بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد
نرحب بكم يا طيب في

موسوعة صحف الطيبين

في أصول الدين وسيرة المعصومين



التحكم بالصفحة + = -
❀✺✸☼❋❉❈❊

تكبير النص وتصغيره


النص المفضل

لون النص والصفحة
حجم النص

____ لون النص ____

أحمر | أزرق | أخضر | أصفر |
أسود | أبيض | برتقالي | رمادي |

____ لون الخلفية ____




صحيفة الإمام الحسن المجتبى
بن علي بن أبي طالب

عليه السلام

هذه صحيفة : حجة الله ووليه على عباده بعد آباءه الكرام من أصحاب الكساء وأية التطير وآية المباهلة وصاحب ليلة القدر في زمانه والراسخ بعلم الكتاب وهو كوثر الخير وسبط رسول الله وخاتم الأنبياء من أبنته فاطمة الزهراء أبو محمد الحسن بن علي بن أبي طالب عليه وعلى آله الصلاة السلام ، فهو إمام الهدى الثاني والمعصوم الرابع والمجتبى بعد أبيه لخلافة رسول الله سبطه الأكبر سيد شباب أهل الجنة .
وتجد في الصحيفة : معارف قيمة عن ولادته وصفاته وإمامته ومناقبه وفضائله ومواعظه واحتجاجه وشعره وحكمه وتعاليمه وخلقه وآدابه وسلوكه وسيرته مع زمانه وبالخصوص أحواله مع أهل بيته وطغاة زمانه حتى الشهادة .
قال الإمام الحسن عليه السلام : وقال عليه السلام : اتقوا الله عباد الله وجدوا في الطلب وتجاه الهرب ، وبادروا العمل قبل مقطعات النقمات وهادم اللذات ، فإن الدنيا : لا يدوم نعيمها ، ولا تؤمن فجيعها ، ولا تتوقى في مساويها ، غرور حائل ، وسناد مائل . فاتعظوا عباد الله بالعبر ، واعتبروا بالأثر ، وازدجروا بالنعيم ، وانتفعوا بالمواعظ ، فكفى بالله معتصما ونصيرا ، وكفى بالكتاب حجيجا وخصيما ، وكفى بالجنة ثوابا ، وكفى بالنار عقابا ووبالا .
وقال عليه السلام : من أدام الاختلاف إلى المسجد أصاب إحدى ثمان : آية محكمة ، وأخا مستفادا ، وعلما مستطرفا ، ورحمة منتظرة ، وكلمة تدله على الهدى ، أو ترده عن ردى ، وترك الذنوب حياء أو خشية . فتدبر صحيفة تجد :
اللَّهُمَّ : صَلِّ عَلَى الْحَسَنِ بْنِ سَيِّدِ النَّبِيِّينَ ، وَ وَصِيِّ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ، السَّلَامُ عَلَيْكَ : يَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ ، السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا ابْنَ سَيِّدِ الْوَصِيِّينَ . اللَّهُمَّ : صَلِّ عَلَيْهِ ، وَبَلِّغْ رُوحَهُ وَ جَسَدَهُ عَنِّي فِي هَذِهِ السَّاعَةِ ، أَفْضَلَ التَّحِيَّةِ وَالسَّلَامِ .
تأليف
خادم علوم آل محمد عليهم السلام
الشيخ حسن جليل حردان الأنباري

مرقد الإمام عليه السلام
السلام على عليكم يا أهل بيت النبوة السلام على الإمام الحسن المجتبى

صحيفة الإمام الحسن المجتبى

شرح المعاني الثلاثة للسبط

رحم الله الشيخ حسن الأنباري إذ قال :

سلام الله على السيد الحسن السبط

جعل الله  كثرة أحفاده كمطر السبط

والخير لمن تولاه وآله والقوام السبط

ونجاه الله من شرك وضلال الناصبية

 

المعاني الثلاثة للسبط

 



سلام الله وصلاته على السيد المجتبى الحسن السبط

معنى السبط الحفيد :

السبط : السِّبْطُ وَلَدُ ابْنِهِ أوِ ابْنَتِهِ أَيِ الحَفِيدُ ، سِبْطا النَّبيّ  هما حفيداه ، الحسَنُ والحُسَيْن ، في الحديث‏ لْحَسَنُ وَ الْحُسَيْنُ‏ سِبْطَا رَسُولِ اللَّهِ . ولفظ السبط بأعلى معناه وأكمله إن ذكر مطلق ولا قرينة حالية أو مقاليه صارفه ، فقد خص بالإمام المجتبى الحسن ، بن علي بن أبي طالب زوج بضعة المصطفى فاطمة الزهراء بنت محمد بن عبدالله سيد المرسلين صلى الله عليهم وسلم .

وإن قالوا : السبطان أو السبطين فهو وأخيه الحسين سيد الشهداء ، وهما سبطي رسول الله لا غير لهما ، ومنهم انتشرت قبائل والأسباط للذرية السادة الكرام من وأحفاد سيد المرسلين وعلي أمير المؤمنين ، وأكرمهم وأعلى أهل الأرض والسماء مقاما وعلوا وفي المناقب والفضائل هم الأئمة المعصومين عليهم الصلاة والسلام من ذرية الحسين عليه السلام بعد آباءهم الكرام .

ويا طيب : و عند اليهود الأسباط هم كالقبائل عند العرب ، وهم من أولاد يعقوب عليه السلام ، وعدد أولاده اثنا عشر ، وَلَد ولكلّ رجل منهم أمَّة من الناس ، و قد بعث منهم عدة رسل كيوسف و موسى وهارون و داود و سليمان و عيسى عليهم السلام .

و لقب السبط : للحسن وللحسين عليهم السلام ، وهم أحفاد النبي لما يظهر منهم من الأمم وذوي الشأن في التأريخ وهم السادة الكرام حتى كان من كل منهما قبائل وأسباط كثيرة ، كما سيأتي بيانه.

ومثل هذا التشبيه : بالسبطين للحسن والحسين عليهم السلام ، هو التشبيه بشبر وشبير أولاد هارون أخ نبي الله المرسل موسى عليهم السلام ، ، وجاء أحاديث كثيرة في هذا المعنى سيأتي ذكرها ، ومنها :

عن عبد الله بن عباس قال : قال النبي صلى الله عليه وآله :‏

يَا فَاطِمَةُ : اسْمُ الْحَسَنِ وَ الْحُسَيْنِ ، فِي ابْنَيْ هَارُونَ شَبَّرَ وَ شَبِيرٍ ، لِكَرَامَتِهِمَا عَلَى اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ.

علل الشرائع ج1ص138ب116ح6 .

 

ومثله تشبيه : خلافة ووصاية الإمام علي للنبي الأكرم محمد صلى الله عليهم وسلم ، بخلافة ووصاية النبي بهارون من موسى عليهم السلام في كثير من الأحاديث ، ومنها في قول النبي الأكرم عن مخدوج بن زيد الذهلي‏:

 أن رسول الله : آخى بين المسلمين ، ثم قال :

يَا عَلِيُّ : أَنْتَ أَخِي ، وَ أَنْتَ مِنِّي بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَى ، غَيْرَ أَنَّهُ لَا نَبِيَ‏ بَعْدِي‏ ...

الأمالي للصدوق ص324م52ح13 .

 

و عن الإمام الصادق : جعفر بن محمد عن أبيه عن آبائه عليهم السلام قال : قال رسول الله  لعلي بن أبي طالب : يا علي ، أنت مني بمنزلة هبة الله من آدم ، و بمنزلة سام من نوح ، و بمنزلة إسحاق من إبراهيم .

 وَ بِمَنْزِلَةِ : هَارُونَ مِنْ مُوسَى ، وَ بِمَنْزِلَةِ شَمْعُونَ مِنْ عِيسَى ، إِلَّا أَنَّهُ لَا نَبِيَ‏ بَعْدِي‏ .

يا علي : أنت وصيي و خليفتي ، فمن جحد وصيتك و خلافتك ، فليس مني و لست منه و أنا خصمه يوم القيامة .

يا علي : أنت أفضل أمتي فضلا ، و أقدمهم سلما ، و أكثرهم علما ، و أوفرهم حلما ، و أشجعهم قلبا ، و أسخاهم كفا .

يا علي : أنت الإمام بعدي و الأمير ، و أنت الصاحب بعدي و الوزير ، و ما لك في أمتي من نظير .

يا علي : أنت قسيم الجنة و النار ، بمحبتك يعرف الأبرار من الفجار ، و يميز بين الأشرار و الأخيار ، و بين المؤمنين و الكفار .

الأمالي للصدوق ص46م11ح4 .

وهو تشبيه : بالمنزلة والشأن والكرامة عند الله تعالى ، في جعله خليفة بعده ووصيا له وإمام يقتدي به المسلمون ، كما كان السبط في بيان القرابة والشأن والنسل المبارك الذي سيحصل من الحسن والحسين عليهم السلام ، حتى يكونوا أسباط وقبائل وعشائر كثيرة تملأ الأرض كما سيأتي مختصر في هذا المعنى .

 

الحسن والحسين سبطا رسول الله :

يا طيب : جاء لقب السبط والسبطان والسبطين ، للإمام الحسن والحسين عليهما السلام في كثير من الأحاديث ، وكذلك جاء لفظ السبط مفردا لكل منهما ، والمطلق للإمام الحسن عليه السلام ، ومع قرينة كلامية أو حاليه للإمام الحسين عليه السلام ، والأحاديث عن سيد المرسلين أو أمير المؤمنين أو عن باقي الأئمة ، نذكر قسما منها :


 

السبطان برواية آدم :

و عن أبي صالح عن ابن عباس رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله ، لما نزلت الخطيئة بآدم عليه السلام ، و أخرج من الجنة ، أتاه جبرئيل عليه السلام فقال : يا آدم ادع ربك .

قال : يا حبيبي جبرئيل ما أدعو ؟ قال : قل : رب أسألك بحق الخمسة الذين تخرجهم من صلبي آخر الزمان ، إلا تبت علي و رحمتني .

فقال له آدم : يا جبرئيل سمهم لي ؟

 قال:  قل : رب أسألك بحق محمد نبيك ، و بحق علي وصي نبيك ، و بحق فاطمة بنت نبيك .

وَ بِحَقِ‏ : الْحَسَنِ وَ الْحُسَيْنِ سِبْطَيْ‏ نَبِيِّكَ، إلا تبت علي و رحمتني .

 فدعا بهن آدم : فتاب الله عليه ، و ذلك قول الله تعالى جل ذكره‏ : { فَتَلَقَّى آدَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (37) } البقرة ، و ما من عبد مكروب يخلص النية و يدعو بهن ، إلا استجاب الله له.

تفسير فرات الكوفي ص57ح16 .


 

السبطان برواية رسول الله :

يا طيب : جاءت روايات كثيرة في أن الحسن والحسين سبطا رسول الله ، ولا يسعها هذا المختصر ، نذكر منها بعضها بطولها لما فيها من الفضائل الجامعة في حق أهل البيت عليهم السلام كلهم ، منها قال سليم بن قيس : سمعت سلمان الفارسي يقول‏ : كنت جالسا بين يدي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، في مرضه الذي قبض فيه فدخلت فاطمة عليها السلام ، فلما رأت ما برسول الله من الضعف خنقتها العبرة حتى جرت دموعها على خديها .

فقال لها رسول الله  : يا بنية ، ما يبكيك ؟

قالت : يا رسول الله ، أخشى على نفسي و ولدي الضيعة من بعدك .

فقال رسول الله صلى الله عليه وآله : و اغرورقت عيناه بالدموع .

يا فاطمة : أ و ما علمت أنا أهل بيت ، اختار الله لنا الآخرة على الدنيا ، و أنه حتم الفناء على جميع خلقه .

و إن الله تبارك و تعالى :

اطلع : إلى الأرض اطلاعه ، فاختارني منهم فجعلني نبيا .

ثم اطلع : إلى الأرض ثانية فاختار بعلك ، و أمرني أن أزوجك إياه ، و أن أتخذه أخا و وزيرا و وصيا ، و أن أجعله خليفتي في أمتي ، فأبوك خير أنبياء الله و رسله ، و بعلك خير الأوصياء و الوزراء ، و أنت أول من يلحقني من أهلي .

ثم اطلع : إلى الأرض اطلاعه ثالثة ، فاختارك و أحد عشر رجلا من ولدك و ولد أخي بعلك منك .

فَأَنْتِ : سَيِّدَةُ نِسَاءِ أَهْلِ الْجَنَّةِ ، وَ ابْنَاكِ الْحَسَنُ وَ الْحُسَيْنُ‏ سَيِّدَا شَبَابِ أَهْلِ الْجَنَّةِ .

و أنا و أخي : و الأحد عشر إماما أوصيائي إلى يوم القيامة ، كلهم هادون‏ مهديون .

أول الأوصياء : بعد أخي الحسن ثم الحسين ثم تسعة من‏ ولد الحسين في منزل واحد في الجنة ، و ليس منزل أقرب إلى الله من منزلي ثم منزل إبراهيم و آل إبراهيم .

أ ما تعلمين : يا بنية ، أن من كرامة الله إياك أن زوجك خير أمتي و خير أهل بيتي ، أقدمهم سلما ، و أعظمهم حلما ، و أكثرهم علما ، و أكرمهم نفسا ، و أصدقهم لسانا ، و أشجعهم قلبا ، و أجودهم كفا ، و أزهدهم في الدنيا ، و أشدهم اجتهادا.

 فاستبشرت فاطمة عليها السلام :  بما قال لها رسول الله و فرحت .

ثم قال لها رسول الله : إن لعلي بن أبي طالب ثمانية أضراس ثواقب نوافذ ، و مناقب ليست لأحد من الناس ، إيمانه بالله و برسوله قبل كل أحد و لم يسبقه إلى ذلك أحد من أمتي ، و علمه بكتاب الله و سنتي و ليس أحد من أمتي يعلم جميع علمي غير بعلك ، لأن الله علمني‏ علما لا يعلمه غيري و لم يعلم ملائكته و رسله ، و إنما علمه إياي‏ و أمرني الله أن أعلمه عليا ففعلت ذلك ، فليس أحد من أمتي يعلم جميع علمي و فهمي و فقهي‏ كله غيره.

و إنك : يا بنية زوجته .

وَ إِنَّ ابْنَيْهِ‏ :

سِبْطَايَ : الْحَسَنَ وَ الْحُسَيْنَ .

وَ هُمَا : سِبْطَا أُمَّتِي .

و أمره : بالمعروف ، و نهيه عن المنكر .

و أن الله جل ثناؤه : علمه‏ الحكمة و فصل الخطاب‏ .

يا بنية : إنا أهل بيت ، أعطانا الله سبع خصال لم يعطها أحدا من الأولين و لا أحدا من الآخرين غيرنا .

 أنا  سيد : الأنبياء و المرسلين و خيرهم ، و وصيي خير الوصيين و وزيري بعدي خير الوزراء ،و شهيدنا خير الشهداء ، أعني حمزة عمي .

 قالت : يا رسول الله ، سيد الشهداء الذين قتلوا معك ؟

قال : لا ، بل سيد الشهداء من الأولين و الآخرين ما خلا الأنبياء و الأوصياء .

و جعفر بن أبي طالب : ذو الهجرتين ، و ذو الجناحين المضرجين‏ يطير بهما مع الملائكة في الجنة .

 وَ ابْنَاكِ :

الْحَسَنُ وَ الْحُسَيْنُ : سِبْطَا أُمَّتِي .

وَ سَيِّدَا : شَبَابِ أَهْلِ الْجَنَّةِ .

و منا : و الذي نفسي بيده ، مهدي هذه الأمة ، الذي يملأ الله به الأرض قسطا و عدلا ، كما ملئت ظلما و جورا .

قالت فاطمة عليها السلام : يا رسول الله ، فأي هؤلاء الذين سميت أفضل؟

 فقال رسول الله صلى الله عليه وآله : أخي علي أفضل أمتي ، و حمزة و جعفر هذان أفضل أمتي بعد علي و بعدك ،

وَ بَعْدَ ابْنَيَّ : وَ سِبْطَيَ‏ الْحَسَنِ وَ الْحُسَيْنِ عليهما السلام .

و بعد الأوصياء : من ولد ابني هذا ، و أشار رسول الله بيده‏ إلى الحسين عليه السلام :

منهم المهدي : [ و الذي قبله أفضل منه الأول خير من الآخر لأنه إمامه و الآخر وصي الأول‏ ].

إنا أهل بيت : اختار الله لنا الآخرة على الدنيا

ثم نظر رسول الله : إلى فاطمة و إلى بعلها و إلى ابنيها .

فقال يا سلمان : أشهد الله أني حرب لمن حاربهم ، و سلم لمن سالمهم ، أما إنهم معي في الجنة .

ثم أقبل النبي : على علي ، فقال : يا علي‏ ، إنك ستلقى بعدي‏ من قريش شدة من تظاهرهم عليك و ظلمهم لك ، فإن وجدت أعوانا عليهم‏ فجاهدهم و قاتل من خالفك بمن وافقك ، فإن لم تجد أعوانا فاصبر و كف يدك و لا تلق بيدك‏ إلى التهلكة ، فإنك مني‏ بمنزلة هارون من موسى ، و لك بهارون أسوة حسنة ، إنه قال لأخيه موسى‏ { إِلَيْهِ قَالَ ابْنَ أُمَّ إِنَّ الْقَوْمَ اسْتَضْعَفُونِي وَكَادُواْ يَقْتُلُونَنِي  (150) } الأعراف .

كتاب سليم بن قيس الهلالي ج2ص565ح1 .

 

و عن الإمام أبي عبد الله جعفر بن محمد عليه السلام قال :عن جده رسول الله صلى الله عليه وآله قال :

إذا كان يوم القيامة : نصب للأنبياء و الرسل منابر من نور ، فيكون منبري أعلى منابرهم يوم القيامة ، ثم يقول الله : يا محمد اخطب فأخطب بخطبة لم يسمع أحد من الأنبياء و الرسل بمثلها ، ثم ينصب للأوصياء منابر من نور ، و ينصب لوصيي علي بن أبي طالب في أوساطهم منبر من نور ، فيكون منبره أعلى منابرهم ، ثم يقول الله : يا علي اخطب ، فيخطب بخطبة لم يسمع أحد من الأوصياء بمثلها.

 ثُمَّ يُنْصَبُ : لِأَوْلَادِ الْأَنْبِيَاءِ وَ الْمُرْسَلِينَ مَنَابِرُ مِنْ نُورٍ .

فَيَكُونُ لِابْنَيَّ : وَ سِبْطَيَ‏ .

وَ رَيْحَانَتَيَّ : أَيَّامَ حَيَاتِي ، مِنْبَرَانِ‏ مِنْ نُورٍ .

ثُمَّ يُقَالُ لَهُمَا : اخْطُبَا ، فَيَخْطُبَانِ بِخُطْبَتَيْنِ لَمْ يَسْمَعْ أَحَدٌ مِنْ أَوْلَادِ الْأَنْبِيَاءِ وَ الْمُرْسَلِينَ بِمِثْلِهِمَا .

ثم ينادي المنادي : و هو جبرئيل ، أين فاطمة بنت محمد أين خديجة بنت خويلد ، أين مريم بنت عمران أين آسية بنت مزاحم ، أين أم كلثوم أم يحيى بن زكريا ، فيقمن .

فيقول الله تبارك و تعالى : يا أهل الجمع لمن الكرم اليوم .

فيقول : محمد و علي و الحسن و الحسين و فاطمة ، لله الواحد القهار .

فيقول الله جل جلاله‏ : يا أهل الجمع إني قد جعلت الكرم لمحمد و علي و الحسن و الحسين و فاطمة ....

تفسير فرات الكوفي ص298ح403 .

يا طيب : الروايات كثيرة في هذا المعنى عن رسول الله صلى الله عليه وآله ، ونكتفي بهذا المقدار في هذا المختصر ، ونروي بعض آخر عن أمير المؤمنين عليه السلام  .

 

السبطان برواية أمير المؤمنين :

عن الإمام علي بن الحسين عليه السلام قال: حدثني أبي الحسين بن علي عليهم السلام قال :  لما أتى أبو بكر و عمر إلى منزل أمير المؤمنين عليه السلام و خاطباه في البيعة ، و خرجا من عنده .

 

 خرج أمير المؤمنين عليه السلام : إلى المسجد ، فحمد الله و أثنى عليه بما اصطنع عندهم أهل البيت ، إذ بعث فيهم رسولا منهم، و أذهب عنهم الرجس و طهرهم تطهيرا .

ثم قال: إن فلانا و فلانا أتياني و طالباني بالبيعة لمن سبيله أن يبايعني ، أنا ابن عم النبي صلى الله عليه و آله ، و أبو ابنيه، و الصديق الأكبر، و أخو رسول الله صلى الله عليه و آله ، لا يقولها أحد غيري إلا كاذب،  و أسلمت و صليت ، و أنا وصيه ، و زوج ابنته سيدة نساء العالمين فاطمة بنت محمد عليهما السلام .

 وَ أَبُو حَسَنٍ وَ حُسَيْنِ : سِبْطَيْ‏ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ .

 و نحن : أهل بيت الرحمة ، بنا هداكم الله ، و بنا استنقذكم من الضلالة ، و أنا صاحب يوم الدوح ، و في نزلت سورة من القرآن ، و أنا الوصي على الأموات من أهل بيته صلى الله عليه و آله ، و أنا بقيته على الأحياء من أمته ، فاتقوا الله‏ يثبت أقدامكم‏ و يتم نعمته عليكم‏ ، ثم رجع عليه السلام إلى بيته .

الأمالي للطوسي ص568م22ح1175-1 .

 

وقال الأمير المؤمنين عليه السلام : في حديث المناشدة في يوم الشورى ، وهو حديث طويل منه : ....

قال: فأنشدكم بالله ، هل فيكم أحد له ، سبطان .

مِثْلُ سِبْطَيَ‏ : الْحَسَنِ وَ الْحُسَيْنِ ، ابني رسول الله صلى الله عليه و آله سيدي شباب أهل الجنة ؟

قالوا : اللهم : لا .

الأمالي للطوسي ص333م12ح667- 7.

ويا طيب : نكتفي بما عرفت من ورود اسم السبط والسبطان ، و توجد روايات كثيرة فيها اسم السبطان أو السبط له ولأخيه الحسين عليه السلام ، وستجدها في البحوث الآتية سواء بالرواية عنه أو عن الأئمة والصحابة والتابعين  ، وندخل في تفاصيل حياته الكريمة بصورة مختصرة مفيدة إن شاء الله .

 

 


صحيفة
الإمام الحسن المجتبى

عليه السلام

هذه صحيفة حجة الله على خلقه ووليه في عباده وإمام الهدى الثاني والمجتبى بعد أبيه لخلافة رسول الله سبطه الأكبر سيد شباب أهل الجنة والدنيا

 

ولادة الإمام الحسن المجتبى السبط :

تبريك وتهنئة بولادة الإمام السبط:

يا طيب : كنا بحمد الله وتوفيقه نبلغ في المناسبات الإسلامية لمواليد الأئمة وشهادتهم في المنتديات ثم في المواقع الاجتماعية ونكب بعض عبارات التهنئة والتبريك في الميلاد أو عبارات الحزن في أيام شهادتهم ، ونقدم عبارات التهنئة كمقدمة الكتاب والكتابة عن الولادة وحسب تسلسل المواضيع ثم نكتب في آخر الصحيفة عن الشهادة إن شاء الله :

 

التهنئة الأولى :

أجمل التهاني : وأفضل التبريك لكم أخواني الطيبين ، بمناسبة ميلاد سيد شباب أهل الجنة ، سبط رسول الله الأكرم ، الإمام الثالث المجتبى ، أبو محمد : الحسن بن علي بن أبي طالب عليه السلام ، في يوم 15 شهر رمضان سنة 3 للهجرة ، وأسأل الله أن يعيد عليكم أفراح آل محمد وشهره الفضيل بالخير والبركة ، وأن يديم عليكم الفرح والسرور لفرح آل محمد عليهم السلام ، وأقدم لكم  ولأهل مودتكم ومن في حيطتكم أفضل وأحسن وأجمل مأدبة عليمة ، وفطور لفطرة روحية ، ومعارف نفسية بمناسبة مولده الكريم :

 

تهنئة ثانية :

أخوتي الكرام الطيبين : تقبل الله طاعاتكم ، ورفع الله أعمالكم خالصة لوجهه الكريم ، وهنيئا لكم العبودية لله سبحانه والصيام في هذا الشهر المبارك الكريم ، شهر رمضان شهر الطاعة والعبودية والإيمان ، وليالي المناجاة والدعاء والذكر والتسبيح ، وأهنئكم بميلاد كريم أهل البيت عليهم السلام ، سبط رسول الله سيد شباب أهل الجنة الإمام المجتبى أبو محمد الحسن بن علي عليه السلام في 15 شهر رمضان ، وأتقدم بالتبريك والتهاني لكم ، وأسأل الله الكم السرور والفرح لفرح آل محمد عليهم السلام ، وأقدم الإفطار الروحي والمرطبات العلمية والمأدبة الكريمة لكريم أهل البيت عليهم السلام ولمن في حيطتكم ولأهل مودتكم .

 

تهنئة ثالثة :

هنيئا لكم يا طيبين ويا أخوتي الموالين : أفراح آل محمد صلى الله عليهم وسلم ، بمناسبة حلول ميلاد كريم أهل البيت الإمام الثاني الحسن المجتبى عليه السلام ، في 15 من شهر الله الكريم رمضان ، شهر الطاعة والإيمان ، وتقبل الله صيامكم وطاعاتكم وبارك الله فيكم ، وأعاده عليكم بالصحة والعافية :

 

 


مختصر في حياة الإمام السبط :

ولد الحسن بن علي بن أبي طالب عليه السلام :

في المدينة المنورة :

في يوم : 15 شعبان سنة 2 أو3 للهجرة.

وقبض رسول الله صلّى الله عليه واله وسلّم : وله 7 سبع سنين وأشهر، وقيل : ثمان سنين .

وعاش بعد رسول الله: 40 أربعين سنة .

فعاش مع أبيه علي بن أبي طالب بعد رسول الله : 30 ثلاثين سنة .

وقام بالأمر بعد أبيه عليه السلام والإمامة وعمره : 37 سبع وثلاثون سنة.

وأقام في بالحكومة : ستّة أشهر وثلاثة أيّام.

ووقع الصلح : بينه وبين معاوية في سنة 41 إحدى وأربعين . وإنّما هادنه : بعد أن طعن في فخذه وخانه قواد جيشه وأغلب من غرهم معاوية عليه لعنة الله .

وخرج الإمام الحسن عليه السلام : إلى المدينة وأقام بها 10 عشر سنين ، وهي مدة إمامته عليه السلام .

ومضى إلى رحمة الله تعالى : على الأشهر الأقوى في يوم 7 صفر ، وقيل يوم 28 صفر ، أي لليلتين بقيتا من صفر سنة 50 خمسين من الهجرة .

وله من العمر الكريم : 47 سبع وأربعون سنة وأشهر شهيداً بالسم مظلوماً.

سمّته : زوجته جعدة بنت الأشعث بن قيس ، وكان معاوية قد دسّ إليها من حملها على ذلك ، وضمن لها أن يزوّجها من يزيد أبنه ، وأوصل إليها مائة ألف درهم ، فسقته السمّ ، ولم يفي معاوية لها ، وقال لمن أرسلته ليفي لها : لم نرضها للحسن نرضيها ليزيد .

وبقي عليه السلام: مريضاً أربعين يوماً .

وتولّى : أخوه الإمام الحسين عليه السلام غسله وتكفينه ، ودفنه عند جدّته فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف بالبقيع انظر:

إرشاد المفيد 2 : 15 ، مناقب ابن شهر آشوب 4: 42 ، مقاتل الطالبيين : 73، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 16: 49 أصول الكافي ج1ص385 ب115 .

 

وكان بذل معاوية : لجعدة بنت محمد بن الأشعث الكندي وهي ابنة أم فروة أخت أبي بكر بن أبي قحافة عشرة آلاف دينار ، وإقطاع عشرة ضياع من سقي سورا وسواد الكوفة، على أن تسم الحسن عليه السلام و تولى الحسين عليه السلام غسله وتكفينه و دفنه وقبره بالبقيع عند جدته فاطمة بنت أسد . راجع المناقب ج 4 ص 28 و 29 بحار الأنوار ج44ص136ب22 .

وكان على مرقده الشريف : في المدينة المنورة في بقيع الغرقد ، قبة شامخة هدمها آل سعود والوهابية ، ممن لم يحترم سادة الخلق وأهل الجنة ، ولكي لا يعرف الناس أكرم خلق الله والمطهرون الطيبون الواجب مودتهم ، فيتيه العباد ويأخذوا دينهم حتى من أعداء آل محمد صلى الله عليهم وسلم ، وليحاولوا أن يطمسوا معالم الإسلام وأهل هداه ممن يجب طاعته ومودة والولاية له والتسليم والسلام والصلاة عليه بل والاستغفار عنده كما أمر الله تعالى ، فإن تم لهم ذلك يعرفوا من يشاؤوا أئمة دين لهم من أتباع واشياع بني أمية ومن يقدسهم وليضلوا العباد ويقروا لهم حكومة الجبر وعيشة الملوك المترفة كمعاوية وبني مروان وغيرهم ، ولكن الله متم نوره ولو كره المشركون والكافرون والمنافقون الضالون .


 

اسم ونسب ولقب وكنية السيد السبط :

السيد السبط المجتبى أبو محمد : الحسن بن علي بن أبي طالب ، سيد شباب أهل الجنة ، وريحانة رسول الله ، وهو المعصوم الرابع بعد جده سيد المرسلين رسول الله ، وبعد أمه سيدة النساء فاطمة الزهراء ، وبعد أبيه سيد الوصيين علي بن أبي طالب ، فهو الإمام الثاني بعد أبيه وخليفته وخليفة رسول الله وحدة الله على خلقه .

 

بعض البيان لاسم الإمام وكنيته وألقابه :

اسمه : الحسن عليه السلام .

عن عمران بن سلمان وعمرو بن ثابت قالا : الحسن والحسين اسمان من أسامي أهل الجنة ، ولم يكونا في الدنيا .

وعن جابر قال النبي صلى الله عليه وآله : سمي الحسن حسناً لأن بإحسان الله قامت السماوات والأرضون ، وأشتق الحسين من الإحسان ، وعلي والحسن اسمان من أسماء الله تعالى والحسين تصغير الحسن .

وحكى أبو الحسين النسابة : كأن الله عز وجل حجب هذين الاسمين عن الخلق ، يعني حسنا وحسينا ، ليسمي بهما ابنا فاطمة عليها السلام ، فإنه لا يعرف أن أحدا من العرب تسمى بهما في قديم الأيام إلى عصرهما ، ولا من ولد نزار ولا اليمن مع سعة أفخاذهما .

المناقب ج 3 ص 398. بحار الأنوار ج43 ص254ب11 ح30.

وسماه الله : الحسن  ، وسماه في التوراة شبرا .

بحار الأنوار ج44 156ب22ح3.

 

كنيته :

 أبو محمد ، وأبو القاسم .

 

ألقابه عليه السلام :

المجتبى : التقي ، والطيب ، والزكي ، والسيد ، والسبط ، والولي ، والوزير والقائم ، والحجة ، والأمين ، والبر ، والأثير ، والسبط الأول ، والزاهد ، والمجتبى أشهرها وأعرفها ، كما يلقب بـ كريم أهل البيت عليه السلام .

 

نقش خاتمه : العزة لله .

 اسم جده لأمه : نبينا الأكرم سيد المرسلين محمد بن عبد الله سيد البشر وخاتم الأنبياء حبيب رب العالمين المصطفى المختار صلى الله عليه وآله وسلم .

 

اسم أبيه : سيد الأوصياء وأمير المؤمنين ، وصي النبي وخليفته بالحق بلا فصل ، المدافع عن الإسلام وحامي رسول الله ، الإمام الأول وحجة الله على خلقه بعد رسول الله ، أبو الحسنين المرتضى علي أبن أبي طالب ابن عم رسول الله ، وأخ رسول الله عند المؤاخاة بين المسلمين ، ونفسه بنص القرآن حسب آية المباهلة عليه السلام .

 

اسم أمه : والدته فاطمة الزهراء سيدة نساء العالمين أشرف واطهر وأنقى امرأة في الوجود فاطمة بنت نبينا محمد رسول الله صلى الله وآله وسلم.

 +

اسم أخيه : السبط الثاني لرسول الله والإمام الثالث والمعصوم الخامس ، سيد الشهداء أبا عبد الله الحسين بن علي عليه وعلى آله الصلاة والسلام .

 

أخواته : عقيلة بني هاشم زينب وأم كلثوم ، كما للحسن عليه السلام اخوة وأخوات من أبيه غير هؤلاء ، أعلاهم نقيبه قمر بن هاشم العباس بن علي ، ثم محمد ابن الحنفية وغيرهما .

 

جده لأبوه :كفيل النبي وحامي رسالته أبو طالب ابن عبد المطلب ، وهما سيدا قريش و أبو طالب وعبد الله أبو النبي اخوة وأبوهما عبد المطلب اشرف بيت في العرب والعجم وأطهر و أنقى عائلة في قريش والعرب والعجم .

اسم جدته لأمه : وهي أول من أسلم على يد رسول الله والمضحية بمالها في سبيل علو كلمة الإسلام أفضل أمراءه في الوجود بعد بنتها وفي مقامها خديجة بنت خويلد سلام الله عليها.

 


 

أحوال ولادة الإمام الحسن المجتبى عليه السلام :

عن زيد بن علي:عن أبيه علي بن الحسين عليهما السلام قال :

لما ولدت : فاطمة عليها السلام الحسن عليهما السلام .

قالت لعلي عليه السلام : سمه .

فقال : ما كنت لأسبق باسمه رسول الله .

فجاء رسول الله صلى الله عليه وآله : فاخرج إليه في خرقة صفراء .

فقال صلى الله عليه وآله وسلم : ألم أنهكم أن تلفوه في خرقة صفراء ، ثم رمى بها وأخذ خرقة بيضاء فلفه فيها .

ثم قال لعلي عليه السلام : هل سميته ؟

 فقال عليه السلام : ما كنت لأسبقك باسمه .

فقال صلى الله عليه واله : وما كنت لأسبق باسمه ربي عزّ وجلّ .

فأوحى الله تبارك وتعالى : إلى جبرائيل أنه قد ولد لمحمد ابن ، فاهبط فأقرئه السلام وهنئه .

وقل له : إن عليا منك بمنزلة هارون من موسى ، فسمه باسم ابن هارون .

فهبط جبرائيل عليه السلام : فهنأه من الله عز وجل .

ثم قال : إن الله تبارك وتعالى يأمرك ، أن تسميه باسم ابن هارون .

قال : وما كان اسمه ؟

 قال : شبر . قال : لساني عربي.

قال : سمه الحسن ، فسماه : الحسن .

علل الشرائع ج‏1ص137ب116ح5 . بحار الأنوار ج43 ص 238 ب 11ح 3 .

 

و عن عبد الله بن عيسى : عن جعفر بن محمد عن أبيه عليهم السلم قال:

 أهدى جبرئيل إلى رسول الله ، اسْمَ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ ، وَ خِرْقَةَ حَرِيرٍ مِنْ ثِيَابِ الْجَنَّةِ . و اشتق : اسم الحسين من اسم الحسن عليهم السلام .

علل الشرائع ج1ص139ح9 .

 

وروى عن إلى أم الفضل قالت :

قلت : يا رسول الله صلى الله عليه وآله ، رأيت في المنام كأن عضوا من أعضائك في بيتي . قال صلى الله عليه وآله وسلم : خيرا رأيتِ ، تلد فاطمة غلاما ترضعينه بلبن قثم .

 فولدت الحسن : فأرضعته بلبن قثم .

 كشف الغمة ج1ص523ب5 .

وروى عن إلى الإمام علي عليه السلام قال : حضرت ولادة فاطمة عليها السلام ، قال رسول الله صلى الله عليه وآله : لأسماء بنت عميس ، وأم سلمة أحضراها ، فإذا وقع ولدها واستهل .

فأذنا : في إذنه اليمنى ، وأقيما في إذنه اليسرى .

فإنه : لا يفعل ذلك بمثله ، إلا عصم من الشيطان ، ولا تحدثا شيئا حتى آتيكما ، فلما ولدت فعلتا ذلك .

فأتاه النبي صلى الله عليه واله : فسره ، ولبأه بريقه .

وقال : اللَّهُمَّ إِنِّي أُعِيذُهُ بِكَ وَ وُلْدَهُ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ .

كشف الغمة ج1ص525 .

وروي : أن رسول الله صلى الله عليه وآله : قام إليه وأخذه . فكان : يسبح ويهلل ويمجد ، صلوات الله عليه .

بحار الأنوار ج43 ص 256ب11 ح34 .

ومنه عن ابن عباس :  إن رسول الله صلى الله عليه وآله : عق : عن الحسن كبشا ، وعن الحسين كبشا .

كشف الغمة ج 2 ص 80 82.

عن الإمام أبي عبد الله عليه السلام قال:  عق : رسول الله صلى الله عليه وآل عن الحسن عليه السلام بيده ، وقال‏ : بِسْمِ اللَّهِ عَقِيقَةٌ عَنِ‏ الْحَسَنِ‏ ، وقال : اللَّهُمَّ عَظْمُهَا بِعَظْمِهِ، وَلَحْمُهَا بِلَحْمِهِ، وَ َمُهَا بِدَمِهِ وَ شَعْرُهَا بِشَعْرِهِ ، اللَّهُمَّ اجْعَلْهَا وِقَاءً لِمُحَمَّدٍ وَ آلِهِ .

الكافي ج6ص32ح1 .

وعن ابن وهب قال : قال أبو عبد الله عليه السلام :‏ عقت فاطمة عن ابنيها ، و حلقت رؤوسهما في اليوم السابع ، و تصدقت بوزن الشعر ورقا ، و قال : كان ناس يلطخون رأس الصبي في دم العقيقة ، و كان أبي يقول ذلك شرك .

الكافي ج6ص33ح2 .

يا أخوتي الطيبين : هذه بعض الآداب في ولادة المجتبى وكريم أهل البيت ، بقيت سنن مستحب العمل بها إلى آخر الدهر ، وصارت بكرامة ولادته شعرة ومنهاجا لكل مولود ، يحب أهله أن يباركوه ويستنوا بسنن رسول الله ، وما يجب من آداب الولادة ، من الأذان ، والعقيقة ، والتصدق عنه وغيرها من تفاصيل مستحبة حين الولادة ، وقد ذكرنا في الفصل الثاني في صحيفة الحسين عليه السلام في ولادة الحسين عليه السلام وصباه ، والكرامات الحاصلة له فيهما روايات مفصلة عن الولادة وما فيها من الآداب ، وهي روايات تروي بعض الحالات الأمام الحسن والحسين عليهما السلام ، فمن أرد المزيد فعليه بمراجعة تلك الصفحة ، لأن غالب الروايات تحكي قصة ولادتهما وصباهما مشتركة ، وهنا بعض ما ذكرنا هناك الذي كان في حدد ثلاثون موضوعاً .

وفي موسوعة صحف الطيبين : صحيفة الإمام الحسين عليه السلام الجزء الرابع الحياة المشتركة بين الإمام الحسن والحسين مع جدهم وأبيهم وأمهم صلى الله عليهم وسلم مفصلا وبذكر كثير من الوقائع والقصص لهما معهم .


 

الأمام الحسن مع رسول الله :

يا طيب : ذكرنا في صحيفة الإمام الحسين عليه السلام في الفصل الثالث ، فضائل الحسن والحسين ومناقبهما صلوات الله عليهما ، وبحدود أربعين فضيلة ومنقبة مشتركة في الحسن والحسين عليهما السلام ، وهي مختصة من أقوال رسول الله صلى الله عليهما فيهما أو في أحوال حياتهما معه .

وقد بينا يا طيب : إن مقام أهل البيت عليهم السلام ، مقام شامخ فوق الوصف والبيان ، وان تختصره رواية أو روايات وتحكي عن بعض شأنهم وجوانب من جوانب مناقبهما ، والله تعالى جعلهم سادات الدنيا والآخرة ، وأفضل خلقه وخلاصة الوجود ، وأكرمهم الله تعالى بالولاية على الناس حتى من ولاية الإنسان على نفسه ، وجعل سبحانه هداية الخلق لهم وبيديهم وخصهم بالتطهير والمقام الشامخ عنده .

وبما أظهر النبي الأكرم : من حب الإمامين الحسن والحسين وفي تصرفه معهم بالحسنى ، ومنه تعلمنا كثير من أفضل آدب الدين وخلقه الحسن في إظهار المودة والمحبة والرحمة من الأطفال ، وكيف نتصرف معهم من قبل الولادة ومراعات الأم الحامل حتى الولادة وآدابها .

وبما يصنع مع المولود : من لفه وتحنيكه والأذان بأذنه اليمنى والإقامة في اليسرى ، ومن العقيقة وآدابها وما يتصدق عن المولود .

وفي تعامل رسول الله مع الإمام الحسن أيضا : من أفضل الآداب الإسلامية والتعاليم الربانية في التعامل مع الأطفال في أثناء العبادة وبالخصوص الصلاة وأعلاها ، هو ما أظهر النبي من التصرف معهم حين يعلون ظهره في الصلاة ، وما يظهر من اللطف بهم والرفق في معاملتهم ، حتى صارت سنة وآداب إلى أخر الدهر .

ولولاه : لما عرفنا ما نعمل معهم ، ولكان لولا آدب النبي لكان التصرف معهم بالعصبية أو مع الصياح والصراخ عليهم وأبعاده عن محال العبادة ، وما له من الآثار السيئة من عدم الأنس بالصلاة وتعلمها ، ومحاكاة الكبار وتقليدهم والصلاة ومعهم ومثلهم .

فضلا عما يحصل : من طردهم وإبعادهم من كسر قلوبهم والنفور من الصلاة ، ولكن رأفة النبي ووجود ريحانته وأعز الناس عليه ، كان خلق كريم يجب فضلا من أن يستحب ، بأن يتعامل به كل مؤمن مع ما يواجه من تصرفهم قربه في الصلاة وغيرها من أحوال العبادة ، من قرب أطفاله أو أحفاده منه أو تسلقهم على المصلي ، فضلا في غيرها من الأحوال العامة والخاصة .

وهنا نذكر : بعض الفضائل والمناقب المختصة بالإمام الحسن عليه السلام .

لنعطر صفحة وجودنا : ولتتوق أرواحنا للبحث والمطالعة والمعرفة عن الأمام الثاني ، وحجة الله على خلقه إمامنا الحسن بن علي عليه السلام .

عن أنس ، وعبد الله بن شيبة عن أبيه :

أنه دعي النبي صلى الله عليه واله إلى صلاة : والحسن متعلق به ، فوضعه النبي صلى الله عليه واله مقابل جنبه وصلى .

فلما سجد : أطال السجود فرفعت رأسي من بين القوم ، فإذا الحسن على كتف رسول الله صلى الله عليه واله .

فلما سلم عليه السلام :

قال له القوم : يا رسول الله لقد سجدت في صلاتك هذه ، سجدة ما كنت تسجدها ، كأنما يوحى إليك.

فقال صلى الله عليه واله : لم يوح إلي ، ولكن ابني كان على كتفي ، فكرهت أن أعجله حتى نزل .

وفي رواية عبد الله بن شداد أنه قال صلى الله عليه واله :

إن ابني هذا : أرتحلني ، فكرهت أن اعجله ، حتى يقضي حاجته .

وعن أبي بكرة قال : كان النبي صلى الله عليه واله يصلي بنا ، وهو ساجد ، فيجيء الحسن  وهو صبي صغير ، حتى يصير على ظهره أو رقبته ، فيرفعه رفعا رفيقا .

فلما صلى صلاته قالوا : يا رسول الله صلى الله ، إنك لتصنع بهذا الصبي شيئا لم تصنعه بأحد .

فقال : إن هذا ريحانتي .... الخبر السباق .

وفيها عن البراء بن عازب قال : رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله .

واضعا : للحسن على عاتقه .

فقال : من أحبني فليحبه .

وفي سنن ابن ماجه وفضائل أحمد : روى نافع ، عن ابن جبير ، عن أبي هريرة ، أنه صلى الله عليه وآله قال :

اللهم : إني احبه فأحبه ، وأحب من يحبه.

قال : وضمه إلى صدره .

وفي مسند أحمد ، عن أبي هريرة قال النبي صلى الله عليه وآله :

وقد جاءه الحسن : وفي عنقه السخاب.

فالتزمه رسول الله : والتزم هو رسول الله .

وقال : اللهم : إني احبه فأحبه ، وأحب من يحبه ، ثلاث مرات .

أخرجه : ابن بطة بروايات كثيرة .

بيان : السخاب بالكسر ، قلادة تتخذ من قرنفل ومحلب وسك ونحوه ، وليس فيها من اللؤلؤ والجوهر شيء ، مناقب آل أبي طالب عليهم السلام ج4ص24.بحار الأنوار مجلد: 43 من ص 294 ب12ح55.

 

وفي المناقب : ذكر عن أبي قتادة :

أن النبي صلى الله عليه وآله : قبل الحسن ، وهو يصلي .

وعن أبي سعيد الخدري :

إن الحسن : جاء والنبي صلى الله عليه وآله يصلي .

فأخذ بعنقه : وهو جالس .

فقام النبي صلى الله عليه واله : وإنه ليمسك بيديه حتى ركع .

 

وفي فضائل عبد الملك قال أبو هريرة :

كان النبي صلى الله عليه وآله : يقبل الحسن .

فقال الأقرع ابن حابس : إن لي عشرة من الولد ما قبلت أحدا منهم.

فقال صلى الله عليه وآله : من لا يرحم لا يرحم .

مسند العشرة : وإبانة العكبري ، وشرف النبي صلى الله عليه وآله ، وفضائل السمعاني .

وقد تداخلت الروايات : بعضها في بعض عن عمير بن إسحاق قال :

رأيت أبا هريرة : في طريق ، قال للحسن بن علي عليهما السلام : أردني الموضع الذي قبله النبي صلى الله عليه وآله .

قال : فكشف عن بطنه ، فقبل سرته .

مناقب آل أبي طالب عليهم السلام ج4ص25.

وروى عن صحيحي مسلم والبخاري مرفوعا إلى البراء قال :

رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله : والحسن بن علي على عاتقه .

يقول : اللهم إني احبه فأحبه .

وروى الترمذي مرفوعا إلى ابن عباس أنه قال :

كان رسول الله صلى الله عليه وآله : حامل الحسن بن علي على عاتقه.

فقال رجل : نعم المركب ركبت يا غلام .

فقال النبي صلى الله عليه واله : ونعم الراكب هو .

ورواه الجنابذي .

وروى عن الحافظ أبي نعيم ما أورده في حليته ، عن أبي بكرة .

وروى عن الترمذي من صحيحه يرفعه بسنده إلى أنس بن مالك قال :

سئل رسول الله صلى الله عليه وآله : أي أهل بيتك أحب إليك ؟

 قال : الحسن والحسين .

وكان يقول لفاطمة عليها السلام :

ادعي لي ابني : فيشمهما ويضمهما إليه.

بحار الأنوار ج43 من ص 299 ب12ح62 عن مناقب شهر بن آشوب.

 

روى عن الترمذي في صحيحه مرفوعا إلى أسامة بن زيد قال :

طرقت النبي صلى الله عليه وآله : ذات ليلة في بعض الحاجة .

فخرج : وهو مشتمل على شيء ما أدري ما هو .

فلما فرغت من حاجتي قلت : ما هذا الذي أنت مشتمل عليه ؟

 فكشفه : فإذا حسن وحسين على وركيه .

فقال : هذان ابناي وابنا ابنتي .

اللهم : إني احبهما فأحبهما ، وأحب من يحبهما .

وروى عن الترمذي بسنده عن أبي سعيد قال : قال رسول الله صلى الله عليه واله :

الحسن والحسين : سيدا شباب أهل الجنة .

وعن ابن عمر قال : سمعت النبي صلى الله عليه واله يقول :

هما : ريحانتاي من الدنيا .

 

وروى عن النسائي بسنده عن عبد الله بن شداد ، عن أبيه قال :

خرج علينا رسول الله : في إحدى صلاتي العشاء ، وهو حامل حسنا .

فتقدم النبي صلى الله عليه وآله : فوضعه ، ثم كبر للصلاة ، فصلى .

فسجد : بين ظهراني صلاته سجدة فأطالها .

قال أبي : فرفعت رأسي فإذا الصبي على ظهر رسول الله صلى الله عليه وآله وهو ساجد .

فرجعت : إلى سجودي فلما قضى رسول الله صلى الله عليه واله الصلاة .

قال الناس : يا رسول الله إنك سجدت بين ظهراني صلاتك سجدة أطلتها ، حتى ظننا أنه قد حدث أمر أو أنه يوحى إليك ؟

قال : كل ذلك لم يكن ، ولكن ابني أرتحلني ، فكرهت أن اعجله حتى يقضي حاجته .

بيان : قال الجزري فيه : فأقاموا بين ظهرانيهم أي أقاموا بينهم على سبيل الاستظهار والاستناد إليهم، وزيدت فيه ألف ونون مفتوحة تأكيدا ومعناه أن ظهرا منهم قدامة وظهرا وراءه فهو مكنوف من جانبيه ، المناقب ج4ص24 ، وعنه في بحار الأنوار ج43ص300ح63 .

وروى عن الترمذي والنسائي في صحاحهم كل منهم بسنده يرفعه إلى بريدة قال : كان رسول الله صلى الله عليه وآله يخطب ، فجاء الحسن والحسين عليهما السلام وعليهما قميصان أحمران ، يمشيان ويعثران .

فنزل رسول الله صلى الله عليه وآله من المنبر : فحملهما ووضعهما بين يديه ، ثم قال : صدق الله {إنما أموالكم وأولادكم فتنة } فنظرت إلى هذين الصبيين يمشيان ويعثران ، فلم أصبر حتى قطعت حديثي ورفعتهما .

ورواه الجنابذي بألفاظ قريبة من هذا وأخصر . المناقب ج4ص24 بحار الأنوار ج43ص300ب12ح64.

 


 

أوصاف الإمام الحسن عليه السلام :

يا طيب : إن الإمام الحسن وأخيه الحسين وأبيهم وأمهم ، هم تربية رسول الله وهو ذو الخلق العظيم ، ورحمة للعالمين وسراج منير ، وهو تربية أبيه علي بن أبي طالب ربيب رسول الله لهم ، وفضلا عن هذا كان يتتبعا سيرة وسلوك رسول الله ليتصفى به ، وجاءت روايات كثير تصف الإمام الحسن عليه السلام منها :

وكانَ الحسنُ : أشبهَ الناسِ برسولِ اللهِ صلّى الله عليهِما خَلْقاً وخُلُقاً وسُؤدداً وهَدياً .

روى ذلكَ جماعةٌ منهم معمر، عنِ الزُّهريِّ ، عن أنسِ ابن مالكٍ قالَ :

لم يكنْ أحدٌ : أشبهَ برسولِ اللهِ صلّىَ اللهُ عليهِ وآلهِ ، منَ الحسنِ بنِ عليٍّ عليهما السّلامُ .

إرشاد المفيد ج2ص5، صحيح البخاري ج5ص33، سنن الترمذي ج5ص59ح 3776|6 ، وتاريخ دمشق ترجمة الإمام الحسن عليه السلام ج 28ص48 ، ونقله العلامة المجلسي في البحار ج43ص338ح 10 .

 

وكان عليه السلام ربع القامة ، وله محاسن كثة .

بحار الأنوار ج44ص135ب22ح3 .

وروي عن كثير من الصحابة أنه عليه السلام :

أشبه الناس برسول الله صلى الله عليه وآله .

راجع كشف الغمة ج 2 ص 80 82 .

 

وروى مرفوعا إلى أحمد بن محمد بن أيوب المغيري قال :

كان الحسن بن علي عليهما السلام : أبيض مشربا حمرة ، أدعج العينين ، سهل الخدين ، دقيق المسربة كث اللحية ، ذا وفرة ، وكأن عنقه إبريق فضة ، عظيم الكراديس ، وبعيد ما بين المنمكبين ، ربعة ليس بالطويل ولا القصير ، مليحا من أحسن الناس وجها ، وكان يخضب بالسواد ، وكان جعد الشعر ، حسن البدن .

 

وعن أبيه الإمام علي عليه السلام قال :

أشبه الحسن : رسول الله صلى الله عليه واله ، ما بين الصدر إلى الرأس .

والحسين أشبه : النبي صلى الله عليه وآله , ما كان أسفل من ذلك .

كشف الغمة ج 2 ص 94 وما بعده ص 90 نقلا عن كمال الدين ابن طلحة وعنه في البحار ج44ص143ب22ح4 .

بيان : الدعج شدة سواد العين مع سعتها ، قوله : سهل الخدين : أي سائل الخدين غير مرتفع الوجنتين ، والمسربة بضم الراء ما دق من شعر الصدر سائلا إلى الجوف ، وكث الشيء : أي كثف ، والوفرة الشعرة إلى شحمة الأذن ، وكل عظمين التقيا في مفصل فهو كردوس . قال الجوهري : المسربة بضم الراء : الشعر المستدق الذي يأخذ من الصدر إلى السرة .

 

وروى عن الترمذي بسنده في صحيحه يرفعه إلى أبي جحيفة قال :

رأيت رسول الله صلى الله عليه واله : وكان الحسن بن علي يشبهه .

 

وروى عن البخاري في صحيحه : يرفعه إلى عقبة بن الحارث قال : صلى أبو بكر العصر ثم خرج يمشي ومعه علي عليه السلام ، فرأى الحسن يلعب بين الصبيان فحمله أبو بكر على عاتقه وقال :

بأبي شبيه بالنبي _ ليس شبيها بعلي

 وعلي عليه السلام : يضحك .

 وروى الجنابذي هذا الحديث فقال :

بأبي شبه النبي _ لا شبيها بعلي

 قال : وعلي يتبسم .

 +

وروى عن إسماعيل بن أبي خالد قال : قلت لأبي جحيفة :

هل رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله ؟

 قال : نعم ، والحسن بن علي يشبهه .

بحار الأنوار ج43ص300ب12ح64.


 

 

الإمام السبط وأوصاف رسول الله :

يا طيب : هذه الرواية فيها قسمين ، القسم الأول عن الإمام الحسن المجتبى السبط ، والقسم الثاني مع ما تعلمه الإمام الحسين عليه السلام وتجدها في صحيفته ، وما رواه الإمام الحسن عليه السلام :

عن إسماعيل بن محمد بن إسحاق: بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بمدينة الرسول قال : حدثني علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي عن موسى بن جعفر عن جعفر بن محمد عن أبيه عن علي بن الحسين قال :

 

قال الحسن بن علي عليه السلام :

 سألت : خالي هند بن أبي هالة ، عن حلية رسول الله صلى الله عليه وآله .

و حدثني الحسن بن عبد الله بن سعيد قال : حدثنا عبد الله بن أحمد عبدان و جعفر بن محمد البزاز البغدادي قالا : حدثنا سفيان بن وكيع قال : حدثني جميع بن عمير العجلي قال : حدثني رجل من بني تميم من ولد أبي هالة عن أبيه :

عن الحسن بن علي عليه السلام قال : سألت خالي هند بن أبي هالة التميمي .

 و كان وصافا : للنبي صلى الله عليه وآله وسلم.

أنا أشتهي : أن تصف لي منه شيئا .

لعلي أتعلق به .

فقال رحمه الله : كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :

 فخما مفخما : يتلألأ وجهه تلألؤ القمر ليلة البدر .

 أطول : من المربوع ، و أقصر من المشذب ، عظيم الهامة .

 رجل الشعر ، إن انفرقت عقيقته فرق ، و إلا فلا يجاوز شعره شحمة أذنيه إذا هو وفره ، أزهر اللون ، واسع الجبين ، أزج الحواجب ، سوابغ في غير قرن بينهما ، عرق يدره الغضب ، أقنى العرنين له نور يعلوه ، يحسبه من لم يتأمله أشم ، كث اللحية ، سهل الخدين ، ضليع الفم ، أشنب مفلج الأسنان.

 دقيق المسربة : كان عنقه جيد دمية في صفاء الفضة .

معتدل الخلق : بادنا متماسكا ، سواء البطن و الصدر ، بعيد ما بين المنكبين ، ضخم الكراديس ، عريض الصدر .

 أنور المتجرد : موصول ما بين اللبة و السرة بشعر يجري كالخط ، عاري الثديين و البطن مما سوى ذلك ، أشعر الذراعين و المنكبين و أعلى الصدر .

طويل الزندين : رحب الراحة ، شثن الكفين و القدمين ، سائل الأطراف ، سبط القصب ، خمصان الأخمصين ، مسيح القدمين ، ينبو عنهما الماء .

إذا زال : زال قلعا ، يخطو تكفؤا ، و يمشي هونا ، ذريع المشية إذا مشى ، كأنما ينحط في صبب ، و إذا التفت التفت جميعا .

خافض الطرف: نظره إلى الأرض أطول من نظره إلى السماء، جل نظره الملاحظة.

يبدر : من لقيه بالسلام .

قال فقلت : فصف لي منطقه ؟

فقال : كان صلى الله عليه وآله وسلم متواصل الأحزان ، دائم الفكر ، ليست له راحة طويل السكت ، لا يتكلم في غير حاجة ، يفتتح الكلام و يختمه بأشداقه ، يتكلم بجوامع الكلم ، فصلا لا فضول فيه و لا تقصير .

دمثا لينا : ليس بالجافي و لا بالمهين ، تعظم عنده النعمة و إن دقت ، لا يذم منها شيئا ، غير أنه كان لا يذم ذواقا و لا يمدحه ، و لا تغضبه الدنيا ، و ما كان لها ، فإذا تعطي الحق لم يعرفه أحد ، و لم يقم لغضبه شيء حتى ينتصر له .

إذا أشار : أشار بكفه كلها ، و إذا تعجب قلبها ، و إذا تحدث اتصل بها ، فضرب براحته اليمنى باطن إبهامه اليسرى ، و إذا غضب أعرض و أشاح ، و إذا فرح غض طرفه ، جل ضحكه التبسم ، يفتر عن مثل حب الغمام .

 

معاني ‏الأخبار ص80ح1 ، عيون ‏أخبار الرضا ج1ص316 ح1. بحار الأنوار ج16ص148ب8 ح4 . عيون الأثر ابن سيد الناس ج2ص413 . الشفا بتعريف حقوق المصطفى ج1ص155.

ويا طيب : هذا شرح لمعنى هذه الصفات الكريمة كما  في معاني الأخبار قال الصدوق عن شيخه في شرح الحديث :

فخما مفخما : معناه كان عظيما معظما في الصدور و العيون ، و لم يكن خلقته في جسمه الضخامة و كثرة اللحم . و قوله : يتلألأ تلألؤ القمر : ينير و يشرق كإشراق القمر . و قوله :أطول من المربوع و أقصر من المشذب : فالمشذب عند العرب الطويل الذي ليس بكثير اللحم أي ليس بالطويل الممغط.

 والشعر الرجل : الذي كأنه مشط فتكسر قليلا ليس بسبط ولا جعد، والعقيقة شعر الرأس أراد إن فرقته من ذات نفسها فرقها وإلا تركها معقوصة ، وأزهر اللون : نيره وأنه كان أبيض مشربا بحمرة  .

 قوله أزج الحواجب : معناه طويل امتداد الحاجبين بوفور الشعر فيهما ، و قوله في غير قرن : معناه أن الحاجبين إذا كان بينهما انكشاف و ابيضاض يقال لهما البلج ، أقنى العرنين : القنا أن يكون في عظم الأنف احديداب في وسطه و العرنين الأنف . و قوله كث اللحية : معناه أن لحيته قصيرة كثيرة الشعر فيها  . ضليع الفم : معناه ليس صغير الفم يتكلم بكل فمه ، كمن يحسن الكلام ويبينه ، فيتشدق في كلامه من غير بخل في البيان ولا اعوجاج في تكلمه.

 و قوله : كان عنقه جيد دمية : والجيد العنق ، والدمية صورته الحسنة مثل الدمى .

و قوله : بادنا متماسكا : معناه تام خلق الأعضاء ليس بمسترخي اللحم و لا بكثيره . و قوله : سواء البطن و الصدر : معناه أن بطنه ضامر و صدره عريض فمن هذه الجهة ساوى بطنه صدره .

و الكراديس : رءوس العظام . و قوله : أنور المتجرد : معناه نير الجسد الذي تجرد من الثياب.

 و قوله طويل الزندين : في كل ذراع زندان و هما جانبا . عظم الذراع : فرأس الزند الذي يلي الإبهام يقال له الكوع و رأس الزند الذي يلي الخنصر يقال له الكرسوع . و قوله : رحب الراحة : معناه واسع الراحة كبيرها و العرب تمدح بكبر اليد ، و قالوا رحب الراحة أي كثير العطاء كما قالوا ضيق الباع في الذم . و قوله شثن الكفين : معناه خشن الكفين و العرب تمدح الرجال بخشونة الكف و النساء بنعومة الكف . و قوله سائل الأطراف : أي تامها غير طويلة و لا قصيرة .

 و قوله :سبط القصب : معناه ممتد القصب غير منعقدة و القصب العظام المجوف التي فيها مخ نحو الساقين و الذراعين . و قوله : خمصان أخمصين : معناه أن أخمص رجله شديد الارتفاع من الأرض . و قوله : مسيح القدمين : معناه ليس بكثير اللحم فيهما و على ظاهرهما فلذلك ينبو الماء عنهما . و قوله : زال قلعا : معناه متثبتا . و قوله يخطو تكفؤا : معناه خطاه كأنه يتكسر فيها أو يتبختر لقلة الاستعجال معها و لا تبختر فيها و لا خيلاء . و قوله : و يمشي هونا : معناه السكينة و الوقار . و قوله : ذريع المشية : معناه واسع المشية من غير أن يظهر فيه استعجال و بدار. قوله : كأنما ينحط في صبب : الصبب الانحدار . و قوله : دمثا : الدمث اللين الخلق فشبه بالدمث من الرمل و هو اللين .

 قوله : إذا غضب أعرض و أشاح : قالوا في أشاح جد في الغضب و انكمش .

و قوله : يسوق أصحابه : معناه يقدمهم بين يديه تواضعا و تكرمة لهم ، و من رواه يفوق : أراد يفضلهم دينا و حلما و كرما . و قوله : يفتر عن مثل حب الغمام : معناه يكشف شفتيه عن ثغر أبيض يشبه حب الغمام ما يسمى الحالوب والبرد .

 


 

أدلة وبراهين إمامة السبط المجتبى :

يا طيب : في صحيفة الإمام الحسين بحث موسع في سيادة الإمام الحسن والحسين عليهم السلام ، وبحث آخر في إمامتهم ، وهنا نذكر بحث عام مخصر في إمامة الإمام الحسن والحسين عليهم السلام ، وبحث الوصية له :

 

دليل وجداني لإمامة للحسن والحسين :

إن الله تعالى : لما طهر الحسن والحسين ورفع ذكرهم في كثير من الآيات الكريمة وعرفهم بصورة مباشرة وغير مباشرة ، وبين مناقبهم وفضلهم المنيف وعلو مقامهم الشريف ، جعل الله حق له على الحسن والحسين أن يكونا دعاة لدينه وهداة لتعاليمه الحقيقة ، وحق لله تعالى على المؤمنين للرجوع لهداة دينة نبينا محمد وآله الطيبين الطاهرين المعصومين عليهم الصلاة والسلام .

فالآيات : التي تبين فضل أهل البيت عليهم السلام ، مصداقها الحقيقي هو النبي الأكرم وآله علي وفاطمة والحسن والحسين صلى الله عليهم وسلم ، فأية التطهير وآية المودة وآية المباهلة وآية وراثة الكتاب والاصطفاء وآيات الذكر وأهله ، وآيات الخمس والأنفال ، وآية الصراط المستقيم والنعيم وآية النور وآية الشجرة الطيبة وغيرها الكثير ، وسورة الدهر ( الإنسان ) وسورة الكوثر ، فضلا عن آيات الإمامة والولاية العامة لهم .

ووجوب الصلاة والسلام عليهم : مع رسول الله في اليوم تسع مرات في الصلاة الواجبة في التشهد ، كلها شاهد صدق على إمامتهم وعصمتهم ، وهو معنى الطلب من الله في سورة الفاتحة بالهداية للصراط المستقيم عند المنعم عليهم حين نقرأها عشر مرات .

فالآيات:  والسور النازلة في حقهم فيها من الدلالة المؤكدة على إمامة وعصمة الحسن والحسين عليهم السلام ، والقرن الأكيد والعلاقة الوطيدة بين القرآن وبينهم وبين تعاليمه الحقيقية والخلافة والإمامة على المسلمين بعد النبي ، حين بين أنه هناك من يحافظ عليه باللفظ والمعنى والتفسير والبيان ، وعرف لنا أن هناك راسخون بعلمه وأنه يجب سؤال أهل الذكر ، كما قرن الله بينهم بالتطهير فطهرهم وطهر كتابه ، وهذه الآيات تغني اللبيب عن البحث والتقصي والفحص عن معرفة الإمام الحق بعد النبي الأكرم ، حين عرف أنه آل البيت الطيبين الطاهرين المصدقين بالمباهلة وغيرها .

فبعد الإمام علي : أبو السبطين الحسن والحسين عليهم صلاة والسلام الذي فيه الآيات الخاصة التي توجب إمامتهم بالإضافة لما عرفت والتي تجدها في صحيفته الخاصة وفي صحيفة الثقلين مما كتبناه ، أو في الكتب المؤلفة في هذا الموضوع ، أو فراجع الغدير للعلامة الأميني أو فراجع عبقات الأنوار أو كتاب المراجعات ، لا تجد أحد يستحق الإمامة والخلافة والولاية على المسلمين غير الحسن والحسين بعد أبيهما عليهم السلام .

 وما ذكرنا : سلمه كل المؤمنين ولا تجد منصف يقدم على الحسن والحسين أحد في الفضل والعلم والسيرة الطاهرة ، ولم ينكرها إلا مكابر مخدوع عن دينه ، نعم دهاء بعض من حكم المسلمين وحيلهم صرف الناس عنهم لمعاوية بالمكر والخداع حتى تسلط على الحكم ثم أبنه وأنشغل الناس عنهم ، وفي الحقيقة الحكومة الحقيقة والخلافة بعد الرسول الأكرم على المسلمين أن سلبت من ناحية الحكومة والسلطة الدنيوية لم تسلب من الحسن والحسين في السلطة الدينية والإمامة وتعليم معارف الله الحقيقة ولا من أبيهما .

فإن كل المسلمين : بالإضافة لما عرفت وستعرف عن شهادة الله ورسوله ، فهم يشهدون لهم بالفضل والمقام الرفيع عند الله وأن معارف الله الحقيقية عندهم لا يدانيهم أحد فيها وأنهم سادة أهل الدينا والآخرة ، و العلوم الإلهية الحقيقية عندهم دون غيرهم ، وخوف الناس من الحكام وتقليد الآباء أبعدهم عنهم ولم يبقى من يتصل بهم إلا الخاصة من المؤمنين والمتفانين في حبهم .

فحتى المنافقون : وأعوان السلطة وأعدا أعدائهم معاوية وابنه يزيد لا يعتقدون بأن علم الله عند معاوية وأبنه ولا المسلمون يعتقدون بهم ، نعم يعلمون أنهم تسلطوا على الحكم بالحيلة والخداع والمكر وحكموا لا بعنوان خلفاء حقيقيين بعد النبي الأكرم بل غاصبين للخلافة ، فحتى هم والمسلمين كافة لم يعتقدوا بتعاليمهم ولا بدينهم وإن أطاعوهم في الحكم خوفاً وطمعاً ، والمسلمون قلوبهم مع الحسن والحسين عليهم السلام واعتقادهم بأحقيتهم بالتعليم للتعاليم الإلهية والعلوم الربانية والخلافة بعد النبي وإن ابتعدوا عنهم خوفاً ومن الحكام الظلمة وكانت سيوفهم عليهم .

ويا طيب : على كل الأحوال الآيات الكثيرة في حق أهل البيت عليهم السلام والحسن والحسين والروايات النبوية الشريفة المبينة لأحقيتهم بالإمام والخلافة ، وسيرتهم الطاهرة عليهم السلام ، شاهد قطع على إمامتهم عليهم السلام ، ولا يوجد مالهم من الشواهد في أحقية الخلافة للنبي والإمامة على المسلمين ولا شاهد واحد لغيرهم .

فوجوب التسليم : لإمامتهم من  كل مؤمن منصف لا يحتاج له كثير بحث وعناء ، بل بالتدبر ببعض الآيات الشريفة والروايات المنيفة التالية في هذا الفصل والفصول الآتية يدل بقطع ويقين لمعرفة الحق في إمامتهم عليهم السلام .

فتدبر هذه الفصول : التي فيها بالإضافة لمعرفة الإمامة والعصمة للحسن والحسين ، ثواب القرب من الله عند مطالعتك لها بحب في معرفة شأن العترة الطاهرة المنيف والمقام الشامخ لهم ، وما لهم من الكرامات عند الله ورسوله والمؤمنون ، فلكي تحصل على البشارة الحقيقة من الله وتنال الحسنة المزادة منه سبحانه طالع هذه الفصول بود لتكون من مصادق هذه الآية الكريمة :

 {ذَلِكَ الَّذِي يُبَشِّرُ اللَّهُ عِبَادَهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ قُلْ لاَ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى وَمَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْنًا إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ شَكُورٌ} الشورى 23 .

فيا حبيبي المؤمن : طالع هذه البحوث الآتية وأقترف وخذ كما أمرك الله بكثرة من فضائل القربى ، فإن حبهم وطاعتهم والتسليم لهم هي الحسنة التي يجب أن تقترف ، واعتقد بهم وبفضلهم وسلم لإمامتهم وتنال الحسنات بعد الحسنات ، فهذه فصول رضا الله وشكره لمن يحب أولياء دينه وهو غفور لمن يتقرب بهداته لتعاليمه ومعلمي عبودية الحقيقة المرضية له .

فهذا : شيء من حب الحسن والحسين ومقامهم الشامخ وعلو قدرهم الرفيع عند الله ورسوله والمؤمنون ، فتدبره تنال رضا الله وتعلمه وعلمه تنال المزيد من شكره وتحصل على مغفرته وتنال الإيمان الحقيقي والفوز عند الله تعالى .


 

استدلال موالي على إمامة الحسن والحسين  :

يا طيب : لقد كتبنا في الإمامة العامة وفي كتاب صحيفة الثقلين في ضرورة وجود حجة لله تعالى على طريق الزمان ، وسواء في ذلك أن يكون الحجة لله على عباده نبي أو وصي نبي ، ولما علمنا بأن النبوة قد ختمت فلابد أن يكون خليفة نبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم إمام وليس بنبي ، وإن كان مقامه قد يفوق مقام بعض الأنبياء لأهمية المهمة الملقاة على عاتقه في هداية الأمة الإسلامية ، والتي هي أفضل الأمم ودينها وتعاليمها خاتمة في التعاليم الإلهية ، وفيها أعلا المعارف الربانية  وأكمل تعاليم الله تعالى  وغاية المعارف وأفضل العلوم الإلهية  التي يريدها الله لهداية البشر على طول التاريخ .

فلذا يجب : أن يكون المحافظون على المعارف الإسلامية والتي هي أكمل معرف إلهية بأوصياء وخلفاء للنبي الأكرم أئمة يكونون قمة في التربية الإلهية والذروة في الكمال في المعرفة الربانية ، ولهم مقام لا يوجد لغيرهم من الأنبياء والأوصياء السابقين على نبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم ،  لشأن الإسلام وتعاليمه وأهمية منصب خلافة نبينا الأكرم محمد صلى الله عليه وآله وسلم .

ولما كان : الدين الإسلامي وتعاليمه لجميع البشر فلابد أن يكون قادته وخلفاء رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أئمة ، قد أعدهم الله تعالى ورسوله إعداد خاص قمة في الطهارة والروحية والمعنوية بحيث يكونون أفضل البشر بعد رسول الله وأكملهم ، ويجب أن يبين مقامهم الله ورسوله ، وإن سنة الله هداة البشر مطهرون بعضهم من ذرية بعض ، وإن الحسن والحسين أولاد رسول الله وسترى هنا هذا الدليل ، والثاني أن يبين مقاهم ومنزلتهم عنده في القرآن والسنة النبوي وسيأتي بعد هذا البيان ، وهو محاورة لموالي لآل محمد مع ناصبي .

في كنز الفوائد قال الشعبي : كنتُ بواسط ، وكان يوم أضحى ، فحضرت العيد مع الحجّاج فخطب خطبة بليغة ، فلمّا انصرف جاءني رسوله ، فأتيته فوجدته جالساً مستوفزاً ، فقال : يا شعبي ، هذا يوم أضحي ، وقد أردت أن اًضحّي برجل من أهل العراق ، وأحببت أنْ تسمع قوله فتعلم أنِّي قد أصبت الرأي فيما أفعل به .

 فقلت : أيُّها الأمير ، لو ترى أنْ تتسنن بسنة رسول الله صلّى الله عليه وآله وتضحّي بما أمر أنْ يُضحّى به ، وتفعل مثل فعله ، وتدع ما أردت أنْ تفعله به في هذا اليوم العظيم إلى غيره .

 فقال : يا شعبي ، إنك إذا سمعت ما يقوله صوبتَ رأيي فيه ، لكذبه على الله وعلى رسوله ، لي إدخاله الشبهة في الإسلام .

 قلت : أفيرى الأمير أنْ يعفني من ذلك ؟

 قال : لا بد منه .

 ثم أمر بنطع فبُسط ، وبالسيّاف فاُحضر ، وقال : احضروا الشيخ .

 فأتوه به : فإذا هو يحيى بن يعمر ، فاغتممت غماً شديداً ، وقلت في نفسي : وأي شيء يقوله يحيى مما يوجب قتله .

 فقال له الحجّاج : أنت تزعم أنك زعيم أهل العراق ؟ .

 قال يحيى : أنا فقيه من فقهاء أهل العراق .

 قال : فمن أي فقهك زعمت أن الحسن والحسين من ذرية رسول الله ؟

 قال : ما أنا زاعم ذلك ، بل قائل بحق .

 قال : وبأي حق قلت ؟

 قال : بكتاب الله عز وجل .

 فنظر إلي الحجاج وقال : اسمع ما يقول ، فان هذا ممّا لم أكن سمعته عنه ، أتعرف أنت في كتاب الله عز وجل أن الحسن والحسين من ذرية محمد رسول الله صلّى الله عليه [ وآله ] ؟

 فجعلتُ أفكر : في ذلك ، فلم أجد في القرآن شيئاً يدل على ذلك .

 وفكَّر الحجّاج ملياً ثم قال ليحيى : لعلك تريد قول الله عزَّ وجلّ :

 { فمَنْ حاجكَ منْ بَعدْ مَا جاءَكَ مِنَ العِلم فَقُلْ تَعالَوا نَدْعُ أبْناءنا وَأبناءَكُمْ وَنِساءَنا وَنِساءَكمْ وَأنْفُسَنا وأنْفُسَكُمْ ثم نبتهل فَنَجْعلْ لَعْنَةَ اللهِ عَلى الكاذِبينَ (61) } آل عمران .

 وأن رسول الله صلّى الله عليه [ وآله ] خرج للمباهلة ومعه علي وفاطمة والحسن والحسين [عليهم السلام ] ؟

 قال الشعبي : فكأنما أهدى لقلبي سروراً ، وقلتُ في نفسي : قد خلص يحيى . وكان الحجّاج حافظاً للقرآن .

 فقال يحيى : والله إنَّها لحجة في ذلك بليغة ، ولكن ليس منها أحتج لما قلتُ.

فاصفر وجه الحجاج وأطرق ملياً ، ثم رفع رأسه إلى يحيى وقال : إنْ جئتَ من كتاب الله بغيرها في ذلك ، فلك عشرة آلاف درهم ، وإنْ لم تأتِ بها فأنا في حلٍ من دمك .

 قال : نعم .

 قال الشعبي : فغمني قوله وقلت في نفسي : أما كان في الذي نزع به الحجاج ما يحتج به يحيى ويرضيه بأنه قد عرفه وسبقه إليه ، ويتخلَّص منه حتى رد عليه وأفحمه ، فانْ جاءه بعد هذا بشيء لم آمن أنْ يدخل عليه فيه من القول ما يبطل حجته لئلا يدعي أنه قد علم ما جهله هو.

 فقال يحيى : قول الله عزّ وجلّ :{ وَمِنْ ذريَتِهِ دَاوُدَ وَسلَيمانَ (84) } الأنعام مَنْ عنى بذلك ؟

 قال الحجّاج : إبراهيم .

 قال : فداود وسليمان مِنْ ذريته ؟

 قال : نعم .

 قال يحيى : ومَنْ نص الله تعالى عليه بعد هذا أنه مِنْ ذريته ؟

 فقرأ الحجّاج : { وَأيوبَ وَيُوسُفَ ومُوسَى وهَارُونَ وكَذلكَ نَجْزي المُحْسِنينَ } .   قال يحيى : وَمَنْ ؟  قال : { وَزكَرِيَّا ويحيى وَعيسى } .

 قال يحيى : ومِنْ أين كان عيسى من ذرَية إبراهيم ولا أب له ؟

 قال : من قِبَلَ اُمِّه مريم .

 قال يحيى : فَمَنْ أقرب ، مريم مِنْ إبراهيم أم فاطمة مِنْ محمَد صلّى الله عليه وآله ؟

وعيسى مِنْ إبراهيم : أم الحسن والحسين عليهم السلام مِنْ رسول الله صلى الله عليه وآله ؟

 قال الشعبي : فكأنما ألقمه حجراً .

 فقال : أطلقوه قبحه الله ، وادفعوا إليه عشرة آلاف درهم ، لا بارك الله له فيها . . . . .

كنز الفوائد للكراجكي المتوفى سنة 449 هـ ج1ص357 .

 


 

أدلة قرآنية من المناقب على إمامتهما :

دلالة الآية : {أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ } :

في المناقب : قال الله تعالى : {وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ (21)} الطور 21 ، ولا اتباع أحسن من اتباع الحسن والحسين .

وقال تعالى : {أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ}   فقد ألحق الله بهما ذريتهما برسول الله صلى الله عليه وآله ، وشهد بذلك كتابه ، فوجب لهم الطاعة لحق الإمامة ، مثل ما وجب للنبي صلى الله عليه وآله لحق النبوة . 

بحار الأنوار ج39ص277ب12ح48 .

 

دلالة الآية {وَمَنْ صَلَحَ مِنْ …وَذُرِّيَّاتِهِمْ }:

المناقب : وقال تعالى حكاية عن حملة العرش :

{الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْمًا فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ (7) رَبَّنَا وَأَدْخِلْهُمْ جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدْتَهُم

وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (8) وَقِهِمُ السَّيِّئَاتِ وَمَنْ تَقِي السَّيِّئَاتِ يَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمْتَهُ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} غافر .

مناقب آل أبي طالب ج3ص367. بحار الأنوار ج39ص277ب12ح48 .

 

يا طيب : ذكر صاحب المناقب هذه الآية دون بيان وجه الاستدلال بها .

ووجه الاستدلال : بهذه الآية كالآية السابقة تبع الأبناء للآباء بالكرامة الإلهية وفي كل شيء إذا صلح الأبناء مثل الآباء ، فإذا كان في السابق يجعل الله الأنبياء من ذرية الأنبياء فيمن صلح من ذريتهم ، فلا غرو ولا بعد أن تكون الإمامة في ذرية نبينا محمد صل الله عليه وآله وسلم ، وهم الحسن والحسين ولا يوجد للنبي ذرية غيرهم .

والإسلام أحوج : للهداة بعد النبي الأكرم للحفاظ على تعاليمه إذ لا نبي غيره بعده يبين تعاليمه على وجه القطع والبت ، ويكون طاهر مطهر إلا الحسن والحسين وهم الصالحان بعد جدهم وأباهم الذين يمكن الركون إليهما في معرفة تعاليم الله الحقيقة . 

 

دلالة آية : {هَبْ لَنَا مِنْ .. وَذُرِّيَّاتِنَا .. وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا }

المناقب : وقال أيضا : {وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا (74) } الفرقان ، ولا يسبق النبي صلى الله عليه وآله في فضيلة وليس أحق بهذا الدعاء بهذه الصيغة منه وذريته ، فقد وجب لهم الإمامة .

بحار الأنوار ج39ص277ب12ح48 .

 

المناقب : أبو نعيم الفضل بن دكين ، عن سفيان ، عن الأعمش ، عن مسلم بن البطين عن سعيد بن جبير في قوله تعالى : {وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا (74)} الفرقان. الآية قال : نزلت هذه الآية والله خاصة في أمير المؤمنين عليه السلام قال : كان أكثر دعائه يقول : {رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا } يعني فاطمة {وَذُرِّيَّاتِنَا } الحسن والحسين {قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا} .

قال أمير المؤمنين عليه السلام : والله ما سألت ربي ولدا نضير الوجه ولا سألته ولدا حسن القامة ، ولكن سألت ربي ولدا مطيعين لله ، خائفين وجلين منه ، حتى إذا نظرت إليه وهو مطيع لله قرت به عيني ، قال : {وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا} .

قال : نقتدي بمن قبلنا من المتقين فيقتدي المتقون بنا من بعدنا .

وقال الله : {أُوْلَئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِمَا صَبَرُوا } يعني علي ابن أبي طالب والحسن والحسين وفاطمة { وَيُلَقَّوْنَ فِيهَا تَحِيَّةً وَسَلاَمًا (75) خَالِدِينَ فِيهَا حَسُنَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا (76)} الفرقان .

مناقب آل أبي طالب ج3ص367.بحار الأنوار ج39ص277ب12ح48 .

 


 

الأئمة اثني عشر :

المناقب : ويستدل على إمامتهما بما رواه الطريقان المختلفان ، والطائفتان المتباينتان من نص النبي صلى الله عليه وآله على إمامة الاثني عشر ، وإذا ثبت ذلك فكل من قال بإمامة الاثني عشر قطع على إمامتها.

بحار الأنوار ج39ص277ب12ح48 .

إذا لا يوجد افضل من الحسن والحسين وأبيهما بعد النبي كل واحد في زمانه ، ولا أعلم وأفقه منهما .

 

أدعاء الحسن والحسين الإمامة :

المناقب :  ويدل أيضا ما ثبت بلا خلاف أنهما دعوا الناس إلى بيعتهما  والقول بإمامتهما ، فلا يخلو من أن يكونا محقين أو مبطلين ، فإن كانا محقين فقد ثبت إمامتهما ، وإن كانا مبطلين وجب القول بتفسيقهما ، وتضليلهما ، وهذا لا يقوله مسلم . 

مناقب آل أبي طالب ج3ص367. بحار الأنوار ج39ص277ب12ح48 .

 

 

لم يدعي الإمامة غيرهما في زمانهم:

المناقب : ويستدل أيضا : بما قد ثبت بأنهما خرجا وادعيا ولم يكن في زمانهما غير معاوية ويزيد ، وهما قد ثبت فسقهما ، بل كفرهما ، فيجب أن تكون الإمامة للحسن والحسين . 

بحار الأنوار ج39ص277ب12ح48 .

 

يا طيب : والفرق بين هذا الوجه وسابقه أن السابق مجرد ادعائهم الإمامة يدل عليها ، والثاني من كان مقابلهم ممن أدعى الإمامة فاسق ولا يستحق الإمامة ولم يدعيها حقيقة على أن علم النبي عنده أو هو فقيه متمكن من المعارف الإلهية ، بل سلب حكم وسلطة وغصب الخلافة ولا شيء يدل على إمامتهما .

 والحسن والحسين عليه السلام خرجا وادعيا الإمامة فهم أحق بها وتنطبق عليهما عليهم السلام بصدق وحق  .

 

دليل النص والوصف والاختبار :

قال في المناقب : ويستدل أيضاً : بأن طريق الإمامة لا يخلو إما أن يكون هو النص ، أو الوصف والاختيار ، وكل ذلك قد حصل في حقهما فوجب القول بإمامتهما . 

بحار الأنوار ج39ص277ب12ح48 .

يا طيب : وجه الاستدلال النص سيأتي بقوله : صل الله عليه وآله وسلم ، الحسن والحسين إمامان قاما أو قعدا ، والوصف الآيات السابقة ، والاختبار رشاد أفعلهما وحسن سيرتهما وعلمهما ولم يرى لهم قول أو فعل يحمل على خلاف التشريع والدين .

 

يستدل على الإمامة بنص النبي عليهما :

المناقب : ويستدل بالخبر المشهور : أنه قال عليه السلام : ( ابناي هذان إمامان قاما أو قعدا ) أو جب لهما الإمامة بموجب القول سواء نهضا بالجهاد أو قعدا عنه ، دعيا إلى أنفسهما أو تركا ذلك .

بحار الأنوار ج39ص277ب12ح48 .

 

الاستدلال على الإمامة بالإجماع :

المناقب : ويستدل أيضاً : بإجماع أهل البيت عليهم السلام لأنهم أجمعوا على إمامتهما ، وإجماعهم حجة ، شهادة الله لهما وكون الخلافة في أولاد الأنبياء يدل على عصمتهما وأماتهما : المناقب : وطريقة العصمة والنصوص ، وكونهما أفضل الخلق يدل على إمامتهما .

 وكانت الخلافة في أولاد الأنبياء عليهم السلام وما بقي لنبينا ولد سواهما .

أقول قال الله تعالى : {إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ * ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (34)} آل عمران.

 

دعوة نبي الله إبراهيم في جعل الإمامة في ولده :

قال تعالى : {وَإِذْ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لاَ يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ (124)}البقرة .

ولا تصلح الإمامة : في زمن الحسن والحسين لغيرهما في زمانهما ، فهم بشهادة المحبين لههم وأعدائهم في فضلهم وصفاء نيتهم وحسن سيرتهم وسيرهم بالعدل والقسط وان عندهم تعاليم الله في زمانهم ، ولا توجد في غيرهم ، وقد مر تقرير الآية وبيانها في كتابنا صحيفة الثقلين في إمامة الإمام علي في زمانه فراجع .

وأن شهادة الله : بطهارتهم في آية التطهير وقبول عملهم في سورة الدهر بيان لنعم الله عليهم وأحقيتهم بالخلافة ونفي الظلم عنهم ، ولا توجد مثل هذه الشهادة من الله لغيرهما .

 

 

بيعة الحسن والحسين للرسول :

المناقب : ومن برهانهما بيعة رسول الله صلى الله عليه وآله لهما ، ولم يبايع صغيرا غيرهما .

بحار الأنوار ج39ص277ب12ح48 .

 

نزول سورة الإنسان في قبول عملها صغيرين :

 المناقب : ونزل القرآن بإيجاب ثواب الجنة من عملهما مع ظاهر الطفولية منهما قوله تعالى : {وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرً (8)ا} الإنسان ، الآيات فعمهما بهذا القول مع أبويهما . 

بحار الأنوار ج39ص277ب12ح48 .

 


آية المباهلة على إمامتهما :

المناقب : وإدخالهما ، في المباهلة قال تعالى : {فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنْ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَةَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ (61)} آل عمران .

 قال ابن علان المعتزلي : هذا يدل على أنهما كانا مكلفين في تلك الحال لان المباهلة لا تجوز إلا مع البالغين . 

وقال أصحابنا : إن صغر السن عن حد البلوغ لا ينافي كمال العقل ، وبلوغ الحلم حد لتعلق الأحكام الشرعية ، فكان ذلك لخرق العادة ، فثبت بذلك أنهما كانا حجة الله لنبيه في المباهلة مع طفوليتهما ، ولو لم يكونا إمامين لم يحتج الله بهما مع صغر سنهما على أعدائه ولم يتبين في الآية ذكر قبول دعائهما ، ولو أن رسول الله صلى الله عليه وآله  وجد من يقوم مقامهم غيرهم ، لباهل بهم أو جمعهم معهم ، فاقتصاره عليهم ، يبين فضلهم ونقص غيرهم . 

وقد قدمهم : في الذكر على الأنفس ليبين عن لطف مكانهم ، وقرب منزلتهم ، وليؤذن بأنهم مقدمون على الأنفس معدون بها ، وفيه دليل لا شيء أقوى منه أنهم أفضل خلق الله. 

واعلم : أن الله تعالى قال في التوحيد والعدل : {قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ (64)} آل عمران . وفي النبوة والإمامة : {فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ } . وفي الشرعيات : {قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ (151)} الأنعام 151 .

 وقد أجمع المفسرون : بأن المراد بأبنائنا الحسن والحسين .

قال أبو بكر الرازي : هذا يدل على أنهما ابنا رسول الله صلى الله عليه وآله وأن ولد الابنة ابن على الحقيقة . 

بحار الأنوار ج39ص277ب12ح48 .

يا طيب : دعوة النبي لهم في المباهلة دون غيرهم ونفي الكذب عنهم بالمفهوم في آخر الآية دليل على صدقهم في بيانهم في كل التعاليم الإلهية ، سواء بالفعل والتقرير والسيرة والقول والبيان والشرح ، وهذا المقام بالإضافة لآية التطهير لا يوجد لأحد من المسلمين ويدل على إمامتهم عليهم السلام وعصمتهم كأبيهم علي بن ابي طالب وجدهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم .

 

دلالة آية الاصطفاء على إمامته :

المناقب : أبو صالح عن ابن عباس في قوله تعالى : { قُلْ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَسَلاَمٌ عَلَى عِبَادِهِ الَّذِينَ اصْطَفَى (59) } النمل  ، قال : هم أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وآله : علي بن أبي طالب وفاطمة والحسن والحسين وأولادهم إلى يوم القيامة ، هم صفوة الله وخيرته من خلقه . 

بحار الأنوار ج39ص277ب12ح48 .

يا طيب : سلام الله على الحسن والحسين دليل على تزكيتهما وقبول أعمالهم وأقوالهم وأفعالهم ودليل على عصمتهم من أي خطل أو خطأ في القول والعمل والفعل ، وأن ما ينشروه من تعاليم الله هو بيان وحقيقة تعاليم الله سبحانه وتعالى .

هذا دليل على أماتهم وعصمتهم وخلافتهم الدينية والدنيوية بعد رسول الله على المؤمنين .

 

وراثة الكتاب للذين اصطفى الله من عباده :

{ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ (32)} فاطر.

يا طيب : دلالة الآية الكريمة على وراثة الكتاب للحسن والحسين عليهما السلام للكتاب وبيان تعاليمه وقرنهم معه دليل على عصمتهم ودليل على إمامتهم .

 

 

نزول سورة التين في شأن الحسن والحسين وأبهم وجدهم :

المناقب : وقد روي أن : {وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ (1)} التين ، نزلت فيهم . 

بحار الأنوار ج39ص277ب12ح48 .

 

المناقب في معالي أمورهما عليهما السلام : مقاتل بن مقاتل ، عن مرازم ، عن موسى بن جعفر عليهما السلام في قوله تعالى : {وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ} .

قال : الحسن : والحسين {وَطُورِ سِينِينَ} .

قال علي بن أبي طالب {وَهَذَا الْبَلَدِ الأَمِينِ}  .

قال : محمد صلى الله عليه وآله {لَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ}.

قال : الأول {ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ} ، ببغضه أمير المؤمنين .

{إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ} علي بن أبي طالب {فَمَا يُكَذِّبُكَ بَعْدُ بِالدِّينِ} يا محمد ولاية علي بن أبي طالب . 

المناقب ج 3 ص 394 ـ 96 ، بحار الأنوار ج39ص291ب12ح54 .

 


 

الحسن والحسين كفلين من رحمة الله :

المناقب : الصادق عليه السلام في قوله تعالى : {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيَجْعَلْ لَكُمْ نُورًا تَمْشُونَ بِهِ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (26) } الحديد، قال: الكفلين الحسن والحسين ، والنور علي .

وفي رواية سماعة عنه عليه السلام : {نُورًا تَمْشُونَ بِهِ } قال : إماما تأتمون به في محبة النبي صلى الله عليه وآله لهما . 

بحار الأنوار ج39ص277ب12ح48 .

 

تفسير علي بن إبراهيم عن جعفر الفزاري معنعنا عن ابن عباس في قول الله تعالى : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ }

قال : الحسن والحسين . {وَيَجْعَلْ لَكُمْ نُورًا تَمْشُونَ بِهِ (28)} الحديد.

 قال : أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام 

بحار الأنوار ج39ص307ب12ح70 .

 

تفسير علي بن إبراهيم : جابر الأنصاري ، عن أبي جعفر عليه السلام . 

في قوله تعالى : {يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ } يعني حسنا وحسينا قال : ما ضر من أكرمه الله أن يكون من شيعتنا ما أصابه في الدنيا ولو لم يقدر على شيء يأكله إلا الحشيش .

أقول : قد مر بعض مناقبهما والنصوص عليهما في باب أخبار النبي صلى الله عليه وآله 

بمظلوميتهم عليهم السلام وسيأتي بعض النصوص في الأبواب الآتية .

بحار الأنوار ج39ص307ب12ح71 .

 


 

وصية رسول الله وأمير المؤمنين للحسن :

يا طيب : أحاديث الإمامة العامة تبحث في أصول الدين ، وهذه بعض الأحاديث الخاصة بالوصية بإمامة الإمام السبط الحسن المجتبى عليه السلام من أبيه عليه السلام ، وعرفت في بيان معنى السبط بعض المعارف في إمامته .

عن سليم بن قيس قال :

شهدت : وصية أمير المؤمنين عليه السلام ، حين أوصى إلى ابنه الحسن عليه السلام .

وأشهد : على وصيته الحسين عليه السلام ، ومحمدا وجميع ولده ورؤساء شيعته وأهل بيته .

ثم دفع إليه الكتاب والسلاح .

وقال لابنه الحسن عليه السلام :

يا بني : أمرني رسول الله صلى الله عليه وآله ، أن أوصي إليك .

وأن أدفع إليك : كتبي وسلاحي ، كما أوصى إلي رسول الله صلى الله عليه وآله ، ودفع إلى كتبه وسلاحه .

وأمرني : أن آمرك إذا حظرك الموت ، أن تدفعها إلى أخيك الحسين عليه السلام .

ثم اقبل : على ابنه الحسين عليه السلام .

فقال : وأمرك رسول الله صلى الله عليه وآله أن تدفعها إلى ابنك هذا .

ثم أخذ : بيد علي بن الحسين عليه السلام .

ثم قال لعلي بن الحسين : وأمرك رسول الله صلى الله عليه وآله ، أن تدفعها إلى أبنك محمد بن علي .

واقرأه : من رسول الله صلى الله عليه وآله ، ومني السلام .

أصول الكافي ج1ص236 ح1ب66 الإشارة والنص على الحسن بن علي عليهما السلام ذكر روايات عديدة منها .

 

وفي إعلام الورى بسنده عن أبي الجارود ، عن أبي جعفر عليه السلام قال :

إن أمير المؤمنين : لما حضره الوفاة ، قال لابنه الحسن : ادن مني حتى اسر إليك ما أسر إلي رسول الله ، وأئتمنك على ما ائتمنني عليه ، ففعل .

بحار الأنوار ج39ص322ب14ح3.

 

ويا طيب : في الجزء الرابع من صحيفة الإمام الحسين عليه السلام ، تفصيل وبحث واسع حولة إمامة الحسن والحسين عليهم السلام .

 

 

 


 

114 حكمة للإمام السبط

:

يا طيب بين يدكم ، مواعظ الإمام الحسن البليغة وقصار حكمه عليه السلام ، وهو بعد جده وأبيه سيد أهل البيت عليه السلام ، وهو ركن من أركان الهدى الدالين على الله سبحانه وتعالى، وبهم وبكلامهم يعرف المؤمنون والحق والهدى .

 فهم عليهم الصلاة والسلام : أهل بيت النبوة ، وموضع الرسالة ، ومختلف الملائكة ، ومهبط الوحي ، ومعدن الرحمة ، وخزان العلم ، ومنتهى الحلم ، وأصول الكرم ، وقادة الأمم ، وأولياء النعم ، وعناصر الأبرار ، ودعائم الأخيار ، وساسة العباد ، وأركان البلاد ، وأبواب الإيمان ، وأمناء الرحمن ، وسلالة النبيين ، وصفوة المرسلين ، وعترة خيرة رب العالمين . 

وهم أئمة الهدى : ومصابيح الدجى ، وأعلام التقى ، وذوي النهى ، وأولي الحجى ، وكهف الورى ، وورثة الأنبياء ، والمثل الأعلى ، والدعوة الحسنى ، وحجج الله على أهل الدنيا والآخرة والأولى .

وهم عليهم السلام : محال معرفة الله ، ومساكن بركة الله ، ومعادن حكمة الله ، وحفظة سر الله ، و حملة كتاب الله ، وأوصياء نبي الله ، وذرية رسول الله صلى الله عليه وآله.

وهم عليهم السلام : الدعاة إلى الله ، والأدلاء على مرضاة الله ، والمستوفرين في أمر الله ، والتامين في محبة الله ، والمخلصين في توحيد الله ، والمظهرين لأمر الله ونهيه ، وعباده المكرمين ، الذين لا يسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون . 

وهم عليهم السلام : الأئمة الدعاة ، والقادة الهداة ، والسادة الولاة ، والذادة  الحماة ، وأهل الذكر ، أولي الأمر ، وبقية الله وخيرته ، وحزبه وعيبة علمه ، وحجته وصراطه ، ونوره . 

فلا غرو : أن تصدر منهم الحكمة البليغة والمواعظ الحكيمة ، وكلامهم ككلام جده وأبيه ، وهو فوق كلام المخلوق ودون كلام الخالق ، ومنهم يعرف صواب الكلام وأساس الحكمة وصدقها عليهم الصلاة والسلام .

وهذا الإمام الحسن عليه السلام : كجده وأبيه وآله المعصومين الشرفاء الذين طهرهم الله ونفى عنهم الكذب والشك والشبه ، وكلامهم فيه مراضاة الرحمن والدليل إليه ، والموصل لخيره ، والالتزام بكلامه عليه السلام والعمل به يوصل المؤمنون لحقيقة عبودية الله ورضاه ، وبين يديك يا طيب بعض مواعظه عليه السلام وحكمه البليغة في خير كلام مما قل ودل ، قل في ألفاظه وتوسع في معنا فبلغ القلوب ، وصقل الأرواح ، ونشط العقول للعبودية والمعرفة .

فيا طيب : تفكر فيه وتدبره تكن منهم وعامل بهديهم عليهم السلام .

 

 

في معاني الأخبار بسنده : عن المقدام بن شريح ابن هاني ، عن أبيه شريح قال : سأل أمير المؤمنين ابنه الحسن بن علي عليهم السلام فقال  :

يا بني ما العقل ؟ قال : حفظ قلبك ما استودعته .

2 ـ قال : فما الحزم ؟ قال : أن تنتظر فرصتك وتعاجل ما أمكنك .

3 ـ قال : فما المجد ؟ قال : حمل المغارم ، وابتناء المكارم.

يأتي معنى مشابه في الرقم 14 .

4 ـ قال : فما السماحة ؟ قال : إجابة السائل وبذل النائل.

بحار الأنوار ج71ب19ص114ح10 .يأتي قريب منه مصداق آخر للؤم في الرقم 19. وفي كتاب العدد القوية عنه عليه السلام : السماحة البذل في العسر واليسر

5 ـ قال : فما الشح ؟ قال : أن ترى القليل سرفاً ، وما أنفقت تلفاً.

يأتي معنى قرب من هذا في الرقم 20.

6 ـ وقال : فما الرقة ؟ قال : طلب اليسير ، ومنع الحقير.

وفي كتاب العدد القوية عنه عليه السلام : والرقة النظر في اليسير ومنع .

 بحار الأنوار ج71ب19ص114ح10

7 ـ قال : فما الكلفة ؟ قال : التمسك بمن لا يؤمنك ، والنظر فيما لا يعنيك.

يأتي معنى قريب من هذا في الرقم 38.

8 ـ قال : فما الجهل ؟ قال : سرعة الوثوب على الفرصة قبل الاستمكان منها والامتناع عن الجواب ، ونعم العون الصمت في مواطن كثيرة وإن كنت فصيحاً.

انظر الرقم 82. 

ثم أقبل أمير المؤمنين على الحسين ابنه عليهما السلام فقال له .. ، وقد ذكرنا ما سئل الحسين عليه السلام وما أجابه في صحيفة الحسين فصل المواعظ ـ .

ثم التفت إلى الحارث الأعور فقال : يا حارث علموا هذه الحكم أولادكم فإنها زيادة في العقل والحزم والرأي .

معاني الأخبار ص 401 . بيان : النائل : ما ينال . بحار الأنوار ج71ب19ص101ح1 ، وروى قسم منه أيضاً عن العدد القوية ح6 ص112.

 

تحف العقول : أجوبة الحسن بن علي عليهما السلام عن مسائل سأله عنها أمير المؤمنين عليه السلام أو غيره في معان مختلفة . 

قيل له عليه السلام : ما الزهد ؟ قال : الرغبة في التقوى والزهادة في الدنيا .

وفي كتاب العدد القوية عنه عليه السلام : والغنيمة في التقوى ، والزهادة في الدنيا ، في الغنيمة البادرة . بحار الأنوار ج71ب19ص114ح10 . والمعنى متقارب يفسر بعضه بعض .

 

10 ـ قيل : فما الحلم ؟ قال : كظم الغيظ وملك النفس .

11ـ قيل : ما السداد ؟ قال : دفع المنكر بالمعروف .

12ـ قيل : فما الشرف ؟ قال : اصطناع العشيرة وحمل الجريرة .

بيان : اصطناع العشيرة : الإحسان إليهم . والجريرة : الذنب والجناية . يأتي معنى قريب من هذا في الرقم 33.

13ـ قيل : فما النجدة ؟ قال : الذب عن الجار والصبر في المواطن والإقدام عند الكريهة .

والنجدة : الشجاعة والشدة والبأس .

14ـ قيل : فما المجد ؟ قال : أن تعطي في الغرم وأن تعفو عن الجرم .

الغرم – بتقديم المعجمة المضمومة : ما يلزم أداؤه .

 مر عنى مشابه تحت الرقم 3 . وفي كتاب العدد القوية عنه عليه السلام : والمجد : أن تعطي في العدم وأن تعفو عن طول الأناة ، والإقرار بالولاية . بحار الأنوار ج71ب19ص114ح10 . مر معنى مشابه في الرقم 3 .

15ـ قيل : فما المروءة ؟ قال : حفظ الدين وإعزاز النفس ، ولين الكنف ، وتعهد الصنيعة ، وأداء الحقوق ، والتحبب إلى الناس .

الكنف - محركة - : الجانب والناحية . وكنف الإنسان : حضنه والعضدان الصدر . وقوله :  وتعهد الصنيعة  أي إصلاحها وإنماؤها . يأتي معنى قريب من هذا في الرقم 55 .

16 ـ قيل فما الكرم ؟ قال : الابتداء بالعطية قبل المسألة ، وإطعام الطعام في المحل .

المحل بالفتح  : الشدة والجدب . يقال : زمان ما حل أي مجدب . يأتي معنى قريب من هذا في الرقم 26 .

17ـ قيل : فما الدنيئة ؟ قال : النظر في اليسير ومنع الحقير .

18ـ قيل : فيما اللؤم ؟ قال : قلة الندى وأن ينطق بالخنى .

اللؤم : مصدر من لؤم الرجل لؤما وملاءمة – كان دنى الاصل شحيح النفس فهو لئيم . والندى كعمى  : الجود والفضل والخير . والخنى – مقصورا - : الفحش في الكلام . يأتي مصداق آخر للؤم في الرقم 40، وانظر 42.

19ـ قيل : فما السماح ؟ قال : البذل في السراء والضراء .

20ـ قيل : فما الشح ؟ قال : أن ترى ما في يديك شرفا وما أنفقته تلفا .

مر معنى قرب من هذا في الرقم 5.

21ـ قيل : فما الإخاء ؟ قال : الإخاء في الشدة والرخاء .

وفي كتاب العدد القوية عنه عليه السلام :  الإخاء الوفاء في الشدة  الرخاء .

بحار الأنوار ج71ب19ص114ح10 .

 

22ـ قيل : فما الجبن ؟ قال : الجرأة على الصديق والنكول عن العدو . 

23ـ قيل : فما الغنى ؟ قال : رضى النفس بما قسم لها وإن قل .

وفي كتاب العدد القوية عنه عليه السلام : الغنى بما قسم الله لها وإن قل فإنما الغنى غني النفس  . أنظر الرقم84،بحار الأنوار ج71ب19ص114ح10 . انظر الرقم84 . 

24ـ قيل : فما الفقر ؟ قال : شره النفس إلى كل شيء .

أنظر الرقم 84 .

25ـ قيل : فما الجود ؟ قال : بذل المجهود .

انظر الرقم 18و75 .

26ـ قيل : فما الكرم ؟ قال : الحفاظ في الشدة والرخاء.

الحفاظ  ككتاب  : الذب عن المحارم المنع لها والمحافظة على العهد  والوفاء والتمسك بالود . أقول أنضر الرقم 16والرقم    في معاني مشابه وانظر الرقم76 .

27ـ قيل : فما الجرأة ؟ قال : مواقفة الأقران .

في بعض النسخ قيل : فما الجزاء . والمواقفة بتقديم القاف : المحاربة ، يقال : واقفه في الحرب أو الخصومة أي وقف كل منهما مع الأخر .

28ـ قيل : فما المنعة ؟ قال : الشدة البأس ومنازعة أعز الناس .

 المنعة : العز والقوة . ولعل المراد بالبأس والمنازعة : الجهاد في الله أو الهيبة في أعين الناس . وبأعز الناس أقواهم .

29ـ قيل : فما الذل ؟ قال : الفرق عند المصدوقة .

الفرق - محركة - : الخوف والفزع . والمصدوقة : الصدق .

30ـ قيل : فما الخرق ؟ قال : مناوأتك أميرك ومن يقدر على ضرك .

 المناواة : المعاداة .

31ـ قيل : فما السناء ؟ قال : إتيان الجميل وترك القبيح .

 السناء - بالمهملة ممدودا - : الرفعة .

32 ـ قيل : فما الحزم ؟ قال : طول الأناة ، والرفق بالولاة ، والاحتراس من جميع الناس .

الأناة : الوقار والحلم .  وفي كتاب العدد القوية عنه عليه السلام : والاحتراس من الناس بسوء الظن  هو الحزم ، بحار الأنوار ج71ب19ص114ح10 . أنظر الرقم 2.

33ـ قيل : فما الشرف ؟ قال : موافقة الإخوان وحفظ الجيران .

مر تحت الرقم 12معنى قريب منه .

34ـ قيل : فما الحرمان ؟ قال : تركك حظك وقد عرض عليك .

35ـ قيل : فما السفه ؟ قال : اتباع الدناءة ومصاحبة الغواة .

أنظر الرقم :39و93 تجد معاني ومصداق مقارب .

36ـ قيل : فما العي ؟ قال : العبث باللحية وكثرة التنحنح عند المنطق .

العي : العجز في الكلام .

37ـ قيل : فما الشجاعة ؟ قال : مواقفة الأقران والصبر عند الطعان .

38ـ قيل فما الكلفة ؟ قال : كلامك فيما لا يعنيك .

 مر معنى قريب من هذا في الرقم7.

39ـ قيل : وما السفاه ؟ قال : الأحمق في ماله المتهاون بعرضه .

السفاه – بالكسر - : الجهل وأيضا جمع سفيه . أنظر الرقم :35و93.

40ـ قيل : فما اللؤم ؟ قال : إحراز المرء نفسه وإسلامه عرسه .

العرس بالكسر : حليلة الرجل ورحلها . مر مصداق آخر للؤم في الرقم 18.من الرقم 9 إلى الرقم 40 عن التحف ص 225 . بحار الأنوار ج71ب19ص102ح2 .

 

تحف العقول وروى عنه عليه السلام في قصار هذه المعاني : 

41- قال عليه السلام : ما تشاور قوم إلا هدوا إلى رشدهم . 

42- وقال عليه السلام : اللؤم أن لا تشكر النعمة .

انظر الرقم 81،47.

43- وقال عليه السلام لبعض ولده : يا بني لا تؤاخي أحدا حتى تعرف موارده ومصادره ، فإذا استنبطت الخبرة ورضيت العشرة ، فأخه على إقالة العثرة والمواساة في العسرة .

الخبرة مصدر : الاختيار والعلم عن تجربة . والعشرة بالكسر المخالطة والصحبة .

44- وقال عليه السلام : لا تجاهد الطلب جهاد الغالب ، ولا تتكل على القدر اتكال المستسلم ، فإن ابتغاء الفضل من السنة ، والاجمال في الطلب من العفة ، وليست العفة  بدافعة رزقا ، ولا الحرص بجالب فضلا ، فإن الرزق مقسوم ، واستعمال الحرص استعمال المآثم .

45- وقال عليه السلام : القريب من قربته المودة وإن بعد نسبه ، والبعيد من باعدته المودة وإن قرب نسبه ، لا شيء أقرب من يد إلى جسد ، وإن اليد تفل فتقطع وتحسم .

تفل : تكسر وتثلم . و تحسم أصله القطع والمراد به تتابع بالمكواة حتى يبرد .

46- وقال عليه السلام : من اتكل على حسن الاختيار من الله ، لم يتمن أنه في غير الحال التي اختارها الله له .

47- وقال عليه السلام : الخير الذي لا شر فيه ، الشكر مع النعمة ، والصبر على النازلة .

انظر الرقم 81،42.

48- وقال عليه السلام لرجل ، أبل من علة : إن الله قد ذكرك فاذكره ، وأقالك  فاشكره.

أبل من مرضه : برئ منه ، الإقالة : فسخ البيع وأقالك الله أي غفر لك وتجاوز عنك .

49- وقال عليه السلام : العار أهون من النار .

50 - وقال عليه السلام عند صلحه لمعاوية : إنا والله ما ثنانا عن أهل الشام بالسلامة والصبر ، فسلبت السلامة بالعداوة والصبر بالجزع ، وكنتم في مبدأكم إلى صفين ودينكم أمام دنياكم ، وقد أصبحتم اليوم ودنياكم أمام دينكم .

هذه الحكمة جزء من خطبة للإمام تأتي في صلح الإمام .

51- وقال عليه السلام : ما أعرف أحدا إلا وهو أحمق فيما بينه وبين ربه .

52 - وقيل له : فيك عظمة ، فقال عليه السلام : بل في عزة ، قال الله : { ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين (8) } المنافقون.

53- وقال عليه السلام : من أدام الاختلاف إلى المسجد أصاب إحدى ثمان : آية محكمة ، وأخا مستفادا ، وعلما مستطرفا ، ورحمة منتظرة ، وكلمة تدله على الهدى ، أو ترده عن ردى ، وترك الذنوب حياء أو خشية .

 أنظر الرقم92.

 54- ورزق غلاما فأتته قريش تهنيه فقالوا : يهنيك الفارس .

فقال عليه السلام : أي شيء هذا القول ؟ ولعله يكون راجلا .

فقال له جابر : كيف نقول يا ابن رسول الله ؟

فقال عليه السلام : إذا ولد لأحدكم غلام ؟

فأتيتموه فقولوا له : شكرت الواهب ، وبورك لك في الموهوب ، بلغ الله به أشده (رشده) ورزقك بره .

55- وسئل عن المروءة ؟

فقال عليه السلام : شح الرجل على دينه ، وإصلاحه ماله ، وقيامه بالحقوق .

مر معنى مشابه تحت الرقم 15 . وفي كتاب العدد القوية عنه عليه السلام : والمروءة العفاف وإصلاح المرء ماله. بحار الأنوار ج71ب19ص114ح10 .

56 - وقال عليه السلام :

 إن أبصر الأبصار : ما نفذ في الخير مذهبه .

وأسمع الأسماع : ما وعى التذكير وانتفع به .

أسلم القلوب : ما طهر من الشبهات .

57- وسأله رجل أن يخيله قال عليه السلام : إياك أن تمدحني فأنا أعلم بنفسي منك ، أو تكذبني فإنه لا رأي لمكذوب ، أو تغتاب عندي أحدا .

 فقال له الرجل : ائذن لي في الانصراف .

 فقال عليه السلام : نعم إذا شئت .

58- وقال عليه السلام : إن من طلب العبادة تزكى لها .

59ـ إذا أضرت النوافل بالفريضة ، فارفضوها .

60ـ اليقين ، معاذ للسلامة .

61ـ من تذكر بعد السفر ، اعتد .

62ـ ولا يغش العاقل ، من استنصحه .

63ـ بينكم وبين الموعظة، حجاب العزة .

64ـ قطع العلم ، عذر المتعلمين .

وفى كلام أبيه الإمام علي عليه السلام في نهج البلاغة : قطع العلم عذر المتعللين  . والمعنى واحد أي لا يحق للمتعلم أن يتعلل ، والعلم يمنع التعلل لأنه جهل .

65ـ قال عليه السلام : كل معاجل يسأل النظرة ، وكل مؤجل يتعلل بالتسويف .

  النظرة : الإمهال والتأخير .

66- وقال عليه السلام : اتقوا الله عباد الله وجدوا في الطلب وتجاه الهرب ، وبادروا العمل قبل مقطعات النقمات وهادم اللذات ، فإن الدنيا  لا يدوم نعيمها ، ولا تؤمن فجيعها ، ولا تتوقى في مساويها ، غرور حائل ، وسناد مائل .

فاتعظوا عباد الله : بالعبر ، واعتبروا بالأثر ، وازدجروا بالنعيم ، وانتفعوا بالمواعظ ، فكفى بالله معتصما ونصيرا ، وكفى بالكتاب حجيجا وخصيما ، وكفى بالجنة ثوابا ، وكفى بالنار عقابا ووبالا .

النقمات : جمع نقمة : اسم من الانتقام ، السناد - ككتاب - : النافة الشديدة القوية . ومن الشيء عماده ، بالنعيم والظاهر " بالنقم " ، الحجيج : المغالب بإظهار الحجة .  

67- وقال عليه السلام : إذا لقي أحدكم أخاه ، فليقبل موضع النور من جبهته .

68- ومر عليه السلام في يوم فطر بقوم يلعبون ويضحكون ، فوقف على رؤوسهم فقال :

 إن الله : جعل شهر رمضان مضمارا لخلقه فيستبقون فيه بطاعته إلى مرضاته ، فسبق قوم ففازوا ، وقصر آخرون فخابوا ، فالعجب كل العجب من ضاحك لاعب في اليوم الذي يثاب فيه المحسنون ، ويخسر فيه المبطلون .

وأيم الله : لو كشف الغطاء لعلموا أن المحسن مشغول بإحسانه ، والمسيء مشغول بإساءته . ثم مضى . 

بيان : المضمار : المدة والأيام التي تضمر فيها للسباق . وموضع السباق أيضا . من الرقم 40إلى الرقم 68 عن تحف العقول 233 بحار الأنوار ج71ب19ص105ح4 .

 

في العدد القوية : قال عليه السلام :

69ـ وقال عليه السلام : ما فتح الله عز وجل على أحد باب مسألة  فخزن عنه باب الإجابة ، ولا فتح الرجل باب عمل  فخزن عنه باب القبول ، ولا فتح لعبد باب شكر  فخزن عنه باب المزيد .

70ـ وقيل له عليه السلام : كيف أصبحت يا ابن رسول الله صلى الله عليه وآله ؟ قال : أصبحت ولي رب فوقي ، والنار أمامي ، والموت يطلبني ، والحساب محدق بي ، وأنا مرتهن بعملي لا أجد ما احب ، ولا أدفع ما أكره ، والأمور بيد غيري ، فإن شاء عذبني وإن شاء عفا عني .

 فأي فقير أفقر مني ؟ . 

71ـ وقال عليه السلام : المعروف ما لم يتقدمه مطل ، ولا يتبعه من ، والإعطاء قبل السؤال من أكبر السؤدد . 

72ـ وسئل عليه السلام عن البخل : فقال : هو أن يرى الرجل ما أنفقه تلفا وما أمسكه شرفا.

73ـ وقال عليه السلام : من عدد نعمه محق كرمه . 

74ـ وقال عليه السلام : الوحشة من الناس على قدر الفطنة بهم . 

75ـ وقال عليه السلام : الوعد مرض في الجود ، والإنجاز دواؤه . 

76ـ وقال عليه السلام : الإنجاز دواء الكرم .

انظر الرقم 16و26.

77ـ وقال عليه السلام : لا تعاجل الذنب بالعقوبة ، واجعل بينهما للاعتذار طريقا . 

78ـ وقال عليه السلام : المزاح يأكل الهيبة ، وقد أكثر من الهيبة الصامت . 

79ـ وقال عليه السلام : المسؤول حر حتى يعد ، ومسترق المسؤول حتى ينجز.

80ـ وقال عليه السلام : المصائب مفاتيح الأجر . 

81ـ وقال عليه السلام : النعمة محنة فإن شكرت كانت نعمة ، فإن كفرت صارت نقمة . انظر الرقم 42،47.

82ـ وقال عليه السلام : الفرصة : سريعة الفوت ، بطيئة العود .

انظر الرقم 8. 

83ـ وقال عليه السلام : لا يعرف الرأي إلا عند الغضب . 

84ـ وقال عليه السلام : من قل ذل ، وخير الغنى القنوع ، وشر الفقر الخضوع .

 انظر الرقم23 . 

85ـ وقال عليه السلام : كفاك من لسانك ما أوضح لك سبيل رشدك من غيك .

بحار الأنوار ج71ب19ص112ـ114ح6 عن العدد القوية من69ـ85.

 

 

وفي أعلام الدين :

86ـ قال الحسن بن علي عليهما السلام : تجهل النعم ما أقامت ، فإذا ولت عرفت . 

87ـ وقال عليه السلام : عليكم بالفكر ، فإنه حياة قلب البصير،  ومفاتيح أبواب الحكمة .

انظر الرقم  108.

88ـ وقال عليه السلام : أوسع ما يكون الكريم بالمغفرة ، إذا ضاقت بالمذنب المعذرة . 

89ـ وكان يقول عليه السلام : ابن آدم إنك لم تزل في هدم عمرك منذ سقطت من بطن أمك ،  فخذ مما في يديك لما بين يديك ، فإن المؤمن يتزود وإن الكافر يتمتع .

وكان  ينادي مع هذه الموعظة : وتزودوا فإن خير الزاد التقوى  .

بحار الأنوار ج71ب19ص115ح12 عن أعلام الدين من الرقم 86إلى الرقم 89.

 

 

90ـ العدد القوية : قال مولانا الحسن عليه السلام :

إن الله عز وجل : أدب نبيه أحسن الأدب فقال : { خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ (199) } الأعراف ، فلما وعى الذي أمره ، قال تعالى : { وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا (7) }الحشر.

فقال لجبرائيل عليه السلام : وما العفو ؟ قال : أن تصل من قطعك ، وتعطي من حرمك ، وتعفو عمن ظلمك ، فلما فعل ذلك أوحى الله إليه { وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ (4)} القلم . 

91ـ السرور : موافقة الإخوان ، وحفظ الجيران .

92ـ الغفلة : تركك المسجد وطاعتك المفسد .انظر الرقم53.

93ـ السفيه : الأحمق في ماله ، المتهاون في عرضه ، يشتم فلا يجيب .

أنظر الرقم :35و39 .

94ـ المتحرم : بأمر عشيرته هو السيد .

عن العدد القوية من الرقم 90إلى 94  ص52 يوم 15، بحار الأنوار ج71ب19ص114ح10 .

 

كشف الغمة : عن الحسن بن علي عليهما السلام قال :

95ـ لا أدب لمن لا عقل له ، ولا مروءة لمن لا همة له ، ولا حياء لمن لا دين له .

96ـ ورأس العقل معاشرة الناس بالجميل ، وبالعقل تدرك الداران جميعا ، ومَن حرم مِن العقل حرمهما جميعا . 

97ـ وقال عليه السلام : علم الناس علمك وتعلم علم غيرك ، فتكون قد أتقنت علمك وعلمت ما لم تعلم . 

98ـ وسئل عليه السلام عن الصمت ؟ فقال : هو ستر العمى ، وزين العرض ، وفاعله في راحة وجليسه آمن . 

99ـ وقال عليه السلام : هلاك الناس في ثلاث : الكبر والحرص والحسد ، فالكبر : هلاك الدين وبه لعن إبليس ، والحرص : عدو النفس وبه اخرج آدم من الجنة ، والحسد : رائد السوء ومنه قتل قابيل هابيل . 

100ـ وقال عليه السلام : لا تأت رجلا إلا أن ترجو نواله وتخاف يده ، أو تستفيد من علمه ، أو ترجو بركة دعائه ، أو تصل رحما بينك وبينه . 

101ـ وقال عليه السلام : ما رأيت ظالما أشبه بمظلوم من حاسد . 

102ـ وقال عليه السلام : اجعل ما طلبت من الدنيا فلن تظفر به بمنزلة ما لم يخطر ببالك ، واعلم أن مروءة القناعة ، والرضا أكثر من مروءة الإعطاء ، وتمام الصنيعة خير من ابتدائها .

103ـ وسئل عن العقوق فقال : أن تحرمهما وتهجرهما ( يعنى الوالدين  ) . 

104ـ ومن كلامه عليه السلام : يا ابن آدم عف عن محارم الله ، تكن عابدا .

105ـ وأرض  بما قسم الله سبحانه ، تكن غنيا .

106ـ وأحسن جوار من جاورك ، تكن مسلما .

107ـ وصاحب الناس بمثل ما تحب أن يصاحبوك به تكن عدلا ، إنه كان بين أيديكم أقوام : يجمعون كثيراً ، ويبنون مشيدا ، ويأملون بعيدا ، أصبح جمعهم بوارا ، وعملهم غرورا ، ومساكنهم قبورا .

108ـ ومن كلامه عليه السلام : إن هذا القرآن فيه مصابيح النور وشفاء الصدور ، فليجل جال بضوئه ، وليلجم الصفة قلبه فان التفكير حياة القلب البصير ، كما يمشي المستنير في الظلمات بالنور .

بيان : كذا وفى المصدر والصواب كما في الكافي ج 2 ص 599 : فليجل جال بصره ، وليبلغ الصفة نظره فان التفكر حياة قلب البصير  .  بحار الأنوار ج71ب19ص111ح6 .  كشف الغمة ج 2 ص 196 من الرقم 95إلى الرقم 108.

 

109ـ وقال عليه السلام : دخلت على أمير المؤمنين عليه السلام وهو يجود بنفسه لما ضربه ابن ملجم فجزعت لذلك فقال لي : أتجزع ؟ فقلت : وكيف لا أجزع وأنا أراك على حالك هذه .

فقال عليه السلام : ألا أعلمك خصالا أربع إن أنت حفظتهن نلت بهن النجاة و، إن أنت ضيعتهن فاتك الداران .

يا بني : لا غنى أكبر من العقل ، ولا فقر مثل الجهل ، ولا وحشة أشد من العجب ، ولا عيش ألذ من حسن الخلق .

 قال الأربلي في  كشف الغمة : فهذه  سمعت عن الحسن يرويها عن أبيه عليهما السلام فاروها إن شئت في مناقبه أو مناقب أبيه . بحار الأنوار ج71ب19ص111ح6 .  كشف الغمة ج 2 ص 196 . 

 

110ـ العدد القوية : روي أن أمير المؤمنين عليه السلام قال للحسن عليه السلام : قم فاخطب لا سمع كلامك .

فقام وقال : الحمد لله الذي من تكلم سمع كلامه ، ومن سكت علم ما في نفسه ، ومن عاش فعليه رزقه ، ومن مات فإليه معاده ، وصلى الله على محمد وآله الطاهرين وسلم .

أما بعد : فإن القبور محلتنا ، والقيامة موعدنا ، والله عارضنا ، وإن علياً باب من دخله كان آمنا ، ومن خرج منه كان كافرا .

فقام إليه عليه السلام فألتزمه وقال : بأبي أنت وأمي ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم .

 بحار الأنوار ج71ب19ص114ح8 . وبحار الأنوار ج71ب19ص111ح6 .  كشف الغمة ج 2 ص 196.

111ـ العدد القوية : أعتل أمير المؤمنين عليه السلام بالبصرة فخرج الحسن عليه السلام يوم الجمعة ، فصلى الغداة بالناس :

فحمد الله وأثنى عليه وصلى على نبيه صلى الله عليه وآله ، ثم قال :

 إن الله : لم يبعث نبيا إلا اختار له نفسا ورهطا وبيتا ، والذي بعث محمدا بالحق لا ينقص أحد من حقنا إلا نقصه الله من علمه ، ولا يكون علينا دولة إلا كانت لنا عاقبة ، ولتعلمن نبأه بعد حين .

 العدد القوية 38يوم 15 ،بحار الأنوار ج71ب19ص114ح9 .

 

 

112ـ تحف العقول موعظة منه عليه السلام : 

أعلموا : أن الله لم يخلقكم عبثا ، وليس بتارككم سدى ، كتب آجالكم ، وقسم بينكم معائشكم ، ليعرف كل ذي لب منزلته ، وأن ما قدر له أصابه ، وما صرف عنه فلن يصيبه .

 قد كفاكم مؤونة الدنيا ، وفرغكم لعبادته ، وحثكم على الشكر ، وافترض عليكم الذكر ، وأوصاكم بالتقوى .

 وجعل التقوى منتهى رضاه ، والتقوى باب كل توبة ، ورأس كل حكمة ، وشرف كل عمل .

 بالتقوى فاز من فاز من المتقين . قال الله تبارك وتعالى : { إن للمتقين مفازا (32) } النبأ . وقال : { وينجي الله الذين اتقوا بمفازتهم لا يمسهم السوء ولا هم يحزنون (61) } الزمر ، فاتقوا الله عباد الله ، واعلموا أنه من يتق الله يجعل له مخرجا من الفتن ، ويسدده في  أمره ، ويهيئ له رشده ، ويفلجه بحجته ، ويبيض وجهه ، ويعطيه رغبته مع الذين  أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا .

 تحف العقول 232 بحار الأنوار ج71ب19ص110ـ111ح5 .

 

113ـ وقال عليه السلام في وصف أخ كان له صالح :

كان : من أعظم الناس في عيني ، صغر الدنيا في عينه .

 كان : خارجا من سلطان الجهالة ، فلا يمد يدا إلا على ثقة لمنفعة ، كان لا يشتكي ولا يتسخط ولا يتبرم .

كان : أكثر دهره صامتا ، فإذا قال بذ القائلين .

كان : ضعيفا مستضعفا ، فإذا جاء الجد فهو الليث عاديا . 

كان : إذا جامع العلماء على أن يستمع أحرص منه على أن يقول .

كان : إذا غلب على الكلام لم يغلب على السكوت .

كان :  لا يقول مالا يفعل ، ويفعل مالا يقول .

كان : إذا عرض له أمران لا يدري أيهما أقرب إلى ربه نظر أقربهما من هواه فخالفه .

كان :  لا يلوم أحدا على ما قد يقع العذر في مثله .

بيان : رواه الكليني في الكافي عن الحسن بن علي عليهما السلام بنحو أبسط . وأورده الرضى في النهج عن أمير المؤمنين عليه السلام هكذا وقال : كان لي فيما مضى اخ في الله - الخ ، قال ابن ميثم : ذكر هذا الفصل ابن المقفع في أدبه ونسبه إلى الحسن ابن على عليهما السلام والمشار إليه ، قيل : أبو ذر الغفاري ، وقيل : هو عثمان بن مظعون انتهى . وقيل : لا يبعد أن يكون المراد به أباه عليه السلام عبر عنه عليه السلام هكذا لمصلحة .

من أعظم الناس : أي كان أعظم الصفات التي صارت سببا لعظمته في عيني هو أن صغر الدنيا في عينه ، والصغر كعنب وقفل : خلاف الكبر وبمعنى الذل والهوان وهو خبر كان وفاعل عظم ، ضمير الأخ وضمير به عائد إلى الموصول والباء للسببية . 

لا يتبرم : أي لا يسأم ولا يتضجر ولا يغتم . وبذ القائلين  أي غلبهم وسبقهم وفاقهم . كان ضعيفا مستضعفا : كناية عن تواضعه ولين كلامه وسجاحة أخلاقه . فإذا جاء الجد كان ليثا عاديا ، الليث : الاسد وهو كناية عن التصلب في ذات الله وترك المداهنة في أمر الدين وإظهار الحق وفى لفظ الجد بعد ذكر الضعف أشعار بذلك . ولعل المراد البسالة في الحرب والشجاعة .

تحف العقول 233 بحار الأنوار ج71ب19ص105ح4 .

 

114ـ تحف العقول ومن حكمه عليه السلام : 

أيها الناس : إنه من نصح لله ، وأخذ قوله دليلا .

هدي : للتي هي أقوم ، ووفقه الله للرشاد ، وسدده للحسنى .

فإن جار الله : آمن محفوظ ، وعدوه خائف مخذول .

فاحترسوا : من الله بكثرة الذكر ، واخشوا الله بالتقوى ، وتقربوا إلى الله بالطاعة فإنه قريب مجيب .

 قال الله تبارك وتعالى : { وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون (182)} البقرة.

فاستجيبوا لله : وآمنوا به .

فإنه لا ينبغي : لمن عرف عظمة الله أن يتعاظم ، فإن رفعة الذين يعلمون عظمة الله أن يتواضعوا .

و عز الذين : يعرفون ما جلال الله أن يتذللوا له ، وسلامة الذين يعلمون ما قدرة الله أن يستسلموا له ، ولا ينكروا أنفسهم  بعد المعرفة ، ولا يضلوا بعد الهدى. 

واعلموا : علما يقينا .

أنكم : لن تعرفوا التقى ، حتى تعرفوا صفة الهدى .

ولن تمسكوا : بميثاق الكتاب ، حتى تعرفوا الذي نبذه .

ولن تتلوا : الكتاب حق تلاوته ، حتى تعرفوا الذي حرفه .

فإذا عرفتم ذلك : عرفتم البدع والتكلف ، ورأيتم الفرية على الله والتحريف ، ورأيتم كيف يهوي من يهوي ، ولا يجهلنكم الذين لا يعلمون . 

والتمسوا ذلك : عند أهله ، فإنهم خاصة نور يستضاء بهم ، وأئمة يقتدى بهم .

بهم : عيش العلم وموت الجهل .

وهم الذين : أخبركم حكمهم عن علمهم ، وحكم منطقهم عن صمتهم ، وظاهرهم عن باطنهم ، لا يخالفون الحق ولا يختلفون فيه .

وقد خلت لهم : من الله سنة ، ومضى فيهم من الله حكم .

إن في ذلك : لذكرى للذاكرين .

 و اعقلوه : إذا سمعتموه عقل رعايته ، ولا تعقلوه عقل روايته ، فإن رواة الكتاب كثير ، ورعاته قليل ، والله المستعان .

تحف العقول ص 227 . بحار الأنوار ج71ب19ص104ح3 .

عن الإمام الصادق عليه السلام : و سئل الحسن بن علي عليه السلام .

فقيل له : ما العقل‏ ؟ فقال عليه السلام : التجرع للغصة حتى تنال الفرصة . معاني الأخبار ص239ح1باب العقل .

 


 

أحاديث متوسطة عن الإمام:

و عن سليمان بن زياد التميمي : عن أبي عبد الله عليه السلام قال :

قال الحسن بن علي عليه السلام :

القريب : من قربته المودة ، و إن بعد نسبه .

و البعيد : من بعدته المودة ، و إن قرب نسبه .

لا شيء : أقرب إلى شيء ، من يد إلى جسد .

و إن اليد : تغل ، فتقطع ، و تقطع فتحسم .

الكافي ج2ص643ح7 .

 

روى الصدوق : نظر الحسن بن علي عليه السلام :

إلى الناس : في يوم فطر ، يلعبون و يضحكون .

فقال عليه السلام : لأصحابه ، و التفت إليهم .

إن الله عز و جل : خلق شهر رمضان مضمارا لخلقه ، يستبقون فيه بطاعته إلى رضوانه .

فسبق فيه قوم : ففازوا .

و تخلف آخرون : فخابوا .

فالعجب : كل العجب من الضاحك اللاعب .

في اليوم : الذي يثاب فيه المحسنون ، و يخيب فيه المقصرون .

و ايم الله : لو كشف الغطاء ، لشغل محسن بإحسانه ، و مسيء بإساءته .

من لا يحضره الفقيه ج2ص174ح2057 .

 

و روي عن ميمون بن مهران قال : كنت جالسا عند الحسن بن علي عليه السلام ، فأتاه رجل فقال له : يا ابن رسول الله ، إن فلانا له علي مال ، و يريد أن يحبسني ؟

فقال عليه السلام : و الله ما عندي مال ، فأقضي عنك . قال : فكلمه .

قال : فلبس عليه السلام نعله .

فقلت له : يا ابن رسول الله ، أ نسيت اعتكافك .

فقال له : لم أنس ، و لكني سمعت أبي عليه السلام يحدث ، عن جدي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال :

من سعى : في حاجة أخيه المسلم .

فكأنما : عبد الله عز و جل تسعة آلاف سنة ، صائما نهاره قائما ليله .

من لا يحضره الفقيه ج2ص189ح2108 .

و قال الإمام الحسن‏ بن‏ علي‏ عليه السلام :

فضل : كافل يتيم آل محمد ، المنقطع عن مواليه ، الناشب في رتبة الجهل .

يُخْرِجُهُ : مِنْ جَهْلِهِ ، وَ يُوضِحُ لَهُ مَا اشْتَبَهَ عَلَيْهِ .

على فضل : كافل يتيم يطعمه و يسقيه ، كفضل الشمس على السها.

بحار الأنوار ج2ص3ب8 ح4. والسهى كويكب خفي من بنات نعش .

 

 

حديث أحسن الحسن :

و في الخصال : عن علي بن عبد الله الأسواري ، عن أحمد بن محمد بن قيس السجزي ، عن عبد العزيز بن علي السرخسي ، عن أحمد بن عمران البغدادي .

عن أبي الحسن : عن أبي الحسن ، عن أبي الحسن ، عن الحسن ، عن الحسن ، عن الحسن عليه السلام :

إِنَّ : أَحْسَنَ الْحَسَنِ ، الْخُلُقُ الْحَسَنُ.

قال الصدوق رحمه الله : أبو الحسن الأول محمد بن عبد الرحيم التستري ، و أبو الحسن الثاني علي بن أحمد البصري ، و أبو الحسن‏ الثالث‏ علي بن محمد الواقدي ، و الحسن الأول الحسن بن عرفة العبدي ، و الحسن الثاني الحسن البصري ، و الحسن الثالث الحسن بن علي عليه السلام.

وسائل الشيعة، ج‏12 ص 154 ح15929- 26- 6 ، الخصال- 230- 102.

 


 

عبادة الإمام الحسن:

 

حج الإمام عليه السلام :

روى إبراهيم الرافعي ، عن أبيه ، عن جده قال :

رأيت الحسن والحسين عليهما السلام : يمشيان إلى الحج فلم يمرا برجل راكب إلا نزل يمشي ، فثقل ذلك على بعضهم .

فقالوا لسعد بن أبي وقاص : قد ثقل علينا المشي ، ولا نستحسن أن نركب وهذان السيدان يمشيان .

فقال سعد للحسن : يا أبا محمد إن المشي قد ثقل على جماعة ممن معك .

والناس : إذا رأوكما تمشيان لم تطب أنفسهم أن يركبوا فلو ركبتما .

فقال الحسن عليه السلام : لا نركب قد جعلنا على أنفسنا المشي إلى بيت الله الحرام على أقدامنا .

ولكنا : نتنكب عن الطريق ، فأخذ جانبا من الناس .

الإرشاد في معرفة حجج الله على العباد ج2ص128 . بحار الأنوار ج43ص276ب12ح46.

وسيأتي ذكر بيانا أخر لعبادته عليه السلام .

 

عن محمد بن الوليد، عن عبد الله بن بكير قال : قلت لأبي عبد الله عليه السلام : إنا نريد الخروج إلى مكة مشاة . قال:

 فقال: لا تمشوا اخرجوا ركبانا .

قال : فقلت : أصلحك الله ، إنه بلغنا أن الحسن بن علي عليه السلام حج عشرين حجة ماشيا ؟

قَالَ :  إِنَّ الْحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ عَلَيْهِ السَّلَامُ حَجَّ وَ سَاقَ مَعَهُ الْمَحَامِلَ وَ الرِّحَالَ .

قرب الإسناد ص: 170ح624 .


 

صلاة الإمام عليه السلام :

 

عن أبي إسماعيل السراج قال : قال معاوية بن وهب و أخذ بيدي و قال : قال لي أبو حمزة و أخذ بيدي قال : و قال لي الأصبغ بن نباتة و أخذ بيدي :

 فأراني الأسطوانة السابعة فقال : هذا مقام أمير المؤمنين عليه السلام .

 قَالَ : وَ كَانَ الْحَسَنُ‏ بْنُ‏ عَلِيٍ‏ عليه السلام ،‏ يُصَلِّي عِنْدَ الْخَامِسَةِ ، فإذا غاب أمير المؤمنين صلى فيها الحسن ، و هي من باب كندة .

مرآة العقول ج15ص490ح8 .

يا طيب : توجد مواضيع أخرى كثيرة سنضعها في عند إكمال صحيفة الإمام الحسن عليه السلام.


 

بعض كرامات ومعجزات الإمام:

عن أبي عبد الله عليه السلام قال : خرج الحسن بن علي عليهما السلام في بعض عمره ومعه رجل من ولد الزبير كان يقول بإمامته ، فنزلوا في منهل من تلك المناهل تحت نخل يابس ، قد يبس من العطش ، ففرش للحسن عليه السلام تحت نخلة وفرش للزبيري بحذاه تحت نخلة أخرى .

قال : فقال الزبيري ورفع رأسه : لو كان في هذا النخل رطب لأكلنا منه.

فقال له الحسن : وإنك لتشتهي الرطب ؟

 فقال الزبيري : نعم قال : فرفع يده إلى السماء فدعا بكلام لم أفهمه ، فاخضرت النخلة ثم صارت إلى حالها فأورقت وحملت رطبا .

فقال الجمال الذي اكتروا منه : سحر والله .

قال : فقال الحسن عليه السلام : ويلك ليس بسحر ولكن دعوة ابن نبي مستجابة .

قال : فصعدوا إلى النخلة فصرموا ما كان فيه فكفاهم .

أصول الكافي ج1 ص383 ب115ح4 .

 

وعن أبي عبد الله عليه السلام قال : خرج الحسن بن علي صلى الله عليه وآله إلى مكة سنة ماشيا ، فورمت قدماه ، فقال له بعض مواليه : لو ركبت لسكن عنك هذا الورم ، فقال كلا إذا أتينا هذا المنزل فإنه يستقبلك أسود ومعه دهن فاشتر منه ولا تماكسه .

فقال له : بابي أنت وأمي ما قدمنا منزلا فيه أحد يبيع هذا الدواء .

فقال له : بلى إنه أمامك دون المنزل فسارا ميلا فإذا هو بالأسود .

فقال الحسن عليه السلام لمولاه : دونك الرجل ، فخذ منه الدهن وأعطه الثمن .

فقال الأسود : يا غلام لمن أردت هذا الدهن ؟

 فقال : للحسن بن علي ، فقال : انطلق بي إليه ، فانطلق فأدخله إليه فقال له : بأبي أنت وأمي لم أعلم انك تحتاج إلى هذا أو ترى ذلك ولست آخذ له ثمنا ، إنما أنا مولاك ولكن ادع الله أن يرزقني ذكرا سويا يحبكم أهل البيت ، فإني خلفت أهلي تمخض.

فقال : انطلق إلى منزلك فقد وهب الله لك ذكرا سويا وهو من شيعتنا .

أصول الكافي ج1 ص383 ب115 ح6.

 


 

خطب واحتجاجات الإمام :

 

خطبة يذكر فيها فضائلهم :

وعن سليم بن قيس عن الإمام الحسن بن عليّ عليه السلام :

إنّه حمد اللّه تعالى و أثنى عليه‏ و قال : { السَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهاجِرِينَ وَ الْأَنْصارِ وَ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسانٍ (100)} التوبة ، فكما أن للسابقين فضلهم على من بعدهم ، كذلك لأبي عليّ بن أبي طالب عليه السلام فضيلته على السابقين بسبقه السابقين.

و قال :  { أَ جَعَلْتُمْ سِقايَةَ الْحاجِّ وَ عِمارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَ الْيَوْمِ الْآخِرِ وَ جاهَدَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ (19)} التوبة ، و استجاب لرسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و واساه بنفسه.

ثمّ عمه : حمزة سيد الشهداء ، و قد كان قتل معه كثير، فكان حمزة سيدهم بقرابته من رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله .

ثم جعل اللّه : لجعفر جناحين يطير بهما مع الملائكة في الجنة حيث يشاء ، و ذلك لمكانهما و قرابتهما من رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و منزلتهما منه .

 و صلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله : على حمزة سبعين صلاة من بين الشهداء الذين استشهدوا معه.

و جعل لنساء النبيّ صلّى اللّه عليه و آله : فضلا على غيرهن‏ لمكانهن من رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله.

و فضّل اللّه : الصلاة في مسجد النبيّ صلّى اللّه عليه و آله بألف صلاة على سائر المساجد إلّا المسجد الذي ابتناه إبراهيم عليه السلام بمكّة ، لمكان رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و فضله.

و علّم : رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله الناس الصلوات ، فقال: قولوا : اللّهمّ صلّ على محمّد و آل محمّد كما صلّيت على إبراهيم و آل إبراهيم إنّك حميد مجيد .

فحقّنا : على كل مسلم أن يصلي علينا مع الصلاة فريضة واجبة من اللّه.

و أحلّ اللّه : لرسوله الغنيمة و أحلّها لنا، و حرّم الصدقات عليه و حرّمها علينا، كرامة أكرمنا اللّه و فضيلة فضّلنا اللّه بها.

كتاب سليم بن قيس الهلالي ج2ص960ح93 .

 


 

الإمام الحسن يودع أبو ذر :

عن عبد الرزاق : عن أبيه، عن عكرمة، عن ابن عباس قال: لما أخرج أبو ذر الى الربذة أمر عثمان فنودي في الناس الّا يكلم أحد أباذر و لا يشيعه ، و أمر مروان بن الحكم أن يخرج به ، فخرج به .

و تحاماه الناس : إلا علي بن أبي طالب عليه السلام ، و عقيلا أخاه ، و حسنا و حسينا عليهما السلام ، و عمارا ، فإنهم خرجوا معه يشيّعونه .

 فجعل الحسن عليه السلام : يكلم أباذر .

 فقال له مروان : إيها يا حسن ألا تعلم ان أمير المؤمنين قد نهى عن كلام هذا الرجل ، فإن كنت لا تعلم فاعلم ذلك ، فحمل عليّ عليه السلام على مروان فضرب بالسوط بين اذني راحلته ، و قال: تنح لحاك اللّه إلى النار.

فرجع مروان : مغضبا الى عثمان، فأخبره الخبر، فتلظّى على عليّ عليه السلام، و وقف أبو ذر فودّعه القوم، و معه ذكوان مولى ام هاني بنت أبي طالب.

قال ذكوان : فحفظت كلام القوم و كان حافظا .

 فقال علي عليه السّلام:

يا أباذر : إنك غضبت للّه ، أن القوم خافوك على دنياهم ، و خفتهم على دينك ، فامتحنوك بالقلى ، و نفوك الى الفلا ، و اللّه لو كانت السموات و الأرض على عبد رتقا ، ثم اتقى اللّه لجعل له منها مخرجا. يا أباذر : لا يؤنسنك إلا الحق ، و لا يوحشنك الّا الباطل .

 ثم قال لأصحابه : ودعوا عمّكم ، و قال لعقيل : ودّع أخاك .

فتكلّم عقيل فقال : ما عسى أن نقول يا أباذر ، و أنت تعلم إنا نحبّك ، و أنت تحبنا ، فأتق اللّه ، فإن التقوى نجاة ، و أصبر فإن الصبر كرم ، و أعلم إن استثقالك الصبر من الجزع ، و استبطاءك العافية من اليأس ، فدع اليأس و الجزع .

ثم تكلم الحسن فقال : يا عمّاه ، لو لا أنه لا ينبغي للمودّع أن يسكت ، و للمشيّع أن ينصرف لقصر الكلام و ان طال الأسف، و قد أتى القوم اليك ما ترى ، فضع عنك الدنيا بتذكر فراغها ، و شدة ما اشتد منها برجاء ما بعدها ، و أصبر حتى تلقى نبيك صلى اللّه عليه و آله و هو عنك راض .

ثم تكلم الحسين عليه السلام فقال : يا عمّاه ، إن اللّه تعالى قادر أن يغير ما قد ترى ، و اللّه‏ كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ‏ ، و قد منعك القوم دنياهم ، و منعتهم دينك ، فما أغناك عما منعوك ، و أحوجهم إلى ما منعتهم ، فأسأل اللّه الصبر و النصر ، و استعذ به من الجشع و الجزع ، فإن الصبر من الدين و الكرم ، و أن الجشع لا يقدم رزقا، و الجزع لا يؤخر أجلا.

ثم تكلم عمار رحمه اللّه مغضبا فقال : لا آنس اللّه من أوحشك ، و لا آمن من أخافك ، أما و اللّه لو أردت دنياهم لأمنوك ، و لو رضيت أعمالهم لأحبّوك ، و ما منع الناس أن يقولوا بقولك إلا الرضا بالدنيا ، و الجزع من الموت ، و مالوا الى سلطان جماعتهم عليه ، و الملك لمن غلب ، فوهبوا لهم دينهم ، و منحهم القوم دنياهم ، فخسروا الدنيا و الآخرة ، ألا ذلِكَ هُوَ الْخُسْرانُ الْمُبِينُ‏ .

فبكى أبو ذر رحمه اللّه : و كان شيخا كبيرا .

و قال : رحمكم اللّه يا أهل بيت الرحمة ، اذا رأيتكم ذكرت بكم رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله ، ما لي بالمدينة سكن و لا شجن غيركم ، اني ثقلت على عثمان بالحجاز ، كما ثقلت على معاوية بالشام ، و كره أن أجاور أخاه و ابن خاله بالمصرين‏ ، فافسد الناس عليهما ، فسيرني الى بلد ليس لي به ناصر و لا دافع إلا اللّه، و اللّه ما اريد إلّا اللّه صاحبا، و ما أخشى مع اللّه وحشة. ...

السقيفة و فدك ص76 ، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ج‏8ص 253  أخبار أبي ذر الغفاري حين خروجه إلى الربذة .....  الربذة : قرية من قرى المدينة على ثلاثة أيام قريبة من ذات عرق على طريق الحجاز. معجم البلدان ص 3: 24. المصرين : يعني مصر و البصرة، كان والي مصر عبد اللّه بن سعيد بن أبي سرح أخا عثمان من الرضاعة، و كان على البصرة عبد اللّه بن عامر ابن خاله لأن ام عثمان أروى بنت كريز، و عبد اللّه بن عامر ابن كريز بن ربيعة بن حبيب بن عبد شمس.


الإمام الحسن بعد أبيه ومع طاغية زمانه :

خطبة الإمام بعد شهادة أمير المؤمنين :

قال الشيخ الطوسي : أخبرنا أبو عبد الله محمد بن محمد بن النعمان المفيد رحمه الله قال :

حدثنا أبو القاسم إسماعيل بن محمد الأنباري الكاتب :

بإسناده عن عن هشام بن حسان قال : سمعت أبا محمد الحسن بن علي عليهما السلام يخطب الناس بعد البيعة له بالأمر .

فقال عليه السلام :

نحن : حزب الله الغالبون ، و عترة رسوله الأقربون ، و أهل بيته الطيبون الطاهرون .

و أحد الثقلين : اللذين خلفهما رسول الله صلى الله عليه و آله في أمته .

و الثاني : كتاب الله ، فيه تفصيل كل شيء ء ، لا يأتيه الباطل من بين يديه و لا من خلفه .

فالمعول : علينا في تفسيره ، لا نتظنى تأويله ، بل نتيقن حقائقه .

فأطيعونا : فإن طاعتنا مفروضة إذ كانت بطاعة الله عز و جل و رسوله مقرونة .

قال عز و جل :

 { يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ

 وَ أُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَ الرَّسُولِ } .

 { وَ لَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَ إِلى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ } .

 

و أحذركم : الإصغاء لهتاف الشيطان ، فإنه لكم عدو مبين .

فتكونوا كأوليائه الذين قال لهم : { لا غالِبَ لَكُمُ الْيَوْمَ مِنَ النَّاسِ وَ إِنِّي جارٌ لَكُمْ فَلَمَّا تَراءَتِ الْفِئَتانِ نَكَصَ عَلى عَقِبَيْهِ وَ قالَ إِنِّي بَرِي ءٌ مِنْكُمْ إِنِّي أَرى ما لا تَرَوْنَ }.

فتلقون : إلى الرماح وزرا ، و إلى السيوف جزرا ، و للعمد حطما ، و للسهام غرضا ، ثم { لا يَنْفَعُ نَفْساً إِيمانُها لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمانِها خَيْراً }.

الأمالي للطوسي ج1ص134ح1-188 .

 


 

خطبة الإمام بعد الصلح :

عن عبد الرحمن بن كثير ، عن جعفر بن محمد، عن أبيه ، عن جده علي بن الحسين عليهم السلام  قال :

لما أجمع الحسن بن علي عليه السلام : على صلح معاوية ، خرج حتى لقيه .

فلما اجتمعا : قام معاوية خطيبا ، فصعد المنبر ، و أمر الحسن عليه السلام أن يقوم أسفل منه بدرجة ، ثم تكلم معاوية فقال :

أيها الناس : هذا الحسن بن علي و ابن فاطمة ، رآنا للخلافة أهلا ، و لم ير نفسه لها أهلا ، و قد أتانا ليبايع طوعا .

ثم قال : قم يا حسن .

 فقام الحسن عليه السلام فخطب فقال:

 الْحَمْدُ لِلَّهِ : المستحمد بالآلاء ، و تتابع النعماء ، و صارف الشدائد و البلاء ، عند الفهماء و غير الفهماء ، المذعنين من عباده لامتناعه بجلاله و كبريائه ، و علوه عن لحوق الأوهام ببقائه ، المرتفع عن كنه ظنانة المخلوقين ، من أن تحيط بمكنون غيبه رويات عقول الراءين ، و أشهد أن لا إله إلا الله وحده في ربوبيته ، و وجوده و وحدانيته ، صمدا لا شريك له ، فردا لا ظهير له .

وَ أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً : عبده و رسوله ، اصطفاه و انتجبه و ارتضاه ، و بعثه داعيا إلى الحق ، و سراجا منيرا ، و للعباد مما يخافون نذيرا ، و لما يأملون بشيرا ، فنصح للأمة ، و صدع بالرسالة ، و أبان لهم درجات العمالة ، شهادة عليها أموت و أحشر ، و بها في الآجلة أقرب و أحبر .

و أقول : معشر الخلائق فاسمعوا ، و لكم أفئدة و أسماع فعوا .

إِنَّا أَهْلُ بَيْتٍ :

أَكْرَمَنَا اللَّهُ : بِالْإِسْلَامِ ،و اختارنا و اصطفانا و اجتبانا ، فأذهب عنا الرجس و طهرنا تطهيرا، والرجس هو الشك ، فلا نشك في الله الحق و دينه أبدا، و طهرنا من كل أفن‏ و غية ، مخلصين إلى آدم نعمة منه ، لم يفترق الناس قط فرقتين إلا جعلنا الله في خيرهما .

 فَأَدَّتِ الْأُمُورُ : و أفضت الدهور إلى أن بعث الله محمدا صلى الله عليه و آله  للنبوة ، و اختاره للرسالة ، و أنزل عليه كتابه ، ثم أمره بالدعاء إلى الله عز و جل .

فكان أبي عليه السلام : أول من استجاب لله تعالى ، و لرسوله صلى الله عليه و آله ، و أول من آمن و صدق الله و رسوله ، و قد قال الله تعالى في كتابه المنزل على نبيه المرسل : { أَفَمَن كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ  مِّن رَّبِّهِ وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِّنْهُ (17) } هود ،  فرسول الله الذي على بينة من ربه ، و أبي الذي يتلوه، و هو شاهد منه .

و قد قال له : رسول الله صلى الله عليه و آله حين أمره أن يسير إلى مكة و الموسم ببراءة ، سر بها يا علي ، فإني أمرت أن لا يسير بها إلا أَنَا أَوْ رَجُلٌ مِنِّي ، وَ أَنْتَ هُوَ يَا عَلِيُّ ،  فَعَلِيٌّ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ ، وَ رَسُولُ اللَّهِ مِنْهُ .

و قال له نبي الله صلى الله عليه و آله:  حين قضى بينه و بين أخيه جعفر بن أبي طالب عليهما السلام و مولاه زيد بن حارثة في ابنة حمزة: أَمَّا أَنْتَ يَا عَلِيُّ فَمِنِّي وَ أَنَا مِنْكَ ، وَ أَنْتَ وَلِيُّ كُلِّ مُؤْمِنٍ بَعْدِي.

فَصَدَّقَ أَبِي : رسول الله صلى الله عليه و آله  سابقا و وقاه بنفسه ، ثم لم يزل رسول الله صلى الله عليه و آله في كل موطن يقدمه ، و لكل شديدة يرسله ثقة منه و طمأنينة إليه، لعلمه بنصيحته لله و رسوله .

 وَ إِنَّهُ أَقْرَبُ الْمُقَرَّبِينَ : من الله و رسوله، و قد قال الله عز و جل : { وَ السَّابِقُونَ السَّابِقُونَ (10) أُولئِكَ الْمُقَرَّبُونَ  (11) } الواقعة ، و كان أبي سابق السابقين إلى الله و إلى رسوله ، و أقرب الأقربين ، فقد قال الله تعالى: { لا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَ قاتَلَ أُولئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً (10)} الحديد.

فَأَبِي كَانَ : أَوَّلَهُمْ إِسْلَاماً وَ إِيمَاناً، وَ أولهم إلى الله و رسوله هجرة و لحوقا ، و أولهم على وجده و وسعه نفقة ، قال سبحانه : { وَ الَّذِينَ جاؤُ مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنا وَ لِإِخْوانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونا بِالْإِيمانِ وَ لا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنا إِنَّكَ رَؤُفٌ رَحِيمٌ (10) } الحشر .

 فَالنَّاسُ مِنْ جَمِيعِ الْأُمَمِ : يَسْتَغْفِرُونَ لَهُ بِسَبْقِهِ إِيَّاهُمْ الْإِيمَانَ بِنَبِيِّه ، و ذلك أنه لم يسبقه إلى الإيمان أحد ، و قد قال الله تعالى : { وَ السَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهاجِرِينَ وَ الْأَنْصارِ وَ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسانٍ (100) } التوبة .

 فَهُوَ سَابِقٌ جَمِيعَ السَّابِقِينَ : فكما أن الله عز وجل فضل السابقين على المتخلفين و المتأخرين ، فكذلك فضل سابق السابقين على السابقين ، و قد قال الله عز و جل :

  { أَ جَعَلْتُمْ سِقايَةَ الْحاجِّ وَ عِمارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَ الْيَوْمِ الْآخِرِ (19) } التوبة ، فَكَانَ أَبِي : المؤمن بالله و اليوم الآخر ، و المجاهد في سبيل الله حقا ، و فيه نزلت هذه الآية .

وَ كَانَ مِمَّنِ اسْتَجَابَ لِرَسُولِ اللَّهِ : عَمُّهُ حَمْزَةُ ، وَ جَعْفَرٌ ابْنُ عَمِّهِ ، فقتلا شهيدين في قتلى كثيرة معهما من أصحاب رسول الله فجعل الله حمزة سيد الشهداء من بينهم ، و جعل لجعفر جناحين يطير بهما مع الملائكة كيف يشاء من بينهم ، و ذلك لمكانهما من رسول الله ، و منزلتهما و قرابتهما منه ، و صلى رسول الله على حمزة سبعين صلاة من بين الشهداء الذين استشهدوا معه.

وَ كَذَلِكَ جَعَلَ اللَّهُ تعالى : لنساء النبي ، لمحسنة منهن أجرين ، و للمسيئة منهن وزرين ضعفين ، لمكانهن من رسول الله  .

وَ جَعَلَ الصَّلَاةَ : في مسجد رسول الله بألف صلاة في سائر المساجد إلا مسجد خليله إبراهيم عليه السلام بمكة، و ذلك لمكان رسول الله صلى الله عليه و آله من ربه.

وَ فَرَضَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ : الصلاة على نبيه صلى الله عليه و آله على كافة المؤمنين .

فقالوا: يا رسول الله، كيف الصلاة عليك؟

فَقَالَ : قُولُوا : اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ ، فحق على كل مسلم أن يصلي علينا مع الصلاة على النبي صلى الله عليه و آله فريضة واجبة.

وَ أَحَلَّ اللَّهُ تَعَالَى : خُمْسَ الْغَنِيمَةِ لِرَسُولِهِ صلى الله عليه و آله ، و أوجبها له في كتابه ، و أوجب لنا من ذلك ما أوجب له ، و حرم عليه الصدقة و حرمها علينا معه ، فأدخلنا فله الحمد فيما أدخل فيه نبيه ، و أخرجنا و نزهنا مما أخرجه منه و نزهه عنه ، كرامة أكرمنا الله عز و جل بها، و فضيلة فضلنا بها على سائر العباد .

فقال الله تعالى : لمحمد صلى الله عليه و آله حين جحده كفرة أهل الكتاب و حاجوه :  { فَقُلْ تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا وَ أَبْناءَكُمْ وَ نِساءَنا وَ نِساءَكُمْ وَ أَنْفُسَنا وَ أَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَى الْكاذِبِينَ (61) } آل عمران ، فَأَخْرَجَ رَسُولُ اللَّهِ مِنَ الْأَنْفُسِ مَعَهُ أَبِي ، وَ مِنَ الْبَنِينَ إِيَّايَ وَ أَخِي ، وَ مِنَ النِّسَاءِ أُمِّي فَاطِمَةَ مِنَ النَّاسِ جَمِيعاً ، فَنَحْنُ أَهْلُهُ وَ لَحْمُهُ وَ دَمُهُ وَ نَفْسُهُ، وَ نَحْنُ مِنْهُ وَ هُوَ مِنَّا.

وَ قَدْ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى : { إِنَّما يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ‏ تَطْهِيراً (33) } الأحزاب . فلما نزلت آية التطهير جمعنا رسول الله أنا و أخي و أمي و أبي ، فجللنا و نفسه في كساء لأم سلمة خيبري ، و ذلك في حجرتها و في يومها، فقال :

اللَّهُمَّ هَؤُلَاءِ أَهْلُ بَيْتِي، وَ هَؤُلَاءِ أَهْلِي وَ عِتْرَتِي، فَأَذْهِبْ عَنْهُمُ الرِّجْسَ وَ طَهِّرْهُمْ تَطْهِيراً .  فقالت أم سلمة : أدخل معهم يا رسول الله فقال لها: يرحمك الله، أنت على خير و إلى خير، و ما أرضاني عنك ، و لكنها خاصة لي و لهم .

ثم مكث رسول الله : بعد ذلك بقية عمره حتى قبضه الله إليه ، يأتينا كل يوم عند طلوع الفجر فيقول : الصَّلَاةَ يَرْحَمُكُمُ اللَّهُ، إِنَّما يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً .

وَ أَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ :  بسد الأبواب الشارعة في مسجده غير بابنا ، فكلموه في ذلك .

فقال : إِنِّي لَمْ أَسُدَّ أَبْوَابَكُمْ وَ أَفْتَحَ بَابَ عَلِيٍّ مِنْ تِلْقَاءِ نَفْسِي، وَ لَكِنِّي أَتَّبِعُ مَا يُوحَى إِلَيَّ، وَ إِنَّ اللَّهَ أَمَرَ بِسَدِّهَا وَ فَتَحَ بَابَه ، فلم يكن من بعده ذلك أحد تصيبه جنابة في مسجد رسول الله ، و يولد فيه الأولاد غير رسول الله و أبي علي بن أبي طالب ، تكرمة من الله تعالى لنا ، و فضلا اختصنا به على جميع الناس.

وَ هَذَا بَابُ أَبِي قَرِينُ بَابِ رَسُولِ اللَّهِ :  في مسجده ، و منزلنا بين منازل رسول الله ، و ذلك أن الله أمر نبيه أن يبني مسجده، فبنى فيه عشرة أبيات تسعة لبنيه و أزواجه ، و عاشرها و هو متوسطها لأبي ، فها هو لبسبيل مقيم ، و البيت هو المسجد المطهر ، و هو الذي قال الله تعالى : { أَهْلَ الْبَيْتِ}  فنحن أهل البيت، و نحن الذين أذهب الله عنا الرجس و طهرنا تطهيرا.

أَيُّهَا النَّاسُ : إني لو قمت حولا فحولا أذكر الذي أعطانا الله عز و جل و خصنا به من الفضل في كتابه و على لسان نبيه  لم أحصه .

 وَ أَنَا ابْنُ : النبي النذير البشير ، السراج المنير، الذي جعله الله‏ رحمة للعالمين‏ .

وَأَبِي عَلِيٌّ : ولي المؤمنين،  وشبيه هارون .

و إن : معاوية بن صخر زعم أني رأيته للخلافة أهلا ، و لَمْ أَرَ نَفْسِي لَهَا أَهْلًا، فَكَذَبَ معاوية .

وَ ايْمُ اللَّهِ : لأنا أولى الناس بالناس في كتاب الله و على لسان رسول الله ، غير أنا لم نزل أهل البيت مخوفين‏ مظلومين مضطهدين منذ قبض رسول الله ، فالله بيننا و بين من ظلمنا حقنا ، و نزل على رقابنا ، و حمل الناس على أكتافنا ، و منعنا سهمنا في كتاب الله من الفي‏ء و الغنائم ، و منع أمنا فاطمة إرثها من أبيها .

إِنَّا لَا نُسَمِّي أَحَداً : و لكن أقسم بالله قسما تاليا ، لو أن الناس سمعوا قول الله عز و جل و رسوله ، لأعطتهم السماء قطرها ، و الأرض بركتها ، و لما اختلف في هذه الأمة سيفان ، و لأكلوها خضراء خضرة إلى يوم القيامة ، و ما طمعت فيها يا معاوية، و لكنها لما أخرجت سالفا من معدنها ، و زحزحت عن قواعدها ، تنازعتها قريش بينها ، و ترامتها كترامي الكرة حتى طمعت فيها أنت يا معاوية و أصحابك من بعدك .

 وَقَدْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ : ما ولت أمة أمرها رجلا قط و فيهم من هو أعلم منه إلا لم يزل أمرهم يذهب سفالا حتى يرجعوا إلى ما تركوا.

وَ قَدْ تَرَكَتْ بَنُو إِسْرَائِيلَ : و كانوا أصحاب موسى ، هارون أخاه و خليفته و وزيره ، و عكفوا على العجل و أطاعوا فيه سامريهم ، و هم يعلمون أنه خليفة موسى ، و قد سمعت هذه الأمة رسول الله يقول ذلك لأبي ، إنه مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي ، و قد رأوا رسول الله حين نصبه لهم بغدير خم و سمعوه ، و نادى له بالولاية ، ثم أمرهم أن يبلغ الشاهد منهم الغائب .

وَ قَدْ خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ : حذارا من قومه إلى الغار ، لما أجمعوا أن يمكروا به ، و هو يدعوهم لما لم يجد عليهم أعوانا ، و لو وجد عليهم أعوانا لجاهدهم .

وَ قَدْ كَفَّ أَبِي يَدَهُ : و ناشدهم و استغاث أصحابه فلم يغث و لم ينصر ، و لو وجد عليهم أعوانا ما أجابهم ، و قد جعل في سعة كما جعل النبي في سعة .

وَ قَدْ خَذَلَتْنِي الْأُمَّةُ : و بايعتك يا ابن حرب ، و لو وجدت عليك أعوانا يخلصون ما بايعتك ، و قد جعل الله عز و جل هارون في سعة حين استضعفه قومه و عادوه ، كذلك أنا و أبي في سعة حين تركتنا الأمة و بايعت غيرنا ، و لم نجد عليهم أعوانا ، و إنما هي السنن و الأمثال تتبع بعضها بعضا .

أَيُّهَا النَّاسُ : إنكم لو التمستم بين المشرق و المغرب رجلا جده رسول الله ، و أبوه وصي رسول الله ، لم تجدوا غيري و غير أخي ، فاتقوا الله و لا تضلوا بعد البيان ، و كيف بكم و أنى ذلك منكم !

 أَلَا وَ إِنِّي : قد بايعت هذا - و أشار بيده إلى معاوية- { وَ إِنْ أَدْرِي لَعَلَّهُ فِتْنَةٌ لَكُمْ وَ مَتاعٌ إِلى‏ حِينٍ  (111) } الأنبياء .

أَيُّهَا النَّاسُ : إنه لا يعاب أحد بترك حقه ، و إنما يعاب أن يأخذ ما ليس له ، و كل صواب نافع ، و كل خطأ ضار لأهله ، و قد كانت القضية ففهمها سليمان فنفعت سليمان و لم تضر داود ، فأما القرابة فقد نفعت المشرك و هي و الله للمؤمن أنفع .

قَالَ رَسُولُ اللَّهِ :  لعمه أبي طالب و هو في الموت : قل لا إله إلا الله ، أشفع لك بها يوم القيامة ، و لم يكن رسول الله يقول له إلا ما يكون منه على يقين ، و ليس ذلك لأحد من الناس كلهم غير شيخنا ، أعني أبا طالب يقول الله عز و جل : { وَ لَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئاتِ حَتَّى إِذا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قالَ إِنِّي تُبْتُ الْآنَ وَ لَا الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَ هُمْ كُفَّارٌ أُولئِكَ أَعْتَدْنا لَهُمْ عَذاباً أَلِيما (18) } النساء .

أَيُّهَا النَّاسُ : اسمعوا و عوا ، و اتقوا الله و راجعوا ، و هيهات منكم الرجعة إلى الحق ، و قد صارعكم النكوص ، و خامركم الطغيان و الجحود { أَ نُلْزِمُكُمُوها وَ أَنْتُمْ لَها كارِهُونَ (28) } هود .

 وَ السَّلامُ عَلى‏ مَنِ اتَّبَعَ الْهُدى‏.

قال فقال معاوية: والله ما نزل الحسن حتى أظلمت علي الأرض، و هممت أن أبطش به، ثم علمت أن الإغضاء أقرب إلى العافية.

الأمالي للطوسي ص561م21ح1174- 1.


 

 

الإمام ينصر أسامة بن زيد :

الإمام الحسن عليه السلام ينصر ويؤيد أسامة بن زيد ويدافع عن حق له :

وعن الشيخ الطوسي بسنده : عن محمد بن القاسم الأنباري :

قال حدثني أبي ، عن شرقي بن القطامي، عن أبيه ، قال :

خاصم : عمرو بن عثمان بن عفان ، أسامة بن زيد إلى معاوية بن أبي سفيان ، مقدمه المدينة.

في حائط : ( أي بستان ) من حيطان المدينة ، فارتفع الكلام بينهما حتى تلاحيا .

فقال عمرو : تلاحيني و أنت مولاي .

فقال أسامة : و الله ما أنا بمولاك ، و لا يسرني أني في نسبك .

مولاي : رسول الله صلى الله عليه و آله .

فقال : ألا تسمعون بما يستقبلني به هذا العبد ، ثم التفت إليه عمرو .

فقال له : يا ابن السوداء ، ما أطغاك .

فقال : أنت أطغى مني و ألأم ، تعيرني بأمي ، و أمي و الله خير من أمك ، و هي أم أيمن مولاة رسول الله صلى الله عليه و آله.

بشرها : رسول الله صلى الله عليه و آله في غير موطن بالجنة .

و أبي : خير من أبيك ، زيد بن حارثة ، صاحب رسول الله صلى الله عليه و آله ، و حبه و مولاه .

قتل شهيدا : بمؤتة على طاعة الله ، و طاعة رسوله .

و قبض : رسول الله صلى الله عليه و آله ، و أنا أمير على أبيك ، و على من هو خير من أبيك ، على أبي بكر و عمر و أبي عبيدة، و سروات المهاجرين و الأنصار ، فأنى تفاخرني يا ابن عثمان .

فقال عمرو : يا قوم أ ما تسمعون بما يجبهني به هذا العبد .

فقام : مروان بن الحكم ، فجلس إلى جنب عمرو بن عثمان .

فقام : الحسن بن علي عليه السلام ، فجلس إلى جنب أسامة .

فقام : عتبة بن أبي سفيان ، فجلس إلى جنب عمرو .

فقام : عبد الله بن عباس ، فجلس إلى جنب أسامة .

فقام : سعيد بن العاص ، فجلس إلى جنب عمرو .

فقام : عبد الله بن جعفر ، فجلس إلى جنب أسامة .

فلما رآهم : معاوية قد صاروا فريقين من بني هاشم و بني أمية ، خشي أن يعظم البلاء.

فقال : إن عندي من هذا الحائط لعلما .

قالوا : فقل بعلمك فقد رضينا .

فقال معاوية : أشهد أن رسول الله صلى الله عليه و آله جعله لأسامة بن زيد .

قم : يا أسامة فاقبض حائطك هنيئا مريئا ، فقام أسامة و الهاشميين و جزوا معاوية خيرا.

فأقبل : عمرو بن عثمان على معاوية ، فقال : لا جزاك الله عن الرحم خيرا ، ما زدت على أن كذبت قولنا ، و فسخت حجتنا ، و شمت بنا عدونا .

فقال معاوية : ويحك يا عمرو ، إني لما رأيت هؤلاء الفتية من بني هاشم ، قد اعتزلوا ، ذكرت أعينهم تزور إلي من تحت المغافر بصفين ، فكاد يختلط علي عقلي ، و ما يؤمنني يا ابن عثمان منهم ، و قد أحلوا بأبيك ما أحلوا ، و نازعوني مهجة نفسي حتى نجوت منهم بعد نبأ عظيم ، و خطب جسيم.

فانصرف : فنحن مخلفون لك خيرا من حائطك إن شاء الله تعالى .

الأمالي للطوسي ج1ص240ح20 -370.

عن أبي مريم الأنصاري عن الإمام الباقر أبي جعفر عليه السلام :

أن الحسن‏ بن‏ علي‏ عليه السلام : كفن أسامة بن زيد ببرد أحمر حبرة .

و أن عليا عليه السلام : كفن سهل بن حنيف ببرد أحمر حبرة .

مرآة العقول ج13ص320ح9 .

 



 

شهادة الإمام الحسن

عليه السلام :

تسلية بالمصاب :

إنا لله وإنا إليه راجعون والعاقبة للمتقين : وعظم الله أجوركم يا موالين بمناسبة شهادة سيد شباب أهل الجنة الإمام أبو محمد المجتبى الحسن بن علي بن أبي طالب في يوم 7 صفر من سنة 50 للهجرة ، وبارك الله فيكم وشكر سعيكم ، لما تقيمون من المآتم التي تحيون بها ذكر آل محمد عليهم السلام ، وتعرفون سيرتهم وسلوكهم ومعارف هداهم ، وتعرفون خطبهم وتنشرون أقوالهم وأحاديثهم وحكمهم وتعالميهم وهداهم ، والتي تسيرون بها بصراط مستقيم لحقيقة الهدى وعبودية الله بما يحب ويرضا ، وإلى النعيم الدائم المقيم إن شاء الله .

وتعاليمه لمحمد بن الحنفية حين شهادته :

وعن المفضل بن عمر عن أبي عبد الله عليه السلام قال :

 لما حضرت‏ : الحسن‏ بن‏ علي‏ عليه السلام‏ الوفاة .

قال : يا قنبر انظر هل ترى من وراء بابك مؤمنا من غير آل محمد عليهم السلام .

 فقال : الله تعالى و رسوله و ابن رسوله أعلم به مني .

قال : ادع لي محمد بن علي ، فأتيته فلما دخلت عليه .

قال : هل حدث إلا خير ؟ قلت : أجب أبا محمد فعجل على شسع نعله فلم يسوه ، و خرج معي يعدو ، فلما قام بين يديه سلم.

فقال له الحسن‏ بن‏ علي‏ عليه السلام :‏ اجلس فإنه ليس مثلك يغيب عن سماع كلام يحيا به الأموات و يموت به الأحياء .

كُونُوا : أَوْعِيَةَ الْعِلْمِ ، وَ مَصَابِيحَ الْهُدَى .

فَإِنَّ ضَوْءَ النَّهَارِ : بَعْضُهُ أَضْوَأُ مِنْ بَعْضٍ.

أَ مَا عَلِمْتَ : أَنَّ اللَّهَ جَعَلَ وُلْدَ إِبْرَاهِيمَ أَئِمَّةً ، و فضل بعضهم على بعض ، و آتى‏ داود زبورا ، و قد علمت بما استأثر به محمدا صلى الله عليه وآله .

يا محمد بن علي : إني أخاف عليك الحسد ، و إنما وصف الله به الكافرين .

فَقَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ : { كُفَّاراً حَسَداً مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ‏ مِنْ بَعْدِ ما تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُ‏ (10)} البقرة ، وَ لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ لِلشَّيْطَانِ عَلَيْكَ سُلْطَاناً .

يا محمد بن علي : أ لا أخبرك بما سمعت من أبيك فيك ؟ قال : بلى .

قال : سمعت أباك ، يقول يوم البصرة : من أحب أن يبرني في الدنيا و الآخرة ، فليبر محمدا ولدي .

يا محمد بن علي : لو شئت أن أخبرك و أنت نطفة في ظهر أبيك لأخبرتك .

يَا مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيٍّ : أَ مَا عَلِمْتَ أَنَّ الْحُسَيْنَ بْنَ عَلِيٍّ ، بَعْدَ وَفَاةِ نَفْسِي وَ مُفَارَقَةِ رُوحِي جِسْمِي ، إِمَامٌ مِنْ بَعْدِي وَ عِنْدَ اللَّهِ جَلَّ اسْمُهُ فِي الْكِتَابِ ، وِرَاثَةً مِنَ النَّبِيِّ أَضَافَهَا اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ لَهُ فِي وِرَاثَةِ أَبِيهِ وَ أُمِّهِ .

فَعَلِمَ اللَّهُ : أَنَّكُمْ خِيَرَةُ خَلْقِهِ ، فَاصْطَفَى مِنْكُمْ مُحَمَّداً ، وَ اخْتَارَ مُحَمَّدٌ عَلِيّاً ، وَ اخْتَارَنِي عَلِيٌّ بِالْإِمَامَةِ ، وَ اخْتَرْتُ أَنَا الْحُسَيْنَ .

 فقال له محمد بن علي : أنت إمام ، و أنت وسيلتي إلى محمد ، و الله لوددت أن نفسي ذهبت قبل أن أسمع منك هذا الكلام ، ألا و إن في رأسي كلاما لا تنزفه الدلاء ، و لا تغيره نغمة الرياح،  كالكتاب المعجم في الرق المنمنم‏ ، أهم بإبدائه فأجدني سبقت إليه سبق الكتاب المنزل ، أو ما جاءت به الرسل ، و إنه لكلام يكل به‏ لسان الناطق و يد الكاتب حتى لا يجد قلما ، و يؤتوا بالقرطاس حمما .

 فَلَا يَبْلُغُ : إِلَى فَضْلِكَ ، وَ كَذَلِكَ يَجْزِي اللَّهُ الْمُحْسِنِينَ وَ لا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ .

 الْحُسَيْنُ : أَعْلَمُنَا عِلْماً ، وَ أَثْقَلُنَا حِلْماً ، وَ أَقْرَبُنَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ رَحِماً كَانَ .

فَقِيهاً : قَبْلَ أَنْ يُخْلَقَ ، وَ قَرَأَ الْوَحْيَ قَبْلَ أَنْ يَنْطِقَ .

وَ لَوْ عَلِمَ اللَّهُ : فِي أَحَدٍ خَيْراً ، مَا اصْطَفَى مُحَمَّداً ، فَلَمَّا اخْتَارَ اللَّهُ مُحَمَّداً ، وَ اخْتَارَ مُحَمَّدٌ عَلِيّاً ، وَ اخْتَارَكَ عَلِيٌّ إِمَاماً ، وَ اخْتَرْتَ الْحُسَيْنَ .

سَلَّمْنَا : وَ رَضِينَا ، مَنْ هُوَ بِغَيْرِهِ يَرْضَى ، وَ مَنْ غَيْرُهُ كُنَّا نَسْلَمُ بِهِ مِنْ مُشْكِلَاتِ أَمْرِنَا .

الكافي ج1ص300ح2 .


 

مع الإمام الحسين حين شهادته :

وفي هذا الحديث : يبين شدة خشية الإمام الحسن عليه السلام من الله .

قال في كتاب الجليس الصالج : حدثنا محمد بن القاسم الأنباري :

بسنده : عن أبا عبد الرحمن بن عيسى بن مسلم الحنفي أخا سليم بن عيسى قارئ أهل الكوفة قال : لما حضرت : الحسن بن عليّ عليهما السلام الوفاة ، كأنه جزع عند الموت .

فقال له الحسين صلوات الله عليه : كأنه يعزيه ، يا أخي ما هذا الجزع ؟

 إنك : ترد على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وعلى عليٍّ صلوات الله عليه .

وهما : أبواك.

وعلى خديجة وفاطمة : وهما أماك .

وعلى القاسم والطاهر : وهما خالاك .

وعلى حمزة وجعفرٍ : وهما عمّاك .

فقال الحسن عليه السلام : أي أخي ، إني أدخل في أمرٍ من أمر الله ، لم أدخل في مثله ، وأرى خلقاً من خلق الله لم أر مثله قط.

قال : فبكى الحسين صلى الله عليه.

الجليس الصالح والأنيس الناصح ص 457 .

 


شهادة الإمام عن اليعقوبي :

قال اليعقوبي رحمه الله في تاريخه : وهو أقدم الكتب المؤلفة في التأريخ :

وفاة الحسن بن علي :

وتوفي الحسن بن علي : في شهر ربيع الاول سنة 49 .

ولما حضرته الوفاة قال لأخيه الحسين : يا أخي إن هذه آخر ثلاث مرار سقيت فيها السم .

ولم أسقه : مثل مرتي هذه ، وأنا ميت من يومي ، فإذا أنا مت فادفني مع رسول الله ، فما أحد أولى بقربه مني .

إلا أن تمنع : من ذلك ، فلا تسفك فيه محجمة دم .

ولما لف في أكفانه :

قال محمد بن الحنفية : رحمك الله أبا محمد ، فوالله لئن عزت حياتك لقد هدت وفاتك .

ونعم الروح : روح عمر به بدنك ، ونعم البدن بدن ضمه كفنك .

لم لا يكون كذلك : وأنت سليل الهدى ، وحلف أهل التقوى ، وخامس أصحاب الكساء .

غذتك : كف الحق ، وربيت في حجر الاسلام ، وأرضعتك ثديا الايمان ، فطب حيا وميتا .

فعليك السلام : ورحمة الله ، وإن كانت أنفسا غير قالية لحياتك ، ولا شاكة في الخيار لك .

ثم أخرج نعشه : يراد به قبر رسول الله .

فركب : مروان بن الحكم ، وسعيد ابن العاص ، فمنعا من ذلك ، حتى كادت تقع فتنة .

وقيل : إن عائشة ركبت بغلة شهباء ، وقالت : بيتي لا آذن فيه لاحد .

فأتاها القاسم بن محمد بن أبي بكر ، فقال لها : يا عمة !

ما غسلنا رؤوسنا : من يوم الجمل الاحمر .

أتريدين أن يقال : يوم البغة الشهباء ؟

 فرجعت .

 

واجتمع : مع الحسين بن علي جماعة ، وخلق من الناس .

فقالوا له : دعنا وآل مروان ، فوالله ما هم عندنا كأكلة رأس .

فقال : إن أخي أوصاني أن لا أريق فيه محجمة دم .

فدفن الحسن : في البقيع .

وكانت : سنة سبعا وأربعين سنة .

وتوفي الحسن بن علي : وابن عباس عند معاوية .

فدخل عليه : لما أتاه نعي الحسن .

فقال له : يا ابن عباس ! إن حسنا مات .

قال : إنا لله وإنا إليه راجعون ، على عظم الخطب ، وجليل المصاب .

أما والله يا معاوية : لئن كان الحسن مات ، فما ينسئ موته في أجلك ، ولا يسد جسمه حفرتك .

ولقد مضى : إلى خير ، وبقيت على شر .

قال : لا أحسبه قد خلف إلا صبية صغارا .

قال : كلنا كان صغيرا فكبر .

قال : بخ بخ ، يا ابن عباس ، أصبحت سيد قومك .

قال : أما ما أبقى الله أبا عبدالله الحسين بن رسول الله ، فلا .

وكان الحسن بن علي : جوادا كريما ، وأشبه برسول الله خلقا وخلقا .

 وسئل الحسن : ماذا سمعت من رسول الله ؟

 فقال : سمعته يقول لرجل : دع ما يريبك ، فإن الشر ريبة والخير طمأنينة .

وعقلت عنه : أني بينا أنا أمشي معه إلى جنب جرن الضيقة ، تناولت تمرة فأدخلتها في فمي .

قال : فأدخل رسول الهل اصبعه في فمي ، فاستخرجها ، فألقاها .

وقال : إن محمدا وآل محمد لا تحل لهم الصدقة .

وعقلت عنه : الصلوات الخمس .

وحج الحسن : خمس عشرة حجة ماشيا .

وخرج : من ماله مرتين .

وقاسم الله عزوجل : ثلاث مرات ، حتى كان يعطي نعلا ويمسك نعلا ، ويعطي خفا ويمسك أخرى .

 

وقال معاوية للحسن: يا أبا محمد ثلاث خلال ما وجدت من يخبرني عنهن.

قال : وما هن ؟

 قال : المروة ، والكرم ، والنجدة .

قال : أما المروة : فإصلاح الرجل أمر دينه ، وحسن قيامه على ماله ، ولين الكف ، وإفشاء السلام ، والتحبب إلى الناس .

والكرم : العطية قبل السؤال ، والتبرع بالمعروف ، والاطعام في المحل .

ثم النجدة : الذب عن الجار ، والمحاماة في الكريهة ، والصبر عند الشدائد .

 

وقال جابر : سمعت الحسن يقول : مكارم الاخلاق عشر :

صدق اللسان ، وصدق البأس ، وإعطاء السائل ، وحسن الخلق ، والمكافأة بالصنائع .

وصلة الرحم ، والتذمم على الجار ، ومعرفة الحق للصاحب ، وقرى الضيف .  ورأسهن الحياء .

 +

وقيل للحسن : من أحسن الناس عيشا ؟

 قال : من أشرك الناس في عيشه .

 

وقيل : من شر الناس عيشا ؟

 قال : من لا يعيش في عيشه أحد .

 

وقال الحسن : فوت الحاجة ، خير من طلبها إلى غير أهلها .

وأشد من المصيبة : سوء الخلق ، والعبادة انتظار الفرج .

 +

ودعا : الحسن بن علي بنيه وبني أخيه :

فقال : يا بني وبني أخي !

إنكم : صغار قوم ، وتوشكون أن تكونوا كبار قوم آخرين .

فتعلموا : العلم ، فمن لم يستطع منكم يرويه أو يحفظه ، فليكتبه وليجعله في بيته .

 

وقال رجل للحسن : إني أخاف الموت !

قال : ذاك أنك أخرت مالك ،

 ولو قدمته : لسرك أن تلحق به .

 

وقال معاوية : ما تكلم عندي أحد ، كان أحب إلي إذا تكلم أن لا يسكت من الحسن بن علي .

وما سمعت منه : كلمة فحش إلا مرة ، فإنه كان بين الحسن بن علي وبين عمرو بن عثمان عفان خصومة في أرض ، فعرض الحسن ابن علي أمرالم يرضه عمرو .

فقال الحسن : ليس له عندنا إلا ما رغم أنفه .

فهذه أشد كلمة فحش سمعتها منه قط .

  

وقال له معاوية يوما : ما يجب لنا في سلطاننا ؟

 ما قال سليمان بن داود .

قال معاوية : وما قال سليمان بن داود ؟

 قال : قال لبعض أصحابه : أتدري ما يجب على الملك في ملكه ، وما لا يضره ؟

 إذا أدى : الذي عليه منه ، وإذا خاف الله في السر والعلانية ، وعدل في الغضب والرضى ، وقصد في الفقر والغني ،

 ولم يأخذ الاموال غصبا ، ولم يأكلها إسرافا وبذارا لم يضره ما تمتع به من دنياه ، إذا كان ذلك من خلته .

 

وقال الحسن : كان رسول الله إذا سأله أحد حاجة ، لم يرده إلا بها وبميسور من القول .

  

ومر الحسن يوما : وقاص يقص على باب مسجد رسول الله .

فقال الحسن : ما أنت ؟

 فقال : أنا قاص يا ابن رسول الله .

قال : كذبت ، محمد القاص .

قال الله عزوجل : فاقصص القصص .

قال : فأنا مذكر .

قال : كذبت ، محمد المذكر ، قال له عزوجل : { فذكر إنما أنت مذكر } .

قال : فما أنا ؟

 قال : المتكلف من الرجال .

 

تاريخ اليعقوبي 225 ـ

 

 


 

أولاد الإمام الحسن بن علي :

روى المفيد في الإرشاد :

أولاد الحسن بن علي عليهما السلام : خمسة عشر ولدا ذكرا وأنثى :

زيد بن الحسن وأختاه أم الحسن وأم الحسين : أمهم أم بشير بنت أبي مسعود عقبة بن عمرو بن ثعلبة الخزرجية .

والحسن بن الحسن : أمه خولة بنت منظور الفزارية .

وعمرو بن الحسن وأخواه القاسم وعبد الله ابنا الحسن : أمهم أم ولد .

وعبد الرحمن بن الحسن : أمه أم ولد .

والحسين بن الحسن : الملقب بالأثرم وأخوه طلحة بن الحسن وأختهما فاطمة بنت الحسن ، أمهم أم إسحاق بنت طلحة بن عبيد الله التيمي .

وأم عبد الله وفاطمة وأم سلمة ورقية بنات الحسن عليه السلام : لأمهات أولاد شتى .

فأما زيد بن الحسن رضي الله عنه : فكان على صدقات رسول الله .

ومات زيد : وله تسعون سنة، فرثاه جماعة من الشعراء وذكروا مآثره وبكوا فضله .

فأما الحسن بن الحسن : فكان جليلا رئيسا فاضلا ورعا ، وكان يلي صدقات أمير المؤمنين عليه السلام في وقته وكان الحسن بن الحسن حضر مع عمه الحسين بن علي عليهما السلام الطف ، فلما قتل الحسين وأسر الباقون من أهله، جاءه أسماء بن خارجة فانتزعه من بين الأسرى وقال : والله لا يوصل إلى ابن خولة أبدا، فقال عمر بن سعد : دعوا لأبي حسان ابن أخته . ويقال إنه أسر وكان به جراح قد أشفى منها.

وروي :أن الحسن بن الحسن خطب إلى عمه الحسين عليه السلام إحدى ابنتيه .

فقال له الحسين : اختر يا بني أحبهما إليك ، فاستحيا الحسن ولم يحر جوابا .

فقال الحسين عليه السلام : فإني قد اخترت لك ابنتي فاطمة، وهي أكثرهما شبها بأمي فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليهما .

مقاتل الطالبيين : 180 ، الأغاني 21 : 115 ، ونقله العلامة المجلسي في البحار ج44ص167ح3 .

 

ولما مات الحسن بن الحسن رحمة الله عليه : ضربت زوجته فاطمة بنت الحسين على قبره فسطاطا، وكانت تقوم الليل وتصوم النهار، وكانت تشبه بالحور العين لجمالها، فلما كان رأس السنة قالت لمواليها : إذا أظلم الليل فقوضوا هذا الفسطاط ، فلما أظلم الليل سمعت قائلا يقول هل وجدوا ما فقدوا؟ فاجابه آخر: بل يئسوا فانقلبوا .

وأما عمرو والقاسم وعبد الله بنو الحسن بن علي رضوان الله عليهم : فإنهم استشهدوا بين يدي عمهم الحسين عليه السلام بالطف رضي الله عنهم وأرضاهم وأحسن عن الدين والإسلام وأهله جزاءهم .

وعبد الرحمن بن الحسن رضي الله عنه : خرج مع عمه الحسين عليه السلام إلى الحج فتوفي بالأبواء وهو محرم .

والحسين بن الحسن : المعروف بالأثرم كان له فضل ولم يكن له ذكر في ذلك. وطلحة بن الحسن كان جوادا .

وخرج ولد الحسن رضي الله عنهم من الدنيا : ولم يدع الإمامة أحد منهم ، ولا ادعاها لهم مدع من الشيعة ولا غيرهم .

إرشاد المفيد :ج2ص 20 بتصرف .

 


 

الزيارة والصلاة
على الإمام الحسن :

 

زِيَارَةُ الإمام الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ :

السَّلَامُ عَلَيْكَ : يَا ابْنَ رَسُولِ رَبِّ الْعَالَمِينَ

السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا ابْنَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ

السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا ابْنَ فَاطِمَةَ الزَّهْرَاءِ

السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا حَبِيبَ اللَّهِ

السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا صَفْوَةَ اللَّهِ

السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا أَمِينَ اللَّهِ

السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا حُجَّةَ اللَّهِ

السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا نُورَ اللَّهِ

السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا صِرَاطَ اللَّهِ

السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا بَيَانَ حُكْمِ اللَّهِ

السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا نَاصِرَ دِينِ اللَّهِ

السَّلَامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا السَّيِّدُ الزَّكِيُّ

السَّلَامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا الْبَرُّ الْوَفِيُّ

السَّلَامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا الْقَائِمُ الْأَمِينُ

السَّلَامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا الْعَالِمُ بِالتَّأْوِيلِ

السَّلَامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا الْهَادِي الْمَهْدِيُّ

السَّلَامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا الطَّاهِرُ الزَّكِيُّ

السَّلَامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا التَّقِيُّ النَّقِيُّ

السَّلَامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا الْحَقُّ الْحَقِيقُ

السَّلَامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا الشَّهِيدُ الصِّدِّيقُ

السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا أَبَا مُحَمَّدٍ الْحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ وَ رَحْمَةُ اللَّهِ وَ بَرَكَاتُهُ

 

 

 

السَّلَامُ وَ الصَّلاةُ عَلَى السِّبْطِ الْأَكْبَرِ السيد الأول الإمام أبو محمد الحسن ابْنِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيٍّ الْمُطَهَّرِ

السَّلَامُ : عَلَى السِّبْطِ الثِّقَةِ الْمُرْتَضَى ، وَ ابْنِ الْوَصِيِّ الْمَرْضِيِّ ، الْمَقْتُولِ الْمَسْمُومِ ، وَ الزَّكِيِّ الْمَظْلُومِ ، وَ سِبْطِ الرَّسُولِ ، وَ ابْنِ الْبَتُولِ .

السَّلَامُ عَلَيْكَ‏ : يَا سَيِّدِي ، يَا حُجَّةَ اللَّهِ ، وَ ابْنَ حُجَّتِهِ ، وَ أَخَا حُجَّتِهِ ، السَّلَامُ عَلَى الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ وَ رَحْمَةُ اللَّهِ وَ بَرَكَاتُهُ .

اللَّهُمَّ : صَلِّ عَلَى الْإِمَامِ الثِّقَةِ الْمُرْتَضَى ، وَ دَاعِي الْأُمَّةِ الْمُجْتَبَى .

 الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ ، الخَلِيفَةِ الصَّادِقِ ، وَ الْأَمِينِ السَّابِقِ ، الْعَامِلِ بِالْحَقِّ ، وَ الْقَائِلِ لِلصِّدْقِ ، وَ الْإِمَامِ الْمُقَدَّمِ ، وَ الْوَلِيِّ الْمُكَرَّمِ ، وَ جَوْزِ الْبِلَادِ ، وَ غَيْثِ الْعِبَادِ .

أَطْيَبَ وَ أَفْضَلَ ، وَ أَحْسَنَ وَ أَكْمَلَ ، وَ أَزْكَى وَ أَنْمَى ، مَا صَلَّيْتَ عَلَى أَحَدٍ مِنْ أَوْلِيَائِكَ ، وَ أَصْفِيَائِكَ وَ أَحِبَّائِكَ .

  صَلَاةً تُبَيِّضُّ بِهَا وَجْهَهُ ، وَ تُطَيِّبُ بِهَا رُوحَهُ ، وَ تُكْرِمُ بِهَا شَأْنَهُ ، وَ تُعْلِي بِهَا مَكَانَهُ ، وَ تُعَظِّمُ بِهَا شَرَفَهُ ، وَ تُزَيِّنُ بِهَا غُرَفَهُ.

وَ تُشَرِّفُ بِهَا مَنْزِلَتَهُ فِي دَارِ الْقَرَارِ ، فِي أَعْلَى عِلِّيِّينَ ، فِي مَحَلِّ الْأَبْرَارِ ، مَعَ آبَائِهِ الصَّادِقِينَ الْأَخْيَارِ .

فَقَدْ عَمِلَ بِطَاعَتِكَ ، وَ نَهَى عَنْ مَعْصِيَتِكَ ، وَ فَارَقَ الْغَدْرَ ، وَ نَهَى عَنِ الشَّرِّ ، وَ أَحَبَّ الْمُؤْمِنِينَ ، وَ أَبْعَدَ الْفَاسِقِينَ .

وَ كَانَ لَهُ أَمَدٌ ، وَ لَمْ يَكُنْ مَعَهُ أَحَدٌ ، وَ لَمْ يَتِمَّ لَهُ عَدَدٌ ، فَلَزِمَ عَنْ أَبِيهِ الْوَصِيَّةَ ، وَ دَفَعَ عَنِ الْإِسْلَامِ الْبَلِيَّةَ ، فَلَمَّا خَافَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ الْفِتَنَ ، رَكَنَ إِلَى الَّذِي إِلَيْهِ رَكَنَ .

  وَ كَانَ بِمَا أَتَى عَالِماً ، وَ عَنْ دِينِهِ غَيْرَ نَائِمٍ ، فَعَبَدَكَ بِالِاجْتِهَادِ ، وَ لَمْ يَقْنَعْ بِالِاقْتِصَادِ ، فَأَثْبَتَ الدِّينَ ، وَ مَضَى عَلَى الْيَقِينِ .

اللَّهُمَّ : صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ عَلَى آلِ مُحَمَّدٍ ، وَ اجْزِهِ عَنَّا أَفْضَلَ جَزَاءِ الصَّادِقِينَ ، الدُّعَاةِ الْمُجْتَهِدِينَ ، الْقَادَةِ الْمُعَلِّمِينَ .

صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِمْ فِي الْأَوَّلِينَ وَ الْآخِرِينَ ، وَ أَبْلِغْهُمْ عَنَّا السَّلَامَ ، وَ ارْدُدْ عَلَيْنَا مِنْهُمُ السَّلَامَ ، وَ السَّلَامُ عَلَيْهِمْ وَ رَحْمَةُ اللَّهِ وَ بَرَكَاتُهُ .

 

 

 

 

الصَّلَاةُ : عَلَى الْحَسَنِ وَ الْحُسَيْنِ عليهم السلام :

اللَّهُمَّ : صَلِّ عَلَى الْحَسَنِ وَ الْحُسَيْنِ ، عَبْدَيْكَ وَ وَلِيَّيْكَ ، وَ ابْنَيْ رَسُولِكَ .

وَ سِبْطَيِ : الرَّحْمَةِ ، وَ سَيِّدَيْ شَبَابِ أَهْلِ الْجَنَّةِ .

أَفْضَلَ : مَا صَلَّيْتَ عَلَى أَحَدٍ ، مِنْ أَوْلَادِ النَّبِيِّينَ وَ الْمُرْسَلِينَ .

اللَّهُمَّ : صَلِّ عَلَى الْحَسَنِ بْنِ سَيِّدِ النَّبِيِّينَ ، وَ وَصِيِّ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ .

السَّلَامُ عَلَيْكَ : يَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ ، السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا ابْنَ سَيِّدِ الْوَصِيِّينَ .

أَشْهَدُ أَنَّكَ : يَا ابْنَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ، أَمِينُ اللَّهِ وَ ابْنُ أَمِينِهِ .

عِشْتَ : مَظْلُوماً ، وَ مَضَيْتَ شَهِيداً .

وَ أَشْهَدُ أَنَّكَ : الْإِمَامُ الزَّكِيُّ ، الْهَادِي الْمَهْدِيُّ .

اللَّهُمَّ : صَلِّ عَلَيْهِ ، وَبَلِّغْ رُوحَهُ وَ جَسَدَهُ عَنِّي فِي هَذِهِ السَّاعَةِ ، أَفْضَلَ التَّحِيَّةِ وَالسَّلَامِ .

اللَّهُمَّ : صَلِّ عَلَى الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ .

الْمَظْلُومِ : الشَّهِيدِ ، قَتِيلِ الْكَفَرَةِ ، وَ طَرِيحِ الْفَجَرَةِ .

 


 

 

المدح والرثاء للإمام عليه السلام :

مدح الإمام الحسن:

رحم الله الشاعر محمد النجفي إذ قال :

كريم ُ  أهل  البيت ِ  ذاك   المجتبـــــى

حسبُ هو كشمس ِالضحى حسبا

الام ُ  فاطمة َ البتول ِ   و انـــــّهـــــــــا

بنت  ُ النبوة ِ  يكفي  بهــا  نـــسبــا

وحيدر ُ الكرار ِ  فهو  و الـــــــــــده

من نازل َ الكفر َ دوما ً وما تـــَعـِبا

هل  تجد  في الكون ِ من   يناظره ُ

بل هل تجد من لمثله ِ اما  ً  و ابا

غذاه ُ  النــّبي  من   ريقــــه   شرفا ً

فزقـــه  العلم  َ و من  فيضه  شربا

فكم مرة ٍ قطع   الرسول  َخطبته ُ

حتى   أتاه ُ  فيثنيه  ِ اذا  خطــِبــا

ريحانتاي من  الدنيا  هما  و لقـــــد

تعجب َ القوم ُ من حبه ِ عجبــا

أمن  أجلهم طـــه َ يفعل ُ هكــذا

فكان فعلهُ ذاك َفي بغضهم سببا

نفوس ُ كان َ الاحرى بها عمــــلا ً

أن يعشقوه ُ لا عن حقه ِ غــُصبا

ماذا جنيتم ْ من خــُبث أنفسكم

فقوله ُ من الله ِ صدقا ً وما كـَذبا

فاطمة ُ  الزهراء  ِ غدا ً  تعاتبهم

من قبلها النـّبي  قد  زادهم عتبا

أنــّي تركت  ُ ثُقلي   فيكم  ُ أسفا ً

فما حفظتم عترتي وحقدكم نشبا

قد كان َ  مولده ُ عرسا ً لشيعتنا

فحبهم  أغلى من الدر ِ و الذهبا

وهذا جبريل ُ الامين ِ جاء ِ مهنئــاً

و فم ُ الزمان ِ به قد  ترنم   طربــــا

ياليلةَ الميلاد  ِفيضي العطر  ممتزجا

فنور وجه ِ الحسن ِ قد دان واقتربا

ياليلة   الميلاد ِ مـــــا   احلاك ِ زائرة ً

أني لكل ِلحظة ٍ فيك ِ كنت مـُحتسبا

حتى اتانا النور ُ  من   وجهه ِ القــــــا ً

فغطى ضيائه ُ على الافاق ِ والشهبا

فكأن الظلمات ِ في يومـــه ِ انقلبت

وكأن َ الدجى فيه قد ضاء َ وانقلبا

رثاء الإمام الحسن :

لقد صدق السيد محسن الأمين العاملي وهو يرثي الامام عليه السلام قائلا:

لهفي على الحسن الزاكي و ما  فعلت

به  الأعادي  و ما  لاقى  من   المحن

سقته  بغياً   نقيع  السم  لا   سقيت

صوب الحيا من  غوادي  عارض المزن

فقطعت  كبداً    للمصطفى  و رمت

فؤاد   بضعته     الزهراء          بالحزن

و  للحسين   حنين   من   فؤاد شجىً

بالوجد   مضطرم     بالحزن     مرتهن

لله  رزء  ابن   بنت   المصطفى   فلقد

أضحى له الصبح عن نصب الدليل غني

إمام    حق    من   الله   العظيم  له

رياسة   الدين   و الدنيا    على   سنن

الزاهد العابد  الأواب   من   خلصت

لله    نيته    في      السر   و  العلن

و الواهب المال لا يبغي عليه  سوى

ثواب   بارئه   الرحمان   من   ثمن

قد قاسم الله  ما  قد  كان   يملكه

منه   ثلاثاً  بلا  خوف  و  لا منن

والقاصد  البيت  لم  تحمله   راحلة

خمساً  و عشرين  و النحار  للبدن

وذوي المناقب لا يحصي لها  عدداً

يراع ذي فطن أو قول  ذي  لسن

أوصى   بعترته  الهادي  و أكد ما

أوصى و جذرنا  من   غابر  الفتن

لم  يبغ  أجراً  له  إلا  المودة  في الـ

قربى،  فجاوزه  بالبغضاء و الإحن

ثارات بدر  و يوم   الفتح   أدركها

من   آل   طاها   بنو  عبادة  الوثن

رزء   تهون    له    الارزاء   أجمعها

عن  عظمه  وهو حتى  اليوم  لم يهن

يا   آل  أحمد  لا    ينفك   رزؤكم

يهيج    لي   ذكر   أشجان   تؤرقني

أنتم  سفينة   نوح  و  النجاة   بكم

وليس في البحر من منج سوى  السفن

ديني   ولاكم  و  بعد  الموت  حبكم

ذخري إذا صرت رهن اللحد و الكفن

الله   أنزل    فيكم    وحيه  و   على

ولائكم    بني    الإسلام  حين  بني

 

 


 

جعله الله وليا للأمر وإماما وكثر أحفاده كمطر السبط

 

معنى السبط والأسباط :

السبط : سَبْطٌ الغَزِيرٌ الكثير المبارك، سَبُطَ الْمَطَرُ المتدارِكُ كَثُرَ واِتَّسَعَ سَحٌّ وساح منتشرا ، وسبُط الشَّيءُ : طال واسترسل ، ُوأصل‏ السَّبْطُ انبساط في سهولة، والسبط أصلٌ يدلُّ على امتدادِ شيء وانبساطه وانتشاره ، أَن‏ الأَسْباط في ولد إِسحاق بن إِبراهيم بمنزلة القبائل في ولد إِسماعيل عليهم السلام، فولَد كلِّ ولدٍ من ولدِ إِسماعيل قبيلةٌ ، و كذا من ذرية الحسن والحسين عيهما السلام ، انتشرت قبائل من أولاد أولاده ، وهم اسباط لهم ، يفوقون في العدة والعدة والكرامة والنبل والشرف أسباط بني إسرائيل الآن بل كل سبط وقبيلة ، راجع مشجرات السادة الكرام من آل محمد عليهم السلام تعرف ذلك .

عن محمد بن يحيى الفارسي قال : نظر أبو نواس إلى أبي الحسن علي بن موسى الرضا عليه السلام ذات يوم ، و قد خرج من عند المأمون على بغلة له ، فدنا منه أبو نواس فسلم عليه ، و قال يا ابن رسول الله قد قلت فيك أبياتا ، فأحب أن تسمعها مني ، قال : هات ، فأنشأ يقول‏ :

مطهرون    نقيات       ثيابهم‏

تجري الصلاة عليهم أينما ذكروا

مَنْ لَمْ يَكُنْ عَلَوِيّاً حِينَ‏ تَنْسُبُهُ‏

 فَمَا لَهُ مِنْ قَدِيمِ الدَّهْرِ مُفْتَخَرٌ

فالله     لما  برا   خلقا     فأتقنه

صفاكم  و اصطفاكم  أيها  البشر

فأنتم   الملأ   الأعلى    و عندكم‏

علم الكتاب و ما جاءت به السور

 فقال الرضا عليه السلم : قد جئتنا بأبيات ما سبقك إليها أحد ،....

عيون أخبار الرضا ج2ص143ب40ح10 .

 

والسَّبَطُ : نبات كالثَّيِّل ينبت في الرمال له طول الواحدة سَبَطَةٌ ، و يجمع على‏ أَسْبَاطٍ ، و السَّبَطُ شَجَرَةٌ أغْصَانُهَا كَثِيرَةٌ وأصْلُهَا وَاحِدٌ. قالَ و مِنْهُ اشْتِقَاقُ‏ الأَسْبَاطِ، كأَنَّ الوَالِدَ بمَنْزِلَة الشَّجَرَةِ، و الأَولادَ. بمَنْزِلَة أَغْصانِهَا.

 فالسِّبْطُ : واحد الأَسْبَاطِ وهم ولد الولد ، سِبْطٌ الجمع أسْبَاطٌ و هُوَ سِبْطٌ مِنْ أسْبَاطِهِ ، وَلَدُ ابْنِهِ أوِ ابْنَتِهِ أَيِ الحَفِيد ، والأَسْبَاطِ من بني إسرائيل كالقبائل من العرب ، وهم ولد إِسحاق بن إِبراهيم بمنزلة القبائل في ولد إِسماعيل بن إبراهيم ، عليهم السلام، فولَد كلِّ ولدٍ من ولدِ إِسماعيل قبيلةٌ، و ولد كلِّ ولد من ولَدِ إِسحاق‏ سِبْطٌ، و إِنما سمي هؤلاء بالأَسباط و هؤلاء بالقبائل ليُفْصَلَ بين ولد إِسماعيل و ولد إِسحاق، عليهما السلام ، و معنى إِسماعيل في القبيلة  معنى الجماعة، يقال لكل جماعة من أَب واحد قبيلة، و أَما الأَسباط فمشتق من‏ السبَطِ، و السبَطُ ضرْب من الشجر ترعاه الإِبل، و يقال الشجرةُ لها قبائل، فكذلك‏ الأَسْباطُ من‏ السبَط، كأَنه جُعل إِسحاقُ بمنزلة شجرة، و جعل إِسماعيل بمنزلة شجرة أُخرى ، و كذلك يفعل النسابون في النسب يجعلون الوالد بمنزلة الشجرة، و الأَولادَ بمنزلة أَغْصانها، فتقول: طُوبى لفَرْعِ فلانٍ ، و فلانٌ من شجرة مباركة. فهذا، و اللّه أَعلم، فمعنى‏ الأَسْباط و السِّبْطِ؛ يراد بِالسِّبْطِ القبيلة، أي يتشعب منهما نسله .

وقال الله تعالى : { وَقَطَّعْنَاهُمُ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ أَسْبَاطًا أُمَمًا وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى إِذِ اسْتَسْقَاهُ قَوْمُهُ أَنِ اضْرِب بِّعَصَاكَ الْحَجَرَ  فَانبَجَسَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْنًا   قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٍ مَّشْرَبَهُمْ وَظَلَّلْنَا عَلَيْهِمُ الْغَمَامَ وَأَنزَلْنَا عَلَيْهِمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوَى  كُلُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَمَا ظَلَمُونَا وَلَكِن كَانُواْ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ (160) } الأعراف .

فالْأَسْباطِ : قبائل كلّ قبيلة من نسل رجل من ولد يعقوب عليه السلام اثنا عشر رجلا ولكل منهم أبناء أي اسباط وقبائل اثنا عشر سبط وقبيله ، وهم صاروا أيضا اثنا عشر أمة،  أي أمم من ذرية يعقوب ، وكذا جاء ذكرهم :

 قال الله تعالى : { أَمْ تَقُولُونَ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ  وَإِسْحَقَ وَيَعْقُوبَ

 وَالأسْبَاطَ كَانُواْ هُودًا أَوْ نَصَارَى

 قُلْ أَأَنتُمْ أَعْلَمُ أَمِ اللّهُ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن كَتَمَ شَهَادَةً عِندَهُ مِنَ اللّهِ  وَمَا اللّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (140) } البقرة .

وقال الله تعالى : { قُلْ آمَنَّا بِاللّهِ وَمَا أُنزِلَ عَلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى  وَعِيسَى وَالنَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ (84) وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ  دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ (85) } آل عمران .

والله تعالى : كما وعد في سورة الكوثر في قوله تعالى : { بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ  إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ (1) فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ (2) إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ (3) } الكوثر .

فجعل سبحانه : من سبطي سيد المرسلين ، اسباط وقبائل الأشراف والسادة الكرام ، وجعلهم قبائل وأمم كثيرة ، وقد عرفت الأحاديث : الحسَنُ و الحُسَينُ‏ سِبْطا رسولِ اللّه.

أي سيكثرهم ويبارك بهم : ويجعلهم كوثير الخير والنعيم ، ويجعل لكل منهم اسباط وقبائل ، ولكل منهم يكون نسل يكونون أُمَّةٌ من الأُمم في الخير .

عن الإمام أبي عبد الله عليه السلام قال: خرج أمير المؤمنين عليه السلام يسير بالناس ، حتى إذا كان من كربلاء على مسيرة ميل‏ أو ميلين ، تقدم بين أيديهم حتى صار بمصارع الشهداء .

ثُمَّ قَالَ : قُبِضَ فِيهَا مِائَتَا نَبِيٍّ ، وَ مِائَتَا وَصِيٍّ ، وَ مِائَتَا سِبْطٍ .

كلهم شهداء : بأتباعهم ، فطاف بها على بغلته خارجا رجله من الركاب .

فأنشأ يقول : مناخ ركاب ، و مصارع الشهداء ، لا يسبقهم من كان قبلهم ، و لا يلحقهم من أتى بعدهم.

كامل الزيارات ص270ب88ح12 .

وبهذا يشير عليه السلام : إلى الشهداء في كربلاء لا يسبقهم من كان قبلهم ولا من يأتي بعدهم ، وسيد الأسباط سيد الشهداء ، وكذا شهادة السبط الأكبر الإمام الحسن عليه السلام بالسم ، بل وأحفاده في باخمرى  .

 

 

الأولاد والأسباط من الإمام الحسن :

وذكر في إعلام الورى : ولد الإمام الحسن السبط المجتبى  و عددهم و أسمائهم‏ فقال :

له من الأولاد : ستة عشر ولدا ذكرا و أنثى ، زيد بن الحسن و أختاه أم الحسن و أم الحسين أمهم أم بشر بنت أبي مسعود الخزرجية .

و الحسن بن الحسن : أمه خولة بنت منظور الفزارية .

و عمر بن الحسن : و أخواه عبد الله و القاسم ابنا الحسن قتلا مع الحسين بن علي بكربلاء أمهم أم ولد .

و عبد الرحمن بن الحسن : أمه أم ولد و الحسين بن الحسن الملقب بالأثرم و أخوه طلحة و أختهما فاطمة أمهم أم إسحاق بنت طلحة بن عبيد الله التيمي .

و أبو بكر : قتل مع الحسين .

و أم عبد الله : و فاطمة ، و أم سلمة ، و رقية ، لأمهات أولاد شتى.

و كان زيد بن الحسن : يلي صدقات رسول الله ، و كان جليل القدر كثير البر ، و مات و له تسعون سنة ، و خرج من الدنيا و لم يدع الإمامة و لا ادعاها له مدع من الشيعة و لا غيرهم.

و أما الحسن بن الحسن : فكان جليلا فاضلا و كان يلي صدقات أمير المؤمنين ، و روي‏ : أنه خطب إلى عمه الحسين عليه السلام ،  إحدى ابنتيه .

فقال له الحسين عليه السلام : يا بني اختر أحبهما إليك ، فاستحيا الحسن . فقال له الحسين عليه السلام : فإني قد اخترت لك ابنتي فاطمة ، فهي أكثرهما شبها بأمي فاطمة بنت رسول الله  .

و قبض : الحسن بن الحسن و له خمس و ثلاثون سنة ، و أوصى إلى أخيه من أمه إبراهيم بن محمد بن طلحة

و كان عبد الله بن الحسن : قد زوجه الحسين ابنته سكينة ، فقتل قبل أن يبني بها .

ومنهم : ومن ذرية الحسين عليهم السلام انتشرت القبائل وأسباط آل محمد عليهم السلام ، ولا تجد بلد كبير يخلو منهم ، بل توجد قرى ومدن كلهم سادة منهم ، فبارك الله بهم كما وعد وجعلهم كوثر الخير والبرك والشأن الكريم ، وراجع ما كتبنا في صحيفة سادة الوجود من موسوعة صحف الطيبين .

وفي موقع المجمع العالمي لأنساب آل البيت الـــســــادة الأشــــراف : ذكر فروع السادة الأشراف الحسنية كإحصاء أولي لعشائرهم ، 557 خمسمائة وسبعة وخمسين عشيرة من نسب السادة الأشراف الحسنية ، ولو حسبت كل عشرة أو قل خمسين أو قل مائة منهم قبيله أو سبط فهم أكثر أسباط وقبائل بني إسرائيل ، وهذا ولو أضفت السادة الأشراف الحسينية لتضاعف العدد ، علما أنهم لم يستقصوا كل السادة ، فإن فيهم في إيران والهند والباكستان وأفغانستان وغيرها من البلدان ، وتوجد مدن أو قرى كلهم سادة ، بل لم يحصوا سادة العراق ، والموقع الظاهر مختص بسادة المغرب العربي ومصر وبهم يهتم وذكر لغيرهم متفرق ، فنذكر مما ذكر الموقع للمثال من أول وأخر كل قسم عشرة ، وإن أحببت أكثر راجع فهرس كوكل بكتابة السادة الأشراف تجده :

1  السادة الأشراف آل ابو حيبر .

2  السادة الأشراف النوافلة .

3  السادة الأشراف آل الكزبري .

4  السادة الأشراف الحوازم .

5  السادة آل يوسف .

6  السادة ال يعقوبر

7  السادة ال يوسف النعمي .

8  السادة اليعقوبيون  .

9  السادة اليملحيونر

10  السادة آل يوسف - الهواشم الأمراء .

.......

548  السادة آل أعمش .

549  السادة الأبالجة الفقهاء .

550  السادة آل ابراهيم الشنابرةر

551  السادة آل ابو بطين العبادلة .

552  السادة آل أدريس جود الله  .

553  السادة آل أحمد آل سرور  .

554  السادة آل أحمد البركاتية .

555  السادة آل أبراهيم البركاتية .

556  السادة آل ابو ذياب الخيرات .

557  السادة آل الأنباري الذروات .

 

 

وما ما عد من السادة الأشراف الحسينية :

1  السادة آل القدوة الحسينية .

2  السادة آل الشيخ عيسىر

3  السادة الأشراف آل الرفاعي في زهران ر

4  السادة آل الدجانير

5  السادة الخرد باعلوي  .

6  السادة آل يسيرين باعلوي  .

7  السادة آل يحيى باعلوي  .

8  السادة آل ياسر  .

9  السادة آل يحيى  .

10  السادة آل ياسين آل جبر الشدة .

.....

404  السادة آل ابراهيم افندي .

405  السادة آل ابو المجد الحريري  .

406  السادة آل أردبيلي  .

407  السادة البو اسود _ في العراق .

408  السادة آل اسماعيل افندي .

409  السادة آل أحمد ر

410  السادة آل أسمر ر

411  السادة آل أبو حشيش _ في مصر ر

412  السادة آل أبو الخيزران  .

413  السادة آل أبو خشوم .

 

ويا طيب : أكتب أنساب الأشراف تجدهم ، وإن أحببت اكتب في بحث كوكل السادة الأشراف أو السادة الحسنية ، أو السادة الحسينية ، أو عشائر العراق وقبائل العراق وكل بلد ، تجد لكل منها كثير عشائر السادة ومواقع تعتني بنسبهم وتوثقه .

 

 


 

 

ولمن تولاه وآله جعل الله له كل خير و القوام السبط

ووفقه لخالص شكره ونجاه من شرك وضلال الناصبية

 

معنى القوام السبط :

السبط : حسن الخلقة ، و ذو القامة والشخصية الجميلة والكريمة المحبوبة ، وفي اللغة أيضا هُوَ سَبْطُ الجِسْمِ أيْ حَسَنُ القَدِّ والاستواء ، والله خلق أحسن كل شيء خلقه ، وصور الإنسان فأحسنه ، وخلق الإنسان في أحسن تقويم ، ولا يرد المؤمن لأسفل سافلين ، بل ينعم ويلقى نضرة ونعيم ، ويكون أجمل خلق الله في جنة النعيم ، ونوره وجماله بهي باهر وحسن كريم ، كما و سَبِطَ سَبِطَ  سَبَطًا ، فهو سَبِطٌ وسَبْطٌ، سَبُطَ  الشَّعْرُ سَهُلَ واسْتَرْسَلَ . هُوَ سَبْطُ  اليَدَيْنِ أوِ الكَفِّ أوِ الأَنَامِلِ سَخيّ كريمٌ . و يعبّر به عن الجود ، و رَجُلٌ‏ سَبِطُ المَعْرُوْفِ؛ من قَوْمٍ‏ سِبَاطٍ. و رجل‏ سَبْطُ الكفّين: ممتدّهما .

وفي صفة النبي الأكرم : سَبْط القصب أي الممتدّ الذى ليس فيه تعقّد و لا نتوّ، و القصب يريد بها ساعديه و ساقيه . أي ممتدّ الأعضاء تامّ الخلق ، وكذا جاء في الحديث عنه صفات شعره صلى الله عليه وآله وسلم : ليس‏ بِالسَّبْطِ و لا الجعد القطط ، و السَّبْطُ من الشّعر: الْمُنْبَسِطُ المسترسل، و القطط: الشّديد الجعودة: أي كان شعره وسطا بينهما.

 

ويا طيب : المؤمن يوم القيامة له أحسن صورة وقوام جميل ، بل الله تعالى لأهل الدينا  ولكل شيء فيها قال :

{ الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ وَبَدَأَ خَلْقَ  الْإِنسَانِ مِن طِينٍ (7) } السجدة . فالله أحسن كل شيء خلقه ، وأحسنه صبغه ، فهداه لكل خير ، فقال تعالى : { صِبْغَةَ اللّهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللّهِ صِبْغَةً وَنَحْنُ لَهُ عَابِدونَ (138) } البقرة .

 

وفي خلق الإنسان قال الله تعالى : { خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ  وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ (3) } التغابن .

{ اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ قَرَارًا وَالسَّمَاء بِنَاء وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ وَرَزَقَكُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ  ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ فَتَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ (64) }غافر.

 

{ لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ  تَقْوِيمٍ (4) ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ (5) إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ  (6) فَمَا يُكَذِّبُكَ بَعْدُ بِالدِّينِ (7) أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَحْكَمِ الْحَاكِمِينَ (8) } التين .

فالمؤمن : منعم في الآخرة ويضل في أحسن تقويم ويلقى نظرة حسن المنظر والجمال ونعيم ، كما قال الله تعالى :

{ إِنَّا نَخَافُ مِن رَّبِّنَا يَوْمًا عَبُوسًا قَمْطَرِيرًا (10) فَوَقَاهُمُ اللَّهُ شَرَّ  ذَلِكَ الْيَوْمِ وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُورًا (11) وَجَزَاهُم بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيرًا (12) مُتَّكِئِينَ فِيهَا  عَلَى الْأَرَائِكِ لَا يَرَوْنَ فِيهَا شَمْسًا وَلَا زَمْهَرِيرًا (13) وَدَانِيَةً عَلَيْهِمْ ظِلَالُهَا وَذُلِّلَتْ قُطُوفُهَا تَذْلِيلًا (14) وَيُطَافُ عَلَيْهِم بِآنِيَةٍ مِّن فِضَّةٍ وَأَكْوَابٍ كَانَتْ قَوَارِيرَا (15) } الإنسان .

وقال الله تعالى : { إِنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ (22) عَلَى الْأَرَائِكِ يَنظُرُونَ (23) تَعْرِفُ  فِي وُجُوهِهِمْ نَضْرَةَ النَّعِيمِ (24) يُسْقَوْنَ مِن رَّحِيقٍ مَّخْتُومٍ (25) خِتَامُهُ مِسْكٌ وَفِي ذَلِكَ  فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ (26) وَمِزَاجُهُ مِن تَسْنِيمٍ (27) عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا الْمُقَرَّبُونَ (28) } المطففين .

ويا طيب : الأبرار هم النبي وآله الكرام صلى الله عليهم وسلم ، لإن سورة الدهر أي سورة الإنسان نزلة في حق أهل البيت عليهم السلام ، وذكر هذا في شأن نزولها المفسرون ، وكذلك للمؤمنين يمزج لهم من عين تسنيم ، وهي خالصة لأهل البيت كما جاء في شأن نزولها ، وإن من يتبعهم يكون معهم .

وفي هذا المعنى : جاءت روايات كثيرة منها :

عن جميل بن دراج قال : قال أبو عبد الله عليه السلام :‏ إن المؤمنين إذا أخذوا مضاجعهم ، أصعد الله بأرواحهم إليه ، فمن قضى له عليه الموت جعله في رياض الجنة في كنوز رحمته ، و نور عزته ، و إن لم يقدر عليه الموت بعث بها مع أمنائه من الملائكة إلى الأبدان التي هي فيها .

و عن إبراهيم بن إسحاق الجازي قال : قلت لأبي عبد الله عليه السلام : أين أرواح المؤمنين ؟ فقال : أرواح المؤمنين في حجرات في الجنة ، يأكلون من طعامها ، و يشربون من شرابها ، و يتزاورون فيها ، و يقولون : ربنا أقم لنا الساعة لتنجز لنا ما وعدتنا .

قال قلت : فأين أرواح الكفار ؟ فقال : في حجرات في النار ، يأكلون من طعامها ، و يشربون من شرابها ، و يتزاورون فيها ، و يقولون : ربنا لا تقم لنا الساعة لتنجز لنا ما وعدتنا .

المحاسن ج1ص178ب40ح163 ، 165 .

و عن أبان بن تغلب قال : قال أبو عبد الله عليه السلام : إن الله يبعث شيعتنا يوم القيامة على ما فيهم من ذنوب أو غيره ، مبيضة وجوههم ، مستورة عوراتهم ، آمنة روعتهم ، قد سهلت لهم الموارد ، و ذهبت عنهم الشدائد ، يركبون نوقا من ياقوت ، فلا يزالون يدورون خلال الجنة ، عليهم شرك من نور يتلألأ ، توضع لهم الموائد ، فلا يزالون يطعمون و الناس في الحساب .

 و هو قول الله تبارك و تعالى في كتابه : { إِنَّ  الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُم مِّنَّا الْحُسْنَى أُوْلَئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ (101) لَا يَسْمَعُونَ حَسِيسَهَا وَهُمْ فِي مَا اشْتَهَتْ أَنفُسُهُمْ خَالِدُونَ (102) لَا يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الْأَكْبَرُ وَتَتَلَقَّاهُمُ  الْمَلَائِكَةُ هَذَا يَوْمُكُمُ الَّذِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ (103) } الأنبياء .

و عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام قال : إذا كان يوم القيامة دعي برسول الله  فيكسى حلة وردية .

 فقلت : جعلت فداك وردية ؟

 قال : نعم ، أ ما سمعت قول الله عز و جل : { فَإِذَا انشَقَّتِ السَّمَاء فَكَانَتْ وَرْدَةً كَالدِّهَانِ (37) ‏ } الرحمن .

 ثم يدعى علي : فيقوم على يمين رسول الله ، ثم يدعى من شاء الله فيقومون على يمين علي ، ثم يدعى شيعتنا فيقومون على يمين من شاء الله .

ثم قال : يا با محمد أين ترى ينطلق بنا ؟

قال قلت : إلى الجنة و الله ؟

 قال : ما شاء الله‏ .

المحاسن ج1ص179ب41ح166، 171 .

والآيات والأحاديث : كثيرة في هذا المعنى وهو لم يحب الحق والعدل والهدى الصدق عند المنعم عليهم بالصراط المستقيم ، وهم نبي الرحمة وآله الطيبين الطاهرين ، ولم يرضى بظلم وفكر من خالفهم ولم يتعبد بفكر ضل عن سادة الخلق وأولياء أمر الله تعالى ، وإلا من ينصب العداء لآل النبي وشيعتهم لأنهم تبعوهم ، فهو ضال عن الحق وله عذاب الله خالدا إلا ما شاء الله .

 


 

الأبوذية المشروحة المفصلة :

سلام الله وصلاته على السيد المجتبى الحسن السبط

جعله الله وليا للأمر وإماما وكثر أحفاده كمطر السبط

ولمن تولاه وآله جعل الله له كل خير و القوام السبط

ووفقه لخالص شكره ونجاه من شرك وضلال الناصبية




 

عناوين روابط مفيدة :

 

وفي موسوعة صحف الطيبين : صحيفة الإمام الحسين عليه السلام الجزء الرابع : فيه الحياة المشتركة في أحوال الولادة والطفولة والإمامة للحسن والحسين ، وأحاديثهم المشتركة مع رسول الله وفاطمة الزهراء والإمام علي ، وخصائص أحوال طفولتهم المشتركة .

 

وفي هذه الصحيفة من حياة الإمام الحسين عليه السلام الجزء الخامس ، شرح مفصل ووافي لحديث السيادة وهو :

قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :

الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة .

والشرح مفضل وبيان وافي للحديث ، فتدبره يا طيب تجد ما يسرك إن شاء الله .

 

صحيفة الإمام السبط المجتبى

الإمام الحسن بن علي عليه السلام

خادم علوم آل محمد عليهم السلام

الشيخ حسن جليل حردان الأنباري

موسوعة صحف الطيبين

www.alanbare.com

 

صحيفة الإمام الحسن عليه السلام

صفحة موقع يمكن الاختيار منها للنسخ واللصق في المواقع الاجتماعية

www.alanbare.com/2

 

كتاب الكتروني  بي دي أف للمطالعة على الحاسب والجوال بصورة جيدة جدا

www.alanbare.com/2/2.pdf

 

 

تأليف وإعداد
أخوكم في الإيمان بالله ورسوله وآله وبكل ما أوجبه تعالى
خادم علوم آل محمد عليهم السلام
الشيخ حسن جليل حردان الأنباري
موسوعة صحف الطيبين
https://www.alanbare.com





  ف ✐
  ✺ ت