بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد
نرحب بكم يا طيب في

موسوعة صحف الطيبين

في أصول الدين وسيرة المعصومين



التحكم بالصفحة + = -
❀✺✸☼❋❉❈❊

تكبير النص وتصغيره


النص المفضل

لون النص والصفحة
حجم النص

____ لون النص ____

أحمر | أزرق | أخضر | أصفر |
أسود | أبيض | برتقالي | رمادي |

____ لون الخلفية ____




صحيفة زيارة الأربعين للإمام الحسين

عليه السلام

المقدمة
آثار وفضل زيارة الأربعين

بسم الله الرحمن الرحيم : والحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله الطيبين الطاهرين ، اللهم إن الحسين عليه السلام خرج لإصلاح الدين ، فمنعه أعداء الهدى الحق ، فألعنهم والعن أتباعهم من الأولين والآخرين وكل من يحرف هدى الدين ويخرب أعمال المؤمنين ويخرب عليهم .

يا طيب : قد ورد تأكيد استحباب زيارة الإمام الحسين عليه السلام في يوم الأربعين من بعد شهادته وشهادة آله وصحبه عليه السلام ، وهو الموافق لليوم العشرين من صفر ، والمتجدد ذكرى حزينة على م حل بأهل دين الله ، وإجابة تعهد بنداء لبيك يا داعي الله ، و وفاء علمي وعملي لتطبيق تعاليم الله ، وإصرار واقعي للمسير على الصراط المستقيم عند المنعم عليهم بهدى الله ، واقتداء وتأسي بإخلاص عبودية أبا عبدالله ، وتجلي لثمرة إيثاره وفداءه وتضحيته بكل شيء في سبيل دينه الله ، والمسير على طريقه حتى النصر أو الشهادة وإلى يوم القيامة إن شاء الله ، وشكرا وحمدا لله على نعمة الهداية وتعريفنا ولاة أمره في عباده .

بالإضافة : لما يتجدد في يوم الأربعين من تذكر ما جرى على آل الحسين ، وهم آل نبي الرحمة وسيد المرسلين صلى الله عليهم وسلم ، من الأسر والسبي من كربلاء ثم الكوفة وحتى الشام ، وهم مقيدون بالحديد وعلى أعتاب جمال من غير وطاء تحتهم يمنعهم حد المركب ، ولا غطاء فوقهم يوقيهم الحر والتراب وأعباء السفر ، وهم بين الأعداء والشامتين ، وبأصعب حال يرثى له حزنا ، وأسى ويورث هما وغما ، ويبكى عليه بدل الدموع دما ، حين نتذكر ما جرى على آل محمد عليهم السلام ، حتى رجوعهم يوم الأربعين إلى كربلاء ، ثم منها إلى مدينة المنورة.

وقد كتبنا بحوثا مفصلة : عن طول المسير بكل وحدات قياس المسافة حتى مقداره بالشعرة والحبة والأصبع والشبر والذراع ، فضلا عن مقداره قديما بالبريد والفرسخ ، أو حديثا بالميل والكيلومتر وأجزائهما ، وبيّنا ما جرى عليهم في المدن التي مروا بها وعند الطغاة ، وكل أحوالهم حتى رجوعهم لمدينة جدهم ، وذلك في الجزء التاسع والعاشر من صحيفة الإمام الحسين عليه السلام من موسوعة صحف الطيبين .

كما وقد وردت : في ثواب وفضل زيارة الإمام الحسين عليه السلام ، أحاديث كثيرة سواء كانت الزيارة عامة أو خاصة في أيام معينه ، فمن يحب التعرف عليها عليه أن يراجعها في محلها من كتب الأدعية والزيارة ، ولكن نذكر هنا أحاديث فضل زيارة الحسين عليه السلام بصورة عامة ومختصرة ، وفي كل حين ومن أي مكان من البلاد ، وكيفية الصلاة والسلام عليه ، وذلك لنشتاق للسلام عليه والإقرار بإمامته والسير على منهجه القويم في كل بقعة وزمان ، ثم نذكر أحاديث ثواب المشي بالأقدام والسير بالخطى له عليه السلام ، وفضل زيارة الأربعين ونصها وآثارها ، وأسألكم الدعاء والزيارة .

ثم نذكر بعض آثار : زيارة الإمام الحسين عليه السلام في الأربعين ، لنشر مبادئ الدين ومنهجه القديم ، وبصورة عامة وبالخصوص في الزمن الأخير ، وذلك بذكر مقال كتبناه في سنة صفر سنة1424 هجري بعد ذهاب الطاغية وتجمع الإعلام العالمي لنقل أحداث زيارة الأربعين الكامنة عقيدة ودين في قلوب المؤمنين ، وظهورها بعد كتم طويل ، وقد جاوز الثلث قرن تقريبا من حكم الظلمة والطغاة ومنعهم لهذه الزيارة المباركة .

ولكنه حب الحسين عليه السلام عند المؤمنين الطيبين : وحب المسير على منهجه القويم ومودة صراطه المستقيم ، ظهر بأعظم تجلي وتجمع جماهيري عقائدي ديني ، وذلك في مسيرهم مشيا على الأقدام من كل بقاع العراق بأبدانهم وأرواحهم ، وفي غيره من البلاد بقلوبهم ، وتوجههم لقصد زيارة الإمام الحسين عليه السلام في يوم الأربعين في تلك السنة بالخصوص ، بل ومستمر لكل سنة إن شاء الله .

وبذلك ظهر : أجمل تحمل للعهد الرباني ، وأداء الأمانة بصيانة ودائع الله ، والطاعة والتطبيق لأوامر ثقلي رسول الله ، و بأعلى معاني ومظاهر إخلاص العبودية لله سبحانه وتعالى، وذلك بالتجلي بإظهار إطاعة أولي أمره ، والصلاة والسلام على المختار المصطفى والصفي المجتبى ، وبالزيارة والقصد للشهيد المقدس سيد شباب أهل الجنة ، والإقرار له بالإمامة والولاية والصدق والوفاء والإصلاح ، والنصر التام لما أحب من نشر دين الله .

والذي قد تفانى : الإمام الحسين عليه السلام وآله وصحبه الكرام بكل إخلاص في سبيله ، فقدموا أنفسهم يشرون رضوان الله ، ويعرفون محل هدى الله الواقعي عند أهله المصطفين الأخيار ، وهم سادة الخلق وأئمة الهدى المعصومين من آل محمد سيد المرسلين علي وفاطمة والحسن والحسين والتسعة المعصومين من ذرية الحسين الطيبين الطاهرين صلى الله عليهم وسلم ، والذين كانوا مظهرا جليا لحقيقة التضحية والإيثار والفداء والإخلاص في طاعة الله بحق ، وبكل نور أشرق من علمهم حديثا ومنطقا ، ومن عملهم وسيرتهم سلوكا .

حتى كانوا عليهم السلام : عين الدين النابعة ، ونهر الهدى الجاري ، وماء الإخلاص الصافي ، ومنهج الحق المقرب لعبودية الله تعالى ، والإخلاص له علما وعملا ، وصدقا واقعا تاما لمن أقتدى بهم و أحب عبوديته تعالى والتقرب له سبحانه بمنهجهم القويم ، وترك من حاربهم ومن خالفهم من أعدائهم المغضوب عليهم الضالين .

وذلك بفضل الله عليهم وعلينا : إذ جعلهم أئمة يهدون بأمره المرافق لأئمة الحق ، وروح القدس المؤيد لولاة هداه ، ثم عرفهم لنا بكل سبيل حق وصراط مستقيم ، ويسلك بنا لأفضل نعمه في الوجود ، وهي نعمة الهداية لدينه القويم ، والذي به كل نعيم واقعي في الدنيا و الآخرة ، وهذا توفيقه تعالى وفضله العظيم لعباده الطيبين ، و صراطه المستقيم الذي نسأله تعالى في كل صلاة أن يهدينا له وواجب ذكره في كل يوم عشر مرات .

ثم بين الله تعالى صراطه المستقيم : بذكرى الحسين عليه السلام المتجددة في اليوم العاشر من شهر محرم الحرام ، وجعلها مستمرة حتى يوم الأربعين ، فجعل سبحانه أربعين يوما صياما عقائديا وفكريا وإيماني عن كل مفطرات الضلال وأكلات الهوى وشراب الطغيان وسكر زينة الحياة الدنيا ، فلبس فيها المؤمنون السواد وتوشحو بمظاهر الأسى والهم لمصاب الدين وما جرى على الحسين وآله ، وأقاموا المآتم وأظهرو الحزن بأعلى مراتب البيان والخطابة وبأعلى أصوات النحيب والبكاء والأسى ، وبكل مظاهر الكرم وإقامة المآدب والإطعام ، وبأفضل مكارم الآداب والأخلاق الحسنة ، وبجود يقصر عنه كل أغنياء العالم مهما أنفقوا ، وشارك به محبي الحسين غنيهم و فقيرهم على السواء .

وجعلوا خاتمة إمساكهم التمسك بمظاهر يوم الأربعين : فظهور بأعلى وأكرم وأجود تجلي لمودة النبي وآله ، والسير على صراطه المستقيم علما وعمل وسلوكا ، ومشيا بخطى ثابته وقلوب حزينة عبرى ، ودموع مظهرها الرضا بما أحب الله لأهل دينه ، والحمد والشكر لله لما وعد للصابرين ، وبكل معاني الاتزان والسكينة ، وبأعلى إيثار الأنفس وصرفها عن مشاغلها ، وبتضحية عناء الخوف والرجاء ، وبفداء التعب مشيا على الأقدام ، يقدمون التحية والإكرام والسلام والشكر والدعاء والزيارة للحسين عليه السلام وفدائه والصلاة عليه لتضحيته وإيثاره .

معاهدين الله ورسوله : وآل الرسول ، بالبقاء على منهجهم القويم ، والثبات على صراطهم المستقيم ، والسير لعبودية الله تعالى بهداهم حتى ينالو النعيم ، ولم يثنيهم ظالم مهما تجبر وتكبر ، ولا معاند محارب مهما تعنت وتزمر ، بل يقيمون عليه وعلى كل أهل العالم الحجة والبيان ، وبأكبر صلاة وقصد وتواصل اجتماعي جماعي يشهده العالم كله ، حتى لا يبقى فاضل ولا دني إلا أقر لهم بالثبات والمودة للنبي وآله ولهداهم ، وحب عبودية الله تعالى بصراطه المستقيم .

وهذا الكراس يا طيب : هو أحد أبواب صحيفة الإمام الحسين عليه السلام من قسم الزيارات من موسوعة صحف الطيبين ، وقد حببنا أن نختصره هنا ونفرده بكتيب فيه ذكر لأهم الأحاديث في فضل زيارة الإمام الحسين عليه السلام بصورة عامة ، وبالخصوص ذكر نص زيارة يوم الأربعين ، ومع ذكر للمقال المذكور في آخر بحث مجالس سفينة النجاة حيث يُعرفنا شيء من شأن الإمام الحسين عليه السلام الكريم ، وحكمة الله تعالى فيما يجري على المؤمنين وغيرهم من تداول الأيام بينهم ، وذلك لإظهار دينه الحق وتعريفه ، ولتمحيص المؤمنين المخلصين له حقا ، من غيرهم المتهاويين في ظلمة وضلال أئمة الطغيان وأولياء الشيطان .

وأسأل الله أن ينفعنا وإياكم : بهذا الكتيب ويجعلنا مع الإمام الحسين عليه السلام وآله الكرام في أعلا مراتب المجد ، ونور الكرامة والنعيم المعد لعباد الله المخلصين ، إنه أرحم الراحمين ، ورحم الله من قال آمين ، ونسألكم الدعاء والزيارة .

الراجي لرحمة ربه بأن يجعله من أنصار الحسين ومنهجه الحق حقا

خادم علوم آل محمد عليهم السلام

الشيخ حسن الأنباري

موسوعة صحف الطيبين


موسوعة صحف الإمام الحسين عليه السلام صحيفة زياراته قسم زيارة الأربعين
https://www.alanbare.com/3/40/
الصحيفة كتاب الكتروني
https://www.alanbare.com/3/40.pdf

صحيفة زيارة الأربعين

موسوعة صحف الإمام الحسين عليه السلام صحيفة زياراته قسم زيارة الأربعين

دارمي يشوقنا لقراءة صحيفة زيارة الأربعين للإمام الحسين عليه السلام

موسوعة صحف الإمام الحسين عليه السلام صحيفة زياراته قسم زيارة الأربعين

رحم الله الشيخ حسن الِأنباري في معنى الأربعين


يا موالي زر وأقرء و أسمع المقتل ليوم الأربعين

يرق قلبك وتدمع عينك وتحشر مع الحسين

+

لأنه من أحب قوما وودهم حشر معهم بكل يقين

ومن أحب عملهم أشرك معهم قاله سيد المرسلين

+

يا طيب بين يديك صحيفة الحسين تدبرها الحين

فيها ثواب زيارته ونصها ومعارف تخص المؤمنين

+

يا مؤمن اسمع قصة مسير آل الحسين الطاهرين

وتبليغ رسالة محل هدى في بلاد كثيرة للعالمين

+

يوم الأربعين تعلم الثبات والصلابة والإباء وقول الحق للظالمين

و أثبت لربك سلوكك صراطه المستقم عند آل محمد المنعمين





مصباح هدى
فضائل زيارة الإمام الحسين عليه السلام وثوابها


النور الأول
ضرورة واستحباب زيارة الإمام الحسين وكراهة جفائه

يا طيب : إن لكل إمام وولي قوم حقا له على أتباعه بالطاعة له وإكرامه بالتحية والسلام عليه وذكر فضائله ومناقبه ، ليتبعه الناس ويكونوا أعوان له على صلاح العباد وأمور الهدى والدين والدنيا ، ولهم حقوق عليه بتعريفهم الصراط المستقيم والسير بهم على الطريق القويم وإيصالهم لواقع عبودية لله وكل نعيم .

وبزيارة الإمام الحسين عليه السلام: نُعرف العباد إمام الإيمان ونقر له بالطاعة والولاء ولله بالعبودية بما أمر من إتباع ولاة أمره ، وحقنا عليه وعلى آله أن يدعوا الله لنا ويشهدوا بصلاحنا عند الله ، الآن ويوم يقوم الأشهاد ، ويوم يؤتى كل أناس بإمامهم .

وبسلوك هذا السبيل : نعتصم من الضلال ولا نطيع ولا نتبع أهل الطغيان وأئمة الكفر والشرك والجور والعصيان وأتباعهم ووعاظهم ، ونبتعد عن غضب الله المتفضل المنان ، وبالاقتداء بالحسين وآله نبصر ديننا وما يجب ويحرم علين ، ولا نعمى عن الهدى الحق ومحله ومعدنه وسبيله ولا عن تطبيقه والتحقق به .

وأسال الله تعالى : أن يوفقنا لزيارة أئمة الحق والإقرار عندهم لله بالعبودية ولهم بالطاعة ، ونشكر الله ونحمده على نعمة الهداية وتعريفنا أولياء أمره في عباده وأئمة الحق المخلصين في سبيله ، وبعد معرفة هذا المختصر لأهمية زيارة أولي الأمر وبالخصوص الإمام الحسين الذي بذل كل شيء من الأموال والأنفس والأهل والجاه والعلم والعمل في سبيل الله ، نذكر بعض الأحاديث التي تعرفنا هذا السبيل القويم وما يجب من حقه عليه السلام .

عن حنان بن سدير عن أبي عبد الله عليه السلام قال :

قلت له : ما تقول في زيارة قبر الحسين عليه السلام ؟

فقال : زره و لا تجفه فإنه سيد الشهداء ، و سيد شباب أهل الجنة ، و شبيه يحيى بن زكريا ، وعليهما بكت السماء والأرض.

وعن حنان بن سدير عن أبيه سدير قال : قال أبو عبد الله عليه السلام : يا سدير تزور قبر الحسين عليه السلام في كل يوم ؟

قلت : لا ، قال : ما أجفاكم .

قال : أ تزوره في كل جمعة ؟ قلت : لا .

قال : فتزوره في كل شهر ؟ قلت : لا .

قال : فتزوره في كل ســنـة ؟ قلت : قد يكون ذلك.

قال : يا سدير ما أجفاكم بالحسين عليه السلام .

أ ما علمت : أن لله ألف ملك شعثا غبرا يبكونه ويرثونه ل يفترون ، زوارا لقبر الحسين ، وثوابهم لمن زاره .

كامل‏ الزيارات ص291ب 97 ح1 .

وعن حنان بن سدير قال : كنت عند أبي جعفر عليه السلام : فدخل عليه رجل فسلم عليه وجلس.

فقال أبو جعفر الباقر عليه السلام من أي البلدان أنت ؟

فقال له الرجل: أنا رجل من أهل الكوفة، وأنا محب لك موال.

فقال له أبو جعفر عليه السلام : أ فتزور قبر الحسين عليه السلام في كل جمعة ؟ قال : لا .

قال: ففي كل شهر؟ قال : لا.

قال : ففي كل سنة؟ قال: لا.

فقال له أبو جعفر عليه السلام : إنك لمحروم من الخير .

كامل‏ الزيارات ص291ب 97ح2 .

و عن زرارة عن أبي جعفر عليه السلام قال : كم بينكم و بين قبر الحسين عليه السلام ؟ قال قلت : ستة عشر فرسخا أو سبعة عشر فرسخا .

قال : ما تأتونه ؟ قلت : لا .

قال : ما أجفاكم .

كامل‏ الزيارات ص291ب 97ح3 .

وعن سليمان بن خالد قال : سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول : عجبا لأقوام يزعمون أنهم شيعة لنا .

و يقال : إن أحدهم يمر به دهره ، ولا يأتي قبر الحسين عليه السلام ، جفاء منه ، وتهاون ، وعجز ، وكسل .

أما والله : لو يعلم ما فيه من الفضل ما تهاون ولا كسل .

قلت : جعلت فداك وما فيه من الفضل ؟

قال : فضل و خير كثير ، أما أول ما يصيبه أن يغفر له ما مضى من ذنوبه ، و يقال له استأنف العمل .

كامل‏ الزيارات ص291ب 97ح4 .

وعن أبي الجارود عن أبي جعفر عليه السلام قال :

قال لي : كم بينك و بين قبر الحسين عليه السلام ؟

قلت : يوم للراكب ، و يوم و بعض يوم للماشي .

قال : أ فتأتيه كل جمعة ؟

قلت : لا ما آتيه إلا في حين .

قال عليه السلام : ما أجفاكم .

أما لو كان : قريبا منا، لاتخذناه هجرة .

كامل‏ الزيارات ص291ب 97ح4 . أي نهاجر إليه .

يا طيب : في بعض الأحاديث أعلاه تسامح بعدم الإتيان لزيارة الإمام الحسين عليه السلام لمدة سنة واحدة على الأقل ، وأن لا يتجاوزها ، والمؤمنون يزوره في كلما سنحت الفرصة ويظهرون الولاء له علما وعملا ، وبالخصوص في يوم الأربعين حتى ليكونوا روحا واحدة ، وفي مسيرة كبيرة تعبر عن النصر الجماعي لمنهجه الحق وصلاح سبيله وحق هداه ، وذلك حين قصده و السلام عليه وزيارته بكلمات تعبر عن حبه والولاء له ولآله الطيبين الطاهرين ، وسواء عن قرب أو بعد ، والمؤمن حقا إن لم من يستطع الزيارة فهو معهم في نيته وقلبه وروحه ووجدانه وكل وجوده ، ويتتبع آثارهم متمن الكون معهم في كل آن وبأعظم شوق ومودة ، ومن أحب قوما كان منهم ، ومن أحب عملهم شاركهم.

النور الثاني
زيارة الحسين حسب الوسع والطاقة المادية والصحية

يا طيب : عرفنا ضرورة زيارة الإمام الحسين عليه السلام ، وإنه تجلي لما أمر الله من وجوب إظهار الطاعة والمودة والصلاة والسلام على أصفياء الله تعالى ، وبما أوصى من أداء الأمانة لأولياء الله بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى الطيبين الطاهرين ، وتذكرهم وتعريفهم لعباد الله تعالى ، ولا يتم إلا بإظهار إكرامهم وجعل مراقدهم صروحا تبين شأنهم الكريم ، وقصدهم لبيان التطبيق العلمي والعملي لم أراد الله من التوجه له بدين المصطفين وهدى الطيبين الطاهرين وتعاليم المجتبين الأخيار .

ولكي لا يتيه العباد : بتركهم ، ولا يعرفوا أئمة الحق الصادقين المخلصين بهجرهم ، وحين عدم التوجه والقصد لزيارتهم والسلام والصلاة عليهم والدعاء عندهم ، فلا يعرف فضل من أخلص لله ولا شأن من أحب الله وأحبه الله ، ولا كرامة من ضحى وفدى نفسه وكل شيء في سبيل الله ، وما آثر من آله و ماله لإصلاح سبيل الصراط المستقيم الموصل لعبودية ورضا الله ، ولولاه لكان المعروف منكرا والمنكر معروف ، والضلال هدى والهدى ضلال ، وفعلا كما هو الآن عند أعداء الحسين ومن يحب مخالفيه ومن قتله ويبرر أعمالهم ويتبع ضلالهم ويحسب أنه يحسن صنعا .

وإذا عرفنا : ضرورة وتأكيد استحباب زيارة أئمة الحق ، وبالخصوص في هذا الباب زيارة الإمام الحسين عليه السلام ، لنتعرف كم مرة يجب في العمر زيارته وعلى طول زمان بقائنا في الدنيا ، وكيف نزوره بمختصر البيان.

عن أبي أيوب عن أبي عبد الله عليه السلام قال :

حق على الغني : أن يأتي قبر الحسين في السنة مرتين .

و حق على الفقير : أن يأتيه في الســنـة مـرة.

كامل‏ الزيارات ص294ب 98ح1 .

وعن عامر بن عمير وسعيد الأعرج عن أبي عبد الله عليه السلام قال :

ائتوا : قبر الحسين عليه السلام ، في كل ســنـة مـرة .

كامل‏ الزيارات ص294ب 98ح2و3 .

و عن حماد عن الحلبي قال : سألت أبا عبد الله عليه السلام عن زيارة قبر الحسين صلى الله عليه وآله وسلم ؟

قال : في السنة مرة ، إني أكره الشهرة.

كامل‏ الزيارات ص294ب 98ح4و6 .

وعن علي بن أبي حمزة عن أبي الحسن عليه السلام قال :

لا تجفوه : يأتيه الموسر في كل أربعة أشهر .

و المعسر : لا يكلف الله نفسا إلا وسعها .

كامل‏ الزيارات ص294ب 98ح7 .

وعن العيص بن القاسم قال : سألت أبا عبد الله عليه السلام : هل لزيارة القبر صلاة مفروضة ؟

قال عليه السلام : ليس له صلاة مفروضة [شي‏ء مفروض‏].

قال : و سألته في كم يوم يزار ؟ قال : ما شــئـت .

كامل‏ الزيارات ص295ب 98ح10 .

و عن علي بن ميمون عن أبي عبد الله عليه السلام قال :

يا علي : بلغني أن قوما من شيعتنا يمر بأحدهم السنة و السنتان لا يزورون الحسين .

قلت : جعلت فداك إني أعرف أناسا كثيرة بهذه الصفة .

قال عليه السلام : أما و الله لحظهم أخطئوا ، و عن ثـواب الله زاغوا ، و عن جـوار محمد صلى الله عليه وآله وسلم تباعــدوا .

قلت : جعلت فداك في كم الزيارة ؟

قال : يا علي إن قدرت أن تزوره في كـل شـهر فـافعـل .

قلت : لا أصل إلى ذلك لأني أعمل بيدي ، و أمور الناس بيدي ، و لا أقدر أن أغيب وجهي عن مكاني يوما واحدا .

قال : أنت في عذر ، و من كان يعمل بيده .

و إنما عنيت : من لا يعمل بيده ، ممن إن خرج في كل جـمـعـة هـان ذلك عليه ، أما إنه ما له عند الله من عذر ولا عند رسوله من عذر يوم القيامة.

قلت : فإن أخرج عنه رجلا فيجوز ذلك ؟

قال : نعم ، و خروجه بنفسه أعظم أجرا ، و خيرا له عند ربه ، يراه ربه ساهر الليل ، له تعب النهار .

ينظر الله : إليه نظرة ، توجب له الفردوس الأعلى مع محمد وأهل بيته ، فتنافسوا في ذلك و كونوا من أهله .

كامل‏ الزيارات ص295ب 98ح11 .

وعن صفوان بن مهران الجمال عن أبي عبد الله عليه السلام في حديث طويل ، قلت له : من يأتيه زائرا ثم ينصرف متى يعود إليه ، و في كم يوم يؤتى ، و كم يسع الناس تركه ؟

قال : لا يسـع أكثر من شـهر .

و أما بعيد الدار : ففي كل ثلاث سنين.

فما جاز ثلاث سنين : فلم يأته ، فقد عق رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، و قطع حرمته ، إلا من علة .

كامل‏ الزيارات ص296ب 98ح13 .

وعن عبيد الله الحلبي عن أبي عبد الله عليه السلام قال قلت :

إنا نزور: قبر الحسين عليه السلام في السنة مرتين أو ثلاث .

فقال أبو عبد الله : أكره أن تكثروا القصد إلي .

زوروه : في السنة مرة . قلت : كيف أصلي عليه ؟

قال : تقوم خلفه عند كتفيه ، ثم تصلي على النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، و تصلي على الحسين عليه السلام .

كامل‏ الزيارات ص296ب 98ح14 .

وقال العمركي بإسناده قال : قال أبو عبد الله عليه السلام :

إنه يصلي : عند قبر الحسين عليه السلام ، أربعة آلاف ملك :

من طلوع الفجر : إلى أن تغيب الشمس ، ثم يصعدون و ينزل مثلهم فيصلون إلى طلوع الفجر ، فلا ينبغي للمسلم أن يتخلف عن زيارة قبره أكثر من أربع سنين.

كامل‏ الزيارات ص296ب 98ح15 .

وعن أبي ناب عن أبي عبد الله عليه السلام قال :

سألته عن زيارة قبر الحسين عليه السلام ؟

قال : نعم تعدل عمرة .

و لا ينبغي : التخلف عنه أكثر من أربع سنين .

كامل‏ الزيارات ص297ب 98ح16 .

و عن صفوان الجمال قال : سألت أبا عبد الله عليه السلام و نحن في طريق المدينة نريد مكة ، فقلت : له يا ابن رسول الله ما لي أراك كئيبا حزينا منكسرا ؟

فقال لي : لو تسمع ما أسمع لشغلك عن مساءلتي .

قلت : و ما الذي تسمع .

قال : ابتهال الملائكة إلى الله على قتلة أمير المؤمنين عليه السلام ، و على قتلة الحسين ، و نوح الجن عليهما ، و بكاء الملائكة الذين حولهم و شدة حزنهم ، فمن يتهنأ مع هذا بطعام أو شراب أو نوم .

قلت له : فمن يأتيه زائرا ثم ينصرف ؟ فمتى يعود إليه ؟ و في كم يوم يؤتى ؟ و في كم يسع الناس تركه ؟

قال عليه السلام : أما القـريـب فـلا أقـل مـن شـهـر .

و أما بعيد الدار : ففي كل ثلاث سنين .

فما جاز الثلاث سنين : فقد عق رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم و قطع رحمه ، إلا من علة .

و لو يعلم زائر الحسين عليه السلام :

ما يدخل : على رسول الله و ما يصل إليه من الفرح . و إلى أمير المؤمنين و إلى فاطمة و الأئمة و الشهداء منا أهل البيت ، و ما ينقلب به من دعائهم له ، و ما له في ذلك من الثواب في العاجل والآجل ، و المذخور له عند الله .

لأحب: أن يكون مأثم داره ما بقي ( لأحب أن يكون طول عمره عنده ) .

و أن زائره : ليخرج من رحله ، فما يقع فيئه على شيء إلا دعا له ,

فإذا وقعت الشمس عليه : أكلت ذنوبه كما تأكل النار الحطب ، و م تبقى الشمس عليه من ذنوبه شيئاً .

فينصرف : و ما عليه ذنب ، وقد رفع له من الدرجات ما لا يناله المتشحط بدمه في سبيل الله .

و يوكل به ملك : يقوم مقامه ، ويستغفر له حتى يرجع إلى الزيارة ، أو يمضي ثلاث سنين ، أو يموت.

كامل‏ الزيارات ص297ب 98ح17 .

يا طيب : زيارة الإمام الحسين حسب الوسع والطاقة ولها فضل كبيرا كما عرفت في الأحاديث أعلاه ، وكلما قرب العبد من مرقد الحسين عليه السلام ، أشتد عليه استحباب الزيارة ، وكذا كلما تيسرت عليه الأمور المادية والظروف المعاشية والصحة والعافية ، بل والظروف السياسية والاجتماعية وما يوجب الشهرة وعدمها ، فمن يكون عليه أن يأتيه كل جمعة لقرب منه وهو مستطيع ، إلى أقصاها أربع سنوات لمن ل يستطيع فقرا أو بعدا أو صحتا أو عملا وكدا على العيال .

وكما سيأتي : ما يستحب بكل تأكيد زيارته من المحل البعيد، وإن ما يقام من المآتم وما يقال في نهاية المجالس وأولها وفي الإذاعة والمرئي من الصلاة والسلام على الحسين وآله لأمر كريم، وأسأل الله أن يجبر به تقصيرنا وعدم لزيارة عن قرب وفي كل حين .

فمثلا مسألة : الزيارة على الغني في السنة مرتين ، وعلى الفقير مرة هي أقل المستحب ، وإلا على من يطيق أن يستكثر من الخير فحسن، ثم إن من تجاوز الثالثة سنين ولم يزر الإمام الحسين عليه السلام يكون عنده جفاء لولاة أمر الله ، وأن تجاوز الأربعة يكون عاقا لرسول الله بل لله، وذلك لعدم الإقرار بالولاية لمن قدم كل شيء في سبيل الله تعالى ، وقد أمر الله بحبه في آيات ذوي القربى والولاية ، فلم يظهر حقه بالإقدام لزيارته مع ما فيها من الفضل والثواب ، ولا أقدم على نشر فضائله وتتبع آثاره ومآثره .

ولكن عرفت يا طيب : هناك أعذار قد تكون سبب للترخيص بعدم الزيارة عن قرب ، إن كانت أعذار حقا كما في زمن الطغاة والظلمة ، أو لعدم الطاقة الصحية والبدنية والمادية ، أو لبعد المسافة ، أو للمشاغل الكثيرة المرافقة للتعهد بعمل معين .

ولكن مع ذلك : قد لا تكون أعذار ، وإن الزيارة في السنة مرة في زيارة الأربعين للإمام الحسين عليه السلام حتى مشيا لم تترك عذرا لأحد عنده صحة وإن كان فقيرا ، فإنه يُقدم الطعام على طول الطريق لمن يقصده وحتى تواجده عند الإمام وزيارته وإظهار حبه لله ولكل أهل الدنيا ، وتعريف سبيل دين الله وصراطه.

ويا طيب : وإن كانت شطت بك الديار وبعدت ولم تستطع حتى الزيارة في الأربعين ولو في كل سنة لعذر ما ، فقبل أن نذكر زيارة الأربعين ، هذه أحاديث نذكرها في إمكان زيارة الإمام الحسين عليه السلام من بعيد ، لمن بعد عنه بدنا ل حبا وقلبا لعذرا ما ، وفيها فضلا كبيرا وكثيرا ، ولها أثار كريمة يشعر بها الموالي المواظب عليها، ولم تبقي لأحد عذرا، وهي تُفرح الطيبين وتُسر المؤمنين القاصرين والمقصرين لإقامة الإقرار بالطاعة لولاة الدين والسلام عليهم عن قرب .

وإن شاء الله بها : نخرج من الجفاء والعقوق ، وتُظهر حب ولاة أمر الله ومنهج أئمة الحق ، والذين قتلهم أعداء الله وجعلوا ضلال أئمة الكفر دين وحرفوا الناس عن نور هدى الله الواقعي عند أهله الطيبين الطاهرين ، والذين يحب أن يقر لهم المؤمن بالطاعة والسلام عليهم وزيارتهم وتعريفهم لكل الناس ، فيكون موالي لأولياء الله ومعادي لأعداء الله ، ومقر بالفضل لمن أختار وأصطفى لله واقع ، وفضل واجتبى الله حقا .

النور الثالث
كيفية زيارة الإمام الحسين لمن بعدت داره

يا طيب : هذه الزيارات المختصرة تفرح المؤمن وتسر المسلم حق ، والمنصف في حب الله وأهل دينه واقعا ، وهي سهلة يسيرة ، وقليلة الألفاظ كبيرة المعنى وواسعة الهدى وقبول الدين ممن أختصهم الله تعالى بتعاليمه ومعارفه ، ول يعسر تعلمها ولا يشق على الأنفس النطق بها ، ويحسن ويستحب قولها كلما ذكر الحسين عليه السلام أو تذكره مؤمن ، بل حتى حين شرب الماء أو في كل مظهر حزن وخوف وعزاء ، بل وفرح وسرور وحب الهدى ، وحال الشكر لله لما وفق من معرفة دينه الحق من الطيبين الطاهرين ، وتعلم هداه الوقائع من المخلصين الكاملين .

فنزور بها الإمام الحسين عليه السلام : كلما سنحت الفرصة ، ونعلمها لمن نحب لنشاركهم الثواب وندلهم على الخير ، وننال تبليغ الهدى وأجر العالمين العاملين ، وهذه أحاديث تعرف الزيارة المختصرة، فأختار منها ما تشاء فإنها تجزي إن شاء الله :

عن أبي أحمد قال : قال لي أبو عبد الله عليه السلام :

إذا بعدت : عليك الشقة ، و نأت بك الدار .

فلتعل : على أعلى منزلك ، ولتصل ركعتين .

فلتؤم: بالسلام إلى قبورنا ، فإن ذلك يصل إلينا.

و عن حنان بن سدير عن أبيه قال : قال لي أبو عبد الله عليه السلام : يا سدير تكثر من زيارة قبر أبي عبد الله الحسين ؟

قلت : إنه من الشغل .

فقال عليه السلام : أ لا أعلمك شيئا إذا أنت فعلته كتب الله لك بذلك الزيارة . فقلت : بلى جعلت فداك .

فقال لي : اغتسل في منزلك ، و اصعد إلى سطح دارك ، و أشر إليه بالسلام ، يكتب لك بذلك الزيارة .

( والزيارة التالية ممكنة بعد كل غسل واجب ومستحب أو للتنظيف ، وينوي به غسل الزيارة أيضا ، ويتوجه لهم بالسلام حتى ولو من شباك الشقق والدور أو تحت السماء بل في أي مكان، بل ولو حتى بدون غسل، وكلما تذكر الحسين أو نعم الله ، فإنه كالصلاة على محمد وآله بل صلاة عليهم منكسر القلب)

وعن الحسين بن ثوير قال : كنت أنا و يونس بن ظبيان عند أبي عبد الله عليه السلام ، و كان أكبرنا سنا فقال له :

إِنِّي كَثِيراً : مَا أَذْكُرُ الْحُسَـيْنَ عليه السلام ، فَـأَيَّ شَـيْ‏ءٍ أَقُـولُ ؟

قَالَ : قُـــــلْ :

صَلَّى اللَّهُ عَلَيْكَ يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ

تُعِيدُ ذَلِكَ ثَلَاثاً ، فَإِنَّ السَّلَامَ يَصِلُ إِلَيْهِ مِنْ قَرِيبٍ وَمِنْ بَعِيدٍ.

وسائل‏ لشيعة ج14ص493ب3 ح19673.

وقال أبو عبد الله عليه السلام :

يا سدير : وما عليك أن تزور قبر الحسين عليه السلام في كل جمعة خمس مرات ، وفي كل يوم مرة ؟

قلت : جعلت فداك إن بيننا و بينه فراسخ كثيرة .

فقال عليه السلام : تصعد فوق سطحك ، ثم تلتفت يمنة و يسرة ، ثم ترفع رأسك إلى السماء ، ثم تتحرى نحو قبر الحسين عليه السلام . ثم تقول :

السلام عليك يا أبا عبد الله .

السلام عليك و رحمة الله و بركاته .

يكتب لك زورة ، و الزورة حجة و عمرة.

قال سدير : فربما فعلته في النهار أكثر من عشرين مرة .

وعن صفوان بن يحيى عن أبي الصباح عن أبي عبد الله عليه السلام أو عن أبي بصير عنه عليه السلام قال :

قلت : كيف السلام على الحسين بن علي عليهم السلام ؟ قال تقول :

السلام عليك يا أبا عبد الله

السلام عليك يا ابن رسول الله

لعن الله من قتلك ، و لعن الله من أعان عليك

ومن بلغه ذلك فرضي به، إنا إلى الله منهم بري‏ء

\و روى سليمان بن عيسى عن أبيه قال : قلت لأبي عبد الله عليه السلام : كيف أزورك ولم أقدر على ذلك ؟

قال قال لي : يا عيسى إذا لم تقدر على المجيء .

فإذا كان يوم الجمعة : فاغتسل أو توضأ ، و اصعد إلى سطحك و صل ركعتين ، و توجه نحوي ، فإنه من زارني في حياتي فقد زارني في مماتي ، و من زارني في مماتي فقد زارني في حياتي.

وروي أنه : دخل حنان بن سدير الصيرفي على أبي عبد الله عليه السلام و عنده جماعة من أصحابه ، فقال : يا حنان بن سدير تزور أبا عبد الله عليه السلام في كل شهر مرة ؟ قال : لا . قال : ففي كل شهرين مرة . قال : لا.

قال : ففي كل ســنـة مـرة ؟ قال : لا .

قال : ما أجفاكم لسيدكم .

فقال : يا ابن رسول الله قلة الزاد و بعد المسافة .

قال عليه السلام :

أ لا أدلكم على زيارة مقبولة ، و إن بعد النائي ؟

قال : فكيف أزوره يا ابن رسول الله ؟

قال عليه السلام : اغتسل يوم الجمعة أو أي يوم شئت ، والبس أطهر ثيابك ، واصعد إلى أعلى موضع في دارك أو الصحراء ، و استقبل القبلة بوجهك بعد ما تبين أن القبر هناك يقول الله تبارك و تعالى : { فَأَيْنَما تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ }.

ثم تقول :

السلام عليك : يا مولاي وابن مولاي ، وسيدي وابن سيدي .

السلام عليك : يا مولاي الشهيد بن الشهيد ، والقتيل بن القتيل . السلام عليك : ورحمة الله و بركاته.

أنا زائرك : يا ابن رسول الله ، بقلبي و لساني و جوارحي ، و إن لم أزرك بنفسي مشاهدة لقُبتك .

فعليك السلام : يا وارث آدم صفوة الله ، ووارث نوح نبي الله ، ووارث إبراهيم خليل الله ، ووارث موسى كليم الله ، ووارث عيسى روح الله ، ووارث محمد حبيب الله ونبيه ورسوله ، ووارث علي أمير المؤمنين وصي رسول الله وخليفته ، ووارث الحسن بن علي وصي أمير المؤمنين .

لعن الله : قاتليك ، وجدد عليهم العذاب ، في هذه الساعة ، و في كل ساعة .

أنا يا سيدي : متقرب إلى الله جل وعز ، و إلى جدك رسول الله ، وإلى أبيك أمير المؤمنين ، وإلى أخيك الحسن وإليك .

يا مولاي : فعليك السلام ورحمة الله وبركاته ، بزيارتي لك بقلبي و لساني وجميع جوارحي ، فكن لي يا سيدي شفيعي لقبول ذلك مني ، وإنا بالبراءة من أعدائك ، واللعنة لهم وعليهم ، أتقرب إلى الله و إليكم أجمعين .

فعليك صلوات الله ورضوانه ورحمته .

ثم تحول على يسارك قليلاً : وتتحول وجهك إلى قبر علي بن الحسين ، وهو عند رجل أبيه وتسلم عليه مثل ذلك .

ثم ادع الله : بما أحببت من أمر دينك ودنياك ، ثم تصلي أربع ركعات ، فإن صلاة الزيارة ثمان ، أو ست ، أو أربع ، أو ركعتان ، و أفضلها ثمان .

ثم تستقبل نحو قبر أبي عبد الله عليه السلام و تقول :

أنا مودعك : يا مولاي وابن مولاي ، ويا سيدي وابن سيدي.

ومودعك : يا سيدي وابن سيدي يا علي بن الحسين .

ومودعكم : يا ساداتي يا معاشر الشهداء ، فعليكم سلام الله ورحمته ورضوانه وبركاته[1].

وذكر الشيخ في التهذيب : بإسناده عن داود بن فرقد قال :

قلت لأبي عبد الله عليه السلام : ما لمن زار الحسين عليه السلام في كل شهر من الثواب ؟

قَالَ عليه السلام :

لَهُ مِنَ الثَّوَابِ ثَوَابُ مِائَةِ أَلْفِ شَهِيدٍ مِثْلِ شُهَدَاءِ بَدْرٍ .

يا طيب : قد ذكرت زيارات كثيرة للإمام الحسين عليه السلام من القريب والبعيد ، وفي المناسبات الخاصة كزيارة أول شهر رمضان ونصفه ، وفي الأعياد وفي عرفة، ويوم المباهلة وفي عشرة محرم والأربعين في العشرين من صفر ، أو في أول رجب ونصفه ويوم ولادته والنصف من شعبان وغيرها ، فإن أحببت الاطلاع عليها فراجعه في كتب الزيارة ككتاب مفاتيح الجنان وكامل الزيارات وغيرها ، وإن شاء الله نجعل لها أجزاء خاصا في صحيفة الإمام الحسين من موسوعة صحف الطيبين .

وقد عرفت يا طيب : إن الزيارات القصيرة من بعيد ، أو زيارة الأربعين ، لم تترك لأحد عذرا في الجفاء فضلا عن العقوق لولاية الله في الأرض وإتيان القربى ومودتهم والسلام والصلاة عند أئمة الحق وأولياء الله المصطفين الأخيار ، وإظهارها علما وعملا بزيارة سيد الشهداء أبا عبد الله الحسين عليه السلام .

وقد عرفت : أنه كان يكفي في بعض الزيارات الذكر فيها بالتوجه لجهته ولو بالقلب ، فضلا عن الصعود على سطح مع الصلاة ركعتين ، وإن كان لكل منه فضلها وثوابها الجزيل ، والبعض الآخر الزيارة بمجرد التوجه وكلما ذكرته مثل :

صلى الله عليك يا أبا عبد الله

أو تزوره بالقول :

السلام عليك يا أبا عبد الله

السلام عليك ورحمة الله وبركاته

أو بالقول :

السلام عليك يا أبا عبد الله .

السلام عليك يا بن رسول الله .

لعن الله من قتلك .

ولعن الله من أعان عليك ومن رضي بذلك .

بل حتى يمكن أن تقول بقسم من زيارته كقولك :

اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا اَبا عَبْدِاللهِ وَعَلَى الارْواحِ الَّتي حَلَّتْ بِفِنائِكَ ، عَلَيْكَ مِنّي سَلامُ اللهِ اَبَداً ما بَقيتُ وَبَقِيَ اللَّيْلُ وَالنَّهارُ ، وَلا جَعَلَهُ اللهُ آخِرَ الْعَهْدِ مِنّي لِزِيارَتِكُمْ ، اَلسَّلامُ عَلَى الْحُسَيْنِ وَعَلى عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ وَعَلى اَوْلادِ الْحُسَيْنِ وَعَلى اَصْحابِ الْحُسَيْنِ .

بل يمكن أن تضيف التبري من أعداءه :

اَللّـهُمَّ الْعَنْ اَوَّلَ ظالِم ظَلَمَ حَقَّ مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد وَآخِرَ تابِع لَهُ عَلى ذلِكَ، اَللّـهُمَّ الْعَنِ الْعِصابَةَ الَّتي جاهَدَتِ الْحُسَيْنَ وَشايَعَتْ وَبايَعَتْ وَتابَعَتْ عَلى قَتْلِهِ، اَللّـهُمَّ الْعَنْهُمْ جَميعاً .

والفقرتان الأخيرتان مأخوذة من زيارة عاشوراء ، ويمكن تكرارها م شئت ، ولها عدد خاص مع الزيارة كاملة.

وإذا عرفنا هذه الزيارات المختصرة : وهي مجزية إن شاء الله لمن لا يستطيع الزيارة عن قرب ، وأسأل الله يجعلها لنا ذكرا نافعا يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم ، والبعد عمن حب إتباع أهل الضلال الطغاة على أهل دين الله ، وأن يجعلنا مع من أجتبى وأمر بمودتهم وطهرهم وجعلهم ولاة لأمره في عباده .

نذكر زيارة الأربعين : وهي أكرم مصداق لمن زاره بالسنة مرة ولها فضلها الخاص ، ويتقدمها ذكر ثواب المشي لزيارة الإمام الحسين عليه السلام ، لمناسبة ظهوره بأعلى تجلي في أيام زيارة الأربعين ، وإلا فضل الزيارة وآدابه لكثيرة نختار منها اليسير الكافي و المجمل لما في المفصل .

النور الرابع
ثواب الخطى والمشي والركوب لزيارة الإمام الحسين

يا طيب : إن الأحاديث التي تبين ثواب المسير والمشي لزيارة الإمام الحسين عليه السلام ، كثيرة وبعضها طويلة فنذكر قسما منها في هذا الكراس المختصر ، ونجعل تمامها في صحيفة الزيارة من صحيفة الإمام الحسين عليه السلام .

وإن في المشي : لزيارة الإمام الحسين عليه السلام ، سير على الصراط المستقيم للسلام والصلاة على أولي الهدى والنعيم ، والإقرار لله تعالى بالعبودية وللنبي والأئمة بالطاعة ، وبعد عن ضلال الطغاة والمغضوب عليهم من المخالفين وأعداء آل محمد عليهم الصلاة والسلام ، فضلا عن إظهار وإرعاب المعاندين والمحاربين لشيعة الحسين وأمير المؤمنين عليهم السلام ، وفيها بيان كريم لما أمر الله من أعدوا لهم ما استطعتم من قوة ، وشرح كبير واسع لما يجب من إعداد العدة والتجلي لبيان محل هدى الله والدفاع عنه بكل مشقة وتضحية وفداء ممكن .

قال في كامل الزيارات بسنده : ثواب من زار الحسين عليه السلام راكبا أو ماشيا و مناجاة الله لزائره‏ .

عن الحسين بن ثوير بن أبي فاختة قال :

قال أبو عبد الله عليه السلام :

‏ يا حسين : من خرج من منزله يريد زيارة قبر الحسين بن علي صلى الله عليه .

إن كان ماشيا : كتب الله له بكل خطوة حسنة ، و محى عنه سيئة .

حتى إذا صار في الحائر : كتبه الله من المصلحين المنتجبين ، المفلحين المنجحين‏ .

حتى إذا قضى مناسكه : كتبه الله من الفائزين .

حتى إذا أراد الانصراف : أتاه ملك فقال:

إن رسول الله صلى الله عليه وآله : يقرئُك السلام .

و يقول لك : استأنف العمل ، فقد غفر لك ما مضى.

كامل‏ الزيارات ص132ب49ح1 .

وعن بشير الدهان عن أبي عبد الله عليه السلام قال :

إن الرجل : ليخرج إلى قبر الحسين عليه السلام .

فله إذا خرج من أهله : بأول خطوة ، مغفرة ذنوبه.

ثم لم يزل : يُقدس بكل خطوة ، حتى يأتيه .

فإذا أتاه : ناجاه الله تعالى ، فقال :

عبدي : سلني أعطك ، ادعني أجبك ، اطلب مني أعطك ، سلني حاجة أقضيه لك .

قال : و قال أبو عبد الله عليه السلام :

و حق : على الله أن يعطي ما بذل .

كامل‏ الزيارات ص132ب49ح2 .

وعن الحرث بن المغيرة عن أبي عبد الله عليه السلام قال :

إن لله : ملائكة ، موكلين‏ بقبر الحسين عليه السلام .

فإذا هم : بزيارته الرجل أعطاهم الله ذنوبه.

فإذا خطا : محوها ، ثم إذا خطا ضاعفوا له حسناته .

فما تزال حسناته : تضاعف ، حتى توجب له الجنة .

ثم اكتنفوه : و قدسوه ، و ينادون ملائكة السماء ، أن قدسو زوار حبيب الله .

فإذا اغتسلوا : ناداهم محمد صلى الله عليه وآله : يا وفد الله أبشروا بمرافقتي في الجنة .

ثم ناداهم أمير المؤمنين‏ عليه السلام : أنا ضامن لقضاء حوائجكم ، و دفع البلاء عنكم في الدنيا و الآخرة .

ثم التقاهم : واكتنفهم‏ النبي صلى الله عليه وآله عن أيمانهم و عن شمائلهم ، حتى ينصرفوا إلى أهاليهم.

كامل‏ الزيارات ص132ب49ح3 .

و عن أبي الصامت قال : سمعت أبا عبد الله عليه السلام و هو يقول‏ :

من أتى : قبر الحسين‏ عليه السلام ، ماشيا .

كتب الله له : بكل خطوة .

ألف حسنة : و محا عنه ألف سيئة ، و رفع له ألف درجة .

فإذا أتيت الفرات : فاغتسل ، و علق نعليك .

و امش حافيا : و امش مشي‏ العبد الذليل .

فإذا أتيت باب الحائر : فكبر أربعا ، ثم امش قليلا ، ثم كبر أربعا .

ثم ائت رأسه : فقف عليه فكبر أربعا ، و صل أربعا ، و اسأل الله حاجتك.

كامل‏ الزيارات ص133ب49ح4 .

وعن عبد الله بن هلال عن أبي عبد الله عليه السلام قال :

قلت له : جعلت فداك ، ما أدنى ما لزائر قبر الحسين عليه السلام ؟

فقال لي : يا عبد الله ، إن أدنى ما يكون له أن الله يحفظه في نفسه و أهله حتى يرده إلى أهله .

فإذا كان : يوم القيامة ، كان الله الحافظ له.

كامل‏ الزيارات ص133ب49ح5 .

وعن علي بن ميمون عن أبي عبد الله عليه السلام قال :

يا علي : زر الحسين و لا تدعه .

قال قلت : ما لمن أتاه من الثواب ؟

قال : من أتاه ماشيا ، كتب الله له بكل خطوة حسنة ، و محى عنه سيئة ، و رفع له درجة .

فإذا أتاه : وكل الله به ملكين يكتبان ما خرج من فيه من خير ، و لا يكتبان ما يخرج من فيه من شر و لا غير ذلك .

فإذا انصرف : ودعوه .

و قالوا : يا ولي الله مغفورا لك ، أنت من حزب الله و حزب رسوله و حزب أهل بيت رسوله .

و الله : لا ترى النار بعينك أبدا و لا تراك ، و لا تطعمك أبدا.

كامل‏ الزيارات ص133ب49ح6 .

وعن أبي حماد الأعرابي عن سدير الصيرفي قال :

كنا عند أبي جعفر عليه السلام : فذكر فتى قبر الحسين عليه السلام .

فقال له أبو جعفر عليه السلام :

ما أتاه عبد : فخطا خطوة ، إلا كتب الله له حسنة ، و حط عنه سيئة.

كامل‏ الزيارات ص134ب49ح7 .

وعن عبد الله بن مسكان عن أبي عبد الله عليه السلام قال :

من زار الحسين عليه السلام : من شيعتنا ، لم يرجع حتى يغفر له كل ذنب.

و يكتب له : بكل خطوة خطاها، و كل يد رفعتها دابته .

ألف حسنة : و محي عنه ألف سيئة ، و ترفع له ألف درجة.

كامل‏ الزيارات ص134ب49ح8 .

وعن أبي سعيد القاضي قال : دخلت على أبي عبد الله عليه السلام في غريفة له ، و عنده مرازم .

فسمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول : من أتى قبر الحسين عليه السلام ماشيا .

كتب الله له : بكل خطوة ، و بكل قدم يرفعها و يضعها ، عتق رقبة من ولد إسماعيل .

و من أتاه بسفينة : فكفت بهم‏ سفينتهم ، نادى مناد من السماء ، طبتم و طابت لكم الجنة.

كامل‏ الزيارات ص134ب49ح9 .

وعن عبد الله بن النجار قال : قال لي أبو عبد الله عليه السلام : تزورون الحسين عليه السلام ، و تركبون السفن ؟

فقلت : نعم .

قال : أ ما علمت أنها إذا انكفت بكم ، نوديتم ألا طبتم و طابت لكم الجنة [2].

كامل‏ الزيارات ص134ب49ح10 .

وعن قدامة بن مالك عن أبي عبد الله عليه السلام قال :

من أراد : زيارة قبر الحسين عليه السلام لا أشرا و لا بطر و لا رياء و لا سمعة .

محصت ذنوبه : كما يمحص الثوب في الماء ، فلا يبقى عليه دنس .

و يكتب الله له : بكل خطوة حجة ، و كل ما رفع قدمه عمرة .

تهذيب ‏الأحكام ج6ص44ب16ح8 .

وعن بشير الدهان قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام ربم فاتني الحج ، فأعرف عند قبر الحسين عليه السلام .

فقال عليه السلام : أحسنت يا بشير ، أيما مؤمن أتى قبر الحسين عليه السلام عارفا بحقه في غير يوم عيد ، كتب الله له عشرين حجة و عشرين عمرة مبرورات مقبولات ، و عشرين حجة و عمرة مع نبي مرسل أو إمام عدل .

و من أتاه : في يوم عيد ، كتب الله له مائة حجة و مائة عمرة و مائة غزوة مع نبي مرسل أو إمام عدل .

قال قلت له : كيف لي بمثل الموقف ؟

قال : فنظر إلي شبه المغضب ، ثم قال لي : يا بشير إن المؤمن إذا أتى قبر الحسين عليه السلام يوم عرفة ، و اغتسل من الفرات ، ثم توجه إليه .

كتب الله له : بكل خطوة حجة بمناسكها ، و لا أعلمه إلا قال و غزوة.

الكافي ج‏4ص580ح1 .

وعن السيد علي بن طاوس في الدروع الواقية : عن محمد بن أحمد بن داود القمي في كتاب الزيارات ، بإسناده إلى محمد بن داود بن عقبة قال :

كان جار لي يعرف بعلي بن محمد ، قال:

كنت أزور : الحسين عليه السلام : في كل شهر ، ثم علت سني ، وضعف جسمي.

فانقطعت : عن الحسين عليه السلام مدة ، ثم إني خرجت في زيارتي إياه ماشيا .

فوصلت : في أيام ، فسلمت و صليت ركعتي الزيارة و نمت .

فرأيت الحسين عليه السلام : قد خرج من القبر . و قال لي : يا علي لم جفوتني و كنت لي برا .

فقلت : يا سيدي ضعف جسمي و قصرت خطاي ، و وقع لي أنه آخر سني ، فأتيتك في أيام .

و قد روي عنك شيء : أحب أن أسمعه منك ؟ فقال عليه السلام : قل .

فقلت : روي عنك من زارني في حياته زرته بعد وفاته .

قال عليه السلام : نعم قلت ذلك ، و إن وجدته في النار أخرجته. مستدرك‏ الوسائل ج10ص403ب86ح12261-4.

تتمة فضل الزيارة مطلقا :

وهذه أحاديث : أخرى ، حببت أن أضيفها ، وهي قليلة من فيض كبير تجده إن شاء الله في صحيفة الزيارة في ثواب زوار الحسين عليه السلام وما لهم من الكرامة عند الله تعالى .

في كامل الزيارات : عن زيد عن عبد الله الطحان عن أبي عبد الله عليه السلام قال :

سمعته و هو يقول‏ : ما من أحد يوم القيامة ، إلا و هو يتمنى أنه من زوار الحسين ، لما يرى مما يصنع بزوار الحسين من كرامتهم على الله تعالى.

كامل الزيارات ص136ب50ح 1 .

وعن صالح بن ميثم عن أبي عبد الله عليه السلام قال :

من سره : أن يكون على موائد النور يوم القيامة .

فليكن : من زوار الحسين بن علي عليه السلام .

كامل الزيارات ص136ب50ح2 .

ويا طيب : هذه الزيارة الآتية ومر بعض الثواب المماثل له في معاني وألفاظ الأحاديث السابقة ، وفيها ثواب المشي والطواف حول الضريح وفضل التخطي حوله والسعي دوره ، بل شاملة من نية الزيارة حتى أول خطوه وتضاعف الثواب بكل خطوة حتى الوصول له كما مر ، فنذكرها لمن يحب المزيد من المعرفة وفضل زيارة الإمام الشهيد سيد شباب أهل الجنة ليكون معه وعلى سبيله إن شاء الله :

عن جابر الجعفي قال: قال أبو عبد الله عليه السلام للمفضل:

كم : بينك و بين قبر الحسين عليه السلام .

قلت : بأبي أنت و أمي ، يوم و بعض يوم آخر .

قال : فتزوره ؟ فقال : نعم .

قال فقال : أ لا أبشرك ، أ لا أفرحك‏ ببعض‏ ثوابه‏ .

قلت : بلى جعلت فداك .

قال فقال : إن الرجل منكم .

ليأخذ: في جهازه ، و يتهيأ لزيارته ، فيتباشر به أهل السماء.

فإذا خرج : من باب منزله راكبا أو ماشيا.

وكل الله به : أربعة آلاف ملك من الملائكة يصلون عليه ، حتى يوافي قبر الحسين عليه السلام .

يا مفضل : إذا أتيت قبر الحسين بن علي عليه السلام .

فقف بالباب : و قل هذه الكلمات ، فإن لك بكل كلمة كفلا من رحمة الله .

فقلت : ما هي جعلت فداك ؟

قال عليه السلام : تقول :

السَّلَامُ عَلَيْكَ : يَا وَارِثَ آدَمَ صَفْوَةِ اللَّهِ.

السَّلَامُ عَلَيْكَ : يَا وَارِثَ نُوحٍ نَبِيِّ اللَّهِ .

السَّلَامُ عَلَيْكَ : يَا وَارِثَ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلِ اللَّهِ‏ .

السَّلَامُ عَلَيْكَ : يَا وَارِثَ مُوسَى كَلِيمِ اللَّهِ.

السَّلَامُ عَلَيْكَ : يَا وَارِثَ عِيسَى رُوحِ اللَّهِ.

السَّلَامُ عَلَيْكَ : يَا وَارِثَ مُحَمَّدٍ حَبِيبِ اللَّهِ .

السَّلَامُ عَلَيْكَ : يَا وَارِثَ عَلِيٍّ وَصِيِّ رَسُولِ اللَّهِ .

السَّلَامُ عَلَيْكَ : يَا وَارِثَ الْحَسَنِ الرَّضِيِّ.

السَّلَامُ عَلَيْكَ : يَا وَارِثَ فَاطِمَةَ بِنْتِ رَسُولِ اللَّهِ .

السَّلَامُ عَلَيْكَ : أَيُّهَا الصِّدِّيقُ الشَّهِيدُ .

السَّلَامُ عَلَيْكَ : أَيُّهَا الْوَصِيُّ الْبَارُّ التَّقِيُّ.

السَّلَامُ عَلَيْكَ : يَا حُجَّةَ اللَّهِ وَ ابْنَ حُجَّتِهِ.

السَّلَامُ عَلَى : الْأَرْوَاحِ الَّتِي حَلَّتْ بِفِنَائِكَ ، وَ أَنَاخَتْ بِرَحْلِكَ .

السَّلَامُ عَلَى : مَلَائِكَةِ اللَّهِ الْمُحْدِقِينَ بِكَ.

أَشْهَدُ أَنَّكَ : قَدْ أَقَمْتَ الصَّلَاةَ ، وَ آتَيْتَ الزَّكَاةَ .

وَ أَمَرْتَ : بِالْمَعْرُوفِ ، وَ نَهَيْتَ عَنِ الْمُنْكَرِ.

وَ عَبَدْتَ اللَّهَ : مُخْلِصاً حَتَّى أَتَاكَ الْيَقِينُ .

السَّلَامُ عَلَيْكَ : وَ رَحْمَةُ اللَّهِ وَ بَرَكَاتُهُ .

ثم تسعى : فلك بكل قدم رفعتها و وضعتها .

كثواب : المتشحط بدمه في سبيل الله .

فإذا سلمت : على القبر ، فالتمسه بيدك.

و قل :

السَّلَامُ عَلَيْكَ : يَا حُجَّةَ اللَّهِ فِي سَمَائِهِ وَ أَرْضِهِ .

ثم تمضي إلى صلاتك : و لك بكل ركعة ركعتها عنده ، كثواب من حج و اعتمر ألف مرة ، و أعتق ألف رقبة ، و كأنما وقف في سبيل الله ألف مرة مع نبي مرسل .

فإذا انقلبت : من عند قبر الحسين ، ناداك مناد ، لو سمعت مقالته لأقمت عمرك عند قبر الحسين عليه السلام .

و هو يقول : طوبى لك أيها العبد ، قد غنمت و سلمت ، قد غفر لك ما سلف ، فاستأنف العمل .

فإن هو مات : من عامه أو في ليلته أو يومه ، لم يل قبض روحه إلا الله .

و تقبل : الملائكة معه ، و يستغفرون له و يصلون عليه ، حتى يوافي منزله .

و تقول الملائكة : يا رب هذا عبدك قد وافى قبر ابن نبيك ، و قد وافى منزله فأين نذهب ؟

فيناديهم النداء من السماء : يا ملائكتي ، قفوا بباب‏ عبدي ، فسبحوا و قدسوا ، و اكتبوا ذلك في حسناته إلى يوم يتوفى .

قال عليه السلام : فلا يزالون ببابه إلى يوم يتوفى ، يسبحون الله و يقدسونه ، و يكتبون ذلك في حسناته.

فإذا توفي : شهدوا جنازته و كفنه و غسله و الصلاة عليه .

و يقولون: ربنا وكلتنا بباب عبدك و قد توفي ، فأين نذهب؟

فيناديهم : يا ملائكتي قفوا بقبر عبدي ، فسبحوا و قدسوا ، و اكتبوا ذلك في حسناته إلى يوم القيامة.

كامل الزيارات ص206ح5ب79 .

ويا طيب : ليس هذا الثواب مختص لمن يمشي فقط وإن كان الأجر على قدر المشقة ، ففي ذلك الزمان كان السفر مشيا أو على مركوب من الحيوان أو في سفينه ، وتحسب له لكل خطوة وقدم له ولمركوبه أو ميلا لسفينته ، و لكل عناء وشدة يلاقيها فضلا وكرامة وعلو درجة .

ولو عانى المسافر : بالطائرة أو السيارة بعض مشاق الطريق ، فله بكل انتظار وتأخير وخوف أو حركة أو دورة عجلة نفس ثواب الخطوات والمشي أو أعلى حسب المعاناة لكل فرد ، وما يلاقي من الشدة أو الإخلاص في العلم والعمل ، والقصد في النية وصفائها ، ومن ثم لكل حركة ثواب حتى يصل ، وفضل الزيارة عند الحسين عليه السلام مشترك للجميع ، فلنذكر فضل زيارة الأربعين وثوابها ، وأسألكم الدعاء والزيارة .

وإذا سرنا بالنية والقلوب : ووصلنا قرب الحسين عليه السلام ، ولو عن بعد لمن لا يستطيع السفر ، وتلونا الزيارات المناسبة لكل مناسبة ، فلنذكر نص زيارة الأربعين بكل نصوصها ، عن الإمام الصادق عليه السلام ، وزيارة جابر الأنصاري رحمه الله ، ونزور ولي الله تعالى الواجب الطاعة وسيد الشهداء النجيب المصطفى لإصلاح العباد وبيان الهدى في كل زمان وحين ومكان ، بتجدد ذكراه وما فداه وآله وصحبه عليهم السلام .

سفينة نجاة
نص زيارة الإمام الحسين في يوم الأربعين

تذكرة بأهمية زيارة الأربعين وآثارها

يا طيب : بعد أن استنرنا بمصباح نور يعرفنا فضل وأهمية زيارة الإمام الحسين وضرورة المواظبة عليها حسب الوسع والطاقة وبالقرب والبعد والصحة والعمل ، وعرفنا بعض الزيارات المختصرة لمن بعدت له الدار ، فيتذكر ولي دينه ويسلم عليه ويقر له بالإمامة والولاية لأمر الله ، فيسير على منهجه في طلب الإصلاح في نفسه وأهله ومجتمعه ، ويسير بالعدل والإحسان في حياته العامة والخاصة ، فيكون ممتثل لهدى كريم عرفه الإمام الحسين عليه السلام وآله حتى ضحوا بكل شيء من أجل بيانه ، وبأعظم ملحمة تتجدد ذكراها كل حين في مجالس ذكره وفي كل بقاع الأرض ، بل ولو تذكره المؤمن وحده مفردا في بيته .

فيسلم عليه ويعاهد الله : بقبول دينه الحق الذي عرفه المصطفين الأخيار ، والذين عرفنا إخلاصهم وبكل سيبل ذو صراط مستقيم يهدي إلى معرفة نعيم الهدى وأهله ، والمخلصن في طاعته وحبهم له وحبه لهم ، وحبهم لنشر دينه وتعريفه بكل وجودهم ، وبكل ما أوتوا من قوة ومال وأنفس ، فأختارهم الله تعالى إلى دار كرامته وعزه ، وصار معهم كل من يقتدي بهم ويسير على هديهم ويتحقق بمنهجهم الحق ، والذي فيه معارف توحيد الله تعالى وسبيل إخلاص العبودية له بما يحب ويرضى ، وسعادة الدني والآخرة وبأعلى مراتبها ومقاماتها .

ولذا كان يا طيب : السلام على أولياء دين الله وأئمة الحق لهداه ، مما يصب في عبوديته وطاعته ، لأنه معرف لهداه ولسبيل السير على صراطه المستقيم ، ولكل معارف دينه أصولا وفروعا ، علما وعملا ، وذلك حين نكون مقتدين بأئمة الحق الذين أختارهم على علم على العالمين ، وكان حقا قد ظهروا بكل نور الهدى والعدل والصلاح ، و بكل وجودهم قولا وعملا ، فكان حقا على كل مؤمن وطيب وحر أبي يحب الكرامة والعزة أن يتعلم منهم هدى الله ودينه ، فيخلص لله به ويسير معهم على هديه .

ولهذا كانت : زيارة الإمام الحسين وآله صلى الله عليهم وسلم مربية للروح الكريمة في طلب العز الإلهي ، ومحققة بالكرامة الربانية في إقامة عبوديته تعالى بكل إخلاص ، ولها أثار في تذكر ضرورة الكون مع الله في كل حال ، والتوكل عليه في أصعب الظروف وأسهلها ، طالبين بذلك رضاه وحده لا شريك له ، كما كان الحسين عليه السلام وآله وصحبه النجباء ، والذين رفضوا الفساد والجور والعدوان الذي ظهر به أئمة الكفر وأتباعهم ، وأنكروا عدم الاعتناء بدين الله ولا الذب عن حريمه حتى توانوا بنشره ، بل أصروا على تحريفه وتولية مبغضي رسول الله وآله ومن حاربهم في الجاهلية والإسلام ، حتى أنحرف الناس عن الحق وقتلوا آل رسول الله وسبوا حريمه من غير تأثم ولا شعور بالتقصير ، بل أخذوا يسيرون بهم في البلاد ويجعلوهم فرجة للعباد ، وكأنهم خوارج عن دين الله وليس المنكرين للفسق والفجور والجور والعدوان الذي ظهر به أئمة الكفر وأولياء الشيطان .

ولكن لله في خلقه شؤون : فكان مسير رأس الحسين وآله وصحبه وحريمه وذرية رسول الله سبيا من كربلاء حتى الكوفة مركز عساكر الإسلام ، ومن ثم حتى الموصل وناصبين وحلب ثم دمشق في الشام ، وكان له أكبر الأثر في تعريف انحراف حكام المسلمين عن الدين وعدم توانيهم برفض معارف الحق وهداه الصادق وحقائقه القيمة ، و التي يجب أن يتعلمها المسلمون من سيد شباب أهل الجنة وحبيب الله ورسوله ، وسبطه الذي خصه الله بآية المودة والمباهلة والولاية والقرابة والإمامة .

فعرف الناس : إن مشي ومسير رأس الإمام الحسين عليه السلام وآله آل رسول الله وذريته بين البلاد ، كان بيانا ساطعا للهدى الحق وما يجب أن يبذل في سبيله ، وعملا جائرا للحكام الطغاة وأعوانهم وأتباعهم ، ويعرف محل هدى الله وأهل دين الله الذين أنحرف عنهم أولياء الشيطان ، وحزبهم الكافر بمعارف الحق والجائر على عبودية الله ، والطاغي على ولاة أمر الله ، والرافض لطاعتهم والإخلاص له تعالى كما يعرف الهدى والدين سيد شباب أهل الجنة وآله الكرام الواجب على كل البشر طاعتهم .

وإن رجوع آل رسول الله : برأس الإمام الحسين وآله لكربلاء في يوم الأربعين من بعد الشهادة وبعد ترحيلهم في البلاد اسرى ، وبعد المسيرة التبليغية الطويلة الصعب تصورها فضلا عن تحققها ، والعظيمة التعب والعناء لأشد الرجال فضل عن النساء والأطفال والمرضى ، والشديدة الأسى والحزن على المؤمنين فضلا عن آل الرسول ، والبالغة الغم والهم لكل متعقل ما حل بالإسلام وأهله ، والمفجعة للقلوب المؤمنة الصادقة في الولاء للنبي وآله ، والمؤلم سماعها للنفوس الطيبة الرافضة للظلم والطغيان .

كان لها أكبر الأثر : في تعريف أهل الدين والمنحرفين عنهم من أعدائهم الجائرين الظالمين لأنفسهم وللمسلمين ، حتى رفض ظلمهم كل من كانت له غيرة على الدين ، فكانت ثورة التوابين والمختار في الكوفة وقتله للظلمة ، وثورة الحرة في المدينة المنورة .

وهكذا توالت الثورات : بعد الحسين عليه السلام ، لرفض الظلم والعدوان ، وطلبا للإصلاح كما سار في منهجه حتى شهادته ، وما تبع بعدها من مسيره برأسه الكريم مقطوعا مرفوعا على القناة يحف به أهله الكرام آل رسول الله في البلاد ، مبلغا نور الله ومحله ، حتى لترى آثار التسلية له ولآله ، والحزن عليهم والتكريم لهم ، والشكر والحمد والسلام والصلاة عليهم ، و التأسي و والاقتداء بهم ، جاري ليومنا هذا وإلى يوم القيامة إن شاء الله .

وبهذا يا أخي الطيب : عرف المؤمنون حرمة يوم رجوع رأس الحسين إلى كربلاء في يوم الأربعين من شهادته ، والمصادف في يوم العشرين من صفر ، وآثر المشي الكريم للفكر والعقيدة والدين ومسيرها في البلاد ، فأخذوا هذا منهجا كريم ومبدأ حرا أبيا ، وبدأوا يسيرون على هديه كل الأحرار والطيبين والمنصفين .

فصار شعار المشي في الأربعين للمؤمنين : تعبيرا كريما عن حب الحسين وآله وهداهم الذي خصهم الله به حقا ، وتعبيرا لما رفضوا لكل ظلم وعدوان وفساد وطغيان ، وأدبا كريما لكل من يحب أن يصلي ويسلم عليه ويخطي على صراطه المستقيم ، وخلقا حسنا لكل من يحب أن يظهر الإقرار له بالولاية والإمامة والصلاح والهدى والدين .

فيتحمل : بعض العناء المشي حتى يزوره ، وبكل فخر وعز ومجد يطلب رضا الله وما أختار لأوليائه من الكرامة والفضل ، ويحمد الله حمد الشاكرين له على مصابهم ، ويطلب بذلك قدم صدق عنده في محل الكرامة ودار العز الأبدي ، وجعلن الله من الزائرين بالأرواح والأبدان للحسين إن شاء الله ، وعلى منهجه في الدارين ومعه على موائد النور في كل حين هدى ودين وآخرة .

الذكر الأول
حديث زيارة الأربعين من علامة الإيمان

يا طيب : إن حديث زيارة الأربعين رواه الكثير من العلماء المتقدمين في كتبهم الكريمة ، مثل المفيد والشيخ الطوسي وروضة الواعظين والإقبال لأبن طاووس والكفعمي في المصباح والشهيد في المزار وفي بحار الأنوار وغيرها من الكتب .

وهذا يبين أهمية : زيارة الحسين عليه السلام في يوم الأربعين من شهادته ، وإنها من أهم شعارات المؤمن ومظاهر تجليه بالطاعة لله والعبودية بم أحب من مظاهر دينه والتحقق بها علنا ، وما كرمهم من سيماء الهيئة والجهر بها بكل وضوح للمسلمين والمؤمنين ولكل عباده في العالمين ، وصدقها وتحقق بها أغلب المؤمنين بل كلهم أدبا وروحا وخلقا وحبا ومودة ، ومشاركة بالمال والأنفس والأرواح والعقول ، والتفكر والتصور والألباب ، ونطقا وتلاوة وقولا ، والكثير تحقق بها بدنا ومشي وتعبا وعناء فزاد أجرهم وعلى قدرهم ونالوا فضلهم إن شاء الله ، وكلا حسب نيته وتعبه وشدة معاناته وحبه لهذه الزيارة والتحقق بها زاد أجره .

وأما نص الحديث : قال المفيد رحمه الله في المزار : رُوِيَ عَنْ أَبِي مُحَمَّدٍ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ الْعَسْكَرِيِّ عليه السلام أَنَّهُ قَالَ:

عَلَامَاتُ الْمُؤْمِنِ خَمْسٌ :

صَلَاةُ الْإِحْدَى وَ الْخَمْسِينَ .

وَ زِيَارَةُ الْأَرْبَعِينَ

وَ التَّخَتُّمُ فِي الْيَمِينِ .

وَ تَعْفِيرُ الْجَبِينِ .

وَ الْجَهْرُ بِ : بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ‏.

كتاب المزار ومناسك المزار للمفيد ص53ب23ح 1 . مصباح المتهجد و سلاح المتعبد ج‏2 ص787 شهر صفر . روضة الواعظين ج1ص195. إقبال‏ الأعمال ص589 . وفي بحار الأنوار ج95ص348ب11ح1، المصباح للكفعمي (جنة الأمان الواقية) ص 489 ، وسائل الشيعة ج3ص42 ح 29 جامع الأحاديث ج4ص98 ح 25. وعوالي ‏اللآلي ج4ص37ح 127 . و رواه في التهذيب ج 6ص52 ح 37 و فيه: (صلاة الخمسين) .

والحديث الأول الإحدى والخمسين هو الأصح لأن الصلاة الواجبة 17 ركعة ، والمستحبة النوافل 34 فيكون 51 ركعة .

كما عرفت : أهمية وفضل وثواب زيارة الإمام الحسين عليه السلام بصورة عامة في أي يوم والمناسبات الخاصة ، وكذا زيارته من قرب أو من بعد ، وقد ذكرنا بعضها هنا ، وبالخصوص ثواب المشي لزيارة الأربعين.

وأما التختم باليمين فهو من سنن المرسلين ، وقد ذكرنا في صحيفة الإمام الحسين عليه السلام خواتمه وما مكتوب عليها ، وكذا تجد اهتمام الأئمة كلهم بخواتم خاصة بهم ، وفضل التختم بأنواع الأحجار الكرمة كلا لها فضل كريم .

وأما تعفير الجبين بالتراب : حين السجود والأفضل بالسجود على تربة كربلاء التي ضحى عليها الإمام الحسين ، وقد كتبنا قصة المتبصر بتراب كربلاء ومقالات حول ترابها المقدس الذي سكب عليه مبادئ الدين وتأريخه في يوم عاشوراء ، فراجع المواضيع في موسوعة صحف الطيبين على الانترنيت إذا لم تجدها مطبوعة .

وأما بسم الله الرحمن الرحيم : فهي فيها أقرب الأسماء للاسم الأعظم ، وهي أقرب منه من بياض العين لسواده ، وهي الآية الوحيدة التي تبتدأ به أول السور وأكثرها تكرارا في كلام الله تعالى ، بل الكتاب الذي لم يبدأ بها فهو أبتر وناقص لم يتم ولا بركة به ، فضلا عن استحباب ذكرها في كل موطن وقبل كل عمل وبالخصوص الطعام ، وقد كتبنا أكثر من 2000 الفين صفحة في موسوعة صحف الطيبين في التوحيد وشرح الأسماء الحسنى موسعا ومختصرا ، وبحوث كثيرة فيها ، فراجعها أو قسم منها إن أحببت معرفة عظمة الله ومعاني أسمائه الحسنى سبحانه وتعالى .

الذكر الثاني
نص زيارة الإمام الحسين في يوم الأربعين

الإشراق الأول :
نص زيارة الأربعين :

ذكر في تهذيب الأحكام : أخبرنا جماعة من أصحابنا ، عن أبي محمد هارون بن موسى بن أحمد التلعكبري ، قال حدثنا محمد بن علي بن معمر ، قال حدثني أبو الحسن علي بن محمد بن مسعدة ، و الحسن بن علي بن فضال ، عن سعدان بن مسلم ، عن صفوان بن مهران الجمال ، قال :

قَالَ لِي مَوْلَايَ الصَّادِقُ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ :

فِي زِيَارَةِ الْأَرْبَعِينَ :

تَزُورُ عِنْدَ ارْتِفَاعِ النَّهَارِ وَ تَقُولُ :

السَّلَامُ : عَلَى وَلِيِّ اللَّهِ وَ حَبِيبِهِ .

السَّلَامُ : عَلَى خَلِيلِ اللَّهِ وَ نَجِيبِهِ.

السَّلَامُ عَلَى صَفِيِّ اللَّهِ وَ ابْنِ صَفِيِّهِ .

السَّلَامُ : عَلَى الْحُسَيْنِ الْمَظْلُومِ الشَّهِيدِ .

السَّلَامُ : عَلَى أَسِيرِ الْكُرُبَاتِ ، وَ قَتِيلِ الْعَبَرَاتِ .

اللَّهُمَّ : إِنِّي أَشْهَدُ أَنَّهُ وَلِيُّكَ وَ ابْنُ وَلِيِّكَ ، وَ صَفِيُّكَ وَ ابْنُ صَفِيِّكَ ، الْفَائِزُ بِكَرَامَتِكَ .

أَكْرَمْتَهُ بِالشَّهَادَةِ : وَ حَبَوْتَهُ بِالسَّعَادَةِ .

وَ اجْتَبَيْتَهُ : بِطِيبِ الْوِلَادَةِ .

وَ جَعَلْتَهُ : سَيِّداً مِنَ السَّادَةِ .

وَ قَائِداً مِنَ الْقَادَةِ ، وَ ذَائِداً مِنَ الذَّادَةِ .

وَ أَعْطَيْتَهُ مَوَارِيثَ الْأَنْبِيَاءِ .

وَ جَعَلْتَهُ : حُجَّةً عَلَى خَلْقِكَ مِنَ الْأَوْصِيَاءِ .

فَأَعْذَرَ فِي الدُّعَاءِ ، وَ مَنَحَ النُّصْحَ.

وَ بَذَلَ مُهْجَتَهُ فِيكَ :

لِيَسْتَنْقِذَ عِبَادَكَ : مِنَ الْجَهَالَةِ ، وَ حَيْرَةِ الضَّلَالَةِ .

وَ قَدْ تَوَازَرَ عَلَيْهِ : مَنْ غَرَّتْهُ الدُّنْيَا ، وَ بَاعَ حَظَّهُ بِالْأَرْذَلِ الْأَدْنَى ، وَشَرَى آخِرَتَهُ بِالثَّمَنِ الْأَوْكَسِ .

وَ تَغَطْرَسَ : وَ تَرَدَّى فِي هَوَاهُ .

وَ أَسْخَطَ نَبِيَّكَ : وَ أَطَاعَ مِنْ عِبَادِكَ أَهْلَ الشِّقَاقِ وَ النِّفَاقِ ، وَحَمَلَةَ الْأَوْزَارِ الْمُسْتَوْجِبِينَ النَّارَ .

فَجَاهَدَهُمْ فِيكَ : صَابِراً مُحْتَسِباً ، حَتَّى سُفِكَ فِي طَاعَتِكَ دَمُهُ ، وَ اسْتُبِيحَ حَرِيمُهُ .

اللَّهُمَّ : فَالْعَنْهُمْ لَعْناً وَبِيلًا ، وَعَذِّبْهُمْ عَذَاباً أَلِيماً .

السَّلَامُ عَلَيْكَ : يَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ.

السَّلَامُ عَلَيْكَ : يَا ابْنَ سَيِّدِ الْأَوْصِيَاءِ .

أَشْهَدُ أَنَّكَ : أَمِينُ اللَّهِ وَ ابْنُ أَمِينِهِ ، عِشْتَ سَعِيداً ، وَمَضَيْتَ حَمِيداً ، وَ مِتَّ فَقِيداً مَظْلُوماً شَهِيداً .

وَ أَشْهَدُ أَنَّ اللَّهَ : مُنْجِزٌ مَا وَعَدَكَ ، وَ مُهْلِكٌ مَنْ خَذَلَكَ ، وَ مُعَذِّبٌ مَنْ قَتَلَكَ .

وَ أَشْهَدُ أَنَّكَ : وَفَيْتَ بِعَهْدِ اللَّهِ ، وَ جَاهَدْتَ فِي سَبِيلِهِ حَتَّى أَتَاكَ الْيَقِينُ .

فَلَعَنَ اللَّهُ : مَنْ قَتَلَكَ ، وَ لَعَنَ اللَّهُ : مَنْ ظَلَمَكَ ، وَ لَعَنَ اللَّهُ أُمَّةً سَمِعَتْ بِذَلِكَ فَرَضِيَتْ بِهِ .

اللَّهُمَّ : إِنِّي أُشْهِدُكَ ، أَنِّي وَلِيٌّ لِمَنْ وَالَاهُ ، وَعَدُوٌّ لِمَنْ عَادَاهُ .

بِأَبِي أَنْتَ وَ أُمِّي : يَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ .

أَشْهَدُ أَنَّكَ : كُنْتَ نُوراً فِي الْأَصْلَابِ الشَّامِخَةِ ، وَ الْأَرْحَامِ الطَّاهِرَةِ .

لَمْ تُنَجِّسْكَ : الْجَاهِلِيَّةُ بِأَنْجَاسِهَا ، وَ لَمْ تُلْبِسْكَ الْمُدْلَهِمَّاتُ مِنْ ثِيَابِهَا .

وَ أَشْهَدُ أَنَّكَ : مِنْ دَعَائِمِ الدِّينِ ، وَ أَرْكَانِ الْمُسْلِمِينَ ، وَ مَعْقِلِ الْمُؤْمِنِينَ .

وَ أَشْهَدُ أَنَّكَ : الْإِمَامُ الْبَرُّ التَّقِيُّ ، الرَّضِيُّ الزَّكِيُّ ، الْهَادِي الْمَهْدِيُّ .

وَ أَشْهَدُ أَنَّ : الْأَئِمَّةَ مِنْ وُلْدِكَ ، كَلِمَةُ التَّقْوَى ، وَ أَعْلَامُ الْهُدَى ، وَ الْعُرْوَةُ الْوُثْقَى ، وَ الْحُجَّةُ عَلَى أَهْلِ الدُّنْيَا .

وَ أَشْهَدُ أَنِّي : بِكُمْ مُؤْمِنٌ ، وَ بِإِيَابِكُمْ مُوقِنٌ .

بِشَرَائِعِ دِينِي : وَ خَوَاتِيمِ عَمَلِي .

وَ قَلْبِي : لِقَلْبِكُمْ سِلْمٌ ، وَ أَمْرِي لِأَمْرِكُمْ مُتَّبِعٌ ، وَ نُصْرَتِي لَكُمْ مُعَدَّةٌ ، حَتَّى يَأْذَنَ اللَّهُ لَكُمْ .

فَمَعَكُمْ مَعَكُمْ : لَا مَعَ عَدُوِّكُمْ .

صَلَوَاتُ اللَّهِ : عَلَيْكُمْ ، وَ عَلَى أَرْوَاحِكُمْ وَ أَجْسَادِكُمْ ، وَ شَاهِدِكُمْ وَ غَائِبِكُمْ ، وَ ظَاهِرِكُمْ وَ بَاطِنِكُمْ .

آمِينَ رَبَّ الْعَالَمِينَ.

وَ تُصَلِّي : رَكْعَتَيْنِ ، وَ تَدْعُو بِمَا أَحْبَبْتَ ، وَ تَنْصَرِفُ.

تهذيب ‏الأحكام ج6ص113زيارة الأربعين ح17 ، مصباح المتهجد و سلاح المتعبد ج‏2ص 789 ، البلد الأمين ص274 .

الإشراق الثاني :
الدعاء بعد زيارة الأربعين :

ذكر في بحار الأنوار : أورد المفيد و السيد و الشهيد و غيرهم رحمهم الله هذه الزيارة في كتبهم مرسلة ، و رواها السيد في الإقبال بإسناده عن التلعكبري إلى آخر ما مر سندا و متنا ، ثم قال فيه و في مصباح الزائر ، وجدت لهذه الزيارة وداعا يختص بها ، و هو :

أن تقف قدام الضريح و تقول :

السَّلَامُ عَلَيْكَ : يَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ.

السَّلَامُ عَلَيْكَ : يَا ابْنَ عَلِيٍّ الْمُرْتَضَى وَصِيِّ رَسُولِ اللَّهِ .

السَّلَامُ عَلَيْكَ : يَا ابْنَ فَاطِمَةَ الزَّهْرَاءِ سَيِّدَةِ نِسَاءِ الْعَالَمِينَ .

السَّلَامُ عَلَيْكَ : يَا وَارِثَ الْحَسَنِ الزَّكِيِّ.

السَّلَامُ عَلَيْكَ : يَا حُجَّةَ اللَّهِ فِي أَرْضِهِ وَ شَاهِدَهُ عَلَى خَلْقِهِ .

السَّلَامُ عَلَيْكَ : يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ الشَّهِيدَ .

السَّلَامُ عَلَيْكَ : يَا مَوْلَايَ وَ ابْنَ مَوْلَايَ .

أَشْهَدُ أَنَّكَ : قَدْ أَقَمْتَ الصَّلَاةَ ، وَآتَيْتَ الزَّكَاةَ .

وَأَمَرْتَ بِالْمَعْرُوفِ ، وَ نَهَيْتَ عَنِ الْمُنْكَرِ .

وَجَاهَدْتَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ، حَتَّى أَتَاكَ الْيَقِينُ .

وَأَشْهَدُ أَنَّكَ : عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّكَ.

أَتَيْتُكَ يَا مَوْلَايَ : زَائِراً وَافِداً رَاغِباً .

مُقِرّاً لَكَ : بِالذُّنُوبِ ، هَارِباً إِلَيْكَ مِنَ الْخَطَايَ .

لِتَشْفَعَ لِي : عِنْدَ رَبِّكَ .

يَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ : صَلَّى اللَّهُ عَلَيْكَ حَيّاً وَ مَيِّتاً .

فَإِنَّ لَكَ : عِنْدَ اللَّهِ مَقَاماً مَعْلُوماً ، وَ شَفَاعَةً مَقْبُولَةً .

لَعَنَ اللَّهُ : مَنْ ظَلَمَكَ، لَعَنَ اللَّهُ مَنْ حَرَمَكَ وَغَصَبَ حَقَّكَ .

لَعَنَ اللَّهُ : مَنْ قَتَلَكَ ، وَ لَعَنَ اللَّهُ مَنْ خَذَلَكَ .

وَ لَعَنَ اللَّهُ : مَنْ دَعَاكَ فَلَمْ يُجِبْكَ وَ لَمْ يُعِنْكَ .

وَ لَعَنَ اللَّهُ : مَنْ مَنَعَكَ مِنْ حَرَمِ اللَّهِ ، وَ حَرَمِ رَسُولِهِ ، وَ حَرَمِ أَبِيكَ وَأَخِيكَ .

وَلَعَنَ اللَّهُ : مَنْ مَنَعَكَ مِنْ شُرْبِ مَاءِ الْفُرَاتِ .

لَعْناً كَثِيراً : يَتْبَعُ بَعْضُهَا بَعْضاً .

اللَّهُمَّ : فاطِرَ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ ، عالِمَ الْغَيْبِ وَ الشَّهادَةِ .

أَنْتَ تَحْكُمُ : بَيْنَ عِبادِكَ فِي ما كانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ .

وَ سَيَعْلَمُ : الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ .

اللَّهُمَّ : لَا تَجْعَلْهُ آخِرَ الْعَهْدِ مِنْ زِيَارَتِهِ .

وَ ارْزُقْنِيهِ : أَبَداً مَا بَقِيتُ وَ حَيِيتُ يَا رَبِّ .

وَ إِنْ مِتُّ : فَاحْشُرْنِي فِي زُمْرَتِهِ ، يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ.

بحار الأنوار ج98ص332. إقبال ‏الأعمال ص 590 .

إشعاع : شرح الزيارة ويوم الأربعين:

ثم قال في البحار عن السيد رحمه الله : و أما زيارة العباس ابن مولانا أمير المؤمنين عليه السام ، و زيارة الشهداء مع مولانا الحسين عليه السلام ، فتزورهم في هذا اليوم بما قدمناه من زيارتهم في يوم عاشوراء ، و إن شاء بغيرها من زياراتهم المنقولة عن الأصفياء .

وذكر في البحار بيانا : الذود : السوق و الطرد و الدفع ، أي يدفع عن الإسلام و المسلمين ما يوجب الفساد . و الوكس : النقصان . و الغطرسة : الإعجاب بالنفس . و التطاول : على الأقران و التكبر . و تغطرس : تغضب و في مشيته تبختر . و تعسف : الطريق ذكرها الفيروزآبادي . و تردى : في البئر سقط .

قوله عليه السلام : بشرائع ديني : لعل المعنى أن شرائع ديني ، و خواتيم عملي ، يشهد معي بذلك على سبيل المبالغة و التجوز ، أي كونهما موافقين لما أمرتم به ، شاهد لي بأني بكم مؤمن .

و يحتمل : أن يكون العطف في قوله : بإيابكم : من قبيل عطف المفرد ، أي مؤمن بإيابكم ، و يكون قوله موقن خبرا بعد خبر ، لأن و قوله بشرائع متعلقا بموقن ، أي موقن بحقية شرائع ديني ، و بحقية ما يختم به عملي من الجنة و النار و الثواب و العقاب .

و في بعض نسخ التهذيب : و بشرائع مع العطف ، فيرجع إلى المعنى الأخير ، و لعله سقط من البين شي‏ء كما يظهر مما يشبهه من الفقرات الواقعة في سائر الزيارات .

فائدة : اعلم أنه ليس في الأخبار ما العلة في استحباب زيارته صلوات الله عليه في هذا اليوم ، و المشهور بين الأصحاب أن العلة في ذلك رجوع حرم الحسين صلوات الله عليه في مثل ذلك اليوم إلى كربلاء ، عند رجوعهم من الشام ، و إلحاق علي بن الحسين صلوات الله عليه الرؤوس بالأجساد ، و قيل : في مثل ذلك اليوم رجعوا إلى المدينة ، و كلاهما مستبعدان جدا ، لأن الزمان لا يسع ذلك كما يظهر من الأخبار و الآثار ، و كون ذلك في السنة الأخرى أيضا مستبعد .

و لعل العلة : في استحباب الزيارة في هذا اليوم ، هو أن جابر بن عبد الله الأنصاري رضي الله عنه في مثل هذا اليوم وصل من المدينة إلى قبره الشريف ، و زاره بالزيارة التي مر ذكرها ، فكان أول من زاره من الإنس ظاهرا ، فلذلك يستحب التأسي به ، أو إطلاق أهل البيت عليهم السلام في الشام من الحبس و القيد في مثل هذا اليوم ، أو علة أخرى لا نعرفه .

قال الكفعمي رحمه الله : إنما سميت بزيارة الأربعين ، لأن وقتها يوم العشرين‏ من صفر ، و ذلك لأربعين يوما من مقتل الحسين عليه السلام ، و هو اليوم الذي ورد فيه جابر بن عبد الله الأنصاري صاحب النبي صلى الله عليه وآله من المدينة إلى كربلاء لزيارة قبر الحسين عليه السلام ، فكان أول من زاره من الناس ، و في هذا اليوم كان رجوع حرم الحسين عليه السلام من الشام إلى المدينة .

و قال السيد رحمه الله في كتاب الإقبال : فإن قيل :كيف يكون يوم العشرين من صفر يوم الأربعين ، إذا كان قتل الحسين صلوات الله عليه يوم عاشر محرم ، فيكون يوم العاشر من جملة الأربعين ، فيصير أحدا و أربعين .

فيقال : لعله قد كان شهر محرم الذي قتل فيه صلوات الله عليه ناقصا ، و كان يوم عشرين من صفر تمام أربعين يوما . فإنه حيث ضبط يوم الأربعين بالعشرين من صفر ، فإما أن يكون الشهر كما قلنا ناقصا ، أو يكون تاما ، و يكون يوم قتله صلوات الله عليه غير محسوب من عدد الأربعين لأن قتله كان في أواخر نهاره ، فلم يحصل ذلك اليوم كله في العدد ، و هذا تأويل كاف للعارفين ، و هم أعرف بأسرار رب العالمين في تعيين أوقات الزيارة للطاهرين .

ثم قال رحمه الله : و وجدت في المصباح أن حرم الحسين عليه السلام وصلوا المدينة مع مولانا علي بن الحسين عليه السلام يوم العشرين من صفر .

و في غير المصباح : أنهم وصلوا كربلاء أيضا في عودهم من الشام يوم العشرين من صفر ، و كلاهما مستبعد ، لأن عبيد الله بن زياد لعنه الله كتب إلى يزيد يعرفه ما جرى و يستأذنه في حملهم ، و لم يحملهم حتى عاد الجواب إليه ، و هذ يحتاج إلى نحو عشرين يوما أو أكثر منها ، و لأنه لما حملهم إلى الشام .

روي : أنهم أقاموا فيها شهرا في موضع لا يكنهم من حر ول برد ، و صورة الحال تقتضي أنهم تأخروا أكثر من أربعين يوما من يوم قتل عليه السلام إلى أن وصلوا العراق أو المدينة .

و أما جوازهم في عودهم على كربلاء : فيمكن ذلك ، و لكنه م يكون وصولهم إليها يوم العشرين من صفر ، لأنهم اجتمعوا على ما روي مع جابر بن عبد الله الأنصاري ، فإن كان جابر وصل زائرا من الحجاز ، فيحتاج وصول الخبر إليه و مجيئه أكثر من أربعين يوما ، و على أن يكون جابر وصل من غير الحجاز من الكوفة أو غيرها .

أقول : قد سبق بعض القول منا في ذلك في أبواب تاريخه صلوات الله عليه .

ويا طيب : لقد حققنا ببحث مفصل البيان ، وواسع الشواهد ، و كثير المصادر ، وبالدليل العقلي والنقلي ، والواقعي على خرائط كوكل وغيرها ، وعرفن مسافات المدن حديثا وقديما بين كربلاء والكوفة والشام ورجوعهم ، وما يمكن أن يسير به مركوبهم من البغال والجمال والخيل في كل يوم ، وحققنا بكل واقعية وما يوجب المصداقية تماما يقينا :

إمكان وصول آل الحسين ونبي الرحمة إلى كربلاء في يوم الأربعين من نفس السنة ، وذلك في الجزء التاسع من صحيفة الإمام الحسين عليه السلام من موسوعة صحف الطيبين ، وذكرنا مقدار المسافة بكل دقائق قياساتها ، وذكرنا ما حل عليهم مصاعب السبي والأسى والحزن وشدة الأذى وألم المصاب وما يناسبه لكل مدينة وما حل بهم وعليهم فيها أو قربها .

وإنك : إن شاء الله بمراجعة ما كتبنا ، تتيقن أن المستبعد هو عدم وصولهم في الأربعين لكربلاء لا عدمه ، وتعرف بالدليل والبرهان ضرورة وصولهم لكربلاء بعد قضاء مهمتهم التبليغية لكل أهل الدنيا على طول الزمان ، وتعريف الحق والدين والهدى والعدل والصلاح وأهله عند الحسين وآله آل نبي الرحمة ، والشر والجور والعدوان والطيغان وأهله عند أعدائهم ومن تبعهم على طول الزمان .

الذكر الثالث
زيارات جابر بن عبد الله للإمام الحسين

الإشراق الأول :
نص زيارة جابر يوم الأربعين :

ذكر في بحار الأنوار :

قال عطاء : كنت مع جابر بن عبد الله يوم العشرين من صفر.

فلما وصلنا : الغاضرية ، اغتسل في شريعتها ، و لبس قميص كان معه طاهرا .

ثم قال لي : أ معك شيء من الطيب يا عطاء ؟

قلت : معي سعد .

فجعل : منه على رأسه و سائر جسده .

ثم مشى حافيا حتى :

وَقَفَ : عِنْدَ رَأْسِ الْحُسَيْنِ عليه السلام ، وَ كَبَّرَ ثَلَاثاً .

ثم خر : مغشيا عليه .

فلما أفاق سمعته يقول :

السَّلَامُ عَلَيْكُمْ : يَا آلَ اللَّهِ .

السَّلَامُ عَلَيْكُمْ : يَا صَفْوَةَ اللَّهِ .

السَّلَامُ عَلَيْكُمْ : يَا خِيَرَةَ اللَّهِ مِنْ خَلْقِهِ .

السَّلَامُ عَلَيْكُمْ : يَا سَادَاتِ السَّادَاتِ .

السَّلَامُ عَلَيْكُمْ : يَا لُيُوثَ الْغَابَاتِ.

السَّلَامُ عَلَيْكُمْ : يَا سَفِينَةَ النَّجَاةِ.

السَّلَامُ عَلَيْكَ : وَ رَحْمَةُ اللَّهِ وَ بَرَكَاتُهُ .

السَّلَامُ عَلَيْكَ : يَا وَارِثَ عِلْمِ الْأَنْبِيَاءِ .

السَّلَامُ عَلَيْكَ : يَا وَارِثَ آدَمَ صَفْوَةِ اللَّهِ .

السَّلَامُ عَلَيْكَ : يَا وَارِثَ نُوحٍ نَبِيِّ اللَّهِ .

السَّلَامُ عَلَيْكَ : يَا وَارِثَ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلِ اللَّهِ .

السَّلَامُ عَلَيْكَ : يَا وَارِثَ إِسْمَاعِيلَ ذَبِيحِ اللَّهِ .

السَّلَامُ عَلَيْكَ : يَا وَارِثَ مُوسَى كَلِيمِ اللَّهِ .

السَّلَامُ عَلَيْكَ : يَا وَارِثَ عِيسَى رُوحِ اللَّهِ .

السَّلَامُ عَلَيْكَ : يَا ابْنَ مُحَمَّدٍ الْمُصْطَفَى .

السَّلَامُ عَلَيْكَ : يَا ابْنَ عَلِيٍّ الْمُرْتَضَى .

السَّلَامُ عَلَيْكَ : يَا ابْنَ فَاطِمَةَ الزَّهْرَاءِ .

السَّلَامُ عَلَيْكَ : يَا شَهِيدَ بْنَ الشَّهِيدِ .

السَّلَامُ عَلَيْكَ : يَا قَتِيلَ بْنَ الْقَتِيلِ.

السَّلَامُ عَلَيْكَ : يَا وَلِيَّ اللَّهِ وَ ابْنَ وَلِيِّهِ .

السَّلَامُ عَلَيْكَ : يَا حُجَّةَ اللَّهِ وَ ابْنَ حُجَّتِهِ عَلَى خَلْقِهِ‏ .

أَشْهَدُ أَنَّكَ : قَدْ أَقَمْتَ الصَّلَاةَ ، وَ آتَيْتَ الزَّكَاةَ .

وَ أَمَرْتَ : بِالْمَعْرُوفِ ، وَ نَهَيْتَ عَنِ الْمُنْكَرِ .

وَ بَرَرْتَ : وَالِدَيْكَ ، وَ جَاهَدْتَ عَدُوَّكَ .

أَشْهَدُ أَنَّكَ : تَسْمَعُ الْكَلَامَ ، وَ تَرُدُّ الْجَوَابَ .

وَ أَنَّكَ : حَبِيبُ اللَّهِ وَ خَلِيلُهُ وَ نَجِيبُهُ ، وَ صَفِيُّهُ وَ ابْنُ صَفِيِّهِ .

زُرْتُكَ مُشْتَاقاً : فَكُنْ لِي شَفِيعاً إِلَى اللَّهِ يَ سَيِّدِي .

أَسْتَشْفِعُ : إِلَى اللَّهِ بِجَدِّكَ سَيِّدِ النَّبِيِّينَ ، وَ بِأَبِيكَ سَيِّدِ الْوَصِيِّينَ ، وَ بِأُمِّكَ سَيِّدَةِ نِسَاءِ الْعَالَمِينَ .

لَعَنَ اللَّهُ : قَاتِلِيكَ وَ ظَالِمِيكَ ، وَ شَانِئِيكَ وَ مُبْغِضِيكَ ، مِنَ الْأَوَّلِينَ وَ الْآخِرِينَ .

ثم انحنى على القبر : ومرغ خديه عليه.

وصلى : أربع ركعات .

ثُمَّ جَاءَ إِلَى قَبْرِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ عليه السلام فَقَالَ :

السَّلَامُ عَلَيْكَ : يَا مَوْلَايَ وَ ابْنَ مَوْلَايَ .

لَعَنَ اللَّهُ : قَاتِلَكَ ، لَعَنَ اللَّهُ ظَالِمَكَ .

أَتَقَرَّبُ : إِلَى اللَّهِ بِمَحَبَّتِكُمْ ، وَ أَبْرَأُ إِلَى اللَّهِ مِنْ عَدُوِّكُمْ .

ثم قبله : و صلى ركعتين .

و التفت إلى قبور الشهداء فقال :

السَّلَامُ : عَلَى الْأَرْوَاحِ الْمُنِيخَةِ بِقَبْرِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ .

السَّلَامُ عَلَيْكُمْ : يَا شِيعَةَ اللَّهِ ، وَ شِيعَةَ رَسُولِهِ ، وَ شِيعَةَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ، وَ الْحَسَنِ وَ الْحُسَيْنِ .

ثم قبله : و صلى ركعتين .

و التفت إلى قبور الشهداء فقال :

السَّلَامُ عَلَيْكُمْ : يَا طَاهِرُونَ .

السَّلَامُ عَلَيْكُمْ : يَا مَهْدِيُّونَ ، السَّلَامُ عَلَيْكُمْ يَا أَبْرَارُ .

السَّلَامُ عَلَيْكُمْ : وَ عَلَى مَلَائِكَةِ اللَّهِ الْحَافِّينَ بِقُبُورِكُمْ .

جَمَعَنِيَ اللَّهُ : وَ إِيَّاكُمْ ، فِي مُسْتَقَرِّ رَحْمَتِهِ ، تَحْتَ عَرْشِهِ.

ثُمَّ جَاءَ إِلَى قَبْرِ الْعَبَّاسِ بْنِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عليه السلام :

فَوَقَفَ عَلَيْهِ وَ قَالَ :

السَّلَامُ عَلَيْكَ : يَا أَبَا الْقَاسِمِ .

السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا عَبَّاسَ بْنَ عَلِيٍّ .

السَّلَامُ عَلَيْكَ : يَا ابْنَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ .

أَشْهَدُ أَنَّكَ : قَدْ بَالَغْتَ فِي النَّصِيحَةِ ، وَ أَدَّيْتَ الْأَمَانَةَ .

وَ جَاهَدْتَ : عَدُوَّكَ وَ عَدُوَّ أَخِيكَ .

فَصَلَوَاتُ اللَّهِ : عَلَى رُوحِكَ الطَّيِّبَةِ .

وَ جَزَاكَ اللَّهُ : مِنْ أَخٍ خَيْراً .

ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ وَ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَ مَضَى.

بحار الأنوار ج98ص329ب25زيارة الأربعين ح1 و قال في بحار الأنوار بيان : هذا الخبر يدل على أن جابرا رضي الله عنه كان يستحسن الطيب لزيارته عليه السلام ، و قد مر في بعض الأخبار المنع عنه ، و لا يبعد أن يحمل أخبار المنع على ما إذا كان المقصود منه التلذذ لا حرمة الروضة المقدسة و إكرامها و تطييبها .

الإشراق الثاني :
تكملة زيارة جابر للإمام:

يا طيب : شواهد كثيرة ، في الحديث السابق والآتي تدل على أن جابر لم يكن ضريرا وأعمى في كربلاء ، لما ذكر في الحديث السابق والآتي من مشيه بنفسه ، وأنه جال ببصره حول مراقد الشهداء والإمام ، ويتنقل بين المراقد والقبور ويصلي بدون معين .

وما يظهر من بعضها : أنه يطلب المساعدة لما يغشاه من الضعف والبكاء الشديد وهطول الدموع الكثيرة منه ، وانهيار القوى من ألم الحزن وشدة المصاب ، تدبر فيها تعرف ذلك .

والظاهر : أن جابر رحمه الله لم يكن مع عطيه وحده ، بل معهم عبد له ، وبعض بني هاشم ، ولعلهم خرجوا بعد خروج الإمام يلتمسون الأخبار وحب الالتحاق به ، فوافوا آل محمد عند مرقد الحسين عليه السلام يوم الأربعين ، وقد سمعوا من قبل بشهادة الإمام وشهادة صحبه عليهم السلام .

كما أنه : لم تكن زيارة جابر ليوم واحد و بدقائق عابرة ، بعد وصوله وتحمله لهذا العناء ، بل بتأني وتكبير وخشوع وصلاة وذكر وتحية وسلام ، وعدة مرات زار وسلم علي الإمام الحسين وصحبه ، ولذا بعد الزيارة الأولى ، يأتي ذكر أحوله عند المراقد المقدسة وزيارتها مرة أخرى ، كما أن عطية ينقل الحديث حسب تذكره لوقت معين من الزيارة ، فتعدد نص الزيارة والمواقف ، وأحواله من غسله بنفسه من ماء الفرات ، ومن طلب السعد ، وأخرى إخراجه بنفسه ورشه على بدنه ، لم يكن تناقض في الحديث ، لأنه لم يكن غسل واحد ، وبنفسه أستقبل حرم رسول الله ودنا من الإمام السجاد وسلم عليه ، ولم تكون زيارة واحدة بقصة واحدة ، ولمعرفة هذا نذكر الأحاديث الآتية .

ذكر في بشارة المصطفى لشيعة المرتضى قال : أخبرنا الشيخ الأمين أبو عبد الله محمد بن شهريار الخازن ، بقراءتي عليه في مشهد مولانا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام ، في شوال سنة اثنتي عشرة و خمسمائة ، قال : أمل علينا أبو عبد الله محمد بن محمد البرسي ، قال : أخبرني أبو طاهر محمد بن الحسين القرشي المعدل ، قال : حدثنا أبو عبد الله أحمد بن أحمد بن حمران الأسدي ، قال : حدثنا أبو أحمد إسحاق بن محمد بن علي المقري ، قال : حدثنا عبد الله قال حدثن عبيد الله بن محمد بن الأيادي ، قال : حدثنا عمر بن مدرك ، قال : حدثنا يحيى بن زياد الملكي ، قال : أخبرنا جرير بن عبد الحميد عن الأعمش :

عن عطية العوفي ، قال :

خرجت : مع جابر بن عبد الله الأنصاري رحمه الله ، زائرين قبر الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام .

فلما وردنا كربلاء : دنا جابر من شاطئ الفرات ، فاغتسل .

ثم ائتزر بإزار : و ارتدى بآخر .

ثم فتح صرة فيها سعد ، فنثرها على بدنه.

ثم لم يخط خطوة : إلا ذكر الله .

حَتَّى إِذَا دَنَا مِنَ الْقَبْرِ قَالَ : أَلْمِسْنِيهِ ، فَأَلْمَسْتُهُ .

فَخَرَّ عَلَى الْقَبْرِ : مَغْشِيّاً عَلَيْهِ .

فَرَشَشْتُ عَلَيْهِ :شَيْئاً مِنَ الْمَاءِ ، فَأَفَاقَ.

ثُمَّ قَالَ : يَا حُسَيْنُ ثَلَاثاً .

ثُمَّ قَالَ : حَبِيبٌ لَا يُجِيبُ حَبِيبَهُ .

ثُمَّ قَالَ : وَ أَنَّى لَكَ بِالْجَوَابِ ، وَ قَدْ شُحِطَتْ أَوْدَاجُكَ عَلَى أَثْبَاجِكَ ، وَ فُرِّقَ بَيْنَ بَدَنِكَ وَ رَأْسِكَ .

فَأَشْهَدُ أَنَّكَ : ابْنُ النَّبِيِّينَ ، وَ ابْنُ سَيِّدِ الْمُؤْمِنِينَ ، وَ ابْنُ حَلِيفِ التَّقْوَى ، وَ سَلِيلِ الْهُدَى .

وَ خَامِسُ : أَصْحَابِ الْكِسَاءِ ، وَ ابْنُ سَيِّدِ النُّقَبَاءِ ، وَ ابْنُ فَاطِمَةَ سَيِّدَةِ النِّسَاءِ .

وَ مَا لَكَ لَا تَكُونُ هَكَذَا :

وَ قَدْ غَذَّتْكَ : كَفُّ سَيِّدِ الْمُرْسَلِينَ .

وَ رُبِّيتَ : فِي حَجْرِ الْمُتَّقِينَ ، وَ رَضَعْتَ مِنْ ثَدْيِ الْإِيمَانِ ، وَ فُطِمْتَ بِالْإِسْلَامِ .

فَطِبْتَ : حَيّاً ، وَ طِبْتَ مَيِّتاً .

غَيْرَ أَنَّ : قُلُوبَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ طَيِّبَةٍ لِفِرَاقِكَ ، وَ لَا شَاكَّةٍ فِي الْخِيَرَةِ لَكَ .

فَعَلَيْكَ : سَلَامُ اللَّهِ وَ رِضْوَانُهُ .

وَ أَشْهَدُ أَنَّكَ : مَضَيْتَ عَلَى مَا مَضَى عَلَيْهِ أَخُوكَ ، يَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّا .

ثم جال ببصره حول القبر و قال :

السَّلَامُ عَلَيْكُمْ : أَيُّهَا الْأَرْوَاحُ الَّتِي حَلَّتْ بِفِنَاءِ الْحُسَيْنِ ، وَ أَنَاخَتْ بِرَحْلِهِ .

أَشْهَدُ أَنَّكُمْ : أَقَمْتُمُ الصَّلَاةَ ، وَ آتَيْتُمُ الزَّكَاةَ .

وَ أَمَرْتُمْ : بِالْمَعْرُوفِ ، وَ نَهَيْتُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ .

وَ جَاهَدْتُمُ : الْمُلْحِدِينَ ، وَ عَبَدْتُمُ اللَّهَ حَتَّى أَتَاكُمُ الْيَقِينُ .

وَ الَّذِي بَعَثَ : مُحَمَّداً بِالْحَقِّ، لَقَدْ شَارَكْنَاكُمْ فِيمَا دَخَلْتُمْ فِيهِ .

قال عطية : فقلت لجابر :

و كيف ، و لم نهبط واديا ، و لم نعل جبلا ، و لم نضرب بسيف .

و القوم : قد فرق بين رءوسهم و أبدانهم ، و أوتمت أولادهم ، و أرملت الأزواج .

فَقَالَ لِي : يَا عَطِيَّةُ ، سَمِعْتُ حَبِيبِي رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وآله وسلم يَقُولُ :

مَنْ أَحَبَّ : قَوْماً ، حُشِرَ مَعَهُمْ .

وَ مَنْ أَحَبَّ : عَمَلَ قَوْمٍ ، أُشْرِكَ فِي عَمَلِهِمْ .

وَ الَّذِي بَعَثَ : مُحَمَّداً بِالْحَقِّ نَبِيّاً ، إِنَّ نِيَّتِي وَ نِيَّةَ أَصْحَابِي ، عَلَى مَا مَضَى عَلَيْهِ الْحُسَيْنُ وَأَصْحَابُهُ .

خُذُوا بِي : نَحْوَ أَبْيَاتِ كُوفَانَ .

فَلَمَّا صِرْنَا فِي بَعْضِ الطَّرِيقِ ، فَقَالَ لِي :

يَا عَطِيَّةُ : هَلْ أُوصِيكَ ، وَ مَا أَظُنُّ أَنَّنِي بَعْدَ هَذِهِ السَّفَرَةِ مُلَاقِيكَ .

أَحِبَّ : مُحِبَّ آلِ مُحَمَّدٍ مَا أَحَبَّهُمْ .

وَ أَبْغِضْ : مُبْغِضَ آلِ مُحَمَّدٍ مَا أَبْغَضَهُمْ ، وَ إِنْ كَانَ صَوَّاماً قَوَّاماً .

وَ ارْفُقْ : بِمُحِبِّ آلِ مُحَمَّدٍ .

فَإِنَّهُ : إِنْ تَزِلَّ لَهُمْ قَدَمٌ بِكَثْرَةِ ذُنُوبِهِمْ ، ثَبَتَتْ لَهُمْ أُخْرَى بِمَحَبَّتِهِمْ .

فَإِنَّ مُحِبَّهُمْ : يَعُودُ إِلَى الْجَنَّةِ ، وَ مُبْغِضَهُمْ يَعُودُ إِلَى النَّارِ.

بحار الأنوار ج65ص130ب18ح62 . وج98ص195ب18ح31. عن بشارة المصطفى لشيعة المرتضى ص74 .

وقال المجلسي إيضاح :

السعد : بالضم طيب معروف ، قوله : و قد شحطت بكسر الحاء على بناء المجرد من الشحط ، و هو الاضطراب في الدم ، أو على بناء المجهول من باب التفعيل ، يقال : شحطه تشحيطا ، ضرجه بالدم ، فتشحط تضرج به ، و اضطرب فيه ، و على التقديرين تعديته بعلى لتضمين ، معنى الصب ، و الأظهر شخبت بالخاء المعجمة المفتوحة و الباء الموحدة ، كما في بعض النسخ ، و الشخب : السيلان ، و قد ورد مثله في الحديث كثيرا ، كقوله صلى الله عليه وآله وسلم : إن المقتول يجي‏ء يوم القيامة ، و أوداجه تشخب دما .

و الأوداج : هي ما أحاط بالعنق من العروق التي يقطعها الذابح ، و قيل الودجان : عرقان غليظان عن جانبي ثغرة النحر ، و الثبج : الوسط ، و ما بين الكاهل إلى الظهر ، و الجمع باعتبار الأجزاء ، و السليل : الولد ، قوله : و فطمت بالإسلام ، كناية عن سبق الإسلام و استقراره فيه ، بأن كان عند الفطام مغذى بالإيمان و الإسلام . بحار الأنوار ج98ص195ب18ح 31.

الإشراق الثالث :
ملاقاته جابر لآل محمد في كربلاء:

قال السيد محسن الأمين في لواعج الأشجان : قبل هذا الخبر ،وفي رواية :

إن يزيد قال لعلي بن الحسين عليهما السلام ، إن شئت : أقمت عندنا فبررناك ، وإن شئت رددناك إلى المدينة .

فقال عليه السلام : لا أريد إلا المدينة ، ثم إن يزيد أمر برد السبايا والأسارى إلى المدينة.

وأرسل معهم : النعمان بن بشير الأنصاري في جماعة .

فلما بلغوا إلى العراق :

قالوا للدليل : مر بنا على طريق كربلاء.

فلما وصلوا : إلى موضع المصرع .

وجدوا : جابرا بن عبد الله الأنصاري ، وجماعة من بني هاشم ، ورجال من آل الرسول ، قد وردوا الزيارة قبر الحسين عليه السلام ، فتوافو في وقت واحد ، وتلاقوا بالبكاء والحزن واللطم ، وأقاموا المأتم .

واجتمع عليهم : أهل ذلك السواد ، وأقاموا على ذلك أياما .

وفي أخر الخبر أضاف : قال عطية : فبينما نحن كذلك ، وإذ بسواد قد طلع من ناحية الشام .

فقلت : يا جابر هذا سواد قد طلع من ناحية الشام .

فقال جابر : لعبده انطلق إلى هذا السواد وأتنا بخبره ، فإن كانوا من أصحاب عمر بن سعد ، فارجع الينا لعلنا نلجأ إلى ملجأ ، وان كان زين العابدين فأنت حر لوجه الله تعالى.

قال : فمضي العبد ، فما كان بأسرع من أن رجع .

وهو يقول : يا جابر .

قم واستقبل : حرم رسول الله ، هذا زين العابدين قد جاء بعماته و أخواته.

فقام جابر : يمشي حافي الإقدام .

مكشوف : الرأس .

إلى أن دنا : من زين العابدين عليه السلام.

فقال الإمام : أنت جابر؟

فقال : نعم يا ابن رسول الله .

فقال : يا جابر .

ههنا والله :

قتلت : رجالنا .

وذبحت : أطفالنا .

وسبيت : نساؤنا .

وحرقت : خيامن .

ثم انفصلوا من كربلاء طالبين المدينة.

لواعج الأشجان للأمين ص238 ـ 241.

الإشراق الخامس :
زيارة علي الأكبر :

يا طيب : لم تذكر زيارة خاصة لعلي الأكبر وللشهداء في يوم الأربعين ، ولكن عرفت أنه قال في البحار وفي الإقبال ، بعد ذكرهم زيارة الإمام الصادق عليه السلام في الأربعين ، قالوا ثم تزور علي الأكبر والشهداء وأبو الفضل العباس عليهم السلام ، بإحدى الزيارات المذكورة سابقا ، كما أن المؤمنين حين يزورون الإمام الحسين عليه السلام ، يزورونهم ، ويعتبروه من الوفاء لإمامهم وتقديم الاحترام لأنصاره وأعوانه والمستشهدين بين يديه ، بل جاءت بضرورة زيارتهم مع الإمام الحسين عليه السلام في كثير من الروايات ، ولذا يا طيب : نذكر زيارتهم هنا ويكفي أن تزورهم بإحدى الزيارات المذكورة هنا :

ذكر الشهيد الأول رحمه في كتاب المزار : عن المفيد والسيد بن طاووس ، زيارات أبي عبد اللّه عليه السّلام المخصوصة بالأيام و الشّهور ، و ما يتعلّق منها من قول أو عمل مبرور .

منها : زيارة أوّل يوم من رجب و ليلته ، و ليلة النّصف من شعبان‏ .

ثم بعد أن ذكر الزيارة كاملة والدور حول الضريح وآدابه : ثم امض : إلى ضريح علي بن الحسين عليهما السلام : و قف عليه :و قل :

السَّلَامُ عَلَيْكَ :

أَيُّهَا : الصِّدِّيقُ الطَّيِّبُ ، الزَّكِيُّ الْحَبِيبُ الْمُقَرَّبُ ، وَ ابْنُ رَيْحَانَةِ رَسُولِ اللَّهِ .

السَّلَامُ‏ عَلَيْكَ : مِنْ شَهِيدٍ مُحْتَسِبٍ ، وَ رَحْمَةُ اللَّهِ وَ بَرَكَاتُهُ .

مَا أَكْرَمَ : مَقَامَكَ ، وَ أشْرَفَ مُنْقَلَبَكَ .

أَشْهَدُ : لَقَدْ شَكَرَ اللَّهُ سَعْيَكَ ، وَ أَجْزَلَ ثَوَابَكَ .

وَ أَلْحَقَكَ : بِالذِّرْوَةِ الْعَالِيَةِ ، حَيْثُ الشَّرَفِ كُلِّ الشَّرَفِ .

وَ فِي الْغُرَفِ : السَّامِيَةِ ،كَمَا مَنَّ عَلَيْكَ مِنْ قَبْلُ .

وَ جَعَلَكَ : مِنْ أَهْلِ الْبَيْتِ ، الَّذِينَ أَذْهَبَ اللَّهُ عَنْهُمُ الرِّجْسَ ، وَ طَهَّرَهُمْ تَطْهِيراً .

صَلَوَاتُ اللَّهِ : عَلَيْكَ ، وَ رَحْمَةُ اللَّهِ وَ رِضْوَانُهُ .

فَاشْفَعْ : أَيُّهَا السَّيِّدُ الطَّاهِرُ إِلَى رَبِّكَ .

فِي حَطِّ : الْأَثْقَالِ عَنْ ظَهْرِي ، وَتَخْفِيفِهَا عَنِّي .

وَ ارْحَمْ ذُلِّي : وَ خُضُوعِي لَكَ ، وَ لِلسَّيِّدِ أَبِيكَ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْكُمَا .

ثم انكب : على القبر ، و قل :

زَادَ اللَّهُ : فِي شَرَفِكُمْ فِي الْآخِرَةِ ، كَمَا شَرَّفَكُمْ فِي الدُّنْيَا .

وَ أَسْعَدَكُمْ : كَمَا أَسْعَدَ بِكُمْ ، وَ أَشْهَدُ أَنَّكُمْ أَعْلَامُ الدِّينِ ، وَ نُجُومُ الْعَالَمِينَ .

وَ السَّلَامُ عَلَيْكُمْ : وَ رَحْمَةُ اللَّهِ وَ بَرَكَاتُهُ .

المزار للشهيد الأول ص142 ، وعنه في بحار الأنوار ج98ص336ب26ح1 ، زيارته عليه السلام في أول يوم من رجب و النصف من شعبان و ليلتيهما .

ويا طيب : هذه زيارة أخرى :

ثم اذهب عند الرجلين فقف عند قبر علي الأكبر و قل:

السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ.

السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا ابْنَ نَبِيِّ اللَّهِ .

السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا ابْنَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ

السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا ابْنَ الْحُسَيْنِ الشَّهِيدِ

السَّلَامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا الشَّهِيدُ وَ ابْنُ الشَّهِيدِ

السَّلَامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا الْمَظْلُومُ وَ ابْنُ الْمَظْلُومِ

لَعَنَ اللَّهُ أُمَّةً قَتَلَتْكَ

وَ لَعَنَ اللَّهُ أُمَّةً ظَلَمَتْكَ

وَ لَعَنَ اللَّهُ أُمَّةً سَمِعَتْ بِذَلِكَ فَرَضِيَتْ بِهِ.

والسلام عليك : يا سيدي ويا مولاي يا علي بن الحسين ورحمة الله وبركاته ، فإنك على الحق وحققت الحق وأدبت بالحق ، فجلعنا الله معكم أبد في الدارين .

ويا طيب : ذكرنا زيارات أخرى في شرح أبوذية علينه ، فيمكن مراجعتها ، ويكفي أن يزار بأحدهما ، وأسألكم الدعاء والزيارة يا طيبين .

الإشراق السادس :
زيارة الشهداء

قال المجلسي رحمه الله عن الإقبال : و أما زيارة العباس ابن مولانا أمير المؤمنين عليه السلام ، و زيارة الشهداء مع مولانا الحسين عليه السلام ، فتزورهم في هذا اليوم بما قدمناه من زيارتهم في يوم عاشوراء ، و إن شاء بغيره من زياراتهم المنقولة عن الأصفياء.

وذكر الشيخ المفيد رحمه الله : باب زيارة الشهداء ، قال :

ثم أومئ : إلى ناحية الرجلين ، بالسلام على الشهداء ، فإنهم‏ هناك ، وقل :

السَّلَامُ عَلَيْكُمْ : أَيُّهَا الرَّبَّانِيُّونَ ، أَنْتُمْ لَنَا فَرَطٌ وَ نَحْنُ لَكُمْ تَبَعٌ وَ أَنْصَارٌ .

أَشْهَدُ أَنَّكُمْ : أَنْصَارُ اللَّهِ جَلَّ اسْمُهُ ، وَ سَادَةُ الشُّهَدَاءِ فِي الدُّنْيَا وَ الْآخِرَةِ .

صَبَرْتُمْ‏ : وَ احْتَسَبْتُمْ ، وَ لَمْ تَهِنُوا وَ لَمْ تَضْعُفُو ، وَ لَمْ تَسْتَكِينُوا ، حَتَّى لَقِيتُمُ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ ، عَلَى سَبِيلِ الْحَقِّ .

وَ نُصْرَةِ : كَلِمَةِ اللَّهِ تَعَالَى التَّامَّةِ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَى أَرْوَاحِكُمْ وَ أَبْدَانِكُمْ ، وَ سَلَّمَ تَسْلِيماً .

أَبْشِرُوا : رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ ، بِوَعْدِ اللَّهِ الَّذِي لَا خُلْفَ لَهُ ، اللَّهُ تَعَالَى مُدْرِكٌ بِكُمْ ثَأْرَ مَا وَعَدَكُمْ ، إِنَّهُ‏ لا يُخْلِفُ الْمِيعادَ .

أَشْهَدُ أَنَّكُمْ : جَاهَدْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ، وَ قُتِلْتُمْ عَلَى مِنْهَاجِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ ، وَ ابْنِ رَسُولِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ .

فَجَزَاكُمُ اللَّهُ : عَنِ الرَّسُولِ‏ وَ ابْنِهِ وَ ذُرِّيَّتِهِ ، أَفْضَلَ الْجَزَاءِ .

الْحَمْدُ لِلَّهِ : الَّذِي صَدَقَكُمْ وَعْدَهُ ، وَ أَرَاكُمْ مَا تُحِبُّونَ‏ .

كتاب المزار للمفيد ص120ب54.المزار الكبير لابن المشهدي ص 388 . بحار الأنوار ج98ص333ب 25 زيارة الأربعين .

يا طيب : وذكر محمد باقر المجلسي رحمه الله في كتابه زاد المعاد والمسمى مفتاح الجنان‏ :

ثم يقصد زيارة الشهداء و يقول :

السَّلَامُ عَلَيْكُمْ : يَا أَوْلِيَاءَ اللَّهِ وَ أَحِبَّاءَهُ ، السَّلَامُ عَلَيْكُمْ يَا أَصْفِيَاءَ اللَّهِ وَ أَوِدَّاءَهُ ، السَّلَامُ عَلَيْكُمْ يَا أَنْصَارَ دِينِ اللَّهِ ، السَّلَامُ عَلَيْكُمْ يَا أَنْصَارَ رَسُولِ اللَّهِ ، السَّلَامُ عَلَيْكُمْ يَا أَنْصَارَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ، السَّلَامُ عَلَيْكُمْ يَا أَنْصَارَ فَاطِمَةَ سَيِّدَةِ نِسَاءِ الْعَالَمِينَ ، السَّلَامُ عَلَيْكُمْ يَا أَنْصَارَ أَبِي مُحَمَّدٍ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ الزَّكِيِّ النَّاصِحِ ، السَّلَامُ عَلَيْكُمْ يَا أَنْصَارَ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ، بِأَبِي أَنْتُمْ وَ أُمِّي طِبْتُمْ ، وَ طَابَتِ الْأَرْضُ الَّتِي فِيهَ دُفِنْتُمْ ، وَ فُزْتُمْ فَوْزاً عَظِيماً فَيَا لَيْتَنِي كُنْتُ مَعَكُمْ فَأَفُوزَ مَعَكُمْ.

زاد المعاد ومفتاح الجنان ص54ف4.

وفي مورد آخر قال رحمه الله :

ثُمَّ قُلْ فِي زِيَارَةِ الشُّهَدَاءِ :

السَّلَامُ عَلَيْكُمْ : يَا أَوْلِيَاءَ اللَّهِ وَ أَحِبَّاءَهُ ، السَّلَامُ عَلَيْكُمْ يَا أَصْفِيَاءَ اللَّهِ وَ أَوِدَّاءَهُ ، السَّلَامُ عَلَيْكُمْ يَا أَنْصَارَ دِينِ اللَّهِ ، السَّلَامُ عَلَيْكُمْ يَا أَنْصَارَ رَسُولِ اللَّهِ ، وَ أَنْصَارَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ، وَ أَنْصَارَ فَاطِمَةَ الزَّهْرَاءِ سَيِّدَةِ نِسَاءِ الْعَالَمِينَ ، السَّلَامُ عَلَيْكُمْ يَا أَنْصَارَ أَبِي مُحَمَّدٍ الْحَسَنِ الزَّكِيِّ النَّاصِحِ الْأَمِينِ ، السَّلَامُ عَلَيْكُمْ يَا أَنْصَارَ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنِ الشَّهِيدِ الْمَظْلُومِ ، صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ أَجْمَعِينَ ، بِأَبِي أَنْتُمْ وَ أُمِّي طِبْتُمْ ، وَ طَابَتِ الْأَرْضُ الَّتِي فِيهَا دُفِنْتُمْ ، وَ فُزْتُمْ وَ اللَّهِ فَوْزاً عَظِيماً ، يَا لَيْتَنِي كُنْتُ مَعَكُمْ فَأَفُوزَ مَعَكُمْ فِي الْجِنَانِ مَعَ الشُّهَدَاءِ وَ الصَّالِحِينَ وَ حَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقاً ، وَ السَّلَامُ عَلَيْكُمْ وَ رَحْمَةُ اللَّهِ وَ بَرَكَاتُهُ.

زاد المعاد ومفتاح الجنان ص518.

وقال وسلم عليهم في عيدي الأضحى و الفطر : ثُمَّ قُلْ فِي زِيَارَةِ الشُّهَدَاءِ :

السَّلَامُ عَلَيْكُمْ : أَيُّهَا الذَّابُّونَ عَنْ تَوْحِيدِ اللَّهِ ، السَّلَامُ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ ، بِأَبِي أَنْتُمْ وَ أُمِّي ، فُزْتُمْ فَوْزاً عَظِيماً وَ رَحْمَةُ اللَّهِ وَ بَرَكَاتُهُ.

زاد المعاد ص521 .

الإشراق السابع :
زيارة أبا الفضل العباس عليه السلام:

يا طيب : وردت زيارات مختصرة لأبي الفضل العباس عليه السلام مع زيارات الإمام الحسين عليه السلام الخاصة في كل مناسبة من شهر رجب وشعبان ورمضان والأعياد والمناسبات الأخرى مثل عرفة وعاشوراء وغيرها ، فنذكر العامة وإن شاء الله نذكر الباقي حين إكمال صحيفة زيارة الإمام الحسين عليه السلام :

زيارة أب الفضل العباس العامة :

قال الشيخ المفيد رحمه الله في المزار :

ثم امش حتى تأتي مشهد العباس بن علي عليه السلام فإذا أتيته .

فَقِفْ عَلَى بَابِ السَّقِيفَةِ :

وَ قُلْ :

سَلَامُ اللَّهِ : وَ سَلَامُ مَلَائِكَتِهِ الْمُقَرَّبِينَ ، وَ أَنْبِيَائِهِ الْمُرْسَلِينَ ، وَ عِبَادِهِ الصَّالِحِينَ ، وَ جَمِيعِ الشُّهَدَاءِ وَ الصِّدِّيقِينَ ، وَ الزَّاكِيَاتِ الطَّيِّبَاتِ ، فِيمَا تَغْتَدِي وَ تَرُوحُ عَلَيْكَ ، يَا ابْنَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ .

أَشْهَدُ لَكَ : بِالتَّسْلِيمِ وَ التَّصْدِيقِ ، وَ الْوَفَاءِ وَ النَّصِيحَةِ ، لِخَلَفِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ الْمُرْسَلِ ، وَ السِّبْطِ الْمُنْتَجَبِ ، وَ الدَّلِيلِ الْعَالِمِ ، وَ الْوَصِيِّ الْمُبَلِّغِ ، وَ الْمَظْلُومِ الْمُهْتَضَمِ .

فَجَزَاكَ اللَّهُ : عَنْ رَسُولِهِ ، وَ عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ، وَ عَنْ فَاطِمَةَ ، وَ عَنِ الْحَسَنِ وَ الْحُسَيْنِ ، أَفْضَلَ الْجَزَاءِ ، بِمَا صَبَرْتَ وَ احْتَسَبْتَ ، وَ أَعَنْتَ‏ ، فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ .

لَعَنَ اللَّهُ : مَنْ قَتَلَكَ ، وَ لَعَنَ اللَّهُ مَنْ ظَلَمَكَ‏ ، وَ لَعَنَ اللَّهُ مَنْ جَهِلَ حَقَّكَ ، وَ اسْتَخَفَّ بِحُرْمَتِكَ ، وَ لَعَنَ اللَّهُ مَنْ حَالَ بَيْنَكَ وَ بَيْنَ مَاءِ الْفُرَاتِ‏ .

أَشْهَدُ أَنَّكَ : قُتِلْتَ مَظْلُوماً ، وَ أَنَّ اللَّهَ مُنْجِزٌ لَكُمْ مَا وَعَدَكُمْ .

جِئْتُكَ يَا ابْنَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ : وَافِداً إِلَيْكُمْ ، وَ قَلْبِي مُسَلِّمٌ لَكُمْ وَ تَابِعٌ ، وَ أَنَا لَكُمْ تَابِعٌ ، وَ نُصْرَتِي لَكُمْ مُعَدَّةٌ ، حَتَّى يَحْكُمَ اللَّهُ‏ بِأَمْرِهِ‏ ، وَ هُوَ خَيْرُ الْحاكِمِينَ‏ ، فَمَعَكُمْ مَعَكُمْ ، لَا مَعَ عَدُوِّكُمْ ، إِنِّي بِكُمْ وَ بِإِيَابِكُمْ‏ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ، وَ بِمَنْ خَالَفَكُمْ وَ قَتَلَكُمْ مِنَ الْكَافِرِينَ ، قَتَلَ‏ اللَّهُ أُمَّةً قَتَلَتْكُمْ بِالْأَيْدِي وَ الْأَلْسُنِ .

ثم ادخل وانكب على القبر وقل :

السَّلَامُ عَلَيْكَ : أَيُّهَا الْعَبْدُ الصَّالِحُ ، الْمُطِيعُ لِلَّهِ وَ لِرَسُولِهِ ، وَ لِأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ، وَ لِلْحَسَنِ وَ الْحُسَيْنِ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِمْ ، وَ السَّلَامُ عَلَيْكَ ، وَ رَحْمَةُ اللَّهِ وَ بَرَكَاتُهُ ، وَ مَغْفِرَتُهُ وَ رِضْوَانُهُ ، وَ عَلَى رُوحِكَ وَ بَدَنِكَ .

أَشْهَدُ وَ أُشْهِدُ اللَّهَ : أَنَّكَ مَضَيْتَ ، عَلَى مَ مَضَى‏ بِهِ‏ الْبَدْرِيُّونَ ، وَ الْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ، الْمُنَاصِحُونَ لَهُ فِي جِهَادِ أَعْدَائِهِ ، الْمُبَالِغُونَ فِي نُصْرَةِ أَوْلِيَائِهِ ، الذَّابُّونَ عَنْ أَحِبَّائِهِ .

فَجَزَاكَ اللَّهُ : أَفْضَلَ الْجَزَاءِ ، وَ أَكْثَرَ الْجَزَاءِ ، وَ أَوْفَرَ جَزَاءِ أَحَدٍ ، مِمَّنْ وَفَى بِبَيْعَتِهِ ، وَ اسْتَجَابَ لَهُ دَعْوَتَهُ ، وَ أَطَاعَ وُلَاةَ أَمْرِهِ .

أَشْهَدُ أَنَّكَ : قَدْ بَالَغْتَ‏ فِي النَّصِيحَةِ ، وَ أَعْطَيْتَ غَايَةَ الْمَجْهُودِ ، فَبَعَثَكَ اللَّهُ فِي الشُّهَدَاءِ ، وَ جَعَلَ رُوحَكَ مَعَ أَرْوَاحِ السُّعَدَاءِ ، وَ أَعْطَاكَ مِنْ جِنَانِهِ أَفْسَحَهَا مَنْزِلً ، وَ أَفْضَلَهَا غُرَفاً ، وَ رَفَعَ ذِكْرَكَ فِي‏ الْعِلِّيِّينَ ، وَ حَشَرَكَ مَعَ‏ النَّبِيِّينَ‏ ، وَ الصِّدِّيقِينَ وَ الشُّهَداءِ وَ الصَّالِحِينَ ، وَ حَسُنَ أُولئِكَ رَفِيقاً .

أَشْهَدُ أَنَّكَ : لَمْ تَهِنْ وَ لَمْ تَنْكُلْ ، وَ أَنَّكَ مَضَيْتَ عَلَى بَصِيرَةٍ مِنْ أَمْرِكَ ، مُقْتَدِياً بِالصَّالِحِينَ ، وَ مُتَّبِعاً لِلنَّبِيِّينَ ، فَجَمَعَ اللَّهُ بَيْنَنَا وَ بَيْنَكَ ، وَ بَيْنَ رَسُولِهِ وَ أَوْلِيَائِهِ ، فِي مَنَازِلِ الْمُخْبِتِينَ‏ ، فَإِنَّهُ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ .

ثم انحرف إلى عند الرأس : فصل ركعتين ، ثم صل بعدهما ما بد لك ، و ادع الله كثيرا.

و قل عقيب الركعات :

اللَّهُمَّ : صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ ، وَ لَ تَدَعْ لِي فِي هَذَا الْمَكَانِ الْمُكَرَّمِ ، وَ الْمَشْهَدِ الْمُعَظَّمِ ، ذَنْباً إِلَّا غَفَرْتَهُ ، وَ لَا هَمّاً إِلَّا فَرَّجْتَهُ ، وَ لَا كَرْباً إِلَّا كَشَفْتَهُ ، وَ لَا مَرَضاً إِلَّا شَفَيْتَهُ ، وَ لَا عَيْباً إِلَّ سَتَرْتَهُ ، وَ لَا رِزْقاً إِلَّا بَسَطْتَهُ ، وَ لَا خَوْفاً إِلَّا آمَنْتَهُ ، وَ لَا شَمْلًا إِلَّا جَمَعْتَهُ ، وَ لَا غَائِباً إِلَّا حَفِظْتَهُ وَ أَدَّيْتَهُ ، وَ لَا حَاجَةً مِنْ حَوَائِجِ الدُّنْيَا وَ الْآخِرَةِ ، لَكَ فِيهَا رِضًى ، وَ لِيَ فِيهَا صَلَاحٌ ، إِلَّا قَضَيْتَهَا يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ .

ثم عد إلى الضريح : فقف عند الرجلين ، و قل :

السَّلَامُ عَلَيْكَ : يَا أَبَا الْفَضْلِ الْعَبَّاسَ بْنَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ، السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا ابْنَ سَيِّدِ الْوَصِيِّينَ ، السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا ابْنَ أَوَّلِ الْقَوْمِ إِسْلَاماً ، وَ أَقْدَمِهِمْ إِيمَاناً ، وَ أَقْوَمِهِمْ بِدِينِ اللَّهِ ، وَ أَحْوَطِهِمْ عَلَى الْإِسْلَامِ .

أَشْهَدُ : لَقَدْ نَصَحْتَ لِلَّهِ وَ لِرَسُولِهِ ، وَ لِأَخِيكَ ، فَنِعْمَ الْأَخُ الْمُوَاسِي ، فَلَعَنَ اللَّهُ أُمَّةً قَتَلَتْكَ ، وَ لَعَنَ اللَّهُ أُمَّةً ظَلَمَتْكَ ، وَ لَعَنَ اللَّهُ أُمَّةً اسْتَحَلَّتْ مِنْكَ الْمَحَارِمَ ، وَ انْتَهَكَتْ فِيكَ حُرْمَةَ الْإِسْلَامِ .

فَنِعْمَ : الصَّابِرُ الْمُجَاهِدُ ، الْمُحَامِي النَّاصِرُ ، وَ الْأَخُ الدَّافِعُ عَنْ أَخِيهِ ، الْمُجِيبُ إِلَى طَاعَةِ رَبِّهِ ، الرَّاغِبُ فِيمَا زَهِدَ فِيهِ غَيْرُهُ مِنَ الثَّوَابِ الْجَزِيلِ ، وَ الثَّنَاءِ الْجَمِيلِ ، فَأَلْحَقَكَ اللَّهُ بِدَرَجَةِ آبَائِكَ فِي دَارِ النَّعِيمِ .

اللَّهُمَّ : إِنِّي تَعَرَّضْتُ لِزِيَارَةِ أَوْلِيَائِكَ ، رَغْبَةً فِي ثَوَابِكَ ، وَ رَجَاءً لِمَغْفِرَتِكَ ، وَ جَزِيلِ إِحْسَانِكَ .

فَأَسْأَلُكَ : أَنْ تُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ الطَّاهِرِينَ ، وَ أَنْ تَجْعَلَ رِزْقِي بِهِمْ دَارّاً ، وَ عَيْشِي بِهِمْ قَارّاً ، وَ زِيَارَتِي بِهِمْ مَقْبُولَةً ، وَ حَيَاتِي بِهِمْ طَيِّبَةً ، وَ أَدْرِجْنِي إِدْرَاجَ الْمُكْرَمِينَ ، وَ اجْعَلْنِي مِمَّنْ يَنْقَلِبُ مِنْ زِيَارَةِ مَشَاهِدِ أَحِبَّائِكَ ، مُنْجِحاً قَدِ اسْتَوْجَبَ غُفْرَانَ الذُّنُوبِ ، وَ سَتْرَ الْعُيُوبِ ، وَ كَشْفَ الْكُرُوبِ ، إِنَّكَ‏ أَهْلُ التَّقْوى‏ وَ أَهْلُ الْمَغْفِرَةِ .

كتاب المزار ومناسك المزار للمفيد ص121ب55 .

وقال رحمه الله باب وداع العباس بن علي‏ عليه السلام : فإذ أردت وداعه للانصراف فقف عند الرأس‏ ، و قل :

أَسْتَوْدِعُكَ اللَّهَ : وَ أَسْتَرْعِيكَ ، وَ أَقْرَأُ عَلَيْكَ السَّلَامَ ، آمَنَّا بِاللَّهِ وَ بِرَسُولِهِ وَ بِكِتَابِهِ ، وَ بِمَا جَاءَ بِهِ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ ، اللَّهُمَّ اكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ ، اللَّهُمَّ لَا تَجْعَلْهُ آخِرَ الْعَهْدِ مِنْ زِيَارَتِي ، قَبْرَ ابْنِ أَخِي رَسُولِكَ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ ، وَ ارْزُقْنِي زِيَارَتَهُ أَبَداً مَا أَبْقَيْتَنِي ، وَ احْشُرْنِي مَعَهُ ، وَ مَعَ آبَائِهِ فِي الْجِنَانِ ، وَ عَرِّفْ بَيْنِي وَ بَيْنَهُ ، وَ بَيْنَ رَسُولِكَ وَ أَوْلِيَائِكَ ، اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ ، وَ تَوَفَّنِي عَلَى الْإِيمَانِ بِكَ ، وَ التَّصْدِيقِ بِرَسُولِكَ ، وَ الْوَلَايَةِ لِعَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ، وَ الْأَئِمَّةِ عَلَيْهِمُ السَّلَامُ ، وَ الْبَرَاءَةِ مِنْ عَدُوِّهِمْ ، فَإِنِّي رَضِيتُ بِذَلِكَ ، وَ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ .

وَ ادْعُ لِنَفْسِكَ : و لوالديك و للمؤمنين و المؤمنات ، و تخير من الدعاء ما شئت ، ثم ارجع إلى مشهد الحسين عليه السلام، وأكثر من الصلاة فيه و الزيارة و الدعاء .

و ليكن رحلك : بنينوى أو الغاضرية ، و خلوتك للنوم و الطعام و الشراب هناك ، فإذا أردت الرحيل فودع الحسين صلوات الله عليه‏ .

كتاب المزار للمفيد ص125ب56 .

كامل ‏الزيارات ص 257ب85ح1.

الذكر الرابع :
في الأربعين هذا أبى الله إلا أن يتم نوره :

في أربعين الإمام الحسين عليه السلام هذا

أبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون

مقال : نشر في موقع كتابات سنة سقوط الطاغية هدام ، في شهر صفر سنة 1424 هجري ، إذ بعد سقوطه بأسبوع كانت ذكرى أربعين الإمام الحسين عليه السلام في هذه السنة ، وتحول الإعلام لتغطية ملحمة الأربعين وما قام به المؤمنون من شيعة الحسين عليه السلام من زيارته، وأنشره هنا بتصرف لأنه به بعض البيان لحق المناسبة.

أرادوا أن يطفئوا نور الله : بكل وجودهم ومكرهم وخداعهم ، وبكل أعمالهم وسيرتهم وسلوكهم وبكل تصرف لهم ، فمنعوا مراسم شعائر ذكر الإمام أب عبد الله الحسين وآله عليهم السلام ، وكل ما يشرق في مجالس ذكره من تعريف نور هدى الله ، والتي فيها تحصل حقائق نور الإيمان والإخلاص والفداء في سبيل معرفة الله وتطبيق تكاليف دينه الغراء التي شرفنا بها ، وبحقيقة دينه القيم وكل تعاليمه الصادقة بحق ومن أئمة الهدى من آل محمد صلى الله عليهم وآله وسلم ، وكانت المدة ما يقارب الخمسة وعشرون سنة ، ولكن آبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون .

فإن الحزب الميت البائد : وكل مظلم سار في ركاب قيادة الظالم المتصادم مع نور الحسين وأتباعه في العراق ، فإنهم بكل سبيل حاولوا أن يمنعوا من ذكر الإمام أبا عبد الله الحسين ومعرفة مجده وفضله ، حتى المسير له للإقرار بولاية الدينية وقيادته النورانية ، أو بإقامة مجالس ذكره وبالخصوص إعلان الرفض التام لكل ضلال وظلام وظلم اعتدى على الحسين وآله في كل مسير التاريخ ، وذلك لأنه كان ذكر الحسين يصرخ في وجههم ويبين حقيقة ظلمهم وضلالهم وظلامهم ، ولذا نشروا كل فكر معاند ومحارب لنشر نور هدى الله من الحسين ومن آله الكرام الطاهرين وبكل أسلوب وخداع .

فإنه حتى لكاد أن يصيب المؤمنين اليأس : من إقامة دين الله وشعائره وتعريف نور الإمام أبا عبد الله الحسين عليه السلام بما يرضي الله تعالى ، ونشر هداه الحق الذي أشرق من الإمام أبا عبد الله الحسين وآله الكرام بكل وجودهم ، وإنه قد عرفهم الله تعالى في آيات البيوت المرفوعة { رِجَالٌ لاَ تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلاَ بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ } ولا غيرها من ملاهي الدنيا ، فإنهم كان لهم تعريف هدى الله بكل وجودهم علما وعملا وسيرة وسلوكا ، وقولا وفعلا يهدي بحق لما فيه عبودية الله ، ويعرف الدين الصادق ويطالب بإقامة العدل والإحسان .

وبعد التي والتيا : وكاد الزمان أن يطول وقضي منه ربع قرن ، جاء نصر الله تعالى بما لم يحسبه لا المؤمنون ولا الكافرون ولا المشركون ول الظُلام من حزب الضال المتصادم مع نور الحسين ، أو غيرهم ممن أقصاه من منصبه وجاء لنهب العراق وملكه ، فإنهم يعلمون أو لا يعلمون فإنهم قد مكنوا المؤمنون من نشر نور الإمام الحسين عليه السلام بأعلى إشراق له ممكن أن يظهر به عليه السلام من بعد يوم شهادة العظمى ، والتي أستحق بها أن يكون سيد الشهداء وسيد شباب أهل الجنة .

ويكون معه في الفضيلة والشرف : كل من سار على صراطه المستقيم مقتدي بمبادئه ومتحقق بنور هداه الحق الصادق ، والمصلح لشأن الإنسان في قرار نفسه وحقيقة وجودة وصافي وجدانه ، فيمنحه العزة والكرامة في كل تصرف له يرضي به الله وبه يقيم له العباد العبودية ، ويقيم تعاليمه في مجتمعه وأسرته وجيرانه ودولته وكل ما يحيطه ، فإن الحسين وآله بكل تصرف وسلوك لهم ، هم مظهر لتجلي دين الله تعالى الذي يعم الحياة كلها ، ويقتنيه ويتحقق به بالأرواح والأبدان والأخلاق والأفعال كل الكرام عند الله والمؤمنين ، وكل الطيبين والأحرار والمنصفين في طلب العز والكرامة والمجد والشرف والإباء على الضيم ، بل والعبودية لله تعالى والإخلاص له بكل شأن طلبه وحلله وحرمه سبحانه لكي يوصلنا لأعلى نعيم وأكرم سعادة في الدارين.

وهاك يا طيب : يا متنور بنور الحسين نسمع هذه القصص في سنن التأريخ الديني ، وفي حكمة الله في قانونه الرباني الذي شاء أن يجعل صبر أولياءه مناط لإمامتهم وملك لولايتهم النورانية .

كما قال تعالى : { وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا

لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ } السجدة24 .

فكان كل تحمل للشدائد : والمصاعب والمصائب للحسين وآله في كربلاء وقبلها وبعدها ، كانت يعرف وجود الطيبين وحقيقتهم المصطفاة والمتميزة بالنور عن أعداء الدين وممن خالفهم وعاندهم من أهل الضلال والظلام ، فإنهم عليهم السلام كانوا يعرفون ويقيمون حجة الله على كل العباد ، وبهم يُعرف عظمته ودينه حتى ل يبقى إنسان يمكنه أن يقول أني لم اعرف الصراط المستقيم للهدى الحق ، أو يقول عمي عليَّ سبيل النور الرباني وحقيقته ومصدر إشراقه من أولياء الله الصادقون المصطفون الأخيار ، والذين أختارهم الله تعالى على علم على العالمين .

فهذه القصص الدينية : بنص سنن كلام الله المجيد يعرفنا به حال من يريد أن يطفئ نور الله المشرق من ولاة دينه ولا يحب أن يتبعهم ، ويميز الله أئمة الحق نبي الرحمة وآله الحسين وأبيه وأخيه وبنيه ومن يتولى هداهم دين يعبد به الله .

فإنه قال تعالى في حال المشركين والضالين :

{سَيَقُولُ الَّذِينَ أَشْرَكُوا لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا أَشْرَكْنَ وَلاَ آبَاؤُنَا وَلاَ حَرَّمْنَا مِنْ شَيْءٍ كَذَلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ حَتَّى ذَاقُوا بَأْسَنَا

قُلْ هَلْ عِنْدَكُمْ مِنْ عِلْمٍ فَتُخْرِجُوهُ لَنَا إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَإِنْ أَنْتُمْ إِلاَّ تَخْرُصُونَ} الأنعام148 .

ولكن لله الحجة البالغة عليهم إذ قال سبحانه في بيان هذا :

{ قُلْ فَلِلَّهِ الْحُجَّةُ الْبَالِغَةُ فَلَوْ شَاءَ لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ} الأنعام149 .

وحجة دين الله الحق : التي يقيمها بأئمة حق يختارهم ، لأنه هو الذي يختار أشرف خلقه لهداية عباده كما قال تعالى :

{ وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ

وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ

سُبْحَانَ اللَّهِ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ } القصص68.

نعم وقد أختار لنا الله تعالى : من قبل ، أهل البيت النبوي الطاهر الحسين وآله آل محمد وعترته الكرام كما قال سبحانه :

{ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمْ الرِّجْسَ

أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا } الأحزاب33.

فهم المطهرون : من كل فكر لا يرضي الله تعالى ، حتى أنه كانو الهداة بعد إنذار نبينا محمد لدين الله ، وهم كانوا شهداء حق لدين الله ، ويعرفوه بكل وجودهم حين قال تعالى :

{وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلاَ أُنزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِنْ رَبِّهِ

إِنَّمَا أَنْتَ مُنذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ } الرعد7 .

فإن آل النبي المطهرون : هم الهداة للحق بعد النبي ، وهم معرفي دينه الصادق ، وشهود العدالة الربانية في إتقان هداه سبحانه بالطيبين الطاهرين ، والذين أختارهم كما قال تعالى :

{ أَفَمَنْ كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ

وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِنْهُ } هود17 .

وقد قال رسول الله : في حق الحسين وأبيه وأخيه ، إنهم مني وآنا منهم ، وفي كثير من المواقف والأحاديث ، وحتى ليحفظ ويعرف بحق كل شيعة آل محمد قول النبي الكريم رسول الله في سبطه الكريم :

حسين مني وأنا من حسين ، راجع ما ذكرنا في الباب الثاني من صحيفة الإمام الحسين وصحيفة ذكر علي عبادة من موسوعة صحف الطيبين .

فآل النبي الكريم وأهل البيت الطاهرين : هم من النبي وجود ودين ، وهو منهم بقاء لهداه الحق ومنهم مشرق نورا ساطعا ، وهم الصادقون إلى يوم الدين من غير ظلام يخالط معارف دينهم لأعدائهم ، وهكذا منهم كل من تولى دينهم بحق واقتدى بهم للسير بصراط المستقيم لهدى الله وعبوديته بحق حتى ينال كل نعيم في الدارين.

نعم في هذه : السنة 1424 هجرية ، وفي أيام الذكر المتجدد للإمام الحسين بذكرى شهادته ، يُعرف الله جل شأنه بحكمة لا مثيل لها ، دينه الحق عند الحسين وآله الكرام ، شاء المشركون والكفار أم أبوا ، وذلك بما يقيمه أنصار الحسين عليهم السلام في كل سنة من مراسم ذكراه التي تتجدد في شهر محرم وصفر ، وبالخصوص في العاشر من المحرم والعشرون من صفر ، أي بعد أربعين يوم من شهادة الإمام أب عبد الله الحسين في سنة 61 للهجرة حين قارع الطغاة على الدين ، وعرفنا ضلال المتصدين للحكم .

فحاول بجد حتى الشهادة : إصلاح ما فسد من تعاليم الدين وم حرفه الظالمين ، وبكل وجوده وشأنه وجاهه وآله وعياله ، وبها عرفنا عليه السلام ، بل حكمة الله وإتقانه لخلقه وهداه عرفنا إخلاص الحسين وتضحيته وفداءه من أجل أن يشرق بنور هدى الله ويعرفنا دينه القيم ، وبكل وجوده وبكل غالي ونفيس قدمه من أجل إعلاء دين الله ورفع كلمته عالية ، وليراها كل منصف متجددة ذكراه عند المؤمنين .

ولذا كان يقيم : أنصار الحسين ومواليه وشيعته في كل سنة ذكراه ليجددوا العهد مع العدل والصلاح والإصلاح والهدى الإلهي وسنن الدين القيم وتعاليم الله الصادقة ، وليبقى صراط الله المستقيم في بالهم ذكرا ، ومصدر إشراق هدى الله بكل يقين ، في عقلهم فكرا ، به يُعرفون نور دين الله الحق عند الحسين وآله ، ويرووه لأنفسه ولأهلهم ولكل طيب في الدنيا يطلب دين الله الواقعي من آل الهدى الصادقين والمتفانين بتعريفه بفضل الله عليهم وتوفيقه لهم .

فإن نور سيرة الحسين وآله : المشرقة بالهدى الرباني شهد لها الله ، وذكر سبحانه بأنه في كل شيء من تصرفهم وسلوكهم فيه حقيقة تعريف لدينه القيم ، وذلك لأنهم لم يلههم ملهى عن تعريف دينه لا في تجارة ولا في بيع ولا في أي أمر يشغلهم عن تعليم معارفه .

وكما قال الله تعالى :

{ اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ زَيْتُونِةٍ لاَ شَرْقِيَّةٍ وَلاَ غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ

نُورٌ عَلَى نُورٍ

يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشَاءُ

وَيَضْرِبُ اللَّهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ}النور35.

هذا النور : الذي يهدي به الله عباد المخلصين الذين يطلبوه بحق هو عند الحسين وآله الطاهرين كما قال بعد هذه الآية الكريمة ـ

{ فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَ اسْمُهُ

يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ (36)

رِجَالٌ لاَ تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلاَ بَيْعٌ

عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ

وَإِقَامِ الصَّلاَةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ

يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالأَبْصَارُ (37)

لِيَجْزِيَهُمْ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ } النور38.

وقد جزى الله : الحسين وآله وشيعتهم المقام المحمود وجنة الخلد ، وجعله سيد شباب أهل الجنة ، وهكذا أنصاره يحفون معه في أي زمان ومكان كانوا ، وهذا فضل الله في تجدد ذكراه في كل سنة بل حتى كان عند المؤمنين والطيبين : كل أرض كربلاء وكل يوم عاشوراء ، حبا وتفاني في طاعته والسعي لزيارته ، ومحاولة التأسي والاقتداء به ، وتعلم هداه وتعليمه وعبادة الله به .

وأما مَن عاداه : وحرف الناس عن نور هدى الحسين وآله .

فقال الله بعد تلك الآيات في حقهم :

{ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَعْمَالُهُمْ كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاءً حَتَّى إِذَا جَاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئًا وَوَجَدَ اللَّهَ عِنْدَهُ فَوَفَّاهُ حِسَابَهُ

وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ (39)

أَوْ كَظُلُمَاتٍ فِي بَحْرٍ لُجِّيٍّ يَغْشَاهُ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ سَحَابٌ

ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِنْ نُورٍ} النور40 .

فليخسئوا أعداء الحسين ونهجه الحر ودينه القيم.

نعم نور الله عند النبي وآله الطيبين الطاهرين الحسين وآله : رجال النور المرفوع بذكرهم الخالص لله تعالى ، لأنه يُعرفنا دين الله بكل وجودهم وتصرفهم وبكل قول وعلم وعمل لهم ، وهذا ما قام به أبو الأحرار ورمز الثوار أب عبد الله الحسين وآله عليهم السلام ، وأدوا واجبهم الديني في مقارعة الظلم والضلال وتعريف دين الله الحق حتى الشهادة ، وهذا بما يحيه بأجلى منظر وهمه أنصار الحسين في كل سنة لتعريفه لكل الطيبين ، أن دين الله الحق عند الحسين وآله الكرام ، وأن الباطل والضلال والظلام عند أعداءهم ومن يقتدي بضلالهم .

ولكن عرفت : أن أوغاد من الحزب البائد المتصادم مع نور الله في العراق الجريح ، إنهم حاول أن يطفئوا بكل سبيل هذا النور المشرق من الحسين وأنصاره في كل زمان ومكان ، وبالخصوص في إحياء ذكرى ثورته التي تعرفنا وتميز يبن أهل النور والظلام ، وأهل الهدى والضلال ، حتى كاد أن ييأس المؤمنون من إقامة شعائر ثورته وإن لم يتوانوا بشتى السبل أن يعلنوا نور فدائه وتضحيته ، وذلك ليوجهوا الأحرار في الدنيا لمحل نور هدى الله عند الحسين وآله ، وأن الكافرين والمشركين بمنع ذكرى الحسين حسبوا أنه تم لهم ما أرادوا من كتم الحقيقة والهدى الواقعي لله عند الحسين وآله ، ولكن كان الله تعالى لهم بالمرصاد وهو متم نوره ولول كره الكافرون .

فإن هذا من قبل حكاه الله في كلامه المجيد : وبالتدبر بسننه الدينية لتعريف دينه الكريم وأولياء هداه الصادقون :

إن الكافرين والمشركين كانوا :

{ يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ

وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ (8) .

هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ

لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ } الصف9 .

فالله تعالى : أخذ على نفسه أن يتم نوره ولو كره الكفار والمشركون ، فإنه حتى المؤمنون مع ما كان من جهادهم وصبرهم وتضحيتهم في التحقق بنور الإمام الحسين بالسر ، وتناقل قصص الكرامة والمجد له وتعريف نور هداه ، كان مع هذا كله قد أعيتهم الحيلة وسُدت أمامهم في العراق الجريح السبل لنشر نور الله المشرق بفداء الحسين وسيرته وما علمه في كل حياته ، وكادوا أن يحسبوا باءت جهودهم بالفشل كلم حاولوا إحياء ذكرى الحسين ، فيمنعها الطغاة ويعتدي على نور هدى الله الحق المشرق من الحسين في ذكراه ، ولكن جاء نصر الله من حيث لم يحتسبوا كما قال الله تعالى :

{هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِنْ دِيَارِهِمْ ِلأَوَّلِ الْحَشْرِ مَا ظَنَنْتُمْ أَنْ يَخْرُجُوا وَظَنُّو أَنَّهُمْ مَانِعَتُهُمْ حُصُونُهُمْ مِنْ اللَّهِ

فَأَتَاهُمْ اللَّهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمْ الرُّعْبَ يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُمْ بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ

فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الأَبْصَارِ}الحشر2.

فإن قصور هدام وحزبه : كانت خاص بهم ، وممنوع منها المؤمنون بل ممنوعون من كل خيرات العراق الجريح ، وكانوا بأشد حالة من التحريم الاقتصادي والضيق المادي وفي أدنا مستوى معاشي مع وجود النفط ونهرين عظيمين لأرض السواد والخيرات ، ويرتع حزب الأموات وحدهم بخيرات العراق دون المؤمنين ، وقد عرفت كيف خرب الله بيوتهم بأيديهم وبأيدي كفار مثلهم بل ومؤمنين لم ينصروهم ، وكان الله يُصبر المؤمنين حتى جاء نصره ، وكما قال تعالى يحكي سنن الدين وتأريخ الهدى الإلهي في السابق والذي ينطبق على ما نحن فيه :

{ أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمْ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى

يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ

أَلاَ إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ } البقرة214.

وقال تعالى يعلمهم ويصبرهم :

{ أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ

مَسَّتْهُمْ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا

حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ

مَتَى نَصْرُ اللَّهِ

أَلاَ إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ }البقرة214 .

وفعلا جاء نصر الله وبالوقت المناسب : وبأقرب مما يتصوره المؤمنون وكل العباد ، وقد جاء مشركون طامعون بالعراق الحبيب وثروته الغراء ، فأزالوا الكفار من حكام العراق المتصادمون مع نور هدى الله المشرق من الحسين في الوقت المناسب ، فأزالوه في أوائل شهر صفر سنة 1424 هجري ، فكان لأنصار الحسين الزمان الكافي لأن يتهيئوا لأن يقيموا شعائر الله في العشرين من صفر يوم ذكر الأربعين من شهادة الحسين ، وهي المناسبة التي رجع فيها أهل البيت من أسر الطغاة والكفار في سنة شهادة الحسين سنة 61 للهجرة .

فتهيئ المؤمنون بكل وجودهم : ليعرفوا الدنيا كلها نور الهدى المشرق من الحسين وآله الكرام ، فأخذ أنصار الإمام الحسين في كل أنحاء العراق المظلوم يعدون العدة ليعرفوا الإمام أبا عبد الله الحسين وإباءه على الضيم وطلبه لإصلاح ما فسد في دين أمة جده رسول الله ، وتعريف الحق من نور دين الله الصادق الواقعي والذي جاء به نبي الرحمة ، فقام بثورته التي عرفت الحق وأهله بأحد من السيف ، بالدم السائل بكربلاء ظلما على يد العتاة والطغاة على الحق والهدى في ذلك الزمان وفي كل زمان .

وبهذه المناسبة الحارة والمؤلمة : والتي جاء فيها آلاف المراسلين والإذاعات المتواجدة في العراق لتغطية أخبار حرب أهل العراق المظلوم ، بل حرب المشركين مع الكفار ، فأخذ كل المراسلين والفضائيات والإذاعات والتلفاز والصحف وشبكات الانترنيت والباتلوك وكل المواقع الاجتماعية والموالية والمعادية ، تدري أو لا تدري تعرف نور الإمام الحسين عليه السلام ، وتنشر تجدد ذكراه من أنصاره ، والذي في تعريفه حقيقة محل دين الله وهداه الصادق الواقعي ، وذلك عندما ينقلون ما يحيه أنصار الحسين وشيعته الذين يغلبون على سكان العراق الجريح ، وفي الذكرى السنوية لهذه المناسبة الشريفة أربعين الإمام الحسين عليه السلام .

وبهذا يا منصف : ويا مؤمن بقدرته الله وكيف يقيم الحجة على كل عباده في تعريف دينه الحق ، تقر وتتيقن بأنه الله العليم الحكيم والقادر المتعال ، بكل سبيل يُعرف دينه الحق بالنصر الظاهري ، أو بنشر حوادث مظلومية أولياءه وكيف أنحرف عنهم الناس حتى قتلوهم ، وتعدوا على المجد والشرف والإباء والإصلاح والعدل الذي جاء به المصلحون ، والمخلصون لتعريف دين الحق ونور هداه لعباده الطيبين في كل مكان وما حاولوا لتطبيقه فيهم في زمانهم .

فإنه قد يعمى الإنسان : فيحارب الحق ويعتدي على الهدى ، كما حاولو صلب المسيح أو قتلوا يحيى وأهدي رأسه لبغي من بغايا بني إسرائيل .

ولكن الله : عرفهم للناس بأجلى نور مشرق منهم نور دينه ، فعرّفن سبحانه بشهادتهم ومحاولة قتلهم أو في قتلهم ، إخلاصهم وتفانيهم في نشر دين الله وهداه الحق حتى الشهادة ، وأنهم المخلصون في دينه ولم يثنيهم شيء عن الإشراق بنور الله وتعريف الهدى الواقعي ، ولم ينحرفوا في الشدائد والصعاب ، فيخونوا كم خان أصحاب الظلام هدام وحزبه وهجروا صاحبهم ولم يدافعوا عنه وسلموه بكل وداعه لخصمه لعدم إيمانهم به .

ولكن أنصار الحسين المخلصين : كانوا في كل زمان يحاولون بكل جهدهم يعرفون الحق ، ولكن يمنعهم عتوا الطغاة وأنصار الكفر والباطل وما أكثرهم في الدنيا ، حتى قال الله تعالى وقليل من عبادي الشكور ، ويجتمعوا عليهم بالنار والحديد ، فتسيل من المؤمنين الدماء المظلومة وتزهق الأرواح الشريفة لتعريف نور الله المشرق من الحسين في كل ذكرى له ، وفي كل سنة كانت من سني عهد الطغاة ، فإن الحسين كان وما زال حرارة إيمان تنبض في قلوب المؤمنين ، تشدهم للصبر والتحمل للمصائب العظام حتى ينشروا نور الله ، ولو طغى كل أهل الدنيا على أنصار الحسين عليه السلام .

فإن طاغية العراق هدام وكل ظلام لأوليائه من قبل : تفند وأنكشف وفضح بيد المشركين أو بيد الموالين للحسين أو بيد غيرهم ، فإن أنصار الحسين بإقامة ذكر الإمام الحسين عليه السلام في هذه السنة من أربعين الإمام الحسين وما أدو من إقامة شعائر الله قاموا بواجبهم ، وإن الإذاعات والفضائيات والتلفاز المتواجد بالعرق والانترنيت وشبكاته ومواقع أخباره والصحف وكل شيء ، ينقل نور الحسين المشرق من أولياءه وما يقومون بتعريف الحق ودين الله الواقعي عند الحسين وآله الكرام آل البيت الطاهر الأخيار المصطفون الكرام عند الله وكل الطيبين ، وذلك عند تجديدهم لذكرى شهادته أو ذكرى الأربعين منها وفي كل سنة بأوسع مظهرا وأشد إخلاصا ونور ، وبهذا أقام الله حجة البالغة على كل خلق وأتم نوره ولو كره الكافرون.

وبهذا كأنه الله سبحانه يعرفنا : بأنه في هذه الأيام الشريف المناسبة لإعادة الرأس الشريف للحسين الذي حمله أعداء الله مع آله الكرام أسرى سبايا بأشد الأحوال وأصعب الظروف وهم آل محمد صلى الله عليه وآله وسلم ، للشام بعد قتله ، وحملوه من غير مستنكر لهم في كل البلاد ، وبعنوان خارجي على دين جده محمد ظلما وعدوانا وطغيانا واستهزاء بالدين وأهله ، في هذا اليوم عشرون صفر بعد أربعون يوما من شهادته أعاده آل الحسين لجسده الشريف فدفن معه في هذا اليوم ، وبقي يشرق نور يعرف الحق وهدى الله الواقعي على طول الزمان وفي كل مكان حين يقيم أنصاره هذا الذكر المؤلم والواقعة الأليمة .

وهكذا حتى أعداءه والكارهون : لذكره ، يعرفوا للناس الحسين ومبادئ الحقة في ثورته و يدرون أو لا يدرون ، وذلك حين ينقلون للعالم بكل وسائل الاتصالات عندهم ما يقوم به أنصار الحسين من إحياء ذكراه بهذه المناسبة بعد الحرب ، وبعد لم تقم حكومة رسمية للعراق وهم قاموا ليعرفوا من جرحهم بالظلم والطغيان ، ويروهم ما سيقومون به لإعادة حقهم وتعريف نور شرفهم ومجدهم مقتدين بالحسين عليه السلام .

وبهذا بانت حكمة الله :

بهذه الأحداث : الصعبة والمؤملة في العراق وما يصادفها من مناسبة إقامة مراسم ذكرى الحسين في الأربعين من شهادته ، ليعرف الله دينه الحق عند الحسين عليه السلام ، وبهذا يقوم المنصف من العباد وكل من يطلب المجد الواقعي الصادق والشرف والكرامة ، لأن يسأل لنفسه :

لماذا ثار الإمام الحسين عليه السلام ؟

لماذا هذا الكريم الماجد ضحى بنفسه وآله كلهم وساقهم للشهادة ؟

هل حل أمر عظيم بالدين : لا يحق معه لأكرم إنسان الحياة الدنيوية ، وإنه هل حقا قد حرفوا الحكام الطغاة الناس عن دين ، وصار المنكر معروف والمعروف منكر ، فكان الواجب تقديم النفس والتضحية بالأخوة والأولاد والأصحاب والأهل كلهم ، من أجل إقامة الإصلاح في الأمة بتقديم الغالي والنفيس حتى الشهادة ؟

مَن حرف الناس : حتى وصل لأمر بالمسلمين ، و يجعلهم يفتخرون باسم الدين بقتل أولاد الأنبياء والشرفاء والنبلاء ، وحتى قتلوا سيد شباب أهل الجنة وسبط نبي الرحمة وآله بغير رحمة ؟

لماذا يصر :الموالون للحسين عليه السلام ، بإقامة مجالس عزاءه وذكره بهذه الحرارة ؟

أيريدون : أن يعرفوا الحق وأهله ، ونور الله عند الحسين وآله الكرام ؟

أيردون : أن يقروا لله ولرسوله ، أن الحق مع الحسين ، وأنهم سائرون على منهجه الشريف ؟

أيردون : أن يتقربوا لله بنصر الحق وكشف ظلام الضالين المغضوب عليهم والذين اعتدوا على الحسين ، ورفض كل من مكنهم منه ؟

ما واجب من عرف إن الحق مع الحسين ؟

أينصره فيلبي نداءه ألا من ناصر ينصرنا ؟

أم يخنع ويلوي رأسه : لكي لا يمس بسوء أعداء الله وأتباعهم الضالين والطغاة بما يغيضهم ، فليسكت وينام على الكفر والضلال ، ولا يكشف سوء سريرتهم ودينهم ، ولا يستنكر كل فعل عملوا وعلموه من أجل تثبت حكمهم والعيش الذليل عند الله في أيام سلطانهم ، ولو بقتل الدين ومحاولة إطفاء نور الله بكل وجودهم حتى أضلوا الناس عن الحق وأهله على طول الزمان كل أتباعهم ، ويقول كان أباءن على ملة ونحنى على أثارهم مقتدون ، ولم يقل إنهم كانوا غافلون ؟

والإنسان الطيب والفاضل الشريف والماجد : يرفض كل باطل وينهض كالحسين وأنصاره فينشر الحق ، ويثور على الظلم ويتحقق بمبادئ الحسين عليه السلام ، ول يقبل الظلم والكفر والشرك وكل ضلال كأمر واقع ، فيدين بحق بدين الحسين وآله الذين طهرهم الله وأمر بمودتهم ، وأوجب الله تعالى الاقتداء بهم وأخذ دينه الحق منهم وعبوديته بهداهم ؟

ويا طيب : ما يقيمه المؤمنون من أنصال الحسين وآله صلى الله عليهم وسلم ، من التكريم والتضحية والتعب والإيثار والتحمل والعناء ، في زيارة الأربعين ، هو حق للحسين عليه السلام ، وطاعة وعبودية لله تعالى لما أحب من الصبر الجميل لأهل كرامته وتعريف دينه بهم ، وقد عرفه الموالون بوجودهم وطبقوه بكل علمهم وعملهم ، وبأفضل وأعلى مظهر وأوسع وأجمل منظر ، يدعوا للتفكر ويقيم الحجة على كل العباد ، فضلا عمن يحيط بهم .

هذا وأنا خادم علوم آل محمد الشيخ حسن جليل حردان الأنباري كلي أمل في هذه الأيام الشريفة أن يعرف المنصفون محل دين الله عند الحسين وآله ، فإنها حكمة الله في العراق وأهله ليقيم حجته البالغة على كل البشر .

فإنه لا يهم : عند الله ملك الدنيا بكل زينتها ونفطها وطغاته ، ولا تساوي عنده جناح بعوضه ، بل يريد الدين ومعرفة الحق والإيمان به حتى في أشد الظروف وأصعب الملابسات .

ولا يعني تسلط الظالم أنه مؤيد من الله : بل ليعرفنا أنه من تحمل الظلم كان كالحسين موالي له ناشر لنور الله في كل حال ، ويثبت إخلاصه عند الله بقدم صدق ، و ينال نعيم الخلد جنة عرضها السماوات والأرض ، ويكون في نعيم دائم وله رضى الله الأكبر ، ويكون كالمسيح لم ينثني عن دينه ولو أعطوا أكبر جائزة لمن يعثر عليه ليصلب حتى رفعه الله ، وكيحيى لم يداهن في شعائره وقيامه بالواجب من نشر دين الله وقول كلمة الحق التي فيها رضى الله تعالى ولو قطع إربا إربا ونشر بالمناشير ، وهكذا فعل بالحسين وأنصاره الطغاة على طول الزمان.

وهكذا كان : مثل أولياء هدى الله الحسين وآله والأنبياء الصابرون في جنب الله ، كل الثوار والأحرار الذين ساروا على نهجهم من أجل نشر دين الله المشرق من أئمة الحق والهدى في كل زمان ومكان ، وتعريف محل هداه عند المصطفين الأخيار دون غيرهم .

وهذا بلاء الله واختباره : يفوز به المؤمنون في كل حال ، ويخسر به الكفرة والمشركون في أي حال لهم ، وما الدنيا في الآخرة إلا قليل لا تقاس ، وعند ذلك تعرف لمن الفلج والفوز والفلاح ثكلتك أمك يا ابن مرجانه وي بن العوجه ويا أهل داعش وأتباعه .

فإن المقال : كما ينطبق على زمان الطاغية وتجبره ، ينطبق على كل زمان يظهر به من يريد بالمسلمين سوءا ، فلا يثنون المؤمنين عن الظهور بحق الحسين عليه السلام ، من تقديم العزاء له والسير حتى الكون عنده ، ومهما كان التهديد والظروف ، بل يشتد عزمهم وتكبر همتهم عند ظهور كل معاند لهم ، وطاغية باغية يحاول أن يصدهم .

وحقا لقد قال الله تعالى :

بسم الله الرحمن الرحيم

{ إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ (1)وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا (2)

فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا }النصر3.

خادم علوم آل محمد عليهم السلام

الشيخ حسن جليل حردان الأنباري

موسوعة صحف الطيبين

إضافة وتكميل :

زيارة الناحية :
زيارة الشهداء يوم عاشوراء :

يا طيب : نذكر زيارة الشهداء لمن

قال ابن المشهدي رحمه الله في المزار الكبير بسنده : عن الشيخ الصالح أبو ميسور بن عبد المنعم بن النعمان المعادي‏ رحمه الله ، قال: خرج من الناحية سنة اثنتين و خمسين و مائتين إلي على يد الشيخ محمد بن غالب الأصفهاني حين وفاة أبي رحمه الله ، و كنت حدث السن ، فكنت أستأذن في زيارة مولاي أبي عبد الله عليه السلام و زيارة الشهداء رضوان الله عليهم ، فَخَرَجَ إِلَيَّ مِنْهُ:

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ :

إِذَا أَرَدْتَ زِيَارَةَ الشُّهَدَاءِ رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ ، فَقِفْ عِنْدَ رِجْلَيِ الْحُسَيْنِ عَلَيْهِ السَّلَامُ ، وَ هُوَ قَبْرُ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمَا ، فَاسْتَقْبِلِ الْقِبْلَةَ بِوَجْهِكَ ، فَإِنَّ هُنَاكَ حَوْمَةَ الشُّهَدَاءِ عَلَيْهِمُ السَّلَامُ وَ أَوْمِ وَ أَشِرْ إِلَى عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ عَلَيْهِمَا السَّلَامُ :

وَ قُلْ :

السَّلَامُ عَلَيْكَ : يَا أَوَّلَ قَتِيلٍ مِنْ نَسْلِ خَيْرِ سَلِيلٍ‏ ، مِنْ سُلَالَةِ إِبْرَاهِيمَ الْخَلِيلِ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْكَ وَ عَلَى أَبِيكَ ، إِذْ قَالَ فِيكَ :

قَتَلَ اللَّهُ : قَوْماً قَتَلُوكَ ، يَا بُنَيَّ مَا أَجْرَأَهُمْ عَلَى الرَّحْمَنِ وَ عَلَى انْتِهَاكِ حُرْمَةِ الرَّسُولِ ، عَلَى الدُّنْيَ بَعْدَكَ الْعَفَا ، كَأَنِّي بِكَ بَيْنَ يَدَيْهِ مَاثِلًا ، وَ لِلْكَافِرِينَ قَائِلًا :

أَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍ‏

نَحْنُ وَ بَيْتِ اللَّهِ أَوْلَى بِالنَّبِيِ‏

أَطْعَنُكُمْ بِالرُّمْحِ حَتَّى يَنْثَنِي‏

أَضْرِبُكُمْ بِالسَّيْفِ أَحْمِي عَنْ أَبِي‏

ضَرْبَ غُلَامٍ هَاشِمِيٍّ عَرَبِيٍ‏

وَ اللَّهِ لَا يَحْكُمُ فِينَا ابْنُ الدَّعِيِ‏

حَتَّى قَضَيْتَ : نَحْبَكَ‏ ، وَ لَقِيتَ رَبَّكَ ، أَشْهَدُ أَنَّكَ أَوْلَى بِاللَّهِ وَ بِرَسُولِهِ ، وَ أَنَّكَ ابْنُ حُجَّتِهِ وَ أَمِينُهُ ، حَكَمَ اللَّهُ لَكَ عَلَى قَاتِلِكَ مُرَّةَ بْنِ مُنْقِذِ بْنِ النُّعْمَانِ الْعَبْدِيِّ ، لَعَنَهُ اللَّهُ وَ أَخْزَاهُ ، وَ مَنْ شَرِكَهُ فِي قَتْلِكَ ، وَ كَانُوا عَلَيْكَ ظَهِيراً ، أَصْلَاهُمُ‏ اللَّهُ جَهَنَّمَ وَ ساءَتْ مَصِيراً .

وَ جَعَلَنَا اللَّهُ : مِنْ مُلَاقِيكَ وَ مُرَافِقِيكَ ، وَ مُرَافِقِي جَدِّكَ وَ أَبِيكَ ، وَ عَمِّكَ وَ أَخِيكَ ، وَ أُمِّكَ الْمَظْلُومَةِ ، وَ أَبْرَأُ إِلَى اللَّهِ مِنْ قَاتِلِيكَ ، وَ أَسْأَلُ اللَّهَ مُرَافَقَتَكَ فِي دَارِ الْخُلُودِ ، وَ أَبْرَأُ إِلَى اللَّهِ مِنْ أَعْدَائِكَ أُولِي الْجُحُودِ ، وَ السَّلَامُ عَلَيْكَ وَ رَحْمَةُ اللَّهِ وَ بَرَكَاتُهُ .

السَّلَامُ عَلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحُسَيْنِ : الطِّفْلِ الرَّضِيعِ ، وَ الْمَرْمِيِّ الصَّرِيعِ ، الْمُتَشَحِّطِ دَماً ، الْمُصَعَّدِ دَمُهُ فِي السَّمَاءِ ، الْمَذْبُوحِ بِالسَّهْمِ فِي حَجْرِ أَبِيهِ ، لَعَنَ اللَّهُ رَامِيَهُ حَرْمَلَةَ بْنَ كَاهِلٍ الْأَسَدِيَّ وَ ذَوِيهِ .

السَّلَامُ عَلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ : مُبْلَى الْبَلَاءِ ، وَ الْمُنَادِي بِالْوَلَاءِ فِي عَرْصَةِ كَرْبَلَاءَ ، الْمَضْرُوبِ مُقْبِلًا وَ مُدْبِراً ، وَ لَعَنَ اللَّهُ قَاتِلَهُ‏ هَانِيَ بْنَ ثُبَيْتٍ الْحَضْرَمِيَّ.

السَّلَامُ عَلَى الْعَبَّاسِ بْنِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ : الْمِوَاسِي أَخَاهُ بِنَفْسِهِ ، الْآخِذِ لِغَدِهِ مِنْ أَمْسِهِ‏ ، الْفَادِي لَهُ الْوَاقِي ، السَّاعِي إِلَيْهِ بِمَائِهِ ، الْمَقْطُوعَةِ يَدَاهُ ، لَعَنَ اللَّهُ قَاتِلِيهِ يَزِيدَ بْنَ الرُّقَادِ ، وَ حَكِيمَ بْنَ الطُّفَيْلِ الطَّائِيَّ .

السَّلَامُ عَلَى جَعْفَرِ بْنِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ : الصَّابِرِ بِنَفْسِهِ مُحْتَسِباً ، وَ النَّائِي عَنِ الْأَوْطَانِ مُغْتَرِباً ، الْمُسْتَسْلِمِ لِلْقِتَالِ ، الْمُسْتَقْدِمِ لِلنِّزَالِ‏ ، الْمَكْثُوْرِ بِالرِّجَالِ‏ ، لَعَنَ اللَّهُ قَاتِلَهُ هَانِيَ بْنَ ثُبَيْتٍ الْحَضْرَمِيَّ.

السَّلَامُ عَلَى عُثْمَانَ بْنِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ : سَمِيِّ عُثْمَانَ بْنِ مَظْعُونٍ ، لَعَنَ اللَّهُ رَامِيَهُ بِالسَّهْمِ خَوْلِيَّ بْنَ يَزِيدَ الْأَصْبَحِيَّ الْإِيَادِيَ‏ الدَّارِمِيَّ .

السَّلَامُ عَلَى مُحَمَّدِ بْنِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ : قَتِيلِ الْإِيَادِيِ‏ الدَّارِمِيِّ ، لَعَنَهُ اللَّهُ وَ ضَاعَفَ لَهُ الْعَذَابَ الْأَلِيمَ ، وَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْكَ يَا مُحَمَّدُ وَ عَلَى أَهْلِ بَيْتِكَ الصَّابِرِينَ .

السَّلَامُ عَلَى أَبِي بَكْرِ بْنِ الْحَسَنِ الزَّكِيِّ الْوَلِيِّ : الْمَرْمِيِّ بِالسَّهْمِ‏ الرَّدِيِّ ، لَعَنَ اللَّهُ قَاتِلَهُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُقْبَةَ الْغَنَوِيَّ .

السَّلَامُ عَلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ الزَّكِيِّ " لَعَنَ اللَّهُ قَاتِلَهُ وَ رَامِيَهُ حَرْمَلَةَ بْنَ كَاهِلٍ الْأَسَدِيَّ .

السَّلَامُ عَلَى الْقَاسِمِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ : الْمَضْرُوبِ هَامَتُهُ‏ ، الْمَسْلُوبِ لَامَتُهُ‏ ، حِينَ نَادَى الْحُسَيْنَ عَمَّهُ ، فَجَلَى‏ عَلَيْهِ عَمُّهُ كَالصَّقْرِ ، وَ هُوَ يَفْحَصُ‏ بِرِجْلِهِ التُّرَابَ ، وَ الْحُسَيْنُ يَقُولُ :

بُعْداً لِقَوْمٍ قَتَلُوكَ وَ مَنْ خَصْمُهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ جَدُّكَ وَ أَبُوكَ .

ثُمَّ قَالَ : عَزَّ وَ اللَّهِ عَلَى‏ عَمِّكَ أَنْ تَدْعُوَهُ فَلَا يُجِيبَكَ ، أَوْ يُجِيبَكَ وَ أَنْتَ قَتِيلٌ جَدِيلٌ فَلَا يَنْفَعَكَ ، هَذَا وَ اللَّهِ يَوْمٌ كَثُرَ وَاتِرُهُ‏ ، وَ قَلَّ نَاصِرُهُ ، جَعَلَنِيَ اللَّهُ مَعَكُمَا يَوْمَ جَمْعِكُمَا ، وَ بَوَّأَنِي مُبَوَّأَكُمَا ، وَ لَعَنَ اللَّهُ قَاتِلَكَ عُمَرَ بْنَ سَعْدِ بْنِ نُفَيْلٍ الْأَزْدِيَّ ، وَ أَصْلَاهُ جَحِيماً ، وَ أَعَدَّ لَهُ عَذَاباً أَلِيماً .

السَّلَامُ عَلَى عَوْنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ الطَّيَّارِ فِي الْجِنَانِ : حَلِيفِ‏ الْإِيمَانِ ، وَ مُنَازِلِ‏ الْأَقْرَانِ ، النَّاصِحِ لِلرَّحْمَانِ ، التَّالِي لِلْمَثَانِي وَ الْقُرْآنِ ، لَعَنَ اللَّهُ قَاتِلَهُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ قُطْبَةَ النَّبْهَانِيَّ .

السَّلَامُ عَلَى مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ : الشَّاهِدِ مَكَانَ أَبِيهِ ، وَ التَّالِي لِأَخِيهِ ، وَ وَاقِيهِ بِبَدَنِهِ ، لَعَنَ اللَّهُ قَاتِلَهُ عَامِرَ بْنَ نَهْشَلٍ التَّيْمِيَّ .

السَّلَامُ عَلَى جَعْفَرِ بْنِ عَقِيلٍ : لَعَنَ اللَّهُ قَاتِلَهُ بِشْرَ بْنَ خُوطٍ الْهَمْدَانِيَّ .

السَّلَامُ عَلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَقِيلٍ ، وَ لَعَنَ اللَّهُ قَاتِلَهُ وَ رَامِيَهُ عُمَرَ بْنَ أَسَدٍ الْجُهَنِيَّ .

السَّلَامُ عَلَى الْقَتِيلِ ابْنِ الْقَتِيلِ ، عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُسْلِمِ بْنِ عَقِيلٍ ، وَ لَعَنَ اللَّهِ رَامِيَهُ عَمْرَو بْنَ صَبِيحٍ الصَّيْدَاوِيَّ .

السَّلَامُ عَلَى مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي سَعِيدِ بْنِ عَقِيلٍ ، وَ لَعَنَ اللَّهُ قَاتِلَهُ لَقِيطَ بْنَ يَاسِرٍ الْجُهَنِيَّ .

السَّلَامُ عَلَى سُلَيْمَانَ مَوْلَى الْحَسَنِ بْنِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ، وَ لَعَنَ اللَّهُ قَاتِلَهُ سُلَيْمَانَ بْنَ عَوْفٍ الْحَضْرَمِيَّ .

السَّلَامُ عَلَى قَارَبٍ مَوْلَى الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ ، السَّلَامُ عَلَى مُنْجِحٍ مَوْلَى الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ .

السَّلَامُ عَلَى مُسْلِمِ بْنِ عَوْسَجَةَ الْأَسَدِيِّ ، الْقَائِلِ لِلْحُسَيْنِ وَ قَدْ أَذِنَ لَهُ فِي الِانْصِرَافِ : أَ نَحْنُ نُخَلِّي عَنْكَ وَ بِمَ نَعْتَذِرُ إِلَى اللَّهِ مِنْ أَدَاءِ حَقِّكَ ، وَ لَا وَ اللَّهِ حَتَّى أَكْسِرَ فِي صُدُورِهِمْ رُمْحِي ، وَ أَضْرِبَهُمْ بِسَيْفِي ، مَا ثَبَتَ قَائِمُهُ‏ فِي يَدِي ، وَ لَا أُفَارِقُكَ ، وَ لَوْ لَمْ يَكُنْ مَعِي سِلَاحٌ أُقَاتِلُهُمْ بِهِ لَقَذَفْتُهُمْ بِالْحِجَارَةِ ، ثُمَّ لَمْ أُفَارِقْكَ حَتَّى أَمُوتَ مَعَكَ ، وَ كُنْتَ أَوَّلَ مَنْ شَرَى نَفْسَهُ ، وَ أَوَّلَ شَهِيدٍ مِنْ شُهَدَاءِ اللَّهِ‏ قَضى‏ نَحْبَهُ‏ ، فَفُزْتَ وَ رَبِّ الْكَعْبَةِ .

شَكَرَ اللَّهُ لَكَ اسْتِقْدَامَكَ وَ مُوَاسَاتَكَ إِمَامَكَ ، إِذْ مَشَى إِلَيْكَ وَ أَنْتَ صَرِيعٌ فَقَالَ : يَرْحَمُكَ اللَّهُ يَا مُسْلِمَ بْنَ عَوْسَجَةَ .

وَ قَرَأَ : { فَمِنْهُمْ مَنْ قَضى‏ نَحْبَهُ وَ مِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَ ما بَدَّلُوا تَبْدِيلًا } ، لَعَنَ اللَّهُ الْمُشْتَرِكِينَ فِي قَتْلِك َ: عَبْدَ اللَّهِ الضَّبَابِيَّ ، وَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ خُشْكَارَةَ الْبَجَلِيَّ .

السَّلَامُ عَلَى سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْحَنَفِيِّ ، الْقَائِلِ لِلْحُسَيْنِ وَ قَدْ أَذِنَ لَهُ فِي الِانْصِرَافِ : لَا وَ اللَّهِ لَا نُخَلِّيكَ حَتَّى يَعْلَمَ اللَّهُ انَّا قَدْ حَفِظْنَا غَيْبَةَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ فِيكَ ، وَ اللَّهِ لَوْ أَعْلَمُ أَنِّي أُقْتَلُ ثُمَّ أُحْرَقُ ثُمَّ أُذْرَى‏ ، يُفْعَلُ ذَلِكَ بِي سَبْعِينَ مَرَّةً ، مَا فَارَقْتُكَ حَتَّى أَلْقَى حِمَامِي دُونَكَ ، وَ كَيْفَ لَا أَفْعَلُ ذَلِكَ ، وَ إِنَّمَا هِيَ مَوْتَةٌ أَوْ قَتْلَةٌ وَاحِدَةٌ ، ثُمَّ هِيَ الْكَرَامَةُ الَّتِي لَا انْقِضَاءَ لَهَا أَبَداً ، فَقَدْ لَقِيتَ حِمَامَكَ‏ ، وَ وَاسَيْتَ إِمَامَكَ ، وَ لَقِيتَ مِنَ اللَّهِ الْكَرَامَةَ فِي دَارِ الْمُقَامَةِ ، حَشَرَنَ اللَّهُ مَعَكُمْ فِي الْمُسْتَشْهَدِينَ ، وَ رَزَقَنَا مُرَافَقَتَكُمْ فِي أَعْلَى عِلِّيِّينَ .

السَّلَامُ عَلَى بَشِيرِ بْنِ عُمَرَ الْحَضْرَمِيِّ ، شَكَرَ اللَّهُ لَكَ قَوْلَكَ لِلْحُسَيْنِ وَ قَدْ أَذِنَ لَكَ فِي الِانْصِرَافِ : أَكَلَتْنِي إِذاً السِّبَاعُ حَيّاً إِذَا فَارَقْتُكَ ، وَ أَسْأَلُ عَنْكَ الرُّكْبَانَ ، وَ أَخْذُلُكَ مَعَ قِلَّةِ الْأَعْوَانِ ، لَا يَكُونُ هَذَا أَبَداً .

السَّلَامُ عَلَى زَيْدِ بْنِ حُصَيْنٍ الْهَمْدَانِيِّ الْمَشْرِقِيِّ الْقَارِيِّ الْمُجَدَّلِ‏.

السَّلَامُ عَلَى عِمْرَانَ بْنِ كَعْبٍ الْأَنْصَارِيِّ .

السَّلَامُ عَلَى نُعَيْمِ بْنِ عَجْلَانَ الْأَنْصَارِيِّ .

السَّلَامُ عَلَى زُهَيْرِ بْنِ الْقَيْنِ الْبَجَلِيِّ ، الْقَائِلِ لِلْحُسَيْنِ وَ قَدْ أَذِنَ لَهُ فِي الِانْصِرَافِ : لَا وَ اللَّهِ لَا يَكُونُ ذَلِكَ أَبَداً ، أَتْرُكُ ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ أَسِيراً فِي يَدِ الْأَعْدَاءِ وَ أَنْجُو ، لَا أَرَانِيَ اللَّهُ ذَلِكَ الْيَوْمَ .

السَّلَامُ عَلَى عَمْرِو بْنِ قَرَظَةَ الْأَنْصَارِيِّ .

السَّلَامُ عَلَى حَبِيبِ بْنِ مُظَاهِرٍ الْأَسَدِيِّ .

السَّلَامُ عَلَى الْحُرِّ بْنِ يَزِيدَ الرِّيَاحِيِّ.

السَّلَامُ عَلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَيْرٍ الْكَلْبِيِّ .

السَّلَامُ عَلَى نَافِعِ بْنِ هِلَالٍ الْبَجَلِيِّ الْمُرَادِيِّ .

السَّلَامُ عَلَى أَنَسِ بْنِ كَاهِلٍ الْأَسَدِيِّ .

السَّلَامُ عَلَى قَيْسِ بْنِ مُسْهِرٍ الصَّيْدَاوِيِّ .

السَّلَامُ عَلَى عَبْدِ اللَّهِ وَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ابْنَيْ عُرْوَةَ بْنِ حَرَّاقٍ الْغِفَارِيَّيْ .

السَّلَامُ عَلَى جَوْنٍ مَوْلَى أَبِي ذَرٍّ الْغِفَارِيِّ .

السَّلَامُ عَلَى شَبِيبِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ النَّهْشَلِيِّ .

السَّلَامُ عَلَى الْحَجَّاجِ بْنِ زَيْدٍ السَّعْدِيِّ .

السَّلَامُ عَلَى قَاسِطٍ وَ كُرْدُوسٍ ابْنَيْ زُهَيْرٍ التَّغْلِبِيَّيْنِ .

السَّلَامُ عَلَى كِنَانَةَ بْنِ عَتِيقٍ .

السَّلَامُ عَلَى ضِرْغَامَةَ بْنِ مَالِكٍ .

السَّلَامُ عَلَى جُوَيْنِ بْنِ مَالِكٍ الضُّبَعِيِّ .

السَّلَامُ عَلَى عَمْرِو بْنِ ضُبَيْعَةَ .

السَّلَامُ عَلَى زَيْدِ بْنِ ثُبَيْتِ الْقَيْسِيِّ.

السَّلَامُ عَلَى عَامِرِ بْنِ مُسْلِمٍ .

السَّلَامُ عَلَى قَعْنَبِ بْنِ عَمْرٍو النَّمِرِيِّ .

السَّلَامُ عَلَى سَالِمٍ مَوْلَى عَامِرِ بْنِ مُسْلِمٍ .

السَّلَامُ عَلَى سَيْفِ بْنِ مَالِكٍ .

السَّلَامُ عَلَى زُهَيْرِ بْنِ بِشْرٍ الْخَثْعَمِيِّ .

السَّلَامُ عَلَى بَدْرِ بْنِ مَعْقِلٍ الْجُعْفِيِّ.

السَّلَامُ عَلَى مَسْعُودِ بْنِ الْحَجَّاجِ وَ ابْنِهِ .

السَّلَامُ عَلَى مُجَمِّعِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْعَائِدِيِّ .

السَّلَامُ عَلَى عَمَّارِ بْنِ حَيَّانَ بْنِ شُرَيْحٍ الطَّائِيِّ .

السَّلَامُ عَلَى حَيَّانَ بْنِ الْحَارِثِ السَّلْمَانِيِّ الْأَزْدِيِّ .

السَّلَامُ عَلَى جُنْدَبِ بْنِ حَجَرٍ الْخَوْلَانِيِّ .

السَّلَامُ عَلَى عُمَرَ بْنِ خَالِدٍ الصَّيْدَاوِيِّ .

السَّلَامُ عَلَى سَعِيدٍ مَوْلَاهُ .

السَّلَامُ عَلَى يَزِيدَ بْنِ زِيَادِ بْنِ الْمُظَاهِرِ الْكِنْدِيِّ .

السَّلَامُ عَلَى جَبَلَةَ بْنِ عَلِيٍّ الشَّيْبَانِيِّ.

السَّلَامُ عَلَى أَسْلَمَ بْنِ كَثِيرٍ الْأَزْدِيِّ الْأَعْرَجِ .

السَّلَامُ عَلَى زُهَيْرِ بْنِ سُلَيْمٍ الْأَزْدِيِّ.

السَّلَامُ عَلَى قَاسِمِ بْنِ حَبِيبٍ الْأَزْدِيِّ .

السَّلَامُ عَلَى عُمَرَ بْنِ الْأُحْدُوثِ الْحَضْرَمِيِّ .

السَّلَامُ عَلَى أَبِي ثُمَامَةَ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الصَّائِدِيِّ .

السَّلَامُ عَلَى حَنْظَلَةَ بْنِ أَسْعَدَ الشِّبَامِيِّ .

السَّلَامُ عَلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْكُدُرِّ الْأَرْحَبِيِّ .

السَّلَامُ عَلَى عَمَّارِ بْنِ أَبِي سَلَامَةَ الْهَمْدَانِيِّ .

السَّلَامُ عَلَى عَابِسِ بْنِ شَبِيبٍ الشَّاكِرِيِّ .

السَّلَامُ عَلَى شَبِيبِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ سَرِيعٍ .

السَّلَامُ عَلَى مَالِكِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَرِيعٍ .

السَّلَامُ عَلَى الْجَرِيحِ الْمَأْسُوِر سَوَّارِ بْنِ أَبِي حِمْيَرٍ الْفَهْمِيِّ الْهَمْدَانِيِّ .

السَّلَامُ عَلَى الْمُرْتَثِ‏ مَعَهُ عَمْرِو بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْجُنْدُعِيِّ .

السَّلَامُ عَلَيْكُمْ يَا خَيْرَ أَنْصَارٍ ، السَّلَامُ عَلَيْكُمْ‏ بِما صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ ، وَ بَوَّأَكُمُ اللَّهُ مُبَوَّءَ الْأَبْرَارِ .

أَشْهَدُ لَقَدْ كُشِفَ لَكُمُ الْغِطَاءُ ، وَ مُهِّدَ لَكُمُ الْوِطَاءُ ، وَ أُجْزِلَ لَكُمُ الْعَطَاءُ ، وَ كُنْتُمْ عَنِ الْحَقِّ غَيْرَ بِطَاءٍ ، وَ أَنْتُمْ لَنَا فَرَطٌ ، وَ نَحْنُ لَكُمْ خُلَطَاءُ فِي دَارِ الْبَقَاءِ ، وَ السَّلَامُ عَلَيْكُمْ وَ رَحْمَةُ اللَّهِ وَ بَرَكَاتُهُ‏ .

المزار الكبير لابن المشهدي ص 485 ب8 ،

قال محقق المزار الكبير : في شرح بعض الفاظ الزيارة وأغلبها عن تعليق المجلسي في البحار:

حومة الشّهداء: معظمهم. السليل و السلالة: الولد، و المراد بخير سليل: الحسين عليه السلام، فإنه كان في زمانه أشرف أولاد إبراهيم، و علي بن الحسين أول مقتول من أولاد الحسين عليه السلام، و لو كان المراد بخير سليل الرسول صلى الله عليه و آله، كما هو الظاهر، لكان مخالفا لما هو المشهور، من تقدم شهادة أولاد الحسن عليه السلام، لكن موافق لما ذكره ابن إدريس في السرائر، حيث قال: هو أول من قتل في الواقعة يوم الطف . البحار.

عفا الشيء: درس و لم يبق له أثر، العفا: التراب. انثنى: انعطف ورد بعضه على بعض. الدعي: ولد الزنا. قضى نحبه: مات، و عن الجزري: فيه طلحة ممن قضى نحبه، النحب النذر، كأنه ألزم نفسه أن يصدق برأسه في الحرب فوفى به، و قيل: النحب الموت، كأنه يلزم نفسه أن يقاتل حتى يموت.

أصلى النا ر: قاسى حرها أو احترق بها.

شحطه: ضرجه بالدم. مبلي البلاء أي الممتحن بالبلاء و الذي أنعم عليه بالبلاء، قال الله تعالى: { و نبلوكم بالشر و الخير فتنة } عن بحار الأنوار.

أي ولاء أخيه و أهل بيته و محبتهم و طاعتهم. المضروب كذا، أي الذي أحاط به العدو من جميع جوانبه، فكان يقاتل مقبلا و مدبرا. من أمسه: أي يومه، لأنه أمس بالنسبة إلى الغد، أو المراد الأمس بالنسبة إلى يوم المخاطبة و الزيارة.

المستقدم للنزال: المتقدم في الحرب، و قال الفيروزآبادي: النزال- بالكسر- أن ينزل الفريقان عن إبلهما إلى خيلهما فيتضاربوا.

المكثور: المغلوب الذي تكاثر عليه الناس فقهروه.

الهامة: رأس كل شيء. اللأمة: الدرع، و قيل: السلاح، و لأمة الحرب أداته. جلي عليه عمه: ذهب و كشف الناس عنه حتى أدركه، أو على بناء التفعيل أي نظر إليه، و قال الجوهري: أجلوا عن القتيل انفرجوا، و جلوت أي أوضحت و كشفت، و جلى ببصره إذا رمى به كما ينظر إليه الصقر إلى الصيد.

الفحص: البحث و الكشف. عز علي أن أراك بحال سيئة: أي يشتد و يشق علي.

الواتر: الجاني. نازله في الحرب: نزل في مقابلته و قاتله. قائمه: مقبضه. ذر الشي‏ء: نشره و رشه. الحمام: الموت أو قضاؤه و قدره. جدلته: صرعته. المرتث الذي حمل من المعركة رثيثا، اي جريحا و به رمق. الفرط: المتقدم قومه.

ذكره المفيد في مزاره، و السيد ابن طاووس في مصباح الزائر ص 148، وعنهما البحار ج101ص274. وأخرجه السيد في الإقبال ج2ص73، بإسناده الى جده الشيخ الطوسي، عن محمد بن أحمد بن عياش، عن ابي منصور بن عبد المنعم بن نعمان البغدادي، عن الناحية المقدسة عليه السلام، عنه البحار 45: 65، 101: 269.

الظاهر من الناحية المقدسة : في هذه الزيارة هو الإمام أبي محمد العسكري عليه السلام ، لأن في صدر الخبر انه خرج سنة اثنتين و خمسين و مائتين ، و قيل المراد به عند الإطلاق هو الحجة عليه السلام، اما في تاريخ الخبر اشكالا، لتقدمها على ولادة القائم عليه السلام بأربع سنين، و لعلها كانت اثنتين و ستين و مائتين، و الله العالم.

المزار الكبير لابن المشهدي محمد بن جعفر ص496 . إقبال الأعمال ج2ص573.

بحار الأنوار للعلامة المجلسي ج 98ص 268ب19ح1 .

زيارة أخرى للشهداء :

وقال الشيخ الطوسي رحمه الله : من زيارة الشهداء من رواية أبي حمزة الثمالي‏ :

السَّلَامُ عَلَيْكُمْ : يَا أَنْصَارَ دِينِ رَسُولِ اللَّهِ مِنِّي مَا بَقِيتُ ، وَ السَّلَامُ عَلَيْكُمْ دَائِماً إِذَا فَنِيتُ وَ بُلِيتُ ، لَهْفِي عَلَيْكُمْ أَيَّ مُصِيبَةٍ أَصَابَتْ كُلَّ مَوْلًى لِمُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدِ ، لَقَدْ عَظُمَتْ وَ خُصَّتْ وَ جَلَّتْ وَ عَمَّتْ مُصِيبَتُكُمْ ، إِنِّي بِكُمْ لَجَزِعٌ ، وَ إِنِّي بِكُمْ لَمُوجَعٌ مَحْزُونٌ ، وَ إِنَّ بِكُمْ لَمُصَابٌ مَلْهُوفٌ ، هَنِيئاً لَكُمْ مَا أُعْطِيتُمْ ، وَ هَنِيئاً لَكُمْ مَا بِهِ حُبِيتُمْ‏ ، فَلَقَدْ بَكَتْكُمُ الْمَلَائِكَةُ ، وَ حَفَّتْ بِكُمْ ، وَ سَكَنَتْ مُعَسْكَرَكُمْ‏ ، وَ حَلَّتْ مَصَارِعَكُمْ ، وَ قَدَّسَتْ وَ صَفَتْ بِأَجْنِحَتِهَا عَلَيْكُمْ ، لَيْسَ عَلَيْهَا عَنْكُمْ فِرَاقٌ إِلَى يَوْمِ التَّلَاقِ ، وَ يَوْمِ الْمَحْشَرِ ، وَ يَوْمِ الْمَنْشَرِ ، طَافَتْ عَلَيْكُمْ رَحْمَةٌ ، بَلَغْتُمْ بِهَا شَرَفَ الْآخِرَةِ ، أَتَيْتُكُمْ مُشْتَاقاً ، وَ زُرْتُكُمْ خَائِفاً ، أَسْأَلُ اللَّهَ أَنْ يُرِيَنِيكُمْ عَلَى الْحَوْضِ وَ فِي الْجِنَانِ مَعَ الْأَنْبِيَاءِ وَ الْمُرْسَلِينَ وَ الشُّهَداءِ وَ الصَّالِحِينَ وَ حَسُنَ أُولئِكَ رَفِيقاً .

وَ إِذَا فَرَغْتَ‏: عِنْدَ الْحُسَيْنِ فَادْعُ بِدُعَاءِ الْمَوْقِفِ الَّذِي قَدَّمْنَا ذِكْرَهُ ، أَوْ مَا يَقُومُ مَقَامَهُ مِنَ الْأَدْعِيَةِ .

مصباح المتهجد و سلاح المتعبد ج2ص724 .


[1] كامل ‏الزيارات ص : 287 ـ 290ذكر في الباب السادس و التسعون من نأت داره و بعدت شقته كيف يزور الحسين عليه الصلاة والسلام من الحديث 1ـ 7.

[2] كامل الزيارات ص132-136 ح1-10 ب49 . أنكفت السفن : مالت .

عناوين مفيدة :

تقبل الله أعمالكم وشكر سعيكم

صحيفة سيد الشهداء

أبو عبد الله الحسين بن علي عليه السلام

جزء

زيارات وأدعية الإمام الحسين عليه السلام

قسم زيارة الأربعين وفضل المشي إليه

تأليف وتحقيق وإعداد

خادم علوم آل محمد عليهم السلام

الشيخ حسن حردان الأنباري

موقع موسوعة صحف الطيبين

ولحضرتكم 4000 صفحة من صحيفة الإمام الحسين عليه السلام مع قابلية الاختيار والاقتباس منها والنسخ واللصق في المواقع الاجتماعية

www.alanbare.com/3

أو الفهرس لعدة أجزاء

www.alanbare.com/3/f

نص زيارة الأربعين عن الإمام الصادق عليه السلام وعن جابر بن عبد الله الأنصاري ، وثوابها وفضلها مفصلا في صفحة يمكن الاقتباس والنسخ منها ونشره في المواقع الاجتماعية سواء الزيارات أو حديث أو عدة أحاديث عن ثواب زيارة الإمام أبو عبد الله الحسين عليه السلام

www.alanbare.com/3/40

نص زيارة الأربعين عن الإمام الصادق عليه السلام وعن جابر بن عبد الله الأنصاري ، وثوابها وفضلها مفصل في كراس بي دي أف صالح للمطالعة والقراءة على الحاسب والجوال بصورة جيدة جدا

www.alanbare.com/3/40.pdf




  ف ✐

  ✺ ت