هداك الله بنور الإسلام حتى تصل لأعلى مقام

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله الطيبين الطاهرين ولعنة الله على أعدائهم إلى يوم الدين
موسوعة صحف الطيبين  في  أصول الدين وسيرة المعصومين / صحيفة الإمام الحسين عليه السلام /
 الجزء
الرابع /  ظهور نور الإمام الحسين في الأرض بولادته وأدلة إمامته

الباب الثاني
النص والاستدلال على إمامة الحسن والحسين عليهم السلام
ومناقبهما وفضائلهم وما يوجب حبهما والاقتداء بهم

سفينة نجاة

تنورنا الإيمان بمناقب وفضائل أئمة الحق الحسن والحسين ووجوب حبهم والإقتداء بهم عليهم السلام

المجلس الثاني

يجب حب وتولي أئمة الحق وسادة أهل الدنيا والآخرة

الذكر الرابع

الاعتراف بإمامة الحسن والحسين وآلهم وحبهم ومراتبه

يا طيب : بعد أن عرفنا حقائق كريمة عن ضرورة تولي أئمة الحق كلهم وبالخصوص الإمام الحسن والحسين بعد أبيهم ثم الأئمة من ذرية الحسين ، وأنه يجب أن حبهم ونقتدي بهم ، حان الآن أن نعرف أمرا كريما وهو مراتب الناس في تولي أئمة الحق والحب لهم حقا والسير على نهجهم واقعا ، وسترى حقائق كريمة وكما عرفت هذا الحديث سابقا عن علي بن الحسين عليهم السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : في الجنة ثلاث درجات ، وفي النار ثلاث دركات .

فأعلى درجات الجنة : لمن أحبنا بقلبه ونصرنا بلسانه ويده .

 وفي الدرجة الثانية : من أحبنا بقلبه ونصرنا بلسانه .

وفي الدرجة الثالثة : من أحبنا بقلبه .

 وفي أسفل درك : من النار من أبغضنا بقلبه وأعان علينا بلسانه و يده .

 وفي الدرك الثانية : من النار من أبغضنا بقلبه وأعان علينا بلسانه .

وفي الدرك الثالثة : من النار من أبغضنا بقلبه [179].

ويا طيب : هنا فعلا نذكر بعض من نصر الحسين وآل الحسين بلسانه ، وفي قصص أصحاب أئمة الحق وحياتهم توجد كثير من المواقف الكريمة التي تعرفنا همتهم في نشر دين الله والانتصار لأئمة الحق ، سواء ، وقد جمعت في كتب كريمة ككتاب مواقف الشيعة للفاضل علي أحمدي الميانجي ، وكما العلامة الأميني في الغدير الذي جمع رواة حديث الغدير وشعراء الغدير ، أو كتابه شهداء الفضيلة، وككتاب أعيان الشيعي للسيد الأمين ، وكل كتب الرجال ذكرت مواقف كريمة لأصحاب الأئمة وأهل ورواة الحديث عنهم وشيئا كريما عن سيرتهم وهي كتب كثير ، وإن شاء الله تأتي أبواب في أنصار الحسين وثورة المختار وغيرها في صحيفة الإمام الحسين عليه السلام ، وإن مجالس الإمام الحسين منتشرة الآن في كل بقعة من بقاع الأرض ويوجد فيها مؤمن وطيب يحب أهل البيت عليهم السلام ، وهذا من حقائق نصرهم باليد واللسان وإظهار للحب في القلب ، وما يعقدون مجالسهم إلا وهم مقتدون بهم يحب سيرتهم ويسيرون على منهجهم الكريم ما استطاعوا ، وبدين الحسين وآله وهداه وكل ما علموه لهم هم وأصحابهم يعبدون الله سبحانه وتعالى ، بل مجالس الإمام الحسين هي التي تعلمهم الدين ويذكر بها أحكام رب العالمين سبحانه وتعالى .

وإن ما نذكره في هذه الصحيفة : وإن كان بيان شأن الإمام الحسين وسيرته ، ولكن عرفت في الأجزاء السابقة كثير من معارف عظمة وجوده وآله بفضل الله عليهم ، وكثير من معارف دينه وهداه سواء نور العلم أو ثواب الأعمال أو الأخلاق والحسنات وملاكها وغيرها من المعارف ، وبكلها تنورنا بإشراق نور رب العالمين علينا حين الإقتداء بهم والانتصار لمعارفهم بكل وجودنا علما وعملا وظهورا حقا .

وأما ما نذكره في هذا الذكر : فهو بعد معرفتهم بالإمامة وبكل الفضائل وصار لنا ملاك للتحقق بحبهم والتودد إليهم مقتدين ومتأسين بهم ، نذكر فقط من حبهم ونصرهم بلسان كأحاديث كريمة تعرف شأنهم الكريم ومجدهم بما فضلهم به رب العالمين ، وأنك يا أخي الكريم تعرف أن الروايات لها إسناد طويل وقمنا بحذفه للاعتماد على وجوده في المصدر الذي أخذنا منه وقد طبعت كلها ومتوفرة على أقراص مضغوطة كالمعجم الفقهي والمعجم العقائدي ونور الحديث ومعجم التفاسير وغيرها الكثير ، فاختصرنا سندها ، ولمعرفة بعض أسانيد الحديث نذكر هذا السند الكريم عن كتاب :

كمال الدين وتمام النعمة قال : حدثنا محمد بن علي ماجيلويه رضي الله عنه قال : حدثني عمي محمد بن أبي القاسم ، عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي ، عن محمد بن علي القرشي ، عن محمد بن سنان ، عن المفضل بن عمر ، عن أبي حمزة الثمالي ، عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر ، عن أبيه علي بن الحسين ، عن أبيه الحسين بن علي عليهم السلام قالعن علي بن الحسين عن أبيه الحسين بن علي عليهم السلام قال :

دخلت أنا و أخي على جدي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، فأجلسني على فخذه ، و أجلس أخي الحسن على فخذه الأخرى ، ثم قبلنا ، و قال :

بأبي أنتما : من إمامين صالحين ، اختاركما الله مني ، و من أبيكما و أمكما .

 و اختار من صلبك يا حسين : تسعة أئمة ، تاسعهم قائمهم ،
 و كلكم في الفضل و المنزلة عند الله تعالى سواء
[180].

ونحن نختصر الإسناد : فلم نذكر كل من ظهر بالحب والنصر باللسان لأهل البيت عليهم السلام في بيانه لمعارفهم ونشرها حتى وصلت لنا ، وكنا حين نذكر الحديث نذكر قائله بواسطة واحدة أو مباشرة عنه كما ذكرنا ما قال النبي الأكرم محمد صلى الله عليه وآله وسلم :

في القلوب نور ، لا يضئ إلا من إتباع الحق وقصد السبيل ،
 وهو من نور الأنبياء ، مودع في قلوب المؤمنين
[181] .
وعن جعفر بن محمد عليهم السلام ، قال :

نظر النبي صلى الله عليه وآله إلى الحسين بن علي وهو مقبل ، فأجلسه في حجره ، وقال :

إن لقتل الحسين حرارة في قلوب المؤمنين لا تبرد أبدا .

 ثم قال عليه السلام : بأبي قتيل كل عبرة . قيل : وما قتيل كل عبرة يا بن رسول الله ؟ قال : لا يذكره مؤمن إلا بكى[182] .

 

 

 

الإشراق الأول :

نصر أئمة الحق والإقتداء بهم من أصحاب الحديث والأصحاب الأوائل :

يا طيب : نصر أهل البيت باللسان مظهرين حبهم كان من زمن النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم ، ومن صحابه كرام ، وهم حقيقة أصحاب صاروا محبين له ، كما في الروايات المذكورة عن عبد الله بن عباس قال :

 سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول :

 أنا وعلي والحسن والحسين وتسعة من ولد الحسين مطهرون معصومون [183].

أو ما موجود في كتاب :

سليم بن قيس الهلالي قال : سمعت عبد الله بن جعفر الطيار يقول : كنا عند معاوية ، و الحسن و الحسين عليه السلام ، و عبد الله بن عباس ، و عمر بن أبي سلمة ، و أسامة بن زيد ، فذكر حديثا جرى بينه و بينه .

و أنه قال : لمعاوية بن أبي سفيان ، سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول : إني أولى بالمؤمنين من أنفسهم ، ثم أخي علي بن أبي طالب أولى بالمؤمنين من أنفسهم ، فإذا استشهد فابني الحسن أولى بالمؤمنين من أنفسهم ، ثم ابني الحسين أولى بالمؤمنين من أنفسهم ، فإذا استشهد فابنه علي أولى بالمؤمنين من أنفسهم ، و ستدركه يا علي ، ثم ابنه محمد بن علي أولى بالمؤمنين من أنفسهم و ستدركه يا حسين ، ثم تكملة اثني عشر إماما ، تسعة من ولد الحسين .

 قال عبد الله : ثم استشهدت الحسن و الحسين عليهم السلام ، و عبد الله بن عباس ، و عمر بن أبي سلمة ، و أسامة بن زيد ، فشهدوا لي عند معاوية .

قال سليم بن قيس : وقد كنت سمعت ذلك من سلمان ، وأبي ذر ، و المقداد ، و أسامة بن زيد، فحدثوني أنهم سمعوا ذلك من رسول الله صلى الله عليه وآله[184] .

وهذا الحديث : شهد له جماعة نصروا الحق عند ظالم وغاصب للخلافة وكان طاغية زمانه وقاتل أمير المؤمنين والحسن والحسين ، ونصره أقوام ومهدوا له الحكم من قبل والتسلط على أهم بقاع المسلمين حتى غلب على الحكومة الظاهرية ، ولكن لم يمنع الموالين من نصر الحق عنده ، وهذه المواقف كثيرة من شيعة آل محمد رضي الله عنهم ، والآن تجد غرفه في البالتوك بل غرف تدافع عن أهل البيت وتنتصر لهم بكل ما أوتوا من قوة ، بل كتاب الانتصار للفاضل المقدام علي الكوراني يُعرف محاورات الشيعة في الانترنيت ويكفي لأن تراجعه لتعرف كثير ممن أظهرا نصر الحق بلسانه ويده كتابة .

ويا طيب : نصر أهل البيت وإظهار حبهم ، سواء بعقد مجالس تذكر حبهم ومعارف دينهم ، أو كتاب ، أو نشر علومهم بأي سبب كان ، والآن نحن نذكر مواقف لنصر أهل البيت في زمانهم ومظهر كريم لحبهم حقا ، فتدبر :

 في حديث مدرك بن أبي زياد ، قلت لابن عباس : و قد أمسك للحسن و الحسين بالركاب ، و سوى عليهما . أنت أسن منهما تمسك لهما بالركاب .

 فقال : يا لكع ، و ما تدري من هذان ، هذان ابنا رسول الله ، أ و ليس مما أنــعــم الله بــه علــيَّ أن أمسك لهما و أسوي عليهم[185] .

وفي أخبار الليث بن سعد بإسناده :

أن رجلا نذر أن يدهن بقارورة عنده رجلي أفضل قريش .فسأل عن ذلك .

فقيل : إن محزمة أعلم الناس اليوم بأنساب قريش ، فاسأله عن ذلك فأتاه .

و سأله و قد خرف و عنده ابنه المسور فمد الشيخ رجليه و قال ادهنهما .

فقال المسور ابنه للرجل : لا تفعل أيها الرجل فإن الشيخ قد خرف ، و إنما ذهب إلى ما كان في الجاهلية ، و أرسله إلى الحسن و الحسين ، و قال : ادهن بها أرجلهما فهما أفضل الناس و أكرمهم اليوم [186].

في أمالي الشيخ الطوسي : بالإسناد عن محمد بن علي بن حمزة العلوي قال : حدثني أبي قال : حدثني الحسين بن زيد بن علي قال : سألت أبا عبد الله جعفر بن محمد الصادق عليهم السلام عن سن جدنا علي بن الحسين عليهم السلام ؟

 فقال عليه السلام : أخبرني أبي ، عن أبيه علي بن الحسين عليهم السلام قال :

كنت أمشي : خلف عمي الحسن و أبي الحسين عليهم السلام في بعض طرقات المدينة في العام الذي قبض فيه عمي الحسن عليه السلام ، و أنا يومئذ غلام لم أراهق أوكدت ، فلقيهما جابر بن عبد الله و أنس بن مالك الأنصاريان في جماعة من قريش و الأنصار ، فما تمالك جابر بن عبد الله حتى أكب على أيديهما و أرجلهما يقبلهما .

 فقال رجل من قريش :

كان نسيبا لمروان ، أ تصنع هذا يا أبا عبد الله ، و أنت في سنك هذا ، و موضعك من صحبة رسول الله صلى الله عليه و آله و كان جابر قد شهد بدرا ؟!

 فقال له : إليك عني ، فلو علمت يا أخا قريش من فضلهما و مكانهما ما أعلم ، لقبلت ما تحت أقدامهما من التراب .

 ثم أقبل جابر على أنس بن مالك فقال : يا أبا حمزة ، أخبرني رسول الله صلى الله عليه و آله فيهما بأمر ما ظننته أنه يكون في بشر .

قال له أنس : و بما ذا أخبرك يا أبا عبد الله ؟

قال علي بن الحسين : فانطلق الحسن و الحسين عليهم السلام ، و وقفت أنا أسمع محاورة القوم ، فأنشأ جابر يحدث ، قال : بينا رسول الله صلى الله عليه و آله ذات يوم في المسجد ، و قد خف من حوله ، إذ قال لي : يا جابر ، ادع لي حسنا و حسينا ، و كان صلى الله عليه و آله شديد الكلف بهما ، فانطلقت فدعوتهما ، و أقبلت أحمل هذا مرة ، و هذا أخرى حتى جئته بهما .

 فقال لي صلى الله عليه وآله وسلم : و أنا أعرف السرور في وجهه لما رأى من محبتي لهما و تكريمي إياهما ، أ تحبهما يا جابر ؟

فقلت : و ما يمنعني من ذلك فداك أبي و أمي ، و أنا أعرف مكانهما منك ؟!

قال صلى الله عليه وآله وسلم : أ فلا أخبرك عن فضلهم ؟

قلت : بلى بأبي أنت و أمي .

 قال صلى الله عليه وآله وسلم : إن الله تعالى لما أحب أن يخلقني ، خلقني نطفة بيضاء طيبة ، فأودعها صلب أبي آدم عليه السلام ، فلم يزل ينقلها من صلب طاهر إلى رحم طاهر إلى نوح و إبراهيم عليهما السلام ، ثم كذلك إلى عبد المطلب ، فلم يصبني من دنس الجاهلية ، ثم افترقت تلك النطفة شطرين إلى عبد الله و أبي طالب ، فولدني أبي فختم الله بي النبوة ، و ولد علي فختمت به الوصية ، ثم اجتمعت النطفتان مني و من علي فولدنا الجهر و الجهير الحسنين ، فختم الله بهما أسباط النبوة ، و جعل ذريتي منهما.

و الذي يفتح : مدينة ، أو قال مدائن الكفر ، فمن ذرية هذا ، و أشار إلى الحسين عليه السلام ، رجل يخرج في آخر الزمان يملأ الأرض عدلا كما ملئت ظلما و جورا ، فهما طاهران مطهران .

و هما : سيدا شباب أهل الجنة .

طوبى : لمن أحبهما و أباهما و أمهما ، و ويل لمن حاربهم و أبغضهم [187].

 

ويا طيب : أستمر نصر أئمة الحق سواء كلهم أو خصوص الحسن والحسين عليهم السلام ، وبيان فضلهم ودينهم وشأنهم الكريم وأهداف وجوده واصطفائهم من رب العالمين ، ولا تجد كتاب يكتب في الفضائل ويستطيع أن يتغافل عنهم ولا أهل السير والمناقب ، ومن يجفوهم يذكر بالانحراف ويعاب عليه بهجر الدين الحق كله فضلا عن تقصيره مع نبي الرحمة وعدم بيانه لشرفه في آله ، ولذا لا تجد كتاب حين يذكر الإمامين وأهل البيت كلهم إلا ويسلم عليهم ، ويراه شرف في كتابه أو مقاله أو أحديثه ، وإذا ذكرهم مع النبي الأكرم يصلي عليه وعليهم وإلا تكون صلاته بتراء ، ولو يُجمع مدحهم والتعبير عن شأنه لكان كتابا كاملا ، وبليغا فصيحا في بيان الفضائل والمكارم والمناقب ، فضلا عن الشعر الذي يقال في شأنهم الكريم :

وذكر في المناقب قال الأعمش :

الحسن و الحسين من الثقلين شمسي ضحى ، و بدري دجى ، وكهفي تقى ، وعيني ورى ، و ليثي وغى ، و سيفي أما ، و رمحي لوا.

و صلِّ : على السيدين السندين ، الشهيدين الرشيدين ، المفقودين المرحومين ، المعصومين المظلومين ، المقتولين الغريبين ، الإمامين العالمين ، العلمين الشمسين ، القمرين الدرتين ، الفرقدين النورين ، الريحانتين الهاديين ، المهديين الطاهرين ، المطهرين الطيبين ، الأشرفين الأكرمين ، الأجودين ، الحسن و الحسين .

وقال الصنوبري :

و أخي حبيبي حبيب الله لا كذب            و ابناه للمصطفى المستخلص ابنان‏

صلى إلى القبلتين المقتـدى بهما           و الناس عن ذاك في صم و عميان‏

ما مثل زوجته أخرى يقاس بها            و لا يقاس على سـبطيه سـبطان‏[188]

ويا طيب : ستأتي صحيفة فيما قيل في الحسين من الشعر ، وإن الشعر في مدح أهل البيت هو أقوى الشعر وأصدقه ، وأفصح البيان وأتمه ، وأعلى البالغة وأحلها وأتم الحكمة لمن أنشد أبياته وتلقاها ، كما أنه في الجزء الأول مر بحث في ألقاب الإمام الحسين فراجع ما كتبنا ، وفي زياراتهم الجامعة وغيرها بيان لأوصافهم بأحسن بيان فأتلوها بقلب مطمئن تفرح وتأنس وتدبرها تزدد إيمانا وتكمل ، ولكن هنا ذكرنا نماذج من بيان نصر الحق في العصر الأول وما كتب الموالين ، وهذا بيان أخر فتدبر :

 

 

 

الإشراق الثاني :

أقول الإمام الخميني رحمه الله في الإمام الحسين ونهضته في عاشوراء :

يا طيب : إن ما كتب في شأن أهل البيت وبيان فضائلهم سواء نص أحاديث عن رسول الله صلى الله عليهم وسلم وبيان حقائقها ، أو أبطال المعارض لها ورد المخالف بما يقال للتقليل من شأنها لكثير جدا ، ويكفي أن تراجع كتاب شرح إحقاق الحق للمرعشي النجفي رحمه الله في أجزاءه التي تقارب الستون ، أو كتاب الغدير للعلامة الأميني رحمه الله أو كتاب عبقات الأنوار ، أو غيرها التي تتعدد أجزائها ، وهنا ذكرنا نماذج تعرفنا إظهار الحب لأهل البيت والإقرار بإمامتهم والرضا بولايتهم ونسأله الله الكون معهم في كل مراتب الكرامة التي أعدها الله لهم ويوفقنا لأن نقتبس نورهم علما وعملا بكل وجودنا .

وعرفت أن هذا الذكر : هو تعريف بمن نصر الحق من آل محمد صلى الله عليهم وآلهم سواء بيده أو بلسانه بل حتى من أظهر حبهم بكتابته ، وذكر قسما يسيرا من هؤلاء الكرام الذين عرفوا الحق وظهر حبهم ، وخير مثال في هذا العصر ممن نصر أهل البيت ونشر دينهم سواء بكلماته أو ما أقام من دولة كريمة تعرف الدين وتقيم معارف أهل البيت كحكومة ودولة إسلامية هو السيد الإمام الخميني رحمه الله في الجمهورية الإسلامية الإيرانية ، فهو فضلا عن إقامة دولة تطبق معارف أهل البيت وتنصرهم ، كانت له كلمات كريمة تعرفهم وتعرف دينهم ، وقد جمعت له كلمات قصار كثيرة في كتاب أعد لذلك ، ونختار منه ما يخص عاشوراء لأن هذه الصحيفة تخص الإمام الحسين عليه السلام فتدبر كلماته الجميلة المعرفة لشأن نهضة الإمام الحسين وشأنه الكريم عليه السلم :

شهر محرم وعاشوراء عند الإمام الخميني رحمه الله [189]:

محرم : هو الشهر الذي انتفضت فيه العدالة لمواجهة الظلم ، وقام فيه الحق لمواجهة الباطل ، فأثبت أن الحق منتصر على الباطل على مرّ التاريخ .

محرّم : هو الشهر الذي أحي فيه سيد المجاهدين والمظلومين الإسلام ، وأنقذه من مؤامرة عناصر نظام بني أميّة الفاسدين ، الذين كانوا قد ساروا بالإسلام إلى حافّة الهاوية .

دم سيد الشهداء : هو الذي حرّك دماء الشعوب الإسلاميّة بأسرها .

مذهب التشيّع : يرى في محرم شهر النصر الذي تحقق بالفداء وبذل الدماء .

محرّم : هو شهر النهضة الكبرى لسيد الشهداء وسيد أولياء الله ، الذي علّم البشرية -بثورته- درس البناء والصمود ، وعلّمها أن طريق فناء الظالم وهزيمته إنما يكون بتقديم الضحايا والتضحية بالنفس ، وهذا الأمر هو أهم تعاليم الإسلام للشعوب إلى آخر الدهر .

بحلول محرم الحرام : يكون قد حل شهر الملاحم والشجاعة والفداء ، شهر انتصار الدم على السيف ، شهر تمكّن فيه الحق من دحض الباطل ، ودمغ جبهة الظالمين والحكومات الشيطانية بختم البطلان ، شهر علم الأجيال - على مرّ التاريخ - طريق الانتصار على الرماح ، شهر سجّلت فيه هزيمة القوى الكبرى أمام كلمة الحق ، شهر علّمنا فيه إمام المسلمين طريق مواجهة الظالمين على مدى التاريخ .

قتلوا سيد الشهداء : ، فتقدم الإسلام أكثر .

قضى سيد الشهداء عليه السلام : وقضى معه جميع أصحابه وعشيرته ، لكنّ رسالتهم اندفعت إلى الإمام .

 استشهاد سيد الشهداء : أحي الرسالة .

إحياء عاشوراء : مسألة سياسية وعبادية هامة جداً .

الثورة الإسلاميّة في إيران : هي ومضة من عاشوراء ، والثورة الإلهية العظيمة التي اندلعت فيه .  إنّ الدماء : التي سفكت في واقعة كربلاء حطمت قصر الظالمين ، وكربلاؤنا قوّضت قصر السلطة الشيطانية .

أحيوا ذكر واقعة كربلاء : وأحيوا ذكر الاسم المبارك لسيد الشهداء ، فبإحيائهما يحيا الإسلام .

يجب أن تبقى قضية كربلاء : والتي تعد من أهم القضايا السياسية ، حيّة دوماً .

على شعبنا العظيم : أن يحيي ذكرى عاشوراء على أحسن صورة ، وبما ينسجم مع الموازين الإسلاميّة .

أحيوا ذكرى شهر محرم : فكلّ ما لدينا من محرم هذا .

إنّ شهري محرم وصفر : هما اللذان بعثا الحياة في الإسلام .

إنّ وحدة الكلمة : التي كانت سبباً لانتصارنا ، إنّما هي نتيجة لمجالس العزاء والحزن هذه ، وهي بعد مجالس التبليغ للإسلام وترويجه .

لتقام مجالس : ذكرى سيد المظلومين والأحرار بجلال أكثر ، وحضور أكثر ، فهي مجالس غلبة قوى العقل على الجهل ، والعدل على الظلم ، والأمانة على الخيانة ،  وحكومة الإسلام على حكومة الطاغوت ، ولترتفع رايات عاشوراء المدماة أكثر فأكثر معلنة حلول يوم انتقام المظلوم من الظالم .

شهر محرم : هو الشهر الذي يكون الناس فيه مهيئون لسماع الحقائق .

البكاء على مصاب الإمام الحسين عليه السلام : هو إحياء للثورة ، وإحياء لفكر وجوب وقوف الجمع القليل بوجه إمبراطورية كبيرة .

يجب : أن يكون للطم الصدور محتوىً أيضاً .

عاشوراء : هو يوم الحداد العام للشعب المظلوم ، ويوم الملحمة ، ويوم الولادة الثانية للإسلام والمسلمين .

إنّ استشهاد : أمير المؤمنين والحسين عليهم السلام ، وتعرض الأئمة عليهم السلام للسجن والنفي ، وتجريعهم السمّ ، كلّ ذلك كان في طريق المواجهة السياسية الشيعية ضد الظالمين ، وخلاصة الأمر : فإنّ المواجهة والنشاط السياسي ، هما جانب هام من المسئوليات الدينية .

 

 

 

 الإشراق الثالث :

صحيفة نور الإمام الحسين سر تمجيده والانتساب إليه :

يا طيب : إن الأقوال التي تظهر مجد الإمام الحسين وآله صلى الله عليهم وسلم ، وتعرفنا الانتساب إليه ، ومُظهره لحبه بالقلب واللسان والجنان بتعبير مؤلفيها أو الخطباء القائلين لها ، وتنصر دينه كثيرة جدا ، وعرفت أن جمعها قد يحتاج لكتاب ، وما نذكره هو بعض المختار لكي نعرف أن دعوة الله ورسوله في وجوب تولي أهل البيت قد أظهرها كثير من المؤمنين الذين نور الله قلوبهم بحبهم واقتدوا بهم بكل وجودهم ، وعرفت أنه على طول التأريخ كان يوجد أنصار لدين الله ولرجاله أئمة الحق ، وما هذا الكتاب الذي بين يديك وما ينقله إلا واحد من آلاف أولفت قبله وستلحقه في كل العصور حتى يوم القيامة .

والآن توجد : في الانترنيت كثير أندية الحوار ، وغرف تعرف باسم البالتوك تدافع عن أهل البيت وتذكر مناقبهم ، وكنت من قبل سنوات حين أذهب للباتلوك لأستمع لحوارهم وافرح بنصرهم للمذهب الحق أشاركهم بعبارات أكتبها لهم ، وإن كان كل ما كتبته في موسوعة صحف الطيبين كان في بيان هذا الشأن الكريم لأهل البيت حتى لو تتدبر صحيفة التوحيد وتجلي معارف الله سبحانه ، فإنها مأخوذة من كلماتهم وبيان لمدرستهم الفاضلة في تعريف عظمة الله ومجده وتجليه بكل عظمة في الوجود لأعظم خلقه .

وإن ما كتبته : في قصة المتبصر بتراب كربلاء كان نثرا يعرف فضلهم ، فضلا عن مقالات كثيرة كتبت في هذا المجال ونشرت على الانترنيت ، فإن أحبب راجع كل أجزءا صحيفة الإمام الحسين تراها تعرف سر مجده ونوره الكريم المنتشر في روح الطيبين والمؤمنين ، والرافض للظلم والطغيان الذي يظهر به المنحرفون عن الدين المبين ، ولكي لا أطيل عليك يا طيب ، أذكر ما كنت أكتبه من فقرات في غرف الباتلوك و في مناسبات كانت خص الإمام أبا عبد الله الحسين عليه السلام ، وتعرف شأنه الكريم ، وهي من الكلمات القصار والتي فيها معنى كبير ، ومثل ما عرفت من الكلمات البليغة في الإشراق السابق فتدبر بها وأنشرها مشكورا ومما كتبت وابتدأ به في محرم :

إنا لله وإنا إليه راجعون لا يوم كيومك يا أبا عبد الله .

عظم الله : أجوركم بمصاب أبا عبد الله الحسين عليه السلم .

اللهم العن : أول ظالم ظلم حق آل محمد ، وآخر تابع له على ذلك .

اللهم : أجعلنا من أنصار الحسين ، في الفكر والعقيدة والدين .

اللهم : أجعلنا على منهج الحسين الحق المبين .

أقام الحجة : أبا عبد الحسين في تعريف هداه الله في كل خطوة له وحركة وسكون ، وكشف زيف الظالمين .

اليوم : أشرق من الحسين نور الحياة ونعيم الأبد ،  ولكل طالب معرفة أصل الدين ، ومحل هدى الله ، ليخلص له العبودية عن يقين .

قال رسول الله : حسين مني وأنا من الحسين .

الحسين : من النبي وجودا ودين ، والنبي من الحسين استمرار بالهدى الحق عن يقين .

نجدد العهد مع الحسين : في كل حين ، حتى نثبت على الصراط المستقيم ، وهدى جده القويم ، ولا نكون من الضالين وأتباع  لائمة الكفر والمنحرفين .

اليوم : بأن نفاق أهل السقيفة ، وكشف ضلال أتباعهم إلى يوم الدين وبما لا مجال له ، لكل المنصفين .

اليوم : عرفنا الله إن المجد في الشهادة ، والحياة الطيبة في سلوك منهج الحسين .

اليوم : أتم الله نوره بسلوك منهج الحسين ، وأقامة الحجة التامة على كل البشر ، بما خلد من ذكر الحسين ، وتجديد العهد معه من المؤمنين .

عرفنا الله : إن نهضة الحسين حياة الحق ، وثورة على النفاق وكفر الظالمين ، وشرح لنا باختصار محل هداه المبين إلى يوم الدين .

الجنة : يوم الكرامة والمجد والشرف ، وهي لأنصار الحسين ، ونعيم الله الخالد لمن سلك سبيله .

إن الله : أتقن هداه ، وعرفنا الحق بتجديد العهد مع الحسين ، وبإقامة ذكراه عند أنصاره ، ورزق القلوب الطيبة الحياة الكريمة ، ونور وجودهم بهدى الحسين وآله الكرام .

عرف الله : الصراط المستقيم بنور الحسين المشرق في يوم المصيبة العظمى ، وعرفنا الحق وأهل ، والضلال وأهله .

بانت حكمة الله : بالتضحية بأشرف خلقه ، لكي يحفظ دينه ، ويعرفنا الحق وأهله إلى الأبد ، وليخس أعداء آل محمد .

حفظ الله الدين : ومنهجه القويم بالحسين وعند آل الحسين ، وعرفنا إن أعدائهم هم أهل ضلال وظالمين إلى يوم الدين .

بارك الله بك : يا ناصر الحسين ، بكل حرف تكتبه من أجل تعريف الكرامة الإلهية عند الحسين وآله الكرام .

ما مات الحسين : كذب الشامتون ، فالحسين مخلد في قلوب المؤمنين ، وفي محل الكرامة عند رب العالمين .

الحسين : حرارة إيمان في قلوب المؤمنين ، ومعرف للشرف والمجد والكرامة لكل الطيبين .

هلموا يا مؤمنين : لنعرف المجد والشرف والكرامة من الحسين ، وفي سبيله الحق ومنهجه القويم في تعريف أسس دين الله ومحل هداه .

وعليكم السلام : وعظم الله أجرك بمصاب أبا عبد الله الحسين.

أحسن الله : إليكم ، وبارك فيكم ، وشكر جهودكم .

 

 

 

الإشراق الرابع :

أقوال معاصرة في الإمام الحسين عليه السلام :

يا طيب : الإيمان بالولاية وإظهار الحب باللسان هو جزء من أركان معارف الدين ، ولكنه عرفت أنه لا يتم إلا بالعمل به ، ومجرد إدعاء الحب والتولي قد لا ينفع إذا كان القلب والنية تخالفه ، فضلا عن العمل والتصرف ، ولذا الكلام يُحب في حق الحسين وينفع في الدنيا ويعد به الإنسان من الموالين ، أما ثوابه وأجره في الآخر فهو موكول إلى الله ، وقد عرفت أنه قد لا ينفع ما لم يتوج بالعمل بكل تعاليم الحسين وآله الكرام صلى الله عليهم وسلم ، وقد عرفت قول الإمام الحسين عليه السلم :

 قال حدثني أبي الوصي علي بن أبي طالب عليهم السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه و آله :

الإيمان : عقد بالقلب، و نطق باللسان ، و عمل بالأركان[190] .

وقد ذكر الصدوق رحمه الله في كتاب صفات الشيعة :

عن أبي بصير قال : قال الصادق عليه السلام :

 شيعتنا : أهل الورع و الاجتهاد ، و أهل الوفاء و الأمانة ، و أهل الزهد و العبادة ، أصحاب إحدى و خمسين ركعة في اليوم و الليلة ، القائمون بالليل ، الصائمون بالنهار ، يزكون أموالهم ، و يحجون البيت ، و يجتنبون كل محرم .

وعن الحسين بن خالد عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال :

شيعتنا : المسلمون لأمرنا ، الآخذون بقولنا ، المخالفون لأعدائنا ، فمن لم يكن كذلك فليس منا [191].

وعن جابر الجعفي قال : قال أبو جعفر عليه السلام :

 يا جابر ، يكتفى من اتخذ التشيع ، أن يقول : بحبنا أهل البيت .

 فو الله ما شيعتنا : إلا من اتقى الله و أطاعه ، و ما كانوا يعرفون إلا بالتواضع و التخشع ، و أداء الأمانة ، و كثرة ذكر الله ، و الصوم ، و الصلاة ، و البر بالوالدين ، و التعهد للجيران من الفقراء ، و أهل المسكنة و الغارمين و الأيتام ، و صدق الحديث ، و تلاوة القرآن ، و كف الألسن عن الناس إلا من خير ، و كانوا أمناء عشائرهم في الأشياء .

قال جابر : يا ابن رسول الله ما نعرف أحدا بهذه الصفة .

فقال لي : يا جابر ، لا تذهبن بك المذاهب ، حسب الرجل أن يقول أحب عليا ،  و أتولاه ، فلو قال : إني أحب رسول الله  و رسول الله خير من علي ، ثم لا يتبع سيرته ، و لا يعمل بسنته ، ما نفعه حبه إياه شيئا .

 فاتقوا الله : و اعملوا لما عند الله ، ليس بين الله و بين أحد قرابة ، أحب العباد إلى الله و أكرمهم عليه ، أتقاهم له ، و أعملهم بطاعته .

يا جابر : ما يتقرب العبد إلى الله تبارك و تعالى إلا بالطاعة ، ما معنا براءة من النار ، و لا على الله لأحد منكم حجة .

 من كان لله مطيعا : فهو لنا ولي ، و من كان لله عاصيا فهو لنا عدو .

و لا تنال ولايتنا إلا بالعمل و الورع .

عن ظريف بن ناصح رفعه إلى محمد بن علي عليه السلام قال :

 إنما شيعة علي المتباذلون في ولايتنا ، المتحابون في مودتنا ، المتزاورون لإحياء أمرنا ، إن غضبوا لم يظلموا ، و إن رضوا لم يسرفوا ، بركة لمن جاوروا ، و سلم لمن خالطوا [192].

يا طيب : إن الحسين عليه السلام وسيلة السعداء ، الذين عرفوا دين الله منه ومن آله وبكل ما ظهر به ، وأتبعوه حقا وعملوا بما علموا عنه وتعلموه منه ، وإلا قبل أن أذكر ما قال المستشرقون والغربيون وغيرهم من المسلمين ، أذكر هذه القصة التي جرت مع الإمام الحسين عليه السلام ، قبل ما نتذكر ما أشتهر من ضرورة حبه وعرفه كل الناس :

عن الإمام الرضا عن آبائه عليه السلام قال رسول الله صلى الله عليه وآله :

 من أحب أن ينظر إلى أحب أهل الأرض إلى أهل السماء فلينظر إلى الحسين .

رواه الطبريان : في الولاية ، و المناقب ، و السمعاني في الفضائل ، بأسانيدهم عن إسماعيل بن رجاء و عمرو بن شعيب :

أنه مر الحسين : على عبد الله بن عمرو بن العاص .

فقال عبد الله : من أحب أن ينظر إلى أحب أهل الأرض إلى أهل السماء ، فلينظر إلى هذا المجتاز ، و ما كلمته منذ ليالي صفين .

فأتى به أبو سعيد الخدري إلى الحسين عليه السلام .

فقال الحسين : أ تعلم أني أحب أهل الأرض إلى أهل السماء ، و تقاتلني و أبي يوم صفين ، و الله إن أبي لخير مني .

فاستعذر و قال : إن النبي قال لي : أطع أباك ؟

فقال له الحسين عليه السلام : أ ما سمعت قول الله تعالى :

وَ إِنْ جاهَداكَ عَلى أَنْ تُشْرِكَ بِي ما لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُما .

و قول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :

 إنما الطاعة في المعـروف و قولـه ، لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق [193].

ويا طيب : بعدما عرفنا مواصفات الشيعة ، ومن يظهر نور علم أهل البيت عليهم السلام ومعارفهم التي ظهروا بها بكل وجودهم ، وفضله وأجره ، وما عرفنا ممن يظهر حبهم ولكنه في جيش المخالفين لهم ، ويعتقد حبهم لكنه لا يقتدي بهم ، وأنه لا ينفعه ، نذكر أقوال لمستشرقين سواء عملوا بمنهج الحسين أو لا ، والله العالم ولكن إليك كلماتهم التي يشكرون عليها ، والله عنده حسن الجزاء وقد قال سبحانه :

{ وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِّمَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى (82) } طه .

وهذه كلمات كريمة : والله لا يضيع أجر العاملين ، ومن يعمل مثقال خيرا يره ويخفف عنه مئونة القيامة وقد ينجيه ، لكن عرفت هناك ضوابط في الجزاء لمن يعمل شر أو لم يطع الله ولا أولياءه ، وما ذكرنا من أدلة وبراهين تعرفنا حتى اليقين إمامة الحسن والحسين عليهم السلام وضرورة حبهم ، وأنه لكي نقتدي بهم ونسير على نهجهم لمعرفة عظمة الله ودينه وهداه ومن ثم العمل به وهم وسيلة لمعرفة تعاليم الله سبحانه وعبودية حقا ، وعلى كل حال هذه أقول طيبة يشكر عليها قائليها حتى ولو لم يسلموا أو مسلمين ولكن لمن يظهروا تعاليم الحسين على وجودهم كله في كل حال ، ولكن لمجرد أنها كلمات طيبة نذكرها ، والله المجازي والمثيب ، وأسأل الله التوفيق لكل طيب للعمل بهداه ، وصدق مقاله حاله حتى يرضى عنه وعنا :

كتب المندوب في شبكة سيهات :

إن ما قيل في الإمام الحسين علية السلام لم ولن يصل إلى جزاء يسير من ما قدمه علية السلام وأهل بيته الطاهرين ، ولكن لنتوقف قليلا ، ونرى ما قال أحرار العالم في شخص الحسين ، وأهداف الحسين ، وكيف إن البشرية إذا أرادت أن تسموا ، فلا بد لها أن تتعلم من الحسين .

 ونورد في ما يلي آراء عدد من الشخصيات المسلمة وغير المسلمة :

غاندي زعيم الهند :

لقد طالعت : حياة الإمام الحسين ، شهيد الإسلام الكبير ، ودققت النظر في صفحات كربلاء ، واتضح لي أن الهند إذا أرادت إحراز النصر ، فلا بد لها من اقتفاء سيرة الإمام الحسين .

محمد علي جناح مؤسس دولة باكستان :

لا تجد في العالم مثالاً للشجاعة : كتضحية الإمام الحسين بنفسه ، واعتقد أن على جميع المسلمين أن يحذو حذو هذا الرجل القدوة ، الذي ضحّى بنفسه في أرض العراق.

شارلز ديكنز الكاتب الإنجليزي المعروف :

إن كان الإمام الحسين : قد حارب من أجل أهداف دنيوية ، فإنني لا أدرك لماذا اصطحب معه النساء والصبية والأطفال ؟ إذن فالعقل يحكم أنه ضحى فقط لأجل الإسلام .

توماس كارليل الفيلسوف والمؤرخ الإنجليزي :

أسمى درس : نتعلمه من مأساة كربلاء ، هو أن الحسين وأنصاره كان لهم إيمان راسخ بالله ، وقد أثبتوا بعملهم ذاك ، أن التفوق العددي لا أهمية له حين المواجهة بين الحقّ والباطل ، والذي أثار دهشتي هو انتصار الحسين ، رغم قلّة الفئة التي كانت معه.

إدوارد براون المستشرق الإنجليزي :

وهل ثمة قلب لا يغشاه الحزن والألم حين يسمع حديثاً عن كربلاء ؟ وحتّى غير المسلمين لا يسعهم إنكار طهارة الروح التي وقعت هذه المعركة في ظلّها .

 فردريك جيمس :

نداء الإمام الحسين : وأي بطل شهيد آخر ، هو أن في هذا العالم مبادئ ثابتة في العدالة والرحمة والمودّة لا تغيير لها ، ويؤكد لنا أنه كلّما ظهر شخص للدفاع عن هذه الصفات ، ودعا الناس إلى التمسّك بها ، كتب لهذه القيم والمبادئ الثبات والديمومة .

ل . م . بويد :

من طبيعة الإنسان : أنه يحب الجرأة والشجاعة والإقدام ، وعلو الروح والهمّة والشهامة ، وهذا ما يدفع الحرية والعدالة الاستسلام أمام قوى الظلم والفساد ، وهنا تكمن مروءة وعظمة الإمام الحسين ، وأنه لمن دواعي سروري ، أن أكون ممـن يثني من كل أعماقه على هذه التضحية الكبرى ، على الرغم من مرور 1300 سنة على وقوعها .

 واشنطن ايروينغ المؤرخ الأمريكي الشهير :

كان بميسور الإمام الحسين النجاة بنفسه : عبر الاستسلام لإرادة يزيد ، إلاّ أنّ رسالة القائد الذي كان سبباً لانبثاق الثورات في الإسلام ، لم تكن تسمح له الاعتراف بيزيد خليفة ، بل وطّن نفسه لتحمّل كل الضغوط والمآسي لأجل إنقاذ الإسلام من مخالب بني أُميّة ، وبقيت روح الحسين خالدة ، بينما سقط جسمه على رمضاء الحجاز اللاهبة ( استشهد الحسين على رمال كربلاء ، وليس على رمضاء الحجاز! ) أيها البطل ، ويا أسوة الشجاعة ، ويا أيها الفارس يا حسين !

توماس ماساريك :

على الرغم : من أن القساوسة لدينا ، يؤثرون على مشاعر الناس عبر ذكر مصائب المسيح ، إلاّ أنك لا تجد لدى أتباع المسيح ذلك الحماس والانفعال الذي تجده لدى أتباع الحسين عليه السلام ، ويبدو أن سبب ذلك يعود إلى أن مصائب المسيح إزاء مصائب الحسين عليه السلام لا تمثل إلاّ قشـّة أمام طود عظيم .

موريس دوكابري :

يقال في مجالس العزاء : أن الحسين ضحى بنفسه لصيانة شرف وأعراض الناس ، ولحفظ حرمة الإسلام ، ولم يرضخ لتسلط ونزوات يزيد ، إذن تعالوا نتخذه لنا قدوة ، لنتخلص من نير الاستعمار ، وأن نفضل الموت الكريم على الحياة الذليلة .

المستشرق الألماني ماربين :

قدّم الحسين : للعالم درساً في التضحية والفداء ، من خلال التضحية بأعز الناس لديه ، ومن خلال إثبات مظلوميته وأحقيّته ، وأدخل الإسلام والمسلمين إلى سجل التاريخ ورفع صيتهما ، لقد أثبت هذا الجندي الباسل في العالم الإسلامي ، لجميع البشر أن الظلم والجور لا دوام له ، وأنّ صرح الظلم مهما بدا راسخاً وهائلاً في الظاهر ، إلاّ أنّه لا يعدو أن يكون أمام الحقّ والحقيقة إلاّ كريشة في مهب الريح .

 

بنت الشاطئ :

أفسدت زينب : أخت الحسين عليه السلام على ابن زياد والأمويين نشوة النصر ، وأفرغت قطرات من السم في كأس انتصارهم ، وكان لزينب بطلة كربلاء دور المحفّـز في جميع الأحداث السياسية التي أعقبت عاشوراء مثل قيام المختار ، وعبدالله بن الزبير وسقوط الدولة الأموية ، وتأسيس الدولة العباسية ، وانتشار المذهب الشيعي.

لياقة علي خان أول رئيس وزراء باكستاني :

لهذا اليوم من محرم : مغزىً عميقاً لدى المسلمين في جميع أرجاء العالم ؛ ففي مثل هذا اليوم وقعت واحدة أكثر الحوادث أُسىً وحزنا في تاريخ الإسلام ، وكانت شهادة الإمام الحسين عليه السلام مع ما فيها من الحزن ، مؤشر ظفر نهائي للروح الإسلامية الحقيقية ، لأنها كانت بمثابة التسليم الكامل للإرادة الإلهية ، ونتعلم منها وجوب عدم الخوف والانحراف عن طريق الحقّ والعدالة مهما كان حجم المشاكل والأخطار.

جورج جرداق العالم والأديب المسيحي :

حينما جنّد : يزيد الناس لقتل الحسين وإراقة الدماء ، كانوا يقولون : كم تدفع لنا من المال ؟ أما أنصار الحسين : فكانوا يقولون لو أننا نقتل سبعين مرّة ، فإننا على استعداد لأن نقاتل بين يديك ونقتل مرة أُخرى أيضاً .

عباس محمود العقاد، الكاتب والأديب المصري :

ثورة الحسين : واحدة من الثورات الفريدة في التاريخ ، لم يظهر نظير لها حتى الآن في مجال الدعوات الدينية ، أو الثورات السياسية ، فلم تدم الدولة الأموية بعدها حتى بقدر عمر الإنسان الطبيعي ، ولم يمضِ من تاريخ ثورة الحسين حتّى سقوطها أكثر من ستين سنة ونيّف .

أحمد محمود صبحي :

وإن كان الحسين بن علي عليه السلام : قد هزم على الصعيد السياسي أو العسكري ، إلاّ أن التاريخ لم يشهد قط هزيمة انتهت لصالح المهزومين مثل دم الحسين ، فدم الحسين تبعته ثورة ابن الزبير ، وخروج المختار ، وغير ذلك من الثورات الأخرى إلى أن سقطت الدولة الأموية ، وتحول صوت المطالبة بدم الحسين إلى نداء هزّ تلك العروش والحكومات .

انطوان بارا مسيحي :

لو كان الحسين من : لنشرنا له في كل أرض راية ، ولأقمنا له في كل أرض منبر ، ولدعونا الناس إلى المسيحية باسم الحسين .

كيبون المؤرخ الإنجليزي :

على الرغم : من مرور مدّة مديدة على واقعة كربلاء ، ومع أننا لا يجمعنا مع صاحب الواقعة وطن واحد ، ومع ذلك فإن المشاق والمآسي التي وقعت على الحسين عليه السلام ، تثير مشاعر القارئ ، وإن كان من أقسى الناس قلباً ، ويستشعر في ذاته نوعاً من التعاطف والانجذاب إلى هذه الشخصية .

نيكلسون المستشرق المعروف :

كان بنوا أُميّة طغاة مستبدين ، تجاهلوا أحكام الإسلام واستهانوا بالمسلمين ، ولو درسنا التاريخ لوجدنا أن الدين قام ضد الطغيان والتسلّط ، وأن الدولة الدينية قد واجهت النظم الإمبراطورية ، وعلى هذا فالتاريخ يقضي بالإنصاف ، في أن دم الحسين عليه السلام في رقبة بني أُمية .

السير برسي سايكوس، المستشرق الإنجليزي :

حقاً أن الشجاعة والبطولة : التي أبدتها هذه الفئة القليلة ، كانت على درجة بحيث دفعت كل من سمعها إلى إطرائها والثناء عليها لا إرادياً ، هذه الفئة الشجاعة الشريفة جعلت لنفسها صيتاً عالياً وخالداً لا زوال له إلى الأبد .

تاملاس توندون الهندوسي والرئيس السابق للمؤتمر الوطني الهندي :

هذه التضحيات الكبرى : من قبيل شهادة الإمام الحسين عليه السلام ، رفعت مستوى الفكر البشري ، وخليق بهذه الذكرى أن تبقى إلى الأبد ، وتذكر على الدوام.

محمد زغلول باشا قال في تكية الإيرانيين في مصر :

لقد أدى الحسين عليه السلام : بعمله هذا ، واجبه الديني والسياسي ، وأمثال مجالس العزاء ، تربّي لدى الناس روح المروءة ، وتبعث في أنفسهم قوّة الإرادة في سبيل الحقّ والحقيقة .

عبد الرحمن الشرقاوي الكاتب المصري :

الحسين : شهيد طريق الدين والحريّة ، ولا يجب أن يفتخر الشيعة وحدهم باسم الحسين عليه السلام ، بل أن يفتخر جميع أحرار العالم بهذا الاسم الشريف .

طه حسين العالم والأديب المصري :

كان الحسين عليه السلام : يتحرق شوقاً لاغتنام الفرصة واستئناف الجهاد ، والانطلاق من الموضع الذي كان أبوه يسير عليه ؛ فقد أطلق الحرية بشأن معاوية وولاته ، إلى حد جعل معاوية يتهدده ، إلا أن الحسين ألزم أنصاره بالتمسك بالحق.

عبد الحميد جودة السحّار الكاتب المصري :

لم يكن بوسع الحسين : أن يبايع ليزيد ويرضخ لحكمه ؛ لأن مثل هذا العمل يعني تسويغ الفسق والفجور ، وتعزيز أركان الظلم والطغيان ، وإعانة الحكومة الباطلة ، لم يكن الحسين راضياً على هذه الأعمال حتى وأن سبي أهله وعياله وقتل هو وأنصاره .

 العلامة الطنطاوي العالم والفيلسوف المصري :

الملحمة الحسينية : تبعث في الأحرار شوقاً للتضحية في سبيل الله ، وتجعل استقبال الموت أفضل الأماني ، حتى تجعلهم يتسابقون إلى منحر الشهادة .

العبيدي مفتي الموصل :

فاجعة كربلاء : في تاريخ البشرية نادرة ، كما أن صانعوها ندرة ، فقد رأى الحسين بن علي عليه السلام من واجبه التمسك بسنّة الدفاع عن حق المظلوم ، ومصالح العامة ، استناداً إلى حكم الله في القرآن ، وما جاء على لسان الرسول الكريم ، ولم يتوان عن الإقدام عليه ؛ فضحى بنفسه في ذلك المسلخ العظيم ، وصار عند ربّه " سيد الشهداء "، وصار في تاريخ الأيام " قائداً للمصلحين "، ونال ما كان يتطلّع إليه، بل وحتى أكثر من ذلك [194] .

يا طيب : هنئا له من يسلك منهج الحسين عليه السلام و يعترف له بالفضل ، وإن الكرامة الأبدية لمن اقتدى به وأتخذه وسيلة لمعرفة عظمة الله سبحانه وما شرفنا من تعاليمه في كل مجالات الدين ، وقد قال الله تعالى :

{ إِلاَّ الَّذِينَ تَابُواْ مِن قَبْلِ أَن تَقْدِرُواْ عَلَيْهِمْ فَاعْلَمُواْ أَنَّ الله غَفُورٌ رَّحِيمٌ (34) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ الله وَابْتَغُواْ إِلَيهِ الْوَسِيلَةَ وَجَاهِدُواْ فِي سَبِيلِهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (35) إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَوْ أَنَّ لَهُم مَّا فِي الأَرْضِ جَمِيعًا وَمِثْلَهُ مَعَهُ لِيَفْتَدُواْ بِهِ مِنْ عَذَابِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَا تُقُبِّلَ مِنْهُمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (36) } المائدة .

{ وَرَبُّكَ أَعْلَمُ بِمَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَلَقَدْ فَضَّلْنَا بَعْضَ النَّبِيِّينَ عَلَى بَعْضٍ وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورًا (55)

 قُلِ ادْعُواْ الَّذِينَ زَعَمْتُم مِّن دُونِهِ فَلاَ يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرِّ عَنكُمْ وَلاَ تَحْوِيلاً (56)

أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ

وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا (57)} الإسراء .

 

يا طيب : لا وسيلة حقيقة توصلنا لمعارف الله سبحانه وتعالى إلا الحسين وآله الكرام صلى الله عليهم وسلم ، وحتى قالوا :

إن الحسين وسيلة السعداء .

وأحنه غير حسين ما عدنه وسيلة .

وإن مجالس الإمام الحسين عليه السلام : عرفتنا سبيل الله وصراطه المستقيم والوسيلة الحقيقة لمعرفة عظمته وأحكامه الواقعية ودينه القيم الحق وهداه الصادق ، وعرفنا الإمام بما لم يبقى لأحد شك بضلال من خالفهم وانحرف عن دين الله سبحانه وتعالى كل من عاندهم ، وإذا عرفنا عظمة فضل الله على آل البيت عليهم السلام ، وبالخصوص الحسنين عليهم السلام ، وتيقنا حبهم ، وقررنا بكل وجودنا الاقتداء بهم بكل تعليم الله التي عرفوها لنا ، فلندخل معهم في الجزء الآتي في أعلى مراتب الكرامة والمجد من الله ، حتى نكون في الجنة مع سيدي شباب أهل الجنة :

يا رب : فإني أشهد على حين غفلة من خلقك : أنك أنت الله لا إله إلا أنت ، وأن محمدا عبدك المرتضى ، ونبيك المصطفى ، أسبغت عليه نعمتك ، وأتممت له كرامتك ، وفضلت لكرامته آله ، فجعلتهم أئمة الهدى ، ومصابيح الدجى ، وأكملت بحبهم وطاعتهم الإيمان ،  وقبلت بمعرفتهم والإقرار بولايتهم الأعمال ، واستعبدت بالصلاة عليهم عبادك ، وجعلتهم مفتاحا للدعاء ، وسببا للإجابة .

 اللهم : فصل على محمد وآل محمد أفضل ما صليت على إبراهيم وآل إبراهيم ، إنك حميد مجيد ، اللهم آتهم الوسيلة والفضيلة ، وأعطهم من كرامتك ونعمتك وعطاءك أفضله ، حتى لا يكون أحد من خلقك أقرب مجلسا ، ولا أحظى عندك منزلة ، ولا أقرب منك وسيلة ، ولا أعظم شفاعة منهم .

اللهم : اجعلني من أعوانهم وأنصارهم وأشياعهم ، وثبتني على محبتهم ، وطاعتهم ، والتسليم  لهم ، والرضا بقضائهم ، واجعلني بمحبتهم عندك وجيها في الدنيا والآخرة ، ومن المقربين ، فإنني  أتقرب إليك بهم ، وأتوجه إليك بهم ، وأقدمهم بين يدي حوائجي ومسألتي ، فإن كانت ذنوبي قد أخلقت وجهي عندك ، وحجبت دعائي عنك ، فاستجب لي يا رب بهم دعائي ، وأعطني بهم سؤلي ورجائي ، وتقبل بهم يا رب توبتي ، واغفر لي يا رب بهم ذنبي [195].


[179]المحاسن لأحمد بن محمد بن خالد البرقي ج 1ص 152 ب 21ح76 .

[180]كمال‏ الدين ج1 ص270ح 12.

[181]مصباح الشريعة ص 157 .

[182]مستدرك الوسائل ج10ص 318 ح 12084ـ 13.  مجموعة الشهيد : نقلا من كتاب الأنوار لأبي .

[183]كمال الدين وتمام النعمة ص 280 ح30 .

[184]كمال‏ الدين ج1 ص270ح 15.

[185]المناقب ج3ص400.

[186]المناقب ج3ص400ح2 .

[187]الأمالي ‏للطوسي ص499 م18ح 1095-2 .

[188] المناقب ج3ص399 .

[189]الكلمات القصار ، مواعظ وحكم  ، شهر محرم وعاشوراء ، للإمام الخميني رحمه الله ص 70 .

[190]  الأمالي‏ للصدوق ص : 268ح15 .

[191]صفات الشيعة ص1 ح1 ، 2 .

[192] صفات الشيعة ص11ح22 ، 23 .

[193]المناقب  ج4 ص 73.بحار الأنوار ص 297ج43 ب 12ح59

[194] كتب المندوب : في  منتديات شبكة سيهات الثقافية ، ملف عاشوراء ، قصة عاشوراء وتكوين العقل الشيعي ، وحرره في : يوم 26-05-2003,  الساعة 07:33 بعد الظهر . وكذا نقلت قسما منه أم الحسين في منابر حوار شبكة أنصار الحسين عليه السلام في يوم : 08-07-2002 , ولا أعرف الجمع لهما أو منقول من كتاب ، وعلى كل حال جزا الله خيرا كل من يُعرف شأن الإمام الحسين الكريم ويعرف عظمته وفضله أو ينقله للآخرين .

[195]المقنعة الشيخ المفيد  ص 125 .


   

أخوكم في الإيمان بالله ورسوله وبكل ما أوجبه تعالى
خادم علوم آل محمد عليهم السلام
الشيخ حسن جليل حردان الأنباري
موسوعة صحف الطيبين
http://www.msn313.com

يا طيب إلى أعلى مقام كرمنا بنوره رب الإسلام بحق نبينا وآله عليهم السلام


يا طيب إلى فهرس صحيفة الإمام الحسين عليه السلام لنتنور بما خصه رب الإسلام