بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد
نرحب بكم يا طيب في

موسوعة صحف الطيبين
في أصول الدين وسيرة المعصومين



التحكم بالصفحة + = -
❀✺✸☼❋❉❈❊

تكبير النص وتصغيره


النص المفضل

لون النص والصفحة
حجم النص

____ لون النص ____

أحمر | أزرق | أخضر | أصفر |
أسود | أبيض | برتقالي | رمادي |

____ لون الخلفية ____




صحيفة شهادة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب

عليه السلام

يا طيب : فيها ذكر علم الإمام عليه السلام بالشهادة في ليلة القدر و مؤامرة الخوارج عليه وكيفية جرحه و شهادته ووصيته ومحل مرقده وزيارته ورثائه

رابط صحيفة شهادة الإمام :
www.alanbare.com/1/sh
صحيفة الشهادة كتاب الكتروني
http://www.alanbare.com/1/sh.pdf

يا طيب : فيها ذكر علم الإمام عليه السلام بالشهادة في ليلة القدر و مؤامرة الخوارج عليه وكيفية جرحه و شهادته ووصيته ومحل مرقده وزيارته ورثائه

تأليف
خادم علوم آل محمد عليهم السلام
الشيخ حسن جليل الأنباري
موسوعة صحف الطيبين

صفحة معنى الدحو و الأنزع و البطين و فتح خيبر
من هنا
تَنْزِيلُ الصَّحِيفَةُ وَقِرَاءتُها

كتاب الكتروني بي دي اف pdf

جيد للقراءة والمطالعة على الجوال والحاسب

صحيفة شهادة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام

صحيفة شهادة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام
رحم الله الشيخ الأنباري إذ قال :

السلام على من بذكره تتم الشهادة

و في المسجد بالسجود نال الشهادة

و الإيمان يتم إن نلت منه الشهادة

صحيفتك معنونه بحبه بنتيجة نورانية





التسلية والتعزية بشهادة الإمام

تهدمت والله أركان الهدى :

لا حول ولا قوة : إلا بالله العلي العظيم ، وإنا لله وإنا إليه راجعون ، وحسبنا الله ونعم الوكيل ، في صلاة صبح يوم 19 من شهر رمضان سنة 40 للهجرة :

نادى جبرائيل عليه السلام : بين السماء و الأرض بصوت يسمعه كل مستيقظ  :

تَهَدَّمَتْ وَ اللَّهِ أَرْكَانُ الْهُدَى

وَ انْطَمَسَتْ وَ اللَّهِ نُجُومُ السَّمَاءِ وَ أَعْلَامُ التُّقَى

وَ انْفَصَمَتْ وَ اللَّهِ الْعُرْوَةُ الْوُثْقَى

قُتِلَ ابْنُ عَمِّ مُحَمَّدٍ الْمُصْطَفَى

قُتِلَ الْوَصِيُّ الْمُجْتَبَى

قُتِلَ عَلِيٌّ الْمُرْتَضَى

قُتِلَ وَ اللَّهِ سَيِّدُ الْأَوْصِيَاءِ

قَتَلَهُ أَشْقَى الْأَشْقِيَاءِ

 حين ضرب اللعين : ابن ملجم ، الإمام ولي الله وسيد الأوصياء أمير المؤمنين علي بن بأبي طالب عليه السلام على أم رأسه .

  في المحل : الذي ضربه عمر بن ود في يوم الخندق ، وهو في محراب عبادته في صلاة الصبح .

 فبقي عليه السلام : يوم 19 تسعة عشر ، وليلة 20 العشرين ويومها .

وفي الثلث الأول : من الليلة  21 الحادية والعشرون ، فاضت روحه إلى الرفيق الأعلى ، وأستشهد صلى الله عليه وآله .

فلحق : بأخيه سيد المرسلين ، وزوجة سيدة نساء العالمين ، وعمه سيد الشهداء ، وأخيه الطيار في الجنة ، في حضيرة الأوصياء والأنبياء في أعلى عليين.

فأحزن فراقه : القلوب المؤمنة ، و ملئ بالأسى الأرواح الموالية ، وأوجع بالغم والهم الألباب المحبة للخير والمنصفة ، وجعل لكل الطيبين على مر تأريخ ذكرى يتجدد لها على طول الزمان الحزن ، وخلف أيام في الدهر تؤلم ما حل بها من المصائب بآل محمد ، كل مؤمن ومسلم منصف .

التعزية الثانية :

عظم الله أجوركم يا موالين : وتقبل الله أعمالكم يا طيبين ، في هذه الليالي الكريمة لليالي القدر ، وما فيها من تقدير الأمر  وقضائه وإمضائه و إبرامه ، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم : وإنا لله وإنا إليه راجعون ، وحسبنا الله ونعم الوكيل ، في صلاة صبح يوم 19 من شهر رمضان سنة 40 للهجرة.

 ضرب لعين : الإمام ولي الله وسيد الأوصياء أمير المؤمنين علي بن بأبي طالب عليه السلام على أم رأسه .

 في المحل : الذي ضربه عمر بن ود في يوم الخندق ، وهو في محراب عبادته في صلاة الصبح ، فبقي يوم تسعة عشر ، وليلة العشرين ويومها .

وفي آخر الثلث الأول : من الليلة 21 لحادية والعشرون من شهر رمضان ، فاضت روحه إلى الرفيق الأعلى ، وأستشهد صلى الله عليه وآله .

فلحق : بأخيه سيد المرسلين ، وزوجته سيدة نساء العالمين ، وعمه سيد الشهداء ن وأخيه الطيار في الجنة .

فأحزن فراقه : القلوب المؤمنة ، و ملئ بالأسى الأرواح الموالية ، وأوجع بالغم والهم الألباب المحبة للخير والمنصفة ، وجعل لكل الطيبين على مر تأريخ ذكرى يتجدد لها على طول الزمان الحزن ، وخلف أيام في الدهر تؤلم ما حل بها من المصائب بآل محمد كل مؤمن ومسلم منصف .

فسلام الله وصلاته والملائكة والمؤمنين : على المولود في الكعبة في بيت الله الحرام ، والذي بقي بابه مفتوح للمسجد بعد أن سدت جميع الأبواب إلا بابه وباب رسول الله في مسجد المدينة المنورة ، والمستشهد في محراب عبادته في مسجد الكوفة   .

وعظم الله أجوركم يا موالين : ولحضرتكم بعض المعارف عن شهادة مولى الموحدين وأمير المؤمنين .

تعزية في ليالي القدر :

شاء الله سبحانه وتعالى : أن يرفع وليه إليه شهيدا محتسبا ، وهو في سجود الصلاة له ، وفي شهر رمضان ، في ليلة القدر ، في فجر صبيحة الجمعة ، وقد أتم ما عليه من إظهار الولاية والإمامة والسيادة ، وبالعدل والإحسان وبأعلى مراتب المعرفة والإيمان ، فكان صراطه المستقيم لكل نعيم العبودية وآدابها ، وحقيقة هداه والإخلاص له ، فأقام الحجة لله على عباده مع ما له من الحجج ، بأنه كان نفس رسول الله ، ولكل قوم منذر وهو الهاد ، والولي المطلق بعد رسول الله وخليفته بحق .

ويا موالين : في ليالي ضربة الإمام حتى شهادة ليالي قدر وهي خير من ألف شهر ، وفيها رفع نبي الله عيسى إلى السماء وفيها تقدر الأرزاق وتمضى وتحتم ، فيستحب في هذه الأيام مع إظهار الحزن وإقامة العزاء بشهادة الإمام ، القيام ببعض الأعمال :

فيستحب الليلة القدر : لعن قتلة امير المؤمنين مائة مرة ، والغسل ، وزيارة الإمام الحسين عليه السلام ، وقراءة الجوشن الكبير وفيه ألف اسم من أسماء الله الحسن ، ودعاء الثقلين برفع المصحف القرآن الكريم على الرأس مع ذكر بالتوسل بأهل البيت عليهم السلام لأنهم مطهرون مثله وهم أهل الذكر والراسخون بعلمه ، والقول أستغفر الله ربي وتوب إليه مائة مرة ، وصلاة بركعتين الحمد وسبع مرات التوحيد ، والاستغفار بعدها بقول استغفر الله وأتوب إليه ، وهناك أدعية أخرى تجدها في كتاب مفتاح الجنان ، وفي ما كتبنا في صفحة ليلة القدر .

وعظم الله أجوركم ، وأسألكم الدعاء والزيارة .

التعزية الرابعة :

إنا لله وإنا إليه راجعون : وعظم الله أجوركم يا موالين في ليالي القدر المباركة ، يا أخوتي الطيبين المؤمنين في سنة 40 للهجر في أوائل يوم  19 شهر رمضان ، أصيب في محراب العبادة عند صلاة الصبح ، خير هادي بعد المنذر ، والراسخ بعلم الكتاب ، وسيد العرب بل البشر بعد سيد الأنبياء والمرسلين ، ووصيه الحق وخليفته ، وأبو سبطيه ، سيد الأوصياء علي بن أبي طالب ، وفي لیلة 21 ستشهد لأثر الضربة على رأسه بسيف كان مسموما ، فأوجع قلوب المؤمنين وأحزن أرواح المسلمين وحل الأسف والهم في أنفس كل الطيبين إلى يوم القيامة .

فأقدم لكم أخواني الطيبين : وأواسيكم باحر التعازي ، وأشارككم أشد الأسى والحزن والأسف ، لما حل بخير أهل الأرض والسماء بعد نبي الرحمة محمد صلى الله عليه وآله وسلم ، وأقدم لكم بعض المعارف المختصرة عن حياته الكريمة وشهادته الأليمة .

فسلام الله وصلاته : على من ولد في الكعبة المكرمة وبيت الله الحرام ، والذي كان باب بيته مفتوح لمسجد رسول الله وبيت الله في المدينة ، والمستشهد في بيت الله في مسجد الكوفة وهو في محراب عبادته ، وثبتنا الله على هداه وولاية .

وملخص عمره الشريف الذي يساوي عبادة الثقلين :

( 10 ) قبل النبوة ، و (13) بعد النبوة بمكة ، و (10) بالمدينة ، و (30) بعد النبي صلى الله عليه وآله وسلم خمسة ونصف منها في المدينة ، وأربعة ونصف في الكوفة .

وعلى هذا : يقتضي أن يكون عمر الإمام عليه السلام ، 63 ثلاث وستين سنة ، وبذلك ساوى الله سني عمره بسني عمر النبي صلى الله عليه وآله وسلم .

التعزية الخامسة :

السلام والصلاة : على المولود في الكعبة في بيت الله الحرام ، والذي بقي بابه مفتوح للمسجد بعد أن سدت جميع الأبواب إلا بابه وباب رسول الله ، والمستشهد في محراب مسجد الكوفة ، في سجود الصلاة ، في فجر يوم الجمعة ، في شهر الله رمضان .

ولا حول ولا قوة : إلا بالله العلي العظيم ، وإنا لله وإنا إليه راجعون وحسبنا الله ونعم الوكيل ، صلاة صبح يوم 19 من شهر رمضان سنة 40 للهجرة .

نادى لعين ضال مغضوب عليه : الحكم لله يا علي ، لا لك و لا لأصحابك .

وهو يحكم : بالقتل على أول المؤمنين إيمانا ، وبسيفه نشر الإسلام ، وربي في حجر رسول الله وأفقه العباد بتعريف الله ورسوله ، إذ جعله الله إماما وهاديا وخليفة لرسول الله بالحق ، فبضلاله حسب أنه أعلم منه بكتاب الله وأفقه منه بشرع الإسلام ، فيقم نفسه وأصحابه حكاما يفتون بقتل مولى الموحدين وأمير المؤمنين وولي الله وحجته بالحق .

فنعزي ونقدم أحر التسلية بمصابنا الجلل بمناسبة حلول أيام استشهاد :

 أوّلُ : أئمّة المؤمنين ، ووُلاةِ المسلمين ، وخلفاء الله تعالى في الدين ، بعد رسول الله الصادق الأمين محمّد بن عبدالله خاتم النبيّين ، صلواتُ الله عليه وآله الطاهرين ، أخوه وابنُ عمّه ،  ووزيرُه على أمره ، وصهْرُه على ابنته فاطمة البتول سيّدة نساء العالمين ، أميرُ المؤمنين عليّ بن أبي طالب بن عبد المطّلب بن هاشم بن عبد مَناف سيّد الوصيّين عَليه وعلى آله أفضل الصلاة  والتسليم .

ولحلول : هذه الأيام الأليمة والمصاب العظيم في 19ـ21 شهر رمضان في ليالي القدر ، أسال الله أن يثبتنا على ولاية أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليه السلام ويعظم أجورنا وأجوركم بمصاب سيدنا وإمامنا ومولانا عليه السلام .

ونقدم لكم : بعض معارف شهادته ، فنختار مما يأتي ما نشاء وننشرها للموالين ونعرفها للطيبين ، ونقيم العزاء على سيد الوصيين عليه السلام .

شهادة أمير المؤمنين عليه السلام

يا موالي : هنا بحوث تفصل أهم أحداث ووقائع ، شهادة مولى الموحدين و أول المخلصين ، في عبودية رب العالمين ، وأخي سيد المرسلين وخاتم النبيين ، سيد الأوصياء أمير المؤمنين ، وأبو الأئمة وثاني المعصومين ، أبو الحسنين علي بن أبي طالب عليه الصلاة و السلام إلى يوم الدين .

علمه بشهادة عليه السلام :

 

الإمام يرى رسول الله :

 و روى : إسماعيل بن زياد قال : حدثتني أم موسى خادمة علي‏ عليه السلام ، و هي حاضنة فاطمة ابنته ، قالت :

سمعت عليا عليه السلام يقول :

 لابنته أم كلثوم : يا بنية ، إني أراني قل ما أصحبكم .

قالت : و كيف ذلك يا أبتاه ؟

قال : إني رأيت نبي الله صلى الله عليه وآله وسلم ، في منامي ، و هو يمسح الغبار عن وجهي .

و يقول : يا علي ، لا عليك ، قد قضيت ما عليك .

قالت : فما مكثنا إلا ثلاثا ، حتى ضرب تلك الضربة ، فصاحت أم كلثوم .

فقال عليه السلام : يا بنية ، لا تفعلي .

فإني أرى رسول الله صلى الله عليه وآله : يشير إلي بكفه .

يا علي : هلم إلينا ، فإن ما عندنا هو خير لك .

الإرشاد ج1ص15 .

الإمام يشكوا أمته للنبي :

وعن أبو الجحاف : بإسناده ، و عن أبي عبد الرحمن السلمي قال :

كان علي عليه السّلام : قد أخلى أهل السواد الى الكوفة ، و كان لي ابن عم بالسواد .

فقلت للحسن عليه السّلام : أحب أن تعينني على أمير المؤمنين عليه السّلام ، بأن يؤجل لأبن عمي حتى يفرغ من ضيعته .

فوعدني : أن أغدو إليه ، فغدوت لميعاده ، فوجدت أمير المؤمنين عليه السّلام قد ضرب الضربة التي ضرب ، و وجدت الحسن عليه السّلام في أناس.

فسمعته يقول : كانت البارحة ليلة بدر ، و كان أمير المؤمنين عليه السّلام‏ .

يوقظ أهله : للصلاة ، حتى كان في وجه الصبح ، فخفق خفقة ، ثم انتبه .

فنادى : يا حسن .

قلت : لبيك .

قال : رأيت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله قد أقبل .

فشكوت إليه : ما لقيت من امته من اللأواء و اللدد .

فقال لي : يا علي ادع اللّه عليهم .

فقلت : اللهمّ أبدلني بهم من هو خير لي منهم ، و أبدلهم بي من هو شرّ لهم مني .

ثم خرج : فكان من أمره ما كان .

شرح الأخبار ج2ص452ح810 . الألواء : من الألتواء عليه ومخالفته وفي رواة الألواذ وهو شدة المخالفة ، واللدد : العداء وشدة الخصومة .

 و روى : عمار الدهني عن أبي صالح الحنفي قال :

سمعت عليا عليه السلام يقول : رأيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم في منامي .

فشكوت إليه : ما لقيت من أمته من الأود و اللدد ، و بكيت .

فقال : لا تبك يا علي ، و التفت ، فالتفت .

فإذا رجلان : مصفدان ، و إذا جلاميد ترضخ بها رءوسهما .

فقال أبو صالح : فغدوت إليه من الغد كما كنت أغدو كل يوم ، حتى إذا كنت في الجزارين .

لقيت الناس يقولون : قتل أمير المؤمنين قتل أمير المؤمنين عليه السلام .

 الإرشاد ج1ص15 .

إخبار رسول الله له بالشهادة :

قال الخوارزمي بإسناده : عن زيد بن أسلم :

 إن أبا سنان الدؤلي حدثه :

أنه عاد : عليا عليه السلام في شكوى اشتكاها .

قال : فقلت له : لقد تخوفنا عليك يا أمير المؤمنين في شكواك هذه .

فقال : ولكنى والله ما تخوفت على نفسي منها .

 لأني : سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله الصادق المصدق .

يقول : انك ستضرب ضربة هاهنا ، وضربة هاهنا .

وأشار : إلى صدغيه ، فيسيل دمها حتى تخضب لحيتك .

ويكون : صاحبها أشقاها ، كما كان عاقر الناقة أشقى ثمود .

المناقب للخوارزمي ص 400 ف26 . رواه الحاكم في مستدركه ج3ص113 ، ورواه البيهقي في سننه ج8ص58 ، وأورده ابن الأثير في أسد الغابة ج4ص33 .

الإمام يخبر بشهادته ليلتها :

وقال الشريف الرضي رحمه الله : عن الحسن البصري قال :

سهر : علي عليه السلام في الليلة التي ضرب في صبيحتها .

فقال : إني مقتول لو قد أصبحت ، فجاء مؤذنه بالصلاة ، فمشى قليلا .

فقالت ابنته زينب : يا أمير المؤمنين ، مر جعدة ( بن هبيرة بن أخت الإمام أم هاني ) يصلي بالناس .

فقال عليه السلام : لا مفر من الأجل ، ثم خرج .

 

فزت ورب الكعبة :

و في حديث آخر قال عليه السلام :

جعل عليه السلام : يعاود مضجعه ، فلا ينام .

ثم يعاود : النظر في السماء .

و يقول : و الله ما كذبت و لا كذبت ، و إنها لليلة التي وعدت .

فلما طلع الفجر : شد إزاره ، و هو يقول :

أشدد حيازيمك للموت
فإن الموت لاقيكا
و لا تجزع من الموت
و إن حل بواديكا

و خرج عليه السلام : فلما ضربه ابن ملجم لعنه الله .

قال عليه السلام :

فزت و رب الكعبة

 و كان : من أمره ما كان .

خصائص الأئمة عليهم السلام ص 63 .

مضى للشهادة لتمضي مقادير :

وعن الحسن بن الجهم قال : قلت للرضا علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليه السلام :

إن أمير المؤمنين عليه السلام : قد عرف قاتله ، و الليلة التي يقتل فيها ، و الموضع الذي يقتل فيه .

و قوله : لما سمع صياح الإوز في الدار ، صوائح تتبعها نوائح .

و قول أم كلثوم : لو صليت الليلة داخل الدار ، و أمرت غيرك يصلي بالناس .

فأبى عليها : و كثر دخوله و خروجه تلك الليلة بلا سلاح .

و قد عرف عليه السلام : أن ابن ملجم لعنه الله قاتله بالسيف .

كان هذا : مما لم يجز تعرضه ؟

فقال عليه السلام : ذلك كان ، و لكنه خير في تلك الليلة ، لتمضي مقادير الله عز و جل .

الكافي ج1ص259ح4.

ما يمنع أشقاها أن يخضبها :

روى المفيد رحمه الله : فذكر فصلا من الأخبار التي جاءت بنعيه نفسه عليه السلام إلى أهله و أصحابه قبل قتله .

 ومنها : و ما رواه أبو زيد الأحول ، عن الأجلح عن أشياخ كندة .

قال : سمعتهم أكثر من عشرين مرة .

يقولون : سمعنا عليا عليه السلام ، على المنبر .

يقول عليه السلام :

ما يمنع : أشقاها أن يخضبها .

من فوقها : بدم .

و يضع : يده على لحيته عليه السلام.

الإرشاد ج1ص14 .

الإمام ينعى نفسه :

و روى : علي بن الحزور ، عن الأصبغ بن نباتة قال :

خطبنا أمير المؤمنين عليه السلام : في الشهر الذي قتل فيه .

فقال عليه السلام : أتاكم شهر رمضان ، و هو سيد الشهور ، و أول السنة ، و فيه تدور رحى السلطان ، ألا و إنكم حاج العام صفا واحدا ، و آية ذلك أني لست فيكم .

قال : فهو ينعى نفسه عليه السلام ، و نحن لا ندري .

الإرشاد ج1ص14 .

أحواله قبل أيام الشهادة :

 و روى : الفضل بن دكين ، عن حيان بن العباس ، عن عثمان بن المغيرة قال : لما دخل شهر رمضان .

كان أمير المؤمنين عليه السلام : يتعشى ليلة عند الحسن ، و ليلة عند الحسين ، و ليلة عند عبد الله بن جعفر .

و كان : لا يزيد على ثلاث لقم .

فقيل له : في ليلة من تلك الليالي ، في ذلك ؟

فقال : يأتيني أمر الله ، و أنا خميص ، إنما هي ليلة أو ليلتان .

فأصيب عليه السلام : في آخر الليل .

الإرشاد ج1ص14 .

مؤامرة الخوارج لقتل الإمام

اجتماعهم في مكة :

ذكر المفيد رحمه الله في الإرشاد : فصلا في الأخبار الواردة بسبب قتله عليه السلام ، و كيف جرى الأمر في ذلك ، ما رواه جماعة من أهل السير .

منهم : أبو مخنف لوط بن يحيى ، و إسماعيل بن راشد ، و أبو هشام الرفاعي ، و أبو عمرو الثقفي ، و غيرهم .

أن نفرا من الخوارج : اجتمعوا بمكة ، فتذاكروا الأمراء فعابوهم ، و عابوا أعمالهم عليهم ، و ذكروا أهل النهروان و ترحموا عليهم .

فقال : بعضهم لبعض ، لو أنا شرينا أنفسنا لله ، فأتينا أئمة الضلال ، فطلبنا غرتهم ، فأرحنا منهم العباد و البلاد ، و ثأرنا بإخواننا للشهداء بالنهروان .

فتعاهدوا : عند انقضاء الحج على ذلك .

فقال عبد الرحمن بن ملجم : أنا أكفيكم‏ عليا .

و قال البرك بن عبد الله التميمي : أنا أكفيكم معاوية .

و قال عمرو بن بكر التميمي : أنا أكفيكم عمرو بن العاص .

و تعاقدوا : على ذلك ، و توافقوا عليه و على الوفاء ، و اتعدوا لشهر رمضان في ليلة تسع عشرة ، ثم تفرقوا .

بن ملجم وقطام في الكوفة :

 فأقبل ابن ملجم:  و كان عداده في كندة ، حتى قدم الكوفة ، فلقي بها أصحابه ، فكتمهم أمره ، مخافة أن ينتشر منه شيء ، فهو في ذلك ، إذ زار رجلا من أصحابه ذات يوم من تيم الرباب .

فصادف عنده قطام : بنت الأخضر التيمية .

و كان أمير المؤمنين عليه السلام : قتل أباها و أخاها بالنهروان ، و كانت من أجمل نساء زمانها ، فلما رآها ابن ملجم شغف بها ، و اشتد إعجابه بها .

فسأل : في نكاحها و خطبها .

فقالت له : ما الذي تسمي لي من الصداق ؟

فقال لها : احتكمي ما بدا لك .

فقالت له : أنا محتكمة عليك ثلاثة آلاف درهم ، و وصيفا و خادما ، و قتل علي بن أبي طالب .

فقال لها : لك جميع ما سألت ، و أما قتل علي بن أبي طالب ، فأنى لي بذلك؟

 فقالت : تلتمس غرته ، فإن أنت قتلته ، شفيت نفسي ، و هنأك العيش معي.

و إن قتلت : فما عند الله خير لك من الدنيا .

فقال : أما و الله ما أقدمني هذا المصر ، و قد كنت هاربا منه لا آمن مع أهله ، إلا ما سألتني من قتل علي بن أبي طالب ، فلك ما سألت .

قالت : فأنا طالبة لك بعض من يساعدك على ذلك و يقويك .

 ثم بعثت : إلى وردان بن مجالد من تيم الرباب ، فخبرته الخبر ، و سألته معونة ابن ملجم ، فتحمل ذلك لها .

ابن ملجم وشبيب :

و خرج ابن ملجم : فأتى رجلا من أشجع ، يقال له شبيب بن بجرة .

فقال : يا شبيب هل لك في شرف الدنيا و الآخرة .

قال : و ما ذاك ؟

قال : تساعدني على قتل علي بن أبي طالب ، و كان شبيب على رأى الخوارج.

فقال له : يا ابن ملجم ، هبلتك الهبول ، لقد جئت شيئا إدا ، و كيف تقدر على ذلك ؟

فقال له ابن ملجم : نكمن له في المسجد الأعظم ، فإذا خرج لصلاة الفجر فتكنا به ، و إن نحن قتلناه شفينا أنفسنا ، و أدركنا ثأرنا ، فلم يزل به حتى أجابه.

فأقبل معه : حتى دخلا المسجد على قطام ، و هي معتكفة في المسجد الأعظم ، قد ضربت عليها قبة .

فقال لها : قد اجتمع رأينا على قتل هذا الرجل .

قالت لهما : فإذا أردتما ذلك ، فالقياني في هذا الموضع .

فانصرفا : من عندها ، فلبثا أياما ، ثم أتياها و معهما الآخر .

ليلة الأربعاء : لتسع عشرة ليلة خلت من شهر رمضان ، سنة أربعين من الهجرة ، فدعت لهم بحرير فعصبت به صدورهم ، و تقلدوا أسيافهم ، و مضوا و جلسوا مقابل السدة التي كان يخرج منها أمير المؤمنين عليه السلام إلى الصلاة.

 

الأشعث يعينهم لقتل الإمام :

 و قد كانوا : قبل ذلك ، ألقوا إلى الأشعث بن قيس ما في نفوسهم من العزيمة على قتل أمير المؤمنين عليه السلام ، و واطأهم عليه ، و حضر الأشعث بن قيس في تلك الليلة لمعونتهم على ما اجتمعوا عليه .

 و كان حجر بن عدي رحمة الله عليه : في تلك الليلة بائتا في المسجد ، فسمع الأشعث يقول لابن ملجم النجاء النجاء لحاجتك ، فقد فضحك الصبح .

فأحس حجر : بما أراد الأشعث .

فقال له : قتلته يا أعور ، و خرج مبادرا ليمضي إلى أمير المؤمنين عليه السلام ، فيخبره الخبر و يحذره من القوم .

و خالفه أمير المؤمنين عليه السلام : فدخل المسجد فسبقه ابن ملجم فضربه بالسيف .

 و أقبل حجر: و الناس يقولون : قتل أمير المؤمنين قتل أمير المؤمنين .

الإرشاد ج1ص17 .

ويا طيب : الرواية نقلها المفيد رحمه الله من روايات العامة ، وتبين من كلام الأشعث أنه كان في صلاة الصبح ، وحوار حجر يبين أنه قبلها ، ولكنه ليس صريحا ، والظاهر أنه مختصر ، ثم إن كان حجر لقي الإمام وأخبره لم يفارقه ، بل لابد أن يذهب معه للصلاة ، لا أنه يسمع من الناس ، ثم الرواية تبين أن حجر كان في المسجد يسمع تحاورهم ، فكيف أخبر الإمام ولم يكن معه حتى يسمع خبره من الناس .

فأول الرواية : من اجتماع الخوارج  ، وإصرارهم على قتل الإمام على عهدتهم ، وأما كيفية الشهادة ، فأسمعها عن أهل البيت عليهم السلام والراوين عنهم ، وستأتي فيها تكملة فتدبر فيها .

كيفية الشهادة :

يا موالي : الروايات في كيفية الشهادة كثيرة ، منها ما عرفت بالإشارة لكيفية شهادته بعلمه بها ، وهذه روايات تفصيل كلا بأسلوب راويها ومعرفته ، وغرضه من الإطالة والاختصار حسب حال المتكلم والسامع ، فنذكر أهمها :

ضربة الشهادة :

ضربة : هدت أركان الهدى ، صلاة صبح 19 شهر رمضان سنة 40  للهجرة على رأس أمير المؤمنين عليه السلام ، في محل الضربة التي كانت يوم الخندق من الشقي عمرو بن ود العامري :

ذكر الشيخ الطوسي رحمه الله : أخبرنا أبو الفتح هلال بن محمد بن جعفر الحفار ، قال : أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن علي بن علي الدعبلي ، قال : حدثني أبي أبو الحسن علي بن علي بن رزين بن عثمان بن عبد الرحمن بن عبد الله بن بديل بن ورقاء ، أخو دعبل بن علي الخزاعي رضي الله عنه ببغداد سنة اثنتين و سبعين و مائتين ، قال : حدثنا سيدي أبو الحسن علي بن موسى الرضا بطوس ، سنة 298 ثمان و تسعين و مائة ، عن آبائه عليهم السلام .

عن علي بن الحسين عليهما السلام قال : لما ضرب ابن ملجم لعنه الله ، أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام .

و كان معه آخر : فوقعت ضربته على الحائط .

و أما ابن ملجم : فضربه .

فوقعت : الضربة .

و هو ساجد : على رأسه .

على الضربة : التي كانت .

فخرج : الحسن و الحسين عليهما السلام ، و أخذا ابن ملجم و أوثقاه .

و احتمل : أمير المؤمنين ، فأدخل داره .

فقعدت : لبابة ، عند رأسه ، و جلست أم كلثوم عند رجليه .

ففتح عينيه : فنظر إليهما .

فقال عليه السلام :

الرفيق الأعلى : خير مستقرا ، و أحسن مقيلا .

ضربة : بضربة ، أو العفو إن كان ذلك .

ثم عرق : ثم أفاق .

فقال عليه السلام : رأيت رسول الله صلى الله عليه و آله .

يأمرني : بالرواح إليه ، عشاء ، ثلاث مرات .

الأمالي للطوسي ص 365م13ح 768- 19 .وعنه في بحار الأنوار ج42ص20ب127ح 9 .

الضربة على الرأس لطول سجوده :

قال المجلسي : رأينا في بعض الكتب القديمة رواية ، وذكر فيها سند منسوب إلى أبو مخنف .

قال الراوي : و كان من كرم أخلاقه عليه السلام ، أنه يتفقد النائمين في المسجد .

و يقول للنائم : الصلاة يرحمك الله ، الصلاة قم إلى الصلاة المكتوبة عليك.

ثم يتلو عليه السلام : إن الصلاة تنهى‏ عن الفحشاء و المنكر .

ففعل ذلك : كما كان يفعله على مجاري عادته مع النائمين في المسجد .

حتى إذا بلغ : إلى الملعون ، فرآه نائما على وجهه .

قال له : يا هذا قم من نومك ، هذا فإنها نومة يمقتها الله ، و هي نومة الشيطان ، و نومة أهل النار .

بل نم : على يمينك ، فإنها نومة العلماء ، أو على يسارك فإنها نومة الحكماء ، و لا تنم على ظهرك فإنها نومة الأنبياء .

قال : فتحرك الملعون كأنه يريد أن يقوم ، و هو من مكانه لا يبرح .

فقال له أمير المؤمنين عليه السلام : لقد هممت بشيء تكاد السماوات يتفطرن منه ، و تنشق الأرض ، و تخر الجبال هدا .

و لو شئت : لأنبأتك بما تحت ثيابك ، ثم تركه و عدل عنه إلى محرابه .

و قام عليه السلام : قائما يصلي ، و كان يطيل الركوع و السجود في الصلاة ، كعادته في الفرائض و النوافل ، حاضرا قلبه .

فلما أحس به : فنهض الملعون مسرعا ، و أقبل يمشي حتى وقف بإزاء الأسطوانة ، التي كان الإمام ع يصلي عليها .

فأمهله : حتى صلى الركعة الأولى ، و ركع و سجد السجدة الأولى منها .

و رفع رأسه : فعند ذلك أخذ السيف و هزه ، ثم ضربه على رأسه المكرم الشريف .

فوقعت الضربة : على الضربة التي ضربه عمرو بن عبد ود العامري .

ثم أخذت الضربة : إلى مفرق رأسه إلى موضع السجود .

فلما : أحس الإمام بالضرب لم يتأوه و صبر و احتسب .

و وقع على وجهه : و ليس عنده أحد .

قائلا : بسم الله و بالله ، و على ملة رسول الله .... .

بحار الأنوار ج42 ص281 تذييل بعد الحديث 58 ب 127 .

الضربة بعد سجود الإمام :

وقال الأربلي علي بن عيسى : و أما تفصيل قتله ، ..... و ساق كمال الدين : حديث قتله ، قريبا مما أورده فخر خوارزم.

و قال : فخرج في تلك الليلة ، و في داره إوز ، فلما صار في صحن الدار تصايح في وجهه .

فقال عليه السلام : صوائح تتبعها نوائح ، و قيل : صوارخ .

فقال ابنه الحسن عليه السلام : ما هذه الطيرة .

فقال : يا بني لم أتطير ، و لكن قلبي يشهد أني مقتول .

و قال : إنه ضربه ، و قد استفتح ، و قرأ و سجد سجدة .

فضربه : على رأسه ، فوقعت الضربة على ضربة ، عمرو بن ود يوم الخندق بين يدي رسول الله.

قال ابن طلحة : فلما مات عليه السلام ، غسله الحسن و الحسين ، و محمد يصب الماء .

ثم كفن : و حنط ، و حمل، و دفن في جوف الليل بالغري ....

كشف الغمة ج1ص437 .

الشهادة في صلاة الصبح :

قال النوري في المستدرك : قلت و يظهر من جملة من أخبار شهادته عليه السلام ، أن الصلاة : التي ضرب عليه السلام فيها ، كانت نافلة الفجر .

مستدرك ‏الوسائل ج4ص160ب 3ح4374-4.

وقال البلاغي في حجة التفاسير :

في المناقب للخوارزمي وتفسير أبو الفتوح الرازي :

إن الإمام : علي عليه السلام كان مشغول بصلاة الصبح .

  ولكن : ذكر في المستدرك ، أنه في نافلة الصبح .

حجة التفاسير ج2 ص936 .

يا طيب : القوي الظاهر من الأحاديث ، أنه عليه السلام كان يوقظ لصلاة الصبح ، ولا يصح أنه كان يوقظهم للنوافل قبلها ، فبعد النوافل يطوف على النائمين ، كما أن الأشعث أخبر أصحابه أنه طلع الفجر ، وتوجد تصرح بصلاة الصبح كما سيأتي وفي ما مر .

ويا طيب : إن ما يشعر أن ضربت الثاني وقعت في الطاق ، أي وقعت في طاق محراب العبادة ، لأن الإمام عليه السلام يقف أمام المصلين .

رواية الخوارزمي لشهادة الإمام :

يا طيب : قد عرفت مثل هذه الرواية الآتية في مؤامرة اجتماع الخوارج في مكة ، وتقريبا في أغلب الألفاظ تشابه السابقة أي ما جمعه المفيد رحمه الله لها من كتب العامة ، وهذه أيضا من راوي العامة مجموعة ومفصلة في شهادة الإمام عليه السلام .

وفيها تفصيل : اجتماع الخوارج في مكة المكرمة ، وتواعدهم على ليلة التاسع عشر من شهر رمضان ، وأنها كانت ليلة الجمعة وليس يوم الأربعاء ، ليقتلوا الإمام عليه السلام ، وأعدائه معاوية في الشام وعمر بن العاص في مصر ، فنعيدها لاختلاف بعض الألفاظ ، ولذكر بعض ما لم يذكر في رواية المفيد .

وفي هذه الرواية : تبين أن شهادة الإمام في الصلاة في الركعة الأولى لصلاة الصبح ، لأنه كما سيأتي دفع جعدة بن هبيرة وهو ابن أخته أم هاني ، ليكمل الصلاة ، فتدبر فيها :

 

قال الخوارزمي بإسناده : عن اسماعيل بن راشد قال :

كان : من حديث ابن ملجم وأصحابه لعنهم الله .

أن عبد الرحمان : بن ملجم لعنه الله ، والبرك بن عبدالله ، وعمرو بن بكر التميمي ، اجتمعوا بمكة .

فذكروا : أمر الناس ، وعابوا على ولاتهم .

ثم ذكروا : أهل النهروان ، فترحموا عليهم .

وقالوا : ما نصنع بالحياة بعدهم .

وقالوا : إخواننا الذين كانوا دعاة الناس لعبادة ربهم ، الذين كانوا لا يخافون في الله لومة لائم .

فلو شرينا : بأنفسنا أنفسهم ، فأتينا أئمة الضلالة ، فالتمسنا قتلهم ، فأرحنا منهم البلاد ، وثأرنا بهم إخواننا .

فقال ابن ملجم : أنا أكفيكم علي بن أبي طالب ، وكان من أهل مصر .

وقال البرك بن عبدا لله : أنا أكفيكم معاوية بن أبي سفيان .

وقال عمرو بن بكر التميمي : أنا أكفيكم عمرو بن العاص .

فتعاهدوا : وتواثقوا بالله ، لا ينكص الرجل منهم عن صاحبه ، الذي وجه اليه حتى يقتله أو يموت دونه .

فأخذوا : أسيافهم فسموها ، واتعدوا التسع عشرة من شهر رمضان .

يثب : كل واحد منهم إلى صاحبه الذي توجه إليه .

فاقبل : كل رجل إلى المصر ، الذي كان فيه صاحبه الذي طلب .

فأما : ابن ملجم المرادي لعنه الله ، فخرج فلقي أصحابه بالكوفة و، كاتمهم أمره كراهة أن يظهروا شيئا من أمره .

فرأى : ذات يوم أصحابا له من تيم الرباب و، كان علي عليه السلام قتل منهم يوم النهروان عددا .

فذكروا قتلاهم : ولقى من يومه ذلك ، امرأة من تيم الرباب .

يقال لها : قطام ، وقد كان علي قتل أباها وأخاها ، وكانت فائقة الجمال .

فلما رآها : التست بعقله ، ونسى حاجته التي جاء لها .

فخطبها فقال : لا أتزوجك حتى تشفي قلبي .

قال : وما تشائين ؟

 قالت : ثلاثة آلاف ، وعبد وقينة ، وقتل علي بن أبي طالب .

فقال : هو مهرك ، فأما قتل علي فلا أراك تدركينه .

قالت : تريدني ؟ قال : بلى .

قالت : فالتمس غرته ، فإن أصبته انتفعت بنفسك ونفسي ، وتحفد العيش معي .

وان هلكت : فما عند الله خير وأبقى من الدنيا وزبرج أهلها .

فقال : والله ما جاء بي إلى هذا المصر ، إلا قتل علي بن أبي طالب .

قالت : فإذا أردت ذلك ، فأني أطلب لك من يشد ظهرك ، ويساعدك على أمرك .

فبعثت : إلى رجل من قومها ، من تيم الرباب .

يقال له : وردان ، فكلمته في ذلك ، فأجابها .

وجاء ابن ملجم : رجلا من أشجع ، يقال له : شبيب بن بحرة .

فقال له : هل لك في شرف الدنيا و الآخرة ؟

 قال : وما ذاك ؟ قال : قتل علي بن أبي طالب .

قال ثكلتك أمك ، لقد جئت شيئا إدا ، كيف تقدر على ذلك ؟

 قال : اكمن له في المسجد ، فإذا خرج لصلاة الغداة ، شددنا عليه فقتلناه .

فإن نجونا : شفينا أنفسنا وأدركنا ثأرنا ، وإن قُتلنا فما عندا لله خير من الدنيا .

قال له : ويحك لو كان غير علي كان أهون عليَ ، قد عرفت بلاءه في الإسلام وسابقته مع النبي ، وما أجدني أنشرح لقتله .

قال : أما تعلم ، أنه قتل أهل النهروان ، العباد المصلين ؟ قال : بلى .

قال : فأقتله بمن قتل من إخواننا ، فأجابه .

فجاءوا : حتى دخلوا على قطام ، وهي في المسجد الأعظم ، معتكفة فيه .

فقالوا لها : لقد اجتمع رأينا على قتل علي .

قالت : فإذا أردتم ذلك ، فأتوني .

ثم عادوا : ليلة الجمعة ، التي قتل علي في صبيحتها ، سنة أربعين .

فقال : هذه الليلة التي وعدت فيها صاحبي ، أن يقتل كل واحد منا صاحبه .

فدعت لهم : بالحريرة ، فعصبتهم ، واخذوا ، أسيافهم .

وجلسوا : مقابل السدة التي يخرج منها علي عليه السلام ، فلما خرج .

شد عليه : شبيب لعنه الله بالسيف ، فضربه بالسيف ، فوقع سيفه بعضادة الباب أو بالطاق .

وضربه : ابن ملجم لعنه الله ، فأقرنه بالسيف ، وهرب وردان حتى دخل منزله .

فدخل عليه : رجل من بني أمية ، وهو ينزع الحريرة من صدره .

فقال : ما هذه الحريرة والسيف ؟

 فأخبره بما كان : فأنصرف ، فجاد بسيفه ، فعلى به وردان حتى قتله .

وخرج شبيب : نحو أبواب كندة في الغلس ، فصاح الناس ، فلقيه رجل من حضرموت .

يقال له : عويص ، وفي يد شبيب السيف ، فأخذه وجثم عليه الحضرمي .

فلما رأى الناس : قد أقبلوا في طلبه وسيف شبيب في يده .

خشى : على نفسه ، فتركه فنجا بسيفه ، ونجا شبيب في غمار الناس .

فشدوا : على ابن ملجم لعنه الله ، فأخذوه .

إلا ان رجلا : من همدان ، يكنى أبا أد ، أخذه فضرب رجله فصرعه .

وتأخر علي : فدفع في ظهر جعدة بن هبيرة المخزومي ، فصلى بالناس الغداة .

ثم قال علي عليه السلام : علي بالرجل ، فأدخل عليه .

فقال : أي عدو الله ، ألم أحسن إليك ؟ . قال : بلى .

قال : فما حملك على هذا ؟

 قال : إن سيفي هذا ، شحذته أربعين صباحا ، فسألت الله أن يقتل به شر خلقه .

فقال علي عليه السلام : فلا أراك إلا مقتولا به ، ولا أراك إلا من شر خلق الله .

فذكروا : أن محمد بن حنفية ، قال : والله إني لأصلي تلك الليلة .

التي : ضرب فيها علي بن أبي طالب في المسجد ، في رجال كثير من المصر .

يصلون : قريبا من السدة ما هم إلا قياما وركوعا وسجودا ، فلا يسأمون من أول الليل إلى آخره .

إذ خرج : علي عليه السلام لصلاة الغداة .

فجعل ينادي : أيها الناس ، الصلاة ، الصلاة .

فما أدري : اخرج من السدة فتكلم ، إذ نظرت إلى بريق السيوف .

وسمعت : الحكم لله ، لا لك يا علي ولا لأصحابك ، فرأيت سيفا ثم رأيت ثانيا .

وسمعت : عليا عليه السلام ، يقول: لا يفوتنكم الرجل .

وشد عليه : الناس من كل جانب ، فلم أبرح حتى أخذ ابن ملجم قبحه الله .

وأدخل : على علي عليه السلام ، فدخلت فيمن دخل .

فسمعت : عليا عليه السلام ، يقول : النفس بالنفس ، فإن هلكت فاقتلوه كما قتلني ، وان بقيت رأيت فيه رأيي .

وذكروا : أن الناس دخلوا على الحسن بن علي ، فزعين لما حدث من أمر علي عليه السلام .

فبينما هم : عنده ، وابن ملجم مكتوف بين يديه .

إذ ثارت : أم كلثوم بنت علي عليه السلام ، فقالت : أي عدو الله انه لا بأس على أبي ، والله يخزيك .

فقال ابن ملجم : على ما تبكين ؟

لقد : اشتريت سيف بألف ، وسممته بألف .

ولو كانت : هذه الضربة لجميع أهل الأرض ما بقى أحد .

المناقب للخوارزمي ص401 . رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى ج3ص 35 وفيه عمرو بن بكير ورواه في شرح الأخبار القاضي ين حيون النعمان ج‏2ص442 ، وقد وزعه على عدة روايات . والسُدَّةُ : في مسجد الأعظم هي فناء مسقوف بطاق ورواق أمام الباب التي يدخل منها أمير المؤمنين للمسجد ، وكان أمير المؤمنين يصلي قربها تقربها . والحفد : الخفة بالعمل والأنس به ،  والأد : الداهية والأمر المنكر العظيم الشدة .


ما بين الجرح والشهادة

يا موالي : كان في أحاديث علمه بالشهادة ، قصص علمه بها ، وأنه لم يفاجئ بها ، وأنه كان يعلم أن أشقى الأمة سيضربه ، وتسيل الدماء على وجهه وصدغيه ، فراجعها لتعرف وقائع ما بعد الجرح قبل الشهادة مفصلة ، وهذا قسم أخر .

وصيته العامة بعد الضربة :

يا طيب : تدبر أعلى الحكمة من مصاب بضربة على أم رأسه ووسطه ، كانت من شدتها فيها منيته ، وما كان يعانيه من الآلام ، ولكن ترى ينبوع الحكمة والموعظة الحسنة ، وبأعلى المعارف وأجمل أسلوب وأحسن بيان وأكمل معرفة في الدين وتعاليم الإسلام الحنيف ، تراها في وصيت أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام ، حين أخبره طبيبه بأن الضربة بلغة أم رأسه :

في مقاتل الطالبيين : حدثني أحمد بن عيسى ، قال : حدثني الحسن بن نصر ، قال . حدثنا زيد بن المعدل ، عن يحيى بن شعيب ، عن أبي مخنف ، قال . حدثني عطية بن الحرث ، عن عمر بن تميم وعمرو بن أبي بكار :

أن عليا عليه السلام : لما ضرب ، جمع له أطباء الكوفة .

فلم يكن منهم أحد : أعلم بجرحه من أثير بن عمرو بن هاني السكوني ، وكان متطببا صاحب كرسي يعالج الجراحات ، وكان من الأربعين غلاما الذين كان خالد بن الوليد أصابهم في عين التمر فسباهم .

 وإن أثيرا : لما نظر إلى جرح أمير المؤمنين عليه السلام ، دعا برئة شاة حارة واستخرج عرقا منها ، فأدخله في الجرح ثم استخرجه ، فإذا عليه بياض الدماغ .

فقال له : يا أمير المؤمنين إعهد عهدك ، فإن عدو الله قد وصلت ضربته إلى أم رأسك .

فدعا علي عليه السلام : عند ذلك بصحيفة ودواة ، وكتب وصيته :

بسم الله الرحمن الرحيم :

هذا ما أوصى به أمير المؤمنين علي بن أبي طالب  :

أوصى بأنه : يشهد أن لا إله إلا الله ، وحده لا شريك له ، وأن محمدا عبده ورسوله ، أرسله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون ، صلوات الله وبركاته عليه .

إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي : لله رب العالمين لا شريك له ، وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين .

أوصيك يا حسن : وجميع ولدي وأهل بيتي ، ومن بلغه كتابي هذا :

 بتقوى : الله ربنا ، ولا تموتن إلا وانتم مسلمون ، واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا .

فإني سمعت رسول الله يقول : إصلاح ذات البين أفضل من عامة الصلاة والصيام ، وان المبيدة الحالقة للدين فساد ذات البين . ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم .

أنظروا إلى:  ذوي أرحامكم  فصلوهم ، يهون الله عليكم الحساب .

الله الله : في الأيتام ، فلا تغبوا أفواههم بجفوتكم .

والله الله : في جيرانكم ، فإنها وصية رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، ما زال يوصينا بهم حتى ظننا أنه سيورثهم .

والله الله : في القرآن ، فلا يسبقنكم إلى العمل به غيركم .

والله الله : في الصلاة ، فإنها عماد دينكم .

والله الله : في بيت ربكم ، فلا يخلون منكم ما بقيتم ، فانه إن ترك لم تناظروا وإنه إن خلا منكم لم تنظروا .

والله الله : في صيام شهر رمضان ، فانه جنة من النار .

والله الله : في الجهاد في سبيل الله ، بأموالكم وأنفسكم .

والله الله : في زكاة أموالكم ، فإنها تطفئ غضب ربكم .

والله الله : في أمة نبيكم ، فلا يظلمن بين أظهركم .

والله الله : في أصحاب نبيكم ، فإن رسول الله صلى الله عليه وآله أوصى بهم .

والله الله : في الفقراء والمساكين ، فأشركوهم في معايشكم .

والله الله : فيما ملكت أيمانكم ، فإنها كانت آخر وصية رسول الله صلى الله عليه وآله إذ قال : أوصيكم بالضعيفين فيما ملكت أيمانكم .

ثم قال : الصلاة الصلاة .

لا تخافوا في الله : لومة لائم ، فإنه يكفكم من بغى عليكم وأرادكم بسوء .

قولوا للناس : حسنا ، كما أمركم الله .

ولا تتركوا : الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، فيولي الأمر عنكم ، وتدعون فلا يستجاب لكم .

عليكم : بالتواضع والتباذل والتبار .

 وإياكم : والتقاطع والتفرق والتدابر

{ وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ  وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (2)} المائدة .

حفظكم الله : من أهل بيت ، وحفظ فيكم نبيه ، استودعكم الله خير مستودع ، وأقرأ عليكم سلام الله ورحمته .

وقال حدثني أحمد بن محمد بن دلان ، وأحمد بن الجعد ، ومحمد بن جرير الطبري قالوا : حدثنا أبو هشام الرفاعي ، قال : حدثنا أبو أسامة ، قال : حدثني أبو جناب قال : حدثني أبو عون الثقفي ، عن أبي عبد الرحمن السلمي ، عن الحسن بن علي قال :

خرجت أنا وأبي : نصلي في هذا المسجد .

 فقال لي : يا بني إني بت الليلة أوقظ أهلي ، لأنها ليلة الجمعة ، صبيحة يوم بدر لسبع عشرة ليلة خلت من شهر رمضان ، فملكتني عيناي ، فسنح لي رسول الله صلى الله عليه وآله .

 فقلت : يارسول الله ، ماذا لقيت من أمتك من الاود واللدد ؟

 فقال لي : أدع عليهم .

فقلت : اللهم أبدلني بهم من هو خير لي منهم ، وأبدلهم بي من هو شر لهم مني  .

وجاء ابن النباح : فآذنه بالصلاة ، فخرج وخرجت خلفه ، فاعتوره الرجلان ، فأما أحد فوقعت ضربته في الطاق ، واما الآخر فأثبتها في رأسه .

مقاتل الطالبيين لأبي الفرج الأصفهاني ص 23 . قال أبو الفرج الاود العوج ، واللدد الخصومات .

والروايات : أن شهادته عليه السلام في الصلاة مسلمة ، وأثبت وأصح ، والمراد بالطاق الذي كان يصلي فيه وتحته ، فتتطابق الروايات كلها .

وصية الإمام الخاصة لأهلة :

وهي صية أمير المؤمنين عليه السلام في ماله :

في شرح الأخبار للقاضي : صورة ثالثة للوصية

 عن بشر بن الوليد عن علي عليه السّلام أنه قال : أوصى فكان في وصيته عليه السّلام :

بسم اللّه الرحمن الرحيم :

هذا ما أمر به : و قضى في ماله علي بن أبي طالب .

إنه تصدق : بينبع ، أبتغي بذلك رضوان اللّه عزّ و جلّ .

ليولجني اللّه : به الجنة ، و يصرفني به عن النار ، و يصرف النار عني .

و هي : في سبيل اللّه ، و وجهه ينفق في كل نفقة في سبيل اللّه ، في الحرب و السلم ، و ذي الرحم ، و القريب و البعيد .

لا تباع : و لا توهب ، و لا تورث .

كل مال لي : بينبع ، غير أن رياحا ، و أبا نيزر ، و جبيرا .

إن حدث : بي حدث ، فهم محررون ، بعد أن يعملوا في المال خمس حجج ، و فيه نفقتهم و رزقهم و رزق أهاليهم ؛ ثم هم أحرار .

فذلك : الذي أقضي فيما كان لي بينبع ، حيّ أنا أو ميت .

و مع ذلك : ما كان لي بوادي القرى من مال أو رقيق ، حيّ أنا أو ميت .

و مع ذلك : الاذنية و أهلها ، حيّ أنا أو ميت .

و مع ذلك : دعد ( درعة ) و أهلها .

و أن زريقا : له مثل ما كتبت لأبي نيزر و رياح و جبير .

و إن ينبع‏ : و مالي بوادي القرى‏ ، و الاذنية ، و دعده‏.

ينفق : في كل نفقة يبتغي بها وجه‏ اللّه و في سبيل اللّه .

و في وجهه : يوم تسودّ وجوه ، و تبيضّ وجوه .

لا يباع ذلك : و لا يوهب ، و لا يورث حتى يرثه اللّه عزّ و جلّ ، و يتقبله بذلك .

قضيت : ما بيني و بين اللّه ، ما قدمت حيّ أنا أو ميت .

هذا ما قضى : علي بن أبي طالب في ماله و أوجبه .

يقوم على ذلك : الحسن بن علي ما دام حيا .

فإن هلك : فالحسين بن علي يليها ما دام حينا .

فإن هلك : فالأول من ذوي السن و الصلاح من ولده ، واحد بعد واحد .

يعدل فيها : و يطعم بالمعروف ، و يصلحون فيها كإصلاحهم أموالهم .

و لا تباع : من أولاد من بهذه القرى‏ الأربع من العبيد أحد ، و غلتها للمؤمنين أولهم و آخرهم .

فمن وليها : من الناس فاذكره الاجتهاد و النصح ، و الحفظ و الأمانة.

و هذا كتاب : علي بن أبي طالب بيده .

و هذه الصدقة : في سبيل اللّه واجبة نبلة ، تصرف في كل نفقة في سبيل اللّه و وجهه ، و ذوي الرحم ، و الفقراء و المساكين ، و ابن السبيل .

يقوم على ذلك : أكبر ولد فاطمة عليها السّلام من ذوي الأمانة و الصلاح .

و يصلحها : إصلاحه ماله ، يزرع و يغرس ، و ينصح و يجتهد .

لا يحل : لأحد وليها أن يحكم فيها ، و لا أن يعمل بغير عهدي .

و كتب : علي بن أبي طالب بيده ، لعشر خلون من جمادى الأولى سنة تسع و ثلاثين .

و شهد : عبيد اللّه بن أبي رافع‏ ، و هياج بن أبي هياج‏.

قال عبيد اللّه : فكان بين كتابه هذا و بين قتله أربعة أشهر و ثلاث عشرة ليلة .

شرح الأخبار لابن حيون ج‏2ص453ح813 . ينبع : بالفتح ثم السكون و ضم الموحدة و عين المهملة، و هي على سبع مراحل من المدينة فيها 170 عينا كما في عمدة الإخبار: ص 439 . وادي القرى : واد كبير من اعمال المدينة كثير القرى بين المدينة و الشام. و في مقتل أمير المؤمنين لابن أبي الدنيا- مخطوط-: و لا يباع من أولاد نخل هذه القرى، بدل من عبيد .و في بحار الأنوار ج42ص42 ، أضاف : شهد أبو سمر بن أبرهة، و صعصعة بن صوحان، و يزيد بن قيس، و هياج بن أبي هياج.

 

حنوطه الإمام عليه السلام :

في بحار الأنوار : عن مصباح الأنوار ، بإسناده عن عيسى بن المستفاد ، عن موسى بن جعفر عن أبيه عليهم السلام قال :

قال علي بن أبي طالب عليه السلام : كان في الوصية ( رسول الله ) ، أن يدفع إلي الحنوط ، فدعاني رسول الله صلى الله عليه وآله قبل وفاته بقليل .

فقال صلى الله عليه وآله : يا علي و يا فاطمة ، هذا حنوطي من الجنة ، دفعه إلي جبرئيل ، و هو يقرئكما السلام .

و يقول لكما : اقسماه ، و اعزلا منه لي و لكما .

فقالت فاطمة : لك ثلثه ، و ليكن الناظر في الباقي علي بن أبي طالب .

فبكى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : و ضمها إليه .

و قال صلى الله عليه وآله وسلم : موفقة ، رشيدة ، مهدية ، ملهمة .

يا علي : قل في الباقي .

قال عليه السلام : نصف ما بقي لها ، و نصف لمن ترى يا رسول الله .

قال صلى الله عليه وآله وسلم : هو لك فاقبضه .

بحار الأنوار ج22ص492ب1ح37 .

وصية أمير المؤمنين بقاتله :

عن علي بن إبراهيم العقيلي يرفعه: قال : لما ضرب ابن ملجم أمير المؤمنين عليه السلام .

قال عليه السلام للحسن : يا بني ، إذا أنا مت .

فاقتل : ابن ملجم ، و احفر له في الكناسة .

و وصف العقيلي : الموضع على باب طاق المحامل ، موضع الشواء و الرؤاس ، ثم ارم به فيه ، فإنه واد من أودية جهنم .

الكافي ج1ص300ح7 .

عن مختار التمار عن أبي مطر قال : لما ضرب ابن ملجم الفاسق لعنه الله ، أمير المؤمنين عليه السلام .

قال له الحسن عليه السلام : أقتله ؟

 قال : لا ، و لكن احبسه ، فإذا مت فاقتلوه‏ .

تهذيب‏ الأحكام ج6ص34ح10 .

تجهيز الإمام وتشيعه لمرقده :

لا حول ولا قوة إلا بالله علي العظيم :

حمل : أمير المؤمنين ودفنه في الغري ، عند أبيه أدم ونوح عليهم السلام ، وبعد أن ضرب الإمام صبيحة يوم التاسع عشر سنة أربعين للهجرة ، في محراب العبادة في مسجد الكوفة ، وهو ساجد في صلاة الصبح :

وصية الإمام لتشييعه ودفنه :

 عن منصور بن محمد بن عيسى عن أبيه عن جده زيد بن علي عن أبيه عن جده الحسين بن علي عليه السلام في خبر طويل يذكر فيه :

أوصيكما وصية : فلا تظهرا على أمري أحدا .

 فأمرهما : أن يستخرجا من الزاوية اليمنى لوحا .

و أن يكفناه : فيما يجدان .

فإذا غسلاه : وضعاه على ذلك اللوح .

و إذا وجد السرير يشال مقدمه : يشيلان مؤخره .

و أن يصلي (صلاة الميت ) : الحسن مرة ، و الحسين مرة ، صلاة إمام ، ففعلا كما رسم .

فوجدا اللوح : و عليه مكتوب :

 بسم الله الرحمن الرحيم :

 هذا ما ذخره : نوح النبي لعلي بن أبي طالب ، و أصابا الكفن في دهليز الدار ، موضوعا فيه حنوط قد أضاء نوره على نور النهار .

المناقب ج2ص348 ، الصراط المستقيم ج3ص122 .بحار الأنوار ج42ص235ب127 .

 

الإمام الحسين يصف غسله وتشييعه :

و روي : أنه قال الحسين عليه السلام :

وقت الغسل : أ ما ترى إلى خفة أمير المؤمنين ؟

 فقال الحسن عليه السلام : يا أبا عبد الله ، إن معنا قوما يعينوننا .

فلما قضينا : صلاة العشاء الآخرة ، إذا قد شيل مقدم السرير .

و لم يزل : نتبعه إلى أن وردنا إلى الغري ، فأتينا إلى قبر على ما وصف أمير المؤمنين .

و نحن نسمع : خفق أجنحة كثيرة ، و ضجة و جلبة .

فوضعنا السرير : و صلينا على أمير المؤمنين كما وصف لنا .

و نزلنا قبره : فأضجعناه في لحده ، و نضدنا عليه اللبن .

المناقب ج2ص348 ، الصراط المستقيم ج3ص122 .بحار الأنوار ج42ص235ب127 .

ابن الحنفية يفصل التشييع :

قال محمد ابن الحنفية رحمه الله : ثم إن أبي عليه السلام قال :

أحملوني : إلى موضع مصلاي في منزلي .

قال : فحملناه إليه ، و هو مدنف .

و الناس حوله : و هم في أمر عظيم باكين محزونين قد أشرفوا على الهلاك من شدة البكاء و النحيب .

ثم التفت إليه الحسين عليه السلام : و هو يبكي .

فقال له : يا أبتاه ، من لنا بعدك ، لا كيومك إلا يوم رسول الله .

من أجلك : تعلمت البكاء ، يعز و الله علي أن أراك هكذا .

فناداه عليه السلام فقال : يا حسين ، يا أبا عبد الله ، أدن مني .

 فدنا منه : و قد قرحت أجفان عينيه من البكاء .

 فمسح : الدموع من عينيه ، و وضع يده على قلبه .

 و قال له :

يا بني : ربط الله قلبك بالصبر ، و أجزل لك و لإخوتك عظيم الأجر .

فسكن روعتك : و اهدأ من بكائك ، فإن الله قد آجرك على عظيم مصابك .

وقال محمد بن الحنفية : ثم أخذنا في جهازه ليلا .

و كان الحسن عليه السلام : يغسله .

و الحسين عليه السلام : يصب الماء عليه .

و كان عليه السلام : لا يحتاج إلى من يقلبه ، بل كان يتقلب كما يريد الغاسل يمينا و شمالا .

و كانت رائحته : أطيب من رائحة المسك و العنبر ...

ثم وضعوه على السرير : و تقدم الحسن و الحسين عليهم السلام إلى السرير من مؤخره .

و إذا مقدمه : قد ارتفع و لا يرى حامله ، و كان حاملاه من مقدمه جبرئيل و ميكائيل .

 فما مر بشيء : على وجه الأرض ، إلا أنحنى له ساجدا ، و خرج السرير من مايل باب كندة ، فحملا مؤخره و سارا يتبعان مقدمه ...

و قال رضي الله عنه :

و الله : لقد نظرت إلى السرير ، و إنه ليمر بالحيطان و النخل ، فتنحني له خشوعا .

و مضى مستقيما : إلى النجف ، إلى موضع قبره الآن .

وكان يقول : الإمام الحسين عليه السلام ، حين مسيرهم إلى النجف :

لا حول و لا قوة : إلا بالله العلي العظيم : إِنَّا لِلَّهِ وَ إِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ .

يا أباه : وا انقطاع ظهراه ، من أجلك تعلمت البكاء ، إلى الله المشتكى‏ .

بحار الأنوار ج42ص289ب127ح56 وص 294 . مدنف : شديد وثقيل المرض.

.

رواية المفيد لشهادة الإمام :

يا طيب : هذا تأريخ شهادة الإمام علي عليه السلام على ما ذكرها الشيخ المفيد رحمه الله في الإرشاد :

قال : في تاريخ شهادة علي عليه السلام و قبره‏ :

و كانت وفاة أمير المؤمنين عليه السلام :

قبيل الفجر : من ليلة الجمعة ، ليلة 21 إحدى و عشرين .

من شهر : رمضان ، سنة 40 أربعين من الهجرة .

قتيلا : بالسيف ، قتله ابن ملجم المرادي لعنه الله ، في مسجد الكوفة .

و قد خرج عليه السلام : يوقظ الناس لصلاة الصبح ، ليلة تسع عشرة من شهر رمضان .

و قد كان : ارتصده من أول الليل لذلك ، فلما مر به في المسجد ، و هو مستخف بأمره ، مماكر بإظهار النوم في جملة النيام .

ثار إليه : فضربه على أم رأسه بالسيف ، و كان مسموما .

فمكث عليه السلام : يوم تسعة عشر ، و ليلة عشرين و يومها .

و ليلة : إحدى و عشرين ، إلى نحو الثلث الأول من الليل .

ثم قضى نحبه عليه السلام : شهيدا ، و لقي ربه تعالى مظلوما .

و قد كان عليه السلام : يعلم ذلك قبل أوانه ، و يخبر به الناس قبل زمانه .

و تولى : غسله و تكفينه ، ابناه الحسن و الحسين عليهما السلام بأمره .

و حملاه : إلى الغري ، من نجف الكوفة ، فدفناه هناك .

و عفيا : موضع قبره ، بوصية كانت منه إليهما في ذلك .

لما كان : يعلمه عليه السلام ، من دولة بني أمية من بعده .

و اعتقادهم : في عداوته ، و ما ينتهون إليه بسوء النيات فيه ، من قبيح الفعال و المقال ، بما تمكنوا من ذلك .

فلم يزل : قبره عليه السلام ، مخفيا ، حتى دل عليه الصادق جعفر بن محمد عليه السلام ، في الدولة العباسية .

و زاره : عند وروده إلى أبي جعفر ( المنصور ثالث خلفاء بني العباس ) ، و هو بالحيرة .

فعرفته الشيعة : و استأنفوا إذ ذاك زيارته عليه السلام ، و على ذريته الطاهرين .

و كان سنه عليه السلام : يوم وفاته ، 63 ثلاثا و ستين سنة .

الإرشاد في معرفة حجج الله على العباد ج1ص10 .

والآن مرقده المقدس : في الغري ( النجف الأشرف ) ، و دفنه فيه الإمام الحسن عليه السلام، وأخفى قبره مخافة الخوارج ومعاوية عليهم لعنة الله ، وهو اليوم ينافس السماء سموا ورفعة ، ويتنافس المسلمون بتقبيل ضريحه المقدس .

محل مرقد الإمام عليه السلام

وصية الإمام بمحل مرقده :

 وفي تكملة الحديث السابق :

عن مختار التمار عن أبي مطر قال : للإمام الحسن عليه السلام :

و إذا مت : فادفنوني في هذا الظهر .

 في قبر : أخوي ، هود ، و صالح عليهم السلام .

تهذيب‏ الأحكام ج6ص34ح10 .

 

وعن الثمالي : عن أبي جعفر الباقر محمد بن علي بن الحسين عليه السلام في حديث حدث به :

أنه كان في وصية أمير المؤمنين عليه السلام :

أن أخرجوني : إلى الظهر ، فإذا تصوبت أقدامكم ، و استقبلتكم ريح .

فادفنوني : و هو أول طور سيناء ، ففعلوا ذلك .

تهذيب‏ الأحكام ج6ص34ح13 .

النجف الغري وادي السلام :

عن ابن أبي عمير عن رجاله قال : قيل للحسين بن علي عليه السلام ، أين دفنتم أمير المؤمنين عليه السلام ؟

 فقال : خرجنا به ليلا على مسجد الأشعث ، حتى خرجنا به إلى الظهر بجنب الغري فدفناه هناك .

الإرشاد ج1ص25 . بحار الأنوار ج42ص234ب127ح42 .

وعن أبي بصير قال : قلت : لأبي عبد الله الصادق جعفر بن محمد بن علي بن الحسين عليه اسلام :

أين دفن : أمير المؤمنين عليه السلام ؟

 قال عليه السلام : دفن في قبر أبيه نوح عليه السلام .

قلت : و أين قبر نوح .

الناس يقولون : إنه في المسجد .

قال : لا ، ذاك في ظهر الكوفة .

تهذيب‏ الأحكام ج6ص34ح12 .

ثواب زيارة الأئمة :

ذكر الصدوق رحمه الله :في من لا يحضره الفقيه ، باب ثواب زيارة النبي و الأئمة صلوات الله عليهم أجمعين :

 قال الحسين بن علي بن أبي طالب عليه السلام : لرسول الله صلى الله عليه وآله : يا أبتاه ما جزاء من زارك ؟

فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ : يَا بُنَيَّ ، مَنْ زَارَنِي حَيّاً أَوْ مَيِّتاً .

أَوْ زَارَ : أَبَاكَ .

 أَوْ زَارَ : أَخَاكَ ، أَوْ زَارَكَ .

كَانَ : حَقّاً عَلَيَّ ، أَنْ أَزُورَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، وَ أُخَلِّصَهُ مِنْ ذُنُوبِهِ .

من ‏لا يحضره ‏الفقيه ج2ص577ح3159.

 و روى : الحسن بن علي الوشاء ، عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال :

إِنَّ لِكُلِّ إِمَامٍ : عَهْداً فِي عُنُقِ أَوْلِيَائِهِ وَ شِيعَتِهِ .

وَ إِنَّ مِنْ تَمَامِ : الْوَفَاءِ بِالْعَهْدِ ، زِيَارَةَ قُبُورِهِمْ .

فَمَنْ زَارَهُمْ : رَغْبَةً فِي زِيَارَتِهِمْ ، وَ تَصْدِيقاً بِمَا رَغِبُوا فِيهِ .

كَانَ أَئِمَّتُهُمْ : شُفَعَاءَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ  .

من ‏لا يحضره ‏الفقيه ج2ص577ح3160.

 و روى علي بن الحكم : عن زياد بن أبي الحلال ، عن أبي عبد الله عليه السلام قال :

مَا مِنْ نَبِيٍّ وَ لَا وَصِيٍّ : يَبْقَى فِي الْأَرْضِ أَكْثَرَ مِنْ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ ، حَتَّى يُرْفَعَ بِرُوحِهِ وَ عَظْمِهِ وَ لَحْمِهِ إِلَى السَّمَاءِ .

وَ إِنَّمَا يُؤْتَى : مَوَاضِعُ آثَارِهِمْ ، وَ يُبَلِّغُونَهُمْ مِنْ بَعِيدٍ السَّلَامَ ، وَ يُسْمِعُونَهُمْ فِي مَوَاضِعِ آثَارِهِمْ مِنْ قَرِيبٍ .

من ‏لا يحضره ‏الفقيه ج2ص78ح3161.

 و روى جابر عن أبي جعفر ع قال :

 مِنْ تَمَامِ : الْحَجِّ ، لِقَاءُ الْإِمَامِ .

من ‏لا يحضره ‏الفقيه ج2ص578ح3162.

و روى : صالح بن عقبة عن زيد الشحام قال : قلت لأبي عبد الله عليه السلام .

 مَا لِمَنْ : زَارَ وَاحِداً مِنْكُمْ ؟

قال  عليه السلام : كَمَنْ زَارَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وآله وسلم .

من ‏لا يحضره ‏الفقيه ج2ص578ح3163.

 و قال رسول الله ص لعلي عليه السلام :

 يَا عَلِيُّ : مَنْ زَارَنِي فِي حَيَاتِي أَوْ بَعْدَ مَمَاتِي ، أَوْ زَارَكَ فِي حَيَاتِكَ أَوْ بَعْدَ مَمَاتِكَ ، أَوْ زَارَ ابْنَيْكَ فِي حَيَاتِهِمَا أَوْ بَعْدَ مَمَاتِهِمَا .

ضَمِنْتُ لَهُ : يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، أَنْ أُخَلِّصَهُ مِنْ أَهْوَالِهَا وَ شَدَائِدِهَا ، حَتَّى أُصَيِّرَهُ مَعِي‏ فِي دَرَجَتِي .

من ‏لا يحضره ‏الفقيه ج2ص578ح3164.

فصل في زيارته عن المناقب :

 وري عن النبي صلى الله عليه وآله :

من زار عليا : بعد وفاته ، فله الجنة .

وعن الإمام الصادق عليه السلام :

من ترك : زيارة أمير المؤمنين ، لم ينظر الله إليه.

أ لا تزورون : من تزوره الملائكة و النبيون.

 و عنه عليه السلام :

إن أبواب السماء : لتفتح عند دعاء الزائر لأمير المؤمنين ، فلا تكن عند الخير نواما .

المناقب ج3ص317 .

ورحم الله ابن مدلل إذ قال :

زر بالغري العالم الرباني
علم الهدى و دعائم الإيمان
و قل السلام عليك يا خير الورى
يا أيها النبأ العظيم الشأن يا من على الأعراف يعرف فضله
يا قاسم الجنات و النيران
نار تكون قسيمها يا عدتي
أنا آمن منها على جثماني‏
و أنا مضيفك و الجنان لي القرى
إذ أنت أنت مورد الضيفان

المناقب ج3ص317 .

ورحم الله دعبل الخزاعي إذ قال :

سلام بالغداة و بالعشي
على جدث بأكناف الغري‏
و لا زالت غزال النور ترجى
إليه صبابة المزن الروي‏
ألا ذا حبذا ترب بنجد
و قبر ضم أوصال الوصي
وصي محمد بأبي و أمي
و أكرم من مشى بعد النبي
لأن حجوا إلى البلد القصي
فحجي ما حييت إلى علي‏
و إن زاروا هم الشيخين زرنا
عليا بالغداة و بالعشي‏

المناقب ج3ص318 .

و كتب على مشهده عليه السلام :

هذا ولي الله في أرضه
في جنة الخلد و آلائه‏
لا يقبل الله له زائرا
لم يبر من سائر أعدائه‏

ورحم الله ابن رزيك إذ قال :

كأني إذ جعلت إليك قصدي
قصدت الركن بالبيت الحرام
و خيل لي بأني في مقامي
لديه بين زمزم و المقام
أيا مولاي ذكرك في قعودي
و يا مولاي ذكرك في قيامي
و أنت إذا انتبهت سمير فكري كذلك أنت أنسي في منامي‏
و حبك إن يكن قد حل قلبي و في لحمي استكن و في عظامي‏
فلو لا أنت لم تقبل صلاتي
و لو لا أنت لم يقبل صيامي‏
عسى أسقى بكأسك يوم حشري و يبرد حين أشربها أوامي

& المناقب ج3ص318 .

زيارة أمير المؤمنين عليه السلام

زيارة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام :

فضل زيارته :

  روى صفوان بن مهران الجمال عن الصادق جعفر بن محمد بن علي بن الحسين عليه السلام قال :

سار : و أنا معه في القادسية حتى أشرف على النجف .

فقال : هو الجبل الذي اعتصم به ، ابن جدي نوح ، فقال : { سآوي إلى‏ جبل يعصمني من الماء } .

فأوحى الله عز و جل إليه : يا جبل أ يعتصم بك مني أحد ، فغار في الأرض و تقطع إلى الشام .

ثم قال عليه السلام : اعدل بنا .

قال : فعدلت به ، فلم يزل سائرا حتى أتى الغري .

فوقف على القبر : فساق السلام من آدم على نبي نبي، و أنا أسوق السلام معه .

حتى وصل السلام : إلى النبي صلى الله عليه وآله ، ثم خر على القبر فسلم عليه و علا نحيبه .

ثم قام : فصلى أربع ركعات ، و في خبر آخر ست ركعات ، و صليت معه .

و قلت له : يا ابن رسول الله ما هذا القبر ؟

 قال : هذا القبر قبر جدي علي بن أبي طالب عليه السلام .

من لا يحضره ‏الفقيه ج2ص586ح3195.

عن إسماعيل عن أبي عبد الله الصادق جعفر بن محمد بن علي بن أبي طالب عليه السلام قال :

نحن نقول : بظهر الكوفة قبر ، لا يلوذ به ذو عاهة ، إلا شفاه الله .

تهذيب‏ الأحكام ج6ص34ح14 .

عن عثمان بن سعيد عن رجل عن أبي عبد الله الصادق عليه السلام قال :

قال : إن إلى جانب كوفان قبرا ، ما أتاه مكروب قط .

فصلى : عنده ركعتين ، أو أربع ركعات ، إلا نفس الله عنه كربته ، و قضى حاجته .

قال : قلت : قبر الحسين بن علي عليه السلام .

فقال لي : برأسه ، لا .

فقلت : فقبر أمير المؤمنين عليه السلام .

فقال برأسه : نعم .

تهذيب‏ الأحكام ج6ص35ح17 .

موضع مرقد رأس الحسين عليه السلام :

عن مبارك الخباز قال‏ : قال لي أبو عبد الله عليه السلام :

أسرجوا : البغل و الحمار في وقت ما قدم ، و هو في الحيرة .

قال : فركب و ركبت حتى دخل الجرف .

ثم نزل : فصلى ركعتين ، ثم تقدم قليلا آخر فصلى ركعتين ، ثم تقدم قليلا آخر فصلى ركعتين .

ثم ركب : و رجع .

فقلت له : جعلت فداك ما الأولتين و الثانيتين و الثالثتين ؟

 قال عليه السلام : الركعتين الأولتين موضع قبر أمير المؤمنين عليه السلام .

و الركعتين الثانيتين : موضع رأس الحسين عليه السلام .

و الركعتين الثالثتين : موضع منبر القائم عليه السلام .

تهذيب‏ الأحكام ج6ص35ح15 .

عن عبد الله بن طلحة النهدي قال : دخلت على أبي عبد الله عليه السلام ، فذكر حديثا فحدثناه .

قال : فمضينا معه ، يعني أبا عبد الله ، حتى انتهينا إلى الغري .

قال : فأتى موضعا فصلى ، ثم قال لإسماعيل : قم فصل عند رأس أبيك الحسين عليه السلام .

قلت : أ ليس قد ذهب برأسه إلى الشام ؟

 قال : بلى ، و لكن فلان مولانا سرقه ، فجاء به فدفنه هاهنا .

تهذيب‏ الأحكام ج6ص35ح16 .

زيارة للخضر يوم الشهادة :

إنا لله وإنا إليه راجعون : ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم وحسبنا الله ونعم الوكيل عظم الله أجوركم وتقبل الله طاعتكم وأسألكم الدعاء لما أستشهد أمير المؤمنين علي بن أبي طالب صبيحة يوم 23 رمضان فأفجع قلوب المؤمنين وأحزن كل الطيبين وضج العباد بالبكاء والعويل لما حل بالمسلمين من فقدان سيد الأوصياء وارتفاع روحه الطاهرة إلى الرفيق الأعلى ، زاره ورثاه الكثير وأول من زاره نبي الله الخضر فقال ما تضمنه الحديث الآتي :

عن أسيد بن صفوان صاحب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال :

لما كان اليوم الذي قبض فيه أمير المؤمنين عليه السلام :

ارتج الموضع بالبكاء : و دهش الناس كيوم قبض النبي صلى الله عليه وآله .

و جاء رجل : باكيا و هو مسرع مسترجع ، و هو يقول : اليوم انقطعت : خلافة النبوة .

  حتى وقف : على باب البيت ، الذي فيه أمير المؤمنين عليه السلام .

 فقال :

رَحِمَكَ اللَّهُ يَا أَبَا الْحَسَنِ : كُنْتَ أَوَّلَ الْقَوْمِ إِسْلَاماً ، وَ أَخْلَصَهُمْ إِيمَاناً ، وَ أَشَدَّهُمْ يَقِيناً ، وَ أَخْوَفَهُمْ لِلَّهِ ، وَ أَعْظَمَهُمْ عَنَاءً .

وَ أَحْوَطَهُمْ : عَلَى رَسُولِ اللَّهِ ، وَ آمَنَهُمْ عَلَى أَصْحَابِهِ .

وَ أَفْضَلَهُمْ : مَنَاقِبَ ، وَ أَكْرَمَهُمْ سَوَابِقَ ، وَ أَرْفَعَهُمْ دَرَجَةً ، وَ أَقْرَبَهُمْ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ .

وَ أَشْبَهَهُمْ بِهِ : هَدْياً وَ خَلْقاً ، وَ سَمْتاً وَ فِعْلًا ، وَ أَشْرَفَهُمْ مَنْزِلَةً ، وَ أَكْرَمَهُمْ عَلَيْهِ .

فَجَزَاكَ اللَّهُ : عَنِ الْإِسْلَامِ ، وَ عَنْ رَسُولِهِ ، وَ عَنِ الْمُسْلِمِينَ خَيْراً .

قَوِيتَ : حِينَ ضَعُفَ أَصْحَابُهُ ، وَ بَرَزْتَ حِينَ اسْتَكَانُوا ، وَ نَهَضْتَ حِينَ وَهَنُوا .

وَ لَزِمْتَ مِنْهَاجَ : رَسُولِ اللَّهِ إِذْ هَمَّ أَصْحَابُهُ .

كُنْتَ خَلِيفَتَهُ : حَقّاً ، لَمْ تُنَازَعْ وَ لَمْ تَضْرَعْ ، بِرَغْمِ الْمُنَافِقِينَ ، وَ غَيْظِ الْكَافِرِينَ ، وَ كُرْهِ الْحَاسِدِينَ ، وَ صِغَرِ الْفَاسِقِينَ .

فَقُمْتَ بِالْأَمْرِ : حِينَ فَشِلُوا ، وَ نَطَقْتَ حِينَ تَتَعْتَعُوا ، وَ مَضَيْتَ بِنُورِ اللَّهِ إِذْ وَقَفُوا ، فَاتَّبَعُوكَ : فَهُدُوا .

وَ كُنْتَ : أَخْفَضَهُمْ صَوْتاً ، وَ أَعْلَاهُمْ قُنُوتاً ، وَ أَقَلَّهُمْ كَلَاماً ، وَ أَصْوَبَهُمْ نُطْقاً .

وَ أَكْبَرَهُمْ : رَأْياً ، وَ أَشْجَعَهُمْ قَلْباً ، وَ أَشَدَّهُمْ يَقِيناً ، وَ أَحْسَنَهُمْ عَمَلًا ، وَ أَعْرَفَهُمْ بِالْأُمُورِ .

كُنْتَ وَ اللَّهِ : يَعْسُوباً لِلدِّينِ أَوَّلًا وَ آخِراً ، الْأَوَّلَ حِينَ تَفَرَّقَ النَّاسُ ، وَ الْآخِرَ حِينَ فَشِلُوا .

كُنْتَ لِلْمُؤْمِنِينَ : أَباً رَحِيماً ،إِذْ صَارُوا عَلَيْكَ عِيَالًا ، فَحَمَلْتَ أَثْقَالَ مَا عَنْهُ ضَعُفُوا .

وَ حَفِظْتَ : مَا أَضَاعُوا ، وَ رَعَيْتَ مَا أَهْمَلُوا ، وَ شَمَّرْتَ إِذَا اجْتَمَعُوا ، وَ عَلَوْتَ إِذْ هَلِعُوا ، وَ صَبَرْتَ إِذْ أَسْرَعُوا .

وَ أَدْرَكْتَ : أَوْتَارَ مَا طَلَبُوا ، وَ نَالُوا بِكَ مَا لَمْ يَحْتَسِبُوا .

كُنْتَ : عَلَى الْكَافِرِينَ عَذَاباً صَبّاً وَ نَهْباً ، وَ لِلْمُؤْمِنِينَ عَمَداً وَ حِصْناً .

فَطِرْتَ : وَ اللَّهِ بِنَعْمَائِهَا ، وَ فُزْتَ بِحِبَائِهَا ، وَ أَحْرَزْتَ سَوَابِغَهَا ، وَ ذَهَبْتَ بِفَضَائِلِهَا .

لَمْ تُفْلَلْ حُجَّتُكَ : وَ لَمْ يَزِغْ قَلْبُكَ ، وَ لَمْ تَضْعُفْ بَصِيرَتُكَ ، وَ لَمْ تَجْبُنْ نَفْسُكَ وَ لَمْ تَخِرَّ .

كُنْتَ : كَالْجَبَلِ ، لَا تُحَرِّكُهُ الْعَوَاصِفُ .

وَ كُنْتَ : كَمَا قَالَ صلى الله عليه وآله : آمَنَ النَّاسِ فِي صُحْبَتِكَ ، وَ ذَاتِ يَدِكَ .

وَ كُنْتَ كَمَا قَالَ : ضَعِيفاً فِي بَدَنِكَ ، قَوِيّاً فِي أَمْرِ اللَّهِ ، مُتَوَاضِعاً فِي نَفْسِكَ ، عَظِيماً عِنْدَ اللَّهِ ، كَبِيراً فِي الْأَرْضِ ، جَلِيلًا عِنْدَ الْمُؤْمِنِينَ .

لَمْ يَكُنْ : لِأَحَدٍ فِيكَ مَهْمَزٌ ، وَ لَا لِقَائِلٍ فِيكَ مَغْمَزٌ ، وَ لَا لِأَحَدٍ فِيكَ مَطْمَعٌ‏ ، وَ لَا لِأَحَدٍ عِنْدَكَ هَوَادَةٌ .

الضَّعِيفُ الذَّلِيلُ : عِنْدَكَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ ، حَتَّى تَأْخُذَ لَهُ بِحَقِّهِ .

وَ الْقَوِيُّ الْعَزِيزُ : عِنْدَكَ ضَعِيفٌ ذَلِيلٌ ، حَتَّى تَأْخُذَ مِنْهُ الْحَقَّ .

وَ الْقَرِيبُ وَ الْبَعِيدُ : عِنْدَكَ فِي ذَلِكَ سَوَاءٌ .

شَأْنُكَ الْحَقُّ : وَ الصِّدْقُ وَ الرِّفْقُ ، وَ قَوْلُكَ حُكْمٌ وَ حَتْمٌ ، وَ أَمْرُكَ حِلْمٌ وَ حَزْمٌ .

وَ رَأْيُكَ : عِلْمٌ ، وَ عَزْمٌ فِيمَا فَعَلْتَ .

وَ قَدْ نَهَجَ السَّبِيلُ : وَ سَهُلَ الْعَسِيرُ ، وَ أُطْفِئَتِ النِّيرَانُ ، وَ اعْتَدَلَ بِكَ الدِّينُ ، وَ قَوِيَ بِكَ الْإِسْلَامُ .

فَظَهَرَ أَمْرُ اللَّهِ : وَ لَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ .

وَ ثَبَتَ بِكَ : الْإِسْلَامُ وَ الْمُؤْمِنُونَ ، وَ سَبَقْتَ سَبْقاً بَعِيداً ، وَ أَتْعَبْتَ مَنْ بَعْدَكَ تَعَباً شَدِيداً .

فَجَلَلْتَ : عَنِ الْبُكَاءِ ، وَ عَظُمَتْ رَزِيَّتُكَ فِي السَّمَاءِ ، وَ هَدَّتْ مُصِيبَتُكَ الْأَنَامَ .

فَإِنَّا لِلَّهِ : وَ إِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ .

رَضِينَا : عَنِ اللَّهِ قَضَاهُ ، وَ سَلَّمْنَا لِلَّهِ أَمْرَهُ .

فَوَ اللَّهِ : لَنْ يُصَابَ الْمُسْلِمُونَ بِمِثْلِكَ أَبَداً .

كُنْتَ لِلْمُؤْمِنِينَ : كَهْفاً وَ حِصْناً ، وَ قُنَّةً رَاسِياً ، وَ عَلَى الْكَافِرِينَ غِلْظَةً وَ غَيْظاً .

فَأَلْحَقَكَ اللَّهُ : بِنَبِيِّهِ ، وَ لَا أَحْرَمَنَا أَجْرَكَ ، وَ لَا أَضَلَّنَا بَعْدَكَ .

و سكت القوم : حتى انقضى كلامه ، و بكى .

و بكى : أصحاب رسول الله ، ثم طلبوه فلم يصادفوه .

الكافي ج1ص454ح4 .كمال ‏الدين ج2ص387ح3 . بحار الأنوار ج42ص304ب128ح4 .وج97ص355ب5ح1 .

وقال المجلسي رحمه الله : في بحار الأنوار بيان ( ونختصر البيان ) :

إنما أوردنا : هذا الخبر هنا ، أي في زيارة يوم الشهادة ، لأن المتكلم كان الخضر عليه السلام كما يظهر من إكمال الدين ، و قد خاطبه عليه السلام كما يظهر في هذا اليوم بهذا الكلام ، فناسب زيارته في هذا اليوم به .

و الارتجاج : الاضطراب ، و العناء : التعب ، حاطه : يحوطه حوطا و حياطة إذا حفظه و صانه و ذب عنه و توفر على مصالحه ، و الهدي : بالفتح السيرة ، و السمت : هيئة أهل الخير ، و برزت : أي إلى الجهاد ، و الاستكانة : الخضوع و التذلل ، و نهضت : أي قمت بعبادة الله و أداء حقه و ترويج دينه حين وهن و ضعف سائر الناس الصحابة في حياة الرسول و بعده ، إذ هم أصحابه : أي قصد كل منهم مسلكا مخالفا للحق لمصالح دنياهم .

لم تنازع : أي لم تكن محل النزاع لوضوح الأمر ، أو المعنى أنهم جميعا كانوا بقلوبهم يعتقدون حقيتك و خلافتك و إن أنكروا ظاهرا لأغراضهم الفاسدة .

لم تضرع : لم تذل و لم تخضع لهم ، و صغر الفاسقين : و هو الذل و الرضا به ، و فشل : كفرح كسل و ضعف و تراخى و جبن ، و التعتعة في الكلام : التردد فيه من حصر أو عي ، و أعلاهم قنوتا : أي طاعة و خضوعا ، و في نهج البلاغة و أعلاهم فوتا أي سبقا .

أولا و آخرا : يحتمل أن يكون المراد بالأول زمان الرسول ، و بالآخر بعده أو كلا منهما في كل منهما ، و يقال تشمر للأمر : إذا تهيأ ، و الهلع : أفحش الجزع .

إذ أسرعوا : أي فيما لا ينبغي الإسراع فيه ، و الأوتار : جمع وتر بالكسر و هو الجناية ، و العمد : جمع العمود.

فطرت و الله بغمائها : الغماء الداهية ، و في بعض النسخ بنعمائها ، و قوله فطرت : يمكن أن يقرأ على بناء المجهول من الفطر بمعنى الخلقة أي كنت مفطورا على البلاء و النعماء ، و يحتمل أن يكون الفاء عاطفة و الطاء مكسورة من الطيران ، أي ذهبت إلى الدرجات العلى مع الدواهي التي أصابتك من الأئمة ، أو طرت و ذهبت بنعمائهم و كراماتهم ففقدوها بعدك ، و بعضهم قرأ فطرت على بناء المجهول و تشديد الطاء من قولهم فطرت الصائم إذا أعطاه الفطور . و في نهج البلاغة فطرت و الله بعنائها و استبدت برهانها و قال بعض شراحه الضميران يعودان إلى الفضيلة فاستعار هاهنا لفظ الطيران للسبق العقلي و استعار لفظي العنان و الرهان اللذان هما من متعلقات الخيل انتهى .

له سابقة في هذا الأمر : إذا سبق الناس إليه ، و فلول السيف : كسور في حده‏ ، و الزيغ ا: لميل ، لم تخر : من الخرور و هو السقوط من علو إلى سفل و في بعض النسخ بالحاء المهملة من الحيرة و في بعضها لم تخن من الخيانة و هو أظهر .

في صحبتك و ذات يدك : أي كنت أكثر الناس أمانة في مصاحبة من صحبك لا تغش فيها ، و كذا فيما في يدك من بيت المال و غيره .

الهمز : الغيبة و الوقيعة في الناس و ذكر عيوبهم ، و الغمز : الإشارة بالعين و الحاجب ، و هو أيضا كناية عن إثبات المعايب .

قوله و لا لأحد فيك مطمع : أي طمع أن يضلك و يصرفك عن الحق .و قال الجزري لا تأخذه في الله هوادة : أي لا تسكن عند وجوب حد الله و لا يحابي فيه أحدا و الهوادة السكون ، و الرخصة و المحاباة .

قوله : فيما فعلت : في أكثر نسخ الحديث ، فأقلعت من الإقلاع و هو الكف أي كففت عن الأمور كناية عن الموت و نهج كمنع وضح .

قوله و سبقت سبقا بعيدا : أي ذهبت بالشهادة إلى الآخرة بحيث لا يمكننا اللحوق بك ، أو سبقت إلى الفضائل و الكمالات بحيث لا يمكن لأحد أن يلحقك فيها ، و كذا الفقرة الثانية تحتمل الوجهين و إن كان الأول فيها أظهر .

قوله : فجللت عن البكاء ، أي أنت أجل من أن يقضى حق مصيبتك و الجزع عليك بالبكاء ، بل بما هو أشد منه ، أو أنت أجل من أن يكون للبكاء عليك حد ، و الأول أظهر .

و الرزية : المصيبة ، و الهد : الهدم الشديد ، و القنة بالضم : الجبل أو قلته ، و الراسي : الثابت ، و قد مضى الخبر بأسانيد أخر مشروحا في أبواب شهادته صلوات الله عليه .

 

زيارة الخضر برواية الصدوق :

زيارة الخضر برواية الصدوق وفيها اختلاف يسير في بعض الكلمات عن السابقة ، زيارة أخرى لأمير المؤمنين عليه السلام تقول :

السَّلَامُ عَلَيْكَ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا حَبِيبَ اللَّهِ ، السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا صَفْوَةَ اللَّهِ .

السَّلَامُ عَلَيْكَ : يَا وَلِيَّ اللَّهِ ، السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا حُجَّةَ اللَّهِ ، السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا إِمَامَ الْهُدَى .

السَّلَامُ عَلَيْكَ : يَا عَلَمَ التُّقَى ، السَّلَامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا الْوَصِيُّ الْبَارُّ التَّقِيُّ ، السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا أَبَا الْحَسَنِ .

السَّلَامُ عَلَيْكَ : يَا عَمُودَ الدِّينِ ، وَ وَارِثَ عِلْمِ الْأَوَّلِينَ وَ الْآخِرِينَ ، وَ صَاحِبَ الْمِيسَمِ وَ الصِّرَاطِ الْمُسْتَقِيمِ .

أَشْهَدُ أَنَّكَ : قَدْ أَقَمْتَ الصَّلَاةَ ، وَ آتَيْتَ الزَّكَاةَ ، وَ أَمَرْتَ بِالْمَعْرُوفِ ، وَ نَهَيْتَ عَنِ الْمُنْكَرِ .

وَ اتَّبَعْتَ الرَّسُولَ : وَ تَلَوْتَ الْكِتَابَ حَقَّ تِلَاوَتِهِ ، وَ بَلَّغْتَ عَنِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ .

وَ وَفَيْتَ بِعَهْدِ اللَّهِ : وَ تَمَّتْ بِكَ كَلِمَاتُ اللَّهِ ، وَ جَاهَدْتَ فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ ، وَ نَصَحْتَ لِلَّهِ وَ لِرَسُولِهِ .

وَ جُدْتَ بِنَفْسِكَ : صَابِراً ، وَ مُجَاهِداً عَنْ دِينِ اللَّهِ ، مُؤْمِناً بِرَسُولِ اللَّهِ ، طَالِباً مَا عِنْدَ اللَّهِ ، رَاغِباً فِيمَا وَعَدَ اللَّهُ .

وَ مَضَيْتَ : لِلَّذِي كُنْتَ عَلَيْهِ ، شَاهِداً وَ شَهِيداً وَ مَشْهُوداً .

فَجَزَاكَ اللَّهُ : عَنْ رَسُولِهِ ، وَ عَنِ الْإِسْلَامِ وَ أَهْلِهِ ، مِنْ صِدِّيقٍ ، أَفْضَلَ الْجَزَاءِ .

كُنْتَ : أَوَّلَ الْقَوْمِ إِسْلَاماً ، وَ أَخْلَصَهُمْ إِيمَاناً ، وَ أَشَدَّهُمْ يَقَناً ، وَ أَخْوَفَهُمْ‏ لِلَّهِ .

وَ أَعْظَمَهُمْ عَنَاءً : وَ أَحْوَطَهُمْ عَلَى رَسُولِهِ ، وَ أَفْضَلَهُمْ مَنَاقِبَ ، وَ أَكْثَرَهُمْ سَوَابِقَ .

وَ أَرْفَعَهُمْ دَرَجَةً : وَ أَشْرَفَهُمْ مَنْزِلَةً ، وَ أَكْرَمَهُمْ عَلَيْهِ .

قَوِيتَ : حِينَ ضَعُفَ أَصْحَابُهُ ، وَ بَرَزْتَ حِينَ اسْتَكَانُوا ، وَ نَهَضْتَ حِينَ وَهَنُوا .

وَ لَزِمْتَ مِنْهَاجَ : رَسُولِ اللَّهِ ، كُنْتَ خَلِيفَتَهُ حَقّاً .

لَمْ تُنَازَعْ : بِرَغْمِ الْمُنَافِقِينَ ، وَ غَيْظِ الْكَافِرِينَ ، وَ كُرْهِ الْحَاسِدِينَ ، وَ ضَغَنِ الْفَاسِقِينَ .

فَقُمْتَ بِالْأَمْرِ : حِينَ فَشِلُوا ، وَ نَطَقْتَ حِينَ تَتَعْتَعُوا ، وَ مَضَيْتَ بِنُورِ اللَّهِ إِذْ وَقَفُوا .

فَمَنِ اتَّبَعَكَ : فَقَدْ هُدِيَ .

كُنْتَ : أَقَلَّهُمْ كَلَاماً ، وَ أَصْوَبَهُمْ مَنْطِقاً ، وَ أَكْثَرَهُمْ رَأْياً ، وَ أَشْجَعَهُمْ قَلْباً ، وَ أَشَدَّهُمْ يَقِيناً ، وَ أَحْسَنَهُمْ عَمَلًا ، وَ أَعْنَاهُمْ بِالْأُمُورِ .

كُنْتَ : لِلدِّينِ يَعْسُوباً ، أَوَّلًا حِينَ تَفَرَّقَ النَّاسُ ، وَ أَخِيراً حِينَ فَشِلُوا .

كُنْتَ : لِلْمُؤْمِنِينَ أَباً رَحِيماً ، إِذْ صَارُوا عَلَيْكَ عِيَالًا ، فَحَمَلْتَ أَثْقَالَ مَا عَنْهُ ضَعُفُوا ، وَ حَفِظْتَ مَا أَضَاعُوا ، وَ رَعَيْتَ مَا أَهْمَلُوا ، وَ شَمَّرْتَ إِذَا اجْتَمَعُوا ، وَ شَهِدْتَ إِذْ جَمَعُوا ، وَ عَلَوْتَ إِذْ هَلِعُوا ، وَ صَبَرْتَ إِذْ جَزِعُوا .

كُنْتَ : عَلَى الْكَافِرِينَ عَذَاباً صَبّاً ، وَ لِلْمُؤْمِنِينَ غَيْثاً وَ خِصْباً ، لَمْ تُفْلَلْ حُجَّتُكَ ، وَ لَمْ يَزِغْ قَلْبُكَ ، وَ لَمْ تَضْعُفْ بَصِيرَتُكَ ، وَ لَمْ تَجْبُنْ نَفْسُكَ ، وَ لَمْ تَهِنْ .

كُنْتَ : كَالْجَبَلِ لَا تُحَرِّكُهُ الْعَوَاصِفُ ، وَ لَا تُزِيلُهُ الْقَوَاصِفُ .

وَ كُنْتَ : كَمَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وآله ،: ضَعِيفاً فِي بَدَنِكَ ، قَوِيّاً فِي أَمْرِ اللَّهِ ، مُتَوَاضِعاً فِي نَفْسِكَ ، عَظِيماً عِنْدَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ ، كَبِيراً فِي الْأَرْضِ ، جَلِيلًا عِنْدَ الْمُؤْمِنِينَ ، لَمْ يَكُنْ لِأَحَدٍ فِيكَ مَهْمَزٌ ، وَ لَا لِقَائِلٍ فِيكَ مَغْمَزٌ ، وَ لَا لِأَحَدٍ فِيكَ مَطْمَعٌ ، وَ لَا لِأَحَدٍ عِنْدَكَ هَوَادَةٌ .

الضَّعِيفُ الذَّلِيلُ‏ : عِنْدَكَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ ، حَتَّى تَأْخُذَ بِحَقِّهِ ، وَ الْقَوِيُّ الْعَزِيزُ عِنْدَكَ ضَعِيفٌ ذَلِيلٌ ، حَتَّى تَأْخُذَ مِنْهُ الْحَقَّ ، وَ الْقَرِيبُ وَ الْبَعِيدُ عِنْدَكَ فِي ذَلِكَ سَوَاءٌ .

شَأْنُكَ الْحَقُّ : وَ الصِّدْقُ وَ الرِّفْقُ ، وَ قَوْلُكَ حُكْمٌ وَ حَتْمٌ ، وَ أَمْرُكَ حِلْمٌ وَ حَزْمٌ ، وَ رَأْيُكَ عِلْمٌ وَ عَزْمٌ .

اعْتَدَلَ بِكَ الدِّينُ : وَ سَهُلَ بِكَ الْعَسِيرُ ، وَ أُطْفِئَتْ بِكَ النِّيرَانُ ، وَ قَوِيَ بِكَ الْإِيمَانُ ، وَ ثَبَتَ بِكَ الْإِسْلَامُ وَ الْمُؤْمِنُونَ .

سَبَقْتَ : سَبْقاً بَعِيداً ، وَ أَتْعَبْتَ مَنْ بَعْدَكَ تَعَباً شَدِيداً ، فَجَلَلْتَ عَنِ النَّكَالِ ، وَ عَظُمَتْ رَزِيَّتُكَ فِي السَّمَاءِ ، وَ هَدَّتْ مُصِيبَتُكَ الْأَنَامَ ، فَإِنَّا لِلَّهِ وَ إِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ .

رَضِينَا : عَنِ اللَّهِ قَضَاءَهُ ، وَ سَلَّمْنَا لِلَّهِ أَمْرَهُ .

فَوَ اللَّهِ : لَنْ يُصَابَ الْمُسْلِمُونَ بِمِثْلِكَ أَبَداً ، كُنْتَ لِلْمُؤْمِنِينَ كَهْفاً وَ حِصْناً ، وَ عَلَى الْكَافِرِينَ غِلْظَةً وَ غَيْظاً .

فَأَلْحَقَكَ اللَّهُ : بِنَبِيِّهِ ، وَ لَا حَرَمَنَا أَجْرَكَ ، وَ لَا أَضَلَّنَا بَعْدَكَ ، وَ السَّلَامُ عَلَيْكَ وَ رَحْمَةُ اللَّهِ وَ بَرَكَاتُهُ .

و تصلي عنده : ست ركعات ، تسلم في كل ركعتين ، لأن في قبره عظام آدم ، و جسد نوح ، و أمير المؤمنين عليهم السلام .

فمن زار قبره : فقد زار آدم و نوحا و أمير المؤمنين ، فتصلي لكل زيارة ركعتين .

من لا يحضره ‏الفقيه ج2ص592ح3199.

زيارة أمين الله :

إنا لله وإنا إليه راجعون : وعظم الله أجوركم بمصبنا بأمير المؤمنين وسيد الوصيين وأخ سيد المرسلين وخليفته بالحق علي بن أبي طالب عليه السلام ، وتقبل أعمالكم في ليالي القدر المباركة وأسألكم الدعاء والزيارة .

وبعد إن أقمتم : مراسم أدعية ليلة القدر وأعمالها ، ورثيتم أمير المؤمنين وأظهرتم الحزن والأسى على ما حل بخير خلق الله بعد رسول الله ، أقدم لكم زيارة :

زيارة أمين الله : وهي في غاية الاعتبار مروية في جميع كتب الزيارات والمصباح ، وقال المجلسي رحمه الله أنها أحسن الزيارات متنا وسندا ، وينبغي المواظبة عليها في جميع الروضات المقدسة ، وهي كما روي بإسناد معتبرة عن جابر عن الباقر عليه السلام : أنه زار الإمام زين العابدين ( علي ابن الحسين ) عليه السلام أمير المؤمنين عليه السلام ، فوقف عند القبر وبكى وقال :

الزيارة المعروفة بأمين الله :

نقول : أزور سيدي ومولاي أمير المؤمنين وسيد الموحدين علي ابن طالب عليهما السلام أصالة عن نفس وبالنيابة عن والدي ووالد والدي وأصدقائي وجيراني وكل من سألني الدعاء والزيارة :

بسم الله الرحمن الرحيم

 الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين :

السلامُ عَليكَ : يا أمينَ اللهِ في أرضهِ ، وحُجّتهُ على عبادِهِ .

السَلامُ عَليكَ : يا أميرَ المؤمنينَ .

  أشهدُ أنكَ : جاهدتَ في اللهِ حقَّ جهادِهِ ، وعَمِلتَ بِكِتابِهِ ، واتَّبَعتَ سُنَنَ نَبِيهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وآلِهِ .

 

حَتّى دَعاكَ اللهُ : إلى جِوارِهِ .

  فَقَبَضَكَ إليهِ : بِاختِيارِهِ .

وألزَمَ : أعدائَكَ الحجُةَ ، مَعَ ما لَكَ مِنَ الحُجج البالِغةِ على جَميعِ خَلقِهِ .

 

اللهُمَّ : فأجعل نَفسي ، مُطمئنةً بقدركَ ، راضيةً بقِضائكَ ، مولعةً بذِكركَ ودُعائكَ .

مُحِبةً : لِصَفوةِ أوليائِكَ ، مَحبُوبةً في أرضكَ وَسَمائك .

صابرةً : على نُزولِ بَلائكَ ، شاكِرةً لفَواضِلِ نَعمائكَ .

ذاكرةً : لِسوابغِ آلائكَ ، مُشتاقةً إلى فرحةِ لِقائكَ .

مُتزوِدةً : التقوى لِيوَمِ جزائكَ ، مُستنةً بسننِ أوليكَ ، مُفارِقَةً لأخلاقِ أعدائكَ ، مَشغولةً عَنِ الدُنيا بحمدكِ وثنائكَ .

 

اللهمَّ : إنَّ قلوُبَ المُخبِتينَ إليكَ والِهةٌ ، وَسُبُلَ الراغبينَ إليكَ شارِعة .

وأعلامَ : القاصِدينَ إليكَ واضِحةٌ ، وأفئدةَ العارِفينَ مِنكَ فارغةٌ .

وأصواتَ : الداعينَ إليكَ صاعِدةٌ ، وأبوابَ الإجابةِ لهم مُفتّحةٌ .

ودَعوةَ : مَن ناجاكَ مُستجابةٌ ، وتوبَة مَن أنابَ إليكَ مقبولةٌ .

و عبرةَ : مَن بكى مِن خَوفكَ مَرحومةٌ ، والإغاثةَ لِمن استغاثَ بكَ موجودةٌ .

والإعانةَ : لِمن استعانَ بكَ مبذولةٌ ، وعداتِكَ لعبادِكَ مُنجزةٌ .

وَزَلَلَ : مَن استقالَكَ مُقالةٌ ، وَأعمالَ العامِلينَ لدَيكَ محفُوظةٌ .

وأرزاقَكَ : إلى الخلائقِ من لدُنكَ نازِلةٌ ، وَعوائِدَ المزيدِ إليهُم واصِلةٌ .

وذنُوبَ : المُستغفرينَ مغفورةٌ ، وحوائجَ خَلقِكَ عِندكَ مَقضيّةٌ .

وَجوائز : السائلينَ عِندَكَ مُوفورةٌ ، وعَوائدَ المزيد متواترةٌ .

ومَوائد : المُستطعمينَ مُعدة ، ومَناهِلَ الظمآءِ مُترعةٌ .

 

اللّهُمَّ : فاستجِب دُعائي ، واقبل ثنائي ، وأجمع بيني وبينَ أوليائي .

بحق : مُحمدٍ وعليٍ ، وفاطمةَ والحسنِ والحسين .

إنك : وليّ نعمائي ، ومُنتهى مُناي .

وغايَة : رَجائي في مُنقلَبي وَمَثوايَ .

أنتَ إلهي : وَسيدي ومولاي .

أغفر : لأوليائِنا ، وكُف عنا أعدائنا ، واشغلهم عن أذانا .

واظهِر : كَلمةَ الحق واجعلهَا العُليا ، وادحِض كلمةَ الباطِل واجعَلها السُفلى .

إنكَ : على كلِّ شيءٍ قديرٌ .

ثم قال الباقر عليه السلام : ما قال هذا الكلام ولادعي به أحد من شيعتنا عند قبر أمير المؤمنين عليه السلام ، أو عند قبر أحد من الأئمة عليهم السلام .

إلا رفع دعاءه : في درج من نور ، وطبع عليه بخاتم محمد صلى الله عليه وآله ، وكان محفوظاً كذلك .

حتى يسلم : إلى قائم آل محمد عليهم السلام ، فيلقى صاحبه بالبشرى والتحية والكرامة إن شاء الله تعالى .

 

فسلام الله عليه يوم ولد في بيت الله في الكعبة ، وحينما كان بابه مفتح لبيت الله في مسجد النبي بعد أن سدت الأبواب كلها إلا بابه وباب رسول الله ، وحين أستشهد في بيت الله في محراب العبادة ، ويوم يبعثه الله حيا حتى يسقينا من حوضه وبيده الكريمة

 فسلام الله أبدا ما دامت السماوات والأرضين على باب علم الله ورسوله ، وميزان الأعمال ، ومعرفنا الهدي إلى الله ذو العزة والجلال وعظمة توحيده

 وأقدم لكم صحيفة ذكر علي عباده ومحاورة ذكر علي عبادة وأسأل الله لكم قبول الطاعات والثبات على ولايته .

زيارة للإمام مفصلة :

وقال الصدوق رحمه الله زيارة قبر أمير المؤمنين عليه السلام :

إذا أتيت الغري : بظهر الكوفة ، فاغتسل و امش على سكون و وقار .

حتى تأتي : أمير المؤمنين عليه السلام ، فتستقبله بوجهك ، و تقول :

السَّلَامُ عَلَيْكَ : يَا وَلِيَّ اللَّهِ‏ ، أَنْتَ أَوَّلُ مَظْلُومٍ ، وَ أَوَّلُ مَنْ غُصِبَ حَقُّهُ ، صَبَرْتَ وَ احْتَسَبْتَ حَتَّى أَتَاكَ الْيَقِينُ .

وَ أَشْهَدُ أَنَّكَ : لَقِيتَ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ ، وَ أَنْتَ شَهِيدٌ .

عَذَّبَ اللَّهُ : قَاتِلَكَ بِأَنْوَاعِ الْعَذَابِ ، وَ جَدَّدَ عَلَيْهِ الْعَذَابَ .

جِئْتُكَ : عَارِفاً بِحَقِّكَ ، مُسْتَبْصِراً بِشَأْنِكَ ، مُعَادِياً لِأَعْدَائِكَ ، وَ مَنْ ظَلَمَكَ .

أَلْقَى : عَلَى ذَلِكَ رَبِّي إِنْ شَاءَ اللَّهُ .

إِنَّ لِي : ذُنُوباً كَثِيرَةً ، فَاشْفَعْ لِي عِنْدَ رَبِّكَ .

فَإِنَّ لَكَ : عِنْدَ اللَّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى مَقَاماً مَعْلُوماً .

وَ إِنَّ لَكَ : عِنْدَ اللَّهِ جَاهاً وَ شَفَاعَةً .

وَ قَدْ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ : { وَ لا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضى‏ } .

و تقول عند أمير المؤمنين عليه السلام أيضا :

الْحَمْدُ لِلَّهِ : الَّذِي أَكْرَمَنِي بِمَعْرِفَتِهِ ، وَ مَعْرِفَةِ رَسُولِهِ ، وَ مَنْ فَرَضَ طَاعَتَهُ ، رَحْمَةً مِنْهُ لِي ، وَ تَطَوُّلًا مِنْهُ عَلَيَّ ، وَ مَنَّ عَلَيَّ بِالْإِيمَانِ .

الْحَمْدُ لِلَّهِ : الَّذِي سَيَّرَنِي فِي بِلَادِهِ ، وَ حَمَلَنِي عَلَى دَوَابِّهِ ، وَ طَوَى لِيَ الْبَعِيدَ ، وَ دَفَعَ عَنِّيَ الْمَكْرُوهَ ، حَتَّى أَدْخَلَنِي حَرَمَ أَخِي نَبِيِّهِ ، وَ أَرَانِيهِ فِي عَافِيَةٍ .

الْحَمْدُ لِلَّهِ : الَّذِي جَعَلَنِي مِنْ زُوَّارِ قَبْرِ وَصِيِّ رَسُولِهِ .

الْحَمْدُ لِلَّهِ : الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَ مَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْ لَا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ .

أَشْهَدُ : أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ .

وَ أَشْهَدُ : أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَ رَسُولُهُ ، جَاءَ بِالْحَقِّ مِنْ عِنْدِهِ .

وَ أَشْهَدُ : أَنَّ عَلِيّاً عَبْدُ اللَّهِ ، وَ أَخُو رَسُولِهِ .

اللَّهُمَّ : عَبْدُكَ وَ زَائِرُكَ ، مُتَقَرِّبٌ إِلَيْكَ بِزِيَارَةِ قَبْرِ أَخِي رَسُولِكَ ، وَ عَلَى كُلِّ مَأْتِيٍّ حَقٌّ لِمَنْ أَتَاهُ وَ زَارَهُ ، وَ أَنْتَ خَيْرُ مَأْتِيٍّ وَ أَكْرَمُ مَزُورٍ .

فَأَسْأَلُكَ : يَا اللَّهُ ، يَا رَحْمَانُ يَا رَحِيمُ يَا جَوَادُ ، يَا أَحَدُ يَا صَمَدُ ، يَا مَنْ لَمْ يَلِدْ وَ لَمْ يُولَدْ وَ لَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ ..

أَنْ تُصَلِّيَ : عَلَى مُحَمَّدٍ وَ أَهْلِ بَيْتِهِ ، وَ أَنْ تَجْعَلَ تُحْفَتَكَ إِيَّايَ مِنْ زِيَارَتِي فِي مَوْقِفِي هَذَا ، فَكَاكَ رَقَبَتِي مِنَ النَّارِ ، وَ اجْعَلْنِي مِمَّنْ يُسَارِعُ فِي الْخَيْرَاتِ ، وَ يَدْعُوكَ رَغَباً وَ رَهَباً ، وَ اجْعَلْنِي مِنَ الْخَاشِعِينَ .

اللَّهُمَّ : إِنَّكَ بَشَّرْتَنِي عَلَى لِسَانِ نَبِيِّكَ ، صَلَوَاتُكَ عَلَيْهِ وَ آلِهِ .

فَقُلْتَ : { فَبَشِّرْ عِبادِ الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ } .

وَ قُلْتَ : { وَ بَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا أَنَّ لَهُمْ قَدَمَ صِدْقٍ عِنْدَ رَبِّهِمْ }.

اللَّهُمَّ : وَ إِنِّي بِكَ مُؤْمِنٌ ، وَ بِجَمِيعِ أَنْبِيَائِكَ ، فَلَا تَقِفْنِي بَعْدَ مَعْرِفَتِهِمْ مَوْقِفاً تَفْضَحُنِي بِهِ عَلَى رُءُوسِ الْخَلَائِقِ ، بَلْ قِفْنِي مَعَهُمْ ، وَ تَوَفَّنِي عَلَى التَّصْدِيقِ بِهِمْ ، فَإِنَّهُمْ عَبِيدُكَ وَ أَنْتَ خَصَصْتَهُمْ بِكَرَامَتِكَ ، وَ أَمَرْتَنِي بِاتِّبَاعِهِمْ .

ثم تدنو من القبر و تقول :

السَّلَامُ : مِنَ اللَّهِ السَّلَامُ عَلَى مُحَمَّدٍ أَمِينِ اللَّهِ ، وَ عَلَى رَسُولِهِ وَ عَزَائِمِ أَمْرِهِ ، وَ مَعْدِنِ الْوَحْيِ وَ التَّنْزِيلِ ، الْخَاتَمِ لِمَا سَبَقَ ، وَ الْفَاتِحِ لِمَا اسْتَقْبَلَ ، وَ الْمُهَيْمِنِ عَلَى ذَلِكَ كُلِّهِ ، وَ الشَّاهِدِ عَلَى خَلْقِهِ ، وَ السِّرَاجِ الْمُنِيرِ ، وَ السَّلَامُ عَلَيْهِ وَ رَحْمَةُ اللَّهِ وَ بَرَكَاتُهُ .

اللَّهُمَّ : صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ أَهْلِ بَيْتِهِ الْمَظْلُومِينَ ، أَفْضَلَ وَ أَكْمَلَ ، وَ أَرْفَعَ وَ أَشْرَفَ ، مَا صَلَّيْتَ عَلَى أَحَدٍ مِنْ أَنْبِيَائِكَ وَ رُسُلِكَ وَ أَصْفِيَائِكَ .

اللَّهُمَّ : صَلِّ عَلَى عَلِيٍّ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَبْدِكَ ، وَ خَيْرِ خَلْقِكَ بَعْدَ نَبِيِّكَ ، وَ أَخِي رَسُولِكَ ، وَ وَصِيِّ رَسُولِكَ ، الَّذِي انْتَجَبْتَهُ مِنْ خَلْقِكَ ، وَ الدَّلِيلِ عَلَى مَنْ بَعَثْتَهُ بِرِسَالَاتِكَ ، وَ دَيَّانِ الدِّينِ بِعَدْلِكَ وَ فَصْلِ قَضَائِكَ بَيْنَ خَلْقِكَ ، وَ السَّلَامُ عَلَيْهِ وَ رَحْمَةُ اللَّهِ وَ بَرَكَاتُهُ .

اللَّهُمَّ : صَلِّ عَلَى الْأَئِمَّةِ مِنْ وُلْدِهِ ، الْقَوَّامِينَ بِأَمْرِكَ مِنْ بَعْدِهِ ، الْمُطَهَّرِينَ ، الَّذِينَ ارْتَضَيْتَهُمْ أَنْصَاراً لِدِينِكَ ، وَ حَفَظَةً لِسِرِّكَ ، وَ شُهَدَاءَ عَلَى خَلْقِكَ ، وَ أَعْلَاماً لِعِبَادِكَ .

و تصلي عليهم ما استطعت .

و تقول :

السَّلَامُ : عَلَى الْأَئِمَّةِ الْمُسْتَوْدَعِينَ ، السَّلَامُ عَلَى خَالِصَةِ اللَّهِ مِنْ خَلْقِهِ ، السَّلَامُ عَلَى الْأَئِمَّةِ الْمُتَوَسِّمِينَ .

لسَّلَامُ : عَلَى الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ قَامُوا بِأَمْرِكَ ، وَ وَازَرُوا أَوْلِيَاءَ اللَّهِ ، وَ خَافُوا لِخَوْفِهِمْ .

السَّلَامُ : عَلَى مَلَائِكَةِ اللَّهِ الْمُقَرَّبِينَ .

ثم تقول :

السَّلَامُ عَلَيْكَ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ وَ رَحْمَةُ اللَّهِ وَ بَرَكَاتُهُ ، السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا حَبِيبَ اللَّهِ ، السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا صَفْوَةَ اللَّهِ ، السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا وَلِيَّ اللَّهِ ، السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا حُجَّةَ اللَّهِ ؟

 السَّلَامُ عَلَيْكَ : يَا عَمُودَ الدِّينِ ، وَ وَارِثَ عِلْمِ الْأَوَّلِينَ وَ الْآخِرِينَ ، وَ صَاحِبَ الْمِيسَمِ وَ الصِّرَاطِ الْمُسْتَقِيمِ .

أَشْهَدُ أَنَّكَ : قَدْ أَقَمْتَ الصَّلَاةَ ، وَ آتَيْتَ الزَّكَاةَ ، وَ أَمَرْتَ بِالْمَعْرُوفِ ، وَ نَهَيْتَ عَنِ الْمُنْكَرِ ، وَ اتَّبَعْتَ الرَّسُولَ ، وَ تَلَوْتَ الْكِتَابَ حَقَّ تِلَاوَتِهِ ، وَ جَاهَدْتَ فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ ، وَ نَصَحْتَ لِلَّهِ وَ لِرَسُولِهِ .

وَ جُدْتَ بِنَفْسِكَ : صَابِراً مُحْتَسِباً ، وَ مُجَاهِداً عَنْ دِينِ اللَّهِ ، مُوقِياً لِرَسُولِهِ ، طَالِباً مَا عِنْدَ اللَّهِ ، وَ رَاغِباً فِيمَا وَعَدَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ .

وَ مَضَيْتَ : لِلَّذِي كُنْتَ عَلَيْهِ ، شَهِيداً ، وَ شَاهِداً ، وَ مَشْهُوداً .

فَجَزَاكَ اللَّهُ : عَنْ رَسُولِهِ ، وَ عَنِ الْإِسْلَامِ وَ أَهْلِهِ ، أَفْضَلَ الْجَزَاءِ .

وَ لَعَنَ اللَّهُ : مَنْ قَتَلَكَ ، وَ لَعَنَ اللَّهُ مَنْ خَالَفَكَ ، وَ لَعَنَ اللَّهُ مَنِ افْتَرَى عَلَيْكَ وَ ظَلَمَكَ ، وَ لَعَنَ اللَّهُ مَنْ غَصَبَكَ ، وَ مَنْ بَلَغَهُ ذَلِكَ فَرَضِيَ بِهِ ، أَنَا إِلَى اللَّهِ مِنْهُمْ بَرِي‏ءٌ .

لَعَنَ اللَّهُ : أُمَّةً خَالَفَتْكَ ، وَ أُمَّةً جَحَدَتْكَ ، وَ جَحَدَتْ وَلَايَتَكَ ، وَ أُمَّةً تَظَاهَرَتْ عَلَيْكَ ، وَ أُمَّةً قَتَلَتْكَ ، وَ أُمَّةً حَادَتْ عَنْكَ وَ خَذَلَتْكَ .

الْحَمْدُ لِلَّهِ : الَّذِي جَعَلَ النَّارَ مَثْوَاهُمْ ، وَ بِئْسَ الْوِرْدُ الْمَوْرُودُ ، وَ بِئْسَ وِرْدُ الْوَارِدِينَ ، وَ بِئْسَ الدَّرْكُ الْمُدْرَكُ .

اللَّهُمَّ الْعَنْ : قَتَلَةَ أَنْبِيَائِكَ ، وَ قَتَلَةَ أَوْصِيَاءِ أَنْبِيَائِكَ ، بِجَمِيعِ لَعَنَاتِكَ ، وَ أَصْلِهِمْ حَرَّ نَارِكَ .

اللَّهُمَّ : الْعَنِ الْجَوَابِيتَ وَ الطَّوَاغِيتَ ، وَ الْفَرَاعِنَةَ ، وَ اللَّاتَ وَ الْعُزَّى وَ الْجِبْتَ ، وَ كُلَّ نِدٍّ يُدْعَى مِنْ دُونِ اللَّهِ ، وَ كُلَّ مُفْتَرٍ .

اللَّهُمَّ الْعَنْهُمْ : وَ أَشْيَاعَهُمْ وَ أَتْبَاعَهُمْ ، وَ أَوْلِيَاءَهُمْ وَ أَعْوَانَهُمْ ، وَ مُحِبِّيهِمْ ، لَعْناً كَثِيراً .

اللَّهُمَّ الْعَنْ : قَتَلَةَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ، اللَّهُمَّ الْعَنْ قَتَلَةَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ، اللَّهُمَّ الْعَنْ قَتَلَةَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ .

اللَّهُمَّ الْعَنْ : قَتَلَةَ الْحَسَنِ وَ الْحُسَيْنِ ، اللَّهُمَّ الْعَنْ قَتَلَةَ الْحَسَنِ وَ الْحُسَيْنِ ، اللَّهُمَّ الْعَنْ قَتَلَةَ الْحَسَنِ وَ الْحُسَيْنِ .

اللَّهُمَّ الْعَنْ : قَتَلَةَ الْأَئِمَّةِ ، اللَّهُمَّ الْعَنْ قَتَلَةَ الْأَئِمَّةِ ، اللَّهُمَّ الْعَنْ قَتَلَةَ الْأَئِمَّةِ .

اللَّهُمَّ : عَذِّبْهُمْ عَذَاباً لَا تُعَذِّبُهُ أَحَداً مِنَ الْعَالَمِينَ ، وَ ضَاعِفْ عَلَيْهِمْ عَذَابَكَ ، كَمَا شَاقُّوا وُلَاةَ أَمْرِكَ ، وَ أَعِدَّ لَهُمْ عَذَاباً لَمْ تُحِلَّهُ بِأَحَدٍ مِنْ خَلْقِكَ .

اللَّهُمَّ : وَ أَدْخِلْ عَلَى قَتَلَةِ أَنْصَارِ رَسُولِكَ ، وَ قَتَلَةِ أَنْصَارِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ، وَ عَلَى قَتَلَةِ أَنْصَارِ الْحَسَنِ وَ الْحُسَيْنِ ، وَ عَلَى قَتَلَةِ مَنْ قُتِلَ فِي وَلَايَةِ آلِ مُحَمَّدٍ أَجْمَعِينَ ، عَذَاباً مُضَاعَفاً فِي أَسْفَلِ دَرْكٍ مِنَ الْجَحِيمِ ، لَا يُخَفَّفُ‏ عَنْهُمْ مِنْ عَذَابِهَا ، وَ هُمْ فِيهَا مُبْلِسُونَ مَلْعُونُونَ ، نَاكِسُو رُءُوسِهِمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ ، قَدْ عَايَنُوا النَّدَامَةَ وَ الْخِزْيَ الطَّوِيلَ ، لِقَتْلِهِمْ عِتْرَةَ أَنْبِيَائِكَ وَ رُسُلِكَ ، وَ أَتْبَاعَهُمْ مِنْ عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ .

اللَّهُمَّ الْعَنْهُمْ : فِي مُسْتَسِرِّ السِّرِّ ، وَ ظَاهِرِ الْعَلَانِيَةِ ، فِي سَمَائِكَ وَ أَرْضِكَ .

اللَّهُمَّ : اجْعَلْ لِي لِسَانَ صِدْقٍ فِي أَوْلِيَائِكَ ، وَ أَحْبِبْ إِلَيَّ مُسْتَقَرَّهُمْ وَ مَشَاهِدَهُمْ ، حَتَّى تُلْحِقَنِي بِهِمْ ، وَ تَجْعَلَنِي لَهُمْ تَبَعاً فِي الدُّنْيَا وَ الْآخِرَةِ ، يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ .

ثم اجلس عند رأسه و قل :

سَلَامُ اللَّهِ : وَ سَلَامُ مَلَائِكَتِهِ الْمُقَرَّبِينَ ، وَ الْمُسَلِّمِينَ لَكَ بِقُلُوبِهِمُ ، النَّاطِقِينَ بِفَضْلِكَ ، الشَّاهِدِينَ عَلَى أَنَّكَ صَادِقٌ أَمِينٌ صِدِّيقٌ ، عَلَيْكَ يَا مَوْلَايَ .

صَلَّى اللَّهُ : عَلَى رُوحِكَ وَ بَدَنِكَ .

وَ أَشْهَدُ أَنَّكَ : طُهْرٌ طَاهِرٌ مُطَهَّرٌ ، مِنْ طُهْرٍ طَاهِرٍ مُطَهَّرٍ .

أَشْهَدُ لَكَ : يَا وَلِيَّ اللَّهِ وَ وَلِيَّ رَسُولِهِ ، بِالْبَلَاغِ وَ الْأَدَاءِ .

أَشْهَدُ أَنَّكَ : جَنْبُ اللَّهِ ، وَ أَنَّكَ بَابُ اللَّهِ ، وَ أَنَّكَ وَجْهُ اللَّهِ الَّذِي يُؤْتَى مِنْهُ ، وَ أَنَّكَ سَبِيلُ اللَّهِ ، وَ أَنَّكَ عَبْدُ اللَّهِ وَ أَخُو رَسُولِ اللَّهِ .

أَتَيْتُكَ : وَافِداً لِعَظِيمِ حَالِكَ ، وَ مَنْزِلَتِكَ عِنْدَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ ، وَ عِنْدَ رَسُولِهِ .

أَتَيْتُكَ : مُتَقَرِّباً إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ بِزِيَارَتِكَ ، فِي خَلَاصِ نَفْسِي ، مُتَعَوِّذاً بِكَ مِنْ نَارٍ اسْتَحَقَّهَا مِثْلِي ، بِمَا جَنَيْتُ عَلَى نَفْسِي .

أَتَيْتُكَ : انْقِطَاعاً إِلَيْكَ ، وَ إِلَى وَلِيِّكَ الْخَلَفِ مِنْ بَعْدِكَ ، عَلَى بَرَكَةِ الْحَقِّ .

فَقَلْبِي لَكُمْ : مُسَلِّمٌ ، وَ أَمْرِي لَكُمْ مُتَّبِعٌ ، وَ نُصْرَتِي لَكُمْ مُعَدَّةٌ ، وَ أَنَا عَبْدُ اللَّهِ ، وَ مَوْلَاكَ فِي طَاعَتِكَ الْوَافِدُ إِلَيْكَ ، أَلْتَمِسُ بِذَلِكَ كَمَالَ الْمَنْزِلَةِ عِنْدَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ .

وَ أَنْتَ : مِمَّنْ أَمَرَنِي اللَّهُ بِصِلَتِهِ ، وَ حَثَّنِي عَلَى بِرِّهِ ، وَ دَلَّنِي عَلَى فَضْلِهِ ، وَ هَدَانِي لِحُبِّهِ ، وَ رَغَّبَنِي فِي الْوِفَادَةِ إِلَيْهِ ، وَ أَلْهَمَنِي طَلَبَ الْحَوَائِجِ عِنْدَهُ .

أَنْتُمْ : أَهْلُ بَيْتٍ ، يَسْعَدُ مَنْ تَوَلَّاكُمْ ، وَ لَا يَخِيبُ مَنْ أَتَاكُمْ ، وَ لَا يَخْسَرُ مَنْ يَهْوَاكُمْ ، وَ لَا يَسْعَدُ مَنْ عَادَاكُمْ ، وَ لَا أَجِدُ أَحَداً أَفْزَعُ إِلَيْهِ خَيْراً لِي مِنْكُمْ .

أَنْتُمْ : أَهْلُ بَيْتِ الرَّحْمَةِ ، وَ دَعَائِمُ الدِّينِ ، وَ أَرْكَانُ الْأَرْضِ ، وَ الشَّجَرَةُ الطَّيِّبَةُ .

اللَّهُمَّ : لَا تُخَيِّبْ تَوَجُّهِي إِلَيْكَ ، بِرَسُولِكَ وَ آلِ رَسُولِكَ ، وَ اسْتِشْفَاعِي بِهِمْ .

اللَّهُمَّ : أَنْتَ مَنَنْتَ عَلَيَّ بِزِيَارَةِ مَوْلَايَ ، وَ وَلَايَتِهِ وَ مَعْرِفَتِهِ ، فَاجْعَلْنِي مِمَّنْ يَنْصُرُهُ وَ يَنْتَصِرُ بِهِ ، وَ مُنَّ عَلَيَّ بِنَصْرِكَ لِدِينِكَ فِي الدُّنْيَا وَ الْآخِرَةِ .

اللَّهُمَّ : إِنِّي أَحْيَا عَلَى مَا حَيِيَ عَلَيْهِ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ ، وَ أَمُوتُ عَلَى مَا مَاتَ عَلَيْهِ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ .

و إذا أردت أن تودعه فقل :

السَّلَامُ عَلَيْكَ : وَ رَحْمَةُ اللَّهِ وَ بَرَكَاتُهُ ، أَسْتَوْدِعُكَ اللَّهَ وَ أَسْتَرْعِيكَ ، وَ أَقْرَأُ عَلَيْكَ السَّلَامَ .

آمَنَّا بِاللَّهِ : وَ بِالرَّسُولِ ، وَ بِمَا جَاءَتْ بِهِ ، وَ دَلَّتْ عَلَيْهِ ، فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ .

أَشْهَدُ فِي مَمَاتِي : عَلَى مَا شَهِدْتُ عَلَيْهِ فِي حَيَاتِي .

أَشْهَدُ : أَنَّكُمُ الْأَئِمَّةُ ، وَاحِداً بَعْدَ وَاحِدٍ .

وَ أَشْهَدُ : أَنَّ مَنْ قَتَلَكُمْ وَ حَارَبَكُمْ مُشْرِكُونَ ، وَ مَنْ رَدَّ عَلَيْكُمْ فِي أَسْفَلِ دَرْكٍ مِنَ الْجَحِيمِ .

وَ أَشْهَدُ : أَنَّ مَنْ حَارَبَكُمْ لَنَا أَعْدَاءُ ، وَ نَحْنُ مِنْهُمْ بُرَآءُ ، وَ أَنَّهُمْ حِزْبُ الشَّيْطَانِ .

اللَّهُمَّ : إِنِّي أَسْأَلُكَ بَعْدَ الصَّلَاةِ وَ التَّسْلِيمِ ، أَنْ تُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ ، محمد نبي الرحمة وعلي أمير المؤمنين ، والحسن والحسين ، وعلي بن الحسين ، ومحمد بن علي ، وجعفر بن محمد ، وموسى بن جعفر ، وعلي بن موسى ، ومحمد بن علي ، وعلي بن محمد ، والحسن بن علي ، والحجة المهدي عليهم السلام .

وَ لَا تَجْعَلْهُ : آخِرَ الْعَهْدِ مِنْ زِيَارَتِهِ ، فَإِنْ جَعَلْتَهُ فَاحْشُرْنِي مَعَ هَؤُلَاءِ الْأَئِمَّةِ المُسَمَّيْنَ .

اللَّهُمَّ : وَ ثَبِّتْ قُلُوبَنَا بِالطَّاعَةِ ، وَ الْمُنَاصَحَةِ وَ الْمَحَبَّةِ ، وَ حُسْنِ الْمُؤَازَرَةِ وَ التَّسْلِيمِ .

و سبح تسبيح الزهراء فاطمة عليه السلام ، و هو :

سُبْحَانَ : ذِي الْجَلَالِ الْبَاذِخِ الْعَظِيمِ .

سُبْحَانَ : ذِي الْعِزِّ الشَّامِخِ الْمُنِيفِ .

سُبْحَانَ : ذِي الْمُلْكِ الْفَاخِرِ الْقَدِيمِ .

سُبْحَانَ : ذِي الْبَهْجَةِ وَ الْجَمَالِ .

سُبْحَانَ : مَنْ تَرَدَّى بِالنُّورِ وَ الْوَقَارِ .

سُبْحَانَ : مَنْ يَرَى أَثَرَ النَّمْلِ فِي الصَّفَا ، وَ وَقْعَ الطَّيْرِ فِي الْهَوَاءِ .

من لا يحضره ‏الفقيه ج2ص586ح3196 ح3197 ، 3198 .

الدعاء عند الإمام :

ذكر في التهذيب : بسنده عن يونس بن ظبيان قال‏ : أتيت أبا عبد الله عليه السلام ، حيث قدم الحيرة ، و ذكر حديثا حدثناه ، إلا أنه يقول إنه سار معه حتى انتهى إلى المكان الذي أراد .

فقال عليه السلام : يا يونس اقرن دابتك ، فقرنت بينهما .

ثم رفع يده : فدعا دعاء خفيا لا أفهمه ، ثم استفتح الصلاة ، فقرأ فيها سورتين خفيفتين يجهر فيهما ، و فعلت كما فعل ، ثم دعا عليه السلام ففهمته و علمته .

فقال عليه السلام : يا يونس ، أ تدري أي مكان هذا ؟

فقلت : جعلت فداك لا و الله ، و لكني أعلم أني في الصحراء .

فقال عليه السلام : هذا قبر أمير المؤمنين عليه السلام ، يلتقي هو و رسول الله صلى الله عليه وآله يوم القيامة .

الدُّعَاءُ :

اللَّهُمَّ : لَا بُدَّ مِنْ أَمْرِكَ ، وَ لَا بُدَّ مِنْ قَدَرِكَ ، وَ لَا بُدَّ مِنْ قَضَائِكَ ، وَ لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِكَ .

اللَّهُمَّ : فَمَا قَضَيْتَ عَلَيْنَا مِنْ قَضَاءٍ ، أَوْ قَدَّرْتَ عَلَيْنَا مِنْ قَدَرٍ .

فَأَعْطِنَا مَعَهُ : صَبْراً يَقْهَرُهُ وَ يَدْفَعُهُ ، وَ اجْعَلْهُ لَنَا صَاعِداً فِي رِضْوَانِكَ ، يُنْمِي فِي حَسَنَاتِنَا وَ تَفْضِيلِنَا ، وَ سُؤْدُدِنَا وَ شَرَفِنَا ، وَ مَجْدِنَا وَ نَعْمَائِنَا ، وَ كَرَامَتِنَا فِي الدُّنْيَا وَ الْآخِرَةِ ، وَ لَا تَنْقُصْ مِنْ حَسَنَاتِنَا .

اللَّهُمَّ : وَ مَا أَعْطَيْتَنَا مِنْ عَطَاءٍ ، أَوْ فَضَّلْتَنَا بِهِ مِنْ فَضِيلَةٍ ، أَوْ أَكْرَمْتَنَا بِهِ مِنْ كَرَامَةٍ ، فَأَعْطِنَا مَعَهُ شُكْراً يَقْهَرُهُ وَ يَدْفَعُهُ .

وَ أجْعَلْهُ لَنَا : صَاعِداً فِي رِضْوَانِكَ ، وَ حَسَنَاتِنَا وَ سُؤْدُدِنَا ، وَ شَرَفِنَا وَ نَعْمَائِكَ ، وَ كَرَامَتِكَ فِي الدُّنْيَا وَ الْآخِرَةِ .

وَ لَا تَجْعَلْهُ لَنَا : أَشَراً وَ لَا بَطَراً ، وَ لَا فِتْنَةً وَ لَا مَقْتاً ، وَ لَا عَذَاباً وَ لَا خِزْياً فِي الدُّنْيَا ، وَ لَا فِي الْآخِرَةِ .

اللَّهُمَّ : إِنَّا نَعُوذُ بِكَ مِنْ عَثْرَةِ اللِّسَانِ ، وَ سُوءِ الْمَقَامِ ، وَ خِفَّةِ الْمِيزَانِ .

اللَّهُمَّ : لَقِّنَّا حَسَنَاتِنَا فِي الْمَمَاتِ ، وَ لَا تُرِنَا أَعْمَالَنَا عَلَيْنَا حَسَرَاتٍ ، وَ لَا تُخْزِنَا عِنْدَ قَضَائِكَ ، وَ لَا تَفْضَحْنَا بِسَيِّئَاتِنَا يَوْمَ نَلْقَاكَ .

وَ أجْعَلْ قُلُوبَنَا : تَذْكُرُكَ وَ لَا تَنْسَاكَ ، وَ تَخْشَاكَ كَأَنَّهَا تَرَاكَ حِينَ تَلْقَاكَ ، وَ بَدِّلْ سَيِّئَاتِنَا حَسَنَاتٍ .

وَ أجْعَلْ : حَسَنَاتِنَا دَرَجَاتٍ ، وَ اجْعَلْ دَرَجَاتِنَا غُرُفَاتٍ ، وَ اجْعَلْ غُرُفَاتِنَا عَالِيَاتٍ .

اللَّهُمَّ : وَ أَوْسِعْ لِفَقِيرِنَا مِنْ سَعَتِكَ ، مَا قَضَيْتَ عَلَى نَفْسِكَ ، وَ الْهُدَى مَا أَبْقَيْتَنَا ، وَ الْكَرَامَةَ مَا أَحْيَيْتَنَا ، وَ الْكَرَامَةَ إِذَا تَوَفَّيْتَنَا ، وَ الْحِفْظَ فِيمَا يَبْقَى مِنْ عُمُرِنَا ، وَ الْبَرَكَةَ فِيمَا رَزَقْتَنَا ، وَ الْعَوْنَ عَلَى مَا حَمَّلْتَنَا ، وَ الثَّبَاتَ عَلَى مَا طَوَّقْتَنَا .

وَ لَا تُؤَاخِذْنَا : بِظُلْمِنَا ، وَ لَا تُعَاقِبْنَا بِجَهْلِنَا ، وَ لَا تَسْتَدْرِجْنَا بِخَطِيئَتِنَا .

وَ أجْعَلْ : أَحْسَنَ مَا نَقُولُ ، ثَابِتاً فِي قُلُوبِنَا .

وَ أجْعَلْنَا : عُظَمَاءَ عِنْدَكَ ، أَذِلَّةً فِي أَنْفُسِنَا ، وَ انْفَعْنَا بِمَا عَلَّمْتَنَا ، وَ زِدْنَا عِلْماً نَافِعاً .

اللَّهُمَّ : إِنِّي أَعُوذُ بِكَ ، مِنْ قَلْبٍ لَا يَخْشَعُ ، وَ عَيْنٍ لَا تَدْمَعُ ، وَ صَلَاةٍ لَا تُقْبَلُ .

أَجِرْنَا : مِنْ سُوءِ الْفِتَنِ ، يَا وَلِيَّ الدُّنْيَا وَ الْآخِرَةِ .

تهذيب‏ الأحكام ج6ص36ح18 .

 

 

فضل التختم بدر النجف :

عن المفضل بن عمر : عن أبي عبد الله الصادق جعفر بن محمد بن علي بن الحسين عليه السلام قال :

أحب : لكل مؤمن أن يتختم بخمسة خواتيم :

بالياقوت : و هو أفخرها .

و بالعقيق : و هو أخلصها لله و لنا .

و بالفيروزج : و هو نزهة الناظر من المؤمنين و المؤمنات ، و هو يقوي البصر ، و يوسع الصدر ، و يزيد في قوة القلب .

و بالحديد الصيني : و ما أحب التختم به ، و لا أكره لبسه عند لقاء أهل الشر ، ليطفئ شرهم ، و أحب اتخاذه فإنه يشرد المردة من الجن و الإنس .

و ما يظهره الله : بالذكوات البيض بالغريين .

قلت : يا مولاي ، و ما فيه من الفضل ؟

 قال عليه السلام : من تختم به ، و ينظر إليه .

كتب الله له : بكل نظرة ، زورة .

أجرها : أجر النبيين و الصالحين .

و لو لا رحمة الله : لشيعتنا ، لبلغ الفص منه ما لا يوجد بالثمن ، و لكن الله رخصه عليهم ليتختم به غنيهم و فقيرهم .

تهذيب‏ الأحكام ج6ص37ح19 .

أحوال الإمام مع قاتله

يا طيب : كان المناسب أن نضع هذا الموضوع بعد شهادة الإمام أو قبله في موضوع ما بين الجرح والشهادة ، لأنه في محاورة الإمام عليه السلام مع قاتله لعنه الله ، ولكن أخرناه لما بعد الزيارة ، لأنه أحوال تخص اللعين وربعه وليس مرتبطة مباشرة بالإمام عليه السلام ، على أن بعضها محاورات قبل ضرب الإمام عليه السلام ، في أحوال تخص قبل ذهاب اللعين في مكة وإتيانه للكوفة .

الإمام يرد بيعة ابن ملجم :

ذكر المفيد رحمه الله في الإرشاد : بسنده : عن أبي الطفيل عامر بن وائلة رحمه الله عليه قال : جمع أمير المؤمنين عليه السلام الناس للبيعة ، فجاء عبد الرحمن بن ملجم المرادي لعنه الله ، فرده مرتين أو ثلاثا ، ثم بايعه .

و قال عند بيعته له : ما يحبس أشقاها ، فو الذي نفسي بيده لتخضبن هذه من هذا ، و وضع يده على لحيته و رأسه عليه السلام ، فلما أدبر ابن ملجم عنه منصرفا .

قال عليه السلام متمثلا :

اشدد حيازيمك للموت
فإن الموت لاقيك‏
و لا تجزع من الموت
إذا حل بواديك‏
كما أضحكك الدهر
كذاك الدهر يبكيك‏

الإرشاد ج1ص11 .

الإمام يتوثق بيعة قاتله :

و روى الحسن بن محبوب : عن أبي حمزة الثمالي ، عن أبي إسحاق السبيعي ، عن الأصبغ بن نباتة قال :

أتى : ابن ملجم أمير المؤمنين عليه السلام ، فبايعه فيمن بايع ، ثم أدبر عنه .

فدعاه أمير المؤمنين عليه السلام : فتوثق منه ، و توكد عليه ألا يغدر و لا ينكث ، ففعل .

ثم أدبر عنه : فدعاه أمير المؤمنين عليه السلام الثانية ، فتوثق منه و توكد عليه ألا يغدر و لا ينكث ، ففعل.

 ثم أدبر عنه : فدعاه أمير المؤمنين عليه السلام الثالثة ، فتوثق منه ، و توكد عليه ألا يغدر و لا ينكث .

فقال ابن ملجم : و الله يا أمير المؤمنين ، ما رأيتك فعلت هذا بأحد غيري .

فقال أمير المؤمنين عليه السلام :

أريد  حباءه  و  يريد  قتلي

عذيرك من خليلك من مراد

أمض : يا ابن ملجم ، فو الله ما أرى أن تفي بما قلت .

الإرشاد ج1ص12 .

الإمام يحمل ابن ملجم :

 و روى : جعفر بن سليمان الضبعي ، عن المعلى بن زياد قال :

جاء : عبد الرحمن بن ملجم لعنه الله إلى أمير المؤمنين عليه السلام يستحمله .

فقال : يا أمير المؤمنين احملني ، فنظر إليه أمير المؤمنين عليه السلام .

ثم قال له : أنت عبد الرحمن بن ملجم المرادي ؟ قال : نعم .

ثم قال : أنت‏ عبد الرحمن بن ملجم المرادي ؟ قال : نعم .

قال : يا غزوان أحمله على الأشقر .

فجاء : بفرس أشقر ، فركبه ابن ملجم المرادي ، و أخذ بعنانه .

فلما ولى قال : أمير المؤمنين عليه السلام :

أريد  حباءه  و  يريد  قتلي

عذيرك من خليلك من مراد

الإرشاد ج1ص13 .

مقال داعش زمن الإمام :

يا طيب : بينما أمير المؤمنين ينادي للصلاة ويحث النائمين إليها ، وهو في الصلاة ، يقتل بفكر داعشي واهبي ظالم ، وبكلمة حق يراد بها باطل ، فإنهم يفتون ويحكمون ويقتلون باسم الدين والإسلام ، ولكن لا يرضون بحكم الإمام علي عليه السلام ، فإن بقولهم لا حكم إلا لله لا لك يا علي ، هو حكم لهم عليه بالضلال ، وجعلوا أنفسهم بمقال الله عز وجل وعلى وتعالى عن مقالهم ، فإن الله قد جعله وليا ، ولكن بكلمة قالوها وفسروها وآمنوا بها وهي عين الضلال والكفر إن جعلوا أنفسهم بدل الله تعالى .

فإن الإمام علي عليه السلام : هو ولي الله ووصي رسول الله ، وخليفة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، وهو الصراط المستقيم ، وباب الله إلى الهدى والنعيم ، ومعلم معارف توحيده وعبوديته ، ولا ترى أحدا مثله بين عظمة الله وجلاله في خطبه وحديثه وبيانه ، وعلما وعملا وصفاتا ، لكن لا يهتدي من يضل الله تعالى .

وفي المناقب : و قال محمد بن عبد الله الأزدي :

 أقبل أمير المؤمنين عليه السلام : ينادي الصلاة الصلاة .

فإذا هو : مضروب .

و سمعت قائلا يقول :

الحكم لله : يا علي ، لا لك و لا لأصحابك .

و سمعت عليا يقول : فزت و رب الكعبة .

ثم يقول : لا يفوتنكم الرجل .

مناقب آل أبي طالب عليهم السلام  ج3ص312 .

وروى سليمان الضّبيعي: عن المعلّى بن زياد قال : فلما كان من أمره ما كان ،، و ضرب أمير المؤمنين عليه السلام .

 قبض عليه : و قد خرج من المسجد ، فجيء به إلى أمير المؤمنين .

فقال عليه السلام : و الله لقد كنت أصنع بك ما أصنع .

و أنا أعلم : أنك قاتلي ، و لكن كنت أفعل ذلك بك ، لأستظهر بالله عليك .

الإرشاد ج1ص13 .

عقاب قاتلي الإمام :

ذكر الشيخ المفيد : عن العامة بروايته عن محمد بن عبد الله بن محمد الأزدي قال : إني لأصلي في تلك الليلة في المسجد الأعظم مع رجال من أهل المصر ، كانوا يصلون في ذلك الشهر من أوله إلى آخره ، إذ نظرت إلى رجال يصلون قريبا من السدة .

و خرج علي بن أبي طالب عليه السلام : لصلاة الفجر .

فأقبل ينادي : الصلاة الصلاة ، فما أدري أ نادى أم رأيت بريق السيوف .

و سمعت قائلا يقول : لله الحكم يا علي لا لك و لا لأصحابك .

و سمعت عليا عليه السلام يقول : لا يفوتنكم الرجل .

فإذا علي : مضروب و قد ضربه شبيب بن بجرة فأخطأه ، و وقعت ضربته في الطاق ، و هرب القوم نحو أبواب المسجد ، و تبادر الناس لأخذهم .

مصير شبيب لعنه الله :

فأما شبيب بن بجرة : فأخذه رجل فصرعه و جلس على صدره ، و أخذ السيف من يده ليقتله به ، فرأى الناس يقصدون نحوه ، فخشي أن يعجلوا عليه و لا يسمعوا منه ، فوثب عن صدره و خلاه ، و طرح السيف من يده .

و مضى شبيب : هاربا حتى دخل منزله ، و دخل عليه ابن عم له ، فرآه يحل الحرير عن صدره .

فقال له : ما هذا ، لعلك قتلت أمير المؤمنين .

فأراد أن يقول : لا ، فقال : نعم .

فمضى ابن عمه : فاشتمل على سيفه ، ثم دخل عليه فضربه حتى قتله.

الإرشاد ج1ص20.

مصير اللعين ابن ملجم :

و أما ابن ملجم : فإن رجلا من همدان لحقه ، فطرح عليه قطيفة كانت في يده ، ثم صرعه و أخذ السيف من يده .

و جاء به : إلى أمير المؤمنين عليه السلام .

 و أفلت الثالث : فانسل بين الناس.

 فلما أدخل : ابن ملجم على أمير المؤمنين عليه السلام ، نظر إليه .

ثم قال عليه السلام : النفس بالنفس ، إن أنا مت فاقتلوه كما قتلني ، و إن سلمت رأيت فيه رأيي .

فقال ابن ملجم : و الله لقد ابتعته بألف ، و سممته بألف ، فإن خانني فأبعده الله .

قال : و نادته أم كلثوم ، يا عدو الله قتلت أمير المؤمنين .

قال : إنما قتلت أباك .

قالت : يا عدو الله ، إني لأرجو أن لا يكون عليه بأس .

قال لها : فأراك إنما تبكين علي ، إذا لقد و الله ضربته ضربة ، لو قسمت بين أهل الأرض لأهلكتهم.

فأخرج : من بين يدي أمير المؤمنين عليه السلام .

 و أن الناس : لينهشون لحمه بأسنانهم كأنهم سباع .

و هم يقولون : يا عدو الله ، ما ذا فعلت ، أهلكت أمة محمد ، و قتلت خير الناس .

و أنه لصامت : ما ينطق ، فذهب به إلى الحبس.

 و جاء الناس : إلى أمير المؤمنين عليه السلام .

 فقالوا له : يا أمير المؤمنين مرنا بأمرك في عدو الله ، فلقد أهلك الأمة ، و أفسد الملة .

فقال لهم أمير المؤمنين عليه السلام : إن عشت رأيت فيه رأيي و إن هلكت فاصنعوا به ما يصنع بقاتل النبي ، اقتلوه ثم حرقوه بعد ذلك بالنار .

 قال : فلما قضى أمير المؤمنين ، و فرغ أهله من دفنه .

جلس الحسن عليه السلام : و أمر أن يؤتى بابن ملجم ، فجيء به ، فلما وقف بين يديه .

قال له : يا عدو الله ، قتلت أمير المؤمنين ، و أعظمت الفساد في الدين ، ثم أمر به فضربت عنقه .

و استوهبت : أم الهيثم بنت الأسود النخعية جيفته منه ، لتتولى إحراقها فوهبها لها ، فأحرقتها بالنار.

 و في أمر قطام  : و قتل أمير المؤمنين عليه السلام يقول الشاعر :

فلم أر مهرا ساقه ذو سماحة
كمهر قطام من فصيح و أعجم‏
ثلاثة آلاف و عبد و قينة
و ضرب علي بالحسام المصمم‏
و لا مهر أغلى من علي و إن غلا
و لا فتك إلا دون فتك ابن ملجم

و أما الرجلان : اللذان كانا مع ابن ملجم لعنهم الله أجمعين ، في العقد على قتل معاوية و عمرو بن العاص .

فإن أحدهما : ضرب معاوية و هو راكع ، فوقعت ضربته في أليته و نجا منها ، و أخذ و قتل من وقته .

 و أما الآخر : فإنه وافى عمرا في تلك الليلة ، و قد وجد علة ، فاستخلف رجلا يصلي بالناس ، يقال له : خارجة بن أبي حبيبة العامري ، فضربه‏ بسيفه و هو يظن أنه عمرو ، فأخذ و أتي به عمرو ، فقتله و مات خارجة في اليوم الثاني.

الإرشاد ج1ص23.

رثاء أمير المؤمنين عليه السلام

يا طيب : إن ما رثي به أمير المؤمنين على طول الزمان ، أو ما مدح به لكثير جدا ، وما من شاعر موالي أو حتى من العامة ، إلا وذكره وذكر فضله ومناقبه ، وقد جمع قسم كثيرا منها الأميني رحمه الله في كتاب الغدير ، وغيره في كتب لها عدة مجلدات ، ونحن نختار قسم يسير من المتقدمين يناسب هذا المختصر :

الإمام يرثني نفسه :

روى أبو عثمان المازني أن أمير المؤمنين عليه السلام قال :

تِلْكُمْ قُرَيْشٌ تَمَنَّانِي لِتَقْتُلَنِي
فَلَا وَ رَبِّكَ مَا فَازُوا وَ مَا ظَفِرُوا
فَإِنْ بَقِيتُ فَرَهْنٌ ذِمَّتِي لَهُمْ
بِذَاتِ وَدْقَيْنِ لَا يَعْفُو لَهَا أَثَرٌ
وَ إِنْ هَلَكْتُ فَإِنِّي سَوْفَ أُوتِرُهُمْ
ذُلَّ الْمَمَاتِ فَقَدْ خَانُوا وَ قَدْ غَدَرُوا

الودقين : مطرتين شديدتين لسحابة واحدة، ويكنى بها عن الحرب لأعداء الدين.

ديوان ‏الإمام علي عليه السلام ص308 .

وفي الديوان أنه عليه السلام قال حين خرج إلى المسجد :

خَلُّوا سَبِيلَ الْمُؤْمِنِ الْمُجَاهِدِ
فِي اللَّهِ لَا يَعْبُدُ غَيْرَ الْوَاحِدِ
وَ يُوقِظُ النَّاسَ إِلَى الْمَسَاجِدِ

ديوان ‏الإمام علي عليه السلام ص308 .

وقال عليه السلام :

اشْدُدْ حَيَازِيمَكَ لِلْمَوْتِ
فَإِنَّ الْمَوْتَ لَاقِيكَ
وَ لَا تَجْزَعْ مِنَ الْمَوْتِ
إِذَا حَلَّ بِوَادِيكَ‏
كَمَا أَضْحَكَكَ الدَّهْرُ
كَذَاكَ الدَّهْرُ يُبْكِيك‏
فَإِنَّ الدِّرْعَ وَ الْبَيْضَةَ
يَوْمَ الرَّوْعِ يَكْفِيكَا
كَمَا أَضْحَكَكَ الدَّهْرُ
كَذَاكَ الدَّهْرُ يُبْكِيكَا

ديوان ‏الإمام علي عليه السلام ص308 .

قال الإمام الحسن بن علي عليه السلام :‏

 أين من كان لعلم
المصطفى في الناس بابا
أين من كان إذا
ما قحط الناس سحابا
أين من كان إذا نودي
في الحرب أجابا
أين من كان
دعاه مستجابا و مجابا

و للإمام الحسن عليه السلام :

خل العيون و ما أردن
من البكاء على علي‏
لا تقبلن من الخلي
فليس قلبك بالخلي‏
لله أنت إذا الرجال
تضعضعت وسط الندي‏
فرجت غمته و لم تركن
إلى فشل و عي

وللإمام عليه السلام :

خذل الله خاذليه و لا
أغمد عن قاتليه سيف الفناء

المناقب ج3ص313 .

سمع جنية ترثيه :

وعن زيد بن علي : قال الحسين عليه السلام :

لما قتل أمير المؤمنين : سمعت جنية ترثيه ، بهذه الأبيات :

لقد هد ركني أبو شبر فما
ذاقت العين طيب الوسن‏
و لا ذاقت العين طيب الكرى
و ألقيت دهري رهين الحزن‏
و أقلقني طول تذكاره
حرارة ثكل الرقوب الشثن‏

بحار الأنوار ج42ص241ب127 عن المناقب ج3ص314. الرقوب : المرأة التي لا يعيش لها ولد ، شثنت ، غلظت في بكاءه حسرة ، و لعله تصحيف الشنن من شن الماء أي فرقه كناية عن كثرة البكاء.

 و قال أنس بن مالك سمعت صوت هاتف من الجن :

يا من يؤم إلى مدينة قاصدا
أد الرسالة غير ما متوان‏
قتلت شرار بني أمية سيد
خير البرية ماجدا ذا شأن‏
رب المفضل في السماء و أرضها           سيف النبي و هادم الأوثان‏
بكت المشاعر و المساجد بعد م

بكت الأنام له بكل مكان‏

المناقب ج3ص314 .

و في شرف النبوة أنه سمع منهم :

لقد مات خير الناس بعد محمد
و أكرمهم فضلا و أوفاهم عهدا
و أضربهم سيفا في مهج العدى
و أصدقهم قيلا و أنجزهم وعدا

المناقب ج3ص314 .

ورحم الله صعصعة بن صوحان إذ قال :

إلى من لي بأنسك يا أخيا
و من لي أن أبثك ما لديا
طوتك خطوب دهر قد توالى         
لذاك خطوبه نشرا و طيا
فلو نشرت قواك إلى المناي

شكوت إليك ما صنعت إليا
بكيتك يا علي لدر عيني
فلم يغن البكاء عليك شيئا
كفى حزنا بدفنك ثم إني
نفضت تراب قبرك من يديا
و كانت في حياتك لي عظات
و أنت اليوم أوعظ منك حيا
فيا أسفا عليك و طول شوقي            إلي لو أن ذلك رد شيا

المناقب ج3ص315 .

ولصعصة بن صوحان رحمه الله :

هل خبر القبر سائليه
أم قر عينا بزائريه
أم هل تراه أحاط علما
بالجسد المستكن فيه
لو علم القبر من يواري
تاه على كل من يليه‏
يا موت ما ذا أردت مني 
حققت ما كنت أتقيه‏
يا موت لو تقبل افتداء
لكنت بالروح أفتديه
دهر زماني بفقد إلفي
أذم دهري و أشتكيه‏

المناقب ج3ص315 .

رحم الله أبو الأسود الدؤلي إذ قال :

ألا يا عين ويحك فاسعدينا
أ لا أبكي أمير المؤمنينا
رزينا خير من ركب المطايا
و حثحثها و من ركب السفينا
و من لبس النعال و من حذاها
و من قرأ المثاني و المبينا
إذا استقبلت وجه أبي حسين 
رأيت البدر راق الناظرينا
يقيم الحد لا يرتاب فيه
و يقضي بالفرائض مستبينا
ألا أبلغ معاوية بن حرب
فلا قرت عيون الشامتينا
أ في الشهر الحرام فجعتمونا
خير الناس طرا أجمعينا
و من بعد النبي فخير نفس
أبو حسن و خير الصالحينا
كأن الناس إذ فقدوا عليا
نعام جال في بلد سنينا
و كنا قبل مهلكه بخير
نرى فينا وصي المسلمينا
فلا و الله لا أنسى علي
 و حسن صلاته في الراكعينا
لقد علمت قريش حيث كانت
بأنك خيرهم حسبا و دينا
فلا تشمت معاوية بن حرب
فإن بقية الخلفاء فينا

المناقب ج3ص315 .

ورحم الله الطائي إذ قال :

حميت ليدخل جنات أبو حسن
و أوجبت بعده للقاتل النار

ورحم الله لحميري إذ قال :

لا در در المرادي الذي سفكت          
كفاه مهجة خير الخلق إنسانا

المناقب ج3ص315 .

و رحم الله بعض الصحابة إذ قال :

دعوتك يا علي فلم تجبني
و ردت دعوتي بأسا عليا
بموتك ماتت اللذات عني
و كانت حية إذ كنت حيا
فيا أسفي عليك و طول شوقي 
إليك لو أن ذلك رد ليا

المناقب ج3ص316 .

ولبعضهم الصحابة رحمه الله :

أصحى بما قد تعاطاه بضربته          
مما عليه من الإسلام عريانا
أبكى السماء لباب كان يعمره          
منها و حنت عليه الأرض تحنانا
عبدا تحمل إثما لو تحمله
 ثهلان طرفة عين هد ثهلانا
طورا أقول ابن ملعونين ملتقط
من نسل إبليس لا بل كان شيطانا
ويل أمه أيما ذا لعنة ولدت
ويل له أيما ذا لعنة كانا
أضحى ببرهوت من بلهوت محتسب

يلقى بها من عذاب الله ألوانا
ما دب في الأرض مذ ذلت مناكبها
خلق من الخير أخلى منه ميزانا
لا عاقر الناقة المردي ثمود لها
رب أتوا سخطة فسقا و كفرانا
و لا ابن آدم قابيل اللعين أخو
هابيل إذ قربا لله قربانا
بل المرادي عند الله أعظمهم
خزيا و أشقاهم نفسا و جثمانا

المناقب ج3ص316 .

ورحم الله الصنوبري إذ قال :

نعم الشهيد إن رب الخلق يشهد لي
و الخلق إنهما نعم الشهيدان
من ذا يعزي النبي المصطفى بهما
من ذا يعزيه من قاص و من دان‏
من ذا لفاطمة اللهفاء ينبئها
عن بعلها و ابنها إنهاء لهفان
من قابض النفس في المحراب منتصب

و قابض النفس في الهيجاء عطشان‏
نجمان في الأرض بل بدران قد أفلا
نعم و شمسان أما قلت شمسان‏
سيفان يغمد سيف الحرب إن برز

و في يمينهما للحرب سيفان‏

المناقب ج3ص316 .

ورحم الله المصري إذ قال :

غصبتم ولي الحق مهجة نفسه

و كان لكم غصب الأمانة مقنعا
و ألجمتم آل النبي سيوفكم
تفري من السادات سوقا و أذرعا
ضغائن بدر أظهرتها و جاهرت
بما كان منها في الجوانح مودعا
لوى عذره يوم الغدير بحقه
و أعقبه يوم البعير و أتبعا
و حاربه القرآن عنه فما ارعوى
و عاتبه الإسلام فيه فما رعا

المناقب ج3ص317 .

مختصر حياة الإمام :

اسم الإمام ونسبه :

اسمه الكريم : علي عليه السلام .

اسم والده : كفيل رسول الله والمحامي عنه وناصر الإسلام شيخ قريش وسيدها أبو طالب بن عبد المطلب واسمه عبد مناف أخو عبد الله أبو النبي صلى الله عليه وآله وسلم وهما من أم واحدة ، فنسب الإمام علي عليه السلام هو نفس نسب النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم ، إذ هما أبني عمّ .

اسم الأم الطاهرة : فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف والإمام علي هو وأخوته أول من ولد من هاشميين ، وكانت سلام الله عليها كالأم لرسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم .

 رُبي في حِجرها الرسول : وكان شاكراً لبرها ، وآمَنَتْ به صلّى الله عليه وآله في الأوّلين ، وهاجَرَتْ معه في جُملة المهاجرين .

ولمّا قبضها الله تعالى إليه : كَفّنها النبي صلّى الله عليه وآله بقميصه ليَدْرَأ به عنها هوامَّ الأرض ، وتوسّد في قبرها لتَأْمَنَ بذلك من ضَغْطة القبر، ولقّنها الإقرارَ بولاية ابنها أمير المؤمنين عليه السلام لتجيبَ به عند المساءلة بعد الدفن ، فخصَّها بهذا الفضل العظيم لمنزلتها من الله تعالى ومنه عليه السلام .

إخوته : طالب ، عقيل ، جعفر ( الطيار في الجنة) .

أخواته : أم هاني ، جمانة .

تاريخ الولادة :

ولد عليه السلام : في يوم الجمعة في الثالث عشر من شهر رجب بعد مولد الرسول صلى الله عليه وآله بـ 30 سنة من عام الفيل ، سنة 10 قبل البعثة و سنة 23 قبل الهجرة ، وكانت

 ولادته المباركة : في جوف الكعبة المعظمة المكرمة .

كُنيتُه : أبو الحسن ، أبو الحسنين ، أبو تراب .

ألقابه : أمير المؤمنين ، المرتضى ، الوصي ، حيدرة ، يعسوب المؤمنين ، يعسوب الدين .

آثاره : المحبة في قلوب المؤمنين ، وهو حامي الدين في زمن رسول الله وبعده ، وشارح تعاليمه ومبين أحكامه ، وعدل سيرته وإنصافه ، وبلاغته وفصاحته في نهجه .

مختصر عمره المبارك :

ولد عليه السلام : سنة 30 بعد عام الفيل في اليوم 13 الثالث عشر من رجب ، في يوم الجمعة في تداخل الكعبة بيت الله الحرام .

وعاش بمكة : 10 عشرة سنوات ، مع النبيّ صلّى الله عليه وآله ، قبل بعثته مترعرعاً في كنفه .

وأقام بمكّة : 13 ثلاثة عشر سنة ، مع النبيّ صلّى الله عليه وآله بعد البعثة المباركة .

ثمَّ هاجر إلى المدينة :  فأقام بها مع النبيّ صلّى الله عليه وآله ، 10 عشر سنين .

ثمَّ أقام : بعد أن مضى رسول الله صلّى الله عليه وآله ، 30 ثلاثين سنة .

فكانت إمامة : أمير المؤمنين عليه السلام بعد النبيّ صلّى اللّه عليه وآله ، 30 ثلاثينَ سَنَة :

منها : 4 أربعٌ وعشرون سنة وأشهرُ ، ممنوعاً من التصرّف على أحكامها ، مستعملاً للتقية والمداراة .

ومنها : 5 خمس سنين وأشهر ، مُمْتَحَناً بجهاد المنافقين من الناكثين والقاسطين والمارقين ، مُضطَهَداً بفِتَن الضالّين ، كما كان رسولُ اللّه صلّى اللّه عليه وآله 13 ثلاث عشرة سنة من نبوته ، ممنوعاً من أحكامها ، خائفاً ومحبوساً وهارباً ومطروداً ، لا يتمكّن من جهاد الكافرين ، ولا يستطيع دفعاً عن المؤمنين ، ثمّ هاجر وأقام بعد الهجرة بـ 10 عشر سنين ، مجاهداً للمشركين مُمْتَحَناً بالمنافقين  ، ، إلى أن قبضه اللّه - تعالى - إليه وأسكنه جنات النعيم .

أنظر الإرشاد في معرفة حجج الله على العباد ج1ص10 . الكافي ج1ص 377 ، دعائم الإسلام ج2ص361 . خصائص الأئمة ص 64.

فسلام الله وصلاته والملائكة والمؤمنين : على المولود في الكعبة في بيت الله الحرام ، والذي بقي بابه مفتوح للمسجد بعد أن سدت جميع الأبواب إلا بابه وباب رسول الله في مسجد المدينة المنورة ، والمستشهد في محراب عبادته في مسجد الكوفة   .

وعظم الله أجوركم : ولكم بعض المعارف عن شهادة مولى الموحدين وأمير المؤمنين عليه الصلاة والسلام .

بعض خصائص ِأمير المؤمنين :

1 ـ ولد في الكعبة في بيت الله ولم يولد بها أحد قبله ولا بعده ، واستشهد في بيت الله ـ في محراب مسجد الكوفة ـ ، وما بينهما كان بابه وباب رسوله الله فقط من بين جميع خلق الله  يحق لهما أن تفتح إلى المسجد النبوي في المدينة المنورة التي عاش بها أغلب عمره الشريف ، ولم يحق لغيرهما

 2 ـ تولى تربيته رسول الله في كل أدوار حياته

3 ـ أول من أسلم وكان هو الذي يوصل وضوء رسوله وطعامه عند اعتكافه في غار حراء فكان يسمع ما يسمع رسول الله

 4 ـ كان أبوه يدافع عن رسول الله ويمنع كبار قريش عن التعرض له ، وكان الإمام علي يقف أمام صغارهم والشبان فيمنعهم من التعرض له أو إلقاء الحجارة وما شابهها عليه ، فكان يصرعهم ويضربهم وكان معروف عنه بجر آذانهم حتى يسقطهم الأرض ، حتى خاف جميع من يقارب سنه أن يشارك الكبار في التعرض لرسول الله

5 ـ أول من صلى خلف رسول الله في الكعبة

6 ـ بات في فراش رسول الله حتى تمكن رسول الله من الهجرة ولم يعرف به أحد ، حيث ضن من جاء لقتل رسول الله أنه نائم ، فأنزل الله في حقه آية شراء الأنفس في سبيل الله ، بل جعله نفس رسول الله في آية المباهلة

7 ـ كان وصي رسول الله في مكة فأرجع أمانات الناس التي كانت عند رسول الله وهو وصيه بعده ، وبعدها كانت هجرته حيث لحق برسول الله بالمدينة بالفواطم الثلاثة أمه فاطمة بنت أسد وفاطمة بنت رسول الله وفاطمة بنت حمزة ، ولم تستطع قريش أن تمنعه

8 ـ آخاه رسول الله صلى الله عليه وآله معه لمّا آخى بين المسلمين

9 ـ حامل لواء الرسول صلى الله عليه وآله ومكتوب عليه :

لا إله إلا الله

في أهم غزواته وحروبه ، ولم يجعل عليه أمير في كل غزوة كان فيها

 وكان بطل الإسلام الأول وعلى يده كانت أهم فتوحاته

10 ـ النبي حمله فوضع الأصنام عن الكعبة

11 ـ بلّغ عن رسول الله صلى الله عليه وآله سـورة براءة ومنع غيره ليعرف الله من يجب أن يبلغ دين الله بعد رسوله

 12 ـ جعله الله أمير للمؤمنين وصي وخليفة وإمام في يوم الغدير ، وبتنصيبه كمل الدين وتمت نعم الإسلام ، وبمولاته نحصل على رضا الرب بنص آيات التبليغ ، وإكمال الدين ، والولاية ، وبلغ عشيرتك الأقربين ، ولكل قوم هاد ، وغيرهن من النصوص على إمامته بعد رسول الله ، فكانت البيعة له بالخلافة في الثامن عشر من ذي الحجة في السنة العاشرة من الهجرة في غدير خم بأمر من الله تعالى  للرسول صلى الله عليه وآله ، واستلم الحكم في ذي الحجة في السنة الخامسة والثلاثين من الهجرة بعد أن غصبت منه فترة

13 ـ كان نفس رسول الله بنص أية المباهلة ، وجعل ذرية رسول الله من صلب علي صلاة الله عليهم أجمعين

14 ـ خصه النبي بغسله وتكفينه والصلاة عليه والناس اشتغلت بالتسلط على الحكم مضيعة لأمر الله ووصية رسوله

15 ـ كان افقه المسلمين وأشجعهم وأزهدهم وأعلمهم وأحكمهم واقضاهم واعبدهم وأصوبهم رأياً ، واحتياج الناس إليه في معرفة أمور دينهم ولم يحتاج إلى أحد منهم

16 ـ كل من سمع به من أصحاب الضمائر الحرة قدمه وأحترمه على جميع خلق الله بعد رسول الله ، حتى أصحاب الأديان الأخرى ينظرون إليه بإجلال وإكبار

17 ـ كان آية الله المتجلية في أسماءه الحسنى في الأخلاق والسيرة بالعدل والإنصاف

18 ـ جاءت في فضله ومناقبه كثير من الأحاديث والآيات وتشهد له أنه أفضل خلق الله بعد رسول الله ، فنزلة في حقه وآله سورة هل آتى والفجر والعاديات ، وآية التطهير وأية المودة وأية من يشري نفسه ابتغاء مرضاة الله ، وخصه الله بتبليغ سورة براءة ومنع غيره ليعلم الناس أنه أولى بهم بعد رسول الله وغيره يجب أن يمنع ، وغيرها من الآيات الكثير

 وفيه أحاديث كثيرة تعرفنا عظيم منزلته منها أنه باب علم رسول الله و حديث الثقلين والغدير ، وحديث حبه أيمان وبغضه كفر ، وحبه عبادة ، وحديث الأخوة والوصاية والمنزلة والوراثة والحوض وسقاية الناس بيده في ذلك اليوم العصيب واللواء في المحشر حتى الجنة وغيرها الكثير الكثير راجع صحيفته

19 ـ  خلفاء رسول الله والأئمة إلى يوم القيامة من ولده ، وهو أبو الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة وهو خير منهما ، وهو كفئ فاطمة الزهراء الذي زوجه الله تعالى بها ، صلاة الله وسلامه عليهم أجمعين

20 ـ بنص حديث الطائر المشوي و أحاديث فتح خيبر وغيرها هو أحب الخلق إلى الله تعالى ورسوله ، حتى صار

عنوان صحيفة المؤمن

حب علي ابن أبي طالب





  ف

       

ت