الموضوع زواج النورين فاطمة وعلي صلى الله عليهم وسلم وبيان آيات الإمامة المختصة بهم وكيف أنه تفسر نتيجة هذا الزواج المبارك أعداد خادم علوم آل محمد عليهم السلام موسوعة صحف الطيبين حسن الأنباري http://www.msn313.com http://www.114.ir بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله الطيبين الطاهرين يوم الزواج يحتفون بوعده بيوم يجون هنون يجبون هدية نهنئ الأمّة الإسلامية ، ونبارك لجميع المؤمنين الطيبين ، والأحرار والمنصفين ، ونقدم أعطر التهاني لجميع الموالين وللعلماء وللمجتهدين ، وبالخصوص سيدي ومولاي إمام الحق وصاحب الزمان ، نور الله في أرضه وحجته على عباده ، الإمام الحجة بن الحسن العسكري ، عجل الله تعالى ظهوره ، وأقام دولة الإيمان والحق والعدل والأمان على يديه ، وجعلنا وإياكم من أنصاره وأعوانه . فهنيئا لكم يا أخوتي في الإيمان : حلول أجمل يوم من أيام الله سبحانه وتعالى ، وتجدد أحلى ذكرى بمناسبة ظهور نوره المشرق في أرضه بعد السماء ، وهو يوم الكرامة وكوثر الخير لحبيبه ونبيه المصطفى ، فنزف لكم أحل التبريك وأجمل التهاني بمناسبة زواج النورين سيد الأوصياء وأمير المؤمنين علي بن أبي طالب وبضعة رسول الله وكوثر خيره فاطمة الزهراء البتول المرضية صلى الله عليهم وسلم أجمعين ، أكرم مخلوقين لله في كل مراتب الوجود أعلاه وأرضه نازلين ، وأفضل وأعلى أهل كرامة من الله في التكوين ، وأحسنهم شأنا ملكوتا وأرضا وفي كل حين . فنزف لكم يا طيبين : أحلى التهاني وأجمل التَبريكات بحلول هذه الأيام السعيدة ، لذكرى اجتماع النورين حبيبة المصطفى وحليلة المرتضى سيدة النساء ، وأئمة الأئمة الطاهرين الطيبين المعصومين بالمرتضى الأمين وسيد الوصيين علي بن أبي طالب أبو الأئمة أجمعين إلى يوم الدين ، وصلى الله عليهم وسلم أجمعين . ويا موالين زاد الله أفراحكم بحب آل محمد وخسئ أعدائكم : ويا طيبين : نبارك لكم حب النبي وأفراحكم لفرحهم : و جعل الله نوره يزهر في قلوبكم لحبكم النبي وآله والإقتداء بهم والسرور بأيام فرحهم نور الله قلوبكم بالصلاة على النبي وآله وأفرحكم بنصر الحق من دين فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها : وملخص عمره الشريف الذي يساوي عبادة الثقلين : ـ( 10 ) قبل النبوة ، و (13) بعد النبوة بمكة ، و (10) بالمدينة ، و (30) بعد النبي (ص) . وعلى هذا يقتضي أن يكون عمر الإمام عليه السلام : ثلاث وستين سنه وبذلك ساوى الله سني عمره بسني عمر النبي صلى الله عليه وآله وسلم . وعمره خمسة عشرون مثل رسول الله حين تزوج خديجة عمره 25 المناقب ج3 ص356. ولدت فاطمة : بمكة بعد النبوة بخمس سنين و بعد الإسراء بثلاث سنين في العشرين من جمادى الآخرة . وأقامت فاطمة مع أبيها بمكة ثماني سنين ، ثم هاجرت معه إلى المدينة ، فزوجها من علي بعد مقدمها المدينة بسنتين أول يوم من ذي الحجة . المناقب ج3 ص356. وقيل : كان زواجها في يوم الثلاثاء لست خلون من ذي الحجة بعد بدر . المناقب ج3 ص356. و قبض النبي صلى الله عليه وآله وسلم : ولفاطمة عليها السلام يومئذ ثماني عشرة سنة و سبعة أشهر ، و عاشت بعده اثنان و سبعون يوما ، و يقال : خمسة و سبعون يوما ، و قيل أربعة أشهر المناقب ج3 ص356. و قال القرباني : قد قيل : توفيت بعد أبيها بأربعين يوما ، و هو أصح . و ولدت فاطمة الحسن : و لها اثنتا عشرة سنة ، و توفيت ليلة الأحد لثلاث عشرة ليلة خلت من شهر ربيع الآخر سنة إحدى عشرة من الهجرة ، و مشهدها بالبقيع ، و قالوا : إنها دفنت في بيتها ، و قالوا : قبرها بين قبر رسول الله و بين منبره . المناقب ج3 ص356. و كنى فاطمة : أم الحسن و أم الحسين و أم المحسن و أم الأئمة و أم أبيها. المناقب ج3 ص356. وأسماؤها على ما ذكره أبو جعفر القمي : فاطمة ، البتول ، الحصان ، الحرة ، السيدة ، العذراء ، الزهراء ، الحوراء ، المباركة ، الطاهرة ، الزكية ، الراضية ، المرضية ، المحدثة ، مريم ، الكبرى ، الصديقة الكبرى . ادلة الإمامة بزواج النورين بحارالأنوار ج : 43 ص : 106ح22 المناقب لابن شهرآشوب‏. عن ابْنُ عَبَّاسٍ وَ ابْنُ مَسْعودٍ وَ جَابِرٌ وَ الْبَرَاءُ وَ أَنَسٌ وَ أُمُّ سَلَمَةَ وَ السُّدِّيُّ وَ ابْنُ سِيرِينَ وَ الْبَاقِرُ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى : { وَ هُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْماءِ بَشَراً فَجَعَلَهُ نَسَباً وَ صِهْراً } قَالُوا : هُوَ مُحَمَّدٌ وَ عَلِيٌّ وَ الْحَسَنُ وَ الْحُسَيْنُ ع ، وَ كانَ رَبُّكَ قَدِيراً الْقَائِمُ فِي آخِرِ الزَّمَانِ لِأَنَّهُ لَمْ يَجْتَمِعْ نَسَبٌ وَ سَبَبٌ فِي الصَّحَابَةِ وَ الْقَرَابَةِ إِلَّا لَهُ فَلِأَجْلِ ذَلِكَ اسْتَحَقَّ الْمِيرَاثَ بِالنَّسَبِ وَ السَّبَبِ وَ فِي رِوَايَةٍ الْبَشَرُ الرَّسُولُ وَ النَّسَبُ فَاطِمَةُ وَ الصِّهْرُ عَلِيٌّ ع بحارالأنوار ج43 ص106ح21 الخرائج و الجرائح‏ عُوتِبَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وآله فِي أَمْرِ فَاطِمَةَ فَقَالَ : لَوْ لَمْ يَخْلُقِ اللَّهُ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ مَا كَانَ لِفَاطِمَةَ كُفْوٌ . وَ فِي خَبَرٍ لَوْلَاكَ لَمَّا كَانَ لَهَا كُفْوٌ عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ وعرفنا نص الحديث السابق وَ قَالُوا : تَزَوَّجَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وآله وسلم مِنَ الشَّيْخَيْنِ ، وَ زَوَّجَ مِنْ عُثْمَانَ بِنْتَيْنِ . قُلْنَا : التَّزْوِيجُ لَا يَدُلُّ عَلَى الْفَضْلِ ، وَ إِنَّمَا هُوَ مَبْنِيٌّ عَلَى إِظْهَارِ الشَّهَادَتَيْنِ . ثُمَّ إِنَّهُ صلى الله عليه وآله وسلم تَزَوَّجَ فِي جَمَاعَةٍ . وَ أَمَّا عُثْمَانُ : فَفِي زَوَاجِهِ خِلَافٌ كَثِيرٌ ، وَ أَنَّهُ كَانَ زَوَّجَهُمَا مِنْ كَافِرَيْنِ قَبْلَهُ ، وَ لَيْسَتْ حُكْمُ فَاطِمَةَ مِثْلَ ذَلِكَ . لِأَنَّهَا عليها السلام : وَلِيدَةُ الْإِسْلَامِ ، وَ مِنْ أَهْلِ الْعَبَاءِ ، وَ الْمُبَاهَلَةِ ، وَ الْمُهَاجَرَةِ فِي أَصْعَبِ وَقْتٍ ، وَ وَرَدَ فِيهَا آيَةُ التَّطْهِيرِ ، وَ افْتَخَرَ جَبْرَئِيلُ بِكَوْنِهِ مِنْهُمْ . وَ شَهِدَ اللَّهُ لَهُمْ بِالصِّدْقِ ، وَ لَهَا أُمُومَةُ الْأَئِمَّةِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ . وَ مِنْهَا : الْحَسَنُ وَ الْحُسَيْنُ وَ عَقِبُ الرَّسُولِ . وَ هِيَ : سَيِّدَةُ نِسَاءِ الْعَالَمِينَ ، وَ زَوْجُهَا مِنْ أَصْلِهَا ، وَ لَيْسَ بِأَجْنَبِيٍّ . وَ أَمَّا الشَّيْخَانِ : فَقَدْ تَوَسَّلَا إِلَى النَّبِيِّ ص بِذَلِكَ ، وَ أَمَّا عَلِيٌّ فَتَوَّسَلَ النَّبِيُّ ص إِلَيْهِ بَعْدَ مَا رَدَّ خِطْبَتَهُمَا . وَ الْعَاقِدُ : بَيْنَهُمَا هُوَ اللَّهُ تَعَالَى ، وَ الْقَابِلُ جَبْرَئِيلُ، وَ الْخَاطِبُ رَاحِيلُ ، وَ الشُّهُودُ حَمَلَةُ الْعَرْشِ ، وَ صَاحِبُ النِّثَارِ رِضْوَانُ ، وَ طَبَقُ النِّثَارِ شَجَرَةُ طُوبَى ، وَ النِّثَارُ الدُّرُّ وَ الْيَاقُوتُ وَ الْمَرْجَانُ . وَ الرَّسُولُ هُوَ الْمَشَّاطَةُ ، وَ أَسْمَاءُ صَاحِبَةُ الْحَجَلَةِ ، وَ وَلِيدُ هَذَا النِّكَاحِ الْأَئِمَّةُ عليه السلام . وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا (الفرقان74) أُوْلَئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِمَا صَبَرُوا وَيُلَقَّوْنَ فِيهَا تَحِيَّةً وَسَلَامًا (الفرقان75) خَالِدِينَ فِيهَا حَسُنَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا (الفرقان76) قُلْ مَا يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي لَوْلَا دُعَاؤُكُمْ فَقَدْ كَذَّبْتُمْ فَسَوْفَ يَكُونُ لِزَامًا (الفرقان77) عَنْ أَبِي هَارُونَ الْعَبْدِيِّ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ فِي قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ رَبَّنا هَبْ لَنا مِنْ أَزْواجِنا وَ ذُرِّيَّاتِنا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَ اجْعَلْنا لِلْمُتَّقِينَ إِماماً قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص لِجَبْرَئِيلَ مِنْ أَزْواجِنا قَالَ خَدِيجَةُ قَالَ وَ ذُرِّيَّاتِنا قَالَ فَاطِمَةُ قَالَ قُرَّةَ أَعْيُنٍ قَالَ الْحَسَنُ وَ الْحُسَيْنُ قَالَ وَ اجْعَلْنا لِلْمُتَّقِينَ إِماماً قَالَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ أَجْمَعِينَ يَوْمَ نَدْعُو كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ فَمَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَأُوْلَئِكَ يَقْرَؤُونَ كِتَابَهُمْ وَلاَ يُظْلَمُونَ فَتِيلاً (الإسراء71) وَمَن كَانَ فِي هَذِهِ أَعْمَى فَهُوَ فِي الآخِرَةِ أَعْمَى وَأَضَلُّ سَبِيلاً (الإسراء72) وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْمَاء بَشَرًا فَجَعَلَهُ نَسَبًا وَصِهْرًا وَكَانَ رَبُّكَ قَدِيرًا (الفرقان54) وَيَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنفَعُهُمْ وَلَا يَضُرُّهُمْ وَكَانَ الْكَافِرُ عَلَى رَبِّهِ ظَهِيرًا (الفرقان55) وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا مُبَشِّرًا وَنَذِيرًا (الفرقان56) قُلْ مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِلَّا مَن شَاء أَن يَتَّخِذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِيلًا (الفرقان57) قُلْ مَا سَأَلْتُكُم مِّنْ أَجْرٍ فَهُوَ لَكُمْ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى اللَّهِ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (سبأ47) قُلْ إِنَّ رَبِّي يَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَّامُ الْغُيُوبِ (سبأ48) قُلْ جَاء الْحَقُّ وَمَا يُبْدِئُ الْبَاطِلُ وَمَا يُعِيدُ (سبأ49) ذَلِكَ الَّذِي يُبَشِّرُ اللَّهُ عِبَادَهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى وَمَن يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَّزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْنًا إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ شَكُورٌ (الشورى23) أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا فَإِن يَشَأِ اللَّهُ يَخْتِمْ عَلَى قَلْبِكَ وَيَمْحُ اللَّهُ الْبَاطِلَ وَيُحِقُّ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ (الشورى24) فَمَنْ حَآجَّكَ فِيهِ مِن بَعْدِ مَا جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْاْ نَدْعُ أَبْنَاءنَا وَأَبْنَاءكُمْ وَنِسَاءنَا وَنِسَاءكُمْ وَأَنفُسَنَا وأَنفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَل لَّعْنَةُ اللّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ (آل عمران61) إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْقَصَصُ الْحَقُّ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلاَّ اللّهُ وَإِنَّ اللّهَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (آل عمران62) بنات النبي ما كو لهن ولا لزوجاتهن آية التطهير مباهلة كوثر الخير والنسل آيات الشهادة والإمامة سورة الدهر ( الإنسان ) سورة انا أنزلنا يفرق كل أمر حكيم هو بس زواج ابْنُ شَاهِينٍ الْمَرْوَزِيُّ فِي كِتَابِ فَضَائِلِ فَاطِمَةَ ع بِإِسْنَادِهِ عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ وَاقِدٍ عَنْ أَبِي بُرَيْدَةَ عَنْ أَبِيهِ وَ الْبَلاذُرِيُّ فِي التَّارِيخِ بِأَسَانِيدِهِ : أَنَّ أَبَا بَكْرٍ خَطَبَ إِلَى النَّبِيِّ ص فَاطِمَةَ ع فَقَالَ : أَنْتَظِرُ لَهَا الْقَضَاءَ . ثُمَّ خَطَبَ إِلَيْهِ عُمَرُ فَقَالَ : أَنْتَظِرُ لَهَا الْقَضَاءَ الْخَبَرَ تَارِيخَيِ الْخَطِيبِ وَ الْبَلَاذُرِيِّ وَ حِلْيَةِ أَبِي نُعَيْمٍ وَ إِبَانَةِ الْعُكْبَرِيِّ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنِ الثَّوْرِيِّ عَنْ عَلْقَمَةَ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ : أَصَابَ فَاطِمَةَ صَبِيحَةَ يَوْمِ الْعُرْسِ رِعْدَةٌ . فَقَالَ لَهَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وآله وسلم : يَا فَاطِمَةُ : زَوَّجْتُكِ سَيِّداً فِي الدُّنْيَا ، وَ إِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لِمِنَ الصَّالِحِينَ . يَا فَاطِمَةُ : لَمَّا أَرَادَ اللَّهُ تَعَالَى أَنْ أُمْلِكَكِ [يُمْلِكَكِ‏] بِعَلِيٍّ ، أَمَرَ اللَّهُ تَعَالَى جَبْرَئِيلَ فَقَامَ فِي السَّمَاءِ الرَّابِعَةِ ، فَصَفَّ الْمَلَائِكَةَ صُفُوفاً ، ثُمَّ خَطَبَ عَلَيْهِمْ ، فَزَوَّجَكِ مِنْ عَلِيٍّ . ثُمَّ أَمَرَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ : شَجَرَ الْجِنَانِ ، فَحَمَلَتِ الْحُلِيَّ وَ الْحُلَلَ ، ثُمَّ أَمَرَهَا فَنَثَرَتْهُ عَلَى الْمَلَائِكَةِ ، فَمَنْ أَخَذَ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَيْئاً أَكْثَرَ مِمَّا أَخَذَ غَيْرُهُ ، افْتَخَرَ بِهِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ . قَالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ : لَقَدْ كَانَتْ فَاطِمَةُ ع تَفْتَخِرُ عَلَى النِّسَاءِ لِأَنَّهَا مَنْ خَطَبَ عَلَيْهَا جَبْرَئِيلُ ع ، وَ قَدِ اشْتَهَرَ فِي الصِّحَاحِ بِالْأَسَانِيدِ عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ع وَ ابْنِ عَبَّاسٍ وَ ابْنِ مَسْعودٍ وَ جَابِرٍ الْأَنْصَارِيِّ وَ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ وَ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ وَ أُمِّ سَلَمَةَ بِأَلْفَاظٍ مُخْتَلِفَةٍ وَ معاني [مَعَانٍ‏] مُتَّفِقَةٍ : أَنَّ أَبَا بَكْرٍ وَ عُمَرَ خَطَبَا إِلَى النَّبِيِّ ص فَاطِمَةَ مَرَّةً بَعْدَ أُخْرَى فَرَدَّهُمَا وَ رَوَى أَحْمَدُ فِي الْفَضَائِلِ عَنْ بُرَيْدَةَ أَنَّ أَبَا بَكْرٍ وَ عُمَرَ خَطَبَا إِلَى النَّبِيِّ ص فَاطِمَةَ فَقَالَ إِنَّهَا صَغِيرَةٌ وَ رَوَى ابْنُ بَطَّةَ فِي الْإِبَانَةِ أَنَّهُ خَطَبَهَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ فَلَمْ يُجِبْهُ وَ فِي رِوَايَةِ غَيْرِهِ أَنَّهُ قَالَ بِكَذَا مِنَ الْمَهْرِ فَغَضِبَ ص وَ مَدَّ يَدَهُ إِلَى حَصًى فَرَفَعَهَا فَسَبَّحَتْ فِي يَدِهِ فَجَعَلَهَا فِي ذَيْلِهِ فَصَارَتْ دُرّاً وَ مَرْجَاناً يُعَرِّضُ بِهِ جَوَابَ الْمَهْرِ . وَ لَمَّا خَطَبَ عَلِيٌّ ع قَالَ سَمِعْتُكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ تَقُولُ كُلُّ سَبَبٍ وَ نَسَبٍ مُنْقَطِعٌ إِلَّا سَبَبِي وَ نَسَبِي . فَقَالَ النَّبِيُّ ص أَمَّا السَّبَبُ فَقَدْ سَبَّبَ اللَّهُ . وَ أَمَّا النَّسَبُ فَقَدْ قَرَّبَ اللَّهُ . وَ هَشَّ وَ بَشَّ فِي وَجْهِهِ . وَ قَالَ أَ لَكَ شَيْ‏ءٌ أُزَوِّجُكَ مِنْهَا . فَقَالَ لَا يَخْفَى عَلَيْكَ حَالِي إِنَّ لِي فَرَساً وَ بَغْلًا وَ سَيْفاً وَ دِرْعاً فَقَالَ بِعِ الدِّرْعَ وَ رُوِيَ أَنَّهُ أَتَى سَلْمَانُ إِلَيْهِ وَ قَالَ أَجِبْ رَسُولَ اللَّهِ ص فَلَمَّا دَخَلَ عَلَيْهِ‏ قَالَ : أَبْشِرْ يَا عَلِيُّ ، فَإِنَّ اللَّهَ قَدْ زَوَّجَكَ بِهَا فِي السَّمَاءِ قَبْلَ أَنْ أُزَوِّجَكَهَا فِي الْأَرْضِ ، وَ لَقَدْ أَتَانِي مَلَكٌ ، وَ قَالَ أَبْشِرْ يَا مُحَمَّدُ بِاجْتِمَاعِ الشَّمْلِ ، وَ طَهَارَةِ النَّسْلِ . قُلْتُ : وَ مَا اسْمُكَ قَالَ نَسْطَائِيلُ ، مِنْ مُوَكَّلِي قَوَائِمِ الْعَرْشِ ، سَأَلْتُ اللَّهَ هَذِهِ الْبِشَارَةَ وَ جَبْرَئِيلُ عَلَى أَثَرِي أَبُو بُرَيْدَةَ عَنْ أَبِيهِ أَنَّ عَلِيّاً ع خَطَبَ فَاطِمَةَ فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ ص مَرْحَباً وَ أَهْلًا . فَقِيلَ لِعَلِيٍّ : يَكْفِيكَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ ص إِحْدَاهُمَا أَعْطَاكَ الْأَهْلَ وَ أَعْطَاكَ الرَّحْبَ وعن ابْنُ بَطَّةَ وَ ابْنُ الْمُؤَذِّنِ وَ السَّمْعَانِيُّ فِي كُتُبِهِمْ بِالْإِسْنَادِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ وَ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَا بَيْنَمَا رَسُولُ اللَّهِ ص جَالِسٌ إِذْ جَاءَ عَلِيٌّ فَقَالَ : يَا عَلِيُّ مَا جَاءَ بِكَ قَالَ جِئْتُ أُسَلِّمُ عَلَيْكَ قَالَ : هَذَا جَبْرَئِيلُ يُخْبِرُنِي أَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ زَوَّجَكَ فَاطِمَةَ وَ أَشْهَدَ عَلَى تَزْوِيجِهَا أَرْبَعِينَ أَلْفَ مَلَكٍ وَ أَوْحَى اللَّهُ إِلَى شَجَرَةِ طُوبَى أَنِ انْثُرِي عَلَيْهِمُ الدُّرِّ وَ الْيَاقُوتَ فَنَثَرَتْ عَلَيْهِمُ الدُّرَّ وَ الْيَاقُوتَ فَابْتَدَرْنَ إِلَيْهِ الْحُورُ الْعِينُ يَلْتَقِطْنَ فِي أَطْبَاقِ الدُّرِّ وَ الْيَاقُوتِ وَ هُنَّ يَتَهَادَيْنَهُ بَيْنَهُنَّ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَ كَانُوا يَتَهَادَوْنَ وَ يَقُولُونَ هَذِهِ تُحْفَةُ خَيْرِ النِّسَاءِ وَ فِي رِوَايَةِ ابْنِ بَطَّةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ فَمَنْ أَخَذَ مِنْهُ يَوْمَئِذٍ شَيْئاً أَكْثَرَ مِمَّا أَخَذَ صَاحِبُهُ أَوْ أَحْسَنَ افْتَخَرَ بِهِ عَلَى صَاحِبِهِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ابْنُ مَرْدَوَيْهِ فِي كِتَابِهِ بِإِسْنَادِهِ عَنْ عَلْقَمَةَ قَالَ لَمَّا تَزَوَّجَ عَلِيٌّ فَاطِمَةَ تَنَاثَرَ ثِمَارُ الْجَنَّةِ عَلَى الْمَلَائِكَةِ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بِإِسْنَادِهِ إِلَى أُمِّ أَيْمَنَ فِي خَبَرٍ طَوِيلٍ عَنِ النَّبِيِّ ص وَ عَقَدَ جَبْرَئِيلُ وَ مِيكَائِيلُ فِي السَّمَاءِ نِكَاحَ عَلِيٍّ وَ فَاطِمَةَ فَكَانَ جَبْرَئِيلُ الْمُتَكَلِّمَ عَنْ عَلِيٍّ وَ مِيكَائِيلُ الرَّادَّ عَنِّي وَ فِي حَدِيثِ خَبَّابِ بْنِ الْأَرَتِّ أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى أَوْحَى إِلَى جَبْرَئِيلَ زَوِّجِ النُّورَ مِنَ النُّورِ وَ كَانَ الْوَلِيُّ اللَّهَ وَ الْخَطِيبُ جَبْرَئِيلَ وَ الْمُنَادِي مِيكَائِيلَ وَ الدَّاعِي إِسْرَافِيلَ وَ النَّاثِرُ عِزْرَائِيلَ وَ الشُّهُودُ مَلَائِكَةَ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرَضِينَ ثُمَّ أَوْحَى إِلَى‏ شَجَرَةِ طُوبَى أَنِ انْثُرِي مَا عَلَيْكِ فَنَثَرَتِ الدُّرَّ الْأَبْيَضَ وَ الْيَاقُوتَ الْأَحْمَرَ وَ الزَّبَرْجَدَ الْأَخْضَرَ وَ اللُّؤْلُؤَ الرَّطْبَ فَبَادَرْنَ الْحُورُ الْعِينُ يَلْتَقِطْنَ وَ يَهْدِينَ بَعْضُهُنَّ إِلَى بَعْضٍ الصَّادِقُ ع فِي خَبَرٍ أَنَّهُ دَعَاهُ رَسُولُ اللَّهِ ص وَ قَالَ أَبْشِرْ يَا عَلِيُّ فَإِنَّ اللَّهَ قَدْ كَفَانِي مَا كَانَ هَمَّنِي مِنْ تَزْوِيجِكَ الخطبة بحارالأنوار ج : 43 ص : 94ح4 . في الأمالي للشيخ الطوسي عن الْمُفِيدُ بسنده عَنْ الضَّحَّاكِ بْنِ مُزَاحِمٍ قَالَ : سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ عليه السلام يَقُولُ : أَتَانِي أَبُو بَكْرٍ وَ عُمَرُ فَقَالَا : لَوْ أَتَيْتَ رَسُولَ اللَّهِ ص فَذَكَرْتَ لَهُ فَاطِمَةَ . قَالَ " فَأَتَيْتُهُ فَلَمَّا رَآنِي رَسُولُ اللَّهِ ص ضَحِكَ ، ثُمَّ قَالَ : مَا جَاءَ بِكَ يَا أَبَا الْحَسَنِ حَاجَتُكَ ؟ قَالَ : فَذَكَرْتُ لَهُ قَرَابَتِي وَ قِدَمِي فِي الْإِسْلَامِ وَ نُصْرَتِي لَهُ وَ جِهَادِي . فَقَالَ : يَا عَلِيُّ صَدَقْتَ ، فَأَنْتَ أَفْضَلُ مِمَّا تَذْكُرُ . فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ فَاطِمَةُ تُزَوِّجُنِيهَا . فَقَالَ: يَا عَلِيُّ إِنَّهُ قَدْ ذَكَرَهَا قَبْلَكَ رِجَالٌ ، فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لَهَا ، فَرَأَيْتُ الْكَرَاهَةَ فِي وَجْهِهَا . وَ لَكِنْ عَلَى رِسْلِكَ : حَتَّى أَخْرُجَ إِلَيْكَ ، فَدَخَلَ عَلَيْهَا فَقَامَتْ ، فَأَخَذَتْ رِدَاءَهُ ، وَ نَزَعَتْ نَعْلَيْهِ ، وَ أَتَتْهُ بِالْوَضُوءِ فَوَضَّأَتْهُ بِيَدِهَا ، وَ غَسَلَتْ رِجْلَيْهِ ، ثُمَّ قَعَدَتْ . فَقَالَ لَهَا : يَا فَاطِمَةُ . فَقَالَتْ : لَبَّيْكَ لَبَّيْكَ حَاجَتُكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ . قَالَ : إِنَّ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ مَنْ قَدْ عَرَفْتِ قَرَابَتَهُ وَ فَضْلَهُ وَ إِسْلَامَهُ ، وَ إِنِّي قَدْ سَأَلْتُ رَبِّي أَنْ يُزَوِّجَكِ خَيْرَ خَلْقِهِ وَ أَحَبَّهُمْ إِلَيْهِ ، وَ قَدْ ذَكَرَ مِنْ أَمْرِكِ شَيْئاً ، فَمَا تَرَيْنَ ، فَسَكَتَتْ وَ لَمْ تُوَلِّ وَجْهَهَا ، وَ لَمْ يَرَ فِيهِ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وآله كَرَاهَةً . فَقَامَ وَ: هُوَ يَقُولُ اللَّهُ أَكْبَرُ سُكُوتُهَا إِقْرَارُهَا ، فَأَتَاهُ جَبْرَئِيلُ عليه السلام فَقَالَ : يَا مُحَمَّدُ زَوِّجْهَا عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ ، فَإِنَّ اللَّهَ قَدْ رَضِيَهَا لَهُ وَ رَضِيَهُ لَهَا . قَالَ : عَلِيٌّ فَزَوَّجَنِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وآله وسلم ، ثُمَّ أَتَانِي فَأَخَذَ بِيَدِي . فَقَالَ : قُمْ بِسْمِ اللَّهِ ، وَ قُلْ عَلَى بَرَكَةِ اللَّهِ ، وَ ما شاءَ اللَّهُ ، لا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ . تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ ، ثُمَّ جَاءَنِي حَتَّى أَقْعَدَنِي عِنْدَهَا عليه السلام . ثُمَّ قَالَ : اللَّهُمَّ إِنَّهُمَا أَحَبُّ خَلْقِكَ إِلَيَّ فَأَحِبَّهُمَا ، وَ بَارِكْ فِي ذُرِّيَّتِهِمَا ، وَ اجْعَلْ عَلَيْهِمَا مِنْكَ حَافِظاً ، وَ إِنِّي أُعِيذُهُمَا بِكَ وَ ذُرِّيَّتَهُمَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ . الأثاث تقريب الشهر بعد الخطبة " بحارالأنوار ج : 43 ص : 94ح5 . الأمالي للشيخ الطوسي‏ عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ شُعَيْبٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام قَالَ : لَمَّا زَوَّجَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وآله وسلم عَلِيّاً فَاطِمَةَ ، دَخَلَ عَلَيْهَا وَ هِيَ تَبْكِي فَقَالَ لَهَا : مَا يُبْكِيكِ ، فَوَ اللَّهِ لَوْ كَانَ فِي أَهْلِ بَيْتِي خَيْرٌ مِنْهُ زَوَّجْتُكِ ، وَ مَا أَنَا زَوَّجْتُكِ ، وَ لَكِنَّ اللَّهَ زَوَّجَكِ وَ أَصْدَقَ عَنْكِ الْخُمُسَ مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَ الْأَرْضُ . قَالَ عَلِيٌّ عليه السلام قَالَ : رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وآله وسلم قُمْ فَبِعِ الدِّرْعَ ، فَقُمْتُ فَبِعْتُهُ ، وَ أَخَذْتُ الثَّمَنَ ، وَ دَخَلْتُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وآله فَسَكَبْتُ الدَّرَاهِمَ فِي حَجْرِهِ ، فَلَمْ يَسْأَلْنِي كَمْ هِيَ ، وَ لَا أَنَا أَخْبَرْتُهُ . ثُمَّ قَبَضَ قَبْضَةً : وَ دَعَا بِلَالًا ، فَأَعْطَاهُ ، فَقَالَ : ابْتَعْ لِفَاطِمَةَ طِيباً . ثُمَّ قَبَضَ رَسُولُ اللَّهِ مِنَ الدَّرَاهِمِ بِكِلْتَا يَدَيْهِ ، فَأَعْطَاهُ أَبَا بَكْرٍ ، وَ قَالَ : ابْتَعْ لِفَاطِمَةَ مَا يُصْلِحُهَا مِنْ ثِيَابٍ وَ أَثَاثِ الْبَيْتِ . وَ أَرْدَفَهُ بِعَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ وَ بِعِدَّةٍ : مِنْ أَصْحَابِهِ ، فَحَضَرُوا السُّوقَ ، فَكَانُوا يَعْتَرِضُونَ الشَّيْ‏ءَ مِمَّا يُصْلِحُ ، فَلَا يَشْتَرُونَهُ حَتَّى يُعْرِضُوهُ عَلَى أَبِي بَكْرٍ ، فَإِنِ اسْتَصْلَحَهُ اشْتَرَوْهُ ، فَكَانَ مِمَّا اشْتَرَوْهُ ، قَمِيصٌ بِسَبْعَةِ دَرَاهِمَ ، وَ خِمَارٌ بِأَرْبَعَةِ دَرَاهِمَ ، وَ قَطِيفَةٌ سَوْدَاءُ خَيْبَرِيَّةٌ ، وَ سَرِيرٌ مُزَمَّلٌ بِشَرِيطٍ ، وَ فِرَاشَيْنِ مِنْ خَيْشِ مِصْرَ ، حَشْوُ أَحَدِهِمَا لِيفٌ ، وَ حَشْوُ الْآخَرِ مِنْ جِزِّ الْغَنَمِ ،. وَ أَرْبَعَ مَرَافِقَ مِنْ أَدَمِ الطَّائِفِ ، حَشْوُهَا إِذْخِرٌ ، وَ سِتْرٌ مِنْ صُوفٍ ، وَ حَصِيرٌ هَجَرِيٌّ ، وَ رَحًى لِلْيَدِ ، وَ مِخْضَبٌ مِنْ نُحَاسٍ ، وَ سِقَاءٌ مِنْ أَدَمٍ ، وَ قَعْبٌ لِلَّبَنِ ، وَ شَنٌّ لِلْمَاءِ ، وَ مِطْهَرَةٌ مُزَفَّتَةٌ ، وَ جَرَّةٌ خَضْرَاءُ ، وَ كِيزَانُ خَزَفٍ ، حَتَّى إِذَا اسْتَكْمَلَ الشِّرَاءَ . حَمَلَ أَبُو بَكْرٍ بَعْضَ الْمَتَاعِ ، وَ حَمَلَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ ص الَّذِينَ كَانُوا مَعَهُ الْبَاقِيَ ، فَلَمَّا عَرَضَ الْمَتَاعَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ ص ، جَعَلَ يُقَلِّبُهُ بِيَدِهِ . وَ يَقُولُ : بَارَكَ اللَّهُ لِأَهْلِ الْبَيْتِ‏ . ـ قَالَ عَلِيٌّ عليه السلام : فَأَقَمْتُ بَعْدَ ذَلِكَ شَهْراً أُصَلِّي مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وآله وسلم ، وَ أَرْجِعُ إِلَى مَنْزِلِي ، وَ لَا أَذْكُرُ شَيْئاً مِنْ أَمْرِ فَاطِمَةَ عليها السلام . ثُمَّ قُلْنَ أَزْوَاجُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وآله وسلم : أَ لَا نَطْلُبُ لَكَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وآله دُخُولَ فَاطِمَةَ عَلَيْكَ . فَقُلْتُ : افْعَلْنَ ، فَدَخَلْنَ عَلَيْهِ . فَقَالَتْ أُمُّ أَيْمَنَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، لَوْ أَنَّ خَدِيجَةَ بَاقِيَةٌ لَقَرَّتْ عَيْنُهَا بِزِفَافِ فَاطِمَةَ . وَ إِنَّ عَلِيّاً " يُرِيدُ أَهْلَهُ ، فَقَرَّ عَيْنَ فَاطِمَةَ بِبَعْلِهَا ، وَ اجْمَعْ شَمْلَهَا ، وَ قَرَّ عُيُونَنَا بِذَلِكَ . فَقَالَ : فَمَا بَالُ عَلِيٍّ لَا يَطْلُبُ مِنِّي زَوْجَتَهُ ، فَقَدْ كُنَّا نَتَوَقَّعُ ذَلِكَ مِنْهُ . قَالَ عَلِيٌّ : فَقُلْتُ : الْحَيَاءُ يَمْنَعُنِي يَا رَسُولَ اللَّهِ . فَالْتَفَتَ إِلَى النِّسَاءِ فَقَالَ : مَنْ هَاهُنَا . فَقَالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ : أَنَا أُمُّ سَلَمَةَ ، وَ هَذِهِ زَيْنَبُ ، وَ هَذِهِ فُلَانَةُ وَ فُلَانَةُ . فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وآله وسلم : هَيِّئُوا لِابْنَتِي وَ ابْنِ عَمِّي فِي حُجَرِي بَيْتاً . فَقَالَتْ : أُمُّ سَلَمَةَ فِي أَيِّ حُجْرَةٍ يَا رَسُولَ اللَّهِ . فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ : فِي حُجْرَتِكِ ، وَ أَمَرَ نِسَاءَهُ أَنْ يُزَيِّنَّ وَ يُصْلِحْنَ مِنْ شَأْنِهَا . قَالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ : فَسَأَلْتُ فَاطِمَةَ هَلْ عِنْدَكِ طِيبٌ ادَّخَرْتِيهِ لِنَفْسِكِ . قَالَتْ : نَعَمْ ، فَأَتَتْ بِقَارُورَةٍ ، فَسَكَبَتْ مِنْهَا فِي رَاحَتِي ، فَشَمِمْتُ مِنْهَا رَائِحَةً مَا شَمِمْتُ مِثْلَهَا قَطُّ . فَقُلْتُ : مَا هَذَا ؟ فَقَالَتْ : كَانَ دِحْيَةُ الْكَلْبِيُّ يَدْخُلُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ ص فَيَقُولُ لِي يَا فَاطِمَةُ هَاتِي الْوِسَادَةَ فَاطْرَحِيهَا لِعَمِّكِ ، فَأَطْرَحُ لَهُ الْوِسَادَةَ ، فَيَجْلِسُ عَلَيْهَا ، فَإِذَا نَهَضَ سَقَطَ مِنْ بَيْنِ ثِيَابِهِ شَيْ‏ءٌ فَيَأْمُرُنِي بِجَمْعِهِ . فَسَأَلَ عَلِيٌّ عليه السلام رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وآله وسلم : عَنْ ذَلِكَ ؟ فَقَالَ : هُوَ عَنْبَرٌ يَسْقُطُ مِنْ أَجْنِحَةِ جَبْرَئِيلَ . قَالَ عَلِيٌّ : ثُمَّ قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ : يَا عَلِيُّ اصْنَعْ لِأَهْلِكَ طَعَاماً فَاضِلًا . ثُمَّ قَالَ : مِنْ عِنْدِنَا اللَّحْمُ وَ الْخُبْزُ ، وَ عَلَيْكَ التَّمْرُ وَ السَّمْنُ ، فَاشْتَرَيْتُ تَمْراً وَ سَمْناً ، فَحَسَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وآله عَنْ ذِرَاعِهِ ، وَ جَعَلَ يَشْدَخُ التَّمْرَ فِي السَّمْنِ حَتَّى اتَّخَذَهُ حَيْساً ، وَ بَعَثَ إِلَيْنَا كَبْشاً سَمِيناً فَذُبِحَ ، وَ خُبِزَ لَنَا خُبْزٌ كَثِيرٌ . ثُمَّ قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وآله وسلم : ادْعُ مَنْ أَحْبَبْتَ ، فَأَتَيْتُ الْمَسْجِدَ وَ هُوَ مُشْحَنٌ بِالصَّحَابَةِ ، فَأُحْيِيتُ أَنْ أُشْخِصَ قَوْماً وَ أَدَعَ قَوْماً ، ثُمَّ صَعِدْتُ عَلَى رَبْوَةٍ هُنَاكَ ، وَ نَادَيْتُ أَجِيبُوا إِلَى وَلِيمَةِ فَاطِمَةَ . فَأَقْبَلَ النَّاسُ : أَرْسَالًا ، فَاسْتَحْيَيْتُ مِنْ كَثْرَةِ النَّاسِ وَ قِلَّةِ الطَّعَامِ . فَعَلِمَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وآله وسلم : مَا تَدَاخَلَنِي . فَقَالَ يَا عَلِيُّ : إِنِّي سَأَدْعُو اللَّهَ بِالْبَرَكَةِ . قَالَ عَلِيٌّ : فَأَكَلَ الْقَوْمُ عَنْ آخِرِهِمْ طَعَامِي ، وَ شَرِبُوا شَرَابِي ، وَ دَعَوْا لِي بِالْبَرَكَةِ ، وَ صَدَرُوا وَ هُمْ أَكْثَرُ مِنْ أَرْبَعَةِ آلَافِ رَجُلٍ ، وَ لَمْ يَنْقُصْ مِنَ الطَّعَامِ شَيْ‏ءٌ . ثُمَّ دَعَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وآله وسلم بِالصِّحَافِ . فَمُلِئَتْ وَ وَجَّهَ بِهَا إِلَى مَنَازِلِ أَزْوَاجِهِ . ثُمَّ أَخَذَ صَحْفَةً وَ جَعَلَ فِيهَا طَعَاماً وَ قَالَ هَذَا لِفَاطِمَةَ وَ بَعْلِهَا . حَتَّى إِذَا انْصَرَفَتِ الشَّمْسُ لِلْغُرُوبِ . قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وآله وسلم يَا أُمَّ سَلَمَةَ هَلُمِّي فَاطِمَةَ ، فَانْطَلَقَتْ فَأَتَتْ بِهَا وَ هِيَ تَسْحَبُ أَذْيَالَهَا ، وَ قَدْ تَصَبَّبَتْ عَرَقاً حَيَاءً مِنْ رَسُولِ اللَّهِ . فَعَثَرَتْ فَقَالَ : رَسُولُ اللَّهِ ص أَقَالَكَ اللَّهُ الْعَثْرَةَ فِي الدُّنْيَا وَ الْآخِرَةِ ، فَلَمَّا وَقَفَتْ بَيْنَ يَدَيْهِ كَشَفَ الرِّدَاءَ عَنْ وَجْهِهَا حَتَّى رَآهَا عَلِيٌّ عليه السلام . ثُمَّ أَخَذَ يَدَهَا : فَوَضَعَهَا فِي يَدِ عَلِيٍّ وَ قَالَ : بَارَكَ اللَّهُ لَكَ فِي ابْنَةِ رَسُولِ اللَّهِ . يَا عَلِيُّ : نِعْمَ الزَّوْجَةُ فَاطِمَةُ ، وَ يَا فَاطِمَةُ نِعْمَ الْبَعْلُ عَلِيٌّ ، انْطَلِقَا إِلَى مَنْزِلِكُمَا ، وَ لَا تُحْدِثَا أَمْراً حَتَّى آتِيَكُمَا . قَالَ عَلِيٌّ : فَأَخَذْتُ بِيَدِ فَاطِمَةَ ، وَ انْطَلَقْتُ بِهَا حَتَّى جَلَسْتُ فِي جَانِبِ الصُّفَّةِ ، وَ جَلَسَتْ فِي جَانِبِهَا ، وَ هِيَ مُطْرِقَةٌ إِلَى الْأَرْضِ حَيَاءً مِنِّي ، وَ أَنَا مُطْرِقٌ إِلَى الْأَرْضِ حَيَاءً مِنْهَا . ثُمَّ جَاءَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وآله وسلم فَقَالَ : مَنْ هَاهُنَا . فَقُلْنَا : ادْخُلْ يَا رَسُولَ اللَّهُ مَرْحَباً بِكَ زَائِراً وَ دَاخِلًا ، فَدَخَلَ فَأَجْلَسَ فَاطِمَةَ مِنْ جَانِبِهِ . ثُمَّ قَالَ : يَا فَاطِمَةُ ايتِينِي بِمَاءٍ ، فَقَامَتْ إِلَى قَعْبٍ فِي الْبَيْتِ فَمَلَأَتْهُ مَاءً ، ثُمَّ أَتَتْهُ بِهِ فَأَخَذَ جُرْعَةً فَتَمَضْمَضَ بِهَا ، ثُمَّ مَجَّهَا فِي الْقَعْبِ ، ثُمَّ صَبَّ مِنْهَا عَلَى رَأْسِهَا . ثُمَّ قَالَ : أَقْبِلِي ، فَلَمَّا أَقْبَلَتْ نَضَحَ مِنْهُ بَيْنَ ثَدْيَيْهَا . ثُمَّ قَالَ : أَدْبِرِي فَأَدْبَرَتْ فَنَضَحَ مِنْهُ بَيْنَ كَتِفَيْهَا . ثُمَّ قَالَ : اللَّهُمَّ هَذِهِ ابْنَتِي ، وَ أَحَبُّ الْخَلْقِ إِلَيَّ . اللَّهُمَّ : وَ هَذَا أَخِي وَ أَحَبُّ الْخَلْقِ إِلَيَّ . اللَّهُمَّ : اجْعَلْهُ لَكَ وَلِيّاً ، وَ بِكَ حَفِيّاً . وَ بَارِكْ لَهُ فِي أَهْلِهِ . ثُمَّ قَالَ : يَا عَلِيُّ ادْخُلْ بِأَهْلِكَ ، بَارَكَ اللَّهُ لَكَ ، وَ رَحْمَتُ اللَّهِ وَ بَرَكاتُهُ عَلَيْكُمْ... إِنَّهُ حَمِيدٌ مَجِيدٌ الركوب للزواج : بحارالأنوار ج : 43 ص : 115ح 15 . الأمالي للشيخ الطوسي‏: عَنْ مُوسَى بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْمَرْوَزِيِّ عَنْ مُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ : لَمَّا زَوَّجَ رَسُولُ اللَّهِ ص فَاطِمَةَ مِنْ عَلِيٍّ ، أَتَاهُ أُنَاسٌ مِنْ قُرَيْشٍ فَقَالُوا : إِنَّكَ زَوَّجْتَ عَلِيّاً بِمَهْرٍ خَسِيسٍ . فَقَالَ مَا أَنَا زَوَّجْتُ عَلِيّاً وَ لَكِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ زَوَّجَهُ لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِي عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى . أَوْحَى اللَّهُ إِلَى السِّدْرَةِ أَنِ انْثُرِي مَا عَلَيْكِ فَنَثَرَتِ الدُّرَّ وَ الْجَوْهَرَ وَ الْمَرْجَانَ فَابْتَدَرَ الْحُورُ الْعِينُ فَالْتَقَطْنَ فَهُنَّ يَتَهَادَيْنَهُ وَ يَتَفَاخَرْنَ وَ يَقُلْنَ هَذَا مِنْ نِثَارِ فَاطِمَةَ بِنْتِ مُحَمَّدٍ ص فَلَمَّا كَانَتْ لَيْلَةُ الزِّفَافِ أَتَى النَّبِيُّ بِبَغْلَتِهِ الشَّهْبَاءِ وَ ثَنَّى عَلَيْهَا قَطِيفَةً وَ قَالَ لِفَاطِمَةَ ارْكَبِي وَ أَمَرَ سَلْمَانَ أَنْ يَقُودَهَا وَ النَّبِيُّ ص يَسُوقُهَا فَبَيْنَمَا هُوَ فِي بَعْضِ الطَّرِيقِ إِذْ سَمِعَ النَّبِيُّ ص وَجْبَةً فَإِذَا هُوَ بِجَبْرَئِيلَ فِي سَبْعِينَ أَلْفاً وَ مِيكَائِيلَ فِي سَبْعِينَ أَلْفاً فَقَالَ النَّبِيُّ ص مَا أَهْبَطَكُمْ إِلَى الْأَرْضِ قَالُوا جِئْنَا نَزُفُّ فَاطِمَةَ إِلَى عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ فَكَبَّرَ جَبْرَئِيلُ وَ كَبَّرَ مِيكَائِيلُ وَ كَبَّرَتِ الْمَلَائِكَةُ وَ كَبَّرَ مُحَمَّدٌ ص فَوَقَعَ التَّكْبِيرُ عَلَى الْعَرَائِسِ مِنْ تِلْكَ اللَّيْلَةِ تَارِيخُ الْخَطِيبِ وَ كِتَابُ ابْنِ مَرْدَوَيْهِ وَ ابْنُ الْمُؤَذِّنِ وَ شِيرَوَيْهِ الدَّيْلَمِيُّ بِأَسَانِيدِهِمْ عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْجَعْدِ عَنِ ابْنِ بِسْطَامَ عَنْ شُعْبَةَ بْنِ الْحَجَّاجِ وَ عَنْ عُلْوَانَ عَنْ شُعْبَةَ عَنْ أَبِي حَمْزَةَ الضُّبَعِيِّ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ وَ جَابِرٍ أَنَّهُ لَمَّا كَانَتِ اللَّيْلَةُ الَّتِي زُفَّتْ فَاطِمَةُ إِلَى عَلِيٍّ ع كَانَ النَّبِيُّ ص أَمَامَهَا وَ جَبْرَئِيلُ عَنْ يَمِينِهَا وَ مِيكَائِيلُ عَنْ يَسَارِهَا وَ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ مِنْ خَلْفِهَا يُسَبِّحُونَ اللَّهَ وَ يُقَدِّسُونَهُ حَتَّى طَلَعَ الْفَجْرُ كِتَابُ مَوْلِدِ فَاطِمَةَ عَنِ ابْنِ بَابَوَيْهِ فِي خَبَرٍ أَمَرَ النَّبِيُّ ص بَنَاتِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ وَ نِسَاءَ الْمُهَاجِرِينَ وَ الْأَنْصَارِ أَنْ يَمْضِينَ فِي صُحْبَةِ فَاطِمَةَ وَ أَنْ يَفْرَحْنَ وَ يَرْجُزْنَ وَ يُكَبِّرْنَ وَ يَحْمَدْنَ وَ لَا يَقُلْنَ مَا لَا يُرْضِي اللَّهَ قَالَ جَابِرٌ فَأَرْكَبَهَا عَلَى نَاقَتِهِ وَ فِي رِوَايَةٍ عَلَى بَغْلَتِهِ الشَّهْبَاءِ وَ أَخَذَ سَلْمَانُ زِمَامَهَا وَ حَوْلَهَا سَبْعُونَ أَلْفَ حَوْرَاءَ وَ النَّبِيُّ ص وَ حَمْزَةُ وَ عَقِيلٌ وَ جَعْفَرٌ وَ أَهْلُ الْبَيْتِ يَمْشُونَ خَلْفَهَا مُشْهِرِينَ سُيُوفَهُمْ وَ نِسَاءُ النَّبِيِّ ص قُدَّامَهَا يَرْجُزْنَ فَأَنْشَأَتْ أُمُّ سَلَمَةَ شِعْرٌ سِرْنَ بِعَوْنِ اللَّهِ جَارَاتِي وَ اشْكُرْنَهُ فِي كُلِّ حَالَاتٍ‏ وَ اذْكُرْنَ مَا أَنْعَمَ رَبُّ الْعُلَى مِنْ كَشْفِ مَكْرُوهٍ وَ آفَاتٍ‏ فَقَدْ هَدَانَا بَعْدَ كُفْرٍ وَ قَدْ أَنْعَشَنَا رَبُّ السَّمَاوَاتِ‏ وَ سِرْنَ مَعَ خَيْرِ نِسَاءِ الْوَرَى تَفْدِي بِعَمَّاتٍ وَ خَالَاتٍ‏ يَا بِنْتَ مَنْ فَضَّلَهُ ذُو الْعُلَى بِالْوَحْيِ مِنْهُ وَ الرِّسَالَاتِ‏ ثُمَّ قَالَتْ عَائِشَةُ شِعْرٌ يَا نِسْوَةُ اسْتُرْنَ بِالْمَعَاجِرِ وَ اذْكُرْنَ مَا يَحْسُنُ فِي الْمَحَاضِرِ وَ اذْكُرْنَ رَبَّ النَّاسِ إِذْ يَخُصُّنَا بِدِينِهِ مَعَ كُلِّ عَبْدٍ شَاكِرٍ وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ عَلَى إِفْضَالِهِ وَ الشُّكْرُ لِلَّهِ الْعَزِيزِ الْقَادِرِ سِرْنَ بِهَا فَاللَّهُ أَعْطَى ذِكْرَهَا وَ خَصَّهَا مِنْهُ بِطُهْرٍ طَاهِرٍ ثُمَّ قَالَتْ حَفْصَةُ شِعْرٌ فَاطِمَةُ خَيْرُ نِسَاءِ الْبَشَرِ وَ مَنْ لَهَا وَجْهٌ كَوَجْهِ الْقَمَرِ فَضَّلَكِ اللَّهُ عَلَى كُلِّ الْوَرَى بِفَضْلِ مَنْ خَصَّ بِآيِ الزُّمَرِ زَوَّجَكِ اللَّهُ فَتًى فَاضِلًا أَعْنِي عَلِيّاً خَيْرَ مَنْ فِي الْحَضَرِ فَسِرْنَ جَارَاتِي بِهَا إِنَّهَا كَرِيمَةٌ بِنْتُ عَظِيمِ الْخَطَرِ ثُمَّ قَالَتْ مُعَاذَةُ أُمُّ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ شِعْرٌ أَقُولُ قَوْلًا فِيهِ مَا فِيهِ وَ أَذْكُرُ الْخَيْرَ وَ أُبْدِيهِ‏ مُحَمَّدٌ خَيْرُ بَنِي آدَمَ مَا فِيهِ مِنْ كِبْرٍ وَ لَا تِيهٍ‏ بِفَضْلِهِ عَرَّفَنَا رُشْدَنَا فَاللَّهُ بِالْخَيْرِ يُجَازِيهِ‏ وَ نَحْنُ مَعَ بِنْتِ نَبِيِّ الْهُدَى ذِي شَرَفٍ قَدْ مُكِّنَتْ فِيهِ‏ فِي ذِرْوَةٍ شَامِخَةٍ أَصْلُهَا فَمَا أَرَى شَيْئاً يُدَانِيه‏ حالها في بيتها : صبيحة العرس فَسَأَلَ عَلِيّاً كَيْفَ وَجَدْتَ أَهْلَكَ قَالَ نِعْمَ الْعَوْنُ عَلَى طَاعَةِ اللَّهِ وَ سَأَلَ فَاطِمَةَ فَقَالَتْ خَيْرُ بَعْلٍ فَقَالَ اللَّهُمَّ اجْمَعْ شَمْلَهُمَا وَ أَلِّفْ بَيْنَ قُلُوبِهِمَا وَ اجْعَلْهُمَا وَ ذُرِّيَّتَهُمَا مِنْ وَرَثَةِ جَنَّةِ النَّعِيمِ وَ ارْزُقْهُمَا ذُرِّيَّةً طَاهِرَةً طَيِّبَةً مُبَارَكَةً وَ اجْعَلْ فِي ذُرِّيَّتِهِمَا الْبَرَكَةَ وَ اجْعَلْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِكَ إِلَى طَاعَتِكَ وَ يَأْمُرُونَ بِمَا يُرْضِيكَ ثُمَّ أَمَرَ بِخُرُوجِ أَسْمَاءَ وَ قَالَ جَزَاكِ اللَّهُ خَيْراً ثُمَّ خَلَا بِهَا بِإِشَارَةِ الرَّسُولِ ص زيد بن الحسن قال سمعت أبا عبد الله : قال و كان علي يستقي و يحتطب و كانت فاطمة تطحن و تعجن و تخبز و ترقع الثوب و كانت من أحسن الناس وجها و كان وجنتيها وردتان ) مجموعة ورام ج2ص230 . دخل رسول الله على فاطمة وهي تبكي وتطحن بالرحى و عليها كساء من أجلة الإبل ، فلما رآها بكى و قال : يا فاطمة تجرعي مرارة الدنيا اليوم لنعيم الآخرة غدا ، فأنزل الله تعالى : ( وَ لَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضى‏ ) . مجموعة ورام ج2ص230 . و قيل دخل النبي على فاطمة و هي تطحن مع علي ، فقال النبي : لأيكما أعقب ، فقال علي : لفاطمة ، فإنها قد أعيت ، فقامت فاطمة فطحن النبي مع علي لفاطمة ) أبي عبد الله عليه السلام قال : ( من سبح الله في دبر الفريضة قبل أن يثني رجليه تسبيح فاطمة عليها السلام المائة و أتبعها بلا إله إلا الله مرة واحدة غفر له ) . المحاسن ج1ص36ب29ح34 . علي يفتخر بفاطمة : بحارالأنوار ج : 33 ص : 133 عَنْ أَبِي الْحَسَنِ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَيْفٍ الْمَدَائِنِيِّ قَالَ كَتَبَ مُعَاوِيَةُ إِلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ع يَا أَبَا الْحَسَنِ إِنَّ لِي فَضَائِلَ كَثِيرَةً كَانَ أَبِي سَيِّداً فِي الْجَاهِلِيَّةِ وَ صِرْتُ مَلِكاً فِي الْإِسْلَامِ وَ أَنَا صِهْرُ رَسُولِ اللَّهِ وَ خَالُ الْمُؤْمِنِينَ وَ كَاتِبُ الْوَحْيِ فَلَمَّا قَرَأَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ع كِتَابَهُ قَالَ أَ بِالْفَضَائِلِ يَفْخَرُ عَلَيَّ ابْنُ آكِلَةِ الْأَكْبَادِ يَا غُلَامُ اكْتُبْ وَ أَمْلَى عَلَيْهِ عَلِيٌّ ع مُحَمَّدٌ النَّبِيُّ أَخِي وَ صِهْرِي [صِنْوِي‏] وَ حَمْزَةُ سَيِّدُ الشُّهَدَاءِ عَمِّي‏ وَ جَعْفَرٌ الَّذِي يُضْحِي وَ يُمْسِي يَطِيرُ مَعَ الْمَلَائِكَةِ ابْنُ أُمِّي‏ وَ بِنْتُ مُحَمَّدٍ سَكَنِي وَ عِرْسِي مَشُوبٌ لَحْمُهَا بِدَمِي وَ لَحْمِي‏ وَ سِبْطَا أَحْمَدَ وَلَدَايَ مِنْهَا فَمَنْ مِنْكُمْ لَهُ سَهْمٌ كَسَهْمِي‏ سَبَقْتُكُمْ إِلَى الْإِسْلَامِ طُرّاً غُلَاماً مَا بَلَغْتُ أَوَانَ حُلْمِي‏ وَ أَوْجَبَ لِي وَلَايَتَهُ عَلَيْكُمْ رَسُولُ اللَّهِ يَوْمَ غَدِيرِ خُمٍ‏ فَلَمَّا قَرَأَهُ مُعَاوِيَةُ قَالَ مَزِّقْهُ يَا غُلَامُ لَا يَقْرَأْهُ أَهْلُ الشَّامِ فَيَمِيلُونَ نَحْوَ ابْنِ أَبِي طَالِبٍ أَقُولُ رَوَى صَاحِبُ الدِّيوَانِ تِلْكَ الْأَبْيَاتَ وَ زَادَ بَعْدَهَا وَ أَوْصَانِي النَّبِيُّ عَلَى اخْتِيَارٍ لِأُمَّتِهِ رِضًى مِنْكُمْ بِحُكْمِي‏ أَلَا مَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ بِهَذَا وَ إِلَّا فَلْيَمُتْ كَمَداً بِغَمٍ‏ أَنَا الْبَطَلُ الَّذِي لَمْ يُنْكِرُوهُ لِيَوْمِ كَرِيهَةٍ وَ لِيَوْمِ سِلْم‏ بحارالأنوار ج : 32 ص : 577ح417 . كنز الفوائد : وَ جَالَ عَلِيٌّ ع فِي الْمَيَدَانِ في صفين قَائِلًا : أَنَا عَلِيٌّ فَاسْأَلُونِي تُخْبَرُوا ثُمَّ ابْرُزُوا لِي فِي الْوَغَى وَ ابْدُرُوا سَيَفِي حُسَامٌ وَ سِنَانِي يَزْهَرُ مِنَّا النَّبِيُّ الطَّاهِرُ الْمُطَهَّرُ وَ حَمْزَةُ الْخَيْرُ وَ مِنَّا جَعْفَرٌ وَ فَاطِمُ عِرْسِي وَ فِيهَا مَفْخَرٌ هَذَا لِهَذَا وَ ابْنُ هِنْدٍ مُحْجَرٌ مُذَبْذَبٌ مُطَرَّدٌ مُؤَخَّر قال أمير المؤمنين علي عليه السلام : أنا أخو المصطفى لا شك في نسبي ـ ‏معه ربيت وسبطاه هما ولدي جدي وجد رسول الله منفرد ـ وفاطم زوجتي لا قول ذي فند المناقب ج2ص184 فصل في المصاهرة مع النبي ..... ص : من خص بالزهراء فاطمة التقى ـ فضلا من الله العلى الواجب‏ / حبيت به و حبي بها و لقد ـ زوي عنها سواه بكل ظن خائب‏ / أكرم بمن كان الإله وليها المناقب ج3ص335 فصل في حب النبي إياها ..... ص : 31 أ كان قولك في الزهراء فاطمة ـ قول امرئ لهج بالنصب مفتون‏ عيرتها بالرحى و الحب تطحنه‏ ـ لا زال زادك حبا غير مطحون‏ و قلت إن رسول الله زوجها ـ مسكينة بنت مسكين لمسكين‏ ست النساء غدا في الحشر يخدمها ـ أهل الجنان بحور الحر و العين‏ الصراط المستقيم ج3ص77 تذنيب في علة تسمية الرافضة ..... ص‏ إذا في مجلس ذكروا عليا ـ و سبطيه و فاطمة الزكية فقطب وجهه من نال منهم ـ ‏فأيقن أنه لسلقلقية إذا ذكروا عليا أو بنيه ـ ‏تشاغل بالروايات الغبية يقول لما يصح ذروا فهذا ـ سقيم من حديث الرافضية برئت إلى المهيمن من أناس ـ ‏يرون الرفض حب الفاطمية على آل الرسول صلاة ربي ـ ‏و لعنته لتلك الجاهلية كنز الفوائد ج1ص265 قال أمير المؤمنين علي عليه السلام : أنا أخو المصطفى لا شك في نسبي ‏معه ربيت وسبطاه هما ولدي‏ جدي وجد رسول الله منفرد وفاطم زوجتي لا قول ذي فند صدقته و جميع الناس في بهم‏ من الضلالة والإشراك ذي النكد فالحمد لله حمدا لا شريك له‏ البر بالعبد والباقي بلا المناقب ج2ص183. وقصة القوم لما أقبلوا طمعا لفاطم من رسول الله خطابا قالوا نسوق إليك المال تكرمة وأرغبوا في عظيم المال إرغابا فقال ما في يدي من أمرها سبب‏ و الله أولى بها أمرا و أسبابا و جاءه المرتضى من بعد يخطبها فارتد مستحييا منه و قد هابا و قام منصرفا قال النبي له ‏و قد كسا حياة الطهر جلبابا أ جئتني تخطب الزهراء قال نعم ‏فقال حبا و إكراما و إيجابا هل في يديك لها مهر فقال له‏ ما كنت أذخر أموالا و أنشاب المناقب ج2ص184. من خص بالزهراء فاطمة التقى ‏فضلا من الله العلى الواجب‏ حبيت به و حبي بها و لقد زوي‏ عنها سواه بكل ظن خائب‏ أكرم بمن كان الإله وليها و خطيبها أكرم بها من خاطب