بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله رب العلمين وصلى الله على نبينا الأكرم محمد و آله الطيبين الطاهرين
موسـوعة صحف الطيبين في      أصول الدين وسيرة المعصومين

صحيفة
نور الإمام الحسين عليه السلام
الجزء الخامس
سيادته وخلقه وأخلاقه وعبادته ودعائه ومعجزاته وحكمه وشعره

مقدمة الجزء الخامس : 

نحمد الله ونعرف عملنا في صحيفة الإمام الحسين عليه السلام :

بسم الله الرحمن الرحيم :

الحمد لله : الأول قبل الإنشاء والإحياء ، والآخر بعد فناء الأشياء ، والحمد لله الذي أظهر الخلق نوره ، وأقام الكائنات فضله ، ومهد لكل شيء ما به يحسن وجوده ، فسلك به بأدق الصنع لأجمل غايته ، ومتعه بحسن حقيقته حتى نهايته ، ولم يتخذ معينا حين برء النسمات ، ولم يشارك في الوحدانية بخلقه لكل ما في الأرضين والسماوات ، فأفصح تكوين كل شيء له بالإلهية ، وبما نعمه أوجب عليه الشكر له و العبودية ، فسبحان الله من واحد أحد ، وفرد من الأزل إلى الأبد ، لا شريك له ولا ولد.

 والسيد الصمد : الذي جعل كل شيء بعد خلقه يقصده ، ويطلب منه نعمه في كل آن بتكوينه وحاله ، فيكرمه وهو الكريم المنان ، وشرف الإنسان منه بحسن المقال والبيان ، فعلمه التقى ونهاه عما به يشقى ليخلد في الجنان، فهنيئا للمؤمنين الذين اتبعوا الهدى والرشد عند المنعم عليهم من سادة بني الإنسان ، من المرسلين والأنبياء وأوصيائهم حتى نبينا الأكرم محمد وآله الطيبين الطاهرين من أول خلق البشر حتى آخر الزمان .

فصلِّ اللهم وبارك وترحم وتحنن وسلم على سيدنا محمد سيد الأنبياء والمرسلين ، وعلى آله الطيبين الطاهرين ، علي بن أبي طالب أمير المؤمنين سيد الوصيين ، وفاطمة الزهراء سيدة نساء العلمين ، والحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة أجمعين ، ولأئمة من ذرية الحسين سادة المتقين ، كما صليت وباركت وترحمت وتحننت وسلمت على جدهم إبراهيم وآله وكل الأنبياء والمرسلين ، فإنك يا رب أرحم الراحمين .

 وتمم اللهم : نورنا بهداهم ورشدهم وألحقنا بهم بفضلك منعمين ، وبارك علينا بالإيمان بمعرفتهم حقا لنقتدي بهم مخلصين ، ولنقيم العبودية والشكر لك بيقين ، واجعلنا على صراطهم المستقيم من الآن إلى يوم الدين ، فإنك يا إلهي السيد الكريم وولي المؤمنين ، فتولانا بحق نبينا وآله الطيبين الطاهرين ، ورحم الله من قال آمين يا رب العلمين .

يا طيب : عرفنا في الأجزاء السابقة الأولى معرفة كريمة لأهم تفاصيل أنوار حقائق التدوين و التكوين الأعلى والأدنى ونور الله سبحانه المشرق في ولاة أمره صلى الله عليهم وسلم وبالخصوص الإمام الحسين عليه السلام ، حتى إن شاء الله العزيز الحكيم وبإذنه تحققنا به ، فكنا مع الطيبين الطاهرين والأخيار الصادقين والشهداء الصالحين .

وعرفنا : في الجزء السابق أهم حقائق ظهور نور الإمام الحسين عليه السلام في يوم ولادته المباركة ، وكل ما خصه الله وأخيه الأكبر و ما حفهما به من الكرامات في أهم أدوار حياتهم مع رسول الله، وعرفنا أهم أدلة وبراهين ولايتهما وإمامتهما في عالم الشهادة ، فعرفنا قسما من عظمة شأنهما ومناقبهما وفضائلهما ، وبقي حديث شريف لم نذكر تفاصيل معناه في الجزء السابق ، وهو قول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :

الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة

لما ستطلع عليه : من سعة معناه وكرامة مضمونه ، وما فتح من أبواب المعرفة والخير حتى كان سبب لمعرفة معنى السيادة في الوجود بصورة عامة وخاصة ، ولما كان أعلى وأفضل معنى للسيادة : هو السخاء بالعلم مع التقى كما عرفنا في صحيفة سادة الوجود  وما سنعرفه هنا في هذا الجزء ، والمناسب لأن يكون شرح الحديث مصباح نوره ، ثم في سفينة نجاة الباب تعقد مجالس ذكر لظهور حقائقه في الإمام الحسين عليه السلام ، وتجليه بالخصوص في سيرته وسلوكه وأحاديثه وحكمه ، بل يشمل كل حياته في شهادته وما بعدها بل من قبل ولادته ، وأسأل الله أن يوفقنا لشرحه وبيان خلق  وسيرة وعبادة وحكم الإمام الحسين عليه السلام ، وأن يجعلنا جميعا معه ومع آله الكرام في الدنيا والآخرة ، إنه أرحم الراحمين ، ورحم الله من قال آمين يا رب العلمين .

 

خادم علوم آل محمد عليهم السلام

الشيخ حسن حردان الأنباري

موسوعة صحف الطيبين

http://www.msn313.com