هداك الله بنور الإسلام حتى تصل لأعلى مقام

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله الطيبين الطاهرين ولعنة الله على أعدائهم إلى يوم الدين
موسوعة صحف الطيبين في  أصول الدين وسيرة المعصومين
 صحيفة الطيبين بدل الأبرار والمقربين
الباب الثالث

فضل صلاة الليل
والاستغفار وأدعيتهما

  

الذكر الأول

صلاة الليل ومقدماتها وتعقيباتها

يا طيب : ذُكر ثواب جزيل وبكثير من الأحاديث لصلاة الليل وللخلوة مع رب النور في الأسحار ، ويكفي مراجعة أدعية ذكره تعالى وما خص من الصلاة والاستغفار والذكر في هذا الوقت الشريف الكريم ، وإن الذكر لله ولكرمة فيه له أثار كريمة حتى ليكون المؤمن بحق منير وتظهر عليه آثار النور في الدنيا قبل الآخرة ، وما ذلك إلا لما في الأدعية والذكر وبالخصوص في هذا الوقت لكريم من تجلي معاني الإخلاص ، ومظاهر التفرغ التام والتوجه الكامل لرب العالمين ، والطلب من نوره وكل خير وبر منه ، وفي هذا الوقت العزيز الذي يغفل عنه أكثر الناس ، بل حوله الظالمون إلى جلسات لهو وسمر بل والعياذ بالله لمجالس السكر والفجور والفسوق ، وبينما يأنس الطيبون والأبرار والمقربون مع رب العالمين فيناجونه بأحسن الذكر ، ويستغفروه ليغفر ذنوبهم وليوفقهم لطاعته ولا يحرمهم صحبته ، ويطلبون منه الحاجات وهي لديه مستجيبة وهو أرحم الراحمين.

فيا أخي : الخلوة مع الله في هذا الوقت العزيز والناس نيام ، لها أكبر الأثر في التربية الروحية والمعنوية والفكرية ، وتجعل الإنسان مطمئن بذكر الله حقا ، وتكون عليه آثار السكينة والوقار ، والقرب من الرب الرحمان الرحيم البار ، فترى فيه القناعة وحقائق الهدى ونور الإيمان، وكل ما يدل على رضا الرحمان.

وهذه يا أخي : أدعية وأذكار كثيرة في ثواب صلاة الليل وسنطيل الذكر معها ، فأختر منها ما تشاء ، ويكفي الصلاة بكل ركعاتها الأحد عشرة القراءة بالحمد والتوحيد ولو بدون التسبيح ، وكلما زدت زادت الله نورك ، ولا تحمل نفسك أكثر من طاقتها فتمل ، ولكن للإقبال حال وللإدبار يكفي أبسط الذكر ، والله هو الغفور الرحمان يقبل التوبة ويشكر التوجيه له ولو بتسبيحة واحدة ، وحمدا واحدا كسبحان الله أو الحمد لله ، ولا تدل وتمن على ربك إن أكثرة ، ولكن أعلم هذا من توفيقه ويستحق عليه الشكر ، وإن قصرت فأطلب منه التوفيق .

فهذه يا أخي : أدعية أختر منها ما يوافق نفسك ، وتراه أقرب لروحك وحالك وحاجتك ، فأذكره ، ولو توزع الأذكار لكل يوم واحدا منها ، أو ذكرا بعد صلاة خاصة فقط ، أو تجمع ما تشاء منها حين التمكن من التوجه له تعالى .

وإما تطويل الذكر : في صلاة الليل ولم نذكر صلاة النوافل الباقية للصلوات الخمسة ، والتي يمكن مراجعتها في كتاب : مفتاح الفلاح ، وفلاح السائل ، وبالخصوص مصباح المتهجد ، فإن لها كثير من الأذكار والأدعية ويطول بها الكتاب ، ويكون متخصص بالنوافل والمستحبات الصلاواتية ، ونحن اخترنا أن يكون جامعا، ولذا سنقتصر على صلاة الليل ونختار من ذكرها ودعائها وثوابها وبعض من تفصيلها الكثير، وإن أحببت المزيد فراجع ما ذكرنا من الكتب.

وثم لتعلم يا أخي : هذا الذكر والتفصيل مستحب عمل كل واحد منه وله ثوابه الخاص ، ولذا يمكن الاقتصار على قسم منه ، وأعلم أن نبي الرحمة وآله الكرام أهل البيت عليهم السلام كانوا يحيون الليل أكثره وكان لهم سبحا طويلا ، وجاء عنهم أنهم يصلون ألف ركعة في اليوم وليلة ، ويكف ما منحهم الله من قوله في آيات النور وبالبيوت المرفوعة وذكر رجالها ، ولتعلم أنه لا نطيق عملهم ، ونحن تبع لهم ، ونسأل الله أن يقوينا لنكون منهم ومعهم ، وبهم وبمثل ذكرهم .

وأعلم يا أخي : إن صلاة أحد عشر ركعة لصلاة الليل  بدون مستحبات يكون أحد عشر دقيقة أو أقل ، ومن يعرف عظمة الله ووفقه الله ، يمكنه بعد أن يقوم من الكومبيوتر الحاسب ، أو بعد فلم الليل والسهرة مع الأصحاب ، أن ينفلت لها ويقيمها بخفه وينام ، وسيرى آثار عجيبة من رعاية الله وتوفيقه له ، بل حل لمشاكل قد تُأرق نومه أكثر ساعة قبل النوم ، ولها أنس مع الله ، ولو يقيمها العبد الصلاح بدون ذكر شيء من الدعاء والذكر ، بل بمجرد صلاة خفيفة كصلاة الصبح حمدا وتوحيدا فقط لكل ركعة ، وأنت يا طيب مخير أختر وجرب صلاة الليل ولو مرة بالعمر أو بالسنة أو بالشهر ، وسترى لطف الله وفضله وتحس بتوفيقه ولا تهجرها بالمرة ، أو ولو أقرء هذا المقال فيها وسترى لطفه ولو تقرأه كجريدة أو قصه مع التوجه لبعض معناه لعله ترق ، وأسأل الله لك ولي أن يوفقنا لها ، إنه أرحم الراحمين ، ورحم الله من قال آمين يا رب العالمين .

 

 

أدعية للنوم وللانتباه :

وعن الإمام علي الهادي عليه السلام يقول : لنا أهل البيت عند نومنا عشر خصال : الطهارة ، و توسد اليمين ، و تسبيح الله ثلاثا و ثلاثين ، و تحميده ثلاثا ، و ثلاثين و تكبيره أربعا و ثلاثين ، و نستقبل القبلة بوجوهنا ، و نقرأ فاتحة الكتاب ، و آية الكرسي ، وقوله تعالى : ( شَهِدَ اللّهُ أَنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلاَئِكَةُ وَأُوْلُواْ الْعِلْمِ قَآئِمَاً بِالْقِسْطِ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ) آل عمران18 ، فمن فعل ذلك فقد أخذ بحظه من ليلته . و قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : من قرأ ألهاكم التكاثر عند النوم وقي فتنة القبر .وعن الإمام الكاظم قال : لم يقل أحد قط إذا أراد أن ينام :إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ أَنْ تَزُولا وَ لَئِنْ زالَتا إِنْ أَمْسَكَهُما مِنْ أَحَدٍ مِنْ بَعْدِهِ إِنَّهُ كانَ حَلِيماً غَفُوراً ، فسقط عليه بيت.

و عن الوليد بن صبيح قال : قال لي شهاب بن عبد ربه اقرأ أبا عبد الله مني السلام و أخبره أنني يصيبني فزع في منامي ، فقلت له ذلك . فقال : قل له : إذا أوى إلى فراشه فليقرأ المعوذتين و آية الكرسي ، و آية الكرسي أفضل .

وعن أبي عبد الله عليه السلام قال إذا أصابك الأرق فقل :

سبحان الله ذي الشأن، دائم السلطان عظيم البرهان، كل يوم هو في شأن.

وعن الإمام علي عليه السلام أن فاطمة عليها السلام شكت إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الأرق فقال قولي يا بنية : يا مشبع البطون الجائعة ، و يا كاسي الجسوم العارية ، و يا مسكن العروق الضاربة ، و يا منوم العيون الساهرة ، سكن عروقي الضاربة ، و أذن لعيني نوما عاجلا ، قال فقالته فذهب عنها ما كانت تجده .وقال رسول الله ص من أراد شيئا من قيام الليل فأخذ مضجعه فليقل : اللهم لا تؤمني مكرك ، و لا تنسني ذكرك ، و لا تجعلني من الغافلين ، أقوم إن شاء الله ساعة كذا و كذا ، فإنه يوكل الله به ملكا ينبهه تلك الساعة .ومن المجربات للانتباه تلاوة هذه الآية : قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاء رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا . الكهف110 . فإنه يقوم في الساعة التي يحددها إن شاء الله .

 

فضل صلاة الليل وثوابها :

يا طيب :  قد تضافرت الروايات عن أصحاب العصمة عليهم السلام في ثواب قيام الليل الجزيل وفضله الكثير ، وهذه بعض الأحاديث لبيان فضله وثوابه.

سُئل علي بن الحسين عليهم السلام : ما بال المتهجدين بالليل من أحسن الناس وجها ؟ قال : لأنهم خلوا بالله فكساهم الله من نوره  .

وَرُوِيَ : أَنَّ الْبُيُوتَ الَّتِي يُصَلَّى فِيهَا بِاللَّيْلِ .

يُضِي‏ءُ نُورُهَا لِأَهْلِ السَّمَاءِ  كَمَايُضِي‏ءُ نُورُ الْكَوَاكِبِ لِأَهْلِ الْأَرْضِ  .

و قال الإمام الرضا عليه السلام : عليكم بصلاة الليل فما من عبد مؤمن يقوم آخر الليل فيصلي : ثمان ركعات ، و ركعتي الشفع ، و ركعة الوتر ، و استغفر الله في قنوته سبعين مرة ؛ إلا أجير : من عذاب القبر ، و من عذاب النار ؛ و مد له في عمره ، و وسع عليه في معيشته .

ثم قال عليه السلام : إن البيوت التي يصلى فيها بالليل .

يزهر نورها لأهل السماء كما يزهر نور الكواكب لأهل الأرض [1] .

وذكر الله في الأسحار مما تواترت فيه الأخبار وفضله عظيم وثوابه جسيم  ، فروى[2] الشيخ البهائي في مفتاح الفلاح عن ثقة الإسلام في الكافي بسند صحيح عن الصادق عليه السلام أنه قال :

 شرف المؤمن قيامه بالليل ، و عزه استغناؤه عن الناس .

 و روى فيه بسند حسن عنه يقول :

ثلاث هن فخر المؤمن و زينته في الدنيا و الآخرة : الصلاة في آخر الليل ، و يأسه مما في أيدي الناس ، و ولاية الإمام من آل محمد صلى الله عليه وآله وسلم .

 و روى في قول الله تعالى :  {كَانُوا قَلِيلاً مِنْ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ }الذاريات17. قال : كان أقل الليالي تفوتهم لا يقومون فيها . و روى فيه أيضا أنه جاء رجل إلى أمير المؤمنين عليه السلام فقال : إني حرمت صلاة الليل . فقال أمير المؤمنين عليه السلام: أنت رجل قد قيدتك ذنوبك . و روى عن شيخ الطائفة في التهذيب بسند صحيح عن الصادق عليه السلام في قوله تعالى : { إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئًا وَأَقْوَمُ قِيلاً }المزمل6 قال : قيامه عن فراشه لا يريد إلا الله تعالى .

 و روى طاب ثراه فيه بسند صحيح أيضا عنه عليه السلام أنه قال : ليس من عبد إلا يوقظ في كل ليلة مرة أو مرتين ، فإن قام كان ذلك ، و إلا فحج الشيطان فبال في أذنه ، أ و لا يرى أحدكم أنه إذا قام و لم يكن ذلك منه ، قام و هو متخثر ثقيل كسلان .

 و روى فيه بسند صحيح أيضا عن عمر بن يزيد أنه سمع أبا عبد الله عليه السلام يقول : إن في الليل لساعة لا يوافقها عبد مسلم يصلي ، و يدعو الله فيها ، إلا استجاب له في كل ليلة .قلت : أصلحك الله فأية ساعة من الليل ؟

قال : إذا مضى نصف الليل إلى الثلث الباقي . وعن عبد الله بن سنان أنه سأل الصادق عليه السلام: عن قول الله عز و جل:{سِيماهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ } الفتح29. قال : هو السهر في الصلاة.

 

وقت صلاة الليل وعددها والوصية بها:

فإذا انتصف الليل : فقد دخل وقت صلاة الليل ( وهو تقريبا الساعة الثانية عشر ليلا بتوقيت هذا الزمان أو أقل ) ، و قد يعبر عن انتصاف الليل بالزوال أيضا ،  وروى رئيس المحدثين في الفقيه أن عمر بن حنظلة سأل الصادق عليه السلام فقال : زوال النهار نعرفه بالنهار فكيف لنا بالليل ؟ فقال عليه السلام : لليل زوال كزوال الشمس ، قال : فبأي شي‏ء نعرفه ؟ قال : بالنجوم إذا انحدرت . و الظاهر أنه عليه السلام أراد بالنجوم النجوم التي طلعت عند غروب الشمس كما قاله شيخنا الشهيد رحمه الله ، و المراد بانحدارها شروعها في الانخفاض .

 و صلاة الليل : تطلق في الأحاديث : تارة علىالثمان (ركعات كصلاة الصبح ركعتان وتتشهد وتسلم ثم ركعتان وتتشهد وتسلم حتى تتم ثمانية ) ، و أخرى على : الإحدى عشرة بإضافة الشفع ( ركعتان ) و مفردة الوتر ( ركعة واحدة من قيام مع قنوت) ، و أخرى على الثلاث عشرة : بإضافة ركعتي الفجر ( قبل صلاة الصبح نافلة لها) ، و هي من النوافل المؤكدة .

 روى شيخ الطائفة في التهذيب بسند صحيح عن الصادق عليه السلام أنه قال كان في وصية رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لعلي عليه السلام :

 يا علي أوصيك في نفسك بخصال فاحفظها ، ثم قال اللهم أعنه ، و ذكر جملة من الخصال إلى أن قال : و عليك بصلاة الليل ، و عليك بصلاة الليل ، و عليك بصلاة الليل ، و عليك بصلاة الزوال ، و عليك بصلاة الزوال ، و عليك بصلاة الزوال [3].

فإذا تقلب على فراشه و انتبه فليقل :

لا إله إلا الله الحي القيوم و هو على كل شي‏ء ، قدير سبحان الله رب النبيين و إله المرسلين ، و سبحان الله رب السماوات السبع و ما فيهن ، و رب الأرضين السبع و ما فيهن و رب العرش العظيم ، و سلام على المرسلين و الحمد لله رب العالمين .

 و إذا رأى رؤيا مكروهة فليتحول عن شقه الذي كان عليه و ليقل :

إنما النجوى من الشيطان ليحزن الذين آمنوا و ليس بضارهم شيئا إلا بإذن الله ، أعوذ بالله و بما عاذت به ملائكة الله المقربون و أنبياؤه المرسلون و الأئمة الراشدون المهديون و عباده الصالحون ، من شر ما رأيت و من شر رؤياي أن تضرني في ديني أو دنياي ، و من الشيطان الرجيم .

 

 

 

فيستحب إذا انتبهت من نومك أن تقول :

وأول ما ينبغي لك فعله أن تسجد لله تعالى : فقد روي أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم  كان إذا انتبه من نومه : يسجد ، ثم قل في سجودك أو بعد رفع رأسك منه :

 الحمد لله : الذي أحياني بعد ما أماتني و إليه النشور ، الحمد لله : الذي رد علي روحي لأحمده و أعبده .

و روى ثقة الإسلام في الكافي بسند حسن عن الباقر عليه السلام إذا قمت بالليل : فانظر في آفاق السماء و قل :

اللهم : إنه لا يواري عنك ليل ساج ، و لا سماء ذات أبراج ، و لا أرض ذات مهاد ، و لا ظلمات بعضها فوق بعض ، و لا بحر لجي ، تدلج بين يدي المدلج من خلقك ، تعلم خائنة الأعين و ما تخفي الصدور ، غارت النجوم و نامت العيون ، و أنت الحي القيوم ، لا تأخذك سنة و لا نوم ، سبحان الله رب العالمين و إله المسلمين ، و الحمد لله رب العالمين .

 ثم اقرأ الآيات الخمس من آخر آل عمران : { إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآيَاتٍ لِّأُوْلِي الألْبَابِ { } الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىَ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ { } رَبَّنَا إِنَّكَ مَن تُدْخِلِ النَّارَ فَقَدْ أَخْزَيْتَهُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ { } رَّبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلإِيمَانِ أَنْ آمِنُواْ بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الأبْرَارِ { } رَبَّنَا وَآتِنَا مَا وَعَدتَّنَا عَلَى رُسُلِكَ وَلاَ تُخْزِنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّكَ لاَ تُخْلِفُ الْمِيعَادَ }[4]

و يستحب أيضا أن تقول :

ما عَنْ زُرَارَةَ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليه السلام قَالَ :

فَإِذَا سَمِعْتَ صَوْتَ الدُّيُوكِ فَقُلْ :سُبُّوحٌ قُدُّوسٌ رَبُّ الْمَلَائِكَةِ وَ الرُّوحِ ، سَبَقَتْ رَحْمَتُكَ غَضَبَكَ لا إله إلا أنتَ وَحْدَكَ لَا شَرِيكَ لَكَ ، عَمِلْتُ سُوءاً وَ ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي وَ ارْحَمْنِي إِنَّهُ لَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ .

ثُمَّ اسْتَكْوَ تَوَضَّأْ فَإِذَا وَضَعْتَ يَدَكَ فِي الْمَاءِ فَقُلْ : بِسْمِ اللَّهِ وَ بِاللَّهِ اللَّهُمَّ اجْعَلْنِي مِنَ التَّوَّابِينَ وَ اجْعَلْنِي مِنَ الْمُتَطَهِّرِينَ . فَإِذَا فَرَغْتَ فَقُلِ : الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ، فَإِذَا قُمْتَ إِلَى صَلَاتِكَ فَقُلْ : بِسْمِ اللَّهِ وَ بِاللَّهِ وَ إِلَى اللَّهِ وَ مِنَ اللَّهِ وَ مَا شَاءَ اللَّهُ وَ لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ ، اللَّهُمَّ اجْعَلْنِي مِنْ زُوَّارِ بَيْتِكَ وَ عُمَّارِ مَسَاجِدِكَ ، وَ افْتَحْ لِي بَابَ تَوْبَتِكَ وَ أَغْلِقْ عَنِّي بَابَ مَعْصِيَتِكَ وَ كُلِّ مَعْصِيَةٍ ، الحمد للهِ الَّذِي جَعَلَنِي مِمَّنْ يُنَاجِيهِ ، اللَّهُمَّ أَقْبِلْ عَلَيَّ بِوَجْهِكَ جَلَّ ثَنَاؤُكَ ثُمَّ افْتَتِحِ الصَّلَاةَ بِالتَّكْبِيرِ .

وَ قَالَ عليه السلام : إِيَّاكُمْ وَ الْكَسَلَ، فَإِنَّ رَبَّكُمْ رَحِيمٌ يَشْكُرُ الْقَلِيلَ، إِنَّ الرَّجُلَ لَيُصَلِّي الرَّكْعَتَيْنِ يُرِيدُ بِهِمَا وَجْهَ اللَّهِ تَعَالَى فَيُدْخِلُهُ اللَّهُ بِهِمَا الْجَنَّةَ ، وَإِنَّهُ لَيَتَصَدَّقُ بِدِرْهَمٍ تَطَوُّعاً يُرِيدُ بِهِ وَجْهَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فَيُدْخِلُهُ اللَّهُ بِهِ الْجَنَّةَ ، وَ إِنَّهُ لَيَصُومُ الْيَوْمَ تَطَوُّعاً يُرِيدُ بِهِ وَجْهَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فَيُدْخِلُهُ اللَّهُ بِهِ الْجَنَّةَ[5].

 ويستحب أيضا أن يقول :

يا نور النور ، يا مدبر الأمور ، يا من يلي التدبير و يمضي المقادير ، امض مقاديري في يومي هذا إلى السلامة و العافية .

و يستحب أيضا أن يقول : إذا نظر إلى السماء:

 يا من بنى السماء بائدة ، و جعلها سقفا مرفوعا ، يا واسع المغفرة ، يا باسط اليدين بالرحمة ، يا من فرش الأرض و جعلها مهادا ، يا من خلق الزوجين الذكر و الأنثى ، اجعلني من الذاكرين لك و الخائفين منك ، اللهم أنزل علي من بركات السماء ، و افتح لي أبواب رحمتك ، و أغلق عني أبواب نقمتك ، و عافني من شر فسقة سكان الهواء و سكان الأرض ، إنك كريم وهاب .

 سبحانك : ما أعظم ملكك ، و أقهر سلطانك ، و أغلب جندك ، و سبحانك و بحمدك ما أغر خلقك ، و ما أغفلهم عن عظيم آياتك و كبير خزائنك ، و سبحانك ما أوسع خزائنك ، سبحانك و بحمدك ، صل على محمد و آله و اجعلني من الذاكرين و لا تجعلني من الغافلين [6].

 

 

 

وإذا قم لصلاة الليل بتوفيق الله :

فصلي ركعتين منها الأولى والثانية:

وذكر في مصباح المتهجد للشيخ الطوسي رحمه الله[7] :

و يتوجه في أول الركعة : على ما مر من مستحبات التطهير والتكبير .

 و يستحب أن يقرأ في الركعتين الأوليين في كل ركعة : الحمد ، و ثلاثين مرة قل هو الله أحد ، و إن لم يمكنه قرأ في الأولى : الحمد ، و قل هو الله أحد ، و في الثانية : الحمد ، و قل يا أيها الكافرون .

و يقرأ في الست البواقي : ما شاء من السور . و يستحب أن يقرأ فيها : من السور الطوال مثل : الأنعام ، و الكهف ، و الأنبياء ، و يس ، و الحواميم ، و ما أشبه ذلك ، إذا كان عليه وقت كثير . فإن ضاق الوقت : اقتصر على الحمد و قل هو الله أحد . و يستحب الجهر بالقراءة : في صلاة الليل .

و من كان له عدو يؤذيه فليقل في السجدة الثانية من الركعتين الأوليين : اللهم : إن فلان بن فلان قد شهرني و نوه بي ، و عرضني للمكاره ، اللهم فاصرفه عني بسقم عاجل يشغله عني ، اللهم و قرب أجله ، و اقطع أثره ، و عجل ذلك يا رب الساعة الساعة .

و من طلب العافية فليقل في هذه السجدة :

 يا علي يا عظيم ، يا رحمان يا رحيم ، يا سميع الدعوات ، يا معطي الخيرات ، صل على محمد و آل محمد و أعطني من خير الدنيا و الآخرة ما أنت أهله ، و اصرف عني من شر الدنيا و الآخرة ما أنت أهله ، و اذهب عني هذا الوجع ، و يسميه بعينه ، فإنه قد أغاظني و أحزنني .

و ألح في الدعاء فإنه يعجل الله له العافية إن شاء الله .

 و يستحب أن يدعو عقيب هاتين الركعتين بهذا الدعاء :

اللهم : إني أسألك و لم يسأل مثلك أنت موضع مسألة السائلين و منتهى رغبة الراغبين ، أدعوك و لم يدع مثلك ، و أرغب إليك و لم يرغب إلى مثلك ، أنت مجيب دعوة المضطرين ، و أرحم الراحمين .

أسألك : بأفضل المسائل و أنجحها و أعظمها ، يا الله يا رحمان يا رحيم ، و بأسمائك الحسنى و أمثالك العليا و نعمك التي لا تحصى ، و بأكرم أسمائك عليك و أحبها إليك ، و أقربها منك وسيلة و أشرفها عندك منزلة ، و أجزلها لديك ثوابا و أسرعها في الأمور إجابة ، و باسمك المكنون الأكبر الأعز الأجل الأعظم الأكرم الذي تحبه و تهواه ، و ترضى به عمن دعاك فاستجبت له دعاءه ، و حق عليك أن لا تحرم سائلك و لا ترده ، و بكل اسم هو لك في التوراة و الإنجيل و الزبور و القرآن العظيم ، و بكل اسم دعاك به حملة عرشك و ملائكتك و أنبياؤك و رسلك و أهل طاعتك من خلقك ، أن تصلي على محمد و آل محمد و أن تعجل فرج وليك و ابن وليك ، و تعجل خزي أعدائه و تدعو بما تحب .

 

 

و يستحب أن يدعو عقيب كل ركعتين على التكرار :

 لا إله إلا الله وحده لا شريك ، له له الملك و له الحمد ، يحيي و يميت و يميت و يحيي ، و هو حي لا يموت بيده الخير و هو على كل شي‏ء قدير ، اللهم أنت الله نور السماوات و الأرض ، فلك الحمد ، و أنت قيام السماوات و الأرض فلك الحمد ، و أنت رب السماوات الأرض و ما فيهن و ما بينهن و ما تحتهن فلك الحمد ، اللهم أنت الحق و وعدك الحق و الجنة حق و النار حق و الساعة حق لا ريب فيها و إنك باعث من في القبور .

اللهم : لك أسلمت ، و بك آمنت ، و عليك توكلت ، و بك خاصمت ، و إليك يا رب حاكمت ، اللهم صل على محمد و آل محمد الأئمة المرضيين ، و ابدأ بهم في كل خير ، و اختم بهم الخير ، و أهلك عدوهم من الإنس و الجن من الأولين و الآخرين ، و اغفر لنا ما قدمنا و ما أخرنا ، و ما أسررنا و ما أعلنا ، و اقض كل حاجة هي لنا بأيسر التيسير ، و أسهل التسهيل في يسر منك و عافية ، إنك أنت الله ربنا لا إله إلا أنت ، صل على محمد و آل محمد و على إخوته من جميع النبيين و المرسلين ، و صل على ملائكتك المقربين ، و اخصص محمدا و أهل بيت محمد بأفضل الصلوات و التحية و التسليم ، و اجعل لي من أمري فرجا و مخرجا و ارزقني حلالا طيبا واسعا ، من حيث أحتسب و من حيث لا أحتسب ، مما شئت و كيف شئت ، فإنه يكون ما شئت كما شئت .

ثم تسبح تسبيح الزهراء عليها السلام . و تدعو بما تحب .

 ثم تسجد سجدة الشكر و تقول فيها :

 اللهم : أنت الحي القيوم العلي العظيم ، الخالق الرازق ، المحيي المميت ، البدي‏ء البديع ، لك الكرم و لك الجود ، و لك المن و لك الأمر وحدك لا شريك لك ، يا خالق يا رازق ، يا محيي يا مميت ، يا بدي‏ء يا بديع .

 أسألك : أن تصلي على محمد و آل محمد ، و أن ترحم ذلي بين يديك ، و تضرعي إليك ، و وحشتي من الناس ، و أنسي بك و إليك .

ثم تقول : يا الله يا الله ، عشر مرات ، صل على محمد و آله ، و اغفر لي و ارحمني و ثبتني على دينك و دين نبيك ، و لا تزغ قلبي بعد إذ هديتني ، و هب لي من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب . ثم ادع بعد ذلك بما شئت .

 

 

ثم يقوم فيصلي ركعتين أخريين الثالثة والرابعة :

يقرأ فيهما مما شاء . و خصتا : بقراءة المزمل و عم يتساءلون ، فإذا سلم سبح تسبيح الزهراء عليها السلام ، و يدعو بعد ذلك فيقول :

 إلهي : أنا من قد عرفت ، شر عبد أنا و خير مولى أنت ، يا مخشيّ الانتقام ، يا مخوف الأخذ ، يا مرهوب البطش ، يا ولي الصدق ، يا معروفا بالخير ، يا قائلا بالصواب ، أنا عبدك المستوجب جميع عقوبتك بذنوبي ، و قد عفوت عنها فأخرتني بها إلى اليوم ، و ليت شعري أ لعذاب النار أم تتم نعمتك علي ، أما رجائي فتمام عفوك ، و أما بعملي فدخول النار .

إلهي : إني خشيت أن تكون علي ساخطا ، فالويل لي من صنيعي بنفسي مع صنيعك بي ، لا عذر لي يا إلهي ، فصل على محمد و آله ، و تمم صنيعك و نعمتك علي ، و عافيتك لي ، و عفوك عني ، و نجني من النار ، يا سيدي يا سيدي ، صل على محمد و آله ، و لا تشوه خلقي بالنار ، يا سيدي صل على محمد و آله و لا تفرق بين أوصالي في النار ، يا سيدي صل على محمد و آله و لا تصل جسدي بالنار ، يا سيدي صل على محمد و آله و لا تبدلني جلدا غير جلدي في النار ، يا سيدي صل على محمد و آله و لا تعذبني بالنار ، يا سيدي صل على محمد و آله و ارحم بدني الضعيف ، و عظمي الدقيق ، و جلدي الرقيق ، و أركاني التي لا قوة لها على حر النار ، يا محيطا بملكوت السماوات و الأرض ، صل على محمد و آل محمد ، و أصلحني لنفسي ، و أصلحني لأهلي ، و أصلحني لإخواني ، و أصلح لي ما خولتني ، و اغفر لي خطاياي ، يا حنان يا منان ، صل على محمد و آل محمد ، و تحنن علي برحمتك ، و امنن علي بإجابتك ، و افعل بي كذا و كذا و تدعو بما تريد .

ثم تدعو بالدعاء الأول : الذي هو عقيب كل ركعتين ، و قد تقدم ذكره .

و مما يختص عقيب الرابعة :

 اللهم : املأ قلبي حبا لك و خشية منك ، و تصديقا لك و إيمانا بك ، و فرقا منك و شوقا إليك ، يا ذا الجلال و الإكرام ، اللهم حبب إلي لقاءك و أحبب لقائي ، و اجعل لي في لقائك خير الرحمة و البركة ، و ألحقني بالصالحين و لا تخزني مع الأشرار ، و ألحقني بصالح من مضى ، و اجعلني من صالح من بقي ، و اختم لي عملي بأحسنه ، و خذ بي سبيل الصالحين ، و أعني على نفسي بما تعين به الصالحين على أنفسهم ، و لا تردني في شر استنقذتني منه يا رب العالمين ، أسألك : إيمانا لا أجل له دون لقائك ، تحييني عليه ، و تولني عليه ، و توفني عليه إذا توفيتني ، و تبعثني عليه إذا بعثتني عليه ، و ابرأ قلبي من الرياء و السمعة و الشك في دينك .

اللهم : أعطني نصرا في دينك ، و قوة على عبادتك ، و فهما في حكمك ، و كفلين من رحمتك ، و بيض وجهي بنورك ، و اجعل غناي في نفسي ، و اجعل رغبتي فيما يرضيك عندك ، و توفني في سبيلك على ملتك ، و ملة رسولك صلواتك عليه و آله .

اللهم : إني أعوذ بك : من الكسل ، و الجبن ، و البخل ، و الغفلة ، و الذلة ، و القسوة ، و العيلة ، و المسكنة ، و أعوذ بك : من نفس لا تشبع ، و قلب لا يخشع ، و دعاء لا يسمع ، و من صلاة لا ترفع ، و من عمل لا ينفع ، و أعيذ بك نفسي و أهلي و ديني و ذريتي من الشيطان الرجيم .

اللهم : إنه لن يجيرني منك أحد ، و لن أجد من دونك ملتحدا ، فلا تجعل أجلي في شي‏ء من عقابك ، و لا تردني بهلكة ، و لا تردني بعذاب ، أسألك الثبات على دينك ، و التصديق بكتابك ، و إتباع سنة نبيك صلواتك عليه و آله .

اللهم : تقبل مني ، و أسألك أن تذكرني برحمتك ، و لا تذكرني بخطيئتي ، و تقبل مني ، و زدني من فضلك و جزيل ما عندك ، إني إليك راغب .

اللهم : اجعل : جميع ثواب منطقي ، و ثواب مجلسي : رضاك . و اجعل عملي و صلاتي : خالصا لك ، و اجعل ثوابي الجنة ، اللهم برحمتك ، و اجمع لي جميع ما سألتك ، و زدني من فضلك ، إني إليك راغب .

اللهم : غارت النجوم ، و نامت العيون ، و أنت الحي القيوم ، لا يواري منك ليل ساج ، و لا سماء ذات أبراج ، و لا أرض ذات مهاد ، و لا بحر لجي ، و لا ظلمات بعضها فوق بعض ، تعلم خائنة الأعين و ما تخفي الصدور ، أشهد بما شهدت به على نفسك ، و شهدت به ملائكتك و أولو العلم : أنه لا إله إلا أنت قائما بالقسط ، لا إله إلا أنت العزيز الحكيم ، إن الدين عند الله الإسلام ، فمن لم يشهد بما شهدت به على نفسك ، و شهدت به ملائكتك و أولو العلم ، فاكتب شهادتي مكان شهادته .

للهم : أنت السلام ، و منك السلام ، أسألك يا ذا الجلال و الإكرام ، أن تصلي على محمد و آل محمد ، و أن تفك رقبتي من النار .

ثم تسجد سجدتي الشكر ، فتقول فيهما : مائة مرة : ما شاء الله ، ما شاء الله ، ثم تقول عقيب ذلك :

 يا رب أنت الله ما شئت من أمر يكون ، فصل على محمد و آل محمد ، و اجعل لي فيما تشاء ، أن تعجل فرج آل محمد صلى عليه و عليهم ، و تجعل فرجي و فرج إخواني مقرونا بفرجهم ، و تفعل بي كذا و كذا و تدعو بما تحب .

 

ثم يقوم فيصلي ركعتين أخريين الخامسة والسادسة :

يقرأ فيهما ما يشاء ، و يستحب أن يقرأ فيهما : يس و الدخان و الواقعة و المدثر ، و إن أحب غيرها كان جائزا ، فإذا سلم : سبح تسبيح الزهراء عليها السلام ، و يدعو بالدعاء الذي تقدم ذكره مما يكرر عقيب كل ركعتين .

 ثم يدعو بما يختص عقيب السادسة :

 اللهم : إني أسألك يا قدوس يا قدوس يا قدوس ، يا كهيعص ، يا أول الأولين ، و يا آخر الآخرين ، يا الله يا رحمان يا رحيم ، يا الله يا رحمان يا رحيم ، يا الله يا رحمان يا رحيم ، يا الله يا الله يا الله ، صل على محمد و آل محمد ، و اغفر لي الذنوب التي تغير النعم ، و اغفر لي الذنوب التي تنزل النقم ، و اغفر لي الذنوب التي تورث الندم ، و اغفر لي الذنوب التي تحبس القسم ، و اغفر لي الذنوب التي تهتك العصم ، و اغفر لي الذنوب التي تعجل الفناء ، و اغفر لي الذنوب التي تنزل البلاء ، و اغفر لي الذنوب التي تديل الأعداء ، و اغفر لي الذنوب التي تحبس غيث السماء ، و اغفر لي الذنوب التي تكشف الغطاء ، و اغفر لي الذنوب التي تظلم الهواء ، و اغفر لي الذنوب التي تحبط العمل ، و اغفر لي الذنوب التي لا يعلمها مني غيرك .

اللهم : لا إله إلا أنت العلي العظيم ، لا إله إلا أنت الحليم الكريم ، أدعوك دعاء مسكين ضعيف ، دعاء من اشتدت فاقته ، و كثرت ذنوبه ، و عظم جرمه ، و ضعفت قوته ، دعاء من لا يجد لفاقته سادا ، و لا لضعفه مقويا ، و لا لذنبه غافرا ، و لا لعثرته مقيلا غيرك ، أدعوك متعبدا لك خاضعا ذليلا غير مستنكف و لا مستكبر ، بل بائس فقير ، فصل على محمد و آله ، و لا تردني خائبا ، و لا تجعلني من القانطين .

اللهم : إني أسألك العفو و العافية في ديني و دنياي و آخرتي ، اللهم صل على محمد و آل محمد ، و اجعل العافية شعاري و دثاري ، و أمانا لي من كل سوء ، اللهم صل على محمد و آل محمد ، و انظر إلى فقري ، و أجب مسألتي ، و قربني إليك زلفى ، و لا تباعدني منك ، و الطف بي و لا تجفني ، و أكرمني و لا تهني ، أنت ربي و ثقتي و رجائي ، و عصمتي ليس لي معتصم إلا بك ، و ليس لي رب إلا أنت ، و لا مفر لي منك إلا إليك .

اللهم : صل على محمد و آل محمد ، و اكفني شر كل ذي شر ، و اقض لي كل حاجة ، و أجب لي كل دعوة ، و نفس عني كل هم ، و فرج عني كل غم ، و ابدأ بوالدي و إخواني و أخواتي المؤمنين و المؤمنات ، و ثن بي برحمتك يا أرحم الراحمين .

ثم تسجد سجدةالشكر ، فتقول فيها اثنتا عشرة مرة : الحمد لله شكرا .

ثم تقول : اللهم : صل على محمد و آل محمد ، و صل على علي و فاطمة ، و الحسن و الحسين ، و علي و محمد ، و جعفر و موسى ، و علي و محمد ، و علي و الحسن ، و الحجة عليهم السلام ، اللهم لك الحمد على ما مننت به علي من معرفتهم ، و عرفتنيه من حقهم ، فاقض بهم حوائجي . و تذكرها. ثم يقول : الحمد لله شكرا ، سبع مرات .

 

ثم تقوم فتصلي ركعتين : السابعة والثامنة:

فإذا سلمت : سبحت تسبيح الزهراء عليها السلام ، و قرأت الدعاء المقدم ذكره في عقيب كل ركعتين .  و يستحب أن يقرأ في هاتين الركعتين : في الأولى تبارك الذي بيده الملك ، و في الثانية هل أتى على الإنسان .

 و يدعو في آخر سجدة من هاتين الركعتين :

 يا خير مدعو و يا خير مسئول ، يا أوسع من أعطى ، يا خير مرتجى ، ارزقني و أوسع علي من رزقك ، و سبب لي رزقا واسعا من فضلك ، إنك على كل شي‏ء قدير .

و إن أراد أن يدعو على عدو له فليقل في هذه السجدة :

 يا علي يا عظيم ، يا رحمان يا رحيم ، أسألك من خير الدنيا و من خير أهلها ، و أعوذ بك من شر الدنيا و شر أهلها ، اللهم أقرض أجل فلان بن فلان ، و ابتر عمره و عجل به . و ألح في الدعاء فإن الله يكفيك أمره .

 

 الدعاء الخاص عقيب الثامنة :

يا عزيز : صل على محمد و آله و ارحم ذلي يا غني ، صل على محمد و آله و ارحم فقري ، بمن يستغيث العبد إلا بمولاه ، و إلى من يطلب العبد إلا إلى مولاه ، و من يدعو العبد غير سيده ، إلى من يتضرع العبد إلا إلى خالقه ، بمن يلوذ العبد إلا بربه،  إلى من يشكو العبد إلا إلى رازقه .

اللهم : ما عملت من خير فهو منك لا حمد لي عليه ، و ما عملت من شر فقد حذرتنيه و لا عذر لي فيه ، أسألك سؤال الخاضع الذليل ، و أسألك سؤال العائذ المستقيل ، و أسألك سؤال من يقر بذنبه و يعترف بخطيئته ، و أسألك سؤال من لا يجد لعثرته مقيلا ، و لا لضره كاشفا ، و لا لكربه مفرجا ، و لا لغمه مروحا ، و لا لفاقته سادا ، و لا لضعفه مقويا غيرك  يا أرحم الراحمين .

 اللهم : صل على محمد و آله ، و اجعلني ممن رضيت عمله ، و قصرت أمله ، و أطلت أجله ، و أعطيته الكثير من فضلك الواسع ، و أطلت عمره و أحييته بعد الممات حياة طيبة ، و رزقته من الطيبات ، و أسألك سيدي نعيما لا ينفد ، و فرحة لا تبيد ، و مرافقة نبيك محمد و آل محمد ، و إبراهيم و آل إبراهيم عليهم السلام ، في أعلى عليين في جنة الخلد ، اللهم صل على محمد و آل محمد ، و ارزقني إشفاقا من عذابك يتجلى له قلبي ، و تدمع له عيني ، و يقشعر له جلدي ، و يتجافى له جنبي ، و أجد نفعه في قلبي .

 اللهم : صل على محمد و آل محمد ، و طهر قلبي من النفاق ، و صدري من الغش ، و أعمالي كلها من الرياء ، و عيني من الخيانة ، و لساني من الكذب ، و طهر سمعي و بصري ، و تب علي إنك أنت التواب الرحيم .

اللهم : إني أعوذ بوجهك الكريم : الذي أشرقت له الظلمات ، و أصلحت عليه أمر الأولين و الآخرين ، من أن يحل علي غضبك ، أو ينزل علي سخطك ، أو أتبع هواي بغير هدى منك ، أو أوالي لك عدوا ، أو أعادي لك وليا ، أو أحب لك مبغضا ، أو أبغض لك محبا ، أو أقول لحق هذا باطل ، أو أقول لباطل هذا حق ، أو للذين كفروا هؤلاء أهدى من الذين آمنوا سبيلا .

اللهم : صل على محمد و آل محمد ، و كن لي رءوفا ، و كن لي رحيما ، و كن بي حفيا ، و اجعل لي ودا ، اللهم : اغفر لي يا غفار ، و تب علي يا تواب ، و ارحمني يا رحمان ، و اعف عني يا عفو ، و عافني يا كريم .

 اللهم : صل على محمد و آل محمد ، و ارزقني في الدنيا زهادة ، و اجتهادا في العبادة ، و لقني إياك على شهادة منقادة ، تسبق بشراها وجعها ، و فرحها ترحها ، و صبرها جزعها ، أي رب لقني عند الموت بهجة و نضرة ، و قرة عين و راحة في الموت ، أي رب لقني في قبري ثبات المنطق ، و سعة في المنزل ، و قف بي يوم القيامة موقفا تبيض به وجهي ، و تثبت به مقامي ، و تبلغني به شرف كرامتك في الدنيا و الآخرة ، و انظر إلي نظرة رحيمة كريمة ، أستكمل بها الكرامة عندك في الرفيع الأعلى ، في أعلى عليين ، فإن بنعمتك تتم الصالحات.

 اللهم : إني ضعيف ، فصل على محمد و آله ، و قوي في رضاك ضعفي ، و خذ إلى الخير بناصيتي ، و اجعل الإيمان منتهى رضاك عني ، اللهم إني ضعيف ، و من ضعف خلقت ، و إلى ضعف أصير ، فما شئت لا ما شئت ، فصل على محمد و آل محمد ، و وفقني يا رب أن أستقيم .

اللهم : رب جبرئيل و ميكائيل و إسرافيل ، صل على محمد و آل محمد ، و امنن علي بالجنة ، و نجني من النار ، و زوجني من الحور العين ، و أوسع علي من فضلك الواسع ، اللهم : صل على محمد و آل محمد ، و لا تجعل الدنيا أكبر همي ، و لا تجعل مصيبتي في ديني .

 و من أرادني : بسوء فاصرفه عني ، و ألحق به مكره ، و اردد كيده في نحره ، و حل بيني و بينه ، و اكفنيه بحولك و قوتك .

 و من أرادني : بخير فيسر ذلك له ، و أجزه عني خيرا ، و أتمم علي نعمتك ، و اقض لي حوائجي في جميع ما سألتك ، و أسألك لنفسي و أهلي و إخواني من المؤمنين و المؤمنات ، و أشركهم في صالح دعائي ، و أشركني في صالح دعائهم ، و ابدأ بهم في كل خير ، و ثن بي يا كريم .

 

ثم تدعو بدعاء الإمام  الرضا عليه السلام عقيب الثماني الركعات :

اللهم : إني أسألك بحرمة من عاذ بك منك ، و لجأ إلى عزك ، و استظل بفيئك ، و اعتصم بحبلك ، و لم يثق إلا بك ، يا جزيل العطايا ، يا مطلق الأسارى ، يا من سمى نفسه من جوده وهابا ، أدعوك : رغبا و رهبا ، و خوفا و طمعا ، و إلحاحا و إلحافا ، و تضرعا و تملقا ، و قائما و قاعدا ، و راكعا و ساجدا ، و راكبا و ماشيا ، و ذاهبا و جائيا ، و في كل حالاتي ، و أسألك أن تصلي على محمد و آل محمد ، و أن تفعل بي كذا و كذا .

و تدعو بما تحب ، ثم تسجد سجدة الشكر و تقول فيها :

 يا عماد من لا عماد له ، يا ذخر من لا ذخر له ، يا سند من لا سند له ، يا ملاذ من لا ملاذ له ، يا كهف من لا كهف له ، يا غياث من لا غياث له ، يا جار من لا جار له ، يا حرز من لا حرز له ، يا حرز الضعفاء ، يا كنز الفقراء ، يا عون أهل البلايا ، يا أكرم من عفا ، يا منقذ الغرقى ، يا منجي الهلكى ، يا كاشف البلوى ، يا محسن يا مجمل ، يا منعم يا مفضل ، أنت الذي سجد لك سواد الليل ونور النهار ، و شعاع الشمس وضوء القمر، و دوي الماء و حفيف الشجر ، يا الله يا الله يا الله ، لا شريك لك و لا وزير ، و لا عضد و لا نصير ، أسألك أن تصلي على محمد و آل محمد ، و أن تعطيني من كل خير سألك منه سائل، وأن تجيرني من كل سوء استجار بك منه مستجير ، إنك على كل شي‏ء قدير ، و ذلك عليك يسير .

ويا طيب : بعد أن تقيم صلاة الليل بركعاتها الثمانية سواء كان مع أدعيتها أو بدون أدعية ولو فقط بالحمد والتوحيد ، قم لصلاة الشفع ، ثم الوتر المفردة:

 

 

ثم تقوم فتصلي ركعتي الشفع :

تقرأ في كل واحدة منهما : الحمد ، و قل هو الله أحد .

و روي أنه يقرأ في الأولى : الحمد ، و قل أعوذ برب الناس .

و في الثانية : الحمد ، و قل أعوذ برب الفلق .

و يسلم بعد الركعتين ، و يتكلم بما شاء ، و الأفضل أن لا يبرح من مصلاه حتى يصلي الوتر ، فإن دعت ضرورة إلى القيام قام و قضى حاجته .

و عاد فصلى الوتر .

 و روي أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم : كان يصلي الثلاث الركعات بتسع سور ، في الأولى : ألهيكم التكاثر و إنا أنزلناه و إذا زلزلت .

و في الثانية : الحمد و العصر و إذا جاء نصر الله و إنا أعطيناك الكوثر .

و في المفردة من الوتر : قل يا أيها الكافرون و تبت و قل هو الله أحد.

 

و يستحب أن يدعو بهذا الدعاء عقيب الشفع :

 إلهي : تعرض لك في هذا الليل المتعرضون ، و قصدك فيه القاصدون ، و أمل فضلك و معروفك الطالبون ، و لك في هذا الليل نفحات و جوائز و عطايا و مواهب ، تمن بها على من تشاء من عبادك ، و تمنعها من لم تسبق له العناية منك ، و ها أنا ذا عبدك الفقير إليك المؤمل فضلك و معروفك ، فإن كنت يا مولاي تفضلت في هذه الليلة على أحد من خلقك ، و عدت عليه بعائدة من عطفك ، فصل على محمد و آله الطيبين الطاهرين الخيرين الفاضلين ، و جد علي بفضلك و معروفك و كرمك يا رب العالمين .

و صل على محمد و آل محمد الطيبين الطاهرين الخيرين الفاضلين : الذين أذهب الله عنهم الرجس و طهرهم تطهيرا ، إنك حميد مجيد .

اللهم : إني أدعوك كما أمرتني ، فصل على محمد و آل محمد الطيبين الطاهرين ، و استجب لي كما وعدتني ، إنك لا تخلف الميعاد .

 

ثم تقوم إلى المفردة فتصلي الوتر :

فتتوجه بما قدمناه من المستحبات إن أحببت كالتكبيرات السبع وأدعية الصلاة  في الركوع والسجود أو بدونها .

ثم تقرأ فيها : الحمد ، و قل هو الله أحد ثلاث مرات ، و المعوذتين .

ثم ترفع يديك بالدعاء : فتدعو بما أحب و الأدعية في ذلك لا تحصى ، غير أنا نذكر من ذلك جملة مقنعة إن شاء الله تعالى ، و ليس في ذلك شي‏ء مؤقت لا يجوز خلافه ، و يستحب أن يبكي الإنسان في القنوت من خشية الله و الخوف من عقابه ، أو يتباكى ، و لا يجوز البكاء لشيء من مصائب الدنيا .

و يستحب أن يدعو بهذا الدعاء و هو :

 لا إله إلا الله الحليم الكريم ، لا إله إلا الله العلي العظيم ، لا إله إلا الله رب السماوات السبع ، و رب الأرضين السبع ، و ما بينهما و ما فوقهن ، و رب العرش العظيم ، و سلام على المرسلين ، و الحمد لله رب العالمين ، يا الله الذي ليس كمثله شي‏ء ، صل على محمد و آل محمد ، و عافني من شر كل جبار عنيد ، و من شر كل شيطان مريد ، و من شر شياطين الجن و الإنس ، و من شر فسقة العرب و العجم ، و من شر كل دابة صغيرة أو كبيرة ، بليل أو نهار ، و من شر كل شديد من خلقك أو ضعيف ، و من شر الصواعق و البرد ، و من شر الهامة و العامة و اللامة و الخاصة .

اللهم : من كان أمسى أو أصبح ، و له ثقة أو رجاء غيرك ، فإني أصبحت و أمسيت و أنت ثقتي و رجائي في الأمور كلها ، فاقض لي خير كل عافية ، يا أكرم من سئل ، و يا أجود من أعطى ، و يا أرحم من استرحم ، صل على محمد و آل محمد ، و ارحم ضعفي ، و قلة حيلتي ، و امنن علي بالجنة ، و فك رقبتي من النار ، و عافني في نفسي ، و في جميع أموري كلها ، برحمتك يا أرحم الراحمين .

اللهم : إنك ترى و لا ترى و أنت بالمنظر الأعلى ، و إليك الرجعى و المنتهى ، و لك الممات و المحيا ، و إن لك الآخرة و الأولى ، اللهم إنا نعوذ بك من أن نذل و نخزى ، اللهم اهدني في من هديت ، و عافني في من عافيت ، و تولني في من توليت ، و نجني من النار فيمن نجيت ، و قني شر ما قضيت ، إنك تقضي و لا يقضى عليك ، و تجير و لا يجار عليك ، و تستغني و يفتقر إليك ، و المصير و المعاد إليك ، يعز من واليت ، و لا يعز من عاديت ، و لا يذل من واليت ، تباركت و تعاليت ، آمنت بك و توكلت عليك ، و لا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم .

اللهم : إني أعوذ بك من جهد البلاء ، و من سوء القضاء ، و درك الشقاء ، و تتابع الفناء ، و شماتة الأعداء ، و سوء المنظر في النفس و الأهل ، و المال و الولد ، و الأحباء و الإخوان و الأولياء ، و عند معاينة الموت ، و عند المواقف ، ومن الخزي في الدنيا و الآخرة . هذا مقام العائذ بك من النار ، التائب الطالب الراغب إلى الله .

و تقول ثلاثا : أستجير بالله من النار .

ثم ترفع يديك و تمدهما و تقول : وجهت وجهي للذي فطر السماوات و الأرض ، حنيفا مسلما و ما أنا من المشركين ، إن صلاتي و نسكي و محياي و مماتي لله رب العالمين ، لا شريك له و بذلك أمرت و أنا من المسلمين .

اللهم : صل على محمد و آل محمد ، و صل على ملائكتك المقربين ، و أولي العزم من المرسلين ، و الأنبياء المنتجبين ، و الأئمة الراشدين أولهم و آخرهم .

 اللهم : عذب كفرة أهل الكتاب ، و جميع المشركين و من ضارعهم من المنافقين ، فإنهم يتقلبون في نعمتك ، و يجعلون الحمد لغيرك ، فتعاليت عما يقولون و عما يصفون علوا كبيرا .

اللهم : العن الرؤساء و القادة و الأتباع من الأولين و الآخرين ، الذين صدوا عن سبيلك ، اللهم أنزل بهم بأسك و نقمتك ، فإنهم كذبوا على رسولك ، و بدلوا نعمتك و أفسدوا عبادك ، و حرفوا كتابك و غيروا سنة نبيك . اللهم : العنهم و أتباعهم و أولياءهم ، و أعوانهم و محبيهم ، و احشرهم و أتباعهم إلى جهنم زرقا ، اللهم صل على محمد عبدك و رسولك ، بأفضل صلواتك ، و على أئمة الهدى الراشدين المهديين .

ثم يدعو لإخوانه المؤمنين ، و يستحب أن يذكر أربعين نفسا فما زاد عليهم ، فإن من فعل ذلك استجيبت دعوته إن شاء الله ، و تدعو بما أحببت .

ثم يستغفر الله سبعين مرة ، و روي مائة مرة ، فتقول :

 أستغفر الله و أتوب إليه .

و تقول سبع مرات : أستغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم ، لجميع ظلمي و جرمي ، و إسرافي على نفسي ، و أتوب إليه .

ثم تقول : رب أسأت و ظلمت نفسي ، و بئس ما صنعت ، و هذه يداي يا رب جزاء بما كسبت ، و هذه رقبتي خاضعة لما أتيت ، و ها أنا ذا بين يديك فخذ لنفسك من نفسي الرضا حتى ترضى ، لك العتبى لا أعود .

ثم تقول : العفو العفو ، ثلاثمائة مرة .

و تقول : رب اغفر لي و ارحمني ، و تب علي إنك أنت التواب الرحيم .

 ثم تركع فإذا رفعت رأسك قل : هذا مقام من حسناته نعمة منك ، و سيئاته بعمله و ذنبه عظيم ، و شكره قليل ، و ليس لذلك إلا دفعك و رحمتك ، إلهي طموح الآمال قد خابت إلا لديك ، و معاكف الهمم قد تعطلت إلا عليك ، و مذاهب العقول قد سمت إلا إليك ، فأنت الرجاء و إليك الملتجأ ، يا أكرم مقصود و يا أجود مسئول ، هربت إليك بنفسي يا ملجأ الهاربين ، بأثقال الذنوب أحملها على ظهري ، لا أجد لي إليك شافعا سوى معرفتي إنك أقرب من لجأ إليه المضطرون ، و أمل ما لديه الراغبون ، يا من فتق العقول بمعرفته ، و أطلق الألسن بحمده ، و جعل ما امتن به على خلقه إكمالا لأياديه ، و تأدية حقه ، صل على محمد و آل محمد ، و لا تجعل للهموم على عقلي سبيلا ، و لا للباطل على عملي دليلا .اللهم : إنك قلت في محكم كتابك المنزل على نبيك المرسل عليه السلام : كانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ ما يَهْجَعُونَ وَ بِالْأَسْحارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ ، طال هجوعي و قل قيامي ، و هذا السحر و أنا أستغفرك لذنوبي ، استغفار من لا يملك لنفسه نفعا و لا ضرا ، و لا موتا و لا حياة و لا نشورا .

 و يستحب أن يزاد هذا الدعاء في الوتر :

الحمد لله : شكرا لنعمائه ، و استدعاء لمزيده ، و استجلابا لرزقه ، و استخلاصا له و به دون غيره ، و عياذا به : من كفرانه و الإلحاد في عظمته و كبريائه ، حمد من علم أن ما به من نعمة فمن عند ربه ، و ما مسه من عقوبة فبسوء جناية يده ، و صلى الله على محمد عبده و رسوله و خيرته من خلقه ، و ذريعة المؤمنين إلى رحمته ، و على آله الطاهرين من عترته .

اللهم : إنك قد ندبت إلى فضلك ، و أمرت بدعائك ، و ضمنت الإجابة لعبادك ، و لم يخب من فزع إليك برغبته ، و قصد إليك بحاجته ، و لم ترجع يد طالبه صفرا من عطائك ، و لا خائبة من نحل هباتك ، و أي راحل رحل إليك فلم يجدك قريبا ، أم أي وافد وفد عليك فاقتطعته عوائق الرد دونك ، بل أي محتفر من فضلك لم يمهه فيض جودك ، و أي مستنبط لمزيدكأكدى دون استماحة سجال عطيتك .

 إلهي : و قد قصدت إليك برغبتي ، و قرعت باب فضلك يد مسألتي ، و ناجاك بخشوع الاستكانة قلبي ، و وجدتك خير شفيع لي إليك ، و قد علمت يا إلهي ما يحدث من طلبتي قبل أن يخطر بفكري ، أو يقع في خلدي ، فصل اللهم دعائي إياك بإجابتي ، و اشفع مسألتي بنجح طلبتي .

اللهم : و قد شملنا زيغ الفتن ، و استولت علينا عشوة الحيرة ، و قارعنا الذل و الصغار ، و حكم علينا غير المأمونين في دينك ، و ابتز أمورنا معادن الأبن ممن عطل حكمك ، و سعى في إتلاف عبادك ، و إفساد بلادك ، اللهم و قد عاد فيئنا دولة بعد القسمة ، و إمارتنا غلبة بعد المشورة ، و عدنا ميراثا بعد الاختيار للأمة ، و اشتريت الملاهي و المعازف بسهم اليتيم و الأرملة ، و رعى في مال الله من لا يرعى له حرمة ، و حكم في أبشار المؤمنين أهل الذمة ، و ولي القيام بأمورهم فاسق كل قبيلة ، فلا ذائد يذودهم عن هلكة ، و لا راع ينظر إليهم بعين الرحمة ، و لا ذو شفقة يشبع الكبد الحري من مسغبة ، فهم أولو ضرع بدار مضيعة ، و أسراء مسكنة ، و خلفاء كأبة ، و ذلة اللهم ، و قد استحصد زرع الباطل ، و بلغ نهايته ، و استحكم عموده ، و استجمع طريده ، و خذرف وليده ، و بسق بطوله ، و ضرب بجرانه .

اللهم :فأتح له من الحق يدا حاصدة ، تصرع قائمه ، و تهشم سوقه ، و تجذ سنامه ، و تجدع مراغمه ، ليستخفي الباطل بقبح حليته ، و يظهر الحق بحسن صورته ، اللهم : لا تدع للجور دعامة إلا قصمتها ، و لا جنة إلا أهلكتها ، ولا كلمة مجتمعة إلا فرقتها ، ولا سرية ثقل إلا خففتها ، و لا خضراء إلا أبدتها .

اللهم : و كور شمسه ، و حط نوره ، و أم بالحق رأسه ، و فض جيوشه ، و أوغر قلوب أهله ، اللهم لا تدع منه بقية إلا أفنيت ، و لا ثنية إلا سويت ، و لا حلقة إلا قصمت ، و لا سلاحا إلا أكللت ، و لا حدا إلا أفللت ، و لا كراعا إلا اجتحت ، و لا حاملة علم إلا نكبت .

اللهم : أرنا أنصاره عباديد بعد الألفة ، و شتى بعد الاجتماع ، و مقنعي الرءوس بعد الظهور على الأمة ، اللهم : و أسفر لنا عن نهار العدل و أرناه سرمدا لا ليل فيه ، و أهطل علينا ناشئته و أدل له ممن ناواه ، و أصبح به في غسق الظلمة و بهم الحيرة ، اللهم : و أحي به القلوب الميتة ، و اجمع به الأهواء المختلفة ، و أقم به الحدود المعطلة ، و الأحكام المهملة ، و أشبع به الخماص الساغبة ، و أرح به الأبدان اللاغبة ، اللهم : و كما ألهجتنا بذكره و أخطرت ببالنا دعاءك له ، و وفقتنا للدعاء له ، و حياشة أهل الغفلة عليه ، و أسكنت قلوبنا محبته و الطمع به ، و حسن الظن بك لإفاضته .

اللهم : فآت لنا منه على حسن يقيننا ، يا محسن الظنون الحسنة ، و يا مصدق الآمال المبطئة ، اللهم : و أكذب به المتألين عليك فيه ، و اخلف ظنون القانطين من رحمتك و الآيسين منه ، اللهم : و اجعلنا سببا من أسبابه ، و علما من أعلامه ، و معقلا من معاقله ، و نضر وجوهنا بتحليته ، و أكرمنا بنصرته ، و اجعل فينا خيرا يطهرنا ، و لا تشمتن بنا حاسدي النعم ، يا راد النقم ، و المتربصين بنا حلول الفتن ، و نزول المثل في دار النقم ، فقد ترى براءة ساحتنا و خلاء ذرعنا من الإضمار ، لهم على إحنة أو التمني لهم وقوع جائحة ، و ما يتناول من تحصينهم بالعافية ، و ما أضبئوا لنا من انتظار الفرصة ، و طلب الغفلة .

 اللهم : و قد عرفتنا من أنفسنا ، و بصرتنا من عيوبنا ، خلالا نخشى أن تقعد بنا عن اشتهار إجابتك ، و أنت المتفضل على غير المحسنين ، و المبتدئ بالإحسان غير السائلين ، فأتنا من أمرنا على حسب كرمك و جودك و فضلك و امتنانك ، إنك تفعل ما تشاء ، و تحكم ما تريد ، إنا إليك راغبون ، و من جميع ذنوبنا تائبون ، اللهم و الداعي إليك ، و القائم بالقسط من عبادك الفقير إلى رحمتك ، و المحتاج إلى معونتك على طاعتك ، إذا ابتدأته بنعمتك ، و ألبسته أثواب كرامتك ، و ثبت وطأته في القلوب من محبتك ، و وفقته للقيام بما أغمض فيه أهل زمانه من أمرك ، و جعلته مفزعا لمظلوم عبادك ، و ناصرا لمن لا يجد له ناصرا غيرك ، و مجددا لما عطل من أحكام كتابك ، و مشيدا لما ورد من أعلام سنن نبيك ، صلى الله عليه و آله ، فاجعله اللهم في حصانة من بأس المعتدين ، و أشرق به القلوب المختلفة من بغاة الدين ، و بلغه أفضل ما بلغت به القائمين بقسطك من أتباع النبيين .

اللهم : و أذلل به من لم تسهم له في الرجوع إلى محبتك ، و نصب له العداوة ، و ارم بحجرك من أراد التأليب على دينك بإذلاله ، و تشتيت جمعه ، و اغضب لمن لا قوة له و لا طائلة ، عادى الأقربين و الأبعدين فيك ، منا منك عليه لا منا منه عليك .

اللهم : كما نصب نفسه فيك غرضا للأبعدين ، و جاد ببذل مهجته لك في الذب عن حرم المسلمين ، و رد شر بغاة المرتدين ليخفى ما جهر به من المعاصي ، و أبدى ما كان نبذه العلماء وراء ظهورهم فيما أخذ ميثاقهم على أن يبينوه للناس و لا يكتموه ، و دعا إلى الإقرار لك بالطاعة ، و أن لا يجعل لك شريك من خلقك يعلو أمره على أمرك ، مع ما يتجرعه فيك من مرارات الغيظ الجائحة لحواس القلوب ، و ما يعتوره من الغموم ، و يفزع عليه من أحداث الخطوب ، و يشرق به من الغصص التي لا تبتلعها الحلوق ، و لا تحتوي عليها الضلوع عند نظره إلى أمر من أمرك ، لا تناله يده بتغييره ، و رده إلى محبتك .

 فاشدد اللهم : أزره بنصرك ، و أطل باعه فيما قصر عنه من اطراد الراتعين في حماك ، و زد في قوته بسطة من تأييدك ، و لا توحشه من أنسه ، و لا تخترمه دون أمله من الصلاح الفاشي في أهل ملته ، و العدل الظاهر في أمته .

 اللهم : و شرف بما استقبل به من القيام لدى مواقف الحساب مقامه ، و سر نبيك محمدا صلى الله عليه و آله برؤيته ، و من تبعه على دعوته ، و أجزل على ما رأيته قائما به من أمرك ثوابه ، و أبن قرب دنوه منك في حماك ، و ارحم استكانتنا من بعده ، و استخذاءنا لمن كنا نقمعه به إذ أفقدتنا وجهه ، و بسطت أيدي من كنت بسطت أيدينا عليه لترده عن معصيتك ، فافترقنا بعد الألفة و الاجتماع تحت ظل كنفه ، و تلهفنا عند القرب على ما أقعدتنا عن نصرته ، و طلبنا من القيام بحق الله تعالى ما لا سبيل إلى رجعته .

فاجعله اللهم : في أمن مما نشفق عليه منه ، و رد عنه من سهام المكايد ما يوجهه أهل الشنآن إليه ، و إلى شركائه في أمره و معاونيه على طاعة ربه ، الذين جعلتهم سلاحه و أنسه و مفزعه ، الذين سلوا عن الأهل و الأولاد ، و عطلوا الوثير من المهاد ، قد رفضوا تجاراتهم ، و أضروا بمعايشهم ، و فقدوا أنديتهم بغير غيبة عن مصرهم ، و حالفوا البعيد ممن عاضدهم على أمرهم ، و قلوا القريب ممن صدهم عن جهتهم ، و ائتلفوا بعد التدابر و التقاطع في دهره ، و قطعوا الأسباب المتصلة بعاجل حظ من الدنيا .

فاجعلهم اللهم : في أمنك و حرزك ، وظلك و كنفك ، و رد عنهم بأس من قصد إليهم بالعداوة من عبادك ، و أجزل لهم على دعوتهم من كفايتك و معونتك ، و أمدهم بنصرك و تأييدك ، و أزهق بحقهم باطل من أراد إطفاء نورهم .

اللهم : و املأ بهم كل أفق من الآفاق ، و قطر من الأقطار قسطا و عدلا ، و رحمة و فضلا ، و اشكرهم على ما مننت به على القائمين بقسطهم ، و ادخر لهم من ثوابك ما ترفع لهم به الدرجات ، إنك تفعل ما تشاء ، و تحكم ما تريد ، و صلوات الله على خيرته من خلقه محمد و آله الأطهار .

اللهم : إني أجد هذه الندبة امتحت دلالتها ، و درست أعلامها ، و عفت إلا ذكرها ، و تلاوة الحجة بها ، اللهم : إني أجد بيني و بينك مشتبهات تقطعني دونك ، و مثبطات تقعدني عن إجابتك ، و قد علمت أن عبدك لا يرحل إليك إلا بزاد ، و أنك لا تحجب عن خلقك إلا أن تحجبهم الأعمال دونك ، و قد علمت أن زاد الراحل إليك عزم إرادة يختارك بها ، و يصير بها إلى ما يؤدي إليك ، اللهم : و قد ناداك بعزم الإرادة قلبي ، و استبقى نعمتك بفهم حجتك لساني ، و ما تيسر لي من إرادتك ، اللهم : فلا أختزلن عنك و أنا أؤمك ، و لا أختلجن عنك و أنا أتحراك ، اللهم : و أيدنا بما تستخرج به فاقة الدنيا من قلوبنا ، و تنعشنا من مصارع هوانها ، و تهدم بها عنا ما شيد من بنيانها ، و تسقينا بكأس السلوة عنها حتى تخلصنا بعبادتك ، و تورثنا ميراث أوليائك الذين ضربت لهم المنازل إلى قصدك ، و آنست وحشتهم حتى وصلوا إليك .

 اللهم : و إن كان هوى من هوى الدنيا ، أو فتنة من فتنتها علق بقلوبنا حتى قطعنا عنك ، أو حجبنا عن رضوانك ، و قعد بنا عن إجابتك ، اللهم : فاقطع كل حبل من حبالها جذبنا عن طاعتك ، و أعرض بقلوبنا عن أداء فرائضك ، و اسقنا عن ذلك سلوة و صبرا يوردنا على عفوك ، و يقدمنا على مرضاتك ، إنك ولي ذلك .

اللهم : و اجعلنا قائمين على أنفسنا بأحكامك حتى تسقط عنا مؤن المعاصي ، و اقمع الأهواء أن تكون مشاورة ، و هب لنا وطء آثار محمد و آله صلواتك عليه و عليهم ، و اللحوق بهم حتى يرفع الدين أعلامه ، ابتغاء اليوم الذي عندك .

 اللهم : فمن علينا بوطء آثار سلفنا ، و اجعلنا خير فرط لمن ائتم بنا ، فإنك على ذلك قدير ، و ذلك عليك سهل يسير ، و أنت أرحم الراحمين ، و صلى الله على سيدنا محمد النبي و آله الأبرار .

 

فإذا سلمت : سبح تسبيح الزهراء عليه السلام .

ثم تقول ثلاث مرات :

سبحان ربي الملك القدوس العزيز الحكيم ، يا حي يا قيوم ، يا بر يا رحيم ، يا غني يا كريم ، ارزقني من التجارة أعظمها فضلا ، و أوسعها رزقا ، و خيرها لي عاقبة ، فإنه لا خير فيما لا عاقبة له .

 ثم تقول ثلاث مرات : الحمد لرب الصباح الحمد لفالق الإصباح .

 

ثم تدعو بدعاء الحزين :

أناجيك : يا موجود في كل مكان لعلك تسمع نداي ، فقد عظم جرمي و قل حيائي .

 مولاي يا مولاي ، أي الأهوال أتذكر ، و أيها أنسى ، و لو لم يكن إلا الموت لكفى ، كيف و ما بعد الموت أعظم و أدهى .

يا مولاي يا مولاي : حتى متى و إلى متى أقول لك العتبى ، مرة بعد أخرى ثم لا تجد عندي صدقا و لا وفاء . فيا غوثاه ثم واغوثاه بك يا الله ، من هوى قد غلبني ، و من عدو قد استكلب علي ، و من دنيا قد تزينت لي ، و من نفس أمارة بالسوء إلا ما رحم ربي .

مولاي يا مولاي : إن كنت رحمت مثلي فارحمني ، و إن كنت قبلت مثلي فاقبلني ، يا قابل السحرة اقبلني ، يا من لم أزل أتعرف منه الحسنى ، يا من يغذيني بالنعم صباحا و مساء ، ارحمني يوم آتيك فردا ، شاخصا إليك بصري ، مقلدا عملي ، قد تبرأ جميع الخلق مني ، نعم و أبي و أمي ، و من كان له كدي و سعيي ، فإن لم ترحمني فمن يرحمني ، و من يونس في القبر وحشتي ، و من ينطق لساني إذا خلوت بعملي ، و ساءلتني عما أنت أعلم به مني ، فإن قلت نعم فأين المهرب من عدلك ، و إن قلت لم أفعل قلت أ لم أكن الشاهد عليك .

فعفوك عفوك يا مولاي : قبل سرابيل القطران ، عفوك عفوك يا مولاي قبل أن تغل الأيدي إلى الأعناق ، يا أرحم الراحمين و خير الغافرين .

 

 

دعاء الإمام أبي جعفر الباقر عليه السلام عقيب صلاة الليل :

 لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك و له الحمد ، يحيي و يميت و يميت و يحيي ، و هو حي لا يموت ، بيده الخير و هو على كل شي‏ء قدير ، اللهم : لك الحمد يا رب .

 أنت : نور السماوات و الأرض فلك الحمد ، و أنت : قوام السماوات و الأرض فلك الحمد ، و أنت : جمال السماوات و الأرض فلك الحمد ، و أنت : زين السماوات و الأرض فلك الحمد ، و أنت : صريخ المستصرخين فلك الحمد ، و أنت : غياث المستغيثين فلك الحمد ، و أنت : مجيب دعوة المضطرين فلك الحمد ، و أنت : أرحم الراحمين الرحمن الرحيم فلك الحمد .

 اللهم : بك تنزل كل حاجة فلك الحمد ، و بك يا إلهي أنزلت حوائجي الليلة فاقضها يا قاضي حوائج السائلين .

 اللهم : أنت الحق ، و قولك الحق ، و وعدك الحق ، و أنت مليك الحق ، أشهد أن لقاءك حق ، و أن الجنة حق ، و النار حق ، و الساعة حق آتية لا ريب فيها ، و أنك تبعث من في القبور .

اللهم : لك أسلمت ، و بك آمنت ، و عليك توكلت ، و بك خاصمت ، و إليك حاكمت ، فاغفر لي : ما قدمت ، و ما أسررت ، و ما أعلنت ، أنت الحي لا إله إلا أنت .

 

 

 ثم تسبح تسبيح شهر رمضان :

و هو ما رواه أبو بصير عن أبي عبد الله عليه السلام عقيب كل وتر :

سبحان الله : السميع ، الذي ليس شي‏ء أسمع منه ، يسمع من فوق عرشه ما تحت سبع أرضين ، و يسمع ما في ظلمات البر و البحر ، و يسمع الأنين و الشكوى ، و يسمع السر و أخفى ، و يسمع وساوس الصدور ، و يعلم خائنة الأعين و ما تخفي الصدور ، و لا يصم سمعه صوت .

سبحان الله : جاعل الظلمات و النور ، سبحان الله فالق الحب و النوى ، سبحان الله خالق كل شي‏ء ، سبحان الله خالق ما يرى و ما لا يرى ، سبحان الله مداد كلماته ، سبحان الله رب العالمين .

 سبحان الله : بارئ النسم ، سبحان الله : البصير الذي ليس شي‏ء أبصر منه ، يبصر من فوق عرشه ما تحت سبع أرضين ، و يبصر ما في ظلمات البر و البحر ، لا تدركه الأبصار و هو يدرك الأبصار ، و هو اللطيف الخبير ، لا يغشى بصره ظلمة ، و لا يستتر بستر ، و لا يواري منه حذر ، و لا يغيب منه بحر ما في قعره ، و لا جبل ما في أصله ، و لا جنب ما في قلبه ، و لا قلب ما فيه ، و لا يستتر منه صغير لصغره ، و لا يخفى عليه شي‏ء في الأرض و لا في السماء، هو الذي يصوركم في الأرحام كيف يشاء ، لا إله إلا هو العزيز الحكيم .

سبحان الله : بارئ النسم ، سبحان الله : الذي ينشئ السحاب الثقال ، و يسبح الرعد بحمده ، و الملائكة من خيفته ، و يرسل الصواعق فيصيب بها من يشاء ، و يرسل الرياح بشرا بين يدي رحمته ، و ينزل الماء من السماء بكلماته ، و يبسط الرزق ، و يسقط الورق بعلمه ، و ينبت النبات بقوته .

سبحان الله : بارئ النسم ، سبحان الله : الذي لا يعزب عنه مثقال ذرة في السماوات و لا في الأرض ، و لا أصغر من ذلك و لا أكبر ، إلا في كتاب مبين.

 سبحان الله : بارئ النسم ، سبحان الله : الذي يعلم ما في السماوات و ما في الأرض ، ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم ، و لا خمسة إلا هو سادسهم ، و لا أدنى من ذلك و لا أكثر إلا هو معهم ، أينما كانوا ، ثم ينبئهم بما عملوا يوم القيامة ، إن الله بكل شي‏ء عليم .

سبحان الله : بارئ النسم ، سبحان الله : الذي يعلم ما تحمل كل أنثى و ما تغيض الأرحام و ما تزداد ، و كل شي‏ء عنده بمقدار ، عالم الغيب و الشهادة الكبير المتعال ، سواء منكم من أسر القول و من جهر به ، و من هو مستخف بالليل و سارب بالنهار ، يميت الأحياء و يحيي الموتى ، و يقر في الأرحام ما يشاء إلى أجل مسمى .

سبحان الله : بارئ النسم ، سبحان الله : مالك الملك ، يؤتي الملك من يشاء ، و ينزع الملك ممن يشاء ، و يعز من يشاء ، و يذل من يشاء ، بيده الخير و هو على كل شي‏ء قدير ، يولج الليل في النهار ، و يولج النهار في الليل ، و يخرج الحي من الميت ، و يخرج الميت من الحي ، و يرزق من يشاء بغير حساب .

سبحان الله : بارئ النسم ، سبحان الله : الذي عنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو ، و يعلم ما في البر و البحر ، و ما تسقط من ورقة إلا يعلمها ، و لا حبة في ظلمات الأرض و لا رطب و لا يابس إلا في كتاب مبين .

سبحان الله : بارئ النسم ، سبحان الله : الذي يعلم ما يلج في الأرض و ما يخرج منها ، و ما ينزل من السماء و ما يعرج فيها ، لا يشغله ما ينزل من السماء و ما يعرج فيها عما يلج في الأرض و ما يخرج منها ، و لا يشغله علم شي‏ء عن علم شي‏ء ، و لا خلق شي‏ء عن خلق شي‏ء ، و لا حفظ شي‏ء عن حفظ شي‏ء ، و لا يساوى به شي‏ء ، و لا يعدله شي‏ء ، ليس كمثله شي‏ء ، و هو السميع البصير .

سبحان الله : بارئ النسم ، سبحان الله : الذي لا يحصي نعماءه العادون ، و لا يجزي بآلائه الشاكرون المتعبدون ، و هو كما قال و فوق ما نقول ، و الله كما أثنى على نفسه ، و لا يحيطون بشي‏ء من علمه إلا بما شاء ، وسع كرسيه السماوات و الأرض ، و لا يئوده حفظهما ، و هو العلي العظيم .

سبحان الله بارئ النسم .

 

 و ذكر ابن خانبة :

أنه يستحب أن تدعو بعد الوتر فتقول :

سبحان ربي : الملك القدوس الحي العزيز الحكيم ، ثلاث مرات ثم تقول :

الحمد لله : الذي لم يتخذ ولدا ، و لم يكن له شريك في الملك ، و لم يكن له ولي من الذل و كبره تكبيرا ، و الله أكبر كبيرا ، و الحمد لله كثيرا ، و سبحان الله بكرة و أصيلا ، أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك و له الحمد ، يحيي و يميت ، و يميت و يحيي ، و هو حي لا يموت ، بيده الخير و هو على كل شي‏ء قدير ، و لا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم .

سبحان الله : ذي الملك و الملكوت ، سبحان الله : ذي العزة و العظمة و الجبروت ، سبحان ذي الكبرياء و العظمة ، سبحان الملك الحي الذي لا يموت ، سبحان ربي الأعلى ، سبحان ربي العظيم ، سبحان ربي و بحمده .

يا أسمع السامعين ، يا أبصر الناظرين ، يا أسرع الحاسبين ، و يا أرحم الراحمين ، و يا أحكم الحاكمين ، و يا صريخ المكروبين ، و يا مجيب دعوة المضطرين .

 أنت : الله لا إله إلا أنت رب العالمين ، و أنت : الله لا إله إلا أنت العلي العظيم ، و أنت الله لا إله إلا أنت العزيز الحكيم ، و أنت الله لا إله إلا أنت الغفور الرحيم ، و أنت الله لا إله إلا أنت الرحمن الرحيم ، و أنت الله لا إله إلا أنت مالك يوم الدين ، و أنت الله لا إله إلا أنت منك بدأ الخلق و إليك يعود ، و أنت الله لا إله إلا أنت مالك الخير و الشر ، و أنت الله لا إله إلا أنت خالق الجنة و النار ، و أنت الله لا إله إلا أنت الأحد الصمد لم تلد و لم تولد و لم يكن لك كفوا أحد ، و أنت الله لا إله إلا أنت عالم الغيب و الشهادة الرحمن الرحيم ، و أنت الله لا إله إلا أنت الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر سبحان الله عما يشركون ، و أنت الله لا إله إلا أنت الخالق البارئ المصور لك الأسماء الحسنى يسبح لك ما في السماوات و الأرض و أنت العزيز الحكيم ، و أنت الله لا إله إلا أنت الكبير المتعال .

و الكبرياء رداؤك : يا من هو أقرب إلي من حبل الوريد ، يا من يحول بين المرء و قلبه ، يا من هو بالمنظر الأعلى ، يا من ليس كمثله شي‏ء و هو السميع البصير ، يا لا إله إلا أنت بحق لا إله إلا أنت .

 صل على محمد و آل محمد : و ارض عني ، و نجني من النار ، أسألك أن تصلي على محمد و آله : و أن تملأ قلبي حبا لك ، و إيمانا بك ، و خيفة منك ، و خشية لك ، و تصديقا بك ، و شوقا إليك يا ذا الجلال و الإكرام .

 صل على محمد و آل محمد : و حبب لي لقاءك ، و أحبب لقائي ، و اجعل في لقائك الراحة و الرحمة و الكرامة ، و ألحقني بصالح من مضى ، و اجعلني من صالح من بقي ، و لا تصيرني في الأشرار ، و اختم لي عملي بأحسنه ، و اجعل لي ثوابه الجنة برحمتك ، و اسلك بي مسالك الصالحين ، و أعني على صالح ما أعطيتني كما أعنت المؤمنين على صالح ما أعطيتهم ، و لا تنزع مني صالحا أعطيتنيه أبدا ، و لا تردني في سوء استنقذتني منه أبدا ، و لا تشمت بي عدوا و لا حاسدا أبدا ، و لا تكلني إلى نفسي في شي‏ء من أمري طرفة عين أبدا ، يا رب العالمين .

صل على محمد و آله : و هب لي إيمانا لا أجل له دون لقاءك أحيا عليه و أفنى .

اللهم صل على محمد و آله : و أحيني عليه ما أحييتني ، و أمتني عليه إذا أمتني ، و ابعثني عليه إذا بعثتني ، و أبرئ قلبي من الرياء و السمعة ، و الشك في دينك .

اللهم صل على محمد و آله : و أعطني بصرا في دينك ، و قوة في عبادتك ، و فقها في حكمك ، و كفلين من رحمتك ، و بيض وجهي بنورك ، و اجعل رغبتي فيما عندك ، و توفني في سبيلك على سنتك و سنة رسولك صلى الله عليه و أهل بيته .

اللهم : إني أعوذ بك : من الهم و الحزن ، و العجلة و الجبن و البخل ، و الشك و الغفلة و الفشل و الكسل ، و السهو و القسوة و الذلة و المسكنة ، و أعوذ بك : من سوء المنظر في النفس و الدين ، و الأهل و المال و الولد ، .

اللهم صل على محمد و آله : و لا تمتني و لا أحدا من أهلي و ولدي ، و إخواني فيك غرقا ، و لا حرقا و لا قودا ، و لا صبرا و لا هضما ، و لا أكيل السبع ، و لا غما و لا هما ، و لا عطشا و لا شرقا ، و لا جوعا و لا في أرض غربة ، و لا ميتة سوء ، و أمتني سويا على ملتك ، و ملة رسولك صلواتك عليه و آله ، على فراشي أو في الصف الذي نعت أهله في كتابك ، فقلت : كَأَنَّهُمْ بُنْيانٌ مَرْصُوصٌ ، على طاعتك و طاعة رسولك صلواتك عليه و آله ، مقبلا على عدوك غير مدبر عنه ، يا أرحم الراحمين .

اللهم صل على محمد و آله : و لا تدع لي الليلة ذنبا إلا غفرته ، و لا هما إلا فرجته ، و لا وزرا إلا حططته ، و لا خطيئة إلا كفرتها ، و لا سيئة إلا محوتها ، و لا حسنة إلا أثبتها و ضاعفتها ، و لا قبيحا إلا سترته ، و لا شيئا إلا زينته ، و لا سقما إلا شفيته ، و لا فقرا إلا أغنيته ، و لا فاقة إلا جبرتها ، و لا دينا إلا قضيته ، و لا أمانة إلا أديتها ، و لا كربة إلا كشفتها ، و لا غما إلا نفسته ، و لا دعوة إلا أجبتها .

اللهم صل على محمد و آله : و احفظ مني يا رب ما ضاع ، و أصلح مني ما فسد ، و ارفع مني ما انخفض ، و كن بي حفيا ، و كن لي وليا ، و اجعلني رضيا ، و ارزقني من حيث أحتسب و من حيث لا أحتسب ، و احفظني من حيث أحتفظ و من حيث لا أحتفظ ، واحرسني من حيث أحترس ومن حيث لا أحترس .

 اللهم : و من أرادنا بسوء فصل على محمد و آله : و امنعنا عنه بعزة ملكك ، و شدة قوتك ، و عظمة سلطانك ، عز جارك ، و جل ثناؤك و لا إله غيرك .

اللهم صل على محمد و آل محمد : و شفعني في جميع ما سألتك و ما لم أسألك ، مما فيه الصلاح لأمر آخرتي و دنياي ، إنك سميع الدعاء يا أرحم الراحمين .

 

قال ثم ارفع يديك و قلب كفيك و غرغر دموعك و قل :

يا مولاي : شر عبد أنا و خير رب أنت ، يا سامع الأصوات ، يا مجيب الدعوات ، ليس عبد من عبيدك استوجب جميع عقوبتك بذنوبه غيري فأخرته بها ، يا مولاي و قد خشيت أن تكون علي ساخطا يا إلهي .

صل على محمد و آله : و ارحمني ، و أتمم منتك علي ، و عافيتك لي ، و النجاة من النار ، يا الله لا تشوه خلقي بالنار ، يا الله لا تقطع عصبي بالنار ، يا الله لا تفرق بين أوصالي في النار ، يا الله لا تبدلني جلدا غير جلدي في النار ، يا الله لا تجعلني قرينا لأهل النار ، يا الله ارحم عظامي الدقاق ، و بدني الضعيف ، و جلدي الرقيق ، و أركاني التي لا قوة لها على حر النار ، يا سيدي أنا عبدك .

فصل على محمد و آله : و ارحمني يا الله ، يا محيطا بملكوت السماوات و الأرض ، صل على محمد و آله و اغفر لي و ارحمني ، يا حنان يا منان ، صل على محمد و آله و امنن علي بالجنة ، و افعل بي : كذا و كذا و تدعو بما تحب .

 

ثم تقول حتى ينقطع النفس : يا رب يا رب :

 لا تأخذني على غرة ، ولا تأخذني على فجأة ، و لا تجعل عواقب عملي حسرة.

 يا رب يا رب : حتى ينقطع النفس ، ما ذا عليك لو أرضيت عني كل من له قبلي تبعة ، و غفرت لي ، و رحمتني ، و رضيت عني ، فإنما مغفرتك للظالمين ، و أنا من الظالمين ، فاغفر لي و ارحمني .

يا رب يا رب : حتى ينقطع النفس ، إن كانت حالي التي أنا عليها في ليلي و نهاري لك رضى ، فصل على محمد و آله و أرضها لي ، و زدني منها و من فضلك ، و إن كانت حال هي أرضى لك من حالي التي أنا عليها ، فصل على محمد و آله و انقلني إليها ، و خذ إليها بناصيتي ، و قو عليها ضعفي ، و شجع عليها جبني حتى تبلغني منها ما يرضيك عني .

اللهم إني أسألك : الصبر على طاعتك ، و الصبر عن معصيتك ، و الصبر لحكمك ، و الصدق في كل موطن ، و الشكر لنعمتك . اللهم صل على محمد و آله : و أعطني عافية للدين ، و عافية للدنيا ، و عافية للآخرة ، اللهم صل على محمد و آله : و هب لي العافية حتى تهنئني المعيشة ، و ارحمني حتى لا تضرني الذنوب ، و أعذني من جهد بلاء الدنيا و عذاب الآخرة ، اللهم أعني على ديني و دنياي و على آخرتي بتقوى ، اللهم احفظني فيما غبت عنه و لا تكلني إلى نفسي فيما حضرته .

يا من : لا تضره الذنوب ، و لا تنقصه المغفرة ، صل على محمد و آله : و أعطني ما لا ينقصك ، و اغفر لي ما لا يضرك .

اللهم صل على محمد و آله : و أعطني السعة و الدعة ، و الأمن و الصحة ، و القنوع و العصمة ، و اليقين و العفو ، و العافية و المعافاة ، و المغفرة و الشكر ، و الرضا و التقوى ، و الصبر و التواضع  و القصد ، و العلم و الحلم ، و البر و اليسر ، و التوفيق في جميع أموري كلها للآخرة و الدنيا ، و أعمم بذلك أهلي و ولدي و إخواني ، و من أحببته و أحبني ، و ولدته و ولدني من المؤمنين و المؤمنات .

اللهم : منك النعمة ، و أنت ترزق شكرها ، و ثواب ما تفضلت به منها ، فصل على محمد و آله : و آتنا ما سألناك على حسب كرمك و فضلك ، و قديم إحسانك ، و ما وعدت فينا نبيك محمدا صلى الله عليه و آله و سلم .

 

ثم اسجد و قل :

اللهم صل على محمد و آله : و ارحم ذلي بين يديك ، و تضرعي إليك ، و وحشتي من الناس و أنسي بك و إليك ، يا كريم ، يا كائنا قبل كل شي‏ء ، يا مكون كل شي‏ء ، يا كائنا بعد كل شي‏ء ، لا تفضحني فإنك بي عالم ، و لا تعذبني فإنك علي قادر ، اللهم إني أعوذ بك من كرب الموت ، و من سوء المرجع في القبور ، و من الندامة يوم القيامة ، أسألك عيشة هنيئة ، و ميتة سوية ، و منقلبا كريما غير مخز و لا فاضح .

اللهم مغفرتك أوسع من ذنوبي ، و رحمتك أرجى عندي من عملي ، فصل على محمد و آله و اغفر لي ، يا حيا لا يموت .

 

ثم ارفع صوتك قليلا من غير إجهار و قل :

لا إله إلا الله حقا حقا ، سجدت لك يا رب تعبدا و رقا ، يا عظيم إن عملي ضعيف فضاعفه لي ، و اغفر لي ذنوبي و جرمي ، و تقبل عملي يا كريم ، يا حنان أعوذ بك أن أخيب أو أحمل ظلما .

اللهم : ما قصرت عنه مسألتي ، و عجزت عنه قوتي ، و لم تبلغه فطنتي من أمر تعلم فيه صلاح أمر دنياي و آخرتي ، فصل على محمد و آله و افعله بي ، يا لا إله إلا أنت ، بحق لا إله إلا أنت ، برحمتك في عافية.

 اللهم : لك المحمدة إن أطعتك ، و لك الحجة إن عصيتك ، لا صنع لي و لا لغيري في إحسان منك في حال الحسنة ، يا كريم صل على محمد و آله ، و صل بجميع ما سألتك من مشارق الأرض و مغاربها من المؤمنين و المؤمنات ، و ابدأ بهم و ثن بي برحمتك يا رب العالمين .

 

ثم ارفع رأسك و قل :

بسم الله الرحمن الرحيم : أشهد أن لا إله وحده لا شريك له ، آمنت بالله ، و بجميع رسل الله ، و بجميع ما جاءت به أنبياء الله ، و أشهد أن وعد الله حق ، و الساعة حق ، و المرسلين قد صدقوا ، و الحمد لله رب العالمين .

سبحان الله : كلما سبح الله شي‏ء ، و كما يحب الله أن يسبح ، و كما هو أهله ، و كما ينبغي لكرم وجهه و عز جلاله .

و الحمد لله : كلما حمد الله شي‏ء ، و كما يحب الله أن يحمد ، و كما هو أهله ، و كما ينبغي لكرم وجهه و عز جلاله .

و لا إله إلا الله : كلما هلل الله شي‏ء ، و كما يحب الله أن يهلل ، و كما هو أهله ، و كما ينبغي لكرم وجهه و عز جلاله .

و الله أكبر : كلما كبر الله شي‏ء ، و كما يحب الله أن يكبر ، و كما هو أهله ، و كما ينبغي لكرم وجهه و عز جلاله .

اللهم : إني أسألك فواتح الخير و خواتيمه و فوائده ، ما بلغ علمه علمي و ما قصر عن إحصائه حفظي ، اللهم انهج لي باب معرفته ، و افتح لي أبوابه ، و من علي بالعصمة عن الإزالة عن دينك ، و طهر قلبي من الشك ، و لا تشغله بدنياي ، و عاجل معاشي عن آجل ثواب آخرتي ، و ذلل لكل خير لساني ، و طهر من الرياء قلبي ، و لا تجره في مفاصلي ، و اجعل عملي خالصا لك .

اللهم إني أعوذ بك : من الشر ، و أنواع الفواحش كلها ، ظاهرها و باطنها و غفلاتها ، و جميع ما يريدني به الشيطان الرجيم مما أحطت بعلمه ، إنك أنت القادر على صرفه عني .

 اللهم إني أعوذ بك : من طوارق الإنس و الجن ، و زوابعهم و توابعهم ، و حسدهم و مكايدهم ، و مشاهدة الفسقة منهم ، و أن أستزل عن ديني ، أو يكون ذلك منهم ضررا علي في معاشي ، أو عرض بلاء يصيبني منهم ، لا قوة لي به و لا صبر لي على احتماله ، فصل على محمد و آله ، و لا تبتلني يا إلهي بمقاساته فيذهلني عن ذكرك ، و يشغلني عن عبادتك ، أنت العاصم المانع الدافع الواقي من ذلك كله .

اللهم إني أسألك : الرفاهية في معيشتي أبدا ما أبقيتني ، معيشة أقوى بها على طاعتك ، و أبلغ بها رضوانك ، و أصير بها بمنك إلى دار الحيوان غدا،  و لا ترزقني رزقا يطغيني ، و لا تبتلني بفقر أشقى به مضيقا علي ، و أعطني حظا وافرا في آخرتي ، و معاشا هنيئا مريئا في دنياي ، و لا تجعل الدنيا لي شجنا ، و لا تجعل فراقها علي حزنا ، أخرجني من فتنتها سليما ، و اجعل عملي فيها مقبولا ، و سعيي فيها مشكورا .

اللهم : و من أرادني فيها بسوء ، فصل على محمد و آله ، و أرده بمثله ، و من كادني فيها فكده ، و امكر بمن مكر بي ، فإنك خير الماكرين ، و اصرف عني هم من أدخل علي همه ، و افقأ عني عيون الكفرة الفجرة الطغاة الظلمة الحسدة ، و أنزل علي منك السكينة ، و ألبسني درعك الحصينة ، و احفظني بسترك الواقي ، و جللني عافيتك النافعة ، و اجعلني في ودائعك التي لا تضيع ، و في جوارك الذي لا يخفر ، و في حماك الذي لا يستباح ، و صدق قولي و فعالي ، و بارك لي في نفسي و ولدي ، و أهلي و مالي ، اللهم و ما قدمت و أخرت ، و أغفلت و توانيت ، و أخطأت و تعمدت ، و أسررت و أعلنت ، فصل على محمد و آله ، و اغفر لي يا أرحم الراحمين .

يا طيب : تدبر في هذه الأدعية وأقرئها على مهل ، ولو مطالعة لموضوع سمعت عنه وكثر ترديده عليك لتعرف ما فيه ، فإن في فقراتها آداب نطلب أن يحلينا فيها رب العالمين ، وأخلاق نسأله أن يجلينا بها الرب القيوم ، ومطالب دنيا ودين وأولى وآخرة نسأله أن يوفقنا ويجعلها من نصيبنا ويجعلها تتجلى منا خالصة لوجهه الكريم ، ونطب أن نقيم عبوديته بما يحب ويرضيه عنا ، ونسأله أن يتجاوز عنا ، ويغفر لنا ، ونسأله أن يرضي خصومنا عنا ويمكننا أنخرج من حقهم ، وكثير من المعارف الإلهية وبيان للقدرة الربانية ، فإنه سبحانه لا إله إلا هو قادر على ذلك ، ويستحق الذكر والتوجه والإخلاص ، وإن لم تستطع قراءه بتوجه فأقرأها يا طيب كمطالعة لعله يلهمك الله معانيها ، ويريك حقائقها فتتوجه له بقلب مطمئن بفضله ، وتخلص له بعد أن ترى في فقراتها مقدار عظمته ومنه وكرمه وحسن التوسل به بعد الإيمان بفضله وكرمه وقدرته وعلمه .

فإنها يا أخي الكريم : تستحق القراءة والتدبر فأقرأها ولو مرة في العمر لن تخسر ، وأعرف أين المتدينون والمتوجهون لله حقا من عامة الناس ، وأين أنسهم وحالهم من غيرهم ، فلعالم المعنى بعد الكون في ملكوته جمالا أخرا لا يعرفه إلا من تحقق به أو قراء عنه بتدبر ، ويا طيب : إن كانت القراءة بنحو الدعاء والتوسل والتوجه فهذا تمام فضل الله ، ولم نحرك فقراتها ليسهل مطالعتها لمن يحب المطالعة فقط ، وإن أحببت الدعاء المحركة بالفتحة وغيرها فعليك بكتاب مصباح المتهجد وغيره.

 

 

الذكر الثاني

وبالأسحار هم يستغفرون

 

دعاء الاستغفار لأمير المؤمنين عليه السلام :

ذكر في البلد الأمين[8]  : و يستحب أن يستغفر الله في سحر كل ليلة ، سبعين مرة ، و روي مائة مرة ، فيقول : أستغفر الله ربي و أتوب إليه .

و يقول سبعا : أستغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم ، لجميع ظلمي و جرمي ، و إسرافي على نفسي ، و أتوب إليه .

ويستحب أن يقول ما كان أمير المؤمنين عليه السلام يقوله في الاستغفار وهو :

اللهم : إنك قلت في محكم كتابك المنزل على نبيك المرسل ، صلى الله عليه و آله ، و قولك الحق :

 كانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ ما يَهْجَعُونَ وَ بِالْأَسْحارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ ، و أنا أستغفرك و أتوب إليك .

و قلت تباركت و تعاليت : ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفاضَ النَّاسُ وَ اسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ، و أنا أستغفرك و أتوب إليك .

و قلت تباركت و تعاليت : الصَّابِرِينَ وَ الصَّادِقِينَ وَ الْقانِتِينَ وَ الْمُنْفِقِينَ وَ الْمُسْتَغْفِرِينَ بِالْأَسْحارِ ، و أنا أستغفرك و أتوب إليك .

و قلت تباركت و تعاليت :وَ الَّذِينَ إِذا فَعَلُوا فاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَ مَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَ لَمْ يُصِرُّوا عَلى‏ ما فَعَلُوا وَ هُمْ يَعْلَمُونَ ، و أنا أستغفرك و أتوب إليك .

و قلت تباركت و تعاليت : فَاعْفُ عَنْهُمْ وَ اسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَ شاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ ، و أنا أستغفرك و أتوب إليك .

   و قلت تباركت و تعاليت :وَ لَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جاؤُكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَ اسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّاباً رَحِيماً ، و أنا أستغفرك و أتوب إليك .

و قلت تباركت و تعاليت :وَ مَنْ يَعْمَلْ سُوءاً أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُوراً رَحِيماً ، و أنا أستغفرك و أتوب إليك .

و قلت تباركت و تعاليت :أَ فَلا يَتُوبُونَ إِلَى اللَّهِ وَ يَسْتَغْفِرُونَهُ وَ اللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ، و أنا أستغفرك و أتوب إليك .

و قلت تباركت و تعاليت :وَ ما كانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَ أَنْتَ فِيهِمْ وَ ما كانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ ، و أنا أستغفرك و أتوب إليك .

و قلت تباركت و تعاليت : اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ ، و أنا أستغفرك و أتوب إليك .

و قلت تباركت و تعاليت : ما كانَ لِلنَّبِيِّ وَ الَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَ لَوْ كانُوا أُولِي قُرْبى‏ مِنْ بَعْدِ ما تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحابُ الْجَحِيمِ ، و أنا أستغفرك و أتوب إليك .

و قلت تباركت و تعاليت :وَ ما كانَ اسْتِغْفارُ إِبْراهِيمَ لِأَبِيهِ إِلَّا عَنْ مَوْعِدَةٍ وَعَدَها إِيَّاهُ ، و أنا أستغفرك و أتوب إليك .

و قلت تباركت و تعاليت :وَ أَنِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُمْ مَتاعاً حَسَناً إِلى‏ أَجَلٍ مُسَمًّى وَ يُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ ، و أنا أستغفرك و أتوب إليك .

و قلت تباركت و تعاليت : اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّماءَ عَلَيْكُمْ مِدْراراً وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلى‏ قُوَّتِكُمْ وَ لا تَتَوَلَّوْا مُجْرِمِينَ ، و أنا أستغفرك و أتوب إليك .

و قلت تباركت و تعاليت : هُوَ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَ اسْتَعْمَرَكُمْ فِيها فَاسْتَغْفِرُوهُ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُجِيبٌ ، و أنا أستغفرك و أتوب إليك .

و قلت تباركت و تعاليت :وَ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي رَحِيمٌ وَدُودٌ ، و أنا أستغفرك و أتوب إليك .

و قلت تباركت و تعاليت ،وَ اسْتَغْفِرِي لِذَنْبِكِ إِنَّكِ كُنْتِ مِنَ الْخاطِئِينَ ، و أنا أستغفرك و أتوب إليك .

و قلت تباركت و تعاليت : سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّي إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ، و أنا أستغفرك و أتوب إليك .

و قلت تباركت و تعاليت :وَ ما مَنَعَ النَّاسَ أَنْ يُؤْمِنُوا إِذْ جاءَهُمُ الْهُدى‏ وَ يَسْتَغْفِرُوا رَبَّهُمْ ، و أنا أستغفرك و أتوب إليك .

و قلت تباركت و تعاليت : قالَ سَلامٌ عَلَيْكَ سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ رَبِّي إِنَّهُ كانَ بِي حَفِيًّا ، و أنا أستغفرك و أتوب إليك .

و قلت تباركت و تعاليت : فَأْذَنْ لِمَنْ شِئْتَ مِنْهُمْ وَ اسْتَغْفِرْ لَهُمُ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ، و أنا أستغفرك و أتوب إليك .

و قلت تباركت و تعاليت : يا قَوْمِ لِمَ تَسْتَعْجِلُونَ بِالسَّيِّئَةِ قَبْلَ الْحَسَنَةِ لَوْ لا تَسْتَغْفِرُونَ اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ، و أنا أستغفرك و أتوب إليك .

و قلت تباركت و تعاليت :وَ ظَنَّ داوُدُ أَنَّما فَتَنَّاهُ فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ وَ خَرَّ راكِعاً وَ أَنابَ ، و أنا أستغفرك و أتوب إليك .

و قلت تباركت و تعاليت : الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَ مَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَ يَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا ، وأنا أستغفرك و أتوب إليك.

و قلت تباركت و تعاليت : فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَ اسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَ سَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ بِالْعَشِيِّوَ الْإِبْكارِ ، و أنا أستغفرك و أتوب إليك .

و قلت تباركت و تعاليت : فَاسْتَقِيمُوا إِلَيْهِ وَ اسْتَغْفِرُوهُ ، و أنا أستغفرك و أتوب إليك .

و قلت تباركت و تعاليت :وَ الْمَلائِكَةُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَ يَسْتَغْفِرُونَ لِمَنْ فِي الْأَرْضِ أَلا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ، و أنا أستغفرك و أتوب إليك .

و قلت تباركت و تعاليت : فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلَّا اللَّهُ وَ اسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَ لِلْمُؤْمِنِينَ وَ الْمُؤْمِناتِ وَ اللَّهُ يَعْلَمُ مُتَقَلَّبَكُمْوَ مَثْواكُمْ ، وأنا أستغفرك و أتوب إليك.

و قلت تباركت و تعاليت : سَيَقُولُ لَكَ الْمُخَلَّفُونَ مِنَ الْأَعْرابِ شَغَلَتْنا أَمْوالُنا وَ أَهْلُونا فَاسْتَغْفِرْ لَنا ، و أنا أستغفرك و أتوب إليك .

و قلت تباركت و تعاليت : حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ إِلَّا قَوْلَ إِبْراهِيمَ لِأَبِيهِ لَأَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ وَ ما أَمْلِكُ لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ شَيْ‏ءٍ رَبَّنا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنا وَ إِلَيْكَ أَنَبْنا وَ إِلَيْكَ الْمَصِيرُ ، و أنا أستغفرك و أتوب إليك .

و قلت تباركت و تعاليت :وَ لا يَعْصِينَكَ فِي مَعْرُوفٍ فَبايِعْهُنَّ وَ اسْتَغْفِرْ لَهُنَّ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ، و أنا أستغفرك و أتوب إليك .

و قلت تباركت و تعاليت :وَ إِذا قِيلَ لَهُمْ تَعالَوْا يَسْتَغْفِرْ لَكُمْ رَسُولُ اللَّهِ لَوَّوْا رُؤُسَهُمْوَ رَأَيْتَهُمْ يَصُدُّونَ وَ هُمْ مُسْتَكْبِرُونَ ، و أنا أستغفرك و أتوب إليك .

و قلت تباركت و تعاليت : سَواءٌ عَلَيْهِمْ أَسْتَغْفَرْتَ لَهُمْ أَمْ لَمْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ لَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ ، و أنا أستغفرك و أتوب إليك .

و قلت تباركت و تعاليت : اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كانَ غَفَّاراً ، و أنا أستغفرك و أتوب إليك .

و قلت تباركت و تعاليت : هُوَ خَيْراً وَ أَعْظَمَ أَجْراً وَ اسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ، و أنا أستغفرك و أتوب إليك .

و قلت تباركت و تعاليت : فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَ اسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كانَ تَوَّاباً ، و أنا أستغفرك و أتوب إليك .

 

سبعون أستغفار

للإمام علي بن أبي طالب عليه السلام

وذكر في البلد الأمين : و كان علي عليه السلام يستغفر سبعين مرة في سحر كل ليلة بعقب ركعتي الفجر : الاستغفار التالي وهو :

اللهم : إني أثني عليك بمعونتك على ما نلت به الثناء عليك ، و أقر لك على نفسي بما أنت أهله و المستوجب له ، في قدر فساد نيتي و ضعف يقيني ، اللهم نعم الإله أنت ، و نعم الرب أنت و بئسالمربوب أنا ، و نعم المولى أنت و بئس العبد أنا ، و نعم المالك أنت و بئس المملوك أنا ، فكم قد أذنبت فعفوت عن ذنبي ، و كم قد أجرمت فصفحت عن جرمي ، و كم قد أخطأت فلم تؤاخذني ، و كم قد تعمدت فتجاوزت عني ، و كم قد عثرت فأقلتني عثرتي ، و لم تأخذني على غرتي ، فأنا الظالم لنفسي المقر بذنبي المعترف بخطيئتي ، فيا غافر الذنوب أستغفرك لذنبي ، و أستقيلك لعثرتي ، فأحسن إجابتي ، فإنك أهل الإجابة ، و أهل التقوى و أهل المغفرة .

اللهم : إني أستغفرك لكل ذنب : قوي بدني عليه بعافيتك ، أو نالته قدرتي بفضل نعمتك ، أو بسطت إليه يدي بتوسعة رزقك ، أو احتجبت فيه من الناس بسترك ، أو اتكلت فيه عند خوفي منه على أناتك ، و وثقت من سطوتك علي فيه بحلمك ، و عولت فيه على كرم عفوك ، فصل على محمد و آله ، و اغفره لي يا خير الغافرين .

اللهم و أستغفرك لكل ذنب : يدعو إلى غضبك ، أو يدني من سخطك ، أو يميل بي إلى ما نهيتني عنه ، أو يناني عما دعوتني إليه،  فصل على محمد و آله ، و اغفره لي يا خير الغافرين .

اللهم و أستغفرك لكل ذنب : استملت إليه أحدا من خلقك بغوايتي ، أو خدعته بحيلتي ، فعلمته منه ما جهل ، و عميت عليه منه ما علم ، و لقيتك غدا بأوزاري و أوزار مع أوزاري ، فصل على محمد و آله ، و اغفره لي ، يا خير الغافرين .

اللهم و أستغفرك لكل ذنب : يدعو إلى الغي ، و يضل عن الرشد ، و يقل الرزق ، و يمحق التلد [التالد] ، و يخمل الذكر ، فصل على محمد و آل محمد ، و اغفره لي يا خير الغافرين .

اللهم و أستغفرك لكل ذنب : أتعبت فيه جوارحي في ليلي و نهاري ، و قد استترت من عبادك بستري ، و لا ستر إلا ما سترتني ، فصل على محمد و آل محمد ، و اغفره لي يا خير الغافرين .

7 ـ اللهم و أستغفرك لكل ذنب : رصدني فيه أعدائي لهتكي ، فصرفت كيدهم عني ، و لم تعنهم على فضيحتي ، كأني لك ولي فنصرتني ، و إلى متى يا رب أعصي فتمهلني ، و طال ما عصيتك فلم تؤاخذني ، و سألتك على سوء فعلي فأعطيتني ، فأي شكر يقوم عندك بنعمة من نعمك علي ، فصل على محمد و آل محمد ، و اغفره لي يا خير الغافرين .

8 ـ اللهم و أستغفرك لكل ذنب : قدمت إليك فيه توبتي ، ثم واجهت بتكرم قسمي بك ، و أشهدت على نفسي بذلك أولياءك من عبادك ، إني غير عائد إلى معصيتك ، فلما قصدني بكيده الشيطان ، و مال بي إليه الخذلان ، و دعتني نفسي إلى العصيان ، استترت حياء من عبادك جرأة مني عليك ، و أنا أعلم أنه لا يكنني منك ستر و لا باب ، و لا يحجب نظرك إلي حجاب ، فخالفتك في المعصية إلى ما نهيتني عنه ، ثم كشفت الستر عني و ساويت أولياءك ، كأني لم أزل لك طائعا ، و إلى أمرك مسارعا ، و من وعيدك فارغا ، فلبست على عبادك ، و لا يعرف بسيرتي غيرك ، فلم تسمني بغير سمتهم ، بل أسبغت على مثل نعمهم ، ثم فضلتني في ذلك عليهم ، كأني عندك في درجتهم ، و ما ذلك إلا بحلمك و فضل نعمتك ، فلك الحمد مولاي ، فأسألك يا الله كما سترته علي في الدنيا ، أن لا تفضحني به في القيامة ، يا أرحم الراحمين .

9 ـ اللهم و أستغفرك لكل ذنب : سهرت له ليلي في التأني لإتيانه و التخلص إلى وجوده ، حتى إذا أصبحت تخطأت إليك بحلية الصالحين و أنا مضمر خلاف رضاك يا رب العالمين ، فصل على محمد و آل محمد ، و اغفره لي يا خير الغافرين .

10 ـ اللهم و أستغفرك لكل ذنب : ظلمت بسببه وليا من أوليائك ، أو نصرت به عدوا من أعدائك ، أو تكلمت فيه بغير محبتك ، أو نهضت فيه إلى غير طاعتك ، فصل على محمد و آل محمد ، و اغفره لي يا خير الغافرين .

11 ـ اللهم و أستغفرك لكل ذنب : نهيتني عنه فخالفتك إليه ، أو حذرتني إياه فأقمت عليه ، أو قبحته لي فزينته لنفسي ، فصل على محمد و آل محمد ، و اغفره لي يا خير الغافرين .

12 ـ اللهم و أستغفرك لكل ذنب : نسيته فأحصيته ، و تهاونت به فأثبته ، و جاهرتك فيه فسترته علي ، و لو تبت إليك منه لغفرته ، فصل على محمد و آل محمد ، و اغفره لي يا خير الغافرين .

13 ـ اللهم و أستغفرك لكل ذنب : توقعت فيه قبل انقضائه تعجيل العقوبة فأمهلتني ، و أدليت علي سترا فلم آل في هتكه عني جهدا ، فصل على محمد و آل محمد ، و اغفره لي يا خير الغافرين .

14 ـ اللهم و أستغفرك لكل ذنب : يصرف عني رحمتك ، أو يحل بي نقمتك ، أو يحرمني كرامتك ، أو يزيل عني نعمتك ، فصل على محمد و آل محمد ، و اغفره لي يا خير الغافرين .

15 ـ اللهم و أستغفرك لكل ذنب : يورث الفناء أو يحل البلاء أو يشمت الأعداء أو يكشف الغطاء أو يحبس قطر السماء ، فصل على محمد و آل محمد ، و اغفره لي يا خير الغافرين .

16 ـ اللهم و أستغفرك لكل ذنب : عيرت به أحدا من خلقك ، أو قبحته من فعل أحد من بريتك ، ثم تقحمت عليه و انتهكته ، جرأة مني على معصيتك ، فصل على محمد و آل محمد ، و اغفره لي يا خير الغافرين .

17 ـ اللهم و أستغفرك لكل ذنب : تبت إليك منه ، و أقدمت على فعله ، فاستحييت منك ، و أنا عليه رهبتك و أنا فيه ، ثم استقلتك منه و عدت إليه ، فصل على محمد و آل محمد ، و اغفره لي يا خير الغافرين .

18 ـ اللهم و أستغفرك لكل ذنب : ثوّرك عليَّ و وجب في فعلي ، بسبب عهد عاهدتك عليه ، أو عقد عقدته لك ، أو ذمة آليت بها من أجلك لأحد من خلقك ، ثم نقضت ذلك من غير ضرورة لرغبتي فيه ، بل استزلني عن الوفاء به البطر ، و استحطني عن رعايته الأشر ، فصل على محمد و آل محمد ، و اغفره لي يا خير الغافرين .

19 ـ اللهم و أستغفرك لكل ذنب : لحقني بسبب نعمة أنعمت بها علي ، فقويت بها على معصيتك ، و خالفت بها أمرك ، و قدمت بها على وعيدك ، فصل على محمد و آل محمد ، و اغفره لي يا خير الغافرين .

20 ـ اللهم و أستغفرك لكل ذنب : قدمت فيه شهوتي على طاعتك ، و آثرت فيه محبتي على أمرك ، و أرضيت نفسي فيه بسخطك ، إذ رهبتني منه بنهيك ، و قدمت إلي فيه بإعذارك ، و احتججت علي فيه بوعيدك ، فصل على محمد و آل محمد ، و اغفره لي يا خير الغافرين .

21 ـ اللهم و أستغفرك لكل ذنب : علمته من نفسي أو نسيته أو ذكرته أو تعمدته أو أخطأت ، فيما لا أشك أنك سائلي عنه ، و أن نفسي به مرتهنة لديك ، و إن كنت قد نسيته و غفلت عنه ، فصل على محمد و آل محمد ، و اغفره لي يا خير الغافرين .

22 ـ اللهم و أستغفرك لكل ذنب : واجهتك به ، و قد أيقنت أنك تراني عليه ، و أغفلت أن أتوب إليك منه ، و أنسيت أن أستغفرك له ، فصل على محمد و آل محمد ، و اغفره لي يا خير الغافرين .

23 ـ اللهم و أستغفرك لكل ذنب : دخلت فيه بحسن ظني بك ألا تعذبني عليه ، و رجوتك لمغفرته فأقدمت عليه ، و قد عولت نفسي على معرفتي بكرمك ألا تفضحني بعد أن سترته علي ، فصل على محمد و آل محمد ، و اغفره لي يا خير الغافرين .

24ـ اللهم و أستغفرك لكل ذنب : استوجبت منك به رد الدعاء ، و حرمان الإجابة ، و خيبة الطمع ، و انفساخ الرجاء ، فصل على محمد و آل محمد ، و اغفره لي يا خير الغافرين .

25ـ اللهم و أستغفرك لكل ذنب : يعقب الحسرة ، و يورث الندامة ، و يحبس الرزق ، و يرد الدعاء ، فصل على محمد و آل محمد ، و اغفره لي يا خير الغافرين .

26ـ اللهم و أستغفرك لكل ذنب : يورث الأسقام و الفناء ، و يوجب النقم و البلاء ، و يكون في القيامة حسرة و ندامة ، فصل على محمد و آل محمد ، و اغفره لي يا خير الغافرين .

27ـ اللهم و أستغفرك لكل ذنب : مدحته بلساني ، أو أضمره جناني ، أو هشت إليه نفسي ، أو أتيته بفعالي ، أو كتبته بيدي ، فصل على محمد و آل محمد ، و اغفره لي يا خير الغافرين .

28ـ اللهم و أستغفرك لكل ذنب : خلوت به في ليل أو نهار ، و أرخيت علي فيه الأستار ، حيث لا يراني إلا أنت يا جبار ، فارتابت فيه نفسي ، و ميزت بين تركه لخوفك ، و انتهاكه لحسن الظن بك ، فسولت لي نفسي الإقدام عليه فواقعته ، و أنا عارف بمعصيتي فيه لك ، فصل على محمد و آل محمد ، و اغفره لي يا خير الغافرين .

29ـ اللهم و أستغفرك لكل ذنب : استقللته أو استكثرته،  أو استعظمته أو استصغرته ، أو ورطني جهلي فيه ، فصل على محمد و آل محمد ، و اغفره لي يا خير الغافرين .

30ـ اللهم و أستغفرك لكل ذنب :ماليت فيه على أحد من خلقك ، أو أسأت بسببه إلى أحد من بريتك ، أو زينته لي نفسي ، أو أشرت به إلى غيري ، أو دللت عليه سواي ، أو أصررت عليه بعمدي ، أو أقمت عليه بجهلي ، فصل على محمد و آل محمد ، و اغفره لي يا خير الغافرين .

31ـ اللهم و أستغفرك لكل ذنب : خنت فيه أمانتي ، أو بخست بفعله نفسي ، أو أخطأت به على بدني ، أو آثرت فيه شهواتي ، أو قدمت فيه لذاتي ، أو سعيت فيه لغيري ، أو استغويت إليه من تابعني ، أو كاثرت فيه من منعني ، أو قهرت عليه من غالبني ، أو غلبت عليه بحيلتي ، أو استزلني إليه ميلي ، فصل على محمد و آل محمد ، و اغفره لي يا خير الغافرين .

32ـ اللهم و أستغفرك لكل ذنب : استعنت عليه بحيلة تدني من غضبك ، أو استظهرت بنيله على أهل طاعتك ، أو استملت به أحدا إلى معصيتك ، أو راييت فيه عبادك ، أو لبست عليهم بفعالي ، فصل على محمد و آل محمد ، و اغفره لي يا خير الغافرين .

33ـ اللهم و أستغفرك لكل ذنب : كتبته علي بسبب عجب كان مني بنفسي ، أو رياء ، أو سمعة ، أو خيلاء ، أو فرح ، أو حقد ، أو مرح ، أو أشر ، أو بطر ، أو حمية ، أو عصبية ، أو رضا ، أو سخط ، أو سخاء ، أو شح ، أو ظلم ، أو خيانة ، أو سرقة ، أو كذب ، أو نميمة ، أو لهو ، أو لعب ، أو نوع مما يكتسب بمثله الذنوب ، و يكون في اجتراحه العطب ، فصل على محمد و آل محمد ، و اغفره لي يا خير الغافرين .

34ـ اللهم و أستغفرك لكل ذنب : سبق في علمك أني فاعله بقدرتك التي قدرت بها على كل شي‏ء ، فصل على محمد و آل محمد ، و اغفره لي يا خير الغافرين .

35ـ اللهم و أستغفرك لكل ذنب : رهبت فيه سواك ، أو عاديت فيه أولياءك ، أو واليت فيه أعداءك ، أو خذلت فيه أحباءك ، أو تعرضت فيه لشي‏ء من غضبك ، فصل على محمد و آل محمد ، و اغفره لي يا خير الغافرين .

36ـ اللهم و أستغفرك لكل ذنب : تبت إليك منه ثم عدت فيه ، و نقضت العهد فيما بيني و بينك ، جرأة مني عليك لمعرفتي بكرمك و عفوك ، ، فصل على محمد و آل محمد ، و اغفره لي يا خير الغافرين .

37ـ اللهم و أستغفرك لكل ذنب : أدناني من عذابك ، أو نآني عن ثوابك ، أو حجب عني رحمتك ، أو كدر علي نعمتك ، فصل على محمد و آل محمد ، و اغفره لي يا خير الغافرين .

38ـ اللهم و أستغفرك لكل ذنب : حللت به عقدا شددته ، أو حرمت به نفسي خيرا وعدتني به ، فصل على محمد وآل محمد واغفره لي يا خير الغافرين.

39ـ اللهم و أستغفرك لكل ذنب : ارتكبته بشمول عافيتك ، أو تمكنت منه بفضل نعمتك ، أو قويت عليه بسابغ رزقك ، أو خير أردت به وجهك ، فخالطني فيه ، و شارك فعلي ما لا يخلص لك ، أو وجب علي ما أردت به سواك فكثير ما يكون كذلك ، فصل على محمد و آل محمد ، و اغفره لي يا خير الغافرين .

40ـ اللهم و أستغفرك لكل ذنب : دعتني الرخصة فحللته لنفسي ، و هو فيما عندك محرم ، فصل على محمد و آل محمد ، و اغفره لي يا خير الغافرين .

41ـ اللهم و أستغفرك لكل ذنب : خفي عن خلقك و لم يعزب عنك فاستقلتك منه فأقلتني ثم عدت فيه فسترته علي ، فصل على محمد و آل محمد ، و اغفره لي يا خير الغافرين .

42ـ اللهم و أستغفرك لكل ذنب : خطوت إليه برجلي ، أو مددت إليه يدي ، أو تأمله بصري ، أو أصغيت إليه بسمعي ، أو نطق به لساني ، أو أنفقت فيه ما رزقتني ، ثم استرزقتك على عصياني فرزقتني ، ثم استعنت برزقك على معصيتك فسترت عليَّ ، ثم سألتك الزيادة فلم تخيبني ، و جاهرتك فيه فلم تفضحني ، فلا أزال مصرا على معصيتك ، و لا تزال عائدا علي بحلمك و مغفرتك يا أكرم الأكرمين ، فصل على محمد و آل محمد ، واغفره لي يا خير الغافرين .

43ـ اللهم و أستغفرك لكل ذنب : يوجب على صغيره أليم عذابك ، و يحل بي كبيره شديد عقابك ، و في إتيانه تعجيل نقمتك ، و في الإصرار عليه زوال نعمتك ، فصل على محمد و آل محمد ، و اغفره لي يا خير الغافرين .

44ـ اللهم و أستغفرك لكل ذنب : لم يطلع عليه أحد سواك ، و لا علمه أحد غيرك ، و لا ينجيني منه إلا حلمك ، و لا يسعه إلا عفوك ، فصل على محمد و آل محمد ، و اغفره لي يا خير الغافرين .

45ـ اللهم و أستغفرك لكل ذنب : يزيل النعم ، أو يحل النقم ، أو يعجل العدم ، أو يكثر الندم ، فصل على محمد و آل محمد ، و اغفره لي يا خير الغافرين .

46ـ اللهم و أستغفرك لكل ذنب : يمحق الحسنات ، و يضاعف السيئات ، و يعجل النقمات ، و يغضبك يا رب السماوات ، فصل على محمد و آل محمد ، و اغفره لي يا خير الغافرين .

47ـ اللهم و أستغفرك لكل ذنب : أنت أحق بمعرفته ، إذ كنت أولى بسترته ، فإنك أهل التقوى و أهل المغفرة ، فصل على محمد و آل محمد ، و اغفره لي يا خير الغافرين .

48ـ اللهم و أستغفرك لكل ذنب : تجهمت فيه وليا من أوليائك ، مساعدة فيه لأعدائك ، أو ميلا مع أهل معصيتك على أهل طاعتك ، فصل على محمد و آل محمد ، و اغفره لي يا خير الغافرين .

49ـ اللهم و أستغفرك لكل ذنب : ألبسني كبرة ، و انهماكي فيه ذلة ، أو آيسني من وجود رحمتك ، أو قصر بي اليأس عن الرجوع إلى طاعتك ، لمعرفتي بعظيم جرمي ، و سوء ظني بنفسي ، فصل على محمد و آل محمد ، و اغفره لي يا خير الغافرين .

50ـ اللهم و أستغفرك لكل ذنب : أوردني الهلكة لو لا رحمتك ، و أحلني دار البوار لو لا تغمدك ، و سلك بي سبيل الغي لو لا رشدك ، فصل على محمد و آل محمد ، و اغفره لي يا خير الغافرين .

51ـ اللهم و أستغفرك لكل ذنب : ألهاني عما هديتني إليه ، أو أمرتني به ، أو نهيتني عنه ، أو دللتني عليه فيما فيه الحظ لي لبلوغ رضاك ، و إيثار محبتك و القرب منك ، فصل على محمد و آل محمد ، و اغفره لي يا خير الغافرين .

52ـ اللهم و أستغفرك لكل ذنب : يرد عنك دعائي ، أو يقطع منك رجائي ، أو يطيل في سخطك عنائي ، أو يقصر عندك أملي ، فصل على محمد و آل محمد ، و اغفره لي يا خير الغافرين .

53ـ اللهم و أستغفرك لكل ذنب : يميت القلب ، و يشعل الكرب ، و يرضي الشيطان ، و يسخط الرحمن ، فصل على محمد و آل محمد ، و اغفره لي يا خير الغافرين .

54ـ اللهم و أستغفرك لكل ذنب : يعقب اليأس من رحمتك ، و القنوط من مغفرتك ، و الحرمان من سعة ما عندك ، فصل على محمد و آل محمد ، و اغفره لي يا خير الغافرين .

55ـ اللهم و أستغفرك لكل ذنب : مقت نفسي عليه إجلالا لك ، فأظهرت لك التوبة فقبلت ، و سألتك العفو فعفوت ، ثم مال بي الهوى إلى معاودته طمعا في سعة رحمتك ، و كريم عفوك ، ناسيا لوعيدك ، راجيا لجميل وعدك ، فصل على محمد و آل محمد ، و اغفره لي يا خير الغافرين .

56ـ اللهم و أستغفرك لكل ذنب : يورث سواد الوجوه ، يوم تبيض وجوه أوليائك ، و تسود وجوه أعدائك ، إذ أقبل بعضهم على بعض يتلاومون ، فقيل لهم لا تختصموا لدي و قد قدمت إليكم بالوعيد ، فصل على محمد و آل محمد ، و اغفره لي يا خير الغافرين .

57ـ اللهم و أستغفرك لكل ذنب : يدعو إلى الكفر ، و يطيل الفكر ، و يورث الفقر ، و يجلب العسر ، فصل على محمد و آل محمد ، و اغفره لي يا خير الغافرين .

58ـ اللهم و أستغفرك لكل ذنب : يدني الآجال ، و يقطع الآمال ، و يبتر الأعمار ، فهت به ، أو صمت عنه حياء منك عند ذكره ، أو أكننته في صدري ، أو علمته مني ، فإنك تعلم السر و أخفى ، فصل على محمد و آل محمد ، و اغفره لي يا خير الغافرين .

59ـ اللهم و أستغفرك لكل ذنب : يكون في اجتراحه قطع الرزق ، و رد الدعاء ، و تواتر البلاء ، و ورود الهموم ، و تضاعف الغموم ، فصل على محمد و آل محمد ، و اغفره لي يا خير الغافرين .

60ـ اللهم و أستغفرك لكل ذنب : يبغضني إلى عبادك ، و ينفر عني أولياءك ، أو يوحش مني أهل طاعتك ، لوحشة المعاصي ، و ركوبالحوب ، و كآبة الذنوب ، فصل على محمد و آل محمد ، و اغفره لي يا خير الغافرين .

61ـ اللهم و أستغفرك لكل ذنب : دلست به مني ما أظهرته ، أو كشفت عني به ما سترته ، أو قبحت به مني ما زينته ، فصل على محمد و آل محمد ، و اغفره لي يا خير الغافرين .

62ـ اللهم و أستغفرك لكل ذنب : لا ينال به عهدك ، و لا يؤمن معه غضبك ، و لا تنزل معه رحمتك ، و لا تدوم معه نعمتك ، فصل على محمد و آل محمد ، و اغفره لي يا خير الغافرين .

63ـ اللهم و أستغفرك لكل ذنب : استخفيت له ضوء النهار من عبادك ، و بارزت به في ظلمة الليل ، جرأة مني عليك ، على أني أعلم أن السر عندك علانية ، و أن الخفية عندك بارزة ، و أنه لن يمنعني منك مانع ، و لا سعيي  عندك نافع ، من مال و بنين ، إلا أن أتيتك بقلب سليم ، فصل على محمد و آل محمد ، و اغفره لي يا خير الغافرين .

64ـ اللهم و أستغفرك لكل ذنب : يورث النسيان لذكرك ، و يعقب الغفلة عن تحذيرك ، أو يمادي في الأمن من مكرك ، أو يطمع في طلب الرزق من عند غيرك ، أو يؤيس من خير ما عندك ، فصل على محمد و آل محمد ، و اغفره لي يا خير الغافرين .

65ـ اللهم و أستغفرك لكل ذنب : لحقني ، بسبب عتبي عليك في احتباس الرزق عني ، و إعراضي عنك ، و ميلي إلى عبادك بالاستكانة لهم ، و التضرع إليهم ، و قد أسمعتني قولك في محكم كتابك ، فَمَا اسْتَكانُوا لِرَبِّهِمْ وَ ما يَتَضَرَّعُونَ ، فصل على محمد و آل محمد ، و اغفره لي يا خير الغافرين .

66ـ اللهم و أستغفرك لكل ذنب : لزمني بسبب كربة استعنت عندها بغيرك ، أو استبددت بأحد فيها دونك ، فصل على محمد و آل محمد ، و اغفره لي يا خير الغافرين .

67ـ اللهم و أستغفرك لكل ذنب : حملني على الخوف من غيرك ، أو دعاني إلى التواضع لأحد من خلقك ، أو استمالني إليه الطمع فيما عنده ، أو زين لي طاعته في معصيتك استجرارا لما في يده ، و أنا أعلم بحاجتي إليك لا غنى لي عنك ، فصل على محمد و آل محمد ، و اغفره لي يا خير الغافرين .

68ـ اللهم و أستغفرك لكل ذنب : مدحته بلساني ، أو هشت إليه نفسي ، أو حسنته بفعالي ، أو حثثت عليه بمقالي ، و هو عندك قبيح تعذبني عليه ، فصل على محمد و آل محمد ، و اغفره لي يا خير الغافرين .

69ـ اللهم و أستغفرك لكل ذنب : مثلته في نفسي استقلالا له ، و صورت لي استصغاره ، و هونت علي الاستخفاف به حتى أورطتني فيه ، فصل على محمد و آل محمد ، و اغفره لي يا خير الغافرين .

70ـ اللهم و أستغفرك لكل ذنب : جرى به علمك في و علي ، إلى آخر عمري ، بجميع ذنوبي : لأولها و آخرها ، و عمدها و خطائها ، و قليلها و كثيرها ، و دقيقها و جليلها ، و قديمها و حديثها ، و سرها و علانيتها ، و جميع ما أنا مذنبه ، و أتوب إليك ، و أسألك أن تصلي على محمد و آل محمد ، و أن تغفر لي جميع ما أحصيت من مظالم العباد قبلي ، فإن لعبادك علي حقوقا ، أنا مرتهن بها ، تغفرها لي كيف شئت ، و أنى شئت ، يا أرحم الراحمين [9].

 

ثم قل ما كان زين العابدين عليه السلام يقوله :

اللهم : إن استغفاري إياك و أنا مصر على ما نهيت قلة حياء ، و تركي الاستغفار مع علمي بسعة حلمك تضييع لحق الرجاء .

اللهم : إن ذنوبي تؤيسني أن أرجوك ، و إن علمي بسعة رحمتك يؤمنني أن أخافك‏ ، فصل على محمد و آل محمد ، و حقق رجائي لك ، و كذب خوفي منك ، و كن لي عند أحسن ظني بك ، يا أكرم الأكرمين ، و أيدني بالعصمة ، و أنطق لساني بالحكمة ، و اجعلني ممن يندم على ما ضيعه في أمسه .

اللهم : إن الغني من استغنى عن خلقك بك ، فصل على محمد و آل محمد و أغنني يا رب عن خلقك ، و اجعلني ممن لا يبسط كفه إلا إليك .

اللهم : إن الشقي من قنط : و أمامه التوبة ، و خلفه الرحمة ، و إن كنت ضعيف العمل ، فإني في رحمتك قوي الأمل ، فهب لي ضعف عملي لقوة أملي.

 اللهم : أمرت فعصينا ، و نهيت فما انتهينا ، و ذكرت فتناسينا ، و بصرت فتعامينا ، و حذرت فتعدينا ، و ما كان ذلك جزاء إحسانك إلينا ، و أنت أعلم بما أعلنا و ما أخفينا ، و أخبر بما لم نأت و ما أتينا ، فصل على محمد و آل محمد ، و لا تؤاخذنا بما أخطأنا فيه و ما نسينا ، و هب لنا حقوقك لدينا ، و تمم إحسانك إلينا ، و أسبغ نعمتك علينا .

إنا نتوسل إليك : بمحمد صلى الله عليه و آله رسولك ، و بعلي وصيه ، و فاطمة ابنته ، و بالحسن و الحسين ، و علي و محمد ، و جعفر و موسى ، و علي و محمد ، و علي و الحسن ، و الحجة ، عليهم السلام ، أهل بيت الرحمة ، إدرار الرزق الذي هو قوام حياتنا ، و صلاح أحوال عيالنا ، فأنت الكريم الذي تعطي من سعة ، و تمنع عن قدرة ، و نحن نسألك من الخير ما يكون صلاحا للدنيا ، و بلاغا للآخرة ، و آتنا في الدنيا حسنة ، و في الآخرة حسنة ، و قنا عذاب النار .

 

ثم قل ما كان أمير المؤمنين عليه السلام يقوله :

اللهم : إن ذنوبي و إن كانت فظيعة ، فإني ما أردت بها قطيعة ، و لا أقول لك العتبى لا أعود ؛ لما أعلمه من خلقي ، و لا أعدك استمرار التوبة لما أعلمه من ضعفي ، فقد جئت أطلب عفوك ، و وسيلتي إليك كرمك ، فصل على محمد و آل محمد ، و أكرمني بمغفرتك يا أرحم الراحمين .

ثم قل : العفو العفو ، ثلاث مائة مرة [10]

يا طيب: هذه كانت أدعية كريمة في الاستغفار ، فأقرئها ولو مرة في العمر و واظب عليها إن استطعت ، وإلا فالدعاءين الأخيرين فإن تلاوتهما لا تزيد عن دقائق كريمة تشفي الغليل ، وتذهب بالذنوب وتسهل التوبة والعفو من الله تعالى إن شاء الله ، ونسألك الدعاء ونسأل الله التوفيق لي ولك إنه أرحم الراحمين ، وصلى الله على نبينا محمد وآله الطيبين ، ورحم الله من قال آمين يا رب العالمين .

 



[1]  عيون‏ أخبار الرضا ج1ص282ب28ح28 . وسائل ‏الشيعة ج8ص157ب 39 ح10294 .  من‏ لا يحضره ‏الفقيه ج1ص239 ح721 .روضة الواعظين ج2ص320 .

[2] مفتاح‏الفلاح ص : 290.

[3] مفتاح‏ الفلاح ص : 299.

[4]الآيات : آل عمران190/194. توضيح عن الشيخ البهائي : لا يواري عنك ليل ساج : أي لا يستر عنك من المواراة ، و هي الستر ، و ساج بالسين المهملة و آخره جيم ، اسم فاعل من سجا ، بمعنى ركد و استقر ، و المراد ليل راكد ظلامه مستقر قد بلغ غايته . و لا أرض ذات مهاد : بكسر أوله جمع ممهود ، أي ذات أمكنة مستوية ممهدة . و لا بحر لجي : بضم اللام و قد تكسر و تشديد الجيم المكسورة و الياء المشددة ، أي عظيم . تدلج بين يدي المدلج :الإدلاج السير بالليل ، و ربما يختص بالسير في أوله ، و ربما يطلق الإدلاج على العبادة في الليل مجازا ، لأن العبادة سير إلى الله تعالى ، و قد فسر بذلك  قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم : من خاف أدلج ، و من أدلج بلغ المنزل . و معنى تدلج بين يدي المدلج : أن رحمتك و توفيقك و إعانتك لمن توجه إليك و عبدك صادرة عنك قبل توجهه إليك و عبادته لك ، إذ لو لا رحمتك و توفيقك و إيقاعك ذلك في قلبه ، لم يخطر ذلك بباله ، فكأنك سريت إليه قبل أن يسري هو إليك . و غارت النجوم : أي تسفلت و أخذت في الهبوط و الانخفاض بعد ما كانت آخذة في الصعود و الارتفاع ، و اللام للعهد ، و يجوز أن يكون بمعنى غابت . و السنة بالكسر مبادئ النوم .لَآياتٍ : أي علامات عظيمة أو كثيرة ، دالة على كمال القدرة . لِأُولِي الْأَلْبابِ : أي لذوي العقول الكاملة ، و سمي العقل لبا ، لأنه أنفس ما في الإنسان فما عداه ، كأنه قشر . وَ يَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ : قال المفسرون في هذا دلالة على شرف علم الهيئة . رَبَّنا ما خَلَقْتَ هذا باطِلًا : أي قائلين حال تفكرهم في تلك المخلوقات العجيبة الشأن ، ربنا ما خلقت هذا عبثا . سُبْحانَكَ : أي ننزهك عن فعل العبث تنزيها . فَقِنا عَذابَ النَّارِ : لما كان خلق هذه الأشياء لحكم و مصالح ، منها : أن يكون سببا لمعاش الإنسان ، و دليلا يدله على معرفة الصانع ، و يحثه على طاعته و القيام بوظائف عباداته لينال الفوز الأبدي ، و الإنسان مخل في الأغلب بذلك ، حسن التفريع على الكلام السابق . مَنْ تُدْخِلِ النَّارَ فَقَدْ أَخْزَيْتَهُ : قال بعض المفسرين : فيه إشعار بأن العذاب الروحاني أشد من العذاب الجسماني ، إذ الخزي فضيحة و حقارة نفسانية . رَبَّنا إِنَّنا سَمِعْنا مُنادِياً يُنادِي لِلْإِيمانِ : المراد به الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ،  و قيل : القرآن . رَبَّنا فَاغْفِرْ لَنا ذُنُوبَنا : المراد بها الكبائر . وَ كَفِّرْ عَنَّا سَيِّئاتِنا : المراد بها الصغائر ، أي اجعلها مكفرة عنا بتوفيقنا لاجتناب الكبائر . وَ تَوَفَّنا مَعَ الْأَبْرارِ : أي في زمرتهم ، رَبَّنا وَ آتِنا ما وَعَدْتَنا عَلى‏ رُسُلِكَ : أي على تصديقهم أو على ألسنتهم . مفتاح‏ الفلاح ص : 296.

[5]الكافي ج3ص445ح12. من ‏لا يحضره‏ الفقيه ج1ص209ح631 .

[6] و مصباح‏المتهجد ص : 130.

[7]مصباح‏المتهجد ص139.

[8]البلد الأمين ص37.

[9] البلد الأمين ص : 39 .

[10] البلد الأمين ص : 47.


( اللَّهُمَّ عَرِّفْنِي نَفْسَكَ فَإِنَّكَ إِنْ لَمْ تُعَرِّفْنِي نَفْسَكَ لَمْ أَعْرِفْ نَبِيَّكَ ,
اللَّهُمَّ عَرِّفْنِي رَسُولَكَ فَإِنَّكَ إِنْ لَمْ تُعَرِّفْنِي رَسُولَكَ لَمْ أَعْرِفْ حُجَّتَكَ .
اللَّهُمَّ عَرِّفْنِي حُجَّتَكَ فَإِنَّكَ إِنْ لَمْ تُعَرِّفْنِي حُجَّتَكَ ضَلَلْتُ عَنْ دِينِي )

أخوكم في الإيمان بالله ورسوله وبكل ما أوجبه تعالى
خادم علوم آل محمد عليهم السلام
الشيخ حسن جليل حردان الأنباري
موقع موسوعة صحف الطيبين
www.alanbare.com

يا طيب : إلى أعلى مقام في الصفحة صفح عنا رب الأنام بحق إمام العصر الحجة بن الحسن العسكري وآله الكرام عليهم الصلاة والسلام


يا طيب إلى الفهرس العام لصحيفة الطيبين طيبك الله وطهرك بالإسلام