الأولى : مختصر تأريخ حياة الإمام الحسين عليه السلام الثانية : ودعوته للمؤمنين في عرفه وبيان فضائلهم لأصحابه وأمره بالتبليغ عنه لتعريف هداهم الثالثة : وبعض محاورته لطاغية زمانه وشؤونه معه وبيان فضائل آله آل محمد صلى الله عليهم وسلم والرابعة : في شرح قصيدة ( أمنت بالحسين ) لمحمد حسين الجواهري رحمه الله الخامسة : في ثواب الشعر بذكر أحاديث شعراء مع الإمام الصادق عليه السلام والمحاضرة كانت على شكل مداخلات خمسة أحدهما تكمل الأخرى بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا الأكرم محمد وآله الطيبين الطاهرين ولعنة الله على أعدائهم إلى يوم الدين صلى الله عليك يا أبا عبد الله صلى الله عليك يا بن رسول الله ما خاب من تمسك بكم وأمن من لجئ إليكم يا ليتنا كنا معكم فنفوز فوزا عظيما عظم الله أجوركم وكل موالي بمصاب سيدنا وإمامنا وولينا وقدوتنا سيد شباب أهل الجنة الحسين وآله الكرام صلى الله عليهم وسلم فإنا لله وإنا إليه راجعون قال سليم : فكان فيما ناشدهم الحسين عليه السلام و ذكرهم أن قال : أنشدكم الله : أ تعلمون أن علي بن أبي طالب كان أخا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حين آخى بين أصحابه ، فآخى بينه و بين نفسه ، و قال : أنت أخي و أنا أخوك في الدنيا و الآخرة . قالوا : اللهم نعم . أعلام الورى ولد عليه السلام بالمدينة يوم الثلاثاء ، وقيل : يوم الخميس لثلاث خلون من شعبان ، سنة أربع من الهجرة ، وعاش سبعا وخمسين سنة وخمسة أشهر . كان مع رسول الله صلى الله عليه وآله سبع سنين . ومع أمير المؤمنين عليه السلام سبعا وثلاثين سنة . 30 ومع أخيه الحسن عليه السلام سبعا وأربعين سنة . 10 وكانت مدة خلافته عشر سنين وأشهرا . 10 بحار الأنوار ج40ب26ص200ح18. أمر الإمام الحسين بذكر فضائلهم ليعرف الحق وأهله : فلما كان قبل موت معاوية بسنة . حج الحسين بن علي عليهم السلام : و عبد الله بن عباس و عبد الله بن جعفر معه‏ ، فجمع الحسين عليه السلام بني هاشم رجالهم ونساءهم ومواليهم وشيعتهم من حج منهم ، ومن الأنصار ممن يعرفه الحسين عليه السلام وأهل بيته ، ثم أرسل رسلاً لا تدعو أحدا ممن حج العام من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم المعروفين بالصلاح والنسك إلا أجمعوهم لي . فاجتمع إليه بمنى : أكثر من سبعمائة رجل وهم في سرادقه عامتهم من التابعين ، ونحو من مائتي رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وآله و غيرهم. ‏ فقام فيهم الحسين عليه السلام خطيباً : فحمد الله و أثنى عليه ثم قال : أما بعد : فإن هذا الطاغية قد فعل بنا و بشيعتنا ما قد رأيتم و علمتم و شهدتهم ، و إني أريد أن أسألكم عن شيء ، فإن صدقت فصدقوني وإن كذبت فكذبوني ، أسألكم بحق الله عليكم و حق رسول الله و حق قرابتي من نبيكم ، لما سيرتم مقامي هذا و وصفتم مقالتي و دعوتم أجمعين في أنصاركم من قبائلكم من أمنتم من الناس و وثقتم به . فأدعوهم إلى ما تعلمون من حقنا ، فإني أتخوف أن يدرس هذا الأمر و يذهب الحق و يُغلب . و الله متم نوره ولو كره الكافرون . و ما ترك : شيئاً مما أنزل الله فيهم من القرآن إلا تلاه و فسره و لا شيئا مما قاله رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في أبيه وأخيه وأمه و في نفسه و أهل بيته إلا رواه . و كل ذلك يقول الصحابة : اللهم نعم قد سمعنا و شهدنا . و يقول التابعي : اللهم قد حدثني به من أصدقه وأئتمنه من الصحابة . فقال عليه السلام : أنشدكم الله إلا حدثتم به من تثقون به و بدينه . قال سليم : فكان فيما ناشدهم الحسين عليه السلام و ذكرهم أن قال : أنشدكم الله : أ تعلمون أن علي بن أبي طالب كان أخا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حين آخى بين أصحابه ، فآخى بينه و بين نفسه ، و قال : أنت أخي و أنا أخوك في الدنيا و الآخرة . قالوا : اللهم نعم . قال أنشدكم الله : هل تعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، اشترى موضع مسجده و منازله فابتناه ، ثم ابتنى فيه عشرة منازل تسعة له و جعل عاشرها في وسطها لأبي ، ثم سد كل باب شارع إلى المسجد غير بابه ، فتكلم في ذلك من تكلم . فقال صل الله عليه وآله : ما أنا سددت أبوابكم وفتحت بابه ولكن الله أمرني بسد أبوابكم وفتح بابه ، ثم نهى الناس أن يناموا في المسجد غيره ، وكان يجنب في المسجد ومنزله في منزل رسول الله صل الله عليه وآله ، فولد لرسول الله صل الله عليه وآله وله فيه أولاد . قالوا : اللهم نعم . قال : أ فتعلمون أن عمر بن الخطاب حرص على كوة قدر عينه يدعها من منزله إلى المسجد فأبى عليه ثم خطب صلى الله عليه وآله وسلم ، فقال : إن الله أمر موسى أن يبني مسجدا طاهرا لا يسكنه غيره و غير هارون و ابنيه ، وإن الله أمرني أن أبني مسجدا طاهرا لا يسكنه غيري و غير أخي و ابنيه . قالوا : اللهم نعم . قال أنشدكم الله : أ تعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم نصبه يوم غدير خم ، فنادى له بالولاية وقال ليبلغ الشاهد الغائب . قالوا : اللهم نعم . قال أنشدكم الله : أ تعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، قال له في غزوة تبوك : أنت مني بمنزلة هارون من موسى ، وأنت ولي كل مؤمن بعدي . قالوا : اللهم نعم . قال : أنشدكم الله أ تعلمون أن رسول الله صل الله عليه وآله حين دعا النصارى من أهل نجران إلى المباهلة لم يأت إلا به و بصاحبته و ابنيه . قالوا : اللهم نعم . قال أنشدكم الله : أ تعلمون أنه دفع إليه اللواء يوم خيبر ، ثم قال : لأدفعه إلى رجل يحبه الله ورسوله ويحب الله ورسوله كرار غير فرار يفتحها الله على يديه . قالوا : اللهم نعم . قال : أ تعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بعثه ببراءة ، وقال : لا يبلغ عني إلا أنا أو رجل مني . قالوا : اللهم نعم . قال : أ تعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لم تنزل به شدة قط إلا قدمه لها ثقة به ، وأنه لم يدعه باسمه قط إلا أن يقول يا أخي و ادعوا لي أخي . قالوا : اللهم نعم . قال : أ تعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قضى بينه و بين جعفر و زيد ، فقال له : يا علي أنت مني و أنا منك ، وأنت ولي كل مؤمن و مؤمنة بعدي . قالوا : اللهم نعم . قال : أ تعلمون أنه كانت له من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كل يوم خلوة ، و كل ليلة دخلة إذا سأله أعطاه و إذا سكت أبدأه . قالوا : اللهم نعم . قال : أ تعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فضله على جعفر و حمزة حين قال لفاطمة عليها السلام : زوجتك خير أهل بيتي أقدمهم سلما و أعظمهم حلما و أكثرهم علما . قالوا : اللهم نعم . قال : أ تعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وآله قال : أنا سيد ولد آدم ، و أخي علي سيد العرب ، و فاطمة سيدة نساء أهل الجنة ، و ابناي الحسن و الحسين سيدا شباب أهل الجنة . قالوا : اللهم نعم . قال : أ تعلمون أن رسول الله ص أمره بغسله و أخبره أن جبرائيل يعينه عليه . قالوا : اللهم نعم . قال : أ تعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال في آخر خطبة خطبها : أيها الناس‏ إني تركت فيكم الثقلين كتاب الله و أهل بيتي فتمسكوا بهما لن تضلوا . قالوا : اللهم نعم . فلم يدع شيئا أنزله الله في علي بن أبي طالب عليه السلام خاصة ، و في أهل بيته من القرآن ولا على لسان نبيه صل الله عليه وآله وسلم إلا ناشدهم فيه. فيقول : الصحابة اللهم نعم قد سمعنا . و يقول التابعي : اللهم قد حدثنيه من أثق به فلان و فلان . ثم ناشدهم‏ : أنهم قد سمعوه صل الله عليه وآله وسلم يقول : من زعم أنه يحبني و يبغض عليا فقد كذب ليس يحبني وهو يبغض عليا . فقال له قائل : يا رسول الله و كيف ذلك . قال : لأنه مني و أنا منه ، من أحبه فقد أحبني‏ ، و من أحبني فقد أحب الله ، و من أبغضه فقد أبغضني‏ ، و من أبغضني فقد أبغض الله . فقالوا : اللهم نعم قد سمعنا . و تفرقوا على ذلك ) . سليم ‏بن‏ قيس ص777ح26. كتاب سليم بن قيس تحقيق محمد باقر الأنصاري ص 320 ح5 . ـــــــــــــــــــــــ ـــــــــــ ،،،،،،،، الإمام عليه السلام يخطب فيبين فضلهم ويخزي معاوية : في الاحتجاج والمناقب لأبن شهر أشوب : عن موسى بن عقبة أنه قال : لقد قيل لمعاوية إن الناس قد رموا أبصارهم إلى الحسين ، فلو قد أمرته يصعد المنبر فيخطب فان فيه حصرا وفي لسانه كلالة . فقال لهم معاوية : قد ظننا ذلك بالحسن فلم يزل حتى عظم في أعين الناس وفضحنا ، فلم يزالوا به حتى قال للحسين عليه السلام : يا با عبد الله لو صعدت المنبر ، فخطبت . فصعد الحسين عليه السلام المنبر : فحمد الله وأثنى عليه ثم صلى على النبي صلى الله عليه وآله ، فسمع رجلا يقول : من هذا الذي يخطب ؟ فقال الحسين عليه السلام : نحن حزب الله الغالبون ، وعترة رسول الله الأقربون ، وأهل بيته الطيبون ، وأحد الثقلين الذين جعلنا رسول الله ثاني كتاب الله تبارك وتعالى الذي فيه تفصيل كل شيء لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ، والمعول علينا في تفسيره ولا يبطئنا تأويله ، بل نتبع حقائقه . فأطيعونا فان طاعتنا مفروضة ، إذ كانت بطاعة الله ورسوله مقرونة ، قال الله عز وجل : {أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ } النساء : 59 . وقال : { وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُوْلِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلاَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لاَتَّبَعْتُمْ الشَّيْطَانَ إِلاَّ قَلِيلاً } النساء : 83 . وأحذركم الإصغاء إلى هتوف الشيطان بكم ، فانه لكم عدو مبين فتكونوا كأوليائه الذين قال لهم : {لاَ غَالِبَ لَكُمْ الْيَوْمَ مِنْ النَّاسِ وَإِنِّي جَارٌ لَكُمْ فَلَمَّا تَرَاءَتِ الْفِئَتَانِ نَكَصَ عَلَى عَقِبَيْهِ وَقَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكُمْ } الأنفال48 . فتلقون للسيوف ضربا ، وللرماح وردا ، وللعمد حطما ، وللسهام غرضا ، ثم لا يقبل من نفس إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا . قال معاوية : حسبك يا با عبد الله فقد أبلغت . الاحتجاج : ص 153 واللفظ له ، مناقب آل أبى طالب ج 4 ص 67 . بيان : الضرب بالتحريك : المضروب . والورد بالتحريك أي ما ترد عليه الرماح ، وقد مر مثله في خطبة الحسن عليه السلام . بحار الأنوار ج40ب27ص205ح1 . ،، الإمام يكون سبب في إكرام أعرابي : دخل الحسين عليه السلام على معاوية وعنده أعرابي يسأله حاجة ، فأمسك وتشاغل بالحسين عليه السلام ، فقال الأعرابي لبعض من حضر : من هذا الذي دخل ؟ قالوا : الحسين بن علي فقال الأعرابي للحسين عليه السلام : أسألك يا ابن بنت رسول الله لما كلمته في حاجتي ، فكلمه الحسين عليه السلام في ذلك فقضى حاجته . فقال الأعرابي : أتيــت العبشمي فلــــم يجـــد لي إلـى أن هـزه ابن الرسول هو ابن المصطفى كرما وجودا ومن بطن المطهرة البتول وإن لهاشــم فضـــلا عليـكم كما فضل الربيع على المحول فقال معاوية ؟ يا أعرابي أعطيك وتمدحه ؟ فقال الأعرابي : يا معاوية أعطيتني من حقه ، وقضيت حاجتي بقوله . المناقب ج 4 ص 81 و 82 . بحار الأنوار ج40ب27ص210ح6, التوحيد ص374ب60ح19 . في التوحيد للصدوق : عن عمرو بن جميع ، عن جعفر بن محمد ، قال : حدثني أبي ، عن أبيه ، عن جده ع، قال : دخل الحسين بن علي ع على معاوية ، فقال له : ما حمل أباك على أن قتل أهل البصرة ، ثم دار عشيا في طرقهم في ثوبين ؟ فقال عليه السلام : حمله على ذلك علمه ، أن ما أصابه لم يكن ليخطئه ، و أن ما أخطأه لم يكن ليصيبه . قال : صدقت . وذكر المناقب عن العقد الفريد للأندلسي : دعا معاوية مروان بن الحكم فقال له : أشر علي في الحسين . فقال : أرى أن تخرجه معك إلى الشام ، وتقطعه عن أهل العراق ، وتقطعهم عنه . فقال : أردت والله أن تستريح منه ، وتبتليني به . فان صبرت عليه صبرت على ما أكره . وإن أسأت إليه قطعت رحمه ، فأقامه . وبعث إلى سعيد بن العاص . فقال له : يا أبا عثمان أشر علي في الحسين . فقال : إنك والله ما تخاف الحسين إلا على من بعدك . وإنك لتخلف له قرنا إن صارعه ليصرعنه وإن سابقه ليسبقنه فذر الحسين بمنبت النخلة ، يشرب الماء ، ويصعد في الهواء ، ولا يبلغ إلى السماء . المناقب ج 4 ص 81 و 82 . بيان : قوله : " يشرب الماء " الظاهر أنه صفة النخلة ، أي كما أن النخلة في تلك البلاد تشرب الماء وتصعد في الهواء وكلما صعدت لا تبلغ السماء ، فكذلك هو كلما تمنى طلب والرفعة ، لا يصل إلى شئ ، ويحتمل أن يكون الضمائر راجعة إليه صلوات الله عليه . بحار الأنوار ج40ب27ص210ح6 . مـاذا تـقولون إذ قـال النبي لكم مـاذا فـعلتم وانـتم آخـر الامم بـعترتي وبـأهلي بـعد مفتقدي مـنهم أسارى ومنهم ضرَّجوا بدم ما كان هذا جزائي إذ نصحت لكم أن تخلفوني بسوء في ذوي رحمي مـاذا تـقولون إن قال النبي لكم يوم الحساب وصدق القول مسموع خـذلتموا عـترتي او كـنتم غيبا والـحق عـند وليّ الأمر مجموع اسـلمتموهم بـأيدي الظالمين فما مـنكم لـه اليوم عند الله مشفوع ما كان عند غداة الطَّف إذ حضروا تـلك الـمنايا ولا عـنهنَّ مدفوع تتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتت ـــــــــــــــــــ مستدرك‏الوسائل ج : 10 ص : 312ح12072- 1 . عَنِ ابْنِ خَارِجَةَ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ : كُنَّا عِنْدَهُ فَذَكَرْنَا الْحُسَيْنَ بْنَ عَلِيٍّ عَلَيْهِ السَّلَامُ . وَ عَلَى قَاتِلِهِ لَعْنَةُ اللَّهِ . فَبَكَى أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام وَ بَكَيْنَا . قَالَ : ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ فَقَالَ : قَالَ : الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ ع : أَنَا قَتِيلُ الْعَبْرَةِ لَا يَذْكُرُنِي مُؤْمِنٌ إِلَّا بَكَى . مستدرك‏ الوسائل ج10ص318ب49ح12084- 13. عَنِ ابْنِ سِنَانٍ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ ع قَالَ نَظَرَ النَّبِيُّ ص إِلَى الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ ع وَ هُوَ مُقْبِلٌ فَأَجْلَسَهُ فِي حِجْرِهِ وَ قَالَ : إِنَّ لِقَتْلِ الْحُسَيْنِ حَرَارَةً فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لَا تَبْرُدُ أَبَداً . ثُمَّ قَالَ عليه السلام : بِأَبِي قَتِيلُ كُلِّ عَبْرَةٍ قِيلَ : وَ مَا قَتِيلُ كُلِّ عَبْرَةٍ يَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ ؟ قَالَ : لَا يَذْكُرُهُ مُؤْمِنٌ إِلَّا بَكَى . مستدرك‏الوسائل ج : 10 ص : 312ح12072- 1 . عَنِ ابْنِ خَارِجَةَ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ : كُنَّا عِنْدَهُ فَذَكَرْنَا الْحُسَيْنَ بْنَ عَلِيٍّ عَلَيْهِ السَّلَامُ ، وَ عَلَى قَاتِلِهِ لَعْنَةُ اللَّهِ . فَبَكَى أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام وَ بَكَيْنَا . قَالَ : ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ فَقَالَ قَالَ : الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ ع : أَنَا قَتِيلُ الْعَبْرَةِ لَا يَذْكُرُنِي مُؤْمِنٌ إِلَّا بَكَى . السَّلَامُ عَلَيْكَ : يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ، السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ . أَشْهَدُ : أَنَّكَ قَدْ أَقَمْتَ الصَّلَاةَ ، وَ آتَيْتَ الزَّكَاةَ ، وَ أَمَرْتَ بِالْمَعْرُوفِ ، وَ نَهَيْتَ عَنِ الْمُنْكَرِ . وَ دَعَوْتَ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَ الْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ . وَ أَشْهَدُ أَنَّ الَّذِينَ سَفَكُوا دَمَكَ وَ اسْتَحَلُّوا حُرْمَتَكَ . مَلْعُونُونَ مُعَذَّبُونَ عَلَى لِسَانِ دَاوُدَ وَ عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَ كَانُوا يَعْتَدُونَ . آمنت بالحسين فلقد حضر الشاعر الفذ محمد مهدي الجواهري أحد المجالس الحسينية بالعراق في حياته وعندما بدأ الخطيب بالقراءة استهل مجلسه بعينية الجواهري المعروفة ، فأخذت عيناه(الجواهري) تذرف الدمعة تلو الأخرى ولما فرغ الخطيب من القراءة سأل أحد الحاضرين الجواهري كيف أنك كتبت هذه القصيدة ورأيت تتأثر كثيرا حينما كان الخطيب يقرأها فرد عليه الجواهري ويقصد القصيدة : ( إنها زادي إلى الآخرة ) ، لذا فإن الشاعر يقول : شَـــمَمتُ ثَـــراكَ فهَبَّ النسيمُ نَـــسيمُ الكـــرامةِ مِــن بَلقَعِ وعَــفّرتُ خـدّي بحيثُ استراح خــدٌّ تــــفرَّي ولمْ يضرَعِ وحيــــثُ ســـنابِكُ خيلِ الطُغاةِ جــالتْ علـــيهِ ولم يَخشَـعِ وخِــلتُ وقـد طارتِ الذّكرياتُ بــــروحي إلــى عـالمٍ أرفـعِ وطُـفتُ بقــبرِكَ طَوفَ الخيالِ بِصَومَعَـــةِ المُـــلهِمِ المُبـدعِ كــــأنَّ يـداً مِن وراءِ الضّريـحِ حَمراءَ مَبْتُــورَةَ الإصبعِ تَـمُدُّ إلـى عَـالَمٍ بالخُنوعِ والضيمِ ذيِ شرفٍ مُترَعِ الخضوع ، الذل مترع: الاسراع الى الشر الإمتلاء تــخبّطَ فــي غايةٍ أطبَقَت علــى مُــذئِبٍ منهُ أو مُسبِـعِ لتُـــبدِلَ مِـــنهُ جديبَ الضمـيرِ بـــآخر مُـــعشوشِبٍ مُمـرِعِ ممرع (مرع) : المريع أي الخصيب وتـدفَعَ هَــذِي النفوسَ الصِّغارَ خَـوفاً إلــــى حـــرمٍ أمنَعِ وخير بـني الأم مـن هـاشـــم وخـيــر بني الأب مـن تبـع وخير الصحاب بخير الصدور كـانــوا وقـاءك و الأذرع فيا بــن البتـول وحسـبي بـها ضمـاناً على كـــل ما أدعي و يا بــن التي لم يضـــع مثلها كمثلك حمـلاً و لـم تــرضـع و يا بـن البـطـين بـلا بطنــــة ويا بن الفتى الحاسر الأنزع و يا غصــن هاشـم لـم ينفتــح بـــأزهر منـــك ولم يفـزع و يا واصــلاً من نشيد الخلـود ختـام القصيــدة مـن مطلـع يســير الورى بركاب الزمـان مـن مستقـــيم و مـن أضلـع وأنت تُسير ركـب الـخـلــود ما تـســتجد لـه يــتـبــع كذب الموت فالحسين مخلد *** كلما مر الزمان ذكره يتجدد كل أرض كربلاء كل يوم عاشوراء لم يمت إنما الحسين تولد ثورة صوتها المجيد تردد ذاك في كربلاء ليس بمرقد إنما عرش كبرياء تشيد تتتتتتتتتتتتتتــــــــــ ــــــــــــــــــــــــ ثواب إنشاد الشعر في الحسين وآهل البيت عليهم السلام مجلس شعر للصادق مع أبي عمارة وثواب الشعر : في أمالي الصدوق : عن أبي عمارة المنشد ، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : قال لي : يا أبا عمارة أنشدني ، في الحسين بن علي . قال : فأنشدته فبكى ثم أنشدته فبكى . قال : فو الله ما زلت أنشده ويبكي حتى سمعت البكاء من الدار . قال : فقال : يا باعمارة من أنشد في الحسين بن علي شعرا فأبكى خمسين فله الجنة ، ومن أنشد في الحسين شعرا فأبكى ثلاثين فله الجنة. ومن أنشد في الحسين شعرا فأبكى عشرين فله الجنة . ومن أنشد في الحسين شعرا فأبكى عشرة فله الجنة ومن أنشد في الحسين شعرا فأبكى واحدا فله الجنة . ومن أنشد في الحسين شعرا فبكى فله الجنة ، ومن أنشد في الحسين شعرا فتباكى فله الجنة . بحار الأنوار ج40ب34ص282ح15 عن أمالي الصدوق : المجلس 29 الرقم 6 ، ثواب الأعمال : ص 47 ، كامل الزيارات ص 105. مجلس شعر للصادق مع جمع من اصحابه وثواب الشعر : عن زيد الشحام ، قال : كنا عند أبي عبد الله ونحن جماعة من الكوفيين فدخل جعفر بن عفان على أبي عبد الله عليه السلام فقر به وأدناه ثم قال : يا جعفر . قال : لبيك ! جعلني الله فداك . قال : بلغني أنك تقول الشعر في الحسين وتجيد . فقال له : نعم جعلني الله فداك . قال : قل ! فأنشده صلى الله عليه فبكى ومن حوله ، حتى صارت الدموع على وجهه ولحيته . ثم قال : يا جعفر والله لقد شهدت ملائكة الله المقربون ههنا يسمعون قولك في الحسين عليه السلام ولقد بكوا كما بكينا وأكثر ، ولقد أوجب الله تعالى لك يا جعفر في ساعته ( ساعتك ) الجنة بأسرها ، وغفر الله لك . فقال : يا جعفر ألا أزيدك ؟ قال : نعم يا سيدي قال : ما من أحد قال في الحسين شعرا فبكى وأبكى به إلا أوجب الله له الجنة وغفر له . رجال الكشي ص 187 . ورواه في الوسائل ب 104 من أبواب المزار تحت الرقم 1 . عنون ابن داود في رجاله وقال : جعفر بن عثمان الطائي شاعر أهل البيت : ثم أشار إلى هذا الحديث المروى في الكشي ص 187 وقال : ممدوح . وعنونه في قاموس الرجال : جعفر بن عفان الطائي ، ثم بعد ما روى هذا الحديث عن الكشي قال : وروى الأغاني عن محمد بن يحيى بن أبى مرة التغلبي قال : مررت بجعفر بن عثمان الطائي يوما وهو على باب منزله ، فسلمت عليه فقال لي : مرحبا يا أخا تغلب اجلس ! فجلست ، فقال لي : أما تعجب من ابن أبي حفصة لعنه الله حيث يقول : أنى يكون وليس ذاك بكائن * لبنى البنات وراثة الاعمام فقلت : بلى والله أني لا تعجب منه وأكثر اللعن عليه فهل قلت في ذلك شيئا . فقال : نعم قلت : لم لا يكون وان ذاك لكائن ــ ــ لبنى البنات وراثة الأعمام للبنت نصف كامل من ماله ــ ــ والعم متروك بغير سهام ما للطليق وللتراث وإنما ــ ــ صلى الطليق مخافة الصمصام . بحار الأنوار ج40ب34ص282ح16. مجلس شعر للصادق مع بن غالب وثواب الشعر : في كامل الزيارات عن عبد الله بن غالب قال : دخلت على أبي عبد الله عليه السلام فأنشدته مرثية الحسين بن علي عليهما السلام فلما انتهيت إلى هذا الموضع : لبلية تسـقوا حسينا ــ ــ بمسقاة الثرى غير التراب صاحت باكية من وراء الستر : يا أبتاه . كامل الزيارات ص 105 عنه في بحار الأنوار ج40ب34ص286ح24 . مجلس شعر للصادق مع أبي هارون وثواب الشعر : عن أبي هارون المكفوف قال : قال لي أبو عبد الله عليه السلام : يا با هارون أنشدني في الحسين عليه السلام قال : فأنشدته قال : فقال لي : أنشدني كما تنشدون يعني بالرقة ، قال : فأنشدته [ شعر ] : امرر على جدث الحسين ــ ــ فقل لاعظمه الزكية قال : فبكى ثم قال : زدني ، فأنشدته القصيدة الأخرى ، قال : فبكى وسمعت البكاء من خلف الستر . قال : فلما فرغت قال : يا با هارون من أنشد في الحسين شعرا فبكى وأبكى عشرة كتبت له الجنة ، ومن أنشد في الحسين شعرا فبكى وأبكى خمسة كتبت لهم الجنة ، ومن أنشد في الحسين شعرا فبكى وأبكى واحدا كتبت لهما الجنة ، ومن ذكر الحسين عنده فخرج من عينيه من الدمع مقدار جناح ذباب كان ثوابه على الله عز وجل ، ولم يرض له بدون الجنة . ثواب الأعمال ص 47 . كامل الزيارات ص 100 و 104 . بيان : الرقة بالفتح بلدة على الفرات واسطة ديار ربيعة وآخر غربي بغداد وقرية أسفل منها بفرسخ ذكره الفيروز آبادي . ولعل المراد : رقة القلب وحالة الرثاء ، بحار الأنوار ج40ب34ص288ح258. عن أبي هارون المكفوف قال : دخلت على أبي عبد الله عليه السلام ، فقال لي : أنشدني ، فأنشدته . فقال : لا ، كما تنشدون وكما ترثيه عند قبره ، فأنشدته : امرر على جدث الحسين ــ ــ فقل أعظمه الزكية . قال : فلما بكى أمسكت أنا ، فقال : مر فمررت ، قال : ثم قال : زدني [ زدني ] قال : فأنشدته : يا مريم قومي واندبي مولاك ــ ــ وعلى الحسين فأسعدي ببكاك قال : فبكى وتهايج النساء قال : فلما أن سكتن قال لي : يا با هارون من أنشد في الحسين فأبكى عشرة [ فله الجنة ] ثم جعل ينتقص واحدا واحدا حتى بلغ الواحد . فقال : من أنشد في الحسين فأبكى واحدا فله الجنة ثم قال : من ذكره فبكى فله الجنة . كامل الزيارات ص 106 عنه بحار الأنوار ج40ب34ص287ح25 ، ونقله في الوسائل ب 104 من أبواب المزار تحت الرقم 6. اللهم إني أسألك باسمك الأعز الأجل الأكرم أعلى وبكل أسمائك الحسنى وبكل ما تستجيب به له لعبادك حين تدعى أن تصلي وتترحم وتبارك على محمد وآل محمد بأفضل وأنما صلاتك ورحمتك وبركاتك وأن تجعلنا اللهم معهم في الدنيا والآخرة في كل خير أعددته لهم ولشيعتهم الطيبين ويا ربنا العلي العظيم أسألك أن تقضي حوائج المحتاجين وتنصر عبادك المؤمنين ويا ربنا تقبل أعمالنا وأعمال الحاضرين وتولانا بما توليت به أولياءك الصادقين المخلصين وترحم على أمواتنا وشافي مرضنا وسهل أمورنا وجميع شيعة أمير المؤمنين وأنصر وأيد المسلمين وكفهم عنهم شر أعدائهم ومن يريد بهم سؤا ويكيدهم فإنك على كل شيء قدير 29 ذي الحجة 1428 إعداد وإلقاء خادم علوم آل محمد عليهم السلام الشيخ حسن الأنباري موسوعة صحف الطيبين http://www.msn313.com http://www.114.ir http://www.iriq.ir