بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين وصلى الله على نبينا الأكرم محمد وآله الطيبين الطاهرين اللهم صل على محمد وآل محمد نرفع أعلى التهاني لمولانا صاحب العصر والزمان ولكل العلماء والأخوان الحاضرين ولكل المؤمنين بحلول العيد المبارك الكبير في يوم الجمعة الموضوع : التدبر وقراءة دعاء عرفة للإمام الحسين عليه السلام وبيان أهميته وشأنه الكريم ومعارف التوحيد فيه وتطور أحوال الإنسان برعاية الله سبحانه وبيان حقائق توسله بالله وشكره على نعمه والأعتراف بفضله وطلب المزيد منه والمغفرة وإن شاء الله غدا يوم عرفة وفيه يستحب الصوم الغسل زيارة الإمام الحسين وبعد غد : اللَّهُمَّ أَهْلَ الكَبْرِياءِ وَالعَظَمَةِ، وَأَهْلَ الجُودِ وَالجَبَرُوتِ، وَأَهْلَ العَفْوِ وَالرَّحْمَةِ، وَأَهْلَ التَّقوى وَالمَغْفِرَةِ، أَسْأَلُكَ بِحَقِّ هذا اليَوْمِ الَّذِي جَعَلْتَهُ لِلْمُسْلِمِينَ عِيْداً، وَلِمُحَمَّدٍ صَلّى الله عَلَيْهِ وَآلِهِ ذُخْراً وَمَزِيداً، أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمّدٍ، وَأَنْ تُدْخِلَنِي فِي كُلِّ خَيْرٍ أَدْخَلْتَ فِيْهِ مُحَمَّداً وَآلَ مُحَمَّدٍ، وَأَنْ تُخْرِجَنِي مِنْ كُلِّ سُوءٍ أَخْرَجْتَ مِنْهُ مُحَمَّداً وَآلَ مُحَمَّدٍ صَلَواتُكَ عَلَيْهِ وَعَلَيْهِمْ . اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ خَيْرَ ما سَأَلَكَ عِبادُكَ الصَّالِحُونَ، وَأَعُوذُ بِكَ مِمّا اسْتَعاذَ مِنْهُ عِبادُكَ الصَّالِحُونَ نرفع أعلا 1 ـ حمد وثناء على الله وأعتراف بالنعم بصورة مجملة ـ : ـ تفصيل الخلق وشكر نعمة الإيمان وتدرجه بالنعم حتى يكبر محفوظا بفضله ـ : ـ شكر الله على الهداية ـ ـ مع التقصير منا فهو سبحانه متفضل ـ : ـ الشهادة واستوداع الله إيمانه بأجمل تفصيل كل خلية وشيء فيه ـ : ـ العتراف بالقصور بالشكر لله على نعمه ـ : ـ طلب الكون في طاعته سبحانه والإخلاص له والتوكل عليه ـ ـ الشكر والحمد لله على النعم والتوفيق وطلب العون منه سبحانه على كل أموره ـ : ـ التوسل بالله بحقه وبحق أكرم خلقه وأن الخير منه تعالى ـ : ـ الشكر على النعم وتمجيد الله بحمده على نعمه مفصلا ـ : ـ الأعتراف بأن كل النعم لكل الناس منه والطلب الرحمة ـ : ـ التوسل بحق النبي الأكرم وذكر فضل الله عليه والطلب منه بما كرمه ـ : ـ الطلب من الله بكل ما قسمه في هذه الليلة ـ : ـ التوسل بالله بلطفه ورحمته والأعتراف بالتقصير ـ : ـ الاستدلال بكل شيء على الله بل بالله على كل شيء ـ : بحار الأنوار ج95ص216 . وَ مِنَ الدَّعَوَاتِ الْمُشَرَّفَةِ فِي يَوْمِ عَرَفَةَ دُعَاءُ مَوْلَانَا الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ : ومن دعوات هذا اليوم المشهورات دعاء سيد الشهداء (عليه السلام) روى بشر وبشير ابنا غالب الأسدي قالا: كنا مع الحسين بن علي (عليهما السلام) عشية عرفة فخرج (عليه السلام) من فسطاطه متذللاً خاشعاً فجعل يمشي هونا هونا حتى وقف هو وجماعة من أهل بيته وولده ومواليه في ميسرة الجبل مستقبل البيت ثم رفع يديه تلقاء وجهه كاستطعام المسكين ثم قال: 1 ـ حمد وثناء على الله وأعتراف بالنعم بصورة مجملة ـ : الْحَمْدُ لِلَّهِ : الَّذِي لَيْسَ لِقَضَائِهِ دَافِعٌ ، وَ لَا لِعَطَائِهِ مَانِعٌ . وَ لَا كَصُنْعِهِ صُنْعُ صَانِعٍ ، وَ هُوَ الْجَوَادُ الْوَاسِعُ . فَطَرَ : أَجْنَاسَ الْبَدَائِعِ ، وَ أَتْقَنَ بِحِكْمَتِهِ الصَّنَائِعَ . لَا يَخْفَى : عَلَيْهِ الطَّلَائِعُ ، وَ لَا تَضِيعُ عِنْدَهُ الْوَدَائِعُ . أَتَى : بِالْكِتَابِ الْجَامِعِ ، وَ بِشَرْعِ الْإِسْلَامِ النُّورِ السَّاطِعِ . وَ هُوَ لِلْخَلِيفَةِ صَانِعٌ ، وَ هُوَ الْمُسْتَعَانُ عَلَى الْفَجَائِعِ . جَازِي كُلِّ صَانِعٍ ، وَ رَائِشُ كُلِّ قَانِعٍ ، وَ رَاحِمُ كُلِّ ضَارِعٍ . وَ مُنْزِلُ الْمَنَافِعِ ، وَ الْكِتَابِ الْجَامِعِ ، بِالنُّورِ السَّاطِعِ . وَ هُوَ : لِلدَّعَوَاتِ سَامِعٌ ، وَ لِلدَّرَجَاتِ رَافِعٌ ، وَ لِلْكُرُبَاتِ دَافِعٌ ، وَ لِلْجَبَابِرَةِ قَامِعُ . وَ رَاحِمُ : عَبْرَةِ كُلِّ ضَارِعٍ ، وَ دَافِعُ ضَرْعَةِ كُلِّ ضَارِعٍ . فَلَا إِلَهَ غَيْرُهُ : وَ لَا شَيْ‏ءَ يَعْدِلُهُ ، وَ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْ‏ءٌ . وَ هُوَ : السَّمِيعُ الْبَصِيرُ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ ، وَ هُوَ عَلى‏ كُلِّ شَيْ‏ءٍ قَدِيرٌ . ـ تفصيل الخلق وشكر نعمة الإيمان وتدرجه بالنعم حتى يكبر محفوظا بفضله ـ : اللَّهُمَّ : إِنِّي أَرْغَبُ إِلَيْكَ ، وَ أَشْهَدُ بِالرُّبُوبِيَّةِ لَكَ . مُقِرّاً : بِأَنَّكَ رَبِّي ، وَ أَنَّ إِلَيْكَ مَرَدِّي . ابْتَدَأْتَنِي بِنِعْمَتِكَ : قَبْلَ أَنْ أَكُونَ شَيْئاً مَذْكُوراً . وَ خَلَقْتَنِي : مِنَ التُّرَابِ ، ثُمَّ أَسْكَنْتَنِي الْأَصْلَابَ . آمِناً لِرَيْبِ الْمَنُونِ ، وَ اخْتِلَافِ الدُّهُورِ . فَلَمْ أَزَلْ ظَاعِناً : مِن‏ صُلْبٍ إِلَى رَحِمٍ ، فِي تَقَادُمِ الْأَيَّامِ الْمَاضِيَةِ ، وَ الْقُرُونِ الْخَالِيَةِ . لَمْ تُخْرِجْنِي : لِرَأْفَتِكَ بِي ، وَ لُطْفِكَ لِي ، وَ إِحْسَانِكَ إِلَيَّ ، فِي دَوْلَةِ أَيَّامِ الْكَفَرَةِ ، الَّذِينَ نَقَضُوا عَهْدَكَ ، وَ كَذَّبُوا رُسُلَكَ . لَكِنَّكَ أَخْرَجْتَنِي : رَأْفَةً مِنْكَ ، وَ تَحَنُّناً عَلَيَّ ، لِلَّذِي سَبَقَ لِي مِنَ الْهُدَى الَّذِي يَسَّرْتَنِي وَ فِيهِ . أَنْشَأْتَنِي : وَ مِنْ قَبْلِ ذَلِكَ رَؤُفْتَ بِي بِجَمِيلِ صُنْعِكَ ، وَ سَوَابِغِ نِعْمَتِكَ فَابْتَدَعْتَ . خَلْقِي مِنْ مَنِيٍّ يُمْنَى ، ثُمَّ أَسْكَنْتَنِي فِي ظُلُمَاتٍ ثَلَاثٍ بَيْنَ لَحْمٍ وَ جِلْدٍ وَ دَمٍ . لَمْ تُشَهِّرْنِي : بِخَلْقِي ، وَ لَمْ تَجْعَلْ إِلَيَّ شَيْئاً مِنْ أَمْرِي . ثُمَّ أَخْرَجْتَنِي : إِلَى الدُّنْيَا تَامّاً سَوِيّاً ، وَ حَفِظْتَنِي فِي الْمَهْدِ طِفْلًا صَبِيّاً . وَ رَزَقْتَنِي : مِنَ الْغِذَاءِ لَبَناً مَرِيّاً ، عَطَفْتَ عَلَى قُلُوبِ الْحَوَاضِنِ ، وَ كَفَّلْتَنِي الْأُمَّهَاتِ الرَّحَائِمَ . وَ كَلَأْتَنِي : مِنْ طَوَارِقِ الْجَانِّ ، وَ سَلَّمْتَنِي مِنَ الزِّيَادَةِ وَ النُّقْصَانِ . فَتَعَالَيْتَ : يَا رَحِيمُ يَا رَحْمَانُ . ـ شكر الله على الهداية ـ حَتَّى إِذَا اسْتَهْلَلْتُ نَاطِقاً بِالْكَلَامِ ، أَتْمَمْتَ عَلَيَّ سَوَابِغَ الْإِنْعَامَ . فَرَبَّيْتَنِي : زَائِداً فِي كُلِّ عَامٍ ، حَتَّى إِذَا كَمُلَتْ فِطْرَتِي ، وَ اعْتَدَلَتْ سَرِيرَتِي . أَوْجَبْتَ : عَلَيَّ حُجَّتَكَ بِأَنْ أَلْهَمْتَنِي مَعْرِفَتَكَ ، وَ رَوَّعْتَنِي بِعَجَائِبِ فِطْرَتِكَ . وَ أَنْطَقْتَنِي : لِمَا ذَرَأْتَ فِي سَمَائِكَ وَ أَرْضِكَ مِنْ بَدَائِعِ خَلْقِكَ . وَ نَبَّهَتْنِي : لِذِكْرِكَ وَ شُكْرِكَ ، وَ وَاجِبِ طَاعَتِكَ وَ عِبَادَتِكَ . وَ فَهَّمْتَنِي : مَا جَاءَتْ بِهِ رُسُلُكَ ، وَ يَسَّرْتَ لِي تَقَبُّلَ مَرْضَاتِكَ . وَ مَنَنْتَ عَلَيَّ فِي جَمِيعِ ذَلِكَ بِعَوْنِكَ وَ لُطْفِكَ . ـ مع التقصير منا فهو سبحانه متفضل ـ : ثُمَّ إِذْ خَلَقْتَنِي : مِنْ حَرِّ الثَّرَى ، لَمْ تَرْضَ لِي يَا إِلَهِي بِنِعْمَةٍ دُونَ أُخْرَى . وَ رَزَقْتَنِي مِنْ أَنْوَاعِ الْمَعَاشِ ، وَ صُنُوفِ الرِّيَاشِ بِمَنِّكَ الْعَظِيمِ عَلَيَّ ، وَ إِحْسَانِكَ الْقَدِيمِ إِلَيَّ . حَتَّى إِذَا أَتْمَمْتَ عَلَيَّ جَمِيعَ النِّعَمِ ، وَ صَرَفْتَ عَنِّي كُلَّ النِّقَمِ . لَمْ يَمْنَعْكَ : جَهْلِي ، وَ جُرْأَتِي عَلَيْكَ . أَنْ دَلَلْتَنِي : عَلَى مَا يُقَرِّبُنِي إِلَيْكَ ، وَ وَفَّقْتَنِي لِمَا يُزْلِفُنِي لَدَيْكَ . فَإِنْ دَعَوْتُكَ أَجَبْتَنِي ، وَ إِنْ سَأَلْتُكَ أَعْطَيْتَنِي ، وَ إِنْ أَطَعْتُكَ شَكَرْتَنِي ، وَ إِنِ شَكَرْتَنِي زِدْتَنِي . كُلُّ ذَلِكَ : إِكْمَالًا لِأَنْعُمِكَ عَلَيَّ ، وَ إِحْسَاناً إِلَيَّ . فَسُبْحَانَكَ: سُبْحَانَكَ مِنْ مُبْدِئٍ مُعِيدٍ ، حَمِيدٍ مَجِيدٍ ، وَ تَقَدَّسَتْ أَسْمَاؤُكَ ، وَ عَظُمَتْ آلَاؤُكَ . فَأَيُّ أَنْعُمِكَ : يَا إِلَهِي أُحْصِي ، عَدَداً أَوْ ذِكْراً . أَمْ أَيُّ عَطَائِكَ أَقُومُ بِهَا شُكْراً ، وَ هِيَ يَا رَبِّ أَكْثَرُ مِنْ أَنْ يُحْصِيَهَا الْعَادُّونَ ، أَوْ يَبْلُغَ عِلْماً بِهَا الْحَافِظُونَ . ثُمَّ مَا صَرَفْتَ وَ دَرَأْتَ عَنِّي . اللَّهُمَّ : مِنَ الضُّرِّ وَ الضَّرَّاءِ ، أَكْثَرُ مِمَّا ظَهَرَ لِي مِنَ الْعَافِيَةِ وَ السَّرَّاءِ . ـ الشهادة واستوداع الله إيمانه بأجمل تفصيل كل خلية وشيء فيه ـ : وَ أَنَا أُشْهِدُكَ يَا إِلَهِي : بِحَقِيقَةِ إِيمَانِي ، وَ عَقْدِ عَزَمَاتِ يَقِينِي ، وَ خَالِصِ صَرِيحِ تَوْحِيدِي ، وَ بَاطِنِ مَكْنُونِ ضَمِيرِي . وَ عَلَائِقِ مَجَارِي نُورِ بَصَرِي ، وَ أَسَارِيرِ صَفْحَةِ جَبِينِي ، وَ خُرْقِ مَسَارِبِ نَفْسِي . وَ خَذَارِيفِ مَارِنِ عِرْنِينِي ، وَ مَسَارِبِ صِمَاخِ سَمْعِي ، وَ مَا ضَمَّتْ وَ أَطْبَقَتْ عَلَيْهِ شَفَتَايَ ، وَ حَرَكَاتِ لَفْظِ لِسَانِي ، وَ مَغْرَزِ حَنَكِ فَمِي وَ فَكِّي ، وَ مَنَابِتِ أَضْرَاسِي ، وَ بُلُوغِ حَبَائِلِ بَارِعِ عُنُقِي ، وَ مَسَاغِ مَطْعَمِي وَ مَشْرَبِي ، وَ حِمَالَةِ أُمِّ رَأْسِي . وَ جُمَلِ حَمَائِلِ حَبْلِ وَتِينِي ، وَ مَا اشْتَمَلَ عَلَيْهِ تَامُورُ صَدْرِي ، وَ نِيَاطُ حِجَابِ قَلْبِي ، وَ أَفْلَاذُ حَوَاشِي كَبِدِي . وَ مَا حَوَتْهُ : شَرَاسِيفُ أَضْلَاعِي ، وَ حِقَاقِ مَفَاصِلِي ، وَ أَطْرَافِ أَنَامِلِي ، وَ قَبْضِ عَوَامِلِي . وَ دَمِي ، وَ شَعْرِي ، وَ بَشَرِي ، وَ عَصَبِي ، وَ قَصَبِي ، وَ عِظَامِي ، وَ مُخِّي ، وَ عُرُوقِي ، وَ جَمِيعُ جَوَارِحِي . وَ مَا انْتَسَجَ عَلَى ذَلِكَ أَيَّامُ رَضَاعِي ، وَ مَا أَقَلَّتِ الْأَرْضُ مِنِّي . وَ نَوْمِي ، وَ يَقَظَتِي ، وَ سُكُونِي ، وَ حَرَكَتِي ، وَ حَرَكَاتِ رُكُوعِي وَ سُجُودِي . ـ العتراف بالقصور بالشكر لله على نعمه ـ : أَنْ لَوْ حَاوَلْتُ : وَ اجْتَهَدْتُ مَدَى الْأَعْصَارِ وَ الْأَحْقَابِ لَوْ عُمِّرْتُهَا ، أَنْ أُؤَدِّيَ شُكْرَ وَاحِدَةٍ مِنْ أَنْعُمِكَ ، مَا اسْتَطَعْتُ ذَلِكَ ، إِلَّا بِمَنِّكَ ، الْمُوجِبِ عَلَيَّ شُكْراً آنِفاً جَدِيداً ، وَ ثَنَاءً طَارِفاً عَتِيداً . أَجَلْ : وَ لَوْ حَرَصْتُ ، وَ الْعَادُّونَ مِنْ أَنَامِكَ أَنْ نُحْصِيَ مَدَى إِنْعَامِكَ سَالِفَةً وَ آنِفَةً ، لَمَا حَصَرْنَاهُ عَدَداً ، وَ لَا أَحْصَيْنَاهُ أَبَداً . هَيْهَاتَ : أَنَّى ذَلِكَ ، وَ أَنْتَ الْمُخْبِرُ عَنْ نَفْسِكَ فِي كِتَابِكَ النَّاطِقِ ، وَ النَّبَإِ الصَّادِقِ ، { وَ إِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لا تُحْصُوها } صَدَقَ كِتَابُكَ ، اللَّهُمَّ وَ نَبَؤُكَ . وَ بَلَّغَتْ : أَنْبِيَاؤُكَ وَ رُسُلُكَ ، مَا أَنْزَلْتَ عَلَيْهِمْ مِنْ وَحْيِكَ ، وَ شَرَعْتَ لَهُمْ مِنْ دِينِكَ . غَيْرَ أَنِّي : أَشْهَدُ بِجِدِّي وَ جَهْدِي ، وَ مَبَالِغِ طَاقَتِي وَ وُسْعِي ، وَ أَقُولُ مُؤْمِناً مُوقِناً . الْحَمْدُ لِلَّهِ : الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَداً فَيَكُونَ مَوْرُوثاً . وَ لَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ فَيُضَادَّهُ فِيمَا ابْتَدَعَ . وَ لَا وَلِيٌّ مِنَ الذُّلِّ فَيُرْفِدَهُ فِيمَا صَنَعَ سُبْحَانَهُ سُبْحَانَهُ سُبْحَانَهُ لَوْ كانَ فِيهِما آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتا وَ تَفَطَّرَتَا فَسُبْحَانَ اللَّهِ الْوَاحِدِ الْحَقِّ الْأَحَدِ الصَّمَدِ الَّذِي لَمْ يَلِدْ وَ لَمْ يُولَدْ وَ لَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ الْحَمْدُ لِلَّهِ حَمْداً يَعْدِلُ حَمْدَ مَلَائِكَتِهِ الْمُقَرَّبِينَ وَ أَنْبِيَائِهِ الْمُرْسَلِينَ وَ صَلَّى اللَّهُ عَلَى خِيَرَتِهِ مِنْ خَلْقِهِ مُحَمَّدٍ خَاتَمِ النَّبِيِّينَ وَ آلِهِ الطَّاهِرِينَ الْمُخْلَصِينَ ـ طلب الكون في طاعته سبحانه والإخلاص له والتوكل عليه ـ اللَّهُمَّ : اجْعَلْنِي أَخْشَاكَ كَأَنِّي أَرَاكَ ، وَ أَسْعِدْنِي بِتَقْوَاك‏ ، وَ لَا تُشْقِنِي بِمَعْصِيَتِكَ ، وَ خِرْ لِي فِي قَضَائِكَ ، وَ بَارِكْ لِي فِي قَدَرِكَ ، حَتَّى لَا أُحِبَّ تَعْجِيلَ مَا أَخَّرْتَ ، وَ لَا تَأْخِيرَ مَا عَجَّلْتَ . اللَّهُمَّ : اجْعَلْ غِنَايَ فِي نَفْسِي ، وَ الْيَقِينَ فِي قَلْبِي ، وَ الْإِخْلَاصَ فِي عَمَلِي ، وَ النُّورَ فِي بَصَرِي ، وَ الْبَصِيرَةَ فِي دِينِي . وَ مَتِّعْنِي : بِجَوَارِحِي ، وَ اجْعَلْ سَمْعِي وَ بَصَرِي الْوَارِثَيْنِ مِنِّي . ،،،،،،،،، وَ انْصُرْنِي : عَلَى مَنْ ظَلَمَنِي ، وَ ارْزُقْنِي مَآرِبِي وَ ثَأْرِي ، وَ أَقِرَّ بِذَلِكَ عَيْنِي . اللَّهُمَّ : اكْشِفْ كُرْبَتِي، وَ اسْتُرْ عَوْرَتِي، وَ اغْفِرْ لِي خَطِيئَتِي ، وَ اخْسَأْ شَيْطَانِي ، وَ فُكَّ رِهَانِي. وَ اجْعَلْ لِي يَا إِلَهِي : الدَّرَجَةَ الْعُلْيَا فِي الْآخِرَةِ وَ الْأُولَى . ـ الشكر والحمد لله على النعم والتوفيق وطلب العون منه سبحانه على كل أموره ـ : اللَّهُمَّ : لَكَ الْحَمْدُ كَمَا خَلَقْتَنِي فَجَعَلْتَنِي سَمِيعاً بَصِيراً . وَ لَكَ الْحَمْدُ : كَمَا خَلَقْتَنِي فَجَعَلْتَنِي حَيّاً سَوِيّاً رَحْمَةً بِي ، وَ كُنْتَ عَنْ خَلْقِي غَنِيّاً . رَبِّ بِمَا بَرَأْتَنِي فَعَدَّلْتَ فِطْرَتِي ، رَبِّ بِمَا أَنْشَأْتَنِي فَأَحْسَنْتَ صُورَتِي يَا رَبِّ : بِمَا أَحْسَنْتَ بِي وَ فِي نَفْسِي عَافَيْتَنِي . رَبِّ : بِمَا كَلَأْتَنِي وَ وَفَّقْتَنِي ، رَبِّ بِمَا أَنْعَمْتَ عَلَيَّ فَهَدَيْتَنِي ، رَبِّ بِمَا آوَيْتَنِي وَ مِنْ كُلِّ خَيْرٍ آتَيْتَنِي وَ أَعْطَيْتَنِي ، رَبِّ بِمَا أَطْعَمْتَنِي وَ سَقَيْتَنِي ، رَبِّ بِمَا أَغْنَيْتَنِي وَ أَقْنَيْتَنِي ، رَبِّ بِمَا أَعَنْتَنِي وَ أَعْزَزْتَنِي ، رَبِّ بِمَا أَلْبَسْتَنِي مِنْ ذِكْرِكَ الصَّافِي ، وَ يَسَّرْتَ لِي مِنْ صُنْعِكَ الْكَافِي . صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ : وَ أَعِنِّي عَلَى بَوَائِقِ الدَّهْرِ وَ صُرُوفِ الْأَيَّامِ وَ اللَّيَالِي . وَ نَجِّنِي : مِنْ أَهْوَالِ الدُّنْيَا وَ كُرُبَاتِ الْآخِرَةِ ، وَ اكْفِنِي شَرَّ مَا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ فِي الْأَرْضِ . اللَّهُمَّ : مَا أَخَافُ فَاكْفِنِي ، وَ مَا أَحْذَرُ فَقِنِي ، وَ فِي نَفْسِي وَ دِينِي فَاحْرُسْنِي ، وَ فِي سَفَرِي فَاحْفَظْنِي ، وَ فِي أَهْلِي وَ مَالِي وَ وُلْدِي فَاخْلُفْنِي ، وَ فِيمَا رَزَقْتَنِي فَبَارِكْ لِي ، وَ فِي نَفْسِي فَذَلِّلْنِي ، وَ فِي أَعْيُنِ النَّاسِ فَعَظِّمْنِي ، وَ مِنْ شَرِّ الْجِنِّ وَ الْإِنْسِ فَسَلِّمْنِي . وَ بِذُنُوبِي : فَلَا تَفْضَحْنِي ، وَ بِسَرِيرَتِي فَلَا تُخْزِنِي ، وَ بِعَمَلِي فَلَا تَبْتَلِنِي ، وَ نِعَمَكَ فَلَا تَسْلُبْنِي . وَ إِلَى غَيْرِكَ : فَلَا تَكِلْنِي ، إِلَى مَنْ تَكِلُنِي ، إِلَى الْقَرِيبِ يَقْطَعُنِي ، أَمْ إِلَى الْبَعِيدِ يَتَجَهَّمُنِي ، أَمْ إِلَى الْمُسْتَضْعِفِينَ لِي وَ أَنْتَ رَبِّي وَ مَلِيكُ أَمْرِي . أَشْكُو إِلَيْكَ : غُرْبَتِي وَ بُعْدَ دَارِي ، وَ هَوَانِي عَلَى مَنْ مَلَّكْتَهُ أَمْرِي . اللَّهُمَّ : فَلَا تُحْلِلْ بِي غَضَبَكَ ، فَإِنْ لَمْ تَكُنْ غَضِبْتَ عَلَيَّ فَلَا أُبَالِي سِوَاكَ . غَيْرَ أَنَّ : عَافِيَتَكَ أَوْسَعُ لِي . ـ التوسل بالله بحقه وبحق أكرم خلقه وأن الخير منه تعالى ـ : فَأَسْأَلُكَ : بِنُورِ وَجْهِكَ الَّذِي أَشْرَقَتْ لَهُ الْأَرْضُ وَ السَّمَاوَاتُ ، وَ انْكَشَفَتْ بِهِ الظُّلُمَاتُ ، وَ صَلَحَ عَلَيْهِ أَمْرُ الْأَوَّلِينَ وَ الْآخِرِينَ ، أَنْ لَا تُمِيتَنِي عَلَى غَضَبِكَ ، وَ لَا تُنْزِلَ بِي سَخَطَكَ ، لَكَ الْعُتْبَى حَتَّى تَرْضَى . قَبْلَ ذَلِكَ :لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ : رَبُّ الْبَلَدِ الْحَرَامِ ، وَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ . وَ الْبَيْتِ الْعَتِيقِ : الَّذِي أَحْلَلْتَهُ الْبَرَكَةَ ، وَ جَعَلْتَهُ لِلنَّاسِ أَمَنَةً . يَا مَنْ عَفَا عَنِ الْعَظِيمِ مِنَ الذُّنُوبِ بِحِلْمِهِ ، يَا مَنْ أَسْبَغَ النِّعْمَةَ بِفَضْلِهِ ، يَا مَنْ أَعْطَى الْجَزِيلَ بِكَرَمِهِ . يَا عُدَّتِي : فِي كُرْبَتِي ، يَا مُونِسِي فِي حُفْرَتِي ، يَا وَلِيَّ نِعْمَتِي . يَا إِلَهِي : وَ إِلَهَ آبَائِي إِبْرَاهِيمَ وَ إِسْمَاعِيلَ ، وَ إِسْحَاقَ وَ يَعْقُوبَ . وَ رَبَّ جَبْرَئِيلَ وَ مِيكَائِيلَ وَ إِسْرَافِيلَ ، وَ رَبَّ مُحَمَّدٍ خَاتَمِ النَّبِيِّينَ ، وَ آلِهِ الْمُنْتَجَبِينَ ، وَ مُنْزِلَ التَّوْرَاةِ وَ الْإِنْجِيلِ وَ الزَّبُورِ وَ الْقُرْآنِ الْعَظِيمِ ، وَ مُنْزِلَ كهيعص وَ طه وَ يس وَ الْقُرْآنِ الْحَكِيمِ. أَنْتَ : كَهْفِي حِينَ تُعْيِينِي الْمَذَاهِبُ فِي سَعَتِهَا ، وَ تَضِيقُ عَلَيَّ الْأَرْضُ بِرُحْبِهَا ، وَ لَوْ لَا رَحْمَتُكَ لَكُنْتُ مِنَ الْمَفْضُوحِينَ ، وَ أَنْتَ مُؤَيِّدِي بِالنَّصْرِ عَلَى الْأَعْدَاءِ ، وَ لَوْ لَا نَصْرُكَ لِي لَكُنْتُ مِنَ الْمَغْلُوبِينَ . يَا مَنْ : خَصَّ نَفْسَهُ بِالسُّمُوِّ وَ الرِّفْعَةِ ، وَ أَوْلِيَاؤُهُ بِعِزِّهِ يَعْتَزُّونَ . يَا مَنْ : جَعَلَتْ لَهُ الْمُلُوكُ نِيرَ الْمَذَلَّةِ عَلَى أَعْنَاقِهِمْ ، فَهُمْ مِنْ سَطَوَاتِهِ خَائِفُونَ . تَعْلَمُ : خائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَ ما تُخْفِي الصُّدُورُ ، وَ غَيْبَ مَا تَأْتِي بِهِ الْأَزْمَانُ وَ الدُّهُورُ . يَا مَنْ : لَا يَعْلَمُ كَيْفَ هُوَ إِلَّا هُوَ ، يَا مَنْ لَا يَعْلَمُ مَا يَعْلَمُهُ إِلَّا هُوَ . يَا مَنْ : كَبَسَ الْأَرْضَ عَلَى الْمَاءِ ، وَ سَدَّ الْهَوَاءَ بِالسَّمَاءِ . يَا مَنْ : لَهُ أَكْرَمُ الْأَسْمَاءِ ، يَا ذَا الْمَعْرُوفِ الَّذِي لَا يَنْقَطِعُ أَبَداً . يَا مُقَيِّضَ : الرَّكْبِ لِيُوسُفَ فِي الْبَلَدِ الْقَفْرِ ، وَ مُخْرِجَهُ مِنَ الْجُبِّ ، وَ جَاعِلَهُ بَعْدَ الْعُبُودِيَّةِ مَلِكاً. يَا رَادَّ يُوسُفَ : عَلَى يَعْقُوبَ بَعْدَ أَنِ ابْيَضَّتْ عَيْنَاهُ مِنَ الْحُزْنِ فَهُوَ كَظِيمٌ . يَا كَاشِفَ : الضُّرِّ وَ الْبَلَاءِ عَنْ أَيُّوبَ . يَا مُمْسِكَ : يَدِ إِبْرَاهِيمَ عَنْ ذَبْحِ ابْنِهِ بَعْدَ كِبَرِ سِنِّهِ وَ فَنَاءِ عُمُرِهِ . يَا مَنِ : اسْتَجَابَ لِزَكَرِيَّا فَوَهَبَ لَهُ يَحْيَى ، وَ لَمْ يَدَعْهُ فَرْداً وَحِيداً . يَا مَنْ : أَخْرَجَ يُونُسَ مِنْ بَطْنِ الْحُوتِ . يَا مَنْ : فَلَقَ الْبَحْرَ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ فَأَنْجَاهُمْ وَ جَعَلَ فِرْعَوْنَ وَ جُنُودَهُ مِنَ الْمُغْرَقِينَ . يَا مَنْ : أَرْسَلَ الرِّيَاحَ مُبَشِّرَاتٍ بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ . يَا مَنْ : لَمْ يَعْجَلْ عَلَى مَنْ عَصَاهُ مِنْ خَلْقِهِ . يَا مَنِ : اسْتَنْقَذَ السَّحَرَةَ مِنْ بَعْدِ طُولِ الْجُحُودِ ، وَ قَدْ غَدَوْا فِي نِعْمَتِهِ يَأْكُلُونَ رِزْقَهُ ، وَ يَعْبُدُونَ غَيْرَهُ ، وَ قَدْ حَادُّوهُ وَ نَادُّوهُ ، وَ كَذَّبُوا رُسُلَهُ . ـ الشكر على النعم وتمجيد الله بحمده على نعمه مفصلا ـ : يَا اللَّهُ‏ : يَا بَدِي‏ءُ لَا بَدْءَ لَكَ دَائِماً ، يَا دَائِماً لَا نَفَادَ لَكَ . يَا حَيُّ : يَا قَيُّومُ ، يَا مُحِيَ الْمَوْتَى ، يَا مَنْ هُوَ قائِمٌ عَلى‏ كُلِّ نَفْسٍ بِما كَسَبَتْ . يَا مَنْ قَلَّ لَهُ شُكْرِي ، فَلَمْ يَحْرِمْنِي ، وَ عَظُمَتْ خَطِيئَتِي فَلَمْ يَفْضَحْنِي ، وَ رَآنِي عَلَى الْمَعَاصِي فَلَمْ يَخْذُلْنِي . يَا مَنْ : حَفِظَنِي فِي صِغَرِي ، يَا مَنْ رَزَقَنِي فِي كِبَرِي ، يَا مَنْ أَيَادِيهِ عِنْدِي لَا تُحْصَى ، يَا مَنْ نِعَمُهُ عِنْدِي لَا تُجَازَى ، يَا مَنْ عَارَضَنِي بِالْخَيْرِ وَ الْإِحْسَانِ وَ عَارَضْتُهُ بِالْإِسَاءَةِ وَ الْعِصْيَانِ ، يَا مَنْ هَدَانِي بِالْإِيمَانِ قَبْلَ أَنْ أَعْرِفَ شُكْرَ الِامْتِنَانِ ، يَا مَنْ دَعَوْتُهُ مَرِيضاً فَشَفَانِي ، وَ عُرْيَاناً فَكَسَانِي ، وَ جَائِعاً فَأَطْعَمَنِي ، وَ عَطْشَاناً فَأَرْوَانِي ، وَ ذَلِيلًا فَأَعَزَّنِي ، وَ جَاهِلًا فَعَرَّفَنِي ، وَ وَحِيداً فَكَثَّرَنِي ، وَ غَائِباً فَرَدَّنِي ، وَ مُقِلًّا فَأَغْنَانِي ، وَ مُنْتَصِراً فَنَصَرَنِي ، وَ غَنِيّاً فَلَمْ يَسْلُبْنِي ، وَ أَمْسَكْتُ عَنْ جَمِيعِ ذَلِكَ فَابْتَدَأَنِي . فَلَكَ الْحَمْدُ : يَا مَنْ أَقَالَ عَثْرَتِي ، وَ نَفَّسَ كُرْبَتِي ، وَ أَجَابَ دَعْوَتِي ، وَ سَتَرَ عَوْرَتِي وَ ذُنُوبِي ، وَ بَلَّغَنِي طَلِبَتِي ، وَ نَصَرَنِي عَلَى عَدُوِّي ، وَ إِنْ أَعُدَّ نِعَمَكَ وَ مِنَنَكَ ، وَ كَرَائِمَ مِنَحِكَ لَا أُحْصِيهَا . يَا مَوْلَايَ : أَنْتَ الَّذِي أَنْعَمْتَ ، أَنْتَ الَّذِي أَحْسَنْتَ ، أَنْتَ الَّذِي أَجْمَلْتَ ، أَنْتَ الَّذِي أَفْضَلْتَ ، أَنْتَ الَّذِي مَنَنْتَ ، أَنْتَ الَّذِي أَكْمَلْتَ . أَنْتَ الَّذِي رَزَقْتَ ، أَنْتَ الَّذِي أَعْطَيْتَ ، أَنْتَ الَّذِي أَغْنَيْتَ ، أَنْتَ الَّذِي أَقْنَيْتَ ، أَنْتَ الَّذِي آوَيْتَ ، أَنْتَ الَّذِي كَفَيْتَ . أَنْتَ الَّذِي هَدَيْتَ ، أَنْتَ الَّذِي عَصَمْتَ ، أَنْتَ الَّذِي سَتَرْتَ ، أَنْتَ الَّذِي غَفَرْتَ ، أَنْتَ الَّذِي أَقَلْتَ ، أَنْتَ الَّذِي مَكَّنْتَ ، أَنْتَ الَّذِي أَعْزَزْتَ ، أَنْتَ الَّذِي أَعَنْتَ ، أَنْتَ الَّذِي عَضَدْتَ ، أَنْتَ الَّذِي أَيَّدْتَ ، أَنْتَ الَّذِي نَصَرْتَ ، أَنْتَ الَّذِي شَفَيْتَ ، أَنْتَ الَّذِي عَافَيْتَ ، أَنْتَ الَّذِي أَكْرَمْتَ ، تَبَارَكْتَ رَبِّي وَ تَعَالَيْتَ . فَلَكَ الْحَمْدُ : دَائِماً ، وَ لَكَ الشُّكْرُ وَاصِباً ، ثُمَّ أَنَا يَا إِلَهِي الْمُعْتَرِفُ بِذُنُوبِي فَاغْفِرْهَا لِي ، أَنَا الَّذِي أَخْطَأْتُ ، أَنَا الَّذِي أَغْفَلْتُ ، أَنَا الَّذِي جَهِلْتُ ، أَنَا الَّذِي هَمَمْتُ ، أَنَا الَّذِي سَهَوْتُ ، أَنَا الَّذِي اعْتَمَدْتُ ، أَنَا الَّذِي تَعَمَّدْتُ ، أَنَا الَّذِي وَعَدْتُ ، أَنَا الَّذِي أَخْلَفْتُ ، أَنَا الَّذِي نَكَثْتُ ، أَنَا الَّذِي أَقْرَرْتُ . إِلَهِي : أَعْتَرِفُ بِنِعْمَتِكَ عِنْدِي ، وَ أَبُوءُ بِذُنُوبِي ، فَاغْفِرْ لِي ، يَا مَنْ لَا تَضُرُّهُ ذُنُوبُ عِبَادِهِ ، وَ هُوَ الْغَنِيُّ عَنْ طَاعَتِهِمْ ، وَ الْمُوَفِّقُ مَنْ عَمِلَ مِنْهُمْ صَالِحاً بِمَعُونَتِهِ وَ رَحْمَتِهِ . فَلَكَ الْحَمْدُ : إِلَهِي ، أَمَرْتَنِي فَعَصَيْتُكَ ، وَ نَهَيْتَنِي فَارْتَكَبْتُ نَهْيَكَ ، فَأَصْبَحْتُ لَا ذَا بَرَاءَةٍ فَأَعْتَذِرَ ، وَ لَا ذَا قُوَّةٍ فَأَنْتَصِرَ ، فَبِأَيِّ شَيْ‏ءٍ أَسْتَقْبِلُكَ يَا مَوْلَايَ ، أَ بِسَمْعِي ، أَمْ بِبَصَرِي ، أَمْ بِلِسَانِي ، أَمْ بِرِجْلِي . أَ لَيْسَ كُلُّهَا نِعَمَكَ عِنْدِي ، وَ بِكُلِّهَا عَصَيْتُكَ . يَا مَوْلَايَ : فَلَكَ الْحُجَّةُ وَ السَّبِيلُ عَلَيَّ ، يَا مَنْ سَتَرَنِي مِنَ الْآبَاءِ وَ الْأُمَّهَاتِ أَنْ يَزْجُرُونِي ، وَ مِنَ الْعَشَائِرِ وَ الْإِخْوَانِ أَنْ يُعَيِّرُونِي ، وَ مِنَ السَّلَاطِينِ أَنْ يُعَاقِبُونِي . وَ لَوِ اطَّلَعُوا يَا مَوْلَايَ : عَلَى مَا اطَّلَعْتَ عَلَيْهِ مِنِّي ، إِذًا مَا أَنْظَرُونِي، وَ لَرَفَضُونِي ، وَ قَطَعُونِي . فَهَا أَنَا ذَا بَيْنَ يَدَيْكَ يَا سَيِّدِي : خَاضِعاً ذَلِيلًا حَقِيراً ، لَا ذُو بَرَاءَةٍ فَأَعْتَذِرَ ، وَ لَا قُوَّةٍ فَأَنْتَصِرَ ، وَ لَا حُجَّةَ لِي فَأَحْتَجَّ بِهَا . وَ لَا قَائِلٌ : لَمْ أَجْتَرِحْ ، وَ لَمْ أَعْمَلْ سُوءاً ، وَ مَا عَسَى الْجُحُودُ لَوْ جَحَدْتُ يَا مَوْلَايَ فَيَنْفَعُنِي. وَ كَيْفَ : وَ أَنَّى ذَلِكَ ، وَ جَوَارِحِي كُلُّهَا شَاهِدَةٌ عَلَيَّ بِمَا قَدْ عَلِمْتُ ، يَقِيناً غَيْرَ ذِي شَكٍّ ، أَنَّكَ سَائِلِي عَنْ عَظَائِمِ الْأُمُورِ ، وَ أَنَّكَ الْحَكِيمُ الْعَدْلُ الَّذِي لَا يَجُورُ ، وَ عَدْلُكَ مُهْلِكِي ، وَ مِنْ كُلِّ عَدْلِكَ مَهْرَبِي . فَإِنْ تُعَذِّبْنِي : فَبِذُنُوبِي . يَا مَوْلَايَ : بَعْدَ حُجَّتِكَ عَلَيَّ ، وَ إِنْ تَعْفُ عَنِّي فَبِحِلْمِكَ ، وَ جُودِكَ وَ كَرَمِكَ . لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحانَكَ ، إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ . لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ ، إِنِّي كُنْتُ مِنَ الْمُسْتَغْفِرِينَ . لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ ، إِنِّي كُنْتُ مِنَ الْمُوَحِّدِينَ . لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ ، إِنِّي كُنْتُ مِنَ الْوَجِلِينَ . لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ ، إِنِّي كُنْتُ مِنَ الرَّاجِينَ الرَّاغِبِينَ . لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ ، إِنِّي كُنْتُ مِنَ السَّائِلِينَ . لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ ، إِنِّي كُنْتُ مِنَ الْمُهَلِّلِينَ الْمُسَبِّحِينَ . لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ رَبِّي وَ رَبُّ آبَائِيَ الْأَوَّلِينَ . اللَّهُمَّ : هَذَا ثَنَائِي عَلَيْكَ مُمَجِّداً ، وَ إِخْلَاصِي مُوَحِّداً ، وَ إِقْرَارِي بِآلَائِكَ مُعِدّاً ، وَ إِنْ كُنْتُ مُقِرّاً أَنِّي لَا أُحْصِيهَا لِكَثْرَتِهَا ، وَ سُبُوغِهَا وَ تَظَاهُرِهَا ، وَ تَقَادُمِهَا إِلَى حَادِثٍ مَا لَمْ تَزَلْ ، تَتَغَمَّدُنِي بِهِ مَعَهَا ، مُذْ خَلَقْتَنِي وَ بَرَأْتَنِي مِنْ أَوَّلِ الْعُمُرِ ، مِنَ الْإِغْنَاءِ بَعْدَ الْفَقْرِ ، وَ كَشْفِ الضُّرِّ وَ تَسْبِيبِ الْيُسْرِ ، وَ دَفْعِ الْعُسْرِ ، وَ تَفْرِيجِ الْكَرْبِ ، وَ الْعَافِيَةِ فِي الْبَدَنِ ، وَ السَّلَامَةِ فِي الدِّينِ . وَ لَوْ رَفَدَنِي : عَلَى قَدْرِ ذِكْرِ نِعَمِكَ عَلَيَّ جَمِيعُ الْعَالَمِينَ مِنَ الْأَوَّلِينَ وَ الْآخِرِينَ ، لَمَا قَدَرْتُ وَ لَا هُمْ عَلَى ذَلِكَ . تَقَدَّسْتَ وَ تَعَالَيْتَ : مِنْ رَبٍّ عَظِيمٍ ، كَرِيمٍ رَحِيمٍ‏ . لَا تُحْصَى آلَاؤُكَ : وَ لَا يُبْلَغُ ثَنَاؤُكَ ، وَ لَا تُكَافَى نَعْمَاؤُكَ ، صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ ، وَ أَتْمِمْ عَلَيْنَا نِعْمَتَكَ ، وَ أَسْعِدْنَا بِطَاعَتِكَ . سُبْحَانَكَ : لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ . ـ الأعتراف بأن كل النعم لكل الناس منه والطلب الرحمة ـ : اللَّهُمَّ : إِنَّكَ تُجِيبُ دَعْوَةَ الْمُضْطَرِّ إِذَا دَعَاكَ ، وَ تَكْشِفُ السُّوءَ ، وَ تُغِيثُ الْمَكْرُوبَ ، وَ تَشْفِي السَّقِيمَ ، وَ تُغْنِي الْفَقِيرَ ، وَ تَجْبُرُ الْكَسِيرَ ، وَ تَرْحَمُ الصَّغِيرَ ، وَ تُعِينُ الْكَبِيرَ . وَ لَيْسَ دُونَكَ ظَهِيرٌ ، وَ لَا فَوْقَكَ قَدِيرٌ ، وَ أَنْتَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ . يَا مُطْلِقَ الْمُكَبَّلِ الْأَسِيرِ ، يَا رَازِقَ الطِّفْلِ الصَّغِيرِ ، يَا عِصْمَةَ الْخَائِفِ الْمُسْتَجِيرِ . يَا مَنْ لَا شَرِيكَ لَهُ وَ لَا وَزِيرَ ، صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ : وَ أَعْطِنِي : فِي هَذِهِ الْعَشِيَّةِ ، أَفْضَلَ مَا أَعْطَيْتَ ، وَ أَنَلْتَ أَحَداً مِنْ عِبَادِكَ مِنْ نِعْمَةٍ ، تُولِيهَا وَ آلَاءٍ تُجَدِّدُهَا ، وَ بَلِيَّةٍ تَصْرِفُهَا ، وَ كُرْبَةٍ تَكْشِفُهَا ، وَ دَعْوَةٍ تَسْمَعُهَا ، وَ حَسَنَةٍ تَتَقَبَّلُهَا ، وَ سَيِّئَةٍ تَغْفِرُهَا ، إِنَّكَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ ، وَ عَلى‏ كُلِّ شَيْ‏ءٍ قَدِيرٌ . اللَّهُمَّ : إِنَّكَ أَقْرَبُ مَنْ دُعِيَ ، وَ أَسْرَعُ مَنْ أَجَابَ ، وَ أَكْرَمُ مَنْ عَفَا ، وَ أَوْسَعُ مَنْ أَعْطَى ، وَ أَسْمَعُ مَنْ سُئِلَ . يَا رَحْمَانَ : الدُّنْيَا وَ الْآخِرَةِ وَ رَحِيمَهُمَا ، لَيْسَ كَمِثْلِكَ مَسْئُولٌ ، وَ لَا سِوَاكَ مَأْمُولٌ . دَعَوْتُكَ : فَأَجَبْتَنِي ، وَ سَأَلْتُكَ فَأَعْطَيْتَنِي ، وَ رَغِبْتُ إِلَيْكَ فَرَحِمْتَنِي ، وَ وَثِقْتُ بِكَ فَنَجَّيْتَنِي ، وَ فَزِعْتُ إِلَيْكَ فَكَفَيْتَنِي . اللَّهُمَّ : فَصَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ عَبْدِكَ وَ نَبِيِّكَ ، وَ عَلَى آلِهِ الطَّيِّبِينَ الطَّاهِرِينَ أَجْمَعِينَ . وَ تَمِّمْ لَنَا نَعْمَاءَكَ ، وَ هَنِّئْنَا عَطَاءَكَ ، وَ اجْعَلْنَا لَكَ شَاكِرِينَ ، وَ لِآلَائِكَ ذَاكِرِينَ ، آمِينَ رَبَّ الْعَالَمِينَ . اللَّهُمَّ : يَا مَنْ مَلَكَ فَقَدَرَ ، وَ قَدَرَ فَقَهَرَ ، وَ عُصِيَ فَسَتَرَ ، وَ اسْتُغْفِرَ فَغَفَرَ . يَا غَايَةَ الرَّاغِبِينَ ، وَ مُنْتَهَى أَمَلِ الرَّاجِينَ . يَا مَنْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْ‏ءٍ عِلْماً ، وَ وَسِعَ الْمُسْتَقِيلِينَ رَأْفَةً وَ حِلْماً . ـ التوسل بحق النبي الأكرم وذكر فضل الله عليه والطلب منه بما كرمه ـ : اللَّهُمَّ : إِنَّا نَتَوَجَّهُ إِلَيْكَ فِي هَذِهِ الْعَشِيَّةِ الَّتِي شَرَّفْتَهَا وَ عَظَّمْتَهَا ، بِمُحَمَّدٍ نَبِيِّكَ وَ رَسُولِكَ ، وَ خِيَرَتِكَ وَ أَمِينِكَ عَلَى وَحْيِكَ . اللَّهُمَّ : صَلِّ عَلَى الْبَشِيرِ النَّذِيرِ السِّرَاجِ الْمُنِيرِ ، الَّذِي أَنْعَمْتَ بِهِ عَلَى الْمُسْلِمِينَ ، وَ جَعَلْتَهُ رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ . اللَّهُمَّ : فَصَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ ، كَمَا مُحَمَّدٌ أَهْلُ ذَلِكَ . يَا عَظِيمُ : فَصَلِّ عَلَيْهِ وَ عَلَى آلِ مُحَمَّدٍ الْمُنْتَجَبِينَ الطَّيِّبِينَ الطَّاهِرِينَ أَجْمَعِينَ ، وَ تَغَمَّدْنَا بِعَفْوِكَ عَنَّا . فَإِلَيْكَ : عَجَّتِ الْأَصْوَاتُ بِصُنُوفِ اللُّغَاتِ . ـ الطلب من الله بكل ما قسمه في هذه الليلة ـ : وَ اجْعَلْ لَنَا : فِي هَذِهِ الْعَشِيَّةِ نَصِيباً فِي كُلِّ خَيْرٍ تَقْسِمُهُ ، وَ نُورٍ تَهْدِي بِهِ ، وَ رَحْمَةٍ تَنْشُرُهَا ، وَ عَافِيَةٍ تُجَلِّلُهَا ، وَ بَرَكَةٍ تُنْزِلُهَا ، وَ رِزْقٍ تَبْسُطُهُ ، يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ . اللَّهُمَّ : اقْلِبْنَا فِي هَذَا الْوَقْتِ مُنْجِحِينَ مُفْلِحِينَ ، مَبْرُورِينَ غَانِمِينَ ، وَ لَا تَجْعَلْنَا مِنَ الْقَانِطِينَ ، وَ لَا تُخْلِنَا مِنْ رَحْمَتِكَ ، وَ لَا تَحْرِمْنَا مَا نُؤَمِّلُهُ مِنْ فَضْلِكَ ، وَ لَا تَرُدَّنَا خَائِبِينَ ، وَ لَا مِنْ بَابِكَ مَطْرُودِينَ ، وَ لَا تَجْعَلْنَا مِنْ رَحْمَتِكَ مَحْرُومِينَ ، وَ لَا لِفَضْلِ مَا نُؤَمِّلُهُ مِنْ عَطَايَاكَ قَانِطِينَ ، يَا أَجْوَدَ الْأَجْوَدِينَ ، وَ يَا أَكْرَمَ الْأَكْرَمِينَ ، إِلَيْكَ أَقْبَلْنَا مُوقِنِينَ ، وَ لِبَيْتِكَ الْحَرَامِ آمِّينَ قَاصِدِينَ ، فَأَعِنَّا عَلَى مَنْسَكِنَا ، وَ أَكْمِلْ لَنَا حَجَّنَا ، وَ اعْفُ اللَّهُمَّ عَنَّا ، فَقَدْ مَدَدْنَا إِلَيْكَ أَيْدِيَنَا ، وَ هِيَ بِذِلَّةِ الِاعْتِرَافِ مَوْسُومَةٌ . اللَّهُمَّ : فَأَعْطِنَا فِي هَذِهِ الْعَشِيَّةِ مَا سَأَلْنَاكَ ، وَ اكْفِنَا مَا اسْتَكْفَيْنَاكَ ، فَلَا كَافِيَ لَنَا سِوَاكَ ، وَ لَا رَبَّ لَنَا غَيْرُكَ ، نَافِذٌ فِينَا حُكْمُكَ ، مُحِيطٌ بِنَا عِلْمُكَ ، عَدْلٌ قَضَاؤُكَ ، اقْضِ لَنَا الْخَيْرَ ، وَ اجْعَلْنَا مِنْ أَهْلِ الْخَيْرِ . اللَّهُمَّ : أَوْجِبْ لَنَا بِجُودِكَ عَظِيمَ الْأَجْرِ ، وَ كَرِيمَ الذُّخْرِ ، وَ دَوَامَ الْيُسْرِ ، فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا أَجْمَعِينَ، وَ لَا تُهْلِكْنَا مَعَ الْهَالِكِينَ ، وَ لَا تَصْرِفْ عَنَّا رَأْفَتَكَ ، بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ . اللَّهُمَّ اجْعَلْنَا : فِي هَذَا الْوَقْتِ مِمَّنْ سَأَلَكَ فَأَعْطَيْتَهُ ، وَ شَكَرَكَ فَزِدْتَهُ ، وَ تَابَ إِلَيْكَ فَقَبِلْتَهُ ، وَ تَنَصَّلَ إِلَيْكَ مِنْ ذُنُوبِهِ فَغَفَرْتَهَا لَهُ ، يَا ذَا الْجَلَالِ وَ الْإِكْرَامِ . اللَّهُمَّ : وَفِّقْنَا وَ سَدِّدْنَا ، وَ اعْصِمْنَا وَ اقْبَلْ تَضَرُّعَنَا . يَا خَيْرَ مَنْ سُئِلَ : وَ يَا أَرْحَمَ مَنِ اسْتُرْحِمَ ، يَا مَنْ لَا يَخْفَى عَلَيْهِ إِغْمَاضُ الْجُفُونِ ، وَ لَا لَحْظُ الْعُيُونِ ، وَ لَا مَا اسْتَقَرَّ فِي الْمَكْنُونِ ، وَ لَا مَا انْطَوَتْ عَلَيْهِ مُضْمَرَاتُ الْقُلُوبِ ، أَلَا كُلُّ ذَلِكَ قَدْ أَحْصَاهُ عِلْمُكَ ، وَ وَسِعَهُ حِلْمُكَ . سُبْحَانَكَ وَ تَعَالَيْتَ عَمَّا يَقُولُ الظَّالِمُونَ عُلُوّاً كَبِيراً . تُسَبِّحُ لَكَ السَّمَاوَاتُ وَ الْأَرْضُ وَ مَا فِيهِنَّ ، وَ إِنْ مِنْ شَيْ‏ءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ . فَلَكَ الْحَمْدُ : وَ الْمَجْدُ ، وَ عُلُوُّ الْجَدِّ ، يَا ذَا الْجَلَالِ وَ الْإِكْرَامِ ، وَ الْفَضْلِ وَ الْإِنْعَامِ ، وَ الْأَيَادِي الْجِسَامِ ، وَ أَنْتَ الْجَوَادُ الْكَرِيمُ ، الرَّءُوفُ الرَّحِيمُ . أَوْسِعْ عَلَيَّ : مِنْ رِزْقِكَ ، وَ عَافِنِي فِي بَدَنِي ، وَ دِينِي ، وَ آمِنْ خَوْفِي ، وَ أَعْتِقْ رَقَبَتِي مِنَ النَّارِ . اللَّهُمَّ : لَا تَمْكُرْ بِي ، وَ لَا تَسْتَدْرِجْنِي ، وَ لَا تَخْذُلْنِي ، وَ ادْرَأْ عَنِّي شَرَّ فَسَقَةِ الْجِنِّ وَ الْإِنْسِ ، يَا أَسْمَعَ السَّامِعِينَ ، وَ يَا أَبْصَرَ النَّاظِرِينَ ، وَ يَا أَسْرَعَ الْحَاسِبِينَ ، وَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ ، صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ . وَ أَسْأَلُكَ : اللَّهُمَّ حَاجَتِيَ الَّتِي إِنْ أَعْطَيْتَهَا ، لَمْ يَضُرَّنِي مَا مَنَعْتَنِي ، وَ إِنْ مَنَعْتَنِيهَا لَمْ يَنْفَعْنِي مَا أَعْطَيْتَنِي . أَسْأَلُكَ : فَكَاكَ رَقَبَتِي مِنَ النَّارِ ، لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ وَحْدَكَ لَا شَرِيكَ . لَكَ لَكَ : الْمُلْكَ ، وَ لَكَ الْحَمْدُ ، وَ أَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْ‏ءٍ قَدِيرٌ . يَا رَبِّ : يَا رَبِّ ، يَا رَبِّ . ـ التوسل بالله بلطفه ورحمته والأعتراف بالتقصير ـ : إِلَهِي : أَنَا الْفَقِيرُ فِي غِنَايَ ، فَكَيْفَ لَا أَكُونُ فَقِيراً فِي فَقْرِي . إِلَهِي : أَنَا الْجَاهِلُ فِي عِلْمِي ، فَكَيْفَ لَا أَكُونُ جَهُولًا فِي جَهْلِي . إِلَهِي : إِنَّ اخْتِلَافَ تَدْبِيرِكَ ، وَ سُرْعَةَ طَوَاءِ مَقَادِيرِكَ . مَنَعَا : عِبَادَكَ الْعَارِفِينَ بِكَ عَنِ السُّكُونِ إِلَى عَطَاءٍ وَ الْيَأْسِ مِنْكَ فِي بَلَاءٍ . إِلَهِي : مِنِّي مَا يَلِيقُ بِلُؤْمِي ، وَ مِنْكَ مَا يَلِيقُ بِكَرَمِكَ . إِلَهِي : وَصَفْتَ نَفْسَكَ بِاللُّطْفِ ، وَ الرَّأْفَةِ لِي قَبْلَ وُجُودِ ضَعْفِي ، أَ فَتَمْنَعُنِي مِنْهُمَا بَعْدَ وُجُودِ ضَعْفِي . إِلَهِي : إِنْ ظَهَرَتِ الْمَحَاسِنُ مِنِّي فَبِفَضْلِكَ وَ لَكَ الْمِنَّةُ عَلَيَّ ، وَ إِنْ ظَهَرَتِ الْمَسَاوِي مِنِّي فَبِعَدْلِكَ ،وَ لَكَ الْحُجَّةُ عَلَيَّ . إِلَهِي : كَيْفَ تَكِلُنِي ، وَ قَدْ تَوَكَّلْتَ لِي . وَ كَيْفَ أُضَامُ ، وَ أَنْتَ النَّاصِرُ لِي . أَمْ كَيْفَ أَخِيبُ ، وَ أَنْتَ الْحَفِيُّ بِي . هَا أَنَا أَتَوَسَّلُ إِلَيْكَ بِفَقْرِي إِلَيْكَ ، وَ كَيْفَ أَتَوَسَّلُ إِلَيْكَ بِمَا هُوَ مَحَالٌ أَنْ يَصِلَ إِلَيْكَ . أَمْ كَيْفَ أَشْكُو إِلَيْكَ حَالِي ، وَ هُوَ لَا يَخْفَى عَلَيْكَ . أَمْ كَيْفَ أُتَرْجِمُ بِمَقَالِي ، وَ هُوَ مِنْكَ بَرَزٌ إِلَيْكَ . أَمْ كَيْفَ تُخَيِّبُ آمَالِي ، وَ هِيَ قَدْ وَفَدَتْ إِلَيْكَ . أَمْ كَيْفَ لَا تُحْسِنُ أَحْوَالِي ، وَ بِكَ قَامَتْ . إِلَهِي : مَا أَلْطَفَكَ بِي مَعَ عَظِيمِ جَهْلِي ، وَ مَا أَرْحَمَكَ بِي مَعَ قَبِيحِ فِعْلِي . إِلَهِي : مَا أَقْرَبَكَ مِنِّي ، وَ أَبْعَدَنِي عَنْكَ ، وَ مَا أَرْأَفَكَ بِي . فَمَا الَّذِي يَحْجُبُنِي عَنْكَ . ـ الاستدلال بكل شيء على الله بل بالله على كل شيء ـ : إِلَهِي : عَلِمْتُ بِاخْتِلَافِ الْآثَارِ وَ تَنَقُّلَاتِ الْأَطْوَارِ ، أَنَّ مُرَادَكَ مِنِّي أَنْ تَتَعَرَّفَ إِلَيَّ فِي كُلِّ شَيْ‏ءٍ حَتَّى لَا أَجْهَلَكَ فِي شَيْ‏ءٍ . إِلَهِي : كُلَّمَا أَخْرَسَنِي لُؤْمِي ، أَنْطَقَنِي كَرَمُكَ ، وَ كُلَّمَا آيَسَتْنِي أَوْصَافِي أَطْمَعَتْنِي مِنَنُكَ . إِلَهِي : مَنْ كَانَتْ مَحَاسِنُهُ مَسَاوِيَ ، فَكَيْفَ لَا تَكُونُ مَسَاوِيهِ مَسَاوِيَ . وَ مَنْ كَانَتْ حَقَائِقُهُ دَعَاوِيَ ، فَكَيْفَ لَا تَكُونُ دَعَاوِيهِ دَعَاوِيَ . إِلَهِي : حُكْمُكَ النَّافِذُ ، وَ مَشِيَّتُكَ الْقَاهِرَةُ ، لَمْ يَتْرُكَا لِذِي مَقَالٍ مَقَالًا ، وَ لَا لِذِي حَالٍ حَالًا. إِلَهِي : كَمْ مِنْ طَاعَةٍ بَنَيْتُهَا ، وَ حَالَةٍ شَيَّدْتُهَا ، هَدَمَ اعْتِمَادِي عَلَيْهَا عَدْلُكَ، بَلْ أَقَالَنِي مِنْهَا فَضْلُكَ . إِلَهِي : إِنَّكَ تَعْلَمُ أَنِّي وَ إِنْ لَمْ تَدُمِ الطَّاعَةُ مِنِّي فِعْلًا جَزْماً ، فَقَدْ دَامَتْ مَحَبَّةً وَ عَزْماً . إِلَهِي : كَيْفَ أَعْزِمُ وَ أَنْتَ الْقَاهِرُ . وَ كَيْفَ لَا أَعْزِمُ وَ أَنْتَ الْآمِرُ . إِلَهِي : تَرَدُّدِي فِي الْآثَارِ يُوجِبُ بُعْدَ الْمَزَارِ . فَاجْمَعْنِي : عَلَيْكَ ، بِخِدْمَةٍ تُوصِلُنِي إِلَيْكَ ،. كَيْفَ " يُسْتَدَلُّ عَلَيْكَ بِمَا هُوَ فِي وُجُودِهِ مُفْتَقِرٌ إِلَيْكَ . أَ يَكُونُ لِغَيْرِكَ : مِنَ الظُّهُورِ مَا لَيْسَ لَكَ ، حَتَّى يَكُونَ هُوَ الْمُظْهِرَ لَكَ . مَتَى غِبْتَ : حَتَّى تَحْتَاجَ إِلَى دَلِيلٍ يَدُلُّ عَلَيْكَ . وَ مَتَى بَعُدْتَ : حَتَّى تَكُونَ الْآثَارُ هِيَ الَّتِي تُوصِلُ إِلَيْكَ . عَمِيَتْ عَيْنٌ : لَا تَرَاكَ عَلَيْهَا رَقِيباً ، وَ خَسِرَتْ صَفْقَةُ عَبْدٍ لَمْ تَجْعَلْ لَهُ مِنْ حُبِّكَ نَصِيباً . إِلَهِي : أَمَرْتَ بِالرُّجُوعِ إِلَى الْآثَارِ ، فَارْجِعْنِي إِلَيْكَ بِكِسْوَةِ الْأَنْوَارِ ، وَ هِدَايَةِ الِاسْتِبْصَارِ ، حَتَّى أَرْجِعَ إِلَيْكَ مِنْهَا ، كَمَا دَخَلْتُ إِلَيْكَ مِنْهَا ، مَصُونَ السِّرِّ عَنِ النَّظَرِ إِلَيْهَا ، وَ مَرْفُوعَ الْهِمَّةِ عَنِ الِاعْتِمَادِ عَلَيْهَا ، إِنَّكَ عَلى‏ كُلِّ شَيْ‏ءٍ قَدِيرٌ . إِلَهِي : هَذَا ذُلِّي ظَاهِرٌ بَيْنَ يَدَيْكَ ، وَ هَذَا حَالِي لَا يَخْفَى عَلَيْكَ ، مِنْكَ أَطْلُبُ الْوُصُولَ إِلَيْكَ ، وَ بِكَ أَسْتَدِلُّ عَلَيْكَ ، فَاهْدِنِي بِنُورِكَ إِلَيْكَ ، وَ أَقِمْنِي بِصِدْقِ الْعُبُودِيَّةِ بَيْنَ يَدَيْكَ . إِلَهِي : عَلِّمْنِي مِنْ عِلْمِكَ الْمَخْزُونِ ، وَ صُنِّي بِسِرِّكَ الْمَصُونِ . إِلَهِي : حَقِّقْنِي بِحَقَائِقِ أَهْلِ الْقُرْبِ . وَ اسْلُكْ : بِي مَسْلَكَ أَهْلِ الْجَذْبِ . إِلَهِي : أَغْنِنِي بِتَدْبِيرِكَ لِي عَنْ تَدْبِيرِي، وَ بِاخْتِيَارِكَ عَنِ اخْتِيَارِي ، وَ أَوْقِفْنِي عَلَى مَرَاكِزِ اضْطِرَارِي . إِلَهِي : أَخْرِجْنِي مِنْ ذُلِّ نَفْسِي ، وَ طَهِّرْنِي مِنْ شَكِّي وَ شِرْكِي ، قَبْلَ حُلُولِ رَمْسِي . بِكَ أَنْتَصِرُ : فَانْصُرْنِي ، وَ عَلَيْكَ أَتَوَكَّلُ فَلَا تَكِلْنِي ، وَ إِيَّاكَ أَسْأَلُ فَلَا تُخَيِّبْنِي ، وَ فِي فَضْلِكَ أَرْغَبُ فَلَا تَحْرِمْنِي . وَ بِجَنَابِكَ : أَنْتَسِبُ ، فَلَا تُبْعِدْنِي ، وَ بِبَابِكَ أَقِفُ فَلَا تَطْرُدْنِي . إِلَهِي : تَقَدَّسَ رِضَاكَ ، أَنْ تَكُونَ لَهُ عِلَّةٌ مِنْكَ ، فَكَيْفَ يَكُونُ لَهُ عِلَّةٌ مِنِّي . إِلَهِي : أَنْتَ الْغَنِيُّ بِذَاتِكَ أَنْ يَصِلَ إِلَيْكَ النَّفْعُ مِنْكَ ، فَكَيْفَ لَا تَكُونُ غَنِيّاً عَنِّي . إِلَهِي : إِنَّ الْقَضَاءَ وَ الْقَدَرَ يُمَنِّينِي ، وَ إِنَّ الْهَوَى بِوَثَائِقِ الشَّهْوَةِ أَسَرَنِي ، فَكُنْ أَنْتَ النَّصِيرَ لِي حَتَّى تَنْصُرَنِي ، وَ تُبَصِّرَنِي ، وَ أَغْنِنِي بِفَضْلِكَ حَتَّى أَسْتَغْنِيَ بِكَ عَنْ طَلَبِي . أَنْتَ : الَّذِي أَشْرَقْتَ الْأَنْوَارَ فِي قُلُوبِ أَوْلِيَائِكَ حَتَّى عَرَفُوكَ وَ وَحَّدُوكَ . وَ أَنْتَ : الَّذِي أَزَلْتَ الْأَغْيَارَ عَنْ قُلُوبِ أَحِبَّائِكَ حَتَّى لَمْ يُحِبُّوا سِوَاكَ وَ لَمْ يَلْجَئُوا إِلَى غَيْرِكَ . أَنْتَ : الْمُونِسُ لَهُمْ حَيْثُ أَوْحَشَتْهُمُ الْعَوَالِمُ . وَ أَنْتَ : الَّذِي هَدَيْتَهُمْ حَيْثُ اسْتَبَانَتْ لَهُمُ الْمَعَالِمُ . مَا ذَا وَجَدَ مَنْ فَقَدَكَ . وَ مَا الَّذِي فَقَدَ مَنْ وَجَدَكَ . لَقَدْ خَابَ مَنْ رَضِيَ دُونَكَ بَدَلًا . وَ لَقَدْ خَسِرَ مَنْ بَغَى عَنْكَ مُتَحَوَّلًا . كَيْفَ يُرْجَى سِوَاكَ ، وَ أَنْتَ مَا قَطَعْتَ الْإِحْسَانَ . وَ كَيْفَ يُطْلَبُ مِنْ غَيْرِكَ وَ أَنْتَ مَا بَدَّلْتَ عَادَةَ الِامْتِنَانِ . يَا مَنْ أَذَاقَ أَحِبَّاءَهُ حَلَاوَةَ الْمُؤَانَسَةِ ، فَقَامُوا بَيْنَ يَدَيْهِ مُتَمَلِّقِينَ . وَ يَا مَنْ أَلْبَسَ أَوْلِيَاءَهُ مَلَابِسَ هَيْبَتِهِ فَقَامُوا بَيْنَ يَدَيْهِ‏ مُسْتَغْفِرِينَ . أَنْتَ الذَّاكِرُ قَبْلَ الذَّاكِرِينَ . وَ أَنْتَ الْبَادِي بِالْإِحْسَانِ قَبْلَ تَوَجُّهِ الْعَابِدِينَ . وَ أَنْتَ الْجَوَادُ بِالْعَطَاءِ قَبْلَ طَلَبِ الطَّالِبِينَ . وَ أَنْتَ الْوَهَّابُ ثُمَّ لِمَا وَهَبْتَنَا مِنَ الْمُسْتَقْرِضِينَ . إِلَهِي اطْلُبْنِي بِرَحْمَتِكَ حَتَّى أَصِلَ إِلَيْكَ . وَ اجْذِبْنِي بِمَنِّكَ حَتَّى أُقْبِلَ إِلَيْكَ . إِلَهِي إِنَّ رَجَائِي لَا يَنْقَطِعُ عَنْكَ وَ إِنْ عَصَيْتُكَ . كَمَا أَنَّ خَوْفِي لَا يُزَايِلُنِي وَ إِنْ أَطَعْتُكَ . فَقَدْ دَفَعَتْنِي الْعَوَالِمُ إِلَيْكَ . وَ قَدْ أَوْقَعَنِي عِلْمِي بِكَرَمِكَ عَلَيْكَ . إِلَهِي : كَيْفَ أَخِيبُ وَ أَنْتَ أَمَلِي ، أَمْ كَيْفَ أُهَانُ وَ عَلَيْكَ مُتَّكَلِي . إِلَهِي : كَيْفَ أَسْتَعِزُّ وَ فِي الذِّلَّةِ أَرْكَزْتَنِي ، أَمْ كَيْفَ لَا أَسْتَعِزُّ وَ إِلَيْكَ نَسَبْتَنِي . إِلَهِي كَيْفَ لَا أَفْتَقِرُ وَ أَنْتَ الَّذِي فِي الْفُقَرَاءِ أَقَمْتَنِي ، أَمْ كَيْفَ أَفْتَقِرُ وَ أَنْتَ الَّذِي بِجُودِكَ أَغْنَيْتَنِي . وَ أَنْتَ الَّذِي لَا إِلَهَ غَيْرُكَ : تَعَرَّفْتَ لِكُلِّ شَيْ‏ءٍ ، فَمَا جَهِلَكَ شَيْ‏ءٌ . وَ أَنْتَ الَّذِي تَعَرَّفْتَ إِلَيَّ فِي كُلِّ شَيْ‏ءٍ ، فَرَأَيْتُكَ ظَاهِراً فِي كُلِّ شَيْ‏ءٍ . وَ أَنْتَ الظَّاهِرُ لِكُلِّ شَيْ‏ءٍ . يَا مَنِ : اسْتَوَى بِرَحْمَانِيَّتِهِ ، فَصَارَ الْعَرْشُ غَيْباً فِي ذَاتِهِ . مَحَقْتَ الْآثَارَ بِالْآثَارِ . وَ مَحَوْتَ الْأَغْيَارَ بِمُحِيطَاتِ أَفْلَاكِ الْأَنْوَارِ . يَا مَنِ : احْتَجَبَ فِي سُرَادِقَاتِ عَرْشِهِ عَنْ أَنْ تُدْرِكَهُ الْأَبْصَارُ . يَا مَنْ تَجَلَّى : بِكَمَالِ بَهَائِهِ ، فَتَحَقَّقَتْ عَظَمَتُهُ مِنَ الِاسْتِوَاءِ . كَيْفَ تَخْفَى وَ أَنْتَ الظَّاهِرُ . أَمْ كَيْفَ تَغِيبُ وَ أَنْتَ الرَّقِيبُ الْحَاضِرُ . إِنَّكَ عَلى‏ كُلِّ شَيْ‏ءٍ قَدِيرٌ وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَحْدَهُ . بحار الأنوار ج95ص228ح4 . قال المجلسي رحمه الله : قد أورد الكفعمي رحمه الله أيضا هذا الدعاء في البلد الأمين ، و ابن طاوس في مصباح الزائر ، كما سبق ذكرهما . و لكن ليس في آخره فيهما بقدر ورق تقريبا ، و هو من قوله : إلهي : أنا الفقير في غناي إلى آخر هذا الدعاء . و كذا لم يوجد هذه الورقة في بعض النسخ العتيقة من الإقبال أيضا . و عبارات هذه الورقة لا تلائم سياق أدعية السادة المعصومين أيضا . و إنما هي على وفق مذاق الصوفية . و لذلك قد مال بعض الأفاضل إلى كون هذه الورقة من مزيدات بعض مشايخ الصوفية و من إلحاقاته و إدخالاته . و بالجملة هذه الزيادة إما وقعت من بعضهم أولا في بعض الكتب . و أخذ ابن طاوس عنه في الإقبال غفلة عن حقيقة الحال . أو وقعت ثانيا من بعضهم في نفس كتاب الإقبال . و لعل الثاني أظهر ، على ما أومأنا إليه من عدم وجدانها في بعض النسخ العتيقة و في مصباح الزائر و الله أعلم بحقائق الأحوال :