الأصل الرابع

أحوال المسلمين في زمن النبي
وضرورة وجود الوصي والخليفة بالحق بعده


تمهيد : ضرورة وجود الإمام الحق بعد النبي الأكرم :
الأمر الأوّل : أحوال الناس مع النبي وبعد وفاته :
الأمر الثاني : طوائف الناس مع القرآن :
الأمر الثالث : أنواع أئمة الناس وقادتهم :
الأمر الرابع : إن الله طلب الهداية ولا يرضى لعباده الضلال والكفر :
الأمر الخامس : من القرآن الكريم والرسول العظيم نعرف أئمة الحق أوصياء النبي :
أولاً : الله هو الذي يختار وصي النبي الأكرم ويبينه في القرآن :
ثانياً : يجب الرجوع للنبي الأكرم في معرفة وصيه وخليفته :
نتيجة الأصل الرابع وحاصل بحثه :


إلى الأعلى



تمهيد : ضرورة وجود الإمام الحق بعد النبي الأكرم :
عرفنا في الأصول السابقة غرض الخلقة وبالخصوص الإنسان وأنه يجب عليه أن يقيم العبودية الحقيقة لله من غير تحريف ومختاراً غير مكرهاً ، آتياً بكل ما أراد الله منه ورافضا لما نهاه عنه وفق القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة ، وإن تمكين الله تعالى المؤمنين من تعاليمه هي ( الهداية التشريعية ) للإنسان وهي غرض الهداية التكوينية ومعناها الحقيقي .
وعرفنا الأمور : التي تدل وتساعد الإنسان للوصول لها والأمور التي تحرفه عنها .
وفي هذا الأصل : نذكر لكم أهم الأمور العامة التشريعية من ناحية أوضاع الناس مع أنبيائهم بصورة عامة ، وبالخصوص حال الناس والمسلمين مع نبينا الأكرم ، و كيفية تعاملهم مع الكتب السماوية في التفسير والتبيين وحال المسلمين مع القرآن الكريم ، و أنواع الأئمة الذين يتصدون لقيادة الناس .
وبهذا الأصل : إن شاء الله تتأكد لك الأمور التي تجعلك تتيقن :
أ
ن الله تعالى إذا كان يريد من الإنسان أن تقام حقيقة العبودية له وأن تطاع أوامره من غير تحريف ، وكما أنزلها على نبييه الأكرم محمد صلى الله عليه وآله وسلم وكذلك بعد وفاته .
لابد أن ينصب بعد خاتم الأنبياء وصي له منزه ومعصوم ، حتى يمكن للناس أن تعتمد عليه في اخذ تعاليم دينهم منه من دون شك وريبة وشبهة ، كما يجب عليه بلطفه أن يبينه للمسلين بنص القرآن وبلسان نبيه حتى لا يبقى شك وريبة فيه لأحد ، وحتى لا يختلف المسلمون في الإمام الحق بعد النبي ، وهذا الإمام الحق بعد النبي هو الذي يبين القرآن وأحكامه وتعاليمه ويرجع له الناس حين اختلافهم ، بل للوصي ولإمام بعد النبي قيادتهم والولاية عليهم وهو خليفة رسول الله بالحق ، فيكون هو عدل القرآن ولسانه الناطق بالحق .
وهذا ما سنثبته بالدليل المحكم والرهان الجلي ، بعد بيان هذا الأصل الذي جعلنا بيان مطالبه في أمور وهي :


إلى الأعلى





الأمر الأوّل : أحوال الناس مع النبي وبعد وفاته :
في آيات القرآن للمتدبر بها ما يغني عن الشرح والبيان في وجود عدد كبير من المتربصين بالإسلام ، وينتظرون به الدوائر بعد وفات النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، وكثير من يداهنهم ويصادقهم ، فلذا يحتاج بعد النبي من يعصم المسلمين منهم ومن مكائدهم ، أقرأ الآيات الآتية تعرف أن الحق في ما ذكرنا :
قال تعالى :
{{ فَذَكِّرْ فَمَا أَنتَ بِنِعْمَتِ رَبِّكَ بِكَاهِنٍ وَلَا مَجْنُونٍ * أَمْ يَقُولُونَ شَاعِرٌ نَّتَرَبَّصُ بِهِ رَيْبَ الْمَنُونِ * قُلْ تَرَبَّصُوا فَإِنِّي مَعَكُم مِّنَ الْمُتَرَبِّصِينَ }} الطور 29-30 .
وقال سبحانه :
{{ الأَعْرَابُ أَشَدُّ كُفْرًا وَنِفَاقًا وَأَجْدَرُ أَلاَّ يَعْلَمُواْ حُدُودَ مَا أَنزَلَ اللّهُ عَلَى رَسُولِهِ وَاللّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ * وَمِنَ الأَعْرَابِ مَن يَتَّخِذُ مَا يُنفِقُ مَغْرَمًا وَيَتَرَبَّصُ بِكُمُ الدَّوَائِرَ عَلَيْهِمْ دَآئِرَةُ السَّوْءِ وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ }} التوبة 97 .
وقال عزّ وجلّ :
{{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ بِطَانَةً مِّن دُونِكُمْ لاَ يَأْلُونَكُمْ خَبَالاً وَدُّواْ مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاء مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الآيَاتِ إِن كُنتُمْ تَعْقِلُون َ
هَاأَنتُمْ أُوْلاء تُحِبُّونَهُمْ وَلاَ يُحِبُّونَكُمْ وَتُؤْمِنُونَ بِالْكِتَابِ كُلِّهِ وَإِذَا لَقُوكُمْ قَالُواْ آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْاْ عَضُّواْ عَلَيْكُمُ الأَنَامِلَ مِنَ الْغَيْظِ قُلْ مُوتُواْ بِغَيْظِكُمْ إِنَّ اللّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ
إِن تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِن تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُواْ بِهَا وَإِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ لاَ يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا إِنَّ اللّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ }}
آل عمران 118-120 .
وقال الله العظيم :
{{ وَدَّ كَثِيرٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُم مِّن بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّاراً حَسَدًا مِّنْ عِندِ أَنفُسِهِم مِّن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ فَاعْفُواْ وَاصْفَحُواْ حَتَّى يَأْتِيَ اللّهُ بِأَمْرِهِ إِنَّ اللّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ }} البقرة 109 .
وقال الله العليّ :
{{ وَدَّت طَّآئِفَةٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يُضِلُّونَكُمْ وَمَا يُضِلُّونَ إِلاَّ أَنفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ ..... وَقَالَت طَّآئِفَةٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ آمِنُواْ بِالَّذِيَ أُنزِلَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُواْ وَجْهَ النَّهَارِ وَاكْفُرُواْ آخِرَهُ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ }} آل عمران 69 ، 72 .
وقال الله العزيز :
{{ وَدَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَوْ تَغْفُلُونَ عَنْ أَسْلِحَتِكُمْ وَأَمْتِعَتِكُمْ فَيَمِيلُونَ عَلَيْكُم مَّيْلَةً وَاحِدَةً }} النساء 102 .
وقال الله المتكبر :
{{ وَاللّهُ يُرِيدُ أَن يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَن تَمِيلُواْ مَيْلاً عَظِيمًا }} النساء 27 .
وقال سبحانه :
{{ إِنَّ الَّذِينَ تَوَلَّوْاْ مِنكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ إِنَّمَا اسْتَزَلَّهُمُ الشَّيْطَانُ بِبَعْضِ مَا كَسَبُواْ وَلَقَدْ عَفَا اللّهُ عَنْهُمْ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ }} آل عمران155 .
وقال الله الجبار :
{{ وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَن يَنقَلِبْ عَلَىَ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللّهُ الشَّاكِرِينَ }} آل عمران 144 .
فإذا كان هذا حال كثير من الناس في زمان النبي الأكرم محمد صلى الله عليه وآله وسلم ، و أعداء المسلمين بهذه القوة الفكرية والعددية ، وانهم في حال الحرب وفي حال السلم يريدون أن ينفضون على المسلمين ويفنوهم ، بعض الناس من المؤمنين أمكن أن يزلهم الشيطان وهم مع النبي الأكرم فكيف بحالهم بعد وفاته ؟! والله تعالى بين أن من المؤمنين سينقلب على عقبه بعد وفاة النبي الأكرم ، هذا بالإضافة إلى ما عرفة في الأصل السابق كم هي الأمور المغرية للإنسان والتي قد تؤدي إلى انحرافه عن السراط المستقيم .
فإذا عرفت ما ذكرنا ، عرفت أنه تعالى من المحال أن يترك المؤمنين في حيرة أو شك أو شبه في معرفة الأمام الحق بعد النبي ، وإنه تعالى لا يمكن أن لا ينصب لهم خليفة ووصي معصوم بعد وفاة نبيه الأكرم يهديهم الصراط المستقيم والهداية التشريعية الصحيحة ، ويعصمهم بوجوده من الانحراف عما أراد منهم ، ولا يجعلهم يتخبطون في أمور دينهم ، بل الحق لابد بلطفه وحكمته أن يهديهم لحقيقة دينه بإمام وخليفة معصوم تحت عناية ورعايته ويدلهم عليه ليتم غرض إرسال الرسل بل غرض الخلقة والوجود ويحسن معناه .


إلى الأعلى





الأمر الثاني : طوائف الناس مع القرآن :
الناس حسب اعتقادهم والمسلمين حسب فهمهم لهم حالات مع القرآن مختلفة نذكر المهم منها حسب طوائفهم :
الأولى : الكفار :
قال تعالى : {{ وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَن نُّؤْمِنَ بِهَذَا الْقُرْآنِ وَلَا بِالَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ }} سبأ 31 .
وقال سبحانه :
{{ وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَسْمَعُوا لِهَذَا الْقُرْآنِ وَالْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ }} فصلت 26 .

الثانية : المنافقون :
قال تعالى : {{ هُوَ الَّذِيَ أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاء الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاء تَأْوِيلِهِ }} آل عمران 7 .

الثالثة : المؤمنون من قوم النبي الأكرم :
قال تعالى : {{ وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا }} الفرقان 30 .

الرابعة : الراسخون في العلم :
قال تعالى : {{ هُوَ الَّذِيَ أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ ……. وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الألْبَابِ }} آل عمران 7 .

فإذا كان هذا حال الكفار والمنافقون مع القرآن ، بل حتى المؤمنون اتخذوا القرآن مهجورا ، وقد حصر الله تعالى علم القرآن عند الراسخون في العلم وهم في زمان النبي الأكرم .
فهل من المعقول لا يعرف الله للمسلمين من هم الراسخون في العلم بعد النبي ؛ ليأخذ المؤمنون تعاليم القرآن منهم و تقطع يد الكفار والمنافقين و يتعلم منهم المسلمون ؟؟!!!
كما أن وهؤلاء الراسخون في العلم لابد أن تكون فيهم مواصفات خاصة قد بينها الله في كتابه كما أمر نبيه الأكرم أن يعرفهم للمؤمنين ، لكي يرجعون إليهم وليعصم بعد وفاة النبي الأكرم المؤمنون بهم من الانحراف والاختلاف ، حيث هم لسان القرآن الناطق بالحق الذين عندهم علمه الحقيقي من غير هوى ورأي مخالف لما أراد الله ولو بالاجتهاد الخاطئ .
وهذه آيات من الكتاب المجيد تبين سبب خلاف واختلافهم الناس في كتبهم المقدسة ، كما أشار الله لذلك وهم في زمن النبي الأكرم وأشار للمسلمين أيضاً ، وذهاب العلم الحقيقي بالكتمان ، مما يؤكد مطلب وجوب وجود أمام معصوم يطمئن له المؤمنون في شرحه وبيانه وتعليمه للكتاب الكريم من غير كتمان ولا اختلاف ولا انحراف تدبر هذه الآيات الكريمة تعرف ذلك :

قال الله تعالى :
{{ إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلَ اللّهُ مِنَ الْكِتَابِ وَيَشْتَرُونَ بِهِ ثَمَنًا قَلِيلاً أُولَـئِكَ مَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ إِلاَّ النَّارَ وَلاَ يُكَلِّمُهُمُ اللّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلاَ يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ
أُولَـئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُاْ الضَّلاَلَةَ بِالْهُدَى وَالْعَذَابَ بِالْمَغْفِرَةِ فَمَآ أَصْبَرَهُمْ عَلَى النَّارِ
ذَلِكَ بِأَنَّ اللّهَ نَزَّلَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُواْ فِي الْكِتَابِ لَفِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ }}
البقرة 174 ـ175 .
قال الله تعالى :
{{ إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِن بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَـئِكَ يَلعَنُهُمُ اللّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ }} البقرة 159 .
وقال سبحانه وتعالى :
{{ كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ وَأَنزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُواْ فِيهِ وَمَا اخْتَلَفَ فِيهِ إِلاَّ الَّذِينَ أُوتُوهُ مِن بَعْدِ مَا جَاءتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ فَهَدَى اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ لِمَا اخْتَلَفُواْ فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِهِ وَاللّهُ يَهْدِي مَن يَشَاء إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ }} البقرة 213 .


إلى الأعلى




الأمر الثالث : أنواع أئمة الناس وقادتهم :
قال الله سبحانه وتعالى : {{ يَوْمَ نَدْعُو كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ فَمَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَأُوْلَـئِكَ يَقْرَؤُونَ كِتَابَهُمْ وَلاَ يُظْلَمُونَ فَتِيلاً * وَمَن كَانَ فِي هَـذِهِ أَعْمَى فَهُوَ فِي الآخِرَةِ أَعْمَى وَأَضَلُّ سَبِيلاً }} الإسراء 71 ـ 72 .
وقال تعالى :
{{ فَذَلِكُمُ اللّهُ رَبُّكُمُ الْحَقُّ فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلاَّ الضَّلاَلُ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ }} يونس 32 . هذا :
و من يتتبع أنواع الأئمة في القرآن لوجد الأئمة نوعين : أئمة حق وأئمة ضلال ، والناس إما أتباع أئمة حق وإما أتباع أئمة ضلال ، ولا نوع ثالث ولا وسط بين الحق والضلال :


النوع الأول : أئمة الهدى والحق :
قال تعالى : {{ وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ }} السجدة 22 .
وقال سبحانه :
{{ وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ }} القصص 5 .
وقال سبحانه وتعالى : {{وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا }} الفرقان 74 .

النوع الثاني : أئمة الكفر والنفاق والضلال :
قال تعالى : {{ وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ لَا يُنصَرُونَ }} القصص 41 .
وقال سبحانه :
{{ فَقَاتِلُواْ أَئِمَّةَ الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لاَ أَيْمَانَ لَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَنتَهُونَ }} التوبة 12 .

وبهذا الأمر الرابع : إذا عرفت أن الأئمة نوعين أئمة حق وأئمة ضلال .
هل يعقل أن الله تعالى لا يبين أئمة الحق بعد النبي حتى يتبعهم الناس ؟!! .
لا ، بل بين الله تعالى أئمة الحق بعد النبي وأشار لهم في آيات كثيرة كما ستطلع عليه في الأصل الآتي الذي هون نتيجة البحث في هذا الفصل ، وتتيقن أن النبي وآله الطيبين الطاهرين هم أئمة الحق ، وكل من خالفهم فهو من أئمة الضلال ، فتدبر ما يأتي لترى الحق بنفسك وضميرك الحاكم ووجدان الفاصل في قضية أئمة الحق والضلال منهم .


إلى الأعلى




الأمر الرابع : إن الله طلب الهداية ولا يرضى لعباده الضلال والكفر :

لما عرفنا اختلاف الناس مع النبي والقرآن وتصدي كل من له القدرة والبيان لقيادة الناس و الترؤس لقيادتهم ولم لو لم يكن عنده علم الكتاب وتعاليم الله ، وطبعاً من يتصدى باعتباره حاكم شرعي للمسلمين يجبره هذا المنصب الخطير على القول والبيان للأحكام الشرعية لكي لا تضعف شخصيته ويرفضه الناس ، وهذا أمر مهم فيمن يقود الناس يجب أن يكون أعلمهم بأحكام الله تعالى ، و الله تعالى قد بين أحوال الناس في القرآن ولا أعتقد يرضى للمسلمين بعد نبيهم من يقودهم وليس عنده علم الكتاب ، هذا من جانب .
والجانب الآخر الذي نبينه هنا أن الله لا يرضى لعباده الكفر والانحراف عن الدين ، ويريد منهم الهداية التشريعية الحقيقية من دون انحراف ، و إذا كان الله قد أكد هذا فلابد أن يبين الله من يلجئ إليه المسلون بعد النبي .
وهنا نبين مطلب أرادت الله للاهتداء من الناس و نوكل بيان الإمام الهادي بعد النبي للأصل الآتي إن شاء الله .
قال تعالى : {{ إِن تَكْفُرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنكُمْ وَلَا يَرْضَى لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ وَإِن تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ }} الزمر 7 .
وقال سبحانه :
{{ وَمَن يَتَبَدَّلِ الْكُفْرَ بِالإِيمَانِ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاء السَّبِيلِ }} البقرة 108 .
وقال عزّ وجلّ :
{{ إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء وَمَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلاَلاً بَعِيدًا }} النساء 116 .
وقال الله العظيم :
{{ قُلْ فَلِلّهِ الْحُجَّةُ الْبَالِغَةُ فَلَوْ شَاء لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ }} الأنعام 149 .
وقال الله العلي :
{{ وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُضِلَّ قَوْمًا بَعْدَ إِذْ هَدَاهُمْ حَتَّى يُبَيِّنَ لَهُم مَّا يَتَّقُونَ إِنَّ اللّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ }} التوبة 115 .
وقال الله العزيز :
{{ اهدِنَــــا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ
صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ }}
الفاتحة 6-7 .
وقال الله الجبار :
{{ وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ }} العنكبوت 69 .
فبالحقيقة : أنه لا يعقل أن يؤكد الله على طلب الهداية الحقيقية ولا يعين لهم من يدلهم عليها بعد النبي ، ويطلب منهم في كل يوم أن يقولوا عشر مرات أن يطلبوا منه الهداية للصراط المستقيم ، ويريد هداية تشريعية حقيقة من دون أدنى تحريف ولا شك في حكم ولا ترديد في تعليم من تعاليمه ويريد توحيد وعبودية خالصة من أي شائبة ، ومن ثم لا يدلهم عليها ويجعلهم في هرج الفتوى بعد النبي حتى يقتل أصحاب النبي بعضهم بعض بعده كما حدث ، ولا ببين لهم الذين أنعم عليهم بالوصاية لنبيه الأكرم والخلافة له والمبينين الحقيقيين للهداية التشريعية والمحافظين على تعاليمها ، والأئمة الذين يعصم بهم المؤمنون من الانحراف والضلال عن دينه الحق الذي أنزله على نبيه الأمين ؟؟؟!!!!
فلهذا يجب علينا : إذا كنا مؤمنين حقيقيين ونريد أن نقيم العبودية الحقيقة لله تعالى من غير تحريف وانحراف عن تعاليم الله تعالى التي أنزلت على نبيه الصادق ، يجب علينا أن نتحقق ونتحرى الدقة في البحث عن الإمام الحق بعد النبي الأكرم ، والذي نصبه الله تعالى لهداية الناس بعد نبيه الكريم ، والذي عنده خالص تعاليم الله و نطلبها منه لنـتيقن النجاة في الدنيا والآخرة ونصل لما أراد الله منا .


إلى الأعلى




الأمر الخامس : من القرآن الكريم والرسول العظيم نعرف أئمة الحق أوصياء النبي :
لقد أكدنا على مطالب في الأصول السابقة وعلى أمور مهمة : هي في الحقيقة من أهم الأمور التي يجب أن يهتم بها الإنسان في حياته ، وبها يعرف حقيقته وما المراد منه في الحياة الدنيا وما يجب عليه أن يعمل ومن أين يجب أن يأخذ تعاليم الله تعالى التي توصله لسعادة الدنيا الآخرة .
و أكدنا على أمر : وهو أنه الله لابد أن يدلنا على وصي نبيه وخليفته ، وذلك لأنه تعالى هو العالم بحقيقة مستحقين هذا المنصب العظيم بعد نبيه وهو الذي يزكيهم و يصطفيهم ؛ لكي لا يختلف الناس بعده في تعاليم دينه تعالى
وعلى هذا نجعل البحث في هذا الأمر في بيانين وهما :


إلى الأعلى



أولاً : الله هو الذي يختار وصي النبي الأكرم ويبينه في القرآن :
قال تعالى : {{ أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُزَكُّونَ أَنفُسَهُمْ بَلِ اللّهُ يُزَكِّي مَن يَشَاء وَلاَ يُظْلَمُونَ فَتِيلاً }} النساء 49 .
وقال سبحانه :
{{ قَالَتْ لَهُمْ رُسُلُهُمْ إِن نَّحْنُ إِلاَّ بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ وَلَـكِنَّ اللّهَ يَمُنُّ عَلَى مَن يَشَاء مِنْ عِبَادِهِ وَمَا كَانَ لَنَا أَن نَّأْتِيَكُم بِسُلْطَانٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللّهِ وَعلَى اللّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ }} إبراهيم 11 .
وقال عزّ وجلّ :
{{ وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ هُوَ الْحَقُّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ إِنَّ اللَّهَ بِعِبَادِهِ لَخَبِيرٌ بَصِيرٌ
ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ وَمِنْهُم مُّقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ }}
فاطر 31 ـ 32 .
وعلى هذا : نعرف أن الله سبحانه يزكي ويمن على من يشاء من عباده ويصطفيهم لبيان الكتاب بعد أن يورثهم علمه وبيانه .
ولابد كما عرفنا أن تكون مواصفاتهم في القرآن لأن فيه بيان كل شيء ، فكيف بهذا الأمر الخطير وهو اصل الهداية وحقيقته ؟!! :
قال تعالى : {{ وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِّكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ }} النحل 89 .
وقال سبحانه :
{{ الَر كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِن لَّدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ }} هود 1 .
فهذا القرآن فيه تبيان كل شيء مفصل للمتدبر فيه ، ولكن إذا اختلف المسلمون في التفسير والبيان فيمن يقود الأمة الإسلامية بالحق بعد النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، فلابد من الرجوع إلى الله تعالى ولرسوله لمعرفة الهادي للأمّة بعد النبي وبهما يتم الوصول للحق إذا اختلف فيه .
وأمر الإمامة كما عرفة منصب خطير وعظيم واختلاف الناس فيه والحق فيه لمن ؟؟ اختلاف في كل تعاليم الله تعالى وفي الهداية التشريعية الحقيقية ، وقد عرفنا الله الذي يختار ويزكي الأنفس ، وهو الذي يعلمنا بالقرآن وبتوسط كلام النبي الأكرم بالذي هو أحق بهذا المنصب العظيم .
فإذا عرفت أمر القرآن الكريم إن الله هو الذي يختار الإمام الهادي بالحق والله هو الذي يزكيه ، فأعرف فيما يأتي أنه يجب أيضاً التسليم لحكم النبي الأكرم فيه الذي هو حكم الله تعالى .


إلى الأعلى




ثانياً : يجب الرجوع للنبي الأكرم في معرفة وصيه وخليفته :
في الحقيقة إن الإمامة والوصاية بعد النبي لتعليم تعاليم الله والحكومة والولاية على المسلمين هي أمانة الله تعالى ، ولمعرفتها إذا أختلف الناس فيها أن نحكم العدل العقلي والوجداني والإنصاف والضمير الحي لاختيار الأحق بها ، وكما يجب إطاعة الله فيها إذا بينها كذلك يجب إطاعة الرسول الكريم لأن حكمهم واحد ، والرسول ناقل له وشارح ومبين له بأمر منه تعالى :
قال الله تعالى :
{{ إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤدُّواْ الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُواْ بِالْعَدْلِ إِنَّ اللّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُم بِهِ إِنَّ اللّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً
أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُواْ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَن يَتَحَاكَمُواْ إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُواْ أَن يَكْفُرُواْ بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُضِلَّهُمْ ضَلاَلاً بَعِيدًا
وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْاْ إِلَى مَا أَنزَلَ اللّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنكَ صُدُودًا
فَكَيْفَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ ثُمَّ جَآؤُوكَ يَحْلِفُونَ بِاللّهِ إِنْ أَرَدْنَا إِلاَّ إِحْسَانًا وَتَوْفِيقًا
أُولَـئِكَ الَّذِينَ يَعْلَمُ اللّهُ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَعِظْهُمْ وَقُل لَّهُمْ فِي أَنفُسِهِمْ قَوْلاً بَلِيغًا
وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلاَّ لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللّهِ وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذ ظَّلَمُواْ أَنفُسَهُمْ جَآؤُوكَ فَاسْتَغْفَرُواْ اللّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُواْ اللّهَ تَوَّابًا رَّحِيمًا
فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيمًا }}
النساء 58-65 .
هذا ، فإذا حل هذا النزاع والتخاصم في معرفة الإمام الحق بعد النبي ووصيه ، يجب الرجوع لله والنبي ليحكم بيننا ويعلمنا الحق ، في أهم أمر هو معرفة تعاليم الله وكيف نصل لحقيقة عبودية بتوسط الإمام الحق والوصي الحقيقي للنبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم ، من دون تحرج في قبول حكمهم وتعينهم للخليفة لحقيقي للنبي والوصي والولي للمسلمين .
وهذا ما يتم بيانه إن شاء الله من نص القرآن وحديث النبي ومن هو أحق بقيادة الناس بعد النبي ، ومن هو الوصي والخليفة الحقيقي والمعلم بلا منازع بعد رسول الله للمسلمين ، والذي يجب الرجوع إليه في معرفة الهداية التشريعية الحقيقية لله تعالى بيقين ومن دون شك ولا شبه .


إلى الأعلى



نتيجة الأصل الرابع وحاصل بحثه :
فإذا تيقنت لما عرفت من الأمور السابقة في أن الله تعالى يريد العبودية الحقيقة وفق تعاليم الإسلام من غير أي انحراف عنها ، وكما أنزلت على النبي الأكرم من غير أي اختلاف ، وان الهداية التشريعية هي خلاصة وغاية وغرض الوجود وبيان لحكمة الله تعالى .
ومن ثم عرفت في الأصل السابق الأسباب التي قد تحرف الناس عن الهداية التشريعية وعرفت في هذا الأصل حال الناس مع النبي والقرآن وأنواع الأمة .

لا أعتقد يبقى لك شك وشبه أنه الله يريد عبودية حقيقة بعد خاتم رسله كما كانت في زمانه ولا يرضى بانحراف الناس عنها ، وانه لابد من نصب أمام وخليفة وولي لمؤمنين وقائد لهم يرجعون له في جميع تعاليمهم ، وإذا اختلفوا فيه يرجعون للقرآن والسنة المطهرة لمعرفته ، لأنه لابد أن يكون مبين في القرآن والسنة ،كما يكون هو القرآن الناطق والمبين لجميع أحكام الله تعالى بعد النبي الكريم .
ولمعرفة الأئمة الحقيقيين الذين اختارهم الله وعرفهم لعباده لكي يرجعون إليهم في تعلم تعاليمه التي توصلهم لحقيقة هدايته وعبوديته ، فعليك بما يأتي من فصول الكتاب وأصوله ، وسترى أن الحق مع النبي وآله صلاة الله وسلامه عليهم .
فتدبر فيها : تعرف الحق وتعرف أهله ، وتعرف أنه إذا كنت تريد النجاة وتحب أن يكون تعبك العبادي لا يذهب هدر ، ولا يكون تعبك في إتيان الواجبات الإلهية هباء منثورا ، أنه لابد عليك من متابعة أئمة الحق والذين هم آل محمد عليهم آلاف التحية والسلام .



إلى الأعلى






المسلّم لحكم الله ورسوله في الإمام الحق
خادم علوم آل محمد عليهم السلام
الشيخ حسن جليل حردان الأنباري







إلى الأعلى