الفصل الحادي عشر
نَوح الجن
ملحق ما أنشد من المراثي في
سيد الشهداء الحسين
بن علي عليه السلام وصحبه الكرام



مقدمة :دواعي رثاء ونوح الجن للحسين ومؤيداته :

أولاً : الجن مكلفون و فيهم المؤمنون وغيرهم :

كل من ذكر مصاب الحسين عليه السلام وذكر الشعر الذي ندب به عليه السلام وقيل في مراثيه ذكر باب أو أبيات من الشعر قيلت في مصابه العظيم من منشدي الجن ، ولا غرو في ذلك فأن الجن لهم وجود حقيقي وقد ذكروا في القرآن الكريم في سورة كاملة باسم سورة (( الجن )) ، كما جاءت روايات تبين بعض مواصفاتهم وتحكي عن أحوالهم ومن

آيات سورة الجن قوله تعالى :(( قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِّنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا)) و ((وَأَنَّا مِنَّا الصَّالِحُونَ وَمِنَّا دُونَ ذَلِكَ كُنَّا طَرَائِقَ قِدَدًا)) و ((وَأَنَّا مِنَّا الْمُسْلِمُونَ وَمِنَّا الْقَاسِطُونَ فَمَنْ أَسْلَمَ فَأُوْلَئِكَ تَحَرَّوْا رَشَدًا )) الجن 1، 11 ، 14 .

والمهم هنا أن نقول إن الجن مثل الإنسان مكلفون بالأحكام وإن منهم المؤمنون ومنهم الكفار والفاسقون ، كما أن الشيطان ((إبليس اللعين)) وجنوده من طوائف الجن القاسطون ممن تمردوا على الأوامر الإلهية والمشغولون بتضليل بني الإنسان عن طريق الوسوسة وإغوائهم وحرفهم عن الطريق المستقيم .
كذلك توجد طوائف من الجن مسلمة مؤمنة وتابعة لمحمد وآله في جميع تصرفاتهم ويأخذون تعاليم الله تعالى عن طريق آل محمد عليهم الصلاة والسلام ، والمعروف أن هؤلاء الجن كأولئك لهم اتصال مع بني الإنسان ويعرفون أخبار أهل الأرض ويطلعون على أحوالهم .


ثانياً : سماع نوح الجن المؤمن على الحسين حقيقة :
بعد ما عرفت أن في الجن مؤمنون بالله وحدوده تبعاً لتعاليم محمد وآله صلاة الله وسلامه عليهم أجمعين ، تتيقن أنه لا غرو ولا استبعاد إذا سمعنا أن بعض مؤمني الجن ينشد في الحسين شعراً ، وخصوصاً في مصابه الأليم الذي بكته ملائكة السماء قبل ملائكة الأرض وسكانها ، فكيف لا يرثوه بأبيات وقصائد ولا ينوحون عليه وهو سيد المؤمنين من الجن والإنس أجمعين ، فسبط رسول الله سيد ومولا وأمام و قدوة للجن المؤمنين كما هو سيد ومولا وأمام وقدوة للمؤمنين من بني الإنسان .
واختصاص بعض بني الإنسان بسماعهم في بعض الأيام لعل بعض الجن أظهر نفسه لبض بني الإنسان لإعلامه الخبر ب
استشهاد الحسين عليه السلام ، ويكون داعية لمقت قاتليه ولعنهم وحث الناس للأخذ بثأره عليه السلام ، و إن من المعروف ليس كل بني الإنسان لهم اتصال بالجن بل بعضهم يتمكن من ذلك لحالات مخصوصة لهم واستعداد لمزاج معين فيهم ، أو إن الجن وفق حالت معينه يظهر لبعض الناس كما يمكن أن يُسمعهم صوته ، وبحث الاتصال بالجن مختص بالبحوث المتعلقة بالجن وأحوالهم .
والمهم هنا إن تصديق القرآن والروايات بوجود الجن وإخبار جماعة كثير ممن يثق بهم وتطمئن بأخبارهم النفس بسماع نوح الجن يكفي لتصديق روايات إنشادهم الشعر في مصاب الحسين عليه السلام ، كما أن نوع الشعر المذكور في هذا الباب يشم منه أنه لغير طائفة بني الإنسان ، كما يمكن إنشاده باعتباره شعر غريب وله معنى عميق وفيه ذوق أدبي راقي يمكن أن يعد في الشعر العربي الذي لا يعرف قائله أو ينسب للجن كما أخبر عنهم بدون تحرج .

ثالثاً : اشتهار روايات نوح الجن بين المؤمنين :
ولما مرّ يعدّ مطلب نوح الجن ورثائهم أبا عبد الله الحسين عليه السلام فضلاً عن إمكان وقوعه كونه حقيقة واقعة مؤيد بالدليل العقلي و النقلي كما عرفت ، ولذا لا يوجد كتاب أختص في ذكر مراثي الحسين عليه السلام ولم يفرد باباً في نوح الجن على الحسين عليه السلام ورثائهم له ، وأن شعر الجن وأن كان أبيات محددة إلا أن انتشر و اشتهر شعرهم على ألسن محبين أهل النبت عليهم السلام وتداولته الكتب وانشده الخطباء على المنابر لما فيه من عمق التعبير وحسن الأسلوب والأداء .
ولما مر يكون على منكر نوح الجن ورثائهم أبا عبد الله الحسين عليه السلام بيان الدليل الناقض إن أمكنه بعد أن بان وقوعه واشتهار تداول أشعارهم بين المؤمنين ، وعلى كل حال نذكر هنا بعض ما روي عن نوح الجن من أبيات الشعر والقصائد في المراثي التي أنشدوها في الحسين عليه السلام ، كما نذكر رواته وسامعيه إتماماً لما ذكرنا من مراثي الحسين عليه السلام ، وبقدر ما يسمح به الزمان والحال وعلى الله نتوكل ونذكر أهم طوائف الروايات الذاكرة لنوح الجن على الحسين عليه السلام :

طوائف الروايات الذاكرة لنوح الجن على الحسين عليه السلام :
الأولى : الإمام الرضا يحكي عن نوح الجن على الحسين :
الثانية : أم سلمة زوجة النبي تسمع نوح الجن على الحسين :
الثالثة : نوح الجن على الحسين تحت الشجرة المباركة وقصتها :
الرابعة : سماع جماعة من الصحابة وغيرهم نوح الجني على الحسين عليه السلام:
الخامسة : عدة روايات أخرى في رثاء الجن للحسن :
السادسة : أهل الرابية يسمعون نوح الجن على الحسين :
السابعة :الجن يخبرون المؤمنين باستشهاد الحسين عليه السلام :
الثامنة : أهل الجبانة يسمعون نَوح الجن على الحسين :



إلى الأعلى




الأولى : الإمام الرضا يحكي عن نَوح الجن على الحسين عليه السلام :
حكيم بن داود بن حكيم ، عن سلمة ، عن علي بن الحسين ، عن معمر بن خلاد ، عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال : بينما الحسين عليه السلام يسير في جوف الليل وهو متوجه إلى العراق وإذا رجل يرتجز ويقول (الشعر الآتي) :
وحدثني أبي ، عن سعد عن ابن عيسى ، عن معمر بن خلاد ،
عن الرضا عليه السلام مثل ألفاظ سلمة قال : وهو يقول :

وشمري قبل طلوع الفجر يا ناقتي لا تذعري من زجـري
حـتى تحـلى بكـريم البحر بخيـر ركبــان وخـــير سـفــر
أثـابـه الـلـه لـخـيـر أمـر بـمـاجـد الجـد رحيب الصـدر
ثمت أبقاه بقاء الدهر

فقال الحسين بن علي عليه السلام :

إذا مـا نوى حقا وجاهد مسلما سأمضي وما بالموت عار على الفتى
وفارق مثبورا وخالف مجرمـا وواسـى الرجـال الصالـحين بنفســه
كفــى بك موتا أن تذل وتغرما فـان عشـــت لم أنـدم وإن مت لم ألـم

البحار الحديث 5 باب43 جزء45 .



إلى الأعلى




الثانية : أم سلمة زوجة النبي تسمع نوح الجن على الحسين :
ابن الوليد ، عن الصفار ، عن ابن أبي الخطاب ، عن نصر بن مزاحم عن عمر بن سعد ، عن عمرو بن ثابت ، عن حبيب بن أبي ثابت ، عن أم سلمة زوجة النبي صلى الله عليه وآله قالت : ما سمعت نوح الجن منذ قبض النبي إلا الليلة ، ولا أراني إلا وقد أصبت بابني ، قال : وجاءت الجنية منهم تقول :

فمن يبكي على الشهداء بعدي ألا يا عين فانهملي بجهدي
إلـى متجـبــر فـي مــلك عبـد علــى رهـط تقودهم المنايا

روى محمد بن جعفر القرشي ، عن ابن أبي الخطاب مثله في أمالي الصدوق المجلس 29 الرقم 2
وفي أمالي النيسابوري والطوسي مثله وكامل الزيات ص 93 ، مناقب آل أبى طالب ج 4 ص 62
وروى في المناقب القديم ، عن شهردار الديلمي ، عن محمود بن إسماعيل ، عن أحمد بن فازشاه قال : وأخبرني أبو علي مناولة عن أبي نعيم الحافظ قالا : أخبرنا الطبراني ، عن القاسم بن عباد الخطابي ، عن سويد بن سعيد ، عن عمرو بن ثابت مثله وفيه : ألا يا عين فاحتفلي بجهد ترى الحديث مسندا ومرسلا في تاريخ ابن عسا كر ج 4 ص 341 ، والخصائص للسيوطي ج 2 ص 127 مجمع الزوائد ج 9 ص 199 ، تذكرة الخواص ص 152 وفيه " إلى متجبر في ثوب عبد "
البحار الحديث 8 .




إلى الأعلى





الثالثة : نوح الجن على الحسين عليه السلام تحت الشجرة المباركة وقصتها :
ذكر في كتاب بحار الأنوار جزء 45 باب 43 الحديث الأول :
أقول : وجدت في بعض كتب المناقب المعتبرة أنه روي عن سيد الحفاظ أبي منصور الديلمي ، عن الرئيس أبي الفتح آلهمداني ، عن أحمد بن الحسين الحنفي عن عبد الله بن جعفر الطبري ، عن عبد الله بن محمد التميمي ، عن محمد بن الحسن العطار عن عبد الله بن محمد الأنصاري ، عن عمارة بن زيد ، عن بكر بن حارثة ، عن محمد بن إسحاق ، عن عيسى بن عمر ، عن عبد الله بن عمر الخزاعي ،
عن هند بنت الجون :
قالت : نزل رسول الله صلى الله عليه وآله بخيمة خالتها أم معبد ، ومعه أصحاب له ، فكان من أمره في الشاة ما قد عرفه الناس فقال في الخيمة هو وأصحابه حتى أبرد ، وكان يوم قائظ شديد حره .
فلما قام من رقدته دعا بماء فغسل يديه فأنقاهما ، ثم مضمض فاه ومجه على عوسجة كانت إلى جنب خيمة خالتها ثلاث مرات ، واستنشق ثلاثا وغسل وجهه وذراعيه ثم مسح برأسه ورجليه .
وقال : لهذه العوسجة شأن .
ثم فعل من كان معه من أصحابه مثل ذلك ثم قام فصلى ركعتين ، فعجبت وفتيات الحي من ذلك وما كان عهدنا ولا رأينا مصليا قبله
.
فلما كان من الغد أصبحنا وقد علت العوسجة ( 1 ) حتى صارت كأعظم دوحة عادية وأبهى وخضد الله شوكها ، وساخت عروقها وكثرت أفنانها ، واخضر ساقها وورقها ثم أثمرت بعد ذلك وأينعت بثمر كأعظم ما يكون من الكمأة في لون الورس المسحوق ورائحة العنبر ، وطعم الشهد .
والله ما أكل منها جائع إلا شبع ، ولا ظمآن إلا روي ، ولا سقيم إلا برأ ، ولا ذو حاجة وفاقة إلا استغنى ، ولا أكل من ورقها بعير ولا ناقة ولا شاة إلا سمنت ودر لبنها ، ورأينا النماء والبركة في أموالنا منذ يوم نزل ، وأخصبت بلادنا ، وأمرعت ( 2 ) فكنا نسمي تلك الشجرة " المباركة " .
وكان ينتابنا من حولنا من أهل البوادي يستظلون بها ، ويتزودون من ورقها في الأسفار ويحملون معهم في الأرض القفار ، فيقوم لهم مقام الطعام والشراب فلم تزل كذلك وعلى ذلك .
أصبحنا ذات يوم وقد تساقط ثمارها ، واصفر ورقها فأحزننا ذلك وفرقنا له ، فما كان إلا قليل حتى جاء نعي رسول الله فإذا هو قد قبض ذلك اليوم فكانت بعد ذلك تثمر ثمرا دون ذلك في العظم والطعم والرائحة فأقامت على ذلك ثلاثين سنة .
فلما كانت ذات يوم أصبحنا وإذا بها قد تشوكت من أولها إلى آخرها ، فذهبت نضارة عيدانها وتساقط جميع ثمرها ، فما كان إلا يسيرا حتى وافى مقتل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام فما أثمرت بعد ذلك لا قليلا ولا كثيرا ، وانقطع ثمرها ولم نزل ومن حولنا نأخذ من ورقها ونداوي مرضانا بها ، ونستشفي به من أسقامنا .
فأقامت على ذلك برهة طويلة ثم أصبحنا ذات يوم فإذا بها قد انبعثت من ساقها دما عبيطا جاريا وورقها ذابلة تقطر دما كماء اللحم .
فقلنا أن : قد حدث عظيمة ، فبتنا ليلتنا فزعين مهمومين نتوقع الداهية . فلما أظلم الليل علينا سمعنا بكاء وعويلا من تحتها وجلبة شديدة ورجة ، وسمعنا صوت باكية تقول :

من بقية ساداتنا ألا كرمينا أيا ابن النبي ويا ابن الوصي ويا

ثم كثرت الرنات والأصوات ، فلم نفهم كثيرا مما كانوا يقولون .
فأتانا بعد ذلك قتل الحسين عليه السلام ويبست الشجرة وجفت فكسرتها الرياح والأمطار بعد ذلك ، فذهبت واندرس أثرها .
قال عبد الله بن محمد الأنصاري : فلقيت دعبل بن علي الخزاعي بمدينة الرسول فحدثته بهذا الحديث فلم ينكره وقال : حدثني أبي ، عن جدي ، عن أمه سعيدة بنت مالك الخزاعية أنها أدركت تلك الشجرة فأكلت من ثمرها على عهد علي بن أبي طالب عليهما السلام وأنها سمعت تلك الليلة نوح الجن فحفظت من جنية منهن :

خير العمومة جعفر الطيـار يا ابن الشهيد ويا شهيدا عمه
في الوجه منك وقد علاه غبار عجبا لمصقول أصابك حـده

قال دعبل : فقلت في قصيدتي :

واعـص الحمار فمن نهاك حمار زر خـير قـبر بالعراق يـزار
قـومـي ومـن عـطفت عليه نزار لم لا أزورك يا حسين لك الفدا
النهى وعلى عدوك مقتة ودمار ولـك المـودة فـي قـلـوب ذوي
خـير العمـومة جعفـر الطيـار يا ابن الشهيد ويا شهيدا عمـه


آلهامش:
بيان : خضدت الشجر قطعت شوكها
( 1 ): العوسج : من شجر الشوك له جناة حمراء ويكون غالبا في السباخ ، الواحدة عوسجة .
( 2 ) يقال : أمرعت الأرض : شبع غنمها واكلات في الشجر والبقر .
( 3 ) ترى حديث دعبل في مقتل الخوارزمي ج 2 ص 100.



إلى الأعلى




الرابعة : سماع جماعة من الصحابة وغيرهم نوح الجن لقتل الحسين عليه السلام :
وقال ابن نما - رحمه الله - في مثير الأحزان : ناحت عليه الجن وكان نفر من أصحاب النبي صلى الله عليه وآله منهم المسور بن مخرمة يستمعون النوح ويبكون .
وذكر صاحب الذخيرة ، عن عكرمة :
أنه سمع ليلة قتله بالمدينة مناد يسمعونه ولا يرون شخصه :

ابشروا بالعذاب والتنكيل أيها القاتلون جهـلا حسينـا
مـن نبـي ومـلاك وقبيـل كل أهل السماء تبكي عليكم
وموسى وصاحب الإنجيل قد لعنتم على لسان ابن داود

( 1 )

وروي أن هاتفا سمع بالبصرة ينشد ليلا :

نحو الحسين تقاتل التنزيلا إن الرماح الواردات صدورها
قتلـوا بك التكبير والتهليلا ويهللـون بـأن قتلت وإنمـــــــا
صـلى عليه الله و جبريلا فكأنمـا قتلوا أبــاك محمـــــــدا

وذكر ابن الجوزي في كتاب النور في فضاءل الأيام والشهور نوح الجن عليه فقالت :

الجن يبكين شجيات لقد جئن نسـاء
كـالدنـانـيـر نقيـات ويلطمن خـدودا
السود بعد القصبيات ويلبسن الثيــاب

ـــــــــ
( الهامش )
( 1 ) تراها في تاريخ ابن عساكر ج 4 ص 341
الرواية عن البحار جزء 45 باب 43 الحديث الثاني .
___________

وذكر في البحار في الفصل الثالث والأربعون الحديث الثالث أن ممن سمع نوح الجن :
إبانة ابن بطة أنه سمع من نوحهم :

وجودي على آلهالك السيد أيا عين جودي ولا تجمدي
فقد رزئنا الغداة بأمر بدي فبالطــف أمسـى صــــريعا

ومن نوحهم :

من الحزن شجيات نساء الجن يبكين
للنســاء آلهاشميات وأسـعـدن بنوح
عظمت تلك الرزيات ويندبن حسينــا
كــالـدنانيـر نقيـات ويلطمن خـدودا
السود بعد القصبيات ويلبســن ثيــاب

ومن نوحهم :

اخضر عند سقوط الجونة العلق احمرت الأرض من قتل الحسين كما
فــــانه في سـعير النـار يحترق يـا ويـل قـاتـــله يــا ويـل قـاتـــــلـه

ومن نوحهم :

من قتله شاب الشعر أبكي ابن فاطمة الذي
له خسـف القمــــر ولقتـله زلزلتم ولـقت

قال الطبري : وسمع نوح الملائكة في أول منزل نزلوا قاصدين إلى الشام :

ابشــروا بالعذاب والتنكيل أيهـــا القاتلون جهــلا حسينا
مــن نبـــي ومرسل وقتيل كل أهـل السماء يدعو عليكم
وموسى وصاحب الإنجيل قد لعنتم على لسان ابن داود

بيان : " بأمر بدي " أي بأمر بديع غريب وقال الجوهري : الجونة عين الشمس وإنما سميت جونة عند مغيبها لأنها تسود حين تغيب ، والعلق القطعة من الدم أي كما يخضر الأفق عند سقوط الشفق ، ولعل الأظهر كما احمر . وري في مناقب آل أبي طالب ج4 ص62 و63 وفي تذكرة بن الجوزي ص135 .



إلى الأعلى



الخامسة : عدة روايات أخرى في رثاء الجن للحسن عليه السلام :
أبي ، عن سعد ، عن محمد بن الحسين ، عن تسربن مزاحم ، عن عبد الرحمان بن أبي حماد ، عن أبي ليلى الواسطي ، عن عبد الله بن حسان الكناني :
قال : بكت الجن على الحسين بن علي بن أبي طالب عليه السلام فقالت :

مـاذا فعلتــم وأنتــم آخـــر الأمــم ؟ مــاذا تقولون إذ قـال النبـي لــكم
من بين أسرى وقتلى ضرجوا بدم بأهـل بيتي وإخواني ومكرمتي

البحار الحديث 4 جزء 45 باب43 عن كامل الزيارات كامل الزيارات ص 95.
وفي الحديث 7 ذكر عن حكيم بن داود بن حكيم ، عن سلمة ، عن عبد الله بن محمد بن سنان ، عن عبد الله بن القاسم بن الحارث ،
عن داود الرقي قال :
حدثتني جدتي أن الجن لما قتل الحسين عليه السلام بكت عليه بهذه الأبيات :

وابكي فقد حق الخبر يا عين جودي بالعبر
ورد الفرات فما صدر ابكي ابن فاطمة الذي
لمـــا أتى منـه الخبـر الجـن تبكي شجوهــا
تـعســا لذلك من خبر قتل الحسين ورهطه
عنــد العشاء وبالسحر فلأبـكينـك حــــرقــة
عرق وما حمل الشجر ولأبكينك مــا جـرى

عن عمر بن سعد ، عن الوليد بن غسان ، عمن حدثه قال :
كانت الجن تنوح على الحسين بن علي صلوات الله عليهما فتقول :

عـلى كــره بنينه لمن الأبيات بالطف
يتجاوبن الرنينه تـــلك أبيات حسين

البحار جزء45 باب43 حديث 12.
حكيم بن داود ، عن سلمة ، عن أيوب بن سليمان ، عن علي بن الحزور قال :
سمعت ليلى وهي تقول :
سمعت نوح الجن على الحسين بن علي عليهما السلام وهي تقول :

يبكي الحزين بحرقة وتوجــــع يا عين جودي بالدموع فانما
مــــن ذكـــر آل محمد وتوجــع يا عين ألهاك الرقاد بطيبــــة
بين الوحوش وكلهم في مصرع باتت ثلاثا بالصعيد جسومهم

البحار الحديث 13 .



إلى الأعلى





السادسة : أهل الرابية يسمعون نوح الجن على الحسين عليه السلام :
أمالي المفيد ، عن عمر بن محمد ، عن علي بن العباس ، عن عبد الكريم ابن محمد ، عن سليمان بن مقبل الحارثي ، عن المحفوظ بن المنذر قال : حدثني شيخ من بني تميم كان يسكن الرابية قال : سمعت أبي يقول : ما شعرنا بقتل الحسين حتى كان مساء ليلة عاشوراء فإني لجالس بالرابية ، ومعي رجل من الحي فسمعنا هاتفا يقول :

بالطــف منعفر الخدين منحورا والله ما جئتكم حتى بصرت به
المصـــابيح يطفون الدجى نورا وحوله فتية تدمى نحورهم مثــل
من قبل أن تتلاقى الحرد الحورا وقد حثثت قلوصي كي اصادفهم
وكــــان أمــرا قضاه الله مقدورا فعاقنــي قــدر والله بالغــــــــــة
بــــه الله يعلــم أني لم أقل زورا كان الحسين سراجا يستضــــاء
قبر الحسين حليف الخير مقبورا صلى الإله على جســـم تضمنه
وللـوصــي وللطيـــار مســرورا مجاورا لرسول الله في غــرف

فقلنا له : من أنت يرحمك الله ؟ قال : أنا وآلي من جن نصيبين أردنا مؤازرة الحسين عليه السلام ومواساته بأنفسنا فانصرفنا من الحج فأصبناه قتيلا .
بيان : " حرد " جمع حارد من قولهم أسد حارد أي غضبان ، أومن حرد الرجل حرودا إذا تحول عن قومه ، وفيما سيأتي من رواية ابن قولويه " من قبل مالأن يلاقوا الخرد الحورا " وهو أظهر.
قال الفيروزآبادي : الخريد وبهاء والخرود : البكر لم تمسس أو الخفرة الطويلة السكوت الخافضة الصوت المتسترة
والجمع خرائد وخرد وخرد
( 1 ) في تذكرة الخواص ص 154 عن المدائنى : " من قبل ماينكحون الخرد الحورا "
البحار الحديث 9.





إلى الأعلى




السابعة :الجن يخبرون المؤمنين باستشهاد الحسين عليه السلام :
أبي ، عن سعد ، عن ابن يزيد ، عن إبراهيم بن عقبة ، عن أحمد ابن عمرو بن مسلم ، عن الميثمي
قال : خمسة من أهل الكوفة أرادوا نصر الحسين بن علي عليه السلام فعرسوا ( 1 ) بقرية يقال لها : شاهي إذا أقبل عليهم رجلان : شيخ وشاب وسلما عليهم ، قال :
فقال الشيخ : أنا رجل من الجن ، وهذا ابن أخي أراد نصر هذا الرجل المظلوم ، قال : فقال لهم الشيخ الجني : قد رأيت رأيا قال : فقال الفتية الإنسيون : وما هذا الرأي الذي رأيت ؟ قال : رأيت أن أطير فآتيكم بخبر القوم فتذهبون على بصيرة ، فقالوا له : نعم ما رأيت ، قال : فغاب يوم وليلته .
فلما كان من الغد إذا هم بصوت يسمعونه ولا يرون الشخص ، وهو يقول :

" والله ما جئتكم حتى بصرت به " إلى آخر ما مر من الأبيات سوى بيتين مصدرين بقوله " فعاقني " وبقوله " فصلى " - . فأجابه بعض الفتية من الإنسيين ( يقول ) :

إلى القيامة يسقى الغيث ممطورا اذهب فلازال قبر أنت ساكنه
وقـــد شربت بكأس كان مغزورا وقد سلكـــت سبيلا كن سالكه

( 1 ) في المصدر ص 92 : " فمروا " والتعريس نزول القوم في السفر من آخر الليل يقعون فيه وقعة للاستراحة ثم يرتحلون وشاهى موضع قرب القادسية وفتية فرغوا لله أنفسهم وفارقوا المال والأحباب والدورا .
البحار 45 باب43 الحديث 10و كامل الزيارات ص 93.



إلى الأعلى





الثامنة : أهل الجبانة يسمعون نوح الجن على الحسين عليه السلام :
حكيم بن داود ، عن سلمة بن الخطاب ، عن عمر بن سعد ، عن عمرو بن ثابت ،
عن أبي زياد القندي قال كان الجصاصون يسمعون نوح الجن حين قتل الحسين بن علي عليه السلام في السحر بالجبانة ، وهم يقولون :

فله بريق في الخدود مسح الرسول جبينه
جــده خيــر الجــدود أبواه في عليا قريش

وقال المجلسي رحمه الله أقول : روى في المناقب القديم عن أبي العلا الحسن بن أحمد آلهمداني عن محمود بن إسماعيل ، عن أحمد بن محمد بن الحسين ، عن أبي القاسم اللخمي ، عن محمد بن عثمان ، عن جندل بن والق ، عن عبد الله بن الطفيل ، عن أبي زيد الفقيمي عن أبي حباب الكلبي ، عن الجصاصين مثله البحار الحديث 11






إلى الأعلى


ويسألكم الدعاء
جامع هذه الأبيات
أخوكم في الإيمان
خادم علوم آل محمد عليهم السلام
الشيخ حسن جليل حردان الأنباري