هداك الله بنور الإسلام حتى تصل لأعلى مقام

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله الطيبين الطاهرين ولعنة الله على أعدائهم إلى يوم الدين
موسوعة صحف الطيبين  في  أصول الدين وسيرة المعصومين
صحف الظهور والتجلي  /  صحيفة  سادة الوجود / الجزء الأول

صحيفة
سادة الوجود
معنى السيادة وملاكها وتأريخها
وتجليها من سيد السادة الله لا إله إلا هو
في التدوين بسيد الكتب والكلام والعلم وآياته
وسادة والتكوين سيد المرسلين وآله صلى الله عليهم وسلم

المقدمة
الحمد والشكر لله وبيان بحوث هذا الجزء

 بسم الله الرحمن الرحيم السيد الصمد والأول الأبد والواحد الأحد، الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا احد ، سيد السادات ومولى الموالي ومالك الملوك ، مالك يوم الدين، يؤتي الملك من يشاء وينزع الملك ممن يشاء ، بيده الخير وهو على كل شيء قدير ، المتجلي بنور الأسماء الحسنى بأتم نورها على خير خلقه ، سادات أهل الوجود وأكرمهم ، وأطيب أهل الكائنات وأطهرهم ، وأعلاهم منزلة وشأنا وأمجدهم .

فصلى الله وملائكته وكل الطيبين : على سيد المرسلين وسيد الوصيين وسيدة نساء العالمين وسيدا شباب أهل الجنة والسادة المعصومين من ذريتهم وسلم تسليما كثيرا ، والحمد لله الذي أكرمنا بهم سادة وقادة ،  وأئمة وهداة ، ومؤدبين وولاة ، وسلك الله بنا سبيلهم وصراطهم المستقيم ، وجعلنا معهم وعلى منهج دينهم القويم .

 

يا طيب : ظهور نور اسم الله الحسِن السيد في كل مراتب الوجود في حقائق سادة الكائنات عليهم السلام حقيقة واقعية ، ولها مراتب ، ولها في كل منازل التكوين شأنا من الظهور بفضل نور الله السيد المتجلي فيهم ، وإن نبينا الأكرم وآله الطيبين هم سادة المخلوقين في كل مراتب التكوين ودرجاته وأين ما تنزل نور الله السيد سبحانه ، فهو فيهم ولهم بأعلى تجلي نور الأسماء الحسنى الإلهية ، ولما كان سيادتهم سيادة واقعية بها ظهروا بنور العبودية لله سبحانه ، وبكل حقيقتهم وصفاتهم وعلمهم وعملهم وأخلاقهم وسيرتهم وسلوكهم ، كان تكريم الله تعالى لهم هو بأن يكونوا سادة عباده وأعلاهم كرامة ، وهذه السيادة هي حقيقة تجليهم بالإمامة والولاية على كل شيء آتي الله عبدا ، وهي رئاسة تكوينية ودينية تشريعية وتعليمه ، وهي مظهر لنور الله السيد الحق في التكوين بأعلى ظهور ومتجلية ببركته وظاهره بأمره سبحانه .

وبعد إن : عرفنا حقائق كريمة في جزء تام كامل من صحيفة الإمام الحسين عليه السلام في معنى ولايتهم وإمامتهم ، بقي حديثا يبين حقيقة الإمامة والولاية لأهل البيت عليهم السلام وما المراد منها .

وهو حديث سيادتهم : على غيرهم مهما كان ، لأن السيادة ومعنى السيد يدخل في روح معنى الإمامة والولاية وأسس من أسس معناهما ، وهو ملاك بيان شأنهم الكريم ومجدهم وفضلهم وقيادتهم لقومهم ، وفيه بيان لمناط وجوب حق الطاعة لهم بما يستحقه كل سيد حق له شرف وفضل في قومه أو ملته وأهل دينه ، وهو صريح في تجلي حقهم لإدارة المسلمين ووجوب الرجوع لهم في المهمات ، والتصدي لكل ما يعضل على من تحت حيطتهم من الصعاب والملامات ، وفي كل الظروف والأوقات .

فالسيد في كل قوم : هو المقدم ابتداء ولو من غير مشكلة ، وفي الدين هو المقدم لبيان وشرح ما يجب على قومه عمله في أي وقت  ، وما يخص معالم دينهم وكل ما يقربهم لله سبحانه ، وهذا هو الذي يجب أن يُعرف لسيد الدين في العرف المؤمن ، وذلك حين يكون له حقيقة معنى السيادة بأعلى معناها ، فيكون هو سيدنا الحق ، وله عين ونفس معنى أمامنا ومولانا وقائدنا ، بل لسيدنا الحق الظاهر بنور أمر الله السيد سبحانه أعلى معنى وأوسعه حقا .

فالسيادة لسيد الدين الحق : هي بيان لمعنى الحق الذاتي الحاصل من تجلي نور الله السيد في نفس وجوده ، بالإضافة للحق الديني والعرفي والاجتماعي في التقدم والقيادة لمولى القوم وإمامهم وقائدهم ، والذي يقر به من يعرف فضله وشرفه وسبب تقدمه ، وبالإضافة لما لمعنى السيد الحق من معنى التقدم الذاتي بنفس وجوده ، له ظهور يتجلى ببذله للخير والمعروف والكرم والأخلاق الحسنة والآداب الفاضلة وكل تعاليم الدين الإسلامي القيمة الصادقة التي يقام بها عبودية الله وصلاح المجتمع والفرد والأسرة ، وبكل تصرف له يرينا نور من حقيقة سيادته وأسسها في نفس وجوده فضلا عن كونها نور صفاته وعلمه وعمله .

ولما كان البحث في معنى سيد : مهما وعميقا وواسعا جعلناه في جزء مستقل بل أجزاء ، فينتقل البحث عن حديث أن الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة ليكون بحثا عن السيادة العامة لكل أهل البيت ، فنعرف أعلى معنى السيادة في التكوين المتجلية من نور الله السيد ، ونُذكر بمراتبها في الوجود على نحو الإشارة التامة المعنى ، لأنه التفصيل لتبيين عظمة نورهم في كل مراتب الوجود مر في أجزاء سابقة .

وهنا في هذا الجزء : وإن كان غرض البحث بالخصوص في إمامة الحسن والحسين عليهم السلام كتتمة للجزء الخامس المُعرف لإمامتهم وولايتهم ، إلا أنه نجعله بمقدماته بحثا عاما واسعا شاملا لكل أهل البيت صلى الله عليهم وسلم ، وبأوسع معنى ممكن لمعرفة معنى السيادة لهم على الخلق كلهم وفي الدارين دنيا وآخرة ، بل نشير لما عرفنا من قبل من تنزل نورهم الواسع الكريم الماجد الذي كان لهم به أعلى نصيب من تجلي نور أسماء الله الحسنى كلها وبأعلى عظمة حلت في الوجود كله .

فهنا يا طيب : بيان معنى كريم في بيان سيادة وسؤدد سادة أهل الوجود في الدنيا ، والذين هم سادتهم في الآخرة بل في كل مراتب الوجود ، وإن سادة أهل التكوين في الآخرة هم الذين لهم السيادة من قبل في الأولى وفي كل مراتب التكوين ، وهي التقدم بالفضل الإلهي واكتساب نور الكرامة الربانية والنعيم الحق ونشره تكوينا وهدى .

 فيكون معنى السيادة : بأعلى ملاكها وحقيقتها ، هو معنى النور الأول المخلوق في الجبروت وما ظهر من نوره في مراتب الوجود كله وفي أي مرتبة تنزل وحل ، فيكون هو المقدم في اكتساب النور الإلهي ونشره في كل مرتبة من مراتب الكون يتحقق فيها ، وذلك بفضل الله السيد الحق وواهب السيادة لمن يشاء .

فيكون السيد الحق : هو معلم هدى الله وعبوديته لعباد الله ، وهو قدوة لهم بكل سيرته وسلوكه ، وواجب الطاعة على كل من حب التحقق بنور الله بحق ، ويكون أقربهم منه منزلة من أكتسب أعلاهم نورا بعده وإن أكتسبه منه بفضل نور الله السيد ، فيكون بعده سيد الوجود في تلك المرتبة التي هو فيها ، وإن أرتفع عن مرتبة الدنيا مثلا سيد الكون الذي قبله ، فيكون هو السيد في رتبته وزمانه ، و يورثها لمن يكون أقرب به رحما بعده ، وهو ما عرفته في الجزء الأول من صحيفة الإمام الحسين عليه السلام ، وبالخصوص حين عرفنا في الباب الثالث آية النـور وما بعدها من الأبواب في الجزء الأول وما بعده ، بل ما عرفت من معنى الإمامة والولاية في الجزء الخامس وما قبله .

فالسيد الحق : هو الولي والإمام والقائد والمقدم الواجب الطاعة والمرشد الحق في زمان وجوده في كل مرتبة ، وأتباعه لهم نصيب بمقدار ما يكتسبون من نوره ويتحلون ويتجلون به علما وعملا ، ومخالف سيد الحق هو سيد الباطل وإمام ضلال وقائد طغاة وولي أنذال مهما كان ومهما تسلط وطغى في الدنيا فقط لأنها دار اختبار وابتلاء ، وإلا ما قبل الدنيا وفي الآخرة فالحكومة مطلقة عامة ونافذة صارمة للسيد الحق الظاهر بنور أمر الله السيد ، فهي في غير عالم الشهادة والدنيا الذي فيه اختيارية لمن يسعا لها في ملك الدنيا دون الدين وتعاليمه ، وأما هناك فهي للسيد الحق  تامة قاطعة وحتما واقعا لا يشذ عن قبولها والانصياع لها موجودا في تلك العوالم مهما كان .

 

ولمعرفة هذا المعنى :

نذكر أولاً مصباح نور يتقدم الباب الأول :

 يعرف معنى السيد وحقيقته في العرف والمجتمع ، ثم في اللغة ومناحي إطلاقه وسعته ودخوله في معاني كل الألفاظ العالية المعنى في بيان حق التقدم وتولي الأمور ، والكلمات الدالة والمعرفة لشريف كل قوم وإمامهم والمقدم الواجب الطاعة فيهم ، والكريم الأصيل الذي يعتبرونه أعلاهم منصبا وهو سيدهم .

ثم في سفينة نجاة الباب الأول :

 نتعرف على حقائق كلمة السيد وملاكها وأسس السيادة وأنواعها وطوائف السادة ، وما يراد من معناها في أغلب أدوار التأريخ وعلى من أطلقت ، وأنه لكل شيء سيد من صنفه ، وسيد له فوق سيد صنفه ، حتى سيد السادة لكل السادة في مراتب كل الوجود ، فنتعرف في المجالس الأول : على تأريخ السيادة ، وفي مجلس آخر : في تجليها من سيد السادة سبحانه في أول تعليم وسيد التسابيح لا إله إلا الله ومن ظهر به ونشره وتحقق به فعلا ، وفي مجلس ثالث : نذكر تجلي السيادة منه سبحانه في كتابه التدويني سيد الكتب وأسمه الصمد في سورة الإخلاص ، ومن ثم في سيد العلم سورة إنا أنزلناه وسيدة الليالي ليلة القدر ، وكيف تقارن تجليها فيهما وتخصصها وتحققها بأعلى مراتب السيادة بسيد الكائنات وأهل البيت عليهم السلام بحق تام ، فنتحقق تجلي السيد الصمد سبحانه في كتابه سيد الكتب وسيدة العلم إنا أنزلناه وسيدة الليالي القدر والتقدير فيها ونزول أمر الله ، لسادة أهل التكوين صلى الله عليهم وسلم ، وجعلنا الله معهم متحققين بكل نوره المشرق منهم .

ثم تأتي أبواب في أجزاء أخرى تنورنا : تفاصيل ظهور سيادة سيد السادات المطلق سبحانه ، وأنوار في تجليه بالسيادة في سيد آي القرآن آية الكرسي وظهورها في سيد الكونين في كل مراتب الوجود وتنزلها في أهل الأرض في آباءه الكرام ، وأبوابا تعرفنا سيادة سيد الوصيين وسيدة نساء العالمين ، و باب في سيادة الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة والدنيا ، وثم نذكر سادة المتقين الأزكياء الطيبين المعصومين وأئمة وولاة الدين عليهم السلام ، ثم سيادة من يلتحق بأهل البيت عليهم السلام ، وأبيات شعر متنوعة تعرفنا أهمية معنى السيد وسعت معناه الكريم الحق ، ثم نذكر أنه لا كهول في الجنة فضلا من أن يكون سادة لأهلها فيها ، فيرينا حقيقة كريمة لمعنى السيد في كل موارد تحققه وأهميته وسعته ، وبالخصوص ما يراد من معنى سيادة الحسن والحسين بأنهما سيدا شباب أهل الجنة ، ثم نختم الأجزاء في باب كريم يعرف شأنهم وسيادتهم في الآخرة ، وفضلهم وفضل شيعتهم وسيادتهم في يوم القيامة والجنة .

 

وأهدي : كل أجزاء صحيفة سادة الوجود  ، كما أهديت كل الموسوعة لسيدي ومولاي وإمامنا وسيدنا وقائدنا ، السيد الحق سيد سادة أهل وجود عالم الشهادة فعلا واقعا وحجة الله على عباده ، المهدي المنتظر الحجة بن الحسن عجل الله فرجه الشريف ، وأرجو منه أن يقبلني عبدا مطيعا له ، ويشهد لي بها عند  سيد الكائنات وآله الكرام  سادة أهل التكوين أجمعين صلى الله عليهم وسلم.

وأرجو من الله سيد السادة : وواهب السيادة لكل سيد حتى جعلها بأعلى نور في سيد المرسلين وسيد الأوصياء وسيدة نساء أهل الجنة وسيدا شباب أهل الجنة وسادة المتقين الأئمة المعصومين من ذرية الإمام الحسين عليهم السلام .

 القبول والتوفيق لإتمامه ، وأسأله يوم يدعو كل أناس بإمامهم أن يدعونا وإياكم بسيدنا ومولانا وإمام زماننا المهدي المنتظر عجل الله تعالى فرجه ، ويجعلنا من أعوانه وأنصاره في الدنيا ومع آله نحف بهم في الآخرة ، إنه أرحم الراحمين وهو الله السيد الحق المبين ، وصلى الله على سيدنا محمد وآله السادة الميامين ، ورحم الله من قال آمين يا رب العالمين .


تم الصحيفة ليلة إمامة سيد عصرنا عليه السلام9ربيع الأول سنة 1428هجري قمري.
وتمت مراجعة صحيفة سادة الوجود وإعدادها ورفعها للانترنيت
 في ليلة ميلاد سيد الكائنات نبينا الأكرم محمد صلى الله عليه وآله وسلم
وأسأل الله سبحانه أن يتقبل عملنا وعملكم ويجعله خالصا لوجهه الكريم ويجعلنا وإياكم مع سادة الوجود صلى الله عليهم وسلم في الدنيا والآخرة ، إنه أرحم الراحمين ورحم الله من قال آمين يا رب العالمين .
ليلة الجمعة 17 / ربيع الأول / 1328  هجري قمري ـ 17 / فرودين / 1386 هجري شمسي ـ 6 / نيسان / 2007 ميلادي .
 

   

أخوكم في الإيمان بالله ورسوله وبكل ما أوجبه تعالى
خادم علوم آل محمد عليهم السلام
الشيخ حسن جليل حردان الأنباري
موسوعة صحف الطيبين
http://www.msn313.com

يا طيب إلى أعلى مقام كرمنا بنوره رب الإسلام بحق نبينا وآله عليهم الصلاة والسلام


يا طيب إلى فهرس صحيفة سادة الوجود رزقنا واهب السيادة نعيم هداه بأحسن جود