بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد
نرحب بكم يا طيب في

موسوعة صحف الطيبين

في أصول الدين وسيرة المعصومين



التحكم بالصفحة + = -
❀✺✸☼❋❉❈❊

تكبير النص وتصغيره


النص المفضل

لون النص والصفحة
حجم النص

____ لون النص ____

أحمر | أزرق | أخضر | أصفر |
أسود | أبيض | برتقالي | رمادي |

____ لون الخلفية ____




← ✍ →

صحيفة تبليغ سورة براءة وأسمائها وآية الإيمان فيها صحيفة الإمام علي

عليه السلام

بحوث وتحقيق تبليغ سورة براءة الله ورسوله من الكفار والمشركين وبالخصوص المنافقين وأسمائها وتشهد لعلي بن أبي طالب بالإيمان والإخلاص بنص آياتها فضلا عن شأن نزولها وتبليغها ولم يشهد لأحد مثله في القرآن الكريم

المقدمة : تعريف مختصر لتبيلغ سورة براءة :

صحيفة : تبليغ سورة براءة في القرآن الكريم ، وما أدراك بحقائق قصص سورة براءة من الله ورسوله من المشركين والمنافقين ، وهي آخر سورة نزلت من القرآن الكريم ..

وتبليغها كان : سبب لعزل غاصب الخلافة الأول عن تبليغها وعن أمرة الحاج في سنة 9 للهجرة ، وتولي أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام لتبليغها وأمرة الحاج ، وتشهد له بإخلاص الإيمان في آياتها نصا صريحا ، وتتبرأ من الكفار والمنافقين والذين في قلوبهم مرض وتعزلهم عن الإيمان .

فبرت وقلمت : المنافقين حتى كثرت أسمائها بنص الفريقين الخاصة والعامة ، وأهم أسمائها : سورة براءة : وسميت بها لافتتاحها بالبراءة من المشركين و المنافقين من دون ذكر بسم الله الرحمن الرحيم في أولها ، لشدة غضب الله ورسوله عليهم ، وتسمى سورة التوبة لأنه تاب الله على بعض المتخلفين في آخرها ، وعلى كل من يتوب واقعا ويتبع الحق ويطيع من نصبه الله أمير وولي على المسلمين .

ولسورة براءة : أكثر من 14 أسما آخرا ، وأهما الفاضحة : لأنها فضحت المنافقين، وسورة العذاب : لتكرره فيها 19 مرة، و المقشقشة : قصمة ظهور المنافقين لأنها تبرئت منهم ، و المنقرة : لأنها نقرت عما في قلوب المشركين والمنافقين ، وكذا : البحوث ، و الحافرة ، و المثيرة ، و المبعثرة ، و المدمدمة ، و المخزية ، و المنكلة ، و المشردة ، للمنافقين فضلا عن المشركين ، وكثر فيها منهم ومنهم كقوله تعالى : {وَمِنْهُمْ مَنْ عَاهَدَ الله(75)} و{ وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ ائْذَنْ لِي وَلا تَفْتِنِّي (49)} ...

فسورة براءة : كما يتبرأ الله ورسوله من المشركين ، فهي سورة تفضح أخبار المنافقين وتهتك سترهم ، حتى ظنوا أنها لم يبقى أحداً منهم إلا ذكر فيها ، فكانوا يشتكون من نزول مزيد من الآيات ، لأنها تفضح وتكشف وتهتك أستارهم وتذكر مثالبهم وتبين سوء نياتهم وعدم إيمانهم فضلا عن عدم إخلاصهم.

والإمام علي عليه السلام : بأمر الله ورسوله ونزل الوحي في أول ذي الحجة، بأن عليه أن يخرج من المدينة ويلحق بأمير الحاج ويأخذ منه سورة براءة ، فيبلغها في أيام الحج في عرفة ويوم النحر ومكة .

ورجع أبي بكر : للمدينة ولم يحج وهذه السنة لصعوبة الوقعة عليه مما ظهر من حاله وعزله ، وإن شأن السورة وتبليغها ورجوعه وعدم قدرة على تبليغ آيات ، تبين عدم كفاءته لقيادة المسلمين أبدا ، وأن الله ورسوله لم يرضوا به أميرا ولا مبلغا عنهم دين الله ، وما أمروه وعزلوه إلا ليبنوا حاله .

وإن المبلغ الحق : عن الله وهداه وأحكامه بالحق النبي أو من هو كنفسه أي إمام الحق وحجة الله وخليفته علي بن أبي طالب عليه السلام .

وقصة تبليغ : سورة براءة كانت في أول ذي الحجة سنة 9 للهجرة حتى أيام العيد الكبير وأيام الحج الأكبر ، و الغدير حصل في 18 ذي الحجة سنة 10 للهجرة، فنصب علي مرة أخرى نصا في موقف شهد له كل من حج وهم أكثر 110 ألف حاج ، فقصة سورة براءة مقدمة واجبة ليوم الغدير وإحكام وتثبيت أمر الإمامة والولاية للنبي وآله صلى الله عليه وآله وسلم .

ويا طيب : تدبر أو تصفح هذه القصة لتبليغ سورة براءة ولو مرة في حياتك ، ترى العجب والواقع الحق حتى اليقين ، بأن من عزله الله ورسوله لا يحق له الخلافة لرسول الله ولا تبليغ دين الله ولا أن يكون أميرا على عباد الله ، وإن من نصبه الله ورسوله هو الولي والإمام الحق ، وواجب الطاعة كالله ورسوله لأنه بأمرهم مبلغا عنهم ...

ويا طيب : بالإضافة لما عرفت ، توجد آيات في سورة براءة وبالخصوص آية الإيمان ، تنص بنص صريح واضح ، على أن أمير المؤمنين مؤمنا حقا ومجاهدا في سبيل الله واقعا ، وذكر هذا كل من فسرها من المفسرين ومن ذكرها في تأريخ الدين الإسلامي ، فتدبر الآية وتدبر حال غيره ، تجد أن أمر الخلافة والولاية الحقة بعد رسول الله محصورة فيه وفي آله صلى الله عليهم وسلم أجمعين .

فتدبرها يا مولي يا مؤمن : ولا تفوتها فإنها تهب الإيمان حتى القين ، وترينا الصراط المستقيم لمعرفة المنعم عليهم وبهدى الله وعبوديته حقا ، وأنه يجب طاعتهم والتبري ممن خالفهم وأقصاهم فضلا عمن حاربهم ومنعهم حقهم .


تتمة وتوضيح :

و يا طيب : ذكر بن تيمية : أنه لا توجد آية تبين إيمان علي بن أبي طالب وحده من دون الصحابة ، فهو وهم سواء ، ومعناه إن وجدت آية صريح تزكيه فهو المؤمن ومن خالفه منفاق .

وإن سورة براءة : وما فيها من الكلام الشديد على المنافقين ، وكثرة أسمائها الحاكية عن نفاق المسلمين في آخر عهد رسول الله ، لأنها آخر سورة نزلة ، وعزل الأول ، وأمر الله ورسوله علي بن أبي طالب عليه السلام بتبليغ السورة لأنه كرسول الله لولا ختم النبوة فهو الخليفة والإمام بعده ، وتوجد آية صريحة في نفس سورة براءة تبين أن أمير المؤمنين عليه السلام مؤمنا ومجاهدا في سبيل الله ، وذكر هذا كل من فسرها .

تعرفنا سورة براءة : بنصها بأنها تشكك بكل المسلمين الأول وغيره ، وتزكي واحدا منهم وهو علي بن أبي طالب عليه السلام ، فمن تبعه واقعا ولم يخلطه بغيره يكون مؤمنا تائبا حقا واقعا ، ومن تركه وخالفه وأقصاه فهو في المنافقين وإن تسمى مسلما أو مؤمن أو أمير المؤمنين ، وإن أمير المؤمنين الحق هو علي بن أبي طالب ومن تعبه هم المؤمنون ، وهم حكموا بهذا ، والسلام على من أتبع الهدى .


روابط الصحيفة لتبليغها :
https://www.alanbare.com/1/brah
الصحيفة كتاب الكتروني
https://www.alanbare.com/1/brah.pdf
ويا طيب تجد تفاصيل الصحيفة في البحوث الآتية :

المؤلف

الراجي لرحمة الله وشفاعة نبيه وآله عليهم السلام

خادم علوم آل محمد عليهم السلام

الشيخ حسن جليل الأنباري

موسوعة صحف الطيبين


صحيفة تبليغ سورة براءة وأسمائها وآية الإيمان فيها صحيفة الإمام علي عليه السلام

صحيفة تبليغ سورة براءة وأسمائها وآية الإيمان فيها صحيفة الإمام علي عليه السلام

شعر أبوذية يشوقنا لقراءة الصحيفة

صحيفة تبليغ سورة براءة وأسمائها وآية الإيمان فيها صحيفة الإمام علي عليه السلام

رحم الله الشيخ حسن الِأنباري يشوقنا لقراءة الصحيفة:

تبليغ سورة براءة : وما أدراك ما البراءة ، مقدمة يوم الغدير وبيان الأمير والولي الحق والمبلغ عن الله ورسوله ، لأن الواقعة كانت أول ذي الحجة سنة تسعة للهجرة ، والغدير في يوم 18 ذي الحجة سنة 10 للهجرة .


الرب عزل الأول من تبليغ سورة براءة

ونصّب علي و أوجب له تولي و براءة

فمن تولاه و آله  له من الضلال براءة

تبري الآثام و الأفكار الردية الجهنمية




دارمي يشوقنا لقراءة الصحيفة

صحيفة تبليغ سورة براءة وأسمائها وآية الإيمان فيها صحيفة الإمام علي عليه السلام

أنزل الله تعالى في كتابه سورة بدون بسمله باسم براءة

لما أظهروا الكفار نقض العهد والخيانة لحلفه والدناءة

 

أرسل النبي أبو بكر في موسم الحج لتلاوة السورة وقضاءه

فأنزل الله جبرائيل لابد رجل منك من يتلوا حكمه وأنباءه

 

فأرسل النبي علي بن أبي طالب أميرا للحج وتم إحباءه

وتكريمه بتلاوة حكم الله ورسوله في بيت الله وفي أرجاءه

 

ورجع أبو بكر للمدينة منكسرا بغيض وغم لعدم الكفاءة

وسار علي بالحجاج وبلغ الأمير حكم الله للكفار وجزاءه

 

هذا بيان الله للإمامة والولاية يتلوه الموالي بسرور ووضاءه

ويهرب المخالف مما أنزل الله ومن حجته ولا يحب إفشاءه








نص سورة براءة ( التوبة )

( وأسمائها الأخرى كما سترى تفصيلها ، بإضافة كلمة سورة أمام كل اسم :

الفاضحة ، العذاب ، المقشقشة ، المنقرة ، البحوث ، المعبرة، الحافرة ، المثيرة ، المبعثرة ، المدمدمة ، المخزية ، المنكلة ،  المشددة ، المشردة للمنافقين :

 

قال الله سبحانه وتعالى :

{ بَرَاءَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى الَّذِينَ عَاهَدْتُمْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ﴿۱﴾ فَسِيحُوا فِي الْأَرْضِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِي اللَّهِ ۙ وَأَنَّ اللَّهَ مُخْزِي الْكَافِرِينَ ﴿۲﴾ وَأَذَانٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ أَنَّ اللَّهَ بَرِيءٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ۙ وَرَسُولُهُ ۚ فَإِنْ تُبْتُمْ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ ۖ وَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِي اللَّهِ ۗ وَبَشِّرِ الَّذِينَ كَفَرُو بِعَذَابٍ أَلِيمٍ ﴿۳﴾ إِلَّا الَّذِينَ عَاهَدْتُمْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ثُمَّ لَمْ يَنْقُصُوكُمْ شَيْئًا وَلَمْ يُظَاهِرُوا عَلَيْكُمْ أَحَدًا فَأَتِمُّوا إِلَيْهِمْ عَهْدَهُمْ إِلَىٰ مُدَّتِهِمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ ﴿٤﴾ فَإِذَا انْسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ ۚ فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴿٥﴾ وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّىٰ يَسْمَعَ كَلَامَ اللَّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَعْلَمُونَ ﴿٦﴾ كَيْفَ يَكُونُ لِلْمُشْرِكِينَ عَهْدٌ عِنْدَ اللَّهِ وَعِنْدَ رَسُولِهِ إِلَّا الَّذِينَ عَاهَدْتُمْ عِنْدَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ ۖ فَمَا اسْتَقَامُوا لَكُمْ فَاسْتَقِيمُوا لَهُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ ﴿٧﴾ كَيْفَ وَإِنْ يَظْهَرُو عَلَيْكُمْ لَا يَرْقُبُوا فِيكُمْ إِلًّا وَلَا ذِمَّةً ۚ يُرْضُونَكُمْ بِأَفْوَاهِهِمْ وَتَأْبَىٰ قُلُوبُهُمْ وَأَكْثَرُهُمْ فَاسِقُونَ ﴿۸﴾ اشْتَرَوْا بِآيَاتِ اللَّهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِهِ ۚ إِنَّهُمْ سَاءَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴿۹﴾ لَا يَرْقُبُونَ فِي مُؤْمِنٍ إِلًّا وَلَا ذِمَّةً ۚ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُعْتَدُونَ ﴿۱۰﴾

 فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ ۗ وَنُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ ﴿۱۱﴾ وَإِنْ نَكَثُوا أَيْمَانَهُمْ مِنْ بَعْدِ عَهْدِهِمْ وَطَعَنُوا فِي دِينِكُمْ فَقَاتِلُوا أَئِمَّةَ الْكُفْرِ ۙ إِنَّهُمْ لَا أَيْمَانَ لَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَنْتَهُونَ ﴿۱۲﴾ أَلَا تُقَاتِلُونَ قَوْمًا نَكَثُو أَيْمَانَهُمْ وَهَمُّوا بِإِخْرَاجِ الرَّسُولِ وَهُمْ بَدَءُوكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ ۚ أَتَخْشَوْنَهُمْ ۚ فَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَوْهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ﴿۱۳﴾ قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنْصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ ﴿۱٤﴾ وَيُذْهِبْ غَيْظَ قُلُوبِهِمْ ۗ وَيَتُوبُ اللَّهُ عَلَىٰ مَنْ يَشَاءُ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ﴿۱٥﴾ أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تُتْرَكُوا وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَلَمْ يَتَّخِذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلَا رَسُولِهِ وَلَا الْمُؤْمِنِينَ وَلِيجَةً ۚ وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ﴿۱٦﴾ مَا كَانَ لِلْمُشْرِكِينَ أَنْ يَعْمُرُوا مَسَاجِدَ اللَّهِ شَاهِدِينَ عَلَىٰ أَنْفُسِهِمْ بِالْكُفْرِ ۚ أُولَٰئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ وَفِي النَّارِ هُمْ خَالِدُونَ ﴿۱٧إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلَّا اللَّهَ ۖ فَعَسَىٰ أُولَٰئِكَ أَنْ يَكُونُوا مِنَ الْمُهْتَدِينَ ﴿۱۸﴾

 أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الْحَاجِّ وَعِمَارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَجَاهَدَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ۚ لَا يَسْتَوُونَ عِنْدَ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ﴿۱۹﴾ الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ أَعْظَمُ دَرَجَةً عِنْدَ اللَّهِ ۚ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ ﴿۲۰﴾ يُبَشِّرُهُمْ رَبُّهُمْ بِرَحْمَةٍ مِنْهُ وَرِضْوَانٍ وَجَنَّاتٍ لَهُمْ فِيهَا نَعِيمٌ مُقِيمٌ ﴿۲۱﴾ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ۚ إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ ﴿۲۲﴾

 

 يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا آبَاءَكُمْ وَإِخْوَانَكُمْ أَوْلِيَاءَ إِنِ اسْتَحَبُّوا الْكُفْرَ عَلَى الْإِيمَانِ ۚ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ ﴿۲۳﴾ قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّىٰ يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ ۗ وَاللَّهُ لَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ ﴿۲٤

 

لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ فِي مَوَاطِنَ كَثِيرَةٍ ۙ وَيَوْمَ حُنَيْنٍ ۙ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئً وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُمْ مُدْبِرِينَ ﴿۲٥﴾ ثُمَّ أَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَىٰ رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَنْزَلَ جُنُودًا لَمْ تَرَوْهَا وَعَذَّبَ الَّذِينَ كَفَرُوا ۚ وَذَٰلِكَ جَزَاءُ الْكَافِرِينَ ﴿۲٦﴾ ثُمَّ يَتُوبُ اللَّهُ مِنْ بَعْدِ ذَٰلِكَ عَلَىٰ مَنْ يَشَاءُ ۗ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴿۲٧﴾ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلَا يَقْرَبُوا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ بَعْدَ عَامِهِمْ هَٰذَا ۚ وَإِنْ خِفْتُمْ عَيْلَةً فَسَوْفَ يُغْنِيكُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ إِنْ شَاءَ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ﴿۲۸﴾ قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلَ يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلَا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّىٰ يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ ﴿۲۹﴾ وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ وَقَالَتِ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ ۖ ذَٰلِكَ قَوْلُهُمْ بِأَفْوَاهِهِمْ ۖ يُضَاهِئُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ ۚ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ ۚ أَنَّىٰ يُؤْفَكُونَ ﴿۳۰﴾ اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا إِلَٰهًا وَاحِدًا ۖ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ۚ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ ﴿۳۱﴾ يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّ أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ ﴿۳۲﴾ هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَىٰ وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ ﴿۳۳﴾ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ كَثِيرًا مِنَ الْأَحْبَارِ وَالرُّهْبَانِ لَيَأْكُلُونَ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ ۗ وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَا يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ ﴿۳٤﴾ يَوْمَ يُحْمَىٰ عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَىٰ بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنُوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ ۖ هَٰذَا مَا كَنَزْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ فَذُوقُوا مَا كُنْتُمْ تَكْنِزُونَ ﴿۳٥﴾ إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ۚ ذَٰلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ ۚ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ ۚ وَقَاتِلُو الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً ۚ وَاعْلَمُو أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ ﴿۳٦﴾ إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيَادَةٌ فِي الْكُفْرِ ۖ يُضَلُّ بِهِ الَّذِينَ كَفَرُوا يُحِلُّونَهُ عَامًا وَيُحَرِّمُونَهُ عَامًا لِيُوَاطِئُوا عِدَّةَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ فَيُحِلُّو مَا حَرَّمَ اللَّهُ ۚ زُيِّنَ لَهُمْ سُوءُ أَعْمَالِهِمْ ۗ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ ﴿۳٧﴾ يَ أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انْفِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الْأَرْضِ ۚ أَرَضِيتُمْ بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَ مِنَ الْآخِرَةِ ۚ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ إِلَّ قَلِيلٌ ﴿۳۸﴾ إِلَّا تَنْفِرُوا يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا وَيَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ وَلَا تَضُرُّوهُ شَيْئًا ۗ وَاللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴿۳۹﴾ إِلَّ تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا ۖ فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَىٰ ۗ وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا ۗ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ﴿٤۰﴾ انْفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالًا وَجَاهِدُوا بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ۚ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ ﴿٤۱﴾ لَوْ كَانَ عَرَضًا قَرِيبًا وَسَفَرًا قَاصِدًا لَاتَّبَعُوكَ وَلَٰكِنْ بَعُدَتْ عَلَيْهِمُ الشُّقَّةُ ۚ وَسَيَحْلِفُونَ بِاللَّهِ لَوِ اسْتَطَعْنَ لَخَرَجْنَا مَعَكُمْ يُهْلِكُونَ أَنْفُسَهُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ ﴿٤۲﴾ عَفَا اللَّهُ عَنْكَ لِمَ أَذِنْتَ لَهُمْ حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَتَعْلَمَ الْكَاذِبِينَ ﴿٤۳﴾ لَا يَسْتَأْذِنُكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ أَنْ يُجَاهِدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالْمُتَّقِينَ ﴿٤٤﴾ إِنَّمَا يَسْتَأْذِنُكَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَارْتَابَتْ قُلُوبُهُمْ فَهُمْ فِي رَيْبِهِمْ يَتَرَدَّدُونَ ﴿٤٥﴾ وَلَوْ أَرَادُوا الْخُرُوجَ لَأَعَدُّوا لَهُ عُدَّةً وَلَٰكِنْ كَرِهَ اللَّهُ انْبِعَاثَهُمْ فَثَبَّطَهُمْ وَقِيلَ اقْعُدُوا مَعَ الْقَاعِدِينَ ﴿٤٦﴾ لَوْ خَرَجُوا فِيكُمْ مَا زَادُوكُمْ إِلَّا خَبَالًا وَلَأَوْضَعُوا خِلَالَكُمْ يَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ ﴿٤٧﴾ لَقَدِ ابْتَغَوُا الْفِتْنَةَ مِنْ قَبْلُ وَقَلَّبُوا لَكَ الْأُمُورَ حَتَّىٰ جَاءَ الْحَقُّ وَظَهَرَ أَمْرُ اللَّهِ وَهُمْ كَارِهُونَ ﴿٤۸﴾ وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ ائْذَنْ لِي وَلَا تَفْتِنِّي ۚ أَلَا فِي الْفِتْنَةِ سَقَطُوا ۗ وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطَةٌ بِالْكَافِرِينَ ﴿٤۹﴾ إِنْ تُصِبْكَ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ ۖ وَإِنْ تُصِبْكَ مُصِيبَةٌ يَقُولُو قَدْ أَخَذْنَا أَمْرَنَا مِنْ قَبْلُ وَيَتَوَلَّوْا وَهُمْ فَرِحُونَ ﴿٥۰﴾ قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلَانَا ۚ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ ﴿٥۱﴾ قُلْ هَلْ تَرَبَّصُونَ بِنَا إِلَّا إِحْدَى الْحُسْنَيَيْنِ ۖ وَنَحْنُ نَتَرَبَّصُ بِكُمْ أَنْ يُصِيبَكُمُ اللَّهُ بِعَذَابٍ مِنْ عِنْدِهِ أَوْ بِأَيْدِينَا ۖ فَتَرَبَّصُوا إِنَّا مَعَكُمْ مُتَرَبِّصُونَ ﴿٥۲﴾ قُلْ أَنْفِقُوا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا لَنْ يُتَقَبَّلَ مِنْكُمْ ۖ إِنَّكُمْ كُنْتُمْ قَوْمًا فَاسِقِينَ ﴿٥۳﴾ وَمَ مَنَعَهُمْ أَنْ تُقْبَلَ مِنْهُمْ نَفَقَاتُهُمْ إِلَّا أَنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَبِرَسُولِهِ وَلَا يَأْتُونَ الصَّلَاةَ إِلَّا وَهُمْ كُسَالَىٰ وَلَ يُنْفِقُونَ إِلَّا وَهُمْ كَارِهُونَ ﴿٥٤﴾ فَلَا تُعْجِبْكَ أَمْوَالُهُمْ وَلَا أَوْلَادُهُمْ ۚ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ بِهَا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَتَزْهَقَ أَنْفُسُهُمْ وَهُمْ كَافِرُونَ ﴿٥٥﴾ وَيَحْلِفُونَ بِاللَّهِ إِنَّهُمْ لَمِنْكُمْ وَمَا هُمْ مِنْكُمْ وَلَٰكِنَّهُمْ قَوْمٌ يَفْرَقُونَ ﴿٥٦﴾ لَوْ يَجِدُونَ مَلْجَأً أَوْ مَغَارَاتٍ أَوْ مُدَّخَلًا لَوَلَّوْا إِلَيْهِ وَهُمْ يَجْمَحُونَ ﴿٥٧﴾ ومِنْهُمْ مَنْ يَلْمِزُكَ فِي الصَّدَقَاتِ فَإِنْ أُعْطُوا مِنْهَا رَضُو وَإِنْ لَمْ يُعْطَوْا مِنْهَا إِذَا هُمْ يَسْخَطُونَ ﴿٥۸﴾ وَلَوْ أَنَّهُمْ رَضُوا مَا آتَاهُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَقَالُوا حَسْبُنَ اللَّهُ سَيُؤْتِينَا اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَرَسُولُهُ إِنَّا إِلَى اللَّهِ رَاغِبُونَ ﴿٥۹﴾ إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ ۖ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ﴿٦۰﴾ وَمِنْهُمُ الَّذِينَ يُؤْذُونَ النَّبِيَّ وَيَقُولُونَ هُوَ أُذُنٌ ۚ قُلْ أُذُنُ خَيْرٍ لَكُمْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَيُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِينَ وَرَحْمَةٌ لِلَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ ۚ وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ رَسُولَ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴿٦۱﴾ يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ لَكُمْ لِيُرْضُوكُمْ وَاللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَقُّ أَنْ يُرْضُوهُ إِنْ كَانُوا مُؤْمِنِينَ ﴿٦۲﴾ أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّهُ مَنْ يُحَادِدِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَأَنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدًا فِيهَا ۚ ذَٰلِكَ الْخِزْيُ الْعَظِيمُ ﴿٦۳﴾ يَحْذَرُ الْمُنَافِقُونَ أَنْ تُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ سُورَةٌ تُنَبِّئُهُمْ بِمَ فِي قُلُوبِهِمْ ۚ قُلِ اسْتَهْزِئُوا إِنَّ اللَّهَ مُخْرِجٌ مَا تَحْذَرُونَ ﴿٦٤﴾ وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ ۚ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ ﴿٦٥﴾ لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ ۚ إِنْ نَعْفُ عَنْ طَائِفَةٍ مِنْكُمْ نُعَذِّبْ طَائِفَةً بِأَنَّهُمْ كَانُوا مُجْرِمِينَ ﴿٦٦﴾ الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ ۚ يَأْمُرُونَ بِالْمُنْكَرِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمَعْرُوفِ وَيَقْبِضُونَ أَيْدِيَهُمْ ۚ نَسُوا اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ ۗ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ هُمُ الْفَاسِقُونَ ﴿٦٧﴾ وَعَدَ اللَّهُ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْكُفَّارَ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا ۚ هِيَ حَسْبُهُمْ ۚ وَلَعَنَهُمُ اللَّهُ ۖ وَلَهُمْ عَذَابٌ مُقِيمٌ ﴿٦۸﴾ كَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ كَانُوا أَشَدَّ مِنْكُمْ قُوَّةً وَأَكْثَرَ أَمْوَالًا وَأَوْلَادًا فَاسْتَمْتَعُو بِخَلَاقِهِمْ فَاسْتَمْتَعْتُمْ بِخَلَاقِكُمْ كَمَا اسْتَمْتَعَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ بِخَلَاقِهِمْ وَخُضْتُمْ كَالَّذِي خَاضُوا ۚ أُولَٰئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ۖ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ ﴿٦۹﴾ أَلَمْ يَأْتِهِمْ نَبَأُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ وَقَوْمِ إِبْرَاهِيمَ وَأَصْحَابِ مَدْيَنَ وَالْمُؤْتَفِكَاتِ ۚ أَتَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ ۖ فَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَٰكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ ﴿٧۰﴾ وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ۚ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ ۚ أُولَٰئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ ۗ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ﴿٧۱﴾ وَعَدَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَ الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ۚ وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ أَكْبَرُ ۚ ذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ﴿٧۲﴾ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ ۚ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ ۖ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ ﴿٧۳﴾ يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ مَا قَالُوا وَلَقَدْ قَالُوا كَلِمَةَ الْكُفْرِ وَكَفَرُو بَعْدَ إِسْلَامِهِمْ وَهَمُّوا بِمَا لَمْ يَنَالُوا ۚ وَمَا نَقَمُو إِلَّا أَنْ أَغْنَاهُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ مِنْ فَضْلِهِ ۚ فَإِنْ يَتُوبُو يَكُ خَيْرًا لَهُمْ ۖ وَإِنْ يَتَوَلَّوْا يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ عَذَابً أَلِيمًا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ۚ وَمَا لَهُمْ فِي الْأَرْضِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ ﴿٧٤﴾ وَمِنْهُمْ مَنْ عَاهَدَ اللَّهَ لَئِنْ آتَانَا مِنْ فَضْلِهِ لَنَصَّدَّقَنَّ وَلَنَكُونَنَّ مِنَ الصَّالِحِينَ ﴿٧٥﴾ فَلَمَّا آتَاهُمْ مِنْ فَضْلِهِ بَخِلُوا بِهِ وَتَوَلَّوْا وَهُمْ مُعْرِضُونَ ﴿٧٦﴾ فَأَعْقَبَهُمْ نِفَاقًا فِي قُلُوبِهِمْ إِلَىٰ يَوْمِ يَلْقَوْنَهُ بِمَ أَخْلَفُوا اللَّهَ مَا وَعَدُوهُ وَبِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ ﴿٧٧﴾ أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُمْ وَأَنَّ اللَّهَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ ﴿٧۸﴾ الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقَاتِ وَالَّذِينَ لَا يَجِدُونَ إِلَّا جُهْدَهُمْ فَيَسْخَرُونَ مِنْهُمْ ۙ سَخِرَ اللَّهُ مِنْهُمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴿٧۹﴾ اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لَ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ۗ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ ﴿۸۰﴾ فَرِحَ الْمُخَلَّفُونَ بِمَقْعَدِهِمْ خِلَافَ رَسُولِ اللَّهِ وَكَرِهُوا أَنْ يُجَاهِدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَقَالُو لَا تَنْفِرُوا فِي الْحَرِّ ۗ قُلْ نَارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرًّا ۚ لَوْ كَانُوا يَفْقَهُونَ ﴿۸۱﴾ فَلْيَضْحَكُوا قَلِيلً وَلْيَبْكُوا كَثِيرًا جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ﴿۸۲﴾ فَإِنْ رَجَعَكَ اللَّهُ إِلَىٰ طَائِفَةٍ مِنْهُمْ فَاسْتَأْذَنُوكَ لِلْخُرُوجِ فَقُلْ لَنْ تَخْرُجُوا مَعِيَ أَبَدًا وَلَنْ تُقَاتِلُوا مَعِيَ عَدُوًّا ۖ إِنَّكُمْ رَضِيتُمْ بِالْقُعُودِ أَوَّلَ مَرَّةٍ فَاقْعُدُوا مَعَ الْخَالِفِينَ ﴿۸۳﴾ وَلَا تُصَلِّ عَلَىٰ أَحَدٍ مِنْهُمْ مَاتَ أَبَدًا وَلَا تَقُمْ عَلَىٰ قَبْرِهِ ۖ إِنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَمَاتُو وَهُمْ فَاسِقُونَ ﴿۸٤﴾ وَلَا تُعْجِبْكَ أَمْوَالُهُمْ وَأَوْلَادُهُمْ ۚ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُعَذِّبَهُمْ بِهَا فِي الدُّنْيَا وَتَزْهَقَ أَنْفُسُهُمْ وَهُمْ كَافِرُونَ ﴿۸٥﴾ وَإِذَا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ أَنْ آمِنُوا بِاللَّهِ وَجَاهِدُوا مَعَ رَسُولِهِ اسْتَأْذَنَكَ أُولُو الطَّوْلِ مِنْهُمْ وَقَالُوا ذَرْنَا نَكُنْ مَعَ الْقَاعِدِينَ ﴿۸٦﴾ رَضُوا بِأَنْ يَكُونُوا مَعَ الْخَوَالِفِ وَطُبِعَ عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لَا يَفْقَهُونَ ﴿۸٧﴾ لَٰكِنِ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ جَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ ۚ وَأُولَٰئِكَ لَهُمُ الْخَيْرَاتُ ۖ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ﴿۸۸﴾ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ۚ ذَٰلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ﴿۸۹﴾ وَجَاءَ الْمُعَذِّرُونَ مِنَ الْأَعْرَابِ لِيُؤْذَنَ لَهُمْ وَقَعَدَ الَّذِينَ كَذَبُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ ۚ سَيُصِيبُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴿۹۰﴾ لَيْسَ عَلَى الضُّعَفَاءِ وَلَا عَلَى الْمَرْضَىٰ وَلَا عَلَى الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ مَا يُنْفِقُونَ حَرَجٌ إِذَا نَصَحُوا لِلَّهِ وَرَسُولِهِ ۚ مَا عَلَى الْمُحْسِنِينَ مِنْ سَبِيلٍ ۚ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴿۹۱﴾ وَلَا عَلَى الَّذِينَ إِذَا مَا أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ قُلْتَ لَا أَجِدُ مَا أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ تَوَلَّوْا وَأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ حَزَنًا أَلَّا يَجِدُوا مَ يُنْفِقُونَ ﴿۹۲﴾ إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَسْتَأْذِنُونَكَ وَهُمْ أَغْنِيَاءُ ۚ رَضُوا بِأَنْ يَكُونُوا مَعَ الْخَوَالِفِ وَطَبَعَ اللَّهُ عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ ﴿۹۳﴾ يَعْتَذِرُونَ إِلَيْكُمْ إِذَا رَجَعْتُمْ إِلَيْهِمْ ۚ قُلْ لَا تَعْتَذِرُو لَنْ نُؤْمِنَ لَكُمْ قَدْ نَبَّأَنَا اللَّهُ مِنْ أَخْبَارِكُمْ ۚ وَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلَىٰ عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ﴿۹٤﴾ سَيَحْلِفُونَ بِاللَّهِ لَكُمْ إِذَا انْقَلَبْتُمْ إِلَيْهِمْ لِتُعْرِضُوا عَنْهُمْ ۖ فَأَعْرِضُوا عَنْهُمْ ۖ إِنَّهُمْ رِجْسٌ ۖ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ﴿۹٥﴾ يَحْلِفُونَ لَكُمْ لِتَرْضَوْا عَنْهُمْ ۖ فَإِنْ تَرْضَوْا عَنْهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يَرْضَىٰ عَنِ الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ ﴿۹٦﴾ الْأَعْرَابُ أَشَدُّ كُفْرًا وَنِفَاقًا وَأَجْدَرُ أَلَّا يَعْلَمُو حُدُودَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَىٰ رَسُولِهِ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ﴿۹٧﴾ وَمِنَ الْأَعْرَابِ مَنْ يَتَّخِذُ مَ يُنْفِقُ مَغْرَمًا وَيَتَرَبَّصُ بِكُمُ الدَّوَائِرَ ۚ عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السَّوْءِ ۗ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ﴿۹۸﴾ وَمِنَ الْأَعْرَابِ مَنْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَيَتَّخِذُ مَا يُنْفِقُ قُرُبَاتٍ عِنْدَ اللَّهِ وَصَلَوَاتِ الرَّسُولِ ۚ أَلَا إِنَّهَا قُرْبَةٌ لَهُمْ ۚ سَيُدْخِلُهُمُ اللَّهُ فِي رَحْمَتِهِ ۗ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴿۹۹﴾ وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ۚ ذَٰلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ﴿۱۰۰﴾ وَمِمَّنْ حَوْلَكُمْ مِنَ الْأَعْرَابِ مُنَافِقُونَ ۖ وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ ۖ مَرَدُوا عَلَى النِّفَاقِ لَا تَعْلَمُهُمْ ۖ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ ۚ سَنُعَذِّبُهُمْ مَرَّتَيْنِ ثُمَّ يُرَدُّونَ إِلَىٰ عَذَابٍ عَظِيمٍ ﴿۱۰۱﴾ وَآخَرُونَ اعْتَرَفُو بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُوا عَمَلًا صَالِحًا وَآخَرَ سَيِّئًا عَسَى اللَّهُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴿۱۰۲﴾ خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ ۖ إِنَّ صَلَاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ ۗ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ﴿۱۰۳﴾ أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ هُوَ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَأْخُذُ الصَّدَقَاتِ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ ﴿۱۰٤﴾ وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ ۖ وَسَتُرَدُّونَ إِلَىٰ عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ﴿۱۰٥﴾ وَآخَرُونَ مُرْجَوْنَ لِأَمْرِ اللَّهِ إِمَّا يُعَذِّبُهُمْ وَإِمَّا يَتُوبُ عَلَيْهِمْ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ﴿۱۰٦﴾ وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مَسْجِدًا ضِرَارًا وَكُفْرًا وَتَفْرِيقًا بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ وَإِرْصَادً لِمَنْ حَارَبَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ مِنْ قَبْلُ ۚ وَلَيَحْلِفُنَّ إِنْ أَرَدْنَا إِلَّا الْحُسْنَىٰ ۖ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ ﴿۱۰٧﴾ لَا تَقُمْ فِيهِ أَبَدًا ۚ لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَىٰ مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَنْ تَقُومَ فِيهِ ۚ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا ۚ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ ﴿۱۰۸﴾ أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَىٰ تَقْوَىٰ مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَمْ مَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَىٰ شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ ۗ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ﴿۱۰۹﴾ لَا يَزَالُ بُنْيَانُهُمُ الَّذِي بَنَوْا رِيبَةً فِي قُلُوبِهِمْ إِلَّا أَنْ تَقَطَّعَ قُلُوبُهُمْ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ﴿۱۱۰﴾ إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَىٰ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ ۚ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ ۖ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالْقُرْآنِ ۚ وَمَنْ أَوْفَىٰ بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ ۚ فَاسْتَبْشِرُو بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ ۚ وَذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ﴿۱۱۱﴾ التَّائِبُونَ الْعَابِدُونَ الْحَامِدُونَ السَّائِحُونَ الرَّاكِعُونَ السَّاجِدُونَ الْآمِرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّاهُونَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَالْحَافِظُونَ لِحُدُودِ اللَّهِ ۗ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ ﴿۱۱۲﴾ مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَىٰ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ ﴿۱۱۳﴾ وَمَا كَانَ اسْتِغْفَارُ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ إِلَّا عَنْ مَوْعِدَةٍ وَعَدَهَ إِيَّاهُ فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِلَّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ ۚ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَأَوَّاهٌ حَلِيمٌ ﴿۱۱٤﴾ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِلَّ قَوْمًا بَعْدَ إِذْ هَدَاهُمْ حَتَّىٰ يُبَيِّنَ لَهُمْ مَا يَتَّقُونَ ۚ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ﴿۱۱٥﴾ إِنَّ اللَّهَ لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۖ يُحْيِي وَيُمِيتُ ۚ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ ﴿۱۱٦﴾ لَقَدْ تَابَ اللَّهُ عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي سَاعَةِ الْعُسْرَةِ مِنْ بَعْدِ مَا كَادَ يَزِيغُ قُلُوبُ فَرِيقٍ مِنْهُمْ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ ۚ إِنَّهُ بِهِمْ رَءُوفٌ رَحِيمٌ ﴿۱۱٧﴾ وَعَلَى الثَّلَاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا حَتَّىٰ إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنْفُسُهُمْ وَظَنُّوا أَنْ لَ مَلْجَأَ مِنَ اللَّهِ إِلَّا إِلَيْهِ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوا ۚ إِنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ ﴿۱۱۸﴾

 يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ ﴿۱۱۹

 مَا كَانَ لِأَهْلِ الْمَدِينَةِ وَمَنْ حَوْلَهُمْ مِنَ الْأَعْرَابِ أَنْ يَتَخَلَّفُوا عَنْ رَسُولِ اللَّهِ وَلَا يَرْغَبُوا بِأَنْفُسِهِمْ عَنْ نَفْسِهِ ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ لَا يُصِيبُهُمْ ظَمَأٌ وَلَ نَصَبٌ وَلَا مَخْمَصَةٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَطَئُونَ مَوْطِئًا يَغِيظُ الْكُفَّارَ وَلَا يَنَالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نَيْلًا إِلَّا كُتِبَ لَهُمْ بِهِ عَمَلٌ صَالِحٌ ۚ إِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ ﴿۱۲۰﴾ وَلَا يُنْفِقُونَ نَفَقَةً صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً وَلَا يَقْطَعُونَ وَادِيً إِلَّا كُتِبَ لَهُمْ لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴿۱۲۱﴾ وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً ۚ فَلَوْلَا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُو قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ ﴿۱۲۲﴾ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قَاتِلُوا الَّذِينَ يَلُونَكُمْ مِنَ الْكُفَّارِ وَلْيَجِدُوا فِيكُمْ غِلْظَةً ۚ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ ﴿۱۲۳﴾ وَإِذَا مَا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ فَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ أَيُّكُمْ زَادَتْهُ هَٰذِهِ إِيمَانًا ۚ فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَزَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَهُمْ يَسْتَبْشِرُونَ ﴿۱۲٤﴾ وَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَتْهُمْ رِجْسًا إِلَىٰ رِجْسِهِمْ وَمَاتُوا وَهُمْ كَافِرُونَ ﴿۱۲٥﴾ أَوَلَا يَرَوْنَ أَنَّهُمْ يُفْتَنُونَ فِي كُلِّ عَامٍ مَرَّةً أَوْ مَرَّتَيْنِ ثُمَّ لَا يَتُوبُونَ وَلَ هُمْ يَذَّكَّرُونَ ﴿۱۲٦﴾ وَإِذَا مَا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ نَظَرَ بَعْضُهُمْ إِلَىٰ بَعْضٍ هَلْ يَرَاكُمْ مِنْ أَحَدٍ ثُمَّ انْصَرَفُوا ۚ صَرَفَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَفْقَهُونَ ﴿۱۲٧﴾ لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ ﴿۱۲۸﴾ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ۖ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ ۖ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ ﴿۱۲۹﴾ }




صدق الله العلي العظيم وصدق رسوله الكريم ، ونحن على ذلك من الشاهدين والشاكرين والحمد لله رب العالمين .

يا طيب : في هذه الصحيفة ليس تفسير للسورة كاملة ، ولا حتى بيان بنحو الكلمة لمعاني كل ألفاظ السورة ، ولا بيان لشأن نزلها فقط ، بل هي صحيفة لبيان مبلغ السورة وشأنه الكريم ، وأن المعزول لا شأن له ولا حق له بالتبليغ عن الله ورسوله ، كما في الصحيفة بيان بسيط لأول آياتها ، ثم نفصل البحث في أسمائها بالتفصيل الواسع لعله الممل للبعض .

 لأنه أسماء سورة براءة : تشرح وتبين وتفصل شأن نزولها وكيفية تبليغها ، وفي الحقيقة كيفية تبليغها هو أس رصين وبيان متين وحقيقة ناصعة ونور ساطع لمعرفة  خليفة رسول الله بالحق ووصيه والولي لأمر الله وحجته والإمام واقع بعد رسول الله صلى الله عليه وآله .

فيا طيب : إن معرفة كيفية تبليغ سورة براءة وهي آخر سورة نزلت من كتاب الله وكلامه ، وفي آخر حياة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، ومعرفة أسمائها يعرفنا أن من عزله الله ورسوله عن تبليغ آيات من هذه السورة التي لم تبد بالبسملة وهي سورة غضب على المشركين والمنافقين ، ورحمة لمن يتوب ويؤمن ، تعرفن أن المعزول لم يرضى الله ورسوله عليه وبرء الله وسوله منه ولم يرضوه مبلغا عنهم ولا حتى يكون معلم لدين الله وهدى وتعاليم الله ، فلا يحق له أن يتصدى للخلافة بعد رسوله الله ، وإن تصدى على المؤمنين أن يعزلوه .

فلذا يجب : أن نبحث عمن ارتضاه الله ورسوله مبلغا عنهم بعد رسول الله ، وهو علي بن أبي طالب عليه السلام ، وهذا ما ستحقق بحق ويعرف بواقع الصدق من التدبر في هذه الصحيفة : تبليغ سورة براءة.

يا طيب : تبليغ سورة براءة ، يعرفنا مفصلا وابتداء بأن من رضاه الله يجب أن نرتضيه ونأخذ تعاليم الله منه بعد رسول الله ، ثم أسماء سورة براءة في المنافقين تشككنا بكل المسلمين حتى نعرف المؤمنين منهم ، وإن فيه آية الإيمان تصدق إيمان علي بن أبي طالب عليه السلام حتى اليقين أنه المؤمن الذي زكاه الله وعرفه بالإيمان والجهاد في سبيله ، ولا يوجد تزكيه مثلها لغيره .

فتبليغ سورة براءة : وأسمائها في المنافقين ، وآية فيها تصدق أيمان واحد من المسلمين بعد رسول الله لشأن نزول الآية فيه كما ستعرف مفصلا ، يعرفن أن من تبعه بعد رسول الله يكون تائب مؤمن يجب أن يتبع ويقتدى به لأنه مطيع لولي الله ورسوله وخليفة بالحق لرسول الله ومعلم ومبلغ عنه ، ومن خالفه منافق أو معين للمنافقين فلا يجب أن يتبع ولا يقتدى به ول يطاع في شيء تعاليم أو غيرها ، والسلام على من أتبع الهدى ، فتدبر يا طيب .




شرح معنى براءة
الرب عزل الأول من تبليغ سورة براءة

 

 فضل أول ذي الحجة وبراءة :

قال الشيخ الطوسي رحمه الله : في صلاة في أول كل شهر بسنده  عن محمد بن حسان عن الوشاء قال : كان أبو جعفر محمد بن علي عليه السلام : إذا دخل شهر جديد ، يصلي أول‏ يوم‏ منه‏ ركعتين :

يقرأ : في أول ركعة الحمد مرة ، و قل هو الله أحد لكل يوم إلى آخره .

و في الركعة الأخرى : الحمد ، و إنا أنزلناه في ليلة القدر مثل ذلك .

و يتصدق : بما يتسهل ، يشتري به سلامة ذلك الشهر كله.

وقال رحمه الله : ذو الحجة ، يستحب صوم هذا العشر إلى التاسع ، فإن لم يقدر صَامَ أَوَّلَ‏ يَوْمٍ‏ مِنْهُ‏ ، وَ هُوَ يَوْمُ مَوْلِدِ إِبْرَاهِيمَ الْخَلِيلِ عليه السلام .

وَ فِيهِ : زَوَّجَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وآله وسلم فَاطِمَةَ عليها السلام مِنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عليه السلام . وَ رُوِيَ أَنَّهُ كَانَ يَوْمَ السَّادِسِ .

وَ يُسْتَحَبُّ : أَنْ تُصَلَّى فِيهِ صَلَاةُ فَاطِمَةَ عليه السلام ،  و روي أنها : أربع ركعات مثل صلاة أمير المؤمنين عليه السلام ، كل ركعة بالحمد مرة و خمسين مرة قل هو الله أحد ، و يسبح عقيبها بتسبيح الزهراء عليها السلام . وَيَقُولُ : سُبْحَانَ ذِي الْعِزِّ الشَّامِخِ الْمُنِيفِ ، سُبْحَانَ ذِي الْجَلَالِ الْبَاذِخِ الْعَظِيمِ ، سُبْحَانَ ذِي الْمُلْكِ‏ ،  الْفَاخِرِ الْقَدِيمِ‏ ، سُبْحَانَ مَنْ يَرَى أَثَرَ النَّمْلَةِ فِي الصَّفَا، سُبْحَانَ مَنْ يَرَى وَقْعَ الطَّيْرِ فِي الْهَوَاءِ ، سُبْحَانَ مَنْ هُوَ هَكَذَ وَ لَا هَكَذَا غَيْرُهُ.

وَ رُوِيَ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع‏ أَنَّ الْأَيَّامَ الْمَعْلُومَاتِ هِيَ الْعَشْرُ الْأَوَّلُ مِنْ ذِي الْحِجَّةِ.

و روي عن أبي الحسن موسى بن جعفر عليه السلام أنه قال : مَنْ صَامَ أَوَّلَ يَوْمٍ : من العشر عشر ذي الحجة ، كتب الله له صوم ثمانين شهرا ، و هو اليوم الذي ولد فيه إبراهيم‏ خليل الرحمن ، و فيه اتخذ الله إبراهيم خليلا . مصباح المتهجد ج2ص523  .


براءة : سورة براءة :

براءة : براءة سورة في القرآن الكريم ، لأن أولها : { بَرَاءةٌ مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى الَّذِينَ عَاهَدتُّم مِّنَ الْمُشْرِكِينَ (1) } التوبة ، كما سميت كثير من السورة بأول كلمة منها مثل يس ، طه ، ق ، ص ، الطور ، الفجر ، ....، وتسمى سورة التوبة أيضا ومثبتة في فهرس القرآن بهذا الاسم لأنه طالب الله المسلمين بالتوبة كثيرا كما في آخرها قصة التوبة على الثلاثة ممن تخلف عن غزوة مع رسول الله حتى تفرقوا بالجبال وتابوا فتاب الله عليهم ، ولها أسماء أخرى تفضح المنافقين ومن في قلوبهم مرض ، كاسم الفاضحة ، والمخزية ، والمنكلة ، وسورة العذاب ، والمقشقشة ، والمنقرة ، والمبعثرة ، والمثيرة ، والحافرة ، المعبرة ، البحوث ، المدمدمة ، والمشردة ، والمشددة ، والتوبة، وبراءه.

وذكر المفسرون : سبب هذه التسميات لسورة براءة وسنذكرها إن شاء الله ، وهي السورة الوحيدة التي لا تبدأ بـ بسم الله الرحمن الرحيم ، لأنه أولها غضب على الكفار والمشركين والمنافقين والتخلي والتبري منهم ومن أفعالهم وم يعبدون من دون الله وبالخصوص قصة أول آيات السورة.

والإمام علي عليه السلام : في أول ذي الحجة، خرج من المدينة ولحق بأمير الحاج في ميقات ذي الحليفة ، وأخذ منه سورة براءة فبلغها في أيام الحجة في عرفة ويوم النحر ومكة ، ورجع أبي بكر للمدينة ولم يحج، كما في الشرح المفصل الآتي . وهذه الواقعة تبين عدم كفاءة أبو بكر وأن الله لم يرضى به أمير ولا مبلغ عنه ، وإن المبلغ الحق عن الله وهداه وأحكامه وقضاءه أمير المؤمنين الحق النبي أو من هو كنفسه أي إمام الحق وحجة الله وخليفته علي بن أبي طالب، والواقعة كانت في أول ذي الحجة سنة 9 للهجرة ، و الغدير حصل في 18 ذي الحجة سنة 10 للهجرة، فنصب علي مرة أخرى نصا فكانت قصة سورة براءة مقدمة واجبة ليوم الغدير وأحكام أمر الإمامة والولاية للنبي وآله ...


 فضل قراءة سورة براءة :

عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام قال : سمعته يقول : من قرأ : سورة براءة و الأنفال في كل شهر، لم يدخله نفاق أبدا، و كان من شيعة أمير المؤمنين  حقا ، و أكل يوم القيامة من موائد الجنة مع شيعة علي عليه السلام ، حتى يفرغ الناس من الحساب.

 تفسير العياشي، ج‏2ص74ح1 .

و عن داود بن سرحان : عن أبي عبد الله عليه السلام قال :

كان الفتح : في سنة ثمان ، و براءة في سنة تسع ، و حجة الوداع في سنة عشر .

 تفسير العياشي، ج‏2ص74ح2 .

 أي الفتح : فتح مكة سنة 8 ، ونزول سورة براءة وتبليغها سنة 9 ، وفي الرجوع من حجة الوداع وقعة الغدير سنة 10 للهجرة ، وكأنه إرسال الإمام علي عليه السلام لتبليغ سورة براءة بأنه هو المبلغ عن الله رسوله ولا يصح لغيره أن يبلغ عن الله إلا بإذنه ، وأكدها في حجة الوداع في واقعة غدير خم بعقد الولاية له في جمع المسلمين وليبلغ الشاهد الغائب ، وأين من يعقل ويفهم أمر الله وحفظه لدينه بوليه  .

و عن حريز عن أبي عبد الله عليه السلام قال :  إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : بعث أبا بكر مع براءة إلى الموسم , ليقرأها على الناس .

فنزل جبرئيل فقال : لا يبلغ عنك إلا علي ، فدعا رسول الله عليا ، فأمره أن يركب ناقة العضباء ، و أمره : أن يلحق أبا بكر فيأخذ منه براءة ، و يقرأه على الناس بمكة .

فقال أبو بكر : أ سخطه ؟

فقال: لا ، إلا أنه أنزل عليه لا يبلغ إلا رجل منك ، فلما قدم علي عليه السلام مكة و كان يوم النحر بعد الظهر ، و هو يوم الْحَجِّ الْأَكْبَرِ .

 قام عليه السلام ثم قال : إني رسول ، رسول الله إليكم ، فقرأه عليهم: { بَرَاءةٌ مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى الَّذِينَ عَاهَدتُّم مِّنَ الْمُشْرِكِينَ (1) فَسِيحُواْ فِي الأَرْضِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ ... (2) } التوبة . عشرين من ذي الحجة  ، و محرم ، و صفر ، و شهر ربيع الأول ، و عشرا من شهر ربيع الآخر .

 و قال عليه السلام : لا يطوف بالبيت عريان و لا عريانة ، و ل مشرك إلا من كان له عهد عند رسول الله ، فمدته إلى هذه الأربعة الأشهر .

تفسير العياشي، ج‏2ص74ح4 . العضباء: اسم ناقة رسول اللَّه ، قيل هو اسم علم لها ـ و قيل كانت مشقوقة الأذن .

وقال العلامة الحلي : السادس حديث قراءة سورة براءة : في مسند أحمد : و في الجمع بين الصحاح الستة ما معناه‏ :

أن رسول الله : بعث براءة مع أبي بكر إلى أهل مكة ، فلما بلغ ذا الحليفة بعث إليه عليا فرده فرجع : أبو بكر إلى النبي ، فقال : يا رسول الله أ نزل في شيء ؟

قال : لا ، و لكن جبرائيل جاءني . وَ قَالَ : لَا يُؤَدِّي عَنْكَ إِلَّا أَنْتَ أَوْ رَجُلٌ مِنْكَ.

 نهج الحق و كشف الصدق ص214 . مسند أحمد ج1ص3و151و230 و ج3ص283، و تفسير الطبري ج10ص46  47، وخصائص النسائي ص20، ومستدرك الحاكم ج3ص51، و كنز العمال ج1ص246، و مجمع الزوائد ج9ص119، و صحيح الترمذي ج2ص183، و في الدر المنثور ج3ص209 رواه عن كثير من حفاظ الحديث، و شواهد التنزيل ج1ص233.



سورة براءة أخر ما نزل من القرآن

قال ابن جرير الطبري : حدثنا هارون بن إسحاق الهمداني قال: ثنا مصعب بن المقدام، قال: ثنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن البراء، قال: آخر سورة نزلت‏ كاملة براءة .

تفسير الطبري جامع البيان في تفسير القرآن ج6ص29 .

وقال النسائي : حدثنا محمّد بن بشّار، أنا محمّد، نا شعبة، عن أبي إسحاق قال:

سمعت البراء يقول: آخر آية نزلت آية الكلالة ، و آخر سورة نزلت‏ براءة .

تفسير النسائي ج1ص532ح232.

وهكذا قال النحاس : في كتاب الناسخ و المنسوخ في القرآن الكريم ص154 . والجصاص : في أحكام القرآن ج3ص17 . والطوسي : في التبيان في تفسير القرآن ج3ص407. والواحدي : في أسباب نزول القرآن ص16 . وفي تفسير البغوي ج1ص727 .

يا طيب : كل أو أغلب من فسر القرآن وذكر سورة براءة ذكر أنها آخر سورة من القرآن الكريم نزلت سورة براءة ، وستعرف من أسمائها وما فيها من القصص والنص والمحتوى ، أنها في آياتها الأولى تتكلم عن براءة الله ورسوله من المشركين ، والباقي تتكلم عن المنافقين ممن تسمى بالمسلمين والمؤمنين وتطالبهم بالتوبة وتوعدهم بالحسنى ، وقد شدد الله سبحانه بذكر العذاب على من بقي على نفاقه ولم يتب حتى كان أشهر أسمائها عند الصحابة سورة العذاب كما سترى .

ويا طيب : إذا كان هذا حال المسلمين في آخر عهد رسول الله صلى الله عليه وآله ، في آخر سورة يشكك الله في إيمانه ويحذرهم ، فدخل الشك في كلهم إلا من زكاه الله ورسوله ، ولابد من ميزان يعرفنا المؤمن الثابت يكون من تبعه مؤمن مثله ، وأن من هجره وعاداه وخالفه منافق فضلا عمن حاربه ولم يحب ذكره ، وهذ ما ذكره في آية الإيمان التي تعرف علي بن أبي طالب عليه السلام بأشد الإيمان وهي في سورة براءة  ، فضلا عن نفس تبليغ سورة براءة وعزل الأول ، فتدبر ما مذكور بهذه الصحيفة يطمئن قلبك وتستبصر الحق حق مع النبي وآله حتى اليقين، إن نظرت فيها بعين الإنصاف وأتبع أحسن الكلام ، فضلا عن باقي فضائله وآله صلى الله عليهم وسلم.




أسماء سورة براءة ....

يا طيب : ذكر المفسرون لسورة براءة سبعة عشر أسما ، وبعضهم أختصر بحثها ولم يذكر التفاصيل ، وسنذكر رواية مختصرة من تفاسير الخاصة في أسماء سورة براءة ن ثم نذكر تفصيل آخر لأسماء سورة براءة من مصادر العامة ببحث جامع ، ثم في آخر الكتاب نذكر بحث مفصل كتبوه في أحد مواقعهم ، فتدبر لتعرف إن سمائه باعترافهم أنها مخزية فاضحة لكثير من الصحابة وتبين نفاقهم وإن لم تسمهم ، وتبين في شأن تبلغيها إخلاص الإمام علي عليه السلام وقوة إيمانه ، حيث أمره الله ورسوله أن يبلغها ، ومنع من غصب حقه في تبليغ دين الله ، كما شهد الله له بآية بل بآيات في نفس سورة براءة بالإيمان والجهاد في سبيل الله تعالى وأنه أمير الصادقين والسابقين للإيمان ، فتدبر :

 

أسماء سورة براءة برواية الطبرسي :

ويا طيب : لسورة براءة ذكروا عدة أسماء منها ما قال المرحوم قال الطبرسي في تفسيره : السورة التاسعة سورة التوبة مدنية و آياتها تسع و عشرون و مائة ، و هي مدنية كلها و قال بعضهم غير آيتين { لَقَدْ جاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ } إلى آخر السورة .

نزلت سنة تسع من الهجرة : و فتحت مكة سنة ثمان ، و حج رسول الله صلى الله عليه وآله حجة الوداع سنة عشر .

و قال : قتادة و مجاهد و هي آخر ما نزلت على النبي بالمدينة.‏

 

 أسماؤها عشرة :

سورة براءة : سميت بذلك لأنها مفتتحة بها ونزلت بإظهار البراءة من الكفار.

التوبة : سميت بذلك لكثرة ما فيها من التوبة ، كقوله : { وَ يَتُوبُ اللَّهُ عَلى‏ مَنْ يَشاءُ } ، { فَإِنْ يَتُوبُوا يَكُ خَيْراً لَهُمْ } ـ { ثُمَّ تابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوا } .

الفاضحة : عن سعيد بن جبير ، قال قلت لابن عباس : سورة التوبة ؟ فقال : تلك الفاضحة ، ما زال ينزل حتى خشينا أن لا يبقى منهم أحد إلا ذكر ، و سميت بذلك لأنها فضحت المنافقين بإظهار نفاقهم .

المبعثرة : عن ابن عباس أيضا سماها بذلك لأنها تبعثر عن أسرار المنافقين ، أي تبحث عنها .

 المقشقشة : عن ابن عباس سماها بذلك ، لأنها تبرئ من آمن به من النفاق و الشرك ، لما فيها من الدعاء إلى الإخلاص‏ ، و في الحديث كان يقال لسورتي (قل يا أيها الكافرون) و (قل هو الله أحد) المقشقشتان ، سميتا بذلك لأنهما تبرئان من الشرك و النفاق‏ ، يقال قشقشه إذا برأه ، و تقشقش المريض من علته إذا أفاق و برأ منها .

البحوث : عن أبي أيوب الأنصاري سماها بذلك ، لأنها تتضمن ذكر المنافقين و البحث عن سرائرهم .

 المدمدمة : عن سفيان بن عيينة أي المهلكة ، ومنه قوله : { فَدَمْدَمَ عَلَيْهِمْ رَبُّهُمْ}.

الحافرة : عن الحسن ، لأنها حفرت عن قلوب المنافقين ما كانو يسترونه .

المثيرة : عن قتادة ، لأنها أثارت مخازيهم و مقابحهم .

سورة العذاب : عن حذيفة بن اليمان ، لأنها نزلت بعذاب الكفار . و روى عاصم : عن زر بن حبيش عن حذيفة ، قال :

 يسمونها : سورة التوبة ، و هي سورة العذاب . فهذه عشرة أسماء .

مجمع البيان في تفسير القرآن ج5ص3 .



رواية العامة لأسماء سورة براءة السبعة عشر

مقدمة: علي والأول وأسماء براءة :

يا طيب : قد ذكر في موقع منتدى جمهرة العلوم بحث مفصل من روايات العامة في أسماء سورة براءة فذكروا بحثا مفصلا ودقيقا موثقا بالمصادر من كتب العامة حول تعريف أسماء سورة براءة ، وأنهوها إلى سبعة عشر أسما.

ويا طيب : نذكره مع أنه بحثا مفصلا واسعا لنتعرف على أهمية هذه التسميات لسورة براءة ،  وكيف أن سورة براءة تبين أحوال المنافقين فضلا عن الكفار والمشركين ، وأنها كما عرفت من أسماءه ، بأنه هي براءة من المشركين ، وتوبة لمسلمين نافقوا ، ثم اسمها الثالث الفاضحة لما في قلوب بعض المسلمين مدعين الإيمان ، ثم اسمها الرابع المخزية لمن ينافق من المسلمين ، ثم اسمها الخامس المنكلة بمن نافق ، واسمها السادس سورة العذاب للمنافقين ، واسمها السابع المقشقشة والكاشفة لأحوال المنافقين ، ثم اسمها الثامن المبعثرة لكيد المنافقين ، وسمها التاسع المثيرة والمبينة لصفات المنافقين، وهكذا اسماءها الباقية الحافرة ، والمعبرة ، والبحوث ، والمدمدمة ، والمشردة ، والمشددة ، السورة التي يذكر فيها التوبة .

وكل هذا الأسماء متهم بها صحابة : كانوا مع النبي الأكرم ، ولم يزكى تزكية واضحة صريحة فصيحة علمية عمليه حقيقية واقعية صادقة إلا الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام ، الذي جاء أمر من الله أن يبلغ سورة براءة ، ويرجع من لم يكن أهلا لتبليغ آيات ، وإن غصب الخلافة وتسمى بأمير المؤمنين،  والله أرجعه ولم يرضى له أمره لقافلة .

ونذكر هذا البحث : وهو عامي من أهل السنة وننقله هنا بتفصيله الممل لتعرف الحق ، ومن زكاه الله ومن أنكره الله ورفضه ، وبهذا تعرف شأن أمير المؤمنين علي  بن أبي طالب العظيم الكبير وعلو مقامة ، حيث تأتي تزكيته من الله تعالى باعتراف العامة قبل الخاصة ، حيث هو الذي بلغ سورة براءة ورجع أبو بكر ولم يرضه الله لتبليغ تسع آيات من سورة ، فتدبر :

وموضع البحث في الموقع وتأريخه : في موقع جمهرة العلوم : قسم > جمهرة علوم القرآن الكريم > أسماء السور ، وكانت كتابته في 4 ذو القعدة سنة 1431هـ /11-10-2010م, 08:47 قبل الظهر .

  وهذا عنوان البحث في الموقع :

https://jamharah.net/showthread.php?p=99816



أسماء سورة براءة مفهرسة :

كتب : محمد أبو زيد : أسماء سورة التوبة، ووضع له عنوان باسم الفهرس سماه: عناصر الموضوع :

 الاسم الأول: سورة التوبة

الاسم الثاني: سورة (براءة)

الاسم الثالث: سورة الفاضحة

الاسم الرابع: سورة المخزية

الاسم الخامس: سورة المنكلة

الاسم السادس: سورة العذاب أو عذاب

الاسم السابع: سورة المقشقشة

الاسم الثامن: سورة المنقرة

الاسم التاسع: سورة المبعثرة

الاسم العاشر: سورة المثيرة

الاسم الحادي عشر: سورة الحافرة

الاسم الثاني عشر: سورة المعبرة

الاسم الثالث عشر: سورة البحوث

الاسم الرابع عشر: سورة المدمدمة

الاسم الخامس عشر: سورة المشردة

الاسم السادس عشر: سورة المشددة

 الاسم السابع عشر: السورة التي يذكر فيها التوبة

يا طيب : نذكر أولا بحث جامع لكل هذه الأسماء أعلاه ثم في التكملة آخر هذا الكتاب نذكر تفصيل ما ذكروه في موضوع التكملة المفصلة لأسماء سورة براءة وبصورة واسعة:




بحث جامع لأسماء سورة براءة :

ذكر في ما ذكرنا من الموقع أعلاه بحث جامع لما فصلوه في أسماء سورة براءة فكتبوا :

قوال العلماء في أسماء سورة "التوبة"

قالَ سعيدُ بنُ منصورٍ الخراسانيُّ (ت: 227هـ): (حدّثنا سعيدٌ، قال: نا هشيم، عن أبي بشر، عن سعيد بن جبيرٍ، قال: قلت لابن عبّاسٍ: سورة التّوبة، قال: بل هي الفاضحة، ما زالت تنزل: ومنهم، ومنهم، حتّى ظنّوا أن لا يبقى (أحدٌ) منهم إلّا ذكر فيها).

[سنن سعيد بن منصور:5/232]

قال محمدُ بنُ إسماعيلَ البخاريُّ (ت: 256هـ): (حدّثنا محمّد بن عبد الرّحيم، حدّثنا سعيد بن سليمان، حدّثنا هشيمٌ، أخبرنا أبو بشرٍ، عن سعيد بن جبيرٍ، قال: قلت لابن عبّاسٍ: سورة التّوبة، قال: «التّوبة هي الفاضحة، م زالت تنزل، ومنهم ومنهم، حتّى ظنّوا أنّها لن تبقي أحدًا منهم إلّا ذكر فيها»، قال: قلت: سورة الأنفال، قال: «نزلت في بدرٍ»، قال: قلت: سورة الحشر، قال: «نزلت في بني النّضير»). [صحيح البخاري:6/147]

قَالَ مُسْلِمُ بْنُ الْحَجَّاجِ بنِ مسلمٍ الْقُشَيْرِيُّ النَّيْسَابُورِيُّ (ت: 261هـ): (باب في سورة براءة والأنفال والحشر

حدثني عبد الله بن مطيع حدثنا هشيم عن أبي بشر عن سعيد بن جبير قال: قلت لابن عباس: سورة التوبة؟ قال: آلتوبة؟ قال: بل هي الفاضحة ما زالت تنزل ومنهم ومنهم حتى ظنوا أن لا يبقى منا أحد إلا ذكر فيها. قال: قلت: سورة الأنفال؟ قال: تلك سورة بدر. قال: قلت: فالحشر؟ قال: نزلت في بني النضير).

[صحيح مسلم:4/2321-2322]

قالَ الحُسَيْنُ بنُ مَسْعُودٍ البَغَوِيُّ (ت: 516هـ): (قال سعيد بن جبيرٍ: قلت لابن عبّاسٍ: سورة التّوبة؟ قال: هي الفاضحة ما زالت تنزل: "ومنهم.."، "ومنهم.." حتّى ظنّوا أنّها لم تبق أحدًا منهم إلّا ذكر فيها، قال: قلت سورة الأنفال؟ قال: تلك سورة بدرٍ، قال: قلت: سورة الحشر؟ قال: قل سورة بني النّضير).

[معالم التنزيل: 4/7]

قالَ مَحْمُودُ بْنُ عُمَرَ الزَّمَخْشَرِيُّ (ت: 538هـ): (لها عدة أسماء: براءة، التوبة، المقشقشة، المبعثرة، المشردة، المخزية، الفاضحة، المثيرة، الحافرة، المنكلة، المدمدمة، سورة العذاب، لأنّ فيها التوبة على المؤمنين، وهي تقشقش من النفاق أي تبرئ منه، وتبعثر عن أسرار المنافقين تبحث عنها وتثيره وتحفر عنها وتفضحهم وتنكلهم وتشرد بهم وتخزيهم وتدمدم عليهم. وعن حذيفة رضي الله عنه: إنكم تسمونها سورة التوبة، وإنما هي سورة العذاب، والله ما تركت أحداً إل نالت منه).

 [الكشاف:3/5]

قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت: 546هـ): (وتسمى سورة التوبة، قاله حذيفة وغيره، وتسمى الفاضحة قاله ابن عباس، وتسمى الحافرة لأنها حفرت عن قلوب المنافقين، قال ابن عباس: مازال ينزل ومنهم ومنهم حتى ظن أنه لا يبقى أحد، وقال حذيفة: هي سورة العذاب، قال ابن عمر: كنا ندعوه المقشقشة، قال الحارث بن يزيد: كانت تدعى المبعثرة ويقال لها المثيرة، ويقال له البحوث).

[المحرر الوجيز:10/251]

قَالَ أبو الفَرَجِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَلِيٍّ ابْنُ الجَوْزِيِّ (ت: 597هـ): (فصل: ولها تسعة أسماء:

أحدها: سورة التوبة، والثاني: براءة، وهذان مشهوران بين الناس.

والثالث: سورة العذاب، قاله حذيفة. والرابع: المقشقشة، قاله ابن عمر.

والخامس: سورة البحوث؛ لأنها بحثت عن سرائر المنافقين، قاله المقداد بن الأسود.

والسادس: الفاضحة؛ لأنها فضحت المنافقين، قاله ابن عباس.

والسابع: المبعثرة؛ لأنها بعثرت أخبار الناس وكشفت عن سرائرهم، قاله الحارث بن يزيد وابن إسحاق.

والثامن: المثيرة لأنها أثارت مخازي المنافقين ومثالبهم، قاله قتادة.

والتاسع: الحافرة؛ لأنها حفرت عن قلوب المنافقين، قاله الزجاج).

[زاد المسير:3/389]

قالَ عَلَمُ الدِّينِ عليُّ بنُ محمَّدٍ السَّخَاوِيُّ (ت: 643هـ): (والأنفال، وبراءة وكانوا يسمونهما القرينتين، وتسمى (براءة) سورة العذاب. قال حذيفة رحمه الله: إنكم تسمونها سورة التوبة، وإنما هي سورة العذاب، والله م تركت أحدا إلا نالت منه.

وتسمى المقشقشة : لأنها تقشقش من النفاق، أي تبرئ منه.

وتسمى المبعثرة : لأنها بعثرت عن أسرار المنافقين.

والحافرة : لأنها حفرت عن أسرارهم.

والمخزية، والفاضحة، والمنكلة، والمدمدمة والمشردة.

وسورة التوبة لقوله عز وجل: {لقد تاب الله على النبي}.. إلى قصة كعب بن مالك ومرارة بن الربيع وهلال بن أمية).

 [جمال القراء:1/36]

قالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ البَيْضَاوِيُّ (ت: 691هـ): (وهي آخر ما نزل ولها أسماء أخرى (التوبة) و(المقشقشة) و(البحوث) و(المبعثرة) و(المنقرة) و(المثيرة) و(الحافرة) و(المخزية) و(الفاضحة) و(المنكلة) و(المشردة) و(المدمدمة) و(سورة العذاب) لما فيها من التوبة للمؤمنين والقشقشة من النفاق وهي التبري منه والبحث عن حال المنافقين وإثارتها والحفر عنهم وما يخزيهم وفضحهم وينكلهم ويشردهم ويدمدم عليهم).

[أنوار التنزيل:3/70]

قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ): (وله ثلاثة عشر اسما؛ اثنان مشهوران (براءة) و(التّوبة) .

 و(سورة العذاب) و(والمقشقشة) لأنّها تقشقش عن النّفاق أي: تبرئ، وقيل: من تقشقش المريض إذا برأ .

(والبحوث) لأنّها تبحث عن سرائر المنافقين .

 و(الفاضحة) لأنّها فضحت المنافقين .

و(المبعثرة) لأنّها بعثرت أخبار النّاس وكشفت عن سرائرهم .

و(المثيرة) لأنّها أثارت مخازي المنافقين.

 و(الحافرة) لأنّها حفرت عن قلوبهم .

و(المشردة) لأنّها تشرد بالمنافقين.

 و(المخزية) لأنّها تخزي المنافقين .

و(المنكلة) لأنّها تتكلّم .

و(المدمدمة) لأنّها تدمدم عليهم).

[عمدة القاري:18/344](م)

قالَ جَلالُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911هـ): (وأخرج النحاس في ناسخه عن عثمان رضي الله عنه قال: كانت الأنفال وبراءة يدعيان في زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم القرينتين فلذلك جعلتهما في السبع الطوال). [الدر المنثور: 7/223-224]

قالَ جَلالُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911هـ): (وأخرج أبو عبيد وسعيد بن منصور وأبو الشيخ والبيهقي في الشعب عن أبي عطية الهمداني قال: كتب عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه: تعلموا سورة براءة وعلمو نساءكم سورة النور). [الدر المنثور: 7/224]

قالَ جَلالُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911هـ): ( وأخرج ابن أبي شيبة والطبراني في الأوسط وأبو الشيخ والحاكم ، وَابن مردويه عن حذيفة رضي الله عنه قال : التي تسمون سورة التوبة هي سورة العذاب ، والله ما تركت أحدا إلا نالت منه ولا تقرأون منها مما كنا نقرأ إلا ربعه ). [الدر المنثور:7/224-225]

قالَ جَلالُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911هـ): (وأخرج أبو عبيد، وَابن المنذر وأبو الشيخ، وَابن مردويه عن حذيفة رضي الله عنه في: براءة يسمونها سورة التوبة وهي سورة العذاب). [الدر المنثور: 7/225]

قالَ جَلالُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911هـ): (وأخرج أبو عبيد، وَابن المنذر وأبو الشيخ، وَابن مردويه عن سعيد بن جبير رضي الله عنه قال: قلت لابن عباس رضي الله عنهما: سورة التوبة، قال: التوبة بل هي الفاضحة، ما زالت تنزل ومنهم حتى ظننا أن لن يبقى منا أحد إلا ذكر فيها). [الدر المنثور: 7/225]

قالَ جَلالُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911هـ): (وأخرج أبو عوانة ، وَابن المنذر وأبو الشيخ ، وَابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما، أن عمر رضي الله عنه قيل له : سورة التوبة ، قال: هي إلى العذاب أقرب ، ما أقلعت عن الناس حتى ما كادت تدع منهم أحدا ). [الدر المنثور:7/225]

قالَ جَلالُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911هـ): (وأخرج أبو الشيخ عن عكرمة رضي الله عنه قال: قال عمر رضي الله عنه: ما فرغ من تنزيل براءة حتى ظننا أنه لم يبق منا أحد إلا سينزل فيه، وكانت تسمى الفاضحة). [الدر المنثور: 7/225]

قالَ جَلالُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911هـ): (وأخرج أبو الشيخ وَابن مردويه عن زيد بن أسلم رضي الله عنه، أن: رجل قال لعبد الله: سورة التوبة فقال ابن عمر رضي الله عنه: وأيتهن سورة التوبة؟ فقال: براءة، فقال ابن عمر: وهل فعل بالناس الأفاعيل إلا هي، ما كنا ندعوها إلا المقشقشة). [الدر المنثور: 7/225]

قالَ جَلالُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911هـ): (وأخرج أبو الشيخ عن عبد الله بن عبيد بن عمير رضي الله عنه قال: كانت براءة تسمى المنقرة؛ نقرت عما في قلوب المشركين). [الدر المنثور: 7/226]

قالَ جَلالُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911هـ): (وأخرج أبو الشيخ عن حذيفة رضي الله عنه قال: ما تقرأون ثلثها يعني سورة التوبة). [الدر المنثور: 7/226]

قالَ جَلالُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911هـ): (وأخرج ابن مردويه عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: يسمونها سورة التوبة وإنها لسورة عذاب يعني براءة). [الدر المنثور:7/226] قالَ جَلالُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911هـ): (وأخرج ابن المنذر عن محمد بن إسحاق رضي الله عنه قال: كانت براءة تسمى في زمان النَّبِيّ المعبرة لما كشفت من سرائر الناس). [الدر المنثور: 7/226]

قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ): (ولها أسماء أخر تزيد على العشرة منها: التوبة والفاضحة والمقشقشة لأنها تدعو إلى التوبة وتفضح المنافقين وتقشقشهم أي تبرئ منهم). [إرشاد الساري:7/138](م)

قالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الشَّوْكَانِيُّ (ت: 1250هـ): (ولها أسماءٌ: منها: سورة التّوبة لأنّ فيها التّوبة على المؤمنين وتسمّى: الفاضحة لأنّه ما زال ينزل فيها: ومنهم، ومنهم، حتّى كادت أن لا تدع أحدًا وتسمّى: البحوث، لأنّها تبحث عن أسرار المنافقين وتسمّى: المبعثرة، والبعثرة: البحث.

وتسمّى أيضا بأسماء: كالمقشقشة، لكونها تقشقش من النّفاق: أي تبرّئ منه. والمخزية: لكونها أخزت المنافقين. والمثيرة: لكونها تثير أسرارهم. والحافرة: لكونها تحفر عنها. والمنكّلة: لما فيها من التّنكيل لهم. والمدمدمة: لأنّه تدمدم عليهم). [فتح القدير:2/475]

قالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الشَّوْكَانِيُّ (ت: 1250هـ): (وأخرج أبو عبيدٍ وابن المنذر وأبو الشّيخ وابن مردويه عن حذيفة قال: يسمّون هذه السّورة: سورة التّوبة، وهي سورة العذاب.

وأخرج هؤلاء عن ابن عبّاسٍ قال في هذه السّورة: هي الفاضحة ما زالت تنزل ومنهم، حتّى ظننّا أنّه لا يبقى منّا أحدٌ إلّا ذكر فيها.

وأخرج أبو الشّيخ عن عمر نحوه.

وأخرج أبو الشّيخ وابن مردويه عن زيد بن أسلم أنّ رجلًا قال لعبد اللّه بن عمر: سورة التّوبة، فقال ابن عمر: وأيتهنّ سورة التوبة قال: براءة، فقال: وهل فعل بالنّاس الأفاعيل إلّا هي؟ ما كنّا ندعوها إلّا المقشقشة.

وأخرج ابن مردويه عن ابن مسعودٍ قال: يسمّونها سورة التّوبة، وإنّه لسورة عذابٍ.

وأخرج ابن المنذر عن ابن إسحاق قال: كانت براءةٌ تسمّى في زمن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم وبعده المبعثرة لما كشفت من سرائر النّاس.

وأخرج أبو الشّيخ عن عبيد اللّه بن عبيد بن عميرٍ قال: كانت براءةٌ تسمّى المنقّرة، نقرت عمّا في قلوب المشركين). [فتح القدير:2/476]

قالَ مُحَمَّد الطَّاهِرُ بْنُ عَاشُورٍ (ت: 1393هـ): (سمّيت هذه السّورة، في أكثر المصاحف، وفي كلام السّلف: سورة براءةٌ، ففي الصّحيح عن أبي هريرة، في قصّة حجّ أبي بكرٍ بالنّاس، قال أبو هريرة: «فأذّن معنا عليّ بن أبي طالبٍ في أهل منى ببراءة».

وفي «صحيح البخاريّ»، وعن زيد بن ثابتٍ قال: «آخر سورةٍ نزلت سورة براءةٌ»، وبذلك ترجمها البخاريّ في كتاب التّفسير من «صحيحه».

وهي تسميةٌ لها بأوّل كلمةٍ منها.

وتسمّى «سورة التّوبة» في كلام بعض السّلف في مصاحف كثيرةٍ، فعن ابن عبّاسٍ «سورة التّوبة هي الفاضحة»، وترجم لها التّرمذيّ في «جامعه» باسم التّوبة. ووجه التّسمية: أنّها وردت فيها توبة اللّه تعالى عن الثّلاثة الّذين تخلّفوا عن غزوة تبوك، وهو حدثٌ عظيمٌ.

ووقع هذان الاسمان معًا في حديث زيد بن ثابتٍ، في «صحيح البخاريّ»، في باب جمع القرآن، قال زيدٌ: «فتتبّعت القرآن حتّى وجدت آخر سورة التّوبة مع أبي خزيمة الأنصاريّ: {لقد جاءكم رسولٌ من أنفسكم}، حتّى خاتمة سورة البراءة [128].

وهذان الاسمان هما الموجودان في المصاحف الّتي رأيناها.

ولهذه السّورة أسماءٌ أخر، وقعت في كلام السّلف، من الصّحابة والتّابعين، فروي عن ابن عمر، عن ابن عبّاسٍ: كنّا ندعوها (أي سورة براءةٌ) «المقشقشة» (بصيغة اسم الفاعل وتاء التّأنيث من قشقشه إذا أبراه من المرض)، كان هذا لقبً لها ولسورة «الكافرون» لأنّهما تخلّصان من آمن بما فيهما من النّفاق والشّرك، لم فيهما من الدّعاء إلى الإخلاص، ولما فيهما من وصف أحوال المنافقين.

وكان ابن عبّاسٍ يدعوها «الفاضحة»، قال: ما زال ينزل فيه «ومنهم- ومنهم» حتّى ظننّا أنّه لا يبقى أحدٌ إلّا ذكر فيها.

وأحسب أنّ ما تحكيه من أحوال المنافقين يعرف به المتّصفون بها أنّهم المراد فعرف المؤمنون كثيرًا من أولئك مثل قوله تعالى: {ومنهم من يقول ائذن لي ولا تفتنّي} [التّوبة: 49] فقد قالها بعضهم، وسمعت منهم، وقوله: { ومنهم الّذين يؤذون النّبي ويقولون هو أذنٌ} [التّوبة: 61] فهؤلاء نقلت مقالتهم بين المسلمين. وقوله: {وسيحلفون باللّه لو استطعنا لخرجنا معكم} [التّوبة: 42].

وعن حذيفة: أنّه سمّاها «سورة العذاب» لأنّها نزلت بعذاب الكفّار، أي عذاب القتل، والأخذ حين يثقفون.

وعن عبيد بن عميرٍ أنّه سمّاها «المنقّرة» (بكسر القاف مشدّدةٍ) لأنّها نقّرت عمّا في قلوب المشركين (لعلّه يعني من نوايا الغدر بالمسلمين والتمالي على نقص العهد، وهو من نقر الطّائر إذا أنفى بمنقاره موضعًا من الحصى ونحوه ليبيض فيه).

وعن المقداد بن الأسود، وأبي أيّوب الأنصاريّ: تسميتها «البحوث» - بباءٍ موحّدةٍ مفتوحةٍ في أوّله وبمثلّثةٍ في آخره بوزن فعولٍ- بمعنى الباحثة، وهو مثل تسميتها «المنقّرة».

وعن الحسن البصريّ أنّه دعاها «الحافرة» كأنّها حفرت عمّ في قلوب المنافقين من النّفاق، فأظهرته للمسلمين.

وعن قتادة: أنّها تسمّى «المثيرة» لأنّها أثارت عورات المنافقين وأظهرتها. وعن ابن عبّاسٍ أنّه سمّاها «المبعثرة» لأنّها بعثرت عن أسرار المنافقين، أي أخرجتها من مكانها.

وفي «الإتقان»: أنّها تسمّى «المخزية» -بالخاء والزّاي المعجمة وتحتيّةٍ بعد الزّاي- وأحسب أنّ ذلك لقوله تعالى:{وأنّ اللّه مخزي الكافرين}[التّوبة: 2].

وفي «الإتقان» أنّها تسمّى «المنكّلة»، أي بتشديد الكاف. وفيه أنّها تسمّى «المشدّدة».

وعن سفيان أنّها تسمّى «المدمدمة» -بصيغة اسم الفاعل من دمدم إذا أهلك، لأنّها كانت سبب هلاك المشركين.

فهذه أربعة عشر اسمًا). [التحرير والتنوير:10/95-97]

قال عبيدُ بنُ عبدِ اللهِ بنِ سُلَيمانَ الجابريُّ (م): (وتسمى أيضا سورة التوبة، ومن شواهد ذلك {لقد تاب الله على النبي والمهاجرين والأنصار الذين اتبعوه في ساعة العسرة من بعد ما كاد يزيغ قلوب فريق منهم ثم تاب عليهم إنه بهم رؤوف رحيم}.

ومن أسمائها الفاضحة : لأنه ما زال ينزل فيها: ومنهم، ومنهم.

وتسمى البحوث : تبحث عن أسرار المنافقين، وتسمى المبعثرة والبعثرة البحث، وتسمى المقشقشة لكونها تقشقش أي تبرء من النفاق، والمخزية لكونها أخزت المنافقين، والمثيرة لكونها تثير أسرارهم، والحافرة لكونها تحفر عنهم). [إمداد القاري:2/202](م)

يا طيب : هذا مختصر البحث ، وسنضع في آخره بالتفصيل الممل بما ذكروه بإعادة مصادر كل اسم وحديث التسمية وإن كان مكرر فتابع :




قصة توبة الثلاثة وتسمية السورة:

وقال علي بن إبراهيم في تفسيره : في غزوة تبوك :

 و قد كان : تخلف عن رسول الله قوم من المنافقين ، و قوم من المؤمنين مستبصرين ، لم يعثر عليهم في نفاق ، منهم كعب بن مالك الشاعر ، و مرادة بن الربيع ، و هلال بن أمية الواقفي ، فلما تاب الله عليهم .

قال كعب : ما كنت قط أقوى مني في ذلك الوقت ، الذي خرج رسول الله إلى تبوك ، و ما اجتمعت لي راحلتان قط إلا في ذلك اليوم ، و كنت أقول أخرج غدا ، أخرج بعد غد فإني قوي و توانيت ، و بقيت بعد خروج النبي أياما أدخل السوق ، فلا أقضي حاجة ، فلقيت هلال بن أمية ، و مرادة بن الربيع ، و قد كانا تخلفا أيض ، فتوافقنا أن نبكر إلى السوق و لم نقض حاجة .

فما زلنا نقول : نخرج غدا بعد غد ، حتى بلغنا إقبال رسول الله ، فندمنا .

فلما وافى رسول الله : استقبلناه نهنئه بالسلامة ، فسلمنا عليه فلم يرد علينا السلام ، و أعرض عنا ، و سلمنا على إخواننا فلم يردوا علينا السلام ، فبلغ ذلك أهلونا فقطعوا كلامنا ، و كنا نحضر المسجد فلا يسلم علينا أحد و لا يكلمن .

فجئن نساؤنا : إلى رسول الله ، فقلن : قد بلغنا سخطك على أزواجن ، فنعتزلهم ؟

فقال رسول الله : لا تعتزلنهم ، و لكن لا يقربوكن .

فلما رأى : كعب بن مالك و صاحباه ما قد حل بهم ، قالوا : م يقعدنا بالمدينة ، و لا يكلمنا رسول الله و لا إخواننا و لا أهلونا ، فهلموا نخرج إلى هذا الجبل ، فلا نزال فيه حتى يتوب الله علينا أو نموت .

فخرجوا : إلى ذناب جبل بالمدينة ، فكانوا يصومون ، و كان أهلوهم يأتونهم بالطعام ، فيضعونه ناحية ثم يولون عنهم ، فلا يكلمونهم ، فبقوا على هذ أياما كثيرة ، يبكون بالليل و النهار ، و يدعون الله أن يغفر لهم ، فلما طال عليهم الأمر .

قال لهم كعب : يا قوم قد سخط الله علينا ، و رسوله قد سخط علينا ، و أهلونا و إخواننا قد سخطوا علينا ، فلا يكلمنا أحد ، فلم لا يسخط بعضن على بعض .

فتفرقوا في الليل : و حلفوا أن لا يكلم أحد منهم صاحبه حتى يموت أو يتوب الله عليه ، فبقوا على هذه ثلاثة أيام ، كل واحد منهم في ناحية من الجبل ، لا يرى أحد منهم صاحبه و لا يكلمه .

فلما كان : في الليلة الثالثة ، و رسول الله ص في بيت أم سلمة .

نزلت توبتهم : على رسول الله صلى الله عليه وآله .

و قوله : { لَقَدْ تَابَ اللَّهُ (بِالنَّبِيِّ ) عَلَى الْمُهَاجِرِينَ وَ الْأَنْصَارِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي سَاعَةِ الْعُسْرَةِ } .

قال الصادق عليه السلام : هكذا نزلت‏ ، و هو : أبو ذر ، و أبو خثيمة ، و عمر بن وهب ، الذين تخلفوا ثم لحقوا برسول الله .

 ثُمَّ قَالَ فِي هَؤُلَاءِ الثَّلَاثَةِ : وَ عَلَى الثَّلاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا ، فَقَالَ الْعَالِمُ عليه السلام إِنَّمَا أُنْزِلَ : وَعَلَى الثَّلَاثَةِ الَّذِينَ خَالَفُوا ، وَ لَوْ خُلِّفُوا لَمْ يَكُنْ عَلَيْهِ عَيْبٌ.‏

{ حَتَّى إِذا ضاقَتْ عَلَيْهِمُ الْأَرْضُ بِما رَحُبَتْ‏ } حيث لم يكلمهم رسول الله و لا أهلوهم ، فضاقت عليهم المدينة حتى خرجوا منها ، و ضاقت عليهم أنفسهم، حيث حلفوا أن لا يكلم بعضهم بعضا ، فتفرقوا و تاب الله عليهم ، لما عرف من صدق نياتهم ,

تفسير القمي ج1ص296 . و في المصحف لفظة : { عَلَى النَّبِيِّ وَ الْمُهاجِرِينَ } مكان : بالنبي على المهاجرين .




التائب مهتدي مع الصادقين :

يا طيب : لماذا سورة براءة مشهورة بهذا الاسم التوبة ، ويعرفه المسلمون بهذا الاسم ، وهي تسمية الله ورسوله ، ولكنه إما لبيان رحمة الله سبقت غضبه فسميت بالتوبة ، أو لأن في أولها إن آمن وتاب الكفار فالله يتوب عليهم ويقبلهم ويدخلهم الجنة ، أو بسبب قصة الثلاثة وغيرهم ممن تاب الله عليهم ، وما في السورة من ذكر التوبة وطلبها بكثرة ، وما فيها من العبر لمن خالف وتاب ، كما طلب الله أن يكون التائب مع الصادقين بقوله تعالى :{ وَعَلَى الثَّلاَثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُواْ حَتَّى إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ الأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنفُسُهُمْ وَظَنُّواْ أَن لاَّ  مَلْجَأَ مِنَ اللّهِ إِلاَّ إِلَيْهِ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُواْ إِنَّ اللّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (118)

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ  اللّهَ وَكُونُواْ مَعَ الصَّادِقِينَ (119)} التوبة .

ويا طيب : هذا المعنى في التوبة وشروطها بكون التوبة من الذنوب ثم الاهتداء بالأهدى الحق عند الصادقين وأكده الله سبحانه في كثير من الآيات بمعاني مقاربة بل تكاد تكون مترادفة ومتشابه ، كما في قوله تعالى :

{ وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِّمَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحً ثُمَّ اهْتَدَى (82) } طه .

فإن الاهتداء : بعد التوبة والتخلي من الشرك والظلم وما شابهه ثم يؤمن بالله ثم لابد أن يطيعه في العبودية والأعمال الصالحة ، وهذا لا يعرف إل من الصادقين والمنعم عليهم ، وهم نبينا محمد وآله الطيبين الطاهرين أئمة الحق وحجج الله وأولياء أمره ودينه ، وهو ما أكد الله علينا في سورة الفاتحة بطلب صراط الهدى عند المنعم عليهم ، ولذا شرط الإيمان بالاهتداء بمن هداهم الله وهم هداة الناس بعد رسول الله ، كما قال الله تعالى : {وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَوْلآ أُنزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِّن رَّبِّهِ إِنَّمَا أَنتَ مُنذِرٌ وَلِكُلِّ  قَوْمٍ هَادٍ (7) } الرعد .

ويا طيب : العبودية والعمل الصالح لا يتم بل الإيمان والتوبة لا تتحقق بعد متابعة الصادقين ، ولذا الله سبحانه يؤكد التوبة بالإيمان والعمل الصالح ولا يعرف حقائقه من العبودية والطاعات إلا من الصادقين كما عرفت ، وإل لا يكون العمل صالح سواء عبودية أو أخلاق وهو يحب الظالمين للصادقين والمنعم عليهم بهدى الله الحق ، ولذا هذا المعنى روح آيات التوبة والأيمان والعمل الصالح كم في قوله تعالى :

{ إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَأُوْلَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلَا يُظْلَمُونَ شَيْئًا (60)} مريم .

ويا طيب : طلب الاهتداء والكون مع الصادقين الذين أيدهم الله سبحانه في سورة المباهلة ولعن من يكذبهم بقوله تعالى :

{ فَمَنْ  حَآجَّكَ فِيهِ مِن بَعْدِ مَا جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْاْ نَدْعُ أَبْنَاءنَا وَأَبْنَاءكُمْ وَنِسَاءنَا وَنِسَاءكُمْ وَأَنفُسَنَا  وأَنفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَل لَّعْنَةَ اللّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ (61)} آل عمران,

والآية صريحة : في محمد وآله المعصومين عليهم السلام فاطمة وابنيه ونفسه علي صلى الله عليهم وسلم .

ولذا سبحانه : طلب منا أن نسأله الهداية والثبات على الهداية عند المنعم عليهم بهدى الله الصادقون الذي علمهم الله ليعلمون وبهم نعتصم من كل اختلاف كما في سورة الفاتحة ، وطلب أن نقرأها عشرت مرات في اليوم في الصلاة والواجبة ، بل طلب منا أن نطلب منه أن نكون مع الصادقين في سورة الفاتحة :

{بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (1)

الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (2) الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ (3) مَلِكِ يَوْمِ الدِّينِ (4) إِيَّاكَ نَعْبُدُ  وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ (5) اهدِنَ الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ (6) صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ غَيرِ المَغضُوبِ  عَلَيهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ (7)} الفاتحة.

ويا طيب : تأكد هذا المعنى في كثير من الآيات فراجع ، ول يهم أن نسميها سورة التوبة أو سورة براءة ، لأنها لا تتم إلا بالتبري من الضلال والباطل والظلم وكل ما لا يرتضيه الله سبحانه ، ولذا سنذكر أسماء سورة براءة والتوبة الأخرى ، ثم نذكر قصة آخر السورة بالتوبة على المتخلفين عن الغزو وتوبتهم ورضى الله عليهم .




ونصّب علي و أوجب له تولي و براءة

براءة : التبري والتولي :

بَراءة : اسم ، والبَراءَة  : الإعذار والإنذار ، و التبري والتولي ، فرعان من فروع الدين العشرة .

وفروع الدين العشرة : الصلاة ، والوصوم ، والحج ، والزكاة ، والخمس ، والأمر بالمعروف ، والنهي عن المنكر ، والجهاد ، والتولي لأولياء الله ـ والتبري من أعداء الله ، وكلها لا تتم إلا بمعرفة الإمام الحق بعد النبي الأكرم ، وأخذ دين الله منه ، ونصرته على إقامة هدى الله ، وذلك بتوليه واتخاذه إمام وولي ، والإقرار بأنه حجة الله وخليفة رسوله بالحق ، ووصيه في كل أمور الدين والدني بعده ، ويتم بنشر معارفه والتبري من مخالفه علما وعملا ، فمثلا الصلاة وتبعاته من الطهارة والقبلة وتعاليمها كلها يجب أن تقام وفق تعاليم أئمة الحق الذين نصبهم وأمر بتوليهم الله سبحانه وأوجب أخذ تعاليمه منهم وترك مخالفهم فضلا عن عدوهم ، كما في سورة براءة وغيرها الكثير ، وفي سورة براءة تطبيق علمي عملي واضح لا ينكره إلا معاند لا يفهم أمر الله سبحانه وتدبيره لخلقه وهداه .




الله هو البارئ :

الْبَارِئُ : هو الخالق والمُظهر والمبرز للكائنات من العدم بصورة حسنة وسالمة.

والله تعالى هو البارئ الحق : فهو الذي أبدع الخلق بأحسن صورة وسالمة تصلح للبقاء مع ما للموجودات من تناقضات فلائم بينها وجعلها في نفسها سالمة بريئة من العيب ، وأما النقص في بعض الموجودات فمنها لعدم استعداها لتقبل فيضه كله ، وهو الذي يبرئها من العيب بقدرته ويزيل عنها كل نقص بمنه إن تهيئة بالتوجه له لنيل فيضه واستعدت لتنال بركاته ، والنقص الجزء الظاهر في الدنيا لبعض العباد يُجبر في الآخرة.

 ومن تجلى عليه الله البارئ : بالبرء الخاص سلم وصح وتعافى من كل عيب ونقص وآفة وبلاء ومصاب وشر ، وبأي صورة كان ديني أو دنيوي ، والسلامة في الدين والبرء من العيب في العبد هو الكمال الذي يهون بعده كل مصيبة ، وإنما المصائب للمؤمنين ولأئمتهم ليتكاملوا وليبين صدقهم وإخلاصهم في كل الأحوال ، والبرء والطيب في الهدى هو أعلى تجلي لنبينا ولآله ولمن تبعهم ولو كان بأي حال من باقي بلايا البدن والمال ، فإن الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إن لله وإن لله راجعون ، فيكون حينئذ لهم من الله صلاة ورحمة وهدى وكل نعيم طيب .

يا طيب : أجمل آيات تعرفنا براءة النبي وآله من كل عيب وأنهم طاهرون كما عرفهم في آية التطهير ، وأنهم بريؤون من الكذب كما في آية المباهلة ، وأنهم سالمون يجب أن يسلم عليهم ويصلى عليهم كما في آية الصلاة على النبي صلى الله عليه وآله وسلم .

ويا طيب : وهذه الصحيفة تبليغ سورة براءة ، تعرفنا تجلي الله البارئ سبحانه بأعلى معانيه وأدقها وأجملها وأعلاه تفصيلا واسلوبا وحقيقة وواقع ، فإن الله يبرئ المؤمنين من الآثام بالتوبة وسلمهم من الرجس ، وجعل لهم ميزان في سورة التوبة ، وهو أن نتبع من زكاه الله وجعله مبلغا عنه وعن رسوله وهداه في هذه السورة ، وهو علي بن أبي طالب عليه السلام ، ومن عزله ونحاه وبدله ولم يره أهلا الله ورسوله لتبليغ هداه ، فتصدق عليه أسماء هذه السورة كلها ، فيجب أن ل نتبعه ولا نطيعه ولا نقتدي به ، فتدبر هذه الصحيفة يا طيب ، تجد تجلي الله البارئ بأعلى نور ممكن في أولياءه ولأوليائه حتى يبرؤوا من الشك والشرك والنفاق والآثام بإتباع وليه الحق وخليفة رسوله بالصادق الأمين ويجب علينا طاعته والاقتداء به ، فتدبر :




تبليغ براءة أول ذي الحجة :

يا طيب : هذا ذكر مختصر عن تبليغ الإمام علي عليه السلام لسورة براءة ، وسيأتي التفصيل والبيان المشروح في فضل الإمام علي عليه السلام ودلالته على ولايته وإمامته وخلافته ، وحرمان غيره بل توبيخه وبيان عدم أهليته لتبليغ عدة آيات فكيف بكل الدين ، وبهذا يجب على كل عاقل أن يفهم أن علي من النبي والنبي من علي وأنهم المبلغ عن الله بعده ، هذا وقد ذكر الكفعمي وبن طاووس وغيرهم : وَ فِي أَوَّلِ ذي الحجة كَانَ الْعَزْلُ لِأَبِي بَكْرٍ عَنْ بَرَاءَةَ بِعَلِيٍّ عليه السلام .

المصباح للكفعمي ص514 .

وَ فِي أَوَّلِ يَوْمٍ مِنْهُ : بَعَثَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وآله وسلم ، سُورَةَ بَرَاءَةَ حِينَ أُنْزِلَتْ عَلَيْهِ مَعَ أَبِي بَكْرٍ .

 ثُمَّ نَزَلَ عَلَى النَّبِيِّ : أَنَّهُ لَا يُؤَدِّيهَا عَنْكَ إِلَّا أَنْتَ أَوْ رَجُلٌ مِنْكَ .

فَأَنْفَذَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وآله : عَلِيّاً عليه السلام ، حَتَّى لَحِقَ أَبَا بَكْرٍ فَأَخَذَهَا مِنْهُ ، وَ رَدَّهُ بِالرَّوْحَاءِ يَوْمَ الثَّالِثِ مِنْهُ ، ثُمَّ أَدَّاهَا إِلَى النَّاسِ يَوْمَ عَرَفَةَ ، وَ يَوْمَ النَّحْرِ قَرَأَهَا عَلَيْهِمْ فِي الْمَوَاسِمِ.

مصباح المتهجد ج2ص523  .

وذكر السيد : بن طاووس رحمه الله ، فصل فيما نذكره من فضل أول يوم من ذي الحجة ، ما ذكر عن جده لأمه الشيخ الطوسي رحمه الله ، قال :

 و حيث : قد ذكرنا آيات براءة ، فينبغي أن نذكر بعض ما رويناه من شرح الحال :

فَمِنْ ذَلِكَ : ما رواه حسن بن أشناس رحمه الله قال : حدثن ابن أبي الثلج الكاتب قال : حدثنا جعفر بن محمد العلوي قال : حدثنا علي بن عبدل الصوفي قال : حدثنا طريف مولى محمد بن إسماعيل بن موسى و عبيد الله بن يسار ، عن عمرو بن أبي المقدام ، عن أبي إسحاق السبيعي ، عن الحارث الهمداني ، و عن جابر عن أبي جعفر ، عن محمد بن الحنفية ، عن علي عليه السلام  :‏ أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لما فتح مكة ، أحب أن يعذر إليهم ، و أن يدعوهم إلى الله عز و جل أخيرا ، كما دعاهم أولا .

فكتب إليهم : كتابا يحذرهم بأسه ، و ينذرهم عذاب ربه ، و يعدهم الصفح ، و يمنيهم مغفرة ربهم ، و نسخ لهم أول سورة براءة ليقرأ عليهم .

ثم عرض : على جميع أصحابه المضي إليهم ، فكلهم يرى فيه التثاقل ، فلما رأى ذلك منهم ، ندب إليهم رجلا ليتوجه به .

فَهَبَطَ إِلَيْهِ‏ جَبْرَئِيلُ عليه السلام فَقَالَ :

يَا مُحَمَّدُ : إِنَّهُ لَا يُؤَدِّي عَنْكَ إِلَّا رَجُلٌ مِنْكَ ، فَأَنْبَأَنِي رَسُولُ اللَّهِ : ذَلِكَ ، وَ وَجَّهَنِي بِكِتَابِهِ وَ رِسَالَتِهِ إِلَى أَهْلِ مَكَّةَ ، فَأَتَيْتُ مَكَّةَ وَ أَهْلُهَا مَنْ قَدْ عَرَفْتَ .

ليس منهم أحد : إلا أن لو قدر أن يضع على كل جبل مني إربا لفعل ، و لو أن يبذل في ذلك نفسه و أهله و ولده و ماله ، فأبلغتهم رسالة النبي ، و قرأت كتابه عليهم .

و كل يلقاني : بالتهديد و الوعيد ، و يبدي البغضاء و يظهر لي الشحناء ، من رجالهم و نسائهم ، فلم تنيني ذلك ، حتى نفذت لما وجهني رسول الله .

وَ أَقُولُ : و روى الطبري‏ في تاريخه : في حوادث سنة ست من هجرة النبي ،‏ لما أراد النبي ص القصد لمكة ، و منعه أهلها ، أن عمر بن الخطاب كان قد أمره النبي ، أن يمضي إلى مكة ، فلم يفعل و اعتذر .

فقال الطبري : ما هذا لفظه ، ثم دعا عمر بن الخطاب ليبعثه إلى مكة ، فيبلغ عنه أشراف قريش ما حاله .

فقال : يا رسول الله إني أخاف قريشا على نفسي. أقول : فانظر حال مولانا علي عليه السلام من حال من تقدم عليه ، كيف كان يفدي رسول الله بنفسه في كل ما يشير به إليه ، و كيف كان غيره يؤثر نفسه و من ذلك.

إقبال الأعمال ج1ص318 . وكتاب عمل ذي الحجة لأبن أشناس كان عن بن طاووس .

يا طيب : نكتفي بهذا هنا وتابع البحث والتفصيل في فضيلة الإمام علي عليه السلام وأهم ما يثبت ولايته وإمامته وأنه هو المبلغ عن الله ورسوله ، وهو حجة الله وخليفة رسول الله ووصيه ، ولا يحق لغيره أن يأخذ منصبه الظاهري بعد رسول الله فضلا عن المعنوي والباطني في الكمال الذي منحه الله سبحانه وتعالى له ووفقه له ، حتى جعله حقا إمام الحق الواجب إتباعه وولايته والبراءة من أعداءه ومخالفيه مهما كانوا وما نسب ونحل لهم من الأسماء المكذوبة .





فمن تولاه و آله  له من الضلال براءة
تبري الآثام و الأفكار الردية الجهنمية

براءة : تبري الآثام وتدخل الجنة :

براءة : البُرَاء اسم : ما تساقط من كل ما بُرِيَ أو نُحِتَ ، والبرء و هو السلامة من السقم ، ويرجع له معنى نظيف، نقىّ ، وبارئ : معافى، صحىّ ، نزيه . البارئ أسم الله سبحانه : الصانع خالق الخلق كامل من غير نقص وكونه وشكله بلا عيب.

وبراية : أداة تبري القلم وتزيل ما يمنع مما فيه الصلاح والنفع ، ونحوُها براية النبال والقداح ، وبري الأوتاد لتغرز في الأرض ، والمهم بري الذنوب والآثام والسيئات والضلال وغضب الله تعالى .

وبراءة  صحيّة : شهادة خلو من الأوبئة ،  وبرِئَ  المريضُ برُؤ ، شُفِي وتعافى ،  برِئَ  من الشَّخص : برُؤ منه ، تباعَدَ وتخلَّى عنه ، و برئ من رُفقاء السّوء وعلماء الضلال وقياسهم وأفكارهم المنحرفة ومن غضب الله سبحانه وتعالى ، لأنه برء منهم وتولى المنعم عليهم بهدى الصراط المستقيم عند المنعم عليهم نبينا محمد وآله الطيبين الطاهرين ، دون المغضوب عليهم والضالين من أعدائهم ومخالفيهم .

ومثله مثل : بَرِئَ من الدَّين ، ونحوه : برُؤ منه ، خَلَصَ ، خلا ، سَلِمَ منه  برئ  المتهم من التُّهمة ، و برِئ  من التُّهمة براءةَ الذِّئب من دم ابن يعقوب ،  مثل: يُضرب لخالي السَّاحة من ذنبٍ أو جريمة ، ‏ وهي السلامة من العيب وما يلام عليه من فعل سوء أو ما يشين المروءة والكمال .

زيادة تحقيق معنى برأ وبري :

وقال المصطفوي : و التحقيق‏ : أنّ مادّة برأ، و برى ، متقارب أحدهما من الآخر، و الأصل الجامع الواحد فيها : هو التباعد من النقص و العيب، سواء كان في مرحلة التكوين أو بعده.

و من هذا المعنى : يتفرّع مفهوم التسوية و النحت لشيء ، فانّه باعتبار رفع النقص و تكميله بالنسبة الى ما يقصد منه، فانّ النقص و الكمال في كلّ شيء بحسبه.

و هكذا مفهوم الخلق : أي التكوين و الإيجاد على كيفيّة ، فانّ التكوين بعد التقدير، و الفعل بعد القوّة تكميل للشيء و رفع لجهات النقص و الضعف منه.

فحقيقة البرء و التبرئة: ترجع الى التكميل و رفع الضعف.

قال الله تعالى : { قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِّمَّا تُشْرِكُونَ (78)} الأنعام، أي نزيه و متباعد من هذه العقيدة.

{بَرَاءةٌ مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى الَّذِينَ عَاهَدتُّم مِّنَ الْمُشْرِكِينَ (1) } التوبة، أي تباعد وتخلي من معاهدتهم . (وهذه الآية بلغها أمير المؤمنين وعزل أبو بكر من تبليغها )

{ وَأُبْرِىءُ الأكْمَهَ والأَبْرَصَ وَأُحْيِي  الْمَوْتَى بِإِذْنِ اللّهِ (49)‏ } آل  عمران ، أي أزيل هذا العيب و المرض.

{وَمَا أُبَرِّىءُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلاَّ مَا رَحِمَ رَبِّيَ إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَّحِيمٌ (53) }يوسف ، أي لا أدّعى‏ براءة نفسي من العيوب و النواقص، و الإبراء لقيام الحدث بالفاعل، و التبرأة للوقوع و النسبة الى المفعول.

{إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُواْ مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُواْ وَرَأَوُاْ الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ  الأَسْبَابُ (166)} البقرة، أي أخذو البراءة منهم  وتخلوا عنهم وتركوا نصرهم وإعانتهم .

{ مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنفُسِكُمْ إِلَّا  فِي كِتَابٍ مِّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ (22) } الحديد، أي قبل أن نوجد و نكوّن المصيبة، فقد كتبت و ثبتت عند اللّه المتعال و في‏ علمه و قدّرت قبل تحقّقها.

{ هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْمَاء الْحُسْنَى  يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (24) } الحشر ، فيعلم من هذه الجملة أنّ مرتبة البرء بعد الخلق و قبل التصوير، فالخلق مقام التقدير، و البرء مقام التكوين و الإيجاد على وفق ما قدّر، و التصوير تعيين الخصوصيّات.

فحقيقة الخلق : هو إيجاد مع التقدير، و التقدير الكلّى العلمي أوّل مرحلة التكوين، و إذا انتهى التقدير الى مقام العمل و الفعليّة و الإيجاد الخارجي فهو البُرْءُ، ثمّ مقام التصوير.

و يطلق الخلق : عرفا على مجموع هذه المراتب من التقدير و التكوين و التصوير، إذ هو أعمّ من الجهة النظري العلمي و العمليّ الخارجي.{إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أُوْلَئِكَ هُمْ شَرُّ  الْبَرِيَّةِ (6) إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُو الصَّالِحَاتِ أُوْلَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ (7) } البينة ، و قد عبّر هنا بالبريّة دون الخليقة،  فانّ العمل الصالح و الشرك بعد التكوين و التحقّق خارجا ، و لا يناسب هذا المقام التعبير بالخليقة فإنّها تشمل مرتبة التقدير.

و ظاهر : هذه الكلمة أن تكون من مادّة برى، و قلنا إنّ هذه المادّة و مادّة برأ مرجعهما واحد لفظا و معنى.

{وَإِذْ قَالَ  مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ إِنَّكُمْ ظَلَمْتُمْ أَنفُسَكُمْ بِاتِّخَاذِكُمُ الْعِجْلَ  فَتُوبُواْ إِلَى  بَارِئِكُمْ  فَاقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ  ذَلِكُمْ خَيْرٌ  لَّكُمْ عِندَ  بَارِئِكُمْ  فَتَابَ عَلَيْكُمْ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (54) } البقرة ، ذكر هذا الاسم في هذا المقام أنسب من اسم الخالق، فانّ التوبة تناسب الرجوع و التوجّه الى من أوجد و كوّن دون من قدّر الخلق.

و في هذا التعبير : لطف آخر، و هو الإشارة الى أنّ اللّه المتعال أوجدهم مبرّؤون من النواقص و العيوب ، و أكمل وجودهم و أنهى ما قدّر الى الفعليّة ، فلازم لهم أن يتوبوا اليه شكرا و حمدا له تعالى .

و لا يخفى : أنّ هذا اللطف منظور في كلمة البريّة أيضا: فانّ العمل الصالح يوافق التكوين فيحصل التنزيه و البرء تكوينا و تشريعا، و يكون المؤمن الصالح خير البريّة، و أمّا إذا خالف التشريع و العمل التكوين: فيكون العامل شرّ البريّة، فإنه قد سلك خلاف ما يقتضى وجوده.

التحقيق في كلمات القرآن الكريم ج1ص239 مادة برأ نقل بتصرف .

يا طيب : إن من يكون بريء من المشركين يجب أن يكون هو خالي من كل شرك ونفاق ، حتى يصح منه تبليغ سورة براءة ، ولم يوجد خالصا مخلصا كرسول الله إلا نفسه المطهر مثله علي بن أبي طالب ، وهذا الخصلة التي تدعو المؤمنين للتمسك بولايته وتوليه والتبري ممن حارب وكل عدوا له ولم ينصره .





تفصيل تبليغ سورة براءة

تبليغ براءة برواية بن طاووس:
حديث تبليغ الإمام للبراءة :

يا طيب : قد عرفت ما روى بن طاووس رحمه من تبليغ الإمام علي عليه السلام سورة براءة ، في مكة وكيف رجع أبو بكر للمدينة ، وكيف أن أهل مكة كانو يبغضونه وتوعدوا قتله ولم يجسروا عليه ، وقال رحمه الله فصل في شرح أبسط مما ذكرن :

رَوَاهُ حَسَنُ بْنُ أُشْنَاسٍ رَحِمَهُ اللَّهُ : فِي كِتَابِهِ ( عمل ذي الحجة ) أَيضا فقال ، و حدثنا أحمد بن محمد ، قال حدثنا أحمد بن يحيى بن زكريا ، قال حدثنا مالك بن إبراهيم النخعي ، قال حدثنا حسين بن زيد ، قال حدثني جعفر بن محمد  عليه السلام، عن أبيه عليه السلام قال :

لَمَّا سَرَّحَ رَسُولُ اللَّهِ : أَبَا بَكْرٍ بِأَوَّلِ سُورَةِ بَرَاءَةَ إِلَى أَهْلِ مَكَّةَ .

أَتَاهُ جَبْرَئِيلُ عليه السلام فَقَالَ : يَا مُحَمَّدُ ، إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكَ أَنْ لَا تَبْعَثَ هَذَا ، وَ أَنْ تَبْعَثَ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ ، وَ أَنَّهُ لَا يُؤَدِّيَهَا عَنْكَ غَيْرُهُ .

فَأَمَرَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وآله : عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ عليه السلام .

فَلَحِقَهُ : وَ أَخَذَ مِنْهُ ، وَ قَالَ : أرْجِعْ إِلَى النَّبِيِّ  .

 فقال : أبو بكر هل حدث في شيء ؟

فقال علي عليه السلام : سيخبرك رسول الله .  فرجع : أبو بكر إلى النبي ، فقال : يا رسول الله ما كنت ترى أني مؤد عنك هذه الرسالة . فقال له النبي : أبى الله أن يؤديها إلا علي بن أبي طالب .

فأكثر : أبو بكر عليه من الكلام .

فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ : كَيْفَ تُؤَدِّيهَا ، وَ أَنْتَ صَاحِبِي فِي الْغَارِ ( يا طيب سيأتي شرح معناه فلا تعجل ) .

قَالَ : فَانْطَلَقَ عَلِيٌّ عليه السلام ، حتى قدم مكة ، ثم وافى عرفات ، ثم رجع إلى جمع ، ثم إلى منى ، وثم‏ ذبح و حلق . و صعد : على الجبل المشرف المعروف بالشعب .

فَأَذَّنَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ : أَ لَا تَسْمَعُونَ .

يَا أَيُّهَا النَّاسُ : إِنِّي رَسُولُ رَسُولِ اللَّهِ إِلَيْكُمْ ، ثُمَّ قَالَ : {‏ بَراءَةٌ مِنَ اللَّهِ وَ رَسُولِهِ إِلَى الَّذِينَ عاهَدْتُمْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ فَسِيحُوا فِي الْأَرْضِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَ اعْلَمُوا أَنَّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِي اللَّهِ وَ أَنَّ اللَّهَ مُخْزِي الْكافِرِينَ وَ أَذانٌ مِنَ اللَّهِ وَ رَسُولِهِ‏ .... إِلَى قَوْلِهِ‏ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ‏ } .

تِسْعُ آيَاتٍ : مِنْ أَوَّلِهَا ، ثُمَّ لَمَعَ‏ بِسَيْفِهِ ، وَ أَسْمَعَ النَّاسَ ، وَ كَرَّرَهَا .

فقال الناس : من هذا الذي ينادي في الناس ؟ فَقَالُوا : عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ .

وَ قَالَ : مَنْ عَرَفَهُ مِنَ النَّاسِ ، هَذَا ابْنُ عَمِّ مُحَمَّدٍ ، و ما كان يجترئ على هذا غير عشيرة محمد .

فأقام : أيام التشريق ثلاثة ينادي بذلك ، و يقرأ على الناس غدوة و عشية .

فنادته : الناس من المشركين ، أبلغ ابن عمك أن ليس له عندنا إلا ضربا بالسيف و طعنا بالرماح‏ .

ثم انصرف علي عليه السلام : إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، ويقصد في السير.

حال النبي حتى رجوع الإمام :

و أبطأ الوحي : عن رسول الله في أمر علي ما كان منه ، فاغتم النبي صلى الله عليه وآله لذلك غما شديدا حتى ، رئي ذلك في وجهه ، و كف عن النساء من الهم و الغم .

فقال : بعضهم لبعض ، لعل قد نعيت إليه نفسه ، أو عرض له مرض .

فقالوا : لأبي ذر ، قد نعلم منزلتك من رسول الله ، و قد ترى ما به ، فنحن نحب أن يعلم  لنا أمره .

فسأل أبو ذر رحمه الله : النبي صلى الله عليه وآله عن ذلك ؟

فقال النبي : ما نعيت إلي نفسي ، و إني لميت و ما وجدت في أمتي إلا خيرا ، و ما بي من مرض ، و لكن من شدة وجدي لعلي بن أبي طالب ، وإبطاء الوحي عني في أمره .

و إن الله عز و جل : قد أعطاني في علي تسع خصال ، ثلاثة لدنياي ، و اثنتان لآخرتي ، و اثنتان أنا منهما آمن ، و اثنتان أنا منهما خائف .

وَ قَدْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ : إذا صلى الغدوة استقبل القبلة بوجهه إلى طلوع الشمس ، يذكر الله عز و جل ، يتقدم علي بن أبي طالب خلف النبي و يستقبل الناس بوجهه ، فيستأذنون في حوائجهم ، وَ بِذَلِكَ أَمَرَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ .

فَلَمَّا تَوَجَّهَ عَلِيٌّ : إِلَى ذَلِكَ الْوَجْهِ ، لَمْ يَجْعَلْ رَسُولُ اللَّهِ مَكَانَ عَلِيٍّ لِأَحَدٍ .

وَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ : إذا صلى و سلم ، استقبل القبلة بوجهه ، فأذن للناس .

فقام أبو ذر فقال: يا رسول الله لي حاجة؟

قَالَ : انْطَلِقْ فِي حَاجَتِكَ .

فَخَرَجَ أَبُو ذَرٍّ : مِنَ الْمَدِينَةِ يَسْتَقْبِلُ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ ، فلما كان ببعض الطريق إذا هو براكب مقبل على ناقته ، فإذ هو علي فاستقبله و التزمه و قبله .

و قال : بأبي أنت و أمي ، اقصد في مسيرك حتى أكون أنا الذي أبشر رسول الله، فإن رسول الله من أمرك في غم شديد وهم .

فقال له علي عليه السلام : نعم ، فانطلق أبو ذر مسرعا حتى أتى النبي .

 فَقَالَ : الْبُشْرَى .

قَالَ : وَ مَا بُشْرَاكَ يَا بَا ذَرٍّ .

قَالَ : قَدِمَ عَلِيُّ بْنُ طَالِبٍ .

فَقَالَ لَهُ : لَكَ بِذَلِكَ الْجَنَّةُ .

ثُمَّ رَكِبَ النَّبِيُّ : وَ رَكِبَ مَعَهُ النَّاسُ .

أَنَاخَ : نَاقَتَهُ ، وَ نَزَلَ رَسُولُ اللَّهِ ، فَتَلَقَّاهُ وَ الْتَزَمَهُ وَ عَانَقَهُ ، وَ وَضَعَ خَدَّهُ عَلَى مَنْكِبِ عَلِيٍّ ، وَ بَكَى النَّبِيُّ فَرَحاً بِقُدُومِهِ ، وَ بَكَى عَلِيٌّ مَعَهُ .

ثُمَّ قَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ : مَا صَنَعْتَ بِأَبِي أَنْتَ وَ أُمِّي ، فَإِنَّ الْوَحْيَ أَبْطَأَ عَلَيَّ فِي أَمْرِكَ .

فَأَخْبَرَهُ : بِمَا صَنَعَ .

فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ : كَانَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ أَعْلَمُ بِكَ مِنِّي ، حِينَ أَمَرَنِي بِإِرْسَالِكَ.


حال الإمام مع كفار مكة :

و من كتاب ابن أشناس البزاز : من طريق رجال أهل الخلاف في حديث آخر :

أنه لما وصل : مَوْلَانَا عَلِيٌّ عليه السلام إِلَى الْمُشْرِكِينَ ، بِآيَاتِ بَرَاءَةَ ، لقيه خراش بن عبد الله أخو عمرو بن عبد ود ، و هو الذي قتله علي عليه السلام مبارزة يوم الخندق ، و شعبة بن عبد الله أخوه .

فقال لعلي : ما تيسرنا يا علي أربعة أشهر ، بل برئنا منك و من ابن عمك ، إن شئت إلا من الطعن و الضرب .

و قال شعبة : ليس بيننا و بين ابن عمك إلا السيف و الرمح ، و إن شئت بدأنا بك .

فَقَالَ عَلِيٌّ عليه السلام : أَجَلْ أَجَلْ إِنْ شِئْتَ فَهَلُمُّو .

و في حديث آخر : من الكتاب قال :

 وَ كَانَ عَلِيٌّ عليه السلام : يُنَادِي فِي الْمُشْرِكِينَ .

بِأَرْبَعٍ :

 لَا يَدْخُلُ مَكَّةَ مُشْرِكٌ بَعْدَ مَأْمَنِهِ ، وَ لَا يَطُوفُ بِالْبَيْتِ عُرْيَانٌ ، وَ لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ إِلَّا نَفْسٌ مُسْلِمَةٌ ، وَ مَنْ كَانَ بَيْنَهُ وَ بَيْنَ رَسُولِ اللَّهِ ص عَهْدٌ فَعُهْدَتُهُ إِلَى مُدَّتِهِ.

و قال في حديث آخر : و كانت العرب في الجاهلية تطوف بالبيت عراة .

و يقولون : لا يكون علينا ثوب حرام و لا خالطه ، إثم و ل نطوف إلا كما ولدتنا أمهاتنا ، و قال بعض نقلة هذا الحديث‏


شرح صاحبي بالغار :

وقال بن طاووس رحمه الله في شرح الحديث :

إِنَّ قَوْلَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وآله وسلم :‏ فِي الْحَدِيثِ الثَّانِي لِأَبِي بَكْرٍ .

أَنْتَ صَاحِبِي : فِي الْغَارِ ، لَمَّا اعْتَذَرَ مِنْ إِنْفَاذِهِ إِلَى الْكُفَّارِ.

معناه :

إنك كنت : معي في الغار ، فجزعت ذلك الجزع ، حتى أني سكنتك .

و قلت لك : لا تحزن .

 و ما كان : قد ناشز لقاء المشركين .

و ما كان لك : أسوة بنفسي .

فكيف : تقوى على لقاء الكفار بسورة براءة ، و ما أنا معك و أنت وحدك ؟

و لم يكن النبي : ممن يخاف على أبي بكر من الكفار أكثر من خوفه على علي .

 لأن : أبا بكر ما كان جرى منه أكثر من الهرب منهم ، و لم يعرف له قتيل فيهم ، و لا جريح .

و إنما كان علي عليه السلام : هو الذي يحتمل في المبيت على الفراش حتى سلم النبي منهم ، و هو الذي قتل منهم في كل حرب .

فكان الخوف : على علي عليه السلام من القتل أقرب إلى العقل .





فضل تبليغ الإمام براءة :

قال السيد بن طاووس رحمه الله :

أقول : و قد مضى في الحديث الأول :

أَنَّ مَوْلَانَا عَلِيّاً عليه السلام : بَعَثَهُ النَّبِيُّ ص لِرَدِّ أَبِي بَكْرٍ ، وَ تَأْدِيَةِ آيَاتِ بَرَاءَةَ بَعْدَ فَتْحِ مَكَّةَ.

فينبغي : أن نذكر كيف أحوج الحال إلى هذا الإرسال بعد فتح مكة .

فنقول : إننا وجدنا في كتب من التواريخ و غيرها ، أن النبي ص فتح مكة سنة ثمان من الهجرة ، و استعمل على أهلها عتاب بن أسيد بن العيص بن أمية بن عبد شمس ، ثم اجتمعت هوازن و قدموا لحربه ، فخرج من مكة إلى هوازن فغنم أموالهم ، ثم مضى إلى الطائف ، ثم رجع من الطائف إلى الجعرانة ، فقسم بها غنائمهم ، ثم دخل مكة ليلا معتمرا ، فطاف بالبيت و سعى بين الصفا و المروة و قضى عمرته ، و عاد إلى الجعرانة ، و منها توجه إلى المدينة ، و لم يحج صلى الله عليه وآله تلك السنة .

فلما حج الناس : سنة ثمان و لم يحج النبي صلى الله عليه وآله فيها ، حج المسلمون و عليهم عتاب بن أسيد لأنه أمير مكة ، و حج المشركون من أهل مكة و غيرها ممن أراد الحج من الذين كان لهم عهدته مع النبي ، و من انضم إليهم من الكفار .

 و متقدمهم : أبو سيارة العدواني على أتان أعور رسنها ليف .

فلما دخلت : سنة تسع من الهجرة ، و قرب وقت الحج فيها .

أمر الله جل جلاله : رسوله صلى الله عليه وآله أن ينابذ المشركين ، و يظهر إعزاز الإسلام و المسلمين .

فبعث عليا عليه السلام : لرد أبي بكر كما رويناه .

و المسلمون : من أهل مكة بين حاسد لمولانا علي عليه السلام ، و بين مطالب له بقتل من قتلهم من أهلهم ، و المشركون في موسم الحج أعداء له عليه السلام .

 فتوجه وحده : لكلهم .

فأعز الله جل جلاله و رسوله : أمر الإسلام على يد مولانا علي عليه السلام.

و أذل : رقاب الكفار و الطغاة .

فلما دخلت سنة عشر : و قرب وقت الحج ، خرج النبي صلى الله عليه وآله لحجة الوداع . و إبلاغ : ما أمره الله جل جلاله بإبلاغه .

فأقام الناس : سنن الحج و الإسلام ، و نص فيها على مولان علي عليه السلام في عوده من الحج بغدير خم ، و خلافته بعده على سائر الأنام ، و توجه إلى المدينة .

ثم دعاه الله جل جلاله : إلى دار السلام في ذلك العام .

يقول السيد بن طاووس : أعلم أن الله جل جلاله ، قد كان عالم قبل أن يتوجه أبو بكر بسورة براءة ، أنه لا يصلح لتأديتها ، و أنه ينزل على نبيه جبرئيل ، و يأمره بإعادة أبي بكر ، و أن أبا بكر يعزل عن ذلك المقام.

فظهر من هذا : لذوي الأفهام ، إن قد كان مراد الله جل جلاله إظهار ، أن أبا بكر لا يصلح لهذا الأمر الجزئي من أمور الرئاسة ، فكيف يصلح للأمر الكلي ، و أنه لا ينفعه اختيار صاحب لحمل الآيات معه ، فكيف ينفعه اختيار بعض أهل السقيفة له .

و أن الله : لم يستصلحه لآيات من كتابه ، فكيف يستصلح لجمع الشتات .

و أن الله : أظهر عزله على اليقين ، فكيف يجوز الاختيار لولايته على الظن من بعض المسلمين .

و أنه لم يصلح : للإبلاغ عن الله تعالى و رسوله ، لفريق من الناس ، فكيف يصلح لجميعهم .

و أنه لم يصلح : لبلد واحد ، فكيف يصلح لسائر البلاد .

و في هذا الحديث المعلوم :

كشف الله ورسوله : لأهل العلوم ، أن علي بن أبي طالب عليه السلام ، يسد مسد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، فيما لا يمكن القيام فيه بغير نفسه الشريفة .

 و فيه تنبيه : فصيح و تصريح صريح ، على ولاية علي عليه السلام من الله .

و فيه تنبيه : على ما اشتملت عليه تلك الولاية ، من إعزاز دين الله ، و إظهار ناموس الإسلام ، و رفع التقية و الذل عما كان مستورا من تلك الشرائع و الأحكام .

و من عمل اليوم الأول من ذي الحجة : ما رويناه بإسنادنا إلى جدي أبي جعفر الطوسي قال : وذكر ما ذكرناه في استحباب صلاة فاطمة الزهراء عليه السلام .

إقبال الأعمال ج1ص319-322 .


الإمام يذكر فضله بتبليغ براءة :

أبان عن سليم‏  قال‏ : رأيت عليا عليه السلام في مسجد رسول الله صلى الله عليه وآله في خلافة عثمان و جماعة يتحدثون و يتذاكرون ، ثم طلبو أن يتذاكر فضائله : فذكر عدة فضائل ..... :

ثم قال : أ فتقرون أن رسول الله دعاني يوم غدير خم ، فنادى لي بالولاية. ثم قال : لِيُبَلِّغِ الشَّاهِدُ مِنْكُمُ الْغَائِبَ ؟ قَالُوا : اللَّهُمَّ نَعَمْ .

قال : أ فتقرون أن رسول الله قال : في غزوة تبوك ، أنت مني بمنزلة هارون من موسى و أنت ولي كل مؤمن بعدي ؟ قالوا : اللهم نعم . قال : أ فتقرون أن رسول الله ين دعا أهل نجران إلى المباهلة ، إنه لم يأت إل بي و بصاحبتي و ابني ؟ قالوا : اللهم نعم .

قال : أ تعلمون أنه دفع إلي لواء خيبر ، ثم قال : لأدفعن الراية غدا إلى رجل يحبه الله و رسوله و يحب الله و رسوله ، ليس بجبان و لا فرار يفتحها الله على يديه؟ قالوا : اللهم نعم.

قَالَ : أَ فَتُقِرُّونَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ص بَعَثَنِي بِسُورَةِ بَرَاءَةَ ، وَ رَدَّ غَيْرِي بَعْدَ أَنْ كَانَ بَعَثَهُ بِوَحْيٍ مِنَ اللَّهِ ؟

وَ قَالَ : إِنَّ الْعَلِيَّ الْأَعْلَى يَقُولُ‏ : إِنَّهُ لَ يُبَلِّغُ‏ عَنْكَ إِلَّا رَجُلٌ مِنْكَ . قَالُوا : اللَّهُمَّ بَلَى‏ .  قَالَ : أَ فَتُقِرُّونَ أَنَّ رَسُولَ لله ...... ثم ذكر فضائل كثيرة .

كتاب سليم بن قيس الهلالي ج2ص636ح11 .


الآذان والمبلغ عن الله ورسوله علي

في تفسير فرات الكوفي قال : بسنده عن ابن عباس رضي الله عنه في قوله‏ تعالى: { بَراءَةٌ مِنَ اللَّهِ وَ رَسُولِهِ إِلَى الَّذِينَ عاهَدْتُمْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ‏ } . نَزَلَتْ : فِي مُشْرِكِي الْعَرَبِ غَيْرِ بَنِي ضَمْرَةَ .و قوله‏ : { وَ أَذانٌ مِنَ اللَّهِ وَ رَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ } .

وَ الْمُؤَذِّنُ : يَوْمَئِذٍ عَنِ اللَّهِ وَ رَسُولِهِ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ .  أَذَّنَ بِأَرْبَعِ كَلِمَاتٍ : بأن‏ لا يدخل الجنة إلا مؤمن ، و لا يطوف بالبيت عريان ، و من كان بينه و بين رسول الله أجل فأجله إلى مدته ، و لكم أن تسيحوا في الأرض أربعة أشهر .

تفسير فرات الكوفي ص158ح195 .


عزل أبوبكر وولاية علي

يا طيب : أجمع الرواة وأهل التأريخ بإن أبي بكر بعد وصول الإمام علي عليه السلام إليه في ذي الحليفة ، واستلم منهم مهمة التبليغ وأمارة الحاج رجع إلى المدينة إما مغاضبا كما عرفت وكما سترى ، أو مستفسرا من النبي الأكرم سبب عزله وتولية الإمام علي عليه السلام التبليغ والأمرة للحجاج ، ومن ما عرفت وسيأتي ومنه هذه الروايات :

ذكر في المناقب : فصل في الاستنابة و الولاية ، وقال رحمه الله :ولاه رسول الله في أداء سورة براءة ، و عزل به أبا بكر بإجماع المفسرين و نقلة الأخبار .

رواه : الطبري ، و البلاذري ، و الترمذي ، و الواقدي ، و الشعبي ، و السدي ، و الثعلبي ، و الواحدي ، و القرظي ، و القشيري ، و السمعاني ، و أحمد بن حنبل ، و ابن بطة ، و محمد بن إسحاق ، و أبو يعلى الموصلي ، و الأعمش ، و سماك بن حرب ، في كتبهم : عن عروة بن الزبير : و أبي هريرة ، و أنس ، و أبي رافع ، و زيد بن نقيع ، و ابن عمر ، و ابن عباس ، و اللفظ له‏ :

أنه لما نزل‏ : { بَراءَةٌ مِنَ اللَّهِ وَ رَسُولِهِ‏ ...} إلى تسع آيات .

 أنفذ النبي صلى الله عليه وآله : أبا بكر إلى مكة لأدائه .

فَنَزَلَ جَبْرَئِيلُ فَقَالَ : إِنَّهُ لَا يُؤَدِّيهَا إِلَّ أَنْتَ أَوْ رَجُلٌ مِنْكَ ؟

فَقَالَ النَّبِيُّ لِأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ : ارْكَبْ نَاقَتِيَ الْعَضْبَاءَ وَ الْحَقْ أَبَا بَكْرٍ ، وَ خُذْ بَرَاءَةَ مِنْ يَدِهِ . قال : و لما رجع أبو بكر إلى النبي جزع .

و قال : يا رسول الله إنك أهلتني لأمر طالت الأعناق فيه ، فلم توجهت له رددتني عنه ؟

 فَقَالَ صلى الله عليه وآله : الْأَمِينُ هَبَطَ إِلَيَّ عَنِ اللَّهِ تَعَالَى :  أَنَّهُ لَا يُؤَدِّي : عَنْكَ إِلَّا أَنْتَ ، أَوْ رَجُلٌ مِنْكَ ، وَ عَلِيٌّ مِنِّي ، وَ لَا يُؤَدِّي عَنِّي إِلَّا عَلِيٌ‏ .

 وَ فِي خَبَرٍ : إِنَّ عَلِيّاً عليه السلام قَالَ لَهُ ، إِنَّكَ خَطِيبٌ وَ أَنَا حَدِيثُ السِّنِّ .

 فقال : لا بد من أن‏ تذهب بها أو أذهب بها .

قال : أما إذا كان كذلك ، فأنا أذهب بها يا رسول الله .

قَالَ : إذْهَبْ ، فَسَوْفَ يُثَبِّتُ اللَّهُ لِسَانَكَ وَ يَهْدِي قَلْبَكَ.

 المناقب ج2ص126.


تبليغ علي ومحمد وإبراهيم:

قال الله تعالى : { وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ

قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا

قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِي

قَالَ لاَ يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ (124)

وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ  مَثَابَةً لِّلنَّاسِ وَأَمْناً وَاتَّخِذُواْ مِن مَّقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى

 وَعَهِدْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَن طَهِّرَ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ (125)

وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا بَلَدًا آمِنً وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ  مَنْ آمَنَ مِنْهُم بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ قَالَ وَمَن كَفَرَ فَأُمَتِّعُهُ قَلِيلاً ثُمَّ أَضْطَرُّهُ إِلَى عَذَابِ النَّارِ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ (126)

وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (127) رَبَّنَا  وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِن ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُّسْلِمَةً لَّكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَآ إِنَّكَ أَنتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (128)

 رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنتَ  العَزِيزُ الحَكِيمُ (129)

وَمَن يَرْغَبُ عَن مِّلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلاَّ مَن سَفِهَ نَفْسَهُ وَلَقَدِ اصْطَفَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ  فِي الآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ (30) } البقرة .

يا طيب : هذه آيات كريمة فيها أن إبراهيم طلب الإمامة من الله لذريته ، وحتما لم يطلبها لكافر ولا لمنافق وطلب الإمامة لمن آمن من ذريته ، فنفاها الله عمن ظلم منهم ولو لحظة ، وخصها بمن كان مؤمنا طول عمره ، وكل قريش سجدة لصنم والشرك ظلم عظيم قال الله تعالى : {إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ (13) } لقمان ، إل النبي الأكرم وعلي وصيه لم يسجدا لصنم ، فهم لهم الإمام ولما كانت الإمام لذرية بعضها من بعض في نص كتاب الله وكلامه : { إِنَّ اللّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحً وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ (33) ذُرِّيَّةً بَعْضُهَ مِن بَعْضٍ وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (34) } آل  عمران .

والنبي محمد وعلي وذريته : هم الأئمة المعصومون المصطفون المختارون لتبليغ الرسالة ، لأنه طلب إبراهيم علي السلام في الآيات أعلاه الإمامة لذريته وأن يبعث فيهم من يبلغ دين الله ويعلمهم الكتاب والحكمة ، وهذا علي بن أبي طالب بعد النبي الأكرم يبلغ عنه ، وذريته هم الأئمة بدون منازع فتدبر وآمن.



آذان وتطهير علي والنبي وإبراهيم:

تدبر يا طيب : هذا الحديث ، لتعرف شأن تبليغ سورة براءة وأهميته ، وإنها كانت فعل أبو الأنبياء إبراهيم عليه السلام ، ولختم النبوة بنبينا صلى الله عليه وآله ، قام الإمام وخليفته بالحق بعده بتطهير بيت الله من المشركين بأمر الله تعالى ، وبعد ما عرفت قبل الموضوع السابق أن علي وصل مكة المكرمة مبلغا عن الله ورسوله وبأمرهما سورة براءة ليطهرها من المشركين بالإضافة لما ألقا من الأصنام عنها في فتح مكة ، فإنها الآن يطهرها من المشركين والكفار  :

عن أبو بصير عن أبي جعفر عليه السلام قال:

خَطَبَ عَلِيٌّ : النَّاسَ ، فَاخْتَرَطَ سَيْفَهُ .

وَ قَالَ : لَا يَطُوفَنَّ بِالْبَيْتِ عُرْيَانٌ ، وَ لَا يَحُجَّنَّ الْبَيْتَ مُشْرِكٌ ، وَ مَنْ كَانَ لَهُ مُدَّةٌ فَهُوَ إِلَى مُدَّتِهِ ، وَ مَنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ مُدَّةٌ فَمُدَّتُهُ أَرْبَعَةُ أَشْهُرٍ .

 زيادة في مسند الموصلي‏ : وَ لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ إِلَّ نَفْسٌ مُؤْمِنَةٌ .

وَ هَذَا هُوَ : الَّذِي أَمَرَ اللَّهُ تَعَالَى بِهِ إِبْرَاهِيمَ ، حِينَ قَالَ‏ : { وَ طَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَ الْقائِمِينَ وَ الرُّكَّعِ السُّجُودِ } .

فَكَانَ اللَّهُ تَعَالَى : أَمَرَ إِبْرَاهِيمَ الْخَلِيلَ بِالنِّدَاءِ أَوَّلًا .

قَوْلُهُ‏ : { وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ

 أَن لَّا تُشْرِكْ بِي شَيْئًا

وَطَهِّرْ بَيْتِيَ

لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ  السُّجُودِ (26)

وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ

يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ (27) ‏ }  الحج.

وَ أَمَرَ الْوَلِيَّ : بِالنِّدَاءِ آخِراً.

قَوْلُهُ‏ : {

وَأَذَانٌ مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ

إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ  الأَكْبَرِ

 أَنَّ اللّهَ بَرِيءٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ فَإِن تُبْتُمْ فَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَإِن تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُواْ أَنَّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِي  اللّهِ وَبَشِّرِ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ (3) }التوبة .

 قَالَ السُّدِّيُّ : وَ أَبُو مَالِكٍ ، وَ ابْنُ عَبَّاسٍ ، وَ زَيْنُ الْعَابِدِينَ‏ :

{ الْأَذَانُ } عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ الَّذِي نَادَى بِهِ.

تفسير القشيري‏ : إن رجلا قال لعلي بن أبي طالب : فمن أراد منا أن يلقى رسول الله في بعض الأمور بعد انقضاء الأربعة فليس له عهد ؟

قَالَ عَلِيٌّ : بَلَى ، إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى قَالَ‏ : { ووَإِنْ أَحَدٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلاَمَ اللّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لاَّ يَعْلَمُونَ (6) } التوبة.

مناقب آل أبي طالب عليهم السلام لابن شهرآشوب ج2ص126.





علي وموسى عليهم السلام :

يا طيب : إن أحببت أن تعرف معنى علي من النبي بمنزلة هارون من موسى ، بل هو نفسه تدير الحديث الآتي :

قال ابن شهر آشوب رحمه الله : وَ فِي رِوَايَةٍ عَنِ النَّسَّابَةِ بْنِ صُوفِيٍّ :  أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وآله قَالَ: فِي خَبَرٍ طَوِيلٍ‏:

إِنَّ أَخِي مُوسَى : نَاجَى رَبَّهُ عَلَى جَبَلِ طُورِ سَيْنَاءَ .

فَقَالَ : فِي آخِرِ الْكَلَامِ ، امْضِ إِلَى فِرْعَوْنَ وَ قَوْمِهِ الْقِبْطِ ، وَ أَنَا مَعَكَ لَا تَخَفْ.

 فَكَانَ جَوَابُهُ : مَا ذَكَرَهُ اللَّهُ تَعَالَى‏ : { إِنِّي قَتَلْتُ مِنْهُمْ نَفْساً فَأَخافُ أَنْ يَقْتُلُونِ‏ } .

( ويا طيب : الآيات قوله تعالى : { وَإِذْ نَادَى رَبُّكَ مُوسَى  أَنِ ائْتِ الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (10) قَوْمَ فِرْعَوْنَ أَلَا يَتَّقُونَ (11) قَالَ رَبِّ إِنِّي أَخَافُ أَن يُكَذِّبُونِ  (12) وَيَضِيقُ صَدْرِي وَلَا يَنطَلِقُ لِسَانِي فَأَرْسِلْ إِلَى هَارُونَ (13) وَلَهُمْ عَلَيَّ ذَنبٌ فَأَخَافُ  أَن يَقْتُلُونِ (14) قَالَ كَلَّا فَاذْهَبَا بِآيَاتِنَا إِنَّ مَعَكُم مُّسْتَمِعُونَ (15) فَأْتِيَا فِرْعَوْنَ فَقُولَا إِنَّا  رَسُولُ رَبِّ الْعَالَمِينَ (16) }الشعراء .

 وكما ذكر القصة بقوله تعالى : { اذْهَبْ أَنتَ  وَأَخُوكَ بِآيَاتِي وَلَا تَنِيَا فِي ذِكْرِي (42) اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى (43) فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَّيِّنًا لَّعَلَّهُ  يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى (44) قَالَا رَبَّنَا إِنَّنَا نَخَافُ أَن يَفْرُطَ عَلَيْنَا أَوْ أَن يَطْغَى (45) قَالَ لَا تَخَافَا إِنَّنِي  مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى (46) }طه . )

 وَ هَذَا عَلِيٌّ : قَدْ أَنْفَذْتَهُ لِيَسْتَرْجِعَ بَرَاءَةَ.

وَ يَقْرَأَهَا : عَلَى أَهْلِ مَكَّةَ .

وَ قَدْ قَتَلَ : مِنْهُمْ خَلْقاً عَظِيماً .

فَمَا خَافَ : وَ لَا تَوَقَّفَ ، وَ لَا تَأْخُذُهُ فِي اللَّهِ لَوْمَةُ لَائِمٍ .

وَ فِي رِوَايَةٍ : فَكَانَ أَهْلُ الْمَوْسِمِ يَتَلَهَّفُونَ عَلَيْهِ ، وَ مَا فِيهِمْ إِلَّا مَنْ قَتَلَ أَبَاهُ أَوْ أَخَاهُ أَوْ حَمِيمَهُ.

 فَصَدَّهُمُ اللَّهُ : عَنْهُ ، وَ عَادَ إِلَى الْمَدِينَةِ وَحْدَهُ سَالِماً .

وَ كَانَ أَنْفَذَهُ : أَوَّلَ يَوْمٍ مِنْ ذِي الْحِجَّةِ سَنَةَ تِسْعٍ مِنَ الْهِجْرَةِ .

وَ أَدَّاهَا إِلَى النَّاسِ : يَوْمَ عَرَفَةَ ، وَ يَوْمَ النَّحْرِ.

قال ابن شهر آشوب رحمه الله : في تفسير الثعلبي: قال المشركون نحن نبرأ من عهدك و عهد ابن عمك ،  إلا من الطعن و الضرب ، و طفقوا يقولون إن منعناك أن تبرك‏ .

( ويا طيب : قوله : وَ قَدْ قَتَلَ : مِنْهُمْ خَلْقاً عَظِيماً . فقد قتل في يوم بدر 35 كما نص عليه كل المؤرخون ) .

وَ فِي الْحَدِيثِ عَنِ الْبَاقِرَيْنِ عليهم السلام قَالا :

قَامَ خِدَاشٌ وَ سَعِيدٌ : أَخُو عَمْرِو بْنِ وُدٍّ ، فَقَالَ : وَ مَا يَسُرُّنَا عَلَى أَرْبَعَةِ أَشْهُرٍ،  بَلْ بَرِئْنَا مِنْكَ وَ مِنِ ابْنِ عَمِّكَ ، فَلَيْسَ بَيْنَنَا وَ بَيْنَ ابْنِ عَمِّكَ إِلَّا السَّيْفُ وَ الرُّمْحُ ، وَ إِنْ شِئْتَ بَدَأْنَا بِكَ .

فَقَالَ عَلِيٌّ عليه السلام : هَلُمُّوا .

ثُمَّ قَالَ‏ : { وَ اعْلَمُوا أَنَّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِي اللَّهِ‏ إِلَى قَوْلِهِ‏ إِلى‏ مُدَّتِهِمْ‏ } .

{ ويا طيب الآيات قوله تعالى :{ بَرَاءةٌ مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى الَّذِينَ عَاهَدتُّم مِّنَ الْمُشْرِكِينَ (1) فَسِيحُواْ فِي الأَرْضِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَاعْلَمُواْ  أَنَّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِي اللّهِ وَأَنَّ اللّهَ مُخْزِي الْكَافِرِينَ (2) وَأَذَانٌ مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ  الأَكْبَرِ أَنَّ اللّهَ بَرِيءٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ فَإِن تُبْتُمْ فَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَإِن تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُواْ أَنَّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِي  اللّهِ وَبَشِّرِ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ (3) إِلاَّ الَّذِينَ عَاهَدتُّم مِّنَ الْمُشْرِكِينَ ثُمَّ لَمْ يَنقُصُوكُمْ شَيْئً وَلَمْ  يُظَاهِرُواْ عَلَيْكُمْ أَحَدًا فَأَتِمُّواْ إِلَيْهِمْ عَهْدَهُمْ إِلَى مُدَّتِهِمْ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ (4) فَإِذَا انسَلَخَ الأَشْهُرُ  الْحُرُمُ فَاقْتُلُواْ الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدتُّمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُواْ لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ فَإِن تَابُواْ وَأَقَامُواْ  الصَّلاَةَ وَآتَوُاْ الزَّكَاةَ فَخَلُّواْ سَبِيلَهُمْ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (5) } التوبة) .

المناقب لابن شهرآشوب ج2ص128.

يا طيب : ما أرسل الله ليبلغ عنه وعن رسول الله إلا لكونه في المنزلة العليا عنده ، وإنه كهارون من موسى ، وإن ختمت النبوة فهو الإمام والوصي وخليفة رسول الله بالحق ، وإن مرده الله ورسوله من التبليغ لا نرضى منه ولا من نصبه حكم مخالف لعلي .



براءة حسد القوم للإمام:

عن الإمام الصادق يعرف تبليغ براءة :

عن أصل أبي سعيد : عن عباد، عن الحسين بن زيد بن علي، عن يحيى بن عبد الله بن الحسين، عن جعفر بن محمد عليهما السلام قال: بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ : أَبَا بَكْرٍ بِبَرَاءَةَ .  

قال : فجاء جبرئيل عليه السلام ، فقال: يَا مُحَمَّدُ ،  إِنَّهُ لَا يُؤَدِّي : عَنْكَ إِلَّا أَنْتَ ، أَوْ مَنْ هُوَ مِنْكَ .

قَالَ : فَبَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ عَلِيّاً عَلَيْهِ السَّلَامُ إِلَى أَبِي بَكْرٍ .

 وَ أَمَرَهُ : أَنْ‏ يَدْفَعَ إِلَيْهِ بَرَاءَةَ .

قَالَ : فَلَحِقَهُ عَلِيٌّ عَلَيْهِ السَّلَامُ .

 و كان معه : عمر ، و أبو عبيدة بن الجراح ، و سالم مولى ابن حذيفة ، قالوا له : لا تدفعها إليه .  فأبى أبو بكر فدفعها إليه .

قال عليه السلام : و أجمع القوم على كتاب كتبوه بينهم في المسجد الحرام إن قبض رسول الله صلى الله عليه و آله ألا يولوا عليا منها شيئا . فلم سجي : أبو بكر دخل عليه علي عليه السلام ، فقال: ما أحب‏  أن ألقى الله بمثل صحيفة هذا المسجى .

 قال : فلما سجي عمر ، دعا له ، فقال مثل ذلك . قال : فهي الصحيفة التي كتبوها بينهم ، إن قبض رسول الله صلى الله عليه و آله ، ألا يولوه عليا عليه السلام . الأصول الستة عشر ص143ح 50/ 16 .





ذو الحليفة وسورة براءة

ذو الحليفة سمي آبار علي :

يا طيب : جاء في الروايات التي ذكرت خروج الإمام علي عليه السلام من المدينة بعد تأميره من قبل الله تعالى ورسوله لكي يأخذ سورة براءة من أبو بكر أمير الحاج المدني في زمن النبي الأكرم ، وعليه أن يبلغ سورة براءة بنفسه لأنه نفس رسول الله ومنه ، وأن الإمام علي عليه السلام خرج ولحق بالحاج في ذو الحليفة ، في نفس اليوم أي في يوم أول ذي الحجة ، لأنه محل إحرام ذو الحليفة يبعد عن المسجد النبوي 14 كيلو متر فقط ، وهو على ناقة رسول الله المسرعة.

وذو الحليفة : هو ميقات الحاج المدني ويحرمون منه ، ويمسى الآن مسجد آبار الإمام علي عليه السلام ، وهذا لعدة أسباب منها :

لأنه هنا : صار أمير المؤمنين : علما وعملا بحيث صار أمير الحاج المبلغ عن الله ورسوله بأمر الله تعالى ، ورجع أبو بكر مكسور حيث عزله الله ورسوله عن أعظم مهمة للمسلمين ، ولو تمت له لكانت أكبر فضيلة ، ولكنه الله خصه بالإمام علي عليه السلام إمارة وتبليغ عن الله ورسوله ، وهو لها أهلا وأحق وأجدر بها علما وعملا وحقيقة ووجودا لما يعلم الله تعالى بالنيات والسرائر ، ومن هو أهل لخلافة رسول الله وحجته على العباد بعده .

ويا طيب : يسمى الآن محل ومكان ذو الحليفة ومسجده :

مسجد آبار علي عليه السلام .

وأتفق المسلمون : من المحدثين والمؤرخين على المسجد والمحل والآبار فيه منسوبة للإمام علي بن أبي طالب عليه السلام ، علموا أو لم يعلموا بالواقعة المهمة به أو لا ، فإنه لم يذكر أحد الواقعة بأنه عزل من نصب نفسه خليفة في هذ المكان ، وتولى الإمام علي عليه السلام المهمة بنفسه ، ولكن كرامة الله تجري على السنة الخاصة والعامة بإذن الله ليبين فضل وليه وحجته وخليفة رسوله وشأنه العظيم الكبير وفضله عليه وعلينا ، ولذلك يثبتنا على الهدى الحق لولينا ويقيم الحجة على كل مسلم  .

وننقل لكم ملخص : ما كتبه في صحيفة المدينة العلامة : ضياء محمد مقبول عطار الحسيني .




تحقيقي الحسيني لأبار علي :

ذو الحليفة : من حرم المدينة المنورة ويقع في وادي العَقِيق منها وسمي بذي الحليفة لوجود نبات الحلفة ، والمنطقة الآن معروفة باسم : أبيار علي ، ويطلق على المسجد فيه مسجد أبيار علي أو مسجد آبار علي ، ويبعد عن المسجد النبوي قرابة أربعة عشر كيلومترا ، وأشتهر من عدة قرون بهذا الاسم وحتى الآن .

وهو ميقات الحرم : و لا يجوز لمن كان يريد الحج أو العمرة إلى بيت الله الحرام تجاوزه إلا محرمًا ، وهو أحد المواقيت الخمسة للحرم المكي الشريف التي وقّتها رسول الله صلّى الله عليه وسلّم مكانًا للقادمين من الآفاق، وهو أبعد المواقيت الخمسة عن مكة المكرمة بتشريف الله سبحانه لله ببيته العتيق .

ومسجد ذو الحليفة : مبارك وله فضل وشرف وقد صلى فيه النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم ، وكان قبل بناء المسجد عنده شجرة صلى النبي الأكرم تحتها ، ومنها أهل للحج وأحرم وتوجه للحج ،

و اشتهر : منذ القرن السابع للهجرة بل قبله (ببئر علي - أو آبار علي) وذلك عند كثير من علماء التاريخ وعلماء الفقه، وكذلك عند المختصين بتاريخ المدينة المنورة ،

ونسبه عددا من العلماء : وصرحوا في كتبهم وتواريخهم المعتمدة بأن المنسوب إليه هو الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام .

وممن صرح بنسبتها : للإمام علي بن أبي طالب عليه السلام في كتاب تأريخ المستبصر للعلامة جمال الدين يوسف بن المجاور الشيباني رحمه الله ، وهو من علماء القرن السادس للهجرة المطهرة حيث تحدث عن رحلته عام 626 من الهجرة الشريفة، فقال ما نصه: وبئر علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وهي بئر عظيم البناء، يروي الحاج منها .

وكذلك العلامة : علي بن الحسن الخزرجي في تاريخه العقود اللؤلؤية في تاريخ الدولة الرسولية، فقال : في ترجمة الملك المجاهد ملك اليمن في أخبار سنة اثنتين واربعين وسبعمائة من الهجرة ما نصه :

ثم ارتحل : السلطان فأمسى على بئر علي عليه السلام ، أول ليلة من ذي الحجة ، فأصبح يومه هنالك ، ثم سار فكان وصوله مكة ليلة الأربعاء الثاني من ذي الحجة ، فدخل مكة عشاء وطاف طواف القدوم وسعى ودخل البيت المعظم بعد الطواف والسعي ، فلما خرج من البيت دخل مدرسته المجاهدية .

وكذلك منهم العلامة : السيد محمد كبريت الحسيني المدني ، وهو من علماء المدينة في القرن العاشر الهجري حيث قال : في كتابه الجواهر الثمينة في محاسن المدينة ، ما نصه:  ذو الحليفة وبئر سيدنا علي عليه السلام ، وقد عمر الوزير محمد علي باشا بذي الحليفة البئر المنسوبة إلى علي بن أبي طالب رضي الله عنه وكرّم وجهه، على يد نقيب السادة الأشراف بالمدينة المنورة السيد أحمد بن أسعد الحسيني في سنة تسعمائة واثنتين وثمانين .

وكذلك : منهم العلامة السيد جعفر بن إسماعيل البرزنجي مفتي الشافعية في زمانه بالمدينة المنورة ، حيث قال : في كتابه نزهة الناظرين في تاريخ مسجد سيد الأولين والآخرين ما نصه: وكشفوا : عمّا بأطراف المدينة من الجبال أيامًا حتى وجدوا من الهضاب التي بمحاذاة أبيار سيدنا علي كرم الله وجهه ببطحاء وادي العقيق جبلًا عظيمًا...

وهؤلاء العلماء : صرحوا بنسبتها للإمام علي رضي الله عنه صراحة دون غموض ولا لبس، وهؤلاء أجمعوا على نسبتها للإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه صراحة.



بطلان نسبتها لسلطان دارفور :

وقام بعض المعاصرين من المفكرين والدعاة المصريين، فصرح على المل بأن هذا المكان منسوب للسلطان علي دينار سلطان دارفور بالسودان، وقال: «يجهل الناس آبار علي لمن هي منسوبة، إنها منسوبة إلى السلطان علي دينار سلطان دارفور الذي أنشأ هنالك آبارًا وجدّد مسجدها وعمل بها الخيرات للحجاج والزوّار، ولذلك سمّي الموضع بآبار علي، وإن هذه هي الحقيقة التي يجهلها كثير من الناس.. الخ».. فاقتنع بهذا الكلام عدد من إخواننا المثقفين من أهل السودان ورددوها في كثير من المقالات.

وعليه أقول: إن نسبتها للسلطان علي دينار غير صحيحة إطلاقًا، وما يذكره هؤلاء المثقفون كلام عاطفي عابر لا يستند إلى دليل ولا واقع، والمفترض على أمثال هؤلاء الكرام أن يصححوا لأنفسهم معلوماتهم قبل أن يبثوا في الناس هكذ معرفة خاطئة، عابرة لا تنم عن معرفة ولا عن اطلاع على تاريخ هذا الموضع المبارك بدليل أن السلطان علي بن دينار - رحمه الله - كان من أهل القرن الرابع عشر الهجري حيث توفى سنة 1335 من الهجرة الشريفة شهيدًا على يد الإنجليز، فكيف يصح أن يكون آبار علي في ذو الحليفة منسوبة للسلطان علي دينار، وقد عرفت منسوبة للإمام علي رضي الله عنه منذ القرن السادس الهجري، أي قبل ولادة السلطان علي دينار بأكثر من سبعمائة عام كما سبق.

 وهذا كلام : فيه مغالطة وتصحيف، وتبرير نسبتها إلى السلطان علي بن دينار - رحمه الله - جهل ووهم لا يقبل التصديق ولا الالتفات إليه، ونحن لا نشك إن كان للسلطان علي دينار أياد جميلة في الحرمين الشريفين، أو في آبار علي رضي الله عنه بالذات، لأنه كان رجلًا عرف بالخير وله أفضال كثيرة شكر الله مسعاه وأجزل مثوبته، ولكن هذا لا يعني أن ننسب إليه ما ليس له وأن نغالط في التاريخ ولاسيم فيما يتعلق بمدينة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ونسبتها إذًا للسلطان علي دينار باطل على كل الوجوه.

وأما نسبتها : للإمام علي رضي الله عنه قائمة ما لم يثبت منكره أدلته التي تدحض هذا الإثبات، وأن يحدد من هو هذا العلي المجهول الذي ينسبون إليه آبار علي رضي الله عنه، وأن يدحض نسبتها للإمام علي رضي الله عنه بشيء من الحقائق التي تثبت النفي بمفهوم علمي تاريخي يمكن الوثوق به ويمكن للباحث قبوله والتسليم له.. وبالطبع ليس هناك مجهول يأخذ بمثل هذه الشهرة منذ قرون من التاريخ إلا أن يكون عليًا معروفًا يستحق هذا التقدير، وأما نفي نسبتها دون دليل تقوم به حجة فإثبات نسبتها للإمام علي بن ابي طالب رضي الله عنه صحيح لا غبار عليه ما دام ذلك كان مشهورًا منذ القرن السادس للهجرة الشريفة وحتى اليوم، فالإثبات بحجة أفضل من نفي بدون حجة.

 



تحقيق آخر لعلي غلوم :

وقال في موقع الولاء : التابع للشيخ  سماحة الشيخ علي حسن غلوم.

لماذا سميت منطقة ذي الحليفة باسم أبيار علي ؟

طرح مؤخراً : في كثير من مواقع الإنترنت ادعاء أن ميقات ذي الحليفة إنما سمي بـ أبيار علي نسبة إلى ملك دارفور المسمى : الملك علي بن دينار .

 ويبدو : أن أول من أثار القضية هو إمام جمعة باسم الدكتور صفوت حجازي قال:

لعل بعضنا : يعرف أبيار علي، وهي ميقات أهل المدينة المنورة الذي ينوي عنده ويحرم من أراد منهم الحج أو العمرة، وكانت تسمي في زمن النبي صلي الله عليه وسلم ذي الحليفة. ولعل البعض يظن أنها سميت أبيار علي نسبة لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه، وهذا غير صحيح.

  والصحيح : أنها سميت بذلك نسبة لعلي بن دينار. وعلي بن دينار هذا جاء إلي الميقات عام 1898م حاجاً أي منذ حوالي مائتي عام، فوجد حالة الميقات سيئة، فحفر الآبار للحجاج ليشربوا منها ويُطعمهم عندها، وجدد مسجد ذي الحليفة... ولذلك سمي المكان بأبيار علي نسبة لعلي بن دينار . أتدرون من هو علي بن دينار هذ ؟ إنه سلطان دارفور. تلك المنطقة التي لم نسمع عنها إلا الآن فقط لما تحدث العالم عنها، ونظنها أرضاً جرداء قاحلة في غرب السودان، كانت منذ عام 1898م وحتى عام 1917م سلطنة مسلمة، لها سلطان اسمه علي بن دينار.

الرد :لا يصح كلام الدكتور صفوت :

 فقد ورد : اسم المنطقة ونسبة التسمية إلى الإمام علي عليه السلام في كتب قديمة ، وقبل أن يولد الملك علي بن دينار بمئات السنين. لاحظ النصوص التالية:

قال بدر الدين محمود العيني في كتابه عمدة القاري في شرح صحيح البخاري - ج 17 - ص 225 مايلي:

(( فلما أتى ذا الحليفة أي : فلما جاء النبي صلى الله عليه وسلم ، المكان الذي يسمى ذا الحليفة ، وهو ميقات أهل المدينة وهي التي تسمى : أبار على ، رضي الله تعالى عنه )).

ـ أقول: العيني ولد عام 762 هـ (1361 م) وتوفي في 855 هـ (1451 م) ، وهو كما ترى قد ذكر أن عوام الناس يسمون المنطقة بهذا الاسم نسبة للإمام علي عليه السلام. أما ملك دارفور فقد جاء إلى الميقات عام 1898م ، أي بعد النص السابق بـ 450 سنة تقريباً ، فكيف تكون التسمية باسم ملك داروفور ؟!!

 2ـ قال زين الدين ابن نجيم المصري الحنفي في كتابه البحر الرائق - ج 2 - ص 555 :

(( وذو الحليفة - بضم الحاء المهملة وبالفاء - بينه وبين مكة نحو عشر مراحل أو تسع ، وبينه وبين المدينة ستة أميال كما ذكره النووي ، وقيل سبعة كما ذكره القاضي عياض ، ميقات أهل المدينة وهو أبعد المواقيت وبهذا المكان آبار تسميه العوام آبار علي )).

أقول : توفي ابن نجيم عام 970 هـ (1563 م) أي قبل زيارة الملك علي بن دينار بـ 300 سنة تقريباً !!

قال عبدالوهاب الشعراني الحنفي في كتابه العهود المحمدية ص 60 :

(( أخبرني شيخي الشيخ أمين الدين إمام جامع الغمري وكان حاجا معهم : أن سيدي عبد القادر الدشطوطي لم يدخل الحرم المدني وإنما ألقى خده على عتبة باب السلام من حين دخل الحج للزيارة حتى رحلوا وحملوه وهو مستغرق ، فما أفاق إلا في مرحلة أبيار علي رضي الله عنه )) .

أقول : ولد الشعراني في 898 هـ ( 1493 م ) وتوفي 973 هـ ( 1565 م) أي قبل زيارة الملك علي بن دينار بأكثر من 300 سنة !!

قال علاء الدين محمد بن علي الحصكفي في الدر المختار في فقه الإمام أبي حنيفة النعمان ـ ج 2 ـ ص 522 :

(( ذو الحليفة بضم ففتح : مكان على ستة أميال من المدينة وعشر مراحل من مكة ، تسميها العوام أبيار علي رضي الله عنه )) .

أقول: ولد الحصكفي عام 1025 هـ (1616 م) وتوفي 1088 هـ (1677 م) ، أي قبل زيارة الملك علي بن دينار بأكثر من 200 سنة !!

قال إسماعيل بن محمد العجلوني في كتابه كشف الخفاء - ج 2 - ص 418 :

(( وقال ابن أمير حاج وفي ذي الحليفة آبار تسميها العوام آبار علي )).

أقول : ولد العجلوني عام 1087 هـ (1676 م) وتوفي 1162 هـ (1749) م ، أي قبل زيارة الملك علي بن دينار بأكثر من 100 عام !!

نعم فالقوم : لم تكن لهم راحة إلا بمحو كل مكرمة لأمير المؤمنين علي عليه السلام ، بل و محو اسمه من ذاكرة التاريخ ( لا والله إلا دفنا دفنا !! ) .. وها هم يعودون مجدداً لسيرتهم الأولى !!





البراءة في الآخرة :

يا طيب : عرفنا معاني البراءة الثلاثة ، إذ كانت سورة براءة ، والبراءة من أعداء أئمة الحق وشيعتهم ، والبراءة من الضلال وما يتبعه من الذنوب وغضب الله ، وعرفنا أنه لا يتم إلا بولاية علي بن أبي طالب عليه السلام وآل آل محمد صلى الله عليهم وسلم ، ونتمم البحث هنا بمعرفة أحاديث البراءة من علي لمن يريد أن يعبر ويجوز الصراط على النار يوم القيامة ، بأنه من لم يكتب له في صحيفة حب علي عليه السلام والبراءة من عدوه ، لا يمكنه أن يجوزه بل يسقط في النار ، ولمعرفة هذا المعنى ، تدبر يا طيب هذه الأحاديث :

عن مجاهد عن ابن عباس قال :

إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ .

أَقْعَدَ اللَّهُ : جَبْرَئِيلَ وَ مُحَمَّداً صلى الله عليه وآله وسلم ، لَا يَجُوزُ أَحَدٌ إِلَّا مَنْ كَانَ مَعَهُ بَرَاءَةٌ مِنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ .

بشارة المصطفى لشيعة المرتضى ص121.

و في المناقب : ذكر فصلا في أن عليا عليه السلام جواز الصراط و قسيم الجنة و النار ونختصره :

قال : عن محمد بن الصباح الزعفراني عن المزني عن الشافعي عن مالك عن حميد عن أنس ، قال رسول الله‏ في قوله تعالى :

 ‏{فَلَا  اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ (11) } البلد.

 إن فوق الصراط عقبة كئودا ، طولها ثلاثة آلاف عام ، ألف هبوط ، و ألف عام شوك و حسك و عقارب و حيات ، و ألف عام صعود .

أنا أول : من يقطع تلك العقبة ، و ثاني من يقطع تلك العقبة علي بن أبي طالب .

و قال بعد كلام : لا يقطعها في غير مشقة إلا محمد و أهل بيته ....الخبر.

وعن ابن عباس و أنس عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال:

إذا كان : يوم القيامة ، و نصب الصراط على جهنم .

لَمْ يَجُزْ عَلَيْهِ : إِلَّا مَنْ مَعَهُ جَوَازٌ ، فِيهِ وَلَايَةُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ .

و ذلك قوله تعالى‏ : { وَقِفُوهُمْ إِنَّهُم  مَّسْئُولُونَ (24) } الصافات ‏.

و حدثني أبي شهرآشوب بإسناد له إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم :

‏ لِكُلِّ شَيْ‏ءٍ جَوَازٌ : وَ جَوَازُ الصِّرَاطِ ، حُبُّ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ.

وفي تاريخ الخطيب : عن ليث عن مجاهد عن طاووس ، عن ابن عباس‏ قلت : للنبي صلى الله عليه وآله وسلم : يا رسول الله للناس جواز ؟

قال : نعم . قلت : و ما هو ؟

 قال : حُبُّ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ.

و في حديث وكيع‏ : قال أبو سعيد يا رسول الله :

ما معنى : بَرَاةِ عَلِيٍّ ؟

قال : لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ، مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ ، عَلِيٌّ وَلِيُّ اللَّهِ .

و سأل النبي جبرئيل : كيف تجوز أمتي الصراط ، فمضى و دعا .

 و قال : إن الله تعالى يقرئك السلام ، و يقول : إنك تجوز الصراط بنوري ، و علي بن أبي طالب يجوز الصراط بنورك ، و أمتك تجوز الصراط بنور علي .

فنور أمتك : من نور علي ، و نور علي من نورك ، و نورك من نور الله.

وعن الحسن البصري : عن عبد الله عن النبي عليه السلام : في خبر ، و هو جالس على كرسي من نور يعني عليا ، يجري بين يديه التسنيم .

لَا يَجُوزُ أَحَدٌ الصِّرَاطَ : إِلَّا وَ مَعَهُ بَرَاةٌ بِوَلَايَتِهِ وَ وَلَايَةِ أَهْلِ بَيْتِهِ ، يُشْرِفُ عَلَى الْجَنَّةِ ، وَ يُدْخِلُ مُحِبِّيهِ الْجَنَّةَ وَ مُبْغِضِيهِ النَّارَ.

عن الإمام الباقر عليه السلام :‏ سئل النبي صلى الله عليه وآله وسلم عن قوله تعالى‏: { أَلْقِيَا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٍ (24) }ق .

فقال : يا علي ، إن الله تعالى إذا جمع الناس يوم القيامة في صعيد واحد .

كنت : أنا و أنت على يمين العرش .

و يقول الله : يا محمد و يا علي ، قوما و ألقيا من أبغضكم و خالفكما و كذبكما في النار .

وعن شريك القاضي : و عبد الله بن حماد الأنصاري ، قال كل واحد منهما : حضرت الأعمش في علته التي قبض فيها و عنده ابن شبرمة و ابن أبي ليلى و أبو حنيفة.

فقال أبو حنيفة : يا أبا محمد ، أتق الله و أنظر لنفسك ، فإنك في آخر يوم من أيام الدنيا ، و أول يوم من أيام الآخرة ، و قد كنت تحدث في علي بأحاديث لو تبت عنها ، كان خيرا لك .

قال الأعمش : مثل ما ذا ؟

قال : مثل حديث عباية الأسدي ، إن عليا قسيم النار .

قال : أقعدوني و سندوني‏ ، و حدثني ـ و الذي إليه مصيري موسى بن طريف إمام بني أسد ، عن عباية بن ربعي إمام الحي ، قال :

سَمِعْتُ عَلِيّاً يَقُولُ‏ : أَنَا قَسِيمُ النَّارِ .

أَقُولُ : هَذَا وَلِيِّي دَعِيهِ ، وَ هَذَا عَدُوِّي خُذِيهِ .

مناقب آل أبي طالب عليهم السلام لابن شهرآشوب ج2ص155 .





شعر فضل تبليغ براءة

يا طيب : تبليغ براءة وتأمير الإمام علي عليه السلام على الحاج بعد عزل أبو بكر ، وبيان ما عرفت من أهمية الواقع وأنها من أكبر الفضل لبيان الحق والولاية والإمامة ، حكاها الشعراء كما حكاها المحدثون والمؤرخون ، بل الله ورسوله حكاها لنا علما وعملا في سورة براءة ، وهذا بعض الشعر الذاكر لها فتدبر :


رحم الله ابن حماد إذ قال :

تروم فساد دليل النصوص

و نصرا لإجماع ما قد جمع‏

أ لم يستمع قوله صادقا

غداة الغدير بما ذا صدع‏

ألا إن هذا ولي لكم‏

أطيعوا فويل لمن لم يطع‏

و قال له أنت مني أخي‏

كهارون من صنوه فاقتنع‏

و قال له أنت باب إلى‏

مدينة علمي لمن ينتجع‏

و يوم براءة نص الإله

أنص عليه فلا تختدع‏

و سماه في الذكر نفس الرسول

في يوم باهل لما خشع‏

ففيم تخيرتم غير من‏

تخيره ربكم و اصطنع‏

 مناقب آل أبي طالب عليهم السلام لابن شهرآشوب ج1ص256.


ورحم الله محمد بن أبي نعمان إذ قال :‏

خليفة الله ربي ليس ينكره‏
إلا جهول عمي بادي الصمم‏

و فاطم خير نسوان بها فطمت‏

أشياعه من عظيم السخط و النقم‏

و الصفوتان حسين قبله حسن‏

حبل متين و عقد غير منفصم‏

و تسعة كملت عد الشهور بهم

على بيان من القرآن منتظم‏

إذا قرأت براءة كنت واجده‏

في شرح معنى شهور الحل و الحرم

و قبلها سورة الأعراف في قصص‏

الأنباء عن نقباء سادة بهم

كانوا لموسى نجي الله فاتفقت

أعدادهم عدة الأبراج للنجم‏

و في النساء إذا ما كنت ثالثها

فرض لطاعتهم من بارئ النسم‏
المناقب ج1ص228.

r>


ذكر المازندراني محمد بن علي في المناقب:

ورحم الله الحميري‏ إذ قال :

من كان أذن منهم ببراءة

في المشركين فأنذر الكفارا

منكم برأنا أجمعين فأشهرا

في الأرض سيروا كلكم فرارا

وقال رحمه الله :

من كان أرسله النبي بسورة

في الحج كانت فيصلا و قضاء

وقال رحمه الله :‏

براءة حين رد بها زريقا

و كان بأن يبلغها ضنينا

و قال له رسول الله إني‏

يؤدي الوحي إلا الأقربونا

ورحم الله ابن حماد :

بعث النبي براءة مع غيره

فأتاه جبريل يحت و يوضع‏

قال ارتجعها و أعطها أولى الورى

بأدائها و هو البطين الأنزع‏

فانظر إلى ذي النص من رب العلى

و الله يخفض من يشاء و يرفع‏


وقال ابن أبي الحديد :

و لا كان يوم الغار يهفو جنانه‏

حذار و لا يوم العريش تسترا

و لا كان معزولا غداة براءة

و لا عن صلاة أم فيه مؤخرا

و لا كان في بعث ابن زيد مؤمرا

عليه فأضحى لابن زيد مؤمرا

و له رحمه الله :

‏ففي براءة أعطيت الأداء لها

لما أتيت علي بالبلاغ وفى‏

ألفت شمل الهدى بالسيف مجتهدا

لولاك لم تك في حال بمؤتلف

وقال الصاحب‏ رحمه الله :

سورة التوبة من وليها

بينوا الحق و من ذا صرفا
وله :

اذكرا أمر براءة و اصدقاني من تلاها

و اذكر من زوج الزهراء كيما يتناهى ‏

ابن علوية الأصفهاني‏رحمه الله :

م أيهم فخر الأنام بخصلة

طالت طوال فروع كل عنان‏

من بعد إذ بعث النبي إلى منى‏

ببراءة من كان بالخوان

فيها فأتبعه رسولا رده

يعدو به القصوى كالسرحان‏

كانت لوحي منزل وافى به‏

الروح الأمين فقص عن تبيان‏

إذ قال لا عني يؤدي حجتي‏

إلا أنا أو لي نسيب دان‏

ورحم الله الشاعر إذ قال :

و أعلم أصحاب النبي محمد

و أقضاهم من بعد علم و خبرة

براءة أداها إلى أهل مكة

بأمر الذي أعلى السماء بقدرة.

مناقب آل أبي طالب عليهم السلام لابن شهرآشوب محمد بن علي المازندراني ج2ص128.









 

تكملة : أسماء سورة براءة بمصادرها المفصلة

يا طيب : بعد الذي عرفت :

ثم أتمت البحث : عضوة مشرفة باسم ساجدة فاروق فكتبت اسمين ثم أكملت باقي الأسماء مشرف أخرى باسم منى البكري ، فكتبت أسماء سورة التوبة الباقية:

الاسم الأول : سورة التوبــة:

قال قتادة بن دعامة السدوسي :  (ت: 117هـ): (سورة التوبة). [الناسخ والمنسوخ لقتادة: 1/43]

قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ : (ت: 207هـ): ( سورة (التوبة) ). [معاني القرآن:1/420]

قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت: 210هـ): (سورة التوبة). [مجاز القرآن:1/252]

قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ : (ت: 211هـ): (سورة التّوبة). [تفسير عبد الرزاق:1/265]

قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ : (ت: 211هـ): (قال معمر وقوله تعالى {إن الله بكل شيء عليم} {براءة من الله} قال يقال : إنها سورة واحدة الأنفال والتوبة ، فلذلك لم يكتب بينهم بسم الله الرحمن الرحيم ، قال ابن جريج ، عن عطاء يقولون : إن الأنفال والتوبة سورة واحدة فلذلك لم يكتب بينهما بسم الله الرحمن الرحيم). [تفسير عبد الرزاق: 1/263] (م)

قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ : (ت: 215هـ): ( المعاني الواردة في آيات سورة (التوبة) ). [معاني القرآن:2/30]

قالَ سعيدُ بنُ منصورٍ الخراسانيُّ (ت: 227هـ): (تفسير سورة التّوبة). [سنن سعيد بن منصور:5/231]

قالَ سعيدُ بنُ منصورٍ الخراسانيُّ : (ت: 227هـ): (حدّثن سعيدٌ، قال: نا هشيم، عن أبي بشر، عن سعيد بن جبيرٍ، قال: قلت لابن عبّاسٍ: سورة التّوبة، قال: بل هي الفاضحة، ما زالت تنزل: ومنهم، ومنهم، حتّى ظنّوا أن ل يبقى (أحدٌ) منهم إلّا ذكر فيها). [سنن سعيد بن منصور:5/232](م)

قال محمدُ بنُ إسماعيلَ البخاريُّ (ت: 256هـ): (حدّثنا محمّد بن عبد الرّحيم، حدّثنا سعيد بن سليمان، حدّثنا هشيمٌ، أخبرنا أبو بشرٍ، عن سعيد بن جبيرٍ، قال: قلت لابن عبّاسٍ: (سورة التّوبة، قال: «التّوبة هي الفاضحة، ما زالت تنزل، ومنهم ومنهم، حتّى ظنّوا أنّها لن تبقي أحدًا منهم إلّا ذكر فيها»، قال: قلت: سورة الأنفال، قال: «نزلت في بدرٍ»، قال: قلت: سورة الحشر، قال: «نزلت في بني النّضير»)). [صحيح البخاري:6/147](م)

قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ : (ت: 852هـ): (قوله: حدّثنا محمّد بن عبد الرّحيم تقدّم هذا الحديث مختصرًا بإسناده ومتنه في تفسير سورة الأنفال مقتصرًا على ما يتعلّق بها وتقدّم في المغازي قوله "سورة التّوبة" قال: التّوبة هو استفهام إنكارٍ بدليل قوله "هي الفاضحة" ووقع في رواية الإسماعيليّ من وجهٍ آخر عن هشيمٍ: سورة التّوبة قال:

بل سورة الفاضحة. قوله "ما زالت تنزل ومنهم ومنهم" أي كقوله : {ومنهم من عاهد الله}، {ومنهم من يلمزك في الصّدقات}، {ومنهم الّذين يؤذون النّبي}. قوله "لم تبق" في رواية الكشميهنيّ "لن تبقي"، وهي أوجه؛ لأنّ الرّواية الأولى تقتضي استيعابهم بما ذكر من الآيات بخلاف الثّانية فهي أبلغ وفي رواية الإسماعيليّ أنّه لا يبقى). [فتح الباري:8/629]

قَالَ مُسْلِمُ بْنُ الْحَجَّاجِ بنِ مسلمٍ الْقُشَيْرِيُّ النَّيْسَابُورِيُّ : (ت: 261هـ): (باب في سورة براءة والأنفال والحشر

حدثني عبد الله بن مطيع حدثنا هشيم عن أبي بشر عن سعيد بن جبير قال: (قلت لابن عباس: سورة التوبة؟ قال: التوبة؟ قال: بل هي الفاضحة ما زالت تنزل ومنهم ومنهم حتى ظنوا أن لا يبقى منا أحد إلا ذكر فيها. قال: قلت: سورة الأنفال؟ قال: تلك سورة بدر. قال: قلت: فالحشر؟ قال: نزلت في بني النضير)). [صحيح مسلم:4/2321-2322](م)

قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ : (ت: 276هـ): (سورة التوبة). [تفسير غريب القرآن:182]

قال محمدُ بنُ عيسى بنِ سَوْرة التِّرْمِذيُّ (ت: 279هـ): (سورة التّوبة). [سنن الترمذي:5/123]

قالَ أَحْمَدُ بْنُ شُعَيْبٍ النَّسَائِيُّ (ت: 303هـ): (سورة التّوبة). [السنن الكبرى للنسائي: 10/111]

قَالَ أَبو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ حَزْمٍ الأَنْدَلُسِيُّ (ت: 320هـ): (سورة التوبة). [الناسخ والمنسوخ لابن حزم: 40]

قالَ عبد الرحمنِ بنُ محمدٍ ابنُ أبي حاتمٍ الرازيُّ (ت: 327هـ): (سورة التّوبة). [تفسير القرآن العظيم:6/1745]

قالَ عبد الرحمنِ بنُ محمدٍ ابنُ أبي حاتمٍ الرازيُّ (ت: 327هـ): (آخر تفسير التّوبة). [تفسير القرآن العظيم:6/1920]

قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (تفسير سورة التوبة). [معاني القرآن:3/177]

قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (سورة التوبة). [معاني القرآن:3/179]

قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت: 345هـ): (التوبة). [ياقوتة الصراط:241]

قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (تفسير سورة التوبة). [تفسير مجاهد: 271]

قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ): (تفسير سورة التّوبة). [المستدرك: 2/360]

قَالَ هِبَةُ اللهِ بنُ سَلامَةَ بنِ نَصْرٍ المُقْرِي (ت: 410هـ): (سورة التّوبة). [الناسخ والمنسوخ لابن سلامة: 97]

قالَ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الثَّعْلَبيُّ (ت: 427هـ): (سورة التوبة). [الكشف والبيان:5/5]

قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): (سورة التوبة). [تفسير المشكل من غريب القرآن:95]

قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): (سورة التوبة). [العمدة في غريب القرآن:146]

قَالَ مَكِّيُّ بنُ أبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): (سورة التوبة). [الإيضاح لناسخ القرآن ومنسوخه: 307]

قَالَ عُثْمَانُ بنُ سَعِيدٍ الدَّانِيُّ (ت: 444هـ): (سورة التوبة). [البيان: 160]

قَالَ عُثْمَانُ بنُ سَعِيدٍ الدَّانِيُّ (ت: 444هـ): (أخبرن خلف بن إبراهيم قال: أنا أحمد بن محمد قال: أنا علي بن عبد العزيز قال: أنا القاسم بن سلام قال: أنا هشيم عن أبي بشر عن سعيد بن جبير قال: (قلت لابن عباس سورة التوبة، فقال: تلك الفاضحة؛ ما زالت تنزل ومنهم ومنهم حتى خشينا أن لا تدع أحدا) ). [البيان: 160]

قَالَ عُثْمَانُ بنُ سَعِيدٍ الدَّانِيُّ (ت: 444هـ): (أخبرن فارس بن أحمد قال: أنا أحمد بن محمد قال: أنا أحمد بن عثمان قال: أنا الفضل بن شاذان أنا نوح بن أنس أنا جرير عن الأعمش عن عمرو بن مرة عن عبد الله بن سلمة عن حذيفة قال: (إنكم تسمون هذه السورة سورة التوبة وإنها سورة العذاب، والله ما تركت أحداً إلا نالت منه). أهل المدينة يسمونها التوبة وأهل مكة الفاضحة). [البيان: 160]

قالَ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الوَاحِدِيُّ (ت: 468هـ): (سورة التوبة). [الوجيز:1/452]

قالَ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الوَاحِدِيُّ (ت: 468هـ): (سورة التوبة). [الوسيط:2/475]

قالَ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الوَاحِدِيُّ (ت: 468هـ): (سورة التوبة). [أسباب النزول: 240]

قالَ الحُسَيْنُ بنُ مَسْعُودٍ البَغَوِيُّ (ت: 516هـ): (سورة التّوبة). [معالم التنزيل: 4/7]

قالَ الحُسَيْنُ بنُ مَسْعُودٍ البَغَوِيُّ (ت: 516هـ): (قال سعيد بن جبيرٍ: قلت لابن عبّاسٍ: سورة التّوبة؟ قال: هي الفاضحة ما زالت تنزل: "ومنهم.."، "ومنهم.." حتّى ظنّوا أنّها لم تبق أحدًا منهم إلّا ذكر فيها، قال: قلت سورة الأنفال؟ قال: تلك سورة بدرٍ، قال: قلت: سورة الحشر؟ قال: قل سورة بني النّضير). [معالم التنزيل: 4/7](م)

قالَ مَحْمُودُ بْنُ عُمَرَ الزَّمَخْشَرِيُّ (ت: 538هـ): (سورة التوبة). [الكشاف:3/5]

- قالَ عبدُ اللهِ بنُ يوسُفَ الزَّيلعيُّ (ت: 762هـ): (سورة التّوبة). [الإسعاف:2/47]

قالَ مَحْمُودُ بْنُ عُمَرَ الزَّمَخْشَرِيُّ (ت: 538هـ): (لها عدة أسماء: براءة، التوبة، المقشقشة، المبعثرة، المشردة، المخزية، الفاضحة، المثيرة، الحافرة، المنكلة، المدمدمة، سورة العذاب [...] وعن حذيفة رضي الله عنه: إنكم تسمونها سورة التوبة، وإنما هي سورة العذاب، والله ما تركت أحداً إلا نالت منه). [الكشاف:3/5](م)

قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت: 546هـ): (تفسير سورة التوبة). [المحرر الوجيز:10/251]

قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت: 546هـ): (وتسمى سورة التوبة، قاله حذيفة وغيره). [المحرر الوجيز:10/251](م)

قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت: 546هـ): (انتهى بعون الله تعالى وتوفيقه تفسير سورة التوبة). [المحرر الوجيز:11/443]

قالَ أبو الفَرَجِ عبدُ الرَّحمنِ بنُ عَلِيٍّ ابنُ الجَوْزِيِّ (ت: 597هـ): (سورة التوبة). [فنون الأفنان:278-327]

قَالَ أبو الفَرَجِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَلِيٍّ ابْنُ الجَوْزِيِّ (ت: 597هـ): (سورة التوبة). [زاد المسير:3/388]

قَالَ أبو الفَرَجِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَلِيٍّ ابْنُ الجَوْزِيِّ (ت: 597هـ): (فصل: ولها تسعة أسماء: أحدها: سورة التوبة، والثاني: براءة، وهذان مشهوران بين الناس...). [زاد المسير:3/389](م)

قَالَ أبو الفَرَجِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَلِيٍّ ابْنُ الجَوْزِيِّ (ت: 597هـ): (سورة التّوبة). [نواسخ القرآن: 357]

قالَ أبو الفَرَجِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَلِيٍّ ابْنِ الْجَوْزِيِّ (ت: 597هـ): (سورة التوبة). [المصَفَّى بأكُفِّ أهلِ الرسوخ: 38]

قالَ عَلَمُ الدِّينِ عليُّ بنُ محمَّدٍ السَّخَاوِيُّ (ت: 643هـ): (وتسمى (براءة) سورة العذاب.قال حذيفة رحمه الله: (إنكم تسمونها سورة  التوبة، وإنما هي سورة العذاب، والله ما تركت أحدا إلا نالت منه) ). [جمال القراء:1/36](م)

قالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ البَيْضَاوِيُّ (ت: 691هـ): (سورة التوبة). [أنوار التنزيل:3/70]

قالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ البَيْضَاوِيُّ (ت: 691هـ): (وهي آخر ما نزل ولها أسماء أخرى (التوبة) و(المقشقشة) و(البحوث) و(المبعثرة) و(المنقرة) و(المثيرة) و(الحافرة) و(المخزية) و(الفاضحة) و(المنكلة) و(المشردة) و(المدمدمة) و(سورة العذاب)). [أنوار التنزيل:3/70](م)

قالَ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بْنِ جُزَيءٍ الكَلْبِيُّ (ت: 741هـ): (سورة التوبة). [التسهيل:1/331]

قالَ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بْنِ جُزَيءٍ الكَلْبِيُّ (ت: 741هـ): (وتسمى سورة التوبة، وتسمى أيضا الفاضحة: لأنها كشفت أسرار المنافقين). [التسهيل:1/331]

قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774هـ): (تفسير سورة التّوبة). [تفسير القرآن العظيم:4/101]

قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (سورة التوبة). [المطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية: 14/681]

قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ): (وله ثلاثة عشر اسما؛ اثنان مشهوران (براءة)، و(التّوبة) و(سورة العذاب) و(والمقشقشة) لأنّها تقشقش عن النّفاق أي: تبرئ، وقيل: من تقشقش المريض إذا برأ (والبحوث) لأنّه تبحث عن سرائر المنافقين و(الفاضحة) لأنّها فضحت المنافقين ، و(المبعثرة) لأنّه بعثرت أخبار النّاس وكشفت عن سرائرهم و(المثيرة) لأنّها أثارت مخازي المنافقين و(الحافرة) لأنّها حفرت عن قلوبهم ، و(المشردة) لأنّها تشرد بالمنافقين و(المخزية) لأنّها تخزي المنافقين و(المنكلة) لأنّها تتكلّم و(المدمدمة) لأنّها تدمدم عليهم). [عمدة القاري:18/344](م)

قالَ جَلالُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911هـ): (سورة التوبة). [الدر المنثور: 7/222]

قالَ جَلالُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911هـ): (سورة التوبة). [الإكليل:116]

قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911هـ): (سورة التوبة). [لباب النقول: 123]

قالَ جَلالُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911هـ): (وأخرج ابن أبي شيبة والطبراني في الأوسط وأبو الشيخ والحاكم، وَابن مردويه عن حذيفة رضي الله عنه قال: التي تسمون سورة التوبة هي سورة العذاب، والله ما تركت أحدا إلا نالت منه ولا تقرأون منها مما كنا نقرأ إلا ربعها.). [الدر المنثور:7/224-225](م)

قالَ جَلالُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911هـ): (وأخرج أبو عبيد، وَابن المنذر وأبو الشيخ، وَابن مردويه عن حذيفة رضي الله عنه في: براءة يسمونها سورة التوبة وهي سورة العذاب.). [الدر المنثور: 7/225](م)

قالَ جَلالُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911هـ): (وأخرج أبو عبيد، وَابن المنذر وأبو الشيخ، وَابن مردويه عن سعيد بن جبير رضي الله عنه قال: قلت لابن عباس رضي الله عنهما: سورة التوبة، قال: التوبة بل هي الفاضحة، ما زالت تنزل ومنهم حتى ظننا أن لن يبقى منا أحد إلا ذكر فيها). [الدر المنثور: 7/225](م)

قالَ جَلالُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911هـ): (وأخرج أبو عوانة، وَابن المنذر وأبو الشيخ، وَابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما، أن عمر رضي الله عنه قيل له: (سورة التوبة، قال: هي إلى العذاب أقرب ما أقلعت عن الناس حتى ما كادت تدع منهم أحدا)). [الدر المنثور:7/225](م)

قالَ جَلالُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911هـ): (وأخرج أبو الشيخ، وَابن مردويه عن زيد بن أسلم رضي الله عنه، أن: (رجلا قال لعبد الله: سورة التوبة فقال ابن عمر رضي الله عنه: وأيتهن سورة التوبة؟ فقال: براءة، فقال ابن عمر: وهل فعل بالناس الأفاعيل إلا هي، ما كنا ندعوه إلا المقشقشة)). [الدر المنثور: 7/225](م)

قالَ جَلالُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911هـ): (وأخرج أبو الشيخ عن حذيفة رضي الله عنه قال: (ما تقرأون ثلثها يعني سورة التوبة)). [الدر المنثور: 7/226](م)

قالَ جَلالُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911هـ): (وأخرج ابن مردويه عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: (يسمونها سورة التوبة وإنها لسورة عذاب يعني براءة)). [الدر المنثور:7/226](م)

قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ):(وله أسماء أخر تزيد على العشرة منها: التوبة والفاضحة والمقشقشة).[إرشاد الساري:7/138](م)

قالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الشَّوْكَانِيُّ (ت: 1250هـ): (ولها أسماءٌ: منها: سورة التّوبة...). [فتح القدير:2/475](م)

قالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الشَّوْكَانِيُّ (ت: 1250هـ): (وأخرج أبو عبيدٍ وابن المنذر وأبو الشّيخ وابن مردويه عن حذيفة قال: يسمّون هذه السّورة: سورة التّوبة، وهي سورة العذاب.

وأخرج هؤلاء : عن ابن عبّاسٍ قال : في هذه السّورة: هي: الفاضحة ما زالت تنزل: ومنهم، حتّى ظننّا أنّه لا يبقى منّا أحدٌ إلّا ذكر فيها.

وأخرج أبو الشّيخ عن عمر نحوه). [فتح القدير:2/476](م)

قالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الشَّوْكَانِيُّ (ت: 1250هـ): (وأخرج أبو الشّيخ وابن مردويه عن زيد بن أسلم أنّ رجلًا قال لعبد اللّه بن عمر: (سورة التّوبة، فقال ابن عمر: وأيتهنّ سورة التوبة قال: براءة، فقال: وهل فعل بالنّاس الأفاعيل إلّا هي؟ ما كنّا ندعوها إلّا المقشقشة)). [فتح القدير:2/476](م)

قالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الشَّوْكَانِيُّ (ت: 1250هـ): (وأخرج ابن مردويه عن ابن مسعودٍ قال: يسمّونها سورة التّوبة، وإنّها لسورة عذابٍ). [فتح القدير:2/476](م)

قَالَ رِضْوانُ بنُ مُحَمَّدٍ المُخَلِّلاتِيُّ (ت: 1311هـ): (سورة التوبة(1)). [القول الوجيز: 199]

- قَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ عَلِيّ مُوسَى (ت: 1429هـ): ((1) ذكر صاحب لوامع البدر مخطوط ورقة 160 حوالي عشرة أسماء لهذه السورة من بينها: التوبة، العذاب، والفاضحة الخ). [التعليق على القول الوجيز: 199]

قالَ مُحَمَّد الطَّاهِرُ بْنُ عَاشُورٍ (ت: 1393هـ): (سورة التّوبة). [التحرير والتنوير:10/95]

قالَ مُحَمَّد الطَّاهِرُ بْنُ عَاشُورٍ (ت: 1393هـ): (سمّيت هذه السّورة، في أكثر المصاحف، وفي كلام السّلف: سورة براءةٌ [...] وتسمّى «سورة التّوبة» في كلام بعض السّلف في مصاحف كثيرةٍ، فعن ابن عبّاسٍ «سورة التّوبة هي الفاضحة»، وترجم لها التّرمذيّ في «جامعه» باسم التّوبة. ووجه التّسمية: أنّها وردت فيها توبة اللّه تعالى عن الثّلاثة الّذين تخلّفوا عن غزوة تبوك، وهو حدثٌ عظيمٌ.

ووقع هذان الاسمان معًا في حديث زيد بن ثابتٍ، في «صحيح البخاريّ»، في باب جمع القرآن، قال زيدٌ: «فتتبّعت القرآن حتّى وجدت آخر سورة التّوبة مع أبي خزيمة الأنصاريّ: {لقد جاءكم رسولٌ من أنفسكم}، حتّى خاتمة سورة البراءة [128].

وهذان الاسمان هما الموجودان في المصاحف الّتي رأيناها). [التحرير والتنوير: 10/95](م)

قال عبيدُ بنُ عبدِ اللهِ بنِ سُلَيمانَ الجابريُّ (م): (وتسمى أيضا سورة التوبة...). [إمداد القاري:2/202](م)

قَالَ مُقْبِلُ بنِ هَادِي الوَادِعِيُّ (ت: 1423هـ): (سورة التوبة). [الصحيح المسند في أسباب النزول: 121]



دليل هذا الاسم ( التوبة ):

قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (قال معمر وقوله تعالى {إن الله بكل شيء عليم} {براءة من الله} قال يقال إنها سورة واحدة الأنفال والتوبة فلذلك لم يكتب بينهما بسم الله الرحمن الرحيم قال ابن جريج عن عطاء يقولون إن الأنفال والتوبة سورة واحدة فلذلك لم يكتب بينهم بسم الله الرحمن الرحيم). [تفسير عبد الرزاق: 1/263] (م)

قالَ سعيدُ بنُ منصورٍ الخراسانيُّ (ت: 227هـ): (حدّثنا سعيدٌ، قال: نا هشيم، عن أبي بشر، عن سعيد بن جبيرٍ، قال: قلت لابن عبّاسٍ: سورة التّوبة، قال: بل هي الفاضحة، ما زالت تنزل: ومنهم، ومنهم، حتّى ظنّوا أن لا يبقى (أحدٌ) منهم إلّا ذكر فيها). [سنن سعيد بن منصور:5/232](م)

قال محمدُ بنُ إسماعيلَ البخاريُّ (ت: 256هـ): (حدّثنا محمّد بن عبد الرّحيم، حدّثنا سعيد بن سليمان، حدّثنا هشيمٌ، أخبرنا أبو بشرٍ، عن سعيد بن جبيرٍ، قال: قلت لابن عبّاسٍ: (سورة التّوبة، قال: «التّوبة هي الفاضحة، ما زالت تنزل، ومنهم ومنهم، حتّى ظنّوا أنّها لن تبقي أحدًا منهم إلّا ذكر فيها»، قال: قلت: سورة الأنفال، قال: «نزلت في بدرٍ»، قال: قلت: سورة الحشر، قال: «نزلت في بني النّضير»)). [صحيح البخاري:6/147](م)

- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله: حدّثنا محمّد بن عبد الرّحيم تقدّم هذا الحديث مختصرًا بإسناده ومتنه في تفسير سورة الأنفال مقتصرًا على ما يتعلّق بها وتقدّم في المغازي قوله "سورة التّوبة" قال: التّوبة هو استفهام إنكارٍ بدليل قوله "هي الفاضحة" ووقع في رواية الإسماعيليّ من وجهٍ آخر عن هشيمٍ: سورة التّوبة قال: بل سورة الفاضحة. قوله "ما زالت تنزل ومنهم ومنهم" أي كقوله {ومنهم من عاهد الله}، {ومنهم من يلمزك في الصّدقات}، {ومنهم الّذين يؤذون النّبي}. قوله "لم تبق" في رواية الكشميهنيّ "لن تبقي"، وهي أوجه؛ لأنّ الرّواية الأولى تقتضي استيعابهم بما ذكر من الآيات بخلاف الثّانية فهي أبلغ وفي رواية الإسماعيليّ أنّه لا يبقى). [فتح الباري:8/629]

قَالَ مُسْلِمُ بْنُ الْحَجَّاجِ بنِ مسلمٍ الْقُشَيْرِيُّ النَّيْسَابُورِيُّ (ت: 261هـ): (باب في سورة براءة والأنفال والحشر

حدثني عبد الله بن مطيع حدثنا هشيم عن أبي بشر عن سعيد بن جبير قال: (قلت لابن عباس: سورة التوبة؟ قال: آلتوبة؟ قال: بل هي الفاضحة ما زالت تنزل ومنهم ومنهم حتى ظنوا أن لا يبقى منا أحد إلا ذكر فيها. قال: قلت: سورة الأنفال؟ قال: تلك سورة بدر. قال: قلت: فالحشر؟ قال: نزلت في بني النضير)). [صحيح مسلم:4/2321-2322](م)

قَالَ عُثْمَانُ بنُ سَعِيدٍ الدَّانِيُّ (ت: 444هـ): (أخبرن خلف بن إبراهيم قال: أنا أحمد بن محمد قال: أنا علي بن عبد العزيز قال: أنا القاسم بن سلام قال: أنا هشيم عن أبي بشر عن سعيد بن جبير قال: (قلت لابن عباس سورة التوبة، فقال: تلك الفاضحة؛ ما زالت تنزل ومنهم ومنهم حتى خشينا أن لا تدع أحدا) ). [البيان: 160]

قَالَ عُثْمَانُ بنُ سَعِيدٍ الدَّانِيُّ (ت: 444هـ): (أخبرنا فارس بن أحمد قال: أنا أحمد بن محمد قال: أنا أحمد بن عثمان قال: أنا الفضل بن شاذان أنا نوح بن أنس أنا جرير عن الأعمش عن عمرو بن مرة عن عبد الله بن سلمة عن حذيفة قال: (إنكم تسمون هذه السورة سورة التوبة وإنها سورة العذاب، والله ما تركت أحداً إلا نالت منه). أهل المدينة يسمونها التوبة وأهل مكة الفاضحة). [البيان: 160]

قالَ الحُسَيْنُ بنُ مَسْعُودٍ البَغَوِيُّ (ت: 516هـ): (قال سعيد بن جبيرٍ: قلت لابن عبّاسٍ: سورة التّوبة؟ قال: هي الفاضحة ما زالت تنزل: "ومنهم.."، "ومنهم.." حتّى ظنّوا أنّها لم تبق أحدًا منهم إلّا ذكر فيها، قال: قلت سورة الأنفال؟ قال: تلك سورة بدرٍ، قال: قلت: سورة الحشر؟ قال: قل سورة بني النّضير). [معالم التنزيل: 4/7](م)

قالَ مَحْمُودُ بْنُ عُمَرَ الزَّمَخْشَرِيُّ (ت: 538هـ): (له عدة أسماء: براءة، التوبة، المقشقشة، المبعثرة، المشردة، المخزية، الفاضحة، المثيرة، الحافرة، المنكلة، المدمدمة، سورة العذاب [...]

وعن حذيفة رضي الله عنه: إنكم تسمونها سورة التوبة، وإنما هي سورة العذاب، والله ما تركت أحداً إلا نالت منه). [الكشاف:3/5](م)

قالَ عَلَمُ الدِّينِ عليُّ بنُ محمَّدٍ السَّخَاوِيُّ (ت: 643هـ): (وتسمى (براءة) سورة العذاب.

قال حذيفة رحمه الله: (إنكم تسمونها سورة التوبة، وإنما هي سورة العذاب، والله ما تركت أحدا إلا نالت منه) ). [جمال القراء:1/36](م)

قالَ جَلالُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911هـ): (وأخرج ابن أبي شيبة والطبراني في الأوسط وأبو الشيخ والحاكم، وَابن مردويه عن حذيفة رضي الله عنه قال: التي تسمون سورة التوبة هي سورة العذاب، والله ما تركت أحدا إلا نالت منه ولا تقرأون منها مما كنا نقرأ إلا ربعها.). [الدر المنثور:7/224-225](م)

قالَ جَلالُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911هـ): (وأخرج أبو عبيد، وَابن المنذر وأبو الشيخ، وَابن مردويه عن حذيفة رضي الله عنه في: براءة يسمونها سورة التوبة وهي سورة العذاب.). [الدر المنثور: 7/225](م)

قالَ جَلالُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911هـ): (وأخرج أبو عبيد، وَابن المنذر وأبو الشيخ، وَابن مردويه عن سعيد بن جبير رضي الله عنه قال: قلت لابن عباس رضي الله عنهما: سورة التوبة، قال: التوبة بل هي الفاضحة، ما زالت تنزل ومنهم حتى ظننا أن لن يبقى منا أحد إلا ذكر فيها). [الدر المنثور: 7/225](م)

قالَ جَلالُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911هـ): (وأخرج أبو عوانة، وَابن المنذر وأبو الشيخ، وَابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما، أن عمر رضي الله عنه قيل له: (سورة التوبة، قال: هي إلى العذاب أقرب ما أقلعت عن الناس حتى ما كادت تدع منهم أحدا)). [الدر المنثور:7/225](م)

قالَ جَلالُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911هـ): (وأخرج أبو الشيخ، وَابن مردويه عن زيد بن أسلم رضي الله عنه، أن: (رجلا قال لعبد الله: سورة التوبة فقال ابن عمر رضي الله عنه: وأيتهن سورة التوبة؟ فقال: براءة، فقال ابن عمر: وهل فعل بالناس الأفاعيل إلا هي، ما كنا ندعوها إل المقشقشة)). [الدر المنثور: 7/225](م)

قالَ جَلالُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911هـ): (وأخرج أبو الشيخ عن حذيفة رضي الله عنه قال: (ما تقرأون ثلثها يعني سورة التوبة)). [الدر المنثور: 7/226](م)

قالَ جَلالُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911هـ): (وأخرج ابن مردويه عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: (يسمونها سورة التوبة وإنها لسورة عذاب يعني براءة)). [الدر المنثور:7/226](م)

قالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الشَّوْكَانِيُّ (ت: 1250هـ): (وأخرج أبو عبيدٍ وابن المنذر وأبو الشّيخ وابن مردويه عن حذيفة قال: يسمّون هذه السّورة: سورة التّوبة، وهي سورة العذاب.

وأخرج هؤلاء عن ابن عبّاسٍ قال في هذه السّورة: هي: الفاضحة ما زالت تنزل: ومنهم، حتّى ظننّا أنّه لا يبقى منّا أحدٌ إلّا ذكر فيها.

وأخرج أبو الشّيخ عن عمر نحوه). [فتح القدير:2/476](م)

قالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الشَّوْكَانِيُّ (ت: 1250هـ): (وأخرج أبو الشّيخ وابن مردويه عن زيد بن أسلم أنّ رجلًا قال لعبد اللّه بن عمر: (سورة التّوبة، فقال ابن عمر: وأيتهنّ سورة التوبة قال: براءة، فقال: وهل فعل بالنّاس الأفاعيل إلّا هي؟ ما كنّا ندعوها إلّا المقشقشة)). [فتح القدير:2/476](م)

قالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الشَّوْكَانِيُّ (ت: 1250هـ): (وأخرج ابن مردويه عن ابن مسعودٍ قال: يسمّونها سورة التّوبة، وإنّها لسورة عذابٍ). [فتح القدير:2/476](م)

قالَ مُحَمَّد الطَّاهِرُ بْنُ عَاشُورٍ (ت: 1393هـ): (سمّيت هذه السّورة، في أكثر المصاحف، وفي كلام السّلف: سورة براءةٌ [...] وتسمّى «سورة التّوبة» في كلام بعض السّلف في مصاحف كثيرةٍ، فعن ابن عبّاسٍ «سورة التّوبة هي الفاضحة»، وترجم لها التّرمذيّ في «جامعه» باسم التّوبة. ووجه التّسمية: أنّه وردت فيها توبة اللّه تعالى عن الثّلاثة الّذين تخلّفوا عن غزوة تبوك، وهو حدثٌ عظيمٌ.

ووقع هذان الاسمان معًا في حديث زيد بن ثابتٍ، في «صحيح البخاريّ»، في باب جمع القرآن، قال زيدٌ: «فتتبّعت القرآن حتّى وجدت آخر سورة التّوبة مع أبي خزيمة الأنصاريّ: {لقد جاءكم رسولٌ من أنفسكم}، حتّى خاتمة سورة البراءة [128].



سبب التسمية :

قالَ مَحْمُودُ بْنُ عُمَرَ الزَّمَخْشَرِيُّ (ت: 538هـ): (لها عدة أسماء: براءة، التوبة، المقشقشة، المبعثرة، المشردة، المخزية، الفاضحة، المثيرة، الحافرة، المنكلة، المدمدمة، سورة العذاب، لأنّ فيها التوبة على المؤمنين، وهي تقشقش من النفاق أي تبرئ منه، وتبعثر عن أسرار المنافقين تبحث عنها وتثيره وتحفر عنها وتفضحهم وتنكلهم وتشرد بهم وتخزيهم وتدمدم عليهم). [الكشاف:3/5](م)

قالَ عَلَمُ الدِّينِ عليُّ بنُ محمَّدٍ السَّخَاوِيُّ (ت: 643هـ): (وسورة التوبة لقوله عز وجل: {لقد تاب الله على النبي}.. إلى قصة كعب بن مالك ومرارة بن الربيع وهلال بن أمية) [جمال القراء:1/36](م)

قالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ البَيْضَاوِيُّ (ت: 691هـ): (ولها أسماء أخرى (التوبة) و(المقشقشة) و(البحوث) و(المبعثرة) و(المنقرة) و(المثيرة) و(الحافرة) و(المخزية) و(الفاضحة) و(المنكلة) و(المشردة) و(المدمدمة) و(سورة العذاب)

لما فيها من التوبة للمؤمنين والقشقشة من النفاق وهي التبري منه والبحث عن حال المنافقين وإثارتها والحفر عنهم وما يخزيهم وفضحهم وينكلهم ويشردهم ويدمدم عليهم). [أنوار التنزيل:3/70](م)

قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ): (ولها أسماء أخر تزيد على العشرة منها: التوبة والفاضحة والمقشقشة لأنها تدعو إلى التوبة وتفضح المنافقين وتقشقشهم أي تبرئ منهم). [إرشاد الساري:7/138](م)

قالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الشَّوْكَانِيُّ (ت: 1250هـ): (سورة التّوبة لأنّ فيها التّوبة على المؤمنين). [فتح القدير:2/475](م)

قالَ مُحَمَّد الطَّاهِرُ بْنُ عَاشُورٍ (ت: 1393هـ): (وترجم له التّرمذيّ في «جامعه» باسم التّوبة. ووجه التّسمية: أنّها وردت فيها توبة اللّه تعالى عن الثّلاثة الّذين تخلّفوا عن غزوة تبوك، وهو حدثٌ عظيمٌ). [التحرير والتنوير:10/95](م)





الاسم الثانى : سورة بــراءة

قال محمد بن مسلم بن عبد الله بن شِهَاب الزهري (ت: 124هـ): (سورة براءة). [الناسخ والمنسوخ للزهري: 28][لا تصح نسبة الكتاب للزهري]

قال محمدُ بنُ إسماعيلَ البخاريُّ (ت: 256هـ): (سورة براءة). [صحيح البخاري:6/63]

- قال محمدُ بنُ يوسف بنِ عليٍّ الكَرْمانيُّ (ت: 786هـ): (سورة براءة). [شرح الكرماني:17/127]

- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): ( (قوله: سورة براءة هي سورة التّوبة)

وهي أشهر أسمائها ولها أسماءٌ أخرى تزيد على العشرة). [فتح الباري:8/314]

- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (واختلف في ترك البسملة أوّلها فقيل لأنّها نزلت بالسّيف والبسملة أمانٌ، وقيل لأنّهم لمّا جمعوا القرآن شكّوا هل هي والأنفال واحدة أو اثنتان؟ ففصلوا بينهم بسطرٍ لا كتابة فيه، ولم يكتبوا فيه البسملة. روى ذلك ابن عبّاسٍ عن عثمان وهو المعتمد وأخرجه أحمد والحاكم وبعض أصحاب السّنن). [فتح الباري:8/314] >> ينقل ؟؟

- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (من تفسير براءة). [تغليق التعليق:4/217]

- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ): (سورة براءة أي: هذه سورة براءة يعني: في بيان بعض تفسيرها، وسيأتي معنى براءة، عن قريب إن شاء الله تعالى). [عمدة القاري:18/344]

- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ): (ولها ثلاثة عشر اسما؛ اثنان مشهوران (براءة)، و(التّوبة) و(سورة العذاب) و(والمقشقشة) لأنّها تقشقش عن النّفاق أي: تبرئ، وقيل: من تقشقش المريض إذا بر (والبحوث) لأنّها تبحث عن سرائر المنافقين و(الفاضحة) لأنّها فضحت المنافقين و(المبعثرة) لأنّها بعثرت أخبار النّاس وكشفت عن سرائرهم و(المثيرة) لأنّها أثارت مخازي المنافقين و(الحافرة) لأنّها حفرت عن قلوبهم و(المشردة) لأنّها تشرد بالمنافقين و(المخزية) لأنّها تخزي المنافقين و(المنكلة) لأنّها تتكلّم و(المدمدمة) لأنّها تدمدم عليهم). [عمدة القاري:18/344]

- قالَ جلالُ الدينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أبي بكرِ السيوطيُّ (ت: 911هـ): (تفسير سورة براءة). [التوشيح:7/2859]

- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ): (سورة براءة). [إرشاد الساري:7/138]

- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ): (ولها أسماء أخر تزيد على العشرة منها: التوبة والفاضحة والمقشقشة لأنها تدعو إلى التوبة وتفضح المنافقين وتقشقشهم أي تبرئ منهم). [إرشاد الساري:7/138]

- قال محمدُ بنُ عبدِ الهادي السِّنْديُّ (ت: 1136هـ): (سورة براءة). [حاشية السندي على البخاري:3/92]

قال أبو حذيفة موسى بن مسعود النهدي (ت:220هـ): (ومن سورة براءة). [تفسير الثوري: 123]

قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): (سورة براءة [التوبة]*). [غريب القرآن وتفسيره:161]

قَالَ مُسْلِمُ بْنُ الْحَجَّاجِ بنِ مسلمٍ الْقُشَيْرِيُّ النَّيْسَابُورِيُّ (ت: 261هـ): (باب في سورة براءة والأنفال والحشر

حدثني عبد الله بن مطيع حدثنا هشيم عن أبي بشر عن سعيد بن جبير قال: قلت لابن عباس: سورة التوبة؟ قال: آلتوبة؟ قال: بل هي الفاضحة ما زالت تنزل ومنهم ومنهم حتى ظنوا أن لا يبقى منا أحد إلا ذكر فيها. قال: قلت: سورة الأنفال؟ قال: تلك سورة بدر. قال: قلت: فالحشر؟ قال: نزلت في بني النضير). [صحيح مسلم:4/2321-2322](م)

قالَ أَحْمَدُ بْنُ شُعَيْبٍ النَّسَائِيُّ (ت: 303هـ): (أخبرن محمّد بن بشّارٍ، أخبرنا محمّدٌ، حدّثنا شعبة، عن أبي إسحاق، قال: سمعت البراء، يقول: «آخر آيةٍ نزلت آية الكلالة، وآخر سورةٍ نزلت براءةٌ»). [السنن الكبرى للنسائي: 10/111]

قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (سورة براءة). [معاني القرآن:2/427]

قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (تمت سورة براءة والحمد لله). [معاني القرآن:3/272]

قالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النَّحَّاسُ (ت: 338هـ): (سورة براءة). [الناسخ والمنسوخ للنحاس: 2/396]

قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت: 345هـ): (ومن سورة براءة). [ياقوتة الصراط:241]

قالَ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الوَاحِدِيُّ (ت: 468هـ): (تفسير سورة براءة). [البسيط:10/277]

قالَ مَحْمُودُ بْنُ عُمَرَ الزَّمَخْشَرِيُّ (ت: 538هـ): (لها عدة أسماء: براءة، التوبة، المقشقشة، المبعثرة، المشردة، المخزية، الفاضحة، المثيرة، الحافرة، المنكلة، المدمدمة، سورة العذاب). [الكشاف:3/5](م)

قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت: 546هـ): (وقال أبو مالك الغفاري: أول آية نزلت من براءة {انفروا خفافاً وثقالًا}). [المحرر الوجيز:10/251]

قَالَ القَاسِمُ بنُ فِيرُّه بنِ خَلَفٍ الشَّاطِبِيُّ (ت: 590هـ): (سورة براءة). [ناظمة الزهر: 99]

- قَالَ عَبْدُ الفَتَّاحِ بنُ عَبْدِ الغَنِيِّ القَاضِي (ت: 1403هـ): («سورة براءة»). [معالم اليسر:99]

قَالَ أبو الفَرَجِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَلِيٍّ ابْنُ الجَوْزِيِّ (ت: 597هـ): (فصل: ولها تسعة أسماء: أحدها: سورة التوبة، والثاني: براءة، وهذان مشهوران بين الناس...). [زاد المسير:3/389](م)

قال أبو السعادات المبارك بن محمد بن محمد ابن الأثير الجزري (ت: 606هـ) : (سورة براءة). [جامع الأصول: 2/150]

قالَ عَلَمُ الدِّينِ عليُّ بنُ محمَّدٍ السَّخَاوِيُّ (ت: 643هـ): (وتسمى (براءة) سورة العذاب). [جمال القراء:1/36](م)

قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774هـ): (آخر سورة براءةٌ، والحمد للّه وحده). [تفسير القرآن العظيم:4/244]

قال عليُّ بنُ أبي بكرٍ بن سُليمَان الهَيْثَميُّ (ت: 807هـ) : (سورة براءةٌ). [مجمع الزوائد: 7/28]

قال عليُّ بنُ أبي بكرٍ بن سُليمَان الهَيْثَميُّ (ت: 807هـ) : (سورة براءة). [موارد الظمآن إلى زوائد ابن حبان: 1/431]

قال عليُّ بنُ أبي بكرٍ بن سُليمَان الهَيْثَميُّ (ت: 807هـ) : (سورة براءة). [كشف الأستار عن زوائد البزار: 3/51]

قال أحمد بن أبي بكر بن إسماعيل البوصيري (ت: 840هـ) : (سورة براءة). [إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة: 6/215]

قالَ أَحْمَدُ بنُ علِيٍّ ابنُ حَجَرٍ العَسْقَلانِيُّ (ت: 852هـ): (سورة براءة). [الكافي الشاف:71](م)

قالَ أَحْمَدُ بنُ علِيٍّ ابنُ حَجَرٍ العَسْقَلانِيُّ (ت: 852هـ): (سورة براءة). [الكافي الشاف:71]

قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ): (ولها ثلاثة عشر اسما؛ اثنان مشهوران (براءة)، و(التّوبة) و(سورة العذاب) و(والمقشقشة) لأنّها تقشقش عن النّفاق أي: تبرئ، وقيل: من تقشقش المريض إذا برأ (والبحوث) لأنّه تبحث عن سرائر المنافقين و(الفاضحة) لأنّها فضحت المنافقين، و(المبعثرة) لأنّه بعثرت أخبار النّاس وكشفت عن سرائرهم و(المثيرة) لأنّها أثارت مخازي المنافقين و(الحافرة) لأنّها حفرت عن قلوبهم و(المشردة) لأنّها تشرد بالمنافقين و(المخزية) لأنّها تخزي المنافقين و(المنكلة) لأنّها تتكلّم و(المدمدمة) لأنّها تدمدم عليهم). [عمدة القاري:18/344](م)

قالَ جَلالُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911هـ): (وأخرج النحاس في ناسخه عن عثمان رضي الله عنه قال: كانت الأنفال وبراءة يدعيان في زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم القرينتين فلذلك جعلتهما في السبع الطوال). [الدر المنثور: 7/223-224](م)

قالَ جَلالُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911هـ): (وأخرج أبو عبيد وسعيد بن منصور وأبو الشيخ والبيهقي في الشعب عن أبي عطية الهمداني قال: كتب عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه: (تعلموا سورة براءة وعلموا نساءكم سورة النور)). [الدر المنثور: 7/224](م)

قالَ جَلالُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911هـ): (وأخرج أبو عبيد، وَابن المنذر وأبو الشيخ، وَابن مردويه عن حذيفة رضي الله عنه في: براءة يسمونها سورة التوبة وهي سورة العذاب). [الدر المنثور: 7/225](م)

قالَ جَلالُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911هـ): (وأخرج أبو الشيخ عن عكرمة رضي الله عنه قال: (قال عمر رضي الله عنه: ما فرغ من تنزيل براءة حتى ظننا أنه لم يبق منا أحد إلا سينزل فيه وكانت تسمى الفاضحة)). [الدر المنثور:7/225](م)

قالَ جَلالُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911هـ): (وأخرج أبو الشيخ، وَابن مردويه عن زيد بن أسلم رضي الله عنه، أن: (رجلا قال لعبد الله: سورة التوبة فقال ابن عمر رضي الله عنه: وأيتهن سورة التوبة؟ فقال: براءة، فقال ابن عمر: وهل فعل بالناس الأفاعيل إلا هي، ما كنا ندعوها إل المقشقشة)). [الدر المنثور: 7/225](م)

قالَ جَلالُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911هـ): (وأخرج أبو الشيخ عن عبد الله بن عبيد بن عمير رضي الله عنه قال: (كانت براءة تسمى المنقرة نقرت عما في قلوب المشركين)). [الدر المنثور:7/226](م)

قالَ جَلالُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911هـ): (وأخرج ابن مردويه عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: (يسمونها سورة التوبة وإنها لسورة عذاب يعني براءة)). [الدر المنثور:7/226](م)

قالَ جَلالُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911هـ): (وأخرج ابن المنذر عن محمد بن إسحاق رضي الله عنه قال: (كانت براءة تسمى في زمان النَّبِيّ المعبرة لما كشفت من سرائر الناس)). [الدر المنثور:7/226](م)

قالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الشَّوْكَانِيُّ (ت: 1250هـ): (تفسير سورة براءة). [فتح القدير:2/475]

قالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الشَّوْكَانِيُّ (ت: 1250هـ): (وأخرج أبو الشّيخ وابن مردويه عن زيد بن أسلم أنّ رجلًا قال لعبد اللّه بن عمر: (سورة التّوبة، فقال ابن عمر: وأيتهنّ سورة التوبة قال: براءة، فقال: وهل فعل بالنّاس الأفاعيل إلّا هي؟ ما كنّا ندعوها إلّا المقشقشة)). [فتح القدير:2/476](م)

قالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الشَّوْكَانِيُّ (ت: 1250هـ): (وأخرج ابن المنذر عن ابن إسحاق قال: (كانت براءةٌ تسمّى في زمن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم وبعده المبعثرة لما كشفت من سرائر النّاس).

وأخرج أبو الشّيخ عن عبيد اللّه بن عبيد بن عميرٍ قال: (كانت براءةٌ تسمّى المنقّرة، نقرت عمّا في قلوب المشركين)). [فتح القدير:2/476](م)

قالَ مُحَمَّد الطَّاهِرُ بْنُ عَاشُورٍ (ت: 1393هـ): (سمّيت هذه السّورة، في أكثر المصاحف، وفي كلام السّلف: سورة براءةٌ، ففي الصّحيح عن أبي هريرة، في قصّة حجّ أبي بكرٍ بالنّاس، قال أبو هريرة: «فأذّن معنا عليّ بن أبي طالبٍ في أهل منى ببراءة». وفي «صحيح البخاريّ»، وعن زيد بن ثابتٍ قال: «آخر سورةٍ نزلت سورة براءةٌ»، وبذلك ترجمها البخاريّ في كتاب التّفسير من «صحيحه».

وهي تسميةٌ لها بأوّل كلمةٍ منها.

وتسمّى «سورة التّوبة» في كلام بعض السّلف في مصاحف كثيرةٍ [...] ووقع هذان الاسمان معًا في حديث زيد بن ثابتٍ، في «صحيح البخاريّ»، في باب جمع القرآن، قال زيدٌ: «فتتبّعت القرآن حتّى وجدت آخر سورة التّوبة مع أبي خزيمة الأنصاريّ: {لقد جاءكم رسولٌ من أنفسكم}، حتّى خاتمة سورة البراءة [128].

وهذان الاسمان هما الموجودان في المصاحف الّتي رأيناها). [التحرير والتنوير: 10/95](م)



دليل هذا الاسم :

قال أبو بكرٍ عبدُ الله بنُ محمدٍ ابنُ أبي شيبةَ العبسيُّ (ت: 235هـ): (حدّثنا ابن مهديٍّ وقبيصة، عن سفيان، عن عاصمٍ، عن زرٍّ، عن حذيفة، قال: يقولون سورة التّوبة وهي سورة العذاب يعني براءة). [مصنف ابن أبي شيبة: 10/554]

قَالَ مُسْلِمُ بْنُ الْحَجَّاجِ بنِ مسلمٍ الْقُشَيْرِيُّ النَّيْسَابُورِيُّ (ت: 261هـ): (باب في سورة براءة والأنفال والحشر

حدثني عبد الله بن مطيع حدثنا هشيم عن أبي بشر عن سعيد بن جبير قال: قلت لابن عباس: سورة التوبة؟ قال: آلتوبة؟ قال: بل هي الفاضحة ما زالت تنزل ومنهم ومنهم حتى ظنوا أن لا يبقى منا أحد إلا ذكر فيها. قال: قلت: سورة الأنفال؟ قال: تلك سورة بدر. قال: قلت: فالحشر؟ قال: نزلت في بني النضير). [صحيح مسلم:4/2321-2322](م)

قالَ أَحْمَدُ بْنُ شُعَيْبٍ النَّسَائِيُّ (ت: 303هـ): (أخبرن محمّد بن بشّارٍ، أخبرنا محمّدٌ، حدّثنا شعبة، عن أبي إسحاق، قال: سمعت البراء، يقول: «آخر آيةٍ نزلت آية الكلالة، وآخر سورةٍ نزلت براءةٌ»). [السنن الكبرى للنسائي: 10/111]

قالَ جَلالُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911هـ): (وأخرج النحاس في ناسخه عن عثمان رضي الله عنه قال: كانت الأنفال وبراءة يدعيان في زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم القرينتين فلذلك جعلتهما في السبع الطوال). [الدر المنثور: 7/223-224](م)

قالَ جَلالُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911هـ): (وأخرج أبو عبيد وسعيد بن منصور وأبو الشيخ والبيهقي في الشعب عن أبي عطية الهمداني قال: كتب عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه: (تعلموا سورة براءة وعلموا نساءكم سورة النور)). [الدر المنثور: 7/224](م)

قالَ جَلالُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911هـ): (وأخرج أبو عبيد، وَابن المنذر وأبو الشيخ، وَابن مردويه عن حذيفة رضي الله عنه في: براءة يسمونها سورة التوبة وهي سورة العذاب). [الدر المنثور: 7/225](م)

قالَ جَلالُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911هـ): (وأخرج أبو الشيخ عن عكرمة رضي الله عنه قال: (قال عمر رضي الله عنه: ما فرغ من تنزيل براءة حتى ظننا أنه لم يبق منا أحد إلا سينزل فيه وكانت تسمى الفاضحة)). [الدر المنثور:7/225](م)

قالَ جَلالُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911هـ): (وأخرج أبو الشيخ، وَابن مردويه عن زيد بن أسلم رضي الله عنه، أن: (رجلا قال لعبد الله: سورة التوبة فقال ابن عمر رضي الله عنه: وأيتهن سورة التوبة؟ فقال: براءة، فقال ابن عمر: وهل فعل بالناس الأفاعيل إلا هي، ما كنا ندعوها إل المقشقشة)). [الدر المنثور: 7/225](م)

قالَ جَلالُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911هـ): (وأخرج أبو الشيخ عن عبد الله بن عبيد بن عمير رضي الله عنه قال: (كانت براءة تسمى المنقرة نقرت عما في قلوب المشركين)). [الدر المنثور:7/226](م)

قالَ جَلالُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911هـ): (وأخرج ابن مردويه عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: (يسمونها سورة التوبة وإنها لسورة عذاب يعني براءة)). [الدر المنثور:7/226](م)

قالَ جَلالُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911هـ): (وأخرج ابن المنذر عن محمد بن إسحاق رضي الله عنه قال: (كانت براءة تسمى في زمان النَّبِيّ المعبرة لما كشفت من سرائر الناس)). [الدر المنثور:7/226](م)

قالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الشَّوْكَانِيُّ (ت: 1250هـ): (وأخرج أبو الشّيخ وابن مردويه عن زيد بن أسلم أنّ رجلًا قال لعبد اللّه بن عمر: (سورة التّوبة، فقال ابن عمر: وأيتهنّ سورة التوبة قال: براءة، فقال: وهل فعل بالنّاس الأفاعيل إلّا هي؟ ما كنّا ندعوها إلّا المقشقشة)). [فتح القدير:2/476](م)

قالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الشَّوْكَانِيُّ (ت: 1250هـ): (وأخرج ابن المنذر عن ابن إسحاق قال: (كانت براءةٌ تسمّى في زمن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم وبعده المبعثرة لما كشفت من سرائر النّاس).

وأخرج أبو الشّيخ عن عبيد اللّه بن عبيد بن عميرٍ قال: (كانت براءةٌ تسمّى المنقّرة، نقرت عمّا في قلوب المشركين)). [فتح القدير:2/476](م)

قالَ مُحَمَّد الطَّاهِرُ بْنُ عَاشُورٍ (ت: 1393هـ): (سمّيت هذه السّورة، في أكثر المصاحف، وفي كلام السّلف: سورة براءةٌ، ففي الصّحيح عن أبي هريرة، في قصّة حجّ أبي بكرٍ بالنّاس، قال أبو هريرة: «فأذّن معنا عليّ بن أبي طالبٍ في أهل منى ببراءة». وفي «صحيح البخاريّ»، وعن زيد بن ثابتٍ قال: «آخر سورةٍ نزلت سورة براءةٌ»، وبذلك ترجمها البخاريّ في كتاب التّفسير من «صحيحه».

وهي تسميةٌ لها بأوّل كلمةٍ منها.

وتسمّى «سورة التّوبة» في كلام بعض السّلف في مصاحف كثيرةٍ [...] ووقع هذان الاسمان معًا في حديث زيد بن ثابتٍ، في «صحيح البخاريّ»، في باب جمع القرآن، قال زيدٌ: «فتتبّعت القرآن حتّى وجدت آخر سورة التّوبة مع أبي خزيمة الأنصاريّ: {لقد جاءكم رسولٌ من أنفسكم}، حتّى خاتمة سورة البراءة [128].

وهذان الاسمان هما الموجودان في المصاحف الّتي رأيناها). [التحرير والتنوير: 10/95](م)



سبب التسمية براءة :

قالَ مَحْمُودُ بْنُ عُمَرَ الزَّمَخْشَرِيُّ (ت: 538هـ): (لها عدة أسماء: براءة، التوبة، المقشقشة، المبعثرة، المشردة، المخزية، الفاضحة، المثيرة، الحافرة، المنكلة، المدمدمة، سورة العذاب، لأنّ فيها التوبة على المؤمنين، وهي تقشقش من النفاق أي تبرئ منه، وتبعثر عن أسرار المنافقين تبحث عنها وتثيره وتحفر عنها وتفضحهم وتنكلهم وتشرد بهم وتخزيهم وتدمدم عليهم). [الكشاف:3/5](م)

قالَ جَلالُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911هـ): (وأخرج أبو الشيخ عن عبد الله بن عبيد بن عمير رضي الله عنه قال: كانت براءة تسمى المنقرة نقرت عما في قلوب المشركين). [الدر المنثور:7/226]

قالَ جَلالُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911هـ): (وأخرج ابن المنذر عن محمد بن إسحاق رضي الله عنه قال: كانت براءة تسمى في زمان النَّبِيّ المعبرة لما كشفت من سرائر الناس). [الدر المنثور:7/226]





الاسم الثالث : الفاضحة

قالَ سعيدُ بنُ منصورٍ الخراسانيُّ (ت: 227هـ): (حدّثنا سعيدٌ، قال: نا هشيم، عن أبي بشر، عن سعيد بن جبيرٍ، قال: (قلت لابن عبّاسٍ: سورة التّوبة، قال: بل هي الفاضحة، ما زالت تنزل: ومنهم، ومنهم، حتّى ظنّوا أن لا يبقى (أحدٌ) منهم إلّا ذكر فيها)). [سنن سعيد بن منصور:5/232](م)

قال أبو بكرٍ عبدُ الله بنُ محمدٍ ابنُ أبي شيبةَ العبسيُّ (ت: 235هـ): (حدّثنا ابن عليّة، عن أيّوب، عن عكرمة، قال: ما زالت براءة تنزل حتّى أشفق منها أصحاب محمّدٌ صلى الله عليه وسلم وكانت تسمّى الفاضحة). [مصنف ابن أبي شيبة: 10/554]

قال محمدُ بنُ إسماعيلَ البخاريُّ (ت: 256هـ): (حدّثنا محمّد بن عبد الرّحيم، حدّثنا سعيد بن سليمان، حدّثنا هشيمٌ، أخبرنا أبو بشرٍ، عن سعيد بن جبيرٍ، قال:(قلت لابن عبّاسٍ: سورة التّوبة، قال: «التّوبة هي الفاضحة، ما زالت تنزل، ومنهم ومنهم، حتّى ظنّوا أنّها لن تبقي أحدًا منهم إلّا ذكر فيها»، قال: قلت: سورة الأنفال، قال: «نزلت في بدرٍ»، قال: قلت: سورة الحشر، قال: «نزلت في بني النّضير»)). [صحيح البخاري:6/147](م)

- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله حدّثنا محمّد بن عبد الرّحيم تقدّم هذا الحديث مختصرًا بإسناده ومتنه في تفسير سورة الأنفال مقتصرًا على ما يتعلّق بها وتقدّم في المغازي قوله "سورة التّوبة" قال: التّوبة هو استفهام إنكارٍ بدليل قوله "هي الفاضحة" ووقع في رواية الإسماعيليّ من وجهٍ آخر عن هشيمٍ: سورة التّوبة قال: بل سورة الفاضحة. قوله "ما زالت تنزل ومنهم ومنهم" أي كقوله {ومنهم من عاهد الله}، {ومنهم من يلمزك في الصّدقات}، {ومنهم الّذين يؤذون النّبي}. قوله "لم تبق" في رواية الكشميهنيّ "لن تبقي" وهي أوجه لأنّ الرّواية الأولى تقتضي استيعابهم بما ذكر من الآيات بخلاف الثّانية فهي أبلغ وفي رواية الإسماعيليّ أنّه لا يبقى). [فتح الباري:8/629]

قَالَ مُسْلِمُ بْنُ الْحَجَّاجِ بنِ مسلمٍ الْقُشَيْرِيُّ النَّيْسَابُورِيُّ (ت: 261هـ): (باب في سورة براءة والأنفال والحشر

حدثني عبد الله بن مطيع حدثنا هشيم عن أبي بشر عن سعيد بن جبير قال: قلت لابن عباس: سورة التوبة؟ قال: آلتوبة؟ قال: بل هي الفاضحة ما زالت تنزل ومنهم ومنهم حتى ظنوا أن لا يبقى منا أحد إلا ذكر فيها. قال: قلت: سورة الأنفال؟ قال: تلك سورة بدر. قال: قلت: فالحشر؟ قال: نزلت في بني النضير). [صحيح مسلم:4/2321-2322](م)

(أخبرنا خلف بن إبراهيم قال: أنا أحمد بن محمد قال: أنا علي بن عبد العزيز قال: أنا القاسم بن سلام قال: أنا هشيم عن أبي بشر عن سعيد بن جبير قال: (قلت لابن عباس سورة التوبة، فقال: تلك الفاضحة؛ ما زالت تنزل ومنهم ومنهم حتى خشينا أن لا تدع أحدا) ). [البيان: 160](م)

قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (حدّثنا محمّد بن يحيى أنبأ العبّاس ثنا يزيد بن زريعٍ ثنا سعيدٌ عن قتادة قوله: قل استهزؤا إنّ اللّه مخرجٌ ما تحذرون قال: كانت هذه السّورة تسمّى: الفاضحة- فاضحة المنافقين- وكان يقال لها: المثيرة- أنبأت بمثالبهم وعوراتهم- فقال: المثالب: العيوب). [تفسير القرآن العظيم: 6/1829] (م)

قَالَ عُثْمَانُ بنُ سَعِيدٍ الدَّانِيُّ (ت: 444هـ): (أخبرن فارس بن أحمد قال: أنا أحمد بن محمد قال: أنا أحمد بن عثمان قال: أنا الفضل بن شاذان أنا نوح بن أنس أنا جرير عن الأعمش عن عمرو بن مرة عن عبد الله بن سلمة عن حذيفة قال: (إنكم تسمون هذه السورة سورة التوبة وإنها سورة العذاب، والله م تركت أحداً إلا نالت منه). أهل المدينة يسمونها التوبة وأهل مكة الفاضحة). [البيان: 160](م)

قالَ الحُسَيْنُ بنُ مَسْعُودٍ البَغَوِيُّ (ت: 516هـ): (قال سعيد بن جبيرٍ: (قلت لابن عبّاسٍ: سورة التّوبة؟ قال: هي الفاضحة ما زالت تنزل: "ومنهم.."، "ومنهم.." حتّى ظنّوا أنّها لم تبق أحدً منهم إلّا ذكر فيها، قال: قلت سورة الأنفال؟ قال: تلك سورة بدرٍ، قال: قلت: سورة الحشر؟ قال: قل سورة بني النّضير)). [معالم التنزيل:4/7](م)

قالَ مَحْمُودُ بْنُ عُمَرَ الزَّمَخْشَرِيُّ (ت: 538هـ): (لها عدة أسماء: براءة، التوبة، المقشقشة، المبعثرة، المشردة، المخزية، الفاضحة، المثيرة، الحافرة، المنكلة، المدمدمة، سورة العذاب). [الكشاف:3/5](م)

قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت: 546هـ): (وتسمى الفاضحة. قاله ابن عباس). [المحرر الوجيز:10/251](م)

قَالَ أبو الفَرَجِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَلِيٍّ ابْنُ الجَوْزِيِّ (ت: 597هـ): (فصل: ولها تسعة أسماء:[...] والسادس: الفاضحة؛ لأنها فضحت المنافقين، قاله ابن عباس...). [زاد المسير:3/389](م)

قال أبو السعادات المبارك بن محمد بن محمد ابن الأثير الجزري (ت: 606هـ) : ( (خ م) سعيد بن جبير -رحمه الله -: قال: قلت لابن عباسٍ: سورة التّوبة؟ فقال: بل هي الفاضحة، مازالت تنزل {ومنهم}، {ومنهم} حتى ظنّوا أن لا يبقي أحدٌ إلا ذكر فيها). [جامع الأصول: 2/152] (م)

قالَ عَلَمُ الدِّينِ عليُّ بنُ محمَّدٍ السَّخَاوِيُّ (ت: 643هـ): (وتسمى (براءة) سورة العذاب [...] والفاضحة...). [جمال القراء:1/36](م)

قالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ البَيْضَاوِيُّ (ت: 691هـ): (وهي آخر ما نزل ولها أسماء أخرى (التوبة) و(المقشقشة) و(البحوث) و(المبعثرة) و(المنقرة) و(المثيرة) و(الحافرة) و(المخزية) و(الفاضحة) و(المنكلة) و(المشردة) و(المدمدمة) و(سورة العذاب)). [أنوار التنزيل:3/70](م)

قالَ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بْنِ جُزَيءٍ الكَلْبِيُّ (ت: 741هـ): (وتسمى سورة التوبة، وتسمى أيضا الفاضحة: لأنها كشفت أسرار المنافقين). [التسهيل:1/331](م)

قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ): (وله ثلاثة عشر اسما؛ اثنان مشهوران (براءة)، و(التّوبة) و(سورة العذاب) و(والمقشقشة) لأنّها تقشقش عن النّفاق أي: تبرئ، وقيل: من تقشقش المريض إذا برأ (والبحوث) لأنّه تبحث عن سرائر المنافقين و(الفاضحة) لأنّها فضحت المنافقين

و(المبعثرة) لأنّها بعثرت أخبار النّاس وكشفت عن سرائرهم و(المثيرة) لأنّها أثارت مخازي المنافقين و(الحافرة) لأنّها حفرت عن قلوبهم

و(المشردة) لأنّها تشرد بالمنافقين و(المخزية) لأنّها تخزي المنافقين و(المنكلة) لأنّها تتكلّم و(المدمدمة) لأنّها تدمدم عليهم). [عمدة القاري:18/344](م)

قالَ جَلالُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911هـ): (وأخرج أبو عبيد، وَابن المنذر وأبو الشيخ، وَابن مردويه عن سعيد بن جبير رضي الله عنه قال: (قلت لابن عباس رضي الله عنهما: سورة التوبة، قال: التوبة بل هي الفاضحة، ما زالت تنزل ومنهم حتى ظننا أن لن يبقى منا أحد إلا ذكر فيها)). [الدر المنثور: 7/225](م)

قالَ جَلالُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911هـ): (وأخرج أبو الشيخ عن عكرمة رضي الله عنه قال: (قال عمر رضي الله عنه: ما فرغ من تنزيل براءة حتى ظننا أنه لم يبق منا أحد إلا سينزل فيه وكانت تسمى الفاضحة)). [الدر المنثور:7/225](م)

قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ): (ولها أسماء أخر تزيد على العشرة منها: التوبة والفاضحة والمقشقشة). [إرشاد الساري:7/138](م)

قالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الشَّوْكَانِيُّ (ت: 1250هـ): (ولها أسماءٌ منها: سورة التّوبة لأنّ فيها التّوبة على المؤمنين وتسمّى: الفاضحة...). [فتح القدير:2/475](م)

قالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الشَّوْكَانِيُّ (ت: 1250هـ): (وأخرج أبو عبيدٍ وابن المنذر وأبو الشّيخ وابن مردويه عن حذيفة قال: (يسمّون هذه السّورة: سورة التّوبة، وهي سورة العذاب).

وأخرج هؤلاء عن ابن عبّاسٍ قال في هذه السّورة: (هي: الفاضحة ما زالت تنزل: ومنهم، حتّى ظننّا أنّه لا يبقى منّا أحدٌ إلّا ذكر فيها).

وأخرج أبو الشّيخ عن عمر نحوه). [فتح القدير:2/476](م)

قالَ مُحَمَّد الطَّاهِرُ بْنُ عَاشُورٍ (ت: 1393هـ): (وكان ابن عبّاسٍ يدعوها «الفاضحة»، قال: ما زال ينزل فيها «ومنهم- ومنهم» حتّى ظننّا أنّه لا يبقى أحدٌ إلّا ذكر فيها.

وأحسب : أنّ ما تحكيه من أحوال المنافقين يعرف به المتّصفون به أنّهم المراد فعرف المؤمنون كثيرًا من أولئك مثل قوله تعالى: {ومنهم من يقول ائذن لي ولا تفتنّي} فقد قالها بعضهم وسمعت منهم، وقوله: {ومنهم الّذين يؤذون النّبي ويقولون هو أذنٌ} فهؤلاء نقلت مقالتهم بين المسلمين. وقوله: {وسيحلفون باللّه لو استطعنا لخرجنا معكم}). [التحرير والتنوير:10/96](م)

قَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ عَلِيّ مُوسَى (ت: 1429هـ): (ذكر صاحب لوامع البدر مخطوط ورقة 160 حوالي عشرة أسماء لهذه السورة من بينها: التوبة، العذاب، والفاضحة الخ). [التعليق على القول الوجيز: 199](م)



دليل هذا الاسم :

قالَ سعيدُ بنُ منصورٍ الخراسانيُّ (ت: 227هـ): (حدّثنا سعيدٌ، قال: نا هشيم، عن أبي بشر، عن سعيد بن جبيرٍ، قال: (قلت لابن عبّاسٍ: سورة التّوبة، قال: بل هي الفاضحة، ما زالت تنزل: ومنهم، ومنهم، حتّى ظنّوا أن لا يبقى (أحدٌ) منهم إلّا ذكر فيها)). [سنن سعيد بن منصور:5/232](م)

قال محمدُ بنُ إسماعيلَ البخاريُّ (ت: 256هـ): (حدّثنا محمّد بن عبد الرّحيم، حدّثنا سعيد بن سليمان، حدّثنا هشيمٌ، أخبرنا أبو بشرٍ، عن سعيد بن جبيرٍ، قال:(قلت لابن عبّاسٍ: سورة التّوبة، قال: «التّوبة هي الفاضحة، ما زالت تنزل، ومنهم ومنهم، حتّى ظنّوا أنّها لن تبقي أحدًا منهم إلّا ذكر فيها»، قال: قلت: سورة الأنفال، قال: «نزلت في بدرٍ»، قال: قلت: سورة الحشر، قال: «نزلت في بني النّضير»)). [صحيح البخاري:6/147](م)

- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله حدّثنا محمّد بن عبد الرّحيم تقدّم هذا الحديث مختصرًا بإسناده ومتنه في تفسير سورة الأنفال مقتصرًا على ما يتعلّق بها وتقدّم في المغازي قوله "سورة التّوبة" قال: التّوبة هو استفهام إنكارٍ بدليل قوله "هي الفاضحة" ووقع في رواية الإسماعيليّ من وجهٍ آخر عن هشيمٍ: سورة التّوبة قال: بل سورة الفاضحة. قوله "ما زالت تنزل ومنهم ومنهم" أي كقوله {ومنهم من عاهد الله}، {ومنهم من يلمزك في الصّدقات}، {ومنهم الّذين يؤذون النّبي}. قوله "لم تبق" في رواية الكشميهنيّ "لن تبقي" وهي أوجه لأنّ الرّواية الأولى تقتضي استيعابهم بما ذكر من الآيات بخلاف الثّانية فهي أبلغ وفي رواية الإسماعيليّ أنّه لا يبقى). [فتح الباري:8/629]

قَالَ مُسْلِمُ بْنُ الْحَجَّاجِ بنِ مسلمٍ الْقُشَيْرِيُّ النَّيْسَابُورِيُّ (ت: 261هـ): (باب في سورة براءة والأنفال والحشر

حدثني عبد الله بن مطيع حدثنا هشيم عن أبي بشر عن سعيد بن جبير قال: قلت لابن عباس: سورة التوبة؟ قال: آلتوبة؟ قال: بل هي الفاضحة ما زالت تنزل ومنهم ومنهم حتى ظنوا أن لا يبقى منا أحد إلا ذكر فيها. قال: قلت: سورة الأنفال؟ قال: تلك سورة بدر. قال: قلت: فالحشر؟ قال: نزلت في بني النضير). [صحيح مسلم:4/2321-2322](م)

قَالَ عُثْمَانُ بنُ سَعِيدٍ الدَّانِيُّ (ت: 444هـ): (أخبرن خلف بن إبراهيم قال: أنا أحمد بن محمد قال: أنا علي بن عبد العزيز قال: أنا القاسم بن سلام قال: أنا هشيم عن أبي بشر عن سعيد بن جبير قال: (قلت لابن عباس سورة التوبة، فقال: تلك الفاضحة؛ ما زالت تنزل ومنهم ومنهم حتى خشينا أن لا تدع أحدا) ). [البيان: 160](م)

قَالَ عُثْمَانُ بنُ سَعِيدٍ الدَّانِيُّ (ت: 444هـ): (أخبرن فارس بن أحمد قال: أنا أحمد بن محمد قال: أنا أحمد بن عثمان قال: أنا الفضل بن شاذان أنا نوح بن أنس أنا جرير عن الأعمش عن عمرو بن مرة عن عبد الله بن سلمة عن حذيفة قال: (إنكم تسمون هذه السورة سورة التوبة وإنها سورة العذاب، والله ما تركت أحداً إلا نالت منه). أهل المدينة يسمونها التوبة وأهل مكة الفاضحة). [البيان: 160](م)

قالَ الحُسَيْنُ بنُ مَسْعُودٍ البَغَوِيُّ (ت: 516هـ): (قال سعيد بن جبيرٍ: (قلت لابن عبّاسٍ: سورة التّوبة؟ قال: هي الفاضحة ما زالت تنزل: "ومنهم.."، "ومنهم.." حتّى ظنّوا أنّها لم تبق أحدً منهم إلّا ذكر فيها، قال: قلت سورة الأنفال؟ قال: تلك سورة بدرٍ، قال: قلت: سورة الحشر؟ قال: قل سورة بني النّضير)). [معالم التنزيل:4/7](م)

قالَ جَلالُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911هـ): (وأخرج أبو عبيد، وَابن المنذر وأبو الشيخ، وَابن مردويه عن سعيد بن جبير رضي الله عنه قال: (قلت لابن عباس رضي الله عنهما: سورة التوبة، قال: التوبة بل هي الفاضحة، ما زالت تنزل ومنهم حتى ظننا أن لن يبقى منا أحد إلا ذكر فيها)). [الدر المنثور: 7/225](م)

قالَ جَلالُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911هـ): (وأخرج أبو الشيخ عن عكرمة رضي الله عنه قال: (قال عمر رضي الله عنه: ما فرغ من تنزيل براءة حتى ظننا أنه لم يبق منا أحد إلا سينزل فيه وكانت تسمى الفاضحة)). [الدر المنثور:7/225](م)

قالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الشَّوْكَانِيُّ (ت: 1250هـ): (وأخرج أبو عبيدٍ وابن المنذر وأبو الشّيخ وابن مردويه عن حذيفة قال: (يسمّون هذه السّورة: سورة التّوبة، وهي سورة العذاب). وأخرج هؤلاء عن ابن عبّاسٍ قال في هذه السّورة: (هي: الفاضحة ما زالت تنزل: ومنهم، حتّى ظننّا أنّه لا يبقى منّا أحدٌ إلّا ذكر فيها).

وأخرج أبو الشّيخ عن عمر نحوه). [فتح القدير:2/476](م)



سبب التسمية :

قالَ سعيدُ بنُ منصورٍ الخراسانيُّ (ت: 227هـ): (حدّثنا سعيدٌ، قال: نا هشيم، عن أبي بشر، عن سعيد بن جبيرٍ، قال: قلت لابن عبّاسٍ: سورة التّوبة، قال: بل هي الفاضحة، ما زالت تنزل: ومنهم، ومنهم، حتّى ظنّوا أن لا يبقى (أحدٌ) منهم إلّا ذكر فيها). [سنن سعيد بن منصور:5/232](م)

قال محمدُ بنُ إسماعيلَ البخاريُّ (ت: 256هـ): (حدّثنا محمّد بن عبد الرّحيم، حدّثنا سعيد بن سليمان، حدّثنا هشيمٌ، أخبرنا أبو بشرٍ، عن سعيد بن جبيرٍ، قال: قلت لابن عبّاسٍ: سورة التّوبة، قال: «التّوبة هي الفاضحة، ما زالت تنزل، ومنهم ومنهم، حتّى ظنّوا أنّها لن تبقي أحدًا منهم إلّا ذكر فيها»، قال: قلت: سورة الأنفال، قال: «نزلت في بدرٍ»، قال: قلت: سورة الحشر، قال: «نزلت في بني النّضير»). [صحيح البخاري:6/147](م)

- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله حدّثنا محمّد بن عبد الرّحيم تقدّم هذا الحديث مختصرًا بإسناده ومتنه في تفسير سورة الأنفال مقتصرًا على ما يتعلّق بها وتقدّم في المغازي قوله "سورة التّوبة" قال: التّوبة هو استفهام إنكارٍ بدليل قوله "هي الفاضحة" ووقع في رواية الإسماعيليّ من وجهٍ آخر عن هشيمٍ: سورة التّوبة قال: بل سورة الفاضحة. قوله "ما زالت تنزل ومنهم ومنهم" أي كقوله {ومنهم من عاهد الله}، {ومنهم من يلمزك في الصّدقات}، {ومنهم الّذين يؤذون النّبي}. قوله "لم تبق" في رواية الكشميهنيّ "لن تبقي" وهي أوجه لأنّ الرّواية الأولى تقتضي استيعابهم بما ذكر من الآيات بخلاف الثّانية فهي أبلغ وفي رواية الإسماعيليّ أنّه لا يبقى). [فتح الباري:8/629](م)

قَالَ مُسْلِمُ بْنُ الْحَجَّاجِ بنِ مسلمٍ الْقُشَيْرِيُّ النَّيْسَابُورِيُّ (ت: 261هـ): (باب في سورة براءة والأنفال والحشر

حدثني عبد الله بن مطيع حدثنا هشيم عن أبي بشر عن سعيد بن جبير قال: قلت لابن عباس: سورة التوبة؟ قال: آلتوبة؟ قال: بل هي الفاضحة ما زالت تنزل ومنهم ومنهم حتى ظنوا أن لا يبقى منا أحد إلا ذكر فيها. قال: قلت: سورة الأنفال؟ قال: تلك سورة بدر. قال: قلت: فالحشر؟ قال: نزلت في بني النضير). [صحيح مسلم:4/2321-2322](م)

قالَ الحُسَيْنُ بنُ مَسْعُودٍ البَغَوِيُّ (ت: 516هـ): (قال سعيد بن جبيرٍ: قلت لابن عبّاسٍ: سورة التّوبة؟ قال: هي الفاضحة ما زالت تنزل: "ومنهم.."، "ومنهم.." حتّى ظنّوا أنّها لم تبق أحدًا منهم إلّا ذكر فيها، قال: قلت سورة الأنفال؟ قال: تلك سورة بدرٍ، قال: قلت: سورة الحشر؟ قال: قل سورة بني النّضير). [معالم التنزيل:4/7](م)

قالَ مَحْمُودُ بْنُ عُمَرَ الزَّمَخْشَرِيُّ (ت: 538هـ): (لها عدة أسماء: براءة، التوبة، المقشقشة، المبعثرة، المشردة، المخزية، الفاضحة، المثيرة، الحافرة، المنكلة، المدمدمة، سورة العذاب، لأنّ فيها التوبة على المؤمنين، وهي تقشقش من النفاق أي تبرئ منه، وتبعثر عن أسرار المنافقين تبحث عنها وتثيره وتحفر عنها وتفضحهم وتنكلهم وتشرد بهم وتخزيهم وتدمدم عليهم). [الكشاف:3/5](م)

قَالَ أبو الفَرَجِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَلِيٍّ ابْنُ الجَوْزِيِّ (ت: 597هـ): (الفاضحة؛ لأنها فضحت المنافقين). [زاد المسير:3/389](م)

قالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ البَيْضَاوِيُّ (ت: 691هـ): (وهي آخر ما نزل ولها أسماء أخرى (التوبة) و(المقشقشة) و(البحوث) و(المبعثرة) و(المنقرة) و(المثيرة) و(الحافرة) و(المخزية) و(الفاضحة) و(المنكلة) و(المشردة) و(المدمدمة) و(سورة العذاب)

لما فيها من التوبة للمؤمنين والقشقشة من النفاق وهي التبري منه والبحث عن حال المنافقين وإثارتها والحفر عنهم وما يخزيهم وفضحهم وينكلهم ويشردهم ويدمدم عليهم). [أنوار التنزيل:3/70](م)

قالَ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بْنِ جُزَيءٍ الكَلْبِيُّ (ت: 741هـ): (وتسمى أيضا الفاضحة: لأنها كشفت أسرار المنافقين). [التسهيل:1/331](م)

قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ): (و(الفاضحة) لأنّها فضحت المنافقين). [عمدة القاري:18/344](م)

قالَ جَلالُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911هـ): (وأخرج أبو عبيد، وَابن المنذر وأبو الشيخ، وَابن مردويه عن سعيد بن جبير رضي الله عنه قال: قلت لابن عباس رضي الله عنهما: سورة التوبة، قال: التوبة بل هي الفاضحة، ما زالت تنزل ومنهم حتى ظننا أن لن يبقى منا أحد إلا ذكر فيها). [الدر المنثور: 7/225](م)

قالَ جَلالُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911هـ): (وأخرج أبو الشيخ عن عكرمة رضي الله عنه قال: قال عمر رضي الله عنه: ما فرغ من تنزيل براءة حتى ظننا أنه لم يبق منا أحد إلا سينزل فيه وكانت تسمى الفاضحة). [الدر المنثور:7/225](م)

قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ): (وله أسماء أخر تزيد على العشرة منها: التوبة والفاضحة والمقشقشة لأنها تدعو إلى التوبة وتفضح المنافقين وتقشقشهم أي تبرئ منهم). [إرشاد الساري:7/138](م)

قالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الشَّوْكَانِيُّ (ت: 1250هـ): (وتسمّى: الفاضحة لأنّه ما زال ينزل فيها: ومنهم، ومنهم، حتّى كادت أن لا تدع أحدًا). [فتح القدير:2/475](م)

قالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الشَّوْكَانِيُّ (ت: 1250هـ): (وأخرج أبو عبيدٍ وابن المنذر وأبو الشّيخ وابن مردويه عن حذيفة قال: يسمّون هذه السّورة: سورة التّوبة، وهي سورة العذاب. وأخرج هؤلاء عن ابن عبّاسٍ قال في هذه السّورة: هي: الفاضحة ما زالت تنزل: ومنهم، حتّى ظننّا أنّه لا يبقى منّ أحدٌ إلّا ذكر فيها.

وأخرج أبو الشّيخ عن عمر نحوه). [فتح القدير:2/476](م)

قالَ مُحَمَّد الطَّاهِرُ بْنُ عَاشُورٍ (ت: 1393هـ): (وكان ابن عبّاسٍ يدعوها «الفاضحة»، قال: ما زال ينزل فيها «ومنهم- ومنهم» حتّى ظننّ أنّه لا يبقى أحدٌ إلّا ذكر فيها. وأحسب أنّ ما تحكيه من أحوال المنافقين يعرف به المتّصفون بها أنّهم المراد فعرف المؤمنون كثيرًا من أولئك مثل قوله تعالى: {ومنهم من يقول ائذن لي ولا تفتنّي} [التّوبة: 49] فقد قالها بعضهم، وسمعت منهم، وقوله: {ومنهم الّذين يؤذون النّبي ويقولون هو أذنٌ} [التّوبة: 61] فهؤلاء نقلت مقالتهم بين المسلمين. وقوله: {وسيحلفون باللّه لو استطعنا لخرجنا معكم} [التّوبة: 42]). [التحرير والتنوير:10/96](م)





الاسم الرابع : المخزية

قالَ مَحْمُودُ بْنُ عُمَرَ الزَّمَخْشَرِيُّ (ت: 538هـ): (لها عدة أسماء: براءة، التوبة، المقشقشة، المبعثرة، المشردة، المخزية، الفاضحة، المثيرة، الحافرة، المنكلة، المدمدمة، سورة العذاب). [الكشاف:3/5](م)

قالَ عَلَمُ الدِّينِ عليُّ بنُ محمَّدٍ السَّخَاوِيُّ (ت: 643هـ): (وتسمى (براءة) سورة العذاب [...] والمخزية...). [جمال القراء:1/36](م)

قالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ البَيْضَاوِيُّ (ت: 691هـ): (وهي آخر ما نزل ولها أسماء أخرى (التوبة) و(المقشقشة) و(البحوث) و(المبعثرة) و(المنقرة) و(المثيرة) و(الحافرة) و(المخزية) و(الفاضحة) و(المنكلة) و(المشردة) و(المدمدمة) و(سورة العذاب)). [أنوار التنزيل:3/70](م)

قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ): (وله ثلاثة عشر اسما؛ اثنان مشهوران (براءة)، و(التّوبة) و(سورة العذاب) و(والمقشقشة) لأنّها تقشقش عن النّفاق أي: تبرئ، وقيل: من تقشقش المريض إذا برأ (والبحوث) لأنّه تبحث عن سرائر المنافقين و(الفاضحة) لأنّها فضحت المنافقين

و(المبعثرة) لأنّها بعثرت أخبار النّاس وكشفت عن سرائرهم و(المثيرة) لأنّها أثارت مخازي المنافقين و(الحافرة) لأنّها حفرت عن قلوبهم

و(المشردة) لأنّها تشرد بالمنافقين و(المخزية) لأنّها تخزي المنافقين و(المنكلة) لأنّها تتكلّم و(المدمدمة) لأنّها تدمدم عليهم). [عمدة القاري:18/344](م)

قالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الشَّوْكَانِيُّ (ت: 1250هـ): (وتسمّى أيضا بأسماء: كالمقشقشة، لكونها تقشقش من النّفاق: أي تبرّئ منه ، والمخزية: لكونها أخزت المنافقين والمثيرة: لكونها تثير أسرارهم والحافرة: لكونها تحفر عنها والمنكّلة لما فيها من التّنكيل لهم، والمدمدمة لأنّها تدمدم عليهم). [فتح القدير:2/475](م)

قالَ مُحَمَّد الطَّاهِرُ بْنُ عَاشُورٍ (ت: 1393هـ): (وفي «الإتقان»: أنّها تسمّى «المخزية» - بالخاء والزّاي المعجمة وتحتيّةٍ بعد الزّاي- وأحسب أنّ ذلك لقوله تعالى: {وأنّ اللّه مخزي الكافرين} [التّوبة: 2]). [التحرير والتنوير:10/96](م)



سبب التسمية :

قالَ مَحْمُودُ بْنُ عُمَرَ الزَّمَخْشَرِيُّ (ت: 538هـ): (لها عدة أسماء: براءة، التوبة، المقشقشة، المبعثرة، المشردة، المخزية، الفاضحة، المثيرة، الحافرة، المنكلة، المدمدمة، سورة العذاب، لأنّ فيها التوبة على المؤمنين، وهي تقشقش من النفاق أي تبرئ منه، وتبعثر عن أسرار المنافقين تبحث عنها وتثيرها وتحفر عنها وتفضحهم وتنكلهم وتشرد بهم وتخزيهم وتدمدم عليهم). [الكشاف:3/5](م)

قالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ البَيْضَاوِيُّ (ت: 691هـ): (ولها أسماء أخرى (التوبة) و(المقشقشة) و(البحوث) و(المبعثرة) و(المنقرة) و(المثيرة) و(الحافرة) و(المخزية) و(الفاضحة) و(المنكلة) و(المشردة) و(المدمدمة) و(سورة العذاب)

لما فيها من التوبة للمؤمنين والقشقشة من النفاق وهي التبري منه والبحث عن حال المنافقين وإثارتها والحفر عنهم وما يخزيهم وفضحهم وينكلهم ويشردهم ويدمدم عليهم). [أنوار التنزيل:3/70](م)

قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ): (و(المخزية) لأنّها تخزي المنافقين). [عمدة القاري:18/344](م)

قالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الشَّوْكَانِيُّ (ت: 1250هـ): (والمخزية: لكونها أخزت المنافقين). [فتح القدير:2/475](م)

قالَ مُحَمَّد الطَّاهِرُ بْنُ عَاشُورٍ (ت: 1393هـ): (وفي «الإتقان»: أنّها تسمّى «المخزية» - بالخاء والزّاي المعجمة وتحتيّةٍ بعد الزّاي- وأحسب أنّ ذلك لقوله تعالى: {وأنّ اللّه مخزي الكافرين} [التّوبة: 2]). [التحرير والتنوير:10/96](م)





الاسم الخامس : المنكلة

قالَ مَحْمُودُ بْنُ عُمَرَ الزَّمَخْشَرِيُّ (ت: 538هـ): (لها عدة أسماء: براءة، التوبة، المقشقشة، المبعثرة، المشردة، المخزية، الفاضحة، المثيرة، الحافرة، المنكلة، المدمدمة، سورة العذاب). [الكشاف:3/5](م)

قالَ عَلَمُ الدِّينِ عليُّ بنُ محمَّدٍ السَّخَاوِيُّ (ت: 643هـ): (وتسمى (براءة) سورة العذاب [...] والمنكلة...). [جمال القراء:1/36](م)

قالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ البَيْضَاوِيُّ (ت: 691هـ): (وهي آخر ما نزل ولها أسماء أخرى (التوبة) و(المقشقشة) و(البحوث) و(المبعثرة) و(المنقرة) و(المثيرة) و(الحافرة) و(المخزية) و(الفاضحة) و(المنكلة) و(المشردة) و(المدمدمة) و(سورة العذاب)). [أنوار التنزيل:3/70](م)

قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ): (وله ثلاثة عشر اسما؛ اثنان مشهوران (براءة)، و(التّوبة) و(سورة العذاب) و(والمقشقشة) لأنّها تقشقش عن النّفاق أي: تبرئ، وقيل: من تقشقش المريض إذا برأ (والبحوث) لأنّه تبحث عن سرائر المنافقين و(الفاضحة) لأنّها فضحت المنافقين

و(المبعثرة) لأنّها بعثرت أخبار النّاس وكشفت عن سرائرهم و(المثيرة) لأنّها أثارت مخازي المنافقين و(الحافرة) لأنّها حفرت عن قلوبهم

و(المشردة) لأنّها تشرد بالمنافقين و(المخزية) لأنّها تخزي المنافقين و(المنكلة) لأنّها تتكلّم و(المدمدمة) لأنّها تدمدم عليهم). [عمدة القاري:18/344](م)

قالَ مُحَمَّد الطَّاهِرُ بْنُ عَاشُورٍ (ت: 1393هـ): (وفي «الإتقان» أنّها تسمّى «المنكّلة»، أي بتشديد الكاف.

وفيه أنّها تسمّى «المشدّدة»). [التحرير والتنوير:10/96](م)



سبب التسمية :

قالَ مَحْمُودُ بْنُ عُمَرَ الزَّمَخْشَرِيُّ (ت: 538هـ): (لها عدة أسماء: براءة، التوبة، المقشقشة، المبعثرة، المشردة، المخزية، الفاضحة، المثيرة، الحافرة، المنكلة، المدمدمة، سورة العذاب، لأنّ فيها التوبة على المؤمنين، وهي تقشقش من النفاق أي تبرئ منه، وتبعثر عن أسرار المنافقين تبحث عنه وتثيرها وتحفر عنها وتفضحهم وتنكلهم وتشرد بهم وتخزيهم وتدمدم عليهم). [الكشاف:3/5](م)

قالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ البَيْضَاوِيُّ (ت: 691هـ): (ولها أسماء أخرى (التوبة) و(المقشقشة) و(البحوث) و(المبعثرة) و(المنقرة) و(المثيرة) و(الحافرة) و(المخزية) و(الفاضحة) و(المنكلة) و(المشردة) و(المدمدمة) و(سورة العذاب)

لما فيها من التوبة للمؤمنين والقشقشة من النفاق وهي التبري منه والبحث عن حال المنافقين وإثارتها والحفر عنهم وما يخزيهم وفضحهم وينكلهم ويشردهم ويدمدم عليهم). [أنوار التنزيل:3/70](م)

قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ): (و(المنكلة) لأنّها تتكلّم). [عمدة القاري:18/344](م)

قالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الشَّوْكَانِيُّ (ت: 1250هـ): (والمخزية: لكونها أخزت المنافقين. والمثيرة: لكونها تثير أسرارهم.

والحافرة: لكونها تحفر عنها. والمنكّلة: لما فيها من التّنكيل لهم. والمدمدمة: لأنّها تدمدم عليهم). [فتح القدير:2/475](م)





الاسم السادس : سورة العذاب

قَالَ عُثْمَانُ بنُ سَعِيدٍ الدَّانِيُّ (ت: 444هـ): (أخبرن فارس بن أحمد قال: أنا أحمد بن محمد قال: أنا أحمد بن عثمان قال: أنا الفضل بن شاذان أنا نوح بن أنس أنا جرير عن الأعمش عن عمرو بن مرة عن عبد الله بن سلمة عن حذيفة قال: (إنكم تسمون هذه السورة سورة التوبة وإنها سورة العذاب، والله ما تركت أحداً إلا نالت منه). أهل المدينة يسمونها التوبة وأهل مكة الفاضحة). [البيان: 160](م)

قالَ مَحْمُودُ بْنُ عُمَرَ الزَّمَخْشَرِيُّ (ت: 538هـ): (لها عدة أسماء: براءة، التوبة، المقشقشة، المبعثرة، المشردة، المخزية، الفاضحة، المثيرة، الحافرة، المنكلة، المدمدمة، سورة العذاب [...]

وعن حذيفة رضي الله عنه: إنكم تسمونها سورة التوبة، وإنما هي سورة العذاب، والله ما تركت أحداً إلا نالت منه). [الكشاف:3/5](م)

قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت: 546هـ): (وتسمى سورة التوبة... وقال حذيفة: هي سورة العذاب). [المحرر الوجيز:10/251](م)

قَالَ أبو الفَرَجِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَلِيٍّ ابْنُ الجَوْزِيِّ (ت: 597هـ): (فصل: ولها تسعة أسماء:[...] والثالث: سورة العذاب، قاله حذيفة...). [زاد المسير:3/389](م)

قالَ عَلَمُ الدِّينِ عليُّ بنُ محمَّدٍ السَّخَاوِيُّ (ت: 643هـ): (وتسمى (براءة) سورة العذاب. قال حذيفة رحمه الله: إنكم تسمونها سورة التوبة، وإنما هي سورة العذاب، والله ما تركت أحدا إلا نالت منه). [جمال القراء:1/36](م)

قالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ البَيْضَاوِيُّ (ت: 691هـ): (وهي آخر ما نزل ولها أسماء أخرى (التوبة) و(المقشقشة) و(البحوث) و(المبعثرة) و(المنقرة) و(المثيرة) و(الحافرة) و(المخزية) و(الفاضحة) و(المنكلة) و(المشردة) و(المدمدمة) و(سورة العذاب)). [أنوار التنزيل:3/70](م)

قال عليُّ بنُ أبي بكرٍ بن سُليمَان الهَيْثَميُّ (ت: 807هـ) : (عن حذيفة قال: الّتي تسمّون سورة التّوبة هي سورة العذاب، وما يقرؤون منها ممّا كنّا نقرأ إلّا ربعها. رواه الطّبرانيّ في الأوسط، ورجاله ثقاتٌ). [مجمع الزوائد: 7/28]

قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ): (وله ثلاثة عشر اسما؛ اثنان مشهوران (براءة)، و(التّوبة) و(سورة العذاب) و(والمقشقشة) لأنّها تقشقش عن النّفاق أي: تبرئ، وقيل: من تقشقش المريض إذا برأ (والبحوث) لأنّه تبحث عن سرائر المنافقين و(الفاضحة) لأنّها فضحت المنافقين

و(المبعثرة) لأنّها بعثرت أخبار النّاس وكشفت عن سرائرهم و(المثيرة) لأنّها أثارت مخازي المنافقين و(الحافرة) لأنّها حفرت عن قلوبهم

و(المشردة) لأنّها تشرد بالمنافقين و(المخزية) لأنّها تخزي المنافقين و(المنكلة) لأنّها تتكلّم و(المدمدمة) لأنّها تدمدم عليهم). [عمدة القاري:18/344](م)

قالَ جَلالُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911هـ): (وأخرج ابن أبي شيبة والطبراني في الأوسط وأبو الشيخ والحاكم، وَابن مردويه عن حذيفة رضي الله عنه قال: التي تسمون سورة التوبة هي سورة العذاب، والله ما تركت أحدا إلا نالت منه ولا تقرأون منها مما كنا نقرأ إلا ربعها). [الدر المنثور:7/224-225](م)

قالَ جَلالُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911هـ): (وأخرج أبو عبيد، وَابن المنذر وأبو الشيخ، وَابن مردويه عن حذيفة رضي الله عنه في: براءة يسمونها سورة التوبة وهي سورة العذاب). [الدر المنثور: 7/225](م)

قالَ جَلالُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911هـ): (وأخرج أبو عوانة، وَابن المنذر وأبو الشيخ، وَابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما، أن عمر رضي الله عنه قيل له: سورة التوبة، قال: هي إلى العذاب أقرب ما أقلعت عن الناس حتى ما كادت تدع منهم أحدا). [الدر المنثور:7/225](م)

قالَ جَلالُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911هـ): (وأخرج ابن مردويه عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: يسمونها سورة التوبة وإنها لسورة عذاب. يعني براءة). [الدر المنثور:7/226](م)

قالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الشَّوْكَانِيُّ (ت: 1250هـ): (وأخرج أبو عبيدٍ وابن المنذر وأبو الشّيخ وابن مردويه عن حذيفة قال: يسمّون هذه السّورة: سورة التّوبة، وهي سورة العذاب.

وأخرج هؤلاء عن ابن عبّاسٍ قال في هذه السّورة: هي: الفاضحة ما زالت تنزل: ومنهم، حتّى ظننّا أنّه لا يبقى منّا أحدٌ إلّا ذكر فيها.

وأخرج أبو الشّيخ عن عمر نحوه). [فتح القدير:2/476](م)

قالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الشَّوْكَانِيُّ (ت: 1250هـ): (وأخرج ابن مردويه عن ابن مسعودٍ قال: يسمّونها سورة التّوبة، وإنّها لسورة عذابٍ). [فتح القدير:2/476](م)

قالَ مُحَمَّد الطَّاهِرُ بْنُ عَاشُورٍ (ت: 1393هـ): (وعن حذيفة: أنّه سمّاها «سورة العذاب» لأنّها نزلت بعذاب الكفّار، أي عذاب القتل، والأخذ حين يثقفون). [التحرير والتنوير:10/96](م)

قَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ عَلِيّ مُوسَى (ت: 1429هـ): (ذكر صاحب لوامع البدر مخطوط ورقة 160 حوالي عشرة أسماء لهذه السورة من بينها: التوبة، العذاب، والفاضحة الخ). [التعليق على القول الوجيز: 199](م)



دليل هذا الاسم :

قَالَ عُثْمَانُ بنُ سَعِيدٍ الدَّانِيُّ (ت: 444هـ): (أخبرن فارس بن أحمد قال: أنا أحمد بن محمد قال: أنا أحمد بن عثمان قال: أنا الفضل بن شاذان أنا نوح بن أنس أنا جرير عن الأعمش عن عمرو بن مرة عن عبد الله بن سلمة عن حذيفة قال: (إنكم تسمون هذه السورة سورة التوبة وإنها سورة العذاب، والله م تركت أحداً إلا نالت منه). أهل المدينة يسمونها التوبة وأهل مكة الفاضحة). [البيان: 160](م)

قالَ مَحْمُودُ بْنُ عُمَرَ الزَّمَخْشَرِيُّ (ت: 538هـ): (لها عدة أسماء: براءة، التوبة، المقشقشة، المبعثرة، المشردة، المخزية، الفاضحة، المثيرة، الحافرة، المنكلة، المدمدمة، سورة العذاب [...]

وعن حذيفة رضي الله عنه: إنكم تسمونها سورة التوبة، وإنما هي سورة العذاب، والله ما تركت أحداً إلا نالت منه). [الكشاف:3/5](م)

قالَ عَلَمُ الدِّينِ عليُّ بنُ محمَّدٍ السَّخَاوِيُّ (ت: 643هـ): (وتسمى (براءة) سورة العذاب. قال حذيفة رحمه الله: إنكم تسمونها سورة التوبة، وإنما هي سورة العذاب، والله ما تركت أحدا إلا نالت منه). [جمال القراء:1/36](م)

قالَ جَلالُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911هـ): (وأخرج ابن أبي شيبة والطبراني في الأوسط وأبو الشيخ والحاكم، وَابن مردويه عن حذيفة رضي الله عنه قال: التي تسمون سورة التوبة هي سورة العذاب، والله ما تركت أحدا إلا نالت منه ولا تقرأون منها مما كنا نقرأ إلا ربعها). [الدر المنثور:7/224-225](م)

قالَ جَلالُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911هـ): (وأخرج أبو عبيد، وَابن المنذر وأبو الشيخ، وَابن مردويه عن حذيفة رضي الله عنه في: براءة يسمونها سورة التوبة وهي سورة العذاب). [الدر المنثور: 7/225](م)

قالَ جَلالُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911هـ): (وأخرج أبو عوانة، وَابن المنذر وأبو الشيخ، وَابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما، أن عمر رضي الله عنه قيل له: سورة التوبة، قال: هي إلى العذاب أقرب ما أقلعت عن الناس حتى ما كادت تدع منهم أحدا). [الدر المنثور:7/225](م)

قالَ جَلالُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911هـ): (وأخرج ابن مردويه عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: يسمونها سورة التوبة وإنها لسورة عذاب. يعني براءة). [الدر المنثور:7/226](م)

قالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الشَّوْكَانِيُّ (ت: 1250هـ): (وأخرج أبو عبيدٍ وابن المنذر وأبو الشّيخ وابن مردويه عن حذيفة قال: يسمّون هذه السّورة: سورة التّوبة، وهي سورة العذاب.

وأخرج هؤلاء عن ابن عبّاسٍ قال في هذه السّورة: هي: الفاضحة ما زالت تنزل: ومنهم، حتّى ظننّا أنّه لا يبقى منّا أحدٌ إلّا ذكر فيها.

وأخرج أبو الشّيخ عن عمر نحوه). [فتح القدير:2/476](م)

قالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الشَّوْكَانِيُّ (ت: 1250هـ): (وأخرج ابن مردويه عن ابن مسعودٍ قال: يسمّونها سورة التّوبة، وإنّها لسورة عذابٍ). [فتح القدير:2/476](م)

قالَ مُحَمَّد الطَّاهِرُ بْنُ عَاشُورٍ (ت: 1393هـ): (وعن حذيفة: أنّه سمّاها «سورة العذاب» لأنّها نزلت بعذاب الكفّار، أي عذاب القتل، والأخذ حين يثقفون). [التحرير والتنوير:10/96](م)



سبب التسمية:

قالَ مَحْمُودُ بْنُ عُمَرَ الزَّمَخْشَرِيُّ (ت: 538هـ): (لها عدة أسماء: براءة، التوبة، المقشقشة، المبعثرة، المشردة، المخزية، الفاضحة، المثيرة، الحافرة، المنكلة، المدمدمة، سورة العذاب، لأنّ فيها التوبة على المؤمنين، وهي تقشقش من النفاق أي تبرئ منه، وتبعثر عن أسرار المنافقين تبحث عنه وتثيرها وتحفر عنها وتفضحهم وتنكلهم وتشرد بهم وتخزيهم وتدمدم عليهم). [الكشاف:3/5](م)

قالَ عَلَمُ الدِّينِ عليُّ بنُ محمَّدٍ السَّخَاوِيُّ (ت: 643هـ): (وتسمى (براءة) سورة العذاب.

قال حذيفة رحمه الله: إنكم تسمونها سورة التوبة، وإنما هي سورة العذاب، والله ما تركت أحدا إلا نالت منه). [جمال القراء:1/36](م)

قالَ جَلالُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911هـ): (وأخرج ابن أبي شيبة والطبراني في الأوسط وأبو الشيخ والحاكم، وَابن مردويه عن حذيفة رضي الله عنه قال: التي تسمون سورة التوبة هي سورة العذاب، والله ما تركت أحدا إلا نالت منه ولا تقرأون منها مما كنا نقرأ إلا ربعها). [الدر المنثور:7/224-225](م)

قالَ جَلالُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911هـ): (وأخرج أبو عوانة، وَابن المنذر وأبو الشيخ، وَابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما، أن عمر رضي الله عنه قيل له: سورة التوبة، قال: هي إلى العذاب أقرب ما أقلعت عن الناس حتى ما كادت تدع منهم أحدا). [الدر المنثور:7/225](م)

قالَ مُحَمَّد الطَّاهِرُ بْنُ عَاشُورٍ (ت: 1393هـ): (وعن حذيفة: أنّه سمّاها «سورة العذاب» لأنّها نزلت بعذاب الكفّار، أي عذاب القتل، والأخذ حين يثقفون). [التحرير والتنوير:10/96](م)





الاسم السابع : المقشقشة

قالَ مَحْمُودُ بْنُ عُمَرَ الزَّمَخْشَرِيُّ (ت: 538هـ): (لها عدة أسماء: براءة، التوبة، المقشقشة، المبعثرة، المشردة، المخزية، الفاضحة، المثيرة، الحافرة، المنكلة، المدمدمة، سورة العذاب). [الكشاف:3/5](م)

قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت: 546هـ): (وتسمى سورة التوبة،... قال ابن عمر: كنا ندعوها المقشقشة). [المحرر الوجيز:10/251](م)

قَالَ أبو الفَرَجِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَلِيٍّ ابْنُ الجَوْزِيِّ (ت: 597هـ): (فصل: ولها تسعة أسماء:[...] والرابع: المقشقشة، قاله ابن عمر...). [زاد المسير:3/389](م)

قالَ عَلَمُ الدِّينِ عليُّ بنُ محمَّدٍ السَّخَاوِيُّ (ت: 643هـ): (وتسمى (براءة) سورة العذاب [...] وتسمى المقشقشة). [جمال القراء:1/36](م)

قالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ البَيْضَاوِيُّ (ت: 691هـ): (وهي آخر ما نزل ولها أسماء أخرى (التوبة) و(المقشقشة) و(البحوث) و(المبعثرة) و(المنقرة) و(المثيرة) و(الحافرة) و(المخزية) و(الفاضحة) و(المنكلة) و(المشردة) و(المدمدمة) و(سورة العذاب)). [أنوار التنزيل:3/70](م)

قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ): (ولها ثلاثة عشر اسما؛ اثنان مشهوران (براءة)، و(التّوبة) و(سورة العذاب) و(والمقشقشة) لأنّه تقشقش عن النّفاق أي: تبرئ، وقيل: من تقشقش المريض إذا برأ (والبحوث) لأنّه تبحث عن سرائر المنافقين و(الفاضحة) لأنّها فضحت المنافقين

و(المبعثرة) لأنّها بعثرت أخبار النّاس وكشفت عن سرائرهم و(المثيرة) لأنّها أثارت مخازي المنافقين و(الحافرة) لأنّها حفرت عن قلوبهمو(المشردة) لأنّه تشرد بالمنافقين و(المخزية) لأنّها تخزي المنافقين و(المنكلة) لأنّها تتكلّم و(المدمدمة) لأنّها تدمدم عليهم). [عمدة القاري:18/344](م)

قالَ جَلالُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911هـ): (وأخرج أبو الشيخ، وَابن مردويه عن زيد بن أسلم رضي الله عنه، أن: رجلا قال لعبد الله: سورة التوبة فقال ابن عمر رضي الله عنه: وأيتهن سورة التوبة؟ فقال: براءة، فقال ابن عمر: وهل فعل بالناس الأفاعيل إلا هي، ما كنا ندعوه إلا المقشقشة). [الدر المنثور: 7/225](م)

قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ): (وله أسماء أخر تزيد على العشرة منها: التوبة والفاضحة والمقشقشة). [إرشاد الساري:7/138](م)

قالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الشَّوْكَانِيُّ (ت: 1250هـ): (وتسمّى أيضا بأسماء: كالمقشقشة، لكونها تقشقش من النّفاق: أي تبرّئ منه والمخزية: لكونها أخزت المنافقين والمثيرة: لكونها تثير أسرارهم والحافرة: لكونها تحفر عنه والمنكّلة لما فيها من التّنكيل لهم، والمدمدمة لأنّها تدمدم عليهم). [فتح القدير:2/475](م)

قالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الشَّوْكَانِيُّ (ت: 1250هـ): (وأخرج أبو الشّيخ وابن مردويه عن زيد بن أسلم أنّ رجلًا قال لعبد اللّه بن عمر: سورة التّوبة، فقال ابن عمر: وأيتهنّ سورة التوبة قال: براءة، فقال: وهل فعل بالنّاس الأفاعيل إلّا هي؟ ما كنّا ندعوها إلّا المقشقشة). [فتح القدير:2/476](م)

قالَ مُحَمَّد الطَّاهِرُ بْنُ عَاشُورٍ (ت: 1393هـ): (ولهذه السّورة أسماءٌ أخر، وقعت في كلام السّلف، من الصّحابة والتّابعين، فروي عن ابن عمر، عن ابن عبّاسٍ: كنّا ندعوها (أي سورة براءةٌ) «المقشقشة» (بصيغة اسم الفاعل وتاء التّأنيث من قشقشه إذا أبراه من المرض)، كان هذا لقبًا لها ولسورة «الكافرون» لأنّهما تخلّصان من آمن بما فيهما من النّفاق والشّرك، لما فيهما من الدّعاء إلى الإخلاص، ولما فيهما من وصف أحوال المنافقين). [التحرير والتنوير: 10/95](م)



دليل هذا الاسم:

قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت: 546هـ): (وتسمى سورة التوبة،... قال ابن عمر: كنا ندعوها المقشقشة). [المحرر الوجيز:10/251](م)

قالَ جَلالُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911هـ): (وأخرج أبو الشيخ، وَابن مردويه عن زيد بن أسلم رضي الله عنه، أن: رجلا قال لعبد الله: سورة التوبة فقال ابن عمر رضي الله عنه: وأيتهن سورة التوبة؟ فقال: براءة، فقال ابن عمر: وهل فعل بالناس الأفاعيل إلا هي، ما كنا ندعوه إلا المقشقشة). [الدر المنثور: 7/225](م)

قالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الشَّوْكَانِيُّ (ت: 1250هـ): (وأخرج أبو الشّيخ وابن مردويه عن زيد بن أسلم أنّ رجلًا قال لعبد اللّه بن عمر: سورة التّوبة، فقال ابن عمر: وأيتهنّ سورة التوبة قال: براءة، فقال: وهل فعل بالنّاس الأفاعيل إلّا هي؟ ما كنّا ندعوها إلّا المقشقشة). [فتح القدير:2/476](م)



سبب التسمية:

قالَ مَحْمُودُ بْنُ عُمَرَ الزَّمَخْشَرِيُّ (ت: 538هـ): (لها عدة أسماء: براءة، التوبة، المقشقشة، المبعثرة، المشردة، المخزية، الفاضحة، المثيرة، الحافرة، المنكلة، المدمدمة، سورة العذاب، لأنّ فيها التوبة على المؤمنين، وهي تقشقش من النفاق أي تبرئ منه، وتبعثر عن أسرار المنافقين تبحث عنها وتثيره وتحفر عنها وتفضحهم وتنكلهم وتشرد بهم وتخزيهم وتدمدم عليهم). [الكشاف:3/5](م)

قالَ عَلَمُ الدِّينِ عليُّ بنُ محمَّدٍ السَّخَاوِيُّ (ت: 643هـ): (وتسمى المقشقشة لأنها تقشقش من النفاق، أي تبرئ منه). [جمال القراء:1/36](م)

قالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ البَيْضَاوِيُّ (ت: 691هـ): (وله أسماء أخرى (التوبة) و(المقشقشة) و(البحوث) و(المبعثرة) و(المنقرة) و(المثيرة) و(الحافرة) و(المخزية) و(الفاضحة) و(المنكلة) و(المشردة) و(المدمدمة) و(سورة العذاب) لما فيها من التوبة للمؤمنين والقشقشة من النفاق وهي التبري منه والبحث عن حال المنافقين وإثارتها والحفر عنهم وما يخزيهم وفضحهم وينكلهم ويشردهم ويدمدم عليهم). [أنوار التنزيل:3/70](م)

قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ): ((والمقشقشة) لأنّها تقشقش عن النّفاق أي: تبرئ،

وقيل: من تقشقش المريض إذا برأ). [عمدة القاري:18/344](م)

قالَ جَلالُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911هـ): (وأخرج أبو الشيخ، وَابن مردويه عن زيد بن أسلم رضي الله عنه، أن: رجلا قال لعبد الله: سورة التوبة فقال ابن عمر رضي الله عنه: وأيتهن سورة التوبة؟ فقال: براءة، فقال ابن عمر: وهل فعل بالناس الأفاعيل إلا هي، ما كنا ندعوه إلا المقشقشة). [الدر المنثور: 7/225](م)

قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ): (وله أسماء أخر تزيد على العشرة منها: التوبة والفاضحة والمقشقشة لأنها تدعو إلى التوبة وتفضح المنافقين وتقشقشهم أي تبرئ منهم). [إرشاد الساري:7/138](م)

قالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الشَّوْكَانِيُّ (ت: 1250هـ): (وتسمّى أيضا بأسماء: كالمقشقشة، لكونها تقشقش من النّفاق: أي تبرّئ منه). [فتح القدير:2/475](م)

قالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الشَّوْكَانِيُّ (ت: 1250هـ): (وأخرج أبو الشّيخ وابن مردويه عن زيد بن أسلم أنّ رجلًا قال لعبد اللّه بن عمر: سورة التّوبة، فقال ابن عمر: وأيتهنّ سورة التوبة قال: براءة، فقال: وهل فعل بالنّاس الأفاعيل إلّا هي؟ ما كنّا ندعوها إلّا المقشقشة). [فتح القدير:2/476](م)

قالَ مُحَمَّد الطَّاهِرُ بْنُ عَاشُورٍ (ت: 1393هـ): (ولهذه السّورة أسماءٌ أخر، وقعت في كلام السّلف، من الصّحابة والتّابعين، فروي عن ابن عمر، عن ابن عبّاسٍ: كنّا ندعوها (أي سورة براءةٌ) «المقشقشة» (بصيغة اسم الفاعل وتاء التّأنيث من قشقشه إذا أبراه من المرض)، كان هذا لقبًا لها ولسورة «الكافرون» لأنّهما تخلّصان من آمن بما فيهما من النّفاق والشّرك، لما فيهما من الدّعاء إلى الإخلاص، ولما فيهما من وصف أحوال المنافقين). [التحرير والتنوير:10/95](م)





الاسم الثامن : المنقرة

قالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ البَيْضَاوِيُّ (ت: 691هـ): (وهي آخر ما نزل ولها أسماء أخرى (التوبة) و(المقشقشة) و(البحوث) و(المبعثرة) و(المنقرة) و(المثيرة) و(الحافرة) و(المخزية) و(الفاضحة) و(المنكلة) و(المشردة) و(المدمدمة) و(سورة العذاب)). [أنوار التنزيل:3/70](م)

قالَ جَلالُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911هـ): (وأخرج أبو الشيخ عن عبد الله بن عبيد بن عمير رضي الله عنه قال: كانت براءة تسمى المنقرة نقرت عما في قلوب المشركين). [الدر المنثور:7/226](م)

قالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الشَّوْكَانِيُّ (ت: 1250هـ): (وأخرج أبو الشّيخ عن عبيد اللّه بن عبيد بن عميرٍ قال: كانت براءةٌ تسمّى المنقّرة، نقرت عمّا في قلوب المشركين). [فتح القدير:2/476](م)

قالَ مُحَمَّد الطَّاهِرُ بْنُ عَاشُورٍ (ت: 1393هـ): (وعن عبيد بن عميرٍ أنّه سمّاها «المنقّرة» (بكسر القاف مشدّدةٍ) لأنّها نقّرت عمّا في قلوب المشركين (لعلّه يعني من نوايا الغدر بالمسلمين والتمالي على نقص العهد، وهو من نقر الطّائر إذا أنفى بمنقاره موضعًا من الحصى ونحوه ليبيض فيه) ). [التحرير والتنوير:10/96](م)



دليل هذا الاسم:

قالَ جَلالُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911هـ): (وأخرج أبو الشيخ عن عبد الله بن عبيد بن عمير رضي الله عنه قال: كانت براءة تسمى المنقرة نقرت عما في قلوب المشركين). [الدر المنثور:7/226](م)

قالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الشَّوْكَانِيُّ (ت: 1250هـ): (وأخرج أبو الشّيخ عن عبيد اللّه بن عبيد بن عميرٍ قال: كانت براءةٌ تسمّى المنقّرة، نقرت عمّا في قلوب المشركين). [فتح القدير:2/476](م)

قالَ مُحَمَّد الطَّاهِرُ بْنُ عَاشُورٍ (ت: 1393هـ): (وعن عبيد بن عميرٍ أنّه سمّاها «المنقّرة» (بكسر القاف مشدّدةٍ) لأنّها نقّرت عمّا في قلوب المشركين (لعلّه يعني من نوايا الغدر بالمسلمين والتمالي على نقص العهد، وهو من نقر الطّائر إذا أنفى بمنقاره موضعًا من الحصى ونحوه ليبيض فيه) ). [التحرير والتنوير:10/96](م)



سبب التسمية:

قالَ جَلالُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911هـ): (وأخرج أبو الشيخ عن عبد الله بن عبيد بن عمير رضي الله عنه قال: كانت براءة تسمى المنقرة نقرت عما في قلوب المشركين). [الدر المنثور:7/226](م)

قالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الشَّوْكَانِيُّ (ت: 1250هـ): (وأخرج أبو الشّيخ عن عبيد اللّه بن عبيد بن عميرٍ قال: كانت براءةٌ تسمّى المنقّرة، نقرت عمّا في قلوب المشركين). [فتح القدير:2/476](م)

قالَ مُحَمَّد الطَّاهِرُ بْنُ عَاشُورٍ (ت: 1393هـ): (وعن عبيد بن عميرٍ أنّه سمّاها «المنقّرة» (بكسر القاف مشدّدةٍ) لأنّها نقّرت عمّا في قلوب المشركين (لعلّه يعني من نوايا الغدر بالمسلمين والتمالي على نقص العهد، وهو من نقر الطّائر إذا أنفى بمنقاره موضعًا من الحصى ونحوه ليبيض فيه).). [التحرير والتنوير:10/96](م)





الاسم التاسع : المبعثرة

قالَ مَحْمُودُ بْنُ عُمَرَ الزَّمَخْشَرِيُّ (ت: 538هـ): (لها عدة أسماء: براءة، التوبة، المقشقشة، المبعثرة، المشردة، المخزية، الفاضحة، المثيرة، الحافرة، المنكلة، المدمدمة، سورة العذاب). [الكشاف:3/5](م)

قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت: 546هـ): (وتسمى سورة التوبة،... قال الحارث بن يزيد: كانت تدعى المبعثرة ويقال لها المثيرة، ويقال لها البحوث). [المحرر الوجيز:10/251](م)

قَالَ أبو الفَرَجِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَلِيٍّ ابْنُ الجَوْزِيِّ (ت: 597هـ): (فصل: ولها تسعة أسماء: [...]

والسابع: المبعثرة؛ لأنها بعثرت أخبار الناس وكشفت عن سرائرهم، قاله الحارث بن يزيد وابن إسحاق...). [زاد المسير:3/389](م)

قالَ عَلَمُ الدِّينِ عليُّ بنُ محمَّدٍ السَّخَاوِيُّ (ت: 643هـ): (وتسمى (براءة) سورة العذاب [...] وتسمى المبعثرة...). [جمال القراء:1/36](م)

قالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ البَيْضَاوِيُّ (ت: 691هـ): (وهي آخر ما نزل ولها أسماء أخرى (التوبة) و(المقشقشة) و(البحوث) و(المبعثرة) و(المنقرة) و(المثيرة) و(الحافرة) و(المخزية) و(الفاضحة) و(المنكلة) و(المشردة) و(المدمدمة) و(سورة العذاب)). [أنوار التنزيل:3/70](م)

قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ): (ولها ثلاثة عشر اسما؛ اثنان مشهوران (براءة)، و(التّوبة) و(سورة العذاب) و(والمقشقشة) لأنّه تقشقش عن النّفاق أي: تبرئ، وقيل: من تقشقش المريض إذا برأ (والبحوث) لأنّها تبحث عن سرائر المنافقين و(الفاضحة) لأنّها فضحت المنافقين

و(المبعثرة) لأنّها بعثرت أخبار النّاس وكشفت عن سرائرهم و(المثيرة) لأنّها أثارت مخازي المنافقين و(الحافرة) لأنّها حفرت عن قلوبهم و(المشردة) لأنّه تشرد بالمنافقين و(المخزية) لأنّها تخزي المنافقين و(المنكلة) لأنّها تتكلّم و(المدمدمة) لأنّها تدمدم عليهم). [عمدة القاري:18/344](م)

قالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الشَّوْكَانِيُّ (ت: 1250هـ): (وله أسماءٌ منها: سورة التّوبة [...] وتسمّى: المبعثرة، والبعثرة: البحث). [فتح القدير:2/475](م)

قالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الشَّوْكَانِيُّ (ت: 1250هـ): (وأخرج ابن المنذر عن ابن إسحاق قال: كانت براءةٌ تسمّى في زمن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم وبعده المبعثرة لما كشفت من سرائر النّاس). [فتح القدير:2/476](م)

قالَ مُحَمَّد الطَّاهِرُ بْنُ عَاشُورٍ (ت: 1393هـ): (وعن ابن عبّاسٍ أنّه سمّاها «المبعثرة» لأنّها بعثرت عن أسرار المنافقين، أي أخرجته من مكانها). [التحرير والتنوير:10/96](م)



دليل هذا الاسم:

قالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الشَّوْكَانِيُّ (ت: 1250هـ): (وأخرج ابن المنذر عن ابن إسحاق قال: كانت براءةٌ تسمّى في زمن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم وبعده المبعثرة لما كشفت من سرائر النّاس). [فتح القدير:2/476](م)

قالَ مُحَمَّد الطَّاهِرُ بْنُ عَاشُورٍ (ت: 1393هـ): (وعن ابن عبّاسٍ أنّه سمّاها «المبعثرة» لأنّها بعثرت عن أسرار المنافقين، أي أخرجتها من مكانها). [التحرير والتنوير:10/96](م)



سبب التسمية :

قالَ مَحْمُودُ بْنُ عُمَرَ الزَّمَخْشَرِيُّ (ت: 538هـ): (لها عدة أسماء: براءة، التوبة، المقشقشة، المبعثرة، المشردة، المخزية، الفاضحة، المثيرة، الحافرة، المنكلة، المدمدمة، سورة العذاب، لأنّ فيها التوبة على المؤمنين، وهي تقشقش من النفاق أي تبرئ منه، وتبعثر عن أسرار المنافقين تبحث عنها، وتثيره وتحفر عنها، وتفضحهم وتنكلهم وتشرد بهم وتخزيهم وتدمدم عليهم). [الكشاف:3/5](م)

قَالَ أبو الفَرَجِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَلِيٍّ ابْنُ الجَوْزِيِّ (ت: 597هـ): (المبعثرة؛ لأنها بعثرت أخبار الناس وكشفت عن سرائرهم). [زاد المسير:3/389](م)

قالَ عَلَمُ الدِّينِ عليُّ بنُ محمَّدٍ السَّخَاوِيُّ (ت: 643هـ): (وتسمى المبعثرة لأنها بعثرت عن أسرار المنافقين). [جمال القراء:1/36]

قالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ البَيْضَاوِيُّ (ت: 691هـ): (وهي آخر ما نزل ولها أسماء أخرى (التوبة) و(المقشقشة) و(البحوث) و(المبعثرة) و(المنقرة) و(المثيرة) و(الحافرة) و(المخزية) و(الفاضحة) و(المنكلة) و(المشردة) و(المدمدمة) و(سورة العذاب) لما فيها من التوبة للمؤمنين والقشقشة من النفاق وهي التبري منه والبحث عن حال المنافقين وإثارتها والحفر عنهم وما يخزيهم وفضحهم وينكلهم ويشردهم ويدمدم عليهم). [أنوار التنزيل:3/70](م)

قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ): (و(المبعثرة) لأنّها بعثرت أخبار النّاس وكشفت عن سرائرهم). [عمدة القاري:18/344](م)

قالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الشَّوْكَانِيُّ (ت: 1250هـ): (وتسمّى: المبعثرة، والبعثرة: البحث). [فتح القدير:2/475](م)

قالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الشَّوْكَانِيُّ (ت: 1250هـ): (وأخرج ابن المنذر عن ابن إسحاق قال: كانت براءةٌ تسمّى في زمن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم وبعده المبعثرة لما كشفت من سرائر النّاس). [فتح القدير:2/476](م)

قالَ مُحَمَّد الطَّاهِرُ بْنُ عَاشُورٍ (ت: 1393هـ): (وعن ابن عبّاسٍ أنّه سمّاها «المبعثرة» لأنّها بعثرت عن أسرار المنافقين، أي أخرجتها من مكانها). [التحرير والتنوير:10/96](م)





الاسم العاشر : المثيرة

قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (حدّثنا محمّد بن يحيى أنبأ العبّاس ثنا يزيد بن زريعٍ ثنا سعيدٌ عن قتادة قوله: { قل استهزؤا إنّ اللّه مخرجٌ ما تحذرون} قال: كانت هذه السّورة تسمّى: الفاضحة- فاضحة المنافقين- وكان يقال لها: المثيرة- أنبأت بمثالبهم وعوراتهم- فقال: المثالب: العيوب). [تفسير القرآن العظيم: 6/1829] (م)

قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت: 546هـ): (وتسمى سورة التوبة،... قال الحارث بن يزيد: كانت تدعى المبعثرة ويقال لها المثيرة، ويقال لها البحوث). [المحرر الوجيز:10/251](م)

قَالَ أبو الفَرَجِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَلِيٍّ ابْنُ الجَوْزِيِّ (ت: 597هـ): (فصل: ولها تسعة أسماء:[...] والثامن: المثيرة لأنها أثارت مخازي المنافقين ومثالبهم، قاله قتادة...). [زاد المسير:3/389](م)

قالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ البَيْضَاوِيُّ (ت: 691هـ): (وهي آخر ما نزل ولها أسماء أخرى (التوبة) و(المقشقشة) و(البحوث) و(المبعثرة) و(المنقرة) و(المثيرة) و(الحافرة) و(المخزية) و(الفاضحة) و(المنكلة) و(المشردة) و(المدمدمة) و(سورة العذاب)). [أنوار التنزيل:3/70](م)

قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ): (ولها ثلاثة عشر اسما؛ اثنان مشهوران (براءة)، و(التّوبة) و(سورة العذاب) و(والمقشقشة) لأنّه تقشقش عن النّفاق أي: تبرئ، وقيل: من تقشقش المريض إذا برأ (والبحوث) لأنّها تبحث عن سرائر المنافقين و(الفاضحة) لأنّها فضحت المنافقين

و(المبعثرة) لأنّها بعثرت أخبار النّاس وكشفت عن سرائرهم و(المثيرة) لأنّها أثارت مخازي المنافقين و(الحافرة) لأنّها حفرت عن قلوبهم و(المشردة) لأنّها تشرد بالمنافقين و(المخزية) لأنّها تخزي المنافقين و(المنكلة) لأنّها تتكلّم و(المدمدمة) لأنّها تدمدم عليهم). [عمدة القاري:18/344](م)

قالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الشَّوْكَانِيُّ (ت: 1250هـ): (وتسمّى أيضا بأسماء: كالمقشقشة، لكونها تقشقش من النّفاق: أي تبرّئ منه والمخزية: لكونه أخزت المنافقين والمثيرة: لكونها تثير أسرارهم والحافرة: لكونها تحفر عنه والمنكّلة لما فيها من التّنكيل لهم، والمدمدمة لأنّها تدمدم عليهم). [فتح القدير:2/475](م)

قالَ مُحَمَّد الطَّاهِرُ بْنُ عَاشُورٍ (ت: 1393هـ): (وعن قتادة: أنّها تسمّى «المثيرة» لأنّها أثارت عورات المنافقين وأظهرتها). [التحرير والتنوير:10/96](م)



سبب التسمية:

قالَ مَحْمُودُ بْنُ عُمَرَ الزَّمَخْشَرِيُّ (ت: 538هـ): (لها عدة أسماء: براءة، التوبة، المقشقشة، المبعثرة، المشردة، المخزية، الفاضحة، المثيرة، الحافرة، المنكلة، المدمدمة، سورة العذاب، لأنّ فيها التوبة على المؤمنين، وهي تقشقش من النفاق أي تبرئ منه، وتبعثر عن أسرار المنافقين تبحث عنها وتثيرها وتحفر عنها وتفضحهم وتنكلهم وتشرد بهم وتخزيهم وتدمدم عليهم). [الكشاف:3/5](م)

قَالَ أبو الفَرَجِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَلِيٍّ ابْنُ الجَوْزِيِّ (ت: 597هـ): (المثيرة لأنها أثارت مخازي المنافقين ومثالبهم). [زاد المسير:3/389](م)

قالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ البَيْضَاوِيُّ (ت: 691هـ): (وله أسماء أخرى (التوبة) و(المقشقشة) و(البحوث) و(المبعثرة) و(المنقرة) و(المثيرة) و(الحافرة) و(المخزية) و(الفاضحة) و(المنكلة) و(المشردة) و(المدمدمة) و(سورة العذاب)

لما فيها من التوبة للمؤمنين والقشقشة من النفاق وهي التبري منه والبحث عن حال المنافقين وإثارتها والحفر عنهم وما يخزيهم وفضحهم وينكلهم ويشردهم ويدمدم عليهم). [أنوار التنزيل:3/70](م)

قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ): (و(الحافرة) لأنّها حفرت عن قلوبهم و(المشردة) لأنّها تشرد بالمنافقين و(المخزية) لأنّها تخزي المنافقين و(المنكلة) لأنّها تتكلّم و(المدمدمة) لأنّها تدمدم عليهم). [عمدة القاري:18/344](م)

قالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الشَّوْكَانِيُّ (ت: 1250هـ): (والمخزية: لكونها أخزت المنافقين. والمثيرة: لكونها تثير أسرارهم.

والحافرة: لكونها تحفر عنها. والمنكّلة: لما فيها من التّنكيل لهم. والمدمدمة: لأنّها تدمدم عليهم).[فتح القدير:2/475](م)

قالَ مُحَمَّد الطَّاهِرُ بْنُ عَاشُورٍ (ت: 1393هـ): (وعن قتادة: أنّها تسمّى «المثيرة» لأنّها أثارت عورات المنافقين وأظهرتها). [التحرير والتنوير:10/96](م)





الاسم الحادي عشر : الحافرة

قالَ مَحْمُودُ بْنُ عُمَرَ الزَّمَخْشَرِيُّ (ت: 538هـ): (لها عدة أسماء: براءة، التوبة، المقشقشة، المبعثرة، المشردة، المخزية، الفاضحة، المثيرة، الحافرة، المنكلة، المدمدمة، سورة العذاب). [الكشاف:3/5](م)

قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت: 546هـ): (وتسمى سورة التوبة... وتسمى الحافرة لأنها حفرت عن قلوب المنافقين، قال ابن عباس: مازال ينزل ومنهم ومنهم حتى ظن أنه لا يبقى أحد). [المحرر الوجيز:10/251](م)

قَالَ أبو الفَرَجِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَلِيٍّ ابْنُ الجَوْزِيِّ (ت: 597هـ): (فصل: ولها تسعة أسماء:[...] والتاسع: الحافرة؛ لأنها حفرت عن قلوب المنافقين، قاله الزجاج). [زاد المسير:3/389](م)

قالَ عَلَمُ الدِّينِ عليُّ بنُ محمَّدٍ السَّخَاوِيُّ (ت: 643هـ): (وتسمى (براءة) سورة العذاب [...] والحافرة...). [جمال القراء:1/36](م)

قالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ البَيْضَاوِيُّ (ت: 691هـ): (وهي آخر ما نزل ولها أسماء أخرى (التوبة) و(المقشقشة) و(البحوث) و(المبعثرة) و(المنقرة) و(المثيرة) و(الحافرة) و(المخزية) و(الفاضحة) و(المنكلة) و(المشردة) و(المدمدمة) و(سورة العذاب)). [أنوار التنزيل:3/70](م)

قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ): (ولها ثلاثة عشر اسما؛ اثنان مشهوران (براءة)، و(التّوبة) و(سورة العذاب) و(والمقشقشة) لأنّه تقشقش عن النّفاق أي: تبرئ، وقيل: من تقشقش المريض إذا برأ (والبحوث) لأنّها تبحث عن سرائر المنافقين و(الفاضحة) لأنّها فضحت المنافقين

و(المبعثرة) لأنّها بعثرت أخبار النّاس وكشفت عن سرائرهم و(المثيرة) لأنّها أثارت مخازي المنافقين و(الحافرة) لأنّها حفرت عن قلوبهم و(المشردة) لأنّها تشرد بالمنافقين و(المخزية) لأنّها تخزي المنافقين و(المنكلة) لأنّها تتكلّم و(المدمدمة) لأنّها تدمدم عليهم). [عمدة القاري:18/344](م)

قالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الشَّوْكَانِيُّ (ت: 1250هـ): (وتسمّى أيضا بأسماء: كالمقشقشة، لكونها تقشقش من النّفاق: أي تبرّئ منه والمخزية: لكونه أخزت المنافقين والمثيرة: لكونها تثير أسرارهم والحافرة: لكونها تحفر عنها والمنكّلة لما فيها من التّنكيل لهم، والمدمدمة لأنّها تدمدم عليهم). [فتح القدير:2/475](م)

قالَ مُحَمَّد الطَّاهِرُ بْنُ عَاشُورٍ (ت: 1393هـ): (وعن الحسن البصريّ أنّه دعاها «الحافرة» كأنّها حفرت عمّا في قلوب المنافقين من النّفاق، فأظهرته للمسلمين). [التحرير والتنوير:10/96](م)



دليل هذا الاسم:

قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت: 546هـ): (وتسمى سورة التوبة... وتسمى الحافرة لأنها حفرت عن قلوب المنافقين، قال ابن عباس: مازال ينزل ومنهم ومنهم حتى ظن أنه لا يبقى أحد). [المحرر الوجيز:10/251](م)

سبب التسمية:

قالَ مَحْمُودُ بْنُ عُمَرَ الزَّمَخْشَرِيُّ (ت: 538هـ): (لها عدة أسماء: براءة، التوبة، المقشقشة، المبعثرة، المشردة، المخزية، الفاضحة، المثيرة، الحافرة، المنكلة، المدمدمة، سورة العذاب، لأنّ فيها التوبة على المؤمنين، وهي تقشقش من النفاق أي تبرئ منه، وتبعثر عن أسرار المنافقين تبحث عنها وتثيره وتحفر عنها وتفضحهم وتنكلهم وتشرد بهم وتخزيهم وتدمدم عليهم). [الكشاف:3/5](م)

قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت: 546هـ): (وتسمى الحافرة لأنها حفرت عن قلوب المنافقين). [المحرر الوجيز:10/251](م)

قَالَ أبو الفَرَجِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَلِيٍّ ابْنُ الجَوْزِيِّ (ت: 597هـ): (الحافرة؛ لأنها حفرت عن قلوب المنافقين). [زاد المسير:3/389](م)

قالَ عَلَمُ الدِّينِ عليُّ بنُ محمَّدٍ السَّخَاوِيُّ (ت: 643هـ): (والحافرة لأنها حفرت عن أسرارهم). [جمال القراء:1/36](م)

قالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ البَيْضَاوِيُّ (ت: 691هـ): (وله أسماء أخرى (التوبة) و(المقشقشة) و(البحوث) و(المبعثرة) و(المنقرة) و(المثيرة) و(الحافرة) و(المخزية) و(الفاضحة) و(المنكلة) و(المشردة) و(المدمدمة) و(سورة العذاب) لما فيها من التوبة للمؤمنين والقشقشة من النفاق وهي التبري منه والبحث عن حال المنافقين وإثارتها والحفر عنهم وما يخزيهم وفضحهم وينكلهم ويشردهم ويدمدم عليهم). [أنوار التنزيل:3/70](م)

قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ): (و(الحافرة) لأنّها حفرت عن قلوبهم). [عمدة القاري:18/344](م)

قالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الشَّوْكَانِيُّ (ت: 1250هـ): (والمخزية: لكونها أخزت المنافقين. والمثيرة: لكونها تثير أسرارهم.

والحافرة: لكونها تحفر عنها. والمنكّلة: لما فيها من التّنكيل لهم. والمدمدمة: لأنّها تدمدم عليهم).[فتح القدير:2/475](م)

قالَ مُحَمَّد الطَّاهِرُ بْنُ عَاشُورٍ (ت: 1393هـ): (وعن الحسن البصريّ أنّه دعاها «الحافرة» كأنّها حفرت عمّا في قلوب المنافقين من النّفاق، فأظهرته للمسلمين). [التحرير والتنوير:10/96](م)





الاسم الثاني عشر: المعبرة

قالَ جَلالُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911هـ): (وأخرج ابن المنذر عن محمد بن إسحاق رضي الله عنه قال: كانت براءة تسمى في زمان النَّبِيّ المعبرة لما كشفت من سرائر الناس). [الدر المنثور: 7/226](م)

دليل هذا الاسم:

قالَ جَلالُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911هـ): (وأخرج ابن المنذر عن محمد بن إسحاق رضي الله عنه قال: كانت براءة تسمى في زمان النَّبِيّ المعبرة لما كشفت من سرائر الناس). [الدر المنثور: 7/226](م)

سبب التسمية:

قالَ جَلالُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911هـ): (وأخرج ابن المنذر عن محمد بن إسحاق رضي الله عنه قال: كانت براءة تسمى في زمان النَّبِيّ المعبرة لما كشفت من سرائر الناس). [الدر المنثور: 7/226](م)





الاسم الثالث عشر: البحوث

قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت: 546هـ): (وتسمى سورة التوبة،... قال الحارث بن يزيد: كانت تدعى المبعثرة ويقال لها المثيرة، ويقال لها البحوث). [المحرر الوجيز:10/251](م)

قَالَ أبو الفَرَجِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَلِيٍّ ابْنُ الجَوْزِيِّ (ت: 597هـ): (فصل: ولها تسعة أسماء:[...] والخامس: سورة البحوث؛ لأنها بحثت عن سرائر المنافقين، قاله المقداد بن الأسود...). [زاد المسير:3/389](م)

قالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ البَيْضَاوِيُّ (ت: 691هـ): (وهي آخر ما نزل ولها أسماء أخرى (التوبة) و(المقشقشة) و(البحوث) و(المبعثرة) و(المنقرة) و(المثيرة) و(الحافرة) و(المخزية) و(الفاضحة) و(المنكلة) و(المشردة) و(المدمدمة) و(سورة العذاب)). [أنوار التنزيل:3/70](م)

قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ): (ولها ثلاثة عشر اسما؛ اثنان مشهوران (براءة)، و(التّوبة) و(سورة العذاب) و(والمقشقشة) لأنّه تقشقش عن النّفاق أي: تبرئ، وقيل: من تقشقش المريض إذا برأ (والبحوث) لأنّه تبحث عن سرائر المنافقين و(الفاضحة) لأنّها فضحت المنافقين و(المبعثرة) لأنّه بعثرت أخبار النّاس وكشفت عن سرائرهم و(المثيرة) لأنّها أثارت مخازي المنافقين و(الحافرة) لأنّها حفرت عن قلوبهم

و(المشردة) لأنّها تشرد بالمنافقين و(المخزية) لأنّها تخزي المنافقين و(المنكلة) لأنّها تتكلّم و(المدمدمة) لأنّها تدمدم عليهم). [عمدة القاري:18/344](م)

قالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الشَّوْكَانِيُّ (ت: 1250هـ): (وله أسماءٌ منها: سورة التّوبة [...] وتسمّى: البحوث...). [فتح القدير:2/475](م)

قالَ مُحَمَّد الطَّاهِرُ بْنُ عَاشُورٍ (ت: 1393هـ): (وعن المقداد بن الأسود، وأبي أيّوب الأنصاريّ: تسميتها «البحوث» - بباءٍ موحّدةٍ مفتوحةٍ في أوّله وبمثلّثةٍ في آخره بوزن فعولٍ- بمعنى الباحثة، وهو مثل ت



سميتها «المنقّرة»). [التحرير والتنوير:10/96](م)

سبب التسمية:

قَالَ أبو الفَرَجِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَلِيٍّ ابْنُ الجَوْزِيِّ (ت: 597هـ): (سورة البحوث؛ لأنها بحثت عن سرائر المنافقين). [زاد المسير:3/389](م)

قالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ البَيْضَاوِيُّ (ت: 691هـ): (وهي آخر ما نزل ولها أسماء أخرى (التوبة) و(المقشقشة) و(البحوث) و(المبعثرة) و(المنقرة) و(المثيرة) و(الحافرة) و(المخزية) و(الفاضحة) و(المنكلة) و(المشردة) و(المدمدمة) و(سورة العذاب) لما فيها من التوبة للمؤمنين والقشقشة من النفاق وهي التبري منه والبحث عن حال المنافقين وإثارتها والحفر عنهم وما يخزيهم وفضحهم وينكلهم ويشردهم ويدمدم عليهم). [أنوار التنزيل: 3/70](م)

قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ): (و(البحوث) لأنّها تبحث عن سرائر المنافقين). [عمدة القاري:18/344](م)

قالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الشَّوْكَانِيُّ (ت: 1250هـ): (وتسمّى: البحوث، لأنّها تبحث عن أسرار المنافقين). [فتح القدير:2/475](م)

قالَ مُحَمَّد الطَّاهِرُ بْنُ عَاشُورٍ (ت: 1393هـ): (وعن المقداد بن الأسود، وأبي أيّوب الأنصاريّ: تسميتها «البحوث» - بباءٍ موحّدةٍ مفتوحةٍ في أوّله وبمثلّثةٍ في آخره بوزن فعولٍ- بمعنى الباحثة، وهو مثل تسميتها «المنقّرة»). [التحرير والتنوير:10/96](م





الاسم الرابع عشر: المدمدمة

قالَ مَحْمُودُ بْنُ عُمَرَ الزَّمَخْشَرِيُّ (ت: 538هـ): (لها عدة أسماء: براءة، التوبة، المقشقشة، المبعثرة، المشردة، المخزية، الفاضحة، المثيرة، الحافرة، المنكلة، المدمدمة، سورة العذاب). [الكشاف:3/5](م)

قالَ عَلَمُ الدِّينِ عليُّ بنُ محمَّدٍ السَّخَاوِيُّ (ت: 643هـ): (وتسمى (براءة) سورة العذاب[...] والمدمدمة...). [جمال القراء:1/36](م)

قالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ البَيْضَاوِيُّ (ت: 691هـ): (وهي آخر ما نزل ولها أسماء أخرى (التوبة) و(المقشقشة) و(البحوث) و(المبعثرة) و(المنقرة) و(المثيرة) و(الحافرة) و(المخزية) و(الفاضحة) و(المنكلة) و(المشردة) و(المدمدمة) و(سورة العذاب)). [أنوار التنزيل:3/70](م)

قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ): (ولها ثلاثة عشر اسما؛ اثنان مشهوران (براءة)، و(التّوبة) و(سورة العذاب) و(والمقشقشة) لأنّه تقشقش عن النّفاق أي: تبرئ، وقيل: من تقشقش المريض إذا برأ (والبحوث) لأنّها تبحث عن سرائر المنافقين و(الفاضحة) لأنّها فضحت المنافقين و(المبعثرة) لأنّها بعثرت أخبار النّاس وكشفت عن سرائرهم و(المثيرة) لأنّها أثارت مخازي المنافقين و(الحافرة) لأنّها حفرت عن قلوبهم

و(المشردة) لأنّها تشرد بالمنافقين و(المخزية) لأنّها تخزي المنافقين و(المنكلة) لأنّها تتكلّم و(المدمدمة) لأنّها تدمدم عليهم). [عمدة القاري:18/344](م)

قالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الشَّوْكَانِيُّ (ت: 1250هـ): (وتسمّى أيضا بأسماء: كالمقشقشة، لكونها تقشقش من النّفاق: أي تبرّئ منه والمخزية: لكونه أخزت المنافقين والمثيرة: لكونها تثير أسرارهم والحافرة: لكونها تحفر عنها والمنكّلة لما فيها من التّنكيل لهم، والمدمدمة لأنّها تدمدم عليهم). [فتح القدير:2/475](م)

قالَ مُحَمَّد الطَّاهِرُ بْنُ عَاشُورٍ (ت: 1393هـ): (وعن سفيان أنّها تسمّى «المدمدمة» - بصيغة اسم الفاعل من دمدم إذا أهلك، لأنّها كانت سبب هلاك المشركين). [التحرير والتنوير: 10/97](م)



سبب التسمية:

قالَ مَحْمُودُ بْنُ عُمَرَ الزَّمَخْشَرِيُّ (ت: 538هـ): (لها عدة أسماء: براءة، التوبة، المقشقشة، المبعثرة، المشردة، المخزية، الفاضحة، المثيرة، الحافرة، المنكلة، المدمدمة، سورة العذاب، لأنّ فيها التوبة على المؤمنين، وهي تقشقش من النفاق أي تبرئ منه، وتبعثر عن أسرار المنافقين تبحث عنها وتثيرها وتحفر عنها وتفضحهم وتنكلهم وتشرد بهم وتخزيهم وتدمدم عليهم). [الكشاف:3/5](م)

قالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ البَيْضَاوِيُّ (ت: 691هـ): (وله أسماء أخرى (التوبة) و(المقشقشة) و(البحوث) و(المبعثرة) و(المنقرة) و(المثيرة) و(الحافرة) و(المخزية) و(الفاضحة) و(المنكلة) و(المشردة) و(المدمدمة) و(سورة العذاب)

لما فيها من التوبة للمؤمنين والقشقشة من النفاق وهي التبري منه والبحث عن حال المنافقين وإثارتها والحفر عنهم وما يخزيهم وفضحهم وينكلهم ويشردهم ويدمدم عليهم). [أنوار التنزيل:3/70](م)

قالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الشَّوْكَانِيُّ (ت: 1250هـ): (والمخزية: لكونها أخزت المنافقين. والمثيرة: لكونها تثير أسرارهم.

والحافرة: لكونها تحفر عنها. والمنكّلة: لما فيها من التّنكيل لهم. والمدمدمة: لأنّها تدمدم عليهم). [فتح القدير:2/475](م)

قالَ مُحَمَّد الطَّاهِرُ بْنُ عَاشُورٍ (ت: 1393هـ): (وعن سفيان أنّها تسمّى «المدمدمة» - بصيغة اسم الفاعل من دمدم إذا أهلك، لأنّها كانت سبب هلاك المشركين). [التحرير والتنوير: 10/97](م)

قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ): (و(المدمدمة) لأنّها تدمدم عليهم). [عمدة القاري:18/344](م)





الاسم الخامس عشر: المشردة

قالَ مَحْمُودُ بْنُ عُمَرَ الزَّمَخْشَرِيُّ (ت: 538هـ): (لها عدة أسماء: براءة، التوبة، المقشقشة، المبعثرة، المشردة، المخزية، الفاضحة، المثيرة، الحافرة، المنكلة، المدمدمة، سورة العذاب). [الكشاف:3/5](م)

قالَ عَلَمُ الدِّينِ عليُّ بنُ محمَّدٍ السَّخَاوِيُّ (ت: 643هـ): (وتسمى (براءة) سورة العذاب [...] والمشردة...). [جمال القراء:1/36](م)

قالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ البَيْضَاوِيُّ (ت: 691هـ): (وهي آخر ما نزل ولها أسماء أخرى (التوبة) و(المقشقشة) و(البحوث) و(المبعثرة) و(المنقرة) و(المثيرة) و(الحافرة) و(المخزية) و(الفاضحة) و(المنكلة) و(المشردة) و(المدمدمة) و(سورة العذاب)). [أنوار التنزيل:3/70](م)

قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ): (ولها ثلاثة عشر اسما؛ اثنان مشهوران (براءة)، و(التّوبة) و(سورة العذاب) و(والمقشقشة) لأنّه تقشقش عن النّفاق أي: تبرئ، وقيل: من تقشقش المريض إذا برأ (والبحوث) لأنّها تبحث عن سرائر المنافقين و(الفاضحة) لأنّها فضحت المنافقين و(المبعثرة) لأنّها بعثرت أخبار النّاس وكشفت عن سرائرهم و(المثيرة) لأنّها أثارت مخازي المنافقين و(الحافرة) لأنّها حفرت عن قلوبهم و(المشردة) لأنّها تشرد بالمنافقين و(المخزية) لأنّه تخزي المنافقين و(المنكلة) لأنّها تتكلّم و(المدمدمة) لأنّها تدمدم عليهم). [عمدة القاري:18/344](م)



سبب التسمية:

قالَ مَحْمُودُ بْنُ عُمَرَ الزَّمَخْشَرِيُّ (ت: 538هـ): (لها عدة أسماء: براءة، التوبة، المقشقشة، المبعثرة، المشردة، المخزية، الفاضحة، المثيرة، الحافرة، المنكلة، المدمدمة، سورة العذاب، لأنّ فيها التوبة على المؤمنين، وهي تقشقش من النفاق أي تبرئ منه، وتبعثر عن أسرار المنافقين تبحث عنها وتثيره وتحفر عنها وتفضحهم وتنكلهم وتشرد بهم وتخزيهم وتدمدم عليهم). [الكشاف:3/5](م)

قالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ البَيْضَاوِيُّ (ت: 691هـ): (وله أسماء أخرى (التوبة) و(المقشقشة) و(البحوث) و(المبعثرة) و(المنقرة) و(المثيرة) و(الحافرة) و(المخزية) و(الفاضحة) و(المنكلة) و(المشردة) و(المدمدمة) و(سورة العذاب) لما فيها من التوبة للمؤمنين والقشقشة من النفاق وهي التبري منه والبحث عن حال المنافقين وإثارتها والحفر عنهم وما يخزيهم وفضحهم وينكلهم ويشردهم ويدمدم عليهم). [أنوار التنزيل:3/70](م)

قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ): (و(المشردة) لأنّها تشرد بالمنافقين). [عمدة القاري:18/344](م)

الاسم السادس عشر: المشددة

قالَ مُحَمَّد الطَّاهِرُ بْنُ عَاشُورٍ (ت: 1393هـ): (وفي «الإتقان» أنّها تسمّى «المنكّلة»، أي بتشديد الكاف. وفيه أنّها تسمّى «المشدّدة»). [التحرير والتنوير:10/96](م)





الاسم السابع عشر: السورة التي يذكر فيه التوبة

قالَ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ): (القول في تفسير السّورة الّتي يذكر فيها التّوبة). [جامع البيان: 11/303]

قالَ عبد الرحمنِ بنُ محمدٍ ابنُ أبي حاتمٍ الرازيُّ (ت: 327هـ): (ومن السّورة الّتي تذكر فيها التّوبة). [تفسير القرآن العظيم:6/1745]

يا طيب : ما ذكرناه كله كتبه نفسهم العامة في منتدياتهم ، وذكرناه بطوله لنعرف أسماء سورة براءة ، ولتثبت في أذهاننا ونعتني بها في أفكارن ، وترسخ في نفوسنا وخالص علومنا ، وتكون عبرة معبرة لنا  .









الله يشهد لإيمان علي بآية
{ أجعلتم سقاية الحاج ...}

تقديم : لشأن الآية في علي :

يا طيب : عرفت شأن نزول سورة براءة ، وأنه فيها تبرأ الله ورسوله من الكفار والمشركين والمنافقين ، وإن السورة بعد عشر آيات كلها تتكلم عن المنافقين إلا آيات منها ، وإن كان آياتها الأولى تكلمت عن البراءة من المشركين إلا أنها تثبت إيمان علي عليه السلام ، وأنه الله تعالى أمر سيد المرسلين النبي الكريم والبشير النذير صلى الله عليه وآله أن يبلغها إما هو أو من هو كنفسه ، فأرسل علي بن أبي طالب لتبليغها ، ويكفي بهذه الآيات شهادة لإيمانه وعلو منزلته وأنه هو المبلغ عن الله ورسوله بنص القرآن والوحي وكلام الله وأمره ، وعرفته علما وعمل بأنه أهلا للخلافة والولاية بعد رسول الله ، وعرفت كيف بلغها ، وأن الله تعالى أقصى ونحى وأبعد غيره من التبليغ وتعاليم الدين مهما كان سمته في الصحابة ، وجعلته تابع لرسول الله ولعلي بن أبي طالب بعده بل في حياته صلى الله عليهم وآلهم وسلم .

ويا طيب : نذكر آية عظيمة في بيان شأن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام وهي في سورة براءة ، وإن كانت الآيات في كل كتاب الله كثيرة في فضله ، ولكن نذكر هنا آية كريمة  تنص ليس فقط على إيمانه ، بل على إيمانه وهجرته وجهاده في سبيل الله .

ويا طيب : قد عرفت أن السورة تكلمت عن المنافقين في كل آياته لأنهم يدخلون ضمن الكفار والمشركين وإن كن لهم سمة التظاهر في الإسلام والإيمان ، وبهذه السورة براءة وهي آخر سورة نزلت من كتاب الله تبين أن النفاق دخل في قلوب كثير من المسلمين بل والمؤمنين السابقين ، فصار الشك في كلهم محكم إل من زكاه الله ورسوله بحق ، ويكون غير علي بعد رسول الله تابعا له ، فإن تبع أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه اسلام ونصره وأيده ورضى عنه سيد الأوصياء وزوجته سيدة النساء فهو مرضي لله تعالى ، وإلا إن خالفه فهو يدخل في المنافقين مهما كان ، وبالخصوص من غصب خلافته لرسول الله ظاهرا وتحكم بدون إذنه في المسلمين .

وبهذا نعرف : أنه يجب على كل مؤمن حقا أن يتتبع أخبار علي وآله عليهم السلام ، ويطيعهم ويتعلم منهم وممن تبعهم حقا دون من خالفهم ، وهذ المقال من حجج الإمامة والولاية والخلافة لله ورسوله في المسلمين ، وتثبت مع الآيات الأخرى إمامة النبي وآله علي وأبناءه المعصومين أنهم حجج الله وخلفاء رسوله بالحق ، ولمعرف هذا نذكر نص الآية من سورة براءة في شأن الأمام علي عليه السلام ، وأنه تشهد بنص كلام الله بأنه مؤمن ومجاهد بحق ومهاجر في سبيل الله ، فضلا عن آيات كريمة كثيرة أخرى في كتاب الله وأحاديث رسول الله ، فتدبرها :

قال الله تعالى في سورة براءة :

{ أَجَعَلْتُمْ

سِقَايَةَ الْحَاجِّ

وَعِمَارَةَ  الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ

كَمَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ

وَجَاهَدَ فِي سَبِيلِ اللّهِ

لاَ يَسْتَوُونَ عِندَ اللّهِ

وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ  الظَّالِمِينَ (19)

 الَّذِينَ آمَنُواْ وَهَاجَرُواْ وَجَاهَدُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ أَعْظَمُ دَرَجَةً عِندَ اللّهِ  وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ (20) يُبَشِّرُهُمْ رَبُّهُم بِرَحْمَةٍ مِّنْهُ وَرِضْوَانٍ وَجَنَّاتٍ لَّهُمْ فِيهَا نَعِيمٌ مُّقِيمٌ (21) خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا إِنَّ اللّهَ عِندَهُ  أَجْرٌ عَظِيمٌ (22) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ آبَاءكُمْ وَإِخْوَانَكُمْ أَوْلِيَاء إَنِ اسْتَحَبُّواْ الْكُفْرَ عَلَى الإِيمَانِ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ (23) قُلْ إِن كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَآؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَ أَحَبَّ إِلَيْكُم مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ  وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُواْ حَتَّى يَأْتِيَ اللّهُ بِأَمْرِهِ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ (24)

 لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللّهُ  فِي مَوَاطِنَ كَثِيرَةٍ وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنكُمْ شَيْئًا وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُم مُّدْبِرِينَ (25) ثُمَّ أَنَزلَ اللّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَنزَلَ جُنُودًا لَّمْ تَرَوْهَا  وَعذَّبَ الَّذِينَ كَفَرُواْ وَذَلِكَ جَزَاء الْكَافِرِينَ (26) ثُمَّ يَتُوبُ اللّهُ مِن بَعْدِ ذَلِكَ عَلَى مَن يَشَاء وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (27) } التوبة .

يا طيب : كلامنا في الآية 19 من الآيات أعلاه والباقي تبع لها ، لأنها تفصل فضل المؤمنين والمجاهدين والمهاجرين في سبيل الله ،

وذكرنا آيات غزوة حنين : تبعا لها لأنه رسول الله وعلي وهل البيت من آله عليهم السلام هم من ثبت مع رسول الله ، وهذه الآيات أيضا تؤكد شأنه الكريم وأنه صاحب السكينة مع رسول الله ، وغيرهم فروا ومشكوك في إيمانهم إلا من ثبتت توبته ، ونعرفها بإطاعته لله ورسوله ومن شهد الله له بالإيمان والولاية في هذه الآيات وفي يوم الغدير وحديث الثقلين وغيره بل وآيات المباهلة والمودة وغيره الكثير .

ويا طيب : بعد هذه المقدمة نذكر الأحاديث من العامة والخاصة ، في شأن نزولها في أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام ، وأنها شهادة على شهادة حتى اليقين على إيمانه بالله وهجرته وجهاده في سبيل الله ولذا فاز ونجى وهدي من تبعه حقا .



أحاديث نزول الآية في علي :

ما ذكره الطبراني :

قال الطبراني في تفسيره : قوله تعالى: { أَ جَعَلْتُمْ سِقايَةَ الْحاجِ‏ وَ عِمارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَ الْيَوْمِ الْآخِرِ } .

 روي عن ابن عبّاس أنه قال : قال العبّاس: لئن كنتم سبقتمون بالإسلام و الهجرة و الجهاد، لقد كنّا نعمر المسجد الحرام و نسقي الحاجّ . فأنزل اللّه هذه الآية . يعني أنّ ذلك كان منكم في الشّرك و لا أقبل ما كان في الشرك.

و روي أنّ المشركين قالوا: عمارة المسجد الحرام و قيام على السّقاية خير ممن آمن و جاهد، وكانوا يفتخرون بالحرم، ويستكبرون به من أجل أنهم أهله و عمّاره، فأنزل اللّه هذه الآية، و أخبرهم أنّ عمارتهم المسجد الحرام و قيامهم على السّقاية لا ينفعهم عند اللّه من الشّرك باللّه.

و قال الحسن:

نزلت هذه الآية : في عليّ و العبّاس و طلحة بن شيبة من بني عبد الدّار، و ذلك أنّهم افتخروا، فقال طلحة: أنا صاحب البيت، بيديّ مفتاحه، قال العبّاس: أنا صاحب السّقاية.

 و قال عليّ: أنا صاحب الجهاد.

 فأنزل اللّه هذه الآية:

 { أَ جَعَلْتُمْ سِقايَةَ الْحاجِّ وَ عِمارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ } : أي أجعلتم صاحب سقاية الحاجّ و صاحب عمارة المسجد الحرام كإيمان من آمن باللّه و اليوم الآخر، وَ جاهَدَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ لا يَسْتَوُونَ عِنْدَ اللَّهِ؛ و قيل: معناه: أجعلتم ساقي الحاجّ و عامر المسجد الحرام، جعل السقاية بمعنى السّاقي، و العمارة بمعنى العامر، كقوله: { وَ الْعاقِبَةُ لِلتَّقْوى‏ } أي للمتّقين.

التفسير الكبير: تفسير القرآن العظيم للطبراني ج3ص294 طبع دار الكتاب الثقافي 6 أجزاء- اردن - اربد، الطبعة الأولى سنة 2008 م ، و أخرجه الطبري في جامع البيان الأثر (12864) عن محمّد بن كعب القرظي بتمامه، و عن الحسن مختصرا.

ما قاله الطوسي :

وقال الشيخ الطوسي : قوله تعالى: [سورة التوبة (9): آية 19]{ أَ جَعَلْتُمْ سِقايَةَ الْحاجِ‏ وَ عِمارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَ الْيَوْمِ الْآخِرِ وَ جاهَدَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ لا يَسْتَوُونَ عِنْدَ اللَّهِ وَ اللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (19) } براءة .

خاطب اللَّه تعالى بهذه الآية : قوماً جعلوا القيام بسقي الحجيج و عمارة المسجد الحرام من الكفار مع مقامهم على الكفر مساوياً أو أفضل من ايمان من آمن باللَّه و اليوم الآخر و جاهد في سبيل اللَّه، فأخبر تعالى انهما لا يستويان عند اللَّه في الفضل لان الذي آمن باللَّه و اليوم الآخر و جاهد في سبيل اللَّه أفضل ممن يسقي الحجيج و لم يفعل ذلك.

و في الآية حذف احد أمرين: أحدهما- ان يكون تقديره كإيمان من آمن باللَّه و أقام الاسم مقام المصدر، لأن أصل السقاية مصدر ، و السقاية آلة تتخذ لسقي الماء.

و قيل: كانوا يسقون الحجيج الماء و الشراب. و بيت البئر سقاية أيضاً قال الرماني المشبه لا يجوز ان يكون مجاهداً في سبيل اللَّه لأنه لا يعرف اللَّه فيتبع أمره في ذلك ، و المجاهد إذا عرف اللَّه صح ان يكون مطيعاً بالجهاد لاتباعه امر اللَّه فيه.

 و روي: عن أبي جعفر و أبي عبد اللَّه عليهما السلام‏ إن الآية نزلت في أمير المؤمنين عليه السلام و العباس.

و روى الطبري : بإسناده عن ابن عباس أنها نزلت في العباس حين قال يوم بدر: إن سبقتمونا الى الإسلام و الهجرة لم تسبقونا الى سقاية الحاج و سدنة البيت، فأنزل اللَّه الآية. وروى الطبري بإسناده عن الحسن انها نزلت في علي والعباس و عثمان و شيبة. وقال الشعبي: نزلت في علي و العباس، و به قال ابن وهب و السدي.

التبيان في تفسير القرآن ج‏5ص190 طبع دار إحياء التراث العربي - لبنان - بيروت، الطبعة الأولى 10 أجزاء.، و تفسير الطبري 14/ 172 و معاني القرآن 1/ 427 .

ما قاله الثعلبي :

قال الثعلبي : في تفسيره الكشف والبيان ، بعد أن ذكر الآية :

السقاية : لا تنفعهم عند الله مع الشرك، و أن الإيمان بالله و الجهاد مع نبيّه خير مما هم عليه.

الحسن و الشعبي و محمد بن كعب القرضي‏: نزلت في علي بن أبي طالب كرم الله وجهه و العباس بن عبد المطلب و طلحة بن شيبة، و ذلك أنهم افتخرو ، فقال طلحة: إنّ البيت بيدي مفاتيحه و لو أشاء بتّ فيه، و قال العباس: أنا صاحب السقاية و القائم عليها و لو أشاء بتّ في المسجد.

 و قال علي رضي اللّه عنه: لا أدري ما تقولون ، لقد صلّيت إلى القبلة ستة أشهر قبل الناس، و أنا صاحب الجهاد، فأنزل الله تعالى هذه الآية .

الكشف و البيان تفسير ثعلبى ج5ص20 طبع دار إحياء التراث العربي - لبنان - بيروت، الطبعة الأولى 10 أجزاء سنه  1422 ه ق. وخرجه محققه عن تفسير الطبري: 10/ 124، و زاد المسير: 3/ 279.



شأن سورة براءة وآية الإيمان
في شواهد الحسكاني

تقديم :

يا طيب : لكي نستوفي بعض شأن البحث في قصة شأن سورة براءة ونزولها وآية الإيمان ، بعد أن عرفنا أنها تتحدث عن المشركين والكفار والمنافقين في أغلب آياتها وتعنفهم وتحكي عن براءة الله ورسوله منهم وما وعدهم الله من العذاب الشديد ، وحكت عن فضل إيمان مؤمن هو سيد البشر بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، في آية تتبعها آيات تحكي عن إيمانه وفضله وجهاده في سبيل الله وثباته في الحروب ومنها حنين التي فر فيها المسلمون وتركوا النبي وآله في ساحة المعركة ، وهي كما فعلوا في أحد وفي صلاة الجمعة ، والثابتون هم الثابتون في سورة براءة الحاكية عن قصة كون أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام ، هو نفس النبي والمبلغ عن الله ورسوله في أولها وفي حين حكايتها عن المشركين ، وبعد أولها تفصل إيمانه وثباته ، وتعنف المنافقين ممن يسمى المؤمنين والمسلمين ظاهرا في باقي آيتها .

ويا طيب : الآيات في حين تشكك بكل المسلمين فضلا عمن تصدى للحكم دون النبي وآله ، جعلت أسس وقواعد وأصول تعرفنا من هم حقا وليس منافقين ول ضالين وتصدق إيمانهم ، وهم من كانوا مع أمير المؤمنين علي بن أبي طالب وثبتوا معه بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، ولم يعادوه ولم يغصبوا حقه ولا رضوا بذلك ، فلم يخالفوه بحكم فضلا عن كونهم يحاربوه ولم يقتدوا به ، ولم يرضوا به إمام وولي وخليفة بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم .

ويا طيب : لكي يثبت البحث في ذهننا ونطمئن بالإيمان بأنا قد تابعن وأطعنا واقتدينا بمن أختاره الله لنا معلم وهادي لعبودية تعالى ، وأنه هو بحق منعم عليه بالصراط المستقيم الذي نسأل الله كل يوم عشر مرات في الصلوات حين قراءة سورة الفاتحة ، وأن من خالفوه هم أهل الضلال المغضوب عليهم ، و أعاذنا الله منهم ومن فكرهم وقياسهم واستحسانهم التي جعلتهم مخالفين لأئمة الحق وهداة الدين المنعم عليهم بفضل الله .

يا طيب : ليثبت البحث بعمق في أذهاننا ، وليس من باب الإعادة تخل بالفصاحة ، بل من باب الدرس حرف والتكرار ألف ، أي لكي نستوعب معاني تنفعن دنيا وآخرة ، ويرسخ علم في ألبابنا يثبت إيماننا ويرضي الله به عنا ، وبه نعبده مطمئنين إنا على الصراط المستقيم ، ولهذا نذكر ما ذكر في شواهد التنزيل لقواعد التفضيل‏  لعبيد الله بن عبد الله‏ القرشي الحسكاني وتاريخ وفاة المؤلف: 490 ه. ق‏ ، ونذكر مختصرا بعض ما فصله المحقق: المحمودي، محمد باقر رحمه الله ، المتوفى سنة 22/ 1/ 1398، عن نسخة طبعت في طهران لوزارة الثقافة والإرشاد الإسلامي سنة 1411 ه ق ، والكتاب موضوعه روائي لأهل السنة .

ويا طيب : قبل ذكر أحاديث شأن سورة براءة وآية الإيمان ، نذكر هذا الحديث :

قال الحاكم الحسكاني : قول عكرمة مولى ابن عباس في تفضيل علي عليه السلام ، حدثني علي بن موسى بن إسحاق‏ عن محمد بن مسعود بن محمد المفسر قال: حدثن نصر بن أحمد قال: حدثنا عيسى بن مهران قال: حدثنا علي بن خلف العطار قال: حدثن يحيى بن يعلى، عن هارون بن الحكم، عن علي بن بذيمة: عن عكرمة عن ابن عباس قال:

 مَا فِي الْقُرْآنِ آيَةُ: { الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ‏ } .

إِلَّا وَ عَلِيٌّ  أَمِيرُهَا وَ شَرِيفُهَا .

 وَ مَا مِنْ : أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ رَجُلٌ ، إِلَّا وَ قَدْ عَاتَبَهُ اللَّهُ .

 وَ مَا ذَكَرَ : عَلِيّاً ، إِلَّا بِخَيْرٍ .

 [ثم‏] قال عكرمة: إِنِّي لَأَعْلَمُ أَنَّ لِعَلِيٍّ مَنْقَبَةً ، لَوْ حَدَّثْتُ بِهَا لَنَفِدَتْ أَقْطَارُ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ. أَوْ قَالَ: الْأَرْضُ .

شواهد التنزيل لقواعد التفضيل ج1ص30ح13 .  وقال محقق الكتاب و هذ يجي‏ء أيضا بطرق أخر في الفصل (6) تحت الرقم (70) و ما بعده.

و رواه أبو نعيم في ترجمة أمير المؤمنين عليه السلام من كتاب معرفة الصحابة الورق- 21 ب- قال: حدثنا الحسين بن أحمد المختار، والحسين‏ التستري حدثن محمد بن الحسن بن سماعة، حدثنا القاسم بن الضحاك، حدثنا عيسى بن راشد، عن علي بن بذيمة عن عكرمة:

عن ابن عباس قال:

 مَا أَنْزَلَ : اللَّهُ تَعَالَى سُورَةً فِي الْقُرْآنِ [كَذَ أي يا أيها الذي أمنوا وعملوا الصالحات] ، إِلَّا عَلِيٌّ أَمِيرُهَا وَ شَرِيفُهَ .

 وَ لَقَدْ عَاتَبَ : اللَّهُ تَعَالَى أَصْحَابَ مُحَمَّدٍ.

وَ مَا قَالَ : لِعَلِيٍّ ، إِلَّا خَيْراً.

و رواه عنه تحت الرقم: 368 من كتاب الفضائل- فضائل علي عليه السلام- من كنز العمال: ج15ص94ط2.

ويا طيب : هذا الحديث وحده يثبت إخلاص أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ويشكك بإيمان غيره وبالخصوص من أقصاه وخالفه ، ولتفصيل هذا المعنى تدبر المواضيع الآتية .

أحاديث تبليغ الإمام علي عليه السلام لسورة براءة

في شواهد التنزيل لقواعد التفضيل ج‏1 ص 303 ، و من سورة التوبة نزل أيضا فيها :

قوله تعالى:

{وَأَذَانٌ مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ  الأَكْبَرِ أَنَّ اللّهَ بَرِيءٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ (3) } التوبة .

حديث علي بن الحسين :

وقد رواه الحسكاني : عن عدة رواة ورواه محققه ممن رواه عن الإمام علي بن الحسين عليه السلام من مصادر أخرى بتعليقه عليه:

الحديث برقم 307 في شواهد التنزيل : أخبرنا أبو عبد الرحمن محمد بن أحمد القاضي‏ بقراءتي عليه في داري من أصله، قال: أخبرنا أبو الحسن محمد بن جعفر بن النجار بالكوفة، قال: أخبرنا أبو العباس إسحاق بن محمد بن مروان بن زياد القطان‏ قال: حدثنا أبي، قال: حدثنا إسحاق بن يزيد عن حكيم بن جبير :

عنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ قَالَ:

إِنَّ لِعَلِيٍّ : أَسْمَاءً فِي كِتَابِ اللَّهِ لَا يَعْلَمُهُ النَّاسُ .

 قُلْتُ: وَ مَا هُوَ ؟

قَالَ: { وَ أَذانٌ مِنَ اللَّهِ وَ رَسُولِهِ‏ عَلِيٌّ وَ اللَّهِ هُوَ الْأَذَانُ يَوْمَ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ } .

وذكر المحقق لكتاب الشواهد في الحاشية : و ذكرها أيضا البحراني في الباب 7 من المقصد الثاني من كتاب غاية المرام ص 462، و كذلك في الباب 65 ص 364 منه.

 و رواه : عن حكيم بن قيس بن الربيع و حسين الأشقر، و أبو الجارود ، و رواه ابن أبي ذيب عن الزهري عن زين العابدين‏ مثله، و الأخبار متظاهرة بأن هذا المبلغ هو علي بن أبي طالب عليه السلام .

 و رواه : فرات بن إبراهيم بسند آخر في الحديث: 176 من تفسيره ص 53.

و قال : في تفسير الآية الكريمة من الدر المنثور: و أخرج ابن أبي حاتم، عن حكيم بن حميد كذا قال: قال لي علي بن الحسين عليه السلام:

 إِنَّ لِعَلِيٍّ عَلَيْهِ السَّلَامُ : فِي كِتَابِ اللَّهِ اسْماً وَ لَكِنْ لَا يَعْرِفُونَهُ.

قُلْتُ : مَا هُوَ ؟

قَالَ: أَ لَمْ تَسْمَعْ قَوْلَ اللَّهِ: { وَ أَذانٌ مِنَ اللَّهِ وَ رَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الْأَكْبَر }.

 هُوَ وَ اللَّهِ : الْأَذَانُ .

أقول: و تقدم ما بمعناه بسند آخر في الحديث: (261) في ص 202 ط 1.

شواهد التنزيل لقواعد التفضيل ج‏1ص304.





حديث بن عباس :

وفي الشواهد حديث برقم 308 :

 أخبرنا الحاكم الوالد أبو محمد رحمه الله، قال: حدثنا أبو حفص عمر بن أحمد ببغداد، قال: حدثنا عثمان بن أحمد، قال: حدثنا الحسن بن علي قال: حدثن إسماعيل بن عيسى قال: حدثنا المسيب، عن الكلبي عن أبي صالح‏ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ:

 كَانَ بَيْنَ نَبِيِّ اللَّهِ : وَ بَيْنَ قَبَائِلَ مِنَ الْعَرَبِ عَهْدٌ، فَأَمَرَ اللَّهُ نَبِيَّهُ أَنْ يَنْبِذَ إِلَى كُلِّ ذِي عَهْدٍ عَهْدَهُ ، إِلَّا مَنْ أَقَامَ الصَّلَاةَ الْمَكْتُوبَةَ وَ الزَّكَاةَ الْمَفْرُوضَةَ.

 فَبَعَثَ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ : بِتِسْعِ آيَاتٍ مُتَوَالِيَاتٍ مِنْ أَوَّلِ بَرَاءَةَ .

 وَ أَمَرَهُ رَسُولُ اللَّهِ : أَنْ يُنَادِيَ بِهِنَّ يَوْمَ النَّحْرِ، وَ هُوَ يَوْمُ‏ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ، وَ أَنْ يُبْرِئَ ذِمَّةَ رَسُولِ اللَّهِ مِنْ أَهْلِ كُلِّ عَهْدٍ .

 فَقَامَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ : يَوْمَ النَّحْرِ عِنْدَ الْجَمْرَةِ الْكُبْرَى ، فَنَادَى بِهَؤُلَاءِ الْآيَاتِ.

شواهد التنزيل لقواعد التفضيل ج‏1ص304.

حديث أنس بن مالك :

يا طيب : روى هذا الحديث الحسكاني عن عدة من الرواة عن أنس بن مالك ، فنذكره ونذكر ما ذكر محقق الكتاب من مصادر أخرى :

فذكر في شواهد التنزيل في الحديث برقم 309 :

 أخبرنا : جدي الشيخ أبو نصر رحمه الله قال: حدثنا أبو عمرو المزكي قال: حدثنا أبو خليفة البصري قال: حدثنا محمد بن عبد الله الخزاعي قال: حدثنا حماد بن سلمة عن سماك بن حربٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ‏ :

أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ : بَعَثَ بِبَرَاءَةَ مَعَ أَبِي بَكْرٍ إِلَى أَهْلِ مَكَّةَ .

 فَلَمَّا بَلَغَ : ذَا الْحُلَيْفَةِ ، بَعَثَ إِلَيْهِ ، فَرَدَّهُ.

 وَ قَالَ : لَا يَذْهَبْ بِهِ إِلَّا رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ بَيْتِي.

 فَبَعَثَ : عَلِيّاً [كَذَا : مثل الحديث السابق ] .

شواهد التنزيل لقواعد التفضيل ج‏1ص304 وصفحة 305 ، ذكر المحقق لشواهد التنزيل : و قد رواه أيضا أبو نعيم الأصبهاني بسنده عن الزهري في كتابه: ما نزل من القرآن في علي ، ما رواه ابن بطريق في الفصل10 من كتاب خصائص الوحي المبين ص 89 ط 1 قال: حدثنا محمد بن المظفر إملاء، قال: حدثنا جعفر بن الصقر، قال: حدثن حميد بن داود بن إسحاق بن إبراهيم الرملي قال: حدثنا عبد الله بن عثمان بن عطاء، قال: حدثني الوليد بن محمد عن الزهري عن أنس بن مالك قال:

 أرسل رسول الله صلى الله عليه و آله : أبا بكر ببراءة يقرؤه على أهل مكة .

فنزل جبرئيل عليه السلام : على محمد صلى الله عليه و آله .

فقال: يا محمد لا يبلغ عن الله إلا أنت أو رجل منك.

فلحقه: علي عليه السلام ، فأخذها منه.

شواهد التنزيل لقواعد التفضيل ج‏1ص304.

وذكر المحقق : ورواه منهم أبو بكر بن أبي شيبة في الحديث 72 من فضائل علي عليه السلام من كتاب الفضائل تحت الرقم12184 من كتاب المصنف ج7 الورق 161- 4- و في ط: ج 12، ص 84 ط الهند قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا حماد بن سلمة، عن سماك: عن أنس :

أن النبي صلى الله عليه و سلم: بعث ببراءة مع‏ أبي بكر إلى أهل‏ مكة.

 فدعاه : فبعث عليا .

فقال : لا يبلغها إلا رجل من أهل بيتي.

و رواه أيضا : ابن الأعرابي في كتاب معجم الشيوخ ج2 الورق 155- أو 220 طبع آخر ، قال: و حدثنا علي بن سهل‏ أنبأنا عفان، أنبأنا حماد بن سلمة، عن سماك، عن أنس:

أن النبي صلى الله عليه و سلم : بعث براءة مع أبي بكر الصديق إلى أهل مكة .

فقال النبي صلى الله عليه و سلم: ردوه. فردوه .

فقال أبو بكر : ما لي أنزل في شيء ؟

قال: لا ، و لكني أمرت أن لا يبلغها إلا أنا أو رجل مني .

فدفعها : إلى علي بن أبي طالب رضي الله عنه.

و رواه أيضا : القطيعي في الحديث: 69 و 212 من باب فضائل أمير المؤمنين من كتاب الفضائل لأحمد بن حنبل ص 43 و 146 ط1، قال: حدثنا الفضل، قال: حدثنا محمد بن عبد الله الخزاعي، قال: حدثنا حماد بن سلمة، عن سماك بن حرب ، عن أنس بن مالك :

أن رسول الله صلى الله عليه و سلم : بعث ببراءة مع أبي بكر إلى أهل مكة .

 فلما بلغ : ذا الحليفة ، بعث إليه فرده.

و قال صلى الله عليه وآله وسلم : لا يذهب بها إلا رجل من أهل بيتي .

 فبعث : عليا عليه السلام.

و رواه ابن عساكر: بأسانيد في الحديث 878 و ما بعده من ترجمته عليه السلام من تاريخ دمشق ج2 ص 376- 388 ط 2 و صرح فيه برجوع أبي بكر.

و رواه أيضا الترمذي : في تفسير آية البراءة من كتاب التفسير تحت الرقم: 5085 من سننه: ج 4 ص 339 ط دار الفكر قال :حدثنا بندار، أخبرنا عفان بن مسلم و عبد الصمد، قالا: أخبرنا حماد بن سلمة، عن سماك بن حرب: عن أنس بن مالك قال:

بعث النبي صلى الله عليه و سلم : ب «براءة» مع أبي بكر ، ثم دعاه .

فقال : لا ينبغي لأحد أن يبلغ هذا إلا رجل من أهلي .

 فدعا عليا : فأعطاه إياها.

ثم قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب من حديث أنس.

أقول: و رواه عنه ابن كثير في تفسير سورة براءة من تفسيره: ج 2 ص 322 ط بيروت.

وفي الحديث برقم :310 في الشواهد :

 أخبرنا أبو عبد الله الجرجاني قال: أخبرنا أبو طاهر السلمي قال: أخبرنا أبو بكر جدي قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا عفان بن مسلم و عبد الصمد قالا: حدثنا حماد بن سلمة، عنْ سِمَاكٍ عَنْ أَنَسٍ قَالَ:

بَعَثَ النَّبِيُّ : بِبَرَاءَةَ مَعَ أَبِي بَكْرٍ، ثُمَّ دَعَاهُ.

فَقَالَ : لَا يَنْبَغِي أَنْ يُبَلِّغَ هَذَا إِلَّا رَجُلٌ مِنِّي مِنْ أَهْلِي.

فَدَعَا عَلِيّاً : فَأَعْطَاهُ إِيَّاهَا .

شواهد التنزيل لقواعد التفضيل للحسكاني ج1ص306، وذكر المحقق هذا و رواه أيضا النسائي في الحديث: (75) من كتاب الخصائص ص 91، و في ط ص 20 و قال: أخبرن محمد بن بشار، حدثنا عفان و عبد الصمد ...

و رواه أيضا أحمد في مسنده: ج 3- 283 و رواه أيضا السيوطي في تفسير الآية الكريمة من الدر المنثور، و قال: أخرجه ابن أبي شيبة و أحمد و الترمذي و حسنه ، و أبو الشيخ و ابن مردويه عن أنس. و رواه أيضا عنهم الفيروزآبادي في كتاب فضائل الخمسة: ج 2 ص 343.

والحديث رقم :311 قال : أخبرناه علي بن أحمد، قال: أخبرن أحمد بن عبيدة، قال:

حدثنا تمتام، قال: حدثنا عفان بن مسلم أبو عثمان الصفار، قال: حدثن حماد بن سلمة، عن سماك عن أنس‏ أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم :

 بَعَثَ بِبَرَاءَةَ : مَعَ أَبِي بَكْرٍ إِلَى أَهْلِ مَكَّةَ، فَلَمَّا أَدْبَرَ، دَعَاهُ .

وَ أَرْسَلَ : عَلِيّاً .

وَ قَالَ : لَا يُبَلِّغُهَا إِلَّا رَجُلٌ مِنْ قَوْمِي.

والحديث : 312- حدثنا الحاكم أبو عبد الله الحافظ قراءة و أملاه‏ ، قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد بن عقبة الشيباني بالكوفة قال: حدثن الحسين بن الحكم الحبري قال: حدثنا عفان.

و 313- و أخبرنا أبو علي السجستاني‏ قال: أخبرنا أبو علي الرفاء، قال: أخبرنا علي بن عبد العزيز بمكة، قال: حدثنا عفان بن مسلم قال: حدثنا حماد بن سلمة، عن سماك عن أنس‏ :

أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ : بَعَثَ بَرَاءَةَ مَعَ أَبِي بَكْرٍ إِلَى أَهْلِ مَكَّةَ، فَلَمَّا أَنْ قَفَاهُ دَعَاهُ.

 فَبَعَثَ : عَلِيّاً .

وَ قَالَ: لَا يُبَلِّغُهَا إِلَّا رَجُلٌ مِنْ أَهْلِي.

 و ساقاه : لفظا واحدا إلا ما غيرت. قال الحاكم: تفرد به حماد عن سماك وعنه ضويمرة.

شواهد التنزيل لقواعد التفضيل ج1ص307.

والحديث : 314- أخبرناه محمد بن موسى بن الفضل‏ قال: حدثن محمد بن يعقوب، قال: حدثنا محمد بن إسحاق، قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا حماد، عن سماك بن حرب عن أنس بن مالك‏ :

 أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ : بَعَثَ بِبَرَاءَةَ مَعَ أَبِي بَكْرٍ إِلَى أَهْلِ مَكَّةَ، ثُمَّ دَعَاهُ .

فَبَعَثَ : عَلِيّاً .

فَقَالَ: لَا يُبَلِّغُهَا إِلَّا رَجُلٌ مِنْ أَهْلِي.

و قال عفان: أحسبه قال: أخبرنا سماك قال: سمعت أنس بن مالك‏.

والحديث 315- حدثني الأستاذ أبو طاهر الزيادي قال: أخبرن أبو طاهر المحمدآبادي قال: حدثنا أبو قلابة الرقاشي قال: حدثنا عبد الصمد و موسى بن إسماعيل قالا: حدثنا حماد بن سلمة عن سماك بن حرب عن أنس بن مالك‏ :

 أَنَّ النَّبِيَّ : بَعَثَ سُورَةَ بَرَاءَةَ مَعَ أَبِي بَكْرٍ.

ثُمَّ أَرْسَلَ إِلَيْهِ‏ : فَأَخَذَهَا ، وَ دَفَعَهَا إِلَى عَلِيٍّ.

وَ قَالَ: لَا يُؤَدِّي عَنِّي إِلَّا أَنَا ، أَوْ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ بَيْتِي.

شواهد التنزيل لقواعد التفضيل ج1ص308.

والحديث : 316 أخبرنا أبو عبد الله الجرجاني قال: أخبرنا أبو طاهر السلمي قال: أخبرنا جدي أبو بكر، قال: حدثنا عبد الوارث بن عبد الصمد، قال: حدثني أبي قال: حدثنا حماد، عن سماك عن أنس :‏

أَنَّ النَّبِيَّ : بَعَثَ بِبَرَاءَةَ مَعَ أَبِي بَكْرٍ، فَلَمَّ بَلَغَ ذَا الْحُلَيْفَةِ .

قَالَ: لَا يُؤَذِّنُ بِهَا إِلَّا أَنَا ، أَوْ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ بَيْتِي.

فَبَعَثَ بِهَا : عَلِيّاً.

والحديث : 317- أخبرناه أبو عبد الرحمن محمد بن عبد الله البالوي قال: أخبرنا أبو سعيد عبد الله بن محمد القرشي قال: حدثنا أبو يعقوب يوسف بن عاصم الرازي قال: حدثنا أبو عبد الله محمد بن أبي بكر المقدمي قال: حدثنا محمد بن عبد الصمد قال: حدثنا حماد، عن سماك عن أنس قال:

 بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ : بِسُورَةِ بَرَاءَةَ ، مَعَ أَبِي بَكْرٍ .

فَلَمَّا بَلَغَ : ذَا الْحُلَيْفَةِ أَرْسَلَ إِلَيْهِ ، فَرَدَّهُ ، وَ أَخَذَهَا مِنْهُ.

 فَدَفَعَهَا : إِلَى عَلِيٍّ .

وَ قَالَ: لَا يُقِيمُ بِهَا ، إِلَّا أَنَا ، أَوْ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ بَيْتِي.

شواهد التنزيل لقواعد التفضيل ج1ص309.

والحديث : 318- أخبرنا أبو القاسم منصور بن خلف المقري‏ قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن عبدان، قال: حدثنا محمد بن موسى قال: حدثنا إسماعيل بن يحيى قال: حدثنا الكرماني بن عمرو  قال: حدثنا حماد عن سماك عن أنس‏ :

أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ : بَعَثَ بِالْبَرَاءَةِ مَعَ أَبِي بَكْرٍ.

ثُمَّ قَالَ: لَا يَخْطُبُ بِهَا ، إِلَّا أَنَا ، أَوْ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِي.

فَبَعَثَ بِهَا : مَعَ عَلِيٍّ.

شواهد التنزيل لقواعد التفضيل ج1ص310.





حديث علي بن أبي طالب :

يا طيب : ذكر الحسكاني في شواهد التنزيل : في الحديث 319- و روي‏ في الباب عن أمير المؤمنين (عليه السلام) أخبرنيه الحاكم الوالد أبو محمد رحمه الله قال: حدثنا أبو حفص عمر بن أحمد الواعظ ببغداد، قال: حدثني أبي قال: حدثنا العباس بن محمد، قال: حدثنا عمرو بن حماد بن طلحة قال: حدثنا أسباط بن نصر، عن سماك عن حنش‏:

عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ‏ : أَنَّ النَّبِيَّ حِينَ بَعَثَهُ بِبَرَاءَةَ .

قَالَ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ إِنِّي لَسْتُ بِاللَّسِنِ وَ لَ بِالْخَطِيبِ.

 قَالَ: مَا بُدٌّ مِنْ أَنْ أَذْهَبَ بِهَا أَنَا أَوْ تَذْهَبَ بِهَا أَنْتَ.

قَالَ: فَإِنْ كَانَ لَا بُدَّ فَسَأَذْهَبُ أَنَا.

فَقَالَ: انْطَلِقْ ، فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ يُثَبِّتُ لِسَانَكَ وَ يَهْدِي قَلْبَكَ.

ثُمَّ وَضَعَ يَدَهُ : عَلَى فَمِي.

 وَ قَالَ: انْطَلِقْ فَاقْرَأْهَا عَلَى النَّاسِ‏ .

شواهد التنزيل لقواعد التفضيل ج1ص311 ح319.

 وقال المحمودي رحمه الله : محقق كتاب شواهد التنزيل : رواه أيضا عبد الله بن أحمد في الحديث: 321 من باب فضائل علي عليه السلام من كتاب الفضائل ص ... و في الحديث: 1296 من مسند علي عليه السلام من كتاب المسند: ج 1، ص 151، ط 1، قال: حدثنا محمد بن سليمان لوين قال: حدثنا محمد بن جابر عن سماك عن حنش:

عَنْ عَلِيٍّ عَلَيْهِ السَّلَامُ قَالَ:

لَمَّا نَزَلَتْ : عَشْرُ آيَاتٍ مِنْ بَرَاءَةَ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ .

دَعَا : أَبَا بَكْرٍ ، فَبَعَثَهُ بِهَا ، يَسْتَقْرِئُهَا عَلَى أَهْلِ مَكَّةَ.

ثُمَّ دَعَانِي فَقَالَ لِي : أَدْرِكْ أَبَا بَكْرٍ فَحَيْثُمَ لَحِقْتَهُ ، فَخُذِ الْكِتَابَ مِنْهُ ، فَاذْهَبْ بِهِ إِلَى أَهْلِ مَكَّةَ فَاقْرَأْهُ عَلَيْهِمْ.

قَالَ: فَلَحِقْتُهُ بِالْجُحْفَةِ ، فَأَخَذْتُ الْكِتَابَ مِنْهُ .

وَ رَجَعَ أَبُو بَكْرٍ : إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‏ وَ سَلَّمَ فَقَالَ:

يَا رَسُولَ اللَّهِ : نَزَلَ فِيَّ شَيْ‏ءٌ .

قَالَ: لَا وَ لَكِنَّ جَبْرَئِيلَ جَاءَنِي .

فَقَالَ: لَنْ يُؤَدِّيَ عَنْكَ إِلَّا أَنْتَ أَوْ رَجُلٌ مِنْكَ.

و رواه : في كنز العمال ج 1- 346 و قال: أخرجه أبو الشيخ و ابن مردويه.

و رواه: ابن كثير حرفيا عن عبد الله و لكن قال: عن سماك، عن حبشي عَنْ عَلِيٍّ عَلَيْهِ السَّلَامُ‏ ... ثم قال: و قد رواه كثير النواء عن جميع بن عمير، عن ابن عمر بنحوه.

هكذا رواه : ابن كثير في أواخر عنوان: « ذِكْرِ شَيْ‏ءٍ مِنْ فَضَائِلِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ» من تاريخ البداية و النهاية: ج 4- أَوْ 7 ص 356 ط بيروت.

و رواه أيضا محمد بن سليمان بسنده عن سالم بن أبي حفصة عن جميع بن عمير، عن عبد الله بن عمر في الحديث: (363) من مناقب علي الورق 99- أ- و رواه النسائي بسند آخر في الحديث: (76) من الخصائص، ص 91، و في ط بيروت ص 146، قال: أخبرنا العباس بن محمد الدوري، حدثنا أبو نوح قراد، عن يونس بن أبي إسحاق، عن أبي إسحاق، عن زيد بن يثيع:

عَنْ عَلِيٍّ قَالَ : إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ (وآله) وَ سَلَّمَ بَعَثَ بِبَرَاءَةَ إِلَى أَهْلِ مَكَّةَ مَعَ أَبِي بَكْرٍ.

 ثُمَّ أَتْبَعَهُ بِعَلِيٍّ فَقَالَ لَهُ: خُذِ الْكِتَابَ مِنْهُ فَامْضِ بِهِ إِلَى أَهْلِ مَكَّةَ.

قَالَ: فَلَحِقْتُهُ وَ أَخَذْتُ الْكِتَابَ مِنْهُ.

 فَانْصَرَفَ : أَبُو بَكْرٍ وَ هُوَ كَئِيبٌ .

فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَ نَزَلَ فِيَّ شَيْ‏ءٌ .

قَالَ: لَا ، إِلَّا أَنِّي أُمِرْتُ أَنْ أُبَلِّغَهُ أَنَا ، أَوْ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ بَيْتِي.

و رواه : أيضا الطبري في تفسير الآية الكريمة من تفسيره: ج 10- 64 قال: حدثنا أحمد بن إسحاق، حدثنا أبو أحمد، حدثنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن زيد بن يثيع قال:

 نَزَلَتْ بَرَاءَةُ : فَبَعَثَ بِهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ أَبَا بَكْرٍ .

 ثُمَّ أَرْسَلَ عَلِيّاً : فَأَخَذَهَا مِنْهُ.

 فَلَمَّا رَجَعَ أَبُو بَكْرٍ قَالَ: هَلْ نَزَلَ فِيَّ شَيْ‏ءٌ .

قَالَ: لَا .

وَ لَكِنِّي أُمِرْتُ : أَنْ أُبَلِّغَهَا أَنَا ، أَوْ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ بَيْتِي.

و رواه أيضا : أبو عبيد القاسم بن سلام المتوفى سنة:224 في الحديث: 457 من كتاب الأموال ص 215 قال:و حدثني أبو نوح قراد عن يونس بن أبي إسحاق، عن أبيه عن زيد بن يثيع:

 عَنْ عَلِيِّ [عَلَيْهِ السَّلَامُ‏] قَالَ: بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ [وَ آلِهِ‏] وَ سَلَّمَ أَبَا بَكْرٍ بِبَرَاءَةَ .

ثُمَّ أَتْبَعَهُ : عَلِيّاً ، فَرَجَعَ أَبُو بَكْرٍ كَئِيباً .

فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَ نَزَلَ فِيَّ شَيْ‏ءٌ ؟ قَالَ: لَا .

وَ لَكِنِّي : أُمِرْتُ أَنْ أُبَلِّغَهَا أَنَا ، أَوْ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ بَيْتِي.

 فَانْطَلَقَ عَلِيٌّ : إِلَى أَهْلِ مَكَّةَ .

فَقَالَ: إِنِّي [رَسُولُ‏] رَسُولِ اللَّهِ إِلَيْكُمْ ، وَ قَدْ بُعِثْتُ إِلَيْكُمْ بِأَرْبَعٍ.

و رواه عنه البلاذري في الحديث: (164) من ترجمة أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ مِنْ كِتَابِ أَنْسَابِ الْأَشْرَافِ: ج 2 ص 155، ط 1.

وقال في شواهد التنزيل لقواعد التفضيل الحديث 320 :

 أخبرنا : الهيثم بن أبي الهيثم الإمام‏ قال: أخبرنا بشر بن أحمد، قال: أخبرنا ابن ناجية، قال: حدثنا عبد الله بن عمر قال: حدثنا ابن فضيل، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن عامر الشعبي:

عَنْ عَلِيٍّ قَالَ: لَمَّا بَعَثَهُ [كَذَا] رَسُولُ اللَّهِ ، حِينَ أَذَّنَ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ الْأَكْبَر .

قَالَ عَلِيٌّ:

 أَلَا : لَا يَحُجُّ بَعْدَ هَذَا الْعَامِ مُشْرِكٌ.

 أَلَا : وَ لَا يَطُوفُ بِالْبَيْتِ عُرْيَانٌ.

 أَلَا : وَ لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ إِلَّا مُسْلِمٌ .

وَ مَنْ كَانَتْ : بَيْنَهُ وَ بَيْنَ مُحَمَّدٍ ذِمَّةٌ ، فَأَجَلُهُ إِلَى مُدَّتِهِ.

 وَ اللَّهُ‏ : بَرِي‏ءٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ، وَ رَسُولُهُ‏.

شواهد التنزيل لقواعد التفضيل ج1ص312ح320. وقال المحقق : ذكره صاحب منتخب السياق تحت الرقم: (1625) منه في الورق 140- ب- و في ط 1، ص 731 قال: الهيثم بن أبي الهيثم عتبة بن خيثمة التميمي القاضي أبو سعيد النيسابوري الحنفي ثقة مشهور من بيت العلم و القضاء و الإمامة و الحديث، تقدم ذكر أبيه. سمع عن أبيه القاضي أبي الهيثم عن بشر الأسفراييني و أبي عبد الله محمد بن أبي جعفر البخاري و أبي عمرو بن حمدان و طبقتهم. و توفي يوم الخميس الرابع عشر من جمادى الأولى سنة إحدى و ثلاثين و أربعمائة. روى عنه أبو صالح المؤذن.





حديث أبو هريرة :

يا طيب : عرفت في الأحاديث السابقة إن أبا بكر رجع إلى المدينة ، ولكن لما كانت هذه الواقعة ، بأن الله ورسوله ردوا أبي بكر عن الأمرة والتبليغ ليعلم الناس عدم أهليته فلا يتبعوه ، و لم يروه أهلا لتبليغ آيات من كتاب الله ، فكيف بكل الدين ؟ وهذه سورة براءة  تتكلم عن المشركين والمنافقين في أغلب آياته وهي أخر سورة نزلت من كلام الله تعالى ، وهو موقف صعب جدا ، ولأنهم إن اعترفو بالرجوع اعترفوا بعدم الأهلية له ، واعترفوا بأنهم يتبعون من لم يرضاه الله ورسوله ، فلم يتحمله البعض ، فأدخلوا في قصص تبليغ سورة براءة  بعض ما يهون مصيبتهم في دينهم ليستحسنوا تبعيتهم لمن خالف أمير المؤمنين علي بن أبي طالب وأقصاه .

فأدخلوا : أبو هريرة ليؤذن مع أمير المؤمنين ، دون كل الصحابة ، مع أنه لم يكن له شأن كعمار والمقداد وسلمان وأب وذر والزبير وأبي وكبار الأنصار والمهاجرين وغيرهم من الصحابة ، على أنه الحديث أبو هريرة هو أدخل نفسه في حديثه .

وكذلك : جعلوا أمير المؤمنين فقط مؤذن ، وقالوا لم يرجع أبو بكر للمدينة ، مع أنهم صرحوا برجوعه وغضبه من تنحيته ، وهونوا تنحيته بأنه صاحب رسول الله ، وكل من في المدينة هم أصحاب لرسول الله ، وبالغار أن أبو بكر هو دليل رسول الله ، فعوضوه بالأول لتشابه الاسم ، ثم إنه خاف بالغار وهرب في أحد وحنين وفي صلاة الجمعة فكيف يتحمل هذه المهمة بتبليغ البراءة من المشركين في مكة وهم كثرة كثيرة .

ولكن لتعرف : كيف تحرف الأحاديث في زمن حكومة الغاصبين ، وبالخصوص أنها قويت واستمرت بشدة في زمن معاوية وحكومة بني أمية ، ونستمر بذكرها لتعرف كيف يستحسنوا ما أستقبحه الله ورسوله ، ويحاولون أن يضيفوا له شيء لا تنبوا النفوس الطيبة من فعلهم حين يسمعها المسلمون ، وينطلي على البعض ما يضاف في الأحاديث ، التي تبين عدم أهلية ظلمة أهل البيت عليهم السلام لتبليغ الرسالة والخلافة والإمامة والولاية ، ويكفي لرد الإضافات ذكرهم قول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : لا يؤدي إلا من هو مني ، وبأمر الله لا يبلغ عن الله إلا رسول الله أو من هو كنفس رسول الله ، كما في نص كل أحاديثهم التي مرت والآتية ونفس أحاديث أبو هريرة ، وهي كما في آية المباهلة ، وترد كل أضاف في هذه الأحاديث ، وإنما الله ورسوله جعلوه بالأمرة وردوه ليعرفوا للمسلمين والمؤمنين عدم أهليته وأن لا يبايعوه إذا تصدى للخلافة ، فتدبر :

ذكر في شواهد التنزيل في الحديث :321 - أخبرنا علي بن أحمد بن عبيد [أخبرنا] موسى بن محمد بن سعدان العصفري‏ قال: حدثنا حميد بن مخلد بن زنجويه قال: حدثنا النضر بن شميل، قال: أخبرنا شعبة، عن الشيباني، عن الشعبي: عن المحرز بن أبي هريرة عن أبيه قال:

 كُنْتُ : مَعَ عَلِيٍّ ، حِينَ بَعَثَهُ النَّبِيُّ بِالْبَرَاءَةِ .

فَكُنْتُ : أُنَادِي حَتَّى صَحِلَ صَوْتِي‏ .

شواهد التنزيل لقواعد التفضيل، ج‏1، ص: 313 ح321 ، وذكر المحقق : يُقَالُ: صَحِلَ صَوْتُ فُلَانٍ صَحَلًا- عَلَى زِنَةِ عَلِمَ وَ بَابُهَا-: بَحَّ وَ خَشُنَ فَهُوَ صَحِلٌ وَ أَصْحَلُ. 321- و رواه أيضا أبو عبيد القاسم بن سلام في الحديث: 456 من كتاب الأموال ص 215 قال: و حدثني ابن أبي عدي عن شعبة، عن مغيرة عن الشعبي عن المحرر بن أبي هريرة عن أبيه قال:

كُنْتُ : مُؤَذِّنَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ .

 حِينَ بَعَثَهُ : رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ بِ «بَرَاءَةَ» إِلَى أَهْلِ مَكَّةَ .

قَالَ: فَنَادَيْتُ حَتَّى صَحِلَ صَوْتِي.

قَالَ: قُلْتُ: بِمَ نَادَيْتَهُمْ ؟

قَالَ : نَادَيْتُهُمْ أَنْ لَا يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلَّا نَفْسٌ مُؤْمِنَةٌ .

وَ أَنْ‏ لَا : يَحُجَّ بَعْدَ الْعَامِ مُشْرِكٌ .

وَ لَا يَطُوفَنَّ : بِالْبَيْتِ عُرْيَانٌ .

وَ أَنَ‏ مَنْ كَانَ : بَيْنَهُ وَ بَيْنَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ (وآله) عَهْدٌ،  فَأَجَلُهُ أَرْبَعَةُ أَشْهُرٍ ، فَإِذَا مَضَتِ الْأَرْبَعَةُ الْأَشْهُرِ ، فَ { أَنَّ اللَّهَ بَرِي‏ءٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ وَ رَسُولُهُ‏ } .

و رواه عنه : البلاذري في الحديث (163) من ترجمة أمير المؤمنين من كتاب أنساب الأشراف: ج2ص154ط1.

وذكر في الحديث :322 :

 أخبرنا : محمد بن علي بن محمد قال: أخبرنا محمد بن الفضل بن محمد، قال: أخبرنا محمد بن إسحاق، قال: حدثنا محمد بن سليمان الواسطي قال: حدثن سعيد بن سليمان، قال: حدثنا عباد، عن سفيان بن حسين، عن الحكم، عن مقسم‏ عن ابن عباس‏:

أَنَّ النَّبِيَّ : بَعَثَ أَبَا بَكْرٍ ، وَ أَمَرَهُ أَنْ يُنَادِيَ بِهَؤُلَاءِ الْكَلِمَاتِ .

 ثُمَّ أَتْبَعَهُ عَلِيّاً : فَدَفَعَ إِلَيْهِ كِتَابَ رَسُولِ اللَّهِ.

 فَبَيْنَا : أَبُو بَكْرٍ فِي الطَّرِيقِ ، إِذْ سَمِعَ رُغَاءَ نَاقَةِ رَسُولِ اللَّهِ الْقُصْوَى‏ ، فَخَرَجَ أَبُو بَكْرٍ فَزِعاً وَ ظَنَّ أَنَّهُ رَسُولُ اللَّهِ.

 فَإِذَا هُوَ عَلِيٌّ : فَدَفَعَ إِلَيْهِ كِتَابَ رَسُولِ اللَّهِ ، فَأَمَّرَهُ عَلَى الْمَوْسِمِ.

 وَ أَمَرَ عَلِيّاً : أَنْ يُنَادِيَ بِهَؤُلَاءِ الْكَلِمَاتِ، فَانْطَلَقَا فَحَجَّا فَقَامَ عَلِيٌّ أَيَّامَ التَّشْرِيقِ.

 فَنَادَى: ذِمَّةُ اللَّهِ وَ رَسُولِهِ بَرِيئَةٌ مِنْ كُلِّ مُشْرِكٍ، فَسِيحُوا فِي الْأَرْضِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ، وَ لَا يَحُجَّنَّ بَعْدَ الْعَامِ مُشْرِكٌ وَ لَا يَطُوفَنَّ بِالْبَيْتِ عُرْيَانٌ، وَ لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ إِلَّا مُؤْمِنٌ.

فَكَانَ عَلِيٌّ : يُنَادِي بِهَا ، فَإِذَا بَحَّ قَامَ أَبُو هُرَيْرَةَ فَنَادَى بِهَا.

شواهد التنزيل لقواعد التفضيل ج1ص314ح322.

الحديث : 323- أخبرنا عبد الرحمن بن الحسن قال: حدثنا محمد بن إبراهيم قال: أخبرنا مطين قال: حدثنا عثمان بن محمد، قال: حدثنا إسماعيل بن أبان، قال: حدثني أبو شيبة، قال: حدثني الحكم عن مصعب بن سعد عن سعد، قال:

 بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ : أَبَا بَكْرٍ بِبَرَاءَةَ، فَلَمَّ انْتَهَى إِلَى ضَجْنَانَ .

 تَبِعَهُ عَلِيٌّ : فَلَمَّا سَمِعَ أَبُو بَكْرٍ وَقْعَ نَاقَةِ رَسُولِ اللَّهِ ، ظَنَّ أَنَّهُ رَسُولُ اللَّهِ ، فَخَرَجَ فَإِذَا هُوَ بِعَلِيٍّ، فَدَفَعَ إِلَيْهِ بَرَاءَةَ فَكَانَ هُوَ الَّذِي يُنَادِي بِهَا .

شواهد التنزيل لقواعد التفضيل ج‏1ص314. ذكر المحقق : و رواه النسائي- في الحديث: (77) من كتاب الخصائص، ص 91 ط النجف، و في ط بيروت ص 147، قال أخبرنا زكريا بن يحيى، حدثنا عبيد الله بن عمر، حدثنا أسباط عن فطر، عن عبد الله بن شريك، عن عبد الله بن الرقيم: عن سعد قال:

بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ (وآله) وَ سَلَّمَ : أَبَا بَكْرٍ بِبَرَاءَةَ حَتَّى إِذَا كَانَ بِبَعْضِ الطَّرِيقِ،  أَرْسَلَ عَلِيّاً- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- فَأَخَذَهَا مِنْهُ ثُمَّ سَارَ بِهَا.

 فَوَجَدَ : أَبُو بَكْرٍ فِي نَفْسِهِ، قَالَ: فَقَالَ لَهُ‏ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ:

 لَا يُؤَدِّي عَنِّي إِلَّا أَنَا أَوْ رَجُلٌ مِنِّي.

و قريبا منه : ذكره السيوطي في تفسير قوله «بَراءَةٌ مِنَ اللَّهِ‏ ...» من الدر المنثور، و قال: أخرجه ابن مردويه عن سعد بن أبي وقاص.

الحديث : 324- أخبرنا علي بن أحمد، قال: أخبرنا أحمد بن عبيد «1» قال: حدثنا هشام بن علي قال: حدثنا كثير بن يحيى أبو مالك، قال: حدثنا أبو عوانة، عن سليمان، عن أبي صالح عن بعض أصحاب محمد إما أبو هريرة و إما أبو سعيد الخدري قال:

 بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ : أَبَا بَكْرٍ بِبَرَاءَةَ، فَلَمَّ بَلَغَ ضَجْنَانَ سَمِعَ رُغَاءَ نَاقَةِ رَسُولِ اللَّهِ فَعَرَفَهُ ، فَأَتَاهُ فَقَالَ: مَا شَأْنِي ؟

قَالَ: خَيْرٌ، إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ بَعَثَنِي بِبَرَاءَةَ وَ جَعَلَكَ عَلَى الْمَوْسِمِ. فَأَقَامَا حَتَّى فَرَغَا، فَلَمَّا رَجَعَا انْطَلَقَ أَبُو بَكْرٍ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا لِي قَالَ: خَيْرٌ أَنْتَ صَاحِبِي فِي الْغَارِ وَ صَاحِبِي عَلَى الْحَوْضِ .

 غَيْرَ أَنَّهُ : لَا يُبَلِّغُ عَنِّي غَيْرِي أَوْ رَجُلٌ مِنِّي‏ .

شواهد التنزيل لقواعد التفضيل، ج‏1ص315 قال المحقق : الْحَدِيثُ ضَعِيفٌ سَنَداً وَ مَتْناً وَ مُعَارَضٌ بِمَا هُوَ الْحُجَّةُ دُونَهُ. ويا طيب : ذكر الناقة والرغاء وأنت صاحبي وبقاءه ، لا يساوي شيء أمام : غَيْرَ أَنَّهُ لَا يُبَلِّغُ عَنِّي غَيْرِي أَوْ رَجُلٌ مِنِّي‏ . فعلي رضاه الله ورسوله لتبليغ كلام الله وأحكامه ، ومن نحوه غير مرضي لله وليس من رسول الله بشيء ، وأنه صرح في كثير من الروايات بأنه رجع ، ولكن لتلطيف الجو يضاف له ما يهون الخطب لعله يقبله البعض ، وأن الأحاديث كثيرة عند الطرفين أن ساقي الحوض هو علي بن أبي طالب عليه السلام ، دون من خالفه .

الحديث : 325 : أخبرناه عبد الرحمن بن محمد قال: أخبرنا محمد بن عبد الله، قال: أخبرنا الحسن بن سفيان قال: حدثنا ابن نمير، قال: حدثنا أبو ربيعة قال: حدثنا أبو عوانة، قال: حدثنا الأعمش عن أبي صالح‏ ، وعن أبي سعيد و أبي هريرة قالا :

بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ : أَبَا بَكْرٍ بِبَرَاءَةَ، فَلَمَّ بَلَغَ ضَجْنَانَ سَمِعَ ثُغَاءَ نَاقَةِ عَلِيٍّ فَعَرَفَهُ فَأَتَاهُ .

 فَقَالَ: مَا شَأْنِي ، فَقَالَ: خَيْرٌ، إِنَّ النَّبِيَّ بَعَثَنِي بِبَرَاءَةَ عَلَى الْمَوْسِمِ.

فَلَمَّا رَجَعَ : انْطَلَقَ أَبُو بَكْرٍ إِلَى النَّبِيِّ ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا لِي ؟قَالَ: خَيْرٌ- أَنْتَ صَاحِبِي فِي الْغَارِ وَ الْحَوْضِ .

غَيْرَ أَنَّهُ : لَا يُبَلِّغُ عَنِّي غَيْرِي أَوْ رَجُلٌ مِنِّي يَعْنِي عَلِيّاً .

شواهد التنزيل لقواعد التفضيل ج1ص67ح325. وذكر محققه : و رواه عنه السيوطي في تفسير قوله تعالى: { بَرَاءةٌ مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى الَّذِينَ عَاهَدتُّم مِّنَ الْمُشْرِكِينَ (1) } التوبة ، من الدر المنثور، قال: و أخرج ابن حبان و ابن مردويه، عن أبي سعيد الخدري: قال :

 بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ(وآله) وَ سَلَّمَ : أَبَا بَكْرٍ يُؤَدِّي عَنْهُ بَرَاءَةَ.

 فَلَمَّا أَرْسَلَهُ : بَعَثَ إِلَى عَلِيٍّ ، فَقَالَ:

 يَا عَلِيُّ : إِنَّهُ لَا يُؤَدِّي عَنِّي إِلَّا أَنَا أَوْ أَنْتَ.

 فَحَمَلَهُ : عَلَى نَاقَتِهِ الْعَضْبَاءِ ، فَسَارَ حَتَّى لَحِقَ بِأَبِي بَكْرٍ فَأَخَذَ مِنْهُ بَرَاءَةَ.

 فَأَتَى : أَبُو بَكْرٍ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ وَ قَدْ دَخَلَهُ مِنْ ذَلِكَ مَخَافَةَ أَنْ يَكُونَ قَدْ أُنْزِلَ فِيهِ شَيْ‏ءٌ، فَلَمَّا أَتَاهُ قَالَ: مَا لِي يَا رَسُولَ اللَّهِ .....





حديث جابر الأنصاري :

الحديث : 326- أخبرناه أحمد بن علي بن إبراهيم قال: أخبرن إبراهيم بن عبد الله، قال: حدثنا عبد الله بن شيرويه، قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال‏ : قرأت على موسى بن طارق اليماني، عن ابن جريج قال: حدثني عبد الله بن عثمان بن خثيم، عن أبي الزبير عن جابر بن عبد الله‏ :

 أَنَّ النَّبِيَّ : حِينَ رَجَعَ مِنْ عُمْرَةِ جِعْرَانَةَ، بَعَثَ أَبَا بَكْرٍ عَلَى الْحَجِّ، فَأَقْبَلْنَا مَعَهُ حَتَّى إِذَا كُنَّ بِالْعَرْجِ ، ثَوَى بِالصُّبْحِ‏ ، فَلَمَّا اسْتَوَى لِيُكَبِّرَ إِذْ سَمِعَ الرَّغْوَةَ خَلْفَ ظَهْرِهِ فَوَقَفَ عِنْدَ التَّكْبِيرِ فَقَالَ: هَذِهِ رَغْوَةُ نَاقَةِ رَسُولِ اللَّهِ الْجَدْعَاءِ ، لَقَدْ بَدَا لِرَسُولِ اللَّهِ فِي الْحَجِّ ، فَلَعَلَّهُ أَنْ يَكُونَ رَسُولُ اللَّهِ فَنُصَلِّيَ مَعَهُ .

فَإِذَا عَلِيٌّ عَلَيْهَا ، فَقَالَ لَهُ أَبُو بَكْرٍ: أَ أَمِيرٌ أَمْ رَسُولٌ .

فَقَالَ: لَا ، بَلْ رَسُولٌ أَرْسَلَنِي رَسُولُ اللَّهِ بِبَرَاءَةَ أَقْرَؤُهَا عَلَى النَّاسِ فِي مَوَاقِفِ الْحَجِّ .

قَالَ: فَقَدِمْنَا مَكَّةَ، فَلَمَّا كَانَ قَبْلَ يَوْمِ التَّرْوِيَةِ بِيَوْمٍ ـ قَامَ أَبُو بَكْرٍ فَخَطَبَ النَّاسَ وَ حَدَّثَهُمْ عَنْ مَنَاسِكِهِمْ ـ حَتَّى إِذَا فَرَغَ .

قَامَ عَلِيٌّ : فَقَرَأَ عَلَى النَّاسِ بَرَاءَةَ حَتَّى خَتَمَهَا، وَ كَذَلِكَ يَوْمَ عَرَفَةَ وَ يَوْمَ النَّحْرِ، وَ يَوْمَ النَّفْرِ الْأَوَّلِ.

 و الحديث طويل‏: أنا اختصرته (قول الحسكاني).

شواهد التنزيل لقواعد التفضيل، ج‏1، ص: 316ح326 .





حديث ابن عباس :

الحديث : 327- حدثني الحاكم الوالد، عن أبي حفص بن شاهين قال: حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد قال: حدثنا أحمد بن الحسن الخزاز، قال: حدثنا أبي قال: حدثنا حصين عن عبد الصمد، عن أبيه عن ابن عباس قال:

 وَجَّهَ رَسُولُ اللَّهِ : بِالْآيَاتِ- مِنْ أَوَّلِ سُورَةِ بَرَاءَةَ مَعَ أَبِي بَكْرٍ، وَ أَمَرَهُ أَنْ يَقْرَأَهَا عَلَى النَّاسِ.

 فَنَزَلَ عَلَيْهِ جَبْرَئِيلُ فَقَالَ: إِنَّهُ لَا يُؤَدِّي عَنْكَ إِلَّا أَنْتَ أَوْ عَلِيٌّ .

فَبَعَثَ عَلِيّاً : فِي أَثَرِهِ.

 فَسَمِعَ : أَبُو بَكْرٍ رُغَاءَ النَّاقَةِ ، فَقَالَ: مَا وَرَاءَكَ يَا عَلِيُّ ، أَ نَزَلَ فِيَّ شَيْ‏ءٌ .

قَالَ: لَا.

 وَ لَكِنَّ رَسُولَ اللَّهِ قَالَ: لَا يُؤَدِّي عَنِّي إِلَّ أَنَا أَوْ عَلِيٌّ.

فَدَفَعَ : أَبُو بَكْرٍ إِلَيْهِ الْآيَاتِ، وَ قَرَأَهَا عَلِيٌّ عَلَى النَّاسِ‏ .

شواهد التنزيل لقواعد التفضيل، ج‏1، ص: 316ح325 . وقال المحقق : و لابن عباس رواية أخرى طويلة بديعة قد ذكر فيها القصة مع مزايا أخر لأمير المؤمنين و هي مشهورة: و قد رواها البلاذري في الحديث: (41) من ترجمة علي عليه السلام من أنساب الأشراف:

ج 1- 316.

و ذكرها : أحمد بن حنبل في الحديث: 291 من باب فضائل علي من كتاب الفضائل ص 211 ط 1، و في مسند ابن عباس من كتاب المسند: ج 1- 331.

و رواها: الحاكم بسنده عن أحمد بن حنبل في باب مناقب أمير المؤمنين من كتاب المستدرك: ج 3 ص 132.

و رواها : أيضا الطبراني في مسند ابن عباس من كتابه المعجم الكبير: ج 3- الورق- 168-- و رواها ابن عساكر في الحديث (248) و تواليه من ترجمة أمير المؤمنين من تاريخ دمشق و في كتاب الموافقات و الأربعين الطوال- على ما حكي عنهما- و رواها أيضا النسائي في الحديث: (23) من كتاب خصائص أمير المؤمنين عليه السلام ص 69 ط بيروت. و عن بعض هذه المصادر رواها جل المتأخرين.





 وَ لْنَخْتِمِ الْمَقَامَ بِرِوَايَتَيْنِ:

هذا مما ذكره محقق الكتاب المحمودي رحمه الله :

حديث أبو بكر :

الْأُولَى: قَالَ أَحْمَدُ فِي مُسْنَدِ أَبِي بَكْرٍ مِنْ كِتَابِ الْمُسْنَدِ: ج 1- 3 ط 1 ، حدثنا وكيع قال قال إسرائيل: قال أبو إسحاق، عن زيد بن يثيع:

عَنْ أَبِي بَكْرٍ : أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ (وآله) وَ سَلَّمَ بَعَثَهُ بِبَرَاءَةَ لِأَهْلِ مَكَّةَ ، أَنْ‏ لَا يَحُجَّ بَعْدَ الْعَامِ مُشْرِكٌ ، وَ لَا يَطُوفَ بِالْبَيْتِ عُرْيَانٌ، وَ لَا يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلَّا نَفْسٌ مُسْلِمَةٌ ، وَ مَنْ كَانَ بَيْنَهُ وَ بَيْنَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ (وآله) وَ سَلَّمَ مُدَّةٌ فَأَجَلُهُ إِلَى مُدَّتِهِ، وَ اللَّهُ‏ بَرِي‏ءٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ وَ رَسُولُهُ‏.

قَالَ: فَسَارَ أَبُو بَكْرٍ بِهَا ثَلَاثاً.

 ثُمَّ قَالَ لِعَلِيٍّ: الْحَقْهُ فَرُدَّ عَلَيَّ أَبَا بَكْرٍ وَ بَلِّغْهَا أَنْتَ.

قَالَ: فَفَعَلَ .

فَلَمَّا قَدِمَ : عَلَى النَّبِيِّ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ (وآله) وَ سَلَّمَ- أَبُو بَكْرٍ بَكَى.

 وَ قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ حَدَثَ فِيَّ شَيْ‏ءٌ ، قَالَ: مَ حَدَثَ فِيكَ إِلَّا خَيْرٌ .

 وَ لَكِنْ أُمِرْتُ : أَنْ لَا يُبَلِّغَهُ إِلَّا أَنَا ، أَوْ رَجُلٌ مِنِّي.

و رواه في كنز العمال: ج 1- 246 و قال: أخرجه ابن خزيمة و أبو عوانة و الدارقطني في الأفراد. و قريبا منه ذكره المحب الطبري في ذخائر العقبى ص 69 و قال: أخرجه أبو حاتم.





رواية أبن عمر :

الثانية: روى الحاكم : في أواخر كتاب المغازي من المستدرك: ج 3 ص 51 قال: حدثنا أحمد بن كامل القاضي حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى البرقي حدثن إسحاق بن بشر الكاهلي حدثنا محمد بن فضيل عن سالم بن أبي حفصة، عن جميع بن عمير الليثي قال:

أَتَيْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ : فَسَأَلْتُهُ عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ؟ فَانْتَهَرَنِي.

 ثُمَّ قَالَ: أَ لَا أُحَدِّثُكَ عَنْ عَلِيٍّ ، هَذَا بَيْتُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ (وآله) وَ سَلَّمَ فِي الْمَسْجِدِ، وَ هَذَا بَيْتُ عَلِيٍّ.

 إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ (وآله) وَ سَلَّمَ :  بَعَثَ أَبَا بَكْرٍ وَ عُمَرَ بِبَرَاءَةَ إِلَى أَهْلِ مَكَّة َ، فَانْطَلَقَ فَإِذَا هُمَا بِرَاكِبٍ .

فَقَالا: مَنْ هَذَا ؟ قَالَ: أَنَا عَلِيٌّ .

يَا أَبَا بَكْرٍ : هَاتِ الْكِتَابَ الَّذِي مَعَكَ.

 قَالَ: وَ مَا لِي ؟

قَالَ: وَ اللَّهِ مَا عَلِمْتُ إِلَّا خَيْراً .

 فَأَخَذَ : عَلِيٌّ الْكِتَابَ فَذَهَبَ بِهِ .

 وَ رَجَعَ : أَبُو بَكْرٍ وَ عُمَرُ إِلَى الْمَدِينَةِ .

فَقَالا: مَا لَنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ قَالَ: مَا لَكُمَ إِلَّا خَيْرٌ .

 وَ لَكِنْ قِيلَ لِي: إِنَّهُ لَا يُبَلِّغُ عَنْكَ ، إِلَّ أَنْتَ أَوْ رَجُلٌ مِنْكَ.

و رواه عنه الفيروزآبادي في كتابه فضائل الخمسة: ج 2 ص 344.

قال الحاكم في ذيل الحديث: هذا حديث شاذ و الحمل فيه على جميع و بعده على إسحاق بن بشر.

قال الحقق المحمودي : بعد ذكر الحديثين ،  أَقُولُ: أما جميع فإنه من رجال أربعة من صحاح أهل السنة و وثقه الأكثرون منهم ، و من تكلم منهم فيه فإنما تكلم فيه من جهة أنه من رفضة الباطل، و لعل تكلمهم في إسحاق أيضا من هذه الجهة ، و الحديث في جميع مضمونه مؤيد بشواهد قطعية ، عدا كون عمر مع أبي بكر في تبليغ البراءة و الظاهر أن نظر الحاكم إلى هذا.

و الحديث  : رواه أيضا محمد بن سليمان بسند آخر عن جميع بن عمير تحت الرقم: 363 من مناقب علي الورق 99- أ.

 

يا طيب : كأنه بن عمر لما رأى أبو هريرة أدخل نفسه ، ابن عمر أدخل أباه ، وصرح بأنه رجع مع أبو بكر ، ويعني أنهما ليس بأهل لتبليغ دين الله ورسالته ، وإن خالفوا عليا عليه السلام في حكم فيجب أن يرد ، وإن زكاهم علي تزكو وإن غضب عليهم مع زوجته فاطمة فلا يحق أن يعدلوا ولا يتبعوا بحكم .





 وقال المحمودي رحمه الله محقق الكتاب :

تعقيب: فلنعززهما بثالثة و رابعة:

قَالَ النَّسَائِيُّ :

 في الحديث: 69 من الخصائص ص 90 ، أخبرنا أحمد بن سليمان، قال: حدثنا يحيى بن آدم، قال: حدثنا إسرائيل عن حبشي بن جنادة السلولي قال:

قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ (وآله) وَ سَلَّمَ:

 عَلِيٌّ مِنِّي : وَ أَنَا مِنْهُ .

 وَ لَا يُؤَدِّي : عَنِّي إِلَّا أَنَا أَوْ عَلِيٌّ.

و رواه أيضا : أبو الحسين عبد الباقي بن قانع في كتاب معجم الصحابة الورق- 38- أ- قال: حدثنا إبراهيم بن الهيثم البلدي أنبأنا الهيثم بن جميل الأنطاكي أنبأنا إسرائيل عن أبي إسحاق قال: مر بي حبشي بن جنادة فقمت إليه فقلت: حَدِّثْنِي بِالْحَدِيثِ الَّذِي سَمِعْتَهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ فَقَالَ:

 سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ (وله) وَ سَلَّمَ يَقُولُ:

عَلِيٌّ مِنِّي : وَ أَنَا مِنْ عَلِيٍّ ، وَ لَا يُبَلِّغُ عَنِّي إِلَّا عَلِيٌّ.

حدثنا : محمد بن أحمد بن النضر، أنبأنا أبو غسان النهدي. و حدثن حسين بن [.........] أنبأنا منجاب جميعا عن شريك عن أبي إسحاق، عن حبشي بن جنادة نحوه.

ثم إن ما أبقيناه بياضا كان في الأصل كذلك.

و رواه أيضا : أحمد في الحديث: 132 ، من كتاب الفضائل باب فضائل علي عليه السلام.و رواه محققه الحديث في تعليقه بأسانيد عن مصادر.

و أيضا رواه : أحمد بأسانيد في مسند حبشي بن جنادة من كتاب المسند: ج 4 ص 164- 165.

و رواه عنه : ابن كثير في عنوان: باب ذكر شيء من فضائل أمير المؤمنين ...» من البداية و النهاية: ج 4- أو 7 ص 356 ط دار الفكر بيروت.

و رواه الترمذي : بأسانيد كثيرة بحذف ذيل الحديث- عن زيد بن يثيع في كتاب التفسير تحت الرقم: (5087) من سننه: ج 4 ص 340 ط دار الفكر.

و قال علي بن طاووس رحمه الله : في أوائل الباب الثاني من كتاب سعد السعود، ص 72،

وَ رَوَيْتُ : حَدِيثَ بَرَاءَةَ وَ وَلَايَةِ عَلِيٍّ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ بِهَا .

عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْعَبَّاسِ بْنِ مَرْوَانَ : بِأَسَانِيدَ فِي كِتَابِهِ مِنْ مِائَةٍ وَ عِشْرِينَ طَرِيقاً.

شواهد التنزيل لقواعد التفضيل ج‏1 ص 316_319ح325 .





خلاصة شأن نزول سورة براءة :

يا طيب : كل الأحاديث التي مرت ، يكفي أنه فيها :

عَلِيٌّ مِنِّي : وَ أَنَا مِنْ عَلِيٍّ ، وَ لَا يُبَلِّغُ عَنِّي إِلَّا عَلِيٌّ.

وما في معناه : مما مر في الأحاديث أعلاه ، والذي نتيجته أن كل من يبلغ مخالفا لعلي عليه السلام ، قد خالف النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم ، وبهذا لو فرض محالا أنه أبو بكر لم يرجع ، فليس له كلمة وقول يخالف علي عليه السلام ، والكلام والحل والفصل وتعاليم الدين والقضاء وهدى الإسلام هو الذي يجب أن يبلغه علي بعد رسول الله ، وجيب أن نتعلم منه ومن زكاهم من آله صلى الله عليهم وسلم دون من خالفهم .

فيا طيب : هذا معناه يجب أن نتبع علي وآل علي عليهم السلام وهم أهل البيت وآل النبي بحق ، وهو منهم وهم منه ، وأيدهم الله بمواقف كثيرة ، منها لعن من يكذبهم بآية المباهلة ، وأمر بمودتهم في آية القربى ، وطهرهم بآية التطهير ، وصلى عليهم مع النبي بتعليمه ، فمن حاد عنهم قد حاد عن الحق والهدى الواقعي ، ومعناه أبتعد بمقدار ابتعاده عنهم عن عبودية الله ورضاه ، وهذا ما لا يرضاه عاقل أن يتعب نفسه في عباده تبعده عن الله ، لأنه أتبع من يخالف من اصطفاهم واجتباهم الله سبحانه وتعالى ، وأمرهم بالتبليغ بعد رسول الله .

ويا طيب : بعد أن عرفنا أهم أحاديث شأن نزول سورة براءة ، فلنتابع آية الإيمان في حق أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام .

فإنه يا طيب : كان شأن نزول سورة براءة كافي لتعريف علي بن أبي طالب عليه السلام بأنه أمير المؤمنين وسيد الوصيين وأنه من رسول الله في تبليغ هدى الله وبأمر الله ، وهذا ما اعترفت به الأحاديث السابقة كلها .

وهذا كان شأن نزول الآيات الأولى من سورة براءة : وعرفت أن أسمائها تدل على أن كثير من المسلمين وممن آمن دخل في قلوبهم النفاق بنوع ما ، وهذه أخر سورة نزلة تحكي عن المنافقين كما عرفت أسمائها ، فالشك داخل في كلهم إل من نعرف أن له تزكية حقيقة واقعية ، لا حديث يرويه منافق لكافر وينشر بتوسط سلطة وحكومة بني أمية فيزكي عشرة ، كلهم أحدهم قاتل الآخر على الدنيا وسب بعضهم البعض ، وحاربوا الإمام علي عليه السلام ، كما وقع بين العشرة وعثمان ، ثم بين أنفسهم ، وبينهم وبين علي عليه السلام من الحروب ، فلا تزكية إلا لمن زكاه الله ورسوله بحق وعلي بعدهم وكان معه.

فإذا كانت : سورة براءة تحكي بجد في آخر حياة رسول الله عن المنافقين بأكثر مما حكت عن المشركين ، فلنتدبر كيف حكت بجد عن إيمان مؤمن زكاه الله وزكى جهاده وهجرته في سبيل الله ، وهو علي بن أبي طالب عليه السلام ، فتدبر .








آية
إيمان علي بن أبي طالب
في سورة براءة الله ورسوله من المشركين والمنافقين

المقدمة قصة الإيمان العجيبة :

يا طيب : في أوائل سنة 2023 م ، خابرني وفي وسط الليل شخص من مكة المكرمة وعرّف نفسه باسم محمد ثم سألني هل أنت من الأنبار ، قلت له : لقبي لأنباري لأن عشيرتي تنتمي لحسان البكري والي أمير المؤمنين عليه السلام على الأنبار ، وليومه المشهود بشهادته في سبيل دفاعه عن ولاية أمير المؤمنين عليه السلام ، لقب أحفاده الأنباريين ، وهذا مكتوب في كتاب عشائر العراق وهو مؤلف في سنة 1936 م .

قال : خابرتك لأنه عندي حل لمسألة المهدي وفقهكم التابع له ، ثم قال : هل تعتقد بأنه ظهوره يصحح بعض أحكام فقهكم ؟ فقلت له: نعم لعله بعض الأحكام علمها عنده ولم تظهر ، فقال : فكم تعتقد من صحيح الفقه تفقدون بغيابه ؟ قلت له : لا أعلم ، قال : قدر ؟ قلت : لا أعلم كيف أقدر ،قال : أفرض أقل مقدار عشرة بالمائة أقل أكثر ، قلت : لا أعلم كيف أقدر ، وبعد إلحاح كثير ، قال: فلنفرض عشر بالمائة ، قلت له : طيب أفرض ، فإذا به يقول : أنتم أذا في حيرة وأنا أدلك على أحكام فقه ودين سالمة مائة بالمائة ، قلت : كيف ؟ قال : تتبعون أحكامنا من أن تيمية ، قلت : نحن نعتقد أن أحكامكم مائة بالمائة غلط ، كيف نترك التسعون الصحيحة وعشرة مشكوك فيها ، ونتبع المائة بالمائة غلط ومخالفة لله ورسوله ، نحن نعتقد أن أحكامكم مائة بالمائة قياس واستحسان ورأي وتبع لفقه مخالف لأهل البيت عليهم السلام ، ونحن عندنا أئمة منصوبون من الله ومائتان وخمسون سنة ظاهرون بالتعليم ، وعلمونا كل الأحكام وما نتبعه مبرئ للذمة ، وإنكم أي حكم تخالفونه لهم حرام مخالف لما أراد الله وعلم رسوله .

ثم قلت له : إن سنة الله الاختبار بقوله تعالى : { الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ  أَحْسَنُ عَمَلًا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ (2)} الملك.

فالله تعالى : يختبر العباد ليحصل التفاضل ويرتفع في الدرجات المؤمنون ، وهم في كل مرتبة عليا يفتنون حتى يبقى واحد فيتخذه إماما ، وإن إمامن الآن الحجة بن الحسن عليه السلام ، وأهل البيت عليهم السلام هم يعتقدون بأنفسهم الإمامة وأنهم خير خلق الله الطيبين الطاهرين  ، فكيف نتبع من لا يعتقد بنفسه الإمامة وأنه أفضل الخلق في زمانه ؟

فكيف : تترك أمير المؤمنين وآله بعد النبي وتتبع غيرهم ، وهو يقول : أنا أفقه وأعلم.

وإذا به يقول : أنت وقعت في مشكلة أكبر ، يقول ابن تيمية : لا يمكن إثبات إيمان علي وحده من القرآن دون إثبات إيمان كل الصحابة معه ، فهل تستطيع إثبات إيمان علي بن أبي طالب دون الصحابة ؟

قالت له : أتلو وقول الله تعالى : { إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ  الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ (55) } المائدة.

فأخذ يناقش فيها : وكان في بالي أن أذكر له بعدها آية المباهلة والمودة وكل قوم هاد وغيرها ، ولكنه لما رأيت النقاش يطول ، ويحاول يصرف الأدلة بفكره ، وبدون مناقشة ، مباشرة قلت له : أترك البحث في الآية عندي آية أخرى ، قال : لا نكمل ، قلت له : أترك معي أي إن لم تقتنع بها لم ولن ينفع ما أذكر لك من الآيات .

قال : قل ، قلت : أتلو قول الله تعالى :

{ أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الْحَاجِّ وَعِمَارَةَ  الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ

كَمَنْ آمَنَ بِاللّهِ

وَالْيَوْمِ الآخِرِ

وَجَاهَدَ فِي سَبِيلِ اللّهِ

لاَ يَسْتَوُونَ عِندَ اللّهِ

وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (19) } التوبة.

يا طيب : سكت متأملا فترة معتد بها ، ثم ، قال : ليس فيها اسمه ، قلت : هي بنص كل المفسرون نزلت في شأنه هو من آمن وزكاه الله تعالى وزكى جهاده ، أتني آية لغيره ، فسكت ، ثم قال لنترك الآية والبحث ، وخفت حدته في المناقشة وخفت صوته .

 وقال : أترك هذا البحث عندي ، مسألة أخرى ، فقلت له : قل ، قال : هل تؤمن بالتواتر في الحديث ؟ قلت له : نحن أمرنا نعرض الآيات على القرآن الكريم إن صدقه صدقنا مهما كان الحديث ، قال : التواتر مسلم عند كل المسلمين ، قلت : نعم بشرط عندنا وليس عندنا مثلكم صحاح نصدقها حتى لو خالفت القرآن ، وبعد إلحاح شديد على أنه يجب أن نؤمن بالتواتر بدون القرآن ، قلت : أنك تقيس وتريد من قياسك أثبات ما يخالف كلام الله ورسوله وأول من قاس ابليس ، قل ما عندك ، قال : لو جئتك بعشرة من علمائكم يقولون بتحريف القرآن يجب أن تؤمن بأنه محرف .

قلت : قال الله تعالى : { إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ (9) } الحجر.

 فكيف نترك كلام الله تعالى : وقد أمرنا أئمتنا بعرض الأحاديث عليه وما خالفه نرميه عرض الحائط ، وليس مثلكم نتبع  بما تسمونه الصحاح ، ثم لماذ ما تأخذ من كبار علماء الشيعة وكلهم إلا من شذ يقولون بأن هذا القرآن كله صحيح وأعملوا به وأعرضوا علومكم وأحكامكم عليه وهم أكثر وأعلم وأعظم عندنا ، وقلت له : يكفيك أن تقرأ كتاب آية الله محمد هادي معرفة وأسمه صيانة القرآن من التحريف .

فسكت : وقال ننهي المكالمة ، ولكنه بصوت ضعيف مبهوت ليس بحدته كما كنا في المناقشة .

يا طيب : هذه الآية المحكمة قوله تعالى :

{ أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الْحَاجِّ

 وَعِمَارَةَ  الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ

كَمَنْ آمَنَ بِاللّهِ

وَالْيَوْمِ الآخِرِ

وَجَاهَدَ فِي سَبِيلِ اللّهِ

لاَ يَسْتَوُونَ عِندَ اللّهِ

وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (19)} التوبة.

تثبت : إيمان أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام وحده دون الصحابة ، لأنها نازلة في شأنه في محاورة مع عمه العباس بن عبد المطلب ساقي الحجيج ، ومعه طلحة الداري الذي بيده مفاتيح بيت الله الحرام الكعبة المكرمة وهي أرث له من أجداده وأقره النبي بعد فتح مكة عليها ، وكانوا العباس وطلحة يفتخرون بفعلهم ، فمر بهم علي بن أبي طالب عليه السلام وأسمعوه محاورتهم ، فقال : أنا أفضل آمنت أول الناس وجاهدت في سبيل الله ، فصدقه الله بهذه الآية الكريمة ، وصدقه رسول الله ، ولا توجد مثلها لغيره .

ويا طيب : عرفت إن سورة براءة بأسمائها السبعة عشر وهي آخر سورة نزلت من  القرآن ، تحكي عن المنافقين أكثر مما تحكي عن المشركين ، فتشكك بالمسلمين كلهم إلا من ثبت بالدليل خرج من النفاق ، ولا يمكن إلا يكون قد تبع علي وآله بعد النبي صلى الله عليهم وسلم ، فتدبر الأحاديث الآتية .



آية : { كمن آمن بالله }

قال : في شواهد التنزيل لقواعد التفضيل ، لمؤلفه  الحاكم الحسكاني، عبيد الله بن عبدالله‏ القرشي ، المتوفى سنة 490 للهجرة ، نشر مجمع إحياء الثقافة الإسلامية التابعة لوزارة الثقافة والإرشاد الإسلامي‏ في إيران طبع طهران سنة 1411 للهجرة ، الطبعة الأولى  ‏المحقق: محمد باقر المحمودي، المتوفى سنة 22/ 1/ 1398، رحمهم الله .

قوله سبحانه :

{ أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الْحَاجِّ

 وَعِمَارَةَ  الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ

كَمَنْ آمَنَ بِاللّهِ

وَالْيَوْمِ الآخِرِ

وَجَاهَدَ فِي سَبِيلِ اللّهِ

لاَ يَسْتَوُونَ عِندَ اللّهِ

وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ 19} التوبة



حديث الشعبي :

قال الحاكم الحسكاني :

الحديث رقم : 328- أَخْبَرَنَا : أبو نصر المفسر قال: حدثن أبو عمرو بن مطر، قال: حدثنا أبو إسحاق المفسر، قال: حدثنا ابن زنجويه قال: حدثن عبد الرزاق، قال: أخبرنا ابن عيينة، عن إسماعيل عن الشعبي قال:

 نَزَلَتْ : فِي عَلِيٍّ وَ الْعَبَّاسِ ، تَكَلَّمَا فِي ذَلِكَ.

شواهد التنزيل لقواعد التفضيل ج1ص320ح328 .

الحديث : 329- و قال أيضا : و حدثنا عقبة بن مكرم، قال: حدثن ابن أبي عدي عن شعبة، عَنْ إِسْمَاعِيلَ عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ:

 نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ : { أَ جَعَلْتُمْ سِقايَةَ الْحاجِ‏ ... } الْآيَةَ ، فِي عَلِيٍّ وَ الْعَبَّاسِ‏ .

شواهد التنزيل لقواعد التفضيل ج1ص320ح329 .

قال المحمودي رحمه الله محقق شواهد التنزيل : و رواه أيض السيوطي في تفسير الآية الكريمة من الدر المنثور، قال: و أخرج ابن مردويه عن الشعبي قال:

 كَانَتْ : بَيْنَ عَلِيٍّ عَلَيْهِ السَّلَامُ ، وَ الْعَبَّاسِ مُنَازَعَةٌ .

فَقَالَ الْعَبَّاسُ لِعَلِيٍّ عَلَيْهِ السَّلَامُ:

أَنَا عَمُّ النَّبِيِّ : وَ أَنْتَ ابْنُ عَمِّهِ، وَ إِلَيَّ سِقَايَةُ الْحَاجِّ وَ عِمَارَةُ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ!!

 فَأَنْزَلَ اللَّهُ: { أَ جَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الْحَاجِّ ..}.

و رواه : أيضا أبو نعيم الأصبهاني في كتاب «ما نزل من القرآن في علي»- كما في الفصل: 9 من كتاب خصائص الوحي المبين ص 114، ط 2 قال: حدثنا سليمان بن أحمد، قال: حدثنا عبد الرحمن بن مسلم الرازي قال: حدثنا سهل بن عثمان، قال: حدثنا زكرياء بن أبي زائدة، عن إسماعيل بن أبي خالد: عن عامرٍ [الشَّعْبِيِ‏] قَالَ:

 نَزَلَتْ: { أَ جَعَلْتُمْ سِقايَةَ الْحاجِّ وَ عِمارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَ الْيَوْمِ الْآخِرِ وَ جاهَدَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ19} التوبة.

 فِي عَلِيٍّ عَلَيْهِ السَّلَامُ : وَ الْعَبَّاسِ ، وَ طَلْحَةَ بْنِ شَيْبَةَ.

و رواه أيضا : ابن المغازلي في الحديث: 367 من مناقب أمير المؤمنين عليه السلام ص 321 قال: أخبرنا أبو طالب محمد بن أحمد بن عثمان، حدثن أبو عمر محمد بن العباس بن حيويه الخزاز إذنا، حدثنا محمد بن حمدويه المروزي، حدثن أبو الموجه [ظ] حدثنا عبدان عن أبي حمزة، عن إسماعيل: عن عامر [الشعبي‏]، قال:

نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ: { أَ جَعَلْتُمْ سِقايَةَ الْحاجِّ وَ عِمارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ } فِي عَلِيٍّ وَ الْعَبَّاسِ.

و رواه : عنه البحراني في الباب 63 من غاية المرام ص 362، و قال: حدثنا عبد الله بن أبي حمزة عن أبيه إسماعيل بن جابر [كذا] إلخ.

و رواه : أيضا ابن بطريق في الفصل 23 من كتاب العمدة ص 98.

و أيضا رواه : ابن المغازلي في الحديث 368 من كتاب المناقب ص 322 قال: أخبرنا أبو غالب محمد بن أحمد بن سهل النحوي، حدثنا أبو عبد الله محمد بن علي السقطي، حدثنا أبو محمد يوسف بن سهل بن الحسين القاضي، حدثنا الحضرمي، حدثن هناد بن أبي زياد حدثنا موسى بن عبيدة الربذي عن عبد الله بن عبيدة الربذي قال:

قَالَ عَلِيٌّ لِلْعَبَّاسِ: يَا عَمِّ لَوْ هَاجَرْتَ إِلَى الْمَدِينَةِ.

 قَالَ: أَ وَ لَسْتُ فِي أَفْضَلَ مِنَ الْهِجْرَة ِ!! أَ لَسْتُ أَسْقِي حَاجَّ بَيْتِ اللَّهِ الْحَرَامِ ، وَ أَعْمُرُ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ ! فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى‏ : { أَ جَعَلْتُمْ سِقايَةَ الْحاجِّ وَ عِمارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ ... } الْآيَةَ.

و رواه عنه : البحراني في الحديث الثالث من الباب 63 من غاية المرام ص 362، و رواه أيضا ابن بطريق في الفصل: 23 من كتاب العمدة ص 98.

و رواه أيضا : بطريقين أبو نعيم الأصبهاني في كتابه: «مَ نَزَلَ مِنَ الْقُرْآنِ فِي عَلِيٍّ» كما في الفصل 8 من كتاب خصائص الوحي المبين ص 84 ط 1. و كتاب النور المشتعل ص 98 ط 1. و انظر أسباب النزول ص 182.

الحديث : 330- أخبرنا: ابن فنجويه، قال: حدثنا عبيد الله بن أحمد بن منصور الكسائي‏ قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال: حدثنا وكيع، عن إسماعيل بن أبي خالد عن الشعبي‏ في :

قَوْلِهِ تَعَالَى: { أَ جَعَلْتُمْ سِقايَةَ الْحاجِ‏ .. } . قَالَ : نَزَلَتْ فِي الْعَبَّاسِ وَ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا.

 و رواه : أيضا أبو بكر عن‏ مروان بن معاوية، عن إسماعيل مثله‏.

شواهد التنزيل لقواعد التفضيل ج1ص322ح330 .

وقال المحقق المحمودي : رواه ابن أبي شيبة في الحديث: 61 من باب فضائل علي عليه السلام من كتاب الفضائل تحت الرقم: 12173 من كتاب المصنف ج7ص160- أ- و في ط الهند: ج 12، ص 81 قال: حدثنا وكيع عن إسماعيل عن الشعبي في :

قَوْلِهِ تَعَالَى: { أَ جَعَلْتُمْ سِقايَةَ الْحاجِّ وَ عِمارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ ... } .

قَالَ: نَزَلَتْ فِي عَلِيٍّ وَ الْعَبَّاسِ.

و قال السيوطي في الدر المنثور: و أخرج عبد الرزاق، و ابن أبي شيبة، و ابن جرير، و ابن المنذر، و ابن أبي حاتم و أبو الشيخ عن الشعبي قال:

 نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ: { أَ جَعَلْتُمْ سِقايَةَ الْحاجِّ .... } .

فِي الْعَبَّاسِ : وَ عَلِيٍّ عَلَيْهِ السَّلَامُ ، تَكَلَّمَ فِي ذَلِكَ.

و رواه أيضا : النسائي في سننه الكبرى عن محمد بن كعب القرظي- على ما رواه عنه رزين بن معاوية العبدري في كتاب الجمع بين الصحاح الست كما في الفصل 9 من كتاب خصائص الوحي المبين ص 115.

و رواه : أيضا الواحدي و الثعلبي نقلا عن الحسن و الشعبي و القرظي كما في تفسير الآية الكريمة من كتاب أسباب النزول ص 182، و الفصل: 9 من خصائص الوحي المبين ص 114، ط 2.

الحديث : 331- أخبرنا : منصور بن الحسين، قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا إبراهيم بن إسحاق، قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم‏ قال: أخبرن أمية بن خالد، قال: حدثنا شعبة، عن عمرو بن مرة عن الشعبي‏ :

 فِي قَوْلِهِ: { أَ جَعَلْتُمْ سِقايَةَ الْحاجِ‏ ... } الْآيَةَ .

 قَالَ : نَزَلَتْ فِي عَلِيٍّ وَ الْعَبَّاسِ.

و عن‏ الحماني : عن محمد بن فضيل، عن إسماعيل بن أبي خالد مثله.

شواهد التنزيل لقواعد التفضيل ج1ص322ح331 .



حديث ابن سيرين :

الحديث : 332- أخبرنا : أبو عبد الله الدينوري قراءة قال: حدثنا عبد الله بن يوسف بن أحمد بن مالك، قال: حدثنا الحسين بن محمد بن سختويه، قال: حدثنا عمرو بن ثور، و إبراهيم بن سفيان‏ «1» قالا: حدثنا محمد بن يوسف الفريابي قال: حدثنا قيس عن أشعث بن سوار ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ قَالَ:

 قَدِمَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ : مِنَ الْمَدِينَةِ إِلَى مَكَّةَ .

فَقَالَ لِلْعَبَّاسِ: يَا عَمِّ أَ لَا تُهَاجِرُ ، أَ لَا تَلْحَقُ بِرَسُولِ اللَّهِ .

فَقَالَ: أَعْمُرُ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ، وَ أَحْجُبُ الْبَيْتَ.

فَأَنْزَلَ اللَّهُ: {أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الْحَاجِّ وَعِمَارَةَ  الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَجَاهَدَ فِي سَبِيلِ اللّهِ لاَ يَسْتَوُونَ عِندَ اللّهِ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ  الظَّالِمِينَ (19) }التوبة .

وَ قَالَ لِقَوْمٍ قَدْ سَمَّاهُمْ: أَ لَا تُهَاجِرُونَ أَ لَ تَلْحَقُون بِرَسُولِ اللَّهِ.

فَقَالُوا: نُقِيمُ مَعَ إِخْوَانِنَا وَ عَشَائِرِنَا وَ مَسَاكِنِنَا.

فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى: { قُلْ إِنْ كانَ آباؤُكُمْ وَ أَبْناؤُكُمْ‏ ... } الْآيَةَ .

شواهد التنزيل لقواعد التفضيل ج1ص323ح332 . وقال المحمودي محقق الكتاب : و رواه أيضا بسنده عن ابن سيرين محمد بن سليمان الصنعاني في الحديث: 80 من مناقب علي الورق 34- أ- قال: حدثنا عثمان بن محمد، قال: حدثنا جعفر، قال: حدثنا يحيى عن أبي عبد الرحمن‏ المسعودي عن أبي قتيبة التميمي- و اسمه ثابت بن سليم- عن محمد بن سيرين قال في :

قَوْلِ اللَّهِ:  { أَ جَعَلْتُمْ سِقايَةَ الْحاجِّ وَ عِمارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَ الْيَوْمِ الْآخِرِ } .

قَالَ: نَزَلَتْ فِي عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ.



حديث عروة :

الحديث : 333- و أخبرنا:  أبو عبد الله قال: حدثنا أبو علي المقرئ قال: حدثنا أبو عبد الله محمد بن أحمد بن موسى السوانيطي بحلب، قال: حدثن يوسف بن سعيد بن مسلم، قال: حدثنا بشر بن المنذر، عن ابن لهيعة، عن بكر بن سوادة عن عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ :

أَنَّ الْعَبَّاسَ : بْنَ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، وَ شَيْبَةَ بْنَ عُثْمَانَ أَسْلَمَا وَ لَمْ يُهَاجِرَا، فَقَامَ الْعَبَّاسُ عَلَى سِقَايَتِهِ وَ شَيْبَةُ عَلَى حِجَابَتِهِ .

 فَقَالَ : الْعَبَّاسُ لِعَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ أَنَ أَفْضَلُ مِنْكَ، أَنَا سَاقِي بَيْتِ اللَّهِ ، وَ كَانَ بَيْنَهُمَا كَلَامٌ ،  فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى فِيمَا تَنَازَعَا فِيهِ: { أَ جَعَلْتُمْ سِقايَةَ الْحاجِ‏ ... } .

شواهد التنزيل لقواعد التفضيل ج1ص324ح333. لعل إلى هذا الحديث يشير ابن حجر في قوله في ترجمة شيبة بن عثمان من كتاب الإصابة قال: و روى ابن لهيعة عن أبي الأسود، عن عروة قال:

 أَسْلَمَ : الْعَبَّاسُ وَ شَيْبَةُ وَ لَمْ يُهَاجِرَا، أَقَامَ الْعَبَّاسُ عَلَى سِقَايَتِهِ وَ شَيْبَةُ عَلَى حِجَابَتِهِ.



حديث الحسن :

334- أخبرنا أبو نصر المفسر، قال: حدثنا أبو عمرو بن مطر، قال: حدثن أبو إسحاق المفسر، قال: حدثنا ابن زنجويه قال: أخبرنا عبد الرزاق، قال: أخبرن معمر عن عمرو عن الحسن قال: لَمَّا نَزَلَتْ : { أَ جَعَلْتُمْ سِقايَةَ الْحاجِ‏ ..  } .

فِي عَبَّاسٍ وَ عَلِيٍّ وَ شَيْبَةَ بْنِ عُثْمَانَ تَكَلَّمُو فِي ذَلِكَ .... الْحَدِيثَ‏ .

شواهد التنزيل لقواعد التفضيل ج1ص324ح334. وقال المحمودي محقق الكتاب : و الحديث رواه أيضا السيوطي في الدر المنثور، قال: و أخرج عبد الرزاق ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ:

نَزَلَتْ فِي عَلِيٍّ عَلَيْهِ السَّلَامُ وَ عَبَّاسٍ وَ عُثْمَانَ وَ شَيْبَةَ ، تَكَلَّمُوا فِي ذَلِكَ.

و رواه بسنده عن الشعبي و الحسن محمد بن سليمان في الحديث: 116- 117 من مناقب علي عليه السلام الورق 42 ب- قال: حدثنا إبراهيم بن أحمد عن محمد بن عبد الله الحشاش عن‏] عبد الرزاق، عن معمر، عن عمرو عن الحسن :

قَالَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى:  { أَ جَعَلْتُمْ سِقايَةَ الْحاجِّ ..} .

قَالَ: نَزَلَتْ فِي عَلِيٍّ وَ عُثْمَانَ وَ عَبَّاسٍ وَ شَيْبَةَ ، تَكَلَّمُوا فِي ذَلِكَ .

فَقَالَ الْعَبَّاسُ: مَا أَرَانِي إِلَّا تَارِكاً سِقَايَتَنَا.

فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ‏ : أَقِيمُوا سِقَايَتَكُمْ فَإِنَّ لَكُمْ فِيهَا خَيْراً.

 و حدثنا عبد الرزاق قال: أخبرنا ابن عيينة عن إسماعيل عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ:

نَزَلَتْ : فِي عَلِيٍّ وَ الْعَبَّاسِ ، تَكَلَّمَا فِي ذَلِكَ ، يَعْنِي قَوْلَهُ تَعَالَى: { أَ جَعَلْتُمْ سِقايَةَ الْحاجِّ وَ عِمارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللَّهِ‏ ...} .

و رواه أيضا الطبري في تفسير الآية الكريمة من تفسيره: ج 10- 96 قال: حدثنا الحسن بن يحيى، قال: أخبرنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر، عن عمرو، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ:

نَزَلَتِ الْآيَةُ : فِي عَلِيٍّ وَ عَبَّاسٍ وَ عُثْمَانَ، وَ شَيْبَةَ ، تَكَلَّمُوا فِي ذَلِكَ .

فَقَالَ الْعَبَّاسُ : مَا أَرَانِي إِلَّا تَارِكَ سِقَايَتِنَا.

 فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ: أَقِيمُوا عَلَى سِقَايَتِكُمْ فَإِنَّ لَكُمْ فِيهِ خَيْراً.

قال ابن يحيى: و أخبرنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا ابن عيينة، عن إسماعيل عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ:  نَزَلَتِ الْآيَةُ : فِي عَلِيٍّ وَ الْعَبَّاسِ تَكَلَّمَا فِي ذَلِكَ.

شواهد التنزيل لقواعد التفضيل ج1ص324ح333.



حديث السدي :

الحديث : 335- وَ به حدثنا الحسين بن علي‏ قال: حدثنا عمرو، قال: حدثنا أسباط عَنِ السُّدِّيِّ عَنْ أَصْحَابِهِ‏ :

فِي قَوْلِهِ تَعَالَى : { أَ جَعَلْتُمْ سِقايَةَ الْحاجِ‏ ...  } إِلَى آخِرِ الْآيَاتِ.

 قَالَ : افْتَخَرَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ ، وَ شَيْبَةُ وَ الْعَبَّاسُ وَ رَجُلٌ قَدْ سَمَّاهُ .

فَقَالَ الْعَبَّاسُ: أَنَا أَسْقِي حَجِيجَ بَيْتِ اللَّهِ وَ أَنَا أَفْضَلُكُمْ .

وَ قَالَ عَلِيٌّ: أَنَا هَاجَرْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ وَ جَاهَدْتُ مَعَهُ.

وَ قَالَ شَيْبَةُ: أَنَا أَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ .

فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى: { أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الْحَاجِّ وَعِمَارَةَ  الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَجَاهَدَ فِي سَبِيلِ اللّهِ لاَ يَسْتَوُونَ عِندَ اللّهِ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ  الظَّالِمِينَ (19) الَّذِينَ آمَنُواْ وَهَاجَرُواْ وَجَاهَدُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ أَعْظَمُ دَرَجَةً عِندَ اللّهِ  وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ (20) } التوبة.

شواهد التنزيل لقواعد التفضيل ج1ص325ح335. وقال محقرواه أيضا الطبري في تفسير الآية الكريمة من تفسيره: ج 10- 96 قال: حدثني محمد بن الحسين، قال: حدثن أحمد بن المفضل، حدثنا أسباط، ق المحمودي : في صفحة سابقة رواه أيضا الطبري في تفسير الآية الكريمة من تفسيره: ج 10- 96 قال: حدثني محمد بن الحسين، قال: حدثن أحمد بن المفضل، حدثنا أسباط، عَنِ السُّدِّيِّ :

فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: { أَ جَعَلْتُمْ سِقايَةَ الْحاجِّ وَ عِمارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَ الْيَوْمِ الْآخِرِ وَ جاهَدَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، لا يَسْتَوُونَ عِنْدَ اللَّهِ } التوبة .

قَالَ: افْتَخَرَ عَلِيٌّ وَ عَبَّاسٌ وَ شَيْبَةُ بْنُ عُثْمَانَ.

 فَقَالَ الْعَبَّاسُ: أَنَا أَفْضَلُكُمْ أَنَا أَسْقِي حُجَّاجَ بَيْتِ اللَّهِ.

 وَ قَالَ شَيْبَةُ: أَنَا أَعْمُرُ مَسْجِدَ اللَّهِ.

وَ قَالَ عَلِيٌّ: أَنَا هَاجَرْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ، وَ أُجَاهِدُ مَعَهُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ. فَأَنْزَلَ اللَّهِ: {أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الْحَاجِّ وَعِمَارَةَ  الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَجَاهَدَ فِي سَبِيلِ اللّهِ لاَ يَسْتَوُونَ عِندَ اللّهِ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ  الظَّالِمِينَ (19) الَّذِينَ آمَنُواْ وَهَاجَرُواْ وَجَاهَدُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ أَعْظَمُ دَرَجَةً عِندَ اللّهِ  وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ (20) يُبَشِّرُهُمْ رَبُّهُم بِرَحْمَةٍ مِّنْهُ وَرِضْوَانٍ وَجَنَّاتٍ لَّهُمْ فِيهَا نَعِيمٌ مُّقِيمٌ (21) }.

و ما بين المعقوفين : قد أسقطه الطبري أو بعض الرواة اختصارا، و كان في الطبري هكذا:  «إِلَى نَعِيمٍ مُقِيمٍ». أَقُولُ: وَ الْآيَتَانِ هُمَا آيَتَ 20 وَ 21 مِنْ سُورَةِ التَّوْبَةِ. ويا طيب : قد أثبنا الآيات .



حديث أنس :

وقال المحمودي : محقق كتاب شواهد التنزيل لقواعد التفضيل في ج‏1ص325 في تعليقه على الحديث335 ، و رواه أيضا السيوطي في تفسير الآية الكريمة من الدر المنثور، قال: و أخرج أبو نعيم في فضائل الصحابة، و ابن عساكر، عَنْ أَنَسٍ قَالَ:

 قَعَدَ : الْعَبَّاسُ وَ شَيْبَةُ صَاحِبُ الْبَيْتِ يَفْتَخِرَانِ.

أقول: لم نظفر برواية أبي نعيم بعد، و أما ابن عساكر فإنه رواه في الحديث: 909 من ترجمة أمير المؤمنين من تاريخ دمشق، قال: أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم العلوي قال: قرأت على عمي الشريف أبي البركات عقيل بن العباس، قلت له: أخبركم الحسين بن عبد الله بن محمد بن أبي كامل.

و أخبرنا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة السلمي، أنبأنا أبو القاسم عبيد الله بن عبد الله بن هشام بن سوار العبسي الداراني، أنبأنا أبو عبد الله الحسين بن عبد الله بن محمد بن إسحاق، أنبأنا أبو علي أحمد بن محمد بن عبد السلام البيروتي أنبأنا جبرون بن عيسى بن يزيد البلوي بمصر، أنبأنا يحيى بن سليمان، عن أبي معمر عباد بن عبد الصمد، عَنْ أَنَسٍ أَنَّهُ قَالَ:

قَعَدَ : الْعَبَّاسُ وَ شَيْبَةُ صَاحِبُ الْبَيْتِ يَفْتَخِرَانِ .

 فَقَالَ لَهُ الْعَبَّاسُ: أَنَا أَشْرَفُ مِنْكَ ، أَنَا عَمُّ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ وَ وَصِيُّ أَبِيهِ وَ سَاقِي الْحَجِيجِ.

 فَقَالَ شَيْبَةُ: أَنَا أَشْرَفُ مِنْكَ أَنَا أَمِينُ اللَّهِ عَلَى بَيْتِهِ وَ خَازِنُهُ، أَ فَلَا ائْتَمَنَكَ كَمَا ائْتَمَنَنِي!

 فَهُمَا عَلَى ذَلِكَ : يَتَشَاجَرَانِ .

حَتَّى أَشْرَفَ : عَلَيْهِمَا عَلِيٌّ .

فَقَالَ لَهُ الْعَبَّاسُ: عَلَى رِسْلِكَ يَا ابْنَ أَخِ.

 فَوَقَفَ : عَلِيٌّ عَلَيْهِ السَّلَامُ .

فَقَالَ لَهُ الْعَبَّاسُ: إِنَّ شَيْبَةَ فَاخَرَنِي ، فَزَعَمَ أَنَّهُ أَشْرَفُ مِنِّي.

فَقَالَ: فَمَا قُلْتَ لَهُ ؟

قَالَ: قُلْتُ لَهُ: أَنَا عَمُّ رَسُولِ اللَّهِ وَ وَصِيُّ أَبِيهِ وَ سَاقِي الْحَجِيجِ ، أَنَا أَشْرَفُ مِنْكَ.

 فَقَالَ لِشَيْبَةَ: مَا ذَا قُلْتَ لَهُ أَنْتَ يَا شَيْبَةُ ؟

قَالَ: قُلْتُ لَهُ: أَنَا أَشْرَفُ مِنْكَ، أَنَا أَمِينُ اللَّهِ عَلَى بَيْتِهِ وَ خَازِنُهُ أَ فَلَا ائْتَمَنَكَ .

 زَادَ الْعَلَوِيُّ: اللَّهُ عَلَيْهِ. وَ قَالا:- كَمَا ائْتَمَنَنِي!

قَالَ: فَقَالَ لَهُمَا: اجْعَلا لِي مَعَكُمَا مَفْخَراً.

قَالا: نَعَمْ.

 قَالَ: فَأَنَا أَشْرَفُ مِنْكُمَا، أَنَا أَوَّلُ مَنْ آمَنَ بِالْوَعِيدِ مِنْ ذُكُورِ هَذِهِ الْأُمَّةِ، وَ هَاجَرَ وَ جَاهَدَ.

فَانْطَلَقُوا : زَادَ الْعَلَوِيُّ: ثَلَاثَتُهُمْ- إِلَى النَّبِيِّ ، فَجَثَوْا بَيْنَ يَدَيْهِ .

فَأَخْبَرَهُ‏ : كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ بِمَفْخَرِهِ.

 فَمَا أَجَابَهُمُ النَّبِيُّ " بِشَيْ‏ءٍ، فَانْصَرَفُو عَنْهُ.

 فَنَزَلَ الْوَحْيُ- زَادَ الْعَلَوِيُّ: عَلَيْهِ- بَعْدَ أَيَّامٍ ، فِيهِمْ فَأَرْسَلَ إِلَيْهِمْ ثَلَاثَتِهِمْ ، حَتَّى أَتَوْهُ .

فَقَرَأَ عَلَيْهِمْ: { أَ جَعَلْتُمْ سِقايَةَ الْحاجِّ وَ عِمارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَ الْيَوْمِ الْآخِرِ.....}  إِلَى آخِرِ الْعَشْرِ قَرَأَهَا [ظ] أَبُو مَعْمَرٍ.

و رواه أيضا الحموئي في الحديث: 170 في الباب: 41 من فرائد السمطين: ج 1، ط 203 ط بيروت قال:أخبرني شيخنا مجد الدين أبو الفضل بن أبي الثناء بن مودود إجازة، وذكر السند كاملا والحديث أعلاه ..



حديث بن عباس وسهل :

336- أخبرنا أبو عبد الله الشيرازي قال: أخبرنا أبو بكر الجرجرائي قال: حدثنا أبو أحمد البصري قال: حدثنا أبو العباس الكديمي قال: حدثنا أحمد بن معمر قال: حدثنا الحسين بن عمرو الأسدي عن السدي عن أبي مالك عن ابن عباس‏ :

في‏ قوله تعالى: { أ جعلتم سقاية الحاج‏ ...} قال:

افْتَخَرَ : الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ فَقَالَ: أَنَ عَمُّ مُحَمَّدٍ، وَ أَنَا صَاحِبُ سِقَايَةِ الْحَاجِّ، وَ أَنَا أَفْضَلُ مِنْ عَلِيٍّ [كَذَا] .

وَ قَالَ شَيْبَةُ بْنُ عُثْمَانَ: أَنَا أَعْمُرُ بَيْتَ اللَّهِ وَ صَاحِبُ حِجَابَتِهِ وَ أَنَا أَفْضَلُ.

 فَسَمِعَهُمَا عَلِيٌّ  :وَ هُمَا يَذْكُرَانِ ذَلِكَ.

 فَقَالَ: أَنَا أَفْضَلُ مِنْكُمَا، أَنَا الْمُجَاهِدُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ.

 فَأَنْزَلَ اللَّهُ فِيهِمْ:

 { أَ جَعَلْتُمْ سِقايَةَ الْحاجِ‏ } يَعْنِي الْعَبَّاسَ.

{ وَ عِمارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ‏ } يَعْنِي شَيْبَةَ .

 { كَمَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَجَاهَدَ فِي سَبِيلِ اللّهِ لاَ يَسْتَوُونَ عِندَ اللّهِ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ  الظَّالِمِينَ (19) الَّذِينَ آمَنُواْ وَهَاجَرُواْ وَجَاهَدُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ أَعْظَمُ دَرَجَةً عِندَ اللّهِ  وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ (20) يُبَشِّرُهُمْ رَبُّهُم بِرَحْمَةٍ مِّنْهُ وَرِضْوَانٍ وَجَنَّاتٍ لَّهُمْ فِيهَا نَعِيمٌ مُّقِيمٌ (التوبة21) خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا إِنَّ اللّهَ عِندَهُ  أَجْرٌ عَظِيمٌ (التوبة22) ‏ } .

فَفَضَّلَ عَلِيّاً : عَلَيْهِمَا.

شواهد التنزيل لقواعد التفضيل ج1ص327ح336.

337- حدثني الحاكم الوالد أبو محمد، قال: أخبرنا عمر بن أحمد بن عثمان ببغداد، قال: أخبرنا علي بن محمد بن أحمد المصري حدثنا حبرون بن عيسى حدثنا يحيى بن سليمان القرشي حدثنا عباد بن عبد الصمد أبو معمر .... أي ذكر الحديث أعلاه .

شواهد التنزيل لقواعد التفضيل ج1ص327ح337.

وذكر المحمودي محقق الكتاب : في تعليقه على الحديث :

337- و قريبا منه رواه محمد بن سليمان الكوفي المتوفى بعد العام: 300 بسنده ، عن سهل بن سعد الصحابي في الحديث: 71 من كتاب مناقب علي عليه السلام الورق 31- ب- قال: حدثنا أحمد بن عبدان البرذعي قال: حدثنا سهل بن سفيان، قال: حدثنا محمد بن موسى بن عبد ربه قال: سَمِعْتُ سَهْلَ بْنَ سَعْدٍ السَّاعِدِيَّ صَاحِبَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ يَقُولُ:

 بَيْنَا : الْعَبَّاسُ وَ شَيْبَةُ يَتَقَاوَلَانِ .

شَيْبَةُ يَقُولُ: أَنَا خَيْرٌ مِنْكَ يَا عَبَّاسُ إِذِ الْبَيْتُ لِي .

 وَ قَالَ الْعَبَّاسُ: أَنَا خَيْرٌ مِنْكَ إِذَا السِّقَايَةُ لِي.

 ثُمَّ اتَّفَقُوا : عَلَى أَنَّ أَوَّلَ مَنْ يَسْتَقْبِلُهُمْ يَخْتَصِمُونَ إِلَيْهِ .

فَاسْتَقْبَلَهُمْ عَلِيٌّ .....

وعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ:

 قَعَدَ:  الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، وَ شَيْبَةُ صَاحِبُ الْبَيْتِ يَفْتَخِرَانِ .

حَتَّى أَشْرَفَ عَلَيْهِمَا : عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ .

فَقَالَ لَهُ الْعَبَّاسُ: عَلَى رِسْلِكَ يَا ابْنَ أَخِي. فَوَقَفَ لَهُ عَلِيٌّ .

فَقَالَ لَهُ الْعَبَّاسُ: إِنَّ شَيْبَةَ فَاخَرَنِي فَزَعَمَ أَنَّهُ أَشْرَفُ مِنِّي.

 قَالَ: فَمَا ذَا قُلْتَ لَهُ يَا عَمَّاهْ ؟

قَالَ: قُلْتُ لَهُ: أَنَا عَمُّ رَسُولِ اللَّهِ وَ وَصِيُّ أَبِيهِ وَ سَاقِي الْحَجِيجِ أَنَا أَشْرَفُ مِنْكَ.

فَقَالَ عَلِيٌ‏: لِشَيْبَةَ فَمَا ذَا قُلْتَ يَا شَيْبَةُ قَالَ: قُلْتُ لَهُ: أَنَا أَشْرَفُ مِنْكَ، أَنَا أَمِينُ اللَّهِ عَلَى بَيْتِهِ وَ خَازِنُهُ- أَ فَلَا ائْتَمَنَكَ عَلَيْهِ كَمَا ائْتَمَنَنِي!!

فَقَالَ لَهُمَا عَلِيٌّ: اجْعَلا لِي مَعَكُمَا فَخْراً.

قَالا: نَعَمْ. قَالَ: فَأَنَا أَشْرَفُ مِنْكُمَا، أَنَا أَوَّلُ مَنْ آمَنَ بِالْوَعِيدِ مِنْ ذُكُورِ هَذِهِ الْأُمَّةِ، وَ هَاجَرَ وَ جَاهَدَ.

فَانْطَلَقُوا ثَلَاثَتُهُمْ : إِلَى رَسُولِ اللَّهِ ، فَجَثَوْ بَيْنَ يَدَيْهِ ، فَأَخْبَرَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ بِمَفْخَرَتِهِ .

 فَمَا أَجَابَهُمْ : رَسُولُ اللَّهِ بِشَيْ‏ءٍ، فَانْصَرَفُو عَنْهُ.

 فَنَزَلَ الْوَحْيُ : بَعْدَ أَيَّامٍ فِيهِمْ ، فَأَرْسَلَ إِلَيْهِمْ ثَلَاثَتِهِمْ حَتَّى أَتَوْهُ- فَقَرَأَ عَلَيْهِمُ النَّبِيُّ ص: { أَ جَعَلْتُمْ سِقايَةَ الْحاجِ‏ } إِلَى آخِرِ الْعَشْرَةِ،  قَرَأَهَا أَبُو مَعْمَرٍ مُخْتَصَراً .

ويا طيب : ذكرنا الآيات أعلاه .



حديث أبي بريدة :

الحديث 338- أخبرني أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن خلف بن الخضر البخاري كتابة قال: حدثنا عبد الله بن محمد بن يعقوب بن الحرث البخاري قال: حدثن حماد بن محمد بن حفص الجوزجاني قال: حدثنا رقاد بن إبراهيم المروزي‏ قال: حدثن أبو حمزة السكري عن ليث بن أبي سليم، عن عثمان بن سليمان ، عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ:

بَيْنَمَا : شَيْبَةُ وَ الْعَبَّاسُ يَتَفَاخَرَانِ .

إِذْ مَرَّ بِهِمَا : عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ فَقَالَ: فِي مَا ذَا تَفَاخَرَانِ ؟

فَقَالَ الْعَبَّاسُ: يَا عَلِيُّ ، لَقَدْ أُوتِيتُ مِنَ الْفَضْلِ مَا لَمْ يُؤْتَ أَحَدٌ.

 فَقَالَ: وَ مَا أُوتِيتَ يَا عَبَّاسُ ؟

قَالَ: أُوتِيتُ سِقَايَةَ الْحَاجِّ.

فَقَالَ: مَا تَقُولُ أَنْتَ يَا شَيْبَةُ ؟

قَالَ: أُوتِيتُ مَا لَمْ يُؤْتَ أَحَدٌ.

فَقَالَ : وَ مَا أُعْطِيتَ ؟

قَالَ : أُعْطِيتُ‏ عِمَارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ.

فَقَالَ لَهُمَا عَلِيٌّ: اسْتَحْيَيْتُ لَكُمَا يَا شَيْخَانِ !

 فَقَدْ أُوتِيتُ : عَلَى صِغَرِي مَا لَمْ تُؤْتَيَاهُ .

 فَقَالا: وَ مَا أُوتِيتَ يَا عَلِيُّ ؟

قَالَ: ضَرَبْتُ خَرَاطِيمَكُمَا بِالسَّيْفِ ، حَتَّى آمَنْتُمَ بِاللَّهِ وَ رَسُولِهِ.

فَقَامَ الْعَبَّاسُ:  مُغْضَباً يَجُرُّ ذَيْلَهُ حَتَّى دَخَلَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ .

 فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ: مَا وَرَاءَكَ يَا عَبَّاسُ ؟

فَقَالَ: أَ لَا تَرَى مَا يَسْتَقْبِلُنِي بِهِ هَذَا الصَّبِيُّ.

قَالَ: وَ مَنْ ذَلِكَ ؟

قَالَ : عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ‏ .

 فَقَالَ النَّبِيُ‏ : ادْعُوا لِي عَلِيّاً. فَدُعِيَ.

 فَقَالَ لَهُ: يَا عَلِيُّ مَا الَّذِي حَمَلَكَ عَلَى مَ اسْتَقْبَلْتَ بِهِ عَمَّكَ .

فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ صَدَمْتُهُ بِالْحَقِّ ، أَنْ غَلُظْتُ‏ لَهُ آنِفاً ، فَمَنْ شَاءَ فَلْيَغْضَبْ وَ مَنْ شَاءَ فَلْيَرْضَ.

 إِذْ نَزَلَ جَبْرَئِيلُ فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ إِنَّ رَبَّكَ يُقْرِئُكَ السَّلَامَ ، وَ يَقُولُ:

اتْلُ عَلَيْهِمْ هَذِهِ الْآيَةَ: { أَ جَعَلْتُمْ سِقايَةَ الْحاجِّ وَ عِمارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَ الْيَوْمِ الْآخِرِ وَ جاهَدَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، لا يَسْتَوُونَ عِنْدَ اللَّهِ‏ }

فَقَالَ الْعَبَّاسُ: إِنَّا قَدْ رَضِينَا. ثَلَاثَ مَرَّاتٍ.

شواهد التنزيل لقواعد التفضيل ؛ ج‏1 ؛ ص328ح338 .

وقال محقق الكتاب : و مثلها رواه الطبرسي عن الحافظ الحسكاني، و قال في تفسير الآية الكريمة من مجمع البيان، و روى الحاكم أبو القاسم الحسكاني بإسناده عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: بَيْنَا شَيْبَةُ وَ الْعَبَّاسُ يَتَفَاخَرَانِ ..

و رواه البحراني : عن الطبرسي في تفسير الآية الكريمة من تفسير البرهان: ج 2 ص 110، ط 2، و في الباب: 63 من كتاب غاية المرام ص 363.

 وكذا في النسخة : اليمنية غير أن ما بين المعقوفين زيادة مستفادة من السياق، و في النسخة الكرمانية:

«لَقَدْ أُوتِينَا مِنَ الْفَضْلِ مَا لَمْ يُؤْتَ أَحَدٌ ... فَقَالَ: مَا تَقُولُ أَنْتَ يَا شَيْبَةُ قَالَ: قَدْ أُعْطِيتُ عِمَارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ ...».

 و كذا:  في النسخة اليمنية، و هاهنا كان في النسخة الكرمانية اختلال و فيها: « أَ مَا تَرَى إِلَى مَا اسْتَقْبَلَنِي بِهِ هَذَا قَالَ: وَ مَنْ ذَاكَ فَقَالَ».

و رواه أيضا : عن مصادر الحافظ السروي في أواخر عنوان: «المسابقة بالجهاد» من مناقب آل أبي طالب: ج 1، ص 343 قال: و روى إسماعيل بن أبي خالد، عن عامر الشعبي . و ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس. و مقاتل : عن الضحاك عن ابن عباس. و ابن أبي خالد و زكريا عن الشعبي

أَنَّهُ نَزَلَتْ : هَذِهِ الْآيَةُ فِي عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ.

  روى‏ : الثعلبي و القشيري و الجبائي و الفلكي في تفاسيرهم و الواحدي في أسباب نزول القرآن عن الحسن البصري و عامر الشعبي و محمد بن كعب القرظي.

و روينا : عَنْ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ ، وَ وَكِيعِ بْنِ الْجَرَّاحِ ، وَ شَرِيكٍ الْقَاضِي ، وَ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ ، وَ مُقَاتِلِ بْنِ سُلَيْمَانَ ، وَ السُّدِّيِّ ، وَ أَبِي مَالِكٍ ، وَ مُرَّةَ الْهَمْدَانِيِّ ، وَ ابْنِ عَبَّاسٍ ، قَالُوا:

 إِنَّهُ افْتَخَرَ : الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ فَقَالَ: أَنَا عَمُّ مُحَمَّدٍ وَ أَنَا صَاحِبُ سِقَايَةِ الْحَجِيجِ فَأَنَا أَفْضَلُ مِنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ.

وَ قَالَ شَيْبَةُ بْنُ عُثْمَانَ- أَوْ طَلْحَةُ الدَّارِيُّ أَوْ عُثْمَانُ-: وَ أَنَا أَعْمُرُ بَيْتَ اللَّهِ الْحَرَامَ وَ صَاحِبُ حِجَابَتِهِ فَأَنَا أَفْضَلُ.

 وَ سَمِعَهُمَا عَلِيٌّ عَلَيْهِ السَّلَامُ : وَ هُمَا يَذْكُرَانِ ذَلِكَ فَقَالَ: أَنَا أَفْضَلُ مِنْكُمَا لَقَدْ صَلَّيْتُ قَبْلَكُمَا سِتَّ سِنِينَ.

وَ فِي رِوَايَةٍ: «لَقَدْ صَلَّيْتُ قَبْلَكُمَا سَبْعَ سِنِينَ ، وَ أَنَا أُجَاهِدُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ».

و في رواية الحسكاني عن أبي بريدة كذا : أَنَّ عَلِيّاً قَالَ: اسْتَحْيَيْتُ لَكُمَا فَقَدْ أُوتِيتُ عَلَى صِغَرِي مَا لَمْ تُؤْتَيَاهُ.

 فَقَالا: وَ مَا أُوتِيتَ يَا عَلِيُّ ؟

قَالَ: ضَرَبْتُ خَرَاطِيمَكُمَا بِالسَّيْفِ حَتَّى آمَنْتُمَ بِاللَّهِ وَ بِرَسُولِهِ.

فَشَكَا الْعَبَّاسُ : ذَلِكَ إِلَى النَّبِيِّ ؟

فَقَالَ لِعَلِيٍ‏: مَا حَمَلَكَ عَلَى مَا اسْتَقْبَلْتَ بِهِ عَمَّكَ .

فَقَالَ: صَدَمْتُهُ بِالْحَقِّ فَمَنْ شَاءَ فَلْيَغْضَبْ وَ مَنْ شَاءَ فَلْيَرْضَ. فَنَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ.

 

وَ قَدْ بَسَطَ الْعَلَّامَةُ الْأَمِينِيُّ : الكلام في نزول الآية الكريمة في الموضوع في غديرية حسان بن ثابت من كتاب الغدير: ج 2 ص 53 ط بيروت.

339-  رواه أسد بن سعيد الكوفي قال: حدثنا الكلبي عن أبي صالح، عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال: افتخر علي و العباس و شيبة حدثت‏ بذلك في التفسير العتيق.

شواهد التنزيل لقواعد التفضيل ج1ص330ح339 .









السكينة على النبي وعلي وآلهم

قال الله سبحانه وتعالى :

{ لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللّهُ  فِي مَوَاطِنَ كَثِيرَةٍ

وَيَوْمَ حُنَيْنٍ

إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ
فَلَمْ تُغْنِ عَنكُمْ شَيْئًا

وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ
ثُمَّ وَلَّيْتُم مُّدْبِرِينَ (25)

ثُمَّ أَنَزلَ اللّهُ سَكِينَتَهُ
عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ

وَأَنزَلَ جُنُودًا لَّمْ تَرَوْهَا

وَعذَّبَ الَّذِينَ كَفَرُواْ وَذَلِكَ جَزَاء الْكَافِرِينَ (26) } التوبة .

مقدمة آية حنين وقصة لطيفة:

يا طيب : نذكر تكملة لآية الإيمان التي عرفتها في الموضوع السابق ، في الحقيقة الآيات السابقة لآية الإيمان في سورة براءة مقدمة لها وم بعدها من الآيات تشرحها وتبين فضائل الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام ، وتعرفن ما له ولأتباعه من الشأن الكريم والفضل عند الله سبحانه وتعالى ، وإن الآيات في سورة هي أخر سورة نزلت من سور القرآن الكريم ، وقد عرفت أنه فيها عشر آيات تبرء بها الله ورسوله من المشركين ، ثم بين الله شأن أمير المؤمنين بعدة آيات ، ثم أنزل سبحانه براءة وتنبيه وبيان عذاب وعقاب للمنافقين بآيات كثرة بما لم تجد مثله في كثير من الآيات التي تحكي عن عذاب المنافقين حتى في سورة المنافقين ، وقد عرفت ما صرح علماء العامة بأسمائها ، فإنهم يدرون أو لا يدرون عواقب جمعهم لأسمائه المصرحة بأن لها سبعة عشر أسما تحكي عن النفاق وما أثرها على معتقدهم ، ولكن الله أراد بيان الحق وأهله فذكروها وفصلوها ، ثم طلب الله تعالى منهم التوبة في آخر سورة براءة وتاب على الثلاثة المخلفين فسموها التوبة .

ويا طيب : كيف نعرف المؤمن الثابت والتائب حقا بعد رسول الله، ولم تأخذه وليجة في ما حكم الله من تفضيل علي بن أبي طالب عليه السلام ، فإن الحق والإنصاف نعرفه  بتبعيته لأمير المؤمنين وسيد الوصيين بعد رسول الله ، وإن خالفه أو أقصاه فهو لم وإن سمي مؤمن ومسلم ، ولكنه يرجع للمنافقين بل يكون مؤسس للنفاق، فإنه أكثر من ثلاثمائة آية في القرآن الكريم تحكي عن المنافقين ، ولم تحكي عنهم إلا وأن يكون لهم شأن مهم بين المسلمين ، وإلا لم يحذر الله تعالى منهم بهذا الكم من الآيات الكثيرة ، لو كانوا عابرين غير مؤثرين في الإسلام .

ويا طيب : إما القصة اللطيفة الظريفة ، فإنه في يوم كنت أتصفح الإنترنيت ، ورأيت مقال في الفيسبوك كتب به أحد النواصب وأتباع المنافقين ، وقال إن الشيعة تفتري على المؤمن الثابت المدافع رسول الله وعن دين الله الإسلام أبو سفيان والد معاوية ، وقال إن أبو سفيان أسلم وحسن إيمانه وهو من المؤمنين الذين نزلت عليهم السكينة مع رسول الله في يوم حنين ، وقد عاتب الله من فر في غزوة حنين وهو من الثابتين ، فلا تصدقوا ما يحكي الشيعة عن عدم أيمان أبو سفيان وأخذ بمدحة ، وكتب آية السكينة على الرسول والمؤمنين ، وهي في مدح وثناء كريم على الرسول وآله صلى الله عليهم وسلم ، وصرفها لأبي سفان أبو معاوية ، وكتب الآية والحديث الآتي ذكره .

فكتبت : تحته تعليق هذا أبو سفيان الثابت مع رسول الله صلى الله عليه وآله هو أبو سفيان بن الحرث ، وهو ابن عم رسول الله وابن عم علي بن أبي طالب عليه السلام ، وهو ممن آمن وحسن إيمانه وثباته بنص الأحاديث وكما ذكرت ، فهو أبو سفيان بن الحرث بن عبد المطلب الهاشمي الشيعي ، وليس هو كما تقول أبو سفيان بن صخر بن حرب الأموي المنافق أبو المنافق معاوية ، وكأنك لم تنتبه لما كتبت من أنه بن الحرث وليس بن صخر بن حرب ، والحمد الله الذي جعلكم تقرون وتمدحون الشيعة ، وتتبرون من المنافقين من الصحابة الفارين ولم يتوبوا .

ويا طيب : وتابعته بعد يوم حذف مقاله من صفحته ، وليس فقط تعليقي .

وقبل ذكر : الحديث وقصة غزوة حنين التي تثبت إيمان أمير المؤمنين ، نذكر بعض سيرة أبوي السفيان والفرق بينهما من ما ذكر الموقع القرآني الشامل مختصر :

أبو سفيان صخر بن حرب :

 هو أبو سفيان : و أبو حنظلة صخر بن حرب بن أميّة بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرّة القرشيّ، الأموي، أحد رجالات قريش و شخصيّاتهم المعروفين بالشرك و الكفر و عبادة الأوثان، و كانت إليه راية الرؤساء المسمّاة بالعقاب، و إذا حميت لهم حرب اجتمعت قريش فوضعتها بين يديه، و هو أصل الشجرة الأمويّة البغيضة الملعونة، و والد معاوية و جدّ يزيد ، قام بتجميع الأحزاب و الجيوش لمقارعة النبي صلّى اللّه عليه و آله و إيقاف دعوته، و بذل أموالا طائلة و جهودا جبّارة ليصدّ النبي صلّى اللّه عليه و آله عن دعوته، فكان بنفاقه و أمواله و كل ما لديه من حول و قوّة رأس كل فتنة و مؤامرة حاكتها قريش على النبي صلّى اللّه عليه و آله و المسلمين .

 لعنه : النبي صلّى اللّه عليه و آله في مواطن عديدة، منها: ما روي عن عبد اللّه بن عمر بن الخطاب بأنه قال: «إنّ أبا سفيان ركب بعيرا له ليلة العقبة، و معاوية يقوده، و يزيد يسوقه، فرآهم النبي صلّى اللّه عليه و آله فقال: اللّهمّ العن الراكب و القائد و السائق».و يوم مات عمر بن الخطاب و تسلّم الحكم عثمان بن عفّان قال لعثمان: بأبي أنت و أمّي تداولوها يا بني أميّة تداول الولدان للكرة، فو اللّه! ما من جنّة و لا نار.

أبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب :

أبو سفيان : بن الحارث بن عبد المطلب بن هاشم القرشي الهاشمي ، ابن عمّ رسول الله صلى الله عليه وآله و سلم ، و كان أخا رسول الله صلى الله عليه وآله و سلم من الرضاعة، أرضعتهما حليمة بنت أبى ذؤيب السعدية. اسمه المغيرة. و قال آخرون: بل اسمه كنيته، و المغيرة أخوه. و يقال: إن الذين كانوا يشبّهون برسول الله صلى الله عليه و سلم: جعفر بن أبى طالب، و الحسن بن على بن أبى طالب، و قثم بن العباس بن عبد المطلب، و أبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب، و السائب بن عبيد بن عبد يزيد بن هاشم بن المطلب بن عبد مناف. و كان أبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب من الشعراء المطبوعين ، ثم أسلم فحسن إسلامه فيقال: إنه ما رفع رأسه إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم حياء منه. و كان إسلامه يوم الفتح قبل دخول رسول الله صلى الله عليه و سلم مكة، لقيه هو و ابنه جعفر بن أبى سفيان بالأبواء فأسلما.

و شهد أبو سفيان : حنينا، و أبلى فيها بلاء حسنا، و كان ممن ثبت و لم يفرّ يومئذ، و لم تفارق يده لجام بغلة رسول الله صلى الله عليه و سلم حتى انصرف الناس إليه، و كان يشبه النبيّ صلى الله عليه و سلم، و كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يحبّه، و شهد له بالجنة، و كان يقول: أرجو أن تكون خلف من حمزة. و هو معدود في فضلاء الصحابة.

وذكروا في قوله: { ثُمَّ أَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلى رَسُولِهِ وَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَ أَنزَلَ جُنُوداً لَمْ ترَوْها (26)} التوبة . انه ما بقي مع النبي صلی الله عليه وآله في في حنين من المسلمين الا اثنا عشر رجلا منهم أبو سفيان بن الحرث بن عبد المطلب، آخذا بغرز النبي صلى الله عليه و سلم، لا يألو ما أسرع نحو المشركين  ، المصدر جامع البيان في تفسير القرآن ج10ص72 .

و يروى عنه أنه لمّا حضرته الوفاة قال: لا تبكوا عليّ، فإنّي لم أتنطّف بخطيئة منذ أسلمت. و ذكر ابن إسحاق أنّ أبا سفيان بن الحارث بكى النبيّ صلى الله عليه و سلم كثيرا و رثاه.

قال عروة: و كان سبب موته أنه حجّ، فلما حلق الحلاق رأسه قطع ثؤلولا كان في رأسه، فلم يزل مريضا منه حتى مات بعد مقدمه من الحجّ بالمدينة سنة عشرين. و دفن في دار عقيل بن أبى طالب رحمهم الله .





حديث من ثبت يوم حنين :

ذكر الحاكم الحسكاني و فيها نزل أيضا قوله جل ذكره:

{ ثُمَّ أَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلى‏ رَسُولِهِ وَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ‏ }

الحديث : 340- أَخْبَرَنَا : محمد بن عبد الله الصوفي قال: حدثنا محمد بن أحمد بن محمد الحافظ، قال: حدثنا عبد العزيز بن يحيى بن أحمد، قال: حدثنا أحمد بن عمار، قال: حدثنا زكريا بن يحيى قال: حدثنا مفضل بن يونس، عن تليد بن سليمان عَنِ الضَّحَّاكِ بْنِ مُزَاحِمٍ‏ فِي قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: { ثُمَّ أَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلى‏ رَسُولِهِ وَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ‏ .... } الْآيَةَ.

 قَالَ: نَزَلَتْ فِي الَّذِينَ ثَبَتُوا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ يَوْمَ حُنَيْنٍ .

عَلِيٌّ : وَ الْعَبَّاسُ ، وَ أَبُو سُفْيَانَ بْنُ الْحَارِثِ ، فِي نَفَرٍ مِنْ بَنِي هَاشِمٍ‏ .

شواهد التنزيل لقواعد التفضيل ج1ص331ح340 .

الحديث : 341- أخبرني : الحسين بن أحمد قال: أخبرنا عبد الرحمن بن محمد، قال: أخبرنا إسماعيل بن عبد الله بن خالد قال: حدثنا أحمد بن حرب الزاهد قال: حدثني صالح بن عبد الله الترمذي‏ عن الحسين بن محمد، عن المسعودي، عن الحكم بن عتيبة قال:

 أَرْبَعَةٌ : لَا شَكَّ فِيهِمْ أَنَّهُمْ ثَبَتُوا يَوْمَ حُنَيْنٍ ، فِيهِمْ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ .

يا طيب : والأحاديث كثيرة في هذا الموضوع ، بأن علي بن أبي الطالب أول الثابتين يوم حنين وفر كل المسلمون بعد أن أعجبتهم كثرتهم فلم تغني عنهم شيئا إلا أن نصرهم الله بنزول سكينته على النبي وآله الثابتون معه وأيده بجنود لم يروها .

ويا طيب : لنعرف قصة غزوة حنين نذكر ما ذكره في مجمع البيان ليتضح التضحية والفداء لآل البيت عليهم السلام ، ولذا خصهم الله بآيات تعرف أنهم الطيبون الطاهرون المصطفون المجتبون المختارون لله تعالى لقيادة الأمة بصراط مستقيم وهدى عبودية رب العالمين بعد رسول الله وقد أمرنا الله بالكون معه ، ونكون مع الصادقين كما في آية في سورة التوبة أيضا.



قصة حنين والثابتون :

قال الفضل بن الحسن الطبرسي رحمه الله : المتوفى سنة 548 ه ق‏، في كتابه  مجمع البيان في تفسير القرآن‏ ، سورة التوبة 9 الآيات 25 الى 27 في قول الله سبحانه وتعالى :

{ لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ فِي مَواطِنَ كَثِيرَةٍ وَ يَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئاً وَ ضاقَتْ عَلَيْكُمُ الْأَرْضُ بِما رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُمْ مُدْبِرِينَ (25) ثُمَّ أَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلى‏ رَسُولِهِ وَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَ أَنْزَلَ جُنُوداً لَمْ تَرَوْها وَ عَذَّبَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَ ذلِكَ جَزاءُ الْكافِرِينَ (26) ثُمَّ يَتُوبُ اللَّهُ مِنْ بَعْدِ ذلِكَ عَلى‏ مَنْ يَشاءُ وَ اللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (27) } سورة التوبة.





تفسير الآيات :

قال الطبرسي رحمه الله :

 اللغة :

الموطن : الموضع الذي يقيم فيه صاحبه و هو مفعل من الوطن و استوطن‏ بالمكان إذا اتخذه وطنا .

و حنين : اسم واد بين مكة و الطائف .

و الإعجاب : السرور بما يتعجب منه ، و العجب السرور بالنفس ، و الرحب : السعة في المكان و ضده الضيق ، و قولهم : مرحبا : معناه أتيت سعة .

و السكينة : الطمأنينة و الأمنة ، و هي فعيلة من السكون.

المعنى‏ :

لما تقدم : أمر المؤمنين بالقتال ، ذكرهم بعده بما أتاهم من النصر حالا بعد حال ، فقال‏ «لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ فِي مَواطِنَ كَثِيرَةٍ» اللام للقسم فكأنه سبحانه أقسم بأنه نصر المؤمنين أي أعانهم على أعدائهم في مواضع كثيرة على ضعفهم و قلة عددهم ، حثا لهم على الانقطاع إليه و مفارقة الأهلين و الأقربين في طاعته ، وورد عن الصادقين عليهم السلام : إنهم قالوا :كانت المواطن ثمانين موطنا .

و روي‏ : أن المتوكل اشتكى شكاية شديدة ، فنذر أن يتصدق بمال كثير إن شفاه الله ، فلما عوفي سأل العلماء عن حد المال الكثير ، فاختلفت أقوالهم ، فأشير عليه أن يسأل أبا الحسن علي بن محمد بن علي بن موسى عليهم السلام ، و قد كان حبسه في داره ، فأمر أن يكتب إليه .

فكتب عليه السلام : يتصدق بثمانين درهما .

ثم سألوه : عن العلة في ذلك ، فقرأ هذه الآية ، و قال عددن تلك المواطن فبلغت ثمانين موطنا.

{ وَ يَوْمَ حُنَيْنٍ } : أي و في يوم حنين‏ .

{ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ } أي سرتكم و صرتم معجبين بكثرتكم .

قال قتادة : و كان سبب انهزام المسلمين يوم حنين ، أن بعضهم قال : حين رأى كثرة المسلمين لن نغلب اليوم عن قلة ، فانهزموا بعد ساعة ، و كانو اثني عشر ألفا ، و قيل إنهم كانوا عشرة آلاف ، و قيل ثمانية آلاف ، و الأول أصح و أكثر في الرواية .

{ فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ‏ شَيْئاً } : أي فلم يدفع عنكم كثرتكم سوءا .

{ وَ ضاقَتْ عَلَيْكُمُ الْأَرْضُ بِما رَحُبَتْ } أي برحبته ، و الباء بمعنى مع و المعنى ضاقت عليكم الأرض مع سعتها كما يقال أخرج بنا إلى موضع كذا أي معنا و المراد لم تجدوا من الأرض موضعا للفرار إليه‏ .

{ ثُمَّ وَلَّيْتُمْ مُدْبِرِينَ } : أي وليتم عن عدوكم منهزمين و تقديره وليتموهم أدباركم و انهزمتم‏ .

{ ثُمَّ أَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ } : أي رحمته التي تسكن إليها النفس و يزول معها الخوف‏ .

{ عَلى‏ رَسُولِهِ وَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ } : حين رجعوا إليهم و قاتلوهم .

و قيل : على المؤمنين الذين ثبتوا مع رسول الله .

علي و العباس : في نفر من بني هاشم ، عن الضحاك بن مزاحم .

و روى : الحسن بن علي بن فضال عن أبي الحسن الرضا أنه قال‏ :

السكينة : ريح من الجنة تخرج طيبة ، لها صورة كصورة وجه الإنسان فتكون مع الأنبياء ، أورده العياشي مسندا.

 { وَ أَنْزَلَ جُنُوداً لَمْ‏ تَرَوْها } : أراد به جنود من الملائكة .

و قيل : إن الملائكة نزلوا يوم حنين بتقوية قلوب المؤمنين و تشجيعهم ، و لم يباشروا القتال يومئذ و لم يقاتلوا إلا يوم بدر خاصة عن الجبائي‏ .

{ وَ عَذَّبَ الَّذِينَ كَفَرُوا } : بالقتل و الأسر و سلب الأموال و الأولاد .

{ وَ ذلِكَ جَزاءُ الْكافِرِينَ } : أي و ذلك العذاب جزاء الكافرين على كفرهم‏ .

{ ثُمَّ يَتُوبُ اللَّهُ مِنْ بَعْدِ ذلِكَ عَلى‏ مَنْ يَشاءُ } : ذكر سبحانه ثم في ثلاثة مواضع متقاربة :

الأول : { ثُمَّ وَلَّيْتُمْ مُدْبِرِينَ } : عطف على ما قبله من الفعل ، و هو قوله‏ { ضاقَتْ عَلَيْكُمُ } .

و الثاني : { ثُمَّ أَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ } : عطف على‏ { وَلَّيْتُمْ مُدْبِرِين } .

و الثالث : { ثُمَّ يَتُوبُ اللَّه ُ}  عطف على‏ { أَنْزَلَ } و إنما حسن عطف المستقبل على الماضي لأنه يشاكله .

فإن الأول : تذكير بنعمة الله ، و الثاني : وعد بنعمة الله، و المعنى ثم يقبل الله توبة من تاب عن الشرك و رجع إلى طاعة الله و الإسلام و ندم على ما فعل من القبيح ، و يجوز أن يريد ثم يقبل الله توبة من انهزم من بعد هزيمته ، و يجوز أن يريد يقبل توبتهم عن إعجابهم بالكثرة و إنما علقه بالمشيئة ، لأن قبول التوبة تفضل من الله ، و لو كان واجبا على ما قاله أهل الوعيد لما جاز تعليقه بالمشيئة كما لا يجوز تعليق الثواب على الطاعة بالمشيئة و من خالف في ذلك قال إنما علقه بالمشيئة ، لأن منهم من له لطف يصلح به و يتوب و يؤمن عنده و منهم من لا لطف له منه‏ .

{ وَ اللَّهُ غَفُورٌ } أي ستار للذنوب‏ { رَحِيمٌ } بعباده.

مجمع البيان في تفسير القرآن ج‏5ص27-26 .





قصة غزوة يوم حنين :

قال الطبرسي رحمه : ذكر أهل التفسير و أصحاب السير :

أن رسول الله : لما فتح مكة ، خرج منها متوجها إلى حنين لقتال هوازن و ثقيف في آخر شهر رمضان ، أو في شوال من سنة ثمان من الهجرة .

و قد اجتمع : رؤساء هوازن إلى مالك بن عوف النصري ، و ساقو معهم أموالهم و نساءهم و ذراريهم ، و نزلوا بأوطاس .

و قال : كان دريد بن الصمة في القوم ، و كان رئيس جشم ، و كان‏ شيخا كبيرا قد ذهب بصره من الكبر ، فقال : بأي واد أنتم ؟ قالوا : بأوطاس ؟ قال : نعم مجال الخيل لا حزن ضرس ، و لا سهل دهس ، ما لي أسمع رغاء البعير و نهيق الحمير و خوار البقر و ثغاء الشاة و بكاء الصبيان ؟

فقالوا : إن مالك بن عوف ساق مع الناس أبناءهم و أموالهم و نساءهم ، ليقاتل كل منهم عن أهله و ماله .

فقال دريد : راعي ضان و رب الكعبة ، ثم قال : ائتوني بمالك ، فلما جاءه قال : يا مالك إنك أصبحت رئيس قومك ، و هذا يوم له ما بعده ، رد قومك إلى عليا بلادهم ، و ألق الرجال على متون الخيل ، فإنه لا ينفعك إلا رجل بسيفه و فرسه ، فإن كانت لك لحق بك من ورائك ، و إن كانت عليك لا تكون فضحت في أهلك و عيالك .

فقال له مالك : إنك قد كبرت ، و ذهب علمك و عقلك .

وعقد رسول الله صلى الله عليه وآله : لواءه الأكبر .

و دفعه : إلى علي بن أبي طالب عليه السلام .

و كل من دخل : مكة براية ، أمره أن يحملها و خرج ، بعد أن قام بمكة خمسة عشر يوما ، و بعث إلى صفوان بن أمية فاستعار منه مائة درع ، فقال : صفوان عارية أم غصب ؟ فقال صلى الله عليه وآله وسلم : عارية مضمونة مؤداة ، فأعاره صفوان مائة درع و خرج معه ، و خرج من مسلمة الفتح ألفا رجل .

و كان صلى الله عليه وآله : دخل مكة في عشرة آلاف رجل ، و خرج منها في اثني عشر ألفا ـ

و بعث رسول الله : رجلا من أصحابه فانتهى إلى مالك بن عوف ، و هو يقول لقومه ليصير كل رجل منكم أهله و ماله خلف ظهر ، و اكسروا جفون سيوفكم و أكمنوا في شعاب هذا الوادي و في الشجر ، فإذا كان في غبش الصبح فاحملوا حملة رجل واحد ، فهدوا القوم ، فإن محمدا لم يلق أحدا يحسن الحرب .

و لما صلى رسول الله : بأصحابه الغداة ، انحدر في وادي حنين ، فخرجت عليهم كتائب هوازن من كل ناحية ، و انهزمت بنو سليم و كانوا على المقدمة ، و انهزم ما وراءهم ، و خلى الله تعالى بينهم و بين عدوهم ، لإعجابهم بكثرتهم .

و بقي علي عليه السلام : و معه الراية يقاتلهم في نفر قليل .

و مر المنهزمون : برسول الله ،  لا يلوون على شيء .

و كان العباس بن عبد المطلب : آخذ بلجام بغلة رسول الله .

و الفضل : عن يمينه .

و أبو سفيان : بن الحرث بن عبد المطلب عن يساره .

و نوفل : بن الحرث، و ربيعة بن الحرث.

في تسعة : من بني هاشم .

و عاشرهم : أيمن بن أم أيمن ، و قتل يومئذ .

و في ذلك يقول العباس:

نصرنا رسول الله في الحرب تسعة

و قد فر من قد فر عنه فأقشعوا

و قولي إذا ما الفضل كر بسيفه

على القوم أخرى يا بني ليرجعوا

و عاشرنا لاقى الحمام بنفسه

لما ناله في الله لا يتوجع‏

و لما رأى رسول الله : هزيمة القوم عنه .

قال للعباس : و كان جهوريا صيتا ، أصعد هذا الظرب فناد ، ي معشر المهاجرين و الأنصار ، يا أصحاب سورة البقرة ، يا أهل بيعة الشجرة ، إلى أين تفرون ، هذا رسول الله .

فلما سمع المسلمون : صوت العباس تراجعوا .

و قالوا : لبيك لبيك ، و تبادر الأنصار خاصة ، و قاتلوا المشركين .

حتى قال رسول الله : الآن حمي الوطيس:

" أنا النبي لا كذب‏

أنا ابن عبد المطلب"

و نزل النصر : من عند الله تعالى .

و انهزمت هوازن : هزيمة قبيحة ، فمروا في كل وجه ، و لم يزل المسلمون في آثارهم ، و مر مالك بن عوف فدخل حصن الطائف ، و قتل منهم زهاء مائة رجل ، و أغنم الله المسلمين أموالهم و نساءهم ، و أمر رسول الله بالذراري و الأموال أن تحدر إلى الجعرانة،  و ولى على الغنائم بديل بن ورقاء الخزاعي .

و مضى صلى الله عليه وآله : في أثر القوم فوافى الطائف في طلب مالك بن عوف ، فحاصر أهل الطائف بقية الشهر ، فلما دخل ذو القعدة انصرف و أتى الجعرانة ، و قسم بها غنائم حنين و أوطاس .

مجمع البيان في تفسير القرآن ج‏5ص30-27.

يا طيب : ذكرنا هذا لنعرف أن الله تعالى حين يؤيد ويزكي ويشهد لإيمان علي بن أبي طالب عليه السلام لم يكن فقط لقرابته من النبي الأكرم ، بل لثباته ودفاعه عن الدين والهدى ، وقوفه مواقف لم تكن لغيره ، فهذا نفس الموقف الذي كان يوم أحد ، وقد فصلناه في غزوة أحد في صحيفة حمزة سيد الشهداء عليه السلام ، حتى نادى جبرائيل عليه السلام :

لا فتى إلا علي

لا سيف إلا ذو الفقار

وفي يوم أحد : فر كل المسلمون ولم يثبت إلا علي عليه السلام مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم .

بل يا طيب : المسلمون في صلاة الجمعة تركوا النبي قائما يصلي وفروا لتجارة ، فكيف بالحروب ، ولولا تأييد الله للنبي بالملائكة وبمن ثبت معه لم يكن نصر ، ولكن أبى الله إلا أن يظهر دينه ، وسوف يظهره على الدين كله ليس بفئة وبلاد محدودة ، في كل العالم إن شاء الله بظهور وليه الحجة بن الحسن عجل الله تعالى فرجه وهو من ذرية النبي وصاحب الروح وإذن نزول كل أمر من الله في ليلة القدر لتسديده بعد آباءه الكرام صلى الله عليهم وسلم .





خاتمة البحث وقصة لطيفة :

يا طيب : عرفت أن الغرض من عقد هذا البحث ، هو لبيان حقائق الهدى وأهله ، ومن يجب أن نطيع إذا أختلف المسلمون طوائف ومذاهب ، وأن الحق من النبي وعلي وآلهم صلى الله عليهم وسلم ، وهو جزء من بيان آيات وحقائق كثيرة من آيات الإمامة والولاية والخلافة والوصاية والهداية لأهل البيت عليهم السلام بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلى يوم القيامة .

وفي هذه الصحيفة : أنه إذا كانت آخر سورة نزلت من كتاب الله تعالى بدون بسملة ، تهدد وتتوعد المشركين والمنافقين بعذاب الله ، سميت هذه السورة بسبعة عشر أسما .

 وأهما الفاضحة : لأنها فضحت المنافقين، وسورة العذاب : لتكرره فيها 19 مرة، و المقشقشة : قصمة ظهور المنافقين لأنها تبرئت منهم ، و المنقرة : لأنها نقرت عما في قلوب المشركين والمنافقين ، وكذا : البحوث ، و الحافرة ، و المثيرة ، و المبعثرة ، و المدمدمة ، و المخزية ، و المنكلة ، و المشردة ، للمنافقين وكثر فيها منهم ومنهم كقوله تعالى : {وَمِنْهُمْ مَنْ عَاهَدَ الله(75)} و{ وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ ائْذَنْ لِي وَلا تَفْتِنِّي (49)} ...

فيا طيب : فهي سورة آخر ما نزل من القرآن ، تفضح أخبار المنافقين وتهتك سترهم ، حتى ظنوا أنها لم تبق أحداً منهم إلا ذكر فيها ، وقد عرفت هذا مفصل من مصادرهم وهم جمعوه ، فكان من يسمى بالصحابة يشتكون من نزول مزيد من الآيات لأنه تفضح وتكشف وتهتك أستارهم ، وتذكر مثالبهم ، وتكشف سوء نياتهم وعدم إيمانهم فضل عن عدم إخلاصهم.

والإمام علي عليه السلام : بأمر الله ورسوله ونزل الوحي في أول ذي الحجة، بأن عليه أن يخرج من المدينة ويلحق بأمير الحاج ويأخذ منه سورة براءة فيبلغها في أيام الحج في عرفة ويوم النحر ومكة .

ورجع : أبي بكر للمدينة ولم يحج وهذه الواقعة التي تبين عدم كفاءته وأن الله لم يرضى به الله أميرا ولا مبلغ عنه .

وإن المبلغ الحق : عن الله وهداه وأحكامه وقضاءه بالحق النبي أو من هو كنفسه أي إمام الحق وحجة الله وخليفته علي بن أبي طالب .

ويا طيب : فضلا عن هذا يختص بآية تشهد له بالإيمان والجهاد في سبيل الله ، ويذكر الله واقعة تؤيده وتشهد له بالإيمان .

 ونزول براءة : والواقعة كانت في أول ذي الحجة سنة 9 للهجرة ، و الغدير حصل في 18 ذي الحجة سنة 10 للهجرة، فنصب علي مرة أخرى نصا ، فقصة سورة براءة مقدمة واجبة ليوم الغدير وأحكام أمر الإمامة والولاية للنبي وآله صلى الله عليهم وسلم.

وشهادة السورة : بأن المنافقين كثروا فيشك بكل الصحابة إلا لمؤمن شهد الله بالإيمان فيها وأيده بذكر آية تشهد له وتبين فضله ، ويكون الفضل أيض لمن تبعه ، وتبين نفاق من خالفه وأقصاه وحرمه من بيان أحكام الله وهداه ، وعينو من يحبون ولاة وقضاة ووعاظ ، وعلى المؤمن الحق أن يتحرى الصادق الأمين ويتبه كم قال الله سبحانه وتعالى في أواخر سورة التوبة :

{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ

وَكُونُواْ مَعَ الصَّادِقِينَ(119)} التوبة .

صدق الله العلي العظيم : ولولا التطويل لذكرت شأن نزولها في أمير المؤمنين عليه السلام وهو الصديق الأكبر ، وسرقوا لقبه وأعطوه لمن نحاه الله عن تبليغ آيات وكذب الصديقة فاطمة الزهراء حين شهدت هي وعلي والحسن والحسين عليهم السلام بأن رسول الله أعطاه فدك ، فكذبها ومنعها حقها فضلا عن غصب الخلافة ، حتى ماتت وهي غضبة عليه ، وقد قال رسول الله : رضى الله من رضاها لأية { وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى (5)} الضحى ، لا يرضى رسول الله بمن أستخف بآله ودينه ومنع الخلافة منهم .

ويا طيب : لكن يكفي أن تعرف أن آخر سورة من كتاب الله تشكك بكل المسلمين فضلا عن المشركين حتى نزلت بدون بسملة ، وعرفت أسمائها ، وشهدت لمؤمن واحد بالإيمان و الثبات ، فيجب أتباعه ، ويكون التائب من تبعه وصدقه في كل الأحكام والهدى الذي علمه ، ومن بعده آله آل النبي صلى الله عليهم وسلم دون خلطه بمن خالفهم ، فضلا عن سماع قول من عاداهم وحاربهم .

وهذه يا طيب : آية من الآيات الكثيرة في حق فضل النبي وآله الطيبين الطاهرين ، وهي تكفي لمن يطلب الهدى الحق وتبع أحسن الكلام وأطيبه وأصدقه .

وأما القصة اللطيفة والظريفة :

في أول أيام : ظهور الأنترنيت ونشوء ساحات الحوار ، كتب أحد النواصب أو أحد العامة ، أنه أحد علمائهم زار أميركا وجمع له عدة طلبة من الشيعة من أهل البحرين الذين يدرسون بأمريكا .

فقال لهم : إن الخميني كيف أنتصر بثورته ، أليس بكون دوره أصحاب ثابتون أيدوه ؟

فقالوا له : نعم .

فقال لهم : النبي أحسن أم الخميني .

فقالوا : النبي الأكرم .

فقال : جمع النبي أحسن لأصحابه واختيارهم ، أم جمع الخميني لأصحابه واختيارهم ؟

فقالوا : النبي أفضل .

فقال : إذا كان النبي الأكرم أصحابه أفضل ، فيجب أن نطيعهم ونتبعهم ، كما تتبعون الخميني وأصحابه .

فقال الراوي : فسكتوا وأفحموا .

فكتبت له : إن ما تقوله إن قبلته كله ، فإن في ثورة الخميني صار أول رئيس جمهورية لإيران  كان اسمه بني صدر ، وكان متملق ووصل بتملقه ونفاقه للرئاسة ، ولما عرفوا خيانته وكذبه ، عزلوه ، ثم جاؤوا بمؤمن مخلص.

ولذا : يجب أن نعزل أول من حكم بعد النبي الأكرم ، لأنه أيض كان متملق منافق عزله الله ورسوله من تبليغ آيات من كتاب الله ولم يرضوا له أمره ورجع خائب ، ونصب الله علي بن أبي طالب عليه السلام .

فيجب عليكم : أتباع علي بن أبي طالب عليه السلام ، وعزل من نصبتموه خليفة بدون إذن الله ورسوله ، لخيانته لله ورسوله .

يا طيب : وكنت أتابعه ، فرأيته حذف مقاله ، ثم حذف مقالي تبع له .

يا طيب : إن دين الله تعالى لا يؤخذ بالقياس والاستحسان والرأي ، وإنما هو بهدى الله ورعايته ، وقد أمرنا في كل يوم عشر مرات أن نطلب الهداية لصراطه المستقيم عند المنعم عليهم ، ولا يعقل أن لا يكون قد بين الله تعالى صراطه المستقيم والمنعم عليهم به ، وهذه الآيات الكثيرة الأمرة بمودة أهل البيت وتطهيرهم ولاية والإمامة لهم كثيرة ، فإن صدقت هذا البحث فهو الإيمان ، وإلا تدبر في بحوث الإمامة حتى تتيقن أن الله أختار النبي وآله ذرية بعضها من بعض حتى يوم القيامة ، وإن الإنسان على نفسه بصيرة ولو ألقا معاذيره ، لا ينفع الاعتذار وخلق الأعذار لأتباع أي شخص كان ، مع قيام الحجة والبرهان الحق لولاية النبي وآله وإمامتهم .

وأسأل الله تعالى : الإيمان حتى اليقين بإطاعة النبي وآله صلى الله عليهم وسلم ، والاقتداء بهم وعبودية تعالى مخلصين له الدين بهداهم ، والحمد لله على نعمة الهداية ، ورحم الله من قال آمين يا رب العالمين .











ف

ت