هداك الله بنور الإسلام حتى تصل لأعلى مقام

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله الطيبين الطاهرين ولعنة الله على أعدائهم إلى يوم الدين
موسوعة صحف الطيبين  في  أصول الدين وسيرة المعصومين
صحف الظهور والتجلي  /  صحيفة  سادة الوجود / الجزء الأول
 معنى السيادة وملاكها وتأريخها وظهورها بنور واهب السيادة
في مراتب التدوين
في سيد الكتب وآياته وعلومه والتكوين سيد المرسلين وآله الطيبين الطاهرين سادة المتقين
الباب الأول /
سفينة نجاة / المجلس الثاني

الذكر الثالث
سيد الكائنات أول من علم سيد الكلام لا إله إلا الله
 في العوالم العالية

 

يا طيب : بعد إن عرفنا معنى لا إله إلا الله ، وأنه لها شروط ، ولها تجلي وظهور باعتبارها سيد الكلام وسيد القول وسيد في سيد التسبيح : سبحان الله والحمد لله و لا إله إلا الله والله أكبر، بل هي عين معنى السيد الله وحده لا شريك الله الظاهر نوره لعباده في عالم التكوين بأعلى تجلي وظهور ، حتى كان المخلص في تحققه بمعناه في أعلى العبودية لله سيد السادات ، فيكون في عين عبوديته سيد الخلق والكائنات وهكذا من كان أولا بحق بعده ، أي مخلص لم ينحرف ولم يبدل ولم يضعف ، ولو لم يكن أول من قال مخلصا : لا إله إلا الله ، سيدا لمن تعلم بعده لما كان سيد القول والكلام كلمة : لا إله إلا إلا الله .

ولما كانت : سورة الإخلاص أي التوحيد نسبة الرب ، و فيها أعلى معاني المعارف الربانية ، بل عرفت في الذكر السابق أهمية كلمة التوحيد وعلو المطالب فيها ، بل الإنسان بالشهادة بها في الدنيا يعصم بها دمه وماله ويعتبر مسلما ، وإن أخلص فيها أي طبقها بكل معانيها وما تستوجبه يكون مؤمنا ، ومن ظهر بكل تعاليم الدين لأنه آمن بالله مخلصا يكون في مرتبة عالية من الإيمان ، حتى يكون أول من أخلص بها كما عرفت سيد من بعده في عرف الدين الإسلامي ، ولذا كان أول وارد على رسول الله في يوم القيامة من قالها أولا بعده ، بل سترى أنه أول الخلق بعد سيد الكائنات .

وإذا عرفنا هذا المعنى : بأنه كلمة الإخلاص التوحيد لها أسمى معالم العبودية ، ويتبع لها كل ما يجب أن نقيم من دين الله ، وبها يقام توحيد الله وحده مخلصين له الدين ، لأنه من يشرك يحبط عمله ، ومن يتلجلج بها لا يفلح أبدا .

فيجب أن نعرف : أن الله أختار رسوله وسيد رسله في سيد الأديان ، وعرفه دينه وكلمة الإخلاص بكل حدودها فكانت سيد الكلام ، لأنه من يقولها مخلصا حين يتشرف بحبها وبكل ما توجبه من أنه لله دين ويجب أن تدخل في حقيقته ، وفي حقيقة كل عبادة يتوجه بها لله تعالى ويجب أن تكون خالصة لله .

وهذا المعنى : في بذل المعروف والظهور به يكون هو الموجب لأكرم نعم الله وأوسعها وأتمها ، ويكون معنى سامي عالي عظيم في تحقق العبد بالسيادة التامة الحقيقية الكاملة ، فإنه من يقيم الإخلاص بأعلى حدوده يكون هو النبي المختار بل سيد المرسلين ويعرف من يكون بعده سيد الوصيين بل وسادة الأتقياء إلى يوم القيامة وفيها ، بل يكرمه بالسيادة في كل مراتب الوجود العالية ، وقد عرفنا أهمية نعم الله وأتمها وملاك تحصيلها والكون فيها ، وأن التحقق بالهدى وتعليمه وبذله  هو أفضل السخاء والكرم ، وكان في الدنيا أوله لسيد المرسلين وآله صلى الله عليهم وسلم .

فلنتدبر الآن يا طيب : شيء من معاني السيادة في العالم الأعلى والتحقق بها بأعلى شرف وكمال لا يدانيه شيء لا ملك مقرب ولا نبي مرسل لنبينا وآله في العالم الأعلى قبل الدنيا ، في عالم ملكوتها وجبروتها ، ثم نعرج على ملاك السيادة في تعريف كلمة الإخلاص والإخلاص بها في تلك العوالم وتعليمها لساكني مقام الخلق الأول ، ونتيقن هذا المعنى بمعرفة آيات وروايات يشرح بها سيد الوجود ملاك سيادته ويعرفنا مقامه الأول ومن كان معه ممن قال كلمة التوحيد وعلم الإخلاص لله معه وتجلى بأعلى نور وأوله هناك ، ونذكره بمجمل لا يخل ومختصر لا يقصر عن البيان إن شاء الله ، ومن أراد المزيد من المعارف فليرج لصحيفة شرح الأسماء الحسنى وبالخصوص الجزء الثالث منها ، أو أواخر الجزء الأول من صحيفة الإمام الحسين وما بعده .

وأما هنا : فنذكر آيات تعرفنا عوالم الغيب وما قبل الخلق الدنيوي ، ثم نعرج لمعرفة ملاك السيادة فيه لسادة الوجود ، ثم تجليه الأول وما يؤيده من معارف الهدى والدين وأهمية سيادة باذلي معروفه في تحقق الإيمان للمسلمين :

 

 

الإشراق الأول :

الإخلاص في دين الله والثبات لله وحده من أسس السيادة لكل العوالم :

يا طيب : عرفت في مصباح الباب الأول أن سيد العلم لسورة إنا أنزلنا في ليلة القدر ، و ينزل بها الروح وهو سيد في الملائكة ، وفي سيد الليالي وهي مختصة بسادة الوجود ، إن الله يعرفنا نزول الروح في ليلة القدر من كل أمر لأن من تنزل عليه مخلص الدين لله سبحانه ، فلذا خص بمعارف عالية وشرف بالسيادة من الله الواحد القهار فوهبه ملك الكتاب والحكمة والخير الكثير والملك العظيم كما عرفت ، ولنتيقن هذا المعنى من كتاب الله بأسلوب أخر يوصلنا معارف الملكوت وسادة أهلها ، نتدبر قوله تعالى :

{ فَادْعُـوا اللَّهَ مُخْلِصِـينَ لَـهُ الدِّيـنَ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ (14)

رَفِيعُ الدَّرَجَـاتِ ذُو الْعَــرْشِ يُلْقِي الـــرُّوحَ مِنْ أَمْرِهِ
عَلَى مَن يَشَــاء مِنْ عِبَـادِهِ لِيُنـــذِرَ يَوْمَ التَّلَاقِ
(15)
 يَوْمَ هُم بَارِزُونَ لَا يَخْفَى عَلَى اللَّهِ مِنْهُمْ شَيْءٌ

 لِّمَنِ الْمُــلْكُ الْيَـوْمَ لِلَّهِ الْوَاحِـــدِ الْقَهَّارِ (16) } غافر .

الإخلاص أول دعوة الله : والأول في الإسلام السابق لها وقائلها بعد رسول الله ، ولما بقيت ليلة القدر دائمة فالروح النازل بأمر الله فيها وإن كان مختص بسيد المرسلين ، ولكن تفسره سورة إنا أنزلناه وهي سيد العلم بأن نزوله مستمر إلى يوم القيامة ولا يكون إلا سيد الناس وسيد العباد المتقين في زمانه وهو هادي القوم بعد المنذر المتلقي للروح النازل بأمر الله من رفيع الدرجات سبحان من ذو العرش المجيد ، كما قال تعالى في آيات يوم ندعو كل إناس بإمامهم ، وأنه من يتبع الإمام الحق الهادي واقعا وله الصراط المستقيم فهو الناجي ، ومن يهديه مقدم عليه فهو سيده ووليه وإمامه كما قال تعالى لسيد المرسلين .

{ وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَوْلآ أُنزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِّن رَّبِّهِ

إِنَّمَا أَنتَ مُنــذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَــادٍ (7) } الرعد .

ولا يكون هادي : إلا أن يكون مختص بالروح النازل في ليلة القدر لاستمرارها وفيها سيد العلم ، فهو سيد أهل زمانه وليس إلا نبينا وبعده آله وسيد الوصيين وذريتهما أئمة الحق سادة المتقين الموحدين المخلصين لله الدين ، ولا يعرف هذا المعنى في كلامه ولا عرّف هذه الحقيقة إلا هم صلى الله عليهم وسلم ، كل سيد منهم في زمان ولن تخلو أرض الله سبحانه من حجة هادية ، فهو يعرف أمر الله وما يجب أن يعمله ، وهو أرفع المسلمين درجة ويعرف حقائق من العوالم العالية التي يعرج فيها الروح ، فهو مختص بكرامة الكتاب والحكمة وأمر الله النازل من المراتب العالية العرش بل هو نور منه سبحانه له ليهدي به ، وكما قال الله في آية :

{ بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ الْمَلِكِ الْقُدُّوسِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ (1)

هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ

رَسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ

وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ (2)

 وَآخَرِينَ مِنْهُمْ لَمَّا يَلْحَقُوا بِهِمْ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (3)

 ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاء وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ (4)

..... يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِي لِلصَّلَاةِ مِن يَوْمِ الْجُمُعَةِ

فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ

 ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ (9)

فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِن فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَّعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (10)

وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْوًا انفَضُّوا إِلَيْهَا وَتَرَكُوكَ قَائِمً قُلْ مَا عِندَ اللَّهِ خَيْرٌ مِّنَ اللَّهْوِ وَمِنَ التِّجَارَةِ وَاللَّهُ خَيْرُ الرَّازِقِينَ (11) } الجمعة .

يا طيب : إن تقديس الله وتسبيحه والإخلاص له هو الموجب لتنزل روح أمره على سيد المرسلين بالكتاب والحكمة ويعلم الناس ما لم يعلموا ، ومن تعلم معه وعلم علمه وأختص به ثابتا معه لم يفر منه أبدا ، وبهذا يكون ملاك لسيد المسلمين بعده بل سيد الأوصياء بعد سيد المرسلين ، ومن يكون بعدهم بهذا الملاك هو سيد المسلمين بعده إلى يوم القيامة ، وأنه لابد للناس من سيد وإمام وولي يقودهم لرضا الله تعالى .

وأما آخر الآية : فتعرفنا بأن الثابتون هم من كانوا مع سيد المرسلين وسادة الوجود من آله بعده ، وباقي الناس ذهبوا إلى اللهو والتجارة وتركوا سيد المرسلين مع الثابتين معه وسيدهم وآله سادة العباد بعده ،  فلا اختصاص لهم بمعنى التقدم والسيادة للمسلمين مهما كانوا وتسموا من بعد من أسماء غير حقيقية ، وقد :

ذكر في المناقب : عن تفسير مجاهد ، وأبو يوسف يعقوب بن ابي سفيان ، قال ابن عباس في قوله تعالى :

 ( وإذا رأوا تجارة أو لهوا انفضوا إليها وتركوك قائم ) ،

 إن دحية الكلبي جاء يوم الجمعة من الشام بالمسيرة فنزل عند أحجار الزيت .

 ثم ضرب بالطبول ليؤذن الناس بقدومه ، فانفض الناس إليه :

 إلا علي والحسن والحسين وفاطمة عليهم السلام .

 وسلمان وأبو ذر والمقداد وصهيب .

 وتركوا النبي قائما يخطب على المنبر .

فقال النبي : لقد نظر الله يوم الجمعة إلى مسجدي فلولا الفئة الذين جلسوا في مسجدي ، لأنضرمت المدينة على أهلها نارا وحصبوا بالحجارة كقوم لوط ، ونزل فيهم ( رجال لا تلهيهم تجارة ) [51] .

يا طيب : والثبات مع رسول الله في سورة الجمعة ، ولم تغر الدنيا سيد الوصيين وآله يقر به كل منصف عرف تأريخ الدين.

 ونزول آيات أخرى وهي آيات النور وتجليهم بنور ذكر الله ولا تلهيهم تجارة وشرحنها مفصلا في صحيفة الإمام الحسين.

 و هذا هو الثابت في ويوم حنين إذ فر المسلمون وبقي هو وسيد المرسلين في قوله تعالى:

 ( ويوم حنين إذ أعجبتكم كثرتكم فلم تغن عنكم شيئا وضاقت عليكم الأرض بما رحبت ثم وليتم مدبرين ) سورة التوبة : الآية 25  ، فقد روى أصحاب التواريخ أنه لم يبق معه إلا ثمانية أنفس :

 علي - عليه السلام - والعباس ، والفضل بن العباس . وربيعة ، وأبو سفيان : ابنا الحارث بن عبد المطلب ( بن عم النبي ) ، وأسامة بن زيد ، وعبيدة بن أم أيمن ، وروي أيمن بن أم أيمن[52] .

وإن ثبات سيد الأوصياء : في مواقف كثيرة لم يكن قصدنا بيان جهاده ، ولكن لنعرف الإخلاص في مواقف عظيمة خص بها ، والجميع كانوا في كل أدوار حياتهم مقرين له بالفضل والتقدم والولاية ويعتبروه سيدهم ، ولا يتحركوا إلا عن أمره بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، وإن ملاك السيادة الإخلاص لله سبحانه وبذل النفس في سبيله وفي كل سلوكه كان عليه السلام مخلصا لله  ، وإنه لم يسجد لصنم .

وكان يصلي قبل الناس بسبع سنين : بل من طفولته كان كظل النبي ويتبعه في كل حركاته ويُعلمه سيد المرسلين كل معارف الدين ، ولم يغير ولم يبدل ولم تغره تجارة فيترك رسول الله كما ترك الباقين ، وكان هو أس الثبات في كل المواقف التي هرب بها المسلمون حتى من تصدوا للخلافة وغصبوها بعد رسول الله هربوا في حينها كما عرفت كما هربوا من أجل التجارة ، ومن يهرب في موقف لم يكن ثابت ويعرف أن في أخلاصه ما يُبعده عن السيادة ، وعرفت آيات التجارة وحنين أن سيد الوصيين كان هو الثابت وأمير وسيد من ثبت معه وكان سابقا لهم في الدين ومعلم لهم مع رسول الله ، ولذا خصه الله بالسيادة بعد سيد المرسلين ، وله مواقف كثيرة تعرفنا ثباته ، نذكر منها ما قر بها كل مؤمن منصف عرف تأريخ الإسلام :

وقال أمير المؤمنين عليه السلام في كلام طويلا له مع أحد اليهود ومع حضور جمع من الصحابة ..... :

وأما الثالثة :  يا أخا اليهود ، فإن ابني ربيعة وابن عتبة كانوا فرسان قريش دعوا إلى البراز يوم بدر فلم يبرز لهم خلق من قريش ، فأنهضني رسول الله صلى الله عليه وآله مع صاحبي ( حمزة عم النبي وعتبة أبن عم النبي وعلي ) - رضي الله عنهما - وقد فعل ، وأنا أحدث أصحابي سنا وأقلهم للحرب تجربة .

 فقتل الله عز وجل بيدي وليدا وشيبة ، سوى من قتلت من جحاجحة قريش في ذلك اليوم ، وسوى من أسرت ، وكان مني أكثر مما كان من أصحابي ، واستشهد ابن عمي في ذلك رحمة الله عليه .

 ثم التفت إلى أصحابه فقال : أليس كذلك ؟ قالوا : بلى يا أمير المؤمنين.

فقال علي عليه السلام : وأما الرابعة يا أخا اليهود فإن أهل مكة أقبلوا إلينا على بكرة أبيهم قد استحاشوا من يليهم من قبائل العرب وقريش طالبين بثأر مشركي قريش في يوم بدر ، فهبط جبرائيل عليه السلام على النبي صلى الله عليه وآله فأنبأه بذلك ، فذهب النبي صلى الله عليه وآله وعسكر بأصحابه في سد أحد ، وأقبل المشركون إلينا فحملوا إلينا حملة رجل واحد ، واستشهد من المسلمين من استشهد .

وكانت ممن بقي من الهزيمة .

وبقيت مع رسول الله صلى الله عليه وآله .

ومضى المهاجرون والأنصار إلى منازلهم من المدينة .

 كلا يقول : قتل النبي صلى الله عليه وآله وقتل أصحابه ، ثم ضرب الله عز وجل وجوه المشركين .

وقد جرحت : بين يدي رسول الله صلى الله عليه وآله نيفا وسبعين جرحة منها هذه وهذه - ثم ألقى عليه السلام رداءه وأمر يده على جراحاته - وكان مني في ذلك ما على الله عز وجل ثوابه إن شاء الله ، ثم التفت عليه السلام إلى أصحابه فقال : أليس كذلك ؟ قالوا : بلى يا أمير المؤمنين .

 فقال عليه السلام : وأما الخامسة يا أخا اليهود ، فإن قريشا والعرب تجمعت وعقدت بينها عقدا وميثاقا لا ترجع من وجهها حتى تقتل رسول الله وتقتلنا معه معاشر بني عبد المطلب ، ثم أقبلت بحدها وحديدها حتى أناخت علينا بالمدينة ، واثقة بأنفسها فيما توجهت له ، فهبط جبرائيل عليه السلام على النبي صلى الله عليه وآله فأنبأه بذلك ، فخندق على نفسه ومن معه من المهاجرين والأنصار .

فقدمت قريش : فأقامت على الخندق محاصرة لنا ، ترى في أنفسها القوة وفينا الضعف ترعد وتبرق ، ورسول الله صلى الله عليه وآله يدعوها إلى الله عز وجل ويناشدها بالقرابة والرحم فتأبى ، ولا يزيدها ذلك إلا عتوا .

وفارسها : وفارس العرب يومئذ عمرو بن عبدود ، يهدر كالبعير المغتلم يدعو إلى البراز ويرتجز ويخطر برمحه مرة وبسيفه مرة ، لا يقدم عليه مقدم ، ولا يطمع فيه طامع ، ولا حمية تهيجه ولا بصيرة تشجعه .

فأنهضني إليه رسول الله صلى الله عليه وآله .

وعممني بيده وأعطاني سيفه هذا ، و ضرب بيده إلى ذي الفقار .

 فخرجت إليه ونساء أهل المدينة بواك إشفاقا علي من ابن عبدود .

 فقتله الله عز وجل بيدي ، والعرب لا تعد لها فارسا غيره ، وضربني هذه الضربة وأومأ بيده إلى هامته ، فهزم الله قريشا والعرب بذلك وبما كان مني فيهم من النكاية ، ثم التفت عليه السلام إلى أصحابه فقال : أليس كذلك ؟ قالوا : بلى يا أمير المؤمنين[53] ..

وقال أمير المؤمنين عليه السلام :

ولقد كنت عاهدت الله ورسوله صلى الله عليه وآله

أنا وعمي حمزة وأخي جعفر وابن عمي عبيدة على أمر

وفينا به لله ولرسوله صلى الله عليه وآله

فتقدمني أصحابي وتخلفت بعدهم لما أراد الله عز وجل .

فأنزل الله فينا :

{ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ

فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ

وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلً (23)} الأحزاب [54].

وهذه الآية : في سورة الأحزاب ، نزلت في يوم الخندق تعرفنا ثباته وإخلاصه ، وهذا الثبات وعدم التبديل ، هو أعلى الإخلاص لله تعالى وطلب مرضاته وأنه ثبات تابع لتقدمه في الإسلام ، وعرفه الله سبحانه لنا ، ولا غيره يستحقه أو يصدق عله مثله وقد توفي في زمن رسول الله ، نعم عمه حمزة سيد الشهداء وبن عمه عبيده وأخيه جعفر فهما من قضى نحبه وهو الباقي لم يبدل ولا بدل ، وهذا أسس السيادة وعين ملاك مظاهر التوحيد لله تعالى التي تتجلى بأعلى إخلاص تام ، وتعرفنا حقيقته وخصاله الذاتية التي مكنها الله تعالى منه وبها يستحق السيادة .

ويا طيب : إذا عرفنا ثباته في مواقف فر فيها أغلب المسلمين ، بل في مواقف كلهم فروا إلا هو ورسول الله ، سواء تجارة أو حرب ، وأن الكتاب والحكمة تنزل وتخص الثابت في دين الله كما خصت رسول الله في السورة الجمعة ، فهي لناس وهم النبي وآله  وهم سادة الوجود كله بدون منازع وهم كوثر الخير والبركة أين ما حلوا لثباتهم :

{ أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ

فَقَدْ آتَيْنَآ آلَ إِبْرَاهِيمَ

الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُم مُّلْكًا عَظِيمًا (54)}النساء.

{ يُؤتِي الْحِكْمَةَ مَن يَشَاء   وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ

فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا   وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الأَلْبَابِ (269) } البقرة .

 

 

الإشراق الثاني :

مراتب الملكوت لسادة المتقين لأنهم أول من أخلص لله الدين :

يا طيب : بعد أن عرفنا ملاك هدى الله والإخلاص في توحيد الله والثبات عليه ، وهي من الأمور الأساسية في ملاك السيادة ، وهي من أسس بذل المعروف والتحقق بالسخاء العالي الذي يفوق كل شيء في الوجود ، وهذا الإخلاص هو الذي كان سبب معراج رسول الله سيد المرسلين لمقامات لم تكن لغيره وهو في الدنيا ، وهذه المقامات يا طيب تعرفنا مقامه الشامخ والعالي في تخصصه بسيادة أهل الوجود .

 ولكي نعرف بعض مقاماته في العوالم العالية بل مقام آله معه : وبالخصوص سيد الوصيين وسادة المتقين ، نتدبر بعض معارف الإسراء والمعراج ، وقد ذكرنا بحثا واسعا في صحيفة شرح الأسماء الحسنى وبالخصوص الجزء الثالث ، وفي الجزء الأول من صحيفة الإمام الحسين عليه السلام ، فراجع البحوث ، وهنا إن شاء الله نذكر مختصرا ليس مخلا فتدبر ، قال الله سيد السادات وواهب السيادة سبحانه وتعالى :

{ سُبْحَانَ الَّذِي أَسْــرَى بِعَبْدِهِ لَيْلا

مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ

لِنُرِيَـــهُ مِنْ آيَاتِنَـــا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ (1) } الإسراء .

ومسألة الإسراء والمعراج من ضروريات الإسلام : ويجب الإيمان بها وبما عرفه رسول الله من شأنه الكريم وما خصه الله وما أراه ، وأوله كان إلى المسجد الأقصى والذي باركه ليري نبيه الأكرم لما أخلص له العبادة أعلى معاني الخلق وحقائقه ، وهو معنى كريم به يتم معرفة ملكوت السماوات والأرض ، فإنه فوق هذه الأرض والسماء عوالم كريمة كما قال الله سبحانه :

{ قُل لِّمَنِ الْأَرْضُ وَمَن فِيهَ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ (84)

 سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ (85)

 قُلْ مَن رَّبُّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ وَرَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ (86)
 سَيَقُولُونَ لِلَّهِ
قُلْ أَفَلَا تَتَّقُونَ (87)

 قُلْ مَن بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ
وَهُوَ يُجِيرُ وَلَا يُجَارُ عَلَيْهِ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ (88) } المؤمنون .

يا طيب : إن لله السيد والرب المتعال الحي هو خالق ومالك ورب وقيوم على الملك والملكوت والعرش والكرسي وكل شيء مخلوق ، فهو السيد الخالق والمنعم والهادي وحده لا شريك له ، وإن من يعرج في عوالم ملكه وملكوته فهو لابد أن يكون ذو شأن عظيم وسيد كريم في خلقه ورحمة للعالمين كما عرفت إذ قال تعالى :

{ وَإِنَّ لَكَ لَأَجْرًا غَيْرَ مَمْنُونٍ (3)

وَإِنَّكَ لَعَلى خُـلُقٍ عَظِيـمٍ (4) } القلم .

{ إِنَّ فِي هَذَا لَبَلَاغًا لِّقَوْمٍ عَابِدِينَ (106)

 وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ (107)  قُلْ إِنَّمَا يُوحَى إِلَيَّ

أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ  فَهَلْ أَنتُم مُّسْلِمُونَ (108) } الأنبياء .

يعني : بحق أقام كل الدين مخلص لله رب العالمين وحده لا شريك له فكرمه وملكه معارف دينه وتعليمه ، بل عرج به للملكوت الأعلى في تلك العوالم وأسرى به ليريه من آيات ربه الكبرى ، بل سترى أنه رحمة لهم إذ كان نفسه ووجوده الأول من تلك العوالم وهو الذي عرفهم التسبيح والتوحيد والإخلاص لله ، وقبل ما نذكر وجوده الأول المعلم للتوحيد ، نخصص هذا الإشراق لبعض معارف المعراج ، حتى نعرف أصل الخلقة والملكوت ومراتبها ، وقد قال الله سيد السادات سبحانه :

{ بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

 وَالنَّجْــمِ إِذَا هَـوَى (1)

 مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى (2) وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى (3)

 إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى (4) عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى (5) ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوَى (6)

وَهُوَ بِالْأُفُقِ الْأَعْلَى (7) ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى (8)

فَكَانَ قَـابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَــى (9)

 فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى (10) مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى (11)

 أَفَتُمَارُونَهُ عَلَى مَا يَرَى (12)

 وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى (13) عِندَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى (14)

عِندَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى (15) إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى (16)

 مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى (17)

لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَــاتِ رَبِّهِ الْكُبْـــرَى (18) } النجم .

يا طيب : لكي نعرف شيء يسير من سبب معراج رسول الله صلى الله عليه وآله ، وسبب نزول سورة المعارج وعظمة معارفها العالية في بيان حقائق الملكوت ومن خص به ، وترينا أعلى مقام في التكوين كله ولم يكن غير رسول الله سيده والمتخصص بأعلى مقام فيه ، نذكر عدة روايات :

عن يونس بن عبد الرحمن قال : قلت لأبي الحسن موسى بن جعفر عليه السلام :

لأي علة عرج الله بنبيه صلى الله عليه وآله وسلم إلى السماء ، و منها إلى سدرة المنتهى ، ومنها إلى حجب النور ، وخاطبه و ناجاه هناك ، والله لا يوصف بمكان ؟

فقال عليه السلام : إن الله تبارك و تعالى لا يوصف بمكان ، و لا يجري عليه زمان .

 و لكنه عز و جل أراد أن يشرف به ملائكته و سكان سماواته ، و يكرمهم بمشاهدته .

 و يريه من عجائب عظمته ما يخبر به بعد هبوطه .

و ليس ذلك على ما يقول المشبهون سبحان الله و تعالى عما يشركون[55].

وأما سبب نزول أول السورة :

عن الضحاك ، عن ابن عباس قال :

صلينا العشاء الآخرة ذات ليلة مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، فلما سلم أقبل علينا بوجهه ، ثم قال :

أما إنه سينقض كوكب من السماء مع طلوع الفجر .

فيسقط في دار أحدكم ، فمن سقط ذلك الكوكب في داره .

فهـو وصـيي وخليفـتي والإمام بعـدي .

فلما كان قرب الفجر جلس كل واحد منا في داره ينتظر سقوط الكوكب في داره ، وكان أطمع القوم في ذلك أبي العباس بن عبد المطلب .

فلما طلع الفجر انقض الكوكب من الهواء .

فسقط في دار علي بن أبي طالب عليه السلام .

 فقال رسول الله صلى الله عليه وآله لعلي عليه السلام :

يا علي : والذي بعثني بالنبوة .

لقد وجبت لك الوصية والخلافة والإمامة بعدي.

فقال المنافقون : عبد الله بن أبي وأصحابه : لقد ضل محمد في محبة ابن عمه وغوى وما ينطق في شأنه إلا بالهوى .

فأنزل الله تبارك وتعالى: ( والنجم إذا هوى ) يقول الله عز وجل : وخالق النجم إذا هوى ( ما ضل صاحبكم ) يعني محمدا صلى الله عليه وآله في محبة علي بن أبي طالب (وما غوى  وما ينطق عن الهوى) يعني في شأنه (إن هو إلا وحي يوحى)[56].

وعن ربيعة السعدي ، قال : سألت بن  عباس عن قول الله عز وجل :

 ( والنجم إذا هوى ) قال : هو النجم الذي هوى مع طلوع الفجر فسقط في حجرة علي بن أبي طالب .

 وكان أبي العباس يحب أن يسقط ذلك النجم في داره ، فيحوز الوصية والخلافة والإمامة .

ولكن أبى الله أن يكون ذاك  غير علي بن أبي طالب عليه السلام .

وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء [57].

 

وأما يا طيب : علو مقام نبينا الأكرم وأنه أعلى من سيد الملائكة فنفس السورة أعلى تبينه وتعرفنا به ، إذ كان قاب قوسين أو أدنى ، ولم يكن لغيره أن يكون معه ، وفي هذا المعنى روايات كثيرة منها :

عن عباية بن ربعي عن عبد الله بن عباس قال :

إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لما أسري به إلى السماء ، انتهى به جبرائيل إلى نهر يقال له النور ، وهو قول الله عز وجل : ( جعل الظلمات والنور ) .

فلما انتهى به إلى ذلك النهر قال : له جبرائيل:

يا محمد ، اعبر على بركة الله ، فقد نور الله لك بصرك ، ومد لك أمامك .

 فإن هذا نهر لم يعبره أحد ، لا ملك مقرب ، ولا نبي مرسل .

 غير أن لي في كل يوم اغتماسة فيه ، ثم أخرج منه ، فأنفض أجنحتي ، فليس من قطرة تقطر من أجنحتي إلا خلق الله تبارك وتعالى منها ملكا مقربا ، له عشرون ألف وجه وأربعون ألف لسان ، كل لسان يلفظ بلغة لا يفقهها اللسان الآخر .

فعبر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : حتي انتهى إلى الحجب .

 والحجب خمسمائة حجاب .

 من الحجاب إلى الحجاب مسيرة خمسمائة عام .

 ثم قال : تقدم يا محمد . فقال له : يا جبرائيل ، ولم لا تكون معي ؟

قال : ليس لي أن أجوز هذا المكان .

 فتقدم رسول الله صلى الله عليه وآله ما شاء الله أن يتقدم ، حتى سمع ما قال الرب تبارك وتعالى :

أنا المحمــود ، وأنت محمــد .

 شققت اسمك من اسمي ، فمن وصلك وصلته ومن قطعك بتلته ( أي قطعته ) .

انزل إلى عبادي : فأخبرهم بكرامتي إياك .

وأني لم أبعـث نبيــا إلا جعلت له وزيــرا .

وأنك رســولي ، وأن عليـــا وزيــرك [58].

يا طيب : إنه مقام تشريف وقرب لرسول الله وسيد المرسلين وسيد الكائنات ، وإنه الله سبحانه وتعالى أراد أن يكرمه في ذلك المقام العالي الذي لم يصل له لا نبي مرسل ولا ملك مقرب ، أي أعلى مكان في التكوين وأنور محل في الوجود ، وهذا عين حقيقته التي هو فيها أبدا ، وإن تنزل نوره في عالم الملك ، فإنا لله وإنا إليه راجعون ، وكما بدأكم تعودون ، فهو محله ومقامه الأبدي في أعلى مرتبة في التكوين ، وهو سيد من بعده في كل العوالم .

ثم يا طيب : لو أن ملك من ملوك الدنيا أراد أن يشرف وزيرا مخلصا له بأعلى الإخلاص وثابت على حب الملك ، والوزير فاتح بلاد الأرض وسلمها للملك ، بل فتح قلوب الناس لمعرفة الملك وجلاله وجعلهم يحبوه واقعا بل يعبدوه مخلصين وبأعلى شوق له ، وأراد الملك أن يشرفه ، فما تراه يقول له ، ألا يقول له : أطلب وتمنى ومن تحب ومَن المخلص معك حتى أكرمه وأشرفه ، فهذا عين المعنى حصل في يوم التشريف والمقام السامي ، فقد كرم الله نبيه لإخلاصه لما بذل من تعريف هداه والإخلاص له ، والله عالم بحقيقة كل شيء ، ولكن لتشريف من علِم سبحانه أخلص المخلصين في طاعته بعد رسوله، وكان أخصهم وأحبهم لسيد رسله فجعله معه سيد وسيد الأوصياء بعده لأنه بسيد المرسلين ختمت النبوة ، فلابد أن يكون بعده سيد الأوصياء .

 ولنتعرف على بعض المناجاة في المقام العالي بين السيد وعبده ، إذ أوحى إلى عبده ما أوحى :

عن أبو مخنف لوط ابن يحيى الأزدي عن عبد الله بن عمر قال : سمعت رسول الله وسُئل :

بأي لغة خاطبك ربك ليله المعراج ؟

قال : خاطبني بلغه على بن أبي طالب .

فالهمني ان قلت : يا رب خاطبتني انت أم علي ؟

 فقال : يا أحمد انا شيء لا كالأشياء لا أقاس بالناس ولا أو صف بالشبهات .

خلقتك من نوري وخلقت عليا من نورك .

فاطلعت على سرائر قلبك ، فلم أجد في قلبك أحب إليك

من علي بن أبي طالب ، فخاطبتك بلسانه كيما يطمئن قلبك [59].

 

وعن قتادة عن أنس ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله :

 لما عرج بي إلى السماء : دنوت من ربي عز وجل  حتى كان بيني وبينه قاب قوسين أو أدنى ، فقال :

يا محمد من تحب من الخلق ؟ قلت : يا رب علي .

قال : التفت يا محمد ؟

فالتفت عن يساري ، فإذا علي بن أبي طالب عليه السلام [60].

وأما بعض التفصيل :

وعن الحسين بن العباس عن أبي جعفر عليه السلام في قوله :

{ ما ضَلَّ صاحِبُكُمْ وَ ما غَوى‏ } يقول : ما ضل في علي عليه السلام و ما غوى‏ .

{وَما يَنْطِقُ فيه عَنِ الْهَوى‏} وما كان ما قال فيه إلا بالوحي الذي أوحي إليه .

ثم قال : { عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوى‏ } ثم أذن له فوفد إلى السماء .

فقال { ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوى‏ وَ هُوَ بِالْأُفُقِ الْأَعْلى‏ ثُمَّ دَنا فَتَدَلَّى فَكانَ قابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنى‏} 

 كان بين لفظه و بين سماع محمد كما بين وتر القوس و عودها .

{ فَأَوْحى‏ إِلى‏ عَبْدِهِ ما أَوْحى‏ } :

فسئل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن ذلك الوحي ؟

فقال صلى الله عليه وآله وسلم : أوحي إلي :

أن علــيا سيد الوصيين ( المؤمنين ) .

و إمام المتقين ، و قائد الغر المحجلين .

و أول خليفة يستخلفه خاتم النبيين .

فدخل القوم في الكلام فقالوا : أ من الله و من رسوله ؟

فقال الله جل ذكره لرسول الله قل لهم : { ما كَذَبَ الْفُؤادُ ما رَأى‏ }.

 ثم رد عليهم فقال : { أَ فَتُمارُونَهُ عَلى‏ ما يَرى‏ } ثم قال لهم رسول الله صلى الله عليه وآله : قد أمرت فيه بغير هذا .

 أمرت أن أنصبه للناس ، و أقول‏ لهم :

هذا وليكم من بعدي .

 و هو بمنزلة السفينة يوم الغرق ، من دخل فيها نجا ، و من خرج منها غرق‏ .

ثم قال : { وَ لَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرى‏ } ، يقول : رأيت الوحي مرة أخرى { عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهى‏ } التي يتحدث تحتها الشيعة في الجنان.

 ثم قال الله قل لهم :

{ إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ ما يَغْشى‏ } يقول : إذ يغشى السدرة ما يغشى من حجب النور و { ما زاغَ الْبَصَرُ } يقول :

ما عمي البصر عن تلك الحجب { وَ ما طَغى‏ } يقول: و ما طغى القلب بزيادة فيما أوحي إليه و لا نقصان .

{ لَقَدْ رَأى‏ مِنْ آياتِ رَبِّهِ الْكُبْرى‏ } يقول :

لقد سمع كلاما لو لا أنه قوي ما قوي [61].

 

وعن عبد الرحمن بن كثير قال : سألت جعفر الصادق عن قوله تعالى :

{ عَمَّ يَتَسَاءلُونَ (1) عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ (2)

الَّذِي هُمْ فِيهِ مُخْتَلِفُونَ (3) } النبأ .

وسألته عن قوله تعالى : { هُنَالِكَ الْوَلَايَةُ لِلَّهِ الحق هُوَ خَيْرٌ ثَوَابًا وَخَيْرٌ عُقْبً (44)  } الكهف .

قال عليه السلام : ولاية أمير المؤمنين علي ( سلام الله عليه ).

 كان يقول : ما لله نبأ هو أعظم مني ، ولا لله آية أكبر مني [62].

وهذا هو فضل الله على نبي الرحمة المرسل رحمة للعالمين وشرّفه بمن يحب حتى جعله تلوه في السيادة ، وآيته الكبرى ونبأه العظيم ، لأنه كان قد رآه معه حين خاطبه بمن تحب .

وعن أبي بصير عن أبي عبد الله جعفر بن محمد عليهما السلام  ، عن آبائه ، عن علي عليه السلام ، قال : قال لي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :

يا علي : إنه لما أسري بي إلى السماء تلقتني الملائكة بالبشارات في كل سماء حتى لقيني جبرائيل عليه السلام في محفل من الملائكة ، فقال :

 يا محمد ، لو اجتمعت أمتك على حب علي ، ما خلق الله عز وجل النار .

يا علي : إن الله تعالى أشهدك معي في سبعة مواطن حتى أنست بك :

أما أول ذلك : فليلة أسري بي إلى السماء ، قال لي جبرائيل عليه السلام : أين أخوك يا محمد ؟

فقلت : يا جبرائيل ، خلفته ورائي . فقال : ادع الله عز وجل فليأتك به ، فدعوت الله فإذا مثالك معي .

 وإذا الملائكة وقوف صفوفا ، فقلت : يا جبرائيل ، من هؤلاء ؟ قال : هؤلاء الذين يباهي الله عز وجل بهم يوم القيامة ؟

 فدنوت فنطقت بما كان وبما يكون إلى يوم القيامة .

 والثاني : حين أسري بي إلى ذي العرش عز وجل ، فقال لي جبرائيل : أين أخوك يا محمد ؟ فقلت : خلفته ورائي . قال : ادع الله عز وجل فليأتك به ، فدعوت الله عز وجل فإذا مثالك معي ، وكشط لي عن سبع سماوات حتى رأيت سكانها وعمارها وموضع كل ملك منها .

والثالث : حيث بعثت للجن فقال لي جبرائيل عليه السلام : أين أخوك ؟ فقلت : خلفته ورائي . فقال : ادع الله عز وجل فليأتك به ، فدعوت الله عز وجل فإذا أنت معي ، فما قلت لهم شيئا ولا ردوا علي شيئا إلا سمعته ووعيته .

 والرابع : خصصنا بليلة القدر وأنت معي فيها ، وليست لأحد غيرنا .

والخامس : ناجيت الله عز وجل ومثالك معي ، فسألت فيك خصالا أجابني إليها إلا النبوة ، فإنه قال : خصصتها بك ، وختمتها بك .

والسادس : لما طفت بالبيت المعمور ، كان مثالك معي .

والسابع : هلاك الأحزاب على يدي ، وأنت معي .

 يا علي : إن الله أشرف على الدنيا فاختارني على رجال العالمين .

 ثم اطلع الثانية : فاختارك على رجال العالمين .

ثم اطلع الثالثة : فاختار فاطمة على نساء العالمين .

ثم اطلع الرابعة: فاختار الحسن والحسين والأئمة من ولدهما على رجال العالمين .

يا علي: إني رأيت اسمك مقرونا باسمي في أربعة مواطن ، فأنست بالنظر إليه:

إني لما بلغت بيت المقدس في معارجي إلى السماء ، وجدت على صخرتها :

لا إله إلا الله ، محمد رسول الله ، أيدته بوزيره ونصرته به .

 فقلت : يا جبرائيل ، ومن وزيري ؟ قال : علي بن أبي طالب .

 فلما انتهيت إلى سدرة المنتهى ، وجدت مكتوبا عليها :

 لا إله إلا الله أنا وحدي، ومحمد صفوتي من خلقي، أيدته بوزيره ونصرته به .

 فقلت : يا جبرائيل ، ومن وزيري ؟ فقال : علي بن أبي طالب .

فلما جاوزت السدرة وانتهيت إلى عرش رب العالمين ، وجدت مكتوبا على قائمة من قوائم العرش :

أنا الله لا إله إلا أنا وحدي .

محمد حبيبي وصفوتي من خلقي ، أيدته بوزيره وأخيه ونصرته به  .

 يا علي : إن الله عز وجل أعطاني فيك سبع خصال :

أنت أول : من ينشق القبر عنه معي .

وأنت أول : من يقف معي على الصراط ، فيقول للنار : خذي هذا فهو لك وذري هذا فليس هو لك .

وأنت أول : من يكسى إذا كسيت ويحيا إذا حييت .

وأنت أول : من يقف معي عن يمين العرش .

وأول : من يقرع معي باب الجنة .

وأول : من يسكن معي عليين .

وأول : من يشرب معي من الرحيق المختوم الذي ختامه مسك ، وفى ذلك فليتنافس المتنافسون [63].

اللهم أجعلنا معهم وارقنا من رزقهم ، ورحم الله من قال آمين.

يا طيب : إن كنت تأنس بهذا الكلام وتعرف أنه لابد أن يكون تشريف لسيد المرسلين وبما يحب فعلا ، لابد أن تكون الكرامات ما عرفها صلى الله عليه وآله وسلم ، ولا يعقل كثرة الآيات والروايات الشارحة لها ، ولم يكن هناك كلام ولا كان تشريف وتكريم ، وإن كان فلابد أن يكون ما يُعرفه رسول الله وعرّفه عن أول المسلمين وأخلصهم لبذل روحه وعلمه في سبيل تعليم عظمة الله وبكل ثبات ، لم يفر من حرب ولا لبيع ولا لشراء .

وهذا حقه بفضل الله : الذي كرمه بالثبات والصحبة من الطفولة لسيد المرسلين فكان أول من أجابه وأبو نسل رسول الله وزوج أبنته سيد نساء العالمين والمطهر معه والولي والمباهل به معه حتى جعله نفسه ، وحتى كان تكريم الله له هو تكريم لرسول لله ولما يحب أن يكرم به ولابد أن يجعله مثله سيدا في الكائنات ، لما بذل في طاعة الله ونشر توحيده وتعليم الثبات في الإخلاص له حقا .

وإن كان ولابد أن يكون : من كل مسلم الإيمان بالآيات الكريمة فلابد أن تعرف أن لها شأن نزول وهو ما عرفت ، ولابد أن تكون لها حقائق لا تتعدى ما ذكرنا ، لأنها لها ما يؤيدها ويعرف صدقها سواء من نفس سيد الكرام لواهب السيادة ، أو من رسول الله سيد المرسلين أو من ثبات سيد الأوصياء وحكمته وعلمه وهداه الذي عرف توحيد الله والإخلاص له بأعلى كلام ويكفي مراجعة أول خطبة من نهج البلاغة فضلا عن الخطب المتخصص في تعليم معالم التوحيد فضلا عن مواقفه المشرفة .

وإن هناك حقيقة كريمة أخرى : غير مسائل الإسراء والمعراج هي آيات المواثيق والذر ، فهي أيضا تحكي عن تلك العوالم وسبق وجودنا فيها ، فإنه تعرف أن هناك سادة في الوجود أي أول من قال كلمة التوحيد وعرفها وعرّفها باقي خلق الله منه ، بل تشير لعوالم أعلى كما في آيات التي عرفتها من نزول الملائكة والروح والعرش وقاب قوسين أو أدنا وآيات كبرى وعظمى ، وسورة المعارج والنجم وغيرها .

 

وأما قوله سبحانه وتعالى :

{ وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ

وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَلَسْتَ بِرَبِّكُمْ قَالُواْ بَلَى شَهِدْنَا

أَن تَقُولُواْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ (172) } الأعراف .

جاء عن ابن سنان قال : قال أبو عبد الله عليه السلام :

أول من سبق من الرسل إلى بلى محمد رسول الله صلى الله عليه وآله .

 وذلك انه كان اقرب الخلق إلى الله تبارك وتعالى ، وكان بالمكان الذي قال له جبرائيل لما أسرى به إلى السماء :

 تقدم يا محمد فقد وطأت موطئا لم يطأه ملك مقرب ولا نبي مرسل :

ولولا أن روحــــه ونفسـه

كانت من ذلك المكان لما قدر أن يبلغه .

 فكان من الله عز وجل . كما قال الله قاب قوسين أو ادني ، إي بل ادني .

فلما خرج الأمر من الله وقع إلى أوليائه عليهم السلام .

فقال الصادق عليه السلام : كان الميثاق مأخوذا عليهم لله بالربوبية ولرسوله بالنبوة ولأمير المؤمنين والأئمة بالإمامة .

 فقال : ألست بربكم ومحمد نبيكم وعلي إمامكم والأئمة الهادون أئمتكم ؟

فقالوا : بلى شهدنا . فقال الله تعالى : ( أن تقولوا يوم القيمة ) أي لئلا تقولوا يوم القيامة ( إنا كنا عن هذا غافلين ) .

فأول ما اخذ الله عز وجل الميثاق : على الأنبياء له بالربوبية ، وهو قوله :

{ وَإِذْ أَخَذْنَا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثَاقَهُمْ

وَمِنكَ وَمِن نُّوحٍ وَإِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ

 وَأَخَذْنَا مِنْهُم مِّيثَاقًا غَلِيظً (7) } الأحزاب .

فذكر جملة الأنبياء : ثم ابرز أفضلهم بالأسامي .

 فقال : ومنك يا محمد ، فقدم رسول الله صلى الله عليه وآله لأنه أفضلهم ومن نوح وإبراهيم وموسى وعيسى بن مريم ، فهؤلاء الخمسة أفضل الأنبياء ورسول الله صلى الله عليه وآله أفضلهم .

 ثم اخذ : بعد ذلك ميثاق رسول الله صلى الله عليه وآله على الأنبياء بالإيمان به ، وعلى أن ينصروا أمير المؤمنين عليه السلام ، فقال :

{ وَإِذْ أَخَذَ اللّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّيْنَ لَمَا آتَيْتُكُم مِّن كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ

ثُمَّ جَاءكُمْ رَسُـولٌ مُّصَدِّقٌ لِّمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُـنَّ بِهِ وَلَتَنصُـرُنَّهُ

  قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي

قَالُواْ أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُواْ وَأَنَاْ مَعَكُم مِّنَ الشَّاهِدِينَ (81) } آل عمران .

 { وإذ اخذ الله ميثاق النبيين لما آتيتكم من كتاب وحكمة ثم جاءكم رسول مصدق لما معكم }  يعني رسول الله صلى الله عليه وآله { لتؤمنن به ولتنصرنه } يعنى أمير المؤمنين عليه السلام ، واخبروا أممكم بخبره وخبر وليه من الأئمة[64].

يا طيب : عرفت أن الله لم يشرح تفاصيل كثير من أهم معارف الدين مثل الصلاة ولا الحج ولا الزكاة والصوم ، ولكن رسول الله بينها ، وهذا العلم في المعراج هو بينه وفصله ، والآن بعد إن عرفنا عالم  الملك والملكوت والجبروت  وأعلى نعم الله وهي الهداية وأعلاه الإخلاص لله بكلمة الإخلاص لا إله إلا الله ، والثبات عليها ، فكانت سبب تملك الكتاب والحكمة لرسول الله وآله في خصائص الروح النازل من معارج عالية تفوق الكرسي والعرش قد صعدوا لها ، وأنه مختص بسادة الوجود ، وعرفنا حقائق عن المعراج وما دار فيه بين سيد السادات وواهب السيادة لسيد المرسلين ولسيد الوصيين ولسادة المتقين ، فلنتدبر عالم الذر بل الملكوت والجبروت ، ولنعرف أهمية كلمة التوحيد في أول نور مخلوق لله سبحانه وتعالى .



[51]مناقب آل ابي طالب لابن شهر آشوب ج 1   ص 407 وعنه في البحار ج 89 ص 195 ح 39 . مستدرك الوسائل للميرزا النوري ج6ص25ح6347/4 .{ اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِن شَجَرَةٍ مُّبَارَكَةٍ زَيْتُونِةٍ لَّا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُّورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَن يَشَاء وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (35) فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ (36) رِجَالٌ لَّا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاء الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ (37) } النور . وأنظر شرحها في صحيفة الإمام الحسين .

[52]تاريخ اليعقوبي ج 2 ص 62 ، السيرة الحلبية ج 3 ص 67 ، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ج 13 ص 278 ، الإفصاح للمفيد ص 58 ، الإرشاد للمفيد ص 74 ، مجمع البيان ج 5 ص 28 ، بتفاوت .

[53]الخصال للشيخ الصدوق  ص 368 .أبني ربيعة : المراد شيبة وعتبة ابنا ربيعة ، ووليد بن عتبة .  الجحاجحة جمع جحجاح : السيد الكريم ، والهاء فيه لتأكيد الجمع ، و الهدير : ترديد صوت البعير في حنجرته . و اغتلم البعير : هاج من شهوة الضراب .

[54]الاختصاص للشيخ المفيد ص 174 . شرح الأخبار للقاضي النعمان المغربي ج1ص353 .

[55]التوحيد ص 175ب28ح5. علل ‏الشرائع ج1ص132ب112ح2.

[56]الأمالي للشيخ الصدوق  ص 659 ح893 / 4 . وعنه في  بحار الأنوار 35 : 272 / 1 ، والآية من سورة النجم 53 : 1 - 4 . تفسير نور الثقلين، ج‏5، ص: 145ح4. وهناك حديث آخر بهذا المعنى الأمالي للشيخ الصدوق ص679م86ح928/1 .

[57]الأمالي للشيخ الصدوق ص660ح895/6 . بحار الأنوار ج35ص273/ 1 .

[58]الأمالي للشيخ الصدوق  ص 435 ح576/10. حار الأنوار ج6ص223/1.

[59]الطرائف للسيد ابن طاووس الحسني  ص 154 ح242  . الخوارزمي في المناقب : 37 ، والمقتل : 42 ط نجف ، والبحار : 38 / 312 ، وينابيع المودة : 83 . ورواه عن أهل البيت عليهم السلام في خاتمة المستدرك للميرزا النوري ج1ص244 . عن الحسين سيد الشهداء عليه السلام ، عن أبيه أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام ، قال : ( سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول : ... الحديث .

[60]الأمالي للشيخ الطوسي  ص 352ح727/67 . الخرائج والجرائح لقطب الدين الراوندي ج2ص 868 . بحار الأنوار للعلامة المجلسي ج 18ص405ح112 .

[61]تفسير علي بن إبراهيم القمي ج‏2ص335 .

[62]ينابيع المودة لذوي القربى للقندوزي ج 3   ص 402 ،  غاية المرام : 342 باب 42 حديث 1 . تفسير أبي حمزة الثمالي ص 349 ح355  .

[63]الأمالي للشيخ الطوسي ص641ح1335 / 21 . تفسير علي بن إبراهيم القمي ج‏2ص336 .

[64]تفسير القمي لعلي بن إبراهيم القمي ج1ص246، تفسير نور الثقلين ج‏5ص148ح18 .

 

 

   

أخوكم في الإيمان بالله ورسوله وبكل ما أوجبه تعالى
خادم علوم آل محمد عليهم السلام
الشيخ حسن جليل حردان الأنباري
موسوعة صحف الطيبين
http://www.msn313.com

يا طيب إلى أعلى مقام كرمنا بنوره رب الإسلام بحق نبينا وآله عليهم الصلاة والسلام


يا طيب إلى فهرس صحيفة سادة الوجود رزقنا واهب السيادة نعيم هداه بأحسن جود