادِ ، وَ أَبْوَابَ الْإِيمَانِ ، وَ أُمَنَاءَ الرَّحْمَنِ ، وَ سُلَالَةَ النَّبِيِّينَ ، وَ صَفْوَةَ الْمُرْسَلِينَ ، وَ عِتْرَةَ خِيَرَةِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ، وَ رَحْمَةُ اللَّهِ وَ بَرَكَاتُهُ . السَّلَامُ عَلَى أَئِمَّةِ الْهُدَى ، وَ مَصَابِيحِ الدُّجَى ، وَ أَعْلَامِ التُّقَى ، وَ ذَوِي النُّهَى ، وَ أُولِي الْحِجَى ، وَ كَهْفِ الْوَرَى ، وَ وَرَثَةِ الْأَنْبِيَاءِ ، وَ الْمَثَلِ الْأَعْلَى ، وَ الدَّعْوَةِ الْحُسْنَى ، وَ حُجَجِ اللَّهِ عَلَى أَهْلِ الدُّنْيَا وَ الْآخِرَةِ وَ الْأُولَى ، وَ رَحْمَةُ اللَّهِ وَ بَرَكَاتُهُ . السَّلَامُ عَلَى مَحَالِّ مَعْرِفَةِ اللَّهِ ، وَ مَسَاكِنِ بَرَكَةِ اللَّهِ ، وَ مَعَادِنِ حِكْمَةِ اللَّهِ ، وَ حَفَظَةِ سِرِّ اللَّهِ ، وَ حَمَلَةِ كِتَابِ اللَّهِ ، وَ أَوْصِيَاءِ نَبِيِّ اللَّهِ ، وَ ذُرِّيَّةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ ، وَ رَحْمَةُ اللَّهِ وَ بَرَكَاتُهُ . السَّلَامُ : عَلَى الدُّعَاةِ إِلَى اللَّهِ ، وَ الْأَدِلَّاءِ عَلَى مَرْضَاةِ اللَّهِ ، وَ الْمُسْتَوْفِرِينَ فِي أَمْرِ اللَّهِ ، وَ التَّامِّينَ فِي مَحَبَّةِ اللَّهِ ، وَ الْمُخْلِصِينَ فِي تَوْحِيدِ اللَّهِ ، وَ الْمُظْهِرِينَ لِأَمْرِ اللَّهِ وَ نَهْيِهِ ، وَ عِبَادِهِ الْمُكْرَمِينَ الَّذِينَ لا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَ هُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ ، وَ رَحْمَةُ اللَّهِ وَ بَرَكَاتُه‏.... حديث الأصحاب : بحار الأنوار ج36ص77ح4ب38. في عيون أخبار الرضا عليه السلام : الدَّقَّاقُ عَنِ الْأَسَدِيِّ عَنْ سَهْلٍ عَنْ عَبْدِ الْعَظِيمِ الْحَسَنِيِّ ، عَنْ أَبِي الْحَسَنِ الثَّالِثِ عَنْ آبَائِهِ ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ عليه السلام قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وآله وسلم : إِنَّ أَبَا بَكْرٍ مِنِّي لَبِمَنْزِلَةِ السَّمْعِ ، وَ إِنَّ عُمَرَ مِنِّي لَبِمَنْزِلَةِ الْبَصَرِ ، وَ إِنَّ عُثْمَانَ مِنِّي لَبِمَنْزِلَةِ الْفُؤَادِ . فَلَمَّا كَانَ مِنَ الْغَدِ : دَخَلْتُ إِلَيْهِ وَ عِنْدَهُ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ وَ أَبُو بَكْرٍ وَ عُمَرُ وَ عُثْمَانُ ؟ فَقُلْتُ لَهُ :يَا أَبَتِ سَمِعْتُكَ تَقُولُ : فِي أَصْحَابِكَ هَؤُلَاءِ قَوْلًا فَمَا هُوَ ؟ فَقَالَ صلى الله عليه وآله وسلم : نَعَمْ ، ثُمَّ أَشَارَ إِلَيْهِمْ ، فَقَالَ :هُمُ : السَّمْعُ وَ الْبَصَرُ وَ الْفُؤَادُ ، وَ سَيُسْأَلُوَن عَنْ وَصِيِّي هَذَا ، وَ أَشَارَ إِلَى عَلِيٍّ عليه السلام ، ثُمَّ قَالَ : إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ يَقُولُ : وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً (الإسراء36) ثُمَّ قَالَ : وَ عِزَّةِ رَبِّي إِنَّ جَمِيعَ أُمَّتِي لَمُوقَفُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، وَ مَسْئُولُونَ عَنْ وَلَايَتِهِ ، وَ ذَلِكَ قَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ ، وَ قِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُلُونَ‏ . بحار الأنوار ج7ص272ح40ب11. في المحاسن : عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام فِي قَوْلِهِ { لَتُسْئَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ } . قَالَ : إِنَّ اللَّهَ أَكْرَمُ مِنْ أَنْ يَسْأَلَ مُؤْمِناً عَنْ أَكْلِهِ وَ شُرْبِهِ . الكافي ج6ص280ح5 . قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ عليه السلام : لَا إِنَّمَا تُسْأَلُونَ عَمَّا أَنْتُمْ عَلَيْهِ مِنَ الْحَقِّ . سورة التكاثر (102) بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ (التكاثر1) حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ (التكاثر2) كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ (التكاثر3) ثُمَّ كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ (التكاثر4) كَلَّا لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ (التكاثر5) لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ (التكاثر6) ثُمَّ لَتَرَوُنَّهَا عَيْنَ الْيَقِينِ (التكاثر7) ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ (التكاثر8) سورة الفاتحة (1) بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (الفاتحة1) الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (الفاتحة2) الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ (الفاتحة3) مَلِكِ يَوْمِ الدِّينِ (الفاتحة4) إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ (الفاتحة5) اهدِنَا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ (الفاتحة6) صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ (الفاتحة7) ) وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ (الضحى11) الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا (المائدة3) َ بحارالأنوار ج : 37 ص : 156 في البحار عن النطنزي في الخصائص‏: عن أَبُو سَعِيدٍ الْخُدْرِيُّ وَ جَابِرٌ الْأَنْصَارِيُّ قَالَا : لَمَّا نَزَلَتْ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ . قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وآله وسلم : اللَّهُ أَكْبَرُ عَلَى إِكْمَالِ الدِّينِ ، وَ إِتْمَامِ النِّعْمَةِ ، وَ رِضَى الرَّبِّ بِرِسَالَتِي ، وَ وَلَايَةِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ بَعْدِي . وفي تفسير الْعَيَّاشِيُّ عَنِ الصَّادِقِ عليه السلام : الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَ أَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي بِوَلَايَتِنَا وَ رَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِيناً . أَيْ تَسْلِيمَ النَّفْسِ لِأَمْرِنَا. وعن الإمام الْبَاقِرُ وَ الإمام الصَّادِقُ عليهم السلام : نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ يَوْمَ الْغَدِيرِ . وَ قَالَ يَهُودِيٌّ لِعُمَرَ : لَوْ كَانَ هَذَا الْيَوْمُ فِينَا ، لَاتَّخَذْنَاهُ عِيداً . فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ : وَ أَيُّ يَوْمٍ أَكْمَلُ مِنْ هَذَا الْعِيدِ . ابْنُ عَبَّاسٍ إِنِّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وآله وسلم : تُوُفِّيَ بَعْدَ هَذِهِ الْآيَةِ بِأَحَدٍ وَ ثَمَانِينَ يَوْماً . المناقشة والمدارات : بحار الأنوار ج2ص69ح23ب13 . في الأمالي للشيخ الطوسي‏ : عَنْ عَبْدِ الْعَظِيمِ الْحَسَنِيِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الرِّضَا عَنْ آبَائِهِ عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عليهم السلام قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وآله وسلم : إِنَّا أُمِرْنَا مَعَاشِرَ الْأَنْبِيَاءِ ، أَنْ نُكَلِّمَ النَّاسَ بِقَدْرِ عُقُولِهِمْ ؟ قَالَ : فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وآله وسلم : أَمَرَنِي رَبِّي بِمُدَارَاةِ النَّاسِ كَمَا أَمَرَنَا بِإِقَامَةِ الْفَرَائِضِ . بحار الأنوار ج2ص15ح27ب8 . في الأمالي للصدوق‏ : عَنْ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الْهَادِي عَنْ آبَائِهِ عَنْ عَلِيٍّ عليه السلام قَالَ : لَمَّا كَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى بْنَ عِمْرَانَ عليه السلام قَالَ مُوسَى : إِلَهِي ، مَا جَزَاءُ مَنْ دَعَا نَفْساً كَافِرَةً إِلَى الْإِسْلَامِ ؟ قَالَ : يَا مُوسَى آذَنُ لَهُ فِي الشَّفَاعَةِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ لِمَنْ يُرِيدُ . مستدرك‏ الوسائل ج11ص379ح 13307-24ب49. وَ فِي قِصَصِ الْأَنْبِيَاءِ : بِإِسْنَادِهِ إِلَى الصَّدُوقِ ، إلى عَبْدِ الْعَظِيمِ الْحَسَنِيِّ : عَنْ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الْعَسْكَرِيِّ عليه السلام ، فِي حَدِيثٍ فِي قِصَّةِ نُوحٍ قَالَ : وَ جَاءَ إِبْلِيسُ إِلَى نُوحٍ عليه السلام فَقَالَ : إِنَّ لَكَ عِنْدِي يَداً عَظِيمَةً ، فَانْتَصِحْنِي ، فَإِنِّي لَا أَخُونُكَ ، فَتَأَثَّمَ نُوحٌ مِنْ‏ كَلَامِهِ وَ مُسَاءَلَتِهِ . فَأَوْحَى اللَّهُ إِلَيْهِ : أَنْ كَلِّمْهُ وَ سَلْهُ ، فَإِنِّي سَأُنْطِقُهُ بِحُجَّةٍ عَلَيْهِ . فَقَالَ نُوحٌ صلوات الله عليه : تَكَلَّمْ . فَقَالَ إِبْلِيسُ : إِذَا وَجَدْنَا ابْنَ آدَمَ شَحِيحاً ، أَوْ حَرِيصاً ، أَوْ حَسُوداً ، أَوْ جَبَّاراً ، أَوْ عَجُولًا ، تَلَقَّفْنَاهُ تَلَقُّفَ الْكُرَةِ . فَإِذَا : اجْتَمَعَتْ لَنَا هَذِهِ الْأَخْلَاقُ ، سَمَّيْنَاهُ شَيْطَاناً مَرِيداً ... الْخَبَرَ حديث عرض الدين : بحارالأنوار ج3ص269ح3 . في التوحيد : عن الدَّقَّاقُ وَ الْوَرَّاقُ مَعاً عَنِ الصُّوفِيِّ عَنِ الرُّويَانِيِّ عَنْ عَبْدِ الْعَظِيمِ الْحَسَنِيِّ قَالَ : دَخَلْتُ عَلَى سَيِّدِي : عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدِ ، بْنِ عَلِيِّ بْنِ مُوسَى ، بْنِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ ، بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ ، بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ عليهم السلام . فَلَمَّا بَصُرَ بِي ، قَالَ لِي : مَرْحَباً بِكَ يَا أَبَا الْقَاسِمِ ، أَنْتَ وَلِيُّنَا حَقّاً . قَالَ : فَقُلْتُ لَهُ : يَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ ، إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أَعْرِضَ عَلَيْكَ دِينِي ، فَإِنْ كَانَ مَرْضِيّاً ثَبَتُ‏ عَلَيْهِ حَتَّى أَلْقَى اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ ؟ فَقَالَ : هَاتِهَا أَبَا الْقَاسِمِ . فَقُلْتُ : إِنِّي أَقُولُ : إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى وَاحِدٌ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْ‏ءٌ . خَارِجٌ مِنَ الْحَدَّيْنِ : حَدِّ الْإِبْطَالِ ، وَ حَدِّ التَّشْبِيهِ .وَ إِنَّهُ : لَيْسَ بِجِسْمٍ وَ لَا صُورَةٍ ، وَ لَا عَرَضٍ وَ لَا جَوْهَرٍ . بَلْ هُوَ : مُجَسِّمُ الْأَجْسَامِ ، وَ مُصَوِّرُ الصُّوَرِ ، وَ خَالِقُ الْأَعْرَاضِ وَ الْجَوَاهِرِ ، وَ رَبُّ كُلِّ شَيْ‏ءٍ وَ مَالِكُهُ ، وَ جَاعِلُهُ وَ مُحْدِثُهُ . وَ إِنَّ : مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَ رَسُولُهُ ، خَاتَمُ النَّبِيِّينَ ، فَلَا نَبِيَّ بَعْدَهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ . وَ أَقُولُ : إِنَّ الْإِمَامَ وَ الْخَلِيفَةَ ، وَ وَلِيَّ الْأَمْرِ بَعْدَهُ ، أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ . ثُمَّ : الْحَسَنُ ، ثُمَّ الْحُسَيْنُ ، ثُمَّ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ ، ثُمَّ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ ، ثُمَّ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، ثُمَّ مُوسَى بْنُ جَعْفَرٍ ، ثُمَّ عَلِيُّ بْنُ مُوسَى ، ثُمَّ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ ، ثُمَّ أَنْتَ يَا مَوْلَايَ . فَقَالَ عليه السلام : وَ مِنْ بَعْدِي الْحَسَنُ ابْنِي ، فَكَيْفَ لِلنَّاسِ بِالْخَلَفِ مِنْ بَعْدِهِ . قَالَ : فَقُلْتُ وَ كَيْفَ ذَلِكَ يَا مَوْلَايَ ؟ قَالَ : لِأَنَّهُ لَا يُرَى شَخْصُهُ ، وَ لَا يَحِلُّ ذِكْرُهُ بِاسْمِهِ ، حَتَّى يَخْرُجَ فَيَمْلَأَ الْأَرْضَ قِسْطاً وَ عَدْلًا ، كَمَا مُلِئَتْ ظُلْماً وَ جَوْراً . قَالَ فَقُلْتُ : أَقْرَرْتُ . وَ أَقُولُ : إِنَّ وَلِيَّهُمْ وَلِيُّ اللَّهِ ، وَ عَدُوَّهُمْ عَدُوُّ اللَّهِ ، وَ طَاعَتَهُمْ طَاعَةُ اللَّهِ ، وَ مَعْصِيَتَهُمْ مَعْصِيَةُ اللَّهِ . وَ أَقُولُ : إِنَّ الْمِعْرَاجَ حَقٌّ ، وَ الْمُسَاءَلَةَ فِي الْقَبْرِ حَقٌّ ، وَ إِنَ‏الْجَنَّةَ حَقٌّ ، وَ النَّارَ حَقٌّ ، وَ الصِّرَاطَ حَقٌّ ، وَ الْمِيزَانَ حَقٌّ ، وَ أَنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ لا رَيْبَ فِيها ، وَ أَنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ مَنْ فِي الْقُبُورِ . وَ أَقُولُ : إِنَّ الْفَرَائِضَ الْوَاجِبَةَ بَعْدَ الْوَلَايَةِ . الصَّلَاةُ : وَ الزَّكَاةُ ، وَ الصَّوْمُ ، وَ الْحَجُّ ، وَ الْجِهَادُ ، وَ الْأَمْرُ بِالْمَعْرُوفِ ، وَ النَّهْيُ عَنِ الْمُنْكَرِ . فَقَالَ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ عليه السلام : يَا أَبَا الْقَاسِمِ ، هَذَا وَ اللَّهِ دِينُ اللَّهِ الَّذِي ارْتَضَاهُ لِعِبَادِهِ ، فَاثْبُتْ عَلَيْهِ ، ثَبَّتَكَ اللَّهُ بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَ فِي الْآخِرَةِ . أنه لا يوصف : بحار الأنوار ج75 ص366ح2ب29 . في كشف الغمة : مِنْ دَلَائِلِ الْحِمْيَرِيِّ ، عَنْ فَتْحِ بْنِ يَزِيدَ الْجُرْجَانِيِّ قَالَ : ضَمَّنِي وَ أَبَا الْحَسَنِ طَرِيقُ مُنْصَرَفِي مِنْ مَكَّةَ إِلَى خُرَاسَانَ . وَ هُوَ سَائِرٌ : إِلَى الْعِرَاقِ ، فَسَمِعْتُهُ وَ هُوَ يَقُولُ :مَنِ اتَّقَى اللَّهَ : يُتَّقَى ، وَ مَنْ أَطَاعَ اللَّهَ يُطَاعُ . قَالَ : فَتَلَطَّفْتُ إِلَى الْوُصُولِ إِلَيْهِ ، فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ ، فَرَدَّ عَلَيَّ السَّلَامَ ، وَ أَمَرَنِي بِالْجُلُوسِ ، وَ أَوَّلُ مَا ابْتَدَأَنِي بِهِ أَنْ قَالَ : يَا فَتْحُ : مَنْ أَطَاعَ الْخَالِقَ ، لَمْ يُبَالِ بِسَخَطِ الْمَخْلُوقِ ، وَ مَنْ أَسْخَطَ الْخَالِقَ ، فَأَيْقَنَ أَنْ يُحِلَّ بِهِ الْخَالِقُ سَخَطَ الْمَخْلُوقِ . وَ إِنَّ الْخَالِقَ : لَا يُوصَفُ ، إِلَّا بِمَا وَصَفَ بِهِ نَفْسَهُ . وَ أَنَّى يُوصَفُ الْخَالِقُ : الَّذِي تَعْجِزُ الْحَوَاسُّ ، أَنْ تُدْرِكَهُ . وَ الْأَوْهَامُ : أَنْ تَنَالَهُ . وَ الْخَطَرَاتُ : أَنْ تَحُدَّهُ . وَ الْأَبْصَارُ : عَنِ الْإِحَاطَةِ بِهِ . جَلَّ : عَمَّا يَصِفُهُ الْوَاصِفُونَ . وَ تَعَالَى : عَمَّا يَنْعَتُهُ النَّاعِتُونَ . نَأَى فِي قُرْبِهِ ، وَ قَرُبَ فِي نَأْيِهِ ، فَهُوَ فِي نَأْيِهِ قَرِيبٌ ، وَ فِي قُرْبِهِ بَعِيدٌ . كَيَّفَ الْكَيْفَ ، فَلَا يُقَالُ كَيْفَ . وَ أَيَّنَ الْأَيْنَ فَلَا ، يُقَالُ أَيْنَ . إِذْ هُوَ مُنْقَطِعُ الْكَيْفِيَّةِ ، وَ الْأَيْنِيَّةِ . هُوَ : الْوَاحِدُ الْأَحَدُ ، الصَّمَدُ ، لَمْ يَلِدْ وَ لَمْ يُولَدْ ، وَ لَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ ، فَجَلَّ جَلَالُهُ . أَمْ كَيْفَ : يُوصَفُ بِكُنْهِهِ مُحَمَّدٌ ، وَ قَدْ قَرَنَهُ الْجَلِيلُ بِاسْمِهِ ، وَ شَرِكَهُ فِي عَطَائِهِ ، وَ أَوْجَبَ لِمَنْ أَطَاعَهُ جَزَاءَ طَاعَتِهِ . إِذْ يَقُولُ : { وَ ما نَقَمُوا إِلَّا أَنْ أَغْناهُمُ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ مِنْ فَضْلِهِ } . وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (الحشر7) ،،،، فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالنُّورِ الَّذِي أَنزَلْنَا وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (التغابن8) وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا (الجن23) وَمَن يَخْرُجْ مِن بَيْتِهِ مُهَاجِرًا إِلَى اللّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلى اللّهِ وَكَانَ اللّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا (النساء100) ـ ،،،، وَ قَالَ سبحانه : يَحْكِي قَوْلَ مَنْ تَرَكَ طَاعَتَهُ ، وَ هُوَ يُعَذِّبُهُ بَيْنَ أَطْبَاقِ نِيرَانِهَا ، وَ سَرَابِيلِ قَطِرَانِهَا : { يا لَيْتَنا أَطَعْنَا اللَّهَ ، وَ أَطَعْنَا الرَّسُولَا } , أَمْ كَيْفَ يُوصَفُ بِكُنْهِهِ : مَنْ قَرَنَ الْجَلِيلُ طَاعَتَهُمْ بِطَاعَةِ رَسُولِهِ ، حَيْثُ قَالَ :{ أَطِيعُوا اللَّهَ ، وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ ، وَ أُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ } . ،،، إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ (المائدة55) وَمَن يَتَوَلَّ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ فَإِنَّ حِزْبَ اللّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ (المائدة56) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الَّذِينَ اتَّخَذُواْ دِينَكُمْ هُزُوًا وَلَعِبًا مِّنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَالْكُفَّارَ أَوْلِيَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ (المائدة57) ،،،،، وَ قَالَ سبحانه : { وَ لَوْ رَدُّوهُ إِلَى اللَّهِ ، وَ إِلَى الرَّسُولِ ، وَ إِلى‏ أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ } . وَ قَالَ : { إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَماناتِ إِلى‏ أَهْلِها } . وَ قَالَ : { فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ } . يَا فَتْحُ : كَمَا لَا يُوصَفُ الْجَلِيلُ جَلَّ جَلَالُهُ ، وَ الرَّسُولُ ، وَ الْخَلِيلُ ، وَ وَلَدُ الْبَتُولِ . فَكَذَلِكَ : لَا يُوصَفُ الْمُؤْمِنُ الْمُسَلِّمُ لِأَمْرِنَا . فَنَبِيُّنَا : أَفْضَلُ الْأَنْبِيَاءِ ، وَ خَلِيلُنَا : أَفْضَلُ الْأَخِلَّاءِ . وَ وَصِيُّهُ : أَكْرَمُ الْأَوْصِيَاءِ ، اسْمُهُمَا أَفْضَلُ الْأَسْمَاءِ ، وَ كُنْيَتُهُمَا أَفْضَلُ الْكُنَى وَ أَحْلَاهَا . لَوْ لَمْ يُجَالِسْنَا إِلَّا كُفْوٌ : لَمْ يُجَالِسْنَا أَحَدٌ . وَ لَوْ لَمْ يُزَوِّجْنَا : إِلَّا كُفْوٌ لَمْ يُزَوِّجْنَا أَحَدٌ . أَشَدُّ النَّاسِ تَوَاضُعاً : أَعْظَمُهُمْ حِلْماً . وَ أَنْدَاهُمْ كَفّاً : وَ أَمْنَعُهُمْ كَنَفاً ، وَرِثَ عَنْهُمَا ، أَوْصِيَاؤُهُمَا عِلْمَهُمَا . فَارْدُدْ : إِلَيْهِمَا الْأَمْرَ ، وَ سَلِّمْ إِلَيْهِمْ ، أَمَاتَكَ اللَّهُ مَمَاتَهُمْ ، وَ أَحْيَاكَ حَيَاتَهُمْ ، إِذَا شِئْتَ رَحِمَكَ اللَّهُ . ــــــــــــــــــ قَالَ فَتْحٌ : فَخَرَجْتُ ، فَلَمَّا كَانَ الْغَدُ ، تَلَطَّفْتُ فِي الْوُصُولِ إِلَيْهِ ، فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ ، فَرَدَّ عَلَيَّ السَّلَامَ ، فَقُلْتُ :يَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ : أَ تَأْذَنُ لِي فِي مَسْأَلَةٍ اخْتَلَجَ فِي صَدْرِي ، أَمْرُهَا لَيْلَتِي . قَالَ : سَلْ ، وَ إِنْ شَرَحْتُهَا فَلِي ، وَ إِنْ أَمْسَكْتُهَا فَلِي ، فَصَحِّحْ نَظَرَكَ ، وَ تَثْبُتُ فِي مَسْأَلَتِكِ ، وَ أَصْغِ إِلَى جَوَابِهَا سَمْعَكَ ، وَ لَا تَسْأَلْ مَسْأَلَةً تَعَنَّتَّ ، وَ اعْتَنِ بِمَا تَعْتَنِي بِهِ ، فَإِنَّ الْعَالِمَ وَ الْمُتَعَلِّمَ شَرِيكَانِ فِي الرُّشْدِ ، مَأْمُورَانِ بِالنَّصِيحَةِ ، مَنْهِيَّانِ عَنِ الْغِشِّ . وَ أَمَّا الَّذِي : اخْتَلَجَ فِي صَدْرِكَ لَيْلَتَكَ ، فَإِنْ شَاءَ الْعَالِمُ أَنْبَأَكَ بِإِذْنِ اللَّهِ ، إِنَّ اللَّهَ لَمْ يُظْهِرْ عَلى‏ غَيْبِهِ أَحَداً إِلَّا مَنِ ارْتَضى‏ مِنْ رَسُولٍ . فَكُلُّ مَا كَانَ عِنْدَ الرَّسُولِ ، كَانَ عِنْدَ الْعَالِمِ ، وَ كُلُّ مَا اطَّلَعَ عَلَيْهِ الرَّسُولُ فَقَدِ اطَّلَعَ أَوْصِيَاؤُهُ عَلَيْهِ . كَيْلَا تَخْلُوَ أَرْضُهُ مِنْ حُجَّةٍ يَكُونُ مَعَهُ ، عِلْمٌ يَدُلُّ عَلَى صِدْقِ مَقَالَتِهِ ، وَ جَوَازِ عَدَالَتِهِ . يَا فَتْحُ : عَسَى الشَّيْطَانُ أَرَادَ اللَّبْسَ عَلَيْكَ ، فَأَوْهَمَكَ فِي بَعْضِ مَا أَوْدَعْتُكَ ، وَ شَكَّكَكَ فِي بَعْضِ مَا أَنْبَأْتُكَ ، حَتَّى أَرَادَ إِزَالَتَكَ عَنْ طَرِيقِ اللَّهِ ، وَ صِرَاطِهِ الْمُسْتَقِيمِ . فَقُلْتَ : مَنْ أَيْقَنْتُ أَنَّهُمْ كَذَا ، فَهُمْ أَرْبَابٌ ، مَعَاذَ اللَّهِ ، إِنَّهُمْ مَخْلُوقُونَ ، مَرْبُوبُونَ ، مُطِيعُونَ لِلَّهِ ، دَاخِرُونَ ، رَاغِبُونَ . فَإِذَا جَاءَكَ : الشَّيْطَانُ مِنْ قِبَلِ مَا جَاءَكَ ، فَاقْمَعْهُ بِمَا أَنْبَأْتُكَ بِهِ . فَقُلْتُ : جُعِلْتُ فِدَاكَ ، فَرَّجْتَ عَنِّي ، وَ كَشَفْتَ مَا لَبَّسَ الْمَلْعُونُ عَلَيَّ بِشَرْحِكَ ، فَقَدْ كَانَ أَوْقَعَ بِخَلَدِي ، أَنَّكُمْ أَرْبَابٌ . قَالَ : فَسَجَدَ أَبُو الْحَسَنِ عليه السلام ، وَ هُوَ يَقُولُ فِي سُجُودِهِ : رَاغِماً لَكَ : يَا خَالِقِي ، دَاخِراً خَاضِعاً . قَالَ : فَلَمْ يَزَلْ كَذَلِكَ ، حَتَّى ذَهَبَ لَيْلِي .ـــــــــ ثُمَّ قَالَ : يَا فَتْحُ ، كِدْتَ أَنْ تَهْلِكَ ، وَ تُهْلِكَ .وَ مَا ضَرَّ عِيسَى : إِذَا هَلَكَ مَنْ هَلَكَ ، فَاذْهَبْ إِذَا شِئْتَ رَحِمَكَ اللَّهُ . قَالَ : فَخَرَجْتُ ، وَ أَنَا فَرِحٌ بِمَا كَشَفَ اللَّهُ عَنِّي مِنَ اللَّبْسِ ، بِأَنَّهُمْ هُمْ . وَ حَمِدْتُ اللَّهَ : عَلَى مَا قَدَرْتُ عَلَيْهِ . فَلَمَّا كَانَ فِي الْمَنْزِلِ الْآخَرِ . دَخَلْتُ عَلَيْهِ : وَ هُوَ مُتَّكٍ ، وَ بَيْنَ يَدَيْهِ حِنْطَةٌ مَقْلُوَّةٌ يَعْبَثُ بِهَا ، وَ قَدْ كَانَ أَوْقَعَ الشَّيْطَانُ فِي خَلَدِي ، أَنَّهُ لَا يَنْبَغِي أَنْ يَأْكُلُوا وَ يَشْرَبُوا ، إِذْ كَانَ ذَلِكَ آفَةً ، وَ الْإِمَامُ غَيْرُ مَئُوفٍ .فَقَالَ : اجْلِسْ يَا فَتْحُ ، فَإِنَّ لَنَا بِالرُّسُلِ أُسْوَةً ، كَانُوا يَأْكُلُونَ وَ يَشْرَبُونَ وَ يَمْشُونَ فِي الْأَسْواقِ ، وَ كُلُّ جِسْمٍ مَغْذُوٌّ بِهَذَا ، إِلَّا الْخَالِقَ الرَّازِقَ ، لِأَنَّهُ جَسَّمَ الْأَجْسَامَ ، وَ هُوَ لَمْ يُجَسَّمْ ، وَ لَمْ يُجَزَّأْ بِتَنَاهٍ ، وَ لَمْ يَتَزَايَدْ ، وَ لَمْ يَتَنَاقَصْ . مُبَرَّأٌ : مِنْ ذَاتِهِ مَا رُكِّبَ فِي ذَاتِ مَنْ جَسَّمَهُ ، الْوَاحِدُ ، الْأَحَدُ ، الصَّمَدُ ، الَّذِي لَمْ يَلِدْ ، وَ لَمْ يُولَدْ ، وَ لَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ . مُنْشِئُ : الْأَشْيَاءِ ، مُجَسِّمُ الْأَجْسَامِ ، وَ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ، اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ ، الرَّءُوفُ الرَّحِيمُ ، تَبَارَكَ وَ تَعَالَى ، عَمَّا يَقُولُ الظَّالِمُونَ عُلُوّاً كَبِيراً .لَوْ كَانَ : كَمَا يُوصَفُ ، لَمْ يُعْرَفِ الرَّبُّ مِنَ الْمَرْبُوبِ ، وَ لَا الْخَالِقُ مِنَ الْمَخْلُوقِ ، وَ لَا الْمُنْشِئُ مِنَ الْمُنْشَإِ . وَ لَكِنَّهُ : فَرَّقَ بَيْنَهُ ، وَ بَيْنَ مَنْ جَسَّمَهُ ، وَ شَيَّأَ الْأَشْيَاءَ إِذْ كَانَ لَا يُشْبِهُهُ شَيْ‏ءٌ يُرَى ، وَ لَا يُشْبِهُ شَيْئاً . ـــــــــــــــــ خروج لسامراء بطلب المتوكل : كتب له والي المدينة : بحارالأنوار ج : 50 ص : 207ح23. في مُرُوجُ الذَّهَبِ لِلْمَسْعُودِيِّ : وَ حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي الْأَزْهَرِ ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ أَبِي عَبَّادٍ ، عَنْ يَحْيَى بْنِ هَرْثَمَةَ ، قَالَ : وَجَّهَنِي الْمُتَوَكِّلُ إِلَى الْمَدِينَةِ ، لِإِشْخَاصِ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ مُوسَى ع ، لِشَيْ‏ءٍ بَلَغَهُ عَنْهُ . فَلَمَّا صِرْتُ إِلَيْهَا : ضَجَّ أَهْلُهَا ، وَ عَجُّوا ضَجِيجاً وَ عَجِيجاً ، مَا سَمِعْتُ مِثْلَهُ . فَجَعَلْتُ أُسَكِّنُهُمْ : وَ أَحْلِفُ أَنِّي لَمْ أُومَرْ فِيهِ بِمَكْرُوهٍ ، وَ فَتَّشْتُ مَنْزِلَهُ فَلَمْ أُصِبْ فِيهِ إِلَّا مَصَاحِفَ ، وَ دُعَاءً وَ مَا أَشْبَهَ ذَلِكَ .فَأَشْخَصْتُهُ : وَ تَوَلَّيْتُ خِدْمَتَهُ ، وَ أَحْسَنْتُ عِشْرَتَهُ . فَبَيْنَا أَنَا فِي يَوْمٍ : مِنَ الْأَيَّامِ ، وَ السَّمَاءُ صَاحِيَةٌ ، وَ الشَّمْسُ طَالِعَةٌ ، إِذَا رَكِبَ ، وَ عَلَيْهِ مِمْطَرٌ ، قَدْ عَقَدَ ذَنَبَ دَابَّتِهِ ، فَتَعَجَّبْتُ مِنْ فِعْلِهِ . فَلَمْ يَكُنْ مِنْ ذَلِكَ إِلَّا هُنَيْئَةٌ ، حَتَّى جَاءَتْ سَحَابَةٌ ، فَأَرْخَتْ عَزَالِيَهَا ، وَ نَالَنَا مِنَ الْمَطَرِ أَمْرٌ عَظِيمٌ جِدّاً . فَالْتَفَتَ إِلَيَّ فَقَالَ : أَنَا أَعْلَمُ أَنَّكَ أَنْكَرْتَ مَا رَأَيْتَ ، وَ تَوَهَّمْتَ أَنِّي أَعْلَمُ مِنَ الْأَمْرِ مَا لَمْ تَعْلَمْ ، وَ لَيْسَ ذَلِكَ كَمَا ظَنَنْتَ ، وَ لَكِنِّي نَشَأْتُ بِالْبَادِيَةِ ، فَأَنَا أَعْرِفُ الرِّيَاحَ الَّتِي تَكُونُ فِي عَقِبِهَا الْمَطَرُ ، فَتَأَهَّبْتُ لِذَلِكَ . فَلَمَّا قَدِمْتُ إِلَى مَدِينَةِ السَّلَامِ : بَدَأْتُ بِإِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الطَّاهِرِيِّ ، وَ كَانَ عَلَى بَغْدَادَ . فَقَالَ : يَا يَحْيَى ، إِنَّ هَذَا الرَّجُلَ قَدْ وَلَدَهُ رَسُولُ اللَّهِ ص ، وَ الْمُتَوَكِّلُ مَنْ تَعْلَمُ ، وَ إِنْ حَرَّضْتَهُ عَلَيْهِ قَتَلَهُ ، وَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ص خَصْمَكَ . فَقُلْتُ : وَ اللَّهِ مَا وَقَفْتُ مِنْهُ إِلَّا عَلَى أَمْرٍ جَمِيلٍ ، فَصِرْتُ إِلَى سَامَرَّاءَ ، فَبَدَأْتُ بِوَصِيفٍ التُّرْكِيِّ ، وَ كُنْتُ مِنْ أَصْحَابِهِ . فَقَالَ لِي : وَ اللَّهِ لَئِنْ سَقَطَ مِنْ رَأْسِ هَذَا الرَّجُلِ شَعْرَةٌ ، لَا يَكُونُ الطَّالِبُ بِهَا غَيْرِي ، فَتَعَجَّبْتُ مِنْ قَوْلِهِمَا . وَ عَرَفْتُ الْمُتَوَكِّلَ : مَا وَقَفْتُ عَلَيْهِ مِنْ أَمْرِهِ ، وَ سَمِعْتُهُ مِنَ الثَّنَاءِ ، فَأَحْسَنَ جَائِزَتَهُ ، وَ أَظْهَرَ بِرَّهُ وَ تَكْرِمَتَهُ . من أحوال إمام الهادي عليه السلام : طلب أصحابه منه : بحارالأنوار ج50ص129ح7 . في الأمالي للصدوق‏ : عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْقَاسِمِ عَنْ أَبِي هَاشِمٍ الْجَعْفَرِيِّ قَالَ : أَصَابَتْنِي ضِيقَةٌ شَدِيدَةٌ ، فَصِرْتُ إِلَى أَبِي الْحَسَنِ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ عليه السلام : فَأَذِنَ لِي . فَلَمَّا جَلَسْتُ : قَالَ : يَا أَبَا هَاشِمٍ ، أَيُّ نِعَمِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ عَلَيْكَ تُرِيدُ أَنْ تُؤَدِّيَ شُكْرَهَا؟ قَالَ أَبُو هَاشِمٍ : فَوَجَمْتُ ، فَلَمْ أَدْرِ مَا أَقُولُ لَهُ . فَابْتَدَأَ عليه السلام فَقَالَ : رَزَقَكَ الْإِيمَانَ فَحَرَّمَ بَدَنَكَ عَلَى النَّارِ . وَ رَزَقَكَ الْعَافِيَةَ فَأَعَانَتْكَ عَلَى الطَّاعَةِ . وَ رَزَقَكَ الْقُنُوعَ فَصَانَكَ عَنِ التَّبَذُّلِ . يَا أَبَا هَاشِمٍ إِنَّمَا ابْتَدَأْتُكَ بِهَذَا لِأَنِّي ظَنَنْتُ أَنَّكَ تُرِيدُ أَنْ تَشْكُوَ لِي مَنْ فَعَلَ بِكَ هَذَا ، وَ قَدْ أَمَرْتُ لَكَ بِمِائَةِ دِينَارٍ فَخُذْهَا . بحارالأنوار ج50 ص127ح5 . في الأمالي للشيخ الطوسي‏ : عم الْفَحَّامُ عَنِ الْمَنْصُورِيِّ عَنْ عَمِّ أَبِيهِ قَالَ : قَصَدْتُ الْإِمَامَ يَوْماً : فَقُلْتُ : يَا سَيِّدِي إِنَّ هَذَا الرَّجُلَ قَدْ أَطْرَحَنِي ، وَ قَطَعَ رِزْقِي ، وَ مَلَّلَنِي ، وَ مَا أَتَّهِمُ فِي ذَلِكَ إِلَّا عِلْمَهُ بِمُلَازَمَتِي لَكَ ، وَ إِذَا سَأَلْتُهُ شَيْئاً مِنْهُ يَلْزَمُهُ الْقَبُولُ مِنْكَ ، فَيَنْبَغِي أَنْ تَتَفَضَّلَ عَلَيَّ بِمَسْأَلَتِهِ . فَقَالَ عليه السلام : تُكْفَى إِنْ شَاءَ اللَّهُ ، فَلَمَّا كَانَ فِي اللَّيْلِ طَرَقَنِي ، رُسُلُ الْمُتَوَكِّلِ ، رَسُولٌ يَتْلُو رَسُولًا . فَجِئْتُ : وَ الْفَتْحُ عَلَى الْبَابِ قَائِمٌ ، فَقَالَ : يَا رَجُلُ مَا تَأْوِي فِي مَنْزِلِكَ بِاللَّيْلِ ، كَدَّنِي هَذَا الرَّجُلُ مِمَّا يَطْلُبُكَ . فَدَخَلْتُ : وَ إِذَا الْمُتَوَكِّلُ جَالِسٌ عَلَى فِرَاشِهِ ، فَقَالَ : يَا أَبَا مُوسَى ، نُشْغَلُ عَنْكَ ، وَ تُنْسِينَا نَفْسَكَ ، أَيُّ شَيْ‏ءٍ لَكَ عِنْدِي ؟ فَقُلْتُ : الصِّلَةُ الْفُلَانِيَّةُ ، وَ الرِّزْقُ الْفُلَانِيُّ ، وَ ذَكَرْتُ أَشْيَاءَ ، فَأَمَرَ لِي بِهَا وَ بِضِعْفِهَا . فَقُلْتُ " لِلْفَتْحِ وَافَى عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ إِلَى هَاهُنَا . فَقَالَ : لَا . فَقُلْتُ : كَتَبَ رُقْعَةً ؟ فَقَالَ : لَا . فَوَلَّيْتُ مُنْصَرِفاً : فَتَبِعَنِي ، فَقَالَ لِي : لَسْتُ أَشُكُّ أَنَّكَ سَأَلْتَهُ دُعَاءً لَكَ ، فَالْتَمِسْ لِي مِنْهُ دُعَاءً . فَلَمَّا دَخَلْتُ إِلَيْهِ عليه السلام : فَقَالَ لِي : يَا أَبَا مُوسَى ، هَذَا وَجْهُ الرِّضَا . فَقُلْتُ : بِبَرَكَتِكَ يَا سَيِّدِي ، وَ لَكِنْ قَالُوا لِي : إِنَّكَ مَا مَضَيْتَ إِلَيْهِ وَ لَا سَأَلْتَهُ . فَقَالَ : إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى عَلِمَ مِنَّا ، أَنَّا لَا نَلْجَأُ فِي الْمُهِمَّاتِ إِلَّا إِلَيْهِ ، وَ لَا نَتَوَكَّلُ فِي الْمُلِمَّاتِ إِلَّا عَلَيْهِ ، وَ عَوَّدَنَا إِذَا سَأَلْنَاهُ الْإِجَابَةَ . وَ نَخَافُ : أَنْ نَعْدِلَ فَيَعْدِلَ بِنَا . قُلْتُ : إِنَّ الْفَتْحَ ، قَالَ لِي : كَيْتَ وَ كَيْتَ . قَالَ : إِنَّهُ يُوَالِينَا بِظَاهِرِهِ ، وَ يُجَانِبُنَا بِبَاطِنِهِ ، الدُّعَاءُ لِمَنْ يَدْعُو بِهِ ، إِذَا أَخْلَصْتَ فِي طَاعَةِ اللَّهِ ، وَ اعْتَرَفْتَ بِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وآله وسلم ، وَ بِحَقِّنَا أَهْلَ الْبَيْتِ ، وَ سَأَلْتَ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى شَيْئاً ، لَمْ يَحْرِمْكَ . قُلْتُ : يَا سَيِّدِي فَتُعَلِّمُنِي دُعَاءً ، أَخْتَصُّ بِهِ مِنَ الْأَدْعِيَةِ ، قَالَ هَذَا الدُّعَاءُ كَثِيراً أَدْعُو اللَّهَ بِهِ ، وَ قَدْ سَأَلْتُ اللَّهَ أَنْ لَا يُخَيِّبَ مَنْ دَعَا بِهِ فِي مَشْهَدِي بَعْدِي ، وَ هُوَ : يَا عُدَّتِي : عِنْدَ الْعُدَدِ ، وَ يَا رَجَائِي وَ الْمُعْتَمَدُ ، وَ يَا كَهْفِي وَ السَّنَدُ ، وَ يَا وَاحِدُ يَا أَحَدُ ، يَا قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ . وَ أَسْأَلُكَ اللَّهُمَّ : بِحَقِّ مَنْ خَلَقْتَهُ مِنْ خَلْقِكَ ، وَ لَمْ تَجْعَلْ فِي خَلْقِكَ مِثْلَهُمْ أَحَداً ، أَنْ تُصَلِّيَ عَلَيْهِمْ ، وَ تَفْعَلَ بِي : كَيْتَ وَ كَيْتَ . بيان الدعاء لمن يدعو به أي كل من يدعو به يستجاب له أو الدعاء تابع لحال الداعي فإذا لم يكن في الدعاء شرائط الدعاء لم يستجب له فيكون قوله إذا أخلصت مفسرا لذلك و هو أظهر قصة المتوكل معه : له قصص كثيرة : بحارالأنوار ج : 50 ص : 129ح6 , في الأمالي للشيخ الطوسي‏ : عَنْ خَيْرٍ الْكَاتِبِ قَالَ :حَدَّثَنِي سميلة الْكَاتِبُ ، وَ كَانَ قَدْ عَمِلَ أَخْبَارَ سُرَّ مَنْ رَأَى ، قَالَ : كَانَ الْمُتَوَكِّلُ يَرْكَبُ إِلَى الْجَامِعِ ، وَ مَعَهُ عَدَدٌ مِمَّنْ يَصْلُحُ لِلْخِطَابَةِ ، وَ كَانَ فِيهِمْ رَجُلٌ مِنْ وُلْدِ الْعَبَّاسِ بْنِ مُحَمَّدٍ يُلَقَّبُ بِهَرِيسَةَ ، وَ كَانَ الْمُتَوَكِّلُ يُحَقِّرُهُ ، فَتَقَدَّمَ إِلَيْهِ أَنْ يَخْطُبَ يَوْماً ، فَخَطَبَ فَأَحْسَنَ . فَتَقَدَّمَ الْمُتَوَكِّلُ : يُصَلِّي ، فَسَابَقَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَنْزِلَ مِنَ الْمِنْبَرِ ، فَجَاءَ فَجَذَبَ مِنْطَقَتَهُ مِنْ وَرَائِهِ ، وَ قَالَ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ مَنْ خَطَبَ يُصَلِّي . فَقَالَ الْمُتَوَكِّلُ : أَرَدْنَا أَنْ نُخْجِلَهُ فَأَخْجَلَنَا . وَ كَانَ أَحَدَ الْأَشْرَارِ : فَقَالَ يَوْماً لِلْمُتَوَكِّلِ ، مَا يَعْمَلُ أَحَدٌ بِكَ أَكْثَرَ مِمَّا تَعْمَلُهُ بِنَفْسِكَ فِي عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ ، فَلَا يَبْقَى فِي الدَّارِ إِلَّا مَنْ يَخْدُمُهُ ، وَ لَا يُتْعِبُونَهُ بِشَيْلِ سِتْرٍ ، وَ لَا فَتْحِ بَابٍ ، وَ لَا شَيْ‏ءٍ . وَ هَذَا : إِذَا عَلِمَهُ النَّاسُ قَالُوا : لَوْ لَمْ يَعْلَمِ اسْتِحْقَاقَهُ لِلْأَمْرِ مَا فَعَلَ بِهِ هَذَا ، دَعْهُ إِذَا دَخَلَ يُشِيلُ السِّتْرَ لِنَفْسِهِ ، وَ يَمْشِي كَمَا يَمْشِي غَيْرُهُ ، فَتَمَسُّهُ بَعْضَ الْجَفْوَةِ . فَتَقَدَّمَ : أَنْ لَا يُخْدَمَ وَ لَا يُشَالَ بَيْنَ يَدَيْهِ سِتْرٌ ، وَ كَانَ الْمُتَوَكِّلُ مَا رُئِيَ أَحَدٌ مِمَّنْ يَهْتَمُّ بِالْخَبَرِ مِثْلَهُ . قَالَ : فَكَتَبَ صَاحِبُ الْخَبَرِ إِلَيْهِ ، أَنَّ عَلِيَّ بْنَ مُحَمَّدٍ دَخَلَ الدَّارَ ، فَلَمْ يَخْدُمْ ، وَ لَمْ يُشِلْ أَحَدٌ بَيْنَ يَدَيْهِ سِتْراً ، فَهَبَّ هَوَاءٌ رَفَعَ السِّتْرَ لَهُ ، فَدَخَلَ .فَقَالَ : اعْرِفُوا خَبَرَ خُرُوجِهِ . فَذَكَرَ صَاحِبُ الْخَبَرِ : هَوَاءً خَالَفَ ذَلِكَ الْهَوَاءَ ، شَالَ السِّتْرَ لَهُ ، حَتَّى خَرَجَ . فَقَالَ : لَيْسَ نُرِيدُ هَوَاءً يُشِيلُ السِّتْرَ ، شِيلُوا السِّتْرَ بَيْنَ يَدَيْهِ . قَالَ : وَ دَخَلَ يَوْماً عَلَى الْمُتَوَكِّلِ . فَقَالَ : يَا أَبَا الْحَسَنِ مَنْ أَشْعَرُ النَّاسِ ، وَكَانَ قَدْ سَأَلَ قَبْلَهُ لِابْنِ الْجَهْمِ ، فَذَكَرَ شُعَرَاءَ الْجَاهِلِيَّةِ ، وَ شُعَرَاءَ الْإِسْلَامِ . فَلَمَّا سَأَلَ الْإِمَامَ عليه السلام قَالَ : فُلَانُ بْنُ فُلَانٍ الْعَلَوِيُّ . قَالَ ابْنُ الْفَحَّامِ ، وَ أَخُوهُ الْحِمَّانِيُّ قَالَ : حَيْثُ يَقُولُ : لَقَدْ فَاخَرَتْنَا مِنْ قُرَيْشٍ عِصَابَةٌ بِمَطِّ خُدُودٍ وَ امْتِدَادِ أَصَابِعَ‏ فَلَمَّا تَنَازَعْنَا الْقَضَاءَ قَضَى لَنَا عَلَيْهِمْ بِمَا فَاهُوا نِدَاءَ الصَّوَامِعِ‏ قَالَ : وَ مَا نِدَاءُ الصَّوَامِعِ يَا أَبَا الْحَسَنِ ؟ قَالَ : أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ، وَ أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً جَدِّي أَمْ جَدُّكُمْ . فَضَحِكَ الْمُتَوَكِّلُ كَثِيراً ، ثُمَّ قَالَ : هُوَ جَدُّكَ لَا نَدْفَعُكَ عَنْهُ . بيان ما رئي أحد على بناء المجهول أي كان المتوكل كثيرا ما يهتم باستعلام الأخبار و كان قد وكل لذلك رجلا يعلمه و يكتب إليه و لعل مط الخدود و امتداد الأصابع كناية عن التكبر و الاستيلاء و بسط اليد بحارالأنوار ج50ص142ح26 . في الخرائج و الجرائح : حَدَثَ جَمَاعَةٌ مِنْ أَهْلِ أَصْفَهَانَ مِنْهُمْ ، أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ النَّضْرِ ، وَ أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلَوِيَّةَ قَالُوا : كَانَ بِأَصْفَهَانَ : رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ ، وَ كَانَ شِيعِيّاً . قِيلَ لَهُ : مَا السَّبَبُ الَّذِي أَوْجَبَ عَلَيْكَ الْقَوْلَ بِإِمَامَةِ عَلِيٍّ النَّقِيِّ ، دُونَ غَيْرِهِ مِنْ أَهْلِ الزَّمَانِ ؟ قَالَ : شَاهَدْتُ مَا أَوْجَبَ عَلَيَّ وَ ذَلِكَ ، أَنِّي كُنْتُ رَجُلًا فَقِيراً ، وَ كَانَ لِي لِسَانٌ وَ جُرْأَةٌ ، فَأَخْرَجَنِي أَهْلُ أَصْفَهَانَ سَنَةً مِنَ السِّنِينَ ، مَعَ قَوْمٍ آخَرِينَ إِلَى بَابِ الْمُتَوَكِّلِ مُتَظَلِّمِينَ‏ ، فَكُنَّا بِبَابِ الْمُتَوَكِّلِ يَوْماً . إِذَا خَرَجَ الْأَمْرُ : بِإِحْضَارِ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الرِّضَا عليه السلام . فَقُلْتُ لِبَعْضِ مَنْ حَضَرَ : مَنْ هَذَا الرَّجُلُ الَّذِي قَدْ أُمِرَ بِإِحْضَارِهِ ؟ فَقِيلَ : هَذَا رَجُلٌ عَلَوِيٌّ ، تَقُولُ الرَّافِضَةُ بِإِمَامَتِهِ . ثُمَّ قَالَ : وَ يُقَدَّرُ أَنَّ الْمُتَوَكِّلَ يَحْضُرُهُ لِلْقَتْلِ ؟ فَقُلْتُ : لَا أَبْرَحَ مِنْ هَاهُنَا حَتَّى أَنْظُرَ إِلَى هَذَا الرَّجُلِ ، أَيُّ رَجُلٍ هُوَ . قَالَ : فَأَقْبَلَ رَاكِباً عَلَى فَرَسٍ ، وَ قَدْ قَامَ النَّاسُ يَمْنَةَ الطَّرِيقِ وَ يَسْرَتَهَا صَفَّيْنِ ، يَنْظُرُونَ إِلَيْهِ . فَلَمَّا رَأَيْتُهُ : وَقَعَ حُبُّهُ فِي قَلْبِي ، فَجَعَلْتُ أَدْعُو فِي نَفْسِي ، بِأَنْ يَدْفَعَ اللَّهُ عَنْهُ شَرَّ الْمُتَوَكِّلِ. فَأَقْبَلَ يَسِيرُ : بَيْنَ النَّاسِ ، وَ هُوَ يَنْظُرُ إِلَى عُرْفِ دَابَّتِهِ ، لَا يَنْظُرُ يَمْنَةً وَ لَا يَسْرَةً . وَ أَنَا دَائِمُ الدُّعَاءِ . فَلَمَّا صَارَ إِلَيَّ ، أَقْبَلَ بِوَجْهِهِ إِلَيَّ ، وَ قَالَ : اسْتَجَابَ اللَّهُ دُعَاءَكَ ، وَ طَوَّلَ عُمُرَكَ ، وَ كَثَّرَ مَالَكَ وَ وُلْدَكَ , قَالَ فَارْتَعَدْتُ وَ وَقَعْتُ بَيْنَ أَصْحَابِي . فَسَأَلُونِي : وَ هُمْ يَقُولُونَ : مَا شَأْنُكَ . فَقُلْتُ : خَيْرٌ ، وَ لَمْ أُخْبِرْ بِذَلِكَ ، فَانْصَرَفْنَا بَعْدَ ذَلِكَ إِلَى أَصْفَهَانَ ، فَفَتَحَ اللَّهُ عَلَيَّ ، وُجُوهاً مِنَ الْمَالِ ، حَتَّى أَنَا الْيَوْمَ أُغْلِقُ بَابِي عَلَى مَا قِيمَتُهُ أَلْفُ أَلْفِ دِرْهَمٍ ، سِوَى مَالِي خَارِجَ دَارِي ، وَ رُزِقْتُ عَشَرَةً مِنَ الْأَوْلَادِ ، وَ قَدْ بَلَغْتُ الْآنَ مِنْ عُمُرِي نَيِّفاً وَ سَبْعِينَ سَنَةً ، وَ أَنَا أَقُولُ : بِإِمَامَةِ الرَّجُلِ ، عَلَى الَّذِي عَلِمَ مَا فِي قَلْبِي ، وَ اسْتَجَابَ اللَّهُ دُعَاءَهُ فِيَّ ، وَ لِي . بحارالأنوار ج50ص130ح8 . الأمالي‏للطوسي ص281ح545-83 . خراب سامراء : في الأمالي للشيخ الطوسي‏ : الْفَحَّامُ عَنِ الْمَنْصُورِيِّ عَنْ عَمِّ أَبِيهِ قَالَ : قَالَ يَوْماً الْإِمَامُ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ عليه السلام : يَا أَبَا مُوسَى : أُخْرِجْتُ إِلَى سُرَّ مَنْ رَأَى كَرْهاً . وَ لَوْ أُخْرِجْتُ عَنْهَا : أُخْرِجْتُ كَرْهاً . قَالَ قُلْتُ : وَ لِمَ يَا سَيِّدِي ؟ قَالَ : لِطِيبِ هَوَائِهَا ، وَ عُذُوبَةِ مَائِهَا ، وَ قِلَّةِ دَائِهَا . ثُمَّ قَالَ : تُخْرَبُ سُرَّ مَنْ رَأَى حَتَّى يَكُونَ فِيهَا خَانٌ ، وَ بَقَّالٌ لِلْمَارَّةِ . وَ عَلَامَةُ تَدَارُكِ خَرَابِهَا ، تَدَارُكُ الْعِمَارَةِ فِي مَشْهَدِي مِنْ بَعْدِي . بحارالأنوار ج : 50 ص : 207ح23. في مُرُوجُ الذَّهَبِ لِلْمَسْعُودِيِّ، كَانَتْ وَفَاةُ أَبِي الْحَسَنِ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ ع فِي خِلَافَةِ الْمُعْتَزِّ بِاللَّهِ وَ ذَلِكَ يَوْمُ الْإِثْنَيْنِ لِأَرْبَعٍ بَقِينَ مِنْ جُمَادَى الْآخِرَةِ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَ خَمْسِينَ وَ مِائَتَيْنِ وَ هُوَ ابْنُ أَرْبَعِينَ سَنَةً وَ قِيلَ ابْنُ اثْنَتَيْنِ وَ أَرْبَعِينَ سَنَةً وَ قِيلَ أَقَلَّ مِنْ ذَلِكَ وَ سَمِعْتُ فِي جَنَازَتِهِ جَارِيَةً سَوْدَاءَ وَ هِيَ تَقُولُ مَا ذَا لَقِينَا مِنْ يَوْمِ الْإِثْنَيْنِ وَ صَلَّى عَلَيْهِ أَحْمَدُ بْنُ الْمُتَوَكِّلِ عَلَى اللَّهِ فِي شَارِعِ أَبِي أَحْمَدَ وَ دُفِنَ هُنَاكَ فِي دَارِهِ بِسَامَرَّاءَ . وفي كِتَابُ الْمُقْتَضَبِ، لِابْنِ عَيَّاشٍ رَحِمَهُ اللَّهُ قَالَ لِمُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ صَالِحٍ الصَّيْمَرِيِّ رَحِمَهُ اللَّهُ قَصِيدَةٌ يَرْثِي بِهَا مَوْلَانَا أَبَا الْحَسَنِ الثَّالِثَ ع وَ يُعَزِّي ابْنَهُ أَبَا مُحَمَّدٍ ع أَوَّلُهَا الْأَرْضُ خَوْفاً زُلْزِلَتْ زِلْزَالَهَا وَ أَخْرَجَتْ مِنْ جَزَعٍ أَثْقَالَهَا إِلَى أَنْ قَالَ : عَشْرُ نُجُومٍ أَفَلَتْ فِي فُلْكِهَا وَ يُطْلِعُ اللَّهُ لَنَا أَمْثَالَهَا بِالْحَسَنِ الْهَادِي أَبِي مُحَمَّدٍ تُدْرِكُ أَشْيَاعُ الْهُدَى آمَالَهَا وَ بَعْدَهُ مَنْ يُرْتَجَى طُلُوعُهُ يُظِلُّ جَوَّابُ الْفَلَا أَجْزَالَهَا ذُو الْغَيْبَتَيْنِ الطَّوْلِ الْحَقِّ الَّتِي لَا يَقْبَلُ اللَّهُ مَنِ اسْتَطَالَهَا يَا حُجَجَ الرَّحْمَنِ إِحْدَى عَشَرَةَ آلَتْ بِثَانِيَ عَشَرَةَ مَآلَهَا فإنا لله وإنا إليه راجعون والحمد الله رب العالمين على الولاية وشكرا لكم وبارك الله فيكم وجعل كل أيامكم أعيادا والعيد ليس من لبس الجديد بل من أمن الوعيد ولا يأمن الوعيد أحد إلا بمعرفة الله بصراط المنعم عليهم وأهل ولاية الله في ارضه فهنئا لكم معرف الحق في غرفة الحق وشكر الله سعيكم وبارك الله فيكم وأسأل الله أن يوفقنا وإياكم لثبات على دينه ولكم المايك أخي الآدمن وشكر الله سعيكم وسعي كل الموجودين والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته