صحيفة الإمام علي

عليه السلام

شرح معنى علي

عليه السلام

 

 

رحم الله الشيخ حسن الأنباري إذ قال :

الله أمر رسوله  بجعل الوصي علي

و نفسه وهم نور واحد و لهم علي

تولاهم ينزل الله رحمته عليك و علي

وضمن لمحبه و محب آله جنة عليه

شرح الأبوذية :

 

 

المحتويات

صحيفة الإمام علي. 1

شرح معنى علي. 1

شرح أبوذية علي : 1

الله ربنا أمر النبي بجعل الوصي و الولي والخليفة بعده علي. 4

معنى اسم علي شرعا ولغة : 4

معنى اسم علي : 4

العلي والعظيم في القرآن : 5

اشتقاق أسماء آل محمد : 6

أحاديث الخليفة والوصي علي: 11

أحاديث في فضل الإمام علي عليه السلام : 13

هو نفس النبي وهما نور واحد ونزهم من الربوبية  ولهم علي. 27

معنى علي أرفع وعليِّ : 27

آية وأحاديث علي نفس النبي : 27

معرفة آل البيت بالنورانية : 32

أحاديث لا يقاس بهم أحد : 38

وأرفع شأنهم ما شئت وأسأل الله بهم صب رحمته عليك وعلي. 45

والله ورسوله ضمنوا لمن تولاه وآله الرضا و النعيم بجنة عليه 45

معنى علي فوقي : 45

المقام العالي لأهل البيت : 46

التقرب لله بأهل البيت : 51

رضى الله لرضا أهل البيت : 57

حديث جامع لفضائل أهل البيت : 61

نص الأبوذية المطولة : 87

عناوين مفيدة : 88

 


 

 

الله ربنا أمر النبي بجعل الوصي و الولي والخليفة بعده علي

معنى اسم علي شرعا ولغة :

معنى اسم علي :

علي : أسم للإمام الأول والمعصوم الثاني عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ عليه السلام ، وعلِيَ يَعلَى اعْلَ عَلاءً فهو عَليّ الجمع عَلِيُّون وعِلْيَة هم عِلْيَةُ القوم ، وعَلِيَ فِي الْمَجْدِ وَالْمَكَارِمِ و اِرْتَفَعَ و شَرُفَ ورفيع المكانة وسامي القَدْر.

و العَلِيّ : اسم من أسماء الله الحسنى ، ومعناه : رفيع القدر الذي لا رتبة فوق رتبته  ، و بناء فعيل بمعنى فاعل من علا يعلو، وفي أسمائه تعالى:

الْأَعْلَى‏: العالي بسلطانه وقدرته وكل مخلوق دونه في سلطانه ، وعلوه لا يقتضي ذلك المكان والمحل ولا حتى الزمان ، وفي أسمائه تعالى‏ :

 الْمُتَعَالِي ‏، و الْمُتَعَالِي‏ الذي جل عن كل وصف و هو متفاعل من العلو، و قد يكون بمعنى العالي . وَ مِنْ أَوْصَافِهِ تَعَالَى‏: عَلَا فَقَرُبَ وَ دَنَا فَبَعُدَ ، أي علا من مشابهة الممكنات و إدراك الأوهام ، و قرب منها من حيث العلم بها ، و بعد عنها من حيث الذات والمعرفة التامة لأنه لا يحاط به علما .

 

العلي والعظيم في القرآن :

وجاء اسم الله العلي : ستة مرات في القرآن الكريم ، ومرتين الأعلى ، وأربعة عشر مرة تعالى  ، والمجموع اثنان وعشرون مرة.

 وأما العظيم فجاء أربع مرات .

 ولا أعرف : لماذا يقولون صدق الله العظيم ولا يقولون صدق الله تعالى ، أو العلي أو الأعلى ، أو لا أقل صدق الله العلي العظيم ، ومثلها لا يعرف تفسير إيماني للصلاة المبتورة ، جاء في الروايات اللهم صلي على محمد وآل محمد ، وفي كتب الطرفين العامة والخاصة ، ولكنهم يقطعوها ويقطموها ويبتروها ويتركون الآل أو يضيفون عليهم من لم يؤمروا بالصلاة عليهم حين ذكر النبي صلى الله عليه وآله ، هذا .

ويا طيب : في آية الكرسي ، وهي سيد آي القرآن وأكرم وأعظم آية في كلام الله تعالى المجيد ، وفيها العلي مقدم على العظيم ، { اللّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَن  ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاء وَسِعَ  كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَلاَ يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ (255)} البقرة .

وكذلك العلي : مقدم في آية { كَذَلِكَ يُوحِي إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكَ اللَّهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (3) لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ (4) } الشورى ، العلي مقدم وأكثر ذكرا من العظيم بأضعاف.

 ودائما تأتي أسماء الله الحسنى : مزدوجة أسماء اثنان في كل تعليل للوقائع في القرآن حين ختم موضوعها ، ولا أدري لماذا لما يصل لتصديق الله بختم التلاوة يذكرون اسم واحد ولا يذكرون اثنان أو المقدم العلي والمذكور أكثر في كلام الله : سبحانه وتعالى ، عز وجل ، تبارك وتعالى ، الرحمن الرحيم ، العزيز الحكيم ، الغفور الرحيم ، العفو الغفور ، العليم الحليم ، العلي العظيم وغيرها الكثير ، وما هو إلا عناد والعياذ بالله من هجر الأعلى الذي اشتق منه اسم علي لعلي بن أبي طالب كما أشتق محمد من المحمود وفاطمة من فاطر ، وصلى الله على محمد وآل وسلم والحمد لله على نعمة الولاية والهداية والمحب لما أحب الله سبحانه وتعالى و صدق الله العلي العظيم .

 

اشتقاق أسماء آل محمد :

ويا طيب : إن أفضل وأول وأعلى تجلي لاسم الله العلي والأعلى تعالى وظهور تكويني له ، هو في النبي والإمام علي عليه السلام وآلهم ، وجاءت روايات كثيرة في هذا المعنى ، ونختار ما فيها اشتقاق اسم الإمام علي عليه السلام من اسم الله العلي سبحانه و تعالى أولا ثم يأتي بيان آخر ، منها :

عن أبي ذر رحمه الله قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله ، و هو يقول‏ :

خلقت : أنا و علي بن أبي طالب من نور واحد .

 نسبح الله : يمنة العرش ، قبل أن يخلق آدم بألفي عام .

 فلما أن خلق الله : آدم ، جعل ذلك النور في صلبه .

و لقد سكن الجنة : و نحن في صلبه ، و لقد هم بالخطيئة و نحن في صلبه ، و لقد ركب نوح في السفينة و نحن في صلبه ، و لقد قذف إبراهيم في النار و نحن في صلبه,

 فلم يزل ينقلنا الله عز و جل : من أصلاب طاهرة إلى أرحام طاهرة ، حتى انتهى بنا إلى عبد المطلب ، فقسمنا بنصفين‏ ، فجعلني في صلب عبد الله ، و جعل عليا في صلب أبي طالب ، و جعل في النبوة و البركة ، و جعل في علي الفصاحة و الفروسية .

وَ شَقَّ لَنَا : اسْمَيْنِ مِنْ أَسْمَائِهِ ، فَذُو الْعَرْشِ مَحْمُودٌ وَ أَنَا مُحَمَّدٌ .

وَ اللَّهُ الْأَعْلَى : وَ هَذَا عَلِيٌّ .

علل الشرائع ج1ص134ب116ح .

 

وذكر النعماني بسنده : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :

‏ إن الله عز و جل : أوحى إلي ليلة أسري بي ، يا محمد من خلفت في الأرض في أمتك ، و هو أعلم بذلك ؟ قلت : يا رب أخي .

 قال : يا محمد ، علي بن أبي طالب ؟ قلت : نعم يا رب ، قال : يا محمد ، إني اطلعت إلى الأرض اطلاعة فاخترتك منها ، فلا أذكر حتى تذكر معي .

فأنا المحمود : و أنت محمد .

ثم إني اطلعت : إلى الأرض اطلاعة أخرى ، فاخترت منها علي بن أبي طالب ، فجعلته وصيك .

فأنت : سيد الأنبياء ، و علي سيد الأوصياء .

ثم شققت له : اسما من أسمائي .

 فأنا الأعلى : و هو علي .

يا محمد : إني خلقت عليا و فاطمة و الحسن و الحسين والأئمة من نور واحد .

ثم عرضت : ولايتهم على الملائكة ، فمن قبلها كان من المقربين ، و من جحدها كان من الكافرين .

يا محمد : لو أن عبدا من عبادي عبدني ، حتى ينقطع ، ثم لقيني جاحدا لولايتهم ، أدخلته ناري .

ثم قال : يا محمد ، أ تحب أن تراهم ؟ فقلت : نعم .

فقال : تقدم أمامك ، فتقدمت أمامي ، فإذا علي بن أبي طالب ، و الحسن ، و الحسين ، و علي بن الحسين ، و محمد بن علي ، و جعفر بن محمد ، و موسى بن جعفر ، و علي بن موسى ، و محمد بن علي ، و علي بن محمد ، و الحسن بن علي ، و الحجة القائم كأنه الكوكب الدري في وسطهم .

فقلت : يا رب من هؤلاء ؟

قال : هؤلاء الأئمة ، و هذا القائم محلل حلالي ، و محرم حرامي ، و ينتقم من أعدائي ، يا محمد أحببه فإني أحبه ، و أحب من يحبه .

الغيبة للنعماني ص93ح14، 1، 12- 24 .

 

ويا طيب : إن كل أسماء أهل البيت عالية في نورها ومحلها وتجليها وظهورها فيهم كلا حسب زمانه ، بل هم النور العلي بذواتهم ووجودهم ، كما وجاء في تفسير قوله :

{ فَسَجَدَ الْمَلَائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ (73) إِلَّا إِبْلِيسَ اسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنْ الْكَافِرِينَ (74) قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَن تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ   أَسْتَكْبَرْتَ

أَمْ كُنتَ مِنَ الْعَالِينَ (75) } ص .

فعن أبي سعيد الخدري قال : كنا جلوسا مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : إذ أقبل إليه رجل ، فقال : يا رسول الله أخبرني عن قوله عز و جل لإبليس‏ :{ أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنْتَ مِنَ‏ الْعالِينَ‏ } ، فمن هو يا رسول الله الذي هو أعلى من الملائكة ؟

فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :

 أنا و علي : و فاطمة و الحسن و الحسين ، كنا في سرادق العرش نسبح الله ، و تسبح الملائكة بتسبيحنا ، قبل أن يخلق الله عز و جل آدم بألفي عام .

 فلما خلق : الله عز و جل آدم ، أمر الملائكة أن يسجدوا له ، و لم يأمرنا بالسجود ، فسجد الملائكة كلهم إلا إبليس فإنه أبى و لم يسجد .

فقال الله تبارك و تعالى‏ : { أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنْتَ مِنَ‏ الْعالِينَ‏ } ، عنى سبحانه من هؤلاء الخمسة المكتوبة أسماؤهم في سرادق‏ العرش .

فَنَحْنُ : بَابُ اللَّهِ الَّذِي يُؤْتَى مِنْهُ ، بِنَا يَهْتَدِي الْمُهْتَدِي ، فَمَنْ أَحَبَّنَا أَحَبَّهُ اللَّهُ وَ أَسْكَنَهُ جَنَّتَهُ ، وَ مَنْ أَبْغَضَنَا أَبْغَضَهُ اللَّهُ وَ أَسْكَنَهُ نَارَهُ ، وَ لَا يُحِبُّنَا إِلَّا مَنْ طَابَ مَوْلِدُهُ.

فضائل الشيعة ص8ح7 .

 

ويا طيب : في صحيفة الإمام علي عليه السلام بحث مفصل في ولادته عليه السلام ، ولكم هذه الأبيات التي تبين أن أسمه بفضل الله ومشتق من اسم الله الأعلى ، وكان بتعليمه لأبيه عليه السلام حين ولد عليه السلام ذهب للكعبة وندا شعرا:

قال أبو طالب رحمه الله حين ولد الإمام علي عليه السلام :

يا رب رب الغسق الدجي __ و القمر المنبلج المضي‏

بين لنا من حكمك المقضي __ ما ذا ترى لي في اسم ذا الصبي‏

فسمع هاتفا يقول‏ :

خصصتما بالولد الزكي‏ __ و الطاهر المطهر المرضي‏

إن اسمه من شامخ علي‏ __ علي اشتق من العلي‏

الفضائل لابن شاذان ص 57 .

 

 

 

أحاديث الخليفة والوصي علي:

ويا طيب : بعد أن عرفنا معنى اسم علي واشتقاقه ، وهذه أحاديث مختصرة تبين أن الإمام علي عليه السلام هو  الخليفة والوصي والولي والإمام بعد النبي الأكرم صلى الله عليه وآله : ذكر الكراجكي : عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله :

‏ ما أظلت الخضراء : و لا أقلت الغبراء بعدي ، أفضل من علي بن أبي طالب .

 وَ إِنَّهُ : إِمَامُ أُمَّتِي ، وَ أَمِيرُهَا .

وَ إِنَّهُ : لَوَصِيِّي وَ خَلِيفَتِي عَلَيْهَا .

من اقتدى : به بعدي اهتدى ، و من اهتدى بغيره ضل و غوى ، إني أنا النبي المصطفى ما أنطق بفضل علي بن أبي طالب عن الهوى‏، إن هو إلا وحي يوحى‏ ، نزل به الروح المجتبى ، عن الذي‏ له ما في السماوات وما في الأرض وما بينهما وما تحت الثرى ‏.

كنز الفوائد ج2ص56.

وعن مقاتل بن سليمان : عن الصادق جعفر بن محمد عن أبيه عن آبائه عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله لعلي بن أبي طالب عليه السلام :

 يا علي : أنت مني بمنزلة هبة الله من آدم، وبمنزلة سام من نوح ، وبمنزلة إسحاق من إبراهيم ، و بمنزلة هارون من موسى، و بمنزلة شمعون من عيسى ، إلا أنه لا نبي بعدي .

يا علي : أنت وصيي‏ و خليفتي ، فمن جحد وصيتك و خلافتك فليس مني و لست منه ، و أنا خصمه يوم القيامة .

يا علي : أنت أفضل أمتي فضلا ، و أقدمهم سلما ، و أكثرهم علما ، و أوفرهم حلما ، و أشجعهم قلبا ، و أسخاهم كفا .

يا علي : أنت الإمام بعدي و الأمير ، و أنت الصاحب بعدي و الوزير ، و ما لك في أمتي من نظير .

يا علي : أنت قسيم الجنة و النار ، بمحبتك يعرف الأبرار من الفجار ، و يميز بين الأشرار و الأخيار ، و بين المؤمنين و الكفار.

الأمالي للصدوق ص46مجلس11ح4 .

عن جابر بن عبد الله الأنصاري يقول‏ : سمعت‏ رسول الله صلى الله عليه وآله يقول لعلي بن أبي طالب عليه السلام :

يا علي : أنت أخي و وصيي‏ ، و وارثي و خليفتي على أمتي ، في حياتي و بعد وفاتي ، محبك محبي ، و مبغضك مبغضي ، و عدوك عدوي ، و وليك وليي.

الأمالي للصدوق ص 125م26ح5 .

وعن أبي الصباح قال : قلت لأبي عبد الله عليه السلام : بلغنا أن رسول الله صلى الله عليه وآله قال لعلي عليه السلام :

أنت :  أخي و صاحبي ، و صفيي و وصيي‏ .

و خالصي : من أهل بيتي ، و خليفتي في أمتي ، و سأنبئك فيما يكون فيها من بعدي .

يا علي : إني أحببت لك ما أحبه لنفسي ، و أكره لك ما أكرهه لها .

فقال لي أبو عبد الله عليه السلام : هذا مكتوب‏ .

بصائر الدرجات ج1ص166ب1ح19 .

 

 

 

 

أحاديث في فضل الإمام علي عليه السلام :

 

في هامش كشف اليقين للعلامة الحلي  ص 14 ح6 .

ذكر محققه فضائل للإمام علي موجود في الكتاب بنصها وقال :

إن شئت تعيين محل كل واحدة من تلك فانظر : إحقاق الحق 4 / 3 - 389 .

وقال : فإليك في هذا المجال شطرا من النعوت والاوصاف .

التي نص بها رسول الله - صلى الله عليه وآله في حقه عليه السلام من كتب العامة  :

 ( 1 ) علي سيد المسلمين .

( 2 ) علي امام المتقين .

 ( 3 ) علي قائد الغر المحجلين .

( 4 ) علي يعسوب المؤمنين .

( 5 ) علي ولي المتقين .

( 6 ) علي يعسوب الدين .

( 7 ) علي أمير المؤمنين " أمير كل مؤمن " .

( 8 ) علي سيد ولد آدم " ما خلا النبيين " .

( 9 ) علي خاتم الوصيين .

( 10 ) علي اول من يرى رسول الله يوم القيامة .

( 11 ) علي اول من يصافح النبي يوم القيامة .

( 12 ) علي الصديق الاكبر .

( 13 ) علي فاروق هذه الامة .

( 14 ) علي الفاروق بين الحق والباطل .

( 15 ) علي اول من صدق رسول الله " آمن رسول الله " .

( 16 ) علي اول من آمن بالله .

( 17 ) علي يعسوب المسلمين .

( 18 ) علي خليفة رسول الله " في امته من بعده " .

( 19 ) علي يعسوب قريش .

( 20 ) علي خير من تركه رسول الله .

( 21 ) علي سيد العرب .

( 22 ) علي سيد في الدنيا والاخرة .

( 23 ) علي سيد المؤمنين .

( 24 ) علي وزير رسول الله .

( 25 ) علي صاحب رسول الله .

( 26 ) علي اول من وحد الله مع رسوله .

( 27 ) علي منجز وعد رسول الله .

( 28 ) علي موضع سر رسول الله .

( 29 ) علي خير من تركه ( اخلفه ) رسول الله من بعده .

( 30 ) علي قاضي دين رسول الله .

( 31 ) علي أخو رسول الله " في الدنيا والاخرة " .

( 32 ) علي عيبة علم رسول الله .

( 33 ) علي باب رسول الله الذي يؤتي منه .

( 34 ) علي وصي رسول الله .

( 35 ) علي القائم بامر رسول الله .

( 36 ) علي الامام على امة رسول الله " إمام الأمة " .

( 37 ) علي خليفة الله في أرضه " بعد رسوله " .

( 38 ) علي امام خلق الله " البرية " .

( 39 ) علي مولى البرية .

( 40 ) علي وارث علم رسول الله .

( 41 ) علي أبو ذرية النبي " ولد النبي " .

( 42 ) علي عضد " عاضد رسول الله " .

( 43 ) علي أمين رسول الله على وحيه .

( 44 ) علي مولى من كان رسول الله مولاه .

( 45 ) علي صاحب لواء رسول الله في المحشر .

( 46 ) علي قاضي عداة رسول الله .

( 47 ) علي الذائد عن حوض رسول الله .

( 48 ) علي أبو هذه الامة .

( 49 ) علي صاحب حوض رسول الله .

( 50 ) علي قاتل الناكثين والقاسطين والمارقين .

( 51 ) علي ولي المؤمنين " كل مؤمن " بعد رسول الله .

( 52 ) علي صفي رسول الله .

( 53 ) علي حبيب رسول الله .

( 54 ) علي سيد الاوصياء " الوصيين " .

( 55 ) علي أفضل الوصيين .

( 56 ) علي خاتم الاوصياء .

( 57 ) علي خير الاوصياء " الوصيين " .

( 58 ) علي امام الاتقياء .

( 59 ) علي وارث النبي .

( 60 ) علي سيف الله .

( 61 ) علي الهادي .

( 62 ) علي أبو الائمة الطاهرين .

( 63 ) علي أقدم الناس سلما .

( 64 ) علي وزير رسول الله " في السماء والارض " .

( 65 ) علي أحب الاوصياء إلى الله .

( 66 ) علي أعظم " اشرف " الناس حسبا .

( 67 ) علي أكرم الناس منصبا .

( 68 ) علي أرحم الناس بالرعية .

( 69 ) علي أعدل الناس بالسوية " في الرعية " .

( 70 ) علي أبصر الناس بالقضية .

( 71 ) علي ولي الله .

( 72 ) علي ولي رسول الله " في الدنيا والاخرة " .

( 73 ) علي ولي المؤمنين بعد رسول الله .

( 74 ) علي المؤدي عن رسول الله .

( 75 ) علي امام كل مؤمن ومؤمنة .

( 76 ) علي ولي كل مؤمن ومؤمنة  .

( 77 ) علي الأخذ بسنة رسول الله .

( 78 ) علي الذاب عن ملة رسول الله .

( 79 ) علي أولى الناس بعد رسول الله .

( 80 ) علي أول الناس " المؤمنين " ايمانا .

( 81 ) علي أوفي الناس " المؤمنين " بعهد الله .

( 82 ) علي أقوم الناس بعهد الله .

( 83 ) علي أقسم الناس " المؤمنين " بالسوية .

( 84 ) علي أرأف الناس " المؤمنين " بالرعية .

( 85 ) علي أعدل الناس في الرعية .

( 85 ) علي أعدل الناس في الرعية .

( 86 ) علي أمين الناس علي سره .

( 87 ) علي أعظم الناس عند الله مزية .

( 88 ) علي سيد الاولين والاخرين ما خلا النبيين .

( 89 ) علي قبلة العارفين .

( 90 ) علي اول المسلمين ( الاصحاب ) إسلام .

( 91 ) علي أكثر الامة علما .

( 93 ) علي أعظم الامة " أفضل الامة " " اوفر الامة " حلما " احلم الناس " .

( 94 ) علي أحسن الناس خلقا .

( 95 ) علي أعلم الامة بالله .

( 96 ) علي أول الناس ورودا على الحوض .

( 97 ) علي آخر الناس عهدا برسول الله .

( 98 ) علي أول الناس لقيا برسول الله .

( 99 ) علي أشجع الناس قلبا .

( 100 ) علي اسخى " اسمح " الناس كفا .

( 101 ) علي قسيم الجنة والنار  .

( 102 ) علي أصح الناس دينا .

( 103 ) علي أفضل الناس يقينا .

( 104 ) علي أكمل الناس حلما .

( 105 ) علي راية الهدى .

( 106 ) علي منار الايمان .

( 107 ) علي إمام اولياء الله .

( 108 ) علي نور جميع من أطاع الله .

( 109 ) علي صاحب راية رسول الله يوم القيامة .

( 110 ) علي امين رسول الله " ثقة رسول الله " على مفاتيح خزائن رحمة الله .

( 111 ) علي كبير الناس .

( 112 ) علي نور أولياء الله .

( 113 ) علي امام من أطاع الله .

( 114 ) علي أمين رسول الله في القيامة .

( 115 ) علي صاحب حوض رسول الله .

( 117 ) علي متودع مواريث الانبياء .

( 118 ) علي أمين الله على أرضه .

( 119 ) علي حجة الله على بريته .

( 120 ) علي ركن الايمان .

( 121 ) علي عمود الاسلام .

( 122 ) علي مصباح الدجي .

( 123 ) علي منار الهدى .

( 124 ) علي العلم المرفوع لاهل الدنيا .

( 125 ) علي الطريق الواضح .

( 126 ) علي الصرطا المستقيم .

 ( 127 ) علي الكلمة التي الزمها الله المتقين .

( 128 ) علي أعلم المؤمنين بايام الله .

( 129 ) علي أعظم المؤمنين رزية .

( 130 ) علي غاسل رسول الله .

( 131 ) علي دافن رسول الله .

( 132 ) علي المتقدم إلى كل شديدة وكريهة .

( 133 ) علي أقوم الناس بأمر الله .

( 134 ) علي الرؤوف بالناس .

( 135 ) علي الاواه .

( 136 ) علي الحليم .

( 137 ) علي أفضل الناس منزلة .

( 138 ) على أقرب الناس قرابة .

( 139 ) علي أعظم الناس غنى .

( 140 ) علي حجة رسول الله .

( 141 ) علي باب الله .

( 142 ) علي خليل الله .

( 143 ) علي خليل رسول الله .

( 144 ) علي سيف رسول الله .

( 145 ) علي الطريق إلى الله .

(146 ) علي النبأ العظيم .

( 147 ) علي المثل الاعلى .

( 148 ) علي إمام المسلمين .

( 149 ) علي سيد الصديقين .

( 150 ) علي قائد المسلمين إلى الجنة .

( 151 ) علي أتقي الناس .

( 152 ) علي أفضل الناس " هذه الامة " .

( 153 ) علي أعلم الناس .

( 154 ) علي صالح المؤمنين .

( 155 ) علي عالم الناس .

( 156 ) علي الدال .

( 157 ) علي العابد .

( 158 ) علي الهادي .

( 159 ) علي المهدي .

( 160 ) علي الفتي .

( 161 ) علي المجتبى للامامة .

( 162 ) علي صاحب رسول الله في المقام المحمود .

( 163 ) علي الملك في الاخرة .

( 164 ) علي صاحب سر رسول الله .

( 165 ) علي الامين في أهل الارض .

( 166 ) علي الامين في أهل السماء .

( 167 ) علي محيي سنة رسول الله .

( 168 ) علي ممسوس في ذات الله .

( 169 ) علي أكمل الامة يقينا .

( 170 ) علي مقيم الحجة .

( 171 ) علي حجة النبي علي امته يوم القيامة .

( 172 ) علي شيخ المهاجرين والانصار .

( 173 ) علي لحم رسول الله ودمه وشعره .

( 174 ) علي أبو السبطين .

( 175 ) علي أبو الريحانتين .

( 176 ) علي مفرج الكرب عن رسول الله .

 ( 177 ) علي أسد الله في أرضه .

( 178 ) علي سيف الله " على أعدائه " .

( 179 ) علي حبيب الله .

( 180 ) علي حامل راية رسول الله .

( 181 ) علي صاحب لواء الحمد .

( 182 علي اول من يدخل الجنة .

( 183 ) علي اول من يقرع باب الجنة .

( 184 ) علي رباني هذه الامة .

( 185 ) علي ديان العرب .

( 186 ) علي ديان هذه الامة .

( 187 ) علي ذوقرني الجنة .

( 188 ) علي عبقري أصحاب رسول الله .

( 189 ) علي أمير البررة .

( 190 ) علي قاتل الفجرة .

( 191 ) علي قاتل الكفرة .

( 192 ) علي الاخيشن " الاخشن " " المخشوشن " " الاخشي " في ذات الله . .

( 193 ) علي صهر رسول الله .

( 194 ) علي خير البشر .

( 195 ) علي خير الناس .

( 196 ) علي خير الرجال .

( 197 ) علي خير هذه الامة بعد نبيها .

( 198 ) علي خير البرية .

( 199 ) علي خير من طلعت عليه الشمس وغربت بعد النبي .

( 200 ) علي صاحب رسول الله في الجنة .

( 201 ) على اب الامة .

 ( 203 ) علي أمير آيات القرآن .

( 203 ) علي صاحب لواء رسول الله في الدنيا والاخرة .

( 204 ) علي إمام البررة .

( 205 ) علي رفيق رسول الله في الجنة .

( 206 ) علي أحب الخلق إلى الله ورسوله .

( 207 ) علي باب العلم .

( 208 ) علي أحب الرجال إلى النبي .

( 209 ) علي أقرب الناس من رسول الله .

( 210 ) علي أجود الناس منزلة .

( 211 ) علي أعظم الناس عند الله عناء .

( 212 ) علي أعظم الناس على الله .

( 213 ) علي قائد الامة إلى الجنة .

( 214 ) علي حجة الله على الناس بعد رسول الله .

( 215 ) علي امين رسول الله .

( 216 ) علي الصديق .

( 217 ) علي الشاهد .

( 218 ) علي أقرب الناس إلى الجنة .

( 219 ) علي قائد المؤمنين إلى الجنة .

( 220 ) علي المهتدي .

( 221 ) علي أبو اليتامي والمساكين .

( 222 ) علي زوج الارامل .

( 223 ) علي ملجأ كل ضعيف .

( 224 ) علي مأمن كل خائف .

( 225 ) علي حبل الله المتين .

( 226 ) علي العروة الوثقي  .

( 227 ) علي كلمة التقوى .

( 228 ) علي عين الله .

( 229 ) علي لسان الله الصادق .

( 230 ) علي جنب الله .

( 231 ) علي يد الله المبسوطة على عباده بالمغفرة والرحمة .

( 232 ) علي باب حطة .

( 233 ) علي اول من صدق رسول الله .

( 234 ) علي اول من وحد الله .

( 235 ) علي باب علم رسول الله .

( 236 ) علي باب مدينة العلم .

( 237 ) علي أبو العترة الطاهرة الهادية .

( 238 ) علي وارث علم النبيين .

( 239 ) علي احكم الناس حكما .

( 240 ) علي حجة الله في أرضه بعد النبي .

( 241 ) علي أمين رسول الله على حوضه .

( 242 ) علي ولي كل مؤمن ومؤمنة " كل مسلم ومسلمة " .

( 243 ) علي ولي من كان رسول الله وليه .

( 244 ) علي خليفة الله على عباده .

( 245 ) علي المبلغ من الله ورسوله .

( 246 ) علي قاصم عداة رسول الله .

( 247 ) علي خدن رسول الله .

2 - 4 - وعلى الباحث المتتبع أن يستكشف السبب

في كثرة أحاديث فضائل علي - عليه السلام -

 ويستنتج الحكم الالهي منها . يظهر له بأدنى تأمل أن السبب في تلك ،

 شدة عناية الرسول - صلى الله عليه وآله - بإبلاغ الدين ،

وإكامله وإتمامه وعلمه باختلاف الامة بعد رحلته كما نقل ابن حجر الهيثمي

 عن بعض المتأخرين من ذرية

 

 

 

يا طيب : بعد أن عرفنا معنى اسم علي واشتقاقه من العلي الأعلى ، وعرفنا بعض الأحاديث في الوصي والولي والخليفة وستأتي أخرى ، وكما توجد أحاديث أخرى كثير تبين اشتقاق أسماء الأئمة وبالخصوص أصحاب الكساء من أسماء الله تعالى ، وعرفنا فضل تجليه تعالى فيهم ، وإذ عرفنا هذا ، فلنعرف يا طيب :

 


 

 

هو نفس النبي وهما نور واحد ونزهم من الربوبية
ولهم علي

معنى علي أرفع وعليِّ :

علي : عَلَا يعلى عَلِيّ فعل أمر، أنت عَلِيّ ، كلنا نعلي قدر النبي وآله ونرفع شأنهم ، ونقر لهم ما بما فضلهم الله به ، وعلى‏ لَفْظَةٌ مُشْتَرَكةٌ للاسْمِ و الفِعْل و الحَرْف، عَلِّيَ  النَّهَارُ اِرْتَفَعَ، عَلِيَ فِي الْمَجْدِ وَالْمَكَارِمِ اِرْتَفَعَ وشَرُفَ وهي صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من علا ، علا في وعلِيَ، العَلِيُّ  المرتفعُ ، وعِلْيَة القوم أشرافهُم وصفوتهم وأرفعهم قدرًا وأسماهم مكانةً ، و العِلِّيّ صاحبُ أَعلى درجة . والجمع : عِلِّيُّون .

 

آية وأحاديث علي نفس النبي :

يا طيب : قبل أن نبين شيء من معرفة النبي وآله بالنورانية ، وأنهم نور واحد له مراتب في تنزله في الوجود ، وقبل أن نتعرف على علو شأن النبي وآله ، وأنه لا يقاس بهم أحد ، نذكر مختصر في أن الإمام علي عليه السلام ، هو نفس النبي بنص آية المباهلة ، وتجد هذا المعنى بأن نفس النبي هو الإمام علي عليه السلام في كل التفاسير وكتب الحديث عند الطرفين ، كما أن الأبناء الحسن والحسين والنساء فاطمة عليهم الصلاة والسلام ، قال الله سبحانه تعالى : {  فَمَنْ  حَآجَّكَ فِيهِ مِن بَعْدِ مَا جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْاْ نَدْعُ أَبْنَاءنَا وَأَبْنَاءكُمْ وَنِسَاءنَا وَنِسَاءكُمْ وَأَنفُسَنَا  وأَنفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَل لَّعْنَةَ اللّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ (61) }آل عمران.

ذكر الصدوق بسنده في باب أن لأمير المؤمنين عليه السلام سبعون منقبة لم يشركه فيها أحد من الأئمة ، فراجعها في صحيفة الإمام علي عليه السلام صحيفة ذكر علي عباده من موسوعة صحف الطيبين ، قال أمير المؤمنين عليه السلام : ....

 و أما الرابعة و الثلاثون : فإن النصارى ادعوا أمرا ، فأنزل الله عز و جل فيه‏ :

 { فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ ما جاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا وَ أَبْناءَكُمْ وَ نِساءَنا وَ نِساءَكُمْ وَ أَنْفُسَنا وَ أَنْفُسَكُمْ‏ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَى الْكاذِبِينَ‏ } .

فَكَانَتْ :

 نَفْسِي : نَفْسَ رَسُولِ اللَّهِ ، وَ النِّسَاءُ فَاطِمَةَ ، وَ الْأَبْنَاءُ الْحَسَنَ وَ الْحُسَيْنَ .

ثم ندم القوم : (أي نصار نجران المباهلين ) فسألوا رسول الله الإعفاء ، فأعفاهم .

و الذي : أنزل التوراة على موسى و الفرقان على محمد صلى الله عليه وآله ، لو باهلونا لمسخوا قردة و خنازير ...

الخصال ج2ح576ب70ح1 .

وعن أبي رافع قال: قدم صهيب مع أهل نجران ، فذكر لرسول الله ص ما خاصموه به من أمر عيسى ابن مريم عليه السلام ، و أنهم دعوه ولد الله ، فدعاهم رسول الله صلى الله عليه وآله ، فخاصمهم و خاصموه .

فقال‏ : { تَعَالَوْاْ نَدْعُ أَبْنَاءنَا وَأَبْنَاءكُمْ وَنِسَاءنَا وَنِسَاءكُمْ وَأَنفُسَنَا  وأَنفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَل لَّعْنَةَ اللّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ } .

 فدعا رسول الله صلى الله عليه وآله : عليا عليه السلام ، فأخذ بيده فتوكأ عليه ، و معه ابناه الحسن و الحسين و فاطمة عليهم السلام خلفهم .

فلما رأى النصارى : ذلك‏ أشار عليهم رجل منهم ، فقال : ما أرى لكم أن‏ تلاعنوه ، فإن كان نبيا هلكتم ، و لكن صالحوه .

قال : فصالحوه ، قال : قال‏ رسول الله صلى الله عليه وآله : لو لاعنوني ، ما وجد لهم أهل و لا ولد و لا مال.

وعن الإمام أبي جعفر الباقر عليه السلام‏ في قوله تعالى‏ :

 { فَقُلْ تَعَالَوْاْ نَدْعُ أَبْنَاءنَا وَأَبْنَاءكُمْ } ، قال‏ عليه السلام : الحسن و الحسين‏ ، { وَنِسَاءنَا وَنِسَاءكُمْ } قال : فاطمة .

 { وَأَنفُسَنَا  وأَنفُسَكُمْ }‏ قال : علي صلى الله عليهم وسلم .

تفسير فرات الكوفي ص86ح 63 سورة آل‏عمران3 الآيات 59 إلى 61 .

 

وقال الإمام موسى الكاظم عليه السلام في محاجته مع الرشيد في تفسير الآية :

و لم يدع أحد : أنه أدخل‏ النبي صلى الله عليه وآله تحت الكساء عند المباهلة للنصارى ، إِلَّا عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ وَ فَاطِمَةَ وَ الْحَسَنَ وَ الْحُسَيْنَ ، فَكَانَ تَأْوِيلُ قَوْلِهِ تَعَالَى :‏{ أَبْناءَنا } ، الْحَسَنَ وَ الْحُسَيْنَ ، { وَ نِساءَنا } فَاطِمَةَ .

 { وَ أَنْفُسَنا } عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ عليهم الصلاة والسلام .

 عَلَى أَنَّ الْعُلَمَاءَ : قد أجمعوا على أن جبرئيل قال يوم أحد :

 يا محمد : إن هذه لهي المواساة من علي.

قال : لأنه مني و أنا منه .

 فقال جبرئيل :  أنا منكما يا رسول الله.

 ثُمَّ قَالَ : لَا سَيْفَ إِلَّا ذُو الْفَقَارِ وَ لَا فَتَى إِلَّا عَلِيٌّ .

 فكان : كما مدح الله تعالى به خليله : { قَالُوا سَمِعْنَا فَتًى يَذْكُرُهُمْ يُقَالُ لَهُ إِبْرَاهِيمُ (60)‏ } الأنبياء ...

عيون أخبار الرضا عليه السلام ج‏1ص85ب 7ح9 .

 

وفي محاجة الإمام الرضا عليه السلام : مع علماء جمعهم المأمون له ليناظروه ، فقال في حديث طويل منه : أما الثالثة : فحين ميز الله الطاهرين من خلقه ، فَأَمَرَ نَبِيَّهُ بِالْمُبَاهَلَةِ بِهِمْ في آية الابتهال ، فقال عز و جل يا محمد : { فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ ما جاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا وَ أَبْناءَكُمْ وَ نِساءَنا وَ نِساءَكُمْ وَ أَنْفُسَنا وَ أَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَى الْكاذِبِينَ‏ }.

 فَبَرَزَ النَّبِيُّ : عَلِيّاً ، وَ الْحَسَنَ وَ الْحُسَيْنَ ، وَ فَاطِمَةَ ، وَ قَرَنَ أَنْفُسَهُمْ‏ بِنَفْسِهِ .

فهل تدرون : ما معنى قوله‏: { وَ أَنْفُسَنا وَ أَنْفُسَكُمْ‏ } ؟

قالت العلماء : عنى به نفسه ، فقال أبو الحسن الرضا عليه السلام : لقد غلطتم ، إِنَّمَا عَنَى بِهَا عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ عليه السلام .

 وَ مِمَّا يَدُلُّ : عَلَى ذَلِكَ ، قَوْلُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وآله حِينَ قَالَ : لَيَنْتَهِيَنَّ بَنُو وَلِيعَةَ .

 أَوْ لَأَبْعَثَنَّ إِلَيْهِمْ ر: َجُلًا كَنَفْسِي يَعْنِي عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ ، وَ عَنَى بِالْأَبْنَاءِ الْحَسَنَ وَ الْحُسَيْنَ ، وَ عَنَى بِالنِّسَاءِ فَاطِمَةَ .

 فَهَذِهِ : خُصُوصِيَّةٌ لَا يَتَقَدَّمُهُمْ فِيهَا أَحَدٌ ، وَ فَضْلٌ لَا يَلْحَقُهُمْ فِيهِ بَشَرٌ ، وَ شَرَفٌ لَا يَسْبِقُهُمْ إِلَيْهِ خَلْقٌ ، إِذْ جَعَلَ نَفْسَ عَلِيٍّ كَنَفْسِهِ ، فَهَذِهِ الثَّالِثَة ....

عيون أخبار الرضا عليه السلام ج1ص231ب23ح1 .   وبني وليعة قوم من حضرموت وقصصهم مشهورة مع النبي وذكر هذا القول كل من كتب تأريخ الإسلام .


 

معرفة آل البيت بالنورانية :

يا طيب : إن معرفة أهل البيت عليهم السلام بالنورانية هي أعلى معرفة وأشرفها وأكملها ، وجاءت خمسون آية في القرآن الكريم تعرف النور وحقيقة الوجود النورانية ، وتشير لكيف تجلى النور من عظمة الله وجلاله ، وحصل التكوين ، كما جاءت أحاديث تفسر كيف تجلى الله بنوره في الوجود وظهر التكوين وقد عرفت قسم منها ، وقد كتبنا في صحيفة الإمام الحسين عليه السلام ، بعض المعرفة ، وفي صحيفة سادة الوجود ، وفي صحيفة فاطمة الزهراء عليها السلام .

 وهنا نذكر : مختصرا في تعريف معرفتهم بالنورانية ، وتعريف بأنهم لا يقاس بهم أحد ، ولذا يجب أن ننزهم عن الربوبية ونرفع شأنهم ونعلي قدرهم ، حتى لنقول أنهم الخلق الأول وهم نور الله المتجلي ، وبهم ظهر الوجود وهداه ، فنعرفهم كما أراد سبحانه وأمر الله ورسول وآل محمد عليهم السلام ، بضرورة معرفة بالمعرفة العالية ، لتطمئن نفوسنا ، بأن أئمتنا وولاة أمرنا وهداتنا لا يقاس بهم أحد ، والله الذي طهر وأصطفى وأختار أطيب العباد والخلق وأعلاهم شرفا ومنزلة ومقام لتعليمنا حقائق عبوديته وعلو شأنه ، وهداه وما يريد من العباد ليصلوا إلى أعلى نعيم وتجلي لنوره ، فيتمكنون في عز ملكه وجبروت ملكوته ، ويخلصوا من الدنيا الدنية وظلماتها السفلية ، وليرتفعوا عنده في المقام الأسمى والجاه العلي العظيم .

ولمعرفة المرتبة النورانية : نذكر آية واحد وبالتدبر بها يعرف كيف تجلى الله نوره ، قال الله سبحانه وتعالى :

{ اللَّهُ  نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ

مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ  كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ

 يُوقَدُ مِن شَجَرَةٍ مُّبَارَكَةٍ زَيْتُونِةٍ لَّا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ

يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ

 نُّورٌ عَلَى نُورٍ  يَهْدِي  اللَّهُ لِنُورِهِ مَن يَشَاء

وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (35)

فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ  وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ (36)

رِجَالٌ لَّا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاء الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ  وَالْأَبْصَارُ (37) لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَيَزِيدَهُم مِّن فَضْلِهِ وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَن يَشَاء بِغَيْرِ حِسَابٍ (38) } النور .

فالله سبحانه وتعالى : بين أنه هو النور ، وأشرق نوره في السماوات والأرض ، ومثل لنا كيفية تجليه ، بأن الكون كمشاة  وهو محل الكوة وحفرة في الحائط يوضع فيها الفانوس في البيوت القديمة ، وجعل الخلق كمصباح في التكوين ، وهذا المصباح له زجاجة تعسك وتضيئ نوره للأهل التكوين المستضئين بمن تجلى بهم أولا وظهروا منهم ، ولذا نقول أول ما خلق الله تعالى نور النبي وآله وأنهم نور واحد ، وقد أكمل الله تعالى تفسير المعنى أن نوره متنزل في الدنيا في بيوت النبي وآله ، وهم رجال العبودية والذكر والتسبيح ، فظهر فيهم نور الله فنشروا وظهروا وتجلوا بذكره ، وتعليم الله تعالى ، والعلم نور فمن أقتبس منه تنور وأرتفع لمراتب عليا في نور الله تعالى ، والله تعالى عرف المراتب العالية وأن النبي وآله معه بل من تبعهم وأقتدى بهم معهم ، في أعلى مراتب نور الله العليا في التكوين ، كما أن بعد هذه الآيات أعلاه ، ذكر من يخالفهم كيف يبقى في الظلمات ولم نذكرهم ونسأل الله أن يبعدنا عمن لم يرضا بهم أئمة وولاة لأمر الله ، ونبقي كلامنا في النور فقط .

ويا طيب : هذه بعض الأحاديث بأنهم نور واحد بالإضافة لما عرفت ثم نذكر بعض المعرفة في المراتب العالية ورفعتها وسكانها مختصرا :

عن الإمام علي عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله:

 خُلِقْتُ : أَنَا وَ عَلِيٌّ مِنْ نُورٍ وَاحِدٍ .

الأمالي للصدوق ص236م40ح10 .

وعن واثلة بن االأسقع قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول‏ : 

لما عرج بي إلى السماء : و بلغت سدرة المنتهى ، ناداني ربي جل جلاله ، فقال : يا محمد ، فقلت : لبيك سيدي .

قال : إني ما أرسلت نبيا فانقضت أيامه ، إلا أقام بالأمر بعده وصيه ، فاجعل علي بن أبي طالب الإمام و الوصي من بعدك .

فإني خلقتكما : من نور واحد .

 و خلقت : الأئمة الراشدين من أنواركما.

 أ تحب : أن تراهم يا محمد ؟

قلت : نعم يا رب .

قال ارفع رأسك : فرفعت رأسي ، فإذا أنا بأنوار الأئمة بعدي ، اثنا عشر نورا .

قلت : يا رب أنوار من هي ؟

قال : أنوار الأئمة بعدك ، أمناء معصومون .

كفاية الأثر ص110.

 

 ويا طيب : بعد معرفة آيات تجلي نور الله تعالى في التكوين ، فلنعرف مراتبة ، لمعرفة بعض المراتب العلية في التكوين ، ولكم أجملها وهو ما مذكور في الآيات الآتية ، فتدبرها وتدبر العلو والرفعة للنبي وآله ولمن تبعهم ، لتعرف معنى اسم علي وكيف نعلي شأن النبي وآله ونرفع قدرهم بما يتسع بها عقلنا ويطيقه فكرنا ، وتتنور به أرواحنا من أعلى معرفة وأشرفها ، وهي معرفتهم بالنورانية وعلوها :

 

قال الله سبحانه وتعالى :

{ وَهُوَ بِالْأُفُقِ الْأَعْلَى (7) ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى (8) فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى (9)

فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى (10) مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى (11)

أَفَتُمَارُونَهُ عَلَى مَا يَرَى (12) وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى  (13)

 عِندَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى (14) عِندَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى (15) إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى  (16) مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى (17)

لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى (18) } النجم .

فهذه : في الإسراء والمعراج ، وكان متعدد ، وحكت سورة الإسراء مراتب دنيا ، وسورة النجم فصلت بعض الشيء من المراتب العليا في التكوين من مرتبة الجبروت وفوق الملكوت ،  كان فيها النبي وآله قبل النزول لعالم الشهادة ، في الخلق الأول ، وكان فيها خطاب الأمر بالولاية وتعريف نورهم ومحله ، وإشارة وتذكير بنورهم ومقامه العلي ، ومنها عرف أن الولاية باطن النبوة والنبوة ظاهرة الولاية ، لأنه كان من ذلك المقام و هناك في الأحاديث الأمر بالتنصيب بالولاية لأمير المؤمنين قبل الأرض.

ويا طيب : لنتعرف بعض الشيء عن المراتب العلية ، لنعرف كيف نعلي شأن النبي وآله ، وعلو مقام علي وآله مع سيدهم النبي وكيف يلحق بهم شيعتهم ، نذكر بعض الآيات التي تعرفنا علو مراتب التكوين وشدة مراتبها الأولى في النور والمكانة الرفيعة :

قال الله تعالى :

{ مِّنَ اللَّهِ ذِي الْمَعَارِجِ (3)

  تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ

فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ (4)}المعارج .

فهذه مرتبة الملكوتية : العالية في التكوين كما في الأحاديث مراتب و أعلها كما مر قاب قوسين أو أدنا في العلو وهو معنى النور الأول كما عرفت وسترى .

وأما المرتبة الملكوتية : قال الله تعالى :

{ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنَ السَّمَاء إِلَى الْأَرْضِ

ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِّمَّا تَعُدُّونَ (5) } السجدة .

كما أن آيات العرش والكرسي : والسماوات والأرضين ومراتبها فيها بيان واسع ، ونكتفي بهذا المختصر ، ونذكر أحاديث توجب أن نقر بضرورة معرفتهم بالنورانية ، كما مرت أحاديث أنهم نور واحد ، ولنقر أنه لا يقاس بهم أحد من العباد ، لا في المراتب العالية ، ولا في عالم الشهادة ، وإن ما لهم من الشأن الكريم والتقديس بفضل الرب الرحيم ، لا تسعه المعرفة إلا بالإشارة للمعاني التكوينية العالية وما ذكر فيها ، ويلحق بهم من يقتبس منهم ويحف بهم ويحيط بهم من يقتدي بهم ، ويخلص العبودية لله بتعاليمهم فيسير بصراط مستقيم لنعيم الله العلي العظيم .

 

أحاديث لا يقاس بهم أحد :

 وهذه بعض الأحاديث : بأنه لا يقاس بهم أحد ، لنعرف بعض من تعليتهم بالشأن والشرف والمقام السامي ، بل لنعرف عالي شأنهم لنحب أن نلتحق بهم ونأخذ بنورهم ونهتدي بهداهم ، ولنعرف كيف نعليهم ونعلو بهم ، وكيف نرفع قدرهم السامي ونرتفع بفضلهم حين نسير رضا الله بهدى نورهم ، كما ولنقترب منهم ولنحشر معهم ونسقى من حوضهم ونسكن الجنان العالية معهم ، ورضوان من الله أكبر :

 

قال أمير المؤمنين عليه السلام في حديث معرفتنا بالنورانية : ....

اعلم يا أبا ذر : أنا عبد الله عز و جل و خليفته على عباده .

 لَا تَجْعَلُونَا أَرْبَاباً :

 وَ قُولُوا : فِي فَضْلِنَا مَا شِئْتُمْ

 فَإِنَّكُمْ : لَا تَبْلُغُونَ كُنْهَ مَا فِينَا ، وَ لَا نِهَايَتَهُ .

فإن الله عز و جل : قد أعطانا أكبر و أعظم ، مما يصفه و أصفكم ، أو يخطر على قلب أحدكم ، فإذا عرفتمونا هكذا فأنتم المؤمنون ...

بحار الأنوار ج26ص1ب14ح1 .

 

وقال الإمام علي عليه السلام : إياكم و الغلو فينا .

قولوا : إنا مربوبون ، و اعتقدوا في فضلنا ما شئتم.

غرر الحكم و درر الكلم ص174ح109.

 

وقال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام :

 هلك : من قارن حسدا ، وقال باطلا ، و والى على عداوتنا ، أو شك في فضلنا .

إنه لا يقاس‏ بنا : آل محمد من هذه الأمة أحد .

و لا يسوى بنا : من جرت نعمتنا عليهم.

نحن : أطول الناس أغراسا ، و نحن أفضل الناس أنفاسا ، و نحن عماد الدين.

 بنا : يلحق التالي، و إلينا يفي‏ء الغالي .

 و لنا خصائص : حق الولاية .

 و فينا : الوصية و الوراثة .

و حجة الله عليكم : في حجة الوداع يوم غدير خم ، و بذي الحليفة ، و بعده المقام الثالث بأحجار الزيت ، تلك فرائض ضيعتموها ، و حرمات انتهكتموها ، و لو سلمتم الأمر لأهله ، و لو أبصرتم باب الهدى ، رشدتم.

المسترشد في إمامة ص399ح133 .

 

و عن الأئمة عليهم السلام أنهم قالوا :

 نزهونا عن الربوبية : و ارفعوا عنا حظوظ البشرية .

فلا يقاس : بنا أحد من الناس ، فإنا الأسرار الإلهية المودعة في الهياكل البشرية ، و الكلمة الربانية الناطقة في الأجساد الترابية .

 و قولوا : بعد ذلك ما استطعتم ، فإن البحر لا ينزف ، و عظمة الله لا توصف‏ .

مشارق أنوار اليقين 105 .

 

وقال الإمام الصادق عليه السلام في حديث طويل منه : ......

 و كانت : الإشارة الثالثة ، قال لإبليس:

{ أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنتَ مِنَ الْعَالِينَ (75) } ص .

و كان ينظر إلينا : و نحن عن يمين العرش ، كما ينظر أحدكم إلى الكوكب الدرّيّ في أفق السماء ، يا جابر :

 فالعرش : من نور نبيّك .

 و العلم : من نور نبيّك .

و اللوح : من نور نبيّك .

و الشمس : و القمر و النجوم وضوء النهار وضوء الإبصار ، من نور نبيّك .

مشتقّ : من نور الجبّار سبحانه ، فنحن الأوّلون، و نحن السابقون، و نحن الشافعون، و نحن المشفّعون .

 و نحن أهل بيت : لا يقاس‏ بنا أحد من الأوّلين و الآخرين .

غرر الأخبار للديلمي ص197.

 

عن خالد بن نجيح قال: دخلت على أبي عبد الله عليه السلام ، و عنده خلق ، فجلست ناحية ، و قلت في نفسي : ما أغفلهم عند من يتكلمون!

فناداني : إنا و الله عباد مخلوقون ، لي رب أعبده ، إن لم أعبده عذبني بالنار.

 قلت : لا أقول فيك إلا قولك في نفسك .

 قال عليه السلام : اجعلونا عبيدا مربوبين .

و قولوا : فينا ، ما شئتم ، إلا النبوة  .

إثبات الهداة ج5ص394ف17 ح68 .

 

وقال الإمام الصادق عليه السلام لجابر الجعفي :

يا جابر : إنا من الله تعالى بمكان ، و منزلة رفيعة .

فلو لا نحن : لم يخلق الله تعالى، سماء و لا أرضا ، و لا جنة و لا نارا ، و لا شمسا و لا قمرا ، و لا جنا و لا إنسا .

 ويحك يا جابر : لا يقاس‏ بنا أحد . يا جابر : بنا و الله أنقذكم الله ، و بنا نعشكم ، و بنا هداكم ، و نحن و الله دللنا لكم على ربكم .

فقفوا : عند أمرنا و نهينا ، و لا تردوا علينا ما أوردنا عليكم .

 فإنا بنعم الله : أجل و أعظم من أن يرد علينا ، و جميع ما يرد عليكم منا فما فهمتموه فاحمدوا الله عليه ، و ما جهلتموه فردوه إلينا ، و قولوا أئمتنا أعلم بما قالوا .

بحار الأنوار ج‏46ص274ح80.

 

فإذا عرفنا : بأن لهم أعلى مقام في الخلق والتكوين ، وإنهم أعلى نور وأول تجلي وظهور لنور الله تعالى ، فإنهم لا يوصفون ولا يقاس بهم أحد ، وأنظر الأحاديث الآتي :

وذكر الصدوق بإسناده عن الإمام علي عليه السلام قال :

 نحن أهل البيت : لا يقاس‏ بنا أحد ، فينا نزل القرآن ، و فينا معدن الرسالة.

عيون أخبار الرضا عليه السلام ج2ص66ب31ح297.

 

وفي نهج الحق : لم يلحق أحد أمير المؤمنين عليه السلام في شرف النسب‏ :

كَمَا قَالَ الإمام عليه السلام :‏ نَحْنُ أَهْلَ الْبَيْتِ لَا يُقَاسُ بِنَا أَحَدٌ .

وفي شرح الحديث قال الجاحظ : و هو من أعظم الناس عداوة لأمير المؤمنين عليه السلام ، ولكنه أظهر الله الحق في بعض فلتات لسانه وقلمه .

 صدق علي في قوله : نحن أهل البيت لا يقاس‏ بنا أحد ، كيف يقاس بقوم ، منهم رسول الله ، و الأطيبان علي و فاطمة ، و السبطان الحسن و الحسين ، و الشهيدان حمزة و ذو الجناحين جعفر ، و سيد الوادي عبد المطلب ، و ساقي الحجيج عباس ، و حليم البطحاء أبو طالب .

و النجدة و الخيرة فيهم : و الأنصار من نصرهم ، و المهاجرون من هاجر إليهم و معهم ، و الصديق من صدقهم ، و الفاروق من فرق الحق و الباطل فيهم ، و الحواري حواريهم ، و ذو الشهادتين لأنه شهد لهم ، و لا خير إلا فيهم و لهم و منهم ، و أبان رسول الله ص أهل بيته‏ :

بِقَوْلِهِ‏ : إِنِّي تَارِكٌ فِيكُمُ الْخَلِيفَتَيْنِ ، كِتَابَ اللَّهِ حَبْلٌ مَمْدُودٌ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى أَهْلِ الْأَرْضِ ، وَ عِتْرَتِي وَ أَهْلَ بَيْتِي ، نَبَّأَنِيَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ أَنَّهُمَا لَنْ يَفْتَرِقَا حَتَّى يَرِدَا عَلَيَّ الْحَوْضَ.

نهج الحق و كشف الصدق ص253 .

 

وروي مسندا عن رسول الله صلى الله عليه وآله قال :

 نحن أهل بيت : لا يقاس‏ بنا أحد من عباد الله .

 و من والانا : و ائتم بنا ، و قبل منا ما أوحي إلينا و علمناه إياه ، و أطاع الله فينا ، فقد والى الله .

و نحن خير البرية : و ولدنا منا و من أنفسنا ، و شيعتنا منا ، من آذاهم آذانا ، و من أكرمهم أكرمنا ، و من أكرمنا كان من أهل الجنة.

بحار الأنوار ج26ص1ب14ح1 .

وعن صفوان : إنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله قال :

نحن أهل البيت : لا نقاس بأحد ، و لا يقاس‏ بنا أحد.

الدر النظيم ص770 .

 ويا طيب : أفضل وصف وتعريف للنبي وآله صلى الله عليهم وسلم بعد آيات الإمامة والولاية والتطهير والمباهلة والمودة والإنفاق والصبر وسورة الكوثر والدهر وغيرهن ، هو ما تصفهم به زياراتهم عليهم السلام ، فإن فيها علما جما ، وأجملها الزيارة الجامعة ، وقد ذكرناها في أبوذية مفردة باسم الجامعة فراجع ، وتابع البحث الآتي

 


 

 

 

وأرفع شأنهم ما شئت وأسأل الله بهم صب رحمته عليك وعلي

والله ورسوله ضمنوا لمن تولاه وآله الرضا و النعيم بجنة عليه

 

معنى علي فوقي :

علي : عَلَيَّ ، تصب الرحمة عليَّ وعليك وعليه ، و فوقي وفوقك ، وتتغمدك وتتغمدني رحمة الله ولطفه ورأفته لأتباعنا الحق ومن علاهم ورفعهم الله العلي الأعلى تعالى ، وعَلَى‏ من حروف الجر تكون للاستعلاء ، وهو إما على المجرور و هو الغالب أو على ما يقرب منه، وعلي مضاف لياء المخاطب عليَّ عليك عليه عليهم علينا وعليهن وعلى كل مؤمن إن شاء الله تصب الرحمة والخير والبركة والنصر والتأييد منه تعالى ، بحق نبي الرحمة وآله الطيبين الطاهرين ، وبحق وببركة علي عليه السلام لنعلا في عليين .

 

 

 

 

المقام العالي لأهل البيت :

ويا طيب : بعد أن عرفنا أن النبي وعلي وآلهم لهم المقام العلي والشأن المرتفع السني والجاه الأسمى العزيز الأبي ، الذي يأبى أن يقاس بهم أحد أو يوصل له المنقصة والضر ممن عاند أو لحد ، نذكر أحاديث شرفهم بمعنى آخر ، وهو علوهم في الرفيق الأعلى والجنة العالية ومن يلتحق بهم ، وفي ضرورة الصلاة والسلام عليهم ونسأل الله بحقهم ، والتوسل بهم إلى الله ليجعلنا الله معهم ، وبصورة علمية بتعلم معارفهم التي شرفهم الله بها ، وعملا نقتدي بهم ، فنسير بصراط مستقيم لرضا الله تعالى بهدى المنعم عليهم ، ولا نخلطه بغيرهم ممن ضل عنهم ، كما نذكر ضمان من التحق بهم ليكون معهم ، وإن عرفنا هذا في أحاديث ضرورة متابعتهم وطاعتهم والكون معهم في كل ما عرفوه .

ويا طيب : أن التوسل بالنبي وآله وحبهم وودهم والسير بهداهم يرفعنا للمقام العلي ، ونعلى ونرتفع عند الله في الجنة العالية عند الرفيق الأعلى ، ولشرح الكلمات الواردة في الأبوذية و لمعرفة شان الوجود العلي والتكوين العالي ، لمن يقتدي بالعالين الذين علاهم الله تعالى ، نذكر معنى العلو أولا وكيف بالتعلم منهم والاقتداء بهم لنعلو إن شاء الله:

قال الله تعالى : { مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ هَاؤُمُ اقْرَؤُوا كِتَابِيهْ (19) إِنِّي ظَنَنتُ أَنِّي مُلَاقٍ حِسَابِيهْ  (20) فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَّاضِيَةٍ (21)

 فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ (22)

قُطُوفُهَا دَانِيَةٌ (23) كُلُوا  وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الْأَيَّامِ الْخَالِيَةِ (24) } الحاقة ، وجنة عالية : مرتفعة القصور و الدرجات ، وعلو الجنة علو الشرف و الجلالة ، و علو المكان و المنزلة ، بمعنى أنها مشرفة على غيرها، و الجنة درجات بعضها فوق بعض رزقنا الله وإياكم أعلاها، كما أن النار دركات أعاذنا الله منها وممن يسكنها في الدنيا والآخرة.

وقال الله تعالى : {

كَلَّا إِنَّ كِتَابَ الْأَبْرَارِ لَفِي عِلِّيِّينَ (18)

وَمَا أَدْرَاكَ مَا عِلِّيُّونَ (19) كِتَابٌ مَّرْقُومٌ (20) يَشْهَدُهُ  الْمُقَرَّبُونَ (21)

إِنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ (22) عَلَى الْأَرَائِكِ يَنظُرُونَ (23) تَعْرِفُ  فِي وُجُوهِهِمْ نَضْرَةَ النَّعِيمِ (24) يُسْقَوْنَ مِن رَّحِيقٍ مَّخْتُومٍ (25) خِتَامُهُ مِسْكٌ وَفِي ذَلِكَ  فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ (26) وَمِزَاجُهُ مِن تَسْنِيمٍ (27) عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا الْمُقَرَّبُونَ (28)} المطففين .

 أي المطيعين‏ لَفِي‏ عِلِّيِّينَ‏ : أي في مراتب عالية محفوفة بالجلالة ، وهي مراتب ودرجات من أعلى مراتب الجنة إلى أدناها ، ومن قاب قوسين للنبي وآله حتى للجبروت والعرش للأصفياء والأولياء من الأنبياء ومن تبعهم والشيعة الموالين المخلصين لآل محمد ، ثم حتى الكرسي والملكوت والسماوات بمراتبها ، كلا حسب إخلاصه ونيته وعلمه وعمله ، ولذا جاء في الحديث :

عن علي بن المغيرة قال : سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول‏ :

 إن جبرئيل عليه السلام : أتى رسول الله صلى الله عليه وآله ،  فخيره ، و أشار عليه بالتواضع ، و كان له ناصحا ، فكان رسول الله يأكل إكلة العبد ، و يجلس جلسة العبد تواضعا لله تبارك و تعالى .

ثم أتاه : عند الموت بمفاتيح خزائن الدنيا ، فقال : هذه مفاتيح خزائن الدنيا بعث بها إليك ربك ، ليكون لك ما أقلت الأرض من غير أن ينقصك شيئا .

فقال رسول الله صلى الله عليه وآله : فِي الرَّفِيقِ‏ الْأَعْلَى‏.

الكافي ج8ص131ح101.

وقال رسول الله حين حضرته الوفاة : إِلَى السِّدْرَةِ الْمُنْتَهَى وَ جَنَّةِ الْمَأْوَى .

 وَ إِلَى‏ الرَّفِيقِ‏ الْأَعْلَى‏ : وَ الْكَأْسِ الْأَوْفَى ، وَ الْعَيْشِ الْمُهَنَّى.

وقال الإمام الصادق عليه السلام : حدثني أبي عن أبيه عن جده قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : لما أسري بي : إلى السماء ، عهد إلي ربي جل جلاله في علي ، ثلاث كلمات ، فقال : يا محمد ، فقلت : لبيك ربي و سعديك .

فَقَالَ عَزَّ وَ جَلَّ : إِنَّ عَلِيّاً إِمَامُ الْمُتَّقِينَ ، وَ قَائِدُ الْغُرِّ الْمُحَجَّلِينَ ، وَ يَعْسُوبُ الْمُؤْمِنِينَ ، فَبَشِّرْهُ بِذَلِكَ ، فبشره النبي صلى الله عليه وآله بذلك ، فخر علي عليه السلام ساجدا شكرا لله عز و جل .

ثم رفع رأسه فقال : يا رسول الله بلغ من قدري حتى إني أذكر هناك .

قَالَ : نَعَمْ ، وَ إِنَّ اللَّهَ يَعْرِفُكَ ، وَ إِنَّكَ لَتُذْكَرُ فِي الرَّفِيقِ‏ الْأَعْلَى .

الأمالي للصدوق ص 614مجلس 89ح9 .

وقال أمير المؤمنين عليه السلام : قال رسول الله صلى الله عليه وآله :

 ما نظر الله : إلى ولي يجهد نفسه لإمامه بالطاعة و النصيحة .

إِلَّا كَانَ مَعَنَا : فِي الرَّفِيقِ‏ الْأَعْلَى‏ . الغارات ج1ص76 .

و عن الأصبغ بن نباتة قال : توجهت نحو إلى‏ أمير المؤمنين علي‏ عليه السلام ، لأسلم عليه ، فلم ألبث أن خرج ، فقمت قائما على رجلي فاستقبلته ، فضرب بكفه إلى كفي ، فشبك أصابعه في أصابعي ؟

فقال لي : يا أصبغ بن نباتة ، قلت‏ : لبيك و سعديك يا أمير المؤمنين .

فَقَالَ عليه السلام : إِنَّ وَلِيَّنَا وَلِيُّ اللَّهِ .

فَإِذَا مَاتَ : كَانَ فِي الرَّفِيقِ‏ الْأَعْلَى‏ .

وَ سَقَاهُ اللَّهُ‏ مِنْ نَهَرٍ أَبْرَدَ مِنَ الثَّلْجِ ، وَ أَحْلَى مِنَ الشَّهْدِ .

فقلت : جعلت فداك يا أمير المؤمنين و إن كان مذنبا ؟ قال : نعم ، أ لم تقرأ كتاب الله‏ : { فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا (70) } الفرقان .

تفسير فرات الكوفي ص 293ح396 .

وقال الإمام الصادق عليه السلام : خرجت أنا و أبي ذات يوم ، فإذا هو بأناس من أصحابنا بين المنبر و القبر ، فسلم عليهم ، ثم قال :  أما و الله : إني لأحب ريحكم و أرواحكم ، فأعينوني على ذلك بورع و اجتهاد ، من أئتم بعبد فليعمل بعمله .

 أنتم‏ : شيعة آل محمد ، و أنتم شرط الله ، و أنتم أنصار الله ، و أنتم‏ السابقون الأولون‏ ، و السابقون الآخرون في الدنيا ، و السابقون في الآخرة إلى الجنة .

قد ضمنا : لكم الجنة .

بضمان‏ الله : تبارك و تعالى .

و ضمان : رسول الله و أهل بيته .

أنتم الطيبون : و نساؤكم الطيبات ، كل مؤمنة حوراء ، و كل مؤمن صديق .

تفسير فرات الكوفي ص549ص705 .

قال رسول الله صلى الله عليه وآله :‏ يا علي من زارني في حياتي أو بعد موتي ، أو زارك في حياتك أو بعد موتك ، أو زار ابنيك في حياتهما أو بعد موتهما .

ضمنت‏ له : يوم القيامة ، أن أخلصه من أهوالها و شدائدها ، حتى أصيره معي في درجتي. الكافي ج4ص579ح2 .

 

التقرب لله بأهل البيت :

ويا طيب : إما التوسل بحق النبي وعلي وآلهم عليهم السلام ، فيكفي فيه ثواب الصلاة على محمد وآل محمد ، فهي أكبر دليل على ضرورة التوسل بهم وتشفيعهم عند الله تعالى ، وهذا ما يقر به كل المسلمون ، وإن ذكرهم بالأسماء وهو شرح الدعاء والإلحاح فيه وكثرة التوجيه الله بتكرار ذكرهم وهو ما يعطفه علينا ويجعلنا في عنايته ، والله تعالى أمرنا بالصلاة عليهم والتسليم لهم والسلام عليهم ، وأمر بودهم وعلمنا بالمباهلة كيف النبي قدمهم بين يدي حاجته لكي يفحم بهم نصارى نجران ، كما عرفت .

ويا طيب : نذكر أية الاستغفار وآية الصلاة عليهم ، لنعرف ضرورة تقديمهم بين يدي الدعاء ليصب علينا الله سبحانه رحمته ويستجيب لنا ، قال الله تعالى :

قال الله تعالى : { وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلاَّ  لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللّهِ

وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذ ظَّلَمُواْ أَنفُسَهُمْ

 جَآؤُوكَ فَاسْتَغْفَرُواْ اللّهَ

وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ

 لَوَجَدُواْ اللّهَ تَوَّابًا  رَّحِيمًا (64) فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا  مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيمًا (65)  } النساء .

وقال الله سبحانه وتعالى :{ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى  النَّبِيّ

ِ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا (56)  } الأحزاب .

والنبي وآله صلى الله عليهم وسلم : أحياء عند ربهم يرزقون يسمعون كلامنا ويردون جوابنا ، والأحاديث بهذا كثيرة ، كما يسألون الله بقضاء حوائجنا ويستغفرون لنا ، والله سبحانه عرفنا هذا في معنى الآتين السابقتين ، وأمرنا وأدبنا به .

وأما أحاديث وأدعية التوسل بالنبي وآله : فهي كثيرة ، وقد استخرجت مأتي صلاة على النبي مع دعاء مناسب لها من الصحيفة السجادية ، وتجدها في موسوعة صحف الطيبين ، ودعاء التوسل مشهور ، ونذكر بعض الأحاديث ممن توسل بالنبي وآله والح بهم على الله تعالى وأستجاب له بفضل تقديمهم بالدعاء وتشفيعهم إلى الله تعالى :

عن عبد الله بن مسعود أنه قال : دخلت على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، فسلمت و قلت :

يا رسول الله : أرني الحق حتى أتبعه و أنظر إليه عيانا ؟

فقال صلى الله عليه وآله ، يا ابن مسعود لج المخدع فانظر ما ذا ترى .

قال فدخلت : فإذا علي بن أبي طالب عليه السلام راكعا و ساجدا ، و هو يخشع في ركوعه و سجوده .

و يقول : اللَّهُمَّ بِحَقِّ مُحَمَّدٍ نَبِيِّكَ ، إِلَّا مَا غَفَرْتَ لِلْمُذْنِبِينَ مِنْ شِيعَتِي .

فخرجت : لأخبر رسول الله صلى الله عليه وآله بذلك ، فوجدته راكعا و ساجدا ، و هو يخشع في ركوعه و سجوده ، يدعو و يقول :

اللَّهُمَّ : بِحَقِ‏ عَلِيٍ‏ وَلِيِّكَ ، إِلَّا مَا غَفَرْتَ لِلْمُذْنِبِينَ مِنْ أُمَّتِي .

فأخذني الهلع : فأوجز صلى الله عليه وآله : في صلاته .

و قال : يا ابن مسعود ، أ كفرا بعد إيمان؟

فقلت : لا و عيشك يا رسول الله ، غير أني نظرت إلى علي و هو يسأل الله تعالى‏ بجاهك ، و نظرت إليك و أنت تسأل الله تعالى بجاهه ، فلا أعلم أيكما أوجه عند الله تعالى من الآخر .

فقال يا ابن مسعود : إن الله خلقني و خلق عليا و الحسن و الحسين من نور قدسه ، فلما أراد أن ينشئ الصنعة فتق نوري ، و خلق منه السماوات و الأرض و أنا و الله أجل من السماوات و الأرض ، و فتق نور علي و خلق منه العرش و الكرسي و علي و الله أجل من العرش و الكرسي ، و فتق نور الحسن و خلق منه الحور العين و الملائكة و الحسن و الله أجل من الحور العين و الملائكة ، و فتق نور الحسين و خلق منه اللوح و القلم و الحسين و الله أجل من اللوح و القلم‏ .

 فعند ذلك : أظلمت المشارق و المغارب ، فضجت الملائكة و نادت إلهنا و سيدنا بحق الأشباح التي خلقتها إلا ما فرجت عنا هذه الظلمة ، فعند ذلك  تكلم الله لكلمة أخرى فخلق منها روحا ، فاحتمل النور الروح ، فخلق منه الزهراء فاطمة ، فأقامها أمام العرش فأزهرت المشارق و المغارب فلأجل ذلك سميت الزهراء .

يا ابن مسعود : إذا كان يوم القيامة ، يقول الله عز و جل لي و لعلي ، أدخلا الجنة من أحببتما ، و ألقيا في النار من أبغضتما .

 و الدليل على ذلك قوله تعالى‏ : { أَلْقِيَا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٍ (24) } ق.

فقلت : يا رسول الله من الكفار العنيد ؟

قَالَ صلى الله عليه وآله :

الْكَفَّارُ مَنْ كَفَرَ بِنُبُوَّتِي ، وَ الْعَنِيدُ مَنْ عَانَدَ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ‏  .

تأويل الآيات الظاهرة  591 سورة ق 50 آية 21 . بحار الأنوار ج‏36ص73ب 37 ح24 .

وعن ابن عباس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله : لما نزلت الخطيئة بآدم و أخرج من الجنة ، أتاه جبرئيل عليه السلام : فقال : يا آدم ادع ربك . قال : يا حبيبي جبرئيل ما أدعو ؟

قال قل : رب أسألك بحق الخمسة الذين تخرجهم من صلبي آخر الزمان ، إلا تبت علي و رحمتني .

فقال له آدم : يا جبرئيل سمهم لي ؟

قال : قل : رب أسألك بحق‏ محمد نبيك ، و بحق علي وصي نبيك ، و بحق فاطمة بنت نبيك ، و بحق الحسن و الحسين سبطي نبيك ، إلا تبت علي و رحمتني ، فدعا بهن آدم فتاب الله عليه .

و ذلك : قول الله تعالى جل ذكره‏ :

{ فَتَلَقَّى آدَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (37) } البقرة .

و ما من عبد : مكروب ، يخلص النية و يدعو بهن ، إلا استجاب الله له.

تفسير فرات الكوفي ص57ح16 .

 

وعن سماعة قال : قال لي أبو الحسن الكاظم عليه السلام : إذا كان لك يا سماعة إلى الله عز و جل حاجة ، فقل :

اللهم : إني أسألك بحق‏ محمد و علي ، فإن لهما عندك شأنا من الشأن ، و قدرا من القدر ، فبحق ذلك الشأن و بحق ذلك القدر ، أن تصلي على محمد و آل محمد . و أن تفعل بي : كذا و كذا.

فإنه إذا كان يوم القيامة : لم يبق ملك مقرب و لا نبي مرسل و لا مؤمن ممتحن ، إلا و هو يحتاج إليهما في ذلك اليوم.

الكافي ج2ص562ح21 .

 

يا طيب : ومن أجمل الأدعية وأحلاها وأقربها للقلب وأروقها للفهم وأذوقها للعقل ، هو التوسل بالثقلين إلى الله ، وتقديمهم بين يدي الحاجات المهمة ، وهو ما ندعو بهما في ليالي القدر ، وذكر السيد بن طاووس رحمه الله : عن أَبي جعفر عليه السلام قال :

 

تأخذ المصحف : في ثلاث ليال من شهر رمضان، فتنشره و تضعه بين يديك ، و تقول :

اللَّهُمَّ : إِنِّي أَسْأَلُكَ بِكِتابِكَ الْمُنْزَلِ، وَ ما فِيهِ وَ فِيهِ اسْمُكَ الْأَكْبَرُ ، وَ أَسْماؤُكَ الْحُسْنى‏ ، وَ ما يُخافُ وَ يُرْجى‏، أَنْ تَجْعَلَنِي مِنْ عُتَقائِكَ‏  مِنَ النَّارِ.

 و تدعو بما بدا لك من حاجة .

وذكر دعاء آخر للمصحف الشريف ، عن مولانا الإمام الصّادق صلوات اللَّه عليه، قال :  خذ المصحف : فدعه على رأسك ، و قل:

اللَّهُمَّ : بِحَقِّ هذا الْقُرْآنِ ، وَ بِحَقِّ مَنْ أَرْسَلْتَهُ بِهِ ، وَ بِحَقِّ كُلِّ مُؤْمِنٍ‏ مَدَحْتَهُ‏ فِيهِ ، وَ بِحَقِّكَ عَلَيْهِمْ فَلا أَحَدَ أَعْرَفُ بِحَقِّكَ مِنْكَ .

بِكَ  يا اللَّهُ  - عشر مرّات.

ثمّ تقول: بِمُحَمَّدٍ - عشر مرّات ، بِعَلِيٍّ - عشر مرّات، بِفاطِمَةَ - عشر مرّات ، بِالْحَسَنِ - عشر مرّات ، بِالْحُسَيْنِ - عشر مرّات، بِعَلِيِّ ابْنِ الْحُسَيْنِ - عشر مرّات ، بِمُحَمَّدِ بْنِ عَلِيّ ٍ- عشر مرّات ، بِجَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّد ٍ- عشر مرّات ، بِمُوسى‏ بْنِ جَعْفَرٍ - عشر مرّات ، بِعَلِيِّ بْنِ مُوسى‏ - عشر مرّات ، بِمُحَمَّدِ ابْنِ عَلِيٍّ - عشر مرّات ، بِعَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ - عشر مرّات ، بِالْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ - عشر مرّات ، بِالْحُجَّةِ - عشر مرّات .

و تسأل حاجتك : و ذكر في حديثه إِجابة الدّاعي و قضاء حوائجه‏ .

الإقبال بالأعمال الحسنة ج1ص346 .

 

رضى الله لرضا أهل البيت :

ويا طيب : أما رضا الله لرضا أهل البيت ففيه أحاديث كثير ومنها :

فيا طيب : مرت أحاديث أن الله سلم لمن سالمهم ، وأن من طاعهم معهم ، وكثير من الآيات الموجبة لضرورة طاعتهم وودهم وولايتهم وإمامتهم تعرف هذا المعنى ، ولكم أحاديث كريمة تعرفنا هذا ، وبها نختم البحث:

عن علي بن أبي طالب عليه السلام : عن رسول الله صلى الله عليه وآله أنه قال:

 يا فاطمة  : إن الله تبارك و تعالى ليغضب لغضبك ، و يرضى لرضاك .

قال فجاء صندل فقال: لجعفر بن محمد عليه السلام: يا أبا عبد الله إن هؤلاء الشباب يجيئونا عنك بأحاديث منكرة ؟

 فقال له جعفر عليه السلام : و ما ذاك يا صندل ؟ قال : جاءنا عنك أنك حدثتهم أن الله يغضب لغضب فاطمة و يرضى لرضاها .

قال فقال جعفر عليه السلام : يا صندل ، أ لستم رويتم فيما تروون إن الله تبارك و تعالى ليغضب لغضب عبده المؤمن و يرضى لرضاه ؟ قال : بلى .

قال عليه السلام : فما تنكرون أن تكون فاطمة مؤمنة .

 يغضب الله : لغضبها ، و يرضى لرضاها.

قال فقال‏ : الله أعلم حيث يجعل رسالته‏.

وعن عباية عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال : إن فاطمة : شجنة مني ، يؤذيني ما آذاها ، ويسرني ما يسرها.

و إن الله تبارك و تعالى : ليغضب لغضب فاطمة ، و يرضى لرضاها .

الأمالي للصدوق ص383ب61 ح1،2 .

 

خطبة الإمام الحسين عليه السلام أثناء توجهه إلى العراق‏ :

ثم قام خطيبا فقال : الحمد لله و ما شاء الله‏ و لا قوة إلا بالله‏ ، خط الموت على ولد آدم مخط القلادة على جيد الفتاة ، و ما أولهني إلى أسلافي اشتياق يعقوب إلى يوسف ، و خير لي مصرع أنا لاقيه كأني و أوصالي يتقطعها عسلان‏ الفلوات بين النواويس و كربلاء ، فيملأن مني أكراشا جوفا و أجربة سغبا ،  لا محيص عن يوم خط بالقلم .

رِضَى اللَّهِ : رِضَانَا أَهْلَ الْبَيْتِ .

 نصبر على بلائه و يوفينا أجور الصابرين ، لن تشذ عن رسول الله لحمته‏ ، و هي مجموعة له في حظيرة القدس ، تقر بهم عينه ، و ينجز بهم وعده ، من كان باذلا فينا مهجته و موطنا على لقاء الله نفسه ، فليرحل فإني راحل مصبحا إن شاء الله‏ .

مثير الأحزان ص41 .

 

وعن الإمام علي الهادي نقول في زيارة أمير المؤمنين المختصرة :

 السَّلَامُ عَلَيْكَ : يَا وَلِيَّ اللَّهِ ، أَنْتَ أَوَّلُ مَظْلُومٍ ، وَ أَوَّلُ مَنْ غُصِبَ حَقُّهُ ، صَبَرْتَ وَ احْتَسَبْتَ حَتّى‏ أَتَاكَ الْيَقِينُ ، فَأَشْهَدُ أَنَّكَ لَقِيتَ اللَّهَ ، وَ أَنْتَ شَهِيدٌ ، عَذَّبَ اللَّهُ قَاتِلَكَ بِأَنْوَاعِ الْعَذَابِ ، وَ جَدَّدَ عَلَيْهِ الْعَذَابَ .

 جِئْتُكَ : عَارِفاً بِحَقِّكَ ، مُسْتَبْصِراً بِشَأْنِكَ ، مُعَادِياً لِأَعْدَائِكَ وَ مَنْ ظَلَمَكَ ، أَلْقى‏ عَلى‏ ذلِكَ رَبِّي إِنْ شَاءَ اللَّهُ .

 يَا وَلِيَّ اللَّهِ : إِنَّ لِي ذُنُوباً كَثِيرَةً، فَاشْفَعْ لِي إِلى‏ رَبِّكَ ؛ فَإِنَّ لَكَ عِنْدَ اللَّهِ مَقَاماً مَحْمُوداً مَعْلُوماً ، وَ إِنَّ لَكَ عِنْدَ اللَّهِ جَاهاً وَ شَفَاعَةً ، وَ قَدْ قَالَ اللَّهُ تَعَالى‏:

 { وَ لا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ‏ ارْتَضى } .

الكافي ج‏9ص295ب227 ح8153/1.

 

ويا طيب جاء في الزيارة الجامعة :

 بِأَبِي أَنْتُمْ وَ أُمِّي وَ نَفْسِي: بِمُوَالاتِكُمْ عَلَّمَنَا اللَّهُ مَعَالِمَ دِينِنَا ، وَ أَصْلَحَ مَا كَانَ فَسَدَ مِنْ دُنْيَانَا ، وَ بِمُوَالاتِكُمْ تَمَّتِ الْكَلِمَةُ وَ عَظُمَتِ النِّعْمَةُ وَ ائْتَلَفَتِ الْفُرْقَةُ ، وَ بِمُوَالاتِكُمْ تُقْبَلُ الطَّاعَةُ الْمُفْتَرَضَةُ .

وَ لَكُمُ الْمَوَدَّةُ الْوَاجِبَةُ : وَ الدَّرَجَاتُ الرَّفِيعَةُ ، وَ الْمَقَامُ الْمَحْمُودُ ، وَ الْمَقَامُ الْمَعْلُومُ عِنْدَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ ، وَ الْجَاهُ الْعَظِيمُ ، وَ الشَّأْنُ الْكَبِيرُ ، وَ الشَّفَاعَةُ الْمَقْبُولَةُ .

رَبَّنا : آمَنَّا بِما أَنْزَلْتَ وَ اتَّبَعْنَا الرَّسُولَ فَاكْتُبْنا مَعَ الشَّاهِدِينَ‏ ، رَبَّنا لا تُزِغْ‏ قُلُوبَنا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنا وَ هَبْ لَنا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ‏ ، سُبْحانَ رَبِّنا إِنْ كانَ‏ وَعْدُ رَبِّنا لَمَفْعُولًا .

يَا وَلِيَّ اللَّهِ : إِنَّ بَيْنِي وَ بَيْنَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ ذُنُوباً لَا يَأْتِي عَلَيْهَا إِلَّا رِضَاكُمْ‏ ، فَبِحَقِّ مَنِ ائْتَمَنَكُمْ عَلَى سِرِّهِ ، وَ اسْتَرْعَاكُمْ أَمْرَ خَلْقِهِ ، وَ قَرَنَ طَاعَتَكُمْ بِطَاعَتِهِ ، لَمَّا اسْتَوْهَبْتُمْ ذُنُوبِي ، وَ كُنْتُمْ شُفَعَائِي‏

فَإِنِّي لَكُمْ مُطِيعٌ : مَنْ أَطَاعَكُمْ‏ فَقَدْ أَطاعَ اللَّهَ‏ ، وَ مَنْ عَصَاكُمْ فَقَدْ عَصَى اللَّهَ ، وَ مَنْ أَحَبَّكُمْ فَقَدْ أَحَبَّ اللَّهَ ، وَ مَنْ أَبْغَضَكُمْ فَقَدْ أَبْغَضَ اللَّهَ .

 اللَّهُمَّ : إِنِّي لَوْ وَجَدْتُ شُفَعَاءَ أَقْرَبَ إِلَيْكَ مِنْ مُحَمَّدٍ وَ أَهْلِ بَيْتِهِ الْأَخْيَارِ الْأَئِمَّةِ الْأَبْرَارِ ، لَجَعَلْتُهُمْ شُفَعَائِي ، فَبِحَقِّهِمُ الَّذِي أَوْجَبْتَ لَهُمْ عَلَيْكَ ، أَسْأَلُكَ أَنْ تُدْخِلَنِي فِي جُمْلَةِ الْعَارِفِينَ بِهِمْ وَ بِحَقِّهِمْ ، وَ فِي زُمْرَةِ الْمَرْحُومِينَ بِشَفَاعَتِهِمْ ، إِنَّكَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ ، وَ صَلَّى اللَّهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ تَسْلِيماً كَثِيراً ، وَ حَسْبُنَا اللَّهُ وَ نِعْمَ الْوَكِيلُ‏.

من لا يحضره الفقيه ؛ ج‏2ص616 .


 

 

حديث جامع لفضائل أهل البيت :

فهذا حديث جامع : في كل ما ذكرنا من الفضائل والمناقب للإمام علي عليه السلام ، عن أبان عن سليم‏ قال‏ : رأيت عليا عليه السلام في مسجد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، فذكر تفاضل قريش والأنصار : وبعد ذكر كل قوم ما عندهم .

 فقالوا : يا أبا الحسن ما يمنعك أن تتكلم؟

قال ‏عليه السلام: ما من الحيين أحد إلا و قد ذكر فضلا، وقال حقا، ثم قال :

يا معاشر قريش : يا معاشر الأنصار ، بمن أعطاكم الله هذا الفضل ، أ بأنفسكم و عشائركم و أهل بيوتاتكم ، أم بغيركم ؟

 قالوا : بل أعطانا الله و من علينا برسول الله ، و به أدركنا ذلك كله و نلناه ، فكل فضل أدركناه في دين أو دنيا فبرسول الله ، لا بأنفسنا و لا بعشائرنا و لا بأهل بيوتاتنا.

 قال عليه السلام : صدقتم يا معاشر قريش و الأنصار .

 أ تقرون : أن الذي نلتم به خير الدنيا و الآخرة منا خاصة أهل البيت دونكم جميعا ، و أنكم سمعتم رسول الله صلى الله عليه وآله يقول :

إني و أخي علي بن أبي طالب : بطينة واحدة إلى آدم‏ ؟

 قال : أهل بدر و أهل أحد و أهل السابقة و القدمة ، نعم سمعنا ذلك من رسول الله .

 قال عليه السلام : أ تقرون ، أن ابن عمي رسول الله ، قال :

إني و أهل بيتي : كنا نورا :

يسعى : بين يدي الله :

 قبل : أن يخلق الله آدم بأربعة عشر ألف سنة .

 فلما خلق آدم : وضع ذلك النور في صلبه ، و أهبطه إلى الأرض ، ثم حمله في السفينة في صلب نوح ، ثم قذف به في النار في صلب إبراهيم .

 ثم لم يزل الله : ينقلنا من الأصلاب الكريمة إلى الأرحام الطاهرة ، و من الأرحام الطاهرة إلى الأصلاب الكريمة ، بين الآباء و الأمهات ، لم يلتق واحد منهم على سفاح قط ؟

فقال : أهل السابقة و القدمة و أهل بدر و أهل أحد ، نعم ، قد سمعنا ذلك من رسول الله .

 قال‏ عليه السلام : فأنشدكم الله ، أ تقرون أن رسول الله آخى بين كل رجلين من أصحابه ، و آخى بيني و بين نفسه .

و قال : أنت أخي و أنا أخوك في الدنيا و الآخرة ؟

فقالوا : اللهم نعم .

قال عليه السلام : أ تقرون ، أن رسول الله اشترى موضع مسجده فابتناه‏ ، ثم بنى عشرة منازل ، تسعة له ، و جعل لي عاشرها في وسطها ، و سد كل باب شارع إلى المسجد غير بابي ، فتكلم في ذلك من تكلم.

 فقال صلى الله عليه وآله وسلم : ما أنا سددت أبوابكم و فتحت بابه ، و لكن الله أمرني بسد أبوابكم و فتح بابه ، و لقد نهى الناس جميعا أن يناموا في المسجد غيري ، و كنت أجنب في المسجد ، و منزلي و منزل رسول الله  واحد في المسجد ، يولد لرسول الله‏ و لي فيه أولاد ؟

قالوا : اللهم نعم .

قال عليه السلام : أ فتقرون ، أن عمر حرص على كوة قدر عينه يدعها من منزله إلى المسجد ، فأبى عليه‏ ، ثم قال صلى الله عليه وآله : إن الله أمر موسى أن يبني مسجدا طاهرا لا يسكنه غيره و غير هارون و ابنيه ، و إن الله أمرني أن أبني مسجدا طاهرا لا يسكنه غيري و غير أخي و ابنيه ؟ قالوا : اللهم نعم .

قال عليه السلام : أ فتقرون ، أن رسول الله صلى الله عليه وآله دعاني يوم غدير خم ، فنادى لي بالولاية ، ثم قال : ليبلغ الشاهد منكم الغائب ؟

قالوا : اللهم نعم .

قال : أ فتقرون ، أن رسول الله صلى الله عليه وآله قال : في غزوة تبوك ، أنت مني بمنزلة هارون من موسى ، و أنت ولي كل مؤمن بعدي ؟  قالوا : اللهم نعم ؟

قال عليه السلام : أ فتقرون ، أن رسول الله صلى الله عليه وآله حين دعا أهل نجران إلى المباهلة ، إنه لم يأت إلا بي و بصاحبتي و ابني ؟ قالوا : اللهم نعم .

قال عليه السلام : أ تعلمون ، أنه دفع إلي لواء خيبر ، ثم قال : لأدفعن الراية غدا إلى رجل يحبه الله و رسوله ، و يحب الله و رسوله ، ليس بجبان و لا فرار ، يفتحها الله على يديه ؟

قالوا : اللهم نعم .

قال عليه السلام : أ فتقرون ، أن رسول الله  بعثني بسورة براءة ، و رد غيري ، و قال : إن العلي الأعلى يقول‏ : إنه لا يبلغ‏ عنك إلا رجل منك ؟

قالوا : اللهم بلى‏ .

 قال عليه السلام : أ فتقرون ، أن رسول الله صلى الله عليه وآله ، لم تنزل به شديدة قط إلا قدمني لها ، ثقة بي ، و أنه لم يدعني باسمي قط ، إلا أن يقول : يا أخي ، و ادعوا لي أخي‏ ؟

قالوا : اللهم نعم .

قال عليه السلام : أ فتقرون أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، قضى بيني و بين جعفر و زيد في ابنة حمزة ، فقال : يا علي أما أنت مني و أنا منك ، و أنت ولي كل مؤمن بعدي ؟

 قالوا : اللهم نعم .

قال عليه السلام : أ فتقرون ، أنه كانت لي من رسول الله صلى الله عليه وآله ، في كل يوم و ليلة دخلة و خلوة ، إذا سألته أعطاني ، و إذا سكت ابتدأني ؟

قالوا : اللهم نعم‏ .

 قال عليه السلام : أ فتقرون ، أن رسول الله ص فضلني على جعفر و حمزة ، فقال لفاطمة عليها السلام : إني زوجتك خير أهلي‏ ، و خير أمتي ، و أقدمهم سلما ، و أعظمهم‏ حلما ، و أكثرهم علما ؟

 قالوا : اللهم نعم .

قال عليه السلام : أ فتقرون ، أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال : أنا سيد ولد آدم ، و أخي‏ ، علي سيد العرب ، و فاطمة سيدة نساء أهل الجنة ، و ابناي الحسن و الحسين سيدا شباب أهل الجنة ؟

قالوا : اللهم نعم .

قال عليه السلام : أ فتقرون ، أن رسول الله صلى الله عليه وآله ، أمرني أن أغسله ، و أخبرني أن جبرائيل يعينني على غسله‏ ؟

قالوا : اللهم نعم .

قال عليه السلام : أنشدكم بالله ، أ فتقرون أن رسول الله صلى الله عليه وآله ، قال في آخر خطبة خطبكم : أيها الناس ، إني قد تركت فيكم أمرين ، لن تضلوا ما تمسكتم بهما ، كتاب الله ، و أهل بيتي ؟

 قالوا : اللهم نعم‏ .

 ثم قال‏ علي‏ عليه السلام :‏ أنشدكم الله أ تعلمون ، أن الله عز و جل فضل في كتابه السابق على المسبوق في غير آية ، و إني لم يسبقني إلى الله عز و جل و إلى رسوله ص أحد من هذه الأمة ؟

قالوا : اللهم نعم .

قال عليه السلام : فأنشدكم الله ، أ تعلمون حيث نزلت‏ : { وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ (100)  } التوبة ، { وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ (10) أُوْلَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ (11) ‏ } الواقعة ، سئل عنها رسول الله‏ ؟

فقال صلى الله عليه وآله وسلم : أنزلها الله تعالى ذكره في الأنبياء و أوصيائهم ، فأنا أفضل أنبياء الله و رسله ، و علي بن أبي طالب وصيي أفضل الأوصياء ؟

 قالوا : اللهم نعم .

قال عليه السلام : فأنشدكم ، أ تعلمون حيث نزلت‏ ، { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ (59) ‏ } النساء ، و حيث نزلت‏ : { إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ  الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ (55) } المائدة ، و حيث نزلت‏ : { أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تُتْرَكُواْ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللّهُ  الَّذِينَ جَاهَدُواْ مِنكُمْ وَلَمْ يَتَّخِذُواْ مِن دُونِ اللّهِ وَلاَ رَسُولِهِ وَلاَ الْمُؤْمِنِينَ وَلِيجَةً وَاللّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ (16)} التوبة.

قال الناس : يا رسول الله خاصة في بعض المؤمنين ، أم عامة لجميعهم ؟

فأمر الله عز و جل : نبيه ، أن يعلمهم ولاة أمرهم ، و أن يفسر لهم من الولاية ، ما فسر لهم من صلاتهم و زكاتهم و صومهم و حجهم .

فنصبني للناس : بغدير خم .

 ثم خطب و قال :

أيها الناس : إن الله أرسلني برسالة ، ضاق بها صدري ، و ظننت أن الناس تكذبني‏ ، فأوعدني لأبلغها ، أو ليعذبني ، ثم أمر فنودي ب الصلاة جامعة ، ثم خطب ، فقال :

أيها الناس : أ تعلمون أن الله عز و جل مولاي ، و أنا مولى المؤمنين ، و أنا أولى بهم من أنفسهم .

قالوا : بلى يا رسول الله .

قال صلى الله عليه وآله : قم يا علي ، فقمت ، فقال :

من كنت مولاه : فعلي هذا مولاه .

اللهم : وال من والاه ، و عاد من عاداه .

فقام سلمان فقال : يا رسول الله ، ولاء كما ذا ؟

فقال صلى الله عليه وآله : ولاء كولايتي‏ ، من كنت أولى به من نفسه ، فعلي أولى به من نفسه ، فأنزل الله تعالى ذكره‏ : { الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ  (3)} المائدة.

 فكبر النبي صلى الله عليه وآله و قال :

الله أكبر : تمام نبوتي‏ ، و تمام دين الله ولاية علي بعدي .

فقام : أبو بكر و عمر ، فقالا : يا رسول الله هذه الآيات خاصة في علي ؟

قال صلى الله عليه وآله : بلى فيه ، و في أوصيائي إلى يوم القيامة .

قالا : يا رسول الله بينهم لنا ؟

قال صلى الله عليه وآله : علي أخي و وزيري ، و وارثي و وصيي ، و خليفتي في أمتي ، و ولي كل مؤمن بعدي ، ثم ابني الحسن ، ثم ابني الحسين ، ثم تسعة من ولد ابني الحسين ، واحد بعد واحد .

القرآن معهم : و هم مع القرآن ، لا يفارقونه و لا يفارقهم ، حتى يردوا علي حوضي .

فقالوا كلهم : اللهم نعم ، قد سمعنا ذلك ، و شهدنا كما قلت سواء .

و قال بعضهم : قد حفظنا جل ما قلت‏ ، و لم نحفظه كله ، و هؤلاء الذين حفظوا أخيارنا و أفاضلنا .

فقال عليه السلام : صدقتم ليس كل الناس يستوون في الحفظ ، أنشد الله من حفظ ذلك من رسول الله صلى الله عليه وآله ، لما قام فأخبر به ؟

فقام : زيد بن أرقم ، و البراء بن عازب‏ ، و أبو ذر ، و المقداد ، و عمار .

فقالوا : نشهد لقد حفظنا ، قول النبي صلى الله عليه وآله ،  و هو قائم على المنبر ، و أنت إلى جنبه .

و هو يقول : يا أيها الناس ، إن الله أمرني أن أنصب لكم إمامكم ، و القائم فيكم بعدي ، و وصيي ، و خليفتي ، و الذي فرض الله على المؤمنين في كتابه طاعته ، فقرنه بطاعته و طاعتي ، و أمركم فيه بولايته ، و إني راجعت ربي خشية طعن أهل النفاق و تكذيبهم ، فأوعدني‏ لتبلغنها ، أو ليعذبنني .

أيها الناس : إن الله أمركم في كتابه بالصلاة فقد بينتها لكم ، و بالزكاة و الصوم و الحج فبينتها لكم و فسرتها .

و أمركم بالولاية : و إني أشهدكم ، أنها لهذا خاصة ، و وضع يده‏ على علي بن أبي طالب عليه السلام ، ثم لابنيه بعده ، ثم للأوصياء من بعدهم من ولدهم ، لا يفارقون القرآن ، و لا يفارقهم القرآن ، حتى يردوا علي حوضي .

أيها الناس : قد بينت لكم مفزعكم بعدي ، و إمامكم بعدي، و وليكم و هاديكم.

و هو أخي : علي بن أبي طالب ، و هو فيكم بمنزلتي فيكم ، فقلدوه دينكم ، و أطيعوه في جميع أموركم ، فإنه عنده جميع ما علمني الله من علمه و حكمته ، فسلوه و تعلموا منه و من أوصيائه بعده ، و لا تعلموهم و لا تتقدموهم و لا تخلفوا عنهم ، فإنهم مع الحق و الحق معهم ، لا يزايلونه و لا يزايلهم ، ثم جلسوا (أي ثم جلس زيد بن أرقم و البراء و أبو ذر و المقداد و عمار بعد شهادتهم) .

قال سليم : ثم قال علي عليه السلام :

 أيها الناس : أ تعلمون ، أن الله أنزل في كتابه‏ : {  إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا (33) } الأحزاب ، فجمعني و فاطمة و ابني حسنا و حسينا ، ثم ألقى علينا كساء .

و قال صلى الله عليه وآله وسلم : هؤلاء أهل بيتي و لحمتي ، يؤلمهم ما يؤلمني ، و يؤذيني ما يؤذيهم ، و يحرجني ما يحرجهم ، فأذهب عنهم الرجس و طهرهم تطهيرا .

فقالت أم سلمة : و أنا يا رسول الله ؟ فقال : أنت إلى خير .

 إنما نزلت : في و في أخي ، و في ابنتي فاطمة ، و في ابني ، و في تسعة من ولد ابني الحسين خاصة ، ليس معنا فيها أحد غيرهم ؟

فقالوا كلهم : نشهد أن أم سلمة حدثتنا بذلك ، فسألنا رسول الله ، فحدثنا كما حدثتنا به أم سلمة .

ثم قال علي عليه السلام : أنشدكم الله ، أ تعلمون أن الله أنزل‏ : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ  اللّهَ وَكُونُواْ مَعَ الصَّادِقِينَ (119) } التوبة ؟

 فقال سلمان : يا رسول الله عامة هذا أم خاصة ؟

قال صلى الله عليه وآله وسلم : أما المأمورون فعامة المؤمنين  أمروا بذلك ، و أما الصادقون فخاصة لأخي علي و أوصيائي من بعده إلى يوم القيامة ؟

قالوا : اللهم نعم .

قال عليه السلام : أنشدكم الله ، أ تعلمون أني قلت لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في غزوة تبوك ، لم خلفتني ؟ قال صلى الله عليه وآله : إن المدينة لا تصلح إلا بي أو بك ، و أنت مني بمنزلة هارون من موسى ، إلا أنه لا نبي بعدي ؟

قالوا : اللهم نعم .

قال عليه السلام : أنشدكم الله ، أ تعلمون أن الله أنزل في سورة الحج‏ : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا  رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (77)

وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِّلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ  سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمينَ مِن قَبْلُ وَفِي هَذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيدًا عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ  وَآتُوا الزَّكَاةَ وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلَاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ (78) }الحج .

 فقام سلمان فقال : يا رسول الله من هؤلاء الذين أنت عليهم شهيد ، و هم شهداء على الناس ، الذين اجتباهم الله و لم يجعل عليهم في الدين من حرج ، ملة أبيهم إبراهيم ؟

قال صلى الله عليه وآله وسلم : عنى بذلك ثلاثة عشر رجلا خاصة دون هذه الأمة .

قال سلمان : بينهم لنا يا رسول الله ؟

فقال صلى الله عليه وآله : أنا و أخي و أحد عشر من ولدي .

قالوا : اللهم نعم .

فقال عليه السلام : أنشدكم الله ، أ تعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وآله ، قام خطيبا ، ثم لم يخطب بعد ذلك ، فقال : يا أيها الناس :

إني تارك فيكم الثقلين : كتاب الله ، و عترتي أهل بيتي ، فتمسكوا بهما ، لن تضلوا ، فإن اللطيف الخبير أخبرني و عهد إلي ، أنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض .

فقام عمر بن الخطاب : و هو شبه المغضب ، فقال‏ : يا رسول الله ، أ كل أهل بيتك ؟

قال صلى الله عليه وآله وسلم : لا ، و لكن أوصيائي منهم :

 أولهم : أخي علي ، و وزيري ، و وارثي ، و خليفتي في أمتي ، و ولي كل مؤمن بعدي ، هو أولهم .

ثم ابني : الحسن ، ثم ابني الحسين ، ثم تسعة من ولد الحسين ، واحد بعد واحد ، حتى يردوا علي الحوض ، شهداء الله : في أرضه ، و حججه على خلقه ، و خزان علمه ، و معادن حكمته .

من أطاعهم‏ : أطاع الله‏ ، و من عصاهم عصى الله .

فقالوا كلهم : نشهد أن رسول الله ، قال ذلك .

ثم تمادى بعلي عليه السلام : السؤال ، فما ترك شيئا إلا ناشدهم الله فيه ، و سألهم عنه ، حتى أتى على آخر مناقبه ، و ما قال له رسول الله كثيرا ، كل ذلك يصدقونه ، و يشهدون أنه حق‏.

قال : فلم يدع شيئا مما أنزل الله فيه خاصة ، أو فيه‏ و في أهل بيته في القرآن ، و لا على لسان رسول الله  إلا ناشدهم الله فيه ، فمنه ما يقولون : جميعا نعم ، و منه ما يسكت بعضهم ، و يقول بعضهم : اللهم نعم ، و يقول : الذين سكتوا للذين أقروا ، أنتم عندنا ثقات ، و قد حدثنا غيركم ممن نثق به ، أنهم سمعوه من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم .

ثم قال حين فرغ :

اللهم : اشهد عليهم ، قالوا : اللهم اشهد ، أنا لم نقل إلا حقا ، و ما قد سمعناه من رسول الله ، و قد حدثنا من نثق به أنهم سمعوه من رسول الله .

 قال عليه السلام : أ تقرون بأن رسول الله صلى الله عليه وآله ، قال :

من زعم : أنه يحبني و يبغض عليا فقد كذب ، و ليس يحبني ، و وضع يده على رأسي‏ .

فقال له قائل : و كيف ذاك يا رسول الله ؟

قال صلى الله عليه وآله وسلم : لأنه مني و أنا منه ، و من أحبه فقد أحبني ، و من أحبني‏ فقد أحب الله ، و من أبغضه فقد أبغضني ، و من أبغضني فقد أبغض الله .

فقال : نحو من عشرين رجلا من أفاضل الحيين ، اللهم نعم ، و سكت بقيتهم‏ .

 فقال علي عليه السلام : للسكوت ما لكم سكوت ؟

فقالوا : هؤلاء الذين شهدوا عندنا ثقات في صدقهم و فضلهم و سابقتهم ؟

فقال علي عليه السلام : اللهم اشهد عليهم‏ .

فقالوا : اللهم إنا لم نشهد و لم نقل إلا ما سمعنا من رسول الله ، و ما حدثنا به من نثق به من هؤلاء و غيرهم ، أنهم سمعوه من رسول الله

 

فقال طلحة بن عبيد الله : و كان يقال له داهية قريش ، فكيف نصنع‏ بما ادعى أبو بكر و عمر و أصحابه الذين صدقوه ، و شهدوا على مقالته يوم أتوا بك تعتل ، و في عنقك‏ حبل .

فقالوا لك : بايع ، فاحتججت بما احتججت به من الفضل و السابقة ، فصدقوك جميعا .

ثم ادعى‏ : أنه سمع نبي الله ، يقول : إن الله أبى أن يجمع لنا أهل البيت النبوة و الخلافة ، فصدقه عمر و أبو عبيدة بن الجراح و سالم و معاذ بن جبل .

ثم أقبل طلحة فقال : كل الذي ذكرت و ادعيت حق و ما احتججت به‏ من السابقة و الفضل ، نحن نقر به و نعرفه ، و أما الخلافة فقد شهد أولئك الخمسة بما سمعت .

فقام عند ذلك‏: علي عليه السلام ، و غضب من مقالة طلحة ، فأخرج شيئا قد كان يكتمه ، و فسر شيئا قد كان قاله يوم مات عمر،  لم يدروا ما عنى به‏ ، و أقبل على طلحة و الناس يسمعون .

فقال عليه السلام : يا طلحة ، أما و الله ما من صحيفة ألقى الله بها يوم القيامة أحب إلي من صحيفة هؤلاء الخمسة ، الذين تعاهدوا  على الوفاء بها في الكعبة في حجة الوداع‏ ، إن قتل الله محمدا أو مات، أن يتوازروا و يتظاهروا علي، فلا أصل إلى الخلافة .

و قال عليه السلام : و الدليل يا طلحة على باطل ما شهدوا عليه .

قول نبي الله صلى الله عليه وآله :  يوم غدير خم ، من كنت أولى به من نفسه ، فعلي أولى به من نفسه . فكيف : أكون أولى بهم من أنفسهم ، و هم أمراء علي و حكام‏ .

و قول رسول الله صلى الله عليه وآله : أنت مني بمنزلة هارون من موسى غير النبوة ، أ فلستم تعلمون أن الخلافة غير النبوة ، و لو كان مع النبوة غيرها لاستثناه رسول الله .

 و قوله صلى الله عليه وآله وسلم : إني تركت فيكم أمرين ، لن تضلوا ما تمسكتم بهما ، كتاب الله ، و عترتي‏ ،  لا تتقدموهم ، و لا تتخلفوا عنهم ، و لا تعلموهم فإنهم‏ أعلم منكم ، فينبغي أن لا يكون الخليفة على الأمة إلا أعلمهم‏ بكتاب الله و سنة نبيه .

و قد قال الله‏: { أَفَمَن يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَن يُتَّبَعَ أَمَّن لاَّ  يَهِدِّيَ إِلاَّ أَن يُهْدَى فَمَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ (35) } يونس ،

و قال‏ : { قَالَ إِنَّ اللّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ وَاللّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَن يَشَاء وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ  (247) } البقرة .

و قال‏ : { أَوْ أَثَارَةٍ مِّنْ  عِلْمٍ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ (4) }الأحقاف .

و قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : ما ولت أمة قط أمرها رجلا ، و فيهم أعلم منه ، إلا لم يزل أمرهم يذهب سفالا ، حتى يرجعوا إلى ما تركوا ، فما الولاية غير الإمارة على الأمة .

و الدليل : على كذبهم و باطلهم و فجورهم ، أنهم سلموا علي بإمرة المؤمنين ، بأمر رسول الله ، و هي الحجة عليهم و عليك خاصة ، و على هذا الذي معك يعني الزبير ،و على الأمة رأسا ، و على هذين ، و أشار إلى سعد و ابن عوف ، و على خليفتكم هذا الظالم‏ ، يعني عثمان .

و إنا : معشر الشورى الستة أحياء كلنا ، فلم جعلني عمر في الشورى إن كان قد صدق هو و أصحابه على رسول الله صلى الله عليه وآله .

 أ جعلنا في الشورى : في الخلافة أم في غيرها ، فإن زعمتم أنه جعلها شورى في غير الإمارة ، فليس لعثمان إمارة علينا ، و لا بد من أن نتشاور في غيرها ، لأنه أمرنا أن نتشاور في غيرها .

 و إن كانت الشورى فيها : فلم أدخلني فيهم ؟ فهلا أخرجني ؟

و قد قال إن رسول الله صلى الله عليه وآله : أخرج أهل بيته من الخلافة فأخبر أنه ليس لهم فيها نصيب ، و لم قال عمر : حين دعانا رجلا رجلا لابنه عبد الله .

و ها هو ذا :  أنشدك بالله‏ ، ما قال لك حين خرجنا .

فقال عبد الله : أما إذ ناشدتني ، فإنه قال : إن بايعوا أصلع بني هاشم حملهم على المحجة البيضاء ، و أقامهم على كتاب ربهم ، و سنة نبيهم .

ثم قال عليه السلام : يا ابن عمر ، فما قلت أنت عند ذلك .

 قال قلت له : فما يمنعك يا أبت أن تستخلفه ؟

 قال عليه السلام : فما رد عليك ؟

قال : رد علي شيئا أكتمه .

قال عليه السلام : فإن رسول الله صلى الله عليه وآله ، قد أخبرني بكل ما قال لك و قلت له ، قال : و متى أخبرك ؟

قال عليه السلام : أخبرني في حياته، ثم أخبرني به ليلة مات أبوك في منامي،  و من رأى رسول الله في المنام فقد رآه في اليقظة .

 قال له ابن عمر : فما أخبرك ؟

قال عليه السلام : أنشدك الله يا ابن عمر ، لئن حدثتك به لتصدقني ؟

قال : أو أسكت .

قال عليه السلام : فإنه قال لك : حين قلت له ، فما يمنعك أن تستخلفه ؟

قال : الصحيفة التي كتبناها بيننا ، و العهد الذي تعاهدنا عليه في الكعبة في حجة الوداع .

 فسكت : ابن عمر ، فقال : أسألك بحق رسول الله ص لما أمسكت عني‏ .

 قال سليم‏ : فلقد رأيت ابن عمر في ذلك المجلس ، و قد خنقته العبرة و عيناه‏

تسيلان دموعا .

ثم أقبل علي عليه السلام : على طلحة و الزبير و ابن عوف و سعد ، و قال :

و الله : إن كان أولئك الخمسة ، كذبوا على رسول الله ، فما يحل لكم ولايتهم ، و إن كانوا صدقوا ما حل لكم أيها الخمسة أن تدخلوني معكم في الشورى ، لأن إدخالكم إياي فيه خلاف على رسول الله ، و رغبة عنه.

ثم أقبل علي صلوات الله عليه : على الناس ، فقال : أخبروني عن منزلتي فيكم و ما تعرفوني به أ صدوق أنا عندكم‏  ، أم كذاب؟

فقالوا : بل صديق صدوق ، لا و الله ما علمناك كذبت في جاهلية و لا إسلام .

قال عليه السلام : فو الله الذي أكرمنا أهل البيت بالنبوة ، فجعل منا محمدا ، و أكرمنا من بعده بأن جعلنا أئمة المؤمنين ، لا يبلغ‏  عنه صلى الله عليه وآله غيرنا ، و لا تصلح الإمامة و الخلافة إلا فينا ، و لم يجعل الله معنا أهل البيت‏ لأحد من الناس‏ فيها نصيبا و لا حقا .

أما رسول الله : فخاتم النبيين ليس بعده رسول و لا نبي ، ختم الأنبياء برسول الله إلى يوم القيامة ، و ختم بالقرآن الكتب إلى يوم القيامة  .

 جعلنا : من بعد محمد صلى الله عليه وآله خلفاء في أرضه‏ ، و شهداء على خلقه ، و فرض طاعتنا في كتابه ، و قرننا بنفسه و نبيه في الطاعة، في غير آية من القرآن .

و الله جعل : محمدا نبيا ، و جعلنا خلفاء من بعده في خلقه ، و شهداء على خلقه و فرض طاعتنا في كتابه المنزل ، ثم أمر الله جل و عز نبيه أن يبلغ ذلك أمته ، فبلغهم كما أمره الله عز و جل .

فأيهما أحق : بمجلس رسول الله ، و بمكانه ، و قد سمعتم رسول الله حين بعثني ببراءة ، فقال صلى الله عليه وآله : إنه لا يصلح أن يبلغ عني إلا أنا أو رجل مني‏ .

فأنشدكم الله : أ سمعتم ذلك من رسول الله؟

 قالوا : اللهم نعم نشهد ، أنا سمعنا ذلك من رسول الله ص حين بعثك ببراءة .

قال عليه السلام : فلم يصلح لصاحبكم ، أن يبلغ عنه صحيفة قدر أربع أصابع ، و لم يصلح أن يكون المبلغ لها غيري ، فأيهما أحق بمجلسه و مكانه الذي سماه خاصة أنه من رسول الله ، أو من خص به من بين هذه الأمة أنه ليس من رسول الله .

فقال طلحة : قد سمعنا ذلك من رسول الله ، ففسر لنا كيف لا يصلح لأحد أن يبلغ عن رسول الله ، و قد قال لنا و لسائر الناس : ليبلغ الشاهد منكم الغائب ، و قال بعرفة حين حج حجة الوداع : رحم الله‏ امرأ سمع مقالتي فوعاها ثم أبلغها عني‏ ، فرب حامل فقه و لا فقه له‏ ، و رب حامل فقه إلى من هو أفقه منه ، ثلاثة لا يغل‏ عليهن قلب امرئ مسلم ، إخلاص العمل لله ، و السمع و الطاعة و المناصحة لولاة الأمر ، و لزوم جماعتهم ، فإن دعوتهم محيطة من ورائهم ، و قام في غير موطن فقال : ليبلغ الشاهد الغائب ؟

فقال علي بن أبي طالب عليه السلام :

إن الذي قال رسول الله صلى الله عليه وآله : يوم غدير خم ، و يوم عرفة في حجة الوداع ، و يوم قبض‏،  فانظر في آخر خطبة خطبها .

حين قال صلى الله عليه وآله وسلم :

إني قد تركت فيكم أمرين : لن تضلوا ما إن تمسكتم بهما ، كتاب الله ، و أهل بيتي ، فإن اللطيف الخبير قد عهد إلي أنهما لن يفترقا ، حتى يردا علي الحوض كهاتين الإصبعين و أشار بمسبحته و الوسطى‏ ، فإن إحداهما قدام الأخرى‏ .

فتمسكوا بهما : لا تضلوا و لا تزلوا ، و لا تقدموهم ، و لا تخلفوا عنهم ، و لا تعلموهم فإنهم أعلم منكم .

و إنما أمر العامة أن يبلغوا : من لقوا من العامة ، بإيجاب طاعة الأئمة من آل محمد عليهم الصلاة والسلام ، و إيجاب حقهم، ولم يقل ذلك في شيء من الأشياء غير ذلك .

 و إنما أمر العامة : أن يبلغوا العامة بحجة من لا يبلغ عن رسول الله  جميع ما بعثه الله به غيرهم ، أ لا ترى يا طلحة أن رسول الله .

قال لي : و أنتم تسمعون ، يا أخي ، إنه لا يقضي عني ديني و لا يبرئ ذمتي غيرك ، أنت تبرئ ذمتي  و تؤدي أمانتي ، و تقاتل على سنتي ، فلما ولي أبو بكر هل قضى عن رسول الله‏ دينه و عداته ، فأثبتهم جميعا فقضيت دينه و عداته .

و أخبرهم : أنه‏ لا يقضي عنه دينه و عداته غيري،  و لم يكن ما أعطاهم أبو بكر بقضاء لدينه و عداته‏ ، و إنما كان قضاي دينه و عداته هو الذي أبرأ ذمته ، و قضى أمانته‏ .

 و إنما يبلغ عن رسول الله : جميع ما جاء عن الله عز و جل ، الأئمة الذين فرض الله طاعتهم في كتابه ، و أمر بولايتهم ، الذين من أطاعهم‏ أطاع الله‏ ، و من عصاهم عصى الله .

فقال طلحة : فرجت عني ما كنت أدري ما عنى رسول الله بذلك حتى فسرته لي ، فجزاك الله يا أبا الحسن خيرا عن جميع الأمة .

يا أبا الحسن : شيء أريد أن أسألك عنه ‏، رأيتك خرجت بثوب مختوم عليه .

 فقلت : يا أيها الناس ، إني لم أزل مشغولا برسول الله صلى الله عليه وآله بغسله و تكفينه و دفنه ، ثم شغلت بكتاب الله حتى جمعته ، فهذا كتاب الله مجموعا ،  لم يسقط منه حرف ، فلم أر ذلك الكتاب الذي كتبت و ألفت‏ .

 و لقد رأيت : عمر بعث إليك حين استخلف أن ابعث به إلي فأبيت أن تفعل ، فدعا عمر الناس ، فإذا شهد اثنان‏  على آية قرآن كتبها ، و ما لم يشهد عليها غير رجل واحد رماه و لم يكتبه ، و قد قال عمر : و أنا أسمع ، إنه قد قتل يوم اليمامة رجال كانوا يقرءون قرآنا لا يقرئوه غيرهم ، فذهب‏ ،و قد جاءت شاة إلى صحيفة و كتاب عمر يكتبون فأكلتها ، و ذهب ما فيها ، و الكاتب‏ يومئذ عثمان ، فما تقولون ؟

 و سمعت : عمر يقول و أصحابه الذين ألفوا ما كتبوا على عهد عثمان‏ ، إن الأحزاب كانت تعدل سورة البقرة ، و النور ستون و مائة آية ، و الحجرات تسعون آية ، فما هذا ، و ما يمنعك يرحمك الله أن تخرج إليهم ما قد ألفت للناس .

و قد شهدت : عثمان ، حين أخذ ما ألف عمر ، فجمع له الكتاب ، و حمل الناس على قراءة واحدة ، و مزق مصحف أبي بن كعب و ابن مسعود و أحرقهما بالنار ،  فما هذا ؟

فقال أمير المؤمنين عليه السلام : يا طلحة ، إن كل آية أنزلها الله في كتابه على محمد صلى الله عليه وآله عندي بإملاء رسول الله و خطي بيدي ، و تأويل كل آية أنزلها الله على محمد صلى الله عليه وآله ، و كل حلال أو حرام أو حد أو حكم ، أو أي شيء تحتاج إليه الأمة إلى يوم القيامة ، عندي مكتوب بإملاء رسول الله و خط يدي‏ ، حتى أرش الخدش .

قال طلحة : كل شيء من صغير أو كبير ، أو خاص أو عام ، كان أو يكون إلى يوم القيامة ، فهو مكتوب عندك؟

قال عليه السلام : نعم ، و سوى ذلك ، أن رسول الله أسر إلي في مرضه ، مفتاح ألف باب من العلم ، يفتح كل باب ألف باب ، و لو أن الأمة منذ قبض الله نبيه اتبعوني و أطاعوني‏ ، لأكلوا من فوقهم و من تحت أرجلهم‏ ، رغدا إلى يوم القيامة.

 يا طلحة : أ لست قد شهدت رسول الله ، حين دعا بالكتف‏ ليكتب فيها ما لا تضل الأمة و لا تختلف .

فقال صاحبك ما قال : إن نبي الله يهجر ، فغضب رسول الله ، ثم تركها ؟

قال : بلى قد شهدت ذاك .

قال عليه السلام : فإنكم لما خرجتم أخبرني بذلك رسول الله ، بالذي أراد أن يكتب فيها ، و أن يشهد عليها العامة ، فأخبره جبرائيل أن الله عز و جل ، قد علم من الأمة  الاختلاف و الفرقة .

ثم دعا بصحيفة : فأملى علي ما أراد أن يكتب في الكتف‏ ، و أشهد على ذلك ثلاثة رهط ، سلمان و أبا ذر و المقداد ، و سمى من يكون من أئمة الهدى الذين أمر الله بطاعتهم إلى يوم القيامة .

فسماني : أولهم‏ ، ثم ابني هذا ، و أدنى بيده إلى‏ الحسن ، ثم الحسين ، ثم تسعة من ولد ابني هذا يعني الحسين .

كذلك كان : يا أبا ذر ، و أنت يا مقداد ؟

فقاموا و قالوا : نشهد بذلك على رسول الله .

 فقال طلحة : و الله لقد سمعت من رسول الله ، يقول لأبي ذر : ما أظلت الخضراء و لا أقلت الغبراء على ذي لهجة ، أصدق من أبي ذر ، و لا أبر عند الله .

و أنا أشهد : أنهما  لم يشهدا إلا على حق ، و لأنت أصدق و آثر عندي منهما .

ثم أقبل عليه السلام : على طلحة ، فقال : اتق الله يا طلحة ، و أنت يا زبير ، و أنت يا سعد ، و أنت يا ابن عوف ، اتقوا الله و آثروا رضاه ، و اختاروا ما عنده ، و لا تخافوا في الله لومة لائم .

قال طلحة : ما أراك يا أبا الحسن أجبتني عما سألتك عنه من أمر القرآن ، ألا تظهره للناس ؟

قال عليه السلام : يا طلحة عمدا كففت عن جوابك .

قال : فأخبرني عما كتب عمر و عثمان ، أ قرآن كله ، أم فيه ما ليس بقرآن ؟

قال عليه السلام : بل هو قرآن كله ، إن أخذتم بما فيه نجوتم من النار و دخلتم الجنة ، فإن فيه حجتنا ، و بيان أمرنا ، و حقنا ، و فرض طاعتنا .

فقال طلحة : حسبي ، أما إذا كان قرآنا ، فحسبي .

ثم قال طلحة : فأخبرني عما في يديك من القرآن و تأويله ، و علم الحلال و الحرام إلى من تدفعه ، و من صاحبه بعدك ؟

قال عليه السلام : إلى الذي أمرني رسول الله صلى الله عليه وآله ، أن أدفعه إليه .

قال : من هو ؟

قال عليه السلام : وصيي ، و أولى الناس بالناس بعدي ، ابني هذا الحسن‏ ، ثم يدفعه ابني الحسن عند موته إلى ابني هذا الحسين‏، ثم يصير إلى واحد بعد واحد من ولد الحسين ، حتى يرد آخرهم على رسول الله حوضه ، و هم مع القرآن ، و القرآن معهم ، لا يفارقونه و لا يفارقهم .

أما إن : معاوية و ابنه سيليان بعد عثمان ، ثم يليهما سبعة من ولد الحكم بن أبي العاص واحدا بعد واحد تكملة اثني عشر إمام ضلالة ، و هم الذين رآهم رسول الله  على منبره يردون أمته على أدبارهم القهقري ، عشرة منهم من بني أمية ، و رجلان أسسا ذلك لهم ، و عليهما مثل أوزار هذه الأمة .

فقالوا : يرحمك الله يا أبا الحسن ، و غفر لك‏ ،و جزاك الله أفضل الجزاء عنا بنصحك و حسن قولك‏ .

كتاب سليم بن قيس الهلالي ج‏2ص636ح11 .

 


 

 

 

نص الأبوذية المطولة :

رحم الله الشيخ حسن الأنباري إذ قال :

الله ربنا  أمر النبي  بجعل الوصي و الولي  والخليفة  بعده علي

هو نفس النبي و هما نور واحد و نزهم من الربوبية و لهم علي

وأرفع شأنهم ما شئت وأسأل الله بهم صب رحمته عليك وعلي

و الله و رسوله ضمنوا لمن تولاه وآله الرضا و النعيم بجنة عليه

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

عناوين مفيدة :

لحضرتكم يا طيب : صحيفة الإمام علي عليه السلام

جزء ذكر علي عليه السلام عبادة

تأليف وتحقيق وإعداد

خادم علوم آل محمد عليهم السلام

الشيخ حسن حردان الأنباري

موقع موسوعة صحف الطيبين

 الصحيفة مع قابلية الاختيار والاقتباس منها والنسخ واللصق للنشر في المواقع الاجتماعية

www.alanbare.com/1

صحيفة الإمام كراس للمطالعة

www.alanbare.com/1/1.pdf

شرح أبوذية معنى اسم علي عليها السلام للاقتباس والنشر

www.alanbare.com/1/ali

شرح أبوذية رقية كراس جيد للمطالعة على الحاسب و الموبايل

www.alanbare.com/1/ali.pdf