الموضع : بمناسبة شهادة الإمام أبو جعفر الباقر محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام والكلام عن سنة حياته ووفاته ومدة عمره وإمامته وألقابه وكنيته والبحث في أهمية العلم وأسس تعلمه وتعليمه وحثه عليه عليه السلام بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا الأكرم محمد وآله الطيبن الطاهرين ولعنة الله على أعدائهم إلى يوم الدين إنا لله وإنا إليه راجعون ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم بقلوب يعصرها الألم والحزن و يملؤها الأسى أتقدم بخالص العزاء وأحر التسلية لولي أمرنا صاحب العصر وإمام زماننا الحجة بن الحسن العسكري عجل الله فرجه الشريف وأتوجه بتقديم العزاء والتسلية لجميع أبناء الأمة الإسلامية وبالخصوص اتباع نبينا محمد وآله عليهم السلام لحلــول للذكرى الأليمة والمحزنة بالمصاب الجلل الذي حل في يوم 7 ذي الحجة سنة 114 للهجرة وهو اليوم الذي استشهد فيه خليفة رسول الله الإمام الخامس والمعصوم السابع سيدنا وإمامنا السيد الهاشمي وأول علوي من علويين وفاطمي من فاطميين أبو جعفر الباقر : محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب صلاة الله وسلامه عليهم فعظم الله أجوركم وجعلنا وأياكم من المتمسكين بولايتهم والثبات على هداهم إلى يوم الدين . المناقب ج4ص211. اسمه محمد : بحار الأنوار ج46 ص216ح13 . عن المناقب لابن شهرآشوب‏ : إِنَّ الْبَاقِرَ عليه السلام ، هَاشِمِيٌّ مِنْ هَاشِمِيَّيْنِ ، وَ عَلَوِيٌّ مِنْ عَلَوِيَّيْنِ ، وَ فَاطِمِيٌّ مِنْ فَاطِمِيَّيْنِ ، لِأَنَّهُ أَوَّلُ مَنِ اجْتَمَعَتْ لَهُ وِلَادَةُ الْحَسَنِ وَ الْحُسَيْنِ عليه السلام ، وَ كَانَتْ أُمُّهُ أُمَّ عَبْدِ اللَّهِ بِنْتَ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ ، وَ كَانَ عليه السلام أَصْدَقَ النَّاسِ لَهْجَةً وَ أَحْسَنَهُمْ بَهْجَةً وَ أَبْذَلَهُمْ مُهْجَةً قَالَ أَبُو الصَّبَّاحِ : وَ ذَكَرَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام جَدَّتَهُ أُمَّ أَبِيهِ يَوْماً فَقَالَ : كَانَتْ صِدِّيقَةً لَمْ تُدْرَكْ فِي آلِ الْحَسَنِ امْرَأَةٌ مِثْلُهَا . كنية الإمام : المناقب ج4ص211. و كنيته أبو جعفر لا غير . لقب الإمام : المناقب ج4ص211. لقبه باقر العلم ، و الشاكر لله ، و الهادي ، و الأمين ، و الشبيه : لأنه كان يشبه رسول الله . بحارالأنوار ج 46ص221ب2 ح 1 . عَنْ عَمْرِو بْنِ شِمْرٍ قَالَ : سَأَلْتُ جَابِرَ الْجُعْفِيِّ ، فَقُلْتُ لَهُ : وَ لِمَ سُمِّيَ الْبَاقِرُ بَاقِراً . قَالَ : لِأَنَّهُ بَقَرَ الْعِلْمَ بَقْراً ، أَيْ شَقَّهُ شَقّاً ، وَ أَظْهَرَهُ إِظْهَاراً . مدة حياته : الكافي ج1ص469ح1 بَابُ مَوْلِدِ أَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ عليه السلام . قال في الكافي : وُلِدَ أَبُو جَعْفَرٍ عليه السلام سَنَةَ سَبْعٍ وَ خَمْسِينَ . وَ قُبِضَ عليه السلام : سَنَةَ أَرْبَعَ عَشْرَةَ وَ مِائَةٍ ، وَ لَهُ سَبْعٌ وَ خَمْسُونَ سَنَةً ، وَ دُفِنَ بِالْبَقِيعِ بِالْمَدِينَةِ ، فِي الْقَبْرِ الَّذِي دُفِنَ فِيهِ أَبُوهُ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ عليه السلام . عَاشَ بَعْدَ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ عليه السلام تِسْعَ عَشْرَةَ سَنَةً وَ شَهْرَيْنِ . ولد عليه السلام : في أول رجب سنة 57 هـ في زمن الإمام الحسين عليه السلام . وقبض عليه السلام : 7 ذي الحجة سنة 114 هـ . فيكون عمره الشريف : 57 سنة . عاش مع الإمام الحسين عليه السلام : 4 سنوات . مع والده علي بن الحسين : 34 سنة . بعد أبيه وتكون مدة إمامته : 19 سنة وشهرين . و كان في سني إمامته ملك : الوليد بن يزيد . و سليمان و عمر بن عبد العزيز . و يزيد بن عبد الملك . و هشام أخوه . و الوليد بن يزيد و إبراهيم أخوه . و في أول ملك إبراهيم قبض . و قال أبو جعفر بن بابويه سمه إبراهيم بن الوليد بن يزيد و قبره ببقيع الغرقد. عدد أولاد الإمام الباقر عليه السلام : المناقب ج4ص211. في المناقب : أولاده سبعة : جعفر الإمام ، و كان يكنى به . وأمام أبرز أصحابه : و بابه : جابر بن يزيد الجعفي . و اجتمعت العصابة أن أفقه الأولين ستة : و هم أصحاب أبي جعفر و أبي عبد الله عليهم السلام ، و هم : زرارة بن أعين . و معروف الخربوذ المكي . و أبو بصير الأسدي . و الفضيل بن يسار . و محمد بن مسلم الطائفي . و يزيد بن معاوية العجلي . و من أصحابه: حمران بن أعين الشيباني ، و إخوته بكر ، و عبد الملك ، و عبد الرحمن ، و محمد بن إسماعيل بن بزيع ، و عبد الله بن ميمون القداح ، و محمد بن مروان الكوفي من ولد أبي الأسود ، و إسماعيل بن الفضل الهاشمي من ولد نوفل بن الحارث ، و أبو هارون المكفوف ، و طريف بن ناصح بياع الأكفان ، و سعيد بن طريف الإسكاف الدؤلي ، و إسماعيل بن جابر الخثعمي الكوفي، و عقبة بن بشير الأسدي ، و أسلم المكي مولى ابن الحنفية ، و أبو بصير ليث بن البختري المرادي ، و الكميت بن زيد الأسدي ، ناجية بن عمارة الصيداوي ، و معاذ بن مسلم الفراء النحوي ، و كثير الرجال. و من رواة النص عليه من أبيه إسماعيل بن محمد بن عبد الله بن علي بن الحسين ع و زيد بن علي و عيسى عن جده و الحسين بن أبي العلاء . أوصاف الإمام عليه السلام : المناقب ج4ص211. و كان ربع القامة ، دقيق البشرة ، جعد الشعر ، أسمر له خال على خده ، و خال أحمر في جسده ، ضامر الكشح ، حسن الصوت ، مطرق الرأس . إمامته : جابر يبلغ الإمام سلام رسول الله : بحار الأنوار ج46ص227ح9 . كشف الغمة : نَقَلَ عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ الْمَكِّيِّ أَنَّهُ قَالَ : كُنَّا عِنْدَ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ : فَأَتَاهُ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ ، وَ مَعَهُ ابْنُهُ مُحَمَّدٌ وَ هُوَ صَبِيٌّ ، فَقَالَ عَلِيٌّ لِابْنِهِ : قَبِّلْ رَأْسَ عَمِّكَ ، فَدَنَا مُحَمَّدٌ مِنْ جَابِرٍ ، فَقَبَّلَ رَأْسَهُ . فَقَالَ جَابِرٌ : مَنْ هَذَا وَ كَانَ قَدْ كُفَّ بَصَرُهُ . فَقَالَ لَهُ عَلِيٌّ عليه السلام : هَذَا ابْنِي مُحَمَّدٌ . فَضَمَّهُ جَابِرٌ إِلَيْهِ ، وَ قَالَ : يَا مُحَمَّدُ : مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ يَقْرَأُ عَلَيْكَ السَّلَامَ . فَقَالُوا لِجَابِرٍ : كَيْفَ ذَلِكَ يَا بَا عَبْدِ اللَّهِ ؟ فَقَالَ : كُنْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وآله وسلم وَ الْحُسَيْنُ فِي حَجْرِهِ وَ هُوَ يُلَاعِبُهُ . فَقَالَ : يَا جَابِرُ يُولَدُ لِابْنِيَ الْحُسَيْنِ ابْنٌ ، يُقَالُ لَهُ : عَلِيٌّ ، إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ ، نَادَى مُنَادٍ لِيَقُمْ سَيِّدُ الْعَابِدِينَ ، فَيَقُومُ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ ، وَ يُولَدُ لِعَلِيٍّ ابْنٌ يُقَالُ لَهُ مُحَمَّدٌ . يَا جَابِرُ : إِنْ رَأَيْتَهُ فَأَقْرِئْهُ مِنِّي السَّلَامَ ، وَ اعْلَمْ أَنَّ بَقَاءَكَ بَعْدَ رُؤْيَتِهِ يَسِيرٌ ، فَلَمْ يَعِشْ بَعْدَ ذَلِكَ إِلَّا قَلِيلًا وَ مَاتَ . بحار الأنوار ج46ص231ح7 . عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ خَالِدٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ : مَرِضَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ عليه السلام فِي مَرَضِهِ الَّذِي تُوُفِّيَ فِيهِ ، فَجَمَعَ أَوْلَادَهُ : مُحَمَّداً ، وَ الْحَسَنَ ، وَ عَبْدَ اللَّهِ ، وَ عُمَرَ ، وَ زَيْداً ، وَ الْحُسَيْنَ . وَ أَوْصَى : إِلَى ابْنِهِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ ، وَ كَنَّاهُ‏ الْبَاقِرَ ، وَ جَعَلَ أَمْرَهُمْ إِلَيْهِ ، وَ كَانَ فِيمَا وَعَظَهُ فِي وَصِيَّتِهِ أَنْ قَالَ : يَا بُنَيَّ : إِنَّ الْعَقْلَ رَائِدُ الرُّوحِ ، وَ الْعِلْمَ رَائِدُ الْعَقْلِ ، وَ الْعَقْلَ تَرْجُمَانُ الْعِلْمِ . وَ اعْلَمْ : أَنَّ الْعِلْمَ أَبْقَى ، وَ اللِّسَانَ أَكْثَرُ هَذَراً . وَ اعْلَمْ يَا بُنَيَّ : أَنَّ صَلَاحَ الدُّنْيَا بِحَذَافِيرِهَا فِي كَلِمَتَيْنِ ، إِصْلَاحِ شَأْنِ الْمَعَايِشِ مِلْ‏ءَ مِكْيَالٍ ، ثُلُثَاهُ فِطْنَةٌ ، وَ ثُلُثُهُ تَغَافُلٌ : لِأَنَّ الْإِنْسَانَ لَا يَتَغَافَلُ إِلَّا عَنْ شَيْ‏ءٍ قَدْ عَرَفَهُ فَفَطَنَ لَهُ . وَ اعْلَمْ : أَنَّ السَّاعَاتِ تُذْهِبُ عُمُرَكَ ، وَ أَنَّكَ لَا تَنَالُ نِعْمَةً إِلَّا بِفِرَاقِ أُخْرَى فَإِيَّاكَ وَ الْأَمَلَ الطَّوِيلَ ، فَكَمْ مِنْ مُؤَمِّلٍ أَمَلًا لَا يَبْلُغُهُ ، َ جَامِعِ مَالٍ لَا يَأْكُلُهُ ، وَ مَانِعٍ مَا سَوْفَ يَتْرُكُهُ وَ لَعَلَّهُ مِنْ بَاطِلٍ جَمَعَهُ ، وَ مِنْ حَقٍّ مَنَعَهُ أَصَابَهُ حَرَاماً ، وَ وَرَّثَهُ احْتَمَلَ إِصْرَهُ ، وَ بَاءَ بِوِزْرِهِ ، ذلِكَ هُوَ الْخُسْرانُ الْمُبِينُ‏ . علم الإمام عليه السلام وما يروى عنه : المناقب ج : 4 ص : 196 . فصل في علمه عليه السلام وفي المناقب : محمد بن مسلم عن أبي جعفر عليه السلام قال : سمعته يقول : إنا علمنا منطق الطير ، و أوتينا من كل شي‏ء . و يقال : لم يظهر عن أحد من ولد الحسن و الحسين عليه السلام من العلوم ، ما ظهر منه من التفسير و الكلام و الفتيا و الأحكام و الحلال و الحرام . قال محمد بن مسلم : سألته عن ثلاثين ألف حديث . و قد روي عنه : معالم الدين بقايا الصحابة و وجوه التابعين و رؤساء فقهاء المسلمين ، فمن الصحابة نحو جابر بن عبد الله الأنصاري ، و من التابعين نحو جابر بن يزيد الجعفي ، و كيسان السختاني صاحب الصوفية ، و من الفقهاء نحو ابن المبارك ، و الزهري ، و الأوزاعي ، و أبو حنيفة ، و مالك ، و الشافعي ، و زياد بن المنذر النهدي . و من المصنفين : نحو الطبري ، و البلاذري ، و السلامي ، و الخطيب في تواريخهم ، و في الموطأ ، و شرف المصطفى ، و الإبانة ، و حلية الأولياء ، و سنن أبي داود . و الألكاني ، و مسندي أبي حنيفة ، و المروزي ، و ترغيب الأصفهاني ، و بسيط الواحدي ، و تفسير النقاش ، و الزمخشري ، و معرفة أصول الحديث ، و رسالة السمعاني . فيقولون : قال محمد بن علي ، و ربما قالوا : قال محمد الباقر ، و لذلك لقبه رسول الله بباقر العلم ، و حديث جابر مشهور معروف ، رواه فقهاء المدينة و العراق كلهم . أهتمام الإمام الباقر عليه السلام بالعلم وتعريف الإمامة : بحار الأنوار ج1ص106ح2 باب 3 . في معاني الأخبار : عَنْ يَزِيدَ الرَّزَّازِ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام قَالَ : قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ عليه السلام : يَا بُنَيَّ : اعْرِفْ مَنَازِلَ الشِّيعَةِ عَلَى قَدْرِ رِوَايَتِهِمْ وَ مَعْرِفَتِهِمْ . فَإِنَّ الْمَعْرِفَةَ : هِيَ الدِّرَايَةُ لِلرِّوَايَةِ . وَ بِالدِّرَايَاتِ لِلرِّوَايَاتِ يَعْلُو الْمُؤْمِنُ إِلَى أَقْصَى دَرَجَاتِ الْإِيمَانِ . إِنِّي نَظَرْتُ فِي كِتَابٍ لِعَلِيٍّ عليه السلام : فَوَجَدْتُ فِي الْكِتَابِ : أَنَّ قِيمَةَ كُلِّ امْرِئٍ ، قَدْرَهُ مَعْرِفَتُهُ ، إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى يُحَاسِبُ النَّاسَ عَلَى قَدْرِ مَا آتَاهُمْ مِنَ الْعُقُولِ فِي دَارِ الدُّنْيَا . بحار الأنوار ج1ص214 ب 6 . قَالَ وَ كَانَ أَبُو جَعْفَرٍ عليه السلام يَقُولُ : تَفَقَّهُوا وَ إِلَّا فَأَنْتُمْ أَعْرَابٌ . بحار الأنوار ج1ص214ب6ح17 عن المحاسن في قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ عليه السلام : لَوْ أُتِيتُ بِشَابٍّ مِنْ شَبَابِ الشِّيعَةِ لَا يَتَفَقَّهُ فِي الدِّينِ لَأَوْجَعْتُهُ . بحار الأنوار ج1ص215ب6ح23 . في تفسير العياشي‏ عَنْ أَبِي بَصِيرٍ قَالَ : سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ عليه السلام : وَ مَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً قَالَ الْمَعْرِفَةُ . بحار الأنوار ج1ص215ب6ح24 . في تفسير العياشي‏ عَنْ أَبِي بَصِيرٍ قَالَ : سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ عليه السلام يَقُولُ : وَ مَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً ؟ قَالَ : مَعْرِفَةُ الْإِمَامِ ، وَ اجْتِنَابُ الْكَبَائِرِ الَّتِي أَوْجَبَ اللَّهُ عَلَيْهَا النَّارَ . بحار الأنوار ج2ص92ب14ح20 . بصائر الدرجات : عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ ثَعْلَبَةَ عَنْ أَبِي مَرْيَمَ قَالَ : قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ عليه السلام : لِسَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ وَ الْحَكَمِ بْنِ عُتَيْبَةَ شَرِّقَا وَ غَرِّبَا ، لَنْ تَجِدَا عِلْماً صَحِيحاً إِلَّا شَيْئاً يَخْرُجُ مِنْ عِنْدِنَا أَهْلَ الْبَيْتِ . بحار الأنوار ج2ص93ب14ح 23 . عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْفُضَيْلِ عَنِ الثُّمَالِيِّ قَالَ : سَأَلْتُ أَبَا جَعْفَرٍ عليه السلام عَنْ قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ : { وَ مَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَواهُ بِغَيْرِ هُدىً مِنَ اللَّهِ } . قَالَ عليه السلام : عَنَى اللَّهُ بِهَا مَنِ اتَّخَذَ دِينَهُ رَأْيَهُ مِنْ غَيْرِ إِمَامٍ مِنْ أَئِمَّةِ الْهُدَى . بحار الأنوار ج2ص172ب23ح3 . عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى عَنْ جَابِرٍ قَالَ : قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ عليه السلام : يَا جَابِرُ : لَوْ كُنَّا نُفْتِي النَّاسَ بِرَأْيِنَا وَ هَوَانَا لَكُنَّا مِنَ الْهَالِكِينَ . وَ لَكِنَّا نُفْتِيهِمْ بِآثَارٍ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وآله وسلم . وَ أُصُولِ عِلْمٍ عِنْدَنَا نَتَوَارَثُهَا كَابِراً عَنْ كَابِرٍ ، نَكْنِزُهَا كَمَا يَكْنِزُ هَؤُلَاءِ ذَهَبَهُمْ وَ فِضَّتَهُمْ . بحار الأنوار ج2ص189ب26ح21 . وفي بصائر الدرجات‏ : عَنِ الْمُنَخَّلِ عَنْ جَابِرٍ قَالَ : قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ عليه السلام : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وآله وسلم : إِنَّ حَدِيثَ آلِ مُحَمَّدٍ صَعْبٌ مُسْتَصْعَبٌ . لَا يُؤْمِنُ بِهِ إِلَّا مَلَكٌ مُقَرَّبٌ ، أَوْ نَبِيٌّ مُرْسَلٌ ، أَوْ عَبْدٌ امْتَحَنَ اللَّهُ قَلْبَهُ لِلْإِيمَانِ فَمَا وَرَدَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَدِيثِ آلِ مُحَمَّدٍ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ فَلَانَتْ لَهُ قُلُوبُكُمْ ، وَ عَرَفْتُمُوهُ ، فَاقْبَلُوهُ . وَ مَا اشْمَأَزَّتْ قُلُوبُكُمْ : وَ أَنْكَرْتُمُوهُ ، فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَ إِلَى الرَّسُولِ ، وَ إِلَى الْعَالِمِ مِنْ آلِ مُحَمَّدٍ . وَ إِنَّمَا الْهَالِكُ : أَنْ يُحَدَّثَ بِشَيْ‏ءٍ مِنْهُ لَا يَحْتَمِلُهُ . فَيَقُولَ : وَ اللَّهِ مَا كَانَ هَذَا شَيْئاً ، وَ الْإِنْكَارُ هُوَ الْكُفْرُ . بحار الأنوار ج2 ص144ب19ح5 . الأمالي للصدوق‏ : عَنِ الْفُضَيْلِ قَالَ : قَالَ لِي أَبُو جَعْفَرٍ عليه السلام : يَا فُضَيْلُ إِنَّ حَدِيثَنَا يُحْيِي الْقُلُوبَ . بحار الأنوار ج2ص151ب19ح29 . عن دَعَوَاتُ الرَّاوَنْدِيِّ ، قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ عليه السلام : إِنَّ حَدِيثَنَا يُحْيِي الْقُلُوبَ وَ قَالَ : مَنْفَعَتُهُ فِي الدِّينِ أَشَدُّ عَلَى الشَّيْطَانِ مِنْ عِبَادَةِ سَبْعِينَ أَلْفَ عَابِدٍ . بحار الأنوار ج2ص144ب19ح6 . في الخصال‏ : عَنْ خَيْثَمَةَ قَالَ : قَالَ لِي أَبُو جَعْفَرٍ عليه السلام : تَزَاوَرُوا فِي بُيُوتِكُمْ ، فَإِنَّ ذَلِكَ حَيَاةٌ لِأَمْرِنَا ، رَحِمَ اللَّهُ عَبْداً أَحْيَا أَمْرَنَا . أهمية العقل والعلم عند الإمام والتحديث به : الكافي ج1ص39ح5باب مجالسة العلماء و صحبتهم . عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ عَنْ مِسْعَرِ بْنِ كِدَامٍ قَالَ : سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ عليه السلام يَقُولُ لَمَجْلِسٌ أَجْلِسُهُ إِلَى مَنْ أَثِقُ بِهِ . أَوْثَقُ فِي نَفْسِي مِنْ عَمَلِ سَنَةٍ . الكافي ج1ص41ح7 باب سؤال العالم و تذاكره. عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ أَبِي الْجَارُودِ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ عليه السلام يَقُولُ: رَحِمَ اللَّهُ عَبْداً أَحْيَا الْعِلْمَ . قَالَ قُلْتُ : وَ مَا إِحْيَاؤُهُ ؟ قَالَ : أَنْ يُذَاكِرَ بِهِ أَهْلَ الدِّينِ وَ أَهْلَ الْوَرَعِ . الكافي ج1ص41ح9 باب سؤال العالم و تذاكره . عَنْ مَنْصُورٍ الصَّيْقَلِ قَالَ : سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ عليه السلام يَقُولُ : تَذَاكُرُ الْعِلْمِ دِرَاسَةٌ ، وَ الدِّرَاسَةُ صَلَاةٌ حَسَنَةٌ . الكافي ج1ص43ح7 باب النهي عن القول بغير علم . عَنْ أَبَانٍ عَنْ زُرَارَةَ بْنِ أَعْيَنَ قَالَ سَأَلْتُ أَبَا جَعْفَرٍ عليه السلام : مَا حَقُّ اللَّهِ عَلَى الْعِبَادِ ؟ قَالَ عليه السلام : أَنْ يَقُولُوا مَا يَعْلَمُونَ ، وَ يَقِفُوا عِنْدَ مَا لَا يَعْلَمُونَ . الكافي ج1ص45ح7 باب استعمال العلم . عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى عَنْ أَبِيهِ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ عليه السلام يَقُولُ : ِذَا سَمِعْتُمُ الْعِلْمَ فَاسْتَعْمِلُوهُ ، وَ لْتَتَّسِعْ قُلُوبُكُمْ . فَإِنَّ الْعِلْمَ إِذَا كَثُرَ فِي قَلْبِ رَجُلٍ لَا يَحْتَمِلُهُ ، قَدَرَ الشَّيْطَانُ عَلَيْهِ ، فَإِذَا خَاصَمَكُمُ الشَّيْطَانُ ، فَأَقْبِلُوا عَلَيْهِ بِمَا تَعْرِفُونَ ، فَإِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفاً . فَقُلْتُ : وَ مَا الَّذِي نَعْرِفُهُ ؟ قَالَ عليه السلام : خَاصِمُوهُ بِمَا ظَهَرَ لَكُمْ مِنْ قُدْرَةِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ . الكافي ج1ص51ح15باب النوادر . عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سُلَيْمَانَ قَالَ : سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ عليه السلام يَقُولُ : وَ عِنْدَهُ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ يُقَالُ لَهُ عُثْمَانُ الْأَعْمَى ، وَ هُوَ يَقُولُ : إِنَّ الْحَسَنَ الْبَصْرِيَّ : يَزْعُمُ أَنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ الْعِلْمَ ، يُؤْذِي ر ِيحُ بُطُونِهِمْ أَهْلَ النَّارِ . فَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ عليه السلام : فَهَلَكَ إِذَنْ مُؤْمِنُ آلِ فِرْعَوْنَ ، مَا زَالَ الْعِلْمُ مَكْتُوماً مُنْذُ بَعَثَ اللَّهُ نُوحاً عليه السلام ، فَلْيَذْهَبِ الْحَسَنُ يَمِيناً وَ شِمَالًا ، فَوَ اللَّهِ مَا يُوجَدُ الْعِلْمُ إِلَّا هَاهُنَا . يشير الإمام لقوله تعالى : { وَقَالَ رَجُلٌ مُّؤْمِنٌ مِّنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمَانَهُ أَتَقْتُلُونَ رَجُلًا أَن يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ وَقَدْ جَاءكُم بِالْبَيِّنَاتِ مِن رَّبِّكُمْ وَإِن يَكُ كَاذِبًا فَعَلَيْهِ كَذِبُهُ وَإِن يَكُ صَادِقًا يُصِبْكُم بَعْضُ الَّذِي يَعِدُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ كَذَّابٌ (28) } غافر . { إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِن بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلعَنُهُمُ اللّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ (159) إِلاَّ الَّذِينَ تَابُواْ وَأَصْلَحُواْ وَبَيَّنُواْ فَأُوْلَئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (160) إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَمَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ لَعْنَةُ اللّهِ وَالْمَلآئِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ (161) خَالِدِينَ فِيهَا لاَ يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ وَلاَ هُمْ يُنظَرُونَ (162) } البقرة . الكافي ج1ص57ح17 . في الكافي : عَنْ مَسْعَدَةَ بْنِ صَدَقَةَ قَالَ : حَدَّثَنِي جَعْفَرٌ عَنْ أَبِيهِ عليه السلام : أَنَّ عَلِيّاً صلى الله عليه وآله وسلم قَالَ : مَنْ نَصَبَ نَفْسَهُ لِلْقِيَاسِ ، لَمْ يَزَلْ دَهْرَهُ فِي الْتِبَاسٍ . وَ مَنْ دَانَ اللَّهَ بِالرَّأْيِ ، لَمْ يَزَلْ دَهْرَهُ فِي ارْتِمَاسٍ . قَالَ وَ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ عليه السلام : مَنْ أَفْتَى النَّاسَ بِرَأْيِهِ ، فَقَدْ دَانَ اللَّهَ بِمَا لَا يَعْلَمُ ، وَ مَنْ دَانَ اللَّهَ بِمَا لَا يَعْلَمُ ، فَقَدْ ضَادَّ اللَّهَ حَيْثُ أَحَلَّ وَ حَرَّمَ فِيمَا لَا يَعْلَمُ . الكافي ج1ص59ح22 . في الكافي : عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ عَنْ أَبِيهِ مُرْسَلًا قَالَ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ عليه السلام : لَا تَتَّخِذُوا : مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيجَةً ، فَلَا تَكُونُوا مُؤْمِنِينَ ، فَإِنَّ كُلَّ سَبَبٍ وَ نَسَبٍ وَ قَرَابَةٍ وَ وَلِيجَةٍ وَ بِدْعَةٍ وَ شُبْهَةٍ ، مُنْقَطِعٌ ، إِلَّا مَا أَثْبَتَهُ الْقُرْآنُ . الكافي ج1ص60ح5 . في الكافي : عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ أَبِي الْجَارُودِ قَالَ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ ع في الكافي : إِذَا حَدَّثْتُكُمْ بِشَيْ‏ءٍ ، فَاسْأَلُونِي مِنْ كِتَابِ اللَّهِ . ثُمَّ قَالَ فِي بَعْضِ حَدِيثِهِ : إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وآله وسلم ، نَهَى عَنِ الْقِيلِ وَ الْقَالِ ، وَ فَسَادِ الْمَالِ ، وَ كَثْرَةِ السُّؤَالِ . فَقِيلَ لَهُ : يَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ ، أَيْنَ هَذَا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ ؟ قَالَ عليه السلام : إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ يَقُولُ : { لا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْواهُمْ ، إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ ، أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاحٍ بَيْنَ النَّاسِ } ، وَ قَالَ { وَ لا تُؤْتُوا السُّفَهاءَ أَمْوالَكُمُ الَّتِي جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ قِياماً } . وَ قَالَ : { لا تَسْئَلُوا عَنْ أَشْياءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ‏ } . طبعا كثرة السؤال متعنتا لا مستفهما ، أو السؤال عن أمور لم تكن نافعه وليست من صلب الدين ، أو طلب توضيح ما تعلم بأن ليس من المصلحة الجواب عليه في هذا الحال لأنه قد يلقي بصابحه بمشاكل ، مثل قول الرسول أنا أعرف كل منكم بنسبه وسببه ، قام له من عرفه بصحته وبعضهم يخزى ، مثل مسألة حين عرف مسائل أخذوا يلحون عليه كل عام فكان يسكت ، بعد قال ما معناه لا تسألوا يكفي سنة واحدة ، يبين استحبابه ولو قال نعم لوجب وغيرها الكثير . ، وإن السؤال النافع مأمور به ، وقد قال الله وأسالوا الله من فضله ، وقال الإمام علي وإن نصف العلم بالمسألة . بحار الأنوار ج40ص157 باب 93- علمه ع و أن النبي ص علمه أل تَارِيخُ الْبَلَاذِرِيِّ وَ حِلْيَةُ الْأَوْلِيَاءِ قَالَ عَلِيٌّ عليه اسللام : وَ اللَّهِ مَا نَزَلَتْ آيَةٌ إِلَّا وَ قَدْ عَلِمْتُ فِيمَا نَزَلَتْ ، وَ أَيْنَ نَزَلَتْ أَ بِلَيْلٍ نَزَلَتْ أَمْ بِنَهَارٍ ، نَزَلَتْ فِي سَهْلٍ أَوْ جَبَلٍ . إِنَّ رَبِّي وَهَبَ لِي قَلْباً عَقُولًا ، وَ لِسَاناً سَئُولًا . بحار الأنوار ج2ص170ب22ح10 . في المحاسن‏ : عَنْ أَبِي لَبِيدٍ الْبَحْرَانِيِّ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليه السلام : أَنَّهُ أَتَاهُ رَجُلٌ بِمَكَّةَ ، فَقَالَ لَهُ : يَا مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيٍّ ، أَنْتَ الَّذِي تَزْعُمُ أَنَّهُ لَيْسَ شَيْ‏ءٌ إِلَّا وَ لَهُ حَدٌّ . فَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ عليه السلام : نَعَمْ أَنَا أَقُولُ إِنَّهُ لَيْسَ شَيْ‏ءٌ مِمَّا خَلَقَ اللَّهُ صَغِيراً وَ كَبِيراً ، إِلَّا وَ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لَهُ حَدّاً ، إِذَا جُوِّزَ بِهِ ذَلِكَ الْحَدُّ ، فَقَدْ تُعُدِّيَ حَدُّ اللَّهِ فِيهِ . فَقَالَ : فَمَا حَدُّ مَائِدَتِكَ هَذِهِ ؟ قَالَ : تَذْكُرُ اسْمَ اللَّهِ حِينَ تُوضَعُ ، وَ تَحْمَدُ اللَّهَ حِينَ تُرْفَعُ ، وَ تَقُمُّ مَا تَحْتَهَا . قَالَ : فَمَا حَدُّ كُوزِكَ هَذَا ؟ قَالَ : لَا تَشْرَبْ مِنْ مَوْضِعِ أُذُنِهِ ، وَ لَا مِنْ مَوْضِعِ كَسْرِهِ ، فَإِنَّهُ مَقْعَدُ الشَّيْطَانِ ، وَ إِذَا وَضَعْتَهُ عَلَى فِيكَ ، فَاذْكُرِ اسْمَ اللَّهِ ، وَ إِذَا رَفَعْتَهُ عَنْ فِيكَ فَاحْمَدِ اللَّهَ ، وَ تَنَفَّسْ فِيهِ ثَلَاثَةَ أَنْفَاسٍ ، فَإِنَّ النَّفَسَ الْوَاحِدَ يُكْرَهُ . معارفه في التوحيد عند الإمام : الكافي ج1ص92ح1 . في الكافي : عَنْ عَلِيِّ بْنِ رِئَابٍ عَنْ أَبِي بَصِيرٍ قَالَ : قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ عليه السلام : تَكَلَّمُوا فِي خَلْقِ اللَّهِ ، وَ لَا تَتَكَلَّمُوا فِي اللَّهِ ، فَإِنَّ الْكَلَامَ فِي اللَّهِ ، لَا يَزْدَادُ صَاحِبَهُ إِلَّا تَحَيُّراً . الكافي ج1ص92ح4. في الكافي : عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حُمْرَانَ ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ الْحَذَّاءِ قَالَ : قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ عليه السلام : يَا زِيَادُ : إِيَّاكَ وَ الْخُصُومَاتِ ، فَإِنَّهَا تُورِثُ الشَّكَّ ، وَ تَهْبِطُ الْعَمَلَ ، وَ تُرْدِي صَاحِبَهَا ، وَ عَسَى أَنْ يَتَكَلَّمَ بِالشَّيْ‏ءِ فَلَا يُغْفَرَ لَهُ . إِنَّهُ كَانَ فِيمَا مَضَى : قَوْمٌ تَرَكُوا عِلْمَ مَا وُكِّلُوا بِهِ ، وَ طَلَبُوا عِلْمَ مَا كُفُوهُ ، حَتَّى انْتَهَى كَلَامُهُمْ إِلَى اللَّهِ ، فَتَحَيَّرُوا . حَتَّى إِنْ كَانَ الرَّجُلُ لَيُدْعَى مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ ، فَيُجِيبُ مِنْ خَلْفِهِ . وَ يُدْعَى مِنْ خَلْفِهِ ، فَيُجِيبُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ . وَ فِي رِوَايَةٍ أُخْرَى : حَتَّى تَاهُوا فِي الْأَرْضِ . الكافي ج1ص94ح10 . في الكافي : عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَتِيكٍ الْقَصِيرِ قَالَ : سَأَلْتُ أَبَا جَعْفَرٍ عليه السلام عَنْ شَيْ‏ءٍ مِنَ الصِّفَةِ ؟ فَرَفَعَ يَدَهُ إِلَى السَّمَاءِ ، ثُمَّ قَالَ : تَعَالَى الْجَبَّارُ ، تَعَالَى الْجَبَّارُ ، مَنْ تَعَاطَى مَا ثَمَّ هَلَكَ . الكافي ج1ص88ح1 . في الكافي : عَنْ أَبِي حَمْزَةَ قَالَ : سَأَلَ نَافِعُ بْنُ الْأَزْرَقِ أَبَا جَعْفَرٍ عليه السلام فَقَالَ : أَخْبِرْنِي عَنِ اللَّهِ مَتَى كَانَ ؟ فَقَالَ عليه السلام : مَتَى لَمْ يَكُنْ حَتَّى أُخْبِرَكَ مَتَى كَانَ ، سُبْحَانَ مَنْ لَمْ يَزَلْ وَ لَا يَزَالُ ، فَرْداً صَمَداً ، لَمْ يَتَّخِذْ صَاحِبَةً وَ لَا وَلَداً . الكافي ج1ص97ح5 . في الكافي : عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ : حَضَرْتُ أَبَا جَعْفَرٍ عليه السلام فَدَخَلَ عَلَيْهِ رَجُلٌ مِنَ الْخَوَارِجِ ، فَقَالَ لَهُ : يَا أَبَا جَعْفَرٍ ، أَيَّ شَيْ‏ءٍ تَعْبُدُ ؟ قَالَ عليه السلام : اللَّهَ تَعَالَى . قَالَ : رَأَيْتَهُ ؟ قَالَ : بَلْ لَمْ تَرَهُ الْعُيُونُ بِمُشَاهَدَةِ الْأَبْصَارِ ، وَ لَكِنْ رَأَتْهُ الْقُلُوبُ بِحَقَائِقِ الْإِيمَانِ ، لَا يُعْرَفُ بِالْقِيَاسِ ، وَ لَا يُدْرَكُ بِالْحَوَاسِّ ، وَ لَا يُشَبَّهُ بِالنَّاسِ ، مَوْصُوفٌ بِالْآيَاتِ ، مَعْرُوفٌ بِالْعَلَامَاتِ ، لَا يَجُورُ فِي حُكْمِهِ ، ذَلِكَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ . قَالَ : فَخَرَجَ الرَّجُلُ ، وَ هُوَ يَقُولُ : اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسالَتَهُ‏ . الكافي ج1ص110ح5 . في الكافي : عَنِ الْمَشْرِقِيِّ حَمْزَةَ بْنِ الْمُرْتَفِعِ ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا ، قَالَ : كُنْتُ فِي مَجْلِسِ أَبِي جَعْفَرٍ عليه السلام ، إِذْ دَخَلَ عَلَيْهِ عَمْرُو بْنُ عُبَيْدٍ . فَقَالَ لَهُ : جُعِلْتُ فِدَاكَ ، قَوْلُ اللَّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى : { وَ مَنْ يَحْلِلْ عَلَيْهِ غَضَبِي فَقَدْ هَوى‏ } ، مَا ذَلِكَ الْغَضَبُ ؟ فَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ عليه السلام ، هُوَ الْعِقَابُ . يَا عَمْرُو : إِنَّهُ مَنْ زَعَمَ ، أَنَّ اللَّهَ قَدْ زَالَ مِنْ شَيْ‏ءٍ إِلَى شَيْ‏ءٍ ، فَقَدْ وَصَفَهُ صِفَةَ مَخْلُوقٍ ، وَ إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى لَا يَسْتَفِزُّهُ شَيْ‏ءٌ فَيُغَيِّرَهُ . الكافي ج1ص123ح2 . في الكافي : عَنْ جَابِرِ بْنِ يَزِيدَ الْجُعْفِيِّ قَالَ : سَأَلْتُ أَبَا جَعْفَرٍ عليه السلام عَنْ شَيْ‏ءٍ مِنَ التَّوْحِيدِ ؟ فَقَالَ : إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَتْ أَسْمَاؤُهُ الَّتِي يُدْعَا بِهَا ، وَ تَعَالَى فِي عُلُوِّ كُنْهِهِ . وَاحِدٌ : تَوَحَّدَ بِالتَّوْحِيدِ فِي تَوَحُّدِهِ ، ثُمَّ أَجْرَاهُ عَلَى خَلْقِهِ ، فَهُوَ وَاحِدٌ صَمَدٌ ، قُدُّوسٌ ، يَعْبُدُهُ كُلُّ شَيْ‏ءٍ ، وَ يَصْمُدُ إِلَيْهِ كُلُّ شَيْ‏ءٍ ، وَ وَسِعَ كُلَّ شَيْ‏ءٍ عِلْماً . الكافي ج1ص134ح4 . في الكافي : عَنْ أَبِي أَيُّوبَ الْخَزَّازِ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ قَالَ : سَأَلْتُ أَبَا جَعْفَرٍ عليه السلام ، عَمَّا يَرْوُونَ أَنَّ اللَّهَ خَلَقَ آدَمَ عَلَى صُورَتِهِ ؟ فَقَالَ : هِيَ صُورَةٌ مُحْدَثَةٌ مَخْلُوقَةٌ ، وَ اصْطَفَاهَا اللَّهُ وَ اخْتَارَهَا عَلَى سَائِرِ الصُّوَرِ الْمُخْتَلِفَةِ ، فَأَضَافَهَا إِلَى نَفْسِهِ ، كَمَا أَضَافَ الْكَعْبَةَ إِلَى نَفْسِهِ ، وَ الرُّوحَ إِلَى نَفْسِهِ . فَقَالَ : بَيْتِيَ ، وَ نَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي‏ . الكافي ج1ص145ح10 . في الكافي : عَنْ بُرَيْدٍ الْعِجْلِيِّ قَالَ : سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ عليه السلام يَقُولُ : بِنَا عُبِدَ اللَّهُ ، وَ بِنَا عُرِفَ اللَّهُ ، وَ بِنَا وُحِّدَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى . وَ مُحَمَّدٌ حِجَابُ اللَّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى . الكافي ج1ص147ح6 . في الكافي : عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنِ الْفُضَيْلِ بْنِ يَسَارٍ قَالَ : سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ عليه السلام يَقُولُ : الْعِلْمُ : عِلْمَانِ : فَعِلْمٌ : عِنْدَ اللَّهِ مَخْزُونٌ لَمْ يُطْلِعْ عَلَيْهِ أَحَداً مِنْ خَلْقِهِ . وَ عِلْمٌ عَلَّمَهُ مَلَائِكَتَهُ وَ رُسُلَهُ ، فَمَا عَلَّمَهُ مَلَائِكَتَهُ وَ رُسُلَهُ ، فَإِنَّهُ سَيَكُونُ لا يُكَذِّبُ نَفْسَهُ ، وَ لَا مَلَائِكَتَهُ ، وَ لَا رُسُلَهُ . وَ عِلْمٌ : عِنْدَهُ مَخْزُونٌ ، يُقَدِّمُ مِنْهُ مَا يَشَاءُ ، وَ يُؤَخِّرُ مِنْهُ مَا يَشَاءُ ، وَ يُثْبِتُ مَا يَشَاءُ . الكافي ج1ص147ح7. في الكافي : عَنْ حَمَّادٍ عَنْ رِبْعِيٍّ عَنِ الْفُضَيْلِ قَالَ : سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ عليه السلام يَقُولُ : مِنَ الْأُمُورِ أُمُورٌ مَوْقُوفَةٌ عِنْدَ اللَّهِ ، يُقَدِّمُ مِنْهَا مَا يَشَاءُ ، وَ يُؤَخِّرُ مِنْهَا مَا يَشَاءُ . الكافي ج1ص154ح2 . في الكافي : عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ عليه السلام يَقُولُ : إِنَّ فِي بَعْضِ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنْ كُتُبِهِ ، أَنِّي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا خَلَقْتُ الْخَيْرَ وَ خَلَقْتُ الشَّرَّ : فَطُوبَى لِمَنْ أَجْرَيْتُ عَلَى يَدَيْهِ الْخَيْرَ . وَ وَيْلٌ لِمَنْ أَجْرَيْتُ عَلَى يَدَيْهِ الشَّرَّ . وَ وَيْلٌ لِمَنْ يَقُولُ : كَيْفَ ذَا ، وَ كَيْفَ ذَا . معارف الإمامة وأهميتها في أقوال الإمام عليه السلام : الكافي ج8ص52ح16 رسالة أبي جعفر ع إلى سعد الخير . عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَمَّنْ حَدَّثَهُ قَالَ كَتَبَ أَبُو جَعْفَرٍ ع إِلَى سَعْدٍ الْخَيْرِ : بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ : أَمَّا بَعْدُ ، فَإِنِّي أُوصِيكَ بِتَقْوَى اللَّهِ ، فَإِنَّ فِيهَا السَّلَامَةَ مِنَ التَّلَفِ ، وَ الْغَنِيمَةَ فِي الْمُنْقَلَبِ . إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ : يَقِي بِالتَّقْوَى عَنِ الْعَبْدِ مَا عَزَبَ عَنْهُ عَقْلُهُ ، وَ يُجْلِي بِالتَّقْوَى عَنْهُ عَمَاهُ وَ جَهْلَهُ . وَ بِالتَّقْوَى : نَجَا نُوحٌ وَ مَنْ مَعَهُ فِي السَّفِينَةِ ، وَ صَالِحٌ وَ مَنْ مَعَهُ مِنَ الصَّاعِقَةِ . وَ بِالتَّقْوَى : فَازَ الصَّابِرُونَ ، وَ نَجَتْ تِلْكَ الْعُصَبُ مِنَ الْمَهَالِكِ . وَ لَهُمْ إِخْوَانٌ عَلَى تِلْكَ الطَّرِيقَةِ : يَلْتَمِسُونَ تِلْكَ الْفَضِيلَةَ ، نَبَذُوا طُغْيَانَهُمْ مِنَ الْإِيرَادِ بِالشَّهَوَاتِ لِمَا بَلَغَهُمْ فِي الْكِتَابِ مِنَ الْمَثُلَاتِ . حَمِدُوا رَبَّهُمْ : عَلَى مَا رَزَقَهُمْ ، وَ هُوَ أَهْلُ الْحَمْدِ ، وَ ذَمُّوا أَنْفُسَهُمْ عَلَى مَا فَرَّطُوا ، وَ هُمْ أَهْلُ الذَّمِّ . وَ عَلِمُوا : أَنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى الْحَلِيمَ الْعَلِيمَ ، إِنَّمَا غَضَبُهُ عَلَى مَنْ لَمْ يَقْبَلْ مِنْهُ رِضَاهُ ، وَ إِنَّمَا يَمْنَعُ مَنْ لَمْ يَقْبَلْ مِنْهُ عَطَاهُ ، وَ إِنَّمَا يُضِلُّ مَنْ لَمْ يَقْبَلْ مِنْهُ هُدَاهُ . ثُمَّ أَمْكَنَ أَهْلَ السَّيِّئَاتِ مِنَ التَّوْبَةِ : بِتَبْدِيلِ الْحَسَنَاتِ ، دَعَا عِبَادَهُ فِي الْكِتَابِ إِلَى ذَلِكَ بِصَوْتٍ رَفِيعٍ لَمْ يَنْقَطِعْ ، وَ لَمْ يَمْنَعْ دُعَاءَ عِبَادِهِ . فَلَعَنَ اللَّهُ : الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ . في مراتب الإيمان : الكافي ج2ص22ح13 باب دعائم الإسلام . في الكافي : عَنْ أَبَانٍ عَنْ إِسْمَاعِيلَ الْجُعْفِيِّ قَالَ : دَخَلَ رَجُلٌ عَلَى أَبِي جَعْفَرٍ ع وَ مَعَهُ صَحِيفَةٌ :فَقَالَ لَهُ أَبُو جَعْفَرٍ عليه السلام : هَذِهِ صَحِيفَةُ مُخَاصِمٍ ، يَسْأَلُ عَنِ الدِّينِ الَّذِي يُقْبَلُ فِيهِ الْعَمَلُ. فَقَالَ : رَحِمَكَ اللَّهُ هَذَا الَّذِي أُرِيدُ . فَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ عليه السلام : شَهَادَةُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ . وَ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَ رَسُولُهُ . وَ تُقِرَّ بِمَا جَاءَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ ، وَ الْوَلَايَةُ لَنَا أَهْلَ الْبَيْتِ ، وَ الْبَرَاءَةُ مِنْ عَدُوِّنَا ، وَ التَّسْلِيمُ لِأَمْرِنَا ، وَ الْوَرَعُ ، وَ التَّوَاضُعُ ، وَ انْتِظَارُ قَائِمِنَا ، فَإِنَّ لَنَا دَوْلَةً إِذَا شَاءَ اللَّهُ جَاءَ بِهَا . الكافي ج2ص45 ح3 في الكافي : عَنِ ابْنِ مُسْكَانَ عَنْ سَدِيرٍ قَالَ : قَالَ لِي أَبُو جَعْفَرٍ عليه السلام : إِنَّ الْمُؤْمِنِينَ : عَلَى مَنَازِلَ ، مِنْهُمْ عَلَى وَاحِدَةٍ ، وَ مِنْهُمْ عَلَى اثْنَتَيْنِ ، وَ مِنْهُمْ عَلَى ثَلَاثٍ ، وَ مِنْهُمْ عَلَى أَرْبَعٍ ، وَ مِنْهُمْ عَلَى خَمْسٍ ، وَ مِنْهُمْ عَلَى سِتٍّ ، وَ مِنْهُمْ عَلَى سَبْعٍ . فَلَوْ ذَهَبْتَ : تَحْمِلُ عَلَى صَاحِبِ الْوَاحِدَةِ ثِنْتَيْنِ لَمْ يَقْوَ ، وَ عَلَى صَاحِبِ الثِّنْتَيْنِ ثَلَاثاً لَمْ يَقْوَ ، وَ عَلَى صَاحِبِ الثَّلَاثِ أَرْبَعاً لَمْ يَقْوَ وَ عَلَى صَاحِبِ الْأَرْبَعِ خَمْساً لَمْ يَقْوَ وَ عَلَى صَاحِبِ الْخَمْسِ سِتّاً ، لَمْ يَقْوَ . وَ عَلَى صَاحِبِ السِّتِّ سَبْعاً لَمْ يَقْوَ ، وَ عَلَى هَذِهِ الدَّرَجَاتُ . الكافي ج2ص52ح 3 باب فضل الإيمان على الإسلام و اليقين . في الكافي : عَنْ حُمْرَانَ بْنِ أَعْيَنَ قَالَ : سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ عليه السلام يَقُولُ : إِنَّ اللَّهَ فَضَّلَ الْإِيمَانَ عَلَى الْإِسْلَامِ بِدَرَجَةٍ ، كَمَا فَضَّلَ الْكَعْبَةَ عَلَى الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ . الكافي ج2ص52ح5 باب فضل الإيمان على الإسلام و اليقين . في الكافي : عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى عَنْ يُونُسَ قَالَ : سَأَلْتُ أَبَا الْحَسَنِ الرِّضَا عليه السلام عَنِ الْإِيمَانِ وَ الْإِسْلَامِ ؟ فَقَالَ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ عليه السلام : إِنَّمَا هُوَ الْإِسْلَامُ ، وَ الْإِيمَانُ فَوْقَهُ بِدَرَجَةٍ ، وَ التَّقْوَى فَوْقَ الْإِيمَانِ بِدَرَجَةٍ ، وَ الْيَقِينُ فَوْقَ التَّقْوَى بِدَرَجَةٍ ، وَ لَمْ يُقْسَمْ بَيْنَ النَّاسِ شَيْ‏ءٌ أَقَلُّ مِنَ الْيَقِينِ ؟ قَالَ قُلْتُ : فَأَيُّ شَيْ‏ءٍ الْيَقِينُ . قَالَ عليه السلام : التَّوَكُّلُ عَلَى اللَّهِ ، وَ التَّسْلِيمُ لِلَّهِ ، وَ الرِّضَا بِقَضَاءِ اللَّهِ ، وَ التَّفْوِيضُ إِلَى اللَّهِ . قُلْتُ : فَمَا تَفْسِيرُ ذَلِكَ . قَالَ : هَكَذَا قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ عليه السلام . في الورع والتوبة وتقلب الأحوال : الكافي ج2ص72ح2 باب الاعتراف بالتقصير . عَنْ عُثْمَانَ بْنِ زَيْدٍ عَنْ جَابِرٍ قَالَ قَالَ لِي أَبُو جَعْفَرٍ عليه السلام : يَا جَابِرُ : لَا أَخْرَجَكَ اللَّهُ مِنَ النَّقْصِ ، وَ لَا التَّقْصِيرِ . الكافي ج2ص77ح5 باب الورع . عَنْ فُضَيْلِ بْنِ يَسَارٍ قَالَ : قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ عليه السلام : إِنَّ أَشَدَّ الْعِبَادَةِ الْوَرَعُ . الكافي ج2ص79ح2 باب العفة . عَنْ حَنَانِ بْنِ سَدِيرٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ : قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ عليه السلام : إِنَّ أَفْضَلَ الْعِبَادَةِ عِفَّةُ الْبَطْنِ وَ الْفَرْجِ . الكافي ج2ص423ح1 باب في تنقل أحوال القلب . في الكافي عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ النُّعْمَانِ الْأَحْوَلِ عَنْ سَلَّامِ بْنِ الْمُسْتَنِيرِ قَالَ : كُنْتُ عِنْدَ أَبِي جَعْفَرٍ عليه السلام ، فَدَخَلَ عَلَيْهِ حُمْرَانُ بْنُ أَعْيَنَ وَ سَأَلَهُ عَنْ أَشْيَاءَ . فَلَمَّا هَمَّ حُمْرَانُ بِالْقِيَامِ : قَالَ لِأَبِي جَعْفَرٍ عليه السلام أُخْبِرُكَ أَطَالَ اللَّهُ بَقَاءَكَ لَنَا وَ أَمْتَعَنَا بِكَ ، أَنَّا نَأْتِيكَ ، فَمَا نَخْرُجُ مِنْ عِنْدِكَ حَتَّى تَرِقَّ قُلُوبُنَا ، وَ تَسْلُوَ أَنْفُسُنَا عَنِ الدُّنْيَا ، وَ يَهُونَ عَلَيْنَا مَا فِي أَيْدِي النَّاسِ مِنْ هَذِهِ الْأَمْوَالِ ، ثُمَّ نَخْرُجُ مِنْ عِنْدِكَ ، فَإِذَا صِرْنَا مَعَ النَّاسِ وَ التُّجَّارِ أَحْبَبْنَا الدُّنْيَا ؟ قَالَ فَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ عليه السلام : إِنَّمَا هِيَ الْقُلُوبُ ، مَرَّةً تَصْعُبُ وَ مَرَّةً تَسْهُلُ . ثُمَّ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ عليه السلام : أَمَا إِنَّ أَصْحَابَ مُحَمَّدٍ صلى الله عيه وآله وسلم قَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ نَخَافُ عَلَيْنَا النِّفَاقَ ؟ قَالَ فَقَالَ : وَ لِمَ تَخَافُونَ ذَلِكَ ؟ قَالُوا : إِذَا كُنَّا عِنْدَكَ ، فَذَكَّرْتَنَا وَ رَغَّبْتَنَا ، وَجِلْنَا وَ نَسِينَا الدُّنْيَا ، وَ زَهِدْنَا حَتَّى كَأَنَّا نُعَايِنُ الْآخِرَةَ وَ الْجَنَّةَ وَ النَّارَ ، وَ نَحْنُ عِنْدَكَ . فَإِذَا خَرَجْنَا مِنْ عِنْدِكَ : وَ دَخَلْنَا هَذِهِ الْبُيُوتَ ، وَ شَمِمْنَا الْأَوْلَادَ ، وَ رَأَيْنَا الْعِيَالَ وَ الْأَهْلَ ، يَكَادُ أَنْ نُحَوَّلَ عَنِ الْحَالِ الَّتِي كُنَّا عَلَيْهَا عِنْدَكَ ، وَ حَتَّى كَأَنَّا لَمْ نَكُنْ عَلَى شَيْ‏ءٍ ، أَ فَتَخَافُ عَلَيْنَا أَنْ يَكُونَ ذَلِكَ نِفَاقاً ؟ فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وآله وسلم : كَلَّا إِنَّ هَذِهِ خُطُوَاتُ الشَّيْطَانِ ، فَيُرَغِّبُكُمْ فِي الدُّنْيَا ، وَ اللَّهِ لَوْ تَدُومُونَ عَلَى الْحَالَةِ الَّتِي وَصَفْتُمْ أَنْفُسَكُمْ بِهَا ، لَصَافَحَتْكُمُ الْمَلَائِكَةُ ، وَ مَشَيْتُمْ عَلَى الْمَاءِ ، وَ لَوْ لَا أَنَّكُمْ تُذْنِبُونَ فَتَسْتَغْفِرُونَ اللَّهَ ، لَخَلَقَ اللَّهُ خَلْقاً حَتَّى يُذْنِبُوا ثُمَّ يَسْتَغْفِرُوا اللَّهَ فَيَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ ، إِنَّ الْمُؤْمِنَ مُفَتَّنٌ تَوَّابٌ ، أَ مَا سَمِعْتَ قَوْلَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ : { إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَ يُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ } ، وَ قَالَ : { اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ‏ } . الكافي ج2ص435ح8 باب التوبة . عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ الْحَذَّاءِ قَالَ : سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ عليه السلام يَقُولُ : إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى أَشَدُّ فَرَحاً بِتَوْبَةِ عَبْدِهِ ، مِنْ رَجُلٍ أَضَلَّ رَاحِلَتَهُ وَ زَادَهُ ، فِي لَيْلَةٍ ظَلْمَاءَ ، فَوَجَدَهَا ، فَاللَّهُ أَشَدُّ فَرَحاً بِتَوْبَةِ عَبْدِهِ مِنْ ذَلِكَ الرَّجُلِ بِرَاحِلَتِهِ حِينَ وَجَدَهَا . في طلب الحاجة من الله : الكافي ج2ص475ح3باب الإلحاح في الدعاء و التلبث . عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ عُقْبَةَ الْهَجَرِيِّ قَالَ : سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ عليه السلام يَقُولُ : وَ اللَّهِ لَا يُلِحُّ عَبْدٌ مُؤْمِنٌ عَلَى اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فِي حَاجَتِهِ إِلَّا قَضَاهَا لَهُ . الكافي ج2ص479ح2 باب الرغبة و الرهبة و التضرع . في الكافي عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ قَالَ : سَأَلْتُ أَبَا جَعْفَرٍ عليه السلام عَنْ قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ { فَمَا اسْتَكانُوا لِرَبِّهِمْ وَ ما يَتَضَرَّعُونَ } . فَقَالَ : الِاسْتِكَانَةُ هُوَ الْخُضُوعُ ، وَ التَّضَرُّعُ هُوَ رَفْعُ الْيَدَيْنِ وَ التَّضَرُّعُ بِهِمَا . الكافي ج2ص488ح1 باب من أبطأت عليه الإجابة . عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي نَصْرٍ قَالَ : قُلْتُ لِأَبِي الْحَسَنِ عليه السلام ، جُعِلْتُ فِدَاكَ ، إِنِّي قَدْ سَأَلْتُ اللَّهَ حَاجَةً مُنْذُ كَذَا وَ كَذَا سَنَةً ، وَ قَدْ دَخَلَ قَلْبِي مِنْ إِبْطَائِهَا شَيْ‏ءٌ . فَقَالَ عليه السلام : يَا أَحْمَدُ إِيَّاكَ وَ الشَّيْطَانَ ، أَنْ يَكُونَ لَهُ عَلَيْكَ سَبِيلٌ حَتَّى يُقَنِّطَكَ . إِنَّ أَبَا جَعْفَرٍ عليه السلام كَانَ يَقُولُ : إِنَّ الْمُؤْمِنَ يَسْأَلُ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ حَاجَةً ، فَيُؤَخِّرُ عَنْهُ تَعْجِيلَ إِجَابَتِهِ حُبّاً لِصَوْتِهِ ، وَ اسْتِمَاعِ نَحِيبِهِ . ثُمَّ قَالَ : وَ اللَّهِ مَا أَخَّرَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ مَا يَطْلُبُونَ مِنْ هَذِهِ الدُّنْيَا ، خَيْرٌ لَهُمْ مِمَّا عَجَّلَ لَهُمْ فِيهَا ، وَ أَيُّ شَيْ‏ءٍ الدُّنْيَا . إِنَّ أَبَا جَعْفَرٍ عليه السلام كَانَ يَقُولُ : يَنْبَغِي لِلْمُؤْمِنِ أَنْ يَكُونَ دُعَاؤُهُ فِي الرَّخَاءِ ، نَحْواً مِنْ دُعَائِهِ فِي الشِّدَّةِ ، لَيْسَ إِذَا أُعْطِيَ فَتَرَ ، فَلَا تَمَلَّ الدُّعَاءَ ، فَإِنَّهُ مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ بِمَكَانٍ ، وَ عَلَيْكَ بِالصَّبْرِ ، وَ طَلَبِ الْحَلَالِ ، وَ صِلَةِ الرَّحِمِ . وَ إِيَّاكَ وَ مُكَاشَفَةَ النَّاسِ : فَإِنَّا أَهْلَ الْبَيْتِ ، نَصِلُ مَنْ قَطَعَنَا ، وَ نُحْسِنُ إِلَى مَنْ أَسَاءَ إِلَيْنَا ، فَنَرَى وَ اللَّهِ فِي ذَلِكَ الْعَاقِبَةَ الْحَسَنَةَ . إِنَّ صَاحِبَ النِّعْمَةِ فِي الدُّنْيَا : إِذَا سَأَلَ فَأُعْطِيَ ، طَلَبَ غَيْرَ الَّذِي سَأَلَ ، وَ صَغُرَتِ النِّعْمَةُ فِي عَيْنِهِ ، فَلَا يَشْبَعُ مِنْ شَيْ‏ءٍ . وَ إِذَا كَثُرَتِ النِّعَمُ : كَانَ الْمُسْلِمُ مِنْ ذَلِكَ عَلَى خَطَرٍ ، لِلْحُقُوقِ الَّتِي تَجِبُ عَلَيْهِ ، وَ مَا يُخَافُ مِنَ الْفِتْنَةِ فِيهَا . أَخْبِرْنِي عَنْكَ : لَوْ أَنِّي قُلْتُ لَكَ قَوْلًا ، أَ كُنْتَ تَثِقُ بِهِ مِنِّي ؟ فَقُلْتُ لَهُ : جُعِلْتُ فِدَاكَ ، إِذَا لَمْ أَثِقْ بِقَوْلِكَ ، فَبِمَنْ أَثِقُ ، وَ أَنْتَ حُجَّةُ اللَّهِ عَلَى خَلْقِهِ . قَالَ عليه السلام : فَكُنْ بِاللَّهِ أَوْثَقَ ، فَإِنَّكَ عَلَى مَوْعِدٍ مِنَ اللَّهِ ، أَ لَيْسَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ يَقُولُ : { وَ إِذا سَأَلَكَ عِبادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذا دَعانِ } ، وَ قَالَ : { لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ } . وَ قَالَ : { وَ اللَّهُ يَعِدُكُمْ مَغْفِرَةً مِنْهُ وَ فَضْلًا } . فَكُنْ بِاللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ : أَوْثَقَ مِنْكَ بِغَيْرِهِ ، وَ لَا تَجْعَلُوا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا خَيْراً ، فَإِنَّهُ مَغْفُورٌ لَكُمْ . حكام وملوك زمانه عليه السلام : هنا نذكر ما جرى له مع ملوك زمانه من بني أمية حينه استقدموه من المدينة ورجوعه منها ، وفيه بيان لشأنه الكريم وما خصه الله به من الكرامة ، الكافي ج1ص471ح5 بَابُ مَوْلِدِ أَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ عليه السلام . في الكافي : عَنْ صَالِحِ بْنِ حَمْزَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي بَكْرٍ الْحَضْرَمِيِّ قَالَ : لَمَّا حُمِلَ أَبُو جَعْفَرٍ عليه السلام إِلَى الشَّامِ ، إِلَى هِشَامِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ ، وَ صَارَ بِبَابِهِ ، قَالَ لِأَصْحَابِهِ : وَ مَنْ كَانَ بِحَضْرَتِهِ مِنْ بَنِي أُمَيَّةَ ، إِذَا رَأَيْتُمُونِي قَدْ وَبَّخْتُ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيٍّ ، ثُمَّ رَأَيْتُمُونِي قَدْ سَكَتُّ ، فَلْيُقْبِلْ عَلَيْهِ كُلُّ رَجُلٍ مِنْكُمْ فَلْيُوَبِّخْهُ ، ثُمَّ أَمَرَ أَنْ يُؤْذَنَ لَهُ . فَلَمَّا دَخَلَ عَلَيْهِ : أَبُو جَعْفَرٍ عليه السلام ، قَالَ : بِيَدِهِ السَّلَامُ عَلَيْكُمْ ، فَعَمَّهُمْ جَمِيعاً بِالسَّلَامِ ، ثُمَّ جَلَسَ . فَازْدَادَ هِشَامٌ : عَلَيْهِ حَنَقاً ، بِتَرْكِهِ السَّلَامَ عَلَيْهِ بِالْخِلَافَةِ ، وَ جُلُوسِهِ بِغَيْرِ إِذْنٍ ، فَأَقْبَلَ يُوَبِّخُهُ ، وَ يَقُولُ فِيمَا يَقُولُ لَهُ : يَا مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيٍّ ، لَا يَزَالُ الرَّجُلُ مِنْكُمْ قَدْ شَقَّ عَصَا الْمُسْلِمِينَ ، وَ دَعَا إِلَى نَفْسِهِ ، وَ زَعَمَ أَنَّهُ الْإِمَامُ سَفَهاً ، وَ قِلَّةَ عِلْمٍ ، وَ وَبَّخَهُ بِمَا أَرَادَ أَنْ يُوَبِّخَهُ ، فَلَمَّا سَكَتَ ، أَقْبَلَ عَلَيْهِ الْقَوْمُ ، رَجُلٌ بَعْدَ رَجُلٍ يُوَبِّخُهُ ، حَتَّى انْقَضَى آخِرُهُمْ . فَلَمَّا سَكَتَ الْقَوْمُ : نَهَضَ عليه السلام قَائِماً ، ثُمَّ قَالَ : أَيُّهَا النَّاسُ : أَيْنَ تَذْهَبُونَ ، وَ أَيْنَ يُرَادُ بِكُمْ ، بِنَا هَدَى اللَّهُ أَوَّلَكُمْ ، وَ بِنَا يَخْتِمُ آخِرَكُمْ ، فَإِنْ يَكُنْ لَكُمْ مُلْكٌ مُعَجَّلٌ ، فَإِنَّ لَنَا مُلْكاً مُؤَجَّلًا ، وَ لَيْسَ بَعْدَ مُلْكِنَا مُلْكٌ ، لِأَنَّا أَهْلُ الْعَاقِبَةِ ، يَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ : { وَ الْعاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ } . فَأَمَرَ بِهِ : إِلَى الْحَبْسِ ، فَلَمَّا صَارَ إِلَى الْحَبْسِ ، تَكَلَّمَ ، فَلَمْ يَبْقَ فِي الْحَبْسِ رَجُلٌ إِلَّا تَرَشَّفَهُ ، وَ حَنَّ إِلَيْهِ . فَجَاءَ صَاحِبُ الْحَبْسِ إِلَى هِشَامٍ فَقَالَ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، إِنِّي خَائِفٌ عَلَيْكَ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ ، أَنْ يَحُولُوا بَيْنَكَ وَ بَيْنَ مَجْلِسِكَ هَذَا ، ثُمَّ أَخْبَرَهُ بِخَبَرِهِ ، فَأَمَرَ بِهِ ، فَحُمِلَ عَلَى الْبَرِيدِ ، هُوَ وَ أَصْحَابُهُ ، لِيُرَدُّوا إِلَى الْمَدِينَةِ ، وَ أَمَرَ أَنْ لَا يُخْرَجَ لَهُمُ الْأَسْوَاقُ ، وَ حَالَ بَيْنَهُمْ وَ بَيْنَ الطَّعَامِ وَ الشَّرَابِ ، فَسَارُوا ثَلَاثاً لَا يَجِدُونَ طَعَاماً وَ لَا شَرَاباً ، حَتَّى انْتَهَوْا إِلَى مَدْيَنَ ، فَأُغْلِقَ بَابُ الْمَدِينَةِ دُونَهُمْ ، فَشَكَا أَصْحَابُهُ‏ الْجُوعَ وَ الْعَطَشَ . قَالَ : فَصَعِدَ جَبَلًا لِيُشْرِفَ عَلَيْهِمْ ، فَقَالَ بِأَعْلَى صَوْتِهِ : يَا أَهْلَ الْمَدِينَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا ، أَنَا بَقِيَّةُ اللَّهِ ، يَقُولُ اللَّهُ : { بَقِيَّتُ اللَّهِ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ وَ ما أَنَا عَلَيْكُمْ بِحَفِيظٍ } . قَالَ : وَ كَانَ فِيهِمْ شَيْخٌ كَبِيرٌ ، فَأَتَاهُمْ فَقَالَ لَهُمْ : يَا قَوْمِ هَذِهِ وَ اللَّهِ دَعْوَةُ شُعَيْبٍ النَّبِيِّ ، وَ اللَّهِ لَئِنْ لَمْ تُخْرِجُوا إِلَى هَذَا الرَّجُلِ بِالْأَسْوَاقِ ، لَتُؤْخَذُنَّ مِنْ فَوْقِكُمْ وَ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ ، فَصَدِّقُونِي فِي هَذِهِ الْمَرَّةِ وَ أَطِيعُونِي ، وَ كَذِّبُونِي فِيمَا تَسْتَأْنِفُونَ ، فَإِنِّي لَكُمْ نَاصِحٌ . قَالَ : فَبَادَرُوا فَأَخْرَجُوا إِلَى مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ وَ أَصْحَابِهِ بِالْأَسْوَاقِ ، فَبَلَغَ هِشَامَ بْنَ عَبْدِ الْمَلِكِ خَبَرُ الشَّيْخِ ، فَبَعَثَ إِلَيْهِ فَحَمَلَهُ ، فَلَمْ يُدْرَ مَا صَنَعَ بِهِ . الاحتجاج ج2ص323 احتجاج أبي جعفر محمد بن علي الباقر و عن عبد الرحمن بن عبد الزهري قال : حج هشام بن عبد الملك ، فدخل المسجد الحرام متكئا على يد سالم مولاه ، و محمد بن علي بن الحسين جالس ، فقال له سالم : يا أمير المؤمنين هذا محمد بن علي بن الحسين . فقال له هشام : المفتون به أهل العراق ؟ قال : نعم . قال : اذهب إليه فقل له يقول لك أمير المؤمنين ، ما الذي يأكل الناس و يشربون إلى أن يفصل بينهم يوم القيامة ؟ فقال أبو جعفر عليه السلام : يحشر الناس على مثل قرصة البر النقي ، فيها أنهار متفجرة ، يأكلون و يشربون حتى يفرغ من الحساب . قال : فرأى هشام أنه قد ظفر به ، فقال : الله أكبر اذهب إليه فقل له ، ما أشغلهم عن الأكل و الشرب يومئذ . فقال له : أبو جعفر هم في النار أشغل ، و لم يشغلوا عن أن قالوا : { أَفِيضُوا عَلَيْنا مِنَ الْماءِ أَوْ مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ } , فسكت هشام لا يرجع كلاما . المناقب ج : 4 ص : 187 الثعلبي في نزهة القلوب روى عن الباقر عليه السلام أنه قال : أشخصني هشام بن عبد الملك ، فدخلت عليه و بنو أمية حوله ، فقال لي : ادن يا ترابي . فقلت : من التراب خلقنا ، و إليه نصير ، فلم يزل يدنيني حتى أجلسني معه . ثم قال : أنت أبو جعفر الذي تقتل بني أمية . فقلت : لا ، قال : فمن ذاك ؟ فقلت : ابن عمنا أبو العباس بن محمد بن علي بن عبد الله بن العباس ، فنظر إلي و قال : و الله ما جربت عليك كذبا . ثم قال : و متى ذاك قلت عن سنيات و الله ما هي ببعيدة الخبر . سعد الخير الأموي : الاختصاص ص 85 سعد بن عبد الملك الأموي . عن مالك بن عطية عن أبي حمزة قال : دخل سعد بن عبد الملك ، و كان أبو جعفر عليه السلام يسميه سعد الخير ، و هو من ولد عبد العزيز بن مروان على أبي جعفر عليه السلام فبينا ينشج كما تنشج النساء . قال فقال له أبو جعفر عليه السلام : ما يبكيك يا سعد ؟ قال : و كيف لا أبكي و أنا من الشجرة الملعونة في القرآن . فقال له : لست منهم ، أنت أموي منا أهل البيت ، أ ما سمعت قول الله عز و جل يحكي عن إبراهيم : { فَمَنْ تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي‏ } . شهادته عليه السلام : شهادته أيام وفاته عليه السلام : بحار الأنوار ج46ص213ح3. في بصائر الدرجات‏ : عَنْ سَدِيرٍ قَالَ : سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام يَقُولُ : إِنَّ أَبِي مَرِضَ مَرَضاً شَدِيداً حَتَّى خِفْنَا عَلَيْهِ ، فَبَكَى بَعْضُ أَهْلِهِ عِنْدَ رَأْسِهِ ، فَنَظَرَ إِلَيْهِ ، فَقَالَ : إِنِّي لَسْتُ بِمَيِّتٍ مِنْ وَجَعِي هَذَا ، إِنَّهُ أَتَانِي اثْنَانِ فَأَخْبَرَانِي ، أَنِّي لَسْتُ بِمَيِّتٍ مِنْ وَجَعِي هَذَا . قَالَ : فَبَرَأَ وَ مَكَثَ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَمْكُثَ ، فَبَيْنَا هُوَ صَحِيحٌ لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ ، قَالَ : يَا بُنَيَّ : إِنَّ اللَّذَيْنِ أَتَيَانِي مِنْ وَجَعِي ذَلِكَ ، أَتَيَانِي فَأَخْبَرَانِي أَنِّي مَيِّتٌ يَوْمَ كَذَا وَ كَذَا ، قَالَ : فَمَاتَ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ . بحار الأنوار ج46ص213ح4. في بصائر الدرجات‏ : عَنْ أَبِي سَلَمَةَ ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام أَنَّهُ قَالَ : كُنْتُ عِنْدَ أَبِي فِي الْيَوْمِ الَّذِي قُبِضَ فِيهِ أَبِي مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ ، فَأَوْصَانِي بِأَشْيَاءَ فِي غُسْلِهِ وَ فِي كَفْنِهِ ، وَ فِي دُخُولِهِ قَبْرَهُ . قَالَ قُلْتُ : يَا أَبَتَاهْ وَ اللَّهِ مَا رَأَيْتُ مُنْذُ اشْتَكَيْتَ أَحْسَنَ هَيْئَةً مِنْكَ الْيَوْمَ ، وَ مَا رَأَيْتُ عَلَيْكَ أَثَرَ الْمَوْتِ . قَالَ : يَا بُنَيَّ أَ مَا سَمِعْتَ عَلِيَّ بْنَ الْحُسَيْنِ نَادَانِي مِنْ وَرَاءِ الْجُدُرِ ، أَنْ يَا مُحَمَّدُ تَعَالَ عَجِّلْ . الكافي ج2ص91ح13 باب الصبر . عَنْ عِيسَى بْنِ بَشِيرٍ عَنْ أَبِي حَمْزَةَ قَالَ : قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ عليه السلام : لَمَّا حَضَرَتْ أَبِي عَلِيَّ بْنَ الْحُسَيْنِ عليه السلام الْوَفَاةُ ، ضَمَّنِي إِلَى صَدْرِهِ ، وَ قَالَ : يَا بُنَيَّ : أُوصِيكَ بِمَا أَوْصَانِي بِهِ أَبِي حِينَ حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ ، وَ بِمَا ذَكَرَ أَنَّ أَبَاهُ أَوْصَاهُ بِهِ ، يَا بُنَيَّ : اصْبِرْ عَلَى الْحَقِّ وَ إِنْ كَانَ مُرّاً . بحارالأنوار ج46 ص 215 ح9 . عن الكافي : عَنْ حَمَّادِ بْنِ عُثْمَانَ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ إِنَّ أَبِي ع قَالَ لِي ذَاتَ يَوْمٍ فِي مَرَضِهِ يَا بُنَيَّ أَدْخِلْ أُنَاساً مِنْ قُرَيْشٍ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ حَتَّى أُشْهِدَهُمْ. قَالَ : فَأَدْخَلْتُ عَلَيْهِ أُنَاساً مِنْهُمْ . فَقَالَ : يَا جَعْفَرُ إِذَا أَنَا مِتُّ فَغَسِّلْنِي وَ كَفِّنِّي وَ ارْفَعْ قَبْرِي أَرْبَعَ أَصَابِعَ وَ رُشَّهُ بِالْمَاءِ فَلَمَّا خَرَجُوا قُلْتُ : يَا أَبَتِ لَوْ أَمَرْتَنِي بِهَذَا صَنَعْتُهُ ، وَ لَمْ تُرِدْ أَنْ أُدْخِلَ عَلَيْكَ قَوْماً تُشْهِدُهُمْ . فَقَالَ : يَا بُنَيَّ أَرَدْتُ أَنْ لَا تُنَازَعَ . بحار الأنوار ج46ص220ح25. في الكافي عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ عَنْ يُونُسَ بْنِ يَعْقُوبَ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام قَالَ : قَالَ لِي أَبِي : يَا جَعْفَرُ ، أَوْقِفْ لِي مِنْ مَالِي كَذَا وَ كَذَا ، لِنَوَادِبَ تَنْدُبُنِي عَشْرَ سِنِينَ ، بِمِنًى أَيَّامَ مِنًى . زيد بن علي المناقب ج : 4 ص : 197 القتيبي في عيون الأخبار أن هشاما قال لزيد بن علي ما فعل أخوك البقرة فقال زيد سماه رسول الله باقر العلم و أنت تسميه بقرة لقد اختلفتما إذا. زيد بن علي ثوى باقر العلم في ملحد إمام الورى طيب المولد فمن لي سوى جعفر بعده إمام الورى الأوحد الأمجد أبا جعفر الخير أنت الإمام و أنت المرجى لبلوى غد وأسأل الله سبحانه وتعالى أن يثبتنا على منهج نبينا وآله الكرم صلى الله عليهم وسلم وأن يكفيكم أخوتي الكرام شر أعداء آل محمد من الأولين والآخرين وأن ينصر الإسلام والمسلمين في كل بقاع الأرض دائمين وأن يدحر أعدائهم في كل حين وأسأل الله العظيم اللطيف الشافي أن يشافي كل مريض وأن يقضي حوائجكم والسلام عليكم ورحمة الله وبركانه ولكم الماك أخي الأدمن وأسأل الله أن يحفظكم ويرعاكم أجمعين أعداد وإلقاء خادم علوم آل محمد عليهم السلام الشيخ حسن الإنباري موسوعة صحف الطيبين أحاديث أخذت من القرص المضغوط نور الحديث 2.5 لمؤسسة النور وفيه أربعمائة كتاب شيعي