هداك الله بنور الإسلام حتى تصل لأعلى مقام

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله الطيبين الطاهرين ولعنة الله على أعدائهم إلى يوم الدين
موسوعة صحف الطيبين في  أصول الدين وسيرة المعصومين
صحيفة الإمام الحسين عليه السلام / الجزء الرابع /  ظهور نور الإمام الحسين في الأرض بولادته وأدلة إمامته

المقدمة
الحمد لله والصلاة على نبينا وآله
وعملنا في صحيفة الإمام الحسين عليه السلام

 

الحمد لله والصلاة على النبي الأكرم محمد وآله الطيبين الطاهرين :

بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله الأول قبل الإنشاء والإحياء  والأخر بعد فناء الأشياء ، الواحد الأحد الفرد الصمد  الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد ، العليم القدير والحكيم الخبير  الذي له الأسماء الحسنى والصفات العليا ، والتي يجب أن ندعوه بها و نتمسك بنورها  والذي أشرق أتمه وأكمله  في الذين أصطفى من خلقه وأجتبى ، فاختارهم أئمة هدى وولاة أمرا لنوره في كل مراتب الوجود العلى ، وحتى في عالم الشهادة والأرض في الحياة الدنيا ، وبنوره المشرق في التكوين بدء الخلق وإليه يعود ، وله ملك وملكوت كل شيء وهو على كل شيء قدير وليخسأ العنود  .

والصلاة والسلام : من الله تعالى وملائكته وعباده الصالحين على الأنبياء والمرسلين وكل الشهداء والعباد الطيبين ، وأخص بالذكر أكملهم وأشرفهم وأنورهم وأتمهم نبينا محمد وآله الطيبين الطاهرين صلى الله عليهم وسلم أجمعين ، وأخص بالصلاة والسلام الإمام الشهيد أبا عبد الله الحسين عليه السلام ، والذي كان نوره الذي أشرق في الأرض من يوم ولادته حتى يوم الشهادة العظمى دليل حق على كل مجالي نور الله لمن أصطفى من عباده المفضلين ، وبرهان صدق للذين أخلصوا له بتعليم هداه بكل مظهر لهم علما وعملا وسلوكا وسيرة ، فهو الشرح المبين لسبيل نور ولاية الله في سماءه وأرضه ، وما يسلك به لرضوانه مما يحب ويرضى ، لأنه هدى أئمة الحق الذين يدعى بهم من يُكرم الله بملكه يوم الدين ، فهنيئا لمن أخلص لله بهدى ذو صراط مستقيم ، و يسلك لملكوته وجنته بنور المنعم عليهم ليكون معهم في أعلى عليين ، فصلاة الله وسلمه على الحسين وآله وعلى كل من تمسك بمنهجهم بيقين ، آمين .

 

أهم بحوث صحيفة الإمام الحسين عليه السلام في أجزاء ها :

فبعد ما عرفت يا طيب : مسير نور الله في التكوين في أجزاء كريمة لمعارف نور الإمام الحسين عليه السلام ، سواء نور المعارف الإيمانية العلمية وسر تمجيد الإمام وآله في الجزء الأول ، أو مسير نور حقائق الإيمان بتوحيد الله تعالى ونوره المشرق بكل مراتب الوجود وولايته التكوينية في الجزء الثاني ، أو ما عرفنا من مسير نور هدى الله وولايته الذي خصه بولاة أمره وأئمة الحق من عباده الكرام نبينا محمد وآله الطيبين الطاهرين صلى الله عليهم وسلم في الجزء الثالث ، أو ما عرفنا من نور الله المشرق بهداه الحق ودينه القيم وثوابه وفضائله في مراتب النور ودرجاته بكل علم وتعليم وصفة وعمل وسيرة وسلوك لأئمة الحق، والذين هم الحسين وآله الكرام آل نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ، وكذا لمن تبعهم فكان من أنصارهم وحزبهم المفلحون الغالبون ، وكما تعرضنا لذكر سيئات وظلمات وعقاب من خالفهم حتى تم الجزء الرابع .

 وبهذا يا طيب : قد عرفنا بحق إن من يقتدي بالحسين وآله يكون له أتم نور في الدارين بفضل الله الذي هداه لصراطه المستقيم عند المنعم عليهم ، فكان مع من أستحق بفضل الله التقديم والتشريف والتمجيد والتكريم بنور أبدي دائم في أعلى عليين ، وفي مقام صدق عند مليك مقتدر بيده الخير ومنزله على من صدق بالحق وسمع الكلام فأتبع أحسنه واقعا بيقين ، فكان مع المحسنين نبينا الأكرم وآله الطيبين الطاهرين .

وفي كل هذه المراحل بينا وشرحنا : دور نور الإمام الحسين عليه السلام وما دل عليه من نور آله الكرام ، وأشرف خلق الله في كل مراتب الوجود صلى الله عليهم وسلم ، فعرفنا دور نوره المشرق منه في تعريفنا هدى الله وأئمة الحق من آله ، ونور من تبعهم ومراتبهم في درجات النور العلى بفضل الله سبحانه وتعالى عليهم ، فعرفنا بمعرفة مقامهم الشريف محل نور الله وتحققنا به إن شاء الله علما وإيمانا وولاية وتعليما وعملا، وبكل كرامة من فضل الله خصت بهم تكوينا في كل مراتب الوجود .

وقد حان الآن يا طيب في هذا الجزء : أن نذكر سيرة الإمام الحسين عليه السلام العملية ، وفي حياته الشخصية المشرق نورها في الوجود الأرضي ، وما كرمه الله به في يوم إشراق نور ولادته في عالم الشهادة الدنيا ، ومناقبه ومكارمه وفضائله وحياته في أسرته في طفولته وصباه مع جده وأبيه وأمه وأخيه صلى الله عليهم وسلم ، وما نستلهم منها من أحكام دين وتعاليم رب العالمين ، ونشير لعلو شأنه وما فضله الله به من الفضائل سواء بنفسه أو كونه ضمن العائلة الكريمة ، وما قال في حقه رسول الله من الأحاديث الشريفة التي تعرف شأنه العظيم ، وبعدما عرفنا تفصيلا كثير عنها بصورة عامة في الأجزاء السابقة .

ثم نذكر الباب الثاني : والذي يعرفنا إمامته وولايته والأدلة التي تعرف شأنه الكريمة في استحقاقه للخلافة الدينية والدنيوية بفضل رب العالمين عليه وعلى آله من قبل وذريته من بعد ، فنذكر آيات وروايات تعرف ملاك الإمامة وبنوته لرسول الله وما خصه الله من الشرف والفضائل التي يستحق بها الإمامة ، وبأحاديث عامة له مع كل آله الكرام وأحاديث خاصة به ، وما أوجبت إمامته من حبه وضرورة الإقتداء به ، ونختمه بما قال المؤمنون والناس في شأنه العظيم وعلو مقامه المجيد .

ثم يأتي إن شاء الله : جزاء مختصا بحديث الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة ، ونتعرف به على معناه العام في اللغة والدين وما يراد به من الرئاسة والسؤدد على كل المسلمين في الدنيا وآخرة .

 ثم يأتي جزءا أخر : يبين أخلاقه وأقواله وما عقد له جده الكريم وأبيه وصحبه بل ملائكة الله والأنبياء السابقين من مجالس عزاء حين يخبروا بشهادته ، وما كان له من عظيم صبره ، و بها يتأسون قدما ويحثون على معرفة حقه وولايته وإمامته وضرورة نصره والسير في سبيله الحق والإقتداء به لتحصيل نور الله الأبدي عبودية ونعيم ، كما ونتعرف على بعض سيرته وخُلقه وأقواله ومنهجه صلى الله عليه وآله وسلم ، فيعرفنا حياته في المدينة المنورة ، حتى قبل يوم الهجرة من المدينة للاختبار الأكبر ، و فوزه برضا الله حين رفضه البيعة لطاغية زمانه ، وتعريفه لضرورة مجاهدة أئمة الجور ، فيأتي الجزء السابع فيحكي لنا عن خروجه من المدينة حتى شهادته ، وبعده جزء يختص بما بعد الشهادة ، وأجزاء أخرى تختص بما بعده من الانتصار له من موالية والتوابين والمختار وغيرهم ، أو ما يتعلق بضرورة عقد مجالس ذكره وفضل رثاءه بالشعر وثواب زيارته والبكاء على ما حل بالدين الإسلامي وأهله في يوم مصيبته وقبله وبعده ، وذكر فضل تربته وما تدعوا إليه من الهدى ، وغيرها من الأمور المختصة ببيان كراماته وفضله الذي كرمه الله به .

 

مصادر صحيفة الإمام الحسين عليه السلام :

يا طيب : إن الأجزاء السابقة كانت تعتمد على آيات من كتاب الله ومصادر لأحاديث منشورة على سي دي النور و سي دي المعجم الفقهي وجامع التفاسير وغيرها أو ما موجود في مكتبتنا الخاصة ، وسنشير لمصادر الكتب في الحاشية لكل من أخذنا منه ، وبالخصوص لكتاب بحار الأنوار وما علق عليه من الشرح وهكذا غيره .

 كما أنه : لم يتعرض أحد لبحث بحثناه من قبل بهذا التفصيل والسعة والبيان ، ولا كان هناك ترتيب سابق لما اعتمدناه ، فكان البحث هنا منفردا في بحوثه ومعارفه المُعرفة لنور الله المتجلي في الإمام الحسين وآله صلى الله  عليهم وسلم ، وبما عرفوه لنا من نور هداه في التكوين والتشريع وكيف التحقق به إيمانا وعلما وعملا .

وأيضا هذا الجزء : وما بعده من الأجزاء تعتبر شرحا وتفصيلا وبيانا وترتيبا جديدا لنور الله في أكرم خلقه بعد جده وأبيه وأمه وأخيه ، وهو الإمام الحسين عليه السلام ، وبمعارف أحوال سيرته الوجودية في الأرض وبخصوص ذاته الكريمة وما يحفها من أنوار تخص مظهره الكريم وحقيقته التكوينية في ولادته في الدنيا وإمامته ، والتي صدرت منها تلك المعارف العلمية والعملية ، والأحاديث من نفس المصادر أعلاه وغيرها بشرح جديد .

 

سر تقسم الصحف بأبواب لها مصباح هدى يتقدم سفينة النجاة:

قد عرفت يا طيب : إن سر التقسيم لهذه الصحيفة كما كان في الأجزاء السابقة ، بأبواب : يتقدمها مصباح تشرق منه أنوار في معارف عامة وكلية ، وهي مختصة بما يضيء لنا معرفة أغلب شرح الأحاديث التي سنذكرها في سفينة النجاة ومجالس ذكرها في نفس الباب ، وذلك لأنه سنذكر في سفينة النجاة أحاديث توصلنا لشاطئ السلامة والسلام في رضا الله الأكبر في الدنيا والآخرة ، وذلك بذكر مجالس تعرفنا بذكرها الذي يعقد فيها علم يختص بشؤون الإمام الحسين عليه السلام من معارف مناقبه وفضائله ، وما نشر من علمه وتعليمه لمنهجه الكريم ومعارف هدى الله العظيم المتجلي بسيرته أو مع آله معه في المراحل العالية كما عرفت ، أو في الأرض كما في هذا الجزء ، و بكل جزء ومرحلة من سيرته وسلوكه وما يحف به من تجلي مظاهر النور في شأنه الكريم أو صفاته أو علمه وعمله ، والذي يوصل لهدى الله بصراط مستقيم وما يُعبد به بحق من دينه القويم ، والذي به كل نعمة ونعيم أبدي بفضل الله على أشرف خلقه وأكرمهم ، وعلى كل من سلك سبيلهم وسار على منهجهم الحق بكل إيمان وعلم وعمل خالص يطلب به وجه الله العلي العظيم الكريم .

وكله بفضل الله العلي العظيم : على الإمام الحسين وعلى آله صلى الله عليهم وسلم ، وعلينا إذ عرفنا أئمة الحق وولاة أمر الله في هداه ودينه القيم واقعا ، والذي عرفه مختصرا بل مفصلا بإجمال الحديث الشريف المروي عن نبينا محمد صلى الله عليه وآله في شأن الإمام الحسين عليه السلام ، والذي كان فيه عبارات كريمة منها :

... والذي بعثني بالحق نبيا :

إن  الحسين بن علي

في السماء أكبر منه في الأرض .

وأنه لمكتوب عن يمين عرش الله :

مصباح هدى وسفينة نجاة

وإمام : غير وهن ، وعز وفخر ، وبحر علم وذخر .

وإن الله عزّ وجلّ ركب في صلبه نطفة طيبة مباركة زكية ...

وأسأل الله سبحانه وتعالى : الذي جعل نبينا مدينة لعلمه وآله بابا لها ، وبهم حقا نستضيء نوره ونستلهم هداه ، فنسير بصراط مستقيم في سفينة نجاتهم لخالص عبودية بما يحب ويرضى ، وأن يوفقنا : لإتمام هذه الصحيفة وبيان حق وليه سيد الشهداء ودينه الصادق ومنهجه الذي رضاه بفضله ، وبأفضل ما يطيقه عبدا من عباده في البيان والشرح والترتيب ، وأن يتقبله خالصا لوجهه الكريم ومُعرف لمحل هداه الحق ودينه القويم ، منا وممن ينشره أو يقرأه أو يعرفه للمؤمنين الطيبين ، إنه هو ولي التوفيق وهو أرحم الراحمين وخير ناصر معين ، وصلى الله على نبينا محمد وآله الطيبين الطاهرين ، ورحم الله من قال آمين يا رب العالمين .

   

العبد الراجي لرحمة ربه وإعانته للسير على صراطه المستقيم والذي عرفه ولاة أمره وأئمة الحق المصطفين الأخيار لنُخلص له العبودية بما يحب ويرضى من دينه الحق الصادق واقعا
9 / محرم / 1426 ، 19/ شباط/2005

أخوكم في الإيمان بالله ورسوله وبكل ما أوجبه تعالى
خادم علوم آل محمد عليهم السلام
الشيخ حسن جليل حردان الأنباري
موسوعة صحف الطيبين
http://www.msn313.com

يا طيب إلى أعلى مقام كرمنا بنوره رب الإسلام بحق نبينا وآله عليهم السلام


يا طيب إلى فهرس صحيفة الإمام الحسين عليه السلام لنتنور بما خصه رب الإسلام