الأصل الثالث

الأمور التي تحرفه للإنسان عن الهداية التشريعية




تمهيد : أهم الأمور التي تحرف الإنسان عن الهداية التشريعية :
الأمر الأوّل : أهم الصفات الذاتية التي قد تحرف الإنسان عن الهداية التشريعية :
أولها : تعليمه الطريق الآخر للتدين :
ثانيها : خلق الإنسان ضعيف :
ثالثها : خلق الإنسان عجول هلوع :
رابعها : خلق الإنسان قتور منوع :
خامسها : الإنسان في بعض أحواله يؤس قنوط فرح فخور :
سادسها : والنعم قد تطغي الإنسان وتلهيه :
سابعها : بعض الصفات الأخرى التي تحرف الإنسان عن الهداية التشريعية :
نتيجة وجود الصفات الداخلية للإنسان التي تحرفه عن الهداية التشريعية :

الأمر الثاني : الأمور الخارجية التي تحرف الإنسان :
أولها : زينة الحياة الدنيا :
ثانيها : تزيين الشيطان ووسوسته :
ثالثها : الكفار و المشركين و الـمـنـافـقــــين :
رابعها : الاختبار والامتحان والابتلاء الإلهي للمؤمنين :

نتيجة الأصل الثالث ومحصله :



إلى الأعلى



تمهيد : أهم الأمور التي تحرف الإنسان عن الهداية التشريعية :
بعد أن عرفنا في الأصل السابق أهم الأمر التي تساعد الإنسان للوصول للهداية التشريعية ، هنا في هذا الأصل نذكر أهم الأمور التي تحرف الإنسان عن الهداية التشريعية ، وأهمها الموجودة في نفس الإنسان كشهواته واتباع هواه ، أو في الأفاق الكونية والمتمثلة بالحياة الدنيا وزينتها التي تشغل الإنسان عن ذكر الله ، والعامل الثالث والذي له دور مهم الحسود الأول للإنسان الشيطان الرجيم .
وهذه الثلاثة المشؤومة : هوى النفس وزينة الحياة الدنيا والشيطان الرجيم ؛ قد تجتمع لحرف الإنسان عن إقامة العبودية الحقيقية والمطلوبة لله تعالى بأنواع مختلفة من الانحرافات ، وحينئذٍ لم تكن عبادة المتدينين فضلاً عن غيرهم حسب ما أراد الله تعالى ، ولم تكن موافقة لما أمر بها من تعاليم وأحكام .
ولذا نذكر في هذا الأصل أهم الأمور التي تسبب انحراف الإنسان عن إتباع الحق بنوع من التفصيل بعد أن عرفت شيء من إجمالها ؛ هذا .
وهذا الأصل طرحه هنا بأموره من البحث المهم ؛ لآن بعض من يدعي انه مسلم ويقيم أنواع التكاليف الدينية بعنوان أنها مطلوبة لله تعالى ، ولكنها في الحقيقة غالبها قد يكون من البدع أو أنها محرفة ولم تصله حسب ما أنزلها الله على نبيه الأكرم محمد صلى الله عليه وآله وسلم ، حيث إنه قد غيرت بسبب تحريفها عما أمر الله بها من قبل علماء السوء ووعاظ السلاطين والمنافقين والكفار وأئمة الجور ، وبسبب إضلال الشيطان وإتباع هوى النفس وغرورها وما يتبعها من حب الجدل وزينة الحياة الدنيا وغيرها من الأمور التي سنبينها في هذا الأصل .
وقد جعلنا هذه الأمور : حسب أهم أنواعها النفسية مجتمعة ، ثم الآفاقية الخارجة عن ذات الإنسان ، مستدلين عليها بآيات من القرآن الكريم ، و بعد أن تعرفها إن شاء الله يتضح لك انه يجب وجود من يحافظ على تعاليم الله بعد النبي الأكرم ، و يجب أن يكون قد عين وبين للناس بنص القرآن وكلام خاتم النبيين الأكرم للحفاظ على تعاليم الله من يد التحريف .
ويجب على الناس الرجوع إليه لأخذ تعاليمهم منه كرجوعهم للنبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم في وجوب أخذ تعاليمهم منه في حياته ، وهؤلاء المحافظين على الدين بعد النبي الأكرم وأن لم يكونوا أنبياء إلا أنهم أوصياء أنبياء كما سيتضح لك في الأدلة التي ستطلع عليها في الكتاب .
وأذكر لحضرتكم هنا أهم الأمور التي تؤدي لانحراف الإنسان عن الصراط المستقيم أو تجعله يتبع من يحرّف تعاليم الله تعالى أو من يقول في بيانها وتفسيرها بغير علم . وهي :



إلى الأعلى



الأمر الأوّل : أهم الصفات الذاتية التي قد تحرف الإنسان عن الهداية التشريعية :
كما أن الإنسان في فطرته جبل على حب البحث عن الإله وحب التوجه إليه في مهامه الصعبة ليصل لمعرفته الله ، وتكون دليله على الله و بسببها يتوصل لحقيقة عبوديته تعالى ومن ثم ليصل لما يسعده .
فإن هناك أمور أخرى أوجدت في طبيعة الإنسان مقابلة للفطرة المتوجه لله و للإخلاص له تعالى أو الباحثة عنه ، قد تؤدي إلى انحرافه عن الحق والسراط المستقيم إذا لم يوجها الإنسان التوجيه الصحيح بعقله ووجدانه .
وإن وجود هذه الأمور ضروري للحياة الدنيوية ليتمكن من العيش فيها بالعدل والإنصاف ، ولكن قد يستخدمها في الأمور الغير مشروعة مع ما يحكم ببطلانه العقل المنصف والوجدان الحي المودعة في فطرة الإنسان المؤمن بالله تعالى ، وإن وجودها في الإنسان في الحقيقة ضروري لحياته لأنها بها تتم المنافسة والمسابقة لفعل لخيرات وللحصول على الثواب والعقاب ويكون مورد للاختبار الإلهي ، فإن أستخدمها بحق فاز ونجى ، وإن غفل عن الحق والإنصاف تكون سبب لانحرافه .
فهنا نذكر عدة أمور موجودة في الإنسان جبل عليها في خلقته لتساعده للسير بالحياة الدنيا قد تحرفه عن السراط المستقيم ، ولا يعبد الله تعالى ولا يهتم بتعاليمه وقد يسعى لمنع تطبيقها أو تحريفها ، نذكرها في نقاط أهمها هي :



إلى الأعلى




أولها : تعليمه الطريق الآخر للتدين :
قال تعالى : {{ وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ }} البلد 10.
وقال سبحانه :
{{ فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا
قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا * وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا }}
الشمس 8 ـ 10 .
فأن تعليم الإنسان طريق الخير والشر والحق والباطل ليجتنب الإنسان طريق الباطل ويتبع الحق بما لديه من عقل يميز به الخبيث من الطيب ، وهذا كما يدل على أتباع الهدى ، قد يكون سبب لإتباع الباطل من غير المبالين لعظمة ربهم وكبريائه ، و وضع الإنسان بين طريقين و صراطين ليختار المستقيم منهما لكي يستحق التقدير والثواب من الله بإتباعه الحق وتجنبه الباطل ، ولكي لا يكون مجبور على فعل واحد وعندها لا يستحق تحسين بفعله ولا يكون معنى لتكليفه وهو مجبور على فعله ، ويكون حينئذ أما كالملائكة في الطاعة و لا يصدق على أفعالها أنها تستحق الثواب ولا العقاب ، أو خلق آخر لا أعرف له مصداق .



إلى الأعلى



ثانيها : خلق الإنسان ضعيف :
قال تعالى : {{ وَخُلِقَ الإِنسَانُ ضَعِيفًا }} النساء 28 .
وقال سبحانه :
{{ لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي كَبَدٍ }} البلد 4 .
فإن ضعف الإنسان كما يمكن أن يدله على الله ويجعله يلتجئ إليه ويقيم له العبودية والبحث عن تعاليمه الحقيقية ويستعين بالله لحل مشاكله ، قد يكون ضعف الإنسان ومكابدة الشدائد سبب لانحرافه ولجوئه للأسباب الطبيعية أو لإنسان قوي قد يستغله ويكون عبد له في أفكاره وتصرفاته ، وبهذا السبب عبدت الأصنام أو خُضع للاستعمار والمستغلين وما شابههم من الحكام .



إلى الأعلى



ثالثها : خلق الإنسان عجول هلوع :
قال تعالى : {{ وَيَدْعُ الإِنسَانُ بِالشَّرِّ دُعَاءهُ بِالْخَيْرِ وَكَانَ الإِنسَانُ عَجُولاً }} الإسراء 11.
وقال سبحانه :
{{ إِنَّ الْإِنسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا }} المعارج 19 .
وعجلة الإنسان كما أنها قد تؤدي به لاستباق الخيرات واستعجال إتيانها والبحث عن الثواب الأخروي والباقيات الصالحات التي عند الله تعالى ، لكنها قد تؤدي به هذه العجلة لاستعجال طيبات الدنيا والركون أليها والانكباب عليها ونسيان خالقه و نفسه وعاقبتها ، وهكذا الهلع والخوف من المستقبل وعند الهرم وسوء الظن يؤدي لشدة الحرص أو لحب زينة الدنيا وجمعها ، وهذه أمور شديدة لاختبار الإنسان و البيان صدقه في عبوديته لله تعالى قد كانت سبب شديد لانحراف ناس كثيرين عن الدين .



إلى الأعلى





رابعها : خلق الإنسان قتور منوع :
قال تعالى : {{ قُل لَّوْ أَنتُمْ تَمْلِكُونَ خَزَآئِنَ رَحْمَةِ رَبِّي إِذًا لَّأَمْسَكْتُمْ خَشْيَةَ الإِنفَاقِ وَكَانَ الإنسَانُ قَتُورًا }} الإسراء 100 .
وقال سبحانه :
{{ إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا * وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا }} المعارج 20ـ21 .
وهذه أيضاً من الأمور التي تحرف الإنسان عن الهداية التشريعية .



إلى الأعلى





وخامسها : الإنسان في بعض أحواله يؤس قنوط فرح فخور :
قال تعالى : {{ لَا يَسْأَمُ الْإِنسَانُ مِن دُعَاء الْخَيْرِ وَإِن مَّسَّهُ الشَّرُّ فَيَؤُوسٌ قَنُوطٌ }} فصلت 49 .
وقال سبحانه :
{{ وَلَئِنْ أَذَقْنَا الإِنْسَانَ مِنَّا رَحْمَةً ثُمَّ نَزَعْنَاهَا مِنْهُ إِنَّهُ لَيَئُوسٌ كَفُورٌ
وَلَئِنْ أَذَقْنَاهُ نَعْمَاء بَعْدَ ضَرَّاء مَسَّتْهُ لَيَقُولَنَّ ذَهَبَ السَّيِّئَاتُ عَنِّي إِنَّهُ لَفَرِحٌ فَخُورٌ }}
هود 9 ـ 10 .
وهذه أربعة أخرى من الأمور التي قد تحرف الإنسان .



إلى الأعلى





سادسها : والنعم قد تطغي الإنسان وتلهيه :
قال تعالى : {{ كَلَّا إِنَّ الْإِنسَانَ لَيَطْغَى * أَن رَّآهُ اسْتَغْنَى }} العلق 7-8 .
وقال سبحانه :
{{ وَلَئِنْ أَذَقْنَاهُ رَحْمَةً مِّنَّا مِن بَعْدِ ضَرَّاء مَسَّتْهُ لَيَقُولَنَّ هَذَا لِي وَمَا أَظُنُّ السَّاعَةَ قَائِمَةً وَلَئِن رُّجِعْتُ إِلَى رَبِّي إِنَّ لِي عِندَهُ لَلْحُسْنَى فَلَنُنَبِّئَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِمَا عَمِلُوا وَلَنُذِيقَنَّهُم مِّنْ عَذَابٍ غَلِيظٍ
وَإِذَا أَنْعَمْنَا عَلَى الْإِنسَانِ أَعْرَضَ وَنَأى بِجَانِبِهِ وَإِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ فَذُو دُعَاء عَرِيضٍ }}
فصلت 50 ـ 51 .
وهذه أيضا من الأمور التي تحرف الإنسان عن الأمور الهداية التشريعية الحقيقة .



إلى الأعلى




سابعها : بعض الصفات الأخرى التي تحرف الإنسان عن الهداية التشريعية :
وقال الله العظيم : {{ إِنَّ الْإِنسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ * وَإِنَّهُ عَلَى ذَلِكَ لَشَهِيدٌ * وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ }} العاديات 7-8 .
وقال عزّ وجلّ :
{{ خَلَقَ الإِنسَانَ مِن نُّطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُّبِينٌ }} النحل 4 .
وقال تعالى :
{{ وَلَقَدْ صَرَّفْنَا فِي هَذَا الْقُرْآنِ لِلنَّاسِ مِن كُلِّ مَثَلٍ وَكَانَ الْإِنسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلًا }} الكهف 54 .
وقال عزّ وجلّ :
{{ إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا }} الأحزاب 72 .
قال سبحانه :
{{ وَآتَاكُم مِّن كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَتَ اللّهِ لاَ تُحْصُوهَا إِنَّ الإِنسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ }} إبراهيم 34 .
هذه بعض الأمور التي تحرف الإنسان فهو لربه كنود ـ لوام له يذكر المصيبات وينس النعم ـ محب للخير ، ثم مخاصم ومجادل ظالم نفسه وجهول ثم كفار ، وهذه صفات وغيرها الكثير مجبولة في طبيعة الإنسان بالحسد والبخل والعجب وما شابهها يجدها المتتبع .



إلى الأعلى





نتيجة وجود الصفات الداخلية للإنسان التي تحرفه عن الهداية التشريعية :
إن الإنسان وأن كان يرتع في نعم الله سبحانه وتعالى وبسببها قد يتوجه لشكره وعبوديته ، إلا أنه قد ينحرف بسبب أمور موجودة في ذاته خلقت معه في جبلته وذاته ، وبسببها قد يبطر ويطغى إذا لم يحكم عقله ووجدانه بالشكل الصحيح الموافق لفطرته ، فيقوم يجادل ويخاصم لأهواء نفسه ومصالح دنياه فيقتر ويقنط وييئس ويستعجل متع الدنيا ويحرص عليها كأنها خالدة وينسى حقوق الناس وحقوق ربه فلا يؤديها ، بل إذا وقفت أمام طموحه يمنع تطبيقها أو يحرفها لمصالحه .
وفي علم الأخلاق : بحث في جانبي الإنسان من الفضائل والرذائل ومواصفاتها ، من التي قد تحرف الإنسان مواصفات الكذب والغية وأشدها الحسد والعجب والكبرياء وحب النفس وحب الرئاسة و استخدام الخداع والغش والتضليل وغيرها من الأمور لتنفيذ مأربه ، و التي تحرف الإنسان عن اتباع الحق و عن السير الصحيح في الأمور التشريعية .
و لهذه الصفات النفسية التي ذكرنها وغيرها والتي يجمعها هوا النفس والعمل وفقه حتى يكون إله يعبد :
قال تعالى :
{{ وَإِنَّ كَثِيرًا لَّيُضِلُّونَ بِأَهْوَائِهِم بِغَيْرِ عِلْمٍ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِالْمُعْتَدِينَ }} الانعام 119 .
وقال سبحانه وتعالى :
{{ أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ أَفَأَنتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلًا }} الفرقان43 .
و لهذه الأمور وغيرها ـ والتي ستطلع عليها ـ : قلنا أنه المسلمون يحتاجون لإمام مرشد للحق بعد النبي يبين لهم تعاليم الله تعالى ؛ لكي لا ينحرف الناس بإتباع كل من ينعق بأمور الدين وتسول له نفسه أن يجتهد في علومه برأيه ، وإن على الله تعالى بلطفه ولكي لا يفوت غرض الخلقة في إقامة العبودية الحقيقية له أن يبين أوصياء نبيه في كتابه القرآن الكريم وعلى لسان نبيه العظيم كما سيأتي إنشاء الله بيانه .





إلى الأعلى




الأمر الثاني : الأمور الخارجية التي تحرف الإنسان :

قد أشرنا في الأمر السابق للأمور الداخلية في طبيعة الإنسان وجبلته و التي وجدت في داخل نفسه والتي تسبب انحرافه عن الهداية التشريعية الحقيقية والسراط المستقيم ، وفي هذا الأمر نشير لأهم الأمور الخارجية عن نفس الإنسان و طبيعته ، وإن كانت هي من المؤثرات القوية على صفات الإنسان الداخلية وهي الداعية لانحرافه عن الهداية التشريعية ، وهي كثيرة نذكر لكم أهمها فتدبر فيها ، وتبين كيف تسبب انحراف الإنسان عن الهداية التشريعية الحقيقية أو عدم قبولها أصلا وهي في نقاط :



إلى الأعلى





أولها : زينة الحياة الدنيا :
الدنيا وما فيها من الزخارف الجميلة والزينة العجيبة ، وهي المرتبطة ارتباط وثيق بحب النفس وهواها وشهواتها ، وهي التي لها أكبر الأثر في الانحراف عن الصراط المستقيم والهداية التشريعية الحقيقية .
قال تعالى :
{{ زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاء وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللّهُ عِندَهُ حُسْنُ الْمَآبِ }} آل عمران 14 .
وقال سبحانه :
{{ اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَكُونُ حُطَامًا وَفِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٌ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ }} الحديد 20 .
ولذا قال عزّ وجلّ :
{{ كَلَّا بَل لَّا تُكْرِمُونَ الْيَتِيمَ * وَلَا تَحَاضُّونَ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ
وَتَأْكُلُونَ التُّرَاثَ أَكْلًا لَّمًّا * وَتُحِبُّونَ الْمَالَ حُبًّا جَمًّا }}
الفجر 19-20 .
وهذه الدنيا إذا لم تستخدم في طريق الحق تكون أكبر سبب للاستغلال والظلم والاستعمار وقواه وعملائه ، وما سببوه للانحراف عن الهداية التشريعية وجعل الناس يتكالبون على حطام الدنيا دون التفات للآخرة وما أراد الله لهم من حقيقة العبودية ، وبدل الفخر بالتقوى يفخر بالأمور التي عرفت قسم منها أعلاه .



إلى الأعلى





ثانيها : تزيين الشيطان ووسوسته :
قال تعالى : {{ قَالَ رَبِّ بِمَآ أَغْوَيْتَنِي لأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الأَرْضِ وَلأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ * إِلاَّ عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ }} الحجر 39 -40 .
وقال سبحانه :
{{ وَمِنَ النَّاسِ مَن يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّبِعُ كُلَّ شَيْطَانٍ مَّرِيدٍ
كُتِبَ عَلَيْهِ أَنَّهُ مَن تَوَلَّاهُ فَأَنَّهُ يُضِلُّهُ وَيَهْدِيهِ إِلَى عَذَابِ السَّعِيرِ }}
الحج 3 ـ 4.
وقال عزّ وجلّ :
{{ يَا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُواْ مِمَّا فِي الأَرْضِ حَلاَلاً طَيِّباً وَلاَ تَتَّبِعُواْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ
إِنَّمَا يَأْمُرُكُمْ بِالسُّوءِ وَالْفَحْشَاء وَأَن تَقُولُواْ عَلَى اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ }}
البقرة 168 ـ 169 .
قال الله تعالى :
{{ الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُم بِالْفَحْشَاء وَاللّهُ يَعِدُكُم مَّغْفِرَةً مِّنْهُ وَفَضْلاً وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ }} البقرة 267 .
وقال سبحانه :
{{ وَلَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ فَاتَّبَعُوهُ إِلَّا فَرِيقًا مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ
وَمَا كَانَ لَهُ عَلَيْهِم مِّن سُلْطَانٍ إِلَّا لِنَعْلَمَ مَن يُؤْمِنُ بِالْآخِرَةِ مِمَّنْ هُوَ مِنْهَا فِي شَكٍّ وَرَبُّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَفِيظٌ }}
سبأ 20 ـ 21 .
وسوست الشيطان وتزيينه لحب الدنيا شهواتها والمعاصي للإنسان حتى يرتكبها مما لا ينكر حيث يشعر بها كل إنسان عندما تهجم عليه أفكار شيطانية خبيثة لا يرضى بها وجدانه وضميره ، ولكن من تمكن عليه إبليس وجنوده تراه يتعود على الباطل يقول غير الحق ولا تهمه لا حقوق الناس ولا حق الله ولا تبقى عنده قيمة للأحكام الشرعية وتعاليم الله تعالى ، قد بين الله سبب تمكين الشيطان من الوسوسة على الناس هو للاختبار والامتحان وليبين الصادق في أيمانه من المزلزل وسيأتي بحث الاختبار الإلهي.
وتزيين الشيطان لحب الحياة الدنيا أشده فتنه في علماء السوء حيث يفتون الناس حسب مصالحهم وشهواتهم ويلبسوها لباس الدين ويحرفون الكلم عن مواضعه .
ولله العليم الذي خلق كل شيء ويريد الهداية الحقيقية للناس ، إذا كان يريد حقيقة أن يعبد وفق التعاليم التي أنزلها على نبيه من غير تحريف عليه بلطفه وحكمته أن يبين لهم المخلصين من عباده ، الذين لا يكذبون عليه ويبينون حقيقة ما أمر به تعالى ، لكي لا يفوت غرض وجود الإنسان الذي خلقه ليعبده ، وليقيم بهم على الإنسان الحجة البالغة ، وقد فعل سبحانه في بيان وجود المحافظين على تعاليمه بعد نبيه الكريم ، وهذا ما سنبينه في الأصول الآتية فأنتظر .



إلى الأعلى





ثالثها : الكفار و المشركين و الـمـنـافـقــــين :
و من لأمور التي تحرف الناس عن الهداية التشريعية وجود المنحرفين عنها والذين لم يؤمنوا بها أومن المظهرين للإيمان وهم كمنافقين ، وهؤلاء لهم اليد الطويلة في تحريف التشريع الإلهي وحرف الناس عن الحق وتزيين الباطل لهم بكل وسيلة ممكنة .
وآيات القرآن في هذا المطلب كثيرة جدا والله العليم لابد أن يحافظ على دينه من هؤلاء وأمثالهم الذين عرفتهم في الأمور السابقة ، ولا أطيل عليك فإن آيات القرآن تكفيك لتوضيح المراد من لأبدية و وجوب المحافظين على التعاليم الإلهية من تحريف هؤلاء .
وقال سبحانه :
{{ وَدَّ كَثِيرٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُم مِّن بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّاراً حَسَدًا مِّنْ عِندِ أَنفُسِهِم مِّن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ فَاعْفُواْ وَاصْفَحُواْ حَتَّى يَأْتِيَ اللّهُ بِأَمْرِهِ إِنَّ اللّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ }} البقرة 109 .
وقال عزّ وجلّ :
{{ وَمِنَ النَّاسِ مَن يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةَ ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ }} الحج 11.
وقال الله العظيم :
{{ وَمِمَّنْ حَوْلَكُم مِّنَ الأَعْرَابِ مُنَافِقُونَ وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مَرَدُواْ عَلَى النِّفَاقِ لاَ تَعْلَمُهُمْ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ سَنُعَذِّبُهُم مَّرَّتَيْنِ ثُمَّ يُرَدُّونَ إِلَى عَذَابٍ عَظِيمٍ }} التوبة 101 .
وقال الله العلي :
{{ إِذَا جَاءكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ
اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّهُمْ سَاء مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ
ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا فَطُبِعَ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لَا يَفْقَهُونَ
وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ وَإِن يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُّسَنَّدَةٌ يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ }}
المنافقون 1-2 .
وقال الله المتكبر :
{{ وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ }} لقمان 6 .

و المتتبع في القرآن و المحاجات التي فيه وذكره لشبهات الكفار و أفعالهم من المناقشة والجدل يجدها كثيرة جداً ، ويذعن أنه يحتاج للوقوف أمام هؤلاء وخططهم الشيطانية ومقاومتها لنبي أو وصي نبي مؤيد من قبل الله يعصم تعاليمه ودينه من هؤلاء وأشباههم ، ويجب بلطفه أن يبينه للناس حتى لا يشتبهون في الحق ويتبعون المبطلين .



إلى الأعلى





رابعها : الاختبار والامتحان والابتلاء الإلهي للمؤمنين :
لما كان الله تعالى يريد الإخلاص في العبادة له ولا يرضى بالشرك ، ولا حتى بالشرك الخفي ، ولا بالتبعيض في اتباع أوامره ، ويريد سبحانه أن يطبق تشريعه وفق ما يريد ومن حيث يأمر ، وبأتباع من نصبه معلم لدينه وشارح لأحكامه من الذين نزههم من الكذب والنفاق والغش والخداع وجميع الأمور الخبيثة التي مر عليك قسم منها.
ولذا قامة سنة الله تعالى في عباده على الاختبار و الامتحان و الغربلة والتصفية والابتلاء حتى يبقى المخلصون منهم وقد بين الله تعالى هذا في كثير من المواضع في القرآن الكريم واليك قسم منها .
قال تعالى :
{{ أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ
وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ }}
العنكبوت 2 ـ 3 .
وقال سبحانه :
{{ مَّا كَانَ اللّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَآ أَنتُمْ عَلَيْهِ حَتَّىَ يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ وَلَكِنَّ اللّهَ يَجْتَبِي مِن رُّسُلِهِ مَن يَشَاء فَآمِنُواْ بِاللّهِ وَرُسُلِهِ وَإِن تُؤْ مِنُواْ وَتَتَّقُواْ فَلَكُمْ أَجْرٌ عَظِيمٌ }} آل عمران 179 .
وقال عزّ وجلّ :
{{ وَلِيُمَحِّصَ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ وَيَمْحَقَ الْكَافِرِينَ
أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللّهُ الَّذِينَ جَاهَدُواْ مِنكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ
وَلَقَدْ كُنتُمْ تَمَنَّوْنَ الْمَوْتَ مِن قَبْلِ أَن تَلْقَوْهُ فَقَدْ رَأَيْتُمُوهُ وَأَنتُمْ تَنظُرُونَ
وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَن يَنقَلِبْ عَلَىَ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللّهُ الشَّاكِرِينَ }}
آل عمران 141-144 .
وقال الله العظيم :
{{ وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ
إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّهِ وَشَاقُّوا الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الهُدَى لَن يَضُرُّوا اللَّهَ شَيْئًا وَسَيُحْبِطُ أَعْمَالَهُمْ
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَلَا تُبْطِلُوا أَعْمَالَكُمْ }}
محمد صلى الله عليه وآله وسلم 31 ـ 33 .



إلى الأعلى





نتيجة الأصل الثالث ومحصله :
لا أعتقد قد خفيت عليك نتيجة هذا الأصل وما كان المراد من ذكر الآيات التي زينته .
نعم كان المراد من الأصل الأول : وجوب طاعة الله وإقامة العبودية له وفق تعاليمه التي أنزلها على خاتم رسله محمد صلى الله عليه وآله وسلم في حياته وبعد مماته .
وعرفت في الأصل الثاني : الأمور التي تدل الإنسان على الوصول لمعرفته وتساعده لطلب تعاليمه الحقيقية والبحث عنها في كل زمان من مصدرها الحقيقي .
وعرفت في هذا الأصل الثالث : الأمور التي قد تؤدي لحرف الإنسان عن صراط الفطرة والهداية السليمة ، وتزله عن التعاليم النازلة من الله على خاتم رسله ويتبع من اتبع هواه وغرته الدنيا وزين له الشيطان عمله ، فيتصدى لتعليم تعليم الله وفق هواه طالب بذلك حطام الدنيا ورضا حكام السوء أو هو من الحكام السوء ، ويحرف تعاليم الله حسب هواه وما ينفعه في أغراضه الدنيوية .
وبعد الذي عرفت : إذا كان هناك احتمال بسيط من تسلط منافق أو طالب دنيا أو متبع هوى على رقاب المؤمنين ويحكمهم أو يفتيهم ويعلمهم فضلاً من أن يكون احتمال قوي جداً كما أشرنا للآيات الكثيرة في هذا الأصل .
تعرف أنه يحتاج احتياج ضروري لمحافظ للدين بعد النبي الأكرم يرجع إليه الناس لأخذ التعاليم الحقيقية منه ، وإن على الله لكي لا يفوت غرض الخلق وبعث الأنبياء أن يعرفه المحافظ على تعاليمه بعد النبي للناس بنص القرآن وسنة نبيه الأكرم ؛ لكي لا ينحرف الناس و يتبعون كل من يدعي الوصاية على الدين والخلافة على المسلمين من غير دليل ، ومن ثم يشرح الدين ويشرع وفق فهمه وإن كان قاصر ويلتف حوله المنافقين وطلاب الدنيا يزينون له أفعاله .
وأن كان حان ذكر الدليل القرآني لبيان من نصبه الله بعد نبيه كخليفة ووصي شرعي مأمور لبيان تعاليمه الحقيقية .
ولكن يا أخي تريث حتى أذكر لك حال الناس من الناحية التشريعية وتعاملهم معها ، وبالخصوص مع الأنبياء و في زمان نبينا الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم و أوضاعهم التي تؤكد الاحتياج الجدي لوجود خليفة حقيقي منزه من قبل الله تعالى يقود الناس لتعاليمه الحقيقة لكي لا يشتبه على الناس أمر دينهم ومراد ربهم ، واليك الأصل الرابع لبيان هذا المطلب ، ثم نسوق الدليل بل الأدلة الدالة على وجود وصي وخليفة للنبي بعد وفاته منصوب من قبل الله قد بينه بنص القرآن و كلام النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم فانتظر .



إلى الأعلى






نسأل الله الهداية لصراطه المستقيم لنا ولكم
خادم علوم آل محمد عليهم السلام
الشيخ حسن جليل حردان الأنباري






إلى الأعلى