الفصل العاشر
ما انشد من قصائد الشعر
في مراثي الحسين عليه السلام
تمهيد : في الشعر وأهدافه :
إني وإن لم اكن ممن يجيد نظم الشعر ولم أتبحر في فنونه ، لكني لا اقل ممن يجيد سماعه وتتوق نفسه لأغراض إنشاده في المناسبات السامية في العقيدة والوجدان كما يأنس بمقاصده الأخرى .
وذلك لأن الشعر قد طرق جميع أبواب الحياة وشؤونها وأبدع واثبت له موقع فيها سواء في ذلك الحياة الاجتماعية أو العقائدية والثقافية بل حتى العلمية ، فإن الشعر ليس فقط نظم جميل وإيقاع حسن يطرب الأسماع ويؤثر في النفوس ، وأن كان هذا منظره العام وفنه المؤثر في الناس في أول وهلة ، لكن محتواه ومقاصده في الحقيقة هي المطلوبة ، فلذا ترى الناس كلاً حسب رغبته وهواه وشأنه يميل لنوع من مقاصده دون سواه وإن كان الشعر أين ما حل فهو حلو جميل وحسن بديع يؤدي غرضه ويصل لمطلبه .
وفي هذه الصفحة من صحيفة الحسين نذكر أسمى مقصد وأعلى غرض من أغراض الشعر وأهدافه الراقية ، ألا وهو باب العقيدة والوجدان والضمير الحر ، نذكر فيها قسم من قصائد و أبيات من الشعر لشعراء كرام ذكروا فيها أعظم مصيبة حلت بالإسلام وأهله ، ولا أعتقد توجد حادثة في الدنيا ذكر فيها الشعر وعبر عنها وعن أهدافها الشعراء من هذه الحادثة .
هذه الحادثة التي يشيب لسماعها الصغير ويهرم وينهد الكبير لما حل بها من الأمور المؤلمة والفواجع العظيمة التي حلت بأهل اكرم بيت في الوجود عند الله تعالى ورسوله والمؤمنون ، ألا وهم ثقل رسول الله وآله الطيبين الطاهرين وبقيته في المسلمين وسيدهم سيد شباب أهل الجنة سبطه الحسين وأهل بيته من قتل فجيع واسر فضيع ولؤم مريع من قبل اتباع بني أمية وأتباعهم .
هذا وقد اخترنا في هذه الصفحة حسب المتيسر بين أيدينا من كتاب بحار الأنوار للعلامة المجلسي رحمه الله قسم يسير مما ذكر من القصائد لبعض الشعراء الذين عبروا عن هذه الحادة العظيمة التي حلت بآل الرسول الكريم ،على أن نتبعها بالتفصيل أو التكثير أن شاء الله تعالى ، ومن أراد التفصيل فليراجع إلى الدواوين الجامعة للشعر في هذه المصيبة كديوان الطفوف وزفرات الثقلين في مأتم الحسين ـ فإن مؤلفه جزاه الله عن الإسلام وأهله خيراً قد جمع فيه ما ذكر من الشعر في هذه الواقعة حسب تأريخ حياة الشعراء ـ وغيرها من الدواوين .
وآما المختار من الشعر في رثاء سيد الشهداء أبا عبد الله الحسين عليه السلام وأرواحنا له الفداء في هذه الصفحة ، فهي أبيات وقصائد لمجموعة من الشعراء وهم :
الأول :شعر عقبة بن عمرو السهمي في رثاء الحسين عليه السلام :
الثاني :شعر الكميت في رثاء الحسين عليه السلام :
الثالث :شعر السري الرّفا في رثاء الحسين عليه السلام :
الرابع : شعر دعبل الخزاعي في رثاء الحسين عليه السلام :
الخامس : شعر كشاجم في رثاء الحسين عليه السلام :
السادس : شعر خالد بن معدان في رثاء الحسين عليه السلام :
ا لسابع : شعر سليمان بن قتة الهاشمي في رثاء الحسين عليه السلام :
الثامن : شعر السوسي في رثاء الحسين عليه السلام :
التاسع :شعر العوني في رثاء الحسين عليه السلام:
العاشر : شعر الزاهي في الحسين عليه السلام :
الحادي عشر : شعر الناشي في رثاء الحسين عليه السلام :
الثاني عشر : شعر المرتضى في رثاء الحسين عليه السلام :
الثالث عشر : شعر السيد الرضي في رثاء الحسين عليه السلام :
الرابع عشر : شعر للشافعي في رثاء الحسين عليه السلام :
الخامس عشر : شعر الجوهري في رثاء الحسين عليه السلام :
السادس عشر : شعر ابن حماد في رثاء الحسين عليه السلام :
السابع عشر : شعر محمد الجيلي في رثاء الحسين عليه السلام :
الثامن عشر : شعر خالد بن عفران في رثاء الحسين عليه السلام :
التاسع عشر : شعر الصنوبري في رثاء الحسين عليه السلام :
العشرون : شعر الخليعي في رثاء الحسين عليه السلام :
الحادي والعشرون : شعر علي الدوادي في رثاء الحسين عليه السلام :
الثاني والعشرون : شعر الصاحب بن عباد في رثاء الحسين عليه السلام:
الثالث والعشرون : شعر العقيلة زينب في رثاء أخيها الحسين عليه السلام :
الرابع والعشرون : شعر جعفر الطائي في رثاء الحسين عليه السلام :
الخامس والعشرون : شعر ابن الهبارية في رثاء الحسين :
قصائد وأبيات أخرى من الشعر في رثاء الحسين عليه السلام
إلى الأعلى
الأول :شعر عقبة بن عمرو السهمي في رثاء الحسين عليه السلام :
أول شعر رثي به الحسين عليه السلام : جاء في مجالس المفيد و أمالي الطوسي عن المفيد ، عن محمد بن عمران ، عن محمد بن إبراهيم ، عن عبد الله ابن أبي سعد ، عن مسعود بن عمرو ، عن إبراهيم بن داحة قال :
أول شعر رثي به الحسين بن علي عليه السلام قول عقبة بن عمرو السهمي من بني سهم بن عوف بن غالب :
تخافـون في الدُّنيـا فأظلم نـورها _ إذا العين فـّرت في الحيـاة وأنتم ففاض عليه من دمـوعي غزيرها _ مررت على قبـر الحسين بكربلا ويسـعـد عيني دمعهــا وزفيرها _ فما زلت أرثيـه وأبكي لشـجوه أطافت بــه من جانبيها قبــورها _ وبكيت من بعد الحسين عصـائب وقـل لها منّي سـلام يـــزورها _ سـلام على أهل القبور بكربـلا تـؤديه نكبـاء الرِّيــاح ومـورها _ سـلام بآصال العـشي وبالضُّحى يفـوح عليـهم مسـكها وعبيـرها _ ولا بـرح الوفّـاد زوار قبــره وذكر مرسلا مثله في مناقب آل أبى طالب ج 4 ص 123 ، وفيه " عقبة بن عميق " وفى تذكرة الخواص 153:عقبة بن عمرو العبسى . بيان : " النكباء " الريح الناكبة التي تنكب عن مهاب الرياح القوم ذكره الجوهري وقال الفيروزآبادي : ريح انحرفت ووقعت بين ريحين أوبين الصبا والشمال ، والمور بالضم الغبار بالريح وفى المناقب " تؤديه نكباء الصبا ودبورها ". بحار الأنوار: جزء45 باب44 حديث1.
إلى الأعلى
الثاني :شعر الكميت في رثاء الحسين عليه السلام :
والدهر ذو صرف والوان _ أضحكني الدهـر وأبكاني صاروا جميعا رهن أكفان _ لتسعة بالطف قد غودروا بنو عـقيل خيـر فـرسان _ وسـتة لا يتجـازى بهـم ذكرهم هيـج أحزانـــي _ ثم عـلي الخـيـر مولاهـم بيان : التجازي التقاضي : بحار الأنوار: جزء45 باب44 حديث 2عن المناقب ج 4 ص 116 .
إلى الأعلى
الثالث :شعر السري الرّفا في رثاء الحسين :
ثـوى الحسيـن بـه ظمـآن آمـينا _ أقام روح وريحان على جدث تطوى على الجمر أو تحشى السكاكينا _ كأن أحشاءنا من ذكره أبـدا وإنـما نقضـوا في قـتـلـه الـدينا _ مهلا فما نقضوا أوتار والده في المناقب اسم الشاعر الوفى السرى
بيان : لعل الأوتار جمع وتر القوس كناية عن العهود والمواثيق ، ولعله كناية عن السداة : ما مد من خيوط الثوب ونسج عليه اللحمة ، فإذا انتقض انتقض اللحمة.
بحار الأنوار: جزء45 باب44 حديث 3عن المناقب ج 4 ص 116 .
إلى الأعلى
الرابع : شعر دعبل الخزاعي في رثاء الحسين عليه السلام :
رأيت في بعض مؤلفات المتأخرين أنه قال : حكى دعبل الخزاعي
قال : دخلت على سيدي ومولاي علي بن موسى الرضا عليه السلام في مثل هذه الأيام فرأيته جالسا جلسة الحزين الكئيب ، وأصحابه من حوله ، فلما رآني مقبلا قال لي : مرحبا بك يا دعبل مرحبا بناصرنا بيده ولسانه ، ثم إنه وسع لي في مجلسه وأجلسني إلى جانبه .
ثم قال لي : يا دعبل احب أن تنشدني شعرا فان هذه الأيام أيام حزن كانت علينا أهل البيت ، وأيام سرور كانت على أعدائنا خصوصا بني أمية ، يا دعبل من بكى وأبكى على مصابنا ولو واحدا كان أجره على الله يا دعبل من ذرفت عيناه على مصابنا وبكى لما أصابنا من أعدائنا حشره الله معنا في زمرتنا ، يا دعبل من بكى على مصاب جدي الحسين غفر الله له ذنوبه البتة .
ثم إنه عليه السلام نهض ، وضرب سترا بيننا وبين حرمه ، وأجلس أهل بيته من وراء الستر ليبكوا على مصاب جدهم الحسين عليه السلام ثم التفت إلي وقال لي :
يا دعبل ارث الحسين فأنت ناصرنا ومادحنا مادمت حيا ، فلا تقصر عن نصرنا ما استطعت .
قال دعبل : فاستعبرت وسالت عبرتي وأنشأت أقول :
وقـد مات عطشانا بشـط فرات _ أفاطـم لو خلت الحسين مجدلا وأجريت دمع العين في الـوجنات _ إذا للطمت الخد فاطم عنـده واندبي نجوم سماوات بأرض فلاة _ أفـاطم قومي يا ابنة الخـير وأخـرى بفـخ نالها صـلواتي _ قبـور بكوفان وأخرى بطيبة كربلا معرسهم فيها بشط فرات _ قبـور ببطن النهـر من جنب توفيت فـيهم قبـل حين وفاتي _ توافوا عطاشا بالعـراء فليتني سقتني بكـأس الثكل والفضعات _ إلى الله أشكو لوعة عند ذكرهم وجبريل والقـرآن والسـورات _ إذا فخروا يوما أتـوا بمحمد وفـاطمة الـزهراء خير بنات _ وعدوا عليا إذا المناقب والعلا وجعفرها الطيار في الحجبات _ وحمزة والعباس ذا الدين والتقى سـمية من نـوكى ومن قذرات _ أولئـك مشؤمون هندا وحربها وهم تركوا الأبناء رهن شـتات _ هم منعوا الآباء من أخذ حقهم وما ناح قمري على الشـجرات _ سأبكيهم ما حـج لله راكـب فقـد آن للتسـكاب وآلهمـلات _ فيا عين أبكيهم وجودي بعبرة وآل رسـول الله منـهتكـات _ بنات زياد في القصور مصونة وآل رسول الله فـي الفلـوات _ وآل زياد في الحصون منيعـة وآل زيـاد تسـكن الحجرات _ ديار رسول الله أصبـحن بلقعا وآل زيـاد غـلظ القصـرات _ وآل رسول الله نحف جسومهم وآل زيـاد ربـة الحـجـلات _ وآل رسول الله تدمى نحورهم وآل زيـاد آمنـوا السـربـات _ وآل رسول الله تسبى حريمهم أكفـا من الأوتـار منقبضـات _ إذا وتـروا مدوا إلى واتريهم ونادى منادي الخير للصلوات _ سأبكيهم ما ذر في الأرض شارق وبالليـل أبكـيهم وبالغـدوات _ وما طلعت شمس وحان غروبها قال المجلسي رحمه الله : أقول : سيأتي تمام القصيدة وشرحها في أبواب تاريخ الرضا عليه السلام. بحار الأنوار: جزء45 باب44 حديث15.
ولدعبل رحمه الله أيضاً :
هـلا بكيت لمـن بكـاه محمد _ هلا بكيت على الحسين وأهله زهـر كرام راكعون وسـجد _ فلقد بكته في السـماء ملائك إذ جــرعوه حرارة ما تبرد _ لم يحفظوا حـب النبي محمد فالثكـل من بعد الحسين مبدد _ قتلوا الحسـين فأثكلوه بسبطه متخضـب بدمـائـه مستشهد _ هذا حسين بالسيوف مبضـع رى بين الحوافر والسنابك يقصد _ عار بلا ثوب صريع في الث تـدعو بفرط حرارة يا أحمد _ كيف القرار وفي السبايا زينب ريا ونحـن عـن الفرات نطرد _ يا جد إن الكلب يشـرب آمنا ولما أعـاينه أقـوم وأقـعد _ يا جد من ثكلي وطول مصيبتي بيان : قوله : " فالثكل من بعد الحسين مبدد " أي تفرق وكثر القتل والثكل بعد قتله عليه السلام في أولاد الرسول صلى الله عليه وآله أو سائر الخلق أيضا ، ولا يبعد أن يكون " فالكل " فصحف بحار الأنوار: جزء45 باب44 حديث 4.
وذكر في الحديث16: قال : ولدعبل الخزاعي رحمه الله :
وبت تقاسـي شدة الزفـرات _ ءأسبلت دمع العين بالعبرات ضاق منك الصدر بالحسرات _ وتبكي لآثـار لآل محمد فقد عيونا لريب الدهر منسـكبات _ ألا فابكهم حـقا وبل عليهـم ابهم وداهية من أعظم النكبات _ ولاتنس في يوم الطفوف مص بلا مرابيع أمطار من المزنات _ سقى الله أجداثا على أرض كر يبه قتيلا لدى النهرين بالفلوات _ وصلى على روح الحسين حب فريـدا ينادي أين أين حماتـي _ قتيـلا بلا جـرم فجيعا بفقده غربة قتيلا ومطلوبا بغير ترات _ أنا الظامئ العطشان في أرض القنا وساقوا نساء ولها خفرات _ وقد رفعوا رأس الحسـين على حه ستلقى عذاب النار باللعنات _ فقل لابن سـعد عـذب الله رو الصبا وأقنت بالآصال والغدوات _ سـأقنت طول الدهـر ما هبت عـوا مقال رسول الله بالشبهات _ على معشر ضلوا جميعا وضي قال : ولدعبل أيضا رحمه الله :
لم ترع حق الله فيه فتهتدي _ يا أمة قتلت حسينا عنوة لِـمَ وبكل أبيض صارم ومهند _ قتلوه يوم الطف طعنا بالقنـا النبي خصيمكم في المشهد _ ولطال ما ناداهم بكلامه جدي والفخر فاطمة الزكية محتدي _ جدي النبي أبي علي فاعلموا ولقد ظمئت وقل منه تجلدي _ يا قوم إن الماء يشربه الورى ألفاه من ثقل الحديد المؤيد _ قد شعني عطشي وأقلقني الذي هـذا حلال من يبايع للغبي _ قالـوا له هذا عليك محـرم من قوس ملعون خبيث المولد _ فأتاه سـهم من يد مشؤومة وابكي الحسين السيد بن السيد _ يا عين جودي بالدموع وجودي قال : ولدعبل أيضا رحمه الله :
إلى وادي المياه إلى الطوي _ منازل بين أكناف الغـري مـصاب الاكرمين بني علي _ لقد شغل الدموع عن الغواني تضـاءل فيه أولاد الـزكي _ أتا أسفي على هفوات دهـر وذكرك مصرع الحبر التقي _ ألم تقف البكاء على حسـين أصابـوا بالتراث بني النبي _ ألم يحزنـك أن بني زيـاد علانيـة سـيوف بني البغي _ وأن بني الحصان يمر فيهم ولدعبل الخزاعي من قصيدته الطويلة :
للشوم يقدم جندهم إبليس _ جاؤا من الشام المشومة أهلها تركوه وهو مبضع مخموس _ لعنوا وقد لعنوا بقتل إمامهم عبرى حواسر مالهن لبوس _ وسبوا فواحزني بنات محمد بالنار ذل هنالك المحبوس _ تبا لكم يا ويلكـم أرضيتـم كم عز الحياة وإنه لنفيس _ بعتم بدنيا غيركم جهـلا ب لعنت وحظ البائعين خسيس _ أخسر بها من بيعة أمويـة بإمامكم وسط الجحيم حبيس _ بؤسا لمن بايعتم وكأننـي عصبة هم في القياس مجوس _ يا آل أحمد ما لقيتم بعده من يوم الطفوف على الحسين نفوس _ كم عبرة فاضت لكم وتقطعت يوما على آل اللعين عبوس _ صبرا موالينا فسوف نديلكم وعليه نفسي ما حييت أسوس _ مازلت متبعا لكم ولأمركم
الخامس : شعر كشاجم في رثاء الحسين عليه السلام :
أثقب زند الهموم قادحة _ إذا تفكرت في مصـابهم وبعضهم بعدت مطارحه _ فبعضهم قربت مصارعه ثم تجلى وهم ذبـائحه _ أظلـم في كربلاء يومهم ونال أقوى مناه كاشحه _ ذل حماه وقـل ناصـره بحار الأنوار: جزء45 باب44 حديث 2عن المناقب ج 5 ص 116 .
السادس : شعر خالد بن معدان في رثاء الحسين عليه السلام :
محمـد مترملا بدمائه ترميلا _ جاءوا برأســك يا ابن بنت في قتـلك التنزيـل والتأويلا _ قتلوك عطشانا ولم يترقبـوا قتلوا جهـارا عامدين رسولا _ وكأنما بك ياابن بنت محمـد قتلـوا بك التـكبير والتهليلا _ ويكبـرون بـأن قتلت وإنما بحار الأنوار: جزء45 باب44 حديث 5 .
السابع : شعر سليمان بن قتة الهاشمي في رثاء الحسين :
فلم أرها أمثالهـا يوم حـلت _ مررت على أبيات آل محمـد ضة لفقد حسين والبلاد اقشعرت _ ألم تر أن الأرض أضحت مري أذل رقاب المسـلمين فذلـت _ وإن قتيل الطف من آل هاشـم لقد عظمت تلك الرزايا وجـلت _ وكانوا رجاء ثم عادوا رزيـة هذا هو الصحيح كما نص عليه الفيروزآبادى قال : وقتة كضبة : أم سليمان وعنونه ابن قتيبة في التابعين وقال : منسوب إلى أمه وهو مولى لتيم قريش ، وكان مع روايته شاعرا ، وهكذا قال المبرد في الكامل : سليمان بن قتة رجل من تيم بن مرة وكان منقطعا إلى بنى هاشم .
أقول ولعل ابن شهر آشوب أراد من وصفه بالهاشمي انقطاعه ذلك ، وإلا فهو تيمي ولاء ، ولعله تصحيف القرشي ، وقد يقال أنه خزاعى كما فى أسد الغابة ج 2 ص 21 ، وهكذا في الاستيعاب بذيل الإصابة ج 1 ص 378 بحار الأنوار: جزء45 باب44 حديث 5 .
أقول : وقال ابن نما رحمه الله : رويت إلى ابن عائشة قال مر سليمان بن قتة العدوي مولى بني تيم بكربلا بعد قتل الحسين عليه السلام بثلاث فنظر إلى مصارعهم فاتكأ على فرس له عربية وأنشأ الأبيات السلفة الذكر بهذه الصورة :
فلـم أرها أمثالها يوم حـلت _ مررت على أبيـات آل محمـد لفقد حسين والبلاد اقشعرت _ ألم تر أن الشمس أضحت مريضة لقد عظمت تلك الرزايا وجلت _ وكانوا رجاء ثم أضحتوا رزيـة وتقتـلنـا قيس إذا النعل زلت _ وتسـألنا قيـس فنعطي فقيرهـا سنطلبهم يومـا بها حيث حلت _ وعنـد غني قطـرة من دمائنـا أصبحت منهم بـزعمي تخلت _ فلا يبعد الله الديـار وأهلهـا وإن أذل رقـاب المسـلميـن فذلت _ وإن قتيل الطـف من آل هاشـم وأنجمها ناحت علـيه وصـلت _ وقد أعولت تبكي السـماء لفقتده وقيل : الأبيات لأبي الرمح الخزاعي حدث المرزباني قال : دخل أبو الرمح إلى فاطمة بنت الحسين بن علي عليه السلام فأنشدها مرثية في الحسين عليه السلام :
فلم تصح بعد الدمع حتى ارمعلت _ أجالت على عيني سحائب عبرة أكثـرت في الدمـع لا بـل أقلت _ تبكي على آل النبي محمد ومـا وقد نكأت أعداؤهم حيـن سـلت _ أولئك قوم لم يشيموا سـيوفهم أذل رقـابـا من قـريـش فذلت _ وإن قتيل الطـف من آل هاشـم فقالت فاطمة : يا أبا رمح هكذا تقول ؟ قال : فكيف أقول جعلني الله فداك .
قالت : قل : " أذل رقاب المسلمين فذلت " فقال : لا أنشدها بعد اليوم إلا هكذا .
الثامن : شعر السوسي في رثاء الحسين :
قد مات عطشانا بكرب الظما _ لهفي على السبـط وما ناله لـيس من الناس له من حما _ لهفي لمن نكس عن سـرجه في رمحه يحكيه بدر الدّجى _ لهفي على بدر الهدى إذ علا تسـاق سـوقا بالعنا والجفا _ لهفي على النسـوة إذ برّزت ابرزن بعد الصون بين الملا _ لهفي على تلك الوجـوه التي عـلاه بالطف تـراب العرا _ لهفي على ذاك العذار الـذي حنــاه بالطف سيوف العدا _ لهفي على ذاك القـوام الذي وله أيضاً رحمه الله :
سكبتها العيون في كربلاء _ كم دموع ممزوجة بدمـاء مفردا بين صحبه بالعراء _ لست أنساه بالطفوف غريبا صـريعا مخضبا بالدماء _ وكأني به وقد خر في الترب يهتـكن مثل هتـك الإماء _ وكأني به وقد لحظ النسوان وله أيضاً رحمه الله :
يا عين بانغـزار _ جودي على حسـين إذا الجار لا يجار _ جودي على الغريب مع الصبية الصغار _ جودي على النساء مطروح في القفار _ جودي على القتيـل وله أيضاً رحمه الله :
لقد قل الاصطبار _ ألا يا بني الرسول خـلت منكم الديار _ ألا يا بني الرسول فلا قر لي قـرار _ ألا يا بني الرسول وله أيضاً رحمه الله :
ودم الحسـين بكربلاء أريقا _ لا عذر للشـيعي يرقأ دمعه عشت في بحر الهموم غريقا _ يا يوم عاشورا لقد خلفتني ما وتمزقـت أسبابهم تمـزيقا _ فيـك استبيح حريم آل محمد لم يـرو حتى للمنـون أذيقا _ ءأذوق ري الماء وابن محمد وله أيضاً رحمه الله :
عرس الحزن في فؤادي _ وكل جفني بالسهاد مذ أكرم به رائحا وغادي _ ناع نعى بالطفوف بدرا لما أحاطت به الأعادي _ نعى حسينا فدته روحي وجاهدوا أعظم الجهاد _ في فتية ساعدوا وواسوا ونكسـوه عن الجـواد _ حتى تفانوا وظل فـردا جرعه الموت وهو صاد _ وجاء شـمر إليه حـتى كالبدر يجلو دجى السواد _ وركب الرأس في سنان على مطايـا بلا مهـاد _ واحتملوا أهلـه سـبايا وله أيضاً رحمه الله :
حوله الأطهار كالأنجم الزهر _ ءأنسى حسينا بالطفوف مجدلا ومن الرمح مثل البدر في ليلة البدر _ ءأنسى حسينا يوم سير برأسه على يهتكن من بعد الصيانة والخدر _ ءأنسى السبـايا من بنـات محمـد بيان : " وهو صاد " أي عطشان. بحار الأنوار: جزء45 باب44 حديث 5 .
التاسع :شعر العوني في رثاء الحسين عليه السلام:
بالطف أضحت كثيبا مهيلا _ فيا بضعة من فـؤاد النبي بالطف شلت فأضحت أكيلا _ ويا كبدا من فؤاد البتـول وأبكيت من رحمـة جبرئيلا _ قتلت فأبكيت عين الرسول وله أيضاً رحمه الله :
أورثـني فقـدك المنايـا _ يا قمرا غاب حين لاحا صرفك من حادث صلاحا _ يا نوب الدهر لم يدع لي أسـتعذب اللهـو والمزاحا _ أبعد يوم الحسين ويحي ماتوا ولم يشـروا المباحا _ يا بأبـي أنفس ظمـاء باكـرها حتفهـا صبـاحا _ يا بأبـي غـرة هـداة بـكى الهـدى فقدكم وناحا _ يا سـادتي يا بني علي أقولـها عنوة صـراحا _ يا سادتي يا بني إمـامي آنسـتم القفـر والبطاحا _ أوحشتم الحجر والمساعي والسـور النول الفصاحا _ أوحشتم الذكـر والمثاني في المناقب جزء4ص119 : بعدكم وناحا.
بيان : " النول " كركع جمع النائل أي العطاء كذا في الأصل وهو سهو والصحيح كما في المصدر : والسورالطول الفصاحا بحار الأنوار: جزء45 باب44 حديث 6 .وله أيضاً رحمه الله :
بالطـف مسلوب الرداء خليعا _ لم أنس يوما للحسين وقد ثـوى ريان من غصص الحتوف نقيعا _ ظمآن من ماء الفـرات معطشا فيــراه عنه محرما ممنوعـا _ يرنو إلى ماء الفرات بطرفــه بيان : " نقيعا " أي كأنه نقع له سم الحتوف ، أومن قولهم سم ناقع ، أي بالغ وسم منقع أي مربى ، ورنا إليه يرنو رنوا أدام النظر .
بحار الأنوار: جزء45 باب44 حديث 7 .
العاشر : شعر الزاهي في الحسين عليه السلام :
وأفنى دموعي إذا ما جرت _ أعاتب عيني إذا أقصـرت دموعي على الخد قد سطرت _ لذكراكم يا بني المصطفى جفوني عن النوم واستشعرت _ لكم وعليكم جفت غمضها وفيهـا الأسـنة قد كسـرت _ أمثل أجسـادكم بالعراق ؟ بـدورا تكسـف إذ أقمـرت _ أمثلكم في عراص الطفوف كم كخط الصحيفـة إذ أقفرت _ غدت أرض يثرب من جمع لزهـر النجـوم إذا غورت _ وأضحى بكم كربـلا مغربا ومنهـا الـذوائب قد نشرت _ كأني بزينب حـول الحسين وتبدي من الوجد ما أضمرت _ تمـرغ في نحره شعـرها السـوط في جنبها أبصـرت _ وفـاطمة عقلها طائـر إذا يفيض دم النحـر قد عفـرت _ وللسبـط فوق الثرى شيبة كغـرة صبـح إذا أسـفرت _ ورأس الحسـين أمام الرفاق وله أيضاً رحمه الله :
وحسـين ظـام فريد وحيد _ لست أنسى النساء في كربلاء قضب الهنـد ركع وسجود _ سـاجد يلثـم الثـرى وعليه ويرى الماء وهو عنه بعيد _ يطلب الماء والفرات قـريب بيان : جفت أي أبعدت وقوله : " جفوني " فاعله ، وقوله : " عن النوم " متعلق به بتضمين معنى الفرار ونحوه ، أي أبعدت وتركت جفوني غمضها وضمها فرارا عن النوم ، واستشعرت أي أضمرت حزنا يقال : استشعر فلان خوفا أي أضمره .
قوله : " إذ أقمرت " أي قبل أن تصل إلى البدرية والكمال تكسفت ، قوله : " إذ أقفرت " أي خلت أرض يثرب منكم فبقي منكم فيها آثار خربة كخط الصحيفة .
يقال : سيف قاضب وقضيب أي قطاع والجمع قواضب وقضب .
بحار الأنوار: جزء45 باب44 حديث 8 .
الحادي عشر : شعر الناشي في رثاء الحسين عليه السلام :
نكت حسراتها كبد الرسول _ مصائب نسل فاطمة البتـول وأسلمها الطلوع إلى الأفول _ ألا بأبي البدور لقين كسفـاً مصابي منـك بالداء الدخيل _ ألا يا يوم عاشورا رمانـي يلاقي الترب بالوجه الجميل _ كأني بابن فاطمـة جديـلا على الحصبـاء بالخد التليل _ يجرن في الثرى قدا ونحراً فوا أسفا على الجسم النحيل _ صريعا ظل فوق الأرض أرضا تخطاه العتـاق من الخيول _ أعـاديـه تـوطـأه ولـكن وعـلوه على رمح طـويل _ وقد قطـع العداة الرأس منه يجززن الشعور من الأصول _ وقد بـرز النسـاء مهتكات يخضـب بالدماء إلى قتيل _ يسـرن مع اليتامى من قتيل وطـورا يلتثمن بني عقيل _ فطـورا يلتثـمن بني عـلي كساها الـحزن أثواب الذليل _ وفاطمـة الصغيرة بعد عـز طلبنا بعد فقـدك بالذحـول _ تنادي جـدهـا يا جـد إنـا بيان : قال الفيروزآبادي : داء وحب دخيل أي داخل والجديل الصريع وجرن الحب طحنه ، وجرن الثوب جرونا انسحق ، والقد القامة ، وتله للجبين أي صرعه ، والذحول جمع الذحل يقال : طلب بذحله أي بثأره
بحار الأنوار: جزء45 باب44 حديث 9 .
الثاني عشر : شعر المرتضى في رثاء الحسين عليه السلام :
كان للدين عصبيا _ إن يوم الطف يوما في المسرات نصيبا _ لم يدع للقلب مني أترعوا الدنيا غصوبا _ لعن الله رجـالاً قدروا شنوا الحروبا _ سالموا عجزا فلما عنـدنا ظلما وحوبا _ طلبلـوا أوتار بدر وله أيضاً رحمه الله :
كسائر لا تؤسى ولا هي تجبـر _ لقد كسرت للدين في يوم كربـلا وإمـا قتيـل بالتـراب معفـر _ فـإما سـبي بالرمـاح مسـوق وصرعى كماشات ضباع وأنسر _ وجرحى كما اختارت رماح وأنصل بيان : يوم " عصيب " أي شديد ، وأترعه أي ملاه ، والترع محركة الإسراع إلى الشر ، وترع فلان كفرح اقتحم الأمور مرحا ونشاطا ، والحوب بالضم الإثم والهلاك والبلاء قوله : لا تؤسى من أسوت الجرح أي داويته .
الثالث عشر : شعر السيد الرضي في رثاء الحسين عليه السلام :
ما لقى عنـدك آل المصطفى _ كربلا لازلـت كربا وبـلا من دم سـال ومن دمع جرى _ كم علـى تربك لما صرعوا نـزلـوا فيها على غير قرى _ وضـيـوف لفـلاة قفـرة بحدي السيف على ورد الردى _ لم يذوقوا الماء حتى اجتمعوا لا تـدانيهـا عـلوا وضيـا _ تكسف الشمس شموس منهم أرجل السـبق وأيمان النـدا _ وتنوش الوحش من أجسادهم قمر غاب ومن نـجم هـوى _ ووجوها كالمصابيح فمـن جائـر الحكـم عليهـن البلى _ غيرتهـن الليـالي وغـدا وهم مـا بيـن قتـل وسـبا _ يا رسـول الله لو عاينتـهم عـاطش يسـقى أنابيب القنا _ من رميض يمنع الظل ومن محمـول على غيـر وطـا _ ومسوق عاثر يسعى به خلف ثم سـاقوا أهله سوق الامـا _ جزروا جزر الأضاحي نسله خـامـس أصحـاب الكسـا _ قتلوه بعـد علم منهـم أنـه وأبـوها وعـلي ذو العـلا _ ميـت تبـكي لـه فـاطمة وله أيضاً رحمه الله :
لبكاء فاطمـة على أولادها _ شغل الدموع عن الديار بكاؤهـا دفع الفرات يذاد عن ورادها _ لم يخلفوها في الشهيـد وقد رأى لقنا بني الطرداء عند ولادها _ أترى درت أن الحسين طريـدة أمويـة بالشـام من أعيادهـا _ كـانـت مآتم بالعراق تعدهـا زرع النبي مظنـة لحصارها _ ما راقبت غضب النبي وقد غدا فلبئس ما ادخرت ليوم معادها _ جعلت رسول الله من خصمائها ودم الحسين على رؤس صعادها _ نسل النبي على صعاب مطيها تبعت أميـة بعـد ذل قيادهـا _ وا لهفتـاه لـعصبـة علويـة وغلاظ وسم الضيم في أجيادها _ جعلت عـران الذل في أنافهتا وقضت بما شاءت على أشهادها _ واستأثرت بالأمر عن غيابهـا وشـفت قديم الغـل من أحقادها _ طلبت تراث الجاهلية عندهـا تترقص الأشيـاء من إيقـادهـا _ يا يوم عاشوراء كم لك لوعتة وفي بعض الكتب فيه زيادة :
خرت عماد الدين قبل عمادها _ إن قوضت تلك القباب فإنها وقضى أوامره إلى أمجادها _ هي صفوة الله التي أوحى بها أبدا فيسنـدها إلى أضدادها _ يروي مناقب فضلها أعداؤها وبنيه بين يزيـدها وزيادها _ يا فرقة ضـاعت دماء محمد وأكف آل الله في أصفادهـا _ صغرا بمال الله ملء أكفهـا ضرب الغرائب عدن بعد ذيادها _ ضربوا بسيف محمـد أبناءه تترقص الأحشاء من إيقادهـا _ يا يوم عاشوراء كم لك لوعتة حزني ولو بالغت في إيرادها _ ما عـدت إلا عاد قلبي علـة بيان : قوله : " بحدي السيف " أي حداهم السيف حتى اجتمعوا على نوبة هلاكهم ، أو على ما يورد عليه من الهلاك ، ويمكن أن يكون بحد السيف على التخفيف لضرورة الشعر ، وفي بعض النسخ بحذا السيف أي قبال السيف .
قوله : " تكسف الشمس " أي هم شموس كل منهم يغلب نوره نور الشمس ويكسفها ، والنوش التناول قوله : " جائر الحكم " حال عن البلى ، أي بلى كثير كأنه جار في الحكم ولعل مراده غير المعصوم فانه لا يتطرق إليه البلى ، مع أنه في الشعر قد لا يراعى تلك الأمور.
قوله : " شغل الدموع " أي شغل البكاء على تلك المصيبة الدموع عن انصبابها لذكر ديار المحبوبين ومنازلهم ، فالضمير في " بكاؤها " راجع إلى العيون بقرينة المقام ، والأصول شغل العيون أي عن النظر إلى الديار ، قوله : " لم يخلفوها " أي لم يرعوا حرمة فاطمة في الشهيد .
والدفع بضم الدال وفتح الفاء جمع الدفعة أي دفعات الفرات وانصباباتها ، والدفاع : طحمة الموج والسيل .
قوله : درت أي علمت فاطمة عليها السلام قوله : بني الطرداء أي أبناء الذين كانوا مطرودين ملعونين حين تلد فاطمة تلك الأولاد ، والزرع الولد ، وهنا معناه الآخر مرعي والصعدة القناة المستوية تنبت كذلك لا تحتاج إلى تثقيف ، والصعاد جمعها والعران العود الذي يجعل في وترة أنف البختي .
بحار الأنوار: جزء45 باب44 حديث 10 .وللسيد الرضي الموسوي نقيب النقباء البغدادي هذه الأبيات من الشعر في رثاء سيد الشهدا عليه السلام:
لباب الودق بالنطف العذاب _ سقى الله المدينة من محـل رخـي البال ملآن الوطاب _ وجاد على البقيع وسـاكنيه معالمها من الحسـب اللباب _ وأعلام الغري وما أساخت قضى ظمأ إلى برد الشراب _ وقبرا بالطفوف يضم شـلوا ول الـودق منخرق العباب _ وبغدادا وسامرا وطوسـا هط وعنكم طال باعي في الخطاب _ بكم في الشعر فخري لا بشعري وفي أيديكـم طرف انتسـابي _ ومن أولـى بكـم مني وليا
الرابع عشر : شعر للشافعي في رثاء الحسين عليه السلام :
وأرق نومي فالسهاد عجيب _ تـأوه قلـبي والفـؤاد كئيتب وإن كرهتهـا أنفس وقلوب _ فمن مبلغ عني الحسين رسالـة صبيغ بماء الأرجوان خضيب _ ذبيح بلا جـرم كأن قميصـه للخيل من بعد الصهيل نحيب _ فللسيف إعوال وللرمح رنـة و كادت لهم صم الجبـال تذوب _ تزلزلت الـدنيا لآل محمـد و اكب وهتك أستار وشق جيوب _ وغارت نجـوم واقشـعرت كو هاشم ويغزى بنوه إن ذا لعجيب _ يصلى على المبعـوث من آل فــذلك ذنب لست عنه أتوب _ لئن كان ذنبي حب آل محـمد إذا ما بـدت للناظرين خطوب _ هم شفعائي يوم حشري وموقفي بحار الأنوار: جزء45 باب44 حديث 12 .
وذكر : أخبرني سيد الحفاظ أبو منصور شهردار بن شيرويه الديلمي ، عن محيي لسنة أبي الفتح إجازة قال : أنشدني أبو الطيب البابلي أنشدني أبو النجم بدربن إبراهيم بالدينور للشافعي محمد بن إدريس :
وأرق نومي فالرقاد غريـب _ تأوَّب همـي والفؤاد كئيـب تصاريف أيام لهن خطـوب _ ومما نفى جسمي وشيب لمتي وإن كـرهتها أنفس وقلـوب _ فمن مبلغ عني الحسين رسالة صبيغ بماء الأرجوان خضيب _ قتيلا بلا جـرم كأن قميصـه وللخيل من بعد الصهيل نحيب _ وللسـيف إعوال وللرمح رنة وكادت لها صم الجبال تـذوب _ تزلـزلت الدنيـا لآل محمد هاشم ويغزى بنوه إن ذا لعجيب _ يصلى على المهـدي من آل فـذلك ذنب لسـت منه أتوب _ لئن كان ذنبي حب آل محمد بحار الأنوار: جزء45 باب44 حديث 16 .
الخامس عشر : شعر الجوهري (الجرجاني ) في رثاء الحسين عليه السلام :
خـذوا حدادكـم يا آل ياسين _ عاشورنا ذا ألا لهفي على الدين بنات أحمد نهب الروم والصين _ اليوم شقق جيب الدين وانتهبت يقـول من ليتيـم أو لمسـكين _ اليوم قام بأعلا الطف نادبهـم أمسى عبير نحور الحور والعين _ اليوم خضب جيب المصطفى بدم على مناخـر تـذليل وتوهيـن _ اليوم خر نجوم الفخر من مضر وجزرت لهم التقوى على الطين _ اليـوم أطفئ نـور الله متقـدا وبـرقعت عزة الإسلام بالهون _ اليوم هتك أسـباب الهدى مزقا وطاح بالخيل ساحات الميادين _ اليـوم زعزع قدس من جوانبه ممـا صـلوه ببـدر ثم صفين _ اليـوم نال بنو حرب طوائلها شرقا من نفسه بنجيع غير مسنون _ اليوم جـدك سبط المصطفى ! إيضاح " الحداد " بالكسر ثياب المأتم السود ، وطاح أي هلك وسقط الطوائل جمع طائلة ، وهي العداوة والترة ، والنجيع من الدم ما كان إلى السواد وقيل : هودم الجوف خاصة ، والمسنون المتغير المنتن .
وقوله شرقا فعل والالف للإشباع أي شرق بسبب مصيبة من هو بمنزلة نفسه بدم طري من الحزن .
بحار الأنوار: جزء45 باب44 حديث 12 .وذكر في البحار أن القصيدة أعلاه للجرجاني ، وذكر لها هذه الزيادة التالية :
تبا لرأي فريق فيـه مغبـون _ زادوا عليه بحبس الماء غلته فليتهم سمحوا مـنها بماعـون _ نالوا أزمـة دنياهم ببغيهـم فرقة الغي يا حزب الشياطين _ حتى يصيح بقنسرين راهبها يا على القنـاة بدين الله يوصيني _ أتهزؤن برأس بـات منتصبا وبالنبي وحـب المرتضى ديني _ آمـنت ويحكـم بالله مهتـديا وقسـموه بأطراف السـكاكين _ فجدلوه صريعا فوق جبهـته إحن على اساراهم فعل الفراعين _ وأوقروا صهوات الخيل مـن محمولة بين مضروب ومطعون _ مصفدين على أقتاب أرحلهـم مـوا من الثدي بأنياب الثعابين _ أطفال فاطمـة الزهراء قد فط ومـكن الغي منها كل تمكين _ يا أمـة ولي الشـيطان رايتها ولا الفواطم من هند وميسون ؟ _ ما المرتضى وبنوه من معاوية هام على وجهه خوفا ومسجون _ آل الرسول عباديد السيوف فمن تهمي ولا تدعي دمعا لمحزون _ يا عين لا تدعي شيئا لغاديـة ضي بكل لؤلؤ دمع فيك مكنون _ قومي على جدث بالطف فانتق سيف يقطع عنكم كل موصون _ يا آل أحمد إن الجوهري لكـم قال : ولآبي الحسن علي بن أحمد الجرجاني من قصيدة طويلة يمدح أهل البيت عليهم السلام :
تهمي عليه ضلوعي قبل أجفان _ وجدي بكوفان ما وجدي بكوفان أتت بشاشتها أقصى خراسـان _ أرض إذا نفحت ريح العراق بها جهد الصدى فتراه غير صديان _ ومن قتيل بأعلى كربـلاء على رى الجوانح من روح ورضوان _ وذي صفائح يستسقي البقيع به قـدا معا مثل ما قد الشـراكان _ هذا قسـيم رسـول الله من آدم وجه الهدى وهما في الوجه عينان _ وذاك سبطا رسول الله جدهما مضـرجين نشـاوى من دم قان _ واخجلتا من أبيهم يوم يشهدهم فاسـتبدلت للعمى كفـرا بإيمان _ يقول : يا أمة حف الضلال بها بخيـر ما جاء من آي وفـرقان _ ماذا جنيـت عليـكم إذ أتيتكم على شـفا حفرة من حر نيران _ ألم أجركم وأنتم في ضلالتـكم فرقا مثارة بين أحقـاد وأضغان _ ألم أؤلف قلـوبا منـكم مزقـا وآيـة الغـر في جمـع وقـرآن _ أما تركـت كتاب الله بينكـم ألـم أكـن فيكـم مـاء لظمـآن _ ألم أكن فيكم غـوثا لمضطهـد وتـرجون عند الحوض إحساني _ قتلتم ولدي صبرا على ظمأ هذا البتـول وهـم لحمي وجثمـاني _ سـبيتم ثكلتكـم أمـهاتكم بنـي وقد قطعتم بـذاك النكث أقـراني _ مزقتـم ونكثتـم عهد والدهـم كرام رهطي وراموا هدم بنياني _ يا رب خذ لي منهم إذ هم ظلموا والحـاكم الله للمظلوم والجـاني _ ماذا تجيبون والزهراء خصمكم عليكـم الدهر من مثنى ووحدان _ أهل الكساء صلوة الله ما نزلت شمس النهار ومالاح السمـا كان _ أنتم نجوم بني حواء ما طلعـت والدهـر يأمرني فيه وينهـاني _ مازلت منكم على شـوق يهيجني دل زادي ، وتقـوى الله إمكاني _ حتى أتيتك والتوحيد راحلتي والع ردت بلالائها أبصـار عميـان _ هذه حقائـق لفظ كلمـا برقـت هي الردى لبني حرب ومـروان _ هي الحلى لبني طـه وعترتهـم محبة لكـم من أرض جرجـان _ هي الجواهر جاء الجوهري بـها (ويرجـو من ربه رحمة وغفران _ وحسن خـادم علوم الآل ينقلها )
السادس عشر : شعر ابن حماد في رثاء الحسين عليه السلام :
وكدر من دهري وعيشي ما حلا _ مصاب شهيد الطف جسمي أنحلا بقلبـي أحزان توسـدني البـلى _ فما هل شـهر العشر إلا تجددت عليه من الأرجاس في طف كربلا _ وأذكر مولاي الحسين وما جرى لعترتـه الغـر الكـرام ومن تلا _ فـوالله لا أنسـاه بالطف قائـلا بأنـي بها أمسي صريعا مجدلا _ ألا فانزلوا في هذه الأرض واعلموا ويصبح جسمي بالدماء مغسـلا _ واسقى بها كأس المنون على ظما مقـالي يا شـر الأنـام وأرذلا _ ولهفي له يدعـو اللئـام تأمـلوا ووالـدي الكرار للـدين كمـلا _ ألم تعلموا أنـي ابن بنت محمـد وهل كنت في دين الإله مبـدلا ؟ _ فهل سـنة غيرتها أو شريعـة ؟ أحـرمت ما قـد كان قبل محللا ؟ _ أحللت ما قد حـرم الطهر أحمد ؟ سنسقيك كأس الموت غصبا معجلا _ فقالوا لـه : دع مـا تقول فإننا ونشفي صدورا من ضغائنكم ملا _ كفعل أبيك المرتضى بشـيوخنا وأحـزانـه منها الفؤاد قد امتـلا _ فأثنى إلى نحو النساء جـواده على الضر بعدي والشدائد والبـلا _ ونادى ألا يا أهل بيتي تصبروا على الرغم مني لا ملال ولا قـلا _ فاني بهذا اليوم أرحـل عنـكم أودعـكم والدمع في الخد مسبلا _ فقوموا جميعا أهل بيتي وأسرعوا سـيجزيكم خير الجـزاء وأفضلا _ فصبـرا جميـلا واتقوا الله إنه يحامي عن دين المهيمن ذي العلا _ فأثنى على أهـل العنـاد مبادرا كفعـل أبيـه لـن يـزل ويخذلا _ وصال عليهم كالـهزبر مجاهدا فألقـوه عن ظهر الجـواد معجلا _ فمـال عليه القوم من كل جانب بها أصبح الديـن القويم معطـلا _ وخـر كريم السـبط يالك نكبـة وناحت عليه الجن والوحش في الفلا _ فأرتجـت السبع الشداد وزلزلت ينـوح وينـعى الظامئ المترمـلا _ وراح جواد السبط نحو نسـائه فعاين مهر السبط والسرج قد خلا _ خرجن بنيات البتـول حواسـرا وأسكبن دمعا حـره لـيس يصطلى _ فأدميـن باللطم الخـدود لفقده أخي كنت لي حصنا حصينا وموئلا _ ولم أنس زينب تستغيث سـكينة وأورثتنـي حزنـا مقيمـا مطـولا _ أخي يا قتيل الأدعياء كسرتني الفدا فقد خبت فيما كنت فيه اؤمـلا _ أخي كنت أرجو أن أكـون لك أرى جبينك والوجـه الجميل مرملا _ أخي ليتني أصبـحت عميا ولا أيـا أم ركني قد وهـى وتـزلزلا _ وتدعو إلى الزهراء بنت محمد طـريحا ذبـيحـا بالدمـاء مغسلا _ أيا أم قد أمسى حبيبك بالعـرا يلـوح كالبـدر المنيـر إذا انجلى _ أيا أم نوحي فالكريم على القنـا بي دموعا على الخد التريب المرملا _ ونوحي على النحر الخضيب وأسك خيول بـني سفيان في أرض كربلا _ ونوحي على الجسم التريب تدوسه بعـده يقاد إلى الرجس اللعين مغللا _ ونوحي على السـجاد في الأسـر إلى أن نـرى المهدي بالنصـر أقبلا _ فيا حسـرة ما تنقضي ومصـيبة إمـام لـه رب السـماوات فضـلا _ إمـام قيـم الديـن بـعد خفائـه وعـوني أيا أهـل المفاخـر والعلا _ أيا آل طـه يا رجـائي وعـدتي أيـا سـادتـي إلا أبيـت مقلـقـلا _ يمينـا بأنـي ما ذكرت مصابكم مقيـم إلـى أن أسـكن الترب والبلا _ فحزني عليكـم كـل آن مجـدد كئيـب وقد أمسـى عليكـم معـولا _ عبيدكـم العبـد الحقيـر محمـد ( ببابكم يرتجـي في الآخرة العلا _ وناقل شعره حسن المسـكين ) إذا مـا أتـى يـوم الحسـاب ليسألا _ يؤمـلكم يا سادتي تشفعـوا لـه غـدا يـوم آتـي خـائفا متوجـلا _ فوالله ما أرجـو النجـاة بغيـركم وعـاينت ما قـدمت في زمن الخلا _ إذا فـرمني والـدي ومصـاحبي غـد لان بكـم قدري وقدرهم عـلا _ ومنـوا على الحضـار بالعفو في سـلام علـى مـر الزمـان مطولا _ عليكـم سـلام الله يـا آل أحمـد بحار الأنوار: جزء45 باب44 حديث 16 .
السابع عشر : شعر محمد الجيلي في رثاء الحسين عليه السلام :
ذكر في البحار حديث16 ( أقول : لبعض تلامذة والدي الماجد نور الله ضريحه ، وهو محمد رفيع بن مؤمن الجيلي ، تجاوز الله عن سيئاتهما وحشرهما مع سداتهما مراثي مبكية حسنة السبك ، جزيلة الألفاظ ، سألني إيرادها لتكون لسان صدق له في الآخرين وهي هذه المراثي الأربعة التى جعلناه بين المعقوفتين مما ألحقه المؤلف قدس سره بعد تأليف الكتاب وانتشاره ولذلك لا يوجد منها في نسخة الأصل أثر ، وانما نقناها من نسخة الكمبانى ، والظاهر أنهم نقلوها من خط المؤلف قد سره على بعض النسخ ) .
وهنا نذكر المرثية الرابعة ومن أراد المراثي الثلاث الأولى فعيه بالرجوع للبحار جزء45 باب43 حديث16.المرثية الرابعة من مراثي المرحوم محمد رفيع الجيلي في رثاء الحسين عليه السلام :
وعلى الحزن دعوني _ اطلبوا للضحك دوني عـن أهل الشجـون _ حـرم الضحك أخلائي أو أنيس أو قريــن _ حزنـتي ليس لــخ منهـم أن يخلفونـي _ أو لولد كنت أرجـو ورنيـنـي وأنيـنـي _ إنمـا حزني وبثـي المصطفى الهادي الآمين _ لشهيد الطف سـبط قومـه هل مـن معين _ لهف قلبي إذ ينـادي وننّ إذ قـد سـمعوني _ مـا لقومـي لا يجيب مـتـن داء دفـيـن _ ألـما في قلبهـم مني الإسلام أم لم يعرفوني _ ألم لهم بـغض علـى الآتـي بقـرآن مبيـن _ ها أنـا ابن المصطفى الهادي إلى ديـن مبيـن _ هـا أنا ابن المرتضى ومـة جبرائيـل الأميـن _ أمـي الزهراء مخـد قـديس والإسـلام ديني _ مذهبـي التوحيد والت ري اليوم قومي أنصفوني _ هل علـى الأرض نظي حـريـمي ؟ أخبـروني _ فبما استـحللتم هتـك المرء يا رب أرجعونـي _ ويلكـم يـوم ينـادي جـدي بالصـوت الحزين _ وأنـا أشـكو إلـى قومي كـيف استضعفوني _ جـد يا جـد تـرى لاستضعاف حتى قتلونـي _ ثـم لـم يرضـوا با الفاسـق العلـج الهـجين _ آه من جـور عبيـد يظهـران الحقـد دوني _ آه مـن شـمر وشبث آه مـن عفـر جبينـي _ آه مـن إدماء نحـري هـن من لحـمي وطيني _ آه من أجـل صبايـا هـو نـفسـي ووتينـي _ آه من ذي ثـفنـات مـن حصـن حصيـن _ آه إذ أبرزت النسـوان خـافضـات لـلأنيـن _ حاسـرات ظـامئـات اللعيـن بـن اللعين _ آه مـن جـور يزيـد ذيـب ألـيم ومـهيـن _ رب عـذبـهـم بتـع زمـرة أصحاب اليميـن _ واحشـر الجيلـي في ( لين للآل الطيبين _ وحسـن جليل والموا ) ( ماً في جنة ومعين _ وزدهم يا ربـي مـقا ) ( ين من أهـل ياسـين _ مع الطيبيـن الطاهـر )
الثامن عشر : شعر خالد بن عفران في رثاء الحسين عليه السلام :
قال في بحار الأنوار جزء45باب43 حديث16:
أقول : روي في بعض كتب المناقب القديمة بإسناده عن البيهقي ، عن علي بن محمد الأديب يذكر بإسناد له أن رأس الحسين بن علي عليهما السلام لما صلب بالشام أخفى خالد بن عفران وهو من أفضل التابعين شخصه من أصحابه ، فطلبوه شهرا حتى وجدوه فسألوه عن عزلته .
فقال : أما ترون ما نزل بنا ؟ ثم أنشأ يقول :
محمد مترملا بدمائه ترميلا _ جاؤا برأسـك يا ابـن بنت قتلوا جهارا عامدين رسولا _ وكأنما بك يا ابن بنت محمد في قتلك التنزيل والتأويـلا _ قتلوك عطشانا ولم يترقبوا قتلوا بك التكبير والتهليـلا _ ويكبرون بـأن قتلت وإنما
التاسع عشر : شعر الصنوبري في رثاء الحسين عليه السلام :
مـن جميـع الأنبيـاء _ يا خير من لبس النبوة وجد ليس يؤذن بانقضاء _ وجـدي على سبطيك وذا قتيـل الأدعـيـاء _ هـذا قتيـل الأشقياء الأرض بل دمع السماء _ يوم الحسين هرقت دمع باب العز مهجور الفناء _ يوم الحسـين تركـت كـرب علي ومن بلاء _ يا كربـلا خلفـت من تشـرب ماؤه ماء البهاء _ كم فيـك مـن وجـه نار الوغـى أي اصطلاء _ نفسـي فداء المصطلي اشن كالكواكب في السماء _ حيث الأسنة في الجـو الصـبر من لبس السناء _ فاختار درع الصبـر حيث الأسد صـادقـة الابـاء _ وأبـا إبـاه الأسـد إن ظمـآن فـي نفر ظمـاء _ وقضى كريما إذ قضى وجدوا لمـاء طعـم مـاء _ منعوه طعـم المـاء لا ممـال أعـواد الخبـاء _ من ذا لمعفـور الجـواد عـريانا مخلـى بالعـراء _ من للطـريـح الشـلو وللـمـغـسـل بالدمـاء _ من للمحنـط بالتـراب عـن عـيـون الأولـياء _ من لابن فاطمة المغيب بحار الأنوار: جزء45 باب44 حديث 11 .
العشرون : شعر الخليعي في رثاء الحسين عليه السلام :
ذكر المجلسي رحمه الله _ في بحار الأنوار جزء 45 صفحة 258 حديث 16_ : ورأيت في بعض مؤلفات بعض ثقات المعاصرين بعض المراثي فأحببت إيرادها : للشيخ الخليعي :
وعـفا وغيره الجـديد وأمحلا _ لـم أبك ربعا للأحبة قد خـلا في الدار إن لم أشف ضبا عللا _ كلا ولا كلفت صحبـي وقفـة والجـزع لم أحفل بها متغـزلا _ ومطارح النادي وغزلان النقـا دمعـا ولا خـل نأي وترحـلا _ وبواكر الإظعان لم أسـكب لها فـدكا وقد أتت الخـؤن الأولى _ لكن بكيت لـفاطـم ولمنعـها خبـرا ينافي المحكـم المتنـزلا _ إذ طالبتـه بإرثهـا فروى لها حملت من الأحزان عبئا مثقـلا _ لهفي لها وجفونها قرحى وقـد مـتطيـرا ببكائهـا متثـقـلا _ وقد اغتـدت منفيـة وحميهـا وتظـل نادبـة أباها المرسـلا _ تخفي تفجعها وتخفض صوتها من بعـده وقرير عيش ما حلا _ تبكي على تكدير دهر ما صفا مـن قومها تروي مدامعها الملا _ لم أنسها إذ أقبلت فـي نسـوة الأنصـار يا أهل الحماية والكلا _ وتنفست صعدا ونـادت أيـها أنصـارنـا وحماتنا أن نخـذلا _ أترون يا نجب الرجال وأنتـم إرثـي وضـل مكذبـا ومبدلا _ ما لـي وما لدعي تيم ادعـى حكـم الفرائض أم علينـا نزلا _ أعليه قد نزل الكتـاب مبينـا ما أخفاه عنا كي نضل ونجهلا _ أم خصه المبعوث منه بعلـم قـد كـان يخفيها النبي إذا تـلا _ أم أنزلت آي بمنعـي إرثـه نقص فتممـه الغـوي وكمـلا _ أم كان في حكم النبي وشرعه ميـراث لي منه وليس لـه ولا _ أم كان ديني غير دين أبي فلا لمـن اغتدى لي ناصرا متكفلا _ قوموا بنصري إنهـا لغنيمـة ذلـي لـه وجفاه لـي بين الملا _ واستعطفوه وخوفوه وأشهـدوا ضى من ذي الجلال وللعقاب تعجلا _ إن لج في سخطي فقد عدم الر لعنـا على مـر الزمان مطـولا _ أو دام في طغيانه فقـد اقتنى الإيمـان ما هذا القطيعة والقـلا _ أين المودة والقرابـة يا ذوي ضوا على سنن الجبابرة الأولـى _ أفهل عسيتم إن توليتم بأن تم ما أمـر الإله عباده أن يوصـلا _ وتنكبوا نهج السـبيل بقطـع دار البـوار من الجحيم وأدخـلا _ ولقد أزالكـم الهوى وأحلكـم كوا ولدي برمضاء الطفوف مجدلا _ ولسوف يعقب ظلمكم أن تتر عـرض المحاق بها فأضحت آفلا _ في فتية مثل البدور كوامـلا والقـوم قـد نزلت بهم غير البلا _ وأقوم من خلل اللحود حزينة ويسوؤني شكل السيوف على الطلى _ ويروعني نقط القنا بجسومهم الوجه التريب مضمخا ومرمـلا _ فاقبل النحر الخضيب وأمسـح مـتلهفـا مـتأسـفا متقلقـلا _ ويقوم سـيدنا النبـي ورهطـه الأوطان ملقى في الثرى ما غسلا _ فيرى الغريب المستضام النازح مـن كربي بعرصـة كربـلا _ وتقوم آسية وتأتـي مريم يبكين قـا عَلَيَّ يفضن دمعـا مسـبلا _ ويطفن حولي نادبات الجن إشفا وتعـج بالشكـوى إلى رب العلى _ وتضج أملاك السماء لعبـرتي نهـب المعـاجر والهـات ثكلا _ وأرى بناتي يشتكين حواسـرا في صفـد الحـديد مغللا ومعللا _ وأرى إمام العصر بعد أبيـه كالبـدر في ظلم الدياجي يجتلـى _ وأرى كريم مؤملي في ذابـل في منـه فؤاد بالحقود قد امتـلا _ يهدى إلى الرجس اللعين فيشت طالمـا قدما ترشـفه النبي وقبلا _ ويظـل يقـرع منـه ثغـرا ويقـول وهو من البصيرة قد خلا _ ومضلل أضحى يوطئ عذره لـم يـمنعـوه أهـلـه وتـأولا _ لو لم يحـرم أحمـد ميراثـه العين منـك عدتك تبصرة الجلا _ فأجبته : إصر بقلبك أم قذا في لحيدرة الرضـا مستعتبا متنصلا _ أو ليس أعطاها ابن خطـاب أم ذاك حـرم مـا رآه مـحلـلا _ أتـراه حلـل ما رآه محرمـا طـي الردا وتجوب أجواز الفـلا _ يا راكبا تطوي المهامه عيسـه شوقي ونادبهـا الإمـام الأفضـلا _ عرج بأكنـاف الغـري مبلغـا مـن لم يتخـذ إلا فؤادي منـزلا _ ومـن العجيب تشـوقي لمـزار رى وأعزهم جارا وأعذب منهلا _ فاحبس وقل يا خير من وطئ الث الهادي بعـقد عزيمة لن تحـللا _ لوشئت قمت بنصر بضعة أحمد من حد سيفك حـرها لايصطـلى _ ورميت أعداء الرسول بجمرة حجـج الإله ولن ترى أن تعجلا _ لكن صبرت لان تقام عليـهم كنـا نـراجع أمرنـا لو أمـهلا _ كيلا يقولوا إن عجلت عليهـم ذا المناقب والمـراتب والعـلا _ مولاي يا جنب الإله وعينه يـا الشمـس المنيرة والدجى قد أسبلا _ إحياؤك العظم الرميـم وردك وقـولها يا قادرا يا قاهرا يا أولا _ وخضوعـها لك في الخطاب منك السلام وما استنار وما انجلى _ وكلام أصحاب الرقيم وردهم أسـد الفـرات وعلم ما قد أشكلا _ وحديث سلمان ونصرته على أن يرتضي ويجـل من أن يذهلا _ لا يستفز ذوي النهى ويقل من فـي الذر لما أن برا وبك ابتلى _ أخذ الإله لك العهود على الورى وعـلي مولاكم معا ؟ قالوا : بلى _ في يوم قال لهم : ألست بربكم وبشربي العذب والرحيق السلسلا _ قسما بوردي من حياض معارفي ودعـا بحقك ضارعا متوسـلا _ ومن استجارك من نبي مرسـل مـا كنـت فيما قلتـه متنحـلا _ لو قلت إنك رب كـل فضيلـة العـرش كادوني وقالوا قد غلا _ أو بحت بالخطر الذي أعطاك رب فكثيـر ما انهي يـراه مـقللا _ فإليك من تقصير عبـدك عـذره والله فـي علياك أبلـغ مقـولا _ بل كيف يبلغ كنه وصفك قائـل وبك اغتـدى متحـليا متجمـلا _ ونفائس القـرآن فيـك تنـزلت وعلى سواك تجل من أن تجتلى _ فاستجلها بكـرا فـأنت مليـكها ينسـي رصعها النظـام الأولى _ ولئـن بقـيت لا نظمـن قلائـد من حبتر ومـن الدلام ونعثـلا _ شـهد الإلـه بأننـي مـتبـرئ تبنى على أن البرا أصـل الولا _ وبراءة الخلعي من عصب الخنا (من أعدائكـم يبرأ غير متأولا _ و كذا حسن جليل خادم علومكم ) (عليكم إني بولائكم أرجو العلا _ فأشهدوا يا آل محمد صلى الإله )
الحادي والعشرون : شعر علي الدوادي في رثاء الحسين عليه السلام :
قال : ولعلي بن الحسين الدوادي من قصيدة طويلة انتخبت منها :
وا وأثنى عليهم محكم السورات _ بنو المصطفى المختار أحمد طهر من الله والخواض في الغمرات _ بنو حيدر المخصوص بالدرجات وفـاطم طابت تلك من شجرات _ فروع النبي المصطفى ووصيـه تقذف نارا منـك في الزفرات ؟ _ وسائلة لم تسكب الدمـع دائبـا و ت عليه السـوافي ثائر الهبوات _ فقلت على وجه الحسـين وقد ذر دم واهـدي للفجـار فوق قنـاة _ فقد غرقت منه المحاسـن فـي صفت موارده للشاء والحمرات _ وحلئ عن مـاء الفـرات وقـد زينـب والسـجاد ذي الثفنـات _ على أم كلثـوم تسـاق سـبية و هــم للورى أمـن من الهلكات _ اصيبوا بأطراف الرماح فاهلكوا و فجـازوهم بالسيف ذي الشفرات _ بهم عن شفير النار قد نجي الورى فرقن في الأطـراف مغتربـات _ فيا أقبرا حطت على أنجم هوت و روضـة منورة مخضرة الجنبات _ وليـس قبـورا هـن بـل هي ومـا هتكت ظلما من الحرمات _ وما غفل الرحمان عن عصبة طغت بأيـدي رزايا فتـن كـل صفات _ أمقروعـة في كـل يوم صفاتكم غضيض وألقى الدهر غير موات _ فحتام ألقى جدكم وهـو مطـرق تعـاليت يا ربـي عن الغفـلات _ فيا رب غيـر مـا تراه معجـلا بحار الأنوار جزء45باب43 حديث16:
الثاني والعشرون : شعر الصاحب بن عباد في رثاء الحسين عليه السلام:
ذكر المجلسي صاحب البحار : وللصاحب كافي الكفاة إسماعيل بن عباد من قصيدة طويلة انتخبت منها هذه الأبيات :
بالموالي آل طـأها _ بلغت نفسـي مناها حاز المعالي وحواها _ برسـول الله مـن أشبهت فضلا أباها _ وببنت المصطفى من فـي العليـا مداها _ وبحب الحسن البالغ المساعي إذ حواها _ والحسين المرتضى يوم قد تعـالى وتناهى _ ليس فيهم غير نجـم جميعـا في حماها _ عترة أصبحت الدنيا البغي بأنواع عماها _ ما يحـدث عصـب ومـا كـان كفـاها _ أردت الأكبر بالسـم وعـرته وعـراها _ وانبرت تبغي حسينا قـد أروت صـداها _ منعته شربة والطير روحي قـد فـداها _ فأفاتت نفسـه ياليت أختـه تبـكي أخاها _ بنته تدعـو أبـاها كـان دهـاه ودهاها _ لو رأى أحمـد مـا شمـر أتاها وسـباها _ ورأى زيـنـب إذ الله وقـد كان شكاها _ لشـكى الحـال إلى هو أولى مـن جزاها _ وإلى الله سـيأتي و وللصاحب أيضا منتخبة من قصيدته :
لا والـذي الإلـه إلا هو _ ما لعلـي العلا أشبـاه وابناه عنـد التفاخر ابناه _ مبناه مبنى النبي تعرفه صه أعلاه والفرقدان نعلاه _ لو طلب النجم ذات أخم قد جاهد في الدين يوم بلواه _ يا بأبي السيد الحسين و من حوله والعيون ترعاه _ يا بأبي أهلـه وقد قتلوا سيدها لا تريد مرضـاه _ ياقبح الله أمـة خذلـت يقرع من بغضه ثنايـاه _ يا لعن الله جيفة نجسـا وللصاحب أيضا منتخبة من قصيدته :
لما صح عندي من قبيح غذائهم _ برئت من الأرجاس رهط أمية لكفرهـم المعدود في شردائهم _ ولعنهـم خير الوصيين جهرة وسـبيهم عن جرأة لنسـائهم _ وقتلهم السادات من آل هاشـم حسين العلا بالكرب في كربلائهم _ وذبحهم خير الرجال أرومـة لما ورثوا من بغضـه في قنائهم _ وتشتيتهم شمل النبي محمـد أديلت وهم أنصارهـا لشقائهم _ وما غضبت إلا لأصنامها التي عن ذنوبي لما أخلصته من ولائهم _ أيا رب جنبني المكاره واعف بغيظهـم لا يظفروا بابتغائـهم _ أيا رب أعدائي كثير فزدهـم له وسـائله لم يخش من غلوائهم _ أيا رب من كـان النبـي وأه بليت بهـم فادفع عظيم بلائهم _ حسين توصل لي إلى الله إنني فلـم ينثني عنكم طويل عوائهم _ فكم قد دعوني رافضيا لحبكـم وللصاحب أيضا من قصيدته منتخبة :
لم يك أحمد المبعوث ذا أعقاب _ يا أصل عتـرة أحمد لولاك يلة بهرت فلم تستر بكف نقاب _ ردت عليك الشمس وهي فض عادتك فهي مباحـة الأسـلاب _ لم أحك إلا ماروته نواصب بأوابـد ! جاءت بكل عجـاب _ عوملت يا تلو النبي وصنوه باعوا شـريعتهم بكف تـراب _ قد لقبوك أبا تراب بعد مـا كفرت على الأحرار والاطياب _ أتشك في لعني أمية بعد مـا ولطول حزني أو أصير لما بي _ قتلوا الحسين فيا لعولي بعده طلبـوا ذحول الفتح والأحزاب _ فسـبوا بنات محمد فكأنمـا والنـار باطشـة بصوت عقاب _ رفقا ففي يوم القيامـة غنيـة وللصاحب أيضا قصيدة :
فلتجر غزر دموعنا ولتهمل _ أجروا دمـاء أخي النبي محمد لعداه من ماض ومن مستقبل _ ولتصـدر اللعنات غير مزالة بعظائـم فاسمع حديث المقتل _ وتجـردوا لبنيـه ثـم بناتـه في كربلاء فنح كنوح المعول _ منعوا الحسين الماء وهو مجاهد يردون في النيران أوخم منهل _ منعوه أعذب منهل وكذا غدا الورى حي أمام ركابه لم يقتل _ أيجز رأس ابن النـبي وفي حي على الفلاح بفرصة وتعجل _ وبنو السفاح تحكموا في أهل حكا هي للنبي الخير خير مقبل _ نكت الدعـي ابن البغي ضوا فـي أوداج أولاد النبي وتعتلي _ تمضي بنو هـند سيوف الهند وبكـوا فقد سقوا كؤوس الذبل _ ناحت مـلائكة السـماء لقتلهم والضحك بعد الطف غير محلل _ فأرى البكاء على الزمان محللا وتنزلـي في القلب لا تترحل _ كم قلـت اللاحزان دومي هكذا وللصاحب رحمه الله :
وجدانها التخويف والإبعاد _ لا يشتفي إلا بسـبي بناتـه كلها فنفاني الآباء والأجداد _ إن لم أكن حـربا لحـرب لهدمت مجدا شـأوه عباد _ إن لم أفضل أحمـدا ووصيه وبكربنا إن الحديـث يعاد _ يا كربـلاء تحدثي ببلايـا أرداه كلـب قـد نماه زياد _ أسد نمـاه أحمد ووصيـه والجوأ كلف والسنون جماد _ فالدين يبكي والملائك تشتكي وللصاحب أيضا رحمه الله من قصيدة طويلة :
يزيد ملفوظ السـفاح _ هم وكدوا أمر الدعي سين وأهله جم الجماح _ فسطا على روح الح روهم نحر الأضاحـي _ صرعوهم قتلوهم نح ام ثم حي على انسفاح _ يا دمع حي على انسج لاة وأهل حي على الفلاح _ في أهل حي على الص بين النضائد والوشـاح _ يحمي يزيد نسـاءه فن على حريم مستباح _ وبنات أحمد قد كش عـن النياحة والصياح _ ليت النوائح ماسكتن وهـو داعية امتداحي _ يا سادتي لكم ودادي كـل يوم واصطباحي _ وبذكر فضلكم اغتباقي كم الصريح بلا براح _ لزم ابن عبـاد ولاء (ي حبكم رحمة وفلاح _ وحسن جليل يعتقد ف ) (الله فـوز ولا نجاح _ وليس لمبغضكم عند ) وللصاحب كافي الكفاة إسماعيل بن عباد رحمه الله :
واترك الخدَّ كالمَحيل المُحيل _ عين جودي على الشهيد القتيل مولاي إمام التنزيل والتأويل _ كيف يشفي البكاء فـي قتـل مـا كفتنـي لمسلم بن عقيل _ ولو أن البحار صارت دموعي علـيا إذ قاتلوا ابن الرسول _ قاتلوا الله والنـبي ومولاهـم قتلوا حـوله ضراغـم خيل _ صرعوا حوله كواكب دجـن عـرين وحـد سيف صقيل _ أخوة كل واحـد منـهم ليث حراً وانتهابا ياضلة من سبيل _ أوسعوهم ضـربا وطعنا ون بين حر الظبى وحـر الغليل _ والحسين الممنوع شربة مـاء غـريق من الدمـاء الهمول _ مثكلا بابنه وقـد ضمه وهو هل سمعتم بمرضع مقتـول _ فجعوه مـن بعـده برضيـع هـي نفـس التكبير والتهليل _ ثم لم يشـفهم سوى قتل نفس الله نفـس الوصي نفس البتول _ هي نفس الحسين نفس رسول تصـدع عـلى العزيز الذليل _ ذبحوه ذبح الأضاحي فيا قلب ويلهم من عقاب يـوم وبيـل _ وطأوا جسـمه وقد قطعـوه إن سـعي الكفار في تضليل _ أخذوا رأسـه وقد بضعـوه لا دموعـي تسيل كل مسـيل _ نصبوه على القنـا فدمائـي هـراء لما صرخن حول القتيل _ واسـتباحوا بنات فاطمة الز قتـاب سـبيا بالعنف والتهويل _ حملوهن قد كشـفن على الا ولـرزء عـلى النبـي ثقيـل _ يالكرب بكربـلاء عظيـم فـي بنية صلوا على جبرائيل _ كم بكى جبرائيل ممـا دهاه الحـكم إذ حان محشر التعديل _ سوف تأتي الزهراء تلتمس حولـها والخصام غيـر قليل _ وأبوهـا وبعـلها وبنوهـا لمـاذا ؟ وأنت خيـر مديل _ وتنـادي يا رب ذبح أولادي وأجج وخـذ بأهـل الغلول _ فينادي بمالك : ألهـب النـار ونفسي لـم تأت بعد بسؤل _ يا بني المصطفى بكيت وأبكيت بـكي للذي نالكم من التذليل _ ليت روحي ذابت دمـوعا فأ يـوم ألقـاكم على سـلسبيل _ فولائي لكـم عتادي وزادي ظت حـفـظ محـكم التنزيل _ لي فيكم مدائح ومراثي حف أن يقولوا هي من قبل إسماعيل _ قد كفاها في المشرق والغرب فخرا (ابن عباد بالإنترنت بشكل جميل _ وخادم علوم آل محمد ينشرها ل ) (وآله في يوم تارك حبهم ذليـل _ ويرجوا ثواب ربه وشفاعة نبيه ) حسـبي الله وهو خـير وكيـل _ ومتـى كادني النواصـب فيكم بحار الأنوار جزء45باب43 حديث16:
الثالث والعشرون : شعر عقيلة بني هاشم زينب في رثاء أخيها الحسين عليه السلام :
ولعقيلة بني هاشم زينب بنت فاطمة البتول قصيدة منها هذه الأبيات :
فأهل البيت هـم أهل الكتاب _ تمسـك بالكتاب ومن تـلاه وهم كانوا الهداة إلى الصواب _ بهم نزل الكتاب وهم تلـوه وآمـن قبل تشديـد الخطاب _ إمامي وحد الرحمن طفـلا علـي كان فاروق العـذاب _ علي كل صديـق البرايـا نبـيي والوصي أبـو تراب _ شفيعي في القيامة عند ربي يخلـد في الجنان مع الشباب _ وفاطمة البتول ، وسيدا من وروح الله فـي تلك القباب _ على الطف السلام وساكنيه وقد خلصت من النطف العذاب _ نفوسا قدست في الأرض قدما هجودا في الفدافد والشـعاب _ فضاجع فتية عبدوا فنامـوا بأوراق مـنعمـة رطـاب _ علتهم في مضاجعهم كعاب مناخـا ذات أفنية رحـاب _ وصيرت القبور لهم قصورا أغمـدت سيفا في قـراب _ لئن وارتهم أطباق أرض كما وآسـاد إذا ركبـوا غضاب _ كأقمار إذا جاسـوا رواض من العافين والهلـكى السغاب _ لقد كانوا البحار لمن أتاهـم وقد عيضوا النعيم من العقاب _ فقد نقلوا إلى جنات عـدن يسقن مع الاسارى والنهـاب _ بنات محمد أضحت سـبايا كسـبي الروم دامية الكعاب _ مغبـرة الـذيول مكشـفات فهن من التعفف في حجاب _ لئن ابرزن كرها من حجاب وقـد أضحى مباحا للكلاب _ أيبخل في الفرات على حسين ولي جفن عليه ذو انسـكاب _ فلي قلب عليه ذو الـتهـاب ومن مرثية زينب بنت فاطمة أخت الحسين عليه السلام حين ادخلوا دمشق :
ظمآن من طول الحزن وكل وغدنا هل _ أما شجاك ياسكن قتل الحسين والحسن وفاطم أمي التي لها التقى والنــــائل _ يقول يا قوم أبي علي البـــر الوصي وفاطم أمي التي لها التقى والنــــائل _ منوا على ابن المصطفى بشربة يحيى بها فانزل بحكم الأدعياء فقال بل أناضـل _ قالوا له لا ماء لا إلا السيوف والقنا من سقر لا يخلـص رجس دعي واغـل _ حتى أتاه مشقص رماه وغد أبرص وموتـه فـي نضله قد أقحم المناضـل _ فهللـوا بختله واعصوصبوا لقتلـه بالدم يا معينـه ما أنـت عنـه غافـل _ وعفروا جبينـه وخضبـوا عثنونه وآثـروا كلثـومه وسـيقـت الحلائـل _ وهتـكوا حريمـه وذبحـوا فطيمـه وأدمـع ذوارف عـقـولـهـا زوائـل _ يسـقن بالتنائـف بضجة الهواتـف قـد أسـرتنا الاعـبـد وكـلنا ثـواكل _ يقلن يا محمد يا جـدنـا يا أحمـد قـد انتعلـن بالدماء ليس لهن ناعل _ تهدى سبايا كربلا إلى الشـئام والبـلا من نحو باب الجابية بجاحد وخالل _ إلى يزيد الطاغية مـعدن كـل داهيـة بين يدي شر الورى ذاك اللعين القاتل _ حتى دنا بدر الدجى رأس الإمام المرتجى ينكـت فـي أسنانه قـطعت الأنامل _ يظـل في بنانـه قـضيب خيزرانـه مكابتد معـانـد فتي صـدره غـوائـل _ أنامـل بجاحـد وحـاقد مـراصـد شـوهاء جـاهلية ذلـت لهـا الأفاضل _ طـوائل بـدريـة غوائـل كفريـة بفيض دمع ناضب كذاك يبكي العاقل _ فيا عيوني اسكبي على بني بنت النبي بحار الأنوار جزء45باب44 حديث16:
الرابع والعشرون : شعر جعفر الطائي في رثاء الحسين عليه السلام :
ومن قصيدة لجعفر بن عفان الطائي رحمه الله :
فقد ضيعت أحكامه واستحلت _ ليبك على الإسلام من كان باكيا نهلـت منه السـيوف وعلت _ غداة حسـين للرماح ذرية وقد عليه عناق الطير باتت وظلت _ وغودر في الصحراء لحما مبددا طاشت الأحلام منها وضلت _ فما نصرته أمة السوء إذ دعا لقد سـلمت تلك الأكف وشـلت _ ألابل محوا أنوارهـم بأكفهم فلا ابنـه من نفسـه حيـث حلت _ وناداهم جهدا بحـق محمـد فان وزلت بهـم أقدامهم واستزلت _ فما حفظوا قرب الرسول ولارعوا هفت نعلها في كربلاء وزلت _ أذاقته حـر القتـل أمـة جـده وإن هي صامت للإله وصلت _ فلا قـدس الرحمن أمـة جـده كانوا حماة الحرب حين استقلت _ كما فجعت بنت الرسول بنسلها و بحار الأنوار: جزء45 صفحة286 باب44 حديث16.
الخامس والعشرون : شعر ابن الهبارية في رثاء الحسين :
قال السبط في التذكرة ص 154 : وأنشدنا أبو عبد الله محمد ابن البنديجى البغدادي قال : أنشدنا بعض مشايخنا أن ابن الهبارية الشاعر اجتاز بكربلاء فجلس يبكى على الحسين وأهله وقال بديها : " أحسين والمبعوث جدك بالهدى " الأبيات ، ثم نام مكانه.
فرأى رسول الله صلى الله عليه وآله في المنام فقال له : يا فلان ! جزاك الله عن خيرا ، أبشر فان الله قد كتبك ممن جاهد بين يدي الحسين.
قسما يكون الحق فيه مسـائلي _ أحسين والمبعوث جدك بالهدى تنفيس كربك جهد بذل البـاذل _ لو كنت شاهد كربلا لبذلت في جلـلا وحد السـمهري الذابل _ وسقيت حد السيف من أعدائكم فبلابلـي بين الغـري وبابـل _ لكنني أخـرت عنك لشـقوتي فأقل من حـزن ودمع سـائل _ إذ لم أفز بالنصر من أعـدائكم بحار الأنوار: جزء45 صفحة256باب44 حيث14
قصائد وأبيات من الشعر أخرى في رثاء الحسين عليه السلام :
الأولى : عين جودي بعبرة وعويل :
الثانية : إذا جاء عاشورا تضاعف حسرتي:
الثالثة : إن كنت محزونا فمالك ترقد :
الرابعة : كم سيد لي بكربلا :
الخامسة : وأنشدوا لبعض الشعراء في مرثية الحسين بن عليّ:
السادس : رأس ابن بنت محمد ووصيه:
السابعة : أبيات شعر متفرقة في رثاء الحسين عليه السلام :
الأولى : عين جودي بعبرة وعويل :
وأنشد الإمام الأجل ركن الإسلام أبو الفضل الكرماني رحمه الله قال أنشدني الإمام الأجل الأستاذ فخر القضاة محمد بن الحسين الارسايندى لواحد من الشعراء :
واندبي إن بكيت آل الرسول _ عين جودي بعبرة وعويل قد اصيبوا وخمسـة لعقيل _ واندبي تسـعة لصلب علي ضن بالخيـر كلهم بالبخيل _ واندبـي كلهم فليس إذا ما هم ليس فيما ينوبهم بخـذول _ واندبي إن ندبت عونا أخا قـد علوه بصارم مسـلول _ وسـمي النبي غودر فيهم قال فخر القضاة : وأنشدني القاضي الإمام محمد بن عبد الجبار السمعاني من قيله :
رضخوا بها هامات آل محمد _ بمحمد سلوا سيوف محمد ولغيره :
هي بالفوادح والفواجع ساجمه _ محن الزمان سحائب مترادفة بمصاب أولاد البتولة فاطمة _ وإذا الهموم تعاورتك فسلهـا
الثانية : إذا جاء عاشورا تضاعف حسرتي:
ذكر في بحار الأنوار: جزء45 باب44 حديث 16 هذه القصيدة في رثاء الحسين عليه السلام ولم يسمي قائلها :
لآل رسـول الله وانهـل عبرتي _ إذا جاء عاشورا تضاعف حسرتي وجومـا عليهم والسـماء اقشعرت _ هو اليوم فيه اغبرت الأرض كلها ولكـن عيـون الفاجـرين أقـرت _ مصائب ساءت كل من كان مسلما وأشـلاء سـادات بها قد تفـرت _ إذا ذكرت نفسـي مصيبة كربـلا وعظم كربـي ثم عيشـي أمـرت _ أضاقت فؤادي واستباحت تجارتي عقلـت شمـس النهـار لخـرت _ اريقت دمـاء الفاطميين بالملا فلو دي كلاب في الجحيـم اسـتقـرت _ ألا بأبي تلك الدماء التي جرت بأي هم زفرة فـي جوفهـا بعـد زفـرة _ توابيت من نار عليهم قد أطبقت ل من هو فـي الفردوس فوق الأسـرة _ فشتان من في النار قد كان هكذا و بنفسـي جسـوم بالعـراء تعـرت _ بنفسي خدود في التـراب تعفـرت إلى الشام تهدى بارقـات الأسـنة _ بنفسي رؤس معليـات على القنـا لم تحظ من ماء الفـرات بقطـرة _ بنفسي شفاه ذابلات مـن الظمـا و المـاء منها نظـرة بعـد نظـرة _ بنفسي عيون غائرات سـواهر إلى حواسر لم تقـذف عليهـم بستـرة _ بنفسـي من آل النبـي خـرائـد كقطر الغوادي مـن مدافـع سـرة _ تفيض دموعـا بالدمـاء مشوبـة مصـاليت أنجـاد إذا الخيل كرت _ على خيـر قتلى من كهـول وفتية مـدارس للقـرآن في كـل سحرة _ ربيـع اليتامى والأرامـل فابكـها أصحـاب قربـان وحـج وعمرة _ وأعلام دين المصطفـى وولاتـه و تـراه علينـا من أمـيـة مـرت _ ينـادون يـا جـداه أيـة محنـة كانـت اجنـت في الحشا واسرت _ ضغائـن بدر بعـد ستين أظهرت و وفيهـا من الإسـلام مثقـال ذرة _ شـهدت بـأن لم تـرض نفس بهذه اها بساق العرش والدمـع أذرت _ كأني ببنت المصطفـى قد تعلقـت يد وعنها جميـع العالمين بحسـرة _ وفـي حجرها ثوب الحسين مضرجا تعدى على ابني بعد قهر وقسـرة _ تقول أيا عدل اقض بيني وبين مـن جـال فيهـم من سـنان وشفـرة _ أجالوا عليه بالصوارم والقنـا وكـم لمنسلخ من ديـن أحمـد عـرة _ على غير جرم غيـر إنكـار بيعـة عـذاب النار مـن غيـر فتـرة _ فيقضي على قوم عليه تألبوا بسـوء الوجه والأمعـاء منـه تهـددت _ ويسقون من ماء صديد إذا دنا شـوى قول رسـول الله : أوصي بعترتي _ مودة ذي القربى رعوها كما ترى ؟ و وكم غـدرة قـد ألحقوها بغـدرة _ فكـم عجـرة قـد أتبعوها بعجـرة من سار فيهم بالأذى والمضـرة _ هم أول العادين ظلما على الـورى و سوى لعنـة باؤا بهـا مسـتمرة _ مضوا وانقضت أيامهـم وعهودهـم كما لمواليهم ولائـي ونصـرتي _ لآل رسـول الـلـه ودي خـالصـا اصلي عليهم في عشـيي وبكرتي _ وها أنا مـذ أدركـت حد بلاغـتي يقوي رجائي في إقـالة عثرتـي _ وقول النبي : المرء مـع مـن أحبه حرم على النيران شيبي وكبـرتي _ على حبهـم يا ذا الجـلال توفنـي و
الثالثة : إن كنت محزونا فمالك ترقد :
هـلا بكيت لمن بكاه محمـد _ إن كنت محزونا فمالك ترقـد إن البكـاء لمثـلهم قد يحمـد _ هلا بكيت على الحسين ونسله فالجـود يبكي فقده والسـؤدد _ لتضعضع الإسلام يوم مصابه فيها ابن سـعد والطغاة الجحد _ أنسيت إذ سـارت إليه كتائب كثـر العـداة به وقل المسعد _ فسقوه من جرع الحتوف بمشهد والشـمل من بعد الحسين مبدد _ ثم استباحوا الصائنات حواسرا تدعـو المسا يا جدنا يا أحمد _ كيف القرار وفي السـبايا زينب متخضـب بدمائـه مسـتشهد _ هذا حسـين بالحديـد مقـطع تحت الحوافر والسنابك مقصد _ عار بلا كفـن صريع في الثرى فـوق التـراب ذبائح لا تلحد _ والطيبون بنـوك قتـلى حـوله عطشا فلـيس لهم هنالك مورد _ يا جـد قد منعوا الفرات وقتلوا يبتي ولما اعاينه أقوم وأقـعد _ يا جـد من ثكلي وطـول ومص وله رحمه الله :
من الخسـارة والندامة _ حسب الذي قتل الحسـين خصيمـه يـوم القيامة _ أن الشـفيع لـدى الإلـه بحار الأنوار 45 ص279 باب 43حديث16.
الرابعة : كم سيد لي بكربلا :
كم سيد لي بكربلا _ فـديته السـيد الغريب كم سيد لي بكربلا _ للموت في صدره وجيب كم سيد لي بكربلا _ عسـكره بالعـرا نهيب كم سيد لي بكربلا _ ليس لمـا يشتهي طبيب كم سيد لي بكربلا _ خاتمـه والـرداء سليب كم سيد لي بكربلا _ خضب من نحره المشيب كم سيد لي بكربلا _ ملثمـه والردا خضـيب كم سيد لي بكربلا _ يسمـع صوتي ولا يجيب كم سيد لي بكربلا _ ينقـر في ثغره القضيب بحار الأنوار: جزء45 باب44 حديث 13.
الخامسة : وأنشدوا لبعض الشعراء في مرثية الحسين بن عليّ:
وتلكَ الرزايا والخطوبُ عظـامُ _ لقدْ هدَّ جسمي رزءُ آلِ محمّدٍ لآَلِ النبيّ المصطفى وعظـامُ _ وأبكتْ جفوني بالفراتِ مصارعٌ لهـنَّ علينـا حـرمةٌ و ذِمامُ _ عظامٌ بأكنـافِ الفـراتِ زكيّةٌ مـن كريـمٍ قـدْ علاهُ حسامُ _ فكم حُرّةٌ مسبيّةٌ فاطمـيَةٌ وكـم ملائكةٌ بيضُ الوجـوهِ كـرامُ _ لآلِ رسـولِ الله صلّتْ علـيهمُ وشِبـتُ وإنّـي صادقٌ لَغُلامُ _ أفاطمُ أشجاني بَنُوكِ ذَوُو العُـلا كـأَنَ عَـلَيَّ الطّيبـاتِ حـرامُ _ وأصبحتُ لا ألْتَذُّ طيبَ معيشةٍ ولا ظـلَ يهنيني الـغَداةَ طعامُ _ ولا الباردُ العذبُ الفراتُ أُسيغهُ ومالي إلى الصبرِ الجميلِ مرامُ _ يقولونَ لي صبراً جميلاً وسلوةً وفي القـلبِ منهمْ لوعةٌ وسقامُ _ فكيفَ اصطباري بعد آلِ محمّدٍ
السادس : رأس ابن بنت محمد ووصيه:
روي أن أبا يوسف عبد السلام بن محمد القزويني ثم البغدادي قال لابي العلاء المعري : هل لك شعر في أهل بيت رسول الله ؟ فان بعض شعراء قزوين يقول فيهم مالا يقول شعراء تنوخ فقال له المعري : وماذا تقول شعراؤهم ؟ فقال : يقولون :
للمسلميـن على قناة يرفـع _ رأس ابن بنت محمد ووصيه لا جازع منهـم ولا متوجع _ والمسلمون بمنظر وبمسمـع وأنمت عينا لم تكن بك تهجع _ أيقظت أجفانا وكنت لها كرى وأصم نعيك كـل أذن تسمع _ كحلت بمنظرك العيون عماية مضجع ولخط قبرك موضع _ ما روضة إلا تمنت أنها لـك فقال المعري : وأنا أقول :
فله بريق في الخدود _ مسح الرسول جبينه جـده خـير الجدود _ أبواه من عليا قريش
السابعة : أبيات شعر متفرقة في رثاء الحسين عليه السلام :
وبالطـف قتلى ما ينام حميمها _ تبيت النشاوى من أمية نومأ تآمـر نوكاها ونـام زعيمـها _ وما قتل الإسلام إلا عصابة إذا اعوج منها جانب لا يقيمها _ فأضحت قناة الدين في كف ظالم غيرها :
ظفـروا له بمعايب ومعـاير _ واخجلة الإسلام من أضداده ويرون فوزا لثـمهم للحـافر _ آل العزير يعظمون حمـاره مخضوبة لرضى يزيد الفاجر _ وسيوفكم بدم ابن بنت نبيكم وفي رواية :
ظفروا له بمعايب ومعاير _ واخجلة الإسلام من أضداده تهدى جهارا للشقي الفاجر _ رأس ابن بنت محمد ووصيه وغيرها :
قسما يكون الحق فيه مسائلي _ أحسين والمبعوث جدك بالهدى تنتفيس كربك جهد بذل الباذل _ لو كنت شاهد كربلا لبذلت في جلـلا وحد السمهري الذابل _ وسقيت حد السيف من أعدائكم فبلابلـي بين الغـري وبابل _ لكنني أخرت عنـك لشقوتـي فأقـل من حـزن ودمع سائل _ إذ لم أفز بالنصـر من أعدائكم
ويسألكم الدعاء
أخوكم في الله
خادم علوم آل محمدعليهم السلام
الشيخ حسن جليل حردان الأنباري