بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله رب العلمين وصلى الله على نبينا الأكرم وآله الطيبين الطاهرين
موسـوعة صحف الطيبين في      أصول الدين وسيرة المعصومين

صحيفة
نور الإمام الحسين عليه السلام الجزء الخامس

المجلس الثالث

تجلي سيادة الإمام بحكمه ومواعظه وشعره

الذكر الثاني

شعر الإمام الحسين عليه السلام

  

الإشراق الأول :

شعر الإمام الحسين عليه السلام الحكيم ذو الموعظة الحسنة :

يا طيب : قول الشعر الحق ، وبالخصوص في أهل البيت عليهم السلام مدحا ورثاء مدحه واستحسنه النبي الأكرم وآله الطيبين الطاهرين صلى الله عليهم وسلم ، فكيف به إذا كان الشعر شعرهم والقول قولهم ، وهم سادة الفصحاء وأئمة البلغاء ، ومنهم تعلم الناس الحكمة وبهم عرفت المواعظ الحسنة ، ولا ترى كلاما جميلا وأسلوبا حسنا وقولا رائعا يروق السامعين ، إلا كان له أصل في كلامهم أو هو منهم وري عنهم .

وقد قال رسول الله في الشعر : عن أبناء الحسين عن الحسين عن أبيه عن رسول الله صلى الله عليهم وسلم قال :

إن من البيان : لسحرا ، و من العلم جهلا .

و من الشعر : حكما ، و من القول عدلا [85].

وعن علي بن سالم عن أبيه عن أبي عبد الله عليه السلام قال :

ما قال : فينا قائل بيت شعر ، حتى يؤيد بروح القدس[86].

وعن الحسن بن الجهم قال سمعت الرضا عليه السلام يقول :

ما قال : فينا مؤمن شعرا يمدحنا به ، إلا بنى الله له مدينة في الجنة ، أوسع من الدنيا سبع مرات ، يزوره فيها كل ملك مقرب و كل نبي مرسل[87].

يا طيب : إذا كان هذا قسم من ثواب لمن يقول شعرا في أل محمد صلى الله عليهم وسلم ويعرف شأنهم ويذكر مناقبهم وفضلهم ، مدحا أو رثاء ، فكيف إذ كان الشعر شعر نفس أهل البيت ، وهم أهل كرامة الله ولهم ولمن يتولاهم خلقت الجنة ، فيكون حتما فيه من الموعظة الحسنة ما لا تجده في غيره ، وفيه من الحكمة ما يغني عن أي شعر ، ويستحب أن يحفظ كما يستحب أن تروى وتحفظ أحاديثهم عليهم السلام .

ويا طيب : سيأتي جزء خاص في صحيفة الإمام الحسين نذكر فيه أحاديث كثيرة في فضل وثواب من قال الشعر في الحسين عليه السلام ، وفي مطلق أهل البيت ، وهنا نذكر شعر الإمام الحسين نفسه ، لأنه تابع لحكمة البليغة ومواعظه الحسنة ، وقد عد الإمام الحسين شاعرا كثير ممن كتب في الشعر وعن الشعراء ، ومنهم :

 

في الموسوعة الشعرية قال :

الحسين بن علي : 4 - 61 هـ / 625 - 680 م

الحسين بن علي بن أبي طالب : الهاشمي القرشي العدناني، أبو عبد الله، السبط الشهيد ابن فاطمة الزهراء .

وفي الحديث : الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة.

ولد : في المدينة، ونشأ في بيت النبوة، وإليه نسبة كثير من الحسينيين[88].

ويا طيب : قد ألفت موسوعات كبيرة في الشعر ، جمعت فيه كل ما ذكره الشعراء في الإمام الحسين عليه السلام مدحا ورثاء ، وسميت بمثل أدب الطف أو أدب الحسين والحماسة وهو مختص بجمع شعره وشعر أنصاره وفيه ما لم نذكره هنا ، فإن كنت تحب الشعر عنه فتابع الدواوين المكتوبة فيه أو ذكرت عنه ما لم نذكره هنا ، ويأتي في الجزء الثامن شعر أصحابه حين المبارزة يوم عاشوراء فتابع ، ونذكر هنا ما ورد من شعره فقط .

 

وقال في كتاب كشف الغمة :

وأما شعر الإمام الحسين عليه السلام : فقد ذكر الرواة له شعرا ، ووقع إلي شعره عليه السلام بخط الشيخ عبد الله بن أحمد بن الخشاب النحوي رحمه الله ، وفيه قال أبو مخنف لوط بن يحيى : أكثر ما يرويه الناس من شعر سيدنا أبي عبد الله الحسين عليهما السلام ، إنما هو ما تمثل به .

وقال في كشف الغمة قد أخذت شعره : من مواضعه ، واستخرجته من مضانه وأماكنه ، ورويته عن ثقاة الرجال ، منهم : عبد الرحمن بن نجبة الخزاعي ، وكان عارفا بأمر أهل البيت عليهم السلام ومنهم : المسيب بن رافع المخزومي، وغيره رجال كثير .

ولقد أنشدني : يوما رجل من ساكني سلع هذه الأبيات.

فقلت له : أكتبنيها .

فقال لي : ما أحسن رداءك هذا ؟

 وكنت : قد اشتريته يومي ذاك بعشرة دنانير ، فطرحته عليه ، فأكتبنيها ، وهي :

 

 


 

الإشعاع الأول :

ما روي للإمام الحسين من الشعر في كتاب كشف الغمة :

قال أبو عبد الله الحسين :بن علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن  عبد مناف بن قصي عليه السلام.

ويا طيب : نضع لكل مجموعة شعرية عناوين مناسبة لأغلب أبياتها ونرويها عنه :

قال الإمام الحسين يذكر فضائلهم وإن خلافة رسول الله أرث وحقه لهم:

أنا  الحسين  بن  علي  بن   أبي     طالب   البدر   بأرض  العرب

ألم   تروا   و   تعلموا   أن   أبي     قاتل   عمرو  و  مبير  مرحب

و لم  يزل  قبل  كشوف  الكرب     مجليا   ذلك  عن  وجه  النبي

أليس من أعجب عجب العجب     بأن يطلب الأبعد ميراث النبي

والله  قد  أوصى   بحفظ  الأقرب

 


قال الإمام الحسين يصف مقامه وقربه من رسول الله: 

أبي علي  وجدي  خاتم  الرسل      و المرتضون لدين الله من قبلي

والله يعلم  و القرآن  ينطقه  إن      الذي بيدي من ليس يملك لي

ما يرتجى  بامرئ لا قائل  عذلا      ولا  يزيغ  إلى  قول  ولا عمل

ولا يرى  خائفا  في سره  وجلا      و لا يحاذر  من  هفو و لا زلل

يا ويح نفسي ممن ليس  يرحمها      أما  له  في كتاب الله من  مثل

أما له  في  حديث الناس  معتبر      من  العمالقة   العادية   الأول

يا أيها  الرجل  المغبون  شيمته       إني ورثت رسول الله  عن رسل

أأنت أولى به من آله فبما ترى      اعتللت وما في الدين  من علل

وفيها أبيات أخر ولم يذكرها في كشف الغمة .

 


قال الإمام الحسين يصف مناقبه وولايته وابتعاد عدوه عنها:

إذا استنصر المرء امرءا لا يدي له       فناصره   و  الخاذلون    سواء

أنا ابن الذي قد تعلمون   مكانه      وليس على الحق المبين   طخاء

أليس رسول الله  جدي و والدي      أنا البدران  خلا  النجوم خفاء

ألم  ينزل  القرآن  خلف   بيوتنا      صباحا ومن بعد  الصباح مساء

ينازعني   و  الله  بيني    و  بينه      يزيد و ليس الأمر حيث  يشاء

فيا نصحاء   الله   أنتم    ولاته      و  أنتم    على   أديانه   أمناء

بأي   كتاب   أم   بأية   سنة      تناولها    عن  أهلها     البعداء

 


 

قال الإمام الحسين في التقوى وحفظ اللسان والنية وإخلاصهم لله:

ما  يحفظ  الله   يصن      ما  يضع   الله    يهن

من  يسعد   الله  يلن      له  الزمان   إن  خشن

أخي  اعتبر  لا تغترر      كيف ترى صرف الزمن

يجزى     بما     أوتي       منفعل قبيح  أو حسن

أفلح    عبد   كشف      الغطاء   عنه     ففطن

وقر  عينا   من  رأى      إن   البلاء   في  اللسن

فماز  من     ألفاظه      في   كل   وقت و وزن

و خاف  من  لسانه      عزبا   حديدا     فخزن

و من  يكن معتصما      بالله   ذي  العرش  فلن

يضره   شيء  و من      يعدي    على الله و من

من  يأمن  الله يخف      و  خائف    الله    أمن

و  ما   لما    يثمرها      لخوف   من   الله   ثمن

يا  عالم  السر  كما      يعلم   حقا  ما    علن

صلى على جدي أبي      القاسم  ذي النور المنن

أكرم    من     حي      و  من لف ميتا في كفن

و امنن علينا بالرضى      فأنت    أهل     للمنن

و  أعفنا  في   ديننا      من   كل  خسر  و غبن

ما خاب من  خاب      كمن يوما إلى الدنيا ركن

طوبى لعبد  كشفت      عنه    غبابات     الوسن

و الموعد  الله  و ما      يقض   به   الله     يكن


 

قال الإمام الحسين  في وجوب اللجوء إلى الله في نوائب الزمان : 

إذا ما عضك  الدهر      فلا  تجنح  إلى  خلق

ولا تسأل  سوى الله      تعالى   قاسم   الرزق

فلو عشت و طوفت      من الغرب إلى الشرق

لما صادفت من يقدر      أن يسعد أو   يشقى

 


قال الإمام الحسين  شعر ينعى به من يحبهم ويظهر حزنه عليهم :

ذهب    الذين   أحبهم      و بقيت  فيمن  لا أحبه

فيمن      أراه     يسبني      ظهر   المغيب  ولا اسبه

يبغي فسادي ما استطاع      و    أمرهم     ما   أربه

حنقا  يدب  إلى  الضراء      و  ذاك    مما   لا  أدبه

و يرى  ذباب الشر  من      حولي    يطن  ولا  يذبه

وإذا  خبا وغر   الصدور      فلا   يزال   بهي   شبه

أفلا    يعيج       بعقله      أفلا  ينوب   إليه    لبه

أفلا   يرى  أن   فعلهم      ما  يسور      إليه   غبه

حسب  يبر  بي   كافيا      ما أختشى والبغي حسبه

و لقل  من  يبغي  عليه      فما   كفاه    الله   ربه

 


قال الإمام الحسين يصف ظلم حاكم زمانه لولايته وخلافته لجده : 

إلهي  علم  أن  ما      يبدي      يزيد    لغيره

و بأنه  لم يكتسبه      بغيره    و          بميره

لو أنصف النفس      الخئون لقصرت من سيره

و لكان ذلك منه      أدنى   شره  من   خيره

 


قال الإمام الحسين يصف خطب الدهر وفقد الأحبة من آله الكرام : 

رميتني    رمية   لا     مقيل     بكل خطب  فادح   جليل

و  كل  عبء  أيد    ثقيل     أول  ما  رزئت     بالرسول

و  بعد    بالطاهرة   البتول     و  الوالد  البر   بنا  الوصول

و  بالشقيق  الحسن  الجليل     والبيت ذي التأويل و التنزيل

و زورنا  المعروف من جبريل     فما له في  الزرء  من  عديل

ما لك عني اليوم من عدول      و حسبي ا لرحمن من  منيل

 

قال الأربلي في كشف الغمة : تم شعر مولينا الشهيد أبي عبد الله الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام وهو عزيز الوجود[89] .

ونذكر يا طيب : شعر آخر للإمام الحسين عليه السلام من كتب أخرى :

 


 

قال الإمام الحسين يصف تداول الأيام وصروف نوائبه : 

يا نكبات الدهر دولي دولي     وأقصري إن شئت أو أطيلي[90]

 

 

 

 

 


الإشعاع الثاني :

ما روي للإمام الحسين عليه السلام في الكتب الأخرى :

 

قال الإمام الحسين يذكر مناقبه وخلقه الكريم[91]:

سبقت   العلمين  إلى  المعالي     بحسن  خليقة  و علو  همه‏

و لاح بحكمتي نور الهدى في     ليال  في  الضلالة  مدلهمه‏

 يريد   الجاحدون    ليطفئوه     و يأبى  الله   إلا  أن يتمه‏

 


قال الإمام الحسين في ذم لهو المال والترغيب بالزهد :

وعن أبو بكر محمد بن يحيى الصولي قال: حدثنا محمد بن يونس الكديمي قال: حدثنا محمد بن المؤمل الحارثي قال: حدثنا الأعمش :

أن الحسين بن علي قال[92]:

كلما زيد  صاحب  المال  مالاً         زيد في همه  و في الأشغال

قد عرفناك يا  منغصة   العيش        و يا دار  كل فانٍ   وبال

ليس يصفو لزاهدٍ  طلب الزهد       إذا  كان  مثقلاً  بالعيال

 


وله عليه السلام في ذم الاغترار بالدنيا [93] :

يَا أَهْلَ لَذَّةِ دُنْيَا لَا بَقَاءَ لَهَا            إِنَّ اغْتِرَاراً بِظِلٍّ زَائِلٍ حُمُقٌ‏

 


قال الإمام الحسين في التوجه لله في طلب الرزق دون المخلوق :

وعن أبو منصور محمد بن محمد بن عبد العزيز العكبري قال: أنشدني القاضي عبد الله بن علي بن أيوب قال: أنشدنا القاضي أبو بكر بن كامل قال: أنشدني عبد الله بن إبراهيم وذكر أنه للحسين بن علي عليه السلام[94]:

إغن عن المخلوق  بالخالق         تغن عن الكاذب و الصادق

واسترزق الرحمن  من فضله         فليس  غير  الله  من  رازق

من ظن أن  الناس   يغنونه         فليس    بالرحمن     بالواثق

أو ظن أن المال من كسبه         زلّت به  النعلان  من حالق

 


قال الإمام الحسين يصف حال أهل القبور حين زار البقيع :

وعن أبا بكر هبة الله بن الحسن القاضي قال :  قرأت : على الحارث بن عبيد الله عن إسحاق بن إبراهيم قال: بلغني :

 أن الحسين بن علي عليه السلام :

 أتى مقابر الشهداء بالبقيع ، فطاف بها وقال[95]:

ناديت  سكان  القبور  فأسكتوا         وأجابني عن صمتهم  ندب الجثا

قالت أتدري ما صنعت بساكني         مزقت ألحمهم و خرقت  الكسا

و حشوت  أعينهم  تراباً  بعدما         كانت تأذى  باليسير من القذى

أما   العظام     فإنني     فرقتها         حتى  تباينت   المفاصل و الشوا

قطعت  ذا من ذا و من هذا كذا         فتركتها  رمماً   يطول  بها  البلى

 


قال الإمام الحسين في المناجاة بعد صلاة له عند قبر جدته خديجة:

روى في عيون المجالس : أن الإمام الحسين عليه السلام ،  ساير أنس بن مالك .

 فأتى قبر خديجة فبكى ، ثم قال :اذهب عني ، قال أنس : فاستخفيت عنه .

 فلما طال : وقوفه في الصلاة ، سمعته قائلا    [96]:

يا رب يا  رب  أنت  مولاه            فارحم عبيدا إليك  ملجاه‏ٌُُُُ

يا ذا المعالي عليك معتمدي            طوبى لمن كنت أنت  مولاه‏

طوبى لمن  كان  خائفا  أرقا            يشكو إلى ذي الجلال بلواه‏

و ما   به  علة  و لا  سقم            أكثر   من   حبه    لمولاه‏

إذا  اشتكى  بثه  و  غصته            أجابه    الله     ثم     لباه‏

إذا  ابتلي  بالظلام  مبتهلا            أكرمه    الله    ثم    أدناه‏

فنودي :

لبيك  لبيك   أنت  في   كنفي           و  كلما   قلت  قد  علمناه‏

صوتك      تشتاقه     ملائكتي            فحسبك الصوت قد سمعناه‏

دعاك عندي  يجول في   حجب            فحسبك  الستر  قد سفرناه‏

لو  هبت   الريح    في   جوانبه            خر    صريعا    لما   تغشاه‏

سلني  بلا   رغبة   و  لا  رهب            و لا  حساب   إني  أنا الله‏

 

 

 


الإشراق الثاني :

شعر للإمام الحسين له قصة وحكاية :

 

الإشعاع الأول :

شعر للإمام الحسين في جواب مسألة لإعرابي في اللغة :

و وقف أعرابيّ : على الحسن ( الحسين ) بن علي رضوان الله عليه في المسجد الحرام وحوله حلقة .

 فقال لبعض جلسائه : من هذا الرجل ؟

فقال : الحسين بن علي .

فقال : إياه أردتُ .

فقال : وما تصنع به يا أعرابيّ ؟

فقال: بلغني أنهم أهل بيت حكمة ، وأنهم يتكلمون فيعربون في كلامهم .

وإنِّي قد : قطعت بوادي وقفاراً ، وأودية ، وجئت لأطارحهُ الكلام ، وأسأله عن عويص العربية .

فقال له : إن كنت جئت لهذا ، فابدأ بذلك الشاب .

وأومأ بيده : إلى الحسين بن علي .

فوقف عليه الأعرابي : فسلَّم .

فرد السلام ثمَّ قال : ما حاجتك يا أعرابي ؟

فقال : إنِّي قد جئتك ، من : الهرقل ، والجُعلل ، والأيتم ، والهيهم .

فتبسم الحسين وقال : يا أعرابيّ لقد تكلمت بكلام لا يعقله إلاَّ العالمون .

قال الأعرابي : وأقول أكثر من هذا ، فهل أنت مُجيبي على قدر ذلك ؟

فقال الحسين : قل ما شئت ، فإنِّي مجيبك عنه .

فقال الأعرابي : أنا بدوي ، وأكثر مقالاتي الشعر ، وهو ديوان العرب .

فقال له الحسين : قل ما شئت ، فإنِّي مجيبك عنه .

ثم قال شعرا :

 هفا   قلبيَ    للّهو       و قد  ودَّع   شَرخيه

و قد  كان  أنيق ال       غصن   جرّاري ذيليه

عُلالات   و  لذاتٌ        فيا   سقيا   لعصريه

فلما عمَّمَ   الشيبُ       من    الرأس   بطاقيه

و أمسي  قد  عناني        منذُ تجداد خضابيه

تسلَّيت  عن   اللّهو        و   ألقيت   بُعاعيه

وفي الدَّهر أعاجيبٌ        لمن   يلبس  حاليه

فلم يعلم ذوو  رأي        أصيل   فيه    رأييه

لألفى   عبرةً   منه        له  في   كرّ   يوميه

 

قال الحسين : قد قلتَ فأحسنت .

فاسمع منّي فقال :

فما  رَبْعٌ شجاني ق        د محا آيات  رسميه

و مور حرجف  تترى        علَى  تلبيد    نُؤييه

رأى    مثعنجر  الود        ق يجودُ من خلاليْه

و قد  أحمد   برقاه        فلا   ذمَّ    لرعديه

و قد جلجل  رعداه        فلا    ذم   لبرقيه

ثجيج  الرعد  ثجّاجٌ        إذا  أرخى  نطاقيه

فأضحى دارساً قفراً        ليبنونة       أهليه

فقال الأعرابي : تالله ما رأيت كاليوم مثل هذا الغلام .

 وأغرب منه كلاماً ، ولا أذرب منه لساناً ، ولا أفصح منه منطقاً .

 

 فالتفت إليه : الحسن ( الحسين ) فقال : يا أعرابيّ :

هذا غلام كرَّم  الرح       من    بالتطهير    جدَّيه

كساه القمر  القمقام       من      نور       سنائيه

ولو   أعذر    طمّاحٌ       فضحنا    عن    عذاريه

وقد   أرضيت   عن       شعري و قوَّمت عَروضيه

 

فقال الأعرابي : بارك الله فيكما ، فوالله لقد أتيتكما وأنا مُبغضٌ لكما ، وانصرفت وأنا محب لكما ، راضٍ عنكما ، فجزاكما الله عنِّي خيراً ثمَّ انصرف ، أنتهى [97].

ويا طيب ذكر في : في الصراط المستقيم ، عن ابن طلحة : أن أعرابيا قطع القفار إلى الحسن ليكلمه في عويص العربية ، فأشار بعض من حضر ، أن يبدأ بالحسين ، فسلم ، و قال :

جئتك من : الهرقل ، و الجعلل ، و الأثيم ، و الهمهم .

وإن ما بين القوسين من اسم الحسن والحسين من الزهرة والصحيح ما في الصراط المستقيم حسب سياق القصة والباقي سواء في اللفظ .


ويا طيب : أما شرح معنى أبيات كل مقطوعة شعرية فهي :

أما شعر الإعرابي فيقول : أنه يحب اللعب مع ما أنه مضى شرخ أي قسم من عمره وهو أوله ، ولما بقي علالات أي باقي عمره وأوسطه وهو في لذة ويتنوق في حياته ، ومدح تلك الفترة بما فيه العيش والسقي لذلك العصر ، ثم لما جاء الشيب وحف بجانبي رأسه وطوقه وعم رأسه وأنه كان يجدد خضابه بالحناء أو مع الوسمة والخطمي كما عرفت ، وأنه لهى عن اللهو وأخذ يتصرف بوقار ، ثم يقول أن الدهر عجيب تصرف في الإنسان وتغيير أحواله .
فقال له الإمام الحسين عليه السلام :

مجيبا له : بنفس أسلوبه ، وبكلمات أكثر بيان لتغير أحوال الدهر على بنيه ، فإنه يقول لم يحزن على ما مر من عمره وقد محت منه أيام الصبا والشباب ، ومثل مضي الزمان به فقال : ومور جرجف أي مرور الرياح الباردة على الإنسان تجعله يستكين ويقلل الحركة يتلبد ، لكنه عليه السلام يقول مرور العمر يزهر الحياة ويكمل الإنسان مثل مثعنجر الودق وهو سيل المطر حين يدخل الوادي ويتخلله فيحيى وينمو نباته ، ولذا يجب أن يحمد برق الشيب ونور رعده ، فلا يذم ثجيجه أي سيلانه ، ومع ذلك فأنه يأتي زمان لا بقاء لشيء .

وأما الإمام الحسن عليه السلام : فقد مدح أخيه بما أجاد من الشعر في جوابه ، بأنه من فضل الرحمان عليه بالتطهير وإنه من يشيب قد كساه القمر نوره في كبره ، وبه يكمل الإنسان لا يبقى صبي أو شاب طامح في الحياة من غير وقار ، ومثل الإنسان الذي يكمل بمرور الأيام ويشيب عارضية ، بالشعر المقوم عروضه ، وإن أخيه الحسين عليه السلام بفضل الله قمقام: والقُماقِم من الرجال: السيّد الكثير الخير، الواسع الفضل.

فكان كلامهم عليهم السلام : أعمق وأتم وأكمل من كلامه في الأعتبار بصروف الدهر ، وبما يجب أن يعد له وبفضله في تكميل الإنسان ، فلا عجب مما تعجب ، فإنها سنة الحياة ومشهودة ، والعاقل يجب أن يعد لها عدة ويتلائم معها ، وحقا كان حكمة كلامهم موعظة حسنة لمن يتدبر كلامهم ، فهم بدون إعداد وبارتجال كان أحكم كلام وأبلغ مقال وأحسن أسلوب وأروع تعبير ، فلذا تعجب كيف أجابوه على البديهية بما يفوق كلام أعده ويفتخر به ، فأنصرف محب مود بعد أن كان قال معجب بنفسه  .

ويا طيب : إما قوله : إنِّي قد جئتك ، من : الهرقل ، والجُعلل ، والأيتم ، والهيهم .

فالظاهر به : يعبر عن حاله ، بأنه مزقه العمر وجعله الدهر بتمام حاله فهو هائم ، وهو عين ما شرحه بشعره ، لأن الهرقل هو الممزق القديم ، والجعلل ما جعل يفكر بنفسه ، والأيتم هو تمام حاله وكماله بعد شباب ه، وهيهم فهو الهائم يطلب جواب أحواله .


الإشعاع الثاني :

الإمام يأتي في نوم الفقيه محمد بن ميمون الحسيني وينصحه :

حكي :عن الفقيه الأديب النحوي أبي عبد الله محمد بن ميمون الحسيني، قال:

كانت لي في صبوتي: جاريةً، وكنت مغرىً بها، وكان أبي رحمه الله يعذلني ويعرض لي بيعها، لأنها كانت تشغلني عن الطلب والبحث عليه، فكان عذله يزيدني إغراء بها .

 فرأيت ليلةً في المنام : كأن رجلاً يأتيني في زي أهل المشرق كل ثيابه بيض.

وكان يلقى في نفسي:  أنه الحسين بن علي ابن أبي طالب رضي الله تعالى عنهما ، وكان ينشدني  :

تصبو   إلى   مي   و  مي  لا  تني       تزهو   ببلواك     التي   لا تنقضي

و   فخارك  القوم   الألى ما   منهم      إلا    إمام    أو   وصي  أو  نبي

فاثن عنانك للهدى عن ذي  الهوى      وخف الله عليك ويحك و أرعوي

 قال: فانتبهت فزعاً فيما رأيته ، فسألت الجارية ، هل كان لها اسم قبل أن تتسمى بالاسم الذي أعرفه .

 فقالت: لا، ثم عاودتها حتى ذكرت أنها كانت تسمى مية ، فبعتها حينئذٍ ، وعلمت أنه وعظٌ وعظني الله به عز وجل وبشرى[98].

 

 

 


الإشعاع الثالث :

شعر للإمام الحسين في الجود والكرم مع قصة له مع أعرابي :

عن  حميد بن ابراهيم المعافري قال: سمعت عبد الله بن عبد الله المديني ، يذكر عن أبيه عن جده .

 وكان مولى : للحسين بن علي بن أبي طالب .

وعن هارون بن محمد قال : حدثنا قعنب بن المحرز قال : حدثنا الأصمعي عن أبي عمرو بن العلاء عن الذيال بن حرملة قال :

 خرج سائل : يتخطى أزقة المدينة حتى أتى :

باب الحسين بن علي : فقرع الباب ، وأنشأ يقول.. ما يأتي .

وفي المناقب : وفد أعرابي المدينة فسأل عن أكرم الناس بها .

فدل على الحسين عليه السلام : فدخل المسجد فوجده مصليا .

فوقف بازائه وأنشأ :

لم يخب اليوم من رجاك ومن         حرك من خلف بابك الحلقة

و أنت  جود  و أنت معدنه         أبوك ما  كان  قاتل الفسقة

لولا الـــذي كــان من أوائلكم         كانت علينا الجحيم منطبقه

قال: وكان الحسين بن علي .

 واقفا يصلي : فخفف من صلاته .

 وخرج : إلى الإعرابي ، فرأى عليه أثر ضر وفاقة .

فرجع : ونادى بقنبر ، فأجابه : لبيك يا بن رسول الله صلى الله عليه وسلم.

قال: ما تبقى معك من نفقتنا ؟

قال: مائتا درهم أمرتني بتفرقتها في أهل بيتك، وفي المناقب : أربعة آلاف دينار.

 قال : فهاتها ، فقد أتى من هو أحق بها منهم .

 فأخذها : وخرج،  فدفعها إلى الإعرابي ، وأنشأ يقول عليه السلام :

خذها  و إني  اليك   معتذر         واعلم بأني عليك ذو شفقة

لو كان في سيرنا عصا تمد إذا         كانت سمانا عليك  مندفقة

لكن  ريب  المنون  ذو  نكد         و الكف منا قليلة  النفقة

 

قال : فأخذها الاعرأبي ، وولى وهو يقول :

مطهرون     نقيات     جيوبهم         تجري  الصلاة عليهم  أينما ذكروا

فأنتم  أنتم  الأعلون   عندكم         علم الكتاب وما جاءت به السور

من لم يكن علويا حين تنسبه          فما  له  في جميع  الناس  مفتخر

وفي المناقب قال : فأخذها الأعرابي وبكى.

فقال له : لعلك استقللت ما أعطيناك .

 قال :  لا ، ولكن كيف يأكل التراب جودك.

 وذكر وهو المروي عن الحسن بن علي عليهما السلام أيضا .

ولفظهما متقارب[99].

 

 


الإشراق الثالث :

شعر الإمام الحسين في مسير نهضته وفي يوم كربلاء :

 

شعر الإمام الحسين في المدينة بعد رفض البيعة للطاغية متمثلا :

قال أبو مخنف: حدثني عبد الملك بن نوفل بن مساحق عن أبى سعد المقبرى قال:

نظرت إلى الحسين : داخلا مسجد المدينة ، وإنه ليمشى وهو معتمد على رجلين ، يعتمد على هذا مرة ، وعلى هذا مرة ، وهو يتمثل بقول ابن مفرغ :

لا ذعرت السوام في فلق الصب    ح مغيرا ولا دعيت يزيدا

يوم  أعطى  من  المهابة   ضيما    والمنايا يرصدننى أن أحيدا

قال : فقلت في نفسي والله ما تمثل بهذين البيتين إلا لشيء يريد .

قال : فما مكث إلا يومين حتى بلغني أنه سار إلى مكة[100] .


وأنشد الإمام الحسين عليه السلام لما قصد الطف متمثلا[101] :

سأمضي فما بالموت  عار على  الفتى            إذا ما نوى خيرا وجاهد مسلما

و و واسى  الرجال الصالحين  بنفسه            و فارق مذموما و خالف  مجرما

أقدم   نفسي   لا   أريد     بقاءها            لنلقى  خميسا  في الهياج  عرمرما

فإن عشت لم أذمم و إن مت لم ألم            كفى بك ذلا أن  تعيش  فترغما

 


شعر للإمام الحسين بعد مقتل مسلم :

عن أبي المعمر المبارك بن أحمد بن عبد العزيز قال : أنشدنا المبارك بن عبد الجبار الصيرفي ، قال : أنشدنا محمد بن علي الصوري ، قال : أنشدنا أبو القاسم علي بن محمد بن شهدك الأصبهاني بصور :

للحسين بن علي عليه السلام:

قال : في المناقب واللهوف وغيره ، إن الإمام الحسين لما أتاه خبر مسلم ، وبعد إن  الترحم عليه قال[102] :

لئن كانت   الدنيا   تعد   نفيسة         فدار  ثواب  الله  أعلى   و أنبل

وان كانت الأبدان للموت أنشئت         فقتلٌ   في   سبيل   الله   أفضل

وإن كانت  الأرزاق   شيئا  مقدرا         فقلة سعي المرء في الكسب أجمل

وإن كانت الأموال  للترك  جمعت         فما  بال  متروك  به  المرء  يبخل

 


 

 و أنشأ الإمام الحسين عليه السلام يوم الطف[103]:

ويقال بعد مقتل الرضيع :

كفر  القوم  و  قدما   رغبوا            عن ثواب  الله  رب  الثقلين‏

قتلوا  قدما    عليا   و   ابنه            الحسن  الخير  الكريم الطرفين‏

حنقا  منهم  و  قالوا  أجمعوا            نفتك  الآن  جميعا  بالحسين

يا  لقوم   من   أناس   رذل            جمعوا   الجمع  لأهل الحرمين‏

ثم   ساروا  و  تواصوا  كلهم            باحتياجي   لرضاء  الملحدين‏

لم يخافوا  الله  في سفك دمي            لعبيد  الله   نسل   الكافرين‏

و ابن  سعد  قد  رمان عنوة            بجنود     كوكوف    الهاطلين‏

لا لشيء  كان  مني  قبل ذا            غير  فخري   بضياء الفرقدين‏

بعلي  الخير  من  بعد   النبي            و  النبي    القرشي   الوالدين‏

خيرة   الله  من  الخلق   أبي            ثم   أمي  فأنا   ابن  الخيرتين‏

فضة قد خلصت من  ذهب            فأنا  الفضة  و  ابن  الذهبين‏

فاطم  الزهراء   أمي  و  أبي            وارث  الرسل  و  مولى الثقلين‏

طحن    الأبطال  لما   برزوا            يوم  بدر  و   بأحد  و حنين‏

و  له  في  يوم  أحد   وقعة            شفت  الغل بفض العسكرين‏

ثم  بالأحزاب  و الفتح  معا            كان فيها حتف أهل  الفيلقين‏

و  أخو   خيبر  إذ   بارزهم            بحسام   صارم   ذي  شفرتين‏

منفي  الصفين عن سيف له            و كذا   أفعاله   في   القبلتين‏

و الذي أردى  جيوشا أقبلوا            يطلبون   الوتر  في  يوم  حنين‏

في سبيل  الله  ماذا  صنعت            أمة  السوء    معا    بالعترتين‏

عترة  البر   التقي  المصطفى            و على  القرم   يوم  الجحفلين‏

من  له  عم  كعمي   جعفر            وهب    الله   له    أجنحتين‏

من له جد كجدي في الورى            و كشيخي  فأنا ابن   العلمين‏

و الدي شمس  و أمي  قمر            فأنا  الكوكب  و ابن  القمرين‏

جدي المرسل مصباح الهدى            و   أبي   الموفى  له   بالبيعتين‏

بطل   قرم   هزبر    ضيغم            ماجد  سمح   قوي  الساعدين‏

عروة   الدين   علي  ذاكم            صاحب الحوض مصلي القبلتين‏

مع رسول  الله سبعا  كاملا            ما على الأرض مصل غير ذين‏

ترك  الأوثان لم يسجد  لها            مع قريش مذ  نشا  طرفة  عين‏

عبد  الله    غلاما    يافعا            و   قريش   يعبدون    الوثنين‏

يعبدون اللات و العزى معا            و   علي    قائم    بالحسنيين‏

و أبي  كان   هزبرا  ضيغما            يأخذ   الرمح  فيطعن  طعنتين‏

كتمشي الأسد بغيا  فسقوا            كأس حتف من نجيع  الحنظلين‏

 

 


شعر الإمام الحسين لما ودع النساء وسكينة :

و كانت سكينة : تصيح فضمها إلى صدره وقال[104]:

سيطول بعدي يا سكينة فاعلمي            منك البكاء إذا الحمام دهاني‏

لا  تحرقي  قلبي  بدمعك  حسرة            ما دام مني  الروح  في جثماني‏

و إذا قتلت  فأنت  أولى  بالذي            تأتينه     يا    خيرة     النسوان‏

 

 


شعر الإمام الحسين لما استوى على راحلته وأقدم على القوم للقتال [105] :

أنا ابن علي  الطهر  من آل هاشم            كفاني  بهذا   مفخرا  حين  أفخر

و جدي رسول الله أكرم من مضى            و نحن  سراج الله في  الخلق  نزهر

و فاطم  أمي   من  سلالة   أحمد            و عمي  يدعى ذا الجناحين جعفر

و فينا   كتاب  الله   أنزل  صادقا            و فينا الهدى و الوحي بالخير يذكر

و نحن  أمان  الله   للناس   كلهم            نسر   بهذا  في   الأنام  و   نجهر

و نحن  ولاة  الحوض نسقي ولاتنا            بكأس  رسول الله  ما ليس  ينكر

و شيعتنا  في الناس  أكرم   شيعة            و   مبغضنا   يوم  القيامة   يخسر

 


و كان الإمام الحسين عليه السلام يرتجز حين حمل على ميمنة القوم[106]:

الموت خير من ركوب العار            و العار خير من دخول النار

و الله ما هذا و هذا جاري‏

وقال عليه السلام في يوم كربلاء حين حمل على الميسرة :

ثم على الميسرة و هو يقول[107]:

أنا الحسين بن علي            آليت  أن   لا  أنثني‏

أحمي عيالات  أبي            أمضي على دين النبي‏

صلى الله عليك يا أبا عبد الله وسلم تسليما : اشهد يا مولاي إن سلم لمن سالمكم وعدوا لمن عداكم ، وأسأل الله أن يجعلنا معكم وعلى منهجكم في الدنيا والآخرة ، إنه أرحم الراحمين ، ورحم الله من قال آمين يا رب العلمين .

يا موفق يا الله عليك توكلي : تم هذا الجزء في صبيحة يوم ميلاد مولى الموحدين وسيد الأوصياء أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام وأهديه له ، وأسأله أن يتقبل مني هذا الجزء وما كتبت عن ولده الإمام الحسين عليه السلام وما أكتبه ، وأسأله أن يسقين شربة من حوضه يوم القيامة في أول الوافدين عليه لا أظمأ بعدها أبدا .

 ويجعلني وكل طيب : معهم نحف بهم في جميع مرافئ الكرامة والعز في الدنيا والآخرة ، وأن يشفع لنا في أول أيام القيامة بل من النشر ، بل أسأله أن يسأل الله الآن لأن يوفقنا لأن نكون بهداهم في طاعته وبخالص العبودية له سبحانه ويغفر لنا تقصيرنا.

وأسأل الله سبحانه وتعالى : أن يصدقنا النية في العبودية له بعد تعلمينا كل معارف عظمته، وبهدى النبي وآله الطيبين الطاهرين صلى الله عليهم وسلم ، وأن يجعلنا معهم في كل خير خصهم به في الدنيا والآخرة ، وأن يغفر لنا ذنوبنا ويعفو عنا ، ويرحمنا بكل بركة ونعيم خص به أولياءه ، إنه أرحم الراحمين ، ورحم الله من قال آمين يا رب العلمين .

اليوم السبت 13 رجب سنة 1431 هـ

5 / 4 / 1398 ه ش ، 26 /6حزيران / 2010 م

خادم علوم أل محمد عليهم السلام

حسن جليل حردان الأنباري
موسوعة صحف الطيبين

يا طيب : ويأتي جزء آخر إن شاء الله يحكي باقي قصة حياة الإمام الحسين في زمان شبابه وأحاديث يرويها عن جده سيد المرسلين وأبيه سيد الأوصياء ، وأحاديث له مع أخيه الإمام الحسن ، وجهاده واحتجاجاته مع الحكام في زمانه ، ثم يأتي جزء أخر يحكي أحداث نهضته وقيامة، وبعده جزء عن جهاد الإمام يوم عاشوراء حتى شهادته في سبيل الله، و وقائع بعدها ، ومسير آله إلى الكوفة وشرح خطبة الشقيقة أخته وغيرها مما مر على آله عليهم السلام بعد يومه ، وكلها ترينا : علمه وعمله في تصرفه وسلوكه ، وبما يدلنا على سيادته وملاكها في نشر العلم الإلهي بكل تقى، واسأل الله تمامها.

 


 

[85] بحار الأنوار ج1ص218ب6ح39 . عن النوادر للراوندي ص26 ، وفيه عيالا .

[86]عيون‏ أخبار الرضا عليه السلام ج1ص7 .وسائل ‏الشيعة ج14ص597ب104ح19890 .

[87] وسائل ‏الشيعة ج14ص598ب105ح19893.

[88] شعراء الموسوعة الشعرية ج1ص626 .

[89] كشف‏ الغمة ج2ص29ف8 ، بحار الأنوار ج75ص121ب20ح6 .

[90] دالت الأيام : دارت وتحولت وتغيرت . ودال الزمان : انقلب من حال إلى حال .

[91] المناقب ج4ص72 . بحار الأنوار ج44ص194ب26ح6 .

[92] بغية الطلب في تاريخ حلب ج3ص19 . البداية والنهاية ج8ص209 . تاريخ دمشق ج14ص186 . مختصر تاريخ دمشق ج1ص938 .

[93] المناقب ج4ص69 ، بحار الأنوار ج44ص193ب26ح6 .

[94] بغية الطلب في تاريخ حلب ج3ص19 . البداية والنهاية ج8ص209 . تاريخ دمشق ج14ص186 . مختصر تاريخ دمشق ج1ص938 .

[95] بغية الطلب في تاريخ حلب ج3ص19 . البداية والنهاية ج8ص209 . وفيه زار مقابر الشهداء . وفيه بدل ندب الجثا ، ترب الحصى . وبدل يطول ، يطوف . تاريخ دمشق ج14ص186 . مختصر تاريخ دمشق ج1ص938 .

[96] المناقب ج4ص69 . بحار الأنوار ج44ص193ب26ح5 وقال بيان : الأرق : بكسر الراء من يسهر بالليل . قوله : قد سفرناه : أي حسبك ، إنا كشفنا الستر عنك . قوله : لو هبّت الريح من جوانبه : الضمير إما راجع إلى الدعاء كناية عن أنه يجول في مقام لو كان مكانه رجل لغشي عليه مما يغشاه من أنوار الجلال ، و يحتمل إرجاعه إليه على سبيل الالتفات ، لبيان غاية خضوعه و ولهه في العبادة بحيث لو تحركت ريح لأسقطته .

[97] الصراط المستقيم ج2ص173 عن بن طلحة . كتاب الزهرة لبن داود الأصبهاني نشر موقع الوراق ج1ص223 .

[98] نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب للتلمساني ج4ص115 .

[99] مناقب آل أبى طالب ج4ص65و66 . وفي المناقب في سيرنا الغداة بدل في سيرنا عصا ، بغية الطلب في تاريخ حلب ج3ص18 . تاريخ دمشق ج14ص185 .قال نظمهما متقارب، مختصر تاريخ دمشق ج1ص938 . قال المجلسي رحمه الله بيان : قوله :عصا : لعل العصا كناية عن الإمارة والحكم ، قال الجوهري قولهم : لا ترفع عصاك عن أهلك ، يراد به الأدب وإنه لضعيف العصا أي الترعية ويقال أيضا : إنه للين العصا ، أي رفيق حسن السياسة لما ولي انتهي ، أي لو كان لنا في سيرنا في هذه الغداة ولاية وحكم أو قوة لامست يد عطائنا عليك صابة ، والسماء كناية عن يد الجود والعطاء ، والاندفاق الانصباب ، وريب الزمان حوادثه ، وغير الدهر كعنب أحداثه ، أي حوادث الزمان تغير الأمور ، قوله : كيف يأكل التراب جودك أي كيف تموت وتبيت تحت التراب فتمحى ويذهب جودك . بحار الأنوار ج44ب26ص189ح2 .

 

[100] تاريخ الطبري ج4ص253 . الأمالي الشجرية ج1ص155 .مختصر تاريخ دمشق ج1ص940 . وفيات الأعيان ج6ص353 .الوافي بالوفيات ج4ص262. الكنى والألقاب 419 . نهاية الأرب في فنون الأدب ج5ص426. أنساب الأشراف ج1ص409 . الكامل في التاريخ ج2ص152، الأغاني ج18ص261 وص296 . الشعر ليزيد بن ربيعة بن مفرغ الحميري وهو من شعر الحماسة ، وأوله :

حي ذا الزور وانهه أن يعودا   إن بالباب حارسين قعودا

 من أساوير  ما ينون  قياما   وخلاخيل تذهل  المولودا

[101] المناقب ج4ص69 . مثير الأحزان ص45 . اللهوف ص75 . بحار الأنوار ج44ص 192 ب26ح4 . والخميس الجيش لأنهم خمس فرق المقدمة والقلب والميمنة والميسرة والساق ويوم الهياج يوم القتال والعرمرم : الجيش الكثير ، وعرام الجيش : كثرته .

[102] بغية الطلب في تاريخ حلب ج3ص19 . المناقب ج4ص95 . البداية والنهاية ج8ص209 . تاريخ دمشق ج14ص187. مختصر تاريخ دمشق ج1ص938 . بحار الأنوار ج44ص374ب37.

[103] المناقب ج4ص79 . الاحتجاج ج2ص301 . بحار الأنوار ج45ص92ح32ب37 .

[104] المناقب ج4ص110 .

[105] المناقب ج4ص80 . الاحتجاج ج2ص302 . بحار الأنوار ج45ص49ب37 .

[106]أعلام ‏الدين ص298. المناقب ج4ص110 . كشف الغمة : ج 2 ص 207 و 208 ، بحار الأنوار ج44ص192ب26ح4 .

[107] المناقب ج4ص110 . بحار الأنوار ج44ص374ب37 .

 

خادم علوم آل محمد عليهم السلام

الشيخ حسن حردان الأنباري

موسوعة صحف الطيبين

http://www.msn313.com