نبذة مختصرة من كتاب التقاويم وحساب تحويلها
أخي القارئ الكريم، هذا الكتاب الذي بين يديك هو تحقيق لطلب كثير من زوار القسم في الليلة المفتوحة التي تعقد مساء كل يوم إثنين (ليلة الثلاثاء) طوال الفصلين الدراسيين. وهذا الكتيب ماهو إلا مدخل مبسط عن فكرة التقاويم وطريقة التحويل بين التاريخ الميلادي والتاريخ الجولياني والهجري. وقد اخترنا هذه التقاويم الثلاث لشهرتها واستخدامها بين أهل الفلك وغيرهم، وإلا فإن مواضيع التقاويم وأنواعها كثيرة ومن الصعب الإحاطة بها في هذه العجالة. ونود أن نبين هنا أنه عند التحويل من هجري إلى ميلادي فيجب أولاً التحويل إلى جولياني ثم تحويله إلى ميلادي، إي اتبع الطريقة 3 أولاً ثم الطريقة 2. وبالمثل عند التحويل من ميلادي إلى هجري؛ اتبع الطريقة 1 ثم الطريقة 4. ونأمل أن يحوز هذا الكتيب على إعجابك ويحقق رغبتك. وفي حالة عدم وضوح أي مفهمو أو طريقة فلا تتردد في السؤال عنها. وستجد بإذن الله كل ترحيب واهتمام وفي الختام نجزي شكرنا وتقديرنا للأستاذ عباس الشخص على متابعته واهتمامه في إخراج هذا العمل لحيز الوجود. 1418 هـ (1988 م)
التقويم هو الطريقة التي
يستخدمها الإنسان لضبط الوقت. ويتكون التقويم عادة من ثلاث وحدات رقمية تمثل
ثلاث فترات زمنية هي اليوم والشهر والسنة. ومن الواضح أن الظاهرة التي تفيد
لهذا الغرض هي الظاهرة التي تتكرر بفترات متساوية، أي الظاهرة الدورية. ولكنه
من الصعب معرفة هل الفترة ثابتة أو متغيرة إلا بالمقارنة بين عدة فترات
ليتبين لنا عندها مدى الثبات النسبي لهذه الفترة. وفي الحقيقة أن التقاويم أنواع
عديدة من الصعب ذكرها في هذا المكان. ولكثير من الأمم تقويمها الخاص بها
سواءً كان شمسياً أو قمريا أو خليطاً بينهما أو ربما قمرياً نجمياً أي طبقاً
لمنازل القمر. وتختلف أيضاً في أمور أخرى مثل: طريقة الكبس، ومتوسط طول السنة وعدد الأشهر وغير
ذلك. شروق وغروب الأجرام السماوية من الظواهر المتكررة حيث يمكننا استخدام أي
جرم سماوي لتعريف وحدة الوقت. ولكن غالباً تستخدم الشمس أو أي نجم من النجوم
كمرجع لتعريف وحدة اليوم. الفترة الزمنية بين شروقين أو غروبين أو زوالين
متتاليين للشمس تسمى اليوم الشمسي وللنجم تسمى اليوم النجمي. وكلا اليومين
يختلفان في الطول والفرق بينهما ليس ثابتاً أيضاً حيث أن:
مدة دورة القمر حول الأرض بالنسبة للنجوم تسمى الشهر القمري النجمي ويساوي 27.32 يوماً. أما دورته بالنسبة للشمس فتسمى الشهر القمري الاقتراني ويساوي 29.53 يوماً. والفترة بين هلالين متتاليين تسمى الشهر القمري الهجري وعدد أيامها إما 29 أو 30 يوماً ولا يعرف مسبقاً بل يحدد عند رؤية الهلال. وهي غير ثابتة لنفس الشهر فقد يكون طول شهر ما 29 يوماً وفي سنة أخرى 30 يوماً. وهذا الشهر هو المستخدم في تقويمنا الهجري المعتاد. و كما هو معلوم فإن السنة القمرية الهجرية تحتوي على 12 شهراً قمرياً هجرياً وتساوي 354 يوماً أو 355 يوماً. انظر جدول 2.
جدول 2: أسماء الشهور القمرية الهجرية
تدور الأرض حول الشمس في مدة متوسطها 365.25 يوماً. ومدة الدوران هذه
تختلف حسب النقطة التي تقاس منها بداية الدورة. فمدة دوران الأرض حول الشمس
بالنسبة للنجوم تسمى السنة النجمية وتساوي: 365.2564 يوماً شمسياً = 365
يوماً و 6 ساعات و9 دقائق و10 ثواني = 366.2564 يوماً نجمياً. ومدة دورتها
بالنسبة لنقطة رأس الحمل تسمى السنة الفصلية وتساوي: 365.244 يوماً شمسياً =
365 يوماً و 5 ساعات و48 دقيقة و46 ثانية. ومدة دورتها بالنسبة لنقطة الحضيض
(وهي أقرب نقطة للشمس) تسمى السنة الحضيضية وتساوي 365.2596 يوماً شمسياً =
365 يوماً و 6 ساعات و 13 دقيقة و 53 ثانية ..... وهكذا.
جدول 5: الشهور الميلادية وعدد أيامها
جدول 6: الشهور الشمسية وبداياتها في التقويم الميلادي
جدول 7: الأسماء الدارجة لمنازل الشمس وبداياتها في التقويم الميلادي
جدول 8: مطابقة الفصول الأربعة مع الشهور الميلادية والشمسية
وهناك تقويم آخر يغلب استخدامه بين المزارعين وأهل البوادي والبحارة في
منطقة الجزيرة العربية والخليج العربي ويتكون من 12 فصلاً أو شهراً طبقاً
للاسم الدارج للنجم أو النجوم التي تنزل فيها الشمس، وتخلف أطوالها اختلافاً
بيناً جدول (7). بدأ هذا التقويم من تاريخ 1/1/45 قبل الميلاد. ويعتمد هذا التقويم على
دوران الأرض حول الشمس. والوحدات الزمنية في هذا التقويم هي اليوم الشمسي /
الشهر الميلادي / السنة الفصلية. بالرغم من ضآلة الفرق بين السنة الجوليانية والسنة الحقيقة إلا أن عملية
تراكم الخطأ مع مرور السنوات كانت واضحة ولا يمكن أن تتماشى مع الواقع.
والفعل في 5/10/1582 م أي بعد مرور حوالي 16 قرناً من بدء التاريخ الجولياني
لوحظ أنه تأخر عن التاريخ الحقيقي بمقدار 10 أيام، الأمر الذي أدى إلى لزوم
ضبطه حيث أضيف هذا الفرق ليصبح التاريخ الجديد مساوياً 15/10/1582 م، وهو
التاريخ المفترض أن يكون. ومثل التقويم الجولياني جعلت السنة الجريجورية 365
يوماً لثلاث سنوات متتالية (سنة بسيطة) بحيث تجمع الكسور في السنة الرابعة
لتصبح 366 يوماً (سنة كبيسة). ولكي لا نرجع إلى نفس مشكلة التأخر عن التاريخ
الحقيقي فقد اشترط للقرون (السنوات المئين) في هذا التقويم أن تقبل القسمة
على 400 بدلاً من 4 لتصبح سنة كبيسة. بهذه الطريقة أصبحت السنة في التقويم
الجريجوري 365.2425 يوماً مقابل 365.2422 يوماً في السنة الحقيقية أي بفرق
قدره 0.0003 يوماً أو يوم واحد كل 3333 سنة. وحدات الزمن المستخدمة في هذا التقويم هي اليوم الشمسي / الشهر القمري
الهجري / السنة القمرية الهجرية وبداية التقويم من تاريخ هجرة رسول الله صلى
الله عليه وسلم. يعتمد هذا التقويم أيضاً على حركة الأرض حول الشمس، وشهورها باثني عشر
تأخذ أسماءها حسب الكوكبة التي تقع فيها الشمس. واليوم الزائد في السنة
الكبيسة يضاف إلى الشهر الأخير وهو الحوت ليصبح 29 يوماً. وتكبس السنة في هذا
التقويم مثل ما تكبس في التقويم الجريجوري.
الأيام الجوليانية والأيام الهجرية طريقة لعد الأيام بدءاً من
تاريخ 1/1/4317 قبل الميلاد عند الظهر. يستخدم الرمز
JD للتاريخ الجولياني، ويستخدم
الرمز HD لعد الأيام بدءاً من
تاريخ الهجرة أو 15/7/622 م تأليف سيد وحيد الدين مغربي حسين بن علي الطرابلسي
|
مع تحيات موقع الأرقام