خاتمة الفصل الأول

في أهمية بحث الإمامة وغرض الخلقة والوجود :

وفيه بحثان فيها أمور وهي :
البحث الأول : أهمية منصب الإمامة وخلافة رسول الله :
فيه أمور :
الأمر الأول لا يقال : إن أمر الإمامة غير مهم ويمكن لغيرهم التصدي لها وبالخصوص الأوائل :
الأمر الثاني لا يقال : بتوسط الخلفاء انتشر الإسلام :
الأمر الثالث لا يـقـال : ما فائدة جعل الإمام إذا لم يصل للحكم :
بعض الآيات القرآنية المناسبة للبحث الأول :

البحث الثاني : الوجود يتمخض ليظهر أحسن العباد :
فيه مقدمات :
الأولى : الوجود خلق ليقيم العبودية لله تعالى بوجوده :
الثانية : سخر الوجود للإنسان ليقيم العبودية لله تعالى :
الثالثة : يختبر المؤمنون ويمتحنون ليخلص ويوجد أحسنهم عملاً :
نتيجة البحث الثاني : غرض الخلقة تلازم أحسنها وجوداً القرآن والنبي وآله :



إلى الأعلى





البحث الأول : أهمية منصب الإمامة وخلافة رسول الله :

هذا التفصيل والتطويل في بيان هذه الأصول والأمور المرتبطة بها ، حتى كان البيان في الأصل الخامس في معرفة أئمة الدين الحقيقيين نبينا محمد وعترته الطيبين الطاهرين صلاة الله وسلامه عليهم أجمعين ؛ كان له ضرورته في تفهم دور الإمامة وأهميتها ، ولبيان هذه الضرورة للبحث نذكر أمور :



إلى الأعلى



الأمر الأول لا يقال : إن أمر الإمامة غير مهم ويمكن لغيرهم التصدي لها وبالخصوص الأوائل :
قد يقال : أن أمر إمامة المسلمين أمر غير مهم ، ويمكن لأي واحد من المسلمين وبالخصوص المتقدمين منهم والصحابة الأوائل أن يتصدوا لخلافة النبي بعده ، ويديروا أمور المسلمين ويسوسوهم ، كما يمكنه أن يستشير الحاكم المفضول أفضلهم لينجح في أمره ويقود المسلمين لشاطئ السلام والهداية التشريعية الحقيقية .



لأنه يقال له :
أولاً :
الإنسان إذا تصدى لحكومة قوم يستبد برأيه ويرى نفسه مقدم ومن الضعف إطاعة غيره وبالخصوص إذا أعترف بإمامته وأن الله اختاره بعد نبيه ، لأنه يقال إذا تطيع هذا الإمام لماذا أنت جالس هذا المجلس العظيم وحللت في مكانه ، ويقال تنحى عنه وأتركه ليدير شؤون المسلمين من هو أقدر منك ، وما هو معنى قيادتك لنا والله تعالى اختار غيرك وما هو سبب وترؤسك علينا وفينا من هو أعلم منك والله قد اختاره لنا إمام ونصب لنا قدوة . هذا .
ولهذا صعب على من غصبوا منصب الخلافة أن يعترفوا للإمام الحق بالأحقية بصورة مباشرة ، بل عملوا الكثير من أجل كتمان هذا الأمر وتعميته على المؤمنين وحُرّف معنى الإمامة والخلافة ، وأنكروا وجود التنصيب والخلافة الإلهية ، ومنع الحكام بعد النبي التكلم في هذا الأمر ، ويالها من مصيبة حيث تصدى لبيان الأحكام كثير من المنافقين والمصلحيين ووعاظ السلاطين حتى تصدى لمجلس الفتوى يهودي يدعي الإسلام في زمن الحاكم الثالث وفي زمن معاوية مسيحي لم يسلم تسلم زمام الديوان .
كما منع الناس من الاتصال بأئمة الحق والالتفاف حولهم ، وحاربوا من يقترب منهم واعدم من يدعوا لهم ، ولكن الله أبى إلا أن يظهر الحق وانتشاره بين المسلمين حتى لم تجد أحد لم يسمع به ، وكم هم الذين رجعوا له وتابعوا أئمة الحق واخذوا تعاليم الله منهم ومن أتباعهم .

ثـانـيـاً :

أنه عرفنا أن الغرض من الخلافة للنبي وإمامة المسلمين هو بيان أحكام الله وتعاليمه وشرحها من الخليفة والوصي والإمام بعد النبي والرجوع إليه في تعلمها وشرح المشكل منها ، و هذا منصب رباني الله يختاره ويزكي من يراه تعالى أنه أحق بهذا المنصب من غيره ، وهذا مثل اختيار النبي ، ولذا وصيه يجب أن يكون مطهر معصوم من الكذب ، ويكون حكمه قطعي لا يرجع لأحد ويتعلم منهم ، بل الكل يجب أن يرجعوا له في معرفة أحكام دينهم ويتعلموا منه .

وقد عرفنا كم هي الأمور التي قد تحرف الإنسان عن السراط المستقيم ، فلا يؤمن على من لم يزكيه الله ويطهره أن ينحرف ويفتي الناس بأحكام لم ينزل الله بها من سلطان وحسب رأيه و اجتهاده ، ولم يرجع للمعصوم الذي عنده علم الكتاب إذا حكم بما يخالف هواه ورأيه ، حيث لا معنى للاجتهاد مع وجود الراسخ في العلم والذي يجب الرجوع له في معرفة تعاليم الله ، والله نصبه بعد نبيه ليعلم الناس ما خفي عنهم ولم يصلهم علمه .
والانحراف الذي حصل من قبل غاصبين الخلافة ومن وعاظهم ، وقد عرفت قسم منه أعلاه ، ولو بيناه لخرجنا عن المهم من البحث في بيان الإمامة وضرورتها ضرورة كوجود القرآن .


ثـالـثـاً :
الحاكم للمسلمين إذا لم يكن الخليفة والوصي المنصوب من قبل الله ؛ إذا كان لم يزكيه الله ويطهره يكون ليس له حق الطاعة ، يحق لكل أحد غيره أن يفتي بغير رأيه ، لأنه لاشرعية علمية لحكمه ولا إلهية ، خصوصاً في الأحكام والتعاليم الإلهية التي قليل ما يهم الحكام أمرها إذا لم تمس حكمهم ، بل كانوا يشجعون أمور ليس من الدين لتلهي الناس وقد يعطوها صبغة دينية مثل خلق القرآن وقدمه وما شابهها .
ولمثل ما ذكرنا وقع الاختلاف في كثير من الأحكام ـ فضلاً عن الاختلاف في الإمامة أنها منصب إلهي أو لا ـ بين المسلمين وتفرقوا مذاهب ولم يصلوا لحقيقة ما أراد الله من حقيقة العبودية له تعالى .
بل أنحرف الناس بتشجيع من الحكام الغاصبين المتسمين بالخلفاء وبما مهدوه عن آل محمد وخالفوهم في التعليم حسداً وحقداً ، ولم يقيموا لهم وزن ديني ، ولم يحترموا الإمام الحق ، بل لقد قتل الإمام الأول علي بن أبي طالب بعد ما تجاسروا على حربه في عدة حروب ، وهكذا ابنه الحسن والحسن عليهما السلام ، وهكذا كان حال الناس مع الأئمة الباقين .
ولم يرجع لهم في تعلم التعاليم الربانية الحقيقة إلا قليل من المؤمنين ، ولهذا قد خفي على المسلمين التعاليم الحقيقة بسب تفرقهم طوائف ومذاهب مختلفة ، وكل طائفة تكفر الأخر كما حصل فعلاً ، ولم ينجوا إلا من عصمه الله وتابع آل محمد وأئمة الحق عليهم صلاة الله وسلامه وأخذ تعاليمه منهم .




إلى الأعلى




الأمر الثاني لا يقال : بتوسط الخلفاء انتشر الإسلام :
قد يقال : أن بتوسط الخلفاء قد انتشر الإسلام وفتحت الأمصار وحكم المسلمون ما يقارب ربع الدنيا إن لم نقل نصفها ، فإنهم ولو كانوا غاصبين للخلافة فهذا النصر الذي حققوه وقيادتهم المحكمة حتى سموا بالراشدين قد تجبر فعلهم أو تشفع لهم ما كان قد خالفوا الله ورسوله فيه من أمر الخلافة والوصاية والإمامة وغصبوا حق ليس لهم .

لأنه يقال له :
أولاً :
إن الله قد أوعد نبيه النصر لدعوته من يوم ولادته ويوم الخندق ، وبحكمته سبحانه أراد انتشار دينه الحق في بقاع الأرض ، حتى أن النبي قبل وفاته قد أعد الجيوش لمحاربة الروم ولعن من تخلف عن جيش أسامة ، والمسلمين كانوا على أتم الاستعداد لفتح البلاد سواء شاء الحكام الغاصبين أم أبوا .

ثـانـياً :
لو لم يرسل الحكام الغاصبين الجيوش لفتح البلاد وقنعوا بحكومة المدينة ؛ لألتف المسلمون عليهم وتنبهوا لعدم مقدرتهم لإدارة المسلمين والإسلام ولأزالوهم عن مناصبهم كما حدث للخليفة الثالث .

ثـالثاً :
كل حاكم عندما يحصل على مملكة يحاول توسعة حكمه ونشر سلطانه ، فكيف بالحكام بعد النبي الأكرم الذين تربوا على نشر وتوسعة رقعة الحكومة الإسلامية ورأوا رسول الله صلى الله عليه وآله كيف انتصر وانتشر أمر دعوته ، وهم يعتبرون أنفسهم الخلفاء بعده وهو قدوة لهم ، فكان أمر نشر الإسلام مجبرون عليه أمام المسلمين ليسكتوهم عن البحث في أمر الإمامة والخلافة ، وليشغلوهم بحروب تنسيهم البحث فيها وفي أحقيتها ، ويكون لهم موقع حسن عند المسلمين عندما تتوسع رقعة الإسلام وتكثر غنائمه وينتشر صيته ، ولولم يفعلوا لخسروا منصبهم وحكمهم .

رابـعاً :
انه لو سلمت القيادة للإمام الحق لكانت الفتوحات أسهل ، وانتشار الإسلام في جميع بقاع الأرض بشكل أوسع ، لأنه نفس النبي وله كل مواصفاته إلى النبوة وتأييد الله له اشد وحكمته وتدبيره وسياسته أعلى من الحكام الغاصبين ، وإن غصب الخلافة كان مانع عن انتشار الإسلام في الحقيقة لا سبب لنشره ، وهذا لا شافع له بل على هذا سيأخذهم الله تعالى .

خامساً :
المهم في بحث الإمامة هو نشر التعاليم الصحيحة للإسلام من غير تحريف أو أي انحراف عما أنزلت على النبي الأكرم ، وهذا للأسف لم يتم بسب غصب الخلافة والإمامة الحقيقة بعد رسول الله ، حيث دس في التعاليم الحقيقة وانحرفوا عن حقيقة العبودية ، وبهذا تم الاختبار الإلهي وتمحص المؤمنون ممن ثبت على الحق ممن أنحرف عنه ، وأن ما انتشر أغلبه فيه شائبة من التعاليم التي فيها هوى النفس والاجتهاد والقياس وغيرها ، ولم يرجعوا لتعلم تعاليم الله من مصدرها الحقيقي عند أئمة الحق ، وهذا لا يشفع له شيء .

سـادساً :
إن جميع الحروب التي وقعت بين المسلمين سببها غصب الخلافة ، بل دماء عترة رسول الله في عنق مغتصب الخلافة ، فهو أول من جرأ الناس على خلاف عترة رسول الله ومحاربتهم وعدم احترامهم وقتالهم وقتلهم ، هذا وإن جميع التشتت الحاصل للمسلمين مذاهب مختلفة هي بسبب غصب الخلافة وانحرافهم عن الإمام الحق ، وهذه الدماء التي سالت بين المسلمين كلها في عنق من غصب الخلافة ، والحروب التي وقعت بينهم سببها غصب الخلافة ، فكيف يكون غصب الخلافة شافع لهم بعد ما عرفت .

سابعاً :
للمتدبر في ما حل بالمسلمين من التخلف ومن المصائب من أول الإسلام إلى الآن هو ما كان من سبب غصب الخلافة ، ولو كانت الخلافة بعد رسول الله للإمام الحق الذي نصبه الله تعالى لانتشر الإسلام في جميع بقاع الأرض ، ولكانت الخارطة الجغرافية للمسلمين غير ما عليها اليوم ، ولكان الإسلام هو الحاكم اليوم في الدنيا ، لو كان أئمة الحق هم الذين يحكمون المسلمين ولم يتجاسر أحد على غصبها منهم .
وكل تخلف يصيب المسلمين هو سببه غصب الخلافة ، وكل انحراف عن التعاليم الحقيقة للدين هو بسبب غصب الخلافة ، فغصب الخلافة وبال على من غصبها وهو محاسب أمام الله لتعديه على حكمه وقضاءه ولغصبه الإمامة التي جعلها الله تعالى لخالصة أولياءه ، ومن خالف الله ورسوله لا ينفعه شيء وهكذا متبعه والمدافع عنه .
هذا قليل من المضار التي سببتها غصب الخلافة والإمامة للمسلمين وانحراف الناس عن أئمة الحق والتطويل يخرجنا عن البحث المختصر .



إلى الأعلى



الأمر الثالث لا يـقـال : ما فائدة جعل الإمام إذا لم يصل للحكم :
قد يقال : ما فائدة من جعل وصي للنبي وخليفة له ولم يمكنه الوصول لمنصبه وسوف يغصب منه ، وحينئذ لا يصل غالب الناس والمسلمين للتعاليم الحقيقة ؟

لأنـه يـقـال :
لله الحجة البالغة فهو الذي ينصب لهم من يجب أن يتبعوه كنبي أو وصي نبي ويرعاه ، وعلى من يرغب بالإيمان أن يعرف النبي أو خليفته الحقيقي الذي نصبه الله لهم وبالدليل والبرهان لا عن تقليد ، و عليهم أن ويبحثون عنه ويأخذون تعاليمهم منه ويتبعوه .
وإن الله لم يكره أحد على الإيمان به ولو شاء لهدى الناس أجمعين ، ولكن أراد منهم أن يؤمنوا باختيارهم بعد البحث والتحقيق عن تعاليمه الخالصة الغير محرفة وعن معلميها من أنبياء أو أوصيائهم .
نعم على الأنبياء أن يدعوا الناس لتعاليم الله من غير إكراه ، وهكذا أوصيائهم ، سواء استجاب لهم الناس أم لا ، لا يضر الله شيء ولا النبي والإمام ، فهم ليس عليهم إلا البلاغ فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر وعلى الله حسابه .
فهاهو الإسلام قد جعل لكل الناس ولكن خمس الناس في الدنيا من تبعه ظاهرا وتسمى بالإسلام ، وقليل منهم متدينين يقيمون جميع حدوده من صوم وصلاة وحج وزكاة وغيرها من التعاليم ولو ظاهراً ، وقد حصل فعلا للإمام الحق ممن تبعه اكثر من خمس المسلمين يعتقدون به إن لم نقل نصفهم وغالبهم فعلاً .
هذا وإن وكثير من تعاليم أئمة الحق يدين بها ويأخذ بها باقي المسلمين من المذاهب الأخرى ، وهذا فيه نفع كثير للوصول لتعاليم الله من الخاصة كلها أو أغلبها و من العامة والمذاهب الإسلامية الأخرى حيث تأثروا بها وطبقوها ، حتى أن بعضهم يرجح قول الإمام إذا صح عنده على غيره ويعتقد أن النجاة في اتباع قول الإمام علي على غيره ، وهكذا يعتقد في أقوال ولده الأئمة الأطهار .
هذا ، و كم من الأنبياء وأوصيائهم لم يتبعهم أحد أو تبعهم الواحد والاثنان ، فهذا موسى و الأنبياء من بني إسرائيل لم يبقى واحد على مذهبه ودينه الحقيقي لا من اليهود ولا من غيرهم على نفس تعاليمه التي جاء بها ، بل بعد فتره وجيزة أنحرف عنه بين إسرائيل ، بل في حياته لم يطع بالصورة المطلوبة حتى مات هو في التيه بعد أربعين سنه ولم يدخل الأرض المقدسة لعصيان بني إسرائيل له ، فهل يمكن لأحد أن يقول لماذا بعث الله موسى والأنبياء من بني إسرائيل إذا لم يتحقق غرضهم من حقيقة العبودية من قومهم ؟؟!!
وهذا عيسى لم يتبعه في حياته إلا عدة معدودة حتى رفعه الله للسماء ثم انتشر بعد ذلك دينه ، وهكذا تم لأئمة الحق حيث انتشرت تعاليمهم التي هي تعاليم الله الحقيقة بعدهم وفي حياتهم ، وتدبر حياة نبي الله نوح عليه السلام فإنه قد حكم على قومه بالضلال ، وإن من نجى معه من كل الأرض عدة معدودة والباقي غرق في الطوفان ، وهكذا قوم هود وصالح وشعيب وغيرهم من الأنبياء ، فلا يقال ما فائدة بعث الأنبياء ولم يؤمن من قومهم بهم إلا عدة معدودة والباقي من قومهم أغلبهم يسفهوهم ولم يؤمنوا بهم ، حتى ذُكر بعض الأنبياء آمن به شخص واحد فقط .
فوجود الوصي للنبي سواء تبعه الناس والمسلمين أو تبعه قسم قليل منهم ، لا يفرق في أن الله يريد العبودية له بالاختيار من الناس لا بالجبر والإكراه حيث لا إكراه في الدين ، فقط بلطفه سبحانه أن يعرف خليفته الذي عنده تعاليمه سواء نبي أو وصيه بالحق وعلى المسلمين وجميع الناس اتباعه وأخذ تعاليمهم منه .
و لا يضر الله من استحب العناد والتقليد ولم يستحب تقليد إمام الهدى الذي نصبه الله تعالى وينحرف عن حقيقة العبودية ، أو أن يتبع الناس من اختاره الله له ويتبع الإمام الحق ويتعلم منه ويقيم العبودية الحقيقة لله تعالى فيصل لسعادة الدنيا والآخرة ، ولا يفوتنا أن عطر البحث بآيات من الذكر الحكيم لتأييد ما بحثنا .



إلى الأعلى




بعض الآيات القرآنية المناسبة للبحث الأول :

قال الله تعالى :
{{ سَيَقُولُ الَّذِينَ أَشْرَكُواْ لَوْ شَاء اللّهُ مَا أَشْرَكْنَا وَلاَ آبَاؤُنَا وَلاَ حَرَّمْنَا مِن شَيْءٍ كَذَلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِم حَتَّى ذَاقُواْ بَأْسَنَا قُلْ هَلْ عِندَكُم مِّنْ عِلْمٍ فَتُخْرِجُوهُ لَنَا إِن تَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَإِنْ أَنتُمْ إَلاَّ تَخْرُصُونَ
قُلْ فَلِلّهِ الْحُجَّةُ الْبَالِغَةُ فَلَوْ شَاء لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ }}
الأنعام 148 ـ 147 .
وقال عزّ وجلّ :
{{ وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَن يَنقَلِبْ عَلَىَ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللّهُ الشَّاكِرِينَ }} آل عمران 144 .
وقال سبحان :
{{ وَلاَ يَحْزُنكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لَن يَضُرُّواْ اللّهَ شَيْئاً يُرِيدُ اللّهُ أَلاَّ يَجْعَلَ لَهُمْ حَظًّا فِي الآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ
إِنَّ الَّذِينَ اشْتَرَوُاْ الْكُفْرَ بِالإِيمَانِ لَن يَضُرُّواْ اللّهَ شَيْئًا وَلهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ
وَلاَ يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لِّأَنفُسِهِمْ إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُواْ إِثْمًا وَلَهْمُ عَذَابٌ مُّهِينٌ
مَّا كَانَ اللّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَآ أَنتُمْ عَلَيْهِ حَتَّىَ يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ وَلَكِنَّ اللّهَ يَجْتَبِي مِن رُّسُلِهِ مَن يَشَاء فَآمِنُواْ بِاللّهِ وَرُسُلِهِ وَإِن تُؤْ مِنُواْ وَتَتَّقُواْ فَلَكُمْ أَجْرٌ عَظِيمٌ }}
آل عمران 176 ـ 179 .

قال تعالى :
{{ وَلَوْ شَاء رَبُّكَ لآمَنَ مَن فِي الأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا أَفَأَنتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُواْ مُؤْمِنِينَ }} يونس 99 .
وقال سبحانه :
{{ وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ }} يوسف 103 .
وقال تعالى :
{{ وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ فَمَن شَاء فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاء فَلْيَكْفُرْ }} الكهف 29 .
قال تعالى :
{{ وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَاحْذَرُواْ فَإِن تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُواْ أَنَّمَا عَلَى رَسُولِنَا الْبَلاَغُ الْمُبِينُ }} المائدة 92 .

هذا ، وقد عرفت أن سنة الله تعالى في الوجود هي الاختبار والغربلة والامتحان لعباده ، حتى يظهر صدقهم في اتباع دينه وتعاليمه من غير هوى نفس أو تقليد أعمى من غير بحث أو معه شرك خفي ، أو غيرها من الأمور النفسية الأخرى التي عرفت قسم منها والتي تمنع الإنسان من الانصياع للحق ، ليتضح المعنى لك بشكل أجلى وأنصع نذكر لك البحث التالي :



إلى الأعلى





البحث الثاني : الوجود يتمخض ليظهر أحسن العباد :

ويتم هذا البحث في مقدمات تنتج أن الوجود غرضه وجود أفضل موجوداته واحسنه ألا وهم الأنبياء ، وبالخصوص نبينا محمد وآله الطيبين الطاهرين ، حيث أشرنا أن للموجودات كما أنها تسبح الله بوجودها ، لها غرض آخر وهو أنه تصل لغاية غرض وجودها ولكمال غايتها عندما تقدم خدماتها للإنسان ليتمكن باختياره من إقامة العبودية لله تعالى .
فعلى ما ذكرنا يصل الوجود لتمام كماله وغرض خلقه الحقيقي ولنهاية جماله و حسنه وغايته القصوى عندما يوجد أحسن وافضل و أكمل الموجودات في العبادة وهو الإنسان الكامل في العبودية وهو نبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم .
ويتبع بينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم أهل بيته لأنهم بعده في كمال العبودية وبعدهم تبعهم الذين يأخذون تعاليمهم منهم ويعملون بها .
ولبيان هذا المطلب نذكر مقدمات وهي :



إلى الأعلى




الأولى : الوجود خلق ليقيم العبودية لله تعالى بوجوده :
قال تعالى : {{ تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالأَرْضُ وَمَن فِيهِنَّ وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلاَّ يُسَبِّحُ بِحَمْدَهِ وَلَـكِن لاَّ تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا }} الإسراء 44 .

الثانية : سخر الوجود للإنسان ليقيم العبودية لله تعالى :
قال تعالى : {{ اللّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَأَنزَلَ مِنَ السَّمَاء مَاء فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَّكُمْ وَسَخَّرَ لَكُمُ الْفُلْكَ لِتَجْرِيَ فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ وَسَخَّرَ لَكُمُ الأَنْهَارَ
وَسَخَّر لَكُمُ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ دَآئِبَينَ وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ
وَآتَاكُم مِّن كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَتَ اللّهِ لاَ تُحْصُوهَا إِنَّ الإِنسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ }}
إبراهيم 32-34 .
وقال سبحانه :
{{ أَلَمْ تَرَوْا أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُم مَّا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً وَمِنَ النَّاسِ مَن يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلَا هُدًى وَلَا كِتَابٍ مُّنِيرٍ
وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءنَا أَوَلَوْ كَانَ الشَّيْطَانُ يَدْعُوهُمْ إِلَى عَذَابِ السَّعِيرِ }}
لقمان 31 .
وقال عزّ وجلّ :
{{ وَسَخَّرَ لَكُم مَّا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مِّنْهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لَّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ }} الجاثية 13 . والمراد من التفكر هو الموصل لوجوب أن يعبد الله شكراً لنعمه ولذا :
قال العزيز :
{{ وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنفَعُ الْمُؤْمِنِينَ
وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ
}}
الذاريات 55 ـ 56 .

فكمال الوجود عندما يقدم خدماته للإنسان لكي يعبد الله تعالى ، ويصل لغاية كماله عندما يوجد أحسنهم ذاتاً علماً وقولاً وعملاً ، أقرأ البحث الآتي وتدبر .



إلى الأعلى





الثالثة : يختبر المؤمنون ويمتحنون ليخلص ويوجد أحسنهم عملاً :

قال الله تعالى :
{{ مَّا كَانَ اللّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَآ أَنتُمْ عَلَيْهِ حَتَّىَ يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ وَلَكِنَّ اللّهَ يَجْتَبِي مِن رُّسُلِهِ مَن يَشَاء فَآمِنُواْ بِاللّهِ وَرُسُلِهِ وَإِن تُؤْمِنُواْ وَتَتَّقُواْ فَلَكُمْ أَجْرٌ عَظِيمٌ }} آل عمران 179 .
قال تعالى :
{{ أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ
وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ

أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ أَن يَسْبِقُونَا سَاء مَا يَحْكُمُونَ
مَن كَانَ يَرْجُو لِقَاء اللَّهِ فَإِنَّ أَجَلَ اللَّهِ لَآتٍ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ
وَمَن جَاهَدَ فَإِنَّمَا يُجَاهِدُ لِنَفْسِهِ إِنَّ اللَّهَ لَغَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ
وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَنُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَحْسَنَ الَّذِي كَانُوا يَعْمَلُونَ }}
العنكبوت 2-7 .
وقال سبحانه :
{{ وَهُوَ الَّذِي خَلَق السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاء لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً }} هود 7 .
وقال عزّ وجلّ :
{{ تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ
الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ }}
الملك 1-2 .
وقال سبحانه :
{{ إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى الْأَرْضِ زِينَةً لَّهَا لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا }} الكهف 7 .

وهكذا يختبر الناس حتى يوجد المؤمنون منهم ، ثم المؤمنون يختبرون ويبتلون ويصفون حتى يوجد احسنهم عملا ، فإذا وجد أحسن الناس عملاً وصل الوجود لكمال غرض خلقته ، تدبر الآيات السابقة تعرف حقيقة ما ذكرنا ، والمعروف وفق العقل والشرع والوجدان والعرف أن أفضل البشر من الأولين والآخرين نبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم فبوجوده الكريم يخلص الوجود لأعلى غايته ويصل لقمت هدفه وأعلى غرضه .
وهذا المعنى في الحقيقة جاء بالحديث القدسي حيث قال تعال
ى : [[ لولاك ما خلقت الأفلاك ]] . البحار ج15 ص 28 .
يعني لولا وجود النبي الأكرم لما استحق الوجود أن يخلق ، وأن خلق بدون النبي الأكرم لم يصل لأحسن غرضه وأعلى غايته ولم يكمل هدفه ، ولم يكن من شأن الله تعالى أن يسخر الوجود للإنسان ثم يعدمه غايته ولا يعلمه كيف يقيم العبودية له ليحسن ، ولا يحسن الإنسان إلا بالتعاليم التي أنزلها على النبي الأكرم محمد صلى الله عليه وآله وسلم .
ولما كان استمرار الحسن بكل من يقترب من تعاليم النبي الأكرم واحسنهم في الوجود بعده من يقيمها ويعلمها خالصة من غير أي شائبة وهم آله الطيبين الطاهرين لأنهم كما عرفت أنهم أئمة المؤمنين وهم الذين رعاهم الله لأنهم استمرار للنبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم ، ثم يأتي بعدهم اتبعاهم ، لذا قال سبحانه :
{{ ذَلِكَ الَّذِي يُبَشِّرُ اللَّهُ عِبَادَهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى وَمَن يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَّزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْنًا إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ شَكُورٌ }} الشورى 23 .
والحسنة للعمل الحسن هي بشرى لعباد الله تعالى الذين آمنوا وعملوا الصالحات بإقترابهم من آل بيت النبي الأكرم بالمودة والمحبة والإتباع عن شغف واستزادة ، وبها سوف يزداد حسنه وتحسن ذاته وقوله وعمله إذا كان تابع في كيفية إقامة العبودية لله تعالى وفي جميع تصرفاته لآل محمد عليهم السلام ، قال تعالى :
قال عزّ وجلّ :
{{ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلًا }} الكهف 30 .
وقد عرفنا في الآية السابقة أن عمل الصالحات هو باقتراف المودة الحقيقة لآل النبي الأكرم بمتابعتهم والعمل بالعبودية لله تعالى وفق تعليمهم التي هي حقيقة تعاليم الله التي أنزلها على النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم .



إلى الأعلى




نتيجة البحث الثاني : غرض الخلقة تلازم أحسنها وجوداً القرآن والنبي وآله :


خلاصة البحث الثاني تتلخص بأمور وهي :
الأول : غرض الخلقة وغايتها وتسخيرها ليعبد الإنسان الله ، ثم يختبر المؤمنون ليظهر أحسنهم فيختص بوحي الله وينزل عليه كلامه ، واختصاص احسن الناس بأحسن الحديث وهو كلام الله المجيد في كل زمان وهم الأنبياء ثم أوصياءهم واتباعهم لمتابعتهم لهم ، وبالخصوص نبينا الأكرم اختص هو بالقرآن الكريم وآله تبع له وهم أحسن الناس بعده ، ومن يتبعهم تبع لهم في الحسن الوجودي والحسنات والكرامة عند الله .


الثاني : أن العبادة من العباد بالكيفية لا بالكمية ، وبمقدار تطبيق العبادة على التعاليم الحقيقية يستحق الإنسان القرب من الله تعالى وحسن وجوده ، ولذا قلنا النبي أحسن موجود ثم آله ثم أتباعهم الحقيقيين .
ويكون نبينا محمد وآله الطيبين الطاهرين صلاة الله وسلامه عليهم أجمعين ، هم غرض الوجود وغايته وخلاصته في خلقه وتسخيره ليظهر أحسنهم عبادة لله تعالى .
ولذا يصدق حديث الكساء بتوسيع معنى حديث الأفلاك السابق الذكر ، ويؤيد مضمونه كلامنا وبالخصوص قوله تعالى في جانب الحديث القدسي منه إذ قال : [[ يا سكان سمواتي إني ما خلقت سماء مبنية ولا أرض مدحية ولا قمر منير ولا شمساً مضيئة ولا فلك يدور ، ولا بحر يجري ، ولا فلك يسري ، إلا في محبة هؤلاء الخمسة الذين هم تحت الكساء .
فقال الأمين جبرائيل : يا رب ومَن تحت الكساء ؟
فقال عزّ وجلّ : هم فاطمة وأبوها وبعلها وبنوها …. ]]
.
وذلك لأنهم هداة البشر لإقامة العبودية لله سبحانه وتعالى التي هي أساس وجود الكون ، ولولاهم
لما كانت عبودية حقيقية لله على طول الزمان ، ولما استحق الكون الوجود .


ثالثاً : إن حسن الناس عباده وذاتاً وعملاً بعد النبي آله الأطهار الذين كانوا بعده ، هم غرض الوجود الحقيقي بعد النبي الأكرم تبع له صلى الله عليه وآله وسلم كلاً حسب زمانه ، وافضل الناس في زماننا الذي يتمخض بوجوده غرض الخلقة وتحسن غايتها هو وجود الإمام الثاني عشر الحجة أبن الحسن العسكري عليه صلاة الله وسلامه الذي نصبه الله تعالى إماماً للمسلمين يعد آبائه الطاهرين آل النبي محمد صلاة الله وسلامه أجمعين ، لأنه أحسن الناس ذاتاً وعلماً وعملاً ، وأقرب الناس له واشده علاقة به وتبع له فهو أحسن الناس بعده وهكذا .



إلى الأعلى






نسأل الله الهداية لصراطه المستقيم لنا ولكم
خادم علوم آل محمد عليهم السلام
الشيخ حسن جليل حردان الأنباري






إلى الأعلى