بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين
والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله الطيبين الطاهرين
ولعنة الله على أعدائهم إلى يوم الدين

الصحيفة السجّاديّة

هذه الصَّحِيفَة الكاملة

الجامعة الشريفة للدعواتِ المأثورةِ

 إملاء الإمام زين العابدين و سيدِ الساجِدِين 

علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب صلوات الله وسلامه عليه

 

إلى فهرس الصحيفة السجادية والأدعية الملحقة بها

 

خاتمة وملحق

 الصحيفة السجّاديّة

 

أهمية الدعاء وآثاره

ومأتي دعاء  وصلاة على محمد وآل محمد

مستخرج من الصحيفة السجادية

  

إعداد خادم علوم آل محمد عليهم السلام

الشيخ حسن الأنباري

موسوعة صحف الطيبين


ـــ
ــــ
ـــــ

أهيمت الدعاء لله  بأدعية

الصحيفة السجادية

وأهم خصائصها وعناوينها

 

بسم الله الرحمن الرحيم

والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا الأكرم وآله الطيبين الطاهرين

يا طيب : إن الدعاء وذكر الله سبحانه وتمجيده والصلاة على نبيه وآله ، والتوبة والاستغفار ، والطلب منه ، هو من أحسن وأفضل العبادة ، وفيها يكون العبد في أحسن حالاته ، وفي أكرم أموره ، وفي أفضل تحقق لوجوده ، والله سبحانه وتعالى يكون معه يسمعه ويحبه ويجزيه الثواب الكثير ، فيهبه في الدنيا : فرح في روحه، وأنس في نفسه ، و اطمئنان في قلبه ، لم يستطع أن يحصل عليه حتى لو ملك الدنيا كلها .

فإن الإنسان : يملك بدعائه لله سبحانه حقيقته الإنسانية ، ويبتعد عن التكبر والعظمة والتجبر والظلم والأنانية ، فيكون خاضع متواضع متضرع لمن يهب الحياة والخير والعدل والإحسان لكل خير فاضل مؤمن ، فيصلح العبد في كل وجوده .

فيبتعد : عن الجشع وحب زينة الحياة الدنيا ، التي لا يشبع منها الإنسان لو ملك من كل شيء فيها أحسنه وأكثره ، لأنه كلما حصل منها على شيء حب أحسن منه ، وطلب أوسع منه ، وتمنى ما ليس عنده ، فلا يقر له قرار ، ولا يرتاح له بال مهما ملك فيها واستأثر منها ، والمصيبة الكبرى أنه إن تنعم طغى وآثر الحياة الدنيا ، وحب اللهو واللعب وما يذهب العقل من مسكرات الدنيا وحرامها في الموسيقى والغناء ، وغيرها مما يوجب الزهو والفخر فيها ، فيفقد قيمه ويحلق في عالم الخيال الشيطاني الذي لا تكون عنده قيمة لشيء من الخلق ، فينحرف ويظلم ويعصي ويطغى .

ولكن أمر العبد مع الله بدعائه : يهبه الراحة الحقيقة ، وعالم معنى واقعي ، لا تعب فيه ولا نصب ولا لغوب، ولا فسق ولا فجور ولا عصيان، بل يكون في حقيقة الاطمئنان النفسي وراحة البال، فيكون متزن في كل تصرفه ، وواقعي في كل أحواله .

ومن يكون مع الله سبحانه : يكون الله معه ، فيهبه الكمال الواقعي ، والفضائل الحقيقية ، والخلق الكريم ، والعمل الصالح ، والهدى القيم ، والقناعة الدائمة ، فيكون المؤمن آمن في الدنيا والآخرة ، وله العافية من شرورها ، ويدفع عنه أهم بلائها من الطمع والجشع ، ويهبه معاني حقيقة في معرفة قدره في الدنيا وما له من الثواب في الآخرة ، وما يهب له ربه وخالق ومقدره من الخيرات والمكرمات في عبوديته له ، وبما لا عين رأت ولا إذن سمعت ولا خطر على قلب بشر  .

فترى المؤمن : عند عبودية ربه ، رضيا عن كل شيء يهبه الله سبحانه لعباده ، ويعرف أنه لم يرد به إلا خيرا مادام معه ، فتتساوى عنده كل حالات الوجود فضلا عن أحواله ، فلا يهمه الفقر والغنى ، ولا الصحة والمرض ، ولا السفر والحضر ، بل يعمل بالواجب ويسعى لما فيه كل خير في كل أموره ، ويطلب الله في كل أحواله ، فلا يعمل إلا صالحا ، ولا يطلب إلا حقا ، ولا يسعى إلا إلى الخير ، فلا تطغيه المادة إن أغناه الله ووهبه العافية ، ولا يبعده عن الحق والحلال إن مرض أو افتقر .

فترى المؤمن الواقعي : متوجه لله بكله ، ويطلب ما حلل له ويبتعد عما حرم عليه ، فيكون ذاكرا لله بكل وجوده ، فضلا عن لسانه وقوله ، فإن أفضل العبادة هو طلب الحلال ، ولا ينسى في كل حال عبوديته لله وما يقربه منه سواء إتيان الواجبات أو بالابتعاد عن المحرمات ، ويكون في الغافلين من الذاكرين ، وفي الذاكرين من السابقين ، وفي كل أحواله بأحسن الأدعية وأجملها لله من الداعين  .

ويا طيب : إن أجمل الأدعية المفرحة للقلب ، والمبهجة للنفس ، والموجبة لاطمئنان القلب ، هي الأدعية التي علمها أهل بيت العصمة والطهارة نبينا الأكرم سيد الأنبياء والمرسلين محمد وآله الطيبين الطاهرين ، ولا ترى في الوجود أجمل منها ولا مقربة لله أحسن منها ، وهي أفضل وأكرم كلام بعد كلام الله القرآن المجيد دعاء ، و في قيم الهدى والعبودية لله ، وتعليم عظمته ودينه ، وما يوصل للقرب منه .

وبالخصوص الصحيفة السجادية

زبور آل محمد صلى الله عليهم وسلم

فهي تلو القرآن المجيد كلام الله

 في عظمة بيانها : لمعارف شؤون كبرياء الله ومجده ، وما توجبه نعمه علينا وخيراته من شكره وحمده .

فإنك ترى في الصحيفة السجادية كل ما تحب : من حمد الله والثناء عليه وتمجيده وشكره ، وبأحسن الكلام وأجمل العبارات وأفضل الأدعية والتوسل والذكر ، وفيها معرفة أعلى معاني عظمة الله والتوسل به والخضوع لكبريائه .

ومعرفة بره : وإحسانه وشكره لعباده من الصلاة على محمد وآل محمد ، والصلاة على الملائكة الكرام في جميع مراتبهم ومعرفة شؤونهم الكريمة ، بل والصلاة على كل الأنبياء والمرسلين وعباد الله الصالحين من أتباعهم وكل المؤمنين من أولياءهم ، بل تعرف كيف تدعو الله سبحانه لأهلك ونفسك ، ولأصدقائك وجيرانك وأهل مودتك ، سواء في الصباح أو في المساء ، ولكل أمر يهمك ولكل غم تحب أن تبعده عنك وعنهم ، وتتعوذ به سبحانه من كل كرب وشر يلم بهم .

بل يا طيب : تستعيذ بأدعية الصحيفة السجادية من سيئ الأخلاق ، وتشتاق لطلب المغفرة والعفو من الله ، فتلتجئ لله سبحانه بكل وجودك .

فتتوجه يا طيب بأدعية الصحيفة السجادية : بكل أحوالك لله تعالى ، وتطلب منه خواتم الخير ، وتعترف له بأنك القاصر المقصر وتخضع له فتتوب من كل شيء ، وتتحلى بكل زين وتحسن بكل صلاح ، فتقضى لك حوائج الدنيا والآخرة ، و يخلصك سبحانه من الظالمين ، ويبعد عنك ما لا تحب من شر الدنيا والآخرة ، ويعافيك من كل مرض ويدفع عنك كل بليه ، ويقيلك من ذنوبك ويعفو عنك ، ويبعد عنك الشيطان وحزبه ويعيذك من عداوته وكيده ومكره ، ويدفع عنك سبحانه ما تحذر ، ويعجل لك كل ما تطلب منه ، فلا ترى جدب في نفسك ولا في محلك ، بل يسقي أرضك وروحك وما حولك ماء الحياة ومكارم الأخلاق ومرضي الأفعال .

ويا طيب فعليك بالصحيفة السجادية : لتدعو الله عز وجل في كل أمر يهمك أو يحزنك وتحب أن تتخطاه ، فييسر عنك كل عسير ويرفع عنك كل شدة وجهد روحي وعلمي وعملي ، ويعافيك الله في كل أمور دنياك ودينك ، فتطمع بخيرات الله لكل العباد ، فتدعو لكل من تحب سواء أبويك أو ولدك أو جيرانك وأوليائك ومن توده ، بل تدعو لكل المسلمين حاضرهم وغائبهم ، ولأهل الثغور وحماة الدين ، فتتفرغ لله سبحانه فلا تفتقر لشيء غيره حتى يغنيك بفضله ، ويقضي عنك الدين .

ويا طيب عليك بالصحيفة السجادية : إن أحببت أن تفرغ روحك من كل سيئة وشين ، أو حببت أن تدعو الله سبحانه وتتفرغ له في وسط الليل وصلاته وفي الأسحار وأوقاته ، فتناديه بأجمل الأدعية ، وتخاطبه بأحسن الأذكار ، وتتحبب له بأفضل العبارات ، وتخضع له بكل ود ، وإن حرت في أمر فاستخر الله بدعاء رائع ، وإن ابتليت أو رئيت مبتلى فتخاطبه بكلام كريم وتطلب به خيره وتسأله أن يبعد عنك كل عاهة ، وترضى عن الله وما أبتلي به أصحاب الدنيا ولا يغرك ما صاروا إليه ، فتدعو الله بأدعية الصحيفة السجادية لكل أمر تراه من أحوال الوجود ، سواء إن نظرت إلى البرق والرعد أو السحاب ، فترى عظمة الله سبحانه والتقصير في نفسك ، وتشكره على كل نعمة ، وتعتذر عن تبعات العباد وتسأله أن يقضيها عنك ، وتطلب العفو والرحمة ، وتستغفر لنفسك ، وتعتبر بالموت وما يؤول إليه العباد من الرجوع إليه ، فتطلب منه حسن المنقلب والرجوع إليه بأحسن الأحوال والعاقبة .

ويا طيب في أدعية الصحيفة السجادية : تطلب من الله الستر والوقاية من كل شر ، وتدعو الله بكل دعاء حسن ، ولكل الأوقات والأحوال ، سواء بعد ختم القرآن فتتعرف على كرامة الله لك وكل فضيلة وهدى خصنا الله بها في كلامه لكريم ، وحين النظر للهلال ترى كيف يخاطب خلق الله ويتذكر عظمة الله ويطلب منه كل خير ، وحين دخول شهر رمضان تراه يعلمنا مكارم الأخلاق وآداب مناجاة الله والقرب منه ويعرفنا فضائله ومكارمه بأحسن معارف خص الله بها رب العالمين أولياءه وهداة عباده ، وهكذا يوم عيد الفطر ويوم عرفه ويوم الأضحى والجمعة ، فيعرفنا معنى دعاء الله في أيام الله ، وكيف نتقرب منه بأعلى بيان وأجمل أسلوب خص به أولياءه ، فنطلب من الله كل خير وفضيلة ونسأله أن يقينا كيد أعداء الله ورد بأسهم إليهم ، فلا نخاف أحد ولا نهاب ظالم ، بل نتوجه لله وحده بالرهبة والتضرع والاستكانة بأجمل خضوع وخشوع وخوف ورجاء ، فنلح بالدعاء ونتذلل لله وحده لا شريك له ، فتكشف بفضله كل همومنا وغمومنا ، ويرتفع كل سيء وظلام عنا ، ونتنور بهدى الله ومعارف عظمة الله سبحانه ، ونرتاح مع الله ونأنس بدعائه وذكره والتوجه له مخلصين له الدين ، وبأفضل وأحلى وأجمل الأدعية ، و في كل عنوان عرفت مضمونه في هذه الفقرات المستخلصة من عناوين الصحيفة السجادية الأربعة والخمسون .

ويا طيب : في العنوان الملحقة بالصحيفة السجادية : وهي عناوين أدعية سبعة كريمة تعرفنا حقائق التسبيح لله ودعائه وتمجيده ، والصلاة على الأنبياء من آدم حتى نبينا الخاتم للأنبياء وآله الكرم ، ونطلب من الله أن يرفع عنا كل كرب ويقيلنا من كل تقصير ، ويقينا من كل ما نخاف ونحذر ، وبكل تذلل وخضوع لله سبحانه .

 كما ترافقنا بمحلقات الصحيفة السجادية أدعية أيام الأسبوع : والتي لا يستغني في يومه عنها واحد منا ، فيدعو الله كل مخلص لله بالدين ، بكل يوم بما يخصه من الذكر ، فيكون في رعاية الله وحفظه بما دعاه بما يناسبه من معرفة الأيام وشؤونها ، وبأعلى المعاني لتمجيد الله والصلاة على نبيه وآله والكون في جنب الله وحفظه .

كما أنه يا طيب : ألحق بالصحيفة السجادية المناجاة الخمسة عشر ، وفيها نناجي الله بمناجاة التائبين والشاكرين والخائفين والراجين والراغبين ، بل  والشاكرين والمطيعين الله والمريدين له والمحبين ، فنرى أنفسنا وكل جودنا مفتقرين له وعارفين بعظمته ونكون بحق ذاكرين الله وبه معتصمين ، حتى نكون بكل شيء زاهدين إلا بفضله وبما يحبونا به من كرامته ويدنينا من قربه .

فترى في الصحيفة السجادية : كل ما يفرحك يا طيب ، ويدنيك من قرب الله ، ويعبدك لله بإخلاص ، فإن أسلوبها ومعاني كلماتها تجذب أقسى القلوب إلى الله فضلا عن المؤمن به سبحانه ، وترق نفوس من يتدبر في معانيها ولو كان من الجاحدين بعظمة الله فضلا عن المقرين بكرامته ونعمه والمتوجهين له ، بل ترقق الدمعة في عيون الطيبين وتشعرهم بحقائق معنى الدعاء وتعرفهم حقائق معارف عظمة وعلو خالقهم وكرمه ولطفه وجميل صنعه بهم ، فيشكرون الله ويدعوه مخلصا له الدين .

 

ويا طيب : كنت أحب من زمن بعيد أن أجعل مائة دعاء مرافق للصلاة على النبي الأكرم ، يزين جوال الموالين ، ويحسن نقال الطيبين ، ويكون فرحا في بال المؤمنين ، ، وذلك حين ذكر الله وتسبيحه ودعاءه بها ، ولنخرج بها من الغافين وندخل في عباد الله الكثير ذاكرين ، وننال القرب وكرامة رب العالمين .

فمن الله علي : أن استخرجتها من الصحيفة السجادية ، وبدل المائة استخرجت منها مائتين ، ولما كان لا يمكن أن استخرجها من دون أن أراجع الصحيفة السجادية بدقه ، فحبب أن أرتبها كما هي بين يديك ، وأن أجعلها كبرنامج للكومبيوتر والمبايل مع مائتي صلاة كل مائة على حده ، وكل صلاة مع دعاء مناسب لها من الصحيفة السجادية ، وذكرت مصدرها ورقم الدعاء والصفحة في الصحيفة السجادية وكما هي بترتيبنا ، وحببت أيضا أن أجعل لها مقدمة تشوقنا للدعاء وذكر الله سبحانه ، وهي بين يديك الكريمتين ، ثم نذكر الصلوات المرافقة للدعاء وما يشوقنا لها أيضا ، وأسأله الله القبول لكم ولنا إنه ولي حميد ، وأن يجعلنا مع النبي محمد وآله صلى الله عليهم الطيبين الطاهرين ، إنه أرحم الراحمين، ورحم الله من قال آمين يا رب العالمين.

خادم علوم آل محمد عليهم السلام

حسن الأنباري

 موسوعة صحف الطيبين

 


ـــ
ــــ
ـــــ

غرر الآيات
في أهمية الدعاء وآثاره :

 

بسم الله الرحمن الرحيم

{ وَقَالَ رَبُّكُمُ

ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ

إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ (60) } غافر .

{ قُلْ مَا يَعْبَأُ بِكُمْ  رَبِّي

 لَوْلَا دُعَاؤُكُمْ

فَقَدْ كَذَّبْتُمْ فَسَوْفَ يَكُونُ لِزَامًا (77) } الفرقان .

يا طيب : إن الله يدعونا لأن ندعوه لكي يستجيب لنا ، ويكرمنا بفضله حين التوجه له بذكره ، ويزيدنا من إحسانه حين التوسل به بما يحب ويرضى من عبوديته ، وحقا يكون من يرفض كرامة الله أن يدخل جنهم الحرمان في الدنيا والآخرة ، ونار العدم وجحيمه لرفضه ما يقربه من نور ربه ومنته وفضله وكرمه وحسانه ، ولذا الزم ما أقام الله من الحجة كل العباد ، فينجي الداعين والذاكرين والشاكرين لله ، ويخسر المتكبرين عبوديته والتلذذ بقربه .

والله سبحانه يدعونا : لندعوه ليستجيب لنا ويرشدنا لما فيه خيرنا وصلاحنا حين التحقق بهداه وذكره وشكره ، وهو أقرب إلينا من حبل الوريد ، ويسمع دعائنا فيستجيب لنا كما عرفنا من شوؤن عظمته وما يقربنا من كرامته ، ولذا قال :

{ وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي

فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ 

فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ (186) } البقرة .

ويا طيب : إن للإنسان حالت ويكون قريبا من كرامة الله حين يتوجه له خاضعا مضطرا قانعا بأن كل كرامة عنده ، وإن الخير كله منه ، وبالخصوص حين نعرف أنه كل كمال الوجود منه ، ولذا قال سبحانه :

{ أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ

 وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاء الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ قَلِيلًا مَّا تَذَكَّرُونَ (62) } النمل .

فإن الله سبحانه : الذي جعل العباد خلفائه في الأرض وكرمهم بهداه بعد أن خلقهم،  لقادر أن يكشف السوء عنهم ، وينجيهم من كل ظلمات مادية ومعنوية ، ولذا يجب أن ندعوه متضرعين و مخلصين له الدين كما قال سبحانه وتعالى :

{  قُلْ مَن يُنَجِّيكُم مِّن ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ

تَدْعُونَهُ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً لَّئِنْ أَنجَانَا مِنْ هَذِهِ  لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ (63)

قُلِ اللّهُ يُنَجِّيكُم مِّنْهَا وَمِن كُلِّ كَرْبٍ ثُمَّ أَنتُمْ تُشْرِكُونَ (64) } الأنعام .

وإن المؤمن حق : يعرف بحق أن كل خير من الله ، وكل شر في البعد من الله ، لأن الله هو الخالق لكل شيء ، وهاديه ومعطيه ما به كماله وهو  مدبر أمره ، فمن يتوجه له يصلح له كل شيء حتى تصلح جميع أحواله ، وبهذا يعرفنا سبحانه وتعالى بقوله الكريم في آية السخرة العظيمة :

{ إِنَّ رَبَّكُمُ اللّهُ

 الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ

ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ

يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثًا وَالشَّمْسَ  وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ

مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ

أَلاَ لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ

تَبَارَكَ اللّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ (54)

 ادْعُواْ رَبَّكُمْ

 تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ (55)

وَلاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاَحِهَا

وَادْعُوهُ

خَوْفًا  وَطَمَعًا إِنَّ رَحْمَتَ اللّهِ قَرِيبٌ مِّنَ الْمُحْسِنِينَ (56) } الأعراف .

وهذه يا طيب : آداب الله سبحانه وتعالى ، وما يعرفنا من عظمته وما يوجب علينا شكره وتمجيده ، وعبودية والقرب منه ، فمن يعرف أن كل شيء من نعم الله وفضله ، يتضرع لله ويدعوه في سره وعلنه ، وخوفا وطمعا ، وخشية وخشوعا ، وتضرعا وخضوعا ، فيصلح في كل أحواله ، ولا يعتدي لأن الله لا يحب المعتدين ، بل يصلح ويحب الصلاح ليصلح الله له كل شي ، فيكون في كل أحواله في جنب الله وطاعته وعبودية ، ويكون من الذاكرين الله كثيرا في كل أحواله ، ويكون مصداقا كريما للذين قال الله في حقهم :

{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا (41)

وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا (42)

هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ

لِيُخْرِجَكُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ

 وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا (43)

تَحِيَّتُهُمْ يَوْمَ يَلْقَوْنَهُ سَلَامٌ وَأَعَدَّ لَهُمْ أَجْرًا كَرِيمًا 44)

يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ

إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا  وَنَذِيرًا (45)

وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُّنِيرًا (46)

وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ بِأَنَّ لَهُم مِّنَ اللَّهِ  فَضْلًا كَبِيرًا (47)

وَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ وَدَعْ أَذَاهُمْ

وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلًا (48) ....

إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا (56)} الأحزاب .

 فيوكل الله بكل أموره العبد المؤمن : ويدعوه ليحليه بكل فضيلة ، ويذكره في كل حين علنا وسرا لينا قربه وكرامته ، ويسبحه في كل فرصه مناسبة ليحققه بنور فضله ، ويطلب رحمته في كل آن ، ولا يكون من الغافلين ما أمكنه ، ويصلي على نبيه وآله ويطلب هداهم وما كرمهم الله به ، وحتى ليكون معهم في الدنيا والآخرة ، مخلصا لله الدين بما علموه ، ويشكر الله بما أدبوه .

 وما تراه في الصحيفة السجادية : هو من أجمل أدعية الوجود ، وأعلى أذكار التكوين يذكر بها خالق كل شيء ، وبأروع العبارة وأجمل الأسلوب المعرف لعظمة الله ومجده ، وما يوجب القرب منه والتحلي بكرامته وهداه ونوره وبره وإحسانه .

ويا طيب : بعد أن عرفنا هذه المقدمة ، نذكر بعض الأحاديث التي تشوقنا للدعاء ، وللكون في طاعة الله وذكره بكرة وأصيلا وبدعاء كثيرا ، فنكون من عباد الله المخلصين ، وفي رعايته وحفظه الآن ويوم الدين ، فتدبر بالأحاديث التالية مشكورا ، وشكر الله سعيك وبارك فيك وبكل من حولك ، وما يحيط بك من مادة الدنيا وخلقها ، ومعنويات الدين وطاعات رب العالمين .

 

 


ـــ
ــــ
ـــــ
 

 

 

غرر الأحاديث
في أهمية الدعاء وآثاره

يا طيب : توجد كتب كثيرة في تعريف الدعاء وآثاره وأهميته ، ونحن هنا نذكر بعضها وبالخصوص بما تضمنه كتاب الكافي الشريف للكليني رحمه الله ، والأحاديث هي كلام أفضل خلق الله،  ومن أدبهم الله بتعاليمه ، وتغني عن كل شرح وبيان ، وفي العمل بها رضا الرب الحرمان سبحانه وتعالى :

عن الإمام الصادق أبو عبد الله عليه السلام قال :

 قال رسول الله صلى الله عليه وآله :

 الدعاء

سلاح المؤمن .

وعمود الدين .

ونور السماوات والأرض .

الكافي ج2ص468ح1  . الإمامة والتبصرة لابن بابويه القمي  ص 179 .

 

وقال أمير المؤمنين عليه السلام :

 الدعاء

مفاتيح النجاح

ومقاليد الفلاح

وخير الدعاء :

ما صدر عن صدر نقي ، وقلب تقي .

وفي المناجاة : سبب النجاة .

وبالإخلاص يكون الخلاص .

فإذا اشتد الفزع فإلى الله المفزع .

الكافي ج2ص468ح2  باب إن الدعاء سلاح المؤمن .

 

و قال النبي صلى الله عليه وآله :

 ألا أدلكم على سلاح ينجيكم من أعدائكم ويدر أرزاقكم ؟  قالوا : بلى .

قال : تدعون ربكم بالليل والنهار .

 فإن سلاح المؤمن الدعاء .

 الكافي ج2ص468ح3 .

 

و عن الرضا عليه السلام أنه كان يقول لأصحابه :

 عليكم بسلاح الأنبياء ؟

 فقيل : وما سلاح الأنبياء ؟

 قال : الدعاء .

الكافي ج2ص468ح5.

 

قال أمير المؤمنين عليه السلام :

 الدعاء ترس المؤمن .

ومتى تكثر قرع الباب يفتح لك .

الكافي ج2ص468ح4 .

 

وعن أبي عبد الله عليه السلام قال :

 الدعاء أنفذ من السنان الحديد .

الكافي ج2ص469ح7  .

 

عن زرارة عن أبي جعفر عليه السلام قال : إن الله عز وجل يقول :

 إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين .

 قال : هو الدعاء ، وأفضل العبادة الدعاء .

 قلت : { إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لأوَّاهٌ حَلِيمٌ (114) } التوبة  ؟

 قال : الأواه هو الدعاء .

الكافي ج2ص465ح1 باب فضل الدعاء والحث عليه .

 

عن العالم الإمام الرضا عليه السلام :

الدعاء أفضل من قراءة القرآن .

لأن الله عز وجل يقول : ( قل ما يعبأ بكم ربي لولا دعاؤكم

 فقد كذبتم فسوف يكون لزام ) الفرقان 77.

فقه الرضا لعلي بن بابويه ص345ب92. مكارم الأخلاق ص389.

و عن أبي عبد الله عليه السلام قال : قال أمير المؤمنين عليه السلام :

 أحب الأعمال إلى الله  عز وجل في الأرض

 الدعاء .

وأفضل العبادة العفاف .

 قال : و كان أمير المؤمنين رجلا دعاء .

الكافي ج2ص467ح8.

 وقال صلى الله عليه وآله وسلم :

ذاكر الله في الغافلين ، كالمقاتل عن الفارين في الجنة .

الإمامة والتبصرة لابن بابويه القمي  ص 179 .

عن معاوية بن وهب ، عن أبي عبد الله عليه السلام قال :

 يا معاوية : من أعطى ثلاثا ، لم يحرم ثلاثا :

 من أعطي الدعاء : أعطي الإجابة .

ومن أعطي الشكر : أعطي الزيادة .

ومن أعطي التوكل : أعطي الكفاية .

 إن الله عز وجل يقول :

 ومن يتوكل على الله فهو حسبه ، إن الله بالغ أمره .

 وقال عز وجل : لئن شكرتم لأزيدنكم ، ولئن كفرتم إن عذابي لشديد .

 وقال :  ادعوني أستجب لكم .

 إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين .

 المحاسن لأحمد بن محمد بن خالد البرقي ج 1   ص 3ب3 ح1 .

 

و عن أبي عبد الله  عليه السلام قال :

 الدعاء كهف الإجابة .

كما أن السحاب كهف المطر .

الكافي ج2ص471ح1.

 


ـــ
ــــ
ـــــ
 

 

آداب الدعاء :

يستحب في الدعاء الرضا عن الله :

عن أبي عبد الله عليه السلام قال : لقي الحسن بن علي عليهما السلام عبد الله بن جعفر فقال : يا عبد الله :

كيف يكون المؤمن مؤمن ، وهو يسخط قسمه ، ويحقر منزلته ، و الحاكم عليه الله ، وأنا الضامن : لمن لم يهجس في قلبه إلا الرضا

 أن يدعو الله فيستجاب له .

الكافي ج2ص62ح11 .

 

وعن أبي عبد الله عليه السلام قال :

إذا دعوت ، فأقبل بقلبك ، وظن حاجتك بالباب .

الكافي ج2ص473ح3.

 


ـــ
ــــ
ـــــ
 

 

 

يجب التوجه لله حين الدعاء بالقلب والحضور ولا غفلة :

عن علي بن حديد : رفعه إلى أبي عبد الله عليه السلام قال :

إذا اقشعر جلدك : ودمعت عيناك ، فدونك دونك ، فقد قصد قصدك  .

الكافي ج2ص478ح8.

عن سليمان بن عمرو قال : سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول :

 إن الله عز وجل : لا يستجيب دعاء بظهر قلب ساه .

فإذا دعوت : فأقبل بقلبك ، ثم استيقن بالإجابة .

الكافي ج2ص473ح2.

وقال أمير المؤمنين صلوات الله عليه :

 لا يقبل الله عز وجل : دعاء قلب لاه

وكان الإمام علي عليه السلام يقول :

إذا دعا أحدكم للميت، فلا يدعو له وقلبه لاه عنه .

ولكن ليجتهد له في الدعاء.

الكافي ج2ص473ح2.

وعن أبي عبد الله عليه السلام قال :

إن الله عز وجل ك لا يستجيب دعاء بظهر قلب قاس .

الكافي ج2ص474ح4.

 

وعن هشام بن الحكم ، عن أبي عبد الله عليه السلام قال :

 لما استسقى رسول الله صلى الله عليه وآله وسقي الناس حتى قالوا : إنه الغرق .

وقال رسول الله صلى الله عليه وآله بيده وردها : اللهم حوالينا ولا علينا.

 قال : فتفرق السحاب .

 فقالوا : يا رسول الله استسقيت لنا فلم نسق ثم استسقيت لنا فسقينا ؟

 قال : إني دعوت وليس لي في ذلك نية ، ثم دعوت ولي في ذلك نية .

الكافي ج2ص474ح5.

يا طيب : يجب الطلب الجدي والقصد لما يحب أن يحققه الله به ، ويشعر بكل وجوده أن الله وحده هو القادر عليه ، فيستجيب الله سبحانه لمن يدعوه متوجها له حقا ، وإن النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم ، قد دعا ولكن في حقيقته كان يحب أن يجري قضاء الله بما قدر سبحانه ولم يكن له طلب حقيقي ، ولكن لما رأى أنه قد أصاب المسلمين القحط وألحوا عليه في الدعاء لكشف الضر طلب من الله ودعاه بنية حتمية تطلب من الله أن يكشف الضر عنهم ويسقيهم من خيراته ، وهكذا في طلبه من الله بأن يصرف المطر إلى ما حول المدينة ، فاستجاب الله دعائه .

 ويا طيب :  إن للدعاء شروط وآداب أخرها فتدبرها في الأحاديث الآتية .


ـــ
ــــ
ـــــ
 

 

يستحب تمجيد الله والصلاة على النبي وآله ثم الدعاء :

 عن علي بن أبي حمزة قال : قال أبو عبد الله عليه السلام لأبي بصير :

 إن خفت أمرا : يكون ، أو حاجة تريدها .

فابدأ : بالله و مجده وأثن عليه كما هو أهله ، وصل على النبي .

وسل حاجتك ، وتباك ولو مثل رأس الذباب .

إن أبي عليه السلام كان يقول : إن أقرب ما يكون العبد من الرب عز وجل وهو ساجد باك .

الكافي ج2ص483ح10.

عن الحارث بن المغيرة قال : سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول :

إياكم : إذا أراد أحدكم أن يسأل من ربه شيئا من حوائج الدنيا والآخرة .

حتى يبدأ : بالثناء على الله عز وجل ، والمدح له والصلاة على النبي ، ثم يسأل الله حوائجه .

الكافي ج2ص484ح1.

 

عن محمد بن مسلم قال : قال أبو عبد الله عليه السلام :

إن في كتاب أمير المؤمنين صلوات الله عليه :

إن المدحة قبل المسألة ، فإذا دعوت الله عز وجل فمجده .

 قلت : كيف أمجده ؟

قال : تقول :  يا من هو أقرب إلي من حبل الوريد ، يا فعالا لما يريد ، يا من يحول بين المرء وقلبه ، يا من هو بالمنظر الأعلى يا من هو ليس كمثله شيء  .

الكافي ج2ص484ح2.

يا طيب : تجد هذه الشروط المستحبة في الدعاء بوفرة في الصحيفة السجادية ، وفيها أعلى الآداب وأكرمها،  فتدبر أدعيتها تعرف حقيقة ما ذكرنا .

 

 عن معاوية بن عمار ، عن أبي عبد الله عليه السلام قال :

 إنما هي المدحة ، ثم الثناء ، ثم الإقرار بالذنب ، ثم المسألة .

إنه والله ما خرج عبد من ذنب إلا بالإقرار .

الكافي ج2ص484ح3.

 

عن حماد ابن عثمان ، عن الحارث بن المغيرة قال : قال أبو عبد الله عليه السلام :

إذا أردت أن تدعو : فمجد الله عز وجل واحمده وسبحه وهلله .

وأثن عليه وصل على محمد النبي وآله ، ثم سل تعط .

الكافي ج2ص485ح5.

 

عن عيص بن القاسم قال : قال أبو عبد الله عليه السلام :

 إذا طلب أحدكم الحاجة : فليثن على ربه وليمدحه ، فإن الرجل إذا طلب الحاجة من السلطان هيأ له من الكلام أحسن ما يقدر عليه ، فإذا طلبتم الحاجة فمجدوا الله العزيز الجبار وامدحوه وأثنوا عليه .

تقول : { يا أجود من أعطى ويا خير من سئل ، يا أرحم من استرحم ، يا أحد يا صمد ، يا من لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد ، يا من لم يتخذ صاحبة ولا ولدا ، يا من يفعل ما يشاء ويحكم ما يريد ويقضي ما أحب ، يا من يحول بين المرء وقلبه ، يا من هو بالمنظر الأعلى ، يا من ليس كمثله شيء ، يا سميع يا بصير .

وأكثر : من أسماء الله عز وجل ، فإن أسماء الله كثيرة .

وصل على محمد وآله .

وقل :  اللهم أوسع علي من رزقك الحلال ما أكف به وجهي ، وأؤدي به عن أمانتي ، وأصل به رحمي ، ويكون عونا لي في الحج والعمرة .

 وقال : إن رجلا دخل المسجد فصلى ركعتين ، ثم سأل الله عز وجل .

 فقال رسول الله صلى الله عليه وآله : عجل العبد ربه .

وجاء آخر : فصلى ركعتين .

 ثم أثنى على الله عز وجل ، وصلى على النبي وآله .

فقال رسول الله صلى الله عليه وآله : سل تعط .

الكافي ج2ص485ح6.

 

 عن أبي كهمس قال : سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول :

دخل رجل المسجد : فابتدأ قبل الثناء على الله ، و الصلاة على النبي .

فقال رسول الله صلى الله عليه وآله : عاجل العبد ربه .

 ثم دخل آخر : فصلى ، وأثنى على الله عز وجل ، وصلى على رسول الله .

فقال رسول الله صلى الله عليه وآله : سل تعطه .

 ثم قال : إن في كتاب علي عليه السلام  :

 أن الثناء على الله : والصلاة على رسوله قبل المسألة .

وإن أحدكم : ليأتي الرجل يطلب الحاجة ، فيحب أن يقول له خيرا ، قبل أن يسأله حاجته .

الكافي ج2ص486ح7.

 

عن العالم الإمام الرضا عليه السلام :

وأفضل الدعاء :

الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وآله .

والدعاء لإخوانك المؤمنين .

ثم الدعاء لنفسك بما أحببت .

وأقرب ما يكون العبد من الله إذا كان في السجود .

فقه الرضا لعلي بن بابويه ص345ب92. مكارم الأخلاق ص389.

 


ـــ
ــــ
ـــــ
 

 

من يحب أن يستجاب له فليطب مكسبه :

 عن أبي عبد الله عليه السلام قال : قلت :

آيتان في كتاب الله عز وجل أطلبهما فلا أجدهما قال : وما هما ؟

 قلت : قول الله عز وجل :

ادعوني أستجب لكم }  فندعوه ولا نرى إجابة .

 قال : أفترى الله عز وجل أخلف وعده ؟ قلت : لا ، قال : فمم ذلك ؟

 قلت : لا أدري .

 قال : لكني أخبرك ، من أطاع الله عز وجل فيما أمره .

 ثم دعاه من جهة الدعاء أجابه .

 قلت : وما جهة الدعاء ؟

قال : تبدأ فتحمد الله ، وتذكر نعمه عندك ، ثم تشكره .

ثم تصلي على النبي .

ثم تذكر ذنوبك فتقر بها ، ثم تستعيذ منها ،  فهذا جهة الدعاء .

ثم قال : وما الآية الأخرى ؟

قلت قول الله عز وجل :

 { وما أنفقتم من شيء فهو يخلفه وهو خير الرازقين } .

 وإني أنفق : ولا أرى خلفا .

قال : أفترى الله عز وجل أخلف وعده ؟ قلت : لا .

 قال : فمم ذلك ؟ قلت لا أدري .

 قال : لو أن أحدكم اكتسب المال من حله وأنفقه في حله .

 لم ينفق درهما إلا اخلف عليه .

الكافي ج2ص486ح8.

 

و عن أبي عبد الله عليه السلام قال :

من سره أن يستجاب له دعوته ، فليطب مكسبه .

الكافي ج2ص486ح9.


ـــ
ــــ
ـــــ
 

 

يستحب الإلحاح بالدعاء والله يحب من يسأله :

عن حنان بن سدير عن أبيه قال: قلت لأبي جعفر عليه السلام: أي العبادة أفضل؟

 فقال : ما من شيء أفضل عند الله عز وجل ، من أن يسأل ويطلب مما عنده .

وما أحد أبغض إلى الله عز وجل ، ممن يستكبر عن عبادته ، ولا يسأل ما عنده .

الكافي ج2ص465ح2باب فضل الدعاء والحث عليه .

 

عن ميسر بن عبد العزيز ، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : قال لي :

يا ميسر : أدع ولا تقل : إن الأمر قد فرغ منه .

 إن عند الله عز وجل : منزلة ، لا تنال إلا بمسألة .

 ولو أن عبدا : سد فاه ولم يسأل ، لم يعط شيئا ، فسل تعط .

يا ميسر : إنه ليس من باب يقرع ، إلا يوشك أن يفتح لصاحبه .

الكافي ج2ص466ح3 باب فضل الدعاء والحث عليه .

 

 عن عمرو بن جميع ، عن أبي عبد الله عليه السلام قال :

من لم يسأل الله عز وجل من فضله ، أفتقر .

الكافي ج2ص466ح4 .

 

 عن حماد بن عيسى ، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : سمعته يقول :

 أدع : ولا تقل قد فرغ من الأمر ، فإن الدعاء هو العبادة .

إن الله عز وجل يقول :

{ إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين }.

 وقال : { أدعوني أستجب لكم } .

الكافي ج2ص467ح5 .

 

 

عن عبد الله بن سنان قال : سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول :

الدعاء يرد القضاء بعد ما ابرم إبراما .

فأكثر من الدعاء : فإنه مفتاح كل رحمة ، ونجاح كل حاجة .

ولا ينال ما عند الله عز وجل إلا بالدعاء .

وإنه ليس باب يكثر قرعه إلا يوشك أن يفتح لصاحبه .

الكافي ج2ص470ح7 .

 

عن أبي ولاد قال : قال أبو الحسن موسى عليه السلام :

 عليكم بالدعاء : فإن الدعاء لله ، والطلب إلى الله ، يرد البلاء .

 وقد قدر وقضي : ولم يبق إلا إمضاؤه .

فإذا دعي الله عز وجل : وسئل صرف البلاء صرفة .

الكافي ج2ص470ح8 .

عن إسحاق بن عمار قال : قال أبو عبد الله عليه السلام :

إن الله عز وجل ليدفع بالدعاء ، الأمر الذي علمه إن يدعى له فيستجيب .

ولو لا ما وفق العبد من ذلك الدعاء ، لأصابه منه ما يجثه من جديد الأرض .

الكافي ج2ص470ح9 .


ـــ
ــــ
ـــــ
 

 

يستحب الدعاء في صغار الأمور وكبيرها :

عن سيف التمار قال : سمعت أبا عبد الله ( عليه السلام ) يقول :

 عليكم بالدعاء : فإنكم لا تقربون بمثله .

ولا تتركوا صغيرة لصغرها أن تدعوا بها .

 إن صاحب الصغار ، هو صاحب الكبار .

الكافي ج2ص467ح6 .


ـــ
ــــ
ـــــ
 

استجابة الدعاء وآثاره

الدعاء شفاء ويدفع البلاء :

عن  الإمام الرضا عليه السلام أنه قال :

لكل داء دواء .

 سألته عن ذلك ؟

فقال : لكل داء دعاء .

 فإذا الهم العليل الدعاء ، فقد أذن في شفائه .

فقه الرضا لعلي بن بابويه ص345ب92. مكارم الأخلاق ص389.

 

عن علاء بن كامل قال : قال لي أبو عبد الله عليه السلام :

عليك بالدعاء

 فإنه شفاء من كل داء .

الكافي ج2ص470ح1 .

 

عن هشام بن سالم قال : قال أبو عبد الله عليه السلام :

هل تعرفون طول البلاء من قصره ؟ قلنا : لا .

 قال : إذا ألهم أحدكم الدعاء عند البلاء ، فاعلموا أن البلاء قصير .

الكافي ج2ص471ح1 .

 

عن ابن محبوب ، عن أبي ولاد قال : قال أبو الحسن موسى عليه السلام :

ما من بلاء : ينزل على عبد مؤمن .

 فيلهمه الله عز و جل الدعاء ، إلا كان كشف ذلك البلاء وشيكا .

وما من بلاء : ينزل على عبد مؤمن فيمسك عن الدعاء .

 إلا كان ذلك البلاء طويلا .

فإذا نزل البلاء : فعليكم بالدعاء والتضرع إلى الله عز وجل .

الكافي ج2ص471ح2.

 

الدعاء يدفع البلاء والقضاء :

وعن الإمام علي بن الحسين عليهما السلام :

إن الدعاء والبلاء ليترافقان إلى يوم القيامة .

 إن الدعاء : ليرد البلاء وقد ابرم إبراما .

الكافي ج2ص469ح4 .

 

عن عمر بن يزيد قال : سمعت أبا الحسن عليه السلام يقول :

 إن الدعاء : يرد ما قد قدر ، وما لم يقدر .

قلت : وما قد قدر عرفته ، فما لم يقدر ؟

قال : حتى لا يكون .

الكافي ج2ص469ح2 .

 

و عن أبي عبد الله - عليه السلام  قال :

 إن الدعاء يرد القضاء ، وقد نزل من السماء وقد ابرم إبراما .

الكافي ج2ص469ح3 .

 

وعن أبي الحسن عليه السلام قال : كان علي بن الحسين عليهما السلام يقول :

 الدعاء : يدفع البلاء النازل ، وما لم ينزل .

 

 الكافي ج2ص469ح5 .

عن زرارة عن أبي جعفر عليه السلام قال :

قال لي : ألا أدلك على شيء لم يستثن فيه رسول الله صلى الله عليه وآله  ؟

 قلت : بلى .

 قال : الدعاء يرد القضاء وقد ابرم إبراما - وضم أصابعه -.

 ( يعني حتى لو كان محكم ).

الكافي ج2ص470ح6 .

عن عبيد بن زرارة ، عن أبيه ، عن رجل قال : قال أبو عبد الله عليه السلام :

 الدعاء هو العبادة .

التي قال الله عز وجل :

{ إن الذين يستكبرون عن عبادتي . . } .

 أدع الله عز وجل ، ولا تقل : إن الأمر قد فرغ منه .

قال زرارة : إنما يعني لا يمنعك إيمانك بالقضاء والقدر ، أن تبالغ بالدعاء وتجتهد فيه .

الكافي ج2ص467ح7 .

 


ـــ
ــــ
ـــــ
 

 

يستحب التقدم بالدعاء قبل البلاء :

عن هشام ابن سالم ، عن أبي عبد الله عليه السلام قال :

من تقدم في الدعاء : استجيب له إذا نزل به البلاء .

وقالت الملائكة : صوت معروف ، ولم يحجب عن السماء .

ومن لم يتقدم في الدعاء ، لم يستجب له إذا نزل به البلاء .

وقالت الملائكة : إن ذا الصوت لا نعرفه .

الكافي ج2ص472ح1.

 

عن هارون بن خارجة ، عن ابي عبد الله عليه السلام قال :

إن الدعاء : في الرخاء ، يستخرج الحوائج في البلاء .

الكافي ج2ص472ح3.

 

عن سماعة قال : قال أبو عبد الله عليه السلام :

من سره : أن يستجاب له في الشدة ، فليكثر الدعاء في الرخاء .

الكافي ج2ص472ح4.

 

عن محمد بن مسلم ، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : كان جدي يقول :

 تقدموا في الدعاء : فإن العبد إذا كان دعاء فنزل به البلاء فدعا .

 قيل : صوت معروف .

وإذا لم يكن دعاء : فنزل به بلاء ، فدعا ، قيل : أين كنت قبل اليوم .

الكافي ج2ص472ح5.

عن عنبسة عن أبي عبد الله عليه السلام قال :

 من تخوف من بلاء يصيبه ، فتقدم فيه بالدعاء .

 لم يره الله عز وجل ذلك البلاء أبدا .

الكافي ج2ص472ح2.

 

وكان علي بن الحسين عليهما السلام يقول :

 الدعاء بعدما ينزل البلاء لا ينتفع به .

الكافي ج2ص472ح6.

 

عن العالم الإمام الرضا عليه السلام :

وإن الله : يؤخر إجابة المؤمن شوقا إلى دعائه .

 ويقول : صوت أحب أن أسمعه .

ويعجل إجابة دعاء المنافق ويقول : صوت أكره سماعه .

فقه الرضا لعلي بن بابويه ص345ب92. مكارم الأخلاق ص389.

لذا يا طيب : ستحب الإلحاح بالدعاء كما في الموضوع الآتي .

 


ـــ
ــــ
ـــــ
 

 

 

يستحب تطويل الدعاء والإلحاح و عدم العجلة :

عن أبي الصباح عن أبي عبد الله عليه السلام قال :

 إن الله عز وجل :

كره إلحاح الناس بعضهم على بعض في المسألة ، وأحب ذلك لنفسه .

 إن الله عز وجل : يحب أن يسأل ويطلب ما عنده .

الكافي ج2ص475ح4.

 

وقال أبو عبد الله عليه السلام :

إن العبد : إذا دعا ، لم يزل الله تبارك وتعالى في حاجته ، ما لم يستعجل .

الكافي ج2ص474ح1.

يشير الحديث : إلى استحباب الإلحاح والتأني في الدعاء والطلب وعدم العجلة وترك الدعاء بكلمات قصيرة جدا ، ويشرحه الحديث الآتي .

عن أبي عبد الله عليه السلام قال :

 إن العبد : إذا عجل فقام لحاجته يقول الله تبارك وتعالى :

 أما يعلم عبدي أني أنا الله الذي أقضي الحوائج .

الكافي ج2ص474ح2.

 

عن الوليد بن عقبة الهجري قال : سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول :

 والله : لا يلح عبد مؤمن على الله عز وجل في حاجته ، إلا قضاها له .

الكافي ج2ص475ح3.

 

وعن الإمام أبي جعفر الباقر عليه السلام قال :

 لا والله : لا يلح عبد على الله عز وجل ، إلا استجاب الله له .

الكافي ج2ص475ح5.

 

و قال رسول الله صلى الله عليه وآله :

رحم الله : عبدا ، طلب من الله عز وجل حاجة ، فألح في الدعاء
 استجيب له أو لم يستجب  له وتلا هذه الآية :{ وأدعو ربي عسى ألا أكون بدعاء ربي شقيا } .

الكافي ج2ص475ح6.


ـــ
ــــ
ـــــ
 

 

 

أسباب بطئ وتأخر استجابة الدعاء :

يا طيب : عرفت أنه على المؤمن أن يلح في الدعاء ويكثر منه ، ويدعو الله بفنون الأدعية وأنواعها ، وما يناسب شأن حاجته ، والله يحب دعاء العبد المؤمن ويؤخره لما فيه صلاحه ، ولما يكون فيه قربه منه ، ولذا قد يؤخر الدعاء إذا كان لم يضر بالمؤمن وفيه ما يجعله مع الله داعيا متوسلا به ، ويكون بذكره مقربا عنده ومحبوبا لديه ، وهذه غاية المؤمن الواقعية ، ونيته الصادقة ، وحاجته الحقيقة التي توسل لله بأن يقضيها له ، وإن طلب غيرها في ظاهر قوله ودعائه ، لأنه بكل وجوده يقول رضا برضاك ليس لنا معبودا سواك ، وما عبدناك حق عبادتك لأنا لم نعرفك حق معرفته ، وما تدخره لنا مما يصلح أمورنا وأحوالنا حتى تدخلنا جنتك أبدا ونعيمك المقيم خالدا ، هو الذي فيه خيرنا وصلاحنا وما نطلبه منك حقيقة بكل وجودنا وأحوالنا ودعائنا  .

ولذا قد يؤخر : الدعاء للنية الباطنية ، ولحب الله للعبد ليكون معه مناجيا وداعيا ، ولذا كان الإلحاح كما عرفت في الأحاديث السابقة ، سببا لبيان الحاجة ومصداقا لطلبها جدا من الله فيقضيها لعبده المؤمن حين يطلب ويلح ، وهذا هو الخير كله بأن يرضانا سبحانه عبادا له ويحب صوتنا ودعائنا ومناجاتنا وعبادتنا له .

وأما غير المؤمن : فالله سبحانه من يتوجه له منهم يقضي حوائجهم في الدنيا ، وليس لهم في الآخرة نصيب ، وهذا شر ليس بعده شره ، والمؤمن له في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة .

ويا طيب : لمعرفة سبب تأخير الدعاء عن المؤمن ، تدبر الأحاديث الآتية ، وتذكر أنه على المؤمن أن يلح بالدعاء ، وما يؤخره الله في كل الخير والثواب الجزيل وما فيه صلاح عباده المؤمنين .

 

وعن أحمد بن محمد بن أبي نصر قال : قلت لأبي الحسن الرضا عليه السلام  :

جعلت فداك : إني قد سألت الله حاجة منذ كذا وكذا سنة ، وقد دخل قلبي من إبطائها شيء ؟

 فقال عليه السلام : يا أحمد إياك والشيطان ، أن يكون له عليك سبيل حتى يقنطك .

 إن أبا جعفر عليه السلام كان يقول : إن المؤمن : يسأل الله عز وجل حاجة ، فيؤخر عنه تعجيل إجابته حبا لصوته واستماع نحيبه .

 ثم قال : والله ما أخر الله عز وجل عن المؤمنين ما يطلبون من هذه الدنيا ، خير لهم مما عجل لهم فيها ، وأي شيء الدنيا ؟

 إن أبا جعفر عليه السلام كان يقول :

 ينبغي للمؤمن : أن يكون دعاؤه في الرخاء نحوا من دعائه في الشدة ، ليس إذا أعطي فتر .

 فلا تمل الدعاء : فإنه من الله عز وجل بمكان .

وعليك : بالصبر ، وطلب الحلال ، وصلة الرحم .

وإياك : ومكاشفة الناس ، فإنا أهل البيت نصل من قطعنا .

 ونحسن إلى من أساء إلينا ، فنرى : والله في ذلك العاقبة الحسنة .

إن صاحب النعمة في الدنيا : إذا سأل فأعطي ، طلب غير الذي سأل ، وصغرت النعمة في عينه ، فلا يشبع من شيء ، وإذا كثرت النعم كان المسلم من ذلك على خطر للحقوق التي تجب عليه ، وما يخاف من الفتنة فيها .

 أخبرني عنك : لو أني قلت لك قولا أكنت تثق به مني ؟

فقلت له : جعلت فداك إذا لم أثق بقولك ، فبمن أثق .

 وأنت حجة الله على خلقه ؟

 قال : فكن بالله أوثق  ، فإنك على موعد من الله ، أليس الله عز وجل يقول :

{ وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع دعان } .

 وقال : { لا تقنطوا من رحمة الله } .

 وقال : { والله يعدكم مغفرة منه وفضلا } .

 فكن بالله عز وجل : أوثق منك بغيره ، ولا تجعلوا في أنفسكم إلا خيرا ، فإنه مغفور لكم .

الكافي ج2ص488ح1.

 

عن منصور الصيقل قال : قلت لأبي عبد الله عليه السلام :

 ربما دعا الرجل بالدعاء ، فأستجيب له ، ثم اخر ذلك إلى حين ؟

قال : فقال : نعم .

 قلت : ولم ذاك ، ليزداد من الدعاء ؟

قال : نعم .

الكافي ج2ص489ح2.

 

و عن حديد ، عن أبي عبد الله عليه السلام قال :

 إن العبد : ليدعو .

فيقول الله عز وجل للملكين : قد استجبت له ، ولكن احبسوه بحاجته ، فإني أحب أن أسمع صوته.

 وإن العبد : ليدعو ، فيقول الله تبارك وتعالى : عجلوا له حاجته فإني أبغض صوته .

الكافي ج2ص489ح3.

 

وعن إسحاق بن عمار قال : قلت لأبي عبد الله عليه السلام :

 يستجاب للرجل الدعاء ثم يؤخر قال : نعم عشرين سنة .

الكافي ج2ص489ح4.

 

و عن أبي عبد الله عليه السلام قال :

 كان بين قول الله عز وجل : { قد أجيبت دعوتكما } .

 وبين أخذ فرعون ، أربعين عاما .

الكافي ج2ص490ح5.

يا طيب : نص الآيات وقصة موسى عليه السلام في قوله تعالى :

{ وَقَالَ مُوسَى رَبَّنَا إِنَّكَ آتَيْتَ فِرْعَوْنَ وَمَلأهُ زِينَةً وَأَمْوَالاً فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا رَبَّنَا لِيُضِلُّواْ عَن سَبِيلِكَ  رَبَّنَا اطْمِسْ عَلَى أَمْوَالِهِمْ وَاشْدُدْ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَلاَ يُؤْمِنُواْ حَتَّى يَرَوُاْ الْعَذَابَ الأَلِيمَ (88)

قَالَ قَدْ أُجِيبَت دَّعْوَتُكُمَا

فَاسْتَقِيمَا وَلاَ تَتَّبِعَآنِّ سَبِيلَ الَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ (89)

وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ  الْبَحْرَ فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ وَجُنُودُهُ بَغْيًا وَعَدْوًا حَتَّى إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ آمَنتُ أَنَّهُ لا إِلِهَ إِلاَّ الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو  إِسْرَائِيلَ وَأَنَاْ مِنَ الْمُسْلِمِينَ (90) آلآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ (91) } يونس .

 

وعن أبي بصير قال : سمعت  أبا عبد الله عليه السلام يقول :

إن المؤمن : ليدعو ، فيؤخر إجابته إلى يوم الجمعة .

الكافي ج2ص490ح6.

 

قال أبو عبد الله عليه السلام :

 إن العبد الولي لله : يدعو الله عز وجل في الأمر ينوبه .

 فيقول للملك الموكل به : اقض لعبدي حاجته ولا تعجلها ، فإني أشتهي أن أسمع نداءه وصوته .

 وإن العبد : العدو لله ، ليدعو الله عز وجل في الأمر ينوبه .

فيقال للملك الموكل به : أقض لعبدي حاجته ، وعجلها .

فإني : أكره أن أسمع نداءه وصوته .

قال : فيقول الناس : ما أعطي هذا إلا لكرامته ، ولا منع هذا إلا لهوانه .

الكافي ج2ص490ح7.

 

عن أبي بصير ، عن أبي عبد الله عليه السلام قال :

لا يزال المؤمن : بخير ورجاء ، رحمة من الله عز وجل ما لم يستعجل ، فيقنط ويترك الدعاء . قلت له : كيف يستعجل ؟

قال : يقول : قد دعوت منذ كذا وكذا ، وما أرى الإجابة .

الكافي ج2ص490ح8.

 

 عن إسحاق ابن عمار ، عن أبي عبد الله عليه السلام قال :

 إن المؤمن : ليدعو الله عز وجل في حاجته .

فيقول الله عز وجل : أخروا إجابته ، شوقا إلى صوته ودعائه .

فإذا كان : يوم القيامة ، قال الله عز وجل : عبدي ! دعوتني فأخرت إجابتك وثوابك كذا وكذا ، ودعوتني في كذا وكذا فأخرت إجابتك وثوابك كذاو كذا .

قال : فيتمنى المؤمن أنه لم يستجب له دعوة في الدنيا مما يرى من حسن الثواب .

الكافي ج2ص490ح9.

 

 


ـــ
ــــ
ـــــ
 

 

 

 

مستحبات أخرى للتوجه لله بالدعاء

 

يستحب الاجتماع في الدعاء وعمومه :

 عن أبي خالد قال : قال أبو عبد الله عليه السلام :

 ما من رهط : أربعين رجلا ، اجتمعوا ، فدعوا الله عز وجل في أمر ، إلا استجاب الله لهم .

فإن لم يكونوا أربعين : فأربعة ، يدعون الله عز وجل عشر مرات .

 إلا استجاب الله لهم .

فإن لم يكونوا أربعة : فواحد يدعو الله أربعين مرة .

 فيستجيب الله العزيز الجبار له .

الكافي ج2ص487ح1.

 

 عن عبد الأعلى ، عن أبي عبد الله عليه السلام قال :

 ما اجتمع : أربعة رهط قط على أمر واحد ، فدعوا الله ، إلا تفرقوا عن إجابة .

الكافي ج2ص487ح2.

 

عن أبي عبد الله عليه السلام قال : كان أبي عليه السلام :

إذا حزنه أمر ، جمع النساء والصبيان .

 ثم دعا ، وأمنوا .

الكافي ج2ص487ح3.

 

عن السكوني ، عن أبي عبد الله عليه السلام قال :

 الداعي والمؤمن ، في الأجر شريكان .

الكافي ج2ص487ح4.

 

قال رسول الله صلى الله عليه وآله :

 إذا دعا أحدكم : فليعم ، فإنه أوجب للدعاء .

الكافي ج2ص487ح1.


ـــ
ــــ
ـــــ
 

 

 

يستحب تسمية الحاجة حين الدعاء والعمل لها بعده :

وعن أبي عبد الله الإمام الصادق عليه السلام قال :

 إن الله تبارك وتعالى : يعلم ما يريد العبد إذا دعاه .

ولكنه : يحب أن تبث إليه الحوائج ، فإذا دعوت فسم حاجتك .

وفي حديث آخر قال :

إن الله عز وجل يعلم حاجتك وما تريد ، ولكن يحب أن تبث إليه الحوائج .

الكافي ج2ص476ح1.

 

وقال صلى الله عليه وآله وسلم :

 الداعي والمؤمن في الأجر شريكان .

الداعي بلا عمل ، كالرامي بلا وتر .

الإمامة والتبصرة لابن بابويه القمي  ص 179 .


ـــ
ــــ
ـــــ
 

 

يستحب الدعاء تضرعا وسرا وخفية :

قال الله تعالى :

 

{ أَلاَ لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ تَبَارَكَ اللّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ (54)

ادْعُواْ رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ (55)

وَلاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاَحِهَا

وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعً إِنَّ رَحْمَتَ اللّهِ قَرِيبٌ مِّنَ الْمُحْسِنِينَ (56)} الأعراف.  

 

عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام قال :

إذا رق : أحدكم ، فليدع ، فإن القلب لا يرق حتى يخلص .

الكافي ج2ص477ح5.

 

عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال :

 دعوة العبد : سرا دعوة واحدة ، تعدل سبعين دعوه علانية .

وفي رواية أخرى : دعوة تخفيها ، أفضل عند الله من سبعين دعوة تظهرها .

الكافي ج2ص476ح1.


ـــ
ــــ
ـــــ
 

 

 

يستحب الدعاء في الأوقات والأماكن الشريفة :

قال الإمام أبو عبد الله الصادق عليه السلام :

 اطلبوا الدعاء في أربع ساعات :

 عند هبوب الرياح .

وزوال الأفياء ( الظهر والمغرب ) .

ونزول القطر .

 وأول قطرة من دم القتيل المؤمن .

 فإن أبواب السماء تفتح عند هذه الأشياء .

الكافي ج2ص477ح1.

 

قال أبو عبد الله عليه السلام :

يستجاب الدعاء في أربعة مواطن :

في الوتر ، وبعد الفجر ، و بعد الظهر ، وبعد المغرب .

الكافي ج2ص477ح2.

 

وقال أمير المؤمنين عليه السلام :

 اغتنموا الدعاء عند أربع :

 عند قراءة القرآن ، وعند الأذان .

 وعند نزول الغيث ، وعند التقاء الصفين للشهادة .

الكافي ج2ص477ح3.

 

 عن عبد الله ابن عطاء ، عن أبي جعفر عليه السلام قال :

 كان أبي : إذا كانت له إلى الله حاجة ، طلبها في هذه الساعة .

 يعني زوال الشمس .

الكافي ج2ص477ح4.

 

عن أبي عبد الله عليه السلام قال :

 كان أبي : إذا طلب الحاجة طلبها عند زوال الشمس .

فإذا أراد ذلك : قدم شيئا فتصدق به ، وشم شيئا من طيب .

وراح إلى المسجد : ودعا في حاجته بما شاء الله .

الكافي ج2ص477ح7.

 

و قال رسول الله صلى الله عليه وآله :

 خير وقت : دعوتم الله عز وجل فيه ، الأسحار .

 وتلا هذه الآية في قول يعقوب عليه السلام : { سوف أستغفر لكم ربي } .

 قال : أخرهم إلى السحر .

الكافي ج2ص477ح6.

عن أبي الصباح الكناني عن أبي جعفر عليه السلام قال :

 إن الله عز وجل : يحب من عباده المؤمنين كل دعاء .

فعليكم بالدعاء : في السحر إلى طلوع الشمس ، فإنها ساعة :

تفتح فيها أبواب السماء ، وتقسم فيها الأرزاق ، وتقضى فيها الحوائج العظام .

الكافي ج2ص478ح9.

 

 

عن عمر بن اذينة قال : سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول :

 إن في الليل لساعة : ما يوافقها عبد مسلم ، ثم يصلي ، ويدعو الله عز وجل فيها ، إلا استجاب له في كل ليلة . قلت : أصلحك الله وأي ساعة هي من الليل ؟

قال : إذا مضى نصف الليل ، وهي السدس الأول من أول النصف .

الكافي ج2ص478ح10.


ـــ
ــــ
ـــــ
 

 

 

 

يستحب في الدعاء رفع الأيدي أو تقليبها ومعاني أحوالها :

يا طيب : معاني الأدعية والتضرع لله سبحانه ، وأحوال الإنسان في تقليب يديه والطلب من الله سبحانه ، لها أسماء منها : لرغبة والرهبة والتضرع والتبتل والابتهال والاستعاذة والمسألة ، وسترى معانيها في الأدعية ، وقد يختلف التعريف لها  لبعض أحوال الإنسان فتدبر ، ولا تتعجب مما تراه من بعض المؤمنين حين يقلب يديه في الدعاء :

 

وعن أبي عبد الله عليه السلام قال :

الرغبة : أن تستقبل ببطن كفيك إلى السماء .

والرهبة : أن تجعل ظهر كفيك إلى السماء .

 وقوله : { وتبتل إليه تبتيلا } ، قال : الدعاء بأصبع واحدة تشير بها .

والتضرع : تشير بأصبعيك وتحركهما .

والابتهال : رفع اليدين وتمدهما ، وذلك عند الدمعة ، ثم ادع .

الكافي ج2ص479ح1.

 

عن محمد بن مسلم قال : سألت أبا جعفر عليه السلام عن قول الله عز وجل :

{ فما استكانوا لربهم وما يتضرعون } .

فقال : الاستكانة : هو الخضوع .

والتضرع : هو رفع اليدين والتضرع بهما .

الكافي ج2ص479ح2.

 

وعن أبي عبد الله عليه السلام قال :

ذكر الرغبة : وأبرز باطن راحتيه إلى السماء .

 وهكذا الرهبة : وجعل ظهر كفيه إلى السماء .

وهكذا التضرع : وحرك أصابعه يمينا وشمالا .

وهكذا التبتل : ويرفع أصابعه مرة ويضعها مرة .

وهكذا الابتهال: ومد يده تلقاء وجهه إلى القبلة ، ولا يبتهل حتى تجري الدمعة.

الكافي ج2ص480ح3.

 

وعن الإمام أبي عبد الله عليه السلام قال :

ما أبرز عبد يده : إلى الله العزيز الجبار .

إلا استحيا الله عز وجل : أن يردها صفرا .

حتى يجعل فيها من فضل رحمته ما يشاء .

فإذا دعا أحدكم فلا يرد يده ، حتى يمسح على وجهه ورأسه .

الكافي ج2ص471ح2.

 

 عن علي ابن جعفر ، عن أخيه موسى عليه السلام ، قال :

 التبتل : أن تقلب كفيك في الدعاء إذا دعوت .

والابتهال : أن تبسطهما وتقدمهما .

 والرغبة : أن تستقبل براحتيك السماء ، وتستقبل بهما وجهك .

والرهبة : أن تكفئ كفيك فترفعهما إلى الوجه .

والتضرع : أن تحرك إصبعيك وتشير بهما .

وفي حديث آخر : إن البصبصة : أن ترفع سبابتيك إلى السماء وتحركهما ، وتدعو .

مسائل علي بن الإمام جعفر الصادق عليه السلام  ص 336 ح829 . معاني الأخبار ص369ج2 ..

 

 

عن العلاء عن محمد بن مسلم قال : سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول :

 مر بي رجل : وأنا أدعو في صلاتي بيساري ، فقال : يا أبا عبد الله بيمينك .

فقلت : يا عبد الله ، إن لله تبارك وتعالى حقا على هذه كحقه على هذه .

وقال عليه السلام :

الرغبة : تبسط يديك وتظهر باطنهما .

والرهبة : تبسط يديك وتظهر ظهرهما .

والتضرع : تحرك السبابة اليمنى يمينا وشمالا .

والتبتل : تحرك السبابة اليسرى ترفعها في السماء رسلا وتضعها .

 والابتهال : تبسط يديك وذراعيك إلى السماء ، والابتهال حين ترى أسباب البكاء .

الكافي ج2ص480ح4.

 

عن أبي بصير عن  أبي عبد الله عليه السلام قال: سألته عن الدعاء ورفع اليدين؟

فقال : على أربعة أوجه : أما التعوذ فتستقبل القبلة بباطن كفيك .

وأما الدعاء في الرزق : فتبسط كفيك وتفضي بباطنهما إلى السماء .

وأما التبتل : فإيماء بأصبعك السبابة .

وأما الابتهال : فرفع يديك تجاوز بهما رأسك .

ودعاء التضرع : أن تحرك أصبعك السبابة مما يلي وجهك ، وهو دعاء الخيفة .

الكافي ج2ص480ح5.

 

 عن محمد بن مسلم قال : سألت أبا جعفر عليه السلام عن قول الله عز وجل :

{ فما استكانوا لربهم وما يتضرعون } .

قال : الاستكانة هي الخضوع ، والتضرع رفع اليدين والتضرع بهما .

 

 عن محمد بن مسلم وزرارة قالا : قلنا لأبي عبد الله عليه السلام :

كيف المسألة إلى الله تبارك وتعالى ؟ قال : تبسط كفيك .

قلنا : كيف الاستعاذة ؟ قال : تفضى بكفيك .

والتبتل : الإيماء بالأصبع ، والتضرع : تحريك الأصبع .

والابتهال أن تمد يديك جميعا .

الكافي ج2ص481ح6.

 

يستحب البكاء أو التباكي حين الدعاء :

عن محمد بن مروان قال : سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول :

 ما من شيء : إلا وله كيل ووزن ، إلا الدموع .

 فإن القطرة منها تطفئ بحارا من النار .

فإذا اغرورقت : العين بمائها ، لم يرهق وجهه قتر ولا ذلة .

فإذا فاضت : حرمه الله على النار ، ولو أن باكيا بكى في أمة لرحموا .

الكافي ج2ص482ح1.

 

 عن محمد بن مروان ، عن أبي عبد الله عليه السلام قال :

ما من عين : إلا وهي باكية يوم القيامة ، إلا عينا بكت من خوف الله .

وما اغرورقت عين : بمائها من خشية الله عز وجل ، إلا حرم الله عز وجل سائر جسده على النار .

ولا فاضت على خده : فرهق ذلك الوجه قتر ولا ذلة .

وما من شيء : إلا وله كيل ووزن إلا ، الدمعة ، فإن الله عز وجل يطفئ باليسير منها ، البحار من النار ، فلو أن عبدا بكى في أمة لرحم الله عز وجل تلك الأمة ببكاء ذلك العبد .

الكافي ج2ص482ح2.

 

وعن أبي جعفر عليه السلام قال :

ما من قطرة : أحب إلى الله عز وجل .

 من قطرة دموع في سواد الليل ، مخافة من الله ، لا يراد بها غيره .

 

عن إسحاق بن عمار قال : قلت لأبي عبد الله عليه السلام :

 أكون أدعو فأشتهي البكاء ، ولا يجيئني .

وربما ذكرت بعض من مات من أهلي ، فأرق ، وأبكي ، فهل يجوز ذلك ؟

فقال : نعم فتذكرهم ، فإذا رققت فأبك وادع ربك تبارك وتعالى .

الكافي ج2ص483ح7.

 

عن عنبسة العابد قال : قال أبو عبد الله عليه السلام :

إن لم تكن بك بكاء فتباك .

الكافي ج2ص483ح8.

 

وعن سعيد بن يسار بياع السابري قال : قلت لأبي عبد الله عليه السلام :

إني أتباكى في الدعاء وليس لي بكاء ؟

 قال : نعم ولو مثل رأس الذباب .

الكافي ج2ص483ح9.

 

 عن إسماعيل البجلي عن أبي عبد الله عليه السلام قال :

إن لم يجئك البكاء فتباك ، فان خرج منك مثل رأس الذباب فبخ بخ .

 الكافي ج2ص483ح11.

 

الكافي ج2ص482ح3.

و عن أبي عبد الله عليه السلام قال : كل عين باكية يوم القيامة إلا ثلاثة :

عين : غضت عن محارم الله .

وعين : سهرت في طاعة الله .

وعين : بكت في جوف الليل من خشية الله .

الكافي ج2ص482ح4.

 

عن ابن أبي عمير ، عن رجل من أصحابه قال : قال أبو عبد الله عليه السلام :

 أوحى الله عز وجل إلى موسى عليه السلام : أن عبادي لم يتقربوا إلي بشيء أحب إلي من ثلاث  خصال . قال موسى : يا رب وما هن ؟  قال : يا موسى :

الزهد : في الدنيا ، والورع عن المعاصي ، والبكاء من خشيتي .

قال موسى : يا رب فما لمن صنع ذا ؟

 فأوحى الله عز وجل إليه : يا موسى :

أما الزاهدون في الدنيا : ففي الجنة .

وأما البكاؤون من خشيتي : ففي الرفيع الأعلى لا يشاركهم أحد .

وأما الورعون عن معاصي : فإني أفتش الناس ولا أفتشهم .

الكافي ج2ص482ح6.


ـــ
ــــ
ـــــ
 

 

 

 

قصص وأحاديث في أهمية الدعاء :

 

عن يعقوب بن شعيب ، عن أبي عبد الله عليه السلام قال :

أوحى الله عز وجل : إلى آدم عليه السلام ، إني سأجمع لك الكلام في أربع كلمات .

 قال : يا رب وما هن ؟

قال : واحدة لي ، وواحدة لك ، وواحدة فيما بيني وبينك ، وواحدة فيما بينك وبين الناس .

قال : يا رب بينهن لي حتى أعلمهن .

 قال : أما التي لي : فتعبدني ، لا تشرك بي شيئا .

وأما التي لك : فأجزيك بعملك أحوج ما تكون إليه .

وأما التي بيني وبينك : فعليك الدعاء وعلي الإجابة .

وأما التي بينك وبين الناس : فترضى للناس ما ترضى لنفسك ، وتكره لهم ما تكره لنفسك . .

الكافي ج2ص146ح13 .

 

 عن الإمام علي بن الحسين عليهم السلام قال :

مر موسى بن عمران عليه السلام : برجل وهو رافع يده إلى السماء يدعو الله ، فأنطلق موسى في حاجته ، فبات سبعة أيام ، ثم رجع إليه ، وهو رافع يده إلى السماء .

فقال : يا رب هذا عبدك رافع يديه إليك يسألك حاجته ، ويسألك المغفرة منذ سبعة أيام لا تستجيب له !

 قال : فأوحى الله إليه يا موسى لو دعاني حتى يسقط يداه ، أو ينقطع لسانه ما استجبت له حتى يأتيني من الباب الذي أمرته .

 المحاسن لأحمد بن محمد بن خالد البرقي ج1ص224 ح141 .

 

عن محمد بن مسلم ، عن الصادق أو الباقر عليهما السلام قال :

 قلت : إنا لنرى الرجل له عبادة واجتهاد وخشوع ، ولا يقول بالحق فهل ينفعه ذلك شيئا ؟

 فقال : يا أبا محمد إنما مثل أهل البيت مثل أهل بيت كانوا في بني إسرائيل ، كان لا يجتهد أحد منهم أربعين ليلة إلا دعا فأجيب ، وإن رجلا منهم اجتهد أربعين ليلة ، ثم دعا فلم يستجب له .

فأتى عيسى ابن مريم عليه السلام : يشكوا إليه ما هو فيه ويسأله الدعاء .

قال : فتطهر عيسى وصلى ، ثم دعا الله عز وجل ، فأوحى الله عز وجل إليه .

يا عيسى : إن عبدي أتاني من غير الباب الذي أؤتى منه ، إنه دعاني وفي قلبه شك منك ، فلو دعاني حتى ينقطع عنقه ، وتنتثر أنامله ما استجبت له .

قال فالتفت إليه عيسى عليه السلام فقال: تدعو ربك وأنت في شك من نبيه ؟

 فقال : يا روح الله وكلمته ، قد كان والله ما قلت ، فادع الله لي أن يذهب به عني . قال : فدعا له عيسى عليه السلام .

فتاب الله عليه : وقبل منه ، وصار في حد أهل بيته .

الكافي ج2ص400ح8 .

 

 عن إسحاق بن عمار ، عن أبي عبد الله عليه السلام قال :

إن الله جبل النبيين على نبوتهم ، فلا يرتدون أبدا .

وجبل الأوصياء على وصاياهم ، فلا يرتدون أبدا .

وجبل بعض المؤمنين على الإيمان ، فلا يرتدون أبدا .

ومنهم من أعير الإيمان عارية ، فإذا هو دعا وألح في الدعاء مات على الإيمان .

الكافي ج2ص419ح5 .

 

يا طيب : علينا أن نثق بالله ونتوكل عليه في كل أمورنا ونتوجه له بكل أحوالنا ، ولا يحق لنا أن نقنط من رحمة الله ، فإن الله يقضي لنا ما فيه مصالحنا ويجعلنا معه وفي نعيمه الدائم ، والله سبحانه يستجيب لعبده المؤمن إن ألح بالدعاء والتوسل به ، ولكن بما فيه صلاحه وخيره دنيا وآخرة ، وهذا هو غاية كل مؤمن ، لأن قضاء حوائج الدنيا قد يضر بالإنسان فينسى الله ولا يتوجه له بعد أن ينعم عليه .

وإن الله سبحانه يحب : أن يدعوه العبد ويطلب منه بكل وجوده ودائما ، ويلح ووفق الشروط التي ذكرت في الدعاء من تمجيد الله سبحانه ، ومن شكره ، والاستغفار ، والصلاة على النبي وآله ، ليرتفع الدعاء ، وكل هذا تراه في كل أدعية الصحيفة السجادية : بأفضل العبارة وأكرم البيان ، وبأدعيتها يتوجه العبد المؤمن لله سبحانه بكل إخلاص ، وتجعله يرق ويقصد الله بكل وجوده ، فيستجاب دعاءه ويكون فيها إلحاح وطلب واقعي ، فتقضي بفضل الله حوائج العبد المؤمن ، وتجعله يستجيب له بما فيه كل خير وصلاح ودنيا وآخرة .

يا طيب : بعد أن عرفنا هذه الآيات والأحاديث التي تحبب لنا الدعاء وتشوقنا للتوسل بالله ، وتجعلنا بكل نية صادقة وإخلاص نطلب ما عند الله سبحانه .

 نذكر الأحاديث والأدعية المرافقة للصلاة على محمد وآله ، ومع هذه المقدمة من الأحاديث وأحاديث أخرى ترفقها .

 كملحق للصحيفة السجادية والأدعية الملحقة بها .

فكان هذا القسم من البحث كخاتمة تشوقنا للدعاء بأدعية الصحيفة السجادية.

ويأتي القسم الآتي يشوقنا بالصلاة على النبي وآله والدعاء المرافق لها .

ويا طيب : هذه بين يديك أعلى الأدعية وأفضلها ، وأجمل الذكر وأحسنه ، فأدعو الله وأعبده بها ، وتوسل به وأطلب منه حسب شأنك ، وأذكره بما يناسب الأحوال ، فإنها فيها كل ما يحتاجه المؤمن في كل أموره وظروفه وحاجاته ، وأسأل الله العلي العظيم الحميد المجيد أن يصلي على محمد وآله محمد ، وأن يستجيب لنا ولكم ، ويجعلنا من أولياءه وأحباه ، إنه ولي حميد وهو أرحم الراحمين ورحم الله من قال آمين يا رب العالمين .

 

 

 

 


ـــ
ــــ
ـــــ
 

 

يا طيب : إن أحببت أن يستجاب دعائك

أو حببت أن لا يكون مجلسك حسرة يوم القيامة

وإن حببت الثواب والحسنات وخيرات الله وبركاته

إن أحببت ذكر الله وتمجيده وشكره

إن أحببت أن تتوجه له

بأفضل الدعاء

والصلاة

والذكر

فهذه الصحيفة السجادية كاملة

أو ما أستخرج منها من مختصر

الدعاء والصلاة

بين يديك

فتدبرها مشكورا

 

 


ـــ
ــــ
ـــــ
 

 

 

 

توجد الصحيفة السجادية

وما أستخرج منها على الصفحات التالية

http://www.114.ir

http://www.114.ir/jar.htm

http://www.114.ir/jarf.htm

و

نرحب لأخوة الطيبين

 في

موسوعة صحف الطيبين

 والعناوين الفرعية التابعة لها

خادم علوم آل محمد عليهم السلام

http://www.mowswoat-suhofe-alltyybeyyn.org

http://www.msn313.com

http://www.teb.114.ir

http://www.iriq.ir

 

وهذه صحيفة برنامج سبحان الله

فيها كثير من الأدعية والأذكار

http://www.mowswoat-suhofe-alltyybeyyn.org/barnimjsbhinalihtaili/index.htm

 

وهذه صحيفة الطيبين

في تعريف المؤمنين وما يقرب لله رب العالمين

http://www.mowswoat-suhofe-alltyybeyyn.org/suhofealltyybeyyn/index.htm

إلى المائة الثانية من الصلاة على محمد وآله محمد
مع دعاء مناسب لها والمستخرجة من الصحيفة السجادية

 


ـــ
ــــ
ـــــ

 

 

يا طيب : إن نص
 الصحيفة السجادية
هو
 المنشورة على موقع مكتبة الرشاد
ولم أعرف الموقع المصدر الناشر لها أولا
لأن الصحيفة السجادية منشورة على عدة مواقع
وفي كثير من الأقراص المضغوطة مثل قرص
المعجم الفقهي ، ونور الأحاديث ، ونور الجنان
وغيرها الكثير من المواقع والأقراص
فجزا الله من كتبها ونشرها ودعا بها كل خير
ونسألكم الدعاء والزيارة

وأعدها للعرض على الانترنيت بهذا الشكل
دون كتابتها وعلى المبايل

  خادم علوم آل محمد عليهم السلام
الشيخ حسن الأنباري
موسوعة صحف الطيبين
http://www.114.ir
 

 

 

 

فهرس الصحيفة السجادية     ــــ   المائة صلاة الثانية

نص الصحيفة السجادية كاملة
ورد 2007
    ورد 2003

نص الصحيفة السجادية كاملة ويب