تفاصيل واقعة الغدير من ما قبل يوم الغدير وفيه وبعده من كتاب الغدير وشعر جميل في خصائص وفضائل يوم الغدير وأهميته آية إكمال الدين وتمام النعمة ورضا الرب : قال الله تعالى : {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمْ الإِسْلاَمَ دِينًا } المائدة 3 هذه الآية نزلت في يوم الغدير - 18 - من ذي الحجة سنة - 10 - من الهجرة بعد أن خطب النبي أصحابه ونصب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب خليفة من بعده ، وألف العلامة الأميني رحمه الله وأسكنه فسيح جنانه كتاب يتكون من أحد عشر جزأ قد استقصى البحث حول الآية وشأن نزولها في ولاية أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام وفرض إمامته في يوم الغدير . فذكر رحمه الله أهمية واقعة الغدير في التأريخ : وعد من تعرض لها من المؤرخون وأئمة الحديث والمفسرون والمتكلمون واللغويون ثم ذكر واقعة الغدير فقال رحمه الله : أجمع رسول الله صلى الله عليه وآله الخروج إلى الحج في سنة عشر من مهاجره ، وأذن في الناس بذلك ، فقدم المدينة خلق كثير يأتمون به في حجته تلك التي يقال عليها حجة الوداع ، وحجة الإسلام ، وحجة البلاغ ، وحجة الكمال ، وحجة التمام ، ولم يحج غيرها منذ هاجر إلى أن توفاه الله . فخرج صلى الله عليه وآله من المدينة مغتسلا متدهنا مترجلا متجردا في ثوبين صحاريين إزار ورداء ، وذلك يوم السبت لخمس ليال أو ست بقين من ذي القعدة ، وأخرج معه نسائه كلهن في الهوادج ، وسار معه أهل بيته ، وعامة المهاجرين والأنصار ، ومن شاء الله من قبائل العرب وأفناء الناس . وعند خروجه صلى الله عليه وآله أصاب الناس بالمدينة جدري ( بضم الجيم وفتح الدال وبفتحهما ) أو حصبة منعت كثيرا من الناس من الحج معه صلى الله عليه وآله ، ومع ذلك كان معه جموع لا يعلمها إلا الله تعالى ، وقد يقال : خرج معه تسعون ألف ، ويقال : مائة ألف و أربعة عشر ألفا ، وقيل : مائة ألف وعشرون ألفا ، وقيل : مائة ألف وأربعة وعشرون ألفا ، و يقال اكثر من ذلك ، وهذه عدة من خرج معه . وأما الذين حجوا معه فأكثر من ذلك كالمقيمين بمكة والذين أتوا من اليمن مع علي ( أمير المؤمنين ) وأبي موسى . أصبح صلى الله عليه وآله يوم الأحد بيلملم ، ثم راح فتعشى بشرف السيالة وصلى هناك المغرب والعشاء ، ثم صلى الصبح بعرق الظبية ، ثم نزل الروحاء ، ثم سار من الروحاء فصلى العصر بالمنصرف ، وصلى المغرب والعشاء بالمتعشى وتعشى به ، وصلى الصبح بالإثابة ، وأصبح يوم الثلاثاء بالعرج ، وأحتجم بلحى جمل " وهو عقبة الجحفة " ونزل السقياء يوم الأربعاء ، وأصبح بالأبواء ، وصلى هناك ، ثم راح من الأبواء ونزل يوم الجمعة الجحفة ، ومنها إلى قديد وسبت فيه ، وكان يوم الأحد بعسفان . ثم سار فلما كان بالغميم إعترض المشاة فصفوا صفوفا فشكوا إليه المشي ، فقال : استعينوا باليسلان " مشي سريع دون العدو " ففعلوا فوجدوا لذلك راحة ، وكان يوم الاثنين بمر الظهران فلم يبرح حتى أمسى وغربت له الشمس بسرف فلم يصل المغرب حتى دخل مكة ، ولما انتهى إلى الثنيتين بات بينهما فدخل مكة نهار الثلاثاء. فلما قضى مناسكه وانصرف راجعا إلى المدينة ومعه من كان من الجموع المذكورات ، ووصل إلى غدير خُمّ من الجُحفة التي تتشعب فيها طرق المدنيين والمصريين والعراقيين ، و ذلك يوم الخميس الثامن عشر من ذي الحجة نزل إليه جبرائيل الأمين عن الله بقوله : {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنْ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ}المائدة67. وأمره أن يقيم عليا علما للناس ويبلغهم ما نزل فيه من الولاية وفرض الطاعة على كل أحد ، وكان أوائل القوم قريبا من الجُحفة ، فأمر رسول الله أن يرد من تقدم منهم ويحبس من تأخر عنهم في ذلك المكان ونهى عن سَمرات ـ شجرات ـ خمس متقاربات دوحات عظام أن لا ينزل تحتهن أحد ، حتى إذا أخذ القوم منازلهم فقُم ـ كنسوا ـ ما تحتهن ، حتى إذا نودي بالصلاة صلاة الظهر عمد إليهن فصلى بالناس تحتهن ، وكان يوما هاجرا يضع الرجل بعض ردائه على رأسه وبعضه تحت قدميه من شدة الرمضاء ، وظلل لرسول الله بثوب على شجرة سمرة من الشمس ، فلما انصرف صلى الله عليه وآله من صلاته قام خطيبا وسط القوم على أقتاب الإبل وأسمع الجميع ، رافعا عقيرته فقال : الحمد لله ونستعينه ونؤمن به ، ونتوكل عليه ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ، ومن سيئات أعمالنا الذي لا هادي لمن ضل ، ولا مضل لمن هدى ، وأشهد أن لا إله إلا الله ، وأن محمدا عبده ورسوله : أمّا بعدُ : أيها الناس قد نبأني اللطيف الخبير أنه لم يعمر نبي إلا مثل نصف عمر الذي قبله ، وإني أوشك أن ادعى فأجيب ، وإني مسؤول وأنتم مسؤولون ، فماذا أنتم قائلون ؟ قالوا : نشهد أنك قد بلغت ونصحت وجهدت فجزاك الله خيرا . قال : ألستم تشهدون أن لا إله إلا الله ، و أن محمدا عبده ورسوله ، وأن جنته حق وناره حق وأن الموت حق ، وأن الساعة آتية لا ريب فيها ، وأن الله يبعث من في القبور ؟ قالوا : بلى نشهد بذلك . قال : اللهم اشهد ، ثم قال : أيها الناس ألا تسمعون ؟ قالوا : نعم . قال : فإني فرط على الحوض ، وأنتم واردون عليّ الحوض ، وإن عرضه ما بين صنعاء وبصرى فيه أقداح عدد النجوم من فضة فانظروا كيف تخلفوني في الثقلين . فنادى مناد : وما الثقلان يا رسول الله ؟ قال : الثقل الأكبر كتاب الله طرف بيد الله عز وجل و طرف بأيديكم فتمسكوا به لا تضلوا ، والآخر الأصغر عترتي ، وإن اللطيف الخبير نبأني أنهما لن يتفرقا حتى يراد علي الحوض ، فسألت ذلك لهما ربي ، فلا تقدموهما فتهلكوا ، ولا تقصروا عنهما فتهلكوا . ثم أخذ بيد علي فرفعها حتى رؤى بياض آباطهما وعرفه القوم أجمعون ، فقال : أيها الناس من أولى الناس بالمؤمنين من أنفسهم ؟ قالوا : الله ورسوله أعلم . قال : إن الله مولاي وأنا مولى المؤمنين وأنا أولى بهم من أنفسهم ، فمن كنت مولاه فعلي مولاه ، يقولها ثلث مرات ، وفي لفظ احمد إمام الحنابلة : أربع مرات . ثم قال : اللهم وال من والاه ، وعاد من عاداه ، وأحب من أحبه ، وأبغض من أبغضه ، وانصر من نصره ، واخذل من خذله ، وأدر الحق معه حيث دار ، ألا فليبلغ الشاهد الغائب ، ثم لم يتفرقوا حتى نزل أمين وحي الله بقوله : {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمْ الإِسْلاَمَ دِينًا } المائدة3 فقال رسول الله صلى الله عليه وآله : الله اكبر على إكمال الدين ، وإتمام النعمة ، ورضى الرب برسالتي ، والولاية لعلي من بعدي . ثمُ طفق القوم يهنئون أمير المؤمنين صلوات الله عليه ، وممن هنأه في مقدم الصحابة : الشيخان أبو بكر وعمر كل يقول : بخ بخ لك يا بن أبي طالب أصبحت وأمسيت مولاي ومولى كل مؤمن ومؤمنة . وقال ابن عباس : وجبت والله في أعناق القوم . فقال حسان : ائذن لي يا رسول الله أن أقول في علي أبياتا تسمعهن ، فقال : قل على بركة الله ، فقام حسان فقال : يا معشر مشيخة قريش أتبعها قولي بشهادة من رسول الله في الولاية ماضية ثم قال : يُناديهم يوم الغديـر نبيهم ــ بخُمٍّ فاسـمِع بالرسـولِ مُناديا فقال فمن مولاكـم ونبيكم ــ فقالـوا ولم يبدوا هناك التعاميا إلهك مولانـا وأنـت نبينا ــ ولم تلق منا في الولاية عاصيا فقال له : قم يا علي فإننى ــ رضيتك من بعدي إماما وهاديا فمن كنت مولاه فهذا وليه ــ فكونـوا له أتباع صدق مواليا هناك دعا اللهم والِ وليه ــ وكـن للذي عـادا عليا معاديا هذا مجمل القول في واقعة الغدير وسيوافيك تفصيل ألفاظها ، وقد أصفقت الأمة على هذا ، وليست في العالم كله وعلى مستوى البسيط واقعة إسلامية غديرية غيرها ، ولو أطلق يومه فلا ينصرف إلا إليه ، وإن قيل محله فهو هذا المحل المعروف على أمَمٍ من الجُحفة ، ولم يعرف أحد من البحاثة والمنقبين سواه . ثم ذكر الأميني رحمه الله مقال في العناية بحديث الغدير : فذكر فيه اشتهار حديث الغدير واهتمام المؤمنين به ، وتناقله بين الرواة والمؤلفين على طول الزمان في مقال حق ، يذعن له كل منصف بأن ذلك اليوم الحاشد كان لتنصيب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام خليفة لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وجعله ولي وإمام علي المؤمنين بعده النبي الأكرم وهادي لهم للصراط المستقيم . فلذا رحمه الله أخذ يستقصي كل ما يناسب هذا البحث لبيان الحق في ولاية وإمامة أمير المؤمنين حتى كان الكتاب أحد عشر جزء ، وفي هذا الجزء من كتابه الغدير الموقر بعد ما سمعت : ذكر رحمه الله من رواة حديث الغدير من الصحابة : 110 مائة وعشرة صحابي ذاكراً لهم وللمصادر الذاكرة لأسمائهم . ثم ذكر رحمه الله من رواة حديث الغدير من التابعين : 84 أربعة وثمانون تابعي . ثم ذكر رحمه الله من طبقات الرواة من العلماء والحفاظ على ترتيب الوفيات من القرن الثاني حتى القرن الرابع عشر : 360 ثلاثمائة وستون راوي . ثم ذكر رحمه الله المؤلفون في حديث الغدير : 26 ستة وعشرون كتاب مؤلف ذاكراً لأسماء مؤلفيها . ثم ذكر المناشدة والإحتجاج بحديث الغدير الشريف : فذكر مناشدة الإمام علي عليه السلام في يوم الشورى وأيام عثمان ويوم الرحبة ويوم الجمل ويوم الركبان ويوم صفين ومن شهد له عليه السلام . كما ذكر رحمه الله مناشدة الصديقة فاطمة الزهراء والحسن والحسين وعبد الله بن جعفر وغيرهم ، ذاكر من شهد لهم وصدقهم من الصحابة والتابعين والحفاظ مع ذكر المصادر لرواة هذه المناشدات والاحتجاجات . ثم تعرض رحمه الله للآيات القرآنية المتعلقة بيوم الغدير وبيان إمامة أمير المؤمنين ، فذكر آية البلاغ وآية إكمال الدين وآية سأل سائل ودلالتها . ثم ذكر رحمه الله : لعيد الغدير في الإسلام ولمفاد حيث الغدير ودلالته لإمامة الإمام علي والقرآن الحافة به . وهذا وغيره كله في الجزء الأول من كتاب الغدير . هذا كله في الجزء الأول ثم أخذ رحمه الله يستقصي كل ما يؤيد ويبرهن على الإمام والولاية لوصي الرسول الأكرم وخليفته بالحق ويبين بطلان خلافة غيره ، فذكر الشعراء الذين ذكروا حديث الغدير وتعرض لذكر فضائل الإمام علي عليه السلام فشرح الشعر الذي يرد فيه مناقبه وفضائله فيستقصي مصادره وموارده ويدفع كل شبه حوله بأحسن بيان وأفضل أسلوب ، يمتع المنصف ويرتاح له المؤمنين ويطلب المزيد منه الباحث المدقق . فكان يغلب على الجزء الثاني إثبات فضائل ومناقب الإمام علي بالإضافة لما ذكر من الشعر والشعراء ، وكان يغلب على الجزء الثالث رد الشبهات والافتراء على المذهب الحق فرد أباطيل كثير من الكتب ، فمن أراد إثبات بحوث إثبات إمامة الإمام علي عليه السلام فعليه بالجزء الأول والثاني ، ومن أراد رد الأباطيل التي افتريت على المذهب فعليه بالجزء الثالث ، وإما من أراد بيان عدم استحقاق من غصب خلافة رسول الله مثل أبو بكر وعمر وعثمان ومعاوية ويريد أن يعرف حقيقة أخبارهم وأتباعهم فعليه بالجزء السادس فما بعده ، وإن كانت هذه البحوث لا تنفك عن بعضها والباحث المتتبع يود المعرفة لجميع أقسامها فإن بعض بحوثها متداخلة وتنفع في دعم البحوث الأخرى إلا أن الغالب هذا . تهذيب ‏الأحكام ج3ص143ب7ح1 . في تهذيب الأحكام :عن عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ الْعَبْدِيُّ قَالَ : سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ الصَّادِقَ عليه السلام يَقُولُ : صِيَامُ يَوْمِ غَدِيرِ خُمٍّ يَعْدِلُ صِيَامَ عُمُرِ الدُّنْيَا ، لَوْ عَاشَ إِنْسَانٌ ثُمَّ صَامَ مَا عَمَرَتِ الدُّنْيَا لَكَانَ لَهُ ثَوَابُ ذَلِكَ . وَ صِيَامُهُ : يَعْدِلُ عِنْدَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ ، فِي كُلِّ عَامٍ مِائَةَ حَجَّةٍ ، وَ مِائَةَ عُمْرَةٍ مَبْرُورَاتٍ مُتَقَبَّلَاتٍ ، وَ هُوَ عِيدُ اللَّهِ الْأَكْبَرُ . وَ مَا بَعَثَ : اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ نَبِيّاً قَطُّ ، إِلَّا وَ تَعَيَّدَ فِي هَذَا الْيَوْمِ ، وَ عَرَفَ حُرْمَتَهُ . وَ اسْمُهُ : فِي السَّمَاءِ يَوْمُ الْعَهْدِ الْمَعْهُودِ ، وَ فِي الْأَرْضِ يَوْمُ الْمِيثَاقِ الْمَأْخُوذِ ، وَ الْجَمْعِ الْمَشْهُودِ. مَنْ صَلَّى فِيهِ : رَكْعَتَيْنِ ، يَغْتَسِلُ عِنْدَ زَوَالِ الشَّمْسِ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَزُولَ ، مِقْدَارَ نِصْفِ سَاعَةٍ . يَسْأَلُ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ : يَقْرَأُ فِي كُلِّ رَكْعَةٍ، سُورَةَ الْحَمْدِ مَرَّةً ، وَ عَشْرَ مَرَّاتٍ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ، وَ عَشْرَ مَرَّاتٍ آيَةَ الْكُرْسِيِّ ، وَ عَشْرَ مَرَّاتٍ إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ . عَدَلَتْ : عِنْدَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ ، مِائَةَ أَلْفِ حَجَّةٍ ، وَ مِائَةَ أَلْفِ عُمْرَةٍ . وَ مَا سَأَلَ اللَّهَ : عَزَّ وَ جَلَّ حَاجَةً مِنْ حَوَائِجِ الدُّنْيَا ، وَ حَوَائِجِ الْآخِرَةِ ، إِلَّا قُضِيَتْ ، كَائِنَةً مَا كَانَتِ الْحَاجَةُ . وَ إِنْ فَاتَتْكَ الرَّكْعَتَانِ : وَ الدُّعَاءُ ، قَضَيْتَهُمَا بَعْدَ ذَلِكَ . وَ مَنْ فَطَّرَ فِيهِ مُؤْمِناً : كَانَ كَمَنْ أَطْعَمَ فِئَاماً وَ فِئَاماً وَ فِئَاماً ، فَلَمْ يَزَلْ يَعُدُّ إِلَى أَنْ عَقَدَ بِيَدِهِ عَشْراً ، ثُمَّ قَالَ : أَ تَدْرِي كَمِ الْفِئَامُ ، قُلْتُ : لَا ، قَالَ : مِائَةُ أَلْفٍ كُلُّ فِئَامٍ . كَانَ لَهُ : ثَوَابُ مَنْ أَطْعَمَ بِعَدَدِهَا مِنَ النَّبِيِّينَ ، وَ الصِّدِّيقِينَ وَ الشُّهَدَاءِ ، فِي حَرَمِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ ، وَ سَقَاهُمْ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ . وَ الدِّرْهَمُ فِيهِ بِأَلْفِ أَلْفِ دِرْهَمٍ ، قَالَ لَعَلَّكَ تَرَى أَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ خَلَقَ يَوْماً أَعْظَمَ حُرْمَةً مِنْهُ ، لَا وَ اللَّهِ لَا ، وَ اللَّهِ لَا ، وَ اللَّهِ . ثُمَّ قَالَ : وَ لْيَكُنْ مِنْ قَوْلِكُمْ إِذَا الْتَقَيْتُمْ : أَنْ تَقُولُوا : { الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَكْرَمَنَا بِهَذَا الْيَوْمِ ، وَ جَعَلَنَا مِنَ الْمُوفِينَ بِعَهْدِهِ إِلَيْنَا ، وَ مِيثَاقِهِ الَّذِي وَاثَقَنَا بِهِ ، مِنْ وَلَايَةِ وُلَاةِ أَمْرِهِ ، وَ الْقُوَّامِ بِقِسْطِهِ ، وَ لَمْ يَجْعَلْنَا مِنَ الْجَاحِدِينَ ، وَ الْمُكَذِّبِينَ بِيَوْمِ الدِّينِ } . ثُمَّ قَالَ : وَ لْيَكُنْ مِنْ دُعَائِكَ فِي دُبُرِ هَاتَيْنِ الرَّكْعَتَيْنِ ، أَنْ تَقُولَ : { رَبَّنا إِنَّنا سَمِعْنا مُنادِياً يُنادِي لِلْإِيمانِ أَنْ آمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا رَبَّنا فَاغْفِرْ لَنا ذُنُوبَنا وَ كَفِّرْ عَنَّا سَيِّئاتِنا وَ تَوَفَّنا مَعَ الْأَبْرارِ رَبَّنا وَ آتِنا ما وَعَدْتَنا عَلى‏ رُسُلِكَ وَ لا تُخْزِنا يَوْمَ الْقِيامَةِ إِنَّكَ لا تُخْلِفُ الْمِيعادَ } ثُمَّ تَقُولُ : بَعْدَ ذَلِكَ . وهذا موجز لبحوث أجزاء كتاب الغدير : وأما الجزء الثاني : وما بعده تعرض للشعر المروي في الغدير وأسماء الشعراء وترجمتهم وحياتهم ومصادر الشعر فبدأ بأمير المؤمنين عليه السلام ث م حسان بن ثابت وقيس بن سعد بن عباد الأنصاري ، وعمر بن العاص فذكر حياته بشيء من التفصيل ، ومحمد الحميري ، وأبو المستهل الكميت ، والسيد الحميري وذكر في شرح شعره حديث بدأ الدعوة وانذر عشيرتك الأقربين ، ثم ذكر الشاعر العبدي الكوفي ، وأبو تمام الطائي ، ودعبل الخزاعي ، وذكر في هذا الجزء بعض الآيات النازلة في شأن الإمام علي عليه السلام ضمن شرحه لشعر حسان بن ثابت . وأما الجزء الثالث فقد ذكر فيه من شعراء الغدير : أبو إسماعيل العلوي ، والوامق النصراني وذكر معه من مدح الإمام علي من النصارى ونقد فيه كتاب حياة محمد صلاة الله وسلامه عليه ، ثم ذكر الشاعر بن الرومي ، ثم الحماني الأفوه ، ثم زيد الشهيد وضمن شرح شعره وأبطل كل ما سطره بعض الكتب عن الشيعة ككتاب : العقد الفريد ففند ما ذكره من افتراءه على الرافضة من التهم كمحنة الرافضة واليهود وتحريف القرآن وغيرها ، وكذا أبطل ما افترى صاحب كتاب الفرق بين الفِرَق ، والفصل في الملل والنحل وأبطل ما فيه من الإشادة بعلم الشيخين ، وذكر أربعين حديثاً في علم الإمام علي عليه السلام ، وذكر وبين نزول سورة الدهر في أهل البيت عليهم السلام ، وتعرض لحديث المؤاخاة بين النبي والإمام علي فذكر خمسون حديث وحديث رد الشمس ، ثم تعرض لما ذكر ابن تيمية في كتابه منهاج السنة من الأباطيل ومن الافتراء وبين أصول الدين عند الإمامية وبين معنى الولاية وبين قذائفه على الشيعة وأبطلها وذكر مصادر حديث المؤاخاة وعدة أحاديث حول الإمام علي عليه السلام منها حديث سد الأبواب ، وكذا تعرض لأباطيل كتاب البداية والنهاية فذكر حديث الطير والحوض وأول من أسلم ، وأبطل افتراء كتبا محضرات تاريخ الأمم الإسلامية ومساواته لآل محمد صلاة الله عليه وآله بآل أبي سفيان ، وأبطل ما ذكره كتاب السنة والشيعة من فرية أبن سبأ وعزوه للتشيع إليه وفريته على كتب الشيعة ، ثم تعرض لكتاب الصراع بين الإسلام والوثنية وبين فساده ما نسبه للشيعة من الأباطيل الكثيرة كتعبدهم بالرقاع وتحريف القرآن والمتعة وافتراءهم على الشيعة كما ذكر كتب أخرى وزيف ما فيها من الفرية والتحريف . ثم ذكر في هذا الجزء من شعراء القرن الرابع : ابن طباطبا الأصفهاني وبن علوية الأصفهاني والمفجع وأبو القاسم الصنوبري والقاضي التنوخي وأبو القاسم الزاهي وأبو فراس الحمداني . وأما الجزء الرابع من كتاب الغدير بدأ بالشاعر : أبو الفتح كشاجم ، ثم الناشئ الصغير والبشنوي الكردي والصاحب بن عباد والجوهري الجرجاني وابن الحجاج البغدادي وأبو العباس الضبي وأبو الرقعمق الأنطاكي وأبو محمد العوني وأبن حماد العبدي وأبو الفرج الرازي وجعفر بن حسين . ومن شعراء القرن الخامس : أبو النجيب الطائي والشريف الرضي وأبو محمد الصوري ومهيار الديلمي والشريف الرضي وأبو علي الصير وأبو العلاء المعري والمؤيد في الدين والجبري المصري ، ومن القرن السادس : أبو الحسن الفنجكردي وأبن منير الطرابلسي ، والقاضي ابن قادوس ، والملك الصالح ، وابن العودي النيلي ، والقاضي الجليس ، وابن مكي النيلي ، والخطيب الخوارزمي ، والفقيه عمارة . وأما الجزء الخامس : فبدأ بالشاعر : السيد محمد الأقساسي وتعرض ضمن شرح شعره لحديث رد الشمس وصلاة ألف ركعة وعلم الأئمة وزيارة القبور عند السنة والشيعة والقبور التي يزورها الناس ، كما تعرض لسلسة الوضاعين والأحاديث الموضوعة . وبعدها ذكر الشاعر قطب الدين الراوندي ، وسبط ابن التعاويذي . وبعدهم ذكر شعراء القرن السابع : فذكر منهم مجد الدين بن جميل ،والشواء الكوفي الحلبي ، وكمال الدين الشافعي ، وأبو محمد المنصور بالله ، وأبو الحسين الجزار ، والقاضي نظام الدين ، وشمس الدين محفوظ ، وبهاء الدين الإربلي . وأما الجزء السادس فذكر فيه شعراء الغدير في القرن الثامن : فبدأ بالشاعر أبو محمد بن داود الحلي ، وجمال الدين الخلعي ، والسريجي الأوالي ، وصفي الدين الحلي ، والإمام الشيباني الشافعي ، وشمس الدين المالكي وضمن شرحه لشعره تعرض لحديث تزويج الله لفاطمة من علي وحديث أنا مدينة العلم وعلي باباها ، ثم ذكر نــوادر الأثــر في علم عمر فذكر له مائة رأي وحكم واجتهاد مخالف لحكم الله وابسط تعاليم الدين ، ثم تعرض لحديث الولاية والمنزلة وسبق إسلام علي عليه السلام وتكنيته بأبي تراب ، وختم الكتاب في شعر علاء الدين الحلي . وأما الجزء السابع فذكر فيه من الشعراء : بن العرندس الحلي ، وبن داغر الحلي ، والحافظ البرسي الحلي وتعرض ضمن شرحه لشعره لموضـوع الغـلـو وحقيقته ثم ذكر الغلو في أبي بكر وذكر طرف في علمه فعد قسم منها وبين مظاهر علمه وفهمه ومخالفته للحق وبين حقيقة شجاعته وعبادته وأخلاقه وثم ذكر أحاديث الغلو فيه وذكر منها ثمانية وعشرون حديث وأبطلها وبين فسادها ، كم ا تعرض لإيمان أبـو طالب وفضله ودفاعه عن الإسلام وما روي من الكلم الطيب عنه وفيه . وأما الجزء الثامن : فكان أوله استمرار لما ذكر من مناقب شريف الإسلام أبو طالب فتعرض أولاً لأبي طالب في الذكر الحكيم وتعرض لإحن القوم للوقيعة فيه وتزييفها ، ثم أعاد البحث في أحاديث الغلو في أبو بكر فأوصلها لسبعين حديث مـوضوع في شأنه وبين فسادها ومنها في ما ذكر في قصة الغار وزيف فضل أبو بكر فيها وغيرها ، ثم تعرض للغلو في فضائل عمر بن الخطاب وكرامات حكيت عـد منها أحد عشر فيبين بطلانها وفساد أصلها ، وهكذا ثم يتعرض للغـلـو في عثمان بن عفان وفساد رأيه واجتهاده والأحاديث الموضوعة فيه وعد منها اثنان وأربعون منها : قطائعه وأستأثر بني أمية ومروان بأموال المسلمين وكنزهم لها وتسييره لأبي بكر إلى الربذه ، ويختم هذا الجزء بمسك الكلام فيتحدث عن فضائل أبي ذر وسيرته رحمه الله ورأيه وما جني عليه . وأما الجزء التاسع : في هذا الجزء يستمر في ذكر الغلو في فضائل عثمان بن عفان فيذكر الفضيلة الثانية والأربعون فيذكر اعتداءه على بن مسعود وأهنته له ولعمار بين ياسر وكعب بن عبيده وغيرهم من كبار الصحابة من أجل إرضاء بني أمية فتحصل له من هذا النوع أكثر من خمسين فضيلة ، ثم يذكر الأحاديث الموضوعة في حق عثمان بن عفان فيتعدى الأربعين وذكر منها الحصار الأول والثاني لبيت عثمان وقتله فيه ، ويختم الكتاب فيتعرض لبعض الكتب وبيان ما فيها من الأباطيل والمناقضات ويلفت النضر للغلو في الأحاديث الموضوعة في الخلفاء الثلاثة وبالخصوص مناقب عثمان والمغالاة فيها . وأما الجزء العاشر : يستمر رحمه الله في بيان الغلو في مناقب الخلفاء الثلاثة ثم يذكر أخبار عبد الله بن عمر وآرائه ونوادره وإحياءه لأمر أبيه ، ثم يبدأ بذكر المغالاة في فضائل معاوية بن أبي سفيان ويضعه في ميـزان القضـاء ويذكر المغالاة فيـه وقسم كبير من مخازيه في ترك المسنون وارتكاب المحارم وبيعة يزيد واستلحاقه ابن زياد وكثير غيرها التي يبين فيها جنايته على الإسلام ، وحربه مع علي عليه السلام ومكره وحيلته وخداعه للمسلمين ، وبين بطلان اجتهاده ويبين معنى الإجماع والقياس والاجتهاد وشروطه ويختم هذا الجزء بها . وأما الجزء الحادي عشر : فيستمر رحمه الله في ذكر بحث معاوية في ميزان القضاء فيذكر صرفه المخزي مع سبطي الرسول الأكرم وصحبهم الكرام وتتبعه لقتل شيعة عليه عليه السلام ، ويذكر قسم من مناقب معاوية الموضوعة بالنقد والتحليل فيزيفها ، ثم يتعرض رحمه الله لقصص الخرافة والغلو الفاحش في فضائل الأولياء فيعد منها مائة منقبة وكرامة مخترعة وعجائب وغرائب موضوعة . ثم يبدأ رحمه الله في عد بقية الشعراء في القرن التاسع فيبدأ : بضياء الدين الهادي ، ثم الحسن آل أبي كريم ، ويذكر من شعراء القرن العاشر : الشيخ الكفعمي ، وعز الدين العاملي . ومن شعراء القرن الحادي عشر : ابن أبي شافين البحراني ، وزين الدين الحميدي ، وبهاء الملة والدين ، والحرفوشي العاملي ، وابن أبي الحسن العاملي ، والشيخ حسين الكركي ، والقاضي شرف الدين ، والسيد أبو علي الأنسي اليمني ، والسيد شهاب أبو معتوق الموسوي ، والسيد علي خان العشعشي ، والسيد ضياء اليمني ، والمولى محمد طاهر القمي ، والقاضي جمال الدين المكي ، وأبو محمد ابن الشيخ الصنعاني . ويذكر من شعراء القرن الثاني عشر : الشيخ محمد حر العاملي ، والشيخ أحمد البلادي ، وشمس الأدب اليمني ، والسيد علي خان المدني ، والشيخ عبد الرضا المقري الكاظمي ، وعلم الهدى محمد ، والشيخ علي العاملي ، والسيد مسيحا الفسوي ، وابن بشارة الغروي ، والشيخ إبراهيم البلادي ، والشيخ أبو محمد الشويكي ، والسيد حسين الرضوي ، والسيد بدر الدين اليمني . ـــــــــ المصباح ‏للكفعمي ص696ف9. و حيث وصلنا إلى هذا المقام فلنذكر قصيدة في مدح علي عليه السلام : للشيخ : تقى الدين ابراهيم بن علي العاملي الكفعمي المتوفى840 هجرى ، في قرية كفرعيما من منطقه جبل عامل . نذكر فيها من فضائله قليلا من كثير ، مع الإشارة فيها إلى يسير من أسماء يوم الغدير : هنيئا هنيئا ليوم الغدير و يوم النصوص و يوم السرور و يوم الكمال لدين الإله و إتمام نعمة رب غفور و يوم الدليل على المرتضى و يوم البيان لكشف الضمير و يوم الرشاد و إبداء ما تجن به مضمرات الصدور و يوم الأمان و يوم النجاة و يوم التعاطف و يوم الحبور و يوم الصلاة و يوم الزكاة و يوم الصيام و يوم الفطور و يوم العقود و يوم الشهود و يوم العهود لصنو البشر و يوم الطعام و يوم الشراب و يوم اللباس و يوم النحور و يوم تواصل أرحامكم و يوم العطاء و بر الفقير و يوم تفرج كرب الوصي بموت ابن عفان أهل الفجور و يوم لشيث و يوم لهود و يوم لإدريس ما من نكير و يوم نجاة النبي الخليل من النار ذات الوقود السعير و يوم الظهور على الساحرين و إغراق فرعون ماء البحور و يوم لموسى و عيسى معا و يوم سليمان من غير ضير و يوم الوصية للأنبياء على الأوصياء بكل الدهور و يوم انكشاف المقام الصراح و إيضاح برهان سر الأمور و يوم الجزاء و حط الآثام و يوم الميارة للمستمير و يوم البشارة يوم الدعاء و عيد الإله العلي الكبير و يوم البياض و نزع السواد و موقف عز خلا من نظير و يوم السباق و نفي الهموم و صفح الإله عن المستجير و يوم اشتمام أريج المسوك و عنبرها و أريج العبير و يوم مصافحة المؤمنين و يوم التخلص من كل ضير و يوم الدليل على الرائدين و محنة عبد و يوم الطهور و يوم انعتاق رقاب جنت من النار يا صاح ذات السعير و يوم الشروط و نشر النزاع و ترك الكبائر بعد الغرور و يوم النبي و يوم الوصي و يوم الأئمة من غير زور و يوم الخطابة من جبرئيل بمنبر عز على السرير و يوم الفلاح و يوم النجاح و يوم الصلاح لكل الأمور و يوم يكف يراع الإله من المؤمنين بنسخ الشرور و يوم التهاني و يوم الرضا و يوم استزادة رب شكور و يوم استراحة أهل الولاء و يوم تجارة أهل الأجور و يوم الزيارة للمؤمنين و يوم ابتسام ثنايا الثغور و يوم التودد للأولياء و إلباس إبليس ثوب الدحور و يوم انشراح أهيل الصلاح و حزن قلوب أهيل الفجور و يوم ارتغام أنوف العداء و يوم القبول و جبر الكسير و يوم العبادة يوم الوصول إلى رحمات العلي القدير و يوم السلام على المصطفى و عترته الأطهرين البدور و يوم الإمارة للمرتضى أبي الحسنين الإمام الأمير و يوم اشتراط ولاء الوصي على المؤمنين بيوم الغدير و يوم الولاية في عرضها على كل خلق السميع البصير و يوم الزيادة ما ينفقون بمائة ألف خلت من نظير و يوم المعارج في رفعها و أنباء فضل عظيم كبير فهذا الإمام عديم النظير و أنى يكون له من نظير و أين الصباب و أين السحاب و ليس الكواكب مثل البدور وهنئنا لكم على الولاية وشكرا لكم وبارك الله فيكم وجعل كل أيامكم أعيادا والعيد ليس من لبس الجديد بل من أمن الوعيد ولا يأمن الوعيد أحد إلا بمعرفة الله بصراط المنعم عليهم وأهل ولاية الله في ارضه فهنئا لكم معرف الحق في غرفة الحق وشكر الله سعيكم وبارك الله فيكم وأسأل الله أن يوفقنا وإياكم لثبات على دينه ولكم المايك أخي الآدمن وشكر الله سعيكم وسعي كل الموجودين والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته