هداك الله بنور الإسلام حتى تصل لأعلى مقام

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله الطيبين الطاهرين ولعنة الله على أعدائهم إلى يوم الدين
موسوعة صحف الطيبين  في  أصول الدين وسيرة المعصومين / صحيفة الإمام الحسين عليه السلام /
 الجزء
الرابع /  ظهور نور الإمام الحسين في الأرض بولادته وأدلة إمامته

الباب الثاني
النص والاستدلال على إمامة الحسن والحسين عليهم السلام
ومناقبهما وفضائلهم وما يوجب حبهما والاقتداء بهم

سفينة نجاة

تنورنا الإيمان بمناقب وفضائل أئمة الحق الحسن والحسين ووجوب حبهم والإقتداء بهم عليهم السلام

المجلس الثاني

يجب حب وتولي أئمة الحق وسادة أهل الدنيا والآخرة

الذكر الثالث

الإيمان بإمامة الحسن والحسين وحبهما يوجب توليهم والإقتداء بهم

يا طيب : إن آية واحدة في كتاب الله لو تذكر أي حكما من الأحكام أو تعليم من التعاليم ، لوجب على كل الناس إلى أخر الدهر العمل بها ما لم تكن خاصة ، ويجب العمل بها عن حب وإيمان ، ويعتبر العلم والعمل بها تشريف من الله لا كلفة به مهما كانت صعوبته ، لأنه به كمال النفس والقرب من الله المتفضل المنان والذي ينور وجودنا بكل شيء عرفنا من تعاليمه وحققنا بنوره عملا وثوابا ، وهذا هو النعيم الحقيقي عاجلا وأجلا وفيه راحة النفس المؤمنة ويقين العقل القاطع بوجوب التشرف بتعاليم الله بكل إخلاص العبودية له وحده ، وبه يخبت القلب ويظهر في الوجل والرجاء لثواب عظيم يتحقق نورا في وجود الإنسان المؤمن حقا .

وإن مسألة الإمامة في الدين الإسلامي : هي من أسس معارفه ، وركن من أركان دعائم وجوده وبقائه ، وبها يستمر وجوده صافي في العبودية الله وإقامة معارفه بما يحب ويرضى ، وإن الإمامة حقيقة دينية بها يعتصم الناس من الاختلاف والخطأ والانحراف وعن الظلم والرضا به ، ولا يعقل وجود عقيدة ودين لشيء ما  ولم  يكون وجود القائم به والعارف به بكل تفاصيل حقيقته ، وعالم عامل به بكل وجوده ، وهذا هو وضيفة أئمة الحق بل حقيقتهم في شرع الله إيمانا وعبودية وظهورا، وإن شأن وجودهم الكريم الظهور بما يقرب كل عبد لمعرفة عظمة الله وعبوديته بخالص دينه .

ويا طيب : لو كانت آية واحدة تعرفنا ضرورة وجود الإمام في الوجود لكان كافية لأن تجعلنا بأن نتيقن بأعلى الإيمان إمامة الحسن والحسين وأبيهم وأبناء الحسين ، مثلا كآية : يوم ندعو كل أناس بإمامهم ، وأنه لا أكرم من الحسن والحسين طهارة وطيبا وعلما وعملا بدين الله ، فضلا عن دعاء وهب لنا من أزواجنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماما ، وهم كوثر الوجود وخيره ، بل الله طهر أئمة الحق واصطفاهم وأختارهم ، وأن آية واحده أو حديث واحد مما عرفت في كل أجزءا هذه الصحيفة لكان كافيا في وجوب تولي الإمام الحسن والحسين وإتخاذهم أئمة بعد أبيهم ، بل الإقرار بالإمام لذرية الإمام الحسين عليه السلام من بعده ، ومن ثم الإقتداء بهم وتوليهم عن حب لوجودهم ولكل ما عرفونا من تعاليم الله سبحانه وتعالى .

وفي هذا الذكر : بعد أن عرفنا كثير من الأدلة على إمامة الحسن والحسين وأبيهم من قبل في صحيفته وهنا ، يجب أن نتحقق بالمعنى الكريم الذي يفوق مسألة الاعتراف بضرورة حب الحسن والحسين بما هو ، بل يفوق الاعتراف بإمامتهم عن حب بما هو حب وود وأنهم أئمة كانوا في زمانهم فقط .

بل هنا في هذا الذكر : نذكر المعنى الكريم والحقيقة الواقعية لحب الحسن والحسين وما يجب أن نُظهر من الآثار لهذا الحب ، وهو شرف الإقرار عن إيمان وبكل يقين بإمامتهم والاعتراف بولايتهم وضرورة التشرف بالإقتداء بهم حقا ، أي مقتدين ومتأسين بهم بكل شيء ظهروا به ، وبكل جد واجتهاد واعتباره دين ، وهدى يعبد به رب العالمين بكل إخلاص ، وهذا ما يجب أن يظهره كل مؤمن بحب الحسنين وإمامتهم وولايتهم ، وإلا لا ينفع حب بدون الإقتداء ، بل يكون الاعتراف بالإمامة والحب لهم بدون السير على نهجهم إدعاء فقط ، وإن النجاة في الكون معهم حين أن نركب في سفينتهم متنورين بمصباح هداهم بكل حقيقة وجودنا ، وإلا ما أكثر المعترفين بحب الحسن والحسين وآل البيت كلهم سواء من المسلمين أو غير المسلمين .

ولذا يا طيب : وإن كان عرفنا من خلال أحاديث الإمامة والولاية لأهل البيت كلهم أو أحاديث الحب لهم ، أنه يجب الاقتداء بهم والسير على نهجهم ، وهنا نذكر بعض الآيات والأحاديث التي تعرفنا وجوب التأسي والاقتداء بهم ، ومن ثم نذكر في ذكر أقوال أناس حبوهم وأظهروا حبهم وكانوا مقتدين بهم ، ثم نذكر أناس أقروا لهم بالحب ولكن لم يقروا بالإمامة لهم بكل معناها الحقيقي ، وبعده نذكر الثواب العظيم للكون مع سيدي شباب أهل الجنة في جزء آتي فتابع البحث مشكورا .

 

الإشراق الأول :

آيات تعرفنا ضرورة الاقتداء بأولياء الله و أئمة الحق :

يا طيب : إن في زمان رسول الله جاء آيات كثيرة توجب علينا إطاعة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، وكما عرفت في أول المجلس الثاني ، وكذلك يجب إطاعة أول أمر وأئمة حق ، عرفهم الله ورسوله ، وقد عرفت آيات كثيرة في هذا المعنى وللتذكر نتدبر بعض الآيات ، قال سبحانه وتعالى :

{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ الله وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ

فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى الله وَالرَّسُولِ

 إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِالله وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيل (59)} النساء .

{ إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ الله وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ (55)

وَمَن يَتَوَلَّ الله وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ فَإِنَّ حِزْبَ الله هُمُ الْغَالِبُونَ (56) } المائدة .

يا طيب : آيات كريمة وواضحة جدا ، في الآية الأولى : تعرفنا أنه يجب أن نطيع الله ورسوله وولي أمر يعرفه الله ورسوله ، وإنه إذا أشتبه علينا الأمر واختلفنا ولم نعرف ولي أمر الله بعد رسول الله يجب أن نرجع لله ولرسوله ليعرفنا ولي الأمر وإمام الحق حقا .

والآية الثانية : تعرفنا أن أمير المؤمنين علي عليه السلام ، هو الذي أعطى الزكاة في الصلاة وهو راكع هو ولي الله وولي أمره في عباده بعد رسوله , وهي آية عظيمة تدعوا كل إنسان لأن يسأل كيف هذه العبادة ومن هو صاحبها ، ولماذا هذه الكناية الصريحة والأسلوب الفصيح المشير بالمعنى والمفهوم لمؤمن له مواصفات كريمة يجمع عدة عبادات في عمل واحد وله ولاية ، ويُجيب كل من فسرها وعرّف شأن نزول الآيات بأنه كان أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام .

وإنه يا أخي في الإيمان : إن أهم وأعظم شيء أختلف به الناس بعد رسول الله هو ولي الأمر الحق ، لأنه بمعرفته نعرف كل حكم منه ولا نختلف في حكم من معارف عظمة الله ولا شيء من معارف أحكامه ، وهذا أهم أمر يجب أن نرجع به لله ولرسول لنعرف أئمة الحق ، وإنا قد عرفنا آيات التطهير والمودة والكوثر والمباهلة وآيات كونوا مع الصادقين والمنعم عليهم وغيرها ، وعرفنا أن نبينا وآله هم مصداقها الأول ، وهم لهم الولاية ولإمامة ويجب الرجوع لهم مسلّمين لهم ونستلم منهم ما عرفونا من هدى الله سبحانه وتعالى ، لأنه منهم نعرف حقيقة الدين الصادق والمطهر والذي لم يلبس بضلال، وغير هداهم لم يطهره الله ولا جعله كوثر خير ولا باهل به ولا أمر بوده ولا جعل له نفقه خاصة في الأنفال ليقام به شرع الدين ، وغيرها من خصائص الإمامة لهداه الظاهر بهم حقا وحقيقة ، وواقعا صادقا يتقينه كل مؤمن ، فهم الدين والدين هم ، وهم الهدى والهدى هم ، والعبودية الخالصة لله هم نورها ومظهر تعليمها ، وهيهات أن تجد أحدا غيرهم له هذه الخصائص الطاهرة الطيبة الصادقة حقا وواقعا ، فهم الأئمة ويجب الإقتداء بهم والتأسي بهم بكل ما عرفوا بسيرتهم وسلوكهم وعلمهم وعملهم .

 ولذا طيب : من يعرف إمام الحق يكون آمن وله الأمان حقا ، وقد قال الله تعالى يعرفنا ملاك الاختيار ولاصطفاء في الأمم السابقة ويوجب علينا الاقتداء بهم :

{ وَكَيْفَ أَخَافُ مَا أَشْرَكْتُمْ وَلاَ تَخَافُونَ أَنَّكُمْ أَشْرَكْتُم بِالله مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَانًا فَأَيُّ الْفَرِيقَيْنِ أَحَقُّ بِالأَمْنِ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ (81)

الَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يَلْبِسُواْ إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُوْلَئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ (82)

وَتِلْكَ حُجَّتُنَا آتَيْنَاهَا إِبْرَاهِيمَ عَلَى قَوْمِهِ نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَّن نَّشَاء إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ (83) وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَقَ وَيَعْقُوبَ كُلاًّ هَدَيْنَا وَنُوحًا هَدَيْنَا مِن قَبْلُ وَمِن ذريته دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسَى وَهَارُونَ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (84) وَزَكَرِيَّا وَيَحْيَى وَعِيسَى وَإِلْيَاسَ كُلٌّ مِّنَ الصَّالِحِينَ (85) وَإِسْمَاعِيلَ وَالْيَسَعَ وَيُونُسَ وَلُوطًا وَكُلاًّ فضَّلْنَا عَلَى الْعَالَمِينَ (86)

وَمِنْ آبَائِهِــمْ وَذريتهــمْ وَإِخْوَانِهِــمْ وَاجْتَبَيْنَاهُــمْ وَهَدَيْنَاهُــمْ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ (87) ذَلِكَ هُدَى الله يَهْدِي بِهِ مَن يَشَاء مِنْ عِبَادِهِ وَلَوْ أَشْرَكُواْ لَحَبِطَ عَنْهُم مَّا كَانُواْ يَعْمَلُونَ (88)

أُوْلَئِكَ الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ فَإِن يَكْفُرْ بِهَا هَؤُلاء فَقَدْ وَكَّلْنَا بِهَا قَوْمًا لَّيْسُواْ بِهَا بِكَافِرِينَ (89)

أُوْلَئِكَ الَّذِيـــنَ هَـــــدَى الله

فَـبِـهُـدَاهُـــــمُ اقْـــتَـــــــدِهْ

قُل لاَّ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْـرًا إِنْ هُوَ إِلاَّ ذِكْرَى لِلْعَالَمِينَ (90) } الأنعام .

إذا عرفنا طريقة الاختيار لله من الذرية الطاهرة : وأنه يجب أن يقتدي رسول الله بهم فيعرف الأولياء بعده ، وأنه في تعريفه للأولياء بعده لا يسأل أحد أجرا ، بل الأجر على الله ، و نفعه لنا ولكم إن شاء الله ، كما قال سبحانه تعالى :

{ قُلْ مَا سَأَلْتُكُم مِّنْ أَجْــــرٍ فَهُوَ لَكُمْ

إِنْ أَجْـرِيَ إِلَّا عَلَى الله وَهُــوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (47) } سبأ .

{ قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْـــــرًا إِلَّا الْمَـــوَدَّةَ فِي الْقُــرْبَـى وَمَن يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَّزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْنًا إِنَّ الله غَفُورٌ شَكُورٌ (23) } الشورى .

يا طيب : هذه الآيات كريمة في معناه وهي تعرفنا حقيقة وجوب الحب والاقتداء وبمن ويجب التشرف بحبهم والود لهم ، وبه تزاد الحسنات وتغفر الذنوب ويشكر السعي ، وكلما كان منا الجد في الاقتداء والتأسي بهم ، كلما زادت الحسنات ورفعت الدرجات وفزنا وغلبنا كل شك وشبه وضلال ، وكنا مخلصين لله الدين بما يحب ويرضى ، وهذا هو غاية وجود التعبد لله وحب الكون معه في كل تعاليمه وما عرفنا من هداه بصراط مستقيم عند المنعم عليهم ، وإلا خسر المبطلون وضل المنحرفون ولو أظهروا الحب بدون إتباع أو أقروا بالإمامة دون طاعة وجد في التأسي بتعليمهم ، وليس الدين إلا الإقرار باللسان وإيمان بالقلب وعمل بالأركان حقا واقعا .

 

 

 

الإشراق الثاني :

وجوب الإقتداء بالحسن والحسين وآلهم صلى الله عليهم وسلم  :

يا طيب : عرفت إن الله عرفنا ملاك الإمامة وكيف أختار أولياءه في الأمم السابقة ، فإن أجر مودة قربى النبي هو لنا ، ورسول الله عرفنا بكثير من الأحاديث التي عرفتها حبه للحسن والحسين بكل معنى الحب الذي يوجب الإيمان بطهارتهم وتصديقهم بكل ما يظهرون من دين الله سبحانه وتعالى ، وهذا المعنى ذكرناه بعدة تفاصيل في صحيفة الإمام علي عليه السلام فراجع لأنه خير الوجود بعد رسول الله ومن ثم ولديه وذرية المعصومين هم أئمة الحق ، وهذا مختصره قد عرفته في الإشراق السابق ، وهذا ما يجب أن نؤمن به مع الحسن والحسين عليه السلام من الإمامة فيهم والحب لهم والإقتداء بهم ، وحتى ليكونا قدوة وأسوة لنا في كل تصرف لهم وعلم وعمل يظهرون نوره في وجودهم ، وبما نتعلم منهم نُظهر نور عبودية الله ودينه .

ولذا يا طيب : يجب أن لا نخلط دين الحسن والحسين وأئمة الحق الصادقين ، بدين غيرهم ومعارف تخالفهم ، ولا نأخذ ما يعجبنا من طرفين مطهر عارف بدين الله وهداه وحقا عرفه هو ورسوله ، وغيرهم مهما تسموا به من أسماء أمير المؤمنين أو خليفة المسلمين أو غيرها ولم تكن له تزكية واضحة وخصوصية كريمة في نفسه وفعله وعلمه وعمله وبيان في اصطفاء وجوده واختياره بملاك عرفه الله سبحانه وتعالى .

فإن الله سبحانه : قد عرف لنا أهل الولاية والإمامة ووجوب حبهم والإقتداء بهم ، وهم بالنبي وآله ، وبكل سبيل ممكن قاطع للشك وموجب لليقين ، وهم عليهم السلام قد عرفوا صدق معرفتهم بدين الله وعبوديته بكل إخلاص وبكل شيم الكرامة ومعاني المجد والطهارة والكون في طاعة الله بصدق واقع لرضاه الله ، حتى كان لا يعرف معنى له عظيم كريم إلا من وجودهم ، فالله سبحانه يحبهم ويأمر بحبهم ورسوله الكريم شرحه بكل ما عرفت من الأحاديث أعلاه وفي صحيفة الإمام علي عليهم السلام ، و لما يعلم من سيرتهم الحسنة وإخلاصهم في طاعته ، والله لا يحب آثم ولا كفار ولا عاصي ، بل يحب المتطهرين فكيف بمن طهرهم الله وأمر بحبهم وودهم ، وذا يجب أن تكون لنا أسوة حسنه برسول الله وبآله بعده تبعا له ، وبكل ما علمنا من ضرورة حب الحسن والحسين وأبيهم من قبل ، وما أمر من وجوب حبهم ، وضرورة التشرف بالإقتداء بهم عن يقين بإمامتهم وولايتهم ، وقد قال الله سبحانه وتعالى :

{ لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ الله أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ

 لِّمَن كَانَ يَرْجُو الله وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ الله كَثِيرًا (21) } الأحزاب .

وقد عرفت يا طيب : في كثير من الأحاديث أمر رسول الله بحب آله الكرام وبالخصوص الحسن والحسين بعد أبيهم الكريم ، وقد عرفته أنه عرفهم بالإمامة والولاية والفضل العظيم في كل صفاتهم ، بل ورثهم صفاته وملكهم كل علمه وعمله ، وكان فيهم ملاك الإمامة لأنهم من الذرية المطهرة التي لم تلبس إيمانها بظلم ، وهذا ملاك كريم في الإمامة يجب أن يعرفه كل إنسان فيقتدي بما عرفه رسول الله حقا وله ملاك يصدقه كتاب الله بالخصوص ، وآيات نازلة بشأنهم حقا لا مجرد دعوى لحديث لم يوثق قائله ولم يعرف صدقه من كتاب الله ولا في سيرة من قيل فيه ، لأنه ليس فيه الصفات العظيمة التي تعرفه بالعلم حقا ولا بالفهم ولا بالكرامة العظيمة للإيمان التام .

ويا طيب : إن في زمان الحسن والحسين لم يدعي الإمامة غيرهم وهو محق ، ولا لأحد وجب الحب مثلهم ، ولا يحق لأحد أن يتأسي بغيرهم وهو مخالف لهم ، فضلا من كونه معاند ومحارب لهم ، وينحصر الإيمان بحب إمامتهم والإقتداء بهم وحدهم ، وكل ما رفضوه من تعليم وخالفوه يجب أن يرفض ويخالف ، ولذا وجب العلم والعلم بكل عما ظهروا به من نور الله ، والإيمان به بأنه هو الهدى الحق ، ويجب أن نعبد به الله وحده مخلصين له الدين ، ولا يحق لأحد أن يخلط منهج هداهم وتعليم دينهم بغيره ، مهما كان غيرهم ومنهجهم ، لأنه ليس له ما لهم من الكرامة في المجد والصفات العملية ، وما يجب لهم من الحب والمواصفات الذاتية والعلمية ، وقد عرفت كثير من الأحاديث ، وهذه أحاديث أخرى في هذا المعنى لتتيقن فضلهم وما يجب من الإقتداء بهم والسير على صراطهم المستقيم لكل نعيم الله سبحانه وتعالى :

قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :

أن الله جعل عليا وزوجته وأبناؤه ، حجج الله على خلقه .

وهم أبواب العلـم في أمتي ، من أهتدى بهم هدي إلى صراط مستقيم[163] .

وقال رسول الله صلى الله عليه وآله :

 إن الله عز وجل : اختار من الأيام الجمعة ، ومن الشهور شهر رمضان ، ومن الليالي ليلة القدر .

 واختارني على جميع الأنبياء .

 واختار مني علي وفضله على جميع الأوصياء .

 واختار من علي الحسن والحسين ، واختار من الحسين الأوصياء من ولده .

ينفون عن التنزيل تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل المضلين .

 تاسعهم قائمهم و ( هو ) ظاهرهم وهو باطنهم[164] .

وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :

 اهتـدوا بالشمس فإذا غاب الشمس فاهتدوا بالقمر .

فإذا غاب القمر فاهتدوا بالزهرة ، فإذا غابت الزهرة فاهتدوا بالفرقدين .

فقيل يا رسول الله : ما الشمس وما القمر وما الزهرة وما الفرقدان ؟

قال صلى الله عليه وآله وسلم : الشمس أنا ، والقمر علي ، والزهرة فاطمة ، والفرقدان الحسن والحسين عليهم السلام  [165].

وقال رسول الله صلى الله عليه وآله :

من أراد أن يتمسك بعروة الله الوثقى التي قال الله عز وجل  في كتابه .

 فليتوال علي بن أبي طالب والحسن والحسين .
 فان الله تبارك وتعالى 
يحبهما من فوق عرشه
[166].

وقال المقدام بن معدي كرب : قال صلى الله عليه وآله وسلم :

 هما ـ الحسن والحسين ـ وديعتي في أمتي [167]

وفي أمالي مجالس المفيد : بسنده عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال : خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وآله آخذا بيد الحسن والحسين عليهم السلام فقال :

إن ابني هذين ربيتهما صغيرين ، ودعوت لهما كبيرين ، وسألت الله لهما ثلاثا فأعطاني اثنتين ومنعني واحدة :

 سألت الله لهما : أن يجعلهما طاهرين مطهرين زكيين ، فأجابني إلى ذلك .

 وسألت الله : أن يقيهما وذريتهما وشيعتهما النار ، فأعطاني ذلك .

 وسألت الله : أن يجمع الأمة على محبتهما .

فقال : يا محمد :  قضيت قضاء وقدرت قدرا ، وإن طائفة من أمتك ستفي لك بذمتك في اليهود والنصارى والمجوس ، وسيخفرون ذمتك في ولدك .

 وإني أو جبت على نفسي ، لمن فعل ذلك ألا أحله محل كرامتي ، ولا اسكنه جنتي ، ولا أنظر إليه بعين رحمتي يوم القيامة[168]

وفي عيون أخبار الإمام عن الرضا عليه السلام عن آبائه عليهم السلام قال :

 قال النبي صلى الله عليه وآله

الحسن و الحسين خير أهل الأرض بعدي و بعد أبيهما .
  أمهما أفضل نساء أهل الأرض
[169].

وفي جواهر العقدين : عن حذيفة بن اليمان قال :

 سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول :

 يا أيها الناس : إنه لم يعط أحد من ذرية الأنبياء الماضين ما أعطي الحسين بن علي خلا يوسف بن يعقوب بن إسحاق ابن إبراهيم عليه السلام .

يا أيها الناس : إن الفضل والشرف والمنزلة والولاية لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، وذريته ، فلا تذهبن بكم الأباطيل [170].

يا طيب : إن الفضل والشرف والمنزلة والولاية ، هي عين معنى الإمامة للناس وأنه يجب الإقتداء بهم عن حب ، وهذا ليس خاص بالخمسة أصحاب الكساء وأهل آية المباهلة والتطهير ، بل تشمل كل آل البيت المعصومين لاستمرار الإمامة كما عرفت ، وإنه خصت بذرية الإمام الحسين عليهم السلام ، ولذا نذكركم بهذا المعنى أي بأن الإمامة مستمرة ثم وإنها لكل أهل البيت ونذكر أحاديث ينص بها الإمام الحسين على أن الإمامة في ذريته كما سيأتي في الذكر الآتي فتدبر :

قال أبو عبد الله عليه السلام : قال رسول الله صلى الله عليه وآله :

من مات وهو لا يعرف إمامه مات ميتة جاهلية ، فعليكم بالطاعة ، قد رأيتم أصحاب علي ، وأنتم تأتمون بمن لا يعذر الناس بجهالته ، لنا كرائم القرآن ، ونحن أقوام افترض الله طـاعتــنا ، ولنا الأنفال ، ولنا صفو المال  .

وعن أبي اليسع عيسى بن السرى ، قال : قال أبو عبد الله عليه السلام :

 إن الأرض لا تصلح إلا بالإمام ، ومن مات لا يعرف إمامه مات ميتة جاهلية ، وأحوج ما يكون أحدكم إلى معرفته ، إذا بلغت نفسه هذه وأهوى بيده إلى صدره ، يقول : لقد كنت على أمر حسن .

وسترى وعرفت أنه : عند الموت وفي كل مواقف القيامة والجنة ، أن الكرامة للنبي ولمن تولى الأئمة من ذريته عليه السلام ، وينجى من تمسك بهم ولذا جاءت أحاديث كثيرة في هذا المعنى عرفت منها ما جاء عن حسين بن أبي العلاء ، قال : سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول رسول الله صلى الله عليه وآله :

من مات ليس له إمام مات ميتة جاهلية .فقال : نعم ، لو إن الناس تبعوا علي بن الحسين عليهم السلام ، وتركوا عبد الملك بن مروان اهتدوا . فقلنا : من مات لا يعرف إمامه مات ميتة جاهلية ، ميتة كفر ؟ فقال : لا ، ميتة ضلال  [171].

وعن جابر وأبي موسى الأشعري وابن عباس ، قالوا : قال رسول الله صلى الله عليه وآله  : النجوم أمان لأهل السماء ، وأهل بيتي أمان لأمتي ، فإذا ذهبت النجوم ذهب أهل السماء ، وإذا ذهب أهل بيتي ذهب أهل الأرض [172].

وعن ابن عباس وعن أبي ذر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله :

إنما مثل أهل بيتي مثل سفينة نوح ، من ركب فيها نجا ومن تخلف عنها غرق[173].

وعن جابر بن عبد الله و عن زيد بن أرقم قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي ، أحدهما أعظم من الآخر :

كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض ، وعترتي أهل بيتي .

ولن يتفرقا حتى يردا علي الحوض ، فانظروا كيف تخلفوني فيهم[174].

 

 

 

الإشراق الثالث :

أحاديث عن الإمام الحسين في الإمامة له ولوده :

يا طيب : إن ما عرفت من وجوب التمسك بمعارف الحسن والحسين بالحب لكل ما ظهروا به من تعاليم الله ، وأنه لا يتم إلا بالإقرار بفضلهم وشرفهم وكرامتهم ، وأنهم بهم المنجى من كل ضلال والمعتصم من كل خلاف ، هو عين الأمر والبيان لوجوب التشرف بمعرفتهم بكل ما فضلهم الله وما ظهروا به بكل سيرتهم وسلوكهم ، وبما عرفنا عنهم وتعلمنا منهم نقتدي بهم ونسير على صراطهم المستقيم لكل نعيم الله من هداه والتحقق به عبودية خالصة له ، إلى النعيم الأبدي إن شاء الله .

 وبعد أن عرفنا ولاية أهل البيت : وبالخصوص الإمام الحسن والحسين بعد أبيهم ، وبنص أحاديث متواترة ومروية في كل كتب الحديث الذاكرة للإمامة وبالخصوص الأخيرة من الإشراق السابق ، حتى عُقد لقسما منها أو لحديث منها كتابا خاصا ، وبعد أن حق علينا الاعتراف بكل يقين بإمام الحسن والحسين وأبيهم من قبل ، بل وعرفنا الأئمة من ذرية الحسين عليه السلام ، نذكر هنا ضرورة ووجوب التمسك بالأئمة من ذرية الحسين عليهم السلام وكما عرفت سابقا إمامتهم في المجلس السابق ، ولكن هنا أحاديث خاصة ينتهي سندها إلى الإمام الحسين عليه السلام، وهو يعرفنا بالأئمة بعده ، وأنهم من ذريته عليهم السلام فتدبر بها مشكورا:

قال الإمام الحسين بن علي عليهم السلام :

 لما أنزل الله تبارك وتعالى هذه الآية : وأولو الأرحام بعضهم أولى ببعض .

 سألت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن تأويلها :

فقال : والله ما عنى غيركم ، وأنتم أولو الأرحام .
 فإذا مت : فأبوك علي أولى بي وبمكاني .
 فإذا مضى أبوك فأخوك الحسن أولى به ،
 فإذا مضى الحسن فأنت أولى به .
قلت: يا رسول الله فمن بعدي أولى بي ؟

فقال : ابنك علي أولى بك من بعدك .
فإذا مضى فابنه محمد أولى به من بعده ،
 فإذا مضى فابنه جعفر أولى به من بعده بمكانه ،
 فإذا مضى جعفر فابنه موسى أولى به من بعده ،
فإذا مضى موسى فابنه علي أولى به من بعده ،
 فإذا مضى علي فابنه محمد أولى به من بعده ،
 فإذا مضى محمد فابنه علي أولى به من بعده ،
 فإذا مضى علي فابنه الحسن أولى به من بعده ،
 فإذا مضى الحسن وقعت الغيبة في التاسع من ولدك .
 فهؤلاء الأئمة
التسعة من صلبك ، أعطاهم علمي وفهمي ، طينتهم من طينتي ، ما لقوم يؤذوني فيهم لا أنالهم الله شفاعتي [175].

وعن الإمام الحسين بن علي عليهم السلام قال :

قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لعلي عليه السلام :

 أنا أولى بالمؤمنين منهم بأنفسهم ، ثم أنت يا علي أولى بالمؤمنين من أنفسهم ،
ثم بعدك الحسن أولى بالمؤمنين من أنفسهم ثم بعده الحسين أولى بالمؤمنين من أنفسهم.
ثم بعده علي أولى بالمؤمنين من أنفسهم ، ثم بعده محمد أولى بالمؤمنين من أنفسهم .
وبعده جعفر أولى بالمؤمنين من أنفسهم ، ثم بعده موسى أولى بالمؤمنين من أنفسهم .
ثم بعده علي أولى بالمؤمنين من أنفسهم ، ثم بعده محمد أولى بالمؤمنين من أنفسهم .
ثم بعده علي أولى بالمؤمنين من أنفسهم ، ثم بعده الحسن أولى بالمؤمنين من أنفسهم .
والحجة بن الحسن أئمة إبرار هم مع الحق والحق معهم[176] .
 

وعن الإمام الحسين بن علي عليهم السلام ، قال :

 دخلت على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهو متفكر مغموم .

فقلت : يا رسول الله مالي أراك متفكرا ؟

قال : يا بني إن الروح الأمين قد أتاني ، فقال : يا رسول الله العلي الأعلى يقرئك السلام ، ويقول لك : انك قد قضيت نبوتك واستكملت أيامك ، فاجعل الاسم الأكبر وميراث العلم وآثار علم النبوة عند علي بن أبي طالب عليه السلام ، فاني لا أترك الأرض إلا وفيها عالم يعرف به طاعتي ، ويعرف به ولايتي ،
 فأني لم أقطع على النبوة من الغيب من ذريتك
 كما لم أقطعها من ذريات الأنبياء الذين كانوا بينك وبين أبيك آدم .

قلت : يا رسول الله فمن يملك هذا الأمر بعدك ؟

قال : أبوك علي بن أبي طالب أخي وخليفتي ، ويملك بعد علي الحسن ،
ثم
تملك   أنت وتسعة من صلبك يملكه اثنا عشر إماما ،
ثم يقوم قائمنا يملأ الدنيا قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما ،
ويشفي صدور قوم مؤمنين هم شيعته
[177].

وعن الحسين بن علي عليهم السلام ، قال كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول فيما بشرني به :  يا حسين أنت السيد ابن السيد أبو السادة تسعة من ولدك أئمة  أمناء . التاسع قائمهم .

أنت الإمام ابن الإمام أبو الأئمة تسعة من صلبك أئمة أبرار .

والتاسع مهديهم يملأ الأرض قسطا كما قمت في أوله[178] .

 

 



[163]  الإمام علي ص 46 عن ، شواهد التنزيل ج 1 ص 58 .

[164]كمال الدين وتمام النعمة الشيخ الصدوق  ص 281 ح32 .

[165] الأسرار الفاطمية  ص 155 .عن شواهد التنزيل للحافظ الحسكاني 1 / 58 ، 59 .

[166]كامل‏ الزيارات  ص 50 ب14 ح6. بحار الإنوارج43ص270ب12ح31 .

[167] المناقب ج3ص384 . فصل في محبة النبي للحسن والحسين . بحار الأنوار ج43ص284ب12ح50 .

[168]الأمالي ‏للمفيد ص78م9 ح3.بحار الإنوارج43ص276ب12ح47 .

[169]عيون ‏أخبار الإمام الرضا عليه السلام ج2 ص62 ح 252.. بحار الإنوارج43ص264ب12ح15 .

[170] ينابيع المودة لذوي القربى للقندوزي ج 2ص45 ح44 .جواهر العقدين 2 / 275 أخرجه ( أبو الشيخ ) ابن حيان في كتابه التنبيه ، والحافظ جمال الدين الزرندي في كتابه درر السمطين .

[171]المحاسن أحمد بن محمد بن خالد البرقي ج 1 ص 153ب22ح78، 79 ، 80 .بيان  قوله ( ع ) " لنا كرائم القرآن " أي نزلت فينا الآيات الكريمة و نفائسها وهي ما تدل على فضل ومدح ، والمراد بميتة الجاهلية الموت على الحالة التي كانت عليها أهل الجاهلية من الكفر والجهل بأصول الدين وفروعه .

[172]الأمالي للشيخ الطوسي  ص 379 ح812 / 63 . و شرح الأخبارج2ص 502. تاريخ مدينة دمشق ج 40   ص 20 ح  8061.

[173]العمدة- ابن البطريق  ص 358 ح693 ، 695، مناقب ابن المغازلي ص 132 .

[174]الخلاف - الشيخ الطوسي ج 1ص 27 ،  سنن الترمذي 5 : 662 .الانتصار- الشريف المرتضى  ص 80 ، وفي حديث الثقلين بطرق عديدة جدا وبصيغ مختلفة ، راجع مسند أحمد بن حنبل : ج 3 / 14 و 17 و 26 و 59 ، وصحيح مسلم : ج 4 / 1874 ح 37 ، وسنن الترمذي ج 5 / 662 و 663 ح 3786 ، وكنز العمال : ج 13 / 104 ح 36340 .

[175] كفاية الأثر ص175.

[176] كفاية الأثر ص177.

[177]كفاية الأثر ص178.

[178] كفاية الأثر ص176.

 

   

أخوكم في الإيمان بالله ورسوله وبكل ما أوجبه تعالى
خادم علوم آل محمد عليهم السلام
الشيخ حسن جليل حردان الأنباري
موسوعة صحف الطيبين
http://www.msn313.com

يا طيب إلى أعلى مقام كرمنا بنوره رب الإسلام بحق نبينا وآله عليهم السلام


يا طيب إلى فهرس صحيفة الإمام الحسين عليه السلام لنتنور بما خصه رب الإسلام