صحيفة زواج النورين

علي المرتضى عليه السلام فاطمة الزهراء عليها السلام

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد
نرحب بكم يا طيب في

موسوعة صحف الطيبين

في أصول الدين وسيرة المعصومين



التحكم بالصفحة + = -
❀✺✸☼❋❉❈❊

تكبير النص وتصغيره


النص المفضل

لون النص والصفحة
حجم النص

____ لون النص ____

أحمر | أزرق | أخضر | أصفر |
أسود | أبيض | برتقالي | رمادي |

____ لون الخلفية ____





المقدمة : تهنئة بالزواج المبارك

بسم الله الرحمن الرحيم : والحمد لله : رب العالمين ، والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله الطيبين الطاهرين .

هنيئا لكم يا أخوتي في الإيمان : حلول يوم من أجمل أيام الله تعالى في أرضه وسماءه وجنته ، وهو اليوم 1 الأول من ذي الحجة من السنة 2 الثانية من الهجرة ، وهو يوم زواج النورين ، زواج سيد الأوصياء وأمير المؤمنين علي بن أبي طالب ، من سيدة النساء فاطمة الزهراء بنت سيد المرسلين محمد صلى الله عليهم وسلم ، لينتج لنا الذرية الطيبة سيدي شباب أهل الجنة الحسن والحسين ، والأئمة من ذريتهم والسادة من نسل سادة التكوين وحجج الله المعصومين ، وبحلول هذا اليوم المبارك في كل سنة ، تجدد أحلى ذكرى لمناسبة ظهور نور الله المشرق في أرضه بعد السماء ، وهو يوم الكرامة وكوثر الخير لحبيبه ونبيه المصطفى صلى الله عليهم وسلم .

 فنزف فرحا وسرورا : وأحل التبريك وأجمل التهاني لمولانا صاحب العصر والزمان وولي الله في أرضه الإمام المهدي الحجة بن الحسن عجل الله فرجه الشريف ، ولمراجع الأمة وعلماءه ولكل الشيعة الطيبين والمؤمنين الخيرين .

 فبمناسبة زواج النورين : سيد الأوصياء وأمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام ، وسيدة نساء العالمين بضعة رسول الله وكوثر خيره فاطمة الزهراء البتول المرضية صلى الله عليهم وسلم أجمعين .

 وهما : أكرم مخلوقين لله تعالى بعد نبيه ، في كل مراتب الوجود أعلاه في عليين و إلى أرضه نازلين ، وهم من لهم من الله تعالى أفضل وأعلى كرامة في التكوين ، وهم أفضل وأحسن الخلق شأنا وجاها ومنزلة وبركة وخير وعلم وهدى ودين وعبودية لرب العالمين ونجاة لمن تولاهم من المؤمنين .

فأبارك لكم الأفراح : يا طيبين ، بمناسبة شهر الله ذي الحجة ، شهر الإيمان والولاية وبالخصوص بزواج النورين في أوله وفيه تبليغ الولي لسورة براءة ، وبداية دعاء وواعدنا بصلاة مخصوصة حتى يوم العيد وهو استعداد للغدير  .

 وهذا بحث فيوم زواج النورين : وهو يوم الزوج والزوجة وتقديرها  وشكر سعيه وسعيها في حفظ البيت والعائلة ، فيشمل الفرح والسرور كل أب وأم وأبناء وعائله ، لزواج أم الأئمة وأبو الأئمة عليهم السلام ، فيحسن من الأبناء تكريم أبويهم مجتمعين في هذا اليوم المبارك وتقديم الهدايا لهم بقدر الوسع والطاقة ، وإظهار الفرح بهذه المناسبة الكريم ، لنتجمع مع أهل وآل الطيب والطاهرة صلى الله عليهم وسلم ، ونقتدي بهم ونسير على هديهم .

ويا طيب : تجد في هذ الصحيفة المختصرة لبيان زواج النورين ، بيان مقدمة كريمة في معرفة أهمية زواج النورين في السماء وكيفيته وأحواله وكيفية العقد والزواج لهم ، وبيان الفرق عن تزوج النبي أو زواج غيرها مما يقال من بناته الأخريات ، وبيان آيات الإمامة المختصة بهم ، وكيف أنه تفسر نتيجة هذا الزواج المبارك ونصه وكيفيته مكتوبا ، عن محاضرة ألقيت في أول ذي الحجة سنة 1428 كانون الأول سنة 2007 م في غرفة الحق على برنامج الباتلوك قبل ظهور برامج الجوال.

 وهي للشيخ حسن الأنباري و رحمه الله إذ قال :

رب العلى لعلي وفاطمة في السماء زوج

ولولا على لم يكن كفؤا لفاطمة و لا زوج

وفرح النبي والآل ولينكر هذا بالعراقي زوج

ما عرف كالشيعة فضائل الأنوار الأولية

 

شرح معنى زوج في الأبوذية :

زوج : زوَّج عقد القرآن ، زوَّج فلانًا بامرأةٍ : جعله يتزوَّجها، أنكحه إيّاها : قُرنت بأجسادها أو بأشكالها أو بأعمالها ، زَوَّجَ الأَشْياءَ قَرَنَ بَعْضَها بِبَعْضٍ .

زوج : زَوْجُ: البَعْلُ، والزَّوْجَةُ، وخِلافُ الفَرْدِ .

زوج : باللهجة العراقية مخربط قشمر لا يفهم مغلوب على عقله .

 

ورحم الله: الشيخ حسن الأنباري إذ قال دارمي يشوقنا لقراءة صحيفة زواج النورين :

في أول ذي الحجة بعد الهجرة في سنة اثنين

تم بأمر الله تعالى ورسوله نبينا زواج النورين

 

وتم اقتران أفضل وأكرم مخلوقين لرب العالمين

بعد نبينا أبو فاطمة أخو علي سيد المرسلين

 

كانوا نورا وحدا أول التكون رسول الله وأمير المؤمنين

وأتحد بعد انقسامه في عبد الله وأبو طالب الطاهرين

 

فأبارك بفرح وسرور لكل موالي ومواليه ووالدين

يوم الزوج والزوجة بمناسبة زواج والدي الحسنين

 

فأقراء وتدبر بتمعن يا طيب قصة أكرم خيرين

وأفرح وسر الأهل وكرم بما تيسر لك كل زوجين

 

 

 

ملخص عمر النورين :

 الإمام علي عليه السلام : عمره  والذي ضربة سيف في عمره الشريف تساوي عبادة الثقلين :

ولد عليه السلام : ( 10 ) قبل النبوة ، و (13) بعد النبوة بمكة ، و (10) بالمدينة ، و (30) بعد النبي صلى الله عليه وآله  .

وعلى هذا يقتضي : أن يكون عمر الإمام عليه السلام ، (63) ثلاث وستين سنه ، وبذلك ساوى الله سني عمره بسني عمر النبي صلى الله عليه وآله وسلم .

وعمره : خمسة عشرون مثل رسول الله حين تزوج خديجة عمره 25 .

 المناقب ج3 ص356.

 

ولدت فاطمة عليها السلام :

بمكة : بعد النبوة 5 بخمس سنين ، و بعد الإسراء بثلاث سنين ، في 20 العشرين من جمادى الآخرة .

وأقامت فاطمة : مع أبيها بمكة 8 ثماني سنين ، ثم هاجرت بعده مع علي إلى المدينة ، فزوجها من علي بعد مقدمها المدينة 2 بسنتين أول يوم من ذي الحجة .

المناقب ج3 ص356.

 

وقيل : كان زواجها في يوم الثلاثاء لست خلون من ذي الحجة بعد بدر .

 المناقب ج3 ص356.

و قبض النبي صلى الله عليه وآله وسلم : ولفاطمة عليها السلام يومئذ ثماني عشرة سنة و سبعة أشهر ، و عاشت بعده اثنان و سبعون يوما ، و يقال : خمسة و سبعون يوما ، و قيل أربعة أشهر

و قال القرباني : قد قيل : توفيت بعد أبيها بأربعين يوما ، و هو أصح .

و ولدت فاطمة الحسن : و لها 12 اثنتا عشرة سنة ، و توفيت ليلة الأحد لثلاث عشرة ليلة خلت من شهر ربيع الآخر سنة إحدى عشرة من الهجرة ، و مشهده بالبقيع ، و قالوا : إنها دفنت في بيتها ، و قالوا : قبرها بين قبر رسول الله و بين منبره .

و كنى فاطمة : أم الحسن و أم الحسين و أم المحسن و أم الأئمة و أم أبيها.

المناقب ج3 ص356.

وأسماؤها : على ما ذكره أبو جعفر القمي :

فاطمة ، البتول ، الحصان ، الحرة ، السيدة ، العذراء ، الزهراء ، الحوراء ، المباركة ، الطاهرة ، الزكية ، الراضية ، المرضية ، المحدثة ، مريم ، الكبرى ، الصديقة الكبرى .

 

نسبا وصهرا للنورين :

يا طيب : آيات كثيرة في شأن أهل البيت عليهم السلام ، مثل المباهلة والمودة والقربى والأنفال والتطهير وغيرها الكثير ، ولكن نذكر ما يناسب المقام من زواج النورين عليهم السلام .

في المناقب لابن شهرآشوب‏ :  عن ابن عباس و ابن مسعود و جابر و البراء و أنس و أم سلمة و السدي و ابن سيرين و الباقر  في قوله تعالى : { وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْمَاء بَشَرًا فَجَعَلَهُ نَسَبًا وَصِهْرًا وَكَانَ رَبُّكَ قَدِيرًا (54)  } الفرقان .

قَالُوا : هُوَ مُحَمَّدٌ وَ عَلِيٌّ وَ الْحَسَنُ وَ الْحُسَيْنُ عليهم السلام .

{ وَ كانَ رَبُّكَ قَدِيراً } الْقَائِمُ فِي آخِرِ الزَّمَانِ .

لِأَنَّهُ : لَمْ يَجْتَمِعْ نَسَبٌ وَ سَبَبٌ فِي الصَّحَابَةِ وَ الْقَرَابَةِ إِلَّا لَهُ ، فَلِأَجْلِ ذَلِكَ اسْتَحَقَّ الْمِيرَاثَ بِالنَّسَبِ وَ السَّبَبِ .

وَ فِي رِوَايَةٍ : الْبَشَرُ الرَّسُولُ ، وَ النَّسَبُ فَاطِمَةُ ، وَ الصِّهْرُ عَلِيٌّ صلى الله عليهم وسلم .

بحار الأنوار ج43ص106ح22 .

 

وفي الخرائج و الجرائح‏ :

 عُوتِبَ : النَّبِيُّ صلى الله عليه وآله  فِي أَمْرِ فَاطِمَةَ .

فَقَالَ صلى الله عليه وآله وسلم :

 لَوْ لَمْ يَخْلُقِ اللَّهُ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ مَا كَانَ لِفَاطِمَةَ كُفْوٌ .

وَ فِي خَبَرٍ : لَوْلَاكَ ، لَمَّا كَانَ لَهَا كُفْوٌ عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ .

 وعرفنا نص الحديث السابق :

و قالوا : تزوج النبي صلى الله عليه وآله وسلم من الشيخين ، و زوج من عثمان بنتين .

قُلْنَا : التَّزْوِيجُ لَا يَدُلُّ عَلَى الْفَضْلِ ، وَ إِنَّمَا هُوَ مَبْنِيٌّ عَلَى إِظْهَارِ الشَّهَادَتَيْنِ.

ثُمَّ إِنَّهُ صلى الله عليه وآله وسلم : تَزَوَّجَ فِي جَمَاعَةٍ .

وَ أَمَّا عُثْمَانُ : فَفِي زَوَاجِهِ خِلَافٌ كَثِيرٌ ، وَ أَنَّهُ كَانَ زَوَّجَهُمَا مِنْ كَافِرَيْنِ قَبْلَهُ ، وَ لَيْسَتْ حُكْمُ فَاطِمَةَ مِثْلَ ذَلِكَ .

لِأَنَّهَا عليها السلام : وَلِيدَةُ الْإِسْلَامِ ، وَ مِنْ أَهْلِ الْعَبَاءِ ، وَ الْمُبَاهَلَةِ ، وَ الْمُهَاجَرَةِ فِي أَصْعَبِ وَقْتٍ ، وَ وَرَدَ فِيهَا آيَةُ التَّطْهِيرِ ، وَ افْتَخَرَ جَبْرَئِيلُ بِكَوْنِهِ مِنْهُمْ .

وَ شَهِدَ اللَّهُ : لَهُمْ بِالصِّدْقِ ، وَ لَهَا أُمُومَةُ الْأَئِمَّةِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ .

وَ مِنْهَا : الْحَسَنُ وَ الْحُسَيْنُ وَ عَقِبُ الرَّسُولِ .

 وَ هِيَ : سَيِّدَةُ نِسَاءِ الْعَالَمِينَ ، وَ زَوْجُهَ مِنْ أَصْلِهَا ، وَ لَيْسَ بِأَجْنَبِيٍّ .

وَ أَمَّا الشَّيْخَانِ : فَقَدْ تَوَسَّلَا إِلَى النَّبِيِّ ص بِذَلِكَ ، وَ أَمَّا عَلِيٌّ فَتَوَّسَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وآله إِلَيْهِ ، بَعْدَ مَا رَدَّ خِطْبَتَهُمَا .

وَ الْعَاقِدُ : بَيْنَهُمَا هُوَ اللَّهُ تَعَالَى ، وَ الْقَابِلُ جَبْرَئِيلُ،  وَ الْخَاطِبُ رَاحِيلُ ، وَ الشُّهُودُ حَمَلَةُ الْعَرْشِ ، وَ صَاحِبُ النِّثَارِ رِضْوَانُ ، وَ طَبَقُ النِّثَارِ شَجَرَةُ طُوبَى ، وَ النِّثَارُ الدُّرُّ وَ الْيَاقُوتُ وَ الْمَرْجَانُ .

وَ الرَّسُولُ :  هُوَ الْمَشَّاطَةُ ، وَ أَسْمَاءُ صَاحِبَةُ الْحَجَلَةِ ، وَ وَلِيدُ هَذَا النِّكَاحِ الْأَئِمَّةُ عليه السلام .

مناقب آل أبي طالب عليهم السلام لابن شهرآشوب ج2182 / فصل في المصاهرة مع النبي . بحار الأنوار ج43 ص106ب5ح21.

 

هبن لنا قرة أعين للنورين :

يا طيب : هذه آية كريمة لا يستحقها إلا الطاهرين الطيبين من آل محمد صلى الله عليهم وسلم ، وكانت في قنوة أمير المؤمنين عليه السلام ، فاستجاب الله له ، فجعل الأئمة من ذريته ، وطهرهم وأمر بودهم ، قال الله تعالى :

{ وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا

مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ

وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا (74)

 أُوْلَئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِمَا صَبَرُوا وَيُلَقَّوْنَ فِيهَا تَحِيَّةً وَسَلَامًا (75) خَالِدِينَ فِيهَا حَسُنَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامً (76) قُلْ مَا يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي لَوْلَا دُعَاؤُكُمْ فَقَدْ كَذَّبْتُمْ فَسَوْفَ يَكُونُ لِزَامًا (77) } الفرقان.

 

في المناقب : عن أبو نعيم الفضيل بن دكين عن سفيان عن الأعمش عن مسلم البطين ، عن سعيد بن جبير في قوله تعالى‏: { وَ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّن هَبْ لَنا مِنْ أَزْواجِنا وَ ذُرِّيَّاتِنا .... الْآيَةَ } .

قَالَ : نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ وَ اللَّهِ خَاصَّةً فِي أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عليه السلام .

 قَالَ : كَانَ أَكْثَرُ دُعَائِهِ ، يَقُولُ‏ :

{ رَبَّنا هَبْ لَنا مِنْ أَزْواجِنا } يَعْنِي فَاطِمَةَ .

{ وَ ذُرِّيَّاتِنا } يَعْنِي الْحَسَنَ وَ الْحُسَيْنَ‏ .

{ قُرَّةَ أَعْيُنٍ‏ } قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ : وَ اللَّهِ مَا سَأَلْتُ رَبِّي وَلَداً نَضِيرَ الْوَجْهِ ، وَ لَا سَأَلْتُ وَلَداً حَسَنَ الْقَامَةِ ، وَ لَكِنْ سَأَلْتُ رَبِّي وُلْداً مُطِيعِينَ لِلَّهِ خَائِفِينَ وَجِلِينَ مِنْهُ ، حَتَّى إِذَا نَظَرْتُ إِلَيْهِ وَ هُوَ مُطِيعٌ لِلَّهِ ، قَرَّتْ بِهِ عَيْنِي .

قَالَ‏ : { وَ اجْعَلْنا لِلْمُتَّقِينَ‏ إِماماً } قَالَ : نَقْتَدِي بِمَنْ قَبْلَنَا مِنَ الْمُتَّقِينَ فَيَقْتَدِي الْمُتَّقُونَ بِنَ مِنْ بَعْدِنَا .

وَ قَالَ اللَّهُ‏ : { أُوْلئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِم صَبَرُوا } يَعْنِي عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ وَ الْحَسَنَ وَ الْحُسَيْنَ وَ فَاطِمَةَ .

{ وَ يُلَقَّوْنَ فِيها تَحِيَّةً وَ سَلاماً خالِدِينَ فِيه حَسُنَتْ مُسْتَقَرًّا وَ مُقاما }

مناقب آل أبي طالب عليهم السلام لابن شهرآشوب ج3ص380 .

 

وعن أبي هارون العبدي : عن أبي سعيد الخدري ، في قول الله عز و جل { { رَبَّنا هَبْ لَنا مِنْ أَزْواجِنا وَ ذُرِّيَّاتِنا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَ اجْعَلْنا لِلْمُتَّقِينَ إِماماً } .

 قَالَ رَسُولُ اللَّهِ : لِجَبْرَئِيلَ ، مِنْ أَزْواجِن ؟

قَالَ : خَدِيجَةُ .

قَالَ : وَ ذُرِّيَّاتِنا ؟

قَالَ : فَاطِمَةُ .

قَالَ : قُرَّةَ أَعْيُنٍ ؟

قَالَ : الْحَسَنُ وَ الْحُسَيْنُ .

قَالَ : وَ اجْعَلْنا لِلْمُتَّقِينَ إِماماً ؟

 قَالَ : عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ أَجْمَعِينَ

ويا طيب : وهذه الآية كانت في قنوت الإمام علي عليه السلام دائما كما صرح به مرارا ، ولم يقنت بها غيره ولم ينقل عنهم قبله ولا معه ولا بعده بمدة :

ولذا نصت الإمامة له ولولده المعصومين بعده كما فسرو قوله تعالى :

 { يَوْمَ نَدْعُو كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ

فَمَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَأُوْلَئِكَ يَقْرَؤُونَ كِتَابَهُمْ وَلاَ يُظْلَمُونَ فَتِيلاً (71) وَمَن كَانَ فِي هَذِهِ أَعْمَى فَهُوَ فِي الآخِرَةِ أَعْمَى وَأَضَلُّ سَبِيلاً (72) } الإسراء .

وهذا نص كتاب الله فيهما :

إذ علي وفاطمة والنبي سادة الوجود وخير خلق الله وهم أفضل مصداق وتطبيق نص لهذه الآية الكريم في قوله تعالى :

{ وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْمَاء بَشَرًا فَجَعَلَهُ نَسَبً وَصِهْرًا وَكَانَ رَبُّكَ قَدِيرًا (54)

وَيَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنفَعُهُمْ وَلَا يَضُرُّهُمْ وَكَانَ الْكَافِرُ عَلَى رَبِّهِ ظَهِيرًا

وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا مُبَشِّرًا وَنَذِيرًا (56)

قُلْ مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ

إِلَّا مَن شَاء أَن يَتَّخِذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِيلًا(57) } الفرقان.

فكانوا عليهم السلام : هم السبيل إلى الله تعالى ، لقوله سبحانه :

{ قُلْ مَا سَأَلْتُكُم مِّنْ أَجْرٍ

فَهُوَ لَكُمْ

إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى اللَّهِ

وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (47) قُلْ إِنَّ رَبِّي يَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَّامُ الْغُيُوبِ (48) قُلْ جَاء الْحَقُّ وَمَا يُبْدِئُ الْبَاطِلُ وَمَا يُعِيدُ (49) } سبأ .

فأجر الرسالة : نفعه وفائدة لنا ، وأجر رسول الله ليس من بل الله يأجره ، فلذا كان أجر مودة قرباه الناتج من الزواج المبارك أئمة معصومين من ذريتهم ، هو قول الحق البين النازل لنا من السماء ، والذي هو بشرى لعباد الله المؤمنين لأنه حسنة مزادة ويغفر الذنوب ويشكر الله به السعي لأنه وفق صراطه المستقيم الحق ، وكما قال الله تعالى :

{ ذَلِكَ الَّذِي يُبَشِّرُ اللَّهُ عِبَادَهُ الَّذِينَ آمَنُو وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ

قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا

إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى

وَمَن يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَّزِدْ لَهُ فِيهَ حُسْنًا

إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ شَكُورٌ (23)

 أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا فَإِن يَشَأِ اللَّهُ يَخْتِمْ عَلَى قَلْبِكَ وَيَمْحُ اللَّهُ الْبَاطِلَ وَيُحِقُّ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ (24) } الشورى .

ويؤيد ما ذكرنا : النص القرآني من كلام الله تعالى في أهل البيت عليهم السلام ، ويقر له كل مسلم ولا يخالفه إلا ضال ملعون ، كما في قول الله عز وجل :

{ فَمَنْ حَآجَّكَ فِيهِ مِن بَعْدِ مَا جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ

فَقُلْ تَعَالَوْاْ نَدْعُ

أَبْنَاءنَا وَأَبْنَاءكُمْ

وَنِسَاءنَا وَنِسَاءكُمْ

وَأَنفُسَنَا وأَنفُسَكُمْ

ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَل لَّعْنَةُ اللّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ (61)

إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْقَصَصُ الْحَقُّ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلاَّ اللّهُ وَإِنَّ اللّهَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (62) } آل عمران .

فمن ينكر هذا : كما في نص الآيات أعلاه فهو كاذب ملعون ، وهذ قصص الحق من زواج فاطمة وذريتهم وشأن الإمامة والولاية والسيادة لهم من الله ، فهم حجج الله وأولياء أمره في عباده ، وكل من خالفهم مردود الحجة ولا برهان له ولا شأن له مهما كان ، ولذا :

 

 

 

الخطبة وزواج النورين

يا طيب : إن نور سيد المرسلين وآله الطيبين الطاهرين هو نور عالي وأول الوجود الممكن ظهورا وخلقا وتجليا لله تعالى ، وقد كتبنا في صحيفة فاطمة الزهراء عليها السلام بعض المراتب في ظهوره في مراتب التكوين حتى ولادتها وظهوره في الأرض ، وبعض الأمور الله قضاها من الأزل ليس لأحد فيها الاختيار ، فهو أعلم بخلق وأختبرهم فوجدهم أهلا لأن يكون أس وأساس التكوين وأول نور وظهور له فكرمهم بكل كرامة ، وظهورهم في الأرض أيضا مقدر مقضي ممضي له ، وزواج فاطمة وعلي عليهم السلام مما قرر الله تعالى ، ولكن لتمضي الأمور وفق ما قدر لها ، جاءت وقائع التكوين ومنه زواج النورين عليهم السلام ، ومن الجهل كان خطبتها من بعض من كان مع النبي قبل عليه السلام ، فلذا ذكر :

 

بعض من خطب فاطمة :

ابن شاهين المروزي : في كتاب فضائل فاطمة عليها السلام ، بإسناده عن الحسين بن واقد عن أبي بريدة عن أبيه و البلاذري في التاريخ بأسانيده :

أن أبا بكر خطب إلى النبي  فاطمة عليها السلام.

فَقَالَ : أَنْتَظِرُ لَهَا الْقَضَاءَ .

ثم خطب إليه عمر فقال : أنتظر لها القضاء .... الخبر .

خطبة فاطمة في السماء والأرض وزواجها:

 و قد اشتهر : في الصحاح بالأسانيد ، عن أمير المؤمنين عليه السلام و ابن عباس ، و ابن مسعود ، و جابر الأنصاري ، و أنس بن مالك ، و البراء بن عازب ـ و أم سلمة ، بألفاظ مختلفة و معاني متفقة :

أن أبا بكر و عمر : خَطَبَا إِلَى النَّبِيِّ فَاطِمَةَ مَرَّةً بَعْدَ أُخْرَى ، فَرَدَّهُمَا .

 و روى أحمد في الفضائل عن بريدة : أن أبا بكر و عمر خطب إلى النبي ص فاطمة.

فقال : إنها صغيرة .

 و روى ابن بطة في الإبانة : أنه خطبها عبد الرحمن ، فلم يجبه .

 و في رواية غيره أنه قال : بكذا من المهر.

فغضب صلى الله عليه وآله وسلم : و مد يده إلى حصى فرفعها ، فسبحت في يده ، فجعلها في ذيله فصارت درا و مرجانا ، يعرض به جواب المهر .

 

زوج الله فاطمة بعلي :

في تاريخي الخطيب : و البلاذري ، و حلية أبي نعيم ،  و إبانة العكبري ، عن سفيان الثوري عن الأعمش عن الثوري عن علقمة عن ابن مسعود قال : أصاب فاطمة : صبيحة يوم العرس رعدة .

فقال لها النبي صلى الله عليه وآله وسلم : يَا فَاطِمَةُ : زَوَّجْتُكِ سَيِّداً فِي الدُّنْيَا ، وَ إِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لِمِنَ الصَّالِحِينَ .

يَا فَاطِمَةُ : لَمَّا أَرَادَ اللَّهُ تَعَالَى أَنْ يُمْلِكَكِ‏ بِعَلِيٍّ ، أَمَرَ اللَّهُ تَعَالَى جَبْرَئِيلَ فَقَامَ فِي السَّمَاءِ الرَّابِعَةِ ، فَصَفَّ الْمَلَائِكَةَ صُفُوفاً ، ثُمَّ خَطَبَ عَلَيْهِمْ ، فَزَوَّجَكِ مِنْ عَلِيٍّ .

ثُمَّ أَمَرَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ : شَجَرَ الْجِنَانِ ، فَحَمَلَتِ الْحُلِيَّ وَ الْحُلَلَ ، ثُمَّ أَمَرَهَا فَنَثَرَتْهُ عَلَى الْمَلَائِكَةِ ، فَمَنْ أَخَذَ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَيْئاً أَكْثَرَ مِمَّا أَخَذَ غَيْرُهُ ، افْتَخَرَ بِهِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ .

قَالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ : لَقَدْ كَانَتْ فَاطِمَةُ عليه السلام تَفْتَخِرُ عَلَى النِّسَاءِ ، لِأَنَّهَا مَنْ خَطَبَ عَلَيْهَا جَبْرَئِيلُ عليه السلام .

وَ لَمَّا خَطَبَ عَلِيٌّ عليه السلام قَالَ :

 سَمِعْتُكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ تَقُولُ : كُلُّ سَبَبٍ وَ نَسَبٍ مُنْقَطِعٌ إِلَّا سَبَبِي وَ نَسَبِي .

فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وآله :

 أَمَّا السَّبَبُ : فَقَدْ سَبَّبَ اللَّهُ .

وَ أَمَّا النَّسَبُ : فَقَدْ قَرَّبَ اللَّهُ .

وَ هَشَّ وَ بَشَّ : فِي وَجْهِهِ .

وَ قَالَ : أَ لَكَ شَيْ‏ءٌ أُزَوِّجُكَ مِنْهَا .

فَقَالَ : لَا يَخْفَى عَلَيْكَ حَالِي ، إِنَّ لِي فَرَساً وَ بَغْلًا ، وَ سَيْفاً وَ دِرْعاً .

فَقَالَ : بِعِ الدِّرْعَ .

 وَ رُوِيَ : أَنَّهُ أَتَى سَلْمَانُ إِلَيْهِ .

وَ قَالَ : أَجِبْ رَسُولَ اللَّهِ :

 فَلَمَّا دَخَلَ عَلَيْهِ‏ قَالَ : أَبْشِرْ يَا عَلِيُّ ، فَإِنَّ اللَّهَ قَدْ زَوَّجَكَ بِهَا فِي السَّمَاءِ قَبْلَ أَنْ أُزَوِّجَكَهَ فِي الْأَرْضِ ، وَ لَقَدْ أَتَانِي مَلَكٌ ، وَ قَالَ أَبْشِرْ يَا مُحَمَّدُ بِاجْتِمَاعِ الشَّمْلِ ، وَ طَهَارَةِ النَّسْلِ .

قُلْتُ : وَ مَا اسْمُكَ قَالَ نَسْطَائِيلُ ، مِنْ مُوَكَّلِي قَوَائِمِ الْعَرْشِ ، سَأَلْتُ اللَّهَ هَذِهِ الْبِشَارَةَ وَ جَبْرَئِيلُ عَلَى أَثَرِي .

وعن أبو بريدة ، عن أبيه : أن عليا عليه السلام خطب فاطمة .

فقال له النبي صلى الله عليه وآله وسلم : مَرْحَباً وَ أَهْلً .

فقيل لعلي : يَكْفِيكَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ  إِحْدَاهُمَا ، أَعْطَاكَ الْأَهْلَ ، وَ أَعْطَاكَ الرَّحْبَ .

وعن ابن بطة : و ابن المؤذن و السمعاني في كتبهم ، بالإسناد عن ابن عباس و أنس بن مالك قالا :

بَيْنَمَا رَسُولُ اللَّهِ : جَالِسٌ ، إِذْ جَاءَ عَلِيٌّ.

فَقَالَ : يَا عَلِيُّ ، مَا جَاءَ بِكَ ؟

قَالَ : جِئْتُ أُسَلِّمُ عَلَيْكَ .

قَالَ صلى الله عليه وآله: هَذَا جَبْرَئِيلُ يُخْبِرُنِي ، أَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ زَوَّجَكَ فَاطِمَةَ .

وَ أَشْهَدَ : عَلَى تَزْوِيجِهَا أَرْبَعِينَ أَلْفَ مَلَكٍ .

وَ أَوْحَى اللَّهُ : إِلَى شَجَرَةِ طُوبَى ، أَنِ انْثُرِي عَلَيْهِمُ الدُّرِّ وَ الْيَاقُوتَ ، فَنَثَرَتْ عَلَيْهِمُ الدُّرَّ وَ الْيَاقُوتَ ، فَابْتَدَرْنَ إِلَيْهِ الْحُورُ الْعِينُ يَلْتَقِطْنَ فِي أَطْبَاقِ الدُّرِّ وَ الْيَاقُوتِ .

وَ هُنَّ يَتَهَادَيْنَهُ : بَيْنَهُنَّ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ، وَ كَانُوا يَتَهَادَوْنَ ، وَ يَقُولُونَ : هَذِهِ تُحْفَةُ خَيْرِ النِّسَاءِ .

 و في رواية ابن بطة : عن عبد الله ، فَمَنْ أَخَذَ مِنْهُ يَوْمَئِذٍ شَيْئاً أَكْثَرَ مِمَّا أَخَذَ صَاحِبُهُ أَوْ أَحْسَنَ ، أفْتَخَرَ بِهِ عَلَى صَاحِبِهِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ .

 وعن ابن مردويه في كتابه : بإسناده عن علقمة قال :

لَمَّا تَزَوَّجَ : عَلِيٌّ فَاطِمَةَ ، تَنَاثَرَ ثِمَارُ الْجَنَّةِ عَلَى الْمَلَائِكَةِ .

وعن عبد الرزاق : بإسناده إلى أم أيمن في خبر طويل عن النبي :

وَ عَقَدَ : جَبْرَئِيلُ وَ مِيكَائِيلُ فِي السَّمَاءِ نِكَاحَ عَلِيٍّ وَ فَاطِمَةَ ، فَكَانَ جَبْرَئِيلُ الْمُتَكَلِّمَ عَنْ عَلِيٍّ ، وَ مِيكَائِيلُ الرَّادَّ عَنِّي .

 و في حديث خباب بن الأرت :

أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى : أَوْحَى إِلَى جَبْرَئِيلَ :

زَوِّجِ : النُّورَ مِنَ النُّورِ .

وَ كَانَ : الْوَلِيُّ اللَّهَ ، وَ الْخَطِيبُ جَبْرَئِيلَ ، وَ الْمُنَادِي مِيكَائِيلَ ، وَ الدَّاعِي إِسْرَافِيلَ ، وَ النَّاثِرُ عِزْرَائِيلَ ، وَ الشُّهُودُ مَلَائِكَةَ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرَضِينَ .

ثُمَّ أَوْحَى : إِلَى‏ شَجَرَةِ طُوبَى ، أَنِ انْثُرِي مَ عَلَيْكِ ، فَنَثَرَتِ الدُّرَّ الْأَبْيَضَ ، وَ الْيَاقُوتَ الْأَحْمَرَ ، وَ الزَّبَرْجَدَ الْأَخْضَرَ ، وَ اللُّؤْلُؤَ الرَّطْبَ ، فَبَادَرْنَ الْحُورُ الْعِينُ يَلْتَقِطْنَ ، وَ يَهْدِينَ بَعْضُهُنَّ إِلَى بَعْضٍ .

وعن الإمام الصَّادِقُ عليه السلام فِي خَبَرٍ:

أَنَّهُ دَعَاهُ : رَسُولُ اللَّهِ وَ قَالَ : أَبْشِرْ يَا عَلِيُّ ، فَإِنَّ اللَّهَ قَدْ كَفَانِي مَا كَانَ هَمَّنِي مِنْ تَزْوِيجِكَ .

 

 

خطبة علي لفاطمة :

يا طيب : ما مر أحاديث يغلب عليها تزويج علي فاطمة في السماء وهو أمر مقضي ، ومقادير الخطبة والزواج في الأرض نذكر بعض الأحاديث  ، خطبة علي لفاطمة عليهما السلام :

في الأمالي للشيخ الطوسي  : عن الْمُفِيدُ بسنده عَنْ  الضَّحَّاكِ بْنِ مُزَاحِمٍ قَالَ :

سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ عليه السلام يَقُولُ : أَتَانِي أَبُو بَكْرٍ وَ عُمَرُ فَقَالَا : لَوْ أَتَيْتَ رَسُولَ اللَّهِ ص فَذَكَرْتَ لَهُ فَاطِمَةَ .

قَالَ " فَأَتَيْتُهُ فَلَمَّا رَآنِي رَسُولُ اللَّهِ ص ضَحِكَ ، ثُمَّ قَالَ : مَا جَاءَ بِكَ يَا أَبَا الْحَسَنِ حَاجَتُكَ ؟

قَالَ : فَذَكَرْتُ لَهُ قَرَابَتِي وَ قِدَمِي فِي الْإِسْلَامِ وَ نُصْرَتِي لَهُ وَ جِهَادِي .

فَقَالَ : يَا عَلِيُّ صَدَقْتَ ، فَأَنْتَ أَفْضَلُ مِمَّا تَذْكُرُ .

فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ فَاطِمَةُ تُزَوِّجُنِيهَا .

فَقَالَ: يَا عَلِيُّ إِنَّهُ قَدْ ذَكَرَهَا قَبْلَكَ رِجَالٌ ، فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لَهَا ، فَرَأَيْتُ الْكَرَاهَةَ فِي وَجْهِهَا .

وَ لَكِنْ عَلَى رِسْلِكَ : حَتَّى أَخْرُجَ إِلَيْكَ ، فَدَخَلَ عَلَيْهَا فَقَامَتْ ، فَأَخَذَتْ رِدَاءَهُ ، وَ نَزَعَتْ نَعْلَيْهِ ، وَ أَتَتْهُ بِالْوَضُوءِ فَوَضَّأَتْهُ بِيَدِهَا ، وَ غَسَلَتْ رِجْلَيْهِ ، ثُمَّ قَعَدَتْ .

فَقَالَ لَهَا : يَا فَاطِمَةُ .

فَقَالَتْ : لَبَّيْكَ لَبَّيْكَ حَاجَتُكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ .

قَالَ : إِنَّ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ مَنْ قَدْ عَرَفْتِ قَرَابَتَهُ وَ فَضْلَهُ وَ إِسْلَامَهُ ، وَ إِنِّي قَدْ سَأَلْتُ رَبِّي أَنْ يُزَوِّجَكِ خَيْرَ خَلْقِهِ وَ أَحَبَّهُمْ إِلَيْهِ ، وَ قَدْ ذَكَرَ مِنْ أَمْرِكِ شَيْئاً ، فَمَا تَرَيْنَ ، فَسَكَتَتْ وَ لَمْ تُوَلِّ وَجْهَهَا ، وَ لَمْ يَرَ فِيهِ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وآله كَرَاهَةً .

فَقَامَ:  وَ هُوَ يَقُولُ اللَّهُ أَكْبَرُ سُكُوتُهَا إِقْرَارُهَا.

 فَأَتَاهُ جَبْرَئِيلُ عليه السلام فَقَالَ : يَا مُحَمَّدُ زَوِّجْهَ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ ، فَإِنَّ اللَّهَ قَدْ رَضِيَهَا لَهُ وَ رَضِيَهُ لَهَا .

قَالَ : عَلِيٌّ فَزَوَّجَنِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وآله وسلم ، ثُمَّ أَتَانِي فَأَخَذَ بِيَدِي .

فَقَالَ : قُمْ بِسْمِ اللَّهِ ، وَ قُلْ عَلَى بَرَكَةِ اللَّهِ ، وَ ما شاءَ اللَّهُ ، لا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ ، تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ .

 ثُمَّ جَاءَنِي : حَتَّى أَقْعَدَنِي عِنْدَهَا عليه السلام .

 ثُمَّ قَالَ : اللَّهُمَّ إِنَّهُمَا أَحَبُّ خَلْقِكَ إِلَيَّ فَأَحِبَّهُمَا ، وَ بَارِكْ فِي ذُرِّيَّتِهِمَا ، وَ اجْعَلْ عَلَيْهِمَا مِنْكَ حَافِظاً ، وَ إِنِّي أُعِيذُهُمَا بِكَ وَ ذُرِّيَّتَهُمَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ .

الأمالي للطوسي ص39م2ح 44- 13 وعنه في بحار الأنوار ج43ص94ح4 .

ذكر ابن شهر آشوب : وَ خَطَبَ النَّبِيُّ عَلَى الْمِنْبَرِ فِي تَزْوِيجِ فَاطِمَةَ خُطْبَةً،  رواها يحيى بن معين في أماليه ، و ابن بطة في الإبانة ، بإسنادهما عن أنس بن مالك مرفوعا، و رويناها عن الرضا عليه السلام فقال‏ :

الْحَمْدُ لِلَّهِ : الْمَحْمُودِ بِنِعْمَتِهِ ، الْمَعْبُودِ بِقُدْرَتِهِ ، الْمُطَاعِ فِي سُلْطَانِهِ ، الْمَرْغُوبِ إِلَيْهِ فِيمَا عِنْدَهُ ، الْمَرْهُوبِ مِنْ عَذَابِهِ ، النَّافِذِ أَمْرُهُ فِي سَمَائِهِ وَ أَرْضِهِ ، خَلَقَ الْخَلْقَ بِقُدْرَتِهِ ، وَ مَيَّزَهُمْ بِأَحْكَامِهِ ، وَ أَعَزَّهُمْ بِدِينِهِ ، وَ أَكْرَمَهُمْ بِنَبِيِّهِ مُحَمَّدٍ .

إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى : جَعَلَ الْمُصَاهَرَةَ نَسَباً لَاحِقاً ، وَ أَمْراً مُفْتَرَضاً ، وَ شَجَّ بِهَا الْأَرْحَامَ ، وَ أَلْزَمَهَا الْأَنَامَ ، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى‏ : { وَ هُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْماءِ بَشَراً فَجَعَلَهُ نَسَباً وَ صِهْراً }.

 ثُمَّ إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى : أَمَرَنِي أَنْ أُزَوِّجَ فَاطِمَةَ مِنْ عَلِيٍّ ، وَ قَدْ زَوَّجْتُهَا إِيَّاهُ عَلَى أَرْبَعِمِائَةِ مِثْقَالِ فِضَّةٍ ، إِنْ رَضِيتَ يَا عَلِيُّ ؟ قَالَ : رَضِيتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ‏.

وَ رَوَى ابْنُ مَرْدَوَيْهِ‏ : قَالَ لِعَلِيٍّ تَكَلَّمْ خَطِيباً لِنَفْسِكَ .

فقال عليه السلام :

 الْحَمْدُ لِلَّهِ : الَّذِي قَرُبَ مِنْ حَامِدِيهِ ، وَ دَنَا مِنْ سَائِلِيهِ ، وَ وَعَدَ الْجَنَّةَ مَنْ يَتَّقِيهِ ، وَ أَنْذَرَ بِالنَّارِ مَنْ يَعْصِيهِ ، نَحْمَدُهُ عَلَى قَدِيمِ إِحْسَانِهِ وَ أَيَادِيهِ ، حَمْدَ مَنْ يَعْلَمُ أَنَّهُ خَالِقُهُ وَ بَارِيهِ وَ مُمِيتُهُ وَ مُحْيِيهِ ، وَ مُسَائِلُهُ عَنْ مَسَاوِيهِ ، وَ نَسْتَعِينُهُ وَ نَسْتَهْدِيهِ ، وَ نُؤْمِنُ بِهِ وَ نَسْتَكْفِيهِ ، وَ نَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ ، شَهَادَةً تَبْلُغُهُ وَ تُرْضِيهِ ، وَأَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَ رَسُولُهُ صَلَاةً تُزْلِفُهُ وَ تُحْظِيهِ ، وَ تَرْفَعُهُ وَ تَصْطَفِيهِ ، وَ النِّكَاحُ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ وَ يَرْضَاهُ ، وَ اجْتِمَاعُنَا مِمَّا قَدَّرَهُ اللَّهُ وَ أَذِنَ فِيهِ ، وَ هَذَا رَسُولُ اللَّهِ زَوَّجَنِي ابْنَتَهُ فَاطِمَةَ عَلَى خَمْسِمِائَةِ دِرْهَمٍ وَ قَدْ رَضِيتُ ، فَاسْأَلُوهُ وَ اشْهَدُوا .

وَ فِي خَبَرٍ : زَوَّجْتُكَ : ابْنَتِي فَاطِمَةَ عَلَى مَا زَوَّجَكَ الرَّحْمَنُ ، وَ قَدْ رَضِيتُ بِمَا رَضِيَ اللَّهُ لَهَا ، فَدُونَكَ أَهْلَكَ، فَإِنَّكَ أَحَقُّ بِهَا مِنِّي‏.

وَ فِي خَبَرٍ : فَنِعْمَ الْأَخُ أَنْتَ ، وَ نِعْمَ الْخَتَنُ أَنْتَ ، وَ نِعْمَ الصَّاحِبُ أَنْتَ ، وَ كَفَاكَ بِرِضَى اللَّهِ رِضًى .

فَخَرَّ عَلِيٌّ : سَاجِداً شُكْراً لِلَّهِ تَعَالَى ، وَ هُوَ يَقُولُ‏ : { رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا  تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ (19) ‏ } النمل .

فَقَالَ النَّبِيُّ : آمِينَ .

فَلَمَّا رَفَعَ رَأْسَهُ قَالَ النَّبِيُّ : بَارَكَ اللَّهُ عَلَيْكُمَ ، وَ أَسْعَدَ جَدَّكُمَا ، وَ جَمَعَ بَيْنَكُمَا ، وَ أَخْرَجَ مِنْكُمَا الْكَثِيرَ الطَّيِّبَ .....

مناقب آل أبي طالب عليهم السلام لابن شهرآشوب ج3ص350 .

 

 

أثاث وجهاز زواج فاطمة :

تقريب أربع وخمسون يوما بعد الخطبة : لأن الخطبة على ما ذكر في 6 شوال سنة 2 للهجرة .

الأمالي للشيخ الطوسي‏ : عن يعقوب بن شعيب عن أبي عبد الله عليه السلام قال : لما زوج رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عليا فاطمة ، دخل عليها و هي تبكي فقال لها :

مَا يُبْكِيكِ : فَوَ اللَّهِ لَوْ كَانَ فِي أَهْلِ بَيْتِي خَيْرٌ مِنْهُ زَوَّجْتُكِ ، وَ مَا أَنَا زَوَّجْتُكِ ، وَ لَكِنَّ اللَّهَ زَوَّجَكِ وَ أَصْدَقَ عَنْكِ الْخُمُسَ مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَ الْأَرْضُ .

قَالَ عَلِيٌّ عليه السلام قَالَ : رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وآله وسلم قُمْ فَبِعِ الدِّرْعَ ، فَقُمْتُ فَبِعْتُهُ ، وَ أَخَذْتُ الثَّمَنَ ، وَ دَخَلْتُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وآله فَسَكَبْتُ الدَّرَاهِمَ فِي حَجْرِهِ ، فَلَمْ يَسْأَلْنِي كَمْ هِيَ ، وَ لَا أَنَا أَخْبَرْتُهُ .

ثُمَّ قَبَضَ قَبْضَةً : وَ دَعَا بِلَالًا ، فَأَعْطَاهُ ، فَقَالَ : ابْتَعْ لِفَاطِمَةَ طِيباً .

 ثُمَّ قَبَضَ رَسُولُ اللَّهِ : مِنَ الدَّرَاهِمِ بِكِلْتَ يَدَيْهِ ، فَأَعْطَاهُ أَبَا بَكْرٍ ، وَ قَالَ : ابْتَعْ لِفَاطِمَةَ مَا يُصْلِحُهَ مِنْ ثِيَابٍ وَ أَثَاثِ الْبَيْتِ .

وَ أَرْدَفَهُ بِعَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ وَ بِعِدَّةٍ : مِنْ أَصْحَابِهِ ، فَحَضَرُوا السُّوقَ ، فَكَانُوا يَعْتَرِضُونَ الشَّيْ‏ءَ مِمَّ يُصْلِحُ ، فَلَا يَشْتَرُونَهُ حَتَّى يُعْرِضُوهُ عَلَى أَبِي بَكْرٍ ، فَإِنِ اسْتَصْلَحَهُ اشْتَرَوْهُ ، فَكَانَ مِمَّا اشْتَرَوْهُ ، قَمِيصٌ بِسَبْعَةِ دَرَاهِمَ ، وَ خِمَارٌ بِأَرْبَعَةِ دَرَاهِمَ ، وَ قَطِيفَةٌ سَوْدَاءُ خَيْبَرِيَّةٌ ، وَ سَرِيرٌ مُزَمَّلٌ بِشَرِيطٍ ، وَ فِرَاشَيْنِ مِنْ خَيْشِ مِصْرَ ، حَشْوُ أَحَدِهِمَا لِيفٌ ، وَ حَشْوُ الْآخَرِ مِنْ جِزِّ الْغَنَمِ .

وَ أَرْبَعَ مَرَافِقَ : مِنْ أَدَمِ الطَّائِفِ ، حَشْوُهَ إِذْخِرٌ ، وَ سِتْرٌ مِنْ صُوفٍ ، وَ حَصِيرٌ هَجَرِيٌّ ، وَ رَحًى لِلْيَدِ ، وَ مِخْضَبٌ مِنْ نُحَاسٍ ، وَ سِقَاءٌ مِنْ أَدَمٍ ، وَ قَعْبٌ لِلَّبَنِ ، وَ شَنٌّ لِلْمَاءِ ، وَ مِطْهَرَةٌ مُزَفَّتَةٌ ، وَ جَرَّةٌ خَضْرَاءُ ، وَ كِيزَانُ خَزَفٍ ، حَتَّى إِذَا اسْتَكْمَلَ الشِّرَاءَ ، حَمَلَ أَبُو بَكْرٍ بَعْضَ الْمَتَاعِ ، وَ حَمَلَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ ص الَّذِينَ كَانُوا مَعَهُ الْبَاقِيَ .

 فَلَمَّا عَرَضَ الْمَتَاعَ : عَلَى رَسُولِ اللَّهِ  ، جَعَلَ يُقَلِّبُهُ بِيَدِهِ .

وَ يَقُولُ : بَارَكَ اللَّهُ لِأَهْلِ الْبَيْتِ‏ .

الأمالي للطوسي ص39م2ح 44- 13 وعنه في بحار الأنوار ج43ص95ب5ح5 .

 

تهيئة البيت وإطعام العرس :

قَالَ عَلِيٌّ عليه السلام : فَأَقَمْتُ بَعْدَ ذَلِكَ شَهْراً أُصَلِّي مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وآله وسلم ، وَ أَرْجِعُ إِلَى مَنْزِلِي ، وَ لَا أَذْكُرُ شَيْئاً مِنْ أَمْرِ فَاطِمَةَ عليها السلام .

ثُمَّ قُلْنَ أَزْوَاجُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وآله وسلم : أَ لَا نَطْلُبُ لَكَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وآله دُخُولَ فَاطِمَةَ عَلَيْكَ .

فَقُلْتُ : افْعَلْنَ ، فَدَخَلْنَ عَلَيْهِ .

فَقَالَتْ أُمُّ أَيْمَنَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، لَوْ أَنَّ خَدِيجَةَ بَاقِيَةٌ لَقَرَّتْ عَيْنُهَا بِزِفَافِ فَاطِمَةَ .

وَ إِنَّ عَلِيّاً : يُرِيدُ أَهْلَهُ ، فَقَرَّ عَيْنَ فَاطِمَةَ بِبَعْلِهَا ، وَ اجْمَعْ شَمْلَهَا ، وَ قَرَّ عُيُونَنَا بِذَلِكَ .

فَقَالَ : فَمَا بَالُ عَلِيٍّ لَا يَطْلُبُ مِنِّي زَوْجَتَهُ ، فَقَدْ كُنَّا نَتَوَقَّعُ ذَلِكَ مِنْهُ .

قَالَ عَلِيٌّ : فَقُلْتُ : الْحَيَاءُ يَمْنَعُنِي يَا رَسُولَ اللَّهِ .

فَالْتَفَتَ إِلَى النِّسَاءِ فَقَالَ : مَنْ هَاهُنَا .

فَقَالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ : أَنَا أُمُّ سَلَمَةَ ، وَ هَذِهِ زَيْنَبُ ، وَ هَذِهِ فُلَانَةُ وَ فُلَانَةُ .

 فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وآله وسلم : هَيِّئُو لِابْنَتِي وَ ابْنِ عَمِّي فِي حُجَرِي بَيْتاً .

فَقَالَتْ : أُمُّ سَلَمَةَ فِي أَيِّ حُجْرَةٍ يَا رَسُولَ اللَّهِ .

فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ : فِي حُجْرَتِكِ ، وَ أَمَرَ نِسَاءَهُ أَنْ يُزَيِّنَّ وَ يُصْلِحْنَ مِنْ شَأْنِهَا.

قَالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ : فَسَأَلْتُ فَاطِمَةَ هَلْ عِنْدَكِ طِيبٌ أدّخَرْتِيهِ لِنَفْسِكِ .

قَالَتْ : نَعَمْ ، فَأَتَتْ بِقَارُورَةٍ ، فَسَكَبَتْ مِنْهَ فِي رَاحَتِي ، فَشَمِمْتُ مِنْهَا رَائِحَةً مَا شَمِمْتُ مِثْلَهَا قَطُّ .

فَقُلْتُ : مَا هَذَا ؟

فَقَالَتْ : كَانَ دِحْيَةُ الْكَلْبِيُّ يَدْخُلُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ ص فَيَقُولُ لِي يَا فَاطِمَةُ هَاتِي الْوِسَادَةَ فَاطْرَحِيهَا لِعَمِّكِ ، فَأَطْرَحُ لَهُ الْوِسَادَةَ ، فَيَجْلِسُ عَلَيْهَا ، فَإِذَا نَهَضَ سَقَطَ مِنْ بَيْنِ ثِيَابِهِ شَيْ‏ءٌ فَيَأْمُرُنِي بِجَمْعِهِ .

فَسَأَلَ عَلِيٌّ عليه السلام : رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وآله وسلم عَنْ ذَلِكَ ؟

فَقَالَ : هُوَ عَنْبَرٌ يَسْقُطُ مِنْ أَجْنِحَةِ جَبْرَئِيلَ .

قَالَ عَلِيٌّ : ثُمَّ قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ : يَا عَلِيُّ اصْنَعْ لِأَهْلِكَ طَعَاماً فَاضِلًا .

ثُمَّ قَالَ : مِنْ عِنْدِنَا اللَّحْمُ وَ الْخُبْزُ ، وَ عَلَيْكَ التَّمْرُ وَ السَّمْنُ ، فَاشْتَرَيْتُ تَمْراً وَ سَمْناً ، فَحَسَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وآله عَنْ ذِرَاعِهِ ، وَ جَعَلَ يَشْدَخُ التَّمْرَ فِي السَّمْنِ حَتَّى اتَّخَذَهُ حَيْساً ، وَ بَعَثَ إِلَيْنَا كَبْشاً سَمِيناً فَذُبِحَ ، وَ خُبِزَ لَنَا خُبْزٌ كَثِيرٌ .

ثُمَّ قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وآله وسلم : ادْعُ مَنْ أَحْبَبْتَ ، فَأَتَيْتُ الْمَسْجِدَ وَ هُوَ مُشْحَنٌ بِالصَّحَابَةِ ، فَأُحْيِيتُ  أَنْ أُشْخِصَ قَوْماً وَ أَدَعَ قَوْماً ، ثُمَّ صَعِدْتُ عَلَى رَبْوَةٍ هُنَاكَ ، وَ نَادَيْتُ أَجِيبُوا إِلَى وَلِيمَةِ فَاطِمَةَ .

فَأَقْبَلَ النَّاسُ : أَرْسَالًا ، فَاسْتَحْيَيْتُ مِنْ كَثْرَةِ النَّاسِ وَ قِلَّةِ الطَّعَامِ .

فَعَلِمَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وآله وسلم : مَا تَدَاخَلَنِي .

فَقَالَ يَا عَلِيُّ : إِنِّي سَأَدْعُو اللَّهَ بِالْبَرَكَةِ .

قَالَ عَلِيٌّ : فَأَكَلَ الْقَوْمُ عَنْ آخِرِهِمْ طَعَامِي ، وَ شَرِبُوا شَرَابِي ، وَ دَعَوْا لِي بِالْبَرَكَةِ ، وَ صَدَرُوا وَ هُمْ أَكْثَرُ مِنْ أَرْبَعَةِ آلَافِ رَجُلٍ ، وَ لَمْ يَنْقُصْ مِنَ الطَّعَامِ شَيْ‏ءٌ .

ثُمَّ دَعَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وآله وسلم :  بِالصِّحَافِ ، فَمُلِئَتْ وَ وَجَّهَ بِهَا إِلَى مَنَازِلِ أَزْوَاجِهِ .

 ثُمَّ أَخَذَ صَحْفَةً : وَ جَعَلَ فِيهَا طَعَاماً ، وَ قَالَ : هَذَا لِفَاطِمَةَ وَ بَعْلِهَا .

حَتَّى إِذَا : انْصَرَفَتِ الشَّمْسُ لِلْغُرُوبِ .

قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وآله وسلم : يَا أُمَّ سَلَمَةَ هَلُمِّي فَاطِمَةَ ، فَانْطَلَقَتْ فَأَتَتْ بِهَا وَ هِيَ تَسْحَبُ أَذْيَالَهَا ، وَ قَدْ تَصَبَّبَتْ عَرَقاً حَيَاءً مِنْ رَسُولِ اللَّهِ .

 فَعَثَرَتْ فَقَالَ : رَسُولُ اللَّهِ ص أَقَالَكَ اللَّهُ الْعَثْرَةَ فِي الدُّنْيَا وَ الْآخِرَةِ ، فَلَمَّا وَقَفَتْ بَيْنَ يَدَيْهِ كَشَفَ الرِّدَاءَ عَنْ وَجْهِهَا حَتَّى رَآهَا عَلِيٌّ عليه السلام .

 

ثُمَّ أَخَذَ يَدَهَا : فَوَضَعَهَا فِي يَدِ عَلِيٍّ .

وَ قَالَ : بَارَكَ اللَّهُ لَكَ فِي ابْنَةِ رَسُولِ اللَّهِ.

يَا عَلِيُّ : نِعْمَ الزَّوْجَةُ فَاطِمَةُ ، وَ يَا فَاطِمَةُ نِعْمَ الْبَعْلُ عَلِيٌّ ، انْطَلِقَا إِلَى مَنْزِلِكُمَا ، وَ لَا تُحْدِثَ أَمْراً حَتَّى آتِيَكُمَا .

قَالَ عَلِيٌّ : فَأَخَذْتُ بِيَدِ فَاطِمَةَ ، وَ انْطَلَقْتُ بِهَا حَتَّى جَلَسْتُ فِي جَانِبِ الصُّفَّةِ ، وَ جَلَسَتْ فِي جَانِبِهَا ، وَ هِيَ مُطْرِقَةٌ إِلَى الْأَرْضِ حَيَاءً مِنِّي ، وَ أَنَا مُطْرِقٌ إِلَى الْأَرْضِ حَيَاءً مِنْهَا .

 ثُمَّ جَاءَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وآله وسلم ، فَقَالَ : مَنْ هَاهُنَا .

فَقُلْنَا : ادْخُلْ يَا رَسُولَ اللَّهُ مَرْحَباً بِكَ زَائِراً وَ دَاخِلًا ، فَدَخَلَ فَأَجْلَسَ فَاطِمَةَ مِنْ جَانِبِهِ .

ثُمَّ قَالَ : يَا فَاطِمَةُ ايتِينِي بِمَاءٍ ، فَقَامَتْ إِلَى قَعْبٍ فِي الْبَيْتِ فَمَلَأَتْهُ مَاءً ، ثُمَّ أَتَتْهُ بِهِ فَأَخَذَ جُرْعَةً فَتَمَضْمَضَ بِهَا ، ثُمَّ مَجَّهَا فِي الْقَعْبِ ، ثُمَّ صَبَّ مِنْهَ عَلَى رَأْسِهَا .

ثُمَّ قَالَ : أَقْبِلِي ، فَلَمَّا أَقْبَلَتْ نَضَحَ مِنْهُ بَيْنَ ثَدْيَيْهَا .

ثُمَّ قَالَ : أَدْبِرِي فَأَدْبَرَتْ فَنَضَحَ مِنْهُ بَيْنَ كَتِفَيْهَا .

ثُمَّ قَالَ : اللَّهُمَّ هَذِهِ ابْنَتِي ، وَ أَحَبُّ الْخَلْقِ إِلَيَّ .

اللَّهُمَّ : وَ هَذَا أَخِي وَ أَحَبُّ الْخَلْقِ إِلَيَّ .

اللَّهُمَّ : اجْعَلْهُ لَكَ وَلِيّاً ، وَ بِكَ حَفِيّاً .

وَ بَارِكْ لَهُ فِي أَهْلِهِ .

ثُمَّ قَالَ : يَا عَلِيُّ ادْخُلْ بِأَهْلِكَ ، بَارَكَ اللَّهُ لَكَ ، وَ رَحْمَتُ اللَّهِ وَ بَرَكاتُهُ عَلَيْكُمْ... إِنَّهُ حَمِيدٌ مَجِيدٌ

الأمالي للطوسي ص39م2ح 44- 13 وعنه في بحار الأنوار ج43ص95ب5ح5 .

 

 

ليلة الزواج والزفة :

في الأمالي للشيخ الطوسي‏: عن موسى بن إبراهيم المروزي : عن موسى بن جعفر عن أبيه عن جده عن جابر بن عبد الله قال:

 لَمَّا زَوَّجَ : رَسُولُ اللَّهِ فَاطِمَةَ مِنْ عَلِيٍّ عليهم السلام .

أتاه : أناس من قريش ، فقالوا : إنك زوجت عليا بمهر خسيس .

فقال: مَا أَنَا زَوَّجْتُ عَلِيّاً وَ لَكِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ زَوَّجَهُ لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِي عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى .

 أَوْحَى اللَّهُ : إِلَى السِّدْرَةِ أَنِ انْثُرِي مَا عَلَيْكِ .

فَنَثَرَتِ : الدُّرَّ وَ الْجَوْهَرَ وَ الْمَرْجَانَ .

فَابْتَدَرَ : الْحُورُ الْعِينُ فَالْتَقَطْنَ ، فَهُنَّ يَتَهَادَيْنَهُ وَ يَتَفَاخَرْنَ .

وَ يَقُلْنَ : هَذَا مِنْ نِثَارِ فَاطِمَةَ بِنْتِ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وآله وسلم .

 

فَلَمَّا كَانَتْ : لَيْلَةُ الزِّفَافِ ، أَتَى النَّبِيُّ بِبَغْلَتِهِ الشَّهْبَاءِ ، وَ ثَنَّى عَلَيْهَا قَطِيفَةً .

وَ قَالَ لِفَاطِمَةَ : ارْكَبِي .

وَ أَمَرَ سَلْمَانَ : أَنْ يَقُودَهَا .

وَ النَّبِيُّ : يَسُوقُهَا .

فَبَيْنَمَا هُوَ : فِي بَعْضِ الطَّرِيقِ ، إِذْ سَمِعَ النَّبِيُّ وَجْبَةً .

فَإِذَا هُوَ : بِجَبْرَئِيلَ فِي سَبْعِينَ أَلْفاً ، وَ مِيكَائِيلَ فِي سَبْعِينَ أَلْفاً .

فَقَالَ النَّبِيُّ : مَا أَهْبَطَكُمْ إِلَى الْأَرْضِ ؟

قَالُوا : جِئْنَا نَزُفُّ فَاطِمَةَ إِلَى عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ .

فَكَبَّرَ جَبْرَئِيلُ : وَ كَبَّرَ مِيكَائِيلُ ، وَ كَبَّرَتِ الْمَلَائِكَةُ ، وَ كَبَّرَ مُحَمَّدٌ .

فَوَقَعَ التَّكْبِيرُ : عَلَى الْعَرَائِسِ مِنْ تِلْكَ اللَّيْلَةِ .

 وفي تاريخ الخطيب : و كتاب ابن مردويه ، و ابن المؤذن ، و شيرويه الديلمي ، بأسانيدهم ، عن علي بن الجعد ، عن ابن بسطام ، عن شعبة بن الحجاج ، و عن علوان عن شعبة عن أبي حمزة الضبعي ، عن ابن عباس و جابر :

 أَنَّهُ لَمَّا كَانَتِ : اللَّيْلَةُ الَّتِي زُفَّتْ فَاطِمَةُ إِلَى عَلِيٍّ .

 كَانَ النَّبِيُّ : أَمَامَهَا ، وَ جَبْرَئِيلُ عَنْ يَمِينِهَ ، وَ مِيكَائِيلُ عَنْ يَسَارِهَا , وَ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ مِنْ خَلْفِهَ ، يُسَبِّحُونَ اللَّهَ وَ يُقَدِّسُونَهُ حَتَّى طَلَعَ الْفَجْرُ .

 

وفي كتاب مولد فاطمة عن ابن بابويه في خبر :

أَمَرَ النَّبِيُّ : بَنَاتِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ ، وَ نِسَاءَ الْمُهَاجِرِينَ وَ الْأَنْصَارِ ، أَنْ يَمْضِينَ فِي صُحْبَةِ فَاطِمَةَ ، وَ أَنْ يَفْرَحْنَ وَ يَرْجُزْنَ وَ يُكَبِّرْنَ وَ يَحْمَدْنَ ، وَ لَا يَقُلْنَ مَا لَا يُرْضِي اللَّهَ .

قَالَ جَابِرٌ : فَأَرْكَبَهَا عَلَى نَاقَتِهِ ، وَ فِي رِوَايَةٍ : عَلَى بَغْلَتِهِ الشَّهْبَاءِ .

وَ أَخَذَ سَلْمَانُ : زِمَامَهَا ، وَ حَوْلَهَا سَبْعُونَ أَلْفَ حَوْرَاءَ .

وَ النَّبِيُّ : وَ حَمْزَةُ وَ عَقِيلٌ وَ جَعْفَرٌ وَ أَهْلُ الْبَيْتِ يَمْشُونَ خَلْفَهَا ، مُشْهِرِينَ سُيُوفَهُمْ ، وَ نِسَاءُ النَّبِيِّ  قُدَّامَهَا يَرْجُزْنَ :

فَأَنْشَأَتْ أُمُّ سَلَمَةَ شِعْرٌ :

سِرْنَ بِعَوْنِ اللَّهِ جَارَاتِي
وَ اشْكُرْنَهُ فِي كُلِّ حَالَاتٍ‏
وَ اذْكُرْنَ مَا أَنْعَمَ رَبُّ الْعُلَى
مِنْ كَشْفِ مَكْرُوهٍ وَ آفَاتٍ‏
فَقَدْ هَدَانَا بَعْدَ كُفْرٍ وَ قَدْ
أَنْعَشَنَا رَبُّ السَّمَاوَاتِ‏
وَ سِرْنَ مَعَ خَيْرِ نِسَاءِ الْوَرَى
تَفْدِي بِعَمَّاتٍ وَ خَالَاتٍ‏
يَا بِنْتَ مَنْ فَضَّلَهُ ذُو الْعُلَى
بِالْوَحْيِ مِنْهُ وَ الرِّسَالَاتِ‏

ثُمَّ قَالَتْ عَائِشَةُ شِعْرٌ :

يَا نِسْوَةُ اسْتُرْنَ بِالْمَعَاجِرِ
وَ اذْكُرْنَ مَا يَحْسُنُ فِي الْمَحَاضِرِ
وَ اذْكُرْنَ رَبَّ النَّاسِ إِذْ يَخُصُّنَا
بِدِينِهِ مَعَ كُلِّ عَبْدٍ شَاكِرٍ
وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ عَلَى إِفْضَالِهِ
وَ الشُّكْرُ لِلَّهِ الْعَزِيزِ الْقَادِرِ
سِرْنَ بِهَا فَاللَّهُ أَعْطَى ذِكْرَهَا
وَ خَصَّهَا مِنْهُ بِطُهْرٍ طَاهِرٍ

          

ثُمَّ قَالَتْ حَفْصَةُ شِعْرٌ :

فَاطِمَةُ خَيْرُ نِسَاءِ الْبَشَرِ
وَ مَنْ لَهَ وَجْهٌ كَوَجْهِ الْقَمَرِ
فَضَّلَكِ اللَّهُ عَلَى كُلِّ الْوَرَى
بِفَضْلِ مَنْ خَصَّ بِآيِ الزُّمَرِ
زَوَّجَكِ اللَّهُ فَتًى فَاضِلًا
أَعْنِي عَلِيّاً خَيْرَ مَنْ فِي الْحَضَرِ
فَسِرْنَ جَارَاتِي بِهَا إِنَّهَا
 كَرِيمَةٌ بِنْتُ عَظِيمِ الْخَطَر.

 

ثُمَّ قَالَتْ مُعَاذَةُ أُمُّ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ شِعْرٌ :

أَقُولُ قَوْلًا فِيهِ مَا فِيهِ
وَ أَذْكُرُ الْخَيْرَ وَ أُبْدِيهِ‏
مُحَمَّدٌ خَيْرُ بَنِي آدَمَ
مَا فِيهِ مِنْ كِبْرٍ وَ لَا تِيهٍ‏
بِفَضْلِهِ عَرَّفَنَا رُشْدَنَا
فَاللَّهُ بِالْخَيْرِ يُجَازِيهِ‏
وَ نَحْنُ مَعَ بِنْتِ نَبِيِّ الْهُدَى
ذِي شَرَفٍ قَدْ مُكِّنَتْ فِيهِ‏
فِي ذِرْوَةٍ شَامِخَةٍ أَصْلُهَا
فَمَا أَرَى شَيْئاً يُدَانِيه‏

بحار الأنوار ج43ص115ب5 ح 15 .

 

 

صبح عرس النورين :

ما أجمل تقيم : سيد الأوصياء لسيدة النساء وهي له ، حين سألهم سيد المرسين صلى الله عليهم وسلم عن حالهم :

 فَسَأَلَ رسول الله : عَلِيّاً ، كَيْفَ وَجَدْتَ أَهْلَكَ ؟

قَالَ : نِعْمَ الْعَوْنُ عَلَى طَاعَةِ اللَّهِ .

وَ سَأَلَ فَاطِمَةَ ؟

فَقَالَتْ : خَيْرُ بَعْلٍ .

فَقَالَ صلى الله عليه وآله وسلم :

اللَّهُمَّ : اجْمَعْ شَمْلَهُمَا ، وَ أَلِّفْ بَيْنَ قُلُوبِهِمَ ، وَ اجْعَلْهُمَا وَ ذُرِّيَّتَهُمَا مِنْ وَرَثَةِ جَنَّةِ النَّعِيمِ ، وَ ارْزُقْهُمَ ذُرِّيَّةً طَاهِرَةً طَيِّبَةً مُبَارَكَةً ، وَ اجْعَلْ فِي ذُرِّيَّتِهِمَ الْبَرَكَةَ ، وَ اجْعَلْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِكَ إِلَى طَاعَتِكَ ، وَيَأْمُرُونَ بِمَا يُرْضِيكَ.

ثُمَّ أَمَرَ : بِخُرُوجِ أَسْمَاءَ .

وَ قَالَ : جَزَاكِ اللَّهُ خَيْراً .

ثُمَّ خَلَا بِهَا : بِإِشَارَةِ الرَّسُولِ صلى الله عليه وآله وسلم .

 

حياة النورين بعد العرس :

يا طيب : قصص حياة فاطمة الزهراء مع الإمام علي عليه السلام وأبيها وبنيها ، وتجد قسما منه في صحيفتها وصحيفة الإمام الحسين عليهم السلام ، ونذكر يسيرا منها هنا .

ويا طيب : هذا أجمل ما ذكر في تعاون الزوج والزوجة لإدامة الحياة ، وهو دستور حياة كريمة من تأريخ حياة سيد الأوصياء وسيدة النساء :

عن زيد بن الحسن قال : سمعت أبا عبد الله قال :

و كان علي  : يستقي و يحتطب .

و كانت فاطمة : تطحن و تعجن و تخبز و ترقع الثوب .

و كانت : من أحسن الناس وجها ، و كان وجنتيها وردتان .

مجموعة ورام ج2ص230 .

 

ودخل رسول الله : على فاطمة وهي تبكي وتطحن بالرحى ، و عليه كساء من أجلة الإبل ، فلما رآها بكى ، و قال : يا فاطمة تجرعي مرارة الدنيا اليوم لنعيم الآخرة غدا .

 فأنزل الله تعالى : { وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى (5)‏ } الضحى.

 مجموعة ورام ج2ص230 .

 

و قيل : دخل النبي على فاطمة ، و هي تطحن مع علي .

فقال النبي : لأيكما أعقب ؟

فقال علي : لفاطمة ، فإنها قد أعيت ، فقامت فاطمة فطحن النبي  مع علي لفاطمة.

وعن أبي عبد الله عليه السلام قال :

من سبح الله : في دبر الفريضة ، قبل أن يثني رجليه ، تسبيح فاطمة عليها السلام المائة ـ و أتبعها بلا إله إلا الله مرة واحدة ، غفر له .

 المحاسن ج1ص36ب29ح34 .

عن أبي بصير، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: حَرَّمَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلّ النِّسَاءَ عَلَى عَلِيٍّ عَلَيْهِ السَّلَامُ) مَا دَامَتْ فَاطِمَةُ (عَلَيْهَا السَّلَامُ) حَيَّةً. قُلْتُ: فَكَيْفَ ؟

قَالَ: لِأَنَّهَا طَاهِرَةٌ لَا تَحِيضُ .

الأمالي للطوسي ص43م2ح48- 17.

 

 

علي يفتخر بفاطمة :

عن أبي الحسن : علي بن عبد الله بن أبي سيف المدائني قال : كتب معاوية إلى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام .

 يا أبا الحسن : إن لي فضائل كثيرة ، كان أبي سيدا في الجاهلية ، و صرت ملكا في الإسلام ، و أنا صهر رسول الله و خال المؤمنين ، و كاتب الوحي .

فَلَمَّا قَرَأَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عليه السلام : كتابه ، قال عليه السلام : أ بالفضائل يفخر علي ابن آكلة الأكباد ، يا غلام اكتب ، وَ أَمْلَى عَلَيْهِ عَلِيٌّ عليه السلام :

مُحَمَّدٌ النَّبِيُّ أَخِي وَ صِهْرِي
وَ حَمْزَةُ سَيِّدُ الشُّهَدَاءِ عَمِّي‏
وَ جَعْفَرٌ الَّذِي يُضْحِي وَ يُمْسِي
يَطِيرُ مَعَ الْمَلَائِكَةِ ابْنُ أُمِّي‏
وَ بِنْتُ مُحَمَّدٍ سَكَنِي وَ عِرْسِي
مَشُوبٌ لَحْمُهَا بِدَمِي وَ لَحْمِي‏
وَ سِبْطَا أَحْمَدَ وَلَدَايَ مِنْهَا
فَمَنْ مِنْكُمْ لَهُ سَهْمٌ كَسَهْمِي‏
سَبَقْتُكُمْ إِلَى الْإِسْلَامِ طُرّاً
غُلَاماً مَا بَلَغْتُ أَوَانَ حُلْمِي‏
وَ أَوْجَبَ لِي وَلَايَتَهُ عَلَيْكُمْ
رَسُولُ اللَّهِ يَوْمَ غَدِيرِ خُمٍ‏

فلما قرأه معاوية قال : مزقه يا غلام ، لا يقرأه أهل الشام فيميلون نحو ابن أبي طالب .

 أقول : روى صاحب الديوان تلك الأبيات ، و زاد بعدها:

وَ أَوْصَانِي النَّبِيُّ عَلَى اخْتِيَارٍ
لِأُمَّتِهِ رِضًى مِنْكُمْ بِحُكْمِي‏
أَلَا مَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ بِهَذَا
وَ إِلَّا فَلْيَمُتْ كَمَداً بِغَمٍ‏
أَنَا الْبَطَلُ الَّذِي لَمْ يُنْكِرُوهُ
لِيَوْمِ كَرِيهَةٍ وَ لِيَوْمِ سِلْم‏

بحار الأنوار ج32ص577ح417 و ج33ص133.

 

وفي كنز الفوائد :وَ جَالَ عَلِيٌّ عليه السلام فِي الْمَيَدَانِ في صفين قَائِلًا :

أَنَا عَلِيٌّ فَاسْأَلُونِي تُخْبَرُوا
ثُمَّ ابْرُزُوا لِي فِي الْوَغَى وَ ابْدُرُوا
سَيَفِي حُسَامٌ وَ سِنَانِي يَزْهَرُ
مِنَّا النَّبِيُّ الطَّاهِرُ الْمُطَهَّرُ
وَ حَمْزَةُ الْخَيْرُ وَ مِنَّا جَعْفَرٌ
وَ فَاطِمُ عِرْسِي وَ فِيهَا مَفْخَرٌ
هَذَا لِهَذَا وَ ابْنُ هِنْدٍ مُحْجَرٌ
مُذَبْذَبٌ مُطَرَّدٌ مُؤَخَّر

 

قال أمير المؤمنين علي عليه السلام:

أنا أخو المصطفى لا شك في نسبي ‏معه ربيت وسبطاه هم ولدي‏
جدي وجد رسول الله منفرد
وفاطم زوجتي لا قول ذي فند
صدقته و جميع الناس في بهم‏
من الضلالة والإشراك ذي النكد
فالحمد لله حمدا لا شريك له‏
البر بالعبد والباقي بلا

كنز الفوائد ج1ص265 .

 

 

شعر في النورين :

ورحم الله من قال :

من خص بالزهراء فاطمة التقى
فضلا من الله العلى الواجب‏
حبيت به و حبي بها و لقد
زوي عنها سواه بكل ظن خائب
أكرم بمن كان الإله وليها

ورحم الله من قال :

أ كان قولك في الزهراء فاطمة
قول امرئ لهج بالنصب مفتون‏
عيرتها بالرحى و الحب تطحنه‏
لا زال زادك حبا غير مطحون‏
و قلت إن رسول الله زوجها
مسكينة بنت مسكين لمسكين‏
ست النساء غدا في الحشر يخدمها
أهل الجنان بحور الحر و العين‏
المناقب ج3ص335 .

وفي الصراط المستقيم :

إذا في مجلس ذكروا عليا
و سبطيه و فاطمة الزكية
فقطب وجهه من نال منهم
‏فأيقن أنه لسلقلقية
إذا ذكروا علي أو بنيه
‏تشاغل بالروايات الغبية
يقول لما يصح ذروا فهذا
سقيم من حديث الرافضية
برئت إلى المهيمن من أناس
يرون الرفض حب الفاطمية
على آل الرسول صلاة ربي
‏و لعنته لتلك الجاهلية
الصراط المستقيم ج3ص77 .

 وفي المناقب :

وقصة القوم لما أقبلوا طمعا
لفاطم من رسول الله خطابا
قالوا نسوق إليك المال تكرمة
وأرغبوا في عظيم المال إرغابا
فقال ما في يدي من أمرها سبب‏
و الله أولى بها أمرا و أسبابا
و جاءه المرتضى من بعد يخطبها
فارتد مستحييا منه و قد هابا
و قام منصرفا قال النبي له
‏و قد كسا  حياة الطهر جلبابا
أ جئتني تخطب الزهراء قال نعم
‏فقال حبا و إكراما و إيجابا
هل في يديك لها مهر فقال له‏
ما كنت أذخر أموالا و أنشاب
المناقب ج2ص183.

 

ورحم الله من قال :

من خص بالزهراء فاطمة التقى
‏فضلا من الله العلى الواجب‏
حبيت به و حبي بها و لقد زوي‏
عنها سواه بكل ظن خائب‏
أكرم بمن كان الإله وليها
و خطيبها أكرم بها من خاطب
المناقب ج2ص184.

 

يا طيب : والأحاديث والمعارف كثيرة حول زواج النورين وحياتهم مع النبي وآله ، نكتفي بهذا وأسأل الله أن يوفقني لإتمام الصحيفة .




ف ✐

✺ ت