بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا الأكرم محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين الغر الميامين ورثة القرآن المبين سادة أهل التكوين فهم نبينا وسيدنا سيد الأنبياء والمرسلين محمد وسيد الأوصياء والمتقين أمير المؤمنين علي بن أبن طالب وسيدة نساء العالمين فاطمة الزهراء وسيدا شباب أهل الجنة الحسن والحسين والأئمة من ذريتهم سادة المتقين إلى يوم الدين ولعنة الله على أعدائهم وأعداء شيعتهم أجمعين نهنكم أخوتي الكرام الطيبين وكل العلماء والمسلمين بعيد الفطر المبارك وأسأل الله أن يعيده عليكم بالخير واليمن والبركة وأن يحفظم ويرعاكم وأسأل الله لي ولكم أن يرينا الحق حقا فنتبعه ويرنا الباطل باطلا فنجتنبه وأسأل الله أن يتقبل طاعتكم ويمن على الجميع بالصحة والعافية والخير والبركات علم الكتاب بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ (16) إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ (17) فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ (18) ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ (19) القيامة إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ (الحجر9) المبين تبيان لكل شيء قال الله تعالى : وَيَوْمَ نَبْعَثُ فِي كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيدًا عَلَيْهِم مِّنْ أَنفُسِهِمْ وَجِئْنَا بِكَ شَهِيدًا عَلَى هَؤُلاء وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِّكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ (النحل89) حم (1) وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ (2) إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ (3) فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ (4) أَمْرًا مِّنْ عِندِنَا إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ (5) رَحْمَةً مِّن رَّبِّكَ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (الدخان6) تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ (القدر4) أختلاف هُوَ الَّذِيَ أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاء الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاء تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الألْبَابِ (آل عمران7) يختلف الناس كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ وَأَنزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُواْ فِيهِ وَمَا اخْتَلَفَ فِيهِ إِلاَّ الَّذِينَ أُوتُوهُ مِن بَعْدِ مَا جَاءتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ فَهَدَى اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ لِمَا اخْتَلَفُواْ فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِهِ وَاللّهُ يَهْدِي مَن يَشَاء إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ (213) أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ الَّذِينَ خَلَوْاْ مِن قَبْلِكُم مَّسَّتْهُمُ الْبَأْسَاء وَالضَّرَّاء وَزُلْزِلُواْ حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللّهِ أَلا إِنَّ نَصْرَ اللّهِ قَرِيبٌ (البقرة214) إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِن بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلعَنُهُمُ اللّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ (159) إِلاَّ الَّذِينَ تَابُواْ وَأَصْلَحُواْ وَبَيَّنُواْ فَأُوْلَئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (160) إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَمَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ لَعْنَةُ اللّهِ وَالْمَلآئِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ (161) خَالِدِينَ فِيهَا لاَ يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ وَلاَ هُمْ يُنظَرُونَ (162) البقرة إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلَ اللّهُ مِنَ الْكِتَابِ وَيَشْتَرُونَ بِهِ ثَمَنًا قَلِيلاً أُولَئِكَ مَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ إِلاَّ النَّارَ وَلاَ يُكَلِّمُهُمُ اللّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلاَ يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (174) أُولَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُاْ الضَّلاَلَةَ بِالْهُدَى وَالْعَذَابَ بِالْمَغْفِرَةِ فَمَآ أَصْبَرَهُمْ عَلَى النَّارِ (175) ذَلِكَ بِأَنَّ اللّهَ نَزَّلَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُواْ فِي الْكِتَابِ لَفِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ (البقرة176) كُلُّ نَفْسٍ ذَآئِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَما الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ الْغُرُورِ (185) لَتُبْلَوُنَّ فِي أَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُواْ أَذًى كَثِيرًا وَإِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الأُمُورِ (186) وَإِذَ أَخَذَ اللّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلاَ تَكْتُمُونَهُ فَنَبَذُوهُ وَرَاء ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوْاْ بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ (187) لاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ بِمَا أَتَواْ وَّيُحِبُّونَ أَن يُحْمَدُواْ بِمَا لَمْ يَفْعَلُواْ فَلاَ تَحْسَبَنَّهُمْ بِمَفَازَةٍ مِّنَ الْعَذَابِ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (آل عمران188) وَلِلّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاللّهُ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (آل عمران189) وَلاَ تَلْبِسُواْ الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُواْ الْحَقَّ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ (البقرة42) معاني‏الأخبار ص : 388 22- عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال قال رسول الله ص إذا ظلمت العيون العين كان قتل العين على يد الرابع من العيون فإذا كان ذلك استحق الخاذل له لعنة الله و الملائكة و الناس أجمعين فقيل له يا رسول الله ما العين و العيون فقال أما العين فأخي علي بن أبي طالب و أما العيون فأعداؤه رابعهم قاتله ظلما و عدوانا 23- عن عبد العظيم بن عبد الله الحسني قال حدثني سيدي علي بن محمد بن علي الرضا عن أبيه عن آبائه عن الحسن بن علي ع قال قال رسول الله ص إن أبا بكر مني بمنزلة السمع و إن عمر مني بمنزلة البصر و إن عثمان مني بمنزلة الفؤاد قال فلما كان من الغد دخلت إليه و عنده أمير المؤمنين ع و أبو بكر و عمر و عثمان فقلت له يا أبة سمعتك تقول في‏ أصحابك هؤلاء قولا فما هو فقال ع نعم ثم أشار بيده إليهم فقال هم السمع و البصر و الفؤاد و سيسألون عن ولاية وصيي هذا و أشار إلى علي بن أبي طالب ع ثم قال إن الله عز و جل يقول : إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً (الإسراء36) ثم قال ص : و عزة ربي إن جميع أمتي لموقوفون يوم القيامة و مسئولون عن ولايته و ذلك قول الله عز و جل : وَقِفُوهُمْ إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ (الصافات24) احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْوَاجَهُمْ وَمَا كَانُوا يَعْبُدُونَ (22) مِن دُونِ اللَّهِ فَاهْدُوهُمْ إِلَى صِرَاطِ الْجَحِيمِ (23) وَقِفُوهُمْ إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ (24) مَا لَكُمْ لَا تَنَاصَرُونَ (25) بَلْ هُمُ الْيَوْمَ مُسْتَسْلِمُونَ (26) وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءلُونَ (27) قَالُوا إِنَّكُمْ كُنتُمْ تَأْتُونَنَا عَنِ الْيَمِينِ (28) قَالُوا بَل لَّمْ تَكُونُوا مُؤْمِنِينَ (29) وَمَا كَانَ لَنَا عَلَيْكُم مِّن سُلْطَانٍ بَلْ كُنتُمْ قَوْمًا طَاغِينَ (30) الصافات علم الكتاب وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَسْتَ مُرْسَلاً قُلْ كَفَى بِاللّهِ شَهِيدًا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِندَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ (الرعد43) وَيَوْمَ نَبْعَثُ فِي كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيدًا عَلَيْهِم مِّنْ أَنفُسِهِمْ وَجِئْنَا بِكَ شَهِيدًا عَلَى هَؤُلاء وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِّكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ (النحل89) وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (النحل90) صراط حم (الجاثية1) تَنزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ (الجاثية2) حم (الزخرف1) وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ (الزخرف2) حم (الشورى1) عسق (الشورى2) حم (فصلت1) تَنزِيلٌ مِّنَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ(فصلت2) حم (غافر1) تَنزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ (غافر2) كهيعص (مريم1) ذِكْرُ رَحْمَةِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّا (مريم2) طسم (الشعراء1) تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ (الشعراء2) طس تِلْكَ آيَاتُ الْقُرْآنِ وَكِتَابٍ مُّبِينٍ (النمل1) طسم (القصص1) تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ (القصص2) الم (العنكبوت1) أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ (العنكبوت2) الم (لقمان1) تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْحَكِيمِ (لقمان2) هُدًى وَرَحْمَةً لِّلْمُحْسِنِينَ (لقمان3) ص وَالْقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ (ص1) ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ (القلم1) ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ (ق1) نص حكيم له سر قاطع وسره فليكن هو : علي صراط حق نمسكه صراط علي حق نمسكه 23- وَ فِي التَّفْسِيرِ وَ أَنَّ هذا صِراطِي مُسْتَقِيماً يَعْنِي الْقُرْآنَ وَ آلَ مُحَمَّدٍ مطهر إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ (77) فِي كِتَابٍ مَّكْنُونٍ (78) لَّا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ (79) تَنزِيلٌ مِّن رَّبِّ الْعَالَمِينَ (الواقعة80) يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ إِن كُنتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحًا جَمِيلًا (28) وَإِن كُنتُنَّ تُرِدْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الْآخِرَةَ فَإِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلْمُحْسِنَاتِ مِنكُنَّ أَجْرًا عَظِيمًا (الأحزاب29) يَا نِسَاء النَّبِيِّ مَن يَأْتِ مِنكُنَّ بِفَاحِشَةٍ مُّبَيِّنَةٍ يُضَاعَفْ لَهَا الْعَذَابُ ضِعْفَيْنِ وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا (30) وَمَن يَقْنُتْ مِنكُنَّ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ وَتَعْمَلْ صَالِحًا نُّؤْتِهَا أَجْرَهَا مَرَّتَيْنِ وَأَعْتَدْنَا لَهَا رِزْقًا كَرِيمًا (31) يَا نِسَاء النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِّنَ النِّسَاء إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَّعْرُوفًا (32) وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا (33) وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ لَطِيفًا خَبِيرًا (الأحزاب34) أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنَآ آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُم مُّلْكًا عَظِيمًا (النساء54) فَمَنْ حَآجَّكَ فِيهِ مِن بَعْدِ مَا جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْاْ نَدْعُ أَبْنَاءنَا وَأَبْنَاءكُمْ وَنِسَاءنَا وَنِسَاءكُمْ وَأَنفُسَنَا وأَنفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَل لَّعْنَةُ اللّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ (آل عمران61) إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْقَصَصُ الْحَقُّ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلاَّ اللّهُ وَإِنَّ اللّهَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (62) فَإِن تَوَلَّوْاْ فَإِنَّ اللّهَ عَلِيمٌ بِالْمُفْسِدِينَ (آل عمران63) وَآخَرُونَ اعْتَرَفُواْ بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُواْ عَمَلاً صَالِحًا وَآخَرَ سَيِّئًا عَسَى اللّهُ أَن يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (102) خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِم بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلاَتَكَ سَكَنٌ لَّهُمْ وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (103) أَلَمْ يَعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ هُوَ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَأْخُذُ الصَّدَقَاتِ وَأَنَّ اللّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (التوبة104) الإمامة وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِي قَالَ لاَ يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ (البقرة124) لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ (لقمان13) وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللّهِ كَذِبًا أَوْ كَذَّبَ بِآيَاتِهِ إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ (الأنعام21) فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللّهِ كَذِبًا لِيُضِلَّ النَّاسَ بِغَيْرِ عِلْمٍ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (الأنعام144) وَيَوْمَ نَبْعَثُ فِي كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيدًا عَلَيْهِم مِّنْ أَنفُسِهِمْ وَجِئْنَا بِكَ شَهِيدًا عَلَى هَؤُلاء وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِّكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ (النحل89) إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (النحل90) وَأَوْفُواْ بِعَهْدِ اللّهِ إِذَا عَاهَدتُّمْ وَلاَ تَنقُضُواْ الأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا وَقَدْ جَعَلْتُمُ اللّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلاً إِنَّ اللّهَ يَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ (النحل91) وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِن بَعْدِ قُوَّةٍ أَنكَاثًا تَتَّخِذُونَ أَيْمَانَكُمْ دَخَلاً بَيْنَكُمْ أَن تَكُونَ أُمَّةٌ هِيَ أَرْبَى مِنْ أُمَّةٍ إِنَّمَا يَبْلُوكُمُ اللّهُ بِهِ وَلَيُبَيِّنَنَّ لَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ (النحل92) وَلَوْ شَاء اللّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلكِن يُضِلُّ مَن يَشَاء وَيَهْدِي مَن يَشَاء وَلَتُسْأَلُنَّ عَمَّا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ (النحل93) وَلاَ تَتَّخِذُواْ أَيْمَانَكُمْ دَخَلاً بَيْنَكُمْ فَتَزِلَّ قَدَمٌ بَعْدَ ثُبُوتِهَا وَتَذُوقُواْ الْسُّوءَ بِمَا صَدَدتُّمْ عَن سَبِيلِ اللّهِ وَلَكُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (النحل94) وَلاَ تَشْتَرُواْ بِعَهْدِ اللّهِ ثَمَنًا قَلِيلاً إِنَّمَا عِندَ اللّهِ هُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ (النحل95) مَا عِندَكُمْ يَنفَدُ وَمَا عِندَ اللّهِ بَاقٍ وَلَنَجْزِيَنَّ الَّذِينَ صَبَرُواْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ (النحل96) مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ (النحل97) فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ (النحل98) إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ (النحل99) إِنَّمَا سُلْطَانُهُ عَلَى الَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ وَالَّذِينَ هُم بِهِ مُشْرِكُونَ (النحل100) وَإِذَا بَدَّلْنَا آيَةً مَّكَانَ آيَةٍ وَاللّهُ أَعْلَمُ بِمَا يُنَزِّلُ قَالُواْ إِنَّمَا أَنتَ مُفْتَرٍ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ (النحل101) قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِن رَّبِّكَ بِالْحَقِّ لِيُثَبِّتَ الَّذِينَ آمَنُواْ وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ (النحل102) عن أبان عن سليم و عمر بن أبي سلمة حديثهما واحد هذا و ذلك قالا : قدم معاوية حاجا في خلافته المدينة بعد ما قتل أمير المؤمنين عليه السلام وصالح الحسن عليه السلام ، فاستقبله أهل المدينة فنظر فإذا الذي استقبله من قريش أكثر من الأنصار . فسأل عن ذلك ، فقيل له : إنهم محتاجون ليست لهم دواب‏ ، فالتفت معاوية إلى قيس بن سعد بن عبادة ، فقال : يا معشر الأنصار ما لكم لا تستقبلوني مع إخوانكم من قريش . فقال قيس و كان سيد الأنصار و ابن سيدهم‏ : أقعدنا يا أمير المؤمنين أن لم تكن لنا دواب . فقال معاوية : فأين النواضح ، فقال قيس : أفنيناها يوم بدر و يوم أحد وما بعدهما في مشاهد رسول الله‏ ، حين ضربناك وأباك على الإسلام حتى ظهر أمر الله و أنتم كارهون‏ . قال معاوية : اللهم غفرا . قال قيس : أما إن رسول الله قال إنكم‏ سترون بعدي أثرة . فقال معاوية : فما أمركم . قال : أمرنا أن نصبر حتى نلقاه ، فقال : فاصبروا حتى تلقوه . ثم قال قيس : يا معاوية تعيرنا بنواضحنا ، والله لقد لقيناكم عليها يوم بدر و أنتم جاهدون على إطفاء نور الله ، وأن تكون كلمة الشيطان هي العليا ، ثم دخلت أنت و أبوك كرها في الإسلام الذي ضربناكم عليه . فقال له معاوية : كأنك تمن علينا بنصرتك إيانا ، والله لقريش بذلك المن و الطول ، أ لستم تمنون علينا يا معشر الأنصار بنصرتكم رسول الله وهو من قريش وهو ابن عمنا ومنا ، فلنا المن والطول‏ إذ جعلكم الله أنصارنا وأتباعنا فهداكم بنا ـ أقول يشبه على الناس ويستخدم نعمة الحديث عن أهل البيت علي والحسن والحسين وسيدهم محمد نبينا وذكر ما فضلهم الله به وجهادهم له ولأبيه في حقه ، وهذا ما يستخدمه الوهابية إذ يخترعون له نعم وهو ظالم غاصب منصب أئمة الحق وحكومتهم للناس لبيان دين الله وهداه ، وهو يبين رأيه وفكره بدله ، وهكذا من تبعه لا يتكلمون في الدين إلا عن رأيه كأنه مشرع آخر وإن لم يسمي نفسه نبي ، ولذا تخلف عنه العارفون بالحق بعد ما عرفهم أهل البيت ونبهتهم الأحداث والوقائع التي جرت على الإسلام ـ . فقال قيس : إن الله عز و جل بعث محمدا صلى الله عليه وآله وسلم رحمة للعالمين ، فبعثه إلى الناس كافة وإلى الجن و الإنس و الأحمر و الأسود و الأبيض و اختاره لنبوته و اختصه برسالته ، فكان أول من صدقه وآمن به ابن عمه علي بن أبي طالب ، وكان أبو طالب عمه يذب عنه ويمنع منه ، ويحول بين كفار قريش وبينه أن يروعوه أو يؤذوه ويأمره بتبليغ رسالات ربه . فلم يزل ممنوعا من الضيم والأذى حتى مات عمه أبو طالب ، وأمر ابنه عليا بمؤازرته ونصرته‏ فوازره علي ونصره وجعل نفسه دونه في كل شديدة وكل ضيق وكل خوف ، واختص الله بذلك عليا عليه السلام من بين قريش و أكرمه من بين جميع العرب والعجم . فجمع رسول الله جميع بني عبد المطلب فيهم أبو طالب وأبو لهب‏ ، وهم يومئذ أربعون رجلا فدعاهم رسول الله وخادمه يومئذ علي عليه السلام ورسول الله يومئذ في حجر عمه أبي طالب . فقال : أيكم ينتدب أن يكون أخي ووزيري و وارثي‏ و خليفتي في أمتي و ولي كل مؤمن بعدي . فسكت القوم حتى أعادها رسول الله ثلاث مرات . فقال علي : أنا يا رسول الله صلى الله عليك ، فوضع رسول الله رأس علي في حجره وتفل في فيه ، وقال : اللهم املأ جوفه علما وفهما وحكما ، ثم قال لأبي طالب : يا أبا طالب اسمع الآن لابنك علي وأطع ، فقد جعله الله من نبيه بمنزلة هارون من موسى و أخي بين الناس‏ ، و آخى بين علي و بين نفسه . فلم يدع قيس بن سعد شيئاً من مناقبه إلا ذكرها واحتج بها ، وقال : منهم أهل البيت جعفر بن أبي طالب الطيار في الجنة بجناحين اختصه الله بذلك من بين الناس ، ومنهم حمزة سيد الشهداء ومنهم فاطمة سيدة نساء العالمين . فإذا وضعت من قريش رسول الله وأهل بيته و عترته الطيبين ، فنحن والله خير منكم يا معشر قريش وأحب إلى الله ورسوله وإلى أهل بيته منكم ، لقد قبض رسول الله فاجتمعت الأنصار إلى والدي سعد ، ثم قالوا : لا نبايع غير سعد . فجاءت قريش بحجة علي وأهل بيته وخاصمونا بحقه وقرابته من رسول الله ، فما يعدو قريش أن يكونوا ظلموا الأنصار وظلموا آل محمد صلاة الله عليهم . ولعمري ما لأحد من الأنصار ولا لقريش ولا لأحد من العرب و العجم في الخلافة حق ولا نصيب‏ مع علي بن أبي طالب و ولده من بعده‏ . فغضب معاوية و قال : يا ابن سعد عمن أخذت هذا وعمن رويته وعمن سمعته ، أبوك أخبرك بذلك و عنه أخذته . فقال قيس : سمعته وأخذته ممن هو خير من أبي و أعظم علي حقا من أبي. قال: و من هو . قال : ذاك أمير المؤمنين‏ علي بن أبي طالب عالم هذه الأمة ، وديانها وصديقها وفاروقها الذي أنزل الله فيه ما أنزل ، وهو قوله عز وجل‏ : {وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَسْتَ مُرْسَلاً قُلْ كَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ }الرعد43 ، فلم يدع قيس آية نزلت في علي عليه السلام إلا ذكرها . فقال معاوية : فإن صديقها أبو بكر و فاروقها عمر والذي عنده علم الكتاب عبد الله بن سلام ـ هذا من تحريفهم ونشرهم لأحادث الكذب وتأويل الكتاب على رأيهم منهم ومن أتباعهم ، والتأريخ شاهد وتعاليم الدين وحكمة رب العالمين وعنايته بدينه ورجال هداه ورفع ذكره وتحديثه عنهم سبحانه يكذب معاوية وكل ما يؤول في أصحابهم ـ . قال قيس : أحق بهذه الأسماء و أولى بها الذي أنزل الله فيه : { أَفَمَنْ كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِنْهُ }هود17 ، و الذي أنزل الله جل اسمه فيه : { إِنَّمَا أَنْتَ مُنذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ } الرعد7 ، و الله لقد نزلت وعلي لكل قوم هاد ، فأسقطتم ذلك‏ . والذي نصبه رسول الله ص بغدير خم فقال : من كنت أولى به من نفسه فعلي أولى به من نفسه . وقال له رسول الله : في غزوة تبوك أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي . وكان معاوية يومئذ بالمدينة ، فعند ذلك نادى مناديه وكتب بذلك نسخة إلى جميع البلدان‏ إلى عماله : ألا برئت الذمة ممن روى حديثا في مناقب علي بن أبي طالب أو فضائل أهل بيته ، وقد أحل بنفسه العقوبة . وقامت الخطباء في كل كورة ومكان‏ وعلى كل المنابر بلعن علي بن أبي طالب عليه السلام والبراءة منه والوقيعة فيه وفي أهل بيته عليهم السلام ، واللعنة لهم بما ليس فيهم‏ . ثم إن معاوية : مرّ بحلقة من قريش فلما رأوه قاموا له غير عبد الله بن عباس . فقال له : يا ابن عباس ما منعك من القيام كما قام أصحابك إلا موجدة في نفسك‏ علي بقتالي إياكم يوم صفين ، يا ابن عباس إن ابن عمي أمير المؤمنين‏ عثمان قتل مظلوماً . قال له ابن عباس : فعمر بن الخطاب قد قتل مظلوما أ فسلمتم الأمر إلى ولده وهذا ابنه‏ . قال : إن عمر قتله مشرك . قال ابن عباس : فمن قتل عثمان . قال : قتله‏ المسلمون . قال : فذلك أدحض لحجتك وأحل لدمه إن كان المسلمون قتلوه وخذلوه فليس إلا بحق‏ . قال معاوية : فإنا قد كتبنا في الآفاق ننهى عن ذكر مناقب علي وأهل بيته فكف لسانك يا ابن عباس و اربع على نفسك . فقال له ابن عباس : أ فتنهانا عن قراءة القرآن . قال : لا . قال : أ فتنهانا عن تأويله . قال : نعم . قال : فنقرؤه و لا نسأل عما عنى الله به . قال : نعم . قال‏ : فأيما أوجب علينا قراءته أو العمل به . قال معاوية : العمل به . قال : فكيف نعمل به حتى نعلم ما عنى الله بما أنزل علينا . قال : سل عن ذلك من يتأوله على غير من تتأوله أنت وأهل بيتك . قال : إنما أنزل القرآن على أهل بيتي ، فأسأل عنه آل أبي سفيان أو أسأل عنه آل أبي معيط أو اليهود و النصارى و المجوس . قال له معاوية : فقد عدلتنا بهم وصيرتنا منهم‏ . قال له ابن عباس : لعمري ما أعدلك بهم غير أنك نهيتنا أن نعبد الله بالقرآن ، وبما فيه : من أمر ونهي ، أو حلال أو حرام ، أو ناسخ أو منسوخ ، أو عام أو خاص ، أو محكم أو متشابه ، وإن لم تسأل الأمة عن ذلك هلكوا واختلفوا و تاهوا. قال معاوية : فاقرءوا القرآن و تؤولوه ، ولا ترووا شيئا مما أنزل الله فيكم من تفسيره‏ و ما قاله رسول الله فيكم و ارووا ما سوى ذلك . قال ابن عباس : قال الله تعالى في القرآن : { يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلاَّ أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُون َ} التوبة32 . قال معاوية : يا ابن عباس اكفني نفسك و كف عني لسانك ، و إن كنت لا بد فاعلا فليكن ذلك سرا و لا يسمعه أحد منك علانية ، ثم رجع إلى منزله فبعث إليه بخمسين ألف درهم . ثم اشتد البلاء بالأمصار كلها على شيعة علي و أهل بيته عليهم السلام و كان أشد الناس بلية أهل الكوفة لكثرة من بها من الشيعة ، واستعمل عليهم زيادا أخاه ـ من الزنا ـ و ضم إليه البصرة و الكوفة وجميع العراقين ، وكان يتتبع الشيعة وهو بهم عالم ، لأنه كان منهم فقد عرفهم و سمع كلامهم أول شيء ، فقتلهم تحت كل كوكب وحجر و مدر ، وأجلاهم‏ وأخافهم وقطع الأيدي و الأرجل منهم و صلبهم على جذوع النخل و سمل أعينهم و طردهم وشردهم حتى انتزعوا عن العراق‏ فلم يبق بالعراقين أحد مشهور إلا مقتول أو مصلوب أو طريد أو هارب . وكتب معاوية : إلى قضاته و ولاته في جميع الأرضين والأمصار أن لا تجيزوا لأحد من شيعة علي بن أبي طالب ولا من أهل بيته ولا من أهل ولايته الذين يرون فضله و يتحدثون بمناقبه‏ ، شهادة . وكتب إلى عماله : انظروا من قبلكم من شيعة عثمان ومحبيه وأهل بيته وأهل ولايته الذين يرون فضله ويتحدثون بمناقبه ، فادنوا مجالسهم وأكرموهم وقربوهم وشرفوهم واكتبوا إلي بكل ما يروي كل رجل منهم فيه واسم الرجل واسم أبيه وممن هو ففعلوا ذلك . حتى أكثروا في عثمان الحديث : وبعث إليهم بالصلات و الكسى و أكثر لهم القطائع من العرب والموالي ، فكثروا في كل مصر وتنافسوا في المنازل والضياع واتسعت عليهم الدنيا ، فلم يكن أحد يأتي عامل مصر من الأمصار و لا قرية فيروي في عثمان منقبة ، أو يذكر له فضيلة إلا كتب اسمه و قرب وشفع ، فلبثوا بذلك ما شاء الله . ثم كتب بعد ذلك : إلى عماله أن الحديث قد كثر في عثمان و فشا في كل قرية و مصر و من كل ناحية ، فإذا جاءكم كتابي هذا فادعوا الناس إلى الرواية في أبي بكر و عمر ، فإن فضلهما و سوابقهما أحب إلي و أقر لعيني و أدحض لحجة أهل هذا البيت وأشد عليهم من مناقب عثمان و فضائله . فقرأ : كل قاض و أمير من ولاته‏ كتابه على الناس و أخذ الناس في الروايات في أبي بكر عمر و في مناقبهم ، ثم كتب نسخة جمع فيها جميع ما روي فيهم من المناقب و الفضائل وأنفذها إلى عماله وأمرهم بقراءتها على المنابر و في كل كورة و في كل مسجد ، وأمرهم أن ينفذوا إلى معلمي الكتاتيب أن يعلموها صبيانهم حتى يرووها و يتعلموها كما يتعلمون القرآن ، وحتى علموها بناتهم و نساءهم و خدمهم و حشمهم ، فلبثوا بذلك ما شاء الله . ثم كتب معاوية : إلى عماله نسخة واحدة إلى جميع البلدان انظروا من قامت عليه البينة أنه يحب عليا و أهل بيته ، فامحوه من الديوان و لا تجيزوا له شهادة . ثم كتب كتابا آخر من اتهمتموه و لم تقم عليه بينة أنه منهم‏ فاقتلوه . فقتلوهم : على التهم و الظن و الشبه تحت كل كوكب حتى لقد كان الرجل يغلط بكلمة فيضرب عنقه ، ولم يكن ذلك البلاء في بلد أكبر و لا أشد منه بالعراق و لا سيما بالكوفة . حتى أنه كان الرجل : من شيعة علي عليه السلام ، وممن بقي من أصحابه بالمدينة و غيرها ليأتيه من يثق به فيدخل بيته ، ثم يلقي إليه سره فيخاف من خادمه و مملوكه فلا يحدثه حتى يأخذ عليه الأيمان المغلظة ليكتمه عليه . وجعل الأمر : لا يزداد إلا شدة ، وكثر عندهم عدوهم وأظهروا أحاديثهم الكاذبة في أصحابهم من الزور و البهتان ، فنشأ الناس على ذلك و لم يتعلموا إلا منهم ، و مضى على ذلك قضاتهم و ولاتهم و فقهاؤهم . وكان أعظم الناس في ذلك بلاء و فتنة القراء المراءون المتصنعون الذين يظهرون لهم الحزن‏ و الخشوع والنسك ، ويكذبون ويفتعلون الأحاديث ليحظوا بذلك عند ولاتهم‏ و يدنوا بذلك مجالسهم و يصيبوا بذلك الأموال و القطائع و المنازل . حتى صارت أحاديثهم تلك و رواياتهم في أيدي من يحسب أنها حق و أنها صدق ، فرووها و قبلوها و تعلموها و علموها و أحبوا عليها و أبغضوا ، حتى جمعت على ذلك مجالسهم‏ ، وصارت في أيدي الناس المتدينين الذين لا يستحلون الكذب ، ويبغضون عليه أهله فقبلوها وهم يرون أنها حق ، و لو علموا أنها باطل لم يرووها و لم يتدينوا بها و لا ينقصوا من خالفهم‏ . فصار : الحق في ذلك الزمان باطلا والباطل حقا ، والصدق كذبا و الكذب صدقا . وقد قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : ( لتشملنكم فتنة يربو فيها الوليد و ينشأ فيها الكبير ، يجري الناس عليها و يتخذونها سنة ، فإذا غير منها شيء قالوا : أتى الناس منكرا غيرت السنة ) . فلما مات الحسن بن علي عليه السلام : لم يزل الفتنة و البلاء يعظمان و يشتدان ، فلم يبق ولي لله إلا خائفا على دمه أو مقتول أو طريد أو شريد ، و لم يبق عدو لله إلا مظهرا حجته غير مستتر ببدعته وضلالته . ـ نذكر تمام الحديث بما عرفنا به الإمام الحسين بعد ما أبدع معاوية من الظلم وما طغى به في حرف الناس عن دين الله في تعريف من ولاه وجعل المناقب لهم ومنعه من الحق ، وتمام الحديث يبين بعض جهاد الإمام الحسين لبيان الحق وراجع تمامه في صحيفة الإمام الحسين من موسوعة صحف الطيبين ـ ويثبتنا وأيكم على الولاية ويرزقنا أعلى معاني الإيمان والهداية والإخلاص له وفي كل علم وعمل وأسأل الله أن يكف عن المسلمين شر أعادئهم ويرجع كيدهم ومكرهم في نحرهم وأن يكفي المؤمني كل سوء ومكروه وهم وغم اللهم أصلح كل فاسد من أمور المسلمين اللهم أنصر الإسلام والمسلمين الله أعلي كلمة الدين وأجعلها في مجميع بقاع العالمين اللهم اهلك من يريد بالمسلمين سؤا وشر ومن يبغي عليهم ويكيدهم اللهم لعن أول ظالم ظلم آل محمد وآخر تابع له اللهم أشفي كل مريض اللهم أكس كل عريان أللهم أشبع كل جائع اللهم أيد شيعة آل محمد ووفقهم لكل عمل صالح وخير وهب لهم الصحة والعافية والرزق الواسع وأكفهم عنهم شر أعدائهم من الأولين والآخرين وشر من يريد بهم سوء اللَّهُمَّ أَهْلَ الكَبْرِياءِ وَالعَظَمَةِ، وَأَهْلَ الجُودِ وَالجَبَرُوتِ، وَأَهْلَ العَفْوِ وَالرَّحْمَةِ، وَأَهْلَ التَّقوى وَالمَغْفِرَةِ، أَسْأَلُكَ بِحَقِّ هذا اليَوْمِ الَّذِي جَعَلْتَهُ لِلْمُسْلِمِينَ عِيْداً، وَلِمُحَمَّدٍ صَلّى الله عَلَيْهِ وَآلِهِ ذُخْراً وَمَزِيداً، أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمّدٍ، وَأَنْ تُدْخِلَنِي فِي كُلِّ خَيْرٍ أَدْخَلْتَ فِيْهِ مُحَمَّداً وَآلَ مُحَمَّدٍ، وَأَنْ تُخْرِجَنِي مِنْ كُلِّ سُوءٍ أَخْرَجْتَ مِنْهُ مُحَمَّداً وَآلَ مُحَمَّدٍ صَلَواتُكَ عَلَيْهِ وَعَلَيْهِمْ . اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ خَيْرَ ما سَأَلَكَ عِبادُكَ الصَّالِحُونَ، وَأَعُوذُ بِكَ مِمّا اسْتَعاذَ مِنْهُ عِبادُكَ الصَّالِحُونَ اللهم : كن لوليك الحجة بن الحسن صلواتك عليه وعلى آبائه ، في هذه الساعة و في كل ساعة ، وليا و حافظا ، و قائدا و ناصرا ، و دليلا و عينا ، حتى تسكنه أرضك طوعا ، و تمتعه فيها طويلا وهب لنا رأفته ورحمته ودعوته ودعائه وخيره ما ننال به رحمة من عندك وفوزا عندك تفضل أخي الآدمن لكم المايك وحفظكم الله ورعاكم أجمعين ونسألكم الدعاء في هذا الأيام وجعلنا الله وأياكم من المتمسكين بكتاب الله وبصراطه المستقيم صرط المنعم عليهم صلى الله عليهم وسلم وإن كان هناك سؤال حول الموضوع فأنا في خدمتكم أخوتي الكرام الطيبين وإن لا يوجد فأنا أقف معكم فترة أبقى مستمع ثم استدوعكم الله وأسأل الله أن يجعلكم في حفظه ورعايته