الباب الأوّل

العترة عند القرآن
إمامة العترة النبوية بنص القرآن

_________________________

الفصل الأوّل

الهداية التكوينية والتشريعية تستلزم
إمامة العترة النبوية (( عليهم السلام ))
بحث مفصل في

خمسة أصول
فيها أمور

_______________________


تمهيد :ضرورة التمسك بالقرآن والعترة النبوية ليتم غرض الوجود :
نحمد الله سبحانه وتعالى ؛ لأن شكر المنعم واجب عقلاً وشرعاً ، و هو سبحانه خالق الخلق أجمعين وهاديهم لما فيه تمام سعادتهم وكمالهم ؛ فأوجب لنفسه تعالى على جميع المخلوقات عبادة تكوينية .
وقد خص الله سبحانه وتعالى الإنسان خليفته في أرضه بعد أن سخر له الكون في خدمته ، وأعطاه العقل والشعور بهداية أُخرى تشريعية ؛ يصل بتطبيقها إلى على مراتب الوجود الإمكاني ، و بها يُفضل على كثير من المخلوقات وبعدم تطبيقاها يتنزل إلى اسفل السافلين .
و هذه الهداية التشريعية يتم معرفتها من اشرف خليقته في الوجود و أحسنهم ذاتاً وعلماً وعملاً ، اقصد خاتم الأنبياء وسيدهم نبينا محمد و من بعده آله الطيبين الطاهرين صلاة الله وسلامه عليهم أجمعين .


و إثبات هذا المطلب : أقصد إن أحكام الله وتعاليمه ـ التي توصل الإنسان لحقيقة العبودية لله تعالى و بتبعها يصل لسعادة الدنيا والآخرة ـ يجب أخذها من خاتم الأنبياء نبينا محمد ومن بعده يجب اخذ هذه التعاليم من آله الطيبين الطاهرين ، يكون إثباته بنص اعظم أمر معجز بالوجود الذي متفق على نصوصه وعدم إمكان تحريفه ألا وهو ( القرآن الكريم ) .
و ( القرآن الكريم والعترة الطاهرة ) يكون تلازمهم لهداية الناس الهداية التشريعية إلى قيام يوم الدين ، وهما الطاهران بتطهير الله والثقلان النفيسان اللذان خلفهما رسول الله في المؤمنين ، والذي يجب المحافظة عليهما والاعتزاز بوجودهما والتعبد بما يـبـيـنـان من تعاليم الله تعالى ، كما لا يمكن التفكيك بينه م أبداً .
وكل من ينحرف عن هذا ينحرف عن حقيقة عبودية رب العالمين ، و يكون من الضالين ويتنزل إلى اسفل مراتب الوجود ، ويكون في الدنيا والآخرة من الخاسرين لجميع نعم رب العالمين .
وهذا ما يتم إثباته في هذا الفصل وفق أصوله وأمور متفرعة على هذه الأصول الممهدة ، للوصول لليقين بهذا المطلب ولرسوخه في ذواتنا وصفاتنا وأعمالنا ، ولا نأخذ حكم من أحكام الله يخالف القرآن الكريم المبين بشرح العترة الطاهرة ، فبالله نستعين و نقول لبيان هذا المطلب العظيم :





الأصــل الأوّل

استلزام الخلق للهداية التكوينية والتشريعية
وفيه أمور

الأمر الأول : كل شيء خلقه الله حسن ومتقن :
الأمر الثاني : الوجود خلق بالحق وله أجل :
الأمر الثالث : ربنا يربي الموجودات ويدبر أمرها وهديها لتصل لكمالها المحدد بأجلها :
الأمر الرابع : الغرض من الوجود تسبيح الله تكويناً :
الأمر الخامس : يجب على الإنسان تسبيح وعبودية تشريعية إضافية :
الأمر السادس : يجب على الإنسان أن يقيم العبودية لله باختياره :
الأمر السابع : أكرم الله الإنسان وانعم عليه ليتمكن من غرضه التشريعي :
نتيجة الأصل الأول و محصله :



إلى الأعلى




الأمر الأول : كل شيء خلقه الله حسن ومتقن :
لقد أنعم الله على جميع خلقه بحُسن الخلقة و إتقانها ، وأنعم على خلقة نِعم لا تحصى ، وكل موجود يتنعم بوجوده ويفيد ويستفيد من غيره ليصل لكماله اللائق به وللغرض من وجوده وخلقته :
قال تعالى :
{{ وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَةَ اللّهِ لاَ تُحْصُوهَا إِنَّ اللّهَ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ }} النحل 18.
وقال سبحانه :
{{ الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ وَبَدَأَ خَلْقَ الْإِنسَانِ مِن طِينٍ }} السجدة 7 .
وقال عزّ وجلّ :
{{ وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ }} النمل 88 .



إلى الأعلى





الأمر الثاني : الوجود خلق بالحق وله أجل :
أن الله سبحانه وتعالى خلق الخلق بالحق وله غاية و أجل ولم يخلقه بالباطل وللهو أو للعبث تعالى عن ذلك علواً كبيرا :
قال سبحانه وتعالى :
{{ أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا فِي أَنفُسِهِمْ مَا خَلَقَ اللَّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ وَأَجَلٍ مُّسَمًّى وَإِنَّ كَثِيرًا مِّنَ النَّاسِ بِلِقَاء رَبِّهِمْ لَكَافِرُونَ }} الروم 8 .
وقال سبحانه :
{{ وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاء وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا بَاطِلًا ذَلِكَ ظَنُّ الَّذِينَ كَفَرُوا فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ كَفَرُوا مِنَ النَّارِ * أَمْ نَجْعَلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَالْمُفْسِدِينَ فِي الْأَرْضِ أَمْ نَجْعَلُ الْمُتَّقِينَ كَالْفُجَّارِ }} ص 27 ـ 28 .
وقال عزّ وجلّ :
{{ لِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ إِذَا جَاء أَجَلُهُمْ فَلاَ يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلاَ يَسْتَقْدِمُونَ }} يونس 49 .



إلى الأعلى




الأمر الثالث : ربنا يربي الموجودات ويدبر أمرها وهديها لتصل لكمالها بأجلها المحدد :
لما كان هذا الخلق خلق بالحق وليس بالباطل ؛ فلابد أن يدبره خالقه ويربيه ويهديه للغرض الذي خلق من أجله وفق ما يستحقه وجوده ، وحسب استعداده الذاتي أو بإضافة للاختياري ـ بالنسبة للإنسان والجن ـ :
وقال عزّ وجلّ :
{{ الَّذِي خَلَقَ فَسَوَّى * وَالَّذِي قَدَّرَ فَهَدَى }} الأعلى 2 ـ 3 .
قال تعالى :
{{ أَكَانَ لِلنَّاسِ عَجَبًا أَنْ أَوْحَيْنَا إِلَى رَجُلٍ مِّنْهُمْ أَنْ أَنذِرِ النَّاسَ وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُواْ أَنَّ لَهُمْ قَدَمَ صِدْقٍ عِندَ رَبِّهِمْ قَالَ الْكَافِرُونَ إِنَّ هَـذَا لَسَاحِرٌ مُّبِينٌ
إِنَّ رَبَّكُمُ اللّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُدَبِّرُ الأَمْرَ مَا مِن شَفِيعٍ إِلاَّ مِن بَعْدِ إِذْنِهِ ذَلِكُمُ اللّهُ رَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ أَفَلاَ تَذَكَّرُونَ
إِلَيْهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا وَعْدَ اللّهِ حَقًّا إِنَّهُ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ لِيَجْزِيَ الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ بِالْقِسْطِ وَالَّذِينَ كَفَرُواْ لَهُمْ شَرَابٌ مِّنْ حَمِيمٍ وَعَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُواْ يَكْفُرُونَ }}
يونس 2 ـ 4 .
وقال سبحانه :
{{ قَالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى }} طه 50.



إلى الأعلى




الأمر الرابع : الغرض من الوجود تسبيح الله تكويناً :
كل الوجود بجميع مخلوقاته وكل موجوداته تسبح لله في ذاتها ، سواء في ذلك الإنسان والحيوان والنيات والجماد و كل ما في السماوات والأرض :
قال تعالى :
{{ يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ }} التغابن 1.
وقال سبحانه :
{{ تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالأَرْضُ وَمَن فِيهِنَّ وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلاَّ يُسَبِّحُ بِحَمْدَهِ وَلَـكِن لاَّ تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا }} الإسراء 44.



إلى الأعلى





الأمر الخامس : يجب على الإنسان تسبيح وعبودية تشريعية إضافية :
فالإنسان بالإضافة للتسبيح و العبودية التكوينية لله خالق الكون يجب عليه عبودية وتسبيح آخر تشريعي يتعبد به لله تعالى ، وبه يتم غرض خلقته وبه تتم سعادته الدنيوية والأخروية باعتباره وجود عاقل له شعور به يتميز عن باقي الموجودات الكونية :
قال تعالى :
{{ سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى }} الأعلى 1.
وقال سبحانه :
{{ فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ }} الواقعة 96 .
وقال عز وجل :
{{ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ }} الذاريات 56.
وقال الله العلي :
{{ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ * الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الأَرْضَ فِرَاشاً وَالسَّمَاء بِنَاء وَأَنزَلَ مِنَ السَّمَاء مَاء فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقاً لَّكُمْ فَلاَ تَجْعَلُواْ لِلّهِ أَندَاداً وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ }} البقرة 21-25.
وقال الله العظيم :
{{ قُلْ مَا يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي لَوْلَا دُعَاؤُكُمْ فَقَدْ كَذَّبْتُمْ فَسَوْفَ يَكُونُ لِزَامًا }} الفرقان 77.



إلى الأعلى




الأمر السادس : يجب على الإنسان أن يقيم العبودية لله باختياره :
الإنسان وأن كان بوجوده التكويني يسبح لله تعالى بالعبودية التكوينية أراد أم أبا ، حسب ما عرفت لأنه بتكوينه موجود خاضع لله تعالى وعبد له ، وجميع زمامه بيد الله وليس له الخيرة من أمره تكويناً .
إ
لا أن الله أراد من الإنسان باختياره أن يقيم العبودية لله تعالى مختار من دون إكراه وإجبار ، بما مكنه الله و أعطاه من حيل وقوة ، والإنسان مع أنه غير مستقل في وجوده وجميع أفعاله التي يأتي بها ، إلا أن الله أعطى للإنسان قدرة على الاختيار في أن يأتي بالأفعال بإذنه ، والله يرشده للطريق الصحيح بتوسط الأنبياء وأوصيائهم وللإنسان أن يطيع فيسعد أو يعصي فيشقى :
قال تعالى :
{{ وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ فَمَن شَاء فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاء فَلْيَكْفُرْ إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا وَإِن يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاء كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءتْ مُرْتَفَقًا * إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلًا }} الكهف 29 ـ 30 .
وقال سبحانه :
{{ إِن تَكْفُرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنكُمْ وَلَا يَرْضَى لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ وَإِن تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ثُمَّ إِلَى رَبِّكُم مَّرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ }} الزمر 7.
وقال عزّ وجلّ :
{{ إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِن نُّطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَّبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا }} الإنسان 2 ـ 3 .
وقال الله العظيم :
{{ وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا * فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا * قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا * وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا }} الشمس 7-10.
وقال الله العلي :
{{ لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىَ لاَ انفِصَامَ لَهَا وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ }} البقرة 256.
والآيات الدالة على أن الله طلب من الإنسان عبودية تشريعية كما عرفت وبالاختيار كثيرة ، وما ذكرنا كافي لمن يؤمن بكتاب الله ويتدبر ما ذكرنا من آياته ، على أن تمام بحث الاختيار يبحث في مسألة العدل الإلهي ، ومن أراد المزيد فليراجع الكتب المختصة في بحث العدل الإلهي أو ما كتبناه في صحيفة العدل ، يجد إن شاء الله ما تطمئن له نفسه ويوقن به لبه .



إلى الأعلى




الأمر السابع : أكرم الله الإنسان وانعم عليه ليتمكن من غرضه التشريعي :
نعم الله على الإنسان لا تحصى من العقل والشعور وإمكان استخدام ما في السماء والأرض لمصالحه إلى استواء خلقه وجعله خليفة له في أرضه :
قال تعالى :
{{ وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً
يَوْمَ نَدْعُو كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ فَمَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَأُوْلَـئِكَ يَقْرَؤُونَ كِتَابَهُمْ وَلاَ يُظْلَمُونَ فَتِيلاً
وَمَن كَانَ فِي هَـذِهِ أَعْمَى فَهُوَ فِي الآخِرَةِ أَعْمَى وَأَضَلُّ سَبِيلاً }}
الإسراء 70 ـ 72 .
وقال سبحانه :
{{ وَآتَاكُم مِّن كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَتَ اللّهِ لاَ تُحْصُوهَا إِنَّ الإِنسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ }} ابراهيم 34 .
وإن الوجود و إن كان يسبح الله في وجوده ويدل على عظمته تعالى ، إلا أن له غرض ثانوي وهو أن يكون في خدمة الإنسان ومسخر له :
قال تعالى :
{{ وَسَخَّرَ لَكُم مَّا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مِّنْهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لَّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ }} الجاثية 13.



إلى الأعلى



نتيجة هذا الأصل و محصله :
غرض وجود الإنسان وغاية خلقته : هو أن يقيم العبودية التشريعية باختياره لله تعالى ، وبجميع ما أنزل سبحانه من التعاليم الحقيقية حتى يصل لكماله ويسعد في أخرته ودنياه ، ومن أبى عن العبودية التشريعية فقد عصى الله ويستحق عذابه ونكاله في الدنيا والآخرة .
ضع هذا في بالك وتدبره في وجدانك المؤمن بكلام الله تعالى وسلم به ، لنأتي على باقي الأصول حتى نصل للمطلوب في كيفية إمكان الوصول لتعاليم الله الحقيقية المذكورة في القرآن الكريم عن طريق نبينا محمد وآله الطيبين الطاهرين .

 



إلى الأعلى





المؤمن بالله ووجوب إقامة العبودية له تعالى
خادم علوم آل محمد عليهم السلام
الشيخ حسن جليل حردان الأنباري






إلى الأعلى