صحيفة فضل شهر رمضان

وآدابه وأحكامه وأدعيته

 

 


 

 

فهرس المحتويات

صحيفة فضل شهر رمضان. 1

مقدمة أحكام الصوم و أهميته وثوابه : 4

تعريف أحكام الصوم وأنواعه : 4

فضل مراعات آداب الصوم : 5

بحوث صحيفة الصوم : 6

ثواب الصوم وفضله العظيم 7

مقدمة في ثواب الصوم وفضله : 7

روايات ثواب الصوم وفضائله : 13

روايات ثواب مطلق الصوم : 13

ثواب صوم شهر رمضان : 19

أحاديث متوسطة في فضل شهر رمضان : 25

خطب النبي في فضل شهر رمضان. 32

خطبة النبي في ثواب صوم شهر رمضان : 32

خطبة أقبل إليكم شهر الله : 39

خطبة شهر فرض الله صيامه : 43

وجوب صوم شهر رمضان. 45

آداب الصائم : 48

آثار الصوم وفوائده وعلله : 55

تسمية شهر رمضان : 59

معنى شهر رمضان : 59

اسم شهر رمضان شرعا : 61

أهم مناسبات شهر رمضان : 63

هل شهر رمضان أول الأشهر القمرية : 70

أدعية استقبال شهر رمضان. 76

تهنئة وتبريك بحلول الشهر : 76

الأهلة والشهادة عليها : 77

أدعية رؤية هلال شهر رمضان مختصرة : 77

دعاء الإمام سجاد إذا نظر إلى الهلال. 81

دعاء دخول الشهر للإمام للسجاد : 83

دعاء الإمام الجواد : 87

أعمال عامة في شهر رمضان : 90

أدعية للصائم عند الإفطار : 90

عناوين مفيدة : 93

 

 


 

 

 

مقدمة أحكام الصوم و أهميته وثوابه :

تعريف أحكام الصوم وأنواعه :

يا طيب : إن الصوم من العبادات المهمة في الإسلام ، وقد بُينت حدوده وأحكامه من جميع جوانبه ، ويجب على كل إنسان وصل مرتبة البلوغ صوم شهر رمضان كاملاً إلا أن يكون مريض أو على سفر أو له أعذار أخرى مذكورة في الرسائل العملية للمجتهدين العظام ، ويجب على كل إنسان غير مجتهد ولا محتاط الرجوع لمن يقلده لمعرفة أحكامه لكي يتمكن من الصوم بشكل صحيح وليقبل صومه .

وللصيام أنواع : منها الواجب صوم واجب كصوم شهر رمضان وصوم الوفاء بالنذر أو الكفارة وغيرها من أنواع الصوم الواجب المبينة أحكامه في الرسائل العملية للمراجع الكرام ، كذلك يوجد صوم مستحب في غير شهر رمضان وفي جميع أيام السنة ، وإن لبعض الأيام والأشهر لصومها ثواب عظيم ، ويشترك الصوم المستحب في أغلب أحكامه مع الصوم الواجب ويختلف في قسم قليل من الأحكام ، وكذلك يوجد صوم محرم كصوم الأعياد وصوم مكروه ، وتجد جميع أحكام الصوم في الرسائل العملية المبينة والموضحة للأحكام الفرعية سواء الصوم أو غيره من الأحكام الأخرى في العبادة أو في المعاملات جميعها والتي يجب على الإنسان التقليد فيها .

فمن أحب : أن يطلع على أحكام واجباته الفرعية وأحكامها يجب عليه الرجوع للرسالة العملية لمن يقلده من المجتهدين والمراجع العظام ليتعلم واجباته منها ، وهنا نتعرض لبعض الأحاديث الذاكرة لآداب الصوم وفضله ، والتي في الغالب لا توجد في الرسالات العملية للمراجع والمجتهدين أدام الله ظلهم إلا على نحو الإشارة.

 

 

فضل مراعات آداب الصوم :

يا طيب : بعد أن عرفت أنه يجب على كل مكلف لم يبلغ مرتبة الاجتهاد ولا محتاط أن يقلد للمجتهد الجامع لشرائط الفتوى ، ويتعلم جميع الأحكام العملية منه ، ويطلع على فتواه إما بإخبار التقاة ، أو من مراجعة رسالته العملية التي أعدها لمقلديه وَبَين فيها جميع الأحكام الشرعية الفرعية التي يجب العمل بها على مقلديه ، وتفاصيل ذلك موجودة في نفس الرسائل العملية .

وأما آداب وثواب الصوم : فمذكور قسم منها في الرسائل وبعضها على نحو الإشارة كما عرفت ، وهنا نذكر نصوص بعض الروايات الذاكرة لثواب الصوم وفضله وآدابه وعلله وخواصه ، وارجوا أن ينتفع بها المؤمنون الطيبون وتكون ذكرى لهم فأن الذكرى تنفع المؤمنين .

فيكون المؤمن الطيب : مراعي لآداب الصوم ويشتاق لثوابه ويرجوه من الله ، كما يحذر من عقاب تركه وما يحذر العمل به إثناء الصوم فيبتعد عنها ويخاف من الله تعالى ويرجوا عفوه ومغفرته ، فيكون بين الخوف والرجاء مع ربه ، والخوف والرجاء من جمال العبادة ويضيف لها معنوية لا توصف إلا من تذوقها من المؤمنين الذين يراقبون أنفسهم أمام الله ويرجون فضله ويخافون عقابه .

 

 

بحوث صحيفة الصوم :

يا طيب : هذه الصحيفة مختصرة متنوعة في تعريف بعض الروايات الذاكرة  لثواب مطلق الصوم المستحب وآدابه ، ثم تعرض الروايات الذاكرة لخصوص ثواب صوم شهر رمضان وآدابه فنذكر فيها فضل الاستهلال وأدعيته ، وثواب صيامه وآدابه وإن كانت تشمل جميع أنواع الصوم الواجب والمستحب أو مختصة بصيام شهر رمضان المبارك  ، فتجد آداب أو فضائل للصوم يجب مراعاته في الصومين أو ثوابه شامل الطرفين ، لكن ذكرنا أولاً ما يخص مطلق الصوم ثم خصوص صوم شهر رمضان ، ولطول الروايات قد لا تختص بموضوع معين ، فيمكن أن تدخل في عدة مواضيع ، وهنا قد حاولنا وضعها في القسم الأكثر مناسب لها أو فيها ذكر لخواص الموضع أكثر من غيره .


 

 

ثواب الصوم وفضله العظيم

 

مقدمة في ثواب الصوم وفضله :

يا طيب : في روايات ثواب الصوم مطلقا أو صيام شهر رمضان بالخصوص ، سوف تتطلع على العجب العجاب على ما سترى في الروايات الذاكرة لثواب الصوم وفضله ، وتتمنى لو توفق للصوم كلما سنحت لك الفرصة ، وسوف تشتاق لقراءة المزيد عن ثواب الصوم لتفرح نفسك وتطمئن بمستقبلك الزاهر وتنسى حقاً هم الدنيا وغمها ، وتشكر ربك إنك من المؤمنين على سبيل نبينا محمد وآله الطيبين الطاهرين ، فتستقر روحك ، ويسكن اضطرابك العملي والفكري ، ويزول عنك تعب الصوم بل كل تعب ، ويكون عندك الصوم من العبادات المحببة ، وتسميه تشريف الصوم بدل من تكليف الصوم ، لأن الله كرمك بهذه العبادة وشرفك بالتقرب منه والعيش في افضل نعمائه .

ثم يا حبيبي المؤمن : ويا أخي الطيب إذا قرأت ثواب الصوم وعظمته لا تشك فيه أو تنفيه ، بل آمن به عن يقين وصدق أنه حاصل لك بالتحقيق ، وطر به فرحاً وسلم به شوقاً وتطلع للمزيد منه حباً له ، فإنه بالقطع واليقين سيحصل لك كله بل وأكثر منه ، وأن لفظ الثواب لا يعبر عن المعنى الحقيقي إلا بمقدار دنيوي :

 

وقد قال إمام علي عليه السلام في خطبة له :

عباد الله : إن تقوى الله حمت‏ أولياء الله محارمه ، و ألزمت قلوبهم مخافته ، حتى أسهرت لياليهم ، و أظمأت هواجرهم ، فأخذوا الراحة بالنصب‏ ، و الري بالظمئ ، و استقربوا الأجل‏ فبادروا العمل ، و كذبوا الأمل فلاحظوا الأجل .

ثم إن الدنيا : دار فناء و عناء و غير و عبر ، فمن الفناء أن الدهر موتر قوسه‏ ، لا تخطئ سهامه ، و لا تؤسى جراحه ، يرمي الحي بالموت ، و الصحيح بالسقم ، و الناجي بالعطب ، آكل لا يشبع ، و شارب لا ينقع .

و من العناء : أن المرء يجمع ما لا يأكل ، و يبني ما لا يسكن ، ثم يخرج إلى الله تعالى لا مالا حمل و لا بناء نقل .

و من غيرها : أنك ترى المرحوم مغبوطا ، و المغبوط مرحوما ، ليس ذلك إلا نعيما زل‏ ، و بؤسا نزل .

 و من عبرها : أن المرء يشرف على أمله فيقتطعه حضور أجله ، فلا أمل يدرك و لا مؤمل يترك .

 فسبحان الله : ما أعز سرورها ، و أظمأ ريها ، و أضحى فيئها ، لا جاء يرد ، و لا ماض يرتد .

فسبحان الله : ما أقرب الحي من الميت للحاقه به ، و أبعد الميت من الحي لانقطاعه عنه .

إِنَّهُ لَيْسَ شَيْ‏ءٌ : بِشَرٍّ مِنَ الشَّرِّ ، إِلَّا عِقَابُهُ  .

 وَ لَيْسَ شَيْ‏ءٌ : بِخَيْرٍ مِنَ الْخَيْرِ ، إِلَّا ثَوَابُهُ .

وَ كُلُّ شَيْ‏ءٍ : مِنَ الدُّنْيَا ، سَمَاعُهُ‏ أَعْظَمُ مِنْ عِيَانِهِ‏ .

وَ كُلُّ شَيْ‏ءٍ : مِنَ الْآخِرَةِ ، عِيَانُهُ‏ أَعْظَمُ مِنْ سَمَاعِهِ‏ .

فَلْيَكْفِكُمْ : مِنَ الْعِيَانِ‏ السَّمَاعُ‏ ، وَ مِنَ الْغَيْبِ الْخَبَرُ .

و اعلموا : أن ما نقص من الدنيا و زاد في الآخرة ، خير مما نقص من الآخرة و زاد في الدنيا ، فكم من منقوص رابح ، و مزيد خاسر ،، إن الذي أمرتم به أوسع من الذي نهيتم عنه ، و ما أحل‏ لكم أكثر مما حرم عليكم ، فذروا ما قل لما كثر ، و ما ضاق لما اتسع .

نهج البلاغة ص 170خ114.

 فلذا قال تعالى : { يَوْمَ نَقُولُ لِجَهَنَّمَ هَلِ امْتَلَأْتِ وَتَقُولُ هَلْ مِن مَّزِيدٍ (30)  وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ غَيْرَ بَعِيدٍ (ق31) هَذَا مَا تُوعَدُونَ لِكُلِّ أَوَّابٍ حَفِيظٍ (32) مَنْ خَشِيَ الرَّحْمَن  بِالْغَيْبِ وَجَاء بِقَلْبٍ مُّنِيبٍ (33) ادْخُلُوهَا بِسَلَامٍ ذَلِكَ يَوْمُ الْخُلُودِ (34)

لَهُم مَّا يَشَاؤُونَ فِيهَا وَلَدَيْنَا  مَزِيدٌ (35) } ق .

 يا طيب : نعم لأن الوصف الدنيوي والألفاظ تقصر عن وصف ما أعد الله لأحبائه المؤمنين في الآخرة ، فلذا قال تعالى : { لَهُمْ مَا يَشَاءُونَ فِيهَا وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ } ، وقال تعالى : { فَلاَ تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (17)} السجدة .

 ولذا جاء : في  الأثر النبوي ، قال رسول الله صلى الله عليه وآله :

 لو أن ثوابا : من ثياب أهل الجنة ، القي على  أهل الدنيا لم يحتمله أبصارهم ، و لماتوا من شهوة النظر إليه .

وفي الوحي القديم : أعددت لعبادي مالا عين رأت ، ولا أذن سمعت ، ولا  خطر بقلب بشر . 

بحار الأنوار جزء 8 ص 191 حديث 168 .

  ولذا يكون : لقليل ما يذكر لك من الثواب  مقابل ما اعد الله لك من الثواب ، وإنه إذا قالوا  بالوصف والقول إن لك في الجنة آلاف القصور والحور والجواهر والدرر والذهب والفضة والياقوت والمرجان والخيرات الحسان والولدان المخلدون والأكواب والأباريق وغيرها ، فأعلم إن ذكرها يكون من باب تفهيمنا بما هو نفيس في الدنيا عندنا لا ما هو عند الله تعالى الذي له ملك السماوات والأرض .

فإن للمؤمن في قوله تعالى : {وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ (123) } آل عمران .

فألف قصر : وألف حورية يكون في محلة في مدينة من مدن المؤمن والمؤمنة في الجنة التي عرضها السماوات والأرض ، بل ويكون ألف قصر من زمرد وألف ولد مخلد وآلف حورية وياقوت وزبرجد والمسك والدر وما شابهه أشبه بالذرة بالنسبة للكرة الأرضية بالنسبة لما تملكه في الآخرة .

وكل ما يعطينا : الله تعالى من الثواب على أجور أعمالنا إذا كانت خالصه له تعالى ، ليس بشيء عزيز ولا بكثير على الله ، فإنه تعالى يقول للشيء كن فيكون وسيجعلنا في الآخرة نقول كن فيكون ، ويجعل لنا ملك مطلق فقط نتمنى شيء يأتي عندنا ولو تمنينا ألف مره أكثر مما يخطر في ذهننا في الدنيا .

 وهذا الثواب : الذي يذكر ونطلع عليه كثواب للصوم هو لنشتاق للصوم ، ولنعرف مستقبلنا عند الله في الدنيا والآخرة ، ولنفرح في الدنيا ولأخره ، وإن ما سيعطينا الله تعالى من الثواب هو نتيجة لأعمالنا العبادية ، والصوم واحد منها ، فتجتمع الطاعات وأعمال البر لتكون جنة لها ملك عظيم عرضه السماوات والأرض .

فيا أخي : الطيب المؤمن إقراء وأفرح ، ومتع فكرك وعقل بعظمة الإيمان بالله تعالى ، وأطمئن بمستقبل الزاهر ، وأستأنس بصومك وكل عباداتك ، وأعلم أن قد وردت روايات كثيرة معناها أنه من سمع ثواب على عمل وعمل ذلك العمل رجاء تحصيل ذلك الثواب من الله تعالى سيعطيه الله ذلك الثواب وإن لم يقله رسول الله تعالى ، حتى أنه ذكرت هذه المسألة في أصول الفقه تحت عنوان أدلة وأخبار من بلغ أو أدلة السنن والتسامح في قبولها ، وقَبلها كل الفقهاء وأقروها أن الله تعالى سيعطي من يرجوا فضل الله ويعمل الأعمال خالصة لوجه .

عن أبي عبد الله عليه السلام قال : من بلغه شيء من الثواب على شيء من الخير فعمله كان له أجر ذلك وإن كان رسول الله صلى الله عليه واله لم يقله .

بحار الأنوار جزء2 ص252 باب30 من بلغه ثواب على عمل فأتى به وفيه ، وذكر عدة روايات وفيه تحقيق لطيف في معناها .

طبعاً بقي تذكر : وهو أن العقائد المقبولة يتبعها عمل مقبول ، وإلا من لم يكن عنده تسليم لأصول الدين الخمسة التوحيد والعدل والنبوة والإمامة والمعاد خمستها من غير تبعيض ، لا ينفعه عمله لو عمل ليل نهار بكل تكاليف الله ، فبالأول الاعتقاد الصحيح ثم العمل بالتكاليف .

وأنت يا طيب : إن شاء الله مؤمن بالله وعدله ، وبأوليائه الحقيقيين نبينا محمد وآله الطيبين الطاهرين ، وبمعاده ، فإذا كان هذا عندك ، فأقرأ وتمتع وطالع واستأنس ، وهذه فضائل الصوم بين يديك وأسألك الدعاء ، والملتقى في الجنة إن شاء الله تعالى .


 

 

روايات ثواب الصوم وفضائله :

 يا طيب : بعد أن عرفنا بعض البيان عن ثواب الصوم وفضائله ، بمعنى عقلي وجداني وروائي قرآني ، فلنتعرف على بعض أحاديثه الشريفة :

 

روايات ثواب مطلق الصوم :

قال أبو عبد الله الصادق عليه السلام :

من صام يوما : في الحر فأصاب ظمأ ، وكل الله به ألف ملك يمسحون وجهه ويبشرونه .

حتى إذا أفطر قال الله عز وجل :

ما أطيب : ريحك وروحك ، يا ملائكتي اشهدوا أني قد غفرت له .

أمالي الصدوق ص 349 و 350 .

 

 قال رسول الله صلى الله عليه وآله :

نوم الصائم : عبادة ، ونفسه تسبيح .

قرب الإسناد ص62، المحاسن : 72 ، ومثله في ثواب الأعمال ص46 .

 

وعن أبي عبد الله عليه السلام قال :

نوم الصائم : عبادة ، وصمته تسبيح ، وعمله متقبل ، ودعاؤه مستجاب .

ثواب الأعمال : 46.

 

وقال الصادق عليه السلام :

 للصائم فرحتان : فرحة عند الإفطار ، وفرحة عند لقاء الله  عز وجل .

الخصال ج1ص24 .

 

وعن  رسول الله صلى الله عليه وآله قال :

 للصائم فرحتان : فرحة عند فطره ، وفرحة يوم القيامة  .

ولخلوف : فم الصائم ، أطيب عند الله من ريح المسك .

أمالي الطوسي ج 2 ص 110 و 111.  الخلوف رائحة الفم وفي رواية أفضل.

 

وعن الإمام أبي عبد الله الصادق عليه السلام قال :

كان فيما أوصى به : رسول الله صلى الله عليه وآله عليا عليه السلام .

يا علي: ثلاث فرحات  للمؤمن في الدنيا : لقى الإخوان ، والإفطار من الصيام ، والتهجد من آخر  الليل .

الخصال ج 1 ص 62. 

 

وفي خبر أبي ذر أنه سأل النبي صلى الله عليه وآله : ما الصوم ؟ 

قال : فرض مجزي ، وعند الله أضعاف كثيرة .

الخصال ج 2 ص 104 7 ، أمالي الطوسي ج 2 ص 153  ، 6 .

 

وعن الإمام الكاظم أبي الحسن الأول عليه السلام قال :

 إن الله : أتم صلاة الفريضة بصلاة النافلة ؟

 وأتم : صيام الفريضة ، بصيام النافلة . الخبر.

  علل الشرائع ج1ص270 .

 

و عن أبي عبد الله عليه السلام قال :

 الشتاء ربيع المؤمن : يطول فيه ليله ، فيستعين به على قيامه ، ويقصر فيه نهاره ، فيستعين به على صيامه .

أمالي الصدوق ص143 ،  معاني الأخبار ص228. 

 

وقال رسول الله صلى الله عليه وآله :

من صام / يوما تطوعا ، أدخله الله عز وجل الجنة .

ثواب الأعمال ص47 . 

 

وعن الإمام الباقر أبي جعفر عليه السلام قال :

من ختم له : بصيام يوم ، دخل الجنة .

ثواب الأعمال : 48. 

 

وقال رسول الله صلى الله عليه وآله :

إن الله : وكل ملائكة بالدعاء للصائمين .

 وقال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله :

أخبرني جبرائيل عن ربي أنه قال :

ما أمرت : أحداً من ملائكتي أن يستغفروا لأحد من خلقي ، إلا استجبت لهم فيه .

المحاسن : 72 . 

 

وقال رسول الله صلى الله عليه وآله :

إن على كل شيء : زكاة ، وزكاة الأجساد .

الصيام المحاسن : 72  . 

وعن الإمام الصادق ، عن آبائه عليهم السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله :

من صام : يوما تطوعا ابتغاء ثواب الله ، وجبت له المغفرة .

أمالي الصدوق ص 329 .  

 

وعن إسماعيل بن يسار قال : سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول :

 إياكم  والكسل : إن ربكم رحيم يشكر القليل ، إن الرجل :

ليصلي الركعتين : تطوعا ، يريد  بهما وجه الله عز وجل ، فيدخله الله بهما الجنة .

وإنه ليتصدق : بالدرهم تطوعا ، يريد به وجه الله عز وجل  ، فيدخله الله به الجنة .

وإنه ليصوم : اليوم تطوعا ، يريد به وجه الله ، فيدخله الله به الجنة ثواب .

الأعمال ص36 . 

 

و عن زرارة عن أبي جعفر عليه السلام قال : بني الإسلام على خمسة أشياء على :

الصلاة و الزكاة ، و الحج ، و الصوم ، و الولاية .

و قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : الصوم جنة من النار .

الكافي ج4ص65ح1.

وعن إسماعيل بن أبي زياد عن أبي عبد الله عن آبائه عليه السلام :

أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال لأصحابه :

أ لا أخبركم : بشيء ، إن أنتم فعلتموه تباعد الشيطان منكم كما تباعد المشرق من المغرب ؟

قالوا : بلى .

قال صلى الله عليه وآله وسلم :

الصوم : يسود وجهه ، و الصدقة تكسر ظهره .

و الحب في الله : و الموازرة على العمل الصالح ، يقطع دابره ، و الاستغفار يقطع وتينه .

و لكل شيء زكاة : و زكاة الأبدان الصيام .

الكافي ج4ص65ح2 .

 

 عن علي بن عبد العزيز قال : قال لي أبو عبد الله عليه السلام :

أ لا أخبرك : بأصل الإسلام و فرعه‏ و ذروته و سنامه ؟

قلت : بلى .

قال : أصله الصلاة ، و فرعه الزكاة ، و ذروته و سنامه الجهاد في سبيل الله.

 أ لا أخبرك : بأبواب الخير ، إن الصوم جنة .

الكافي ج4ص65ح3 .

 

عن أبي الصباح عن أبي عبد الله عليه السلام قال :

إن الله تبارك و تعالى يقول : الصوم لي ، و أنا أجزي عليه .

الكافي ج4ص65ح6 .

 

عن ابن أبي عمير عن بعض أصحابنا عن أبي عبد الله عليه السلام قال :

أوحى الله عز و جل : إلى موسى‏ عليه السلام ما يمنعك من مناجاتي ؟

فقال عليه السلام : يا رب أجلك عن المناجاة لخلوف فم الصائم .

فأوحى الله عز وجل إليه: يا موسى ، لخلوف فم الصائم أطيب عندي من ريح المسك .

الكافي ج4ص66ح13 .

 

 عن السمان الأرمني عن أبي عبد الله عليه السلام قال :

إذا رأى الصائم : قوما يأكلون ، أو رجلا يأكل ، سجدت كل شعرة منه .

الكافي ج4ص66ح13 .


 

 

 

ثواب صوم شهر رمضان :

يا طيب : بعد أن عرفنا ثواب مطلق الصوم نذكر ثواب صوم شهر رمضان الكريم ، شهر الله عز وجل ، شهر الإيمان والطاعة ، وشهر الثواب والتفضل ، وشهر التوبة والمغفرة ، وشهر البر والإحسان ، وشهر العبودية والتوجه للطاعة من غير أن يتخللها العصيان ، وشهر التوجه بكل الوجود بدنا ورحا وعقلا وقلبا للواحد المنان ، والكل يرجوا قبوله سبحانه للصيام والتجاوز عن غفلة ما مر من الزمان :

 

عمن سمع محمد بن مسلم الثقفي يقول : سمعت أبا جعفر محمد بن علي  الباقر عليه السلام يقول :

إن الله تبارك وتعالى : ملائكة موكلين بالصائمين يستغفرون لهم في كل يوم شهر رمضان إلى آخره ، وينادون الصائمين كل ليلة عند إفطارهم :

ابشروا عباد الله : فقد جعتم قليلا وستشبعون كثيرا ، بوركتم وبورك فيكم .

حتى إذا كان : آخر ليلة من شهر رمضان ، نادوهم ابشروا عباد الله ، فقد غفر الله لكم ذنوبكم ، وقبل توبتكم ، فانظروا كيف تكونون فيما تستأنفون.

 أمالي الصدوق ص 33،كتاب فضائل الأشهر الثلاثة مثله . 

 

وعن علي بن الحسن بن فضال ، عن أبيه عن الرضا ، عن  آبائه عليهم السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله :

إن شهر رمضان : شهر عظيم ، يضاعف الله فيه الحسنات ، ويمحو فيه السيئات ، ويرفع فيه الدرجات ، من تصدق في هذا الشهر بصدقة غفر الله له ، ومن أحسن فيه إلى ما ملكت يمينه غفر الله له ، ومن حسن فيه خلقه غفر الله له ، ومن كظم فيه غيظه غفر الله له ، ومن وصل فيه رحمه غفر الله له . 

ثم قال عليه السلام :

 إن شهركم هذا : ليس كالشهور ، إنه إذا أقبل إليكم أقبل بالبركة والرحمة ، وإذا أدبر عنكم أدبر بغفران الذنوب ، هذا شهر الحسنات فيه مضاعفة ، وأعمال الخير فيه مقبولة ، من صلى منكم في هذا الشهر لله عز وجل ركعتين يتطوع بهم اغفر الله له . 

ثم قال عليه السلام :

إن الشقي حق الشقي : من خرج عنه هذا الشهر ولم يغفر ذنوبه ، فحينئذ يخسر حين يفوز المحسنون بجوائز الرب الكريم .

أمالي الصدوق ص 33، عيون الأخبار ج 1 ص 293.

 

وعن جابر : عن أبى جعفر عليه السلام  قال :

قال : يا جابر ، من دخل عليه شهر رمضان نهاره ، وقام وردا من ليلته ، وحفظ فرجه ولسانه ، وغض بصره ، وكف أذاه ، خرج من الذنوب كيوم ولدته  أمه .

 قال : قلت له : جعلت فداك ما أحسن هذا من حديث ؟

قال : ما أشد هذا من شرط ؟

ثواب الأعمال ص 5.

 

وعن ابن عباس قال : كان رسول  الله صلى الله عليه وآله :

إذا دخل شهر رمضان : أطلق كل أسير ، وأعطى كل سائل .

أمالي الصدوق ص 36. 

 

وعن عبد العظيم الحسني ، عن  أبي الحسن العسكري عليه السلام قال :

 لما كلم الله عز وجل موسى بن عمران عليه السلام قال موسى :

إلهي : ما جزاء من صام شهر رمضان لك محتسبا ؟

قال : يا موسى أقيمه يوم القيامة مقاما لا يخاف فيه .

 قال : إلهي فما جزاء من صام شهر رمضان يريد به الناس ؟

 قال :  يا موسى ثوابه كثواب من لم يصمه ….الخبر .

 أمالي الصدوق ص 126 .

 

عن ابن ظبيان قال : قال أبو عبد الله عليه السلام :

المحمدية السمحة : إقامة الصلاة ، وإيتاء الزكاة ، وصيام شهر رمضان ، وحج البيت والطاعة للإمام ، وأداء حقوق المؤمن :

فان من حبس : حق المؤمن ، أقامه الله يوم القيامة خمسمائة عام على رجليه ، حتى يسيل من عرقه أودية  .

ثم ينادى مناد من عند الله جل جلاله : هذا الظالم الذي حبس الله عن حقه .

قال : فيوبخ أربعين عاما ، ثم يؤمر به إلى نار جهنم .

الخصال ج 1 ص 159.

 

وعن محمد بن  الحسن الكرخي قال : سمعت الحسن بن علي عليهما السلام يقول لرجل في داره : يا أبا  هارون :

من صام : عشرة أشهر رمضان متواليات ، دخل الجنة .

الخصال ج 2 ص 58 . 

 

عن الإمام الرضا عن آبائه عليهم السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله :

رجب : شهر الله الأصم ، يصب الله فيه الرحمة على عباده .

 وشهر شعبان : تشعب فيه الخيرات .

 وفي أول ليلة : من شهر رمضان ، يغل المردة من الشياطين ، و يغفر في كل ليلة سبعين ألفا .

 فإذا كان في ليلة القدر : غفر الله له بمثل ما غفر في رجب وشعبان وشهر رمضان إلى ذلك اليوم ، إلا رجل بينه وبين أخيه شحناء ، فيقول الله عز وجل : انظروا هؤلاء حتى يصطلحوا .

عيون الأخبار ج 2 ص 71. 

 

وعن الإمام الصادق أبي عبد الله عليه السلام قال :

 إن لله : في كل ليلة من شهر رمضان ، عتقاء من النار ، إلا من أفطر على مسكر ، أو مشاحن ، أو صاحب شاهين ))

 قال : قلت : وأي شيء صاحب شاهين ؟

 قال : الشطرنج .

أمالي الطوسي ج 2 ص 302 .  ثواب الأعمال ص 61

 

وعن الإمام علي عليهم السلام قال : لما حضر شهر رمضان قام رسول الله صلى الله عليه وآله فحمد الله وأثني عليه .

 ثم قال : أيها الناس كفاكم الله عدوكم من الجن .

وقال : { أدعوني أستجب لكم (60) } المؤمن ، ووعدكم الإجابة .

ألا وقد : وكل الله بكل شيطان مريد سبعة من الملائكة ، فليس بمحلول حتى  ينقضي شهركم هذا ، ألا وأبواب السماء مفتحة من أول ليلة منه ، ألا والدعاء فيه  مقبول .

ثواب الأعمال ص 59.

 

عن أبي عبد الله عليه السلام في حديث طويل يقول في آخره :

إن أبواب السماء : تفتح في شهر رمضان ، وتصفد الشياطين ، وتقبل أعمال المؤمنين .

نعم الشهر شهر رمضان :كان يسمى على عهد رسول الله صلى الله عليه وآله المرزوق.

 ثواب الأعمال ص 61 .

 

وعن علي عليه السلام أنه قال :

 صوم : شهر رمضان ، جنة من النار .

دعائم الإسلام ج 1.

 

عن حماد الرازي قال : سمعت أبا عبد الله عليه السلام  يقول :

من أفطر : يوما من شهر رمضان ، خرج روح الإيمان منه .

ثواب الأعمال ص 212.

 

وعن جابر قال : قال أبو جعفر عليه السلام :

إن لجمع : شهر رمضان لفضلا ، على جمع سائر الشهور .

كفضل : رسول الله عليه السلام ، على سائر الرسل .

ثواب الأعمال ص 36 .


 

 

 

أحاديث متوسطة في فضل شهر رمضان :

يا طيب : بين يدكم أحاديث متوسطة الطول فيها فضائل عدة في فضائل عدة عن شهر رمضان وكرامته ، فتدبر بها ، لتشتاق وتثابر وتتوق لصيام شهر رمضان صابرا محتسبا بل فرحا مستأنسا بصيامه :

عن جابر بن عبد الله ، عن النبي صلى الله عليه وآله قال :

أعطيت أمتي : في شهر رمضان خمسا ، لم يعطهن أمة نبي قبلي : 

أما واحدة : فإذا كان أول ليلة من شهر رمضان ، نظر الله عز وجل إليهم ، ومن  نظر الله إليه لم يعذبه أبدا . 

وأما الثانية  فان خلوف أفواههم حين يمسون عند الله عز وجل أطيب من  ريح المسك . 

وأما الثالثة : فان الملائكة يستغفرون لهم في ليلهم ونهارهم . 

وأما الرابعة : فإن الله عز وجل يأمر جنته أن استغفري وتزيني لعبادي ،  فيوشك أن يذهب بهم نصب الدنيا وأذاها ، ويصيروا إلى جنتي وكرامتي . 

وأما الخامسة : فإذا كان آخر ليلة غفر لهم جميعا .

 فقال رجل : في ليلة القدر يا رسول الله صلى الله عليه وآله ؟

 فقال : ألم تر إلى العمال إذا فرغوا من أعمالهم وفوا .

الخصال ج 1 ص 153 . أي وفوا أجورهم .أمالي الطوسي ج 2 ص 110.

 

 

وعن عبيد الله بن عبد الله ، عمن سمع أبا جعفر الباقر عليه السلام  يقول :

قال رسول الله صلى الله عليه وآله : لما حضر شهر رمضان ، وذلك لثلاث بقين من شعبان ، قال لبلال : ناد في الناس ، فجمع الناس ، ثم صعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه .

ثم قال : أيها الناس :

 إن هذا الشهر : قد حضركم  وهو سيد الشهور ، فيه ليلة خير  من ألف شهر .

 تغلق فيه : أبواب النيران ، وتفتح فيه أبواب الجنان .

فمن أدركه : فلم يغفر له فأبعده الله ، ومن أدرك والديه فلم يغفر له فأبعده الله ، ومن ذكرت عنده فلم يصل على فلم يغفر له فأبعده الله .

 ثواب الأعمال ص 59، أمالي الصدوق ص 35. 

 

وعن العلا بن يزيد القرشي قال : قال الصادق جعفر بن محمد عليه السلام حدثني أبي ، عن أبيه ، عن جده قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : 

شعبان شهري : وشهر رمضان شهر الله عز وجل .

 فمن صام : يوما من شهري كنت شفيعه يوم القيامة ، ومن صام يومين من شهري غفر له ما تقدم من ذنبه ، ومن صام ثلاثة أيام من شهري قيل له : استأنف العمل .

 ومن صام شهر رمضان : فحفظ فرجه ولسانه وكف أذاه عن الناس ، غفر الله له ذنوبه ما تقدم منها وما تأخر ، وأعتقه من النار ، وأحله دار القرار ، وقبل شفاعته في عدد رمل عالج من مذنبي أهل التوحيد .

 أمالي الصدوق ص 13.  

 

وعن الإمام الصادق عن آبائه عليهم السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله :

لما أُسري بي : إلى السماء ، دخلت الجنة فرأيت فيها قصرا من  ياقوت أحمر ، يرى باطنه من ظاهره ، لضيائه ونوره ، وفيه قبتان من در وزبرجد  .

فقلت : يا جبرائيل لمن هذا القصر ؟

قال : هو لمن أطاب الكلام ، وأدام الصيام ، وأطعم الطعام، وتهجد بالليل والناس نيام.

قال علي عليه السلام : فقلت : يا رسول الله وفي أمتك من يطيق هذا ؟

 فقال صلى الله عليه وآله : أتدري ما إطابة الكلام ؟

 فقلت : الله ورسوله أعلم .

 قال : من قال : سبحان الله و الحمد لله ولا إله إلا الله والله اكبر .

 أتدري : ما إدامة الصيام ؟

قلت : الله ورسوله أعلم .

 قال : من صام شهر الصبر شهر رمضان ولم يفطر منه يوما .

 أتدري : ما إطعام الطعام ؟ 

قلت : الله ورسوله أعلم .

 قال : من طلب لعياله ما يكف به وجوههم عن الناس .

 أتدري : ما التهجد بالليل ، والناس نيام ؟

 قلت : الله ورسوله أعلم .

 قال : من لم ينم حتى يصلي العشاء الآخرة ، والناس من اليهود والنصارى وغيرهم من المشركين نيام بينهما .

أمالي الطوسي ج 2 ص 73 . 

 

وعن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب ، أنه سمع النبي صلى الله عليه وآله يقول :

إن الجنة : لتنجد وتزين من الحول إلى الحول ، لدخول شهر رمضان . 

فإذا كان أول ليلة منه : هبت ريح من تحت العرش يقال لها المثيرة ، تصفق ورق أشجار الجنان ، وحلق المصاريع ، فيسمع لذلك طنين لم يسمع السامعون  أحسن منه .

ويبرزن الحور العين : حتى يقفن بين شرف الجنة ، فينادين :

هل من  :خاطب إلى الله فيزوجه ؟

ثم يقلن : يا رضوان ما هذه الليلة ؟

فيجيبهن بالتلبية ثم يقول : 

يا خيرات حسان : هذه أول ليلة من شهر رمضان ، قد فتحت أبواب الجنان للصائمين من أمة محمد صلى الله عليه وآله .

ويقول له عز وجل : يا رضوان افتح أبواب الجنان ، يا مالك أغلق أبواب جهنم ، عن الصائمين من أمة محمد صلى الله عليه وآله.

 يا جبرائيل : اهبط إلى الأرض ، فصفد مردة الشياطين وغلهم بالأغلال ، ثم اقذف بهم في لجج البحار حتى لا يفسدوا على أمة حبيبي صيامهم . 

قال : ويقول الله تبارك وتعالى في كل ليلة من شهر رمضان ثلاث مرات : 

هل من سائل : فأعطيه سؤله ؟ هل من تائب فأتوب عليه ؟ هل من مستغفر فأغفر له ؟ 

من يقرض الملء غير المعدم الوفي غير الظالم ؟

قال : وإن الله تعالى في آخر كل يوم من شهر رمضان عند الإفطار ألف ألف عتيق من النار، فإذا كانت ليلة الجمعة ويوم الجمعة أعتق في كل ساعة منها ألف  ألف عتيق من النار ، وكلهم قد استوجب العذاب ، فإذا كان في آخر شهر رمضان  أعتق الله في ذلك اليوم بعدد ما أعتق من أول الشهر إلى آخره . 

فإذا كانت ليلة القدر : أمر الله عز وجل جبرائيل فهبط في كتيبة من الملائكة  إلى الأرض ومعه لواء أخضر ، فيركز اللواء على ظهر الكعبة ، وله ستمائة جناح منها جناحان لا ينشرهما إلا في ليلة القدر ، فينشرهما تلك الليلة فيجاوزان المشرق والمغرب ، ويبث جبرائيل الملائكة في هذه الليلة فيسلمون على كل قائم وقاعد مصل وذاكر ، ويصافحونهم ، ويؤمنون على دعائهم ، حتى يطلع الفجر .

فإذا طلع الفجر نادى جبرائيل : يا معشر الملائكة الرحيل الرحيل .

فيقولون يا جبرائيل : فما صنع الله تعالى في حوائج المؤمنين من أمة محمد صلى الله عليه وآله ؟

 فيقول : إن  الله تعالى نظر إليهم في هذه الليلة ، فعفا عنهم وغفر لهم ، إلا أربعة .

قال : فقال رسول الله صلى الله عليه وآله :

وهؤلاء الأربعة : مدمن الخمر ، والعاق لوالديه ، والقاطع الرحم ، والمشاحن . 

فإذا كانت ليلة الفطر : وهي تسمى ليلة الجوائز أعطى الله تعالى العاملين أجرهم بغير حساب.

 فإذا كانت غداة يوم الفطر : بعث الله الملائكة في كل البلاد فيهبطون إلى الأرض ، ويقفون على أفواه السكك ، فيقولون : يا أمة محمد صلى الله عليه وآله ، اخرجوا إلى رب كريم ، يعطي الجزيل ويغفر العظيم .

 فإذا برزوا إلى مصلاهم : قال الله عز وجل للملائكة : ملائكتي ما جزاء الأجير إذا عمل عمله ؟

قال : فيقول الملائكة : إلهنا وسيدنا جزاه أن توفي أجره .

قال : فيقول الله عز وجل : فإني أشهدكم  ملائكتي أني قد جعلت ثوابهم من صيام شهر رمضان وقيامهم فيه رضاي  ومغفرتي . 

ويقول : يا عبادي سلوني فوعزتي وجلالي لا تسألوني اليوم في جمعكم لآخرتكم ودنياكم إلا أعطيتكم ، وعزتي لأسترن عليكم عوراتكم ما راقبتموني ، وزتي لاجيرنكم ولا أفضحكم بين يدي أصحاب الحدود ، انصرفوا مغفورا لكم  قد أرضيتموني ورضيت عنكم . 

قال : فتفرح الملائكة وتستبشر ، ويهنئ بعضها بعضا بما  يعطى هذه الأمة إذا أفطروا .

 أمالي المفيد ص 144 .

 

 


 

 

خطب النبي في فضل شهر رمضان

يا طيب : للنبي الأكرم وللأئمة أحاديث وخطب في فضل شهر رمضان منها أحاديث بيانها مختصر مما عرفت وما سيأتي ، ومنها أحاديث تحكي عن خطب طويلة ، نذكرها هنا :

 

خطبة النبي في ثواب صوم شهر رمضان :

وعن سعيد بن جبير قال : سألت ابن عباس : ما لمن صام شهر رمضان وعرف حقه ؟

 قال : تهيأ يا ابن جبير حتى أحدثك  بما لم تسمع أذناك ، ولم يمر على قلبك ، وفرغ نفسك لما سألتني عنه ، فما أردته فهو علم الأولين والآخرين . 

قال سعيد بن جبير : فخرجت من عنده ، فتهيأت له من الغد ، فبكرت إليه مع طلوع الفجر ، فصليت الفجر .

ثم ذكرت الحديث فحول وجهه إلي فقال :

اسمع مني ما أقول : سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول :

لو علمتم مالكم : في رمضان لزدتم لله تبارك وتعالى شكرا . 

إذا كان أول ليلة منه : غفر الله عز وجل لأمتي الذنوب كلها سرها وعلانيتها ، ورفع لكم ألفي ألف درجة ، وبنى لكم خمسين مدينة . 

وكتب الله عز وجل لكم يوم الثاني : بكل خطوة تخطونها في ذلك اليوم عبادة سنة ، وثواب نبي ، وكتب لكم صوم سنة . 

وأعطاكم الله عز وجل يوم الثالث : بكل شعرة على أبدانكم قبة في الفردوس من دره بيضاء ، في أعلاها أثنى عشر ألف بيت من النور ، وفي أسفلها أثنى عشر ألف بيت في كل بيت ألف سرير ، على كل سرير حوراء يدخل عليكم كل يوم ألف ملك مع كل ملك هدية. 

وأعطاكم الله عز وجل يوم الرابع : في جنة الخلد سبعين ألف قصر في كل قصر سبعون ألف بيت في كل بيت خمسون ألف سرير ، على كل سرير حوراء بين يدي كل حوراء ألف وصيفة خمار إحداهن خير من الدنيا وما فيها . 

وأعطاكم الله يوم الخامس : في جنة المأوى ألف ألف مدينة ، في كل مدينة سبعون ألف بيت ، وفي كل بيت سبعون ألف مائدة ، على كل مائدة سبعون ألف قصعة ، في كل قصعة ستون ألف لون من الطعام ، لا يشبه بعضها بعضا . 

وأعطاكم الله عز وجل يوم السادس : في دار السلام مائة ألف مدينة في كل مدينة مائة ألف دار ، في كل دار مائة ألف بيت ، في كل بيت مائة ألف سرير من ذهب ، طول كل سرير ألف ذراع ، على كل سرير زوجة من الحور العين عليها ثلاثون ألف ذوابة منسوجة بالدر والياقوت ، تحمل كل ذوابة مائة جارية . 

وأعطاكم الله عز وجل يوم السابع : في جنة النعيم ثواب أربعين ألف شهيد وأربعين ألف صديق . 

وأعطاكم الله عز وجل يوم الثامن : عمل ستين ألف عابد ، وستين ألف زاهد .

وأعطاكم الله عز وجل يوم التاسع : ما يعطي ألف عالم وألف معتكف و ألف مرابط . 

وأعطاكم الله عز وجل يوم العاشر : قضاء سبعين ألف حاجة ، ويستغفر لكم الشمس والقمر والنجوم والدواب والطير والسباع وكل حجر ومدر ، وكل رطب ويابس ، والحيتان في البحار ، والأوراق في الأشجار . 

وكتب الله عز وجل لكم يوم أحد عشر : ثواب أربع حجات وعمرات كل حجة مع نبي من الأنبياء ، وكل عمرة مع صديق أو شهيد . 

وجعل الله عز وجل لكم يوم اثني عشر : أن يبدل الله سيئاتكم حسنات ، و يجعل حسناتكم أضعافا ، ويكتب لكم بكل حسنة ألف ألف حسنة ، وكتب الله عز وجل لكم يوم ثلاثة عشر : مثل عبادة أهل مكة والمدينة ، و أعطاكم الله بكل حجر ومدر ما بين مكة والمدينة شفاعة . 

ويوم أربعة عشر : فكأنما لقيتم آدم ونوحا وبعدهما إبراهيم وموسى و بعده داود وسليمان ، وكأنما عبدتم الله عز وجل مع كل نبي مائتي سنة . 

وقضى لكم عز وجل يوم خمسة عشر : حوائج من حوائج الدنيا والآخرة ، وأعطاكم الله ما يعطى أيوب ، واستغفر لكم حملة العرش ، وأعطاكم الله عز وجل  يوم القيامة أربعين نورا : عشرة عن يمينكم ، وعشرة عن يساركم ، وعشرة أمامكم  ، وعشرة خلفكم . 

وأعطاكم الله عز وجل يوم ستة عشر : إذا خرجتم من القبر ستين حلة تلبسونها وناقة تركبونها ، وبعث الله إليكم غمامة تظلكم من حر ذلك اليوم . 

ويوم سبعة عشر يقول الله عز وجل : إني قد غفرت لهم ولآبائهم ، ورفعت عنهم  شدائد يوم القيامة . 

وإذا كان يوم ثمانية عشر : أمر الله تبارك وتعالى جبرائيل وميكائيل وإسرافيل  وحملة العرش والكروبيين أن يستغفروا لأمة محمد صلى الله عليه وآله إلى السنة القابلة ، وأعطاكم  الله عز وجل ويوم القيامة ثواب البدريين . 

فإذا كان يوم التاسع عشر : لم يبق ملك في السماوات والأرض إلا استأذنوا ربهم  في زيارة قبوركم كل يوم ، ومع كل ملك هدية وشراب . 

فإذا تم لكم عشرون يوما : بعث الله عز وجل إليكم سبعين ألف ملك يحفظونكم من كل شيطان رجيم ، وكتب الله لكم بكل يوم صمتم صوم مائة سنة ، وجعل بينكم وبين النار خندقا ، وأعطاكم ثواب من قرء التوراة والإنجيل والزبور والفرقان ، وكتب الله عز وجل لكم بكل ريشة على جبرائيل عبادة سنة ، وأعطاكم ثواب تسبيح  العرش والكرسي ، وزوجكم بكل آية في القرآن ألف حوراء . 

ويوم أحد وعشرين : يوسع الله عليكم القبر ألف فرسخ ، ويرفع عنكم الظلمة والوحشة ، ويجعل قبوركم كقبور الشهداء ، ويجعل وجوهكم كوجه يوسف ابن يعقوب عليهما السلام . 

ويوم اثنين وعشرين : يبعث الله عز وجل إليكم ملك الموت كما يبعث إلى الأنبياء عليهم السلام ، يدفع عنكم هول منكر ونكير ، ويدفع  عنكم هم الدنيا وعذاب الآخرة . 

ويوم ثلاثة وعشرين : تمرون على الصراط مع النبيين والصديقين والشهداء  وكأنما أشبعتم كل يتيم من أمتي ، وكسوتم كل عريان من أمتي . 

ويوم أربعة وعشرين : لا تخرجون من الدنيا حتى يرى كل واحد منكم مكانه من الجنة ، ويعطى كل واحد ثواب ألف مريض وألف غريب خرجوا في طاعة الله عز وجل ، وأعطاكم ثواب عتق ألف رقبة من ولد إسماعيل . 

ويوم خمسة وعشرين : بنى الله عز وجل لكم تحت العرش ألف قبة خضراء على رأس كل قبة خيمة من نور ، يقول الله تبارك وتعالى : يا أمة أحمد أنا ربكم و أنتم عبيدي وإمائي ، استظلوا بظل عرشي في هذه القباب ، وكلوا واشربوا هنيئا فلا خوف عليكم ولا أنتم تحزنون ، يا أمة محمد : وعزتي وجلالي لا بعثتكم إلى الجنة  يتعجب منكم الأولون والآخرون ، ولأتوجن كل واحد بألف تاج من نور ، ولأُركبن كل واحد منكم على ناقة خلقت من نور ، زمامها من نور وفي ذلك  الزمام ألف حلقة من ذهب ، في كل حلقة ملك قائم عليها من الملائكة ، بيد كل ملك عمود من نور حتى يدخل الجنة بغير حساب . 

وإذا كان يوم ستة وعشرين : ينظر الله إليكم بالرحمة ، فيغفر الله لكم الذنوب كلها إلا الدماء والأموال ، وقدس بيتكم كل يوم سبعين مرة من الغيبة والكذب  والبهتان . 

ويوم سبعة وعشرين : فكأنما نصرتم كل مؤمن ومؤمنة ، وكسوتم سبعين ألف عاري ،  وخدمتم ألف مرابط ، وكأنما قرأتم كل كتاب أنزله الله عز وجل  على أنبيائه . 

ويوم ثمانية وعشرين : جعل الله لكم في جنة الخلد مائة ألف مدينة من نور  وأعطاكم الله عز وجل في جنة المأوى مائة ألف قصر من فضة ، وأعطاكم الله عز  وجل في جنة الفردوس مائة ألف مدينة ، في كل مدينة ألف حجرة ، وأعطاكم الله  عز وجل في جنة الجلال مائة ألف منبر من مسك ، في جوف كل منبر ألف بيت من زعفران ، في كل بيت ألف سرير من در وياقوت على كل سرير زوجة من الحور العين . 

فإذا كان يوم تسعة وعشرين : أعطاكم الله عز وجل ألف ألف محلة ، في جوف كل محلة قبة بيضاء في كل قبة سرير من كافور أبيض ، على ذلك السرير ألف فراش من السندس الأخضر ، فوق كل فراش حوراء عليها سبعون ألف حلة ، وعلى رأسها ثمانون ألف ذوابة ، كل ذوابة مكللة بالدر والياقوت . 

فإذا تم ثلاثون يوما : كتب الله عز وجل لكم بكل يوم مر عليكم ثواب  ألف شهيد ، وألف صديق ، وكتب الله عز وجل لكم عبادة خمسين سنة ، وكتب الله عز وجل لكم بكل يوم صوم ألفي يوم ، ورفع لكم بعدد ما أنبت النيل درجات ، وكتب عز وجل لكم براءة من النار ، وجوازا على الصراط ، وأمانا من العذاب . 

وللجنة باب يقال له : الريان لا يفتح ذلك إلى يوم القيامة ثم يفتح للصائمين والصائمات من أمة محمد صلى الله عليه وآله .

ثم ينادي رضوان خازن الجنة : يا أمة محمد ، هلموا  إلى الريان ، فيدخل أمتي في ذلك الباب إلى الجنة .

فمن : لم يغفر له في رمضان ففي أي شهر يغفر له ؟

ولا حول ولا قوة إلا بالله ، حسبنا الله ونعم الوكيل .

 أمالي الصدوق ص 29 – 32، وثواب الأعمال ص97 حديث 12، بحار الأنوار ج89 ص350 .

 

 


 

 

 

خطبة أقبل إليكم شهر الله :

عن الإمام أبي الحسن الرضا علي بن موسى ، عن أبيه ، عن  آبائه ، عن أمير المؤمنين عليهم السلام قال : إن رسول الله صلى الله عليه وآله خطبنا ذات يوم فقال : 

أيها الناس : إنه قد أقبل إليكم شهر الله بالبركة والرحمة والمغفرة ، شهر هو عند الله أفضل الشهور ، وأيامه أفضل الأيام ، ولياليه أفضل الليالي ، وساعاته أفضل  الساعات ، هو شهر دعيتم فيه إلى ضيافة الله ، وجعلتم فيه من أهل كرامة الله .

أنفاسكم : فيه تسبيح ، ونومكم فيه عبادة ، وعملكم فيه مقبول ، ودعاؤكم فيه مستجاب . 

فسلوا الله ربكم : بنيات صادقة ، وقلوب طاهرة ، أن يوفقكم لصيامه ، وتلاوة كتابه .

 فان الشقي : من حرم غفران الله في هذا الشهر العظيم .

وإذكروا : بجوعكم و عطشكم فيه ، جوع يوم القيامة وعطشه ، وتصدقوا على فقرائكم ومساكينكم و وقروا كباركم ، وارحموا صغاركم ، وصلوا أرحامكم ، واحفظوا ألسنتكم ، وغضوا عما لا يحل النظر إليه أبصاركم ، وعما لا يحل الاستماع إليه أسماعكم ، وتحننوا على أيتام الناس يتحنن على أيتامكم .

وتوبوا : إلى الله من ذنوبكم ، وارفعوا إليه أيديكم بالدعاء في أوقات صلواتكم ، فإنها أفضل الساعات  ينظر الله عز وجل فيها بالرحمة إلى عباده ، يجيبهم إذا ناجوه ، ويلبيهم إذا نادوه  ويستجيب لهم إذا دعوه . 

أيها الناس : إن أنفسكم مرهونة بأعمالكم  ففكوها باستغفاركم ، وظهوركم ثقيلة من أوزاركم  فخففوا عنها بطول سجودكم ، واعلموا أن الله تعالى ذكره أقسم بعزته أن لا يعذب المصلين والساجدين ، وأن لا يروعهم بالنار يوم يقوم الناس لرب العالمين . 

أيها الناس : من فطر منكم صائما مؤمنا في هذا الشهر ، كان له بذلك عند الله  عتق رقبة ، ومغفرة لما مضى من ذنوبه .

 قيل : يا رسول الله ، وليس كلنا يقدر على ذلك ؟

 فقال عليه السلام : اتقوا النار ولو بشق تمرة ، اتقوا النار ، ولو بشربة من ماء . 

أيها الناس : من حسن منكم في هذا الشهر خلقه ، كان له جوازا على الصراط يوم تزل فيه الأقدام ، ومن خفف في هذا الشهر عما ملكت يمينه ، خفف الله عليه حسابه ، ومن كف فيه شره كف الله عنه غضبه يوم يلقاه ، ومن أكرم فيه يتيما أكرمه الله يوم يلقاه ، ومن وصل فيه رحمه وصله الله برحمته يوم يلقاه ، ومن قطع فيه رحمه قطع الله عنه رحمته يوم يلقاه .

 ومن تطوع فيه : بصلاة كتب الله له براءة من النار ، ومن أدى فيه فرضا كان له ثواب من أدى سبعين فريضة فيما سواه من الشهور ، ومن أكثر فيه من الصلاة عليَّ ثقل الله ميزانه يوم تخف الموازين ، ومن تلا فيه آية من القرآن كان له مثل أجر من ختم القرآن في غيره من الشهور . 

أيها الناس : إن أبواب الجنان في هذا الشهر مفتحة ، فسلوا ربكم أن لا يغلقها عليكم ، وأبواب النيران مغلقة فسلوا ربكم أن لا يفتحها عليكم ، والشياطين  مغلولة فسلوا ربكم أن لا يسلطها عليكم . 

قال أمير المؤمنين عليه السلام : فقمت فقلت : يا رسول الله ! ما أفضل الأعمال في هذا الشهر ؟

فقال يا أبا الحسن : أفضل الأعمال في هذا الشهر ، الورع عن محارم الله عز وجل .

ثم بكى .

 فقلت يا رسول الله  :  ما يبكيك ؟

فقال يا علي :  أبكي لما يستحل منك في هذا الشهر ، كأني بك وأنت تصلي لربك ، وقد انبعث أشقى الأولين شقيق عاقر ناقة ثمود ، فضربك ضربة على قرنك فخضب منها لحيتك . 

قال أمير المؤمنين عليه السلام : فقلت يا رسول الله ، وذلك في سلامة من ديني ؟ 

فقال عليه السلام : في سلامة من دينك .

ثم قال : يا علي ، من قتلك فقد قتلني ، ومن أبغضك فقد أبغضني ، ومن سبك فقد سبني ؛ لأنك مني كنفسي ، روحك من روحي ، و طينتك من طينتي ، إن الله تبارك وتعالى خلقني وإياك واصطفاني وإياك ، و اختارني للنبوة ، واختارك للإمامة ، ومن أنكر إمامتك فقد أنكر نبوتي .

يا على : أنت وصيي ، وأبو ولدي ، وزوج ابنتي ، وخليفتي على أمتي في حياتي وبعد موتي : أمرك أمري ، ونهيك نهيي ، اقسم بالذي بعثني بالنبوة ، وجعلني خير البرية ، إنك لحجة الله على خلقه ، وأمينه على سره ، وخليفته على عباده .

عيون الأخبار ج 1 ص 295 – 297، أمالي الصدوق ص 57 و 58، كتاب فضائل الأشهر الثلاثة .

 

 

 

 


 

 

 

 

خطبة شهر فرض الله صيامه :

عن أبي جعفر الإمام الباقر عليه السلام قال : خطب رسول الله صلى الله عليه وآله الناس في آخر جمعة من شعبان فحمد الله وأثنى عليه ثم قال :

 أيها الناس : إنه قد أظلكم شهر فيه ليلة خير من ألف شهر ، وهو شهر رمضان ، فرض الله صيامه .

 وجعل : قيام ليلة فيه بتطوع صلاة كمن تطوع بصلاة سبعين فيما سواه من الشهور ، وجعل لمن تطوع فيه بخصلة من خصال الخير والبر كأجر من أدى فريضة من فرائض الله ، ومن أدى فيه فريضة من فرائض الله كان كمن أدى سبعين فريضة فيما سواه  من الشهور . 

وهو شهر الصبر : وإن الصبر ثوابه الجنة ،  وهو شهر المواساة ، وهو  شهر يزيد الله فيه في رزق المؤمن ، ومن فطر فيه مؤمنا صائما   كان له بذلك عند الله عز وجل عتق رقبة ، ومغفرة لذنوبه فيما مضى . 

فقيل له : يا رسول الله ، ليس كلنا يقدر على أن يفطر صائما ؟

 فقال : إن الله تبارك  وتعالى كريم يعطي هذا الثواب منكم من لم يقدر ، إلا على مذقة من لبن ففطر بها صائما ، أو شربة من ماء عذب ، أو تميرات لا يقدر على أكثر من ذلك ، ومن خفف فيه عن  مملوكة خفف الله عنه حسابه . 

وهو شهر : أوله رحمة  ، وأوسطه مغفرة ، وآخره إجابة والعتق من النار ولا غنى بكم فيه عن أربع خصال :  خصلتين : ترضون الله بهما ، وخصلتين لا غنى بكم عنهما :

 أما اللتان ترضون الله بهما : فشهادة أن لا إله إلا الله ، وأني رسول الله .

و  أما اللتان لا غنى بكم عنهما : فتسألون الله حوائجكم وتسألون الله فيه العافية ، تتعوذون به من النار . 

أمالي الصدوق : 26 . بحار الأنوار ج89ص 359 ، كتاب فضائل الأشهر الثلاثة مثله ، الخصال ج 1 ص 124، ثواب الأعمال ص 60 2 ، في التهذيب ج 1 ص 262.


 

 

وجوب صوم شهر رمضان

 

يا طيب : من الواجبات الأساسية الصيام وهو أحد فروع الدين العشرة ، ويعد بعد الصلاة والزكاة ، وأنه فريضة على كل مسلم بالغ لم يكن مريض أو مسافر ، وله أداب شروط كثيرة منها ما عرفت وتجد تفصيل أحكامه في الرسائل العملية للمراجع فراجع تفاصيل مسائلة وتعلمها لتستطيع لتفي بحقه بوجه صحيح ، وراعي أحاكمه وآدابه ليتم لك ثوابه الجزيل وما عرفت منه في المواضيع السابقة ، كانت فيها أحاديث تدل على وجوبه وأساسها:

 

ما قال الله تعالى :

{ يَا أَيُّهَا  الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ

كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (183) أَيَّامًا  مَّعْدُودَاتٍ

فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا  أَوْ عَلَى سَفَرٍ  فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ

وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ  فَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ

وَأَن تَصُومُواْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ (184)

شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ  فِيهِ الْقُرْآنُ

هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ

فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ

وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى  سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ

يُرِيدُ اللّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ

وَلِتُكْمِلُواْ الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْ اللّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (185)

وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ

فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ (186)

أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَآئِكُمْ هُنَّ لِبَاسٌ لَّكُمْ وَأَنتُمْ لِبَاسٌ لَّهُنَّ عَلِمَ اللّهُ أَنَّكُمْ كُنتُمْ تَخْتانُونَ  أَنفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنكُمْ فَالآنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُواْ مَا كَتَبَ اللّهُ لَكُمْ

وَكُلُواْ وَاشْرَبُواْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ  الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ

 ثُمَّ أَتِمُّواْ الصِّيَامَ إِلَى الَّليْلِ وَلاَ تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنتُمْ عَاكِفُونَ فِي  الْمَسَاجِدِ

تِلْكَ حُدُودُ اللّهِ فَلاَ تَقْرَبُوهَا

كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ (187) } البقرة .

 

وعن جعفر بن محمد صلوات الله عليه أنه قال :

صوم  : شهر رمضان فرض في كل عام ، وأدنى ما يتم به فرض صومه العزيمة من قلب المؤمن  على صومه بنية صادقة ، وترك الآكل والشرب والنكاح في نهاره كله ، وأن يحفظ في صومه جميع جوارحه كلها من محارم الله ربه ، متقربا بذلك كله إليه ، فإذا فعل ذلك كان مؤديا لفرضه . 

دعائم الإسلام

والصوم : كما في الرسائل العملية : هو الإمساك عما يأتي من المفطرات بقصد القربة ، وينقسم إلى الواجب والمندوب والحرام والمكروه ، والواجب منه ثمانية : صوم شهر رمضان ، وصوم القضاء ، وصوم الكفارة على كثرتها ، وصوم بدل الهدي في الحج ، وصوم النذر والعهد واليمين ، وصوم الإجارة ونحوها كالمشروط في ضمن العقد ، وصوم الثالث من أيام الاعتكاف ، وصوم الولد الأكبر عن أحد أبويه ، ووجوبه في شهر رمضان من ضروريات الدين ، وله شروط وحدود مذكروه في الرسائل العملية للمراجع فراجع من تقلده .

 

 

 

 

 

 

 


 

 

آداب الصائم :

يا طيب : آداب الصوم ومستحباته تشمل مطلق الصوم المستحب والواجب وسواء صيام شهر رمضان أو غيره ، فتدبر وتحلى بها :

عن عمر بن يزيد قال : سمعت أبا عبد الله الصادق عليه السلام يقول : 

إذا أحسن المؤمن : عمله ، ضاعف الله عمله لكل حسنة سبعمائة ، وذلك قول الله تبارك وتعالى : { وَاللّهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاء وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (261) } البقرة .

فأحسنوا : أعمالكم التي تعملونها لثواب الله  .

فقلت له : وما الإحسان ؟

قال : فقال : إذا صليت فأحسن ركوعك وسجودك .

 وإذا  صمت : فتوق كل ما فيه فساد صومك .

وإذا حججت : فتوق ما يحرم عليك في حجك  وعمرتك .

 قال : وكل عمل تعمله ، فليكن نقيا من الدنس .

 المحاسن ص254.

 

عن المدائني : عن الإمام أبي عبد الله الصادق عليه السلام قال :

إن الصيام : ليس من الطعام و الشراب وحده .

ثم قال عليه السلام : قالت مريم : { إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْمًا فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنسِيًّا  (26) } مريم ، أي صوما صمتا .

فإذا صمتم : فاحفظوا ألسنتكم ، وغضوا أبصاركم ، ولا تنازعوا ، و لا تحاسدوا .

قال : و سمع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم امرأة ، تسب جارية لها ، وهي صائمة .

فدعا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : بطعام ، فقال لها : كلي .

فقالت : إني صائمة .

فقال : كيف تكونين صائمة ، و قد سببت جاريتك .

إن الصوم : ليس من الطعام و الشراب .

قال و قال أبو عبد الله عليه السلام :

إذا صمت : فليصم سمعك و بصرك من الحرام والقبيح، ودع المراء ، و أذى الخادم .

و ليكن : عليك وقار الصيام ، و لا تجعل يوم صومك كيوم فطرك .

الكافي ج4ص88ح3 .

 

 وعن جابر : عن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين عليه السلام قال : رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لجابر بن عبد الله :

يا جابر : هذا شهر رمضان :

من صام : نهاره ، و قام وردا من ليله ، و عف بطنه و فرجه ، و كف لسانه .

خرج : من ذنوبه كخروجه من الشهر .

فقال جابر : يا رسول الله ما أحسن هذا الحديث .

فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : يا جابر ، و ما أشد هذه الشروط .

الكافي ج4ص88ح2 .

 

قال رسول الله صلى الله عليه وآله : ما من عبد يصبح صائما ، فيشتم .

فيقول : إني صائم سلام عليك .

 إلا قال الرب تبارك وتعالى :

استجار : عبدي بالصوم من عبدي ، أجيروه من ناري وأدخلوه جنتي .

ثواب الأعمال ص 47 أمالي الصدوق ص 349 .

وقال رسول لله صلى الله عليه وآله :

 الصائم : في عبادة الله ، وإن كان نائما على فراشه ، ما لم يغتب مسلما .

ثواب الأعمال ص 46  أمالي الصدوق ص 329ح 3 . الاختصاص : 234 . 

 

و قال رسول الله صلى الله عليه وآله :

ما من صائم : يحضر قوما يطعمون ، إلا سبحت أعضاؤه ، وكانت صلاة الملائكة عليه ، وكانت صلاتهم له استغفارا .

أمالي الصدوق ص 305 ، ثواب الأعمال ص 48.

 

و قال رسول الله صلى الله عليه وآله : إن الله عز وجل :

كره لي : ست خصال ، وكرهتهن للأوصياء من ولدي ، وأتباعهم من بعدي :

 العبث : في الصلاة ، والرفث في الصوم ، والمن بعد الصدقة ، وإتيان المساجد جنبا ، والتطلع في الدور ، والضحك بين القبور .

 الخصال ج 1 ص 159 ، أمالي الصدوق ص 38 . ومثله في المحاسن ص 10.

 

وجاء رجل إلى أمير المؤمنين عليه السلام فقال : اقبل وأنا صائم ؟

فقال : أعف صومك ، فان بدو القتال اللطام .

علل الشرائع ج 2 ص 74. 

 

وعن الحسن بن صدقة قال : قال الإمام الكاظم أبو الحسن الأول عليه السلام : 

قيلوا : فان الله يطعم الصائم ويسقيه في منامه .

ثواب الأعمال ص 47.

 

عن الصادق عليه السلام  قال :

من تطيب : بطيب أول النهار وهو صائم ، لم يفقد عقله .

ثواب الأعمال ص 48.

 

قال علي بن أبي طالب عليه السلام : 

ثلاثة : لا يعرضن أحدكم نفسه عليهن ، وهو صائم :

 الحجامة : والحمام ، والمرأة الحسناء.

صحيفة الرضا عليه السلام 13 .

 

وعن سيدة النساء فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وآله أنها قالت :

ما  يصنع : الصائم بصيامه إذا لم يصن لسانه وسمعه وبصره وجوارحه. 

دعائم الإسلام ص 268 .

 

وعن جعفر بن محمد عليه السلام أنه قال :

 لا صيام : لمن عصى لإمام ، ولا صيام لعبد آبق حتى يرجع ، ولا صيام لامرأة ناشزة حتى تتوب ، ولا صيام لولد عاق حتى يبر .

دعائم الإسلام ص 268 .

 

قال أبو عبد الله عليه السلام :

  إذا أصبحت صائما : فليصم سمعك وبصرك من الحرام ، وجارحتك وجميع أعضائك  من القبيح ، ودع عنك الهذي وأذى الخادم .

 وليكن عليك : وقار الصيام .

 والزم ما استطعت : من الصمت والسكوت إلا عن ذكر الله ، ولا تعجل يوم صومك كيوم  فطرك ، وإياك والمباشرة والقبل والقهقهة بالضحك ، فان الله مقت ذلك . 

وسائل الشيعة ج10ص165ب11ح12ـ13131.

قال أمير المؤمنين عليه السلام :

كم من صائم : ليس له من صيامه إلا الظمأ ، وكم من قائم ليس له من قيامه إلا العناء ، حبذا نوم الأكياس وإفطارهم .

نهج البلاغة رقم 145 الحكم.

 

وعن الإمام الصادق أبي عبد الله عليه السلام قال :

إن الصيام : ليس من الطعام والشراب وحده ، إنما للصوم شرط يحتاج أن يحفظ حتى يتم الصوم ، وهو صمت الداخل ، أما تسمع ما قالت مريم بنت عمران : { إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْمًا فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنسِيًّا  (26) } مريم ، يعني صمتا . 

فإذا صمتم : فاحفظوا ألسنتكم عن الكذب ، وغضوا أبصاركم ، ولا تنازعوا ، ولا  تحاسدوا ، ولا تغتابوا ، ولا تماروا ، وتكذبوا ، ولا تباشروا ، ولا تخالفوا ، ولا تغاضبوا ، ولا تسابوا ، ولا تشاتموا ، ولا تنابزوا ، ولا تجادلوا ، ولا  تبادوا ، ولا تظلموا ، ولا تسافهوا،  ولا تضاجروا ، ولا تغفلوا عن ذكر الله وعن الصلاة . 

وألزموا : الصمت والسكوت ، والحلم والصبر ، والصدق . ومجانبة أهل الشر .

واجتنبوا : قول الزور ، والكذب ، والفري ، والخصومة ، وظن السوء، والغيبة، والنميمة . 

وكونوا : مشرفين على الآخرة ، منتظرين لأيامكم ، منتظرين لما وعدكم الله ، متزودين للقاء الله ، وعليكم السكينة والوقار ، والخشوع والخضوع ، وذل العبيد الخائف من مولاه .

خيرين : خائفين راجين ، مرعوبين مرهوبين ، راغبين راهبين ، قد طهرت القلب من العيوب ، وتقد ست سرائر كم من الخبث ، ونظفت الجسم من القاذورات .

 وتبرأت : إلى الله من عداه ، وواليت الله في صومك بالصمت من جميع الجهات ، مما قد نهاك الله عنه في السر والعلانية ، وحشيت الله حق حشيته في سرك وعلانيتك ، و وهبت نفسك لله في أيام صومك وفرغت قلبك له ، ونصبت نفسك له فيما أمرك ودعاك إليه . 

فإذا فعلت : ذلك كله ، فأنت صائم لله بحقيقة صومه ، صانع له لما أمرك ، وكلما نقصت منها شيئا فيما بينت لك ، فقد نقص من صومك بمقدار ذلك .

وإن أبي عليه السلام قال :

سمع رسول الله صلى الله عليه وآله : امرأة تساب جارية لها وهي  صائمة .

فدعا"  رسول الله صلى الله عليه وآله بطعام .

فقال لها : كلي ! فقالت : أنا صائمة يا رسول الله ! 

فقال : كيف تكونين صائمة وقد سببت جاريتك ؟

إن الصوم : ليس من الطعام والشراب .

وإنما جعل الله : ذلك حجابا عن سواهما من الفواحش، من الفعل والقول يفطر الصائم . 

ما أقل : الصوام ، وأكثر الجواع  .

وسائل الشيعة ج10ص165ب11ح12ـ13132.


 

 

آثار الصوم وفوائده وعلله :

قال الإمام الصادق عليه السلام : قال رسول الله صلى الله عليه وآله :

الصوم : جنة .

 أي  ستر : من آفات الدنيا ، وحجاب من عذاب الآخرة ، فإذا صمت فانو بصومك كف  النفس من الشهوات ، وقطع الهمة عن خطوات الشيطان ، وأنزل نفسك منزلة  المرضى ، لا تشتهي طعاما ولا شرابا ، متوقعا في كل لحظة شفاك من مرض الذنوب ، وطهر باطنك من كل كدر ، وغفلة وظلمة تقطعك عن معنى الإخلاص لوجه  الله تعالى . 

قال رسول الله صلى الله عليه وآله : قال الله عز وجل :

 الصوم لي : وأنا أجزى به .

 فالصوم : بميت مراد النفس ، وشهوة الطبع الحيواني ، وفيه صفاء القلب ، وطهارة الجوارح ، وعمارة الظاهر والباطن ، الشكر على النعم ، والإحسان إلى الفقراء ، وزيادة  التضرع والخشوع والبكاء ، وحبل الالتجاء إلى الله ، وسبب انكسار الهمة ، و  تخفيف السيئات ، وتضعيف الحسنات ، وفيه من الفوائد مالا يحصى ، وكفى ما ذكرناه  منه لمن عقل ووفق لاستعماله .

 مصباح الشريعة : 15 و 16. 

وعن أبي عبد الله عليه السلام في قوله تعالى : {وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ (45) } البقرة .

قال : الصبر هو الصوم .

 تفسير العياشي ج 1 ص 4. 

 الإمام علي عليه السلام قال :

عليكم : بصيام شهر رمضان ، فإن صيامه جنة حصينة من النار .

 الخبر أمالي الطوسي ج 2 ص 136. 

 

في خطبة فاطمة صلوات الله عليها في أمر فدك :

 فرض الله : الصيام تثبيتا للإخلاص .

علل الشرائع ج 1 ص 236، الاحتجاج ص 62 .

 

وعن الإمام الحسن بن علي بن أبي طالب عليهم السلام قال :

جاء نفر من اليهود : إلى رسول الله صلى الله عليه وآله فسأله أعلمهم عن مسائل .

 فكان فيما سأله أن قال : لأي شيء  فرض الله عز وجل الصوم على أمتك بالنهار ثلاثين يوما ، وفرض على الأمم السالفة  أكثر من ذلك ؟

فقال النبي صلى الله عليه وآله : إن آدم لما أكل من الشجرة بقي في بطنه  ثلاثين يوما ، ففرض الله على ذريته ثلاثين يوما الجوع والعطش ، والذي يأكلونه تفضل من الله عز وجل عليهم ، وكذلك كان على آدم ، ففرض الله ذلك على أمتي .

ثم  تلا : رسول الله صلى الله عليه وآله ، هذه الآية :  { يَا أَيُّهَا  الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (183) أَيَّامًا  مَّعْدُودَاتٍ (184) } البقرة . 

قال اليهودي : صدقت يا محمد فما جزاء من صامها ؟

فقال النبي صلى الله عليه وآله : ما من مؤمن يصوم شهر رمضان احتسابا .

إلا أوجب الله له سبع خصال :

 أولها : يذوب  الحرام من جسده .

 والثانية : يقرب من رحمة الله.

والثالثة : يكون قد كفر خطيئة  أبيه آدم .

 والرابعة : يهون الله عليه سكرات الموت .

 والخامسة : أمان من الجوع  والعطش يوم القيامة .

والسادسة : يعطيه الله براءة من النار .

 والسابعة : يطعمه الله  من طيبات الجنة ، قال : صدقت يا محمد صلى الله عليه وآله .

علل الشرائع ج 2 ص 66 ، الخصال ج 2 ص 107 ، أمالي الصدوق ص 116. 

 

 في علل الفضل بن شاذان ، عن الرضا عليه السلام :

فإن قال : فلم أمروا بالصوم ؟

قيل : لكي يعرفوا ألم الجوع والعطش ، فيستدلوا على فقر الآخرة ، وليكون الصائم خاشعا ذليلا مستكينا مأجورا محتسبا ، عارفا صابرا لما  أصابه من الجوع والعطش ، فيستوجب الثواب ، مع ما فيه من الانكسار عن الشهوات ، وليكون ذلك واعظا لهم في العاجل ، ورائضا لهم على أداء ما كلفهم ، ودليلا في  الأجل ، وليعرفوا شدة مبلغ ذلك على أهل الفقر والمسكنة في الدنيا ، فيؤدوا إليهم ما افترض الله تعالى لهم في أموالهم . 

فان قال : فلم جعل الصوم في شهر رمضان خاصة دون سائر الشهور ؟

 قيل : لان شهر رمضان هو الشهر الذي أنزل الله تعالى فيه القرآن ، وفيه فرق بين  الحق والباطل ، كما قال الله تعالى : { شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ  فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ (185) } البقرة .

وفيه : نبئ محمد صلى الله عليه وآله.

 وفيه : ليلة القدر ، التي هي خير من ألف شهر ، وفيها يفرق كل أمر حكيم ، وهي  رأس السنة يقدر فيها ما يكون في السنة من خير أو شر أو مضرة أو منفعة أو رزق أو أجل ، ولذلك سميت ليلة القدر . 

فان قال : فلم أمروا بصوم شهر رمضان لا أقل من ذلك ولا أكثر ؟

 قيل : لأنه قوة العباد الذي يعم فيه القوي والضعيف ، وإنما أوجب الله تعالى الفرائض  على أغلب الأشياء وأعم القوى ، ثم رخص لأهل الضعف ورغب أهل القوة في  الفضل ، ولو كانوا يصلحون على أقل من ذلك لنقصهم ، ولو احتاجوا إلى أكثر  من ذلك لزادهم .

عيون الأخبار ج 2 ص 116 – 117.


 

 

تسمية شهر رمضان :

معنى شهر رمضان :

رمضان : الشهر التاسع في الأشهر العربية القمرية ، وقالوا : هو الشهر الأول من الأشهر القمرية وبه تبدأ السنة ، وقد وجب الصيام فيه على كل مستطيع بالغ من المسلمين والمسلمات ، وهو أن يمسك من أذن الصبح حتى أذان المغرب عن الطعام والشراب ، وأن لا يبطله بالمنافي للإمساك ، وفيه نزل القرآن الكريم ، وهو أفضل الشهور وأكرمها وسيدها ، وفيه ليلة سيدة الليالي وهي ليلة القدر وهي خير من ألف شهر ، وفيه ولد الإمام الحسن عليه السلام وأستشهد أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام .

و قد كان الصوم : معروفا عند الأمم السابقة، فقد عرف‏ الصوم‏ عند قدماء المصريين، و منهم انتقل إلى اليونان و الرومان و لا يزال الهنود الوثنيون يصومون إلى الآن، و فى التوراة مدح للصوم و الصائمين و ليس فيها ما يدل على أنه فرض، و ثبت أن موسى صام أربعين يوما، كما أنه ليس فى الإنجيل نص على فرضية الصوم، بل فيه مدحه و عده عبادة. و أشهر صيام النصارى و أقدمه الصوم الكبير الذى قبل عيد الفصح، و هو الذي صامه موسى و كان يصومه عيسى و الحواريون، و قد وضع رؤساء الكنيسة ضروبا أخرى من الصيام تختلف فيها المذاهب و الطوائف .

تفسير القرآن الكريم ج1ص267 .

 

و شهر رمضانَ‏ : مأْخوذ من‏ رَمِضَ‏ الصائم‏ يَرْمَضُ‏ إِذا حَرّ جوْفُه من شدّة العطش ، وقيل : لما نقلوا أَسماء الشهور عن‏ اللغة القديمة سموها بالأَزمنة التي هي فيها ، فوافَقَ‏ رمضانُ‏ أَيامَ‏ رَمَضِ‏ الحرّ و شدّته فسمّي به .

وقال اللّه عزّ و جلّ : { شَهْرُ رَمَضانَ‏ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ‏ } .

وفي المدارك قال : و اختلف في رمضان فقيل : إنه اسم من أسماء الله تعالى و على هذا المعنى شهر رمضان شهر الله و قد ورد ذلك في عدة اخبار. و قيل: إنه علم للشهر كرجب و شعبان و منع الصرف للعلمية و الالف والنون.

في المدارك ص 263 .

وفي اللغة واشتقاق رمضان :

رَمَض : اسم مصدر رَمضَ ،  رَمَضُ  القَيْظِ شِدَّةُ الحَرِّ وَوَقْعُ الشَّمْسِ على الرَّمْلِ والحِجارَةِ ، الرَّمَضُ : المَطَر يأتي قُبُلَ الخريف فيجد الأرضَ حارَّةُ محترقة ، رَمِض: فاعل من  رَمِضَ ، رَمِضَ: فعل رمِضَ يَرمَض  رَمَضًا فهو رَمِض والمفعول مرموض له ،  رَمِض  الشَّخصُ : مشى على الرَّمضاء وهي الحجارة المُحمَّاة ،

رمِض  النَّهارُ اشتدَّ حَرُّه ، رمِضت قدَمُه احترقت من الرَّمضاء أي شِدَّة الحرِّ ، رمِض  للأمر احترق له غيظًا ، رمِضت الأرضُ : اشتدَّ وقع الشَّمس عليها ، رَمِضَتِ  الغَنَمُ : قَرِحَتْ أَكْبادُها مِنْ شِدَّةِ الحَرِّ أَثْناءَ رَعْيِها ، رَمِضَتِ  عَيْنُهُ حَمِيَتْ حَتَّى كادَتْ تَحْتَرِقُ.

 

 رَمِضَ  الصَّائِمُ : حَرَّ جَوْفُهُ مِنْ شِدَّةِ العَطَشِ ، رَمَّضَ  الصَّومَ : نواهُ ، رمَّض  المسلمُ : صام رمضان،

وشهر رَمَضَانَ : جمعه رَمَضاناتٌ و أرْمِضاءُ بوزن أصفياء ، قيل إنهم لما نقلوا أسماء الشهور عن اللغة القديمة سموها بالأزمنة التي وقعت فيها فوافق هذا الشهر أيام  رمض  الحر فسمي بذلك

 

اسم شهر رمضان شرعا :

طيب : تنوعت أراء الفقهاء في جواز ذكر لفظ رمضان مطلقا بدون شهر وإباحته أم أنه يجب أو يستحب أن يضاف قبله اسم شهر ، أو يحرم أو يكره الاطلاق بدون إضافته ، وجاءت روايات كثيرة تذكر رمضان مطلقا بدون اضافته ولم تقييده بشهر ، كما جاءت روايات تمنع من هذا الإطلاق ، الظاهر لكرامته على الله ولأنه قرن بالقران فقال تعالى شهر رمضان ، ولم ذكره مطلقا و للروايات المؤكدة لضرورة الإضافة فالأفضل والمستحب أن يقال شهر رمضان ، وإن اطلق بدون إضافة فجائز ومباح إن لم يوجب استخفاف بشهر الطاعة والعبودية والذكر والدعاء ، وإلا يكره أو يحرم ، وكلا يجب أن يرجع لمرجع تقليده لمعرفة حق المسألة ، وأما الروايات الذاكرة له مطلقا عرفت بعضها في الأحاديث السابقة ، وستأتي أخرى وأما المانعة فهي :

عن  هشام بن  سالم ، عن سعد ، عن أبي جعفر عليه السلام قال :

كنا عنده : ثمانية رجال فذكرنا رمضان  .

فقال : لا تقولوا هذا رمضان ، ولا ذهب رمضان ، ولا جاء رمضان فان رمضان اسم من  أسماء الله عز وجل ، لا يجئ ولا يذهب ، وإنما يجئ ويذهب الزائل ، ولكن قولوا  شهر رمضان ، فالشهر المضاف إلى الاسم ، والاسم اسم الله ، وهو الشهر الذي انزل فيه القرآن ، جعله الله تعالى مثلا وعيدا .

معاني الأخبار ص 315 .

 

وعن غياث بن إبراهيم ، عن الصادق ، عن آبائه عليهم السلام قال : 

قال الإمام علي صلوات الله :

لا تقولوا : رمضان ، ولكن قولوا شهر رمضان ، فإنكم لا تدرون  ما رمضان ؟ .

معاني الأخبار ص 315. 

 

وقال الإمام علي عليه السلام : لا تقولوا رمضان ، فإنكم لا تدرون ما رمضان ؟

 فمن قاله : فليتصدق وليصم كفارة لقوله ، ولكن قولوا كما قال الله تعالى : شهر رمضان.

 نوادر الراوندي ص 47 .

فحمل : بعض هذه الروايات على التحريم وبعض على الكراهة ، وبعض إن كان الإطلاق يوجب الاستخفاف ، فراجع من تقلد .

 


 

 

أهم مناسبات شهر رمضان :

المناسبة الإسلامية التي حلت في أيام الله لشهر رمضان :

 

1 فأول ليلة منه : يجب فيها النية للصيام .

و يستحب : استقبالها بالغسل عند غروب الشمس و التطهر لها من الأدناس ، و في أولها دعاء الاستهلال عند رؤية الهلال . و فيها الابتداء بصلاة نوافل ليالي شهر رمضان ، و هي ألف ركعة من أول الشهر إلى آخره بترتيب معروف في الأصول عن الصادقين من آل محمد عليه السلام .

 و يستحب فيه : الابتداء بقراءة جزء من القرآن يتلى من بعده إلى آخره ثلاث مرات على التكرار . و يستحب فيه : أيضا مباضعة النساء على الحل دون الحرام ليزيل الإنسان بذلك عن نفسه الدواعي إلى الجماع في صبيحتها من النهار ، و يسلم له صومه على الكمال ، و فيها دعاء الاستفتاح ، و هو مشروح في كثير من الكتب في كتاب الصيام .

 أول يوم من شهر رمضان : فرض فيه نية فرض الصيام ، وبعد صلاة الفجر فيه دعاء مخصوص موظف مشهور عن الأئمة من آل محمد صلى الله عليهم وسلم , عن مسار الشيعة للمفيد ونرمز له ب : م .

وذكر الكفعمي في المصباح : و في أوله : سنة إحدى و مائتين كانت البيعة للرضا عليه السلام . ونرمز له ب : ص .

 

6 و في السادس منه  : أنزل الله التوراة على موسى بن عمران عليه السلام .

 و فيه من سنة إحدى و مائتين للهجرة : كانت البيعة لسيدنا أبي الحسن علي بن موسى الرضا عليه السلام ، و هو يوم شريف : يتجدد فيه سرور المؤمنين ، و يستحب : فيه الصدقة و المبرة للمساكين ، و الإكثار لشكر الله عز اسمه على ما أظهر فيه من حق آل محمد عليه السلام و إرغام المنافقين . م

 

7 وفي سابعة : على رواية وفاة أبو طالب عم النبي كفيله رحمه الله واسكنه فسيح جنانه .

 

10  و في عاشره : سنة عشر من مبعث النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، قبل الهجرة بثلاث سنين  توفيت خديجة عليه السلام .

و توفي : في هذا العام قبلها بثلاثة أيام أبو طالب عليه السلام ، عم النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، فسماه النبي عام الحزن . ص .

و في اليوم العاشر منه : سنة عشر من البعثة ، و هي قبل الهجرة بثلاث سنين توفيت أم المؤمنين خديجة بنت خويلد رضي الله عنها ، و أسكنها جنات النعيم . م .

 

12 و في اليوم الثاني عشر : نزل الإنجيل على عيسى ابن مريم عليهما السلام . و هو يوم المؤاخاة الذي آخى فيه النبي صلى الله عليه وآله وسلم بين صحبه و آخى بينه و بين علي صلى الله عليهم وسلم . م .

 

15 و في ليلة النصف منه : يستحب : الغسل ، و التنفل بمائة ركعة : يقرأ في كل ركعة منها الحمد واحدة وعشر مرات قل هو الله أحد ، خارجة عن الألف ركعة التي ذكرناها فيما تقدم ، وقد ورد الخبر في فضل ذلك بأمر جسيم .

و في يوم النصف منه : سنة ثلاث من الهجرة كان مولد سيدنا أبي محمد الحسن بن علي بن أبي طالب عليه السلام .

 و في مثل هذا اليوم : سنة خمس و تسعين و مائة ، ولد سيدنا أبو جعفر محمد بن علي بن موسى عليهم السلام ، و هو يوم سرور المؤمنين ، و يستحب فيه الصدقة و التطوع بالخيرات ، و الإكثار من شكر الله تعالى على ظهور حجته و إقامة دينه بخليفته في العالمين و ابن نبيه سيد المرسلين صلى الله عليه وآله وسلم . م .

 

17 و في ليلة سبع عشرة منه : كانت ليلة بدر ، و هي ليلة الفرقان ، ليلة مسرة لأهل الإسلام . ويستحب فيه : الغسل كما ذكرنا في أول ليلة من شهر رمضان .

و في يوم السابع عشر منه : كانت الوقعة بالمشركين ببدر و نزول الملائكة بالنصر من الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وآله وسلم ، و حصلت الدائرة على أهل الكفر و الطغيان ، و ظهر الفرق بين الحق و الباطل ، و كان بذلك عز أهل الإيمان وذل أهل الضلال و العدوان.

و يستحب : الصدقة فيه و يستحب فيه الإكثار من شكر الله تعالى على ما أنعم به على الخلق من البيان و هو يوم عيد و سرور لأهل الإسلام . م .

 

19 و في ليلة تسع عشر منه : يكتب وفد الحاج .

و فيها ضرب : مولانا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام الضربة التي قضى فيها نحبه عليه السلام ، و فيها غسل : كالذي ذكرناه من الأغسال ، و يصلي فيها من الألف ركعة مائة ركعة على التمام .

 و يستحب فيه : كثرة الاستغفار و الصلاة على نبي الله محمد بن عبد الله صلى الله عليه وآله وسلم ، و الابتهال إلى الله تعالى في تجديد العذاب على ظالميهم من سائر الأنام ، و الإكثار من اللعنة على قاتل أمير المؤمنين.

و هي ليلة : يتجدد فيها حزن أهل الإيمان . م .

 

20 و في العشرين منه : سنة ثمان من الهجرة كان فتح مكة ، و هو يوم عيد لأهل الإسلام ، و مسرة بنصر الله تعالى نبيه صلى الله عليه وآله وسلم ، و إنجازه له ما وعده و الإبانة عن حقه و بإبطال عدوه .

 و يستحب فيه : التطوع بالخيرات و مواصلة الذكر لله تعالى و الشكر له على جليل الإنعام . م .

و في العشرين منه : سنة ثمان فتحت مكة ، و فيه وضع علي عليه السلام رجله على كتف النبي صلى الله عليه وآله وسلم و نبذ الأصنام . ص .

 

21 و في ليلة إحدى و عشرين منه : كان الإسراء برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، و فيها رفع الله عيسى ابن مريم عليه السلام ، و فيها قبض موسى بن عمران عليه السلام ، و في مثلها قبض وصيه يوشع بن نون عليه السلام ،  و فيها كانت وفاة أمير المؤمنين عليه السلام  ، سنة : 40 أربعين من الهجرة ، و له يومئذ ثلاث و ستون سنة .

و هي الليلة : التي يتجدد فيها أحزان آل محمد عليه السلام و أشياعهم .

 و الغسل فيها كالذي ذكرته ، و صلاة مائة ركعة كصلاة ليلة تسعة عشرة حسب ما قدمناه ، و الإكثار من الصلاة على محمد و آل محمد عليه السلام ، و الاجتهاد في الدعاء على ظالميهم ، و مواصلة اللعنة على قاتلي أمير المؤمنين عليه السلام ، و من طرق على ذلك و سببه و آثره و رضيه من سائر الناس . م .

و في  مجمع البيان للطبرسي : أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال : أنزلت صحف إبراهيم عليه السلام لثلاث مضين من رمضان ، و التوراة لست مضين منه ، و الإنجيل لثلاث عشرة ، و الزبور لثماني عشرة ، والقرآن لأربع و عشرين منه . ص .

 

 23  و في ليلة ثلاث و عشرين منه : أنزل الله عز و جل على نبيه الذكر ، و فيها ترجى ليلة القدر. و فيها غسل عند وجوب الشمس ، و صلاة مائة : ركعة يقرأ في كل ركعة فاتحة الكتاب ، و عشر مرات إنا أنزلناه في ليلة القدر ، و تحيا هذه الليلة بالصلاة و الدعاء و الاستغفار .

و يستحب : أن يقرأ في هذه الليلة خاصة سورتي العنكبوت و الروم فإن في ذلك ثوابا عظيما ، و لها دعاء من جملة الدعاء المرسوم لليالي شهر رمضان ، و هي ليلة عظيمة الشرف كثيرة البركات . م .

و ليلة الثلاث و عشرين منه : من ليالي الإحياء و هي ليلة الجهني  وحديثه أنه قال للنبي صلى الله عليه وآله وسلم : إن منزلي ناء عن المدينة ، فمرني بليلة أدخل فيها ، فأمره النبي صلى الله عليه وآله أن يدخل ليلة ثلاث و عشرين ، و هي ليلة القدر على الخلاف .

و ليالي الإحياء : سبعة : ليلتي الفطر ، و الأضحى ، و ليلة النصف من شعبان ، و أول ليلة من رجب ، و المحرم ، و ليلة عاشوراء ، و ليلة القدر المذكورة ، قلت و ذكر أقوال العلماء في الاختلاف في ليلة القدر لا يليق بهذا المكان ، فمن أراد وقف عليه بكتابنا الموسوم بنهاية الأدب في أمثال العرب ، في قولهم أخفى من ليلة القدر. ص .

 

30  و في آخر ليلة منه : تختم نوافل شهر رمضان ، و يستحب : فيها ختم قراءة القرآن ، و يدعى فيها بدعاء الوداع ، و هي ليلة عظيمة البركة . م .

 

 المصدر : صحيفة المناسبات الإسلامية موسوعة صحف الطيبين .

 

 


 

 

هل شهر رمضان أول الأشهر القمرية :

ذكر في مسار الشيعة : هذا الشهر : سيد الشهور على الأثر المنقول عن سيد المرسلين صلى الله عليه وآله وسلم ، و هو ربيع المؤمنين بالخبر الظاهر عن العترة الصادقين عليه السلام ، و كان الصالحون يسمونه المضمار .

 و فيه : تفتح أبواب الجنان ، و تغلق أبواب النيران ، و تصفد مردة الشياطين ، و قد وصفه الله تعالى بالبركة في الذكر الحكيم ، و أخبر بإنزاله فيه القرآن المبين ، و شهد بفضل ليلة منه على ألف شهر يحسبها العادون .

 

وذكر السيد بن طاووس في إقبال الأعمال : فمما رويناه في ذلك بعدة أسانيد إلى مولانا الصادق عليه السلام أنه قال :

 إذا سلم شهر رمضان : سلمت السنة .

 و قال : رأس السنة شهر رمضان .

 و روينا : بإسنادنا إلى محمد بن يعقوب الكليني من كتاب الكافي بإسناده إلى أبي عبد الله عليه السلام قال :

 إن الشهور : عند الله اثنا عشر شهرا في كتاب الله يوم خلق السموات و الأرض .

فغرة الشهور : شهر الله عز و جل ، و هو شهر رمضان .

و قلب : شهر رمضان ، ليلة القدر .

 و نزل القرآن : في أول ليلة من شهر رمضان ، فاستقبل الشهر بالقرآن .

 

و ذكر الطبري في تاريخه : أن فرض صوم شهر رمضان نزل به القرآن في السنة الأولى من هجرة النبي صلى الله عليه وآله وسلم في شعبانها .

و اعلم : أنني وجدت الروايات مختلفات في هل أول السنة محرم أو شهر رمضان ، لكنني رأيت عمل من أدركته من علماء أصحابنا المعتبرين‏ ، و كثيرا من تصانيف علمائهم الماضين .

أن أول السنة : شهر رمضان على التعيين .

 و لعل شهر الصيام : أول العام في عبادات الإسلام .

 و المحرم : أول السنة في غير ذلك ، من التواريخ و مهام الأنام .

 

و ربما كان له احتمال : في الإمكان ، لأن الله جل جلاله عظم شهر رمضان ، فقال جل جلاله : { شهر رَمَضانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدىً لِلنَّاسِ وَ بَيِّناتٍ مِنَ الْهُدى‏ وَ الْفُرْقانِ }

 فلسان حال : هذا التعظيم ، كالشاهد لشهر رمضان بالتقديم ، و لأنه لم يجر لشهر من شهور السنة ذكر باسمه في القرآن ، و تعظيم أمره إلا لهذا شهر الصيام ، و هذا الاختصاص بذكره كأنه ينبه و الله أعلم على تقديم أمره ، و لأنه إذا كان أول السنة شهر الصيام ، و فيه ما قد اختص به من العبادات التي ليست في غيره من الشهور و الأيام ، و كان الإنسان قد استقبل أول السنة بذلك الاستعداد و الاجتهاد ، فيرجى أن يكون باقي السنة جاريا على السداد و المراد ، و ظاهر دلائل المعقول و كثير من المنقول ، أن ابتداءات الدخول في الأعمال ، هي أوقات التأهب و الاستظهار لأوساطها و لأواخرها على كل حال ، و لأن فيه ليلة القدر التي يكتب فيها مقدار الآجال و إطلاق الآمال .

 و ذلك منبه : على أن شهر الصيام هو أول السنة .

فكأنه فتح العبادة : في أول دخولها ، أن يطلبوا طول آجالهم ، و بلوغ آمالهم ، ليدركوا آخرها ، و يحمدوا مواردها و مصادرها .

 إقبال‏الأعمال ص : 5.

و يا طيب : وذكر في إقبال الأعمال : كل أدعية شهر رمضان وما يستحب وما يجب فيه فإن أحببت فراجع ، وفيه أيضا كل أدعية أيام الله في كل السنة الاشهر الحرم وغيرها ، كما أن له في جمال الأسبوع ما يعمل في كل يوم من أيام الأسبوع وأدعيتها ، وفي فلاح السائل ما يعمل كل يوم ، وما يستحب فيه من الأدعية وكما عرفت في أول المقدمة فراجع كتبه أو كتاب مفاتيح الجنان لمعرفة أدعية رمضان أو غيرها .

 

وقال رسول الله صلى الله عليه وآله :

 إن الله عز وجل : اختار من الأيام الجمعة .

 ومن الشهور : شهر رمضان ، ومن الليالي ليلة القدر .

 واختارني على جميع الأنبياء .

 واختار مني علي وفضله على جميع الأوصياء .

 واختار من علي الحسن والحسين ، واختار من الحسين الأوصياء من ولده .

ينفون عن التنزيل تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل المضلين .

 تاسعهم قائمهم  و هو ظاهرهم وهو باطنهم .

كمال الدين وتمام النعمة الشيخ الصدوق  ص 281 ح32 .

 

وقال رسول الله صلى الله عليه وآله في حديث طويل منه : ...

و إني بكيت : حين أقبل ، لأني ذكرت غدر الأمة به بعدي ، حتى إنه ليزال عن مقعدي ، و قد جعله الله له بعدي ، ثم لا يزال الأمر به حتى يضرب على قرنه ضربة تخضب منها لحيته .

 في أفضل الشهور : شهر رمضان ، الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس و بينات من الهدى و الفرقان .

 الأمالي ‏للصدوق ص112م24ح2 . بشارة المصطفى ص199. الفضائل ص9.

 

وفي حديث طويل منه :

فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم : بل الله افترضه و أوجبه من السماء ، و افترض ولايته على أهل السماوات و أهل الأرض جميعا .

يا أعرابي : إن جبرائيل عليه السلام ، هبط علي يوم الأحزاب ، و قال :

 إن ربك يقرئك السلام ، و يقول لك : إني قد افترضت : حب علي بن أبي طالب و مودته على أهل السماوات و أهل الأرض ،  فلم أعذر في محبته أحدا ، فمر أمتك بحبه .

 فمن أحبه : فبحبي و حبك أحبه ، و من أبغضه فببغضي و بغضك أبغضه .

أما إنه : ما أنزل الله تعالى :كتابا ، و لا خلق خلقا .إِلَّا وَ جَعَلَ لَهُ سَيِّد :

فَالقرآن سيد الكتب الْمُنْزَلَةِ .

وَ شَهْرُ رَمَضَانَ  : سَيِّدُ الشُّهُورِ .

وَ لَيْلَةُ الْقَدْرِ  سَيِّدَةُ اللَّيَالِي .

و الفردوس سيد الجنان .

و بيت الله الحرام  سيد البقاع .

و جبرائيل سيد الملائكة .

و أنا سيد الأنبياء .

و علي سيد الأوصياء .

و الحسن و الحسين  سيدا شباب أهل الجنة  .

و لكل امرئ من عمله سيد .

و حبي و حب علي بن أبي طالب سيد الأعمال  .

و ما تقرب به المتقربون من طاعة ربهم .

 يا أعرابي : إذا كان يوم القيامة ، نصب لإبراهيم منبر عن يمين العرش ، و نصب لي منبر عن شمال العرش ، ثم يدعى بكرسي عال يزهر نورا  ، فينصب بين المنبرين ، فيكون إبراهيم على منبره ، و أنا على منبري .

ويكون أخي: علي على ذلك الكرسي ، فما رأيت أحسن منه حبيبا بين خليلين.

يا أعرابي : ما هبط علي جبرائيل إلا و سألني عن علي ، و لا عرج إلا و قال : اقرأ على علي مني السلام 

بحار الأنوار ج40ص54ب91 ح89 . تأويل ‏الآيات ‏الظاهرة ج 829 سورة الإخلاص . كنز الفوائد 2ص237  .

 

فيا طيب : إن لم يكن شهر رمضان أول الشهور القمرية بالحساب ، فهو أولها وأفضلها وسيدها في العبادات والتوجه بالطاعة والذكر والدعاء لله ، ويكفيه أنه سيدها وأميرها .

 

 


 

 

أدعية استقبال شهر رمضان

 

تهنئة وتبريك بحلول الشهر :

أزف لكم : أطيب التهنئة يا مؤمنين ، وأبارك لكم أيام الصيام وليالي المناجاة يا موالين ، وحلول شهر رمضان شهر الله ربنا ارحم الراحمين ، و حلول أيام شكر المنعم وتلاوة كتابه القرآن المبين ، والدعاء والذكر والتقديس لله رب العالمين ، وتقبل الله أعمالكم وطاعتكم وضاعف حسناتكم ورزقكم الأمن والإيمان ـ وأعاده عليكم بالخير والبركة والرحمة والإحسان .

ولكم يا طيبين :

 

تهنئة ثانية :

أقدم لكم : يا أخوتي المؤمنين وأصدقائي الطيبين ، ولكل المحبين والموالين لنبي الرحمة وآله الطاهرين ، التهاني المفعمة بالمودة ، والتبريك المعطر بالمحبة ، لقدوم أشرف أيام التعاطف والتآلف والإحسان ، في شهر الله المبارك الفضيل رمضان ، وحلول ليالي المناجاة فيه والتوجه لربنا الرحمان ، وتجلي أيام الله المنورة المباركة من الرب المنان ، والمعطرة بشذى الرحمة والعبودية والطاعة والإخلاص والإيمان ، وأسأل الله لي ولكم ولأحبتكم ولمن في حيطتكم وأقول :

 

للهم : أهله علينا بالأمن والإيمان ، والسلامة والإسلام ، والعافية المجللة ، والرزق الواسع ، ودفع الأسقام .

 اللهم : ارزقنا صيامه وقيامه ، وتلاوة القرآن فيه .

اللهم : سلمه لنا ، وتسلمه منا ، وسلمنا فيه .

اللهم : وأعده علينا جميعا ، بالخير والبركة والأمن والإيمان .

الأهلة والشهادة عليها :

عن أبي عبد الله عليه السلام قال : إنه سئل عن الأهلة ؟

فقال : هي أهلة الشهور ، فإذا رأيت الهلال فصم و إذا رأيته فأفطر .

وقال الإمام علي عليه السلام :

 لا أجيز : في الهلال إلا شهادة رجلين عدلين .

 

 

أدعية رؤية هلال شهر رمضان مختصرة :

عن الإمام الصادق عن آبائه عليهم السلام قال : قال أمير المؤمنين عليه السلام :

عليكم في شهر رمضان : بكثرة الاستغفار والدعاء ، فأما الدعاء فيدفع عنكم به البلاء ، وأما الاستغفار فتمحى  به ذنوبكم .

أمالي الصدوق ص 37. 

 

وعن أبي جعفر الباقر عليه السلام قال : كان رسول الله صلى الله عليه وآله إذا نظر إلى هلال شهر رمضان ، استقبل القبلة بوجهه ، ثم  قال :

اللهم : أهله علينا بالأمن والإيمان والسلامة والإسلام ، والعافية المجللة والرزق الواسع ، ودفع الأسقام ، وتلاوة القرآن ، والعون على الصلاة و الصيام ، اللهم سلمنا لشهر رمضان ، وسلمه لنا ، وتسلمه منا ، حتى ينقضي شهر رمضان وقد غفرت لنا . 

ثم يقبل بوجهه على الناس فيقول : يا معشر المسلمين إذا طلع هلال شهر رمضان غلت مردة الشياطين ، وفتحت أبواب السماء ، وأبواب الجنان ، وأبواب الرحمة ، وغلقت أبواب النار، واستجيب الدعاء ، وكان لله عز وجل عند كل  فطر عتقاء يعتقهم من النار .

 ونادى مناد  : كل ليلة هل من سائل ؟ هل من مستغفر ؟ 

اللهم : أعط كل منفق خلفا ، وأعط كل ممسك تلفا ، حتى إذا طلع هلال شوال  نودي المؤمنون : أن اغدوا إلى جوائز كم ، فهو يوم الجائزة ثواب الأعمال ص 58 .

ثم قال أبو جعفر عليه السلام : أما والذي نفسي بيده ما هي بجائزة الدنانير  والدراهم .

أمالي الصدوق ص 29 . 

 

وعن الإمام الباقر أبو جعفر محمد بن علي عليهم السلام قال :

بينما أنا مع علي بن  الحسين عليهما السلام : في طريق أو مسير إذ نظر إلى هلال شهر رمضان فوقف ثم قال : 

أيها الخلق المطيع : الدائب السريع المتردد في منازل التقدير ، المتصرف  في فلك التدبير ، آمنت بمن نور بك الظلم ، وأوضح بك البهم ، وجعلك آية من  آيات ملكه ، وعلامة من علامات سلطانه ، فحدبك الزمان ، وامتهنك بالكمال و  النقصان ، والطلوع والأفول ، والإنارة والكسوف ، في كل ذلك أنت له مطيع  وإلى إرادته سريع . 

سبحانه : ما أعجب ما دبر أمرك ، وألطف ما صنع في شأنك ، جعلك مفتاح شهر لحادث أمر ، جعلك الله هلال بركة لا تمحقها الأيام وطهارة لا تدنسها  الآثام ، هلال أمنة من الآفات ، وسلامة من السيئات ، هلال سعد لا نحس فيه ، ويمن لا نكد  فيه ، ويسر لا يمازجه عسر ، وخير لا يشوبه شر ، هلال أمن وإيمان ، ونعمة  وإحسان . 

اللهم : اجعلنا من أرضى من طلع عليه ، وأزكى من نظر إليه ، وأسعد من  تعبد لك فيه ، ووفقنا اللهم فيه للطاعة والتوبة ، واعصمنا من الآثام والحوبة ، وأوزعنا شكر النعمة ، واجعل لنا فيه عونا منك على ما تدنينا إليه من مفترض طاعتك ونفلها ، إنك الأكرم من كل كريم ، والأرحام من كل رحيم ، آمين آمين رب.

العالمين أمالي الطوسي ج 2 ص 110. 

 

 وعن أبي عبد الله عليه السلام قال : قال في آخر  شعبان :

إن هذا الشهر المبارك : الذي أنزلت فيه القرآن ، وجعلته هدي للناس وبينات من الهدى والفرقان ، قد حضر ، سلمنا فيه ، وسلمنا له ، وسلمه منا ، في  يسر منك وعافية تفسير .

العياشي ج1ص80 . 

 

عن أبي بصير ، عن أبي عبد الله عليه السلام قال :  إذا حضر شهر رمضان فقل :

اللهم : قد حضر شهر رمضان ، وقد افترضت علينا صيامه وأنزلت فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان ، اللهم أعنا على  صيامه ، وتقبله منا ، وسلمنا فيه ، وسلمه منا، وسلمنا له في يسر منك وعافية، إنك على كل شيء قدير يا أرحم الراحمين.

تفسير العياشي ج 1 ص 80 .

 


 

 

دعاء الإمام سجاد إذا نظر إلى الهلال :

أيُّهَا الْخَلْقُ الْمُطِيعُ : الدَّائِبُ السَّرِيعُ ، الْمُتَرَدِّدُ فِي مَنَازِلِ التَّقْدِيْرِ ، الْمُتَصَرِّفُ فِي فَلَكِ التَّدْبِيرِ ، آمَنْتُ بِمَنْ نَوَّرَ بِكَ الظُّلَمَ ، وَأَوْضَحَ بِـكَ الْبُهَمَ ، وَجَعَلَكَ آيَةً مِنْ آياتِ مُلْكِهِ ، وَعَلاَمَةً مِنْ عَلاَمَاتِ سُلْطَانِهِ ، وَامْتَهَنَكَ بِالزِّيادَةِ وَالنُّقْصَانِ ، وَالطُّلُوعِ وَالاُفُولِ ، وَالاِنارَةِ وَالْكُسُوفِ ، فِي كُلِّ ذلِكَ أَنْتَ لَهُ مُطِيعٌ ، وَإلى إرَادَتِهِ سَرِيعٌ .

سُبْحَانَهُ : مَا أَعْجَبَ مَا دَبَّرَ فِيْ أَمْرِكَ ، وَأَلْطَفَ مَا صَنعَ فِي شَأْنِكَ ، جَعَلَكَ مِفْتَاحَ شَهْر حَادِث لاِمْر حادِث .

 فَأَسْأَلُ اللهَ : رَبِّي وَرَبَّكَ ، وَخَالِقِي وَخَالِقَكَ ، وَمُقَدِّرِي وَمُقَدِّرَكَ ، وَمُصَوِّرِي وَمُصَوِّرَكَ ، أَنْ يُصَلِّي عَلَى مُحَمَّد وَآلِهِ ، وَأَنْ يَجْعَلَكَ هِلاَلَ بَرَكَة لاَ تَمْحَقُهَا الايَّامُ ، وَطَهَارَة لاَ تُدَنِّسُهَا الاثامُ .

 هِلاَلَ : أَمْن مِنَ الافاتِ ، وَسَلاَمَة مِنَ السَّيِّئاتِ .

 هِلاَلَ : سَعْد لاَ نَحْسَ فِيْهِ ، وَيُمْن لاَ نَكَدَ مَعَهُ ، وَيُسْر لاَ يُمَازِجُهُ عُسْرٌ ، وَخَيْر لاَ يَشُوبُهُ شَرٌّ .

 هِلاَلَ : أَمْن وَإيمَان ، وَنِعْمَة وَإحْسَان ، وَسَلاَمَة وَإسْلاَم .

 اللَّهُمَّ : صَلِّ عَلَى مُحَمَّد وَآلِهِ ، وَاجْعَلْنَا مِنْ أَرْضَى مَنْ طَلَعَ عَلَيْهِ ، وَأَزْكَى مَنْ نَظَرَ إليْهِ ، وَأَسْعَدَ مَنْ تَعَبَّدَ لَكَ فِيهِ ، وَوَفِّقْنَا فِيهِ لِلتَّوْبَةِ ، وَأعْصِمْنَـا فِيْهِ مِنَ الْحَـوْبَةِ ، وَاحْفَظْنَا فِيهِ مِنْ مُبَاشَرَةِ مَعْصِيَتِكَ ، وَأَوْزِعْنَا فِيهِ شُكْرَ نِعْمَتِكَ ، وَأَلْبِسْنَا فِيهِ جُنَنَ الْعَافِيَةِ ، وَأَتْمِمْ عَلَيْنَا بِاسْتِكْمَالِ طَاعَتِكَ فِيهِ الْمِنَّةَ ، إنَّكَ الْمَنَّانُ الْحَمِيدُ ، وَصَلَّى اللهُ عَلَى مُحَمَّد وَآلِهِ الطَّيِّبِينَ الطَّاهِرِينَ .

 

الدعاء الثالث والأربعون من الصحيفة السجادية .

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 


 

 

 

دعاء دخول الشهر للإمام للسجاد :

و كان من دعاء الإمام علي بن الحسين السجاد زين العابدين عليه السلام إذا دخل شهر رمضان :

 الْحَمْدُ للهِ : الَّذِي هَدَانَا لِحَمْدِهِ ، وَجَعَلَنَا مِنْ أَهْلِهِ ، لِنَكُونَ لاحْسَانِهِ مِنَ الشَّاكِرِينَ ، وَلِيَجْزِيَنَا عَلَى ذلِكَ جَزَآءَ الْمُحْسِنِينَ . 

وَالْحَمْدُ للهِ : الَّذِي حَبَانَا بِدِينِهِ ، وَاخْتَصَّنَا بِمِلَّتِهِ ، وَسَبَّلَنَا فِي سُبُلِ إحْسَانِهِ ، لِنَسْلُكَهَا بِمَنِّهِ إلَى رِضْوَانِهِ ، حَمْدَاً يَتَقَبَّلُهُ مِنَّا ، وَيَرْضَى بِهِ عَنَّا.

وَالْحَمْدُ لِلّه : الَّذِي جَعَلَ مِنْ تِلْكَ السُّبُلِ شَهْرَهُ .

شَهْرَ رَمَضَانَ : شَهْرَ الصِّيَامِ ، وَشَهْرَ الاِسْلاَم ، وَشَهْرَ الطَّهُورِ ، وَشَهْرَ التَّمْحِيْصِ ، وَشَهْرَ الْقِيَامِ ، الَّذِي أُنْزِلَ فِيْهِ الْقُرْآنُ هُدىً لِلنَّاسِ ، وَبَيِّنَات مِنَ الْهُدى وَالْفُرْقَانِ .

فَأَبَانَ فَضِيْلَتَهُ : عَلَى سَائِرِ الشُّهُورِ ، بِمَا جَعَلَ لَهُ مِنَ الْحُرُمَاتِ الْمَوْفُورَةِ ، وَالْفَضَائِلِ الْمَشْهُورَةِ ، فَحَرَّمَ فِيْهِ ما أَحَلَّ فِي غَيْرِهِ إعْظَاماً ، وَحَجَرَ فِيْهِ الْمَطَاعِمَ وَالْمَشَارِبَ إكْرَاماً ، وَجَعَلَ لَهُ وَقْتاً بَيِّناً لاَ يُجِيزُ جَلَّ وَعَزَّ أَنْ يُقَدَّمَ قَبْلَهُ ، وَلا يَقْبَـلُ أَنْ يُؤَخَّرَ عَنْهُ .

  ثُمَّ فَضَّلَ لَيْلَةً وَاحِدَةً : مِنْ لَيَالِيهِ ،  عَلَى لَيَالِي أَلْفِ شَهْر ، وَسَمَّاهَا لَيْلَةَ الْقَدْرِ ، تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْر ، سَلاَمٌ دَائِمُ الْبَرَكَةِ إلَى طُلُوعِ الْفَجْرِ ، عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ بِمَا أَحْكَمَ مِنْ قَضَائِهِ .

اللَّهُمَّ : صَلِّ عَلَى مُحَمَّد وَآلِهِ ، وَأَلْهِمْنَا مَعْرِفَةَ فَضْلِهِ ، وَإِجْلاَلَ حُرْمَتِهِ ، وَالتَّحَفُّظَ مِمَّا حَظَرْتَ فِيهِ ، وَأَعِنَّـا عَلَى صِيَـامِـهِ بِكَفِّ الْجَـوَارِحِ عَنْ مَعَاصِيْكَ ، وَاسْتِعْمَالِهَا فِيهِ بِمَا يُرْضِيْكَ ، حَتَّى لاَ نُصْغِي بِأَسْمَاعِنَا إلَى لَغْو ، وَلا نُسْرِعُ بِأَبْصَارِنَا إلَى لَهْو ، وَحَتَّى لاَ نَبْسُطَ أَيْدِيَنَا إلَى مَحْظُور ، وَلاَ نَخْطُوَ بِأَقْدَامِنَا إلَى مَحْجُور ، وَحَتَّى لاَ تَعِيَ بُطُونُنَا إلاَّ مَا أَحْلَلْتَ ، وَلا تَنْطِقَ أَلْسِنَتُنَا إلاَّ بِمَا مَثَّلْتَ ، وَلا نَتَكَلَّفَ إلاَّ ما يُدْنِي مِنْ ثَوَابِكَ ، وَلاَ نَتَعَاطَى إلاّ الَّذِي يَقِيْ مِنْ عِقَابِكَ .

  ثُمَّ خَلِّصْ ذَلِكَ كُلَّهُ : مِنْ رِئآءِ الْمُرَائِينَ ، وَسُمْعَةِ الْمُسْمِعِينَ ، لاَ نَشْرِكُ فِيهِ أَحَداً دُونَكَ ، وَلا نَبْتَغِيْ فِيهِ مُرَاداً سِوَاكَ .

  اللَّهُمَّ : صَلِّ عَلَى مُحَمَّد وَآلِهِ ، وَقِفْنَـا فِيْـهِ عَلَى مَـوَاقِيْتِ الصَّلَوَاتِ الْخَمْس بِحُدُودِهَا الَّتِي حَدَّدْتَ ، وَفُرُوضِهَا الَّتِي فَرَضْتَ ، وَوَظَائِفِهَا الَّتِي وَظَّفْتَ ، وَأَوْقَاتِهَا الَّتِي وَقَّتَّ ، وَأَنْزِلْنَا فِيهَا مَنْزِلَةَ الْمُصِيْبينَ لِمَنَازِلِهَا ، الْحَافِظِينَ لاِرْكَانِهَا ، الْمُؤَدِّينَ لَهَـا فِي أَوْقَاتِهَـا ، عَلَى مَا سَنَّـهُ عَبْدُكَ وَرَسُـولُكَ صَلَوَاتُـكَ عَلَيْهِ وَآلِـهِ ، فِي رُكُوعِهَا وَسُجُودِهَا ، وَجَمِيْعِ فَوَاضِلِهَا عَلَى أَتَمِّ الطَّهُورِ وَأَسْبَغِهِ ، وَأَبْيَنِ الْخُشُوعِ وَأَبْلَغِهِ .

وَوَفِّقْنَا فِيهِ : لاِنْ نَصِلَ أَرْحَامَنَا بِالبِرِّ وَالصِّلَةِ ، وَأَنْ نَتَعَاهَدَ جِيرَانَنَا بِالاِفْضَالِ وَالْعَطِيَّةِ ، وَأَنْ نُخَلِّصَ أَمْوَالَنَا مِنَ التَّبِعَاتِ ، وَأَنْ نُطَهِّرَهَا بِإخْرَاجِ الزَّكَوَاتِ ، وَأَنْ نُرَاجِعَ مَنْ هَاجَرَنَـا ، وَأَنْ نُنْصِفَ مَنْ ظَلَمَنَا ، وَأَنْ نُسَـالِمَ مَنْ عَادَانَا حَاشَا مَنْ عُودِيَ فِيْكَ وَلَكَ ، فَإنَّهُ الْعَدُوُّ الَّذِي لاَ نُوالِيهِ ، وَالحِزْبُ الَّذِي لاَ نُصَافِيهِ .

وَأَنْ نَتَقَرَّبَ إلَيْكَ فِيْهِ : مِنَ الاَعْمَالِ الزَّاكِيَةِ بِمَا تُطَهِّرُنا بِهِ مِنَ الذُّنُوبِ ، وَتَعْصِمُنَا فِيهِ مِمَّا نَسْتَأنِفُ مِنَ الْعُيُوبِ ، حَتَّى لا يُورِدَ عَلَيْكَ أَحَدٌ مِنْ مَلاَئِكَتِكَ إلاّ دُونَ مَا نُورِدُ مِنْ أَبْوابِ الطَّاعَةِ لَكَ ، وَأَنْوَاعِ القُرْبَةِ إلَيْكَ .

اللَّهُمَّ : إنِّي أَسْأَلُكَ بِحَقِّ هَذَا الشَّهْرِ ، وَبِحَقِّ مَنْ تَعَبَّدَ لَكَ فِيهِ ، مِنِ ابْتِدَائِهِ إلَى وَقْتِ فَنَائِهِ ، مِنْ مَلَك قَرَّبْتَهُ ، أَوْ نَبِيٍّ أَرْسَلْتَهُ ، أَوْ عَبْد صَالِح اخْتَصَصْتَهُ ، أَنْ تُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّد وَآلِهِ ، وَأَهِّلْنَا فِيهِ لِمَا وَعَدْتَ أَوْلِياءَكَ مِنْ كَرَامَتِكَ ، وَأَوْجِبْ لَنَا فِيهِ مَا أَوْجَبْتَ لاِهْلِ الْمُبَالَغَةِ فِي طَاعَتِكَ ، وَاجْعَلْنَا فِي نَظْمِ مَنِ اسْتَحَقَّ الرَّفِيْعَ الاعْلَى بِرَحْمَتِكَ .

  اللَّهُمَّ : صَلِّ عَلَى مُحَمَّد وَآلِهِ ، وَجَنِّبْنَا الالْحَادَ فِي تَوْحِيدِكَ ، وَالتَّقْصِيرَ فِي تَمْجِيدِكَ ، وَالشَّكَّ فِي دِينِـكَ ، وَالْعَمَى عَنْ سَبِيْلِكَ ، وَالاغْفَالَ لِحُرْمَتِكَ ، وَالانْخِدَاعَ لِعَدُوِّكَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ .

  اللَّهُمَّ : صَلِّ عَلَى مُحَمَّد وَآلِهِ ، وَإذَا كَانَ لَكَ فِيْ كُلِّ لَيْلَة مِنْ لَيَالِيْ شَهْرِنَا هَذَا رِقَابٌ يُعْتِقُهَا عَفْوُكَ ، أَوْ يَهَبُهَا صَفْحُكَ ، فَاجْعَلْ رِقَابَنَا مِنْ تِلْكَ الرِّقَابِ ، وَاجْعَلْنَا لِشَهْرِنَا مِنْ خَيْرِ أَهْل وَأَصْحَاب .

  اللَّهُمَّ : صَلِّ عَلَى مُحَمَّد وَآلِهِ ، وَامْحَقْ ذُنُوبَنَا مَعَ امِّحاقِ هِلاَلِهِ ، وَاسْلَخْ عَنَّا تَبِعَاتِنَا مَعَ انْسِلاَخِ أَيَّامِهِ، حَتَّى يَنْقَضِي عَنَّا وَقَدْ صَفَّيْتَنَا فِيهِ مِنَ الْخَطِيئاتِ، وَأَخْلَصْتَنَا فِيهِ مِنَ السَّيِّئاتِ.

  اللَّهُمَّ : صَلِّ عَلَى مُحَمَّد وَآلِهِ ، وَإنْ مِلْنَا فِيهِ فَعَدِّلْنا ، وَإنْ زِغْنَا فِيهِ فَقَوِّمْنَا ، وَإنِ اشْتَمَلَ عَلَيْنَا عَدُوُّكَ الشَّيْطَانُ فَاسْتَنْقِذْنَا مِنْهُ .

  اللَهُمَّ : اشْحَنْهُ بِعِبَادَتِنَا إيَّاكَ ، وَزَيِّنْ أَوْقَاتَهُ بِطَاعَتِنَا لَكَ ، وَأَعِنَّا فِي نَهَـارِهِ عَلَى صِيَـامِـهِ ، وَفِي لَيْلِهِ عَلَى الصَّـلاَةِ وَالتَّضَرُّعِ إلَيْكَ وَالخُشُوعِ لَكَ ، وَالذِّلَّةِ بَيْنَ يَدَيْكَ ، حَتَّى لا يَشْهَدَ نَهَارُهُ عَلَيْنَا بِغَفْلَة ، وَلا لَيْلُهُ بِتَفْرِيط. 

اللَّهُمَّ : وَاجْعَلْنَا فِي سَائِرِ الشُّهُورِ وَالاَيَّامِ  كَذَلِكَ مَا عَمَّرْتَنَا ، وَاجْعَلْنَا مِنْ عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ ، هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ، وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُـونَ ، وَمِنَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ .

  اللَّهُمَّ : صَلِّ عَلَى مُحَمَّد وَآلِهِ ، فِي كُلِّ وَقْت ، وَكُلِّ أَوَان ، وَعَلَى كُـلِّ حَال ، عَـدَدَ مَا صَلَّيْتَ عَلَى مَنْ صَلَّيْتَ عَلَيْهِ ، وَأَضْعَافَ ذَلِكَ كُلِّهِ بِالاضْعافِ الَّتِي لا يُحْصِيهَا غَيْرُكَ ، إنَّكَ فَعَّالٌ لِمَا تُرِيدُ .

 الصحيفة السجادية ص186د44 .

 

 


 

 

 

دعاء الإمام الجواد :

ذكر السيد بن طاووس رحمه الله : ما نرويه بإسنادنا إلى أبي المفضل محمد بن عبد الله الشيباني ، فيما رواه بإسناده إلى :

عَبْدِ الْعَظِيمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْحَسَنِيِّ رَحِمَهُ اللَّهُ بِالرَّيِّ قَالَ : صلى أبو جعفر محمد بن علي الرضا عليه السلام صلاة المغرب في ليلة رأى فيها هلال شهر رمضان ، فلما فرغ من الصلاة ، و نوى الصيام ، رفع يديه فقال :

اللَّهُمَّ : يَا مَنْ يَمْلِكُ التَّدْبِيرَ ، وَ هُوَ عَلى‏ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ، يَا مَنْ يَعْلَمُ خائِنَةَ الْأَعْيُنِ ، وَ ما تُخْفِي الصُّدُورُ ، وَ تُجِنُ ‏الضَّمِيرُ ، وَ هُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ .

اللَّهُمَّ : اجْعَلْنَا مِمَّنْ نَوَى فَعَمِلَ ، وَ لَا تَجْعَلْنَا مِمَّنْ شَقِيَ فَكَسِلَ ، وَ لَا مِمَّنْ هُوَ عَلَى غَيْرِ عَمَلٍ يَتَّكِلُ .

اللَّهُمَّ : صَحِّحْ أَبْدَانَنَا مِنَ الْعِلَلِ ، وَ أَعِنَّا عَلَى مَا افْتَرَضْتَ عَلَيْنَا مِنَ الْعَمَلِ ، حَتَّى يَنْقَضِيَ عَنَّا شَهْرُكَ هَذَا ، وَ قَدْ أَدَّيْنَا مَفْرُوضَكَ فِيهِ عَلَيْنَا .

اللَّهُمَّ : أَعِنَّا عَلَى صِيَامِهِ ، وَ وَفِّقْنَا لِقِيَامِهِ ، وَ نَشِّطْنَا فِيهِ لِلصَّلَاةِ ، وَ لَا تَحْجُبْنَا مِنَ الْقِرَاءَةِ ، وَ سَهِّلْ لَنَا فِيهِ إِيتَاءَ الزَّكَاةِ .

اللَّهُمَّ:  لَا تُسَلِّطْ عَلَيْنَا ، وَصَباً وَ لَا تَعَباً ، وَ لَا سَقَماً وَ لَا عَطَباً .

اللَّهُمَّ : أرْزُقْنَا الْإِفْطَارَ مِنْ رِزْقِكَ الْحَلَالِ .

اللَّهُمَّ : سَهِّلْ لَنَا فِيهِ مَا قَسَمْتَهُ مِنْ رِزْقِكَ ، وَ يَسِّرْ مَا قَدَّرْتَهُ مِنْ أَمْرِكَ ، وَ اجْعَلْهُ حَلَالًا طَيِّباً ، نَقِيّاً مِنَ الْآثَامِ ، خَالِصاً مِنَ وَ الْأَجْرَامِ.

اللَّهُمَّ : لَا تُطْعِمْنَا إِلَّا طَيِّباً ، غَيْرَ خَبِيثٍ وَ لَا حَرَامٍ ، وَ اجْعَلْ رِزْقَكَ لَنَا حَلَالًا لَا يَشُوبُهُ دَنَسٌ وَ لَا أَسْقَامٌ .

يَا مَنْ : عِلْمُهُ بِالسِّرِّ كَعِلْمِهِ بِالْإِعْلَانِ ، يَا مُتَفَضِّلًا عَلَى عِبَادِهِ بِالْإِحْسَانِ .

يَا مَنْ : هُوَ عَلى‏ كُلِّ شَيْ‏ءٍ قَدِيرٌ ، وَ بِكُلِّ شَيْ‏ءٍ خَبِيرٌ عَلِيمٌ .

أَلْهِمْنَا ذِكْرَكَ : وَ جَنِّبْنَا عُسْرَكَ ، وَ أَنِلْنَا يُسْرَكَ ، وَ اهْدِنَا لِلرَّشَادِ ، وَ وَفِّقْنَا لِلسَّدَادِ ، وَ اعْصِمْنَا مِنَ الْبَلَايَا ، وَ صُنَّا مِنَ الْأَوْزَارِ وَ الْخَطَايَا .

يَا مَنْ : لَا يَغْفِرُ عَظِيمَ الذُّنُوبِ غَيْرُهُ ، وَ لَا يَكْشِفُ السُّوءَ إِلَّا هُوَ .

 يَا أَرْحَمَ : الرَّاحِمِينَ ، وَ أَكْرَمَ الْأَكْرَمِينَ .

صَلِّ : عَلَى مُحَمَّدٍ وَ أَهْلِ بَيْتِهِ الطَّيِّبِينَ .

وَ اجْعَلْ : صِيَامَنَا مَقْبُولًا ، وَ بِالْبِرِّ وَ التَّقْوَى مَوْصُولًا .

وَ كَذَلِكَ فَاجْعَلْ : سَعْيَنَا مَشْكُوراً ، وَ حُوبَنَا مَغْفُوراً ، وَ قِيَامَنَا مَبْرُوراً ، وَ قُرْآنَنَا مَرْفُوعاً ، وَ دُعَائَنَا مَسْمُوعاً .

وَ اهْدِنَا : لِلْحُسْنَى‏ ، وَ جَنِّبْنَا الْعُسْرَى ، وَ يَسِّرْنَا لِلْيُسْرَى ، وَ أَعْلِ لَنَا الدَّرَجَاتِ ، وَ ضَاعِفْ لَنَا الْحَسَنَاتِ ، وَ اقْبَلْ مِنَّا الصَّوْمَ وَ الصَّلَاةَ ، وَ اسْمَعْ مِنَّا الدَّعَوَاتِ ، وَ اغْفِرْ لَنَا الْخَطِيئَاتِ ، وَ تَجَاوَزْ عَنَّا السَّيِّئَاتِ .

وَ اجْعَلْنَا : مِنَ الْعَامِلِينَ الْفَائِزِينَ ، وَ لَا تَجْعَلْنَا مِنَ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَ لَا الضَّالِّينَ ، حَتَّى يَنْقَضِيَ شَهْرُ رَمَضَانَ عَنَّا ، وَ قَدْ قَبِلْتَ فِيهِ صِيَامَنَا وَ قِيَامَنَا ، وَ زَكَّيْتَ فِيهِ أَعْمَالَنَا ، وَ غَفَرْتَ فِيهِ ذُنُوبَنَا ، وَ أَجْزَلْتَ فِيهِ مِنْ كُلِّ خَيْرٍ نَصِيبَنَا .

فَإِنَّكَ : الْإِلَهُ الْمُجِيبُ الْحَبِيبُ ، وَ الرَّبُّ الْقَرِيبُ ، وَ أَنْتَ بِكُلِّ شَيْءٍ مُحِيطٌ .

الإقبال بالأعمال الحسنة ج1ص76ف10 . وعنه في مستدرك الوسائل و مستنبط المسائل ج7ص444ب13ح8620- 10 ، الوصب : المرض و الوجع الدائم و نحول الجسم، و قد يطلق على التعب و الفتور في البدن. عطب: هلك. الإصر: الثقل، الذنب.

 

 


 

 

أعمال عامة في شهر رمضان :

يا طيب : الأعمال العامة في شهر رمضان كثيرة ونختار منها مختصرا :

عن الإمام الصادق عليه السلام قال :

إذا أتى شهر رمضان : فأقرأ  كل ليلة إنا أنزلناه ألف مرة ، فإذا أتت ليلة ثلاثة وعشرين فاشدد قلبك ، وافتح إذنيك  لسماع العجائب مما ترى . 

وقال : قال رجل لأبي جعفر عليه السلام : يا ابن رسول الله ! كيف أعرف أن ليلة القدر تكون في كل سنة ؟

قال عليه السلام : إذا أتى شهر رمضان فأقرأ سورة الدخان في كل ليلة مرة ، وإذا أتت ليلة ثلاثة وعشرين ، فانك ناظر إلى تصديق الذي  عنه سألت .

أمالي الصدوق ص 388 ، وهو شطر من حديث طويل في شأن انا أنزلناه في ليلة القدر برواية العباس بن حريش تراه في الكافي ج 1 ص 252 . 

 

أدعية للصائم عند الإفطار :

يا طيب : هذه أدعية يستحب قراءتها عند الإفطار ، فأختر ما تراه مناسب لحالك منها:

عن محمد بن علي بن الحسين قال : قال  عليه السلام :

يستجاب : دعاء الصائم ، عند الإفطار .

الفقيه ج2ص67 ح275 .

محمد بن محمد المفيد في  المقنعة عنه  عليه السلام قال :

دعوة الصائم : تستجاب عند إفطاره .

المقنعة ص51 .

 

وعن الإمام جعفر الصادق عليه السلام عن آبائه عليهم السلام ، ان رسول الله  صلى الله عليه وآله وسلم كان إذا أفطر قال :

اللهم : لك صمنا ، وعلى رزقك أفطرنا ، فتقبله منا .

 ذهب الظمأ : وابتلت العروق ، وبقي الأجر .

الكافي ج4ص95 .

 

وعن الإمام الصادق أبي عبد الله  عليه السلام قال : تقول في كل ليلة من شهر رمضان عند الإفطار إلى آخره :

الحمد لله  : الذي أعاننا فصمنا ، ورزقنا فأفطرنا .

اللهم : تقبل منا ، وأعنا عليه ، وسلمنا فيه ، وتسلمه منا ، في يسر منك وعافية .

والحمد  لله : الذي قضى عنا يوما من شهر رمضان .

الكافي ج4 ص95 .

 

وعن الإمام الصادق أبي عبد الله ، عن أبيه  عليهما السلام قال : جاء قنبر مولى علي  عليه السلام بفطره إليه قال : فجاء بجراب فيه سويق ..... إلى أن قال : فلما أراد أن يشرب قال عليه السلام :

بسم الله : اللهم لك صمنا ، وعلى رزقك أفطرنا .

 فتقبل منا : إنك أنت السميع العليم .

التهذيب ج4ص200ح 578

 

وعن علي بن موسى بن طاووس في  الإقبال عن النبي  صلى الله عليه وآله قال :

ما من عبد : يصوم ، فيقول عند إفطاره :

يا عظيم يا عظيم : أنت الهي لا إله لي غيرك ، اغفر لي الذنب العظيم .

إنه لا يغفر : الذنب العظيم إلا العظيم .

إلا خرج : من ذنوبه ، كيوم ولدته أمه .

إقبال الاعمال ص114 .

 

وعن موسى بن جعفر ، عن آبائه  عليهم السلام : 

إن لكل صائم عند فطوره دعوة مستجابة ، فإذا كان أول لقمة فقل :

بسم الله : يا واسع المغفرة اغفر لي .

إقبال الأعمال : 116 .

 

وفي رواية أُخرى :  بسم الله الرحمن الرحيم ، يا واسع المغفرة اغفر لي.

 فانه : من قالها عند إفطاره ، غفر له .

إقبال الأعمال ص116 .

 

وعن مولانا زين العابدين  عليه السلام أنه قال :

 من قرأ : إنا أنزلناه ، عند فطوره وعند سحوره .

كان : فيما بينهما ، كالمتشحط بدمه في سبيل الله .

إقبال الأعمال ص114.

يا طيب : هذه الأحاديث  نقلناه من كتب وسائل الشيعة جزء عشرة الباب 7 من أبواب آداب الصائم ، ورتبناه بالشكل الذي بين يديك فأختر واحد منها ونسألك الدعاء .

 

عناوين مفيدة :

 

صحيفة شهر رمضان

آدب الصوم وأحكامه وفضائله وأدعيته

إعداد خادم علوم آل محمد عليهم السلام

الشيخ حسن جليل حردان الأنباري

موسوعة صحف الطيبين

صفحة يمكن الاقتباس منها ونشره في المواقع الاجتماعية

www.alanbare.com/r

 

كتاب الكتروني جيد للمطالعة على الجوال والحاسب

www.alanbare.com/r/r.pdf