بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد
نرحب بكم يا طيب في

موسوعة صحف الطيبين
في أصول الدين وسيرة المعصومين



التحكم بالصفحة + = -
❀✺✸☼❋❉❈❊

تكبير النص وتصغيره


النص المفضل

لون النص والصفحة
حجم النص

____ لون النص ____

أحمر | أزرق | أخضر | أصفر |
أسود | أبيض | برتقالي | رمادي |

____ لون الخلفية ____




أسماء الله الحسنى

شرح وتعريف مختصر للصدوق والحلي والأنباري رحمهم الله

مقدمة شرح الأسماء الحسنى

{ بسم الله الرحمن الرحيم :
وَلِلّهِ الأَسْمَاء الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا

وَذَرُواْ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَآئِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ(180) وَمِمَّنْ خَلَقْنَا أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ(181) } الأعراف .

الحمد لله : الذي له الأسماء الحسنى كلها ، والشكر لله على ما هدانا لدعائه بها ، وله المنة على ما ألهمنا من معرفتها وتعريفها ، والصلاة والسلام على أشرف من حققهم بنورها حتى كانوا محلا ومجلى لها ، وأكمل من نزل عليهم برها وبركاتها حتى صاروا سببا لنيل أفضل خير ونور نزل منها ، نبينا محمد وآل الطيبين الطاهرين صلى الله عليهم وسلم أجمعين .

اللهم : صلِ وبارك وترحم وتحنن وسلم على محمد وآل محمد ، كم صليت وباركت وترحمت وتحننت وسلمت على إبراهيم وآل إبراهيم ، إنك حميد مجيد ، وارزقن خيرها وبرها وبركاتها بحقها وبحقهم يا رب العالمين .

يا طيب : في الآية أعلاه أمر وطلب الله سبحانه وتعالى أن ندعوه بأسمائه الحسنى الحسنة معانيها وتجلي نورها لمن يدعوه بها فيحصل على الكمال والجمال والثواب الحسن الجزيل .

ثم نصحنا سبحانه : بأن نذر أي أن نترك ونتجنب الذين يلحدون في أسماء الله الحسنى ، ومعنى يلحدون بها :

يلحدون : من ألْحَد و الإِلْحَادِ هو الكفر والشرك بالله تعالى ، والطعن فيه وفي أسماء الله الحسنى ، وإنكار فضلها وأهميتها وتجلي نورها ، فهم الذين مالوا عن التوجه بها إليه سبحانه ، فتركوا ما يوجب خيرهم وحسنهم والصراط المستقيم وهداه وطريق الحق والصدق ، لأنهم استحلوا حرمته ومالوا إلى الباطل والتجأوا إلى الضلال والكفر والشرك والنفاق، فهددهم الله لهجرهم دعائه بأسمائه الحسنة بجزاء العقاب الشديد الأليم كما في نفس الآية وفي الآيات السابقة والآتية بعد الآيات أعلاه .

ثم مدح وأثنا الله تعالى : على أمة يهدون بالحق وبه يعدلون ويصدقون ، وهم بمناسبة الآية وتبعيتها لما قبلها من البيان والكلام عن دعاء الله بأسمائه الحسنى وقرينتها الدالة على أنهم يهتمون بأسماء الله الحسنى وهم خلاف الملحدون بها ، بل هم يدعوه بها ويتوجهون لعبوديته بها ، فسماهم أمة ولهم وزنهم وثقلهم عند الله سبحانه ولهم منه كل خير وكرامة وحسنى ، لأنهم دعوه بأسمائه الحسنى وتوجهو بها إليه ، فدعوه بها وتحققوا بنورها وفضلها وكرامتها لاهتمامهم بذكره بأسمائه الحسنى .

ويا طيب : قال الله سبحانه وتعالى :

{ قُلِ ادْعُواْ اللّهَ أَوِ ادْعُواْ الرَّحْمَنَ أَيًّا مَّ تَدْعُواْ فَلَهُ الأَسْمَاء الْحُسْنَى (110) } الإسراء .

إن الله سبحانه وتعالى : لم يخصص أسماء حسنى للدعاء بها ، ولذا تجد في دعاء الجوشن ألف أسما من أسمائه الحسنى ، وفي دعاء المجير أكثر من مائة وثمانين أسما ، وهكذا تجد في كثير من الأدعية كثير من الأسماء الحسنى حتى قد لا يخلو منها دعاء ، لأنه من شروط الدعاء المهمة بعد الطهارة والتوجه لله تعالى تمجيد الله بأسمائه الحسنى وطلب الحاجة والصلاة على محمد وآل محمد بعدها ليترفع الدعاء ويصعد .

ولكن يا طيب : يوجد حديث كريم مجموعة فيه أمهات وأقوى أسماء الله الحسنى ، والمحيطة الشاملة لكل معاني أسماء الله الحسنى ، وأهتم به المسلمون كلهم العامة والخاصة وكلا حسب راويته ، حتى لتراه في أهم أيام الله ولياليه في شهر رمضان المبارك يتلى وينشد ويصدح به في أغلب القنوات التلفزيونية والإذاعات ، وقبل أذان المغرب والإفطار ، باعتباره أهم دعاء يتلى في هذا الوقت الشريف لاستجابة الدعاء ، وكل مؤمن يتلقاه ويستمع له بفرح وسرور وأمل الذكر والدعاء واستجابة الدعاء .

وحقا : في محله أن نهتم به لكونه مروي عن النبي وآله صلى الله عليهم وسلم ، وخصوصا حين نقرأه بسنده الكامل مفصلا ، حتى نتوجه لله تعالى مطمئنين بأنا قد دعوناه بأكمل وأفضل وأجمل وأعلى معاني أسماء الله الحسنى ، وبتعاليم أعلى وأفضل من علم أهم الأسماء وأعلاها معاني وهم أحسن من تحقق بنورها والتجلي بحقائقها.

فيا طيب : بين يديك ، نص حديث إن لله تسعة وتسعين اسما من دعا الله بها استجاب له ومن أحصاها دخل الجنة ، و شرح مختصر للشيخ الصدوق رحمه الله ، وشرح آخرا لأبي فهد الحلي رحمه الله ، وتعاريف مختصرة للشيخ حسن للأنباري جامع ومؤلف هذا الكتاب من موسوعة صحف الطيبين ، كما تجد في الموسوعة شرحا آخر مفصلا لأسماء الله الحسنى مع صحيفة التوحيد يقارب الألفين صفحة .

ويا طيب : هذا المختصر الجامع الشرح للصدوق وللحلي وتعاريف للأنباري لكل اسم مجتمعة بالترتيب ، ليكون عندنا معنى جامع لكل اسم من أسماء الله الحسنى في محل واحد وإن كانت الشروح متقاربة بالمعنى وتشير إلى جمال واحد :

عباراتنا شتى وحسنك واحد
و كل إلى ذاك الجمال يشيرُ

فإن ذكرها ليتركز المعنى: عندنا وفي قرارة أنفسنا ويثبت في الذهن واللب ولنتفهم معاني أسماء الله ببيان أشمل وبأكمل معرفة مختصرة عن أسماء الله الحسنى ، دون الحاجة إلى التصفح والبحث لمعرفة كل شرح عند كل منهم أو غيرهم .

وأسأل الله : أن يجعلنا نهتم به ونعرّفه للمؤمنين ولفرق الإنشاد حتى ينتشر الحديث الصحيح المروي عن أهل البيت عليهم السلام ، بدل الحديث المختلف فيه بين العامة ، ولم يرضوا به أنفسهم ، حتى قام كثير من علمائهم بتبديل كثير من الأسماء ، ولو جمعت المختلف لأصبح مائة وسبعون اسما بدل التسعة والتسعون ، وإنه قد أنشد وأنتشر المروي عن أبو هريرة ، وأخيرا ما رتبه ابن عثيمين ، بل وصار للأسف حديث أبو هريرة لقوة وقدم إنشاد المصريين هو المشهور عند الخاصة أيضا مع ضعفه عند كثير من العامة ، وذلك للغفلة ودون الالتفات لحديث أهل البيت عليهم السلام ، ولذ لم ينشد حديثهم الصحيح الحق وأصبح مهجورا ، مع أنه ذكر أهم أمهات أسماء الله الحسنى المحيطة وبالسند المتصل من أئمة الحق لرسول الله صلى الله عليه وآله.

ولذا يا طيب : بين يديك محاولة بيان الحق ونشره وتحتاج لدعمك وهمتك الكريمة ، لتعريف المؤمنين بالحديث الحق المفروض الدعاء به في كل مهمة ، المصرح فيه بأن الله تعالى يدخل الجنة لمن أحصاه بتعلم معارفه وبه يستجاب الدعاء بنص حديث الإمام الرضا عن آبائه عنده عليهم السلام.



نص ما موجود في الصور الآتية في آخر الصفحة


{ وَلِلّهِ الأَسْمَاء الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا
وَذَرُواْ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَآئِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ (180) وَمِمَّنْ خَلَقْنَا أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ (181) } الأعراف .

وهذه أحاديث : عن نبينا الأكرم محمد وآله الطيبين الطاهرين أئمة الحق صلى الله عليهم وسلم ، مروي فيها أسماء الله الحسنى التي ندعو الله سبحانه وتعالى بها ، و الحمد لله : الذي جعلنا من أمتهم و أولياءهم و محبيهم ، و لم يجعلنا من الذين يلحدون في أسماء الله الحسنى، والأسماء في كتاب التوحيد للصدوق رحمه الله .

بالإسناد : عن الإمام الرضا علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ، عن آبائه عليهم السلام ، عن جده رسول الله : صلى الله عليه وآله وسلم قال :

( إِنَّ لِلَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ ( 99) تِسْعَةً وَ تِسْعِينَ اسْماً ، مَنْ دَعَا اللَّهَ بِهَا ، اسْتَجَابَ لَهُ ، وَ مَنْ أَحْصَاهَا ، دَخَلَ الْجَنَّةَ ).

وبالإسناد : عن الإمام الصادق جعفر بن محمد، عن أبيه الباقر محمد بن علي، عن أبيه زين العابدين علي بن الحسين عن أبيه أبي عبد الله الحسين سيد الشهداء ، عن أبيه أمير المؤمنين علي بن أبي طالب سيد الأوصياء ، عن أخيه رسول الله : نبينا محمد بن عبد الله سيد الأنبياء والمرسلين صلى الله عليه وآله وسلم قال :

( إِنَّ لِلَّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى ( 99) تِسْعَةً وَ تِسْعِينَ اسْماً مِائَةً إِلَّا وَاحِداً ، مَنْ‏ أَحْصَاهَا دَخَلَ الْجَنَّةَ وَ هِيَ :

الله

الْإِلَهُ. الْوَاحِدُ . الْأَحَدُ . الصَّمَدُ . الْأَوَّلُ .

الْآخِرُ. السَّمِيعُ. الْبَصِيرُ . الْقَدِيرُ . الْقَاهِرُ.

الْعَلِيُّ . الْأَعْلَى . الْبَاقِي . الْبَدِيعُ . الْبَارِئُ.

الْأَكْرَمُ . الظَّاهِرُ . الْبَاطِنُ . الْحَيُّ . الْحَكِيمُ.

الْعَلِيمُ. الْحَلِيمُ . الْحَفِيظُ . الْحَقُّ . الْحَسِيبُ.

الْحَمِيدُ . الْحَفِيُّ . الرَّبُّ . الرَّحْمَنُ . الرَّحِيمُ.

الذَّارِئُ. الرَّازِقُ. الرَّقِيبُ. الرَّءُوفُ . الرَّائِي.

السَّلَامُ. الْمُؤْمِنُ. الْمُهَيْمِنُ. الْعَزِيزُ . الْجَبَّارُ.

الْمُتَكَبِّرُ السَّيِّدُ السُّبُّوحُ. الشَّهِيدُ. الصَّادِقُ.

الصَّانِعُ . الطَّاهِرُ. الْعَدْلُ . الْعَفُوُّ . الْغَفُورُ.

الْغَنِيُّ . الْغِيَاثُ . الْفَاطِرُ . الْفَرْدُ . الْفَتَّاحُ.

الْفَالِقُ. الْقَدِيمُ . الْمَلِكُ . الْقُدُّوسُ. الْقَوِيُّ.

الْقَرِيبُ. الْقَيُّومُ. الْقَابِضُ. الْبَاسِطُ. قَاضِي‌الْحَاجَاتِ.

الْمَجِيدُ. الْمَوْلَى. الْمَنَّانُ. الْمُحِيطُ. الْمُبِينُ.

الْمُقِيتُ. الْمُصَوِّرُ. الْكَرِيمُ. الْكَبِيرُ. الْكَافِي.

كَاشِفُ‌الضُّرِّ . الْوَتْرُ . النُّورُ . الْوَهَّابُ . النَّاصِرُ .

الْوَاسِعُ. الْوَدُودُ . الْهَادِي . الْوَفِيُّ . الْوَكِيلُ.

الْوَارِثُ. الْبَرُّ . الْبَاعِثُ . التَّوَّابُ . الْجَلِيلُ.

الْجَوَادُ . الْخَبِيرُ . الْخَالِقُ . خَيْرُ‌النَّاصِرِينَ . الدَّيَّانُ .

الشَّكُورُ . الْعَظِيمُ . اللَّطِيفُ . الشَّافِي .)

المصدر : بحار الأنوار ج4ص186ب3ح2،1. عن التوحيد للصدوق ج1ص194ح9،8 .

أسألك : يا الله يا ربنا ، بأسمائك الحسنى كلها ، وبحق من أظهرتهم بأتم نورها وحققتهم بكل وجودهم بجمالها ، فطيبتهم وطهرتهم ، بفضلك وكرمك ورحمتك ولطفك، حتى جعلتهم أسعد وأفضل وأنور محلا ومجلى لها، أن تصلي وتترحم وتتحنن وتبارك وتسلم

على مظهر حقائقها العليا : رسولك نبينا محمد وآله الطيبين الطاهرين، زنة عرشك ومداد كلماتك وما أحصاه علمك وأحاط به كتابك، وأجعلنا : من عبادك وأولياءك المخلصين ، ومن أمتهم ومحبيهم الطيبين ، ومعنا والدينا وإخواننا وأحبتنا ومن له حقا علينا يا الله

و أرزقنا : كل نور وخير وكمال أنزلته من أسمائك الحسنى عليهم وأكفنا كل شر وضر وسوء كفيتهم وأدفع وأرفع عنا البلاء والوباء وشافي مرضانا وأغني فقيرنا وأقضي حوائجنا ويسر أمورنا وأنصرنا على أعدائنا وأكفنا شر من يمكر بنا ويريد بنا سوء يا الله .

صفحة شرح أسماء الله الحسنى :

روابط الصحيفة لتبليغها :
https://www.alanbare.com/99/asm
الصحيفة كتاب الكتروني
https://www.alanbare.com/99/99asm.pdf
ويا طيب تجد تفاصيل الصحيفة في البحوث الآتية :

المؤلف

الراجي لرحمة الله وشفاعة نبيه وآله عليهم السلام

خادم علوم آل محمد عليهم السلام

الشيخ حسن جليل الأنباري

موسوعة صحف الطيبين






تعريف الأعلام الثلاثة

الصدوق :

شَرَحُ أَسْمَاءُ اللَّهِ الْحُسْنَى

مِنْ كِتَابِ التَّوْحِيدُ لِلصَّدُوقِ

للشَّيْخُ الْإِمَامُ السَّعِيدُ الْفَقِيهُ أَبُو جَعْفَرٍ

مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ‏ بْنِ مُوسَى بْنِ بَابَوَيْهِ الْقُمِّيُّ قَدَّسَ اللَّهُ رُوحَهُ

الشيخ الصدوق : هو محمد بن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه القمي، من أعاظم علماء القرن الرابع الهجري . ولد سنة 305 هـ، وتوفي 381 هـ. ودفن في مدينة الرّي. ترك الصدوق 300 أثر علمي، من أهم مؤلفاته كتاب من لا يحضره الفقيه وهو من الكتب الأربعة المعتمدة لدى الشيعة، وأيضاً التوحيد والخصال وعلل الشرائع ومعاني الأخبار وعيون أخبار الرضا، وكمال الدين وتمام النعمةوغيرها . ورمزن له : 1=

فعندما ترى : 1= يعني هذا الشرح للصدوق رحمه الله .




الحلي :

شرح أسماء الله الحسنى

من خاتمة كتاب عدة الداعي و نجاح الساعي

لأبن فهد الحلي رحمه الله

هو الشيخ العالم العارف الفاضل جمال الدين أبو العباس أحمد بن شمس الدين محمد بن فهد الحلي الأسدي المولود سنة 756هـ (1355م) في مدينة الحلة ونشأ فيها. وقد بقي فترة مدرساً في المدرسة الزينبية في الحلة (السيفية) ، ثم انتقل إلى مدينة كربلاء وبقي فيها وأسس حوزتها العلمية. وازدهرت بانتقاله الحركة العلمية في كربلاء وأصبحت إحدى المراكز العلمية المهمة كالنجف والحلة وبغداد ، ومرقد الطاهر شامخا يزار في شارع باب قبلة الحسين عليه السلام .

ورمزنا له : 2=

فعندما ترى : 2= يعني هذا الشرح للحلي رحمه الله .




الأنباري :

تعريف أسماء الله الحسنى

للشيخ حسن جليل الأنباري

من الأنباريين المنتسبين للشهيد حسان البكري الربعي والي أمير المؤمنين عليه السلام على الأنبار وبه تلقبوا ليومه شهادة المشهود .

ولد في كربلاء المقدسة سنة 1956 مـ ودرس فيها حتى توظف محاسبا في تربية كربلاء، وفي أوائل الحرب الظالمة هاجر مشيا عن طرق شمال العراق حتى دخل الجمهورية الإسلامية الإيرانية ودخل حوزتها العلمية في قم المقدسة سنة 1982 مـ ، وتعلم وعلم فيها وكتب موسوعة صحف الطيبين في أصول الدين وسيرة المعصومين عليهم السلام.

ورمزنا له : 3=

فعندما ترى : 3= يعني هذا الشرح للأنباري رحمه الله .





مقدمات الشروح الثلاثة

مقدمة شرح الصدوق :

قَالَ الصَّدُوقُ فِي التَّوْحِيدِ :

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْقَطَّانُ ، قَالَ حَدَّثَنَ أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ زَكَرِيَّا الْقَطَّانُ ، قَالَ حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَبِيبٍ ، قَالَ حَدَّثَنَا تَمِيمُ بْنُ بُهْلُولٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ أَبِي الْحَسَنِ الْعَبْدِيِّ ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ مِهْرَانَ .

عَنِ الصَّادِقِ : جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ أَبِيهِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ عَنْ أَبِيهِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ ، عَنْ أَبِيهِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ عَنْ أَبِيهِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ عَلَيْهِمُ السَّلَامُ قَالَ:

قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وآله وسلم :

إِنَّ لِلَّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى :

تِسْعَةً وَ تِسْعِينَ اسْماً
مِائَةً إِلَّ وَاحِداً

مَنْ‏ أَحْصَاهَا دَخَلَ الْجَنَّةَ
وَ هِيَ :

الله

الْإِلَهُ. الْوَاحِدُ . الْأَحَدُ . الصَّمَدُ . الْأَوَّلُ .

الْآخِرُ. السَّمِيعُ. الْبَصِيرُ . الْقَدِيرُ . الْقَاهِرُ.

الْعَلِيُّ . الْأَعْلَى . الْبَاقِي . الْبَدِيعُ . الْبَارِئُ.

الْأَكْرَمُ . الظَّاهِرُ . الْبَاطِنُ . الْحَيُّ . الْحَكِيمُ.

الْعَلِيمُ. الْحَلِيمُ . الْحَفِيظُ . الْحَقُّ . الْحَسِيبُ.

الْحَمِيدُ . الْحَفِيُّ . الرَّبُّ . الرَّحْمَنُ . الرَّحِيمُ.

الذَّارِئُ. الرَّازِقُ. الرَّقِيبُ. الرَّءُوفُ . الرَّائِي.

السَّلَامُ. الْمُؤْمِنُ. الْمُهَيْمِنُ. الْعَزِيزُ . الْجَبَّارُ.

الْمُتَكَبِّرُ السَّيِّدُ السُّبُّوحُ. الشَّهِيدُ. الصَّادِقُ.

الصَّانِعُ . الطَّاهِرُ. الْعَدْلُ . الْعَفُوُّ . الْغَفُورُ.

الْغَنِيُّ . الْغِيَاثُ . الْفَاطِرُ . الْفَرْدُ . الْفَتَّاحُ.

الْفَالِقُ. الْقَدِيمُ . الْمَلِكُ . الْقُدُّوسُ. الْقَوِيُّ.

الْقَرِيبُ. الْقَيُّومُ. الْقَابِضُ. الْبَاسِطُ. قَاضِي‌الْحَاجَاتِ.

الْمَجِيدُ. الْمَوْلَى. الْمَنَّانُ. الْمُحِيطُ. الْمُبِينُ.

الْمُقِيتُ. الْمُصَوِّرُ. الْكَرِيمُ. الْكَبِيرُ. الْكَافِي.

كَاشِفُ‌الضُّرِّ . الْوَتْرُ . النُّورُ . الْوَهَّابُ . النَّاصِرُ .

الْوَاسِعُ. الْوَدُودُ . الْهَادِي . الْوَفِيُّ . الْوَكِيلُ.

الْوَارِثُ. الْبَرُّ . الْبَاعِثُ . التَّوَّابُ . الْجَلِيلُ.

الْجَوَادُ . الْخَبِيرُ . الْخَالِقُ . خَيْرُ‌النَّاصِرِينَ . الدَّيَّانُ .

الشَّكُورُ . الْعَظِيمُ . اللَّطِيفُ . الشَّافِي .)

وَقَالَ الصَّدُوقُ فِي التَّوْحِيدِ : حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ زِيَادِ بْنِ جَعْفَرٍ الْهَمَدَانِيُّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ حَدَّثَنَ عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ هَاشِمٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ أَبِي الصَّلْتِ عَبْدِ السَّلَامِ بْنِ صَالِحٍ الْهَرَوِيِّ ، عَنْ الْإِمَامِ عَلِيِّ بْنِ مُوسَى الرِّضَا عَلَيْهِ السَّلَامُ: عَنْ أَبِيهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ عَنْ آبَائِهِ عَلَيْهِمُ السَّلَامُ ، عَنْ عَلِيٍّ عَلَيْهِ السَّلَامُ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ :

لِلَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ :

تِسْعَةٌ وَ تِسْعُونَ اسْماً .

مَنْ دَعَا اللَّهَ بِهَا اسْتَجَابَ لَهُ

وَ مَنْ أَحْصَاهَا دَخَلَ الْجَنَّةَ.

التوحيد للصدوق ج194ب299ح8 ، 9 ، الخصال ج‏2ص593ب99 . عدة الداعي و نجاح الساعي ص317 . بحار الأنوار ج4ص186ب3ح2،1. البرهان في تفسير القرآن ج‏5ص348ح10642/3.

قال : محمد بن علي بن الحسين ، مؤلف هذا الكتاب معنى‏ التوحيد : قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم :

إن لله تبارك و تعالى : تسعة و تسعين اسما ، من أحصاها ، دخل الجنة .

إحصاؤها : هو الإحاطة بها ، و الوقوف على معانيها ، و ليس معنى الإحصاء عدها ، و بالله التوفيق .

ثم شرحها : بالشرح الآتي بيانه :




مقدمة شرح الحلي :

فصل‏ في أسماء الله الحسنى وشرحها :

و قد أحببت : أن أختم هذه الرسالة ( كتابه عدة الداعي )، بذكر أسمائه الحسنى .

بوجهين :

أما أولا :

فلأن المقصود: من وضع هذا الكتاب، التنبيه على ما يكون سبب لإجابة الدعاء.

وقال الله تبارك و تعالى :

{ وَ لِلَّهِ الْأَسْماءُ الْحُسْنى‏ فَادْعُوهُ بِها (179)}الأعراف.

وَ قَدْ رَوَى الصَّدُوقُ : بِإِسْنَادِهِ ، مَرْفُوعاً إِلَى عَبْدِ السَّلَامِ بْنِ صَالِحٍ الْهَرَوِيِّ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ مُوسَى الرِّضَ عليه السلام ، عَنْ آبَائِهِ عليهم السلام عَنْ عَلِيٍّ عليه السلام قَالَ :

قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وآله وسلم :

إِنَّ لِلَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ :

تِسْعَةً وَ تِسْعِينَ اسْماً .

مَنْ : دَعَا اللَّهَ بِهَا ، اسْتَجَابَ لَهُ .

وَ مَنْ : أَحْصَاهَا ، دَخَلَ الْجَنَّةَ .

و أما ثانيا :

فلنشرف : هذه الرسالة ، و ليكون ختامها مسك .

ثم أردفها : بشرحها ، على وجه وجيز ، لا باختصار مخل ، و ل بإطناب ممل .

ليكون ذلك : كالعقيدة ، لسامعها، و قارئها، و حافظها، و واعيها، و كاتبها .

فيبلغ بذلك : حقيقة التوحيد ، و لعل إلى هذا أشار الصدوق رحمه الله ، بقوله :

معنى أحصاها : هو الإحاطة لها ، و الوقوف على معانيها .

و ليس : معنى الإحصاء عدها.

ثم ذكر حديث الأسماء الحسنى الذي ذكرناه عن الصدوق أعلاه وشرحها كم سيأتي .




مقدمة تعريف الأنباري :

معرفة الله سبحانه بالأسماء الحسنى :

أعلى معرفة في الوجود : وأول ما يوصل العباد لرضا الله المعبود وتدخل في كل الطاعات بدون حدود ، وفيها أنس يرينا معارف ظهور الكون وهدى الكائنات ، وجمال يعرفنا حقائق تجلي نور الله في الدنيا وبعد الممات ، ومن فاتته معرفة الله فقد فارق الحياة وإن أدعها فأنى له هيهات، لأنه من لم يعرف عظمة الله سبحانه ولطفه، قد خسر نفسه ولا شيء يشفى لبه ولن يطمئن أبدا قلبه ، فإنه هذا أول العلم الذي يجب على المؤمنين، وأعلى وأغلى معارف ضروريات الدين، وأنفس هدى رب العالمين .

فيا طيب : قد شرحنا الأسماء الحسنى في ثلاثة أجزاء في موسوعة صحف الطيبين ، وهذا مختصرا لتعاريف مقتبسة من روح تلك الشروح ،وهنا تقريبا ثلاثة تعاريف لكل أسم من أسماء الله الحسنى ،فالأول : يكون في الغالب يبين معنى ذاتيا عاليا إن كان الاسم من أسماء الذات ،والثاني : صفاتيا أو فعليا عاما ، والثالث : فعليا عاما أو خاصا ، وقد تكون تعريفات مترادفة يمكن اختيار أحدها لأن الاسم بنفسه صفة ذاتية بحته أو فعليه بحته ، ثم أيا ما تختار من التعاريف فهو تعريف حسن لأسماء الله الحسنى . ثم قد نلحق بها معن تطبيقيا جميل فأحفظه إن استطعت .

والتعريف للأسماء الحسنى هنا : ليس تعريفا لغويا بحتا ، بل فيه معنى العظمة أولا ثم هو مشيرا بنفسه للمعنى اللغوي ، وأما ما كان في صحيفة شرح الأسماء الحسنى في موسوعة صحف الطيبين ، فإنه هناك يبدأ الاسم بتعريف لغوي أولا وقد يشير لمعاني العظمة ، وأما معاني العظمة بتطبيق المعنى اللغوي على صفات الله الحسنى سبحانه فهو ما موجود في الشرح ، فإن أحببت التوسعة في معرفة المعاني فراجع ما هناك .

وأسأل الله سبحانه : نورها وجمالها وخيرها وبركتها وبرها لكم ولي ولكل طيب يقرأها و ينشرها عن إيمان بها وحبا لذكرها .

ويا طيب : بعد أن تلوت أسمائه الله الحسنى ، أدعو الله سبحانه بما تحب وأطلب حاجتك ثم قل :أسألك يا الله بأسمائك الحسنى كلها ، وبحق من أظهرتهم بأتم نورها ، وحققتهم بكل وجودهم بجمالها ، فطيبتهم وطهرتهم بفضلك وكرمك حتى جعلتهم محلا ومجلى لها ، أن تجعلني ومن يقرأها ويحفظها معهم في الدنيا والآخرة ، وفي أتم النور متنعمين برحمتك يا أرحم الراحمين ورحم الله من قال آمين يا رب العالمين.

ويا طيب : نبدأ بشرح الاسم الأعظم الله ونعرفه لأنه هو المُعَرَّف بباقي الأسماء الحسنى كلها ،فيكون هو معها مائة وأمامها ، وإن أوصافه تسعة وتسعون أسما كما في الحديث الشريف ، ونجعل لكل اسم ثلاثة تعاريف مختصرة كما عرفت ، فتدبره مشكورا ، وأحفظ الأسماء وتعاريفها محمود النقيبة وكريم المنزلة والشأن عند الله تعالى إن شاء الله .

ويا طيب : عملنا صور ولوحات فنية معدة للطباعة أو للقراءة على الحاسب والجوال بصورة فنية جميلة ، فنزلها أو أطبعها وضعها أمامك وأتلوها وأجعله وردا لك بعد أحدى الصلوات أو قبل النوم وأحفظها وتحقق بمعانيها بقدر الإمكان ، بل وعرفها لأعزتك وشوقوهم لمعرفتها وتعريفها للنال نورها بأحسن وجه ممكن .

وأسأل الله : أن يشكر سعيك ويهبك كل ما تتمناه دنيا وآخرة ، وأن يجمعن وإياكم مع نبي الرحمة وآله الطيبين الطاهرين دنيا ودين ، ومقاما محمودا في الآخرة إنه أرحم الراحمين ، ورحم الله من قال آمين يا رب العالمين .




شرحين وتعريف
لـ أسماء الله الحسنى

الله

الاسم الأعظم سبحانه تعالى

1= الصدوق جمع اسمين :

الله و الإله : هو المستحق للعبادة ، و لا يحق العبادة إل له .

و تقول : لم يزل إلها ، بمعنى أنه يحق له العبادة .

و لهذا : لما ضل المشركون ، فقد رأوا أن العبادة تجب للأصنام ، سموها آلهة.

وأصله : الألهة [الْإِلَاهَةُ]، وهي العبادة.

و يقال أصله‏ الْإِلَهُ ، يقال : ُ أَلِهَ الرَّجُلُ يَأْلَهُ إِلَيْهِ ، أي فزع إليه من أمر نزل به .

وَ أَلَهَهُ : أي أجاره .

و مثاله : من الكلام ، الْإِمَامُ: فاجتمعت همزتان في كلمة ، كثر استعمالهم لها و استثقلوها فحذفوا الأصلية ، لأنهم وجدوا فيما بقي دلالة عليها ، فاجتمعت لامان ، أولاهما ساكنة فأدغموها في الأخرى ، فصارت لام مثقلة في قولك الله .


2= ابن فهد الحلي :

فـ الله: أشهر أسماء الله تعالى .

و أعلاها : محلا ، في الذكر و الدعاء ، و تسمت به سائر الأسماء .


3= الأنباري :

الله :اسم عَلم يُراد به حقيقة الذات العليا المقدسة.

اسم جامع لمعنى وحقيقة كل الأسماء الحسنى ذاتية وفعليه ، جمالية وجلالية ، وكلها تقع وصفا له ، وهو لا يقع وصفا لها .

ظاهر وباطن في معاني وحقائق الأسماء الحسنى بنسبة واحدة هي نسبة العدل والإحسان.




(1) الإِلَهُ

1= الصدوق ذكره أعلاه :


2= الحلي :

الْإِلَهُ : المحبوب حتى العبادة . والوله : هو الحب الشديد والوجد فيه ، والإله هو المعبود الذي يشتاق للتوجه له وعبوديته الخلائق بالفطرة ، فيشكروه على نعمه ويطلبون منه كل خير ورحمة .

وذكر محقق الكتاب :وقال الإمام علي عليه السلام : أن الله ليس بظلام للعبيد ، و لو أن الناس حين تنزل بهم النقم ، و تزول عنهم النعم . فزعوا : إلى ربهم بصدق ، من نياتهم ، و وله من قلوبهم ، لرد عليهم كل شارد و أصلح لهم كل فاسد . نهج ‏البلاغة ص258ح178 .


3= الأنباري :

الإِلَهُ : المعبود الذي وله فيه العباد وتحير فيه الفكر فطلب كماله بعبوديته.

هو الإله الذي لم يُعرف ذاته إلا من خلال آثاره وتجلي فيضه في الوجود ، وبما يستبين من كماله الظاهر فيه ، يُعبد ليطلب نوره .

توله به العباد لأن كل شيء منه وجد وهُدي وهو قائم عليه فيُطلب بعبوديته وشكره لينال بره وإحسانه .




(2) الْوَاحِدُ

الصدوق : جمع أسمين : الواحد الأحد :

الأحد : معناه أنه واحد في ذاته ، ليس بذي أبعاض ، و لا أجزاء ، و لا أعضاء .

و لا يجوز عليه : الأعداد و الاختلاف ، لأن اختلاف الأشياء من آيات وحدانيته ، مما دل به على نفسه .

و يقال : لم يزل الله واحدا .

و معنى ثان : أنه واحد لا نظير له ، فلا يشاركه في معنى الوحدانية غيره ، لأن كل من كان له نظراء و أشباه ، لم يكن واحدا في الحقيقة .

و يقال : فلان واحد الناس ، أي لا نظير له فيما يوصف به .

و الله واحد : لا من عدد ، لأنه عز و جل ، لا يعد في الأجناس ، و لكنه واحد ليس له نظير.

و قال بعض الحكماء : في الواحد و الأحد .

إنما قيل : الواحد ، لأنه متوحد ، و الأول لا ثاني معه ، ثم ابتدع الخلق كلهم محتاجا بعضهم إلى بعض .

و الواحد : من العدد في الحساب ، ليس قبله شيء ، بل هو قبل كل عدد .

و الواحد : كيف ما أدرته أو جزأته ، لم يزد عليه شيء ، و لم ينقص منه شيء .

تقول : واحد في واحد، واحد ، فلم يزد عليه شيء ، و لم يتغير اللفظ عن الواحد، فدل : على أنه لا شيء قبله ، و إذا دل على أنه لا شيء قبله ، دل على أنه محدث الشيء ، و إذا كان هو محدث الشيء ، دل أنه مفني الشيء ، و إذا كان هو مفني الشيء ، دل أنه لا شيء بعده ، فإذا لم يكن قبله شيء ، و لا بعده شيء .

فهو المتوحد : بالأزل ، فلذلك قيل : واحد أحد .

و في الأحد : خصوصية ليست في الواحد .

تقول : ليس في الدار واحد ، يجوز أن واحدا من الدواب أو الطير أو الوحش أو الإنس ، لا يكون في الدار ، و كان الواحد بعض الناس و غير الناس .

و إذا قلت : ليس في الدار أحد ، فهو مخصوص بالآدميين دون سائرهم .

و الأحد : ممتنع من الدخول في الضرب و العدد و القسمة ، و في شيء من الحساب ، و هو متفرد بالأحدية .

و الواحد : منقاد للعدد و القسمة و غيرهما ، داخل في الحساب .

تقول : واحد و اثنان و ثلاثة ، فهذا العدد ، و الواحد علة العدد ، و هو خارج من العدد ، و ليس بعدد .

و تقول : واحد في اثنين أو ثلاثة فما فوقها ، فهذا الضرب .

و تقول : واحد بين اثنين أو ثلاثة ، لكل واحد من الاثنين نصف ، و من الثلاثة ثلث ، فهذه القسمة .

و الأحد : ممتنع في هذه كلها ، لا يقال : أحد و اثنان ، و لا أحد في أحد ، و لا واحد في أحد ، ولا يقال : أحد بين اثنين .

و الأحد و الواحد : و غيرهما من هذه الألفاظ ، كلها مشتقة من الوحدة.


2=

الْواحِدُ ، الأحد : هما اسمان يشملهما ، نفي الأبعاض عنهما و الأجزاء .

و الفرق بينهما من وجوه :

الأول : أن الواحد هو المنفرد بالذات ، و الأحد هو المنفرد بالمعنى .

الثاني : أن الواحد أعم موردا ، لكونه يطلق على من يعقل و غيره ، و لا يطلق الأحد إلا على من يعقل .

الثالث : أن الواحد يدخل في الضرب و العدد ، و يمتنع دخول الأحد في ذلك .


3=

الْوَاحِدُ : هو الله الواحد الحق في الوجود والذي ل ثاني له .

له صرف الوجود البسيط القاهر لكل مكاثر .

هو الواحد الذي لا ند ولا شريك ولا صاحبة ولا ولد ولا وزير له ، ولا لأحد من خلقه يستشير .




(3) الأَحَدُ

1= الصدوق : ذكره سابقا :


2= الحلي ذكره سابقا :


3= الأنباري :

الأَحَدُ : هو الذي له الوحدة الذاتية البسيطة الصرفة التي لا تثنى ولا تكرر بصفاته ولا بكماله .

فهو الذي لا جزء له ولا أعضاء ولا جارحة ، ولا يناله التحليل والتركيب .

وهو الوجود البسيط الذي لا يحد ولا يتناهى ولا يحيط به العقل معرفة ولا تصورا ولا فكرا ، وإنما يُعرف بما عرفنا من شؤون العظمة في تجليه بخلقه وهداه .




(4) الصَّمَدُ

1=

الصمد : معناه السيد .

و من ذهب : إلى هذا المعنى ، جاز له أن يقول لم يزل صمد .

و يقال للسيد : المطاع في قومه ، الذي لا يقضون أمرا دونه ، صمد . و قد قال الشاعر :

علوته بحسام ثم قلت له‏

خذها حذيف فأنت السيد الصمد

و للصمد : معنى ثان ، و هو أنه المصمود إليه في الحوائج .

يقال: صمدت صمد هذا الأمر ، أي قصدت قصده ، و من ذهب إلى هذا المعنى ، لم يجز له أن يقول : لم يزل صمدا ، لأنه قد وصفه عز و جل بصفة من صفات فعله ، و هو مصيب أيضا .

و الصَّمَدُ : الذي ليس بجسم و لا جوف له .

و قد أخرجت : في معنى الصمد ، في تفسير : { قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ } . في هذا الكتاب : معان أخرى ، لم أحب إعادتها في هذا الباب .


2=

الصَّمَدُ : هو السيد الذي يصمد إليه في الأمور ، و يقصد في الحوائج و النوازل .

و أصل الصمد : القصد ، تقول : صمدت صمد هذا الأمر ، أي قصدت قصده.

و قيل الصَّمَدُ : الذي ليس بجسم و لا جوف .


3= الأنباري :

الصَّمَدُ : الغني بنور وجوده التام ، فهو الذي له الكمال المطلق.

الكامل الذي لا يُفقد في الملمات .

الرفيع القاضي بالحق وحده ، فهو المقصود في المهمات .




(5) الأَوَّلُ

1= الصدوق :

جمع الاسمين :

الأول و الآخر : معناهما ، أنه :

الأول : بغير ابتداء .

و الآخر : بغير انتهاء .


2= الحلي :

الْأَوَّلُ : هو السابق للأشياء، الكائن الذي لم يزل قبل وجود الخلق، لا شيء قبله .


3= الأنباري :

الأَوَّلُ : هو الوجود الذي لا أول له ولا قبل له ، فلا بعد له .

هو الأول قبل كل شيء بلا ابتداء ، والآخر بعد فناء كل شيء بلا انتهاء.

أولا بلا أولية تحده ولا ثاني بعده فضلا أن يعده .




(6) الآخِرُ

1= ذكره مع الأول:


2=

الْآخِرُ : هو الباقي بعد فناء الخلق.

وليس : معنى الآخر ، ما له الانتهاء .

كما ليس : معنى الأول، ما له الابتداء.

فهو : الأول ، و الآخر .


3=

الآخِرُ: هو الباقي الذي لا شيء بعده.

كل شيء هالك إلا هو ، هو الباقي بعد فناء الأشياء .

فهو السرمد : الذي لا يحد من الابتداء ولا من الانتهاء في الوجود ، فلا يعد وليس له مدة .




(7) السَّمِيعُ

1=السميع : معناه ، أنه إذا وجد المسموع كان له سامعا.

و معنى ثان : أنه سميع الدعاء ، أي مجيب الدعاء .

و أما السامع : فإنه يتعدى إلى مسموع ، و يوجب وجوده ، و ل يجوز فيه بهذا المعنى لم يزل ، و البارئ عز اسمه سميع لذاته .


2=السَّمِيعُ: بمعنى السامع ، يسمع السر والنجوى. سواء عنده : الجهر والخفوت ، والنطق والسكوت. وقد يكون السماع : بمعنى القبول والإجابة.
{ هُوَ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ (104) } التوبة . و يسمع الدعاء .

و قيل السَّمِيعُ : العالم بالمسموعات ، و هي الأصوات و الحروف . و ثبوت ذلك له : ظاهر ، لأنه لا يغيب عنه شيء من أصوات خلقه .

أو لأنه : عالم بكل شيء معلوم ، فيدخل في ذلك البصير .


3= السَّمِيعُ : العالم بكل شيء يُسمع.

السامع لكل صوت من غير اختلاط .

يسمع لا بأدوات ولا بجارحة بل لكونه محيط بكل شيء وأقرب من وجود كل كائن لنفسه يسمع كلما يصدر منه .

هو مبالغة في السمع وبيان لقوته .




(8) الْبَصِيرُ

1=البصير : معناه إذا كانت المبصرات ، كان لها مبصر ، ولذلك جاز أن يقال : لم يزل بصيرا .

و لم يجز : أن يقال : لم يزل مبصرا ، لأنه يتعدى إلى مبصر ، و يوجب وجوده .

والبصارة : في اللغة ، مصدر البصير ، وبصر بصارة .

و الله عز و جل : بصير لذاته .

و ليس : وصفنا له تبارك و تعالى ، بأنه سميع بصير ، وصفا بأنه عالم . بل معناه : ما قدمناه ، من كونه مدركا ، و هذه الصفة صفة كل حي ل آفة به.


2=

الْبَصِيرُ : و هو المبصر ، أي عالم بالخفيات .

و قيل : الْبَصِيرُ : العالم بالمبصرات .


=3 الْبَصِيرُ : العالم بكل شيء موجود يُنظر له وإن لطف وخفي عن أبصار الناظرين ، حتى النيات والسرائر .

الذي يَبصر ما يُبصر وما لا يُبصر لنا ولغيرنا .

العالم بأحوال خلقه والذي يعلم ما يصلح كل شيء وما يحتاجه خلقا وتكاملا وهدى فيتمه حسب شأنه.




(9) الْقَدِيرُ

1= الصدوق جمع:

القدير و القاهر : معناهما ، أن الأشياء لا تطيق الامتناع منه ، و مما يريد الإنفاذ فيها . و قد قيل :

إن القادر : من يصح منه الفعل ، إذا لم يكن في حكم الممنوع‏ .

و القهر : الغلبة .

و القدرة : مصدر قولك : قدر قدره ، أي ملك .

فهو : قدير ، قادر ، مقتدر .

و قدرته : على ما لم يوجد ، واقتداره على إيجاده ، هو قهره ، وملكه له.

و قد قال : عز ذكره‏ { مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ‏ } ، و يوم الدين لم يوجد بعد .

و يقال : إنه عز و جل ، قاهر لم يزل ، و معناه : أن الأشياء لا تطيق الامتناع منه ، و مما يريد إنفاذه فيها ، و لم يزل مقتدرا عليها ، و لم تكن موجودة .

كما يقال‏ : { مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ‏ } ، و يوم الدين لم يوجد بعد .


2=

الْقَدِيرُ : بمعنى القادر ، و هو من القدرة على الشيء والتمكن منه .

فلا يطيق : الامتناع عن مراده ، و لا يستطيع الخروج عن إصداره وإيراده .


3=

الْقَدِيرُ:ذو القدرة التامةعلى أيجاد كل شيء يمكن وجوده ولا يعجز ولا يمنع عن أمر يريده ، ما أراده يوجده .

هو المقَدِّرُ وجود وهدى وكمال الكائنات ويحققها بتحققه ويمدها بالقدرة والاستطاعة على فعلها.

هو قاضي الوجود بالحق عيانا وتحققا وهدى وغاية وفي كل ما يخصه ويحتاجه.

صفة مبالغة من القادر على كل شيء سبحانه، ويفعل م يشاء كيف ما يشاء ومتى ما يشاء .




(10) الْقَاهِرُ

1= مر :


2=

الْقاهِرُ: هو الذي قهر الجبابرة ، وقهر عباده بالموت .

و لا تطيق : الأشياء الامتناع منه مما يريد الإنفاذ فيها .


3=

الْقَاهِرُ : الآخذ بالغلبة من فوق .

هو النفاذ نوره في الوجود تكوينا وهدى فلا شريك له .

و القَهَّارُ : صيغة مبالغة من الْقَاهِرُ وهو الذي لا ند له ولا شريك ولا يعجزه شيء ولا يمتنع منه شيء يريده .




(11) الْعَلِيُّ

1=

العلي : معناه القاهر ، فالله العلي ذو العلى ، و العلاء و التعالي .

أي ذو القدرة : و القهر و الاقتدار .

يقال : علا الملك علوا ، و يقال : لكل شيء قد علا ، علا يعلو علوا ، و علي يعلى علاء ، و المعلاة : مكتسب الشرف ، و هي من المعالي .

و علو : كل شيء أعلاه ، برفع العين و خفضها ، و فلان من علية الناس ، و هو اسم ، و معنى الارتفاع .

و الصعود و الهبوط : عن الله تبارك و تعالى منفي .

و معنى ثان : أنه علا تعالى عن الأشباه و الأنداد ، و عم خاضت فيه وساوس الجهال ، و ترامت إليه فكر الضلال، فهو علي متعال عما يقول الظالمون علوا كبيرا.


2=

الْعَلِيُّ : المتنزه عن صفات المخلوقين ، تعالى أن يوصف بها . و قد يكون : بمعنى العالي فوق خلقه بالقدرة عليهم .

أو الترفع بالتعالي : عن الأشباه و الأنداد ، و عما خاضت فيه وساوس الجهال ، و ترامت إليه أفكار الضلال .

فهو : متعال عما يقول الظالمون ، علوا كبيرا .


3=

الْعَلِيُّ :هو من له العلو والرفعة على غيره وعن قهر وغلبه .

هو الذي تعالى على الكائنات بالحيطة والقهر وجعلها أبدا تحت قيوميته وهداه .

هو العلي حتى في دنوه من الأشياء .




(12) الْأَعْلَى

1=

و أما الأعلى : فمعناه : العلي و القاهر .

و يؤيد : ذلك ، قوله عز و جل لموسى عليه السلام : { لا تَخَفْ إِنَّكَ أَنْتَ الْأَعْلى‏ (68) } طه ، أي القاهر .

و قوله عز و جل : في تحريض المؤمنين على القتال: { وَ لا تَهِنُو وَ لا تَحْزَنُوا وَ أَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ‏ (139) } آل عمران .

و قوله عز و جل‏ : { إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلا فِي الْأَرْضِ‏ (4) } القصص ، أي غلبهم و استولى عليهم، وقال الشاعر في هذا المعنى :

فلما علونا و استوينا عليهم‏

تركناهم صرعى لنسر و كاسر

و معنى ثان : أنه متعال عن الأشباه و الأنداد ، أي متنزه ، كما قال‏ : { تَعالى‏ عَمَّا يُشْرِكُونَ‏ (18) } يونس .


2=

الْأَعْلَى : بمعنى الغالب، كقوله تعالى : { لا تَخَفْ إِنَّكَ أَنْتَ الْأَعْلى‏ (68)}طه .

و قد يكون : بمعنى المتنزه عن الأمثال ، و الأضداد و الأشباه و الأنداد .


3=

الْأَعْلَى : لأنه سبحانه أرفع وأعلى من أن يوصف ويحيط به علم وفكر ووهم .

صفة مبالغة من العلي ، وهو علو ورفعت من له الغلبة .

وتعالى : هو النزاهة الكاملة عن أي نقص وله التقديس التام في الذات والصفات و الكمال والأفعال ، فلا يخالطه باطل ولا ينسب له شين ولا مانع يمنع منه ولا غير ولا مماثل ولا مجانس ولا حد ولا عد ولا مدة ...




(13) الْبَاقِي

1= الباقي : معناه ، الكائن بغير حدث و لا فناء . و البقاء : ضد الفناء ، بقي الشيء بقاء . و يقال : ما بقيت منهم باقية ، و لا وقتهم من الله واقية .

و الدائم : في صفاته ، هو الباقي .

أيضا : الذي لا يبيد و لا يفنى .


2= الْبَاقِي : هو الذي لا تعرض عليه عوارض الزوال ، و بقاؤه غير متناه و لا محدود . و ليست : صفة بقائه و دوامه ، كبقاء الجنة و النار و دوامهما .

لأن بقاءه : أزلي ، أبدي .

و بقاءهما : أبدي غير أزلي .

و معنى الأزل : ما لم يزل .

و معنى الأبد : ما لا يزال .

و الجنة و النار : مخلوقتان ، بعد أن لم تكونا ، فهذا فرق ما بين الأمرين .


3= الْبَاقِي : هو الوجود الذي استمسك بنفسه وصفاته فلا زوال له .

هو الثابت جوده على ما كان عليه سواء ذات أو صفة أو فعل .

هو اسم صفة من بقي على ما كان عليه ولم ينله التغيير أبد منذ الأزل وإلى الأبد .




(14) الْبَدِيعُ

1=

البديع : معناه ، مبدع البدائع ، و محدث الأشياء على غير مثال واحتذاء .

و هو : فعيل بمعنى مفعل ، كقوله عز و جل‏ : { عَذابٌ أَلِيمٌ‏ (23) } العنكبوت ، و المعنى : مؤلم ، و يقول العرب : ضرب وجيع ، والمعنى موجع ، وقال الشاعر في هذا المعنى :

أ من ريحانة الداعي السميع

يؤرقني وأصحابي هجوع‏

فالمعنى : الداعي المسمع ، و البدع الشيء الذي يكون أولا في كل أمر ، و منه قوله عز و جل : { قُلْ ما كُنْتُ بِدْعاً مِنَ الرُّسُلِ‏ (9)} الأحقاف ، أي لست بأول مرسل . و البدعة : اسم ما ابتدع من الدين و غيره ، و قد قال الشاعر في هذا المعنى :

و كفاك لم تخلق للندى

و لم يك بخلهما بدعة

فكف عن الخير مقبوضة

كما حط عن مائة سبعة

و أخرى ثلاثة آلافها

و تسع مائيه لها شرعة

ويقال : لقد جئت بأمر بديع ، أي مبتدع عجيب‏.


2=

الْبَدِيعُ : هو الذي فطر الخلق مبتدعا لها ، لا على مثال سابق ، و هو فعيل على مفعل ، كأليم بمعنى مؤلم .

و البدع : هو الذي يكون أولا في كل شيء ، كقوله تعالى : { قُلْ مَ كُنتُ بِدْعًا مِّنْ الرُّسُلِ (9) } الأحقاف .

أي لست : بأول مرسل.


3=

الْبَدِيعُ : هو الحسن بنفسه والذي لا مشابه له .

وهو خالق الشيء الجميل الحسن من غير مثال سابق .

موجد الكون الرائع من غير شبيه قبله.

المكون للأشياء بكلمة كن لا عن مادة أولية ولا عن أصول أزلية ولا عن مثال قبلها .




(15) الْبَارِئُ

1=

البارئ : معناه ، أنه بارئ البرايا ، أي خالق الخلائق ، برأهم يبرؤهم ، أي خلقهم يخلقهم ، و البرية الخليقة ، وأكثر العرب على ترك همزها ، وهي فعيلة بمعنى مفعولة .

و قال بعضهم : بل هي مأخوذة من بريت العود .

و منهم : من يزعم ، أنه من البري ، و هو التراب ، أي خلقهم من التراب ، و قالوا : لذلك لا يهمز .


2=

الْبارِئُ : الخالق ، ويقال : برأ الله الخلق ، أي خلقهم.

كما يقال : بارئ النسم ، و هو الذي فلق الحبة ، و برأ النسمة .

وبارئ البرايا : أي خالق الخلائق ، و البرية : الخليقة .


3=

الْبَارِئُ : هو الخالق للكون من غير عيب ونقص .

المُظهر والمبرز للكائنات بنوره ومدده بصورة حسنة وسالمة .

لا نقص فيما خلق ولا شر بل لحدود وضيق الاستعداد تتعارض بينه الكائنات ولاختبارها يطغى بإذنه بعضها أو يفسد.




(16) الْأَكْرَمُ

1= الأكرم : معناه ، الكريم .

و قد يجيء : أفعل في معنى الفعيل .

مثل قوله عز و جل‏ : { وَ هُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ‏ (27) } الروم ، أي هين عليه.

و مثل قوله عز و جل‏ : { لَا يَصْلَاهَا إِلَّا الْأَشْقَى (15) الَّذِي كَذَّبَ وَتَوَلَّى (16) وَسَيُجَنَّبُهَا الْأَتْقَى (17) } الليل ، يعني بالأشقى و الأتقى ، الشقي و التقي .

و قد قال الشاعر في هذا المعنى :

إن الذي سمك السماء بنى لنا

بيت دعائمه أعز وأطول‏


2= الْأَكْرَمُ : معناه الكريم ، و قد يجيء أفعل في معنى فعيل . كقوله تعالى : { وَ هُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ (27) } الروم ، أي هين عليه . و ذكر الآية والشعر أعلاه .


3= الْأَكْرَمُ :هو الشريف الكامل التام الأعلى في نفسه وصفاته وأفعاله .

من حسنت خصاله فيعطي من غير مقابل.

صفة مبالغة من الكريم الذي يهب الخير من غير عوض ، ولا يتصور مثله كريم أبدا .




(17) الظَّاهِرُ

1=

الظاهر : معناه أنه الظاهر بآياته ، التي أظهرها من شواهد قدرته ، و آثار حكمته ، و بينات حجته ، التي عجز الخلق جميعا عن إبداع أصغره ، و إنشاء أيسرها و أحقرها عندهم ، كما قال الله عز و جل: { إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَنْ يَخْلُقُوا ذُباباً وَ لَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ‏ (73) } الحج .

فليس شيء : من خلقه ، إلا و هو شاهد له على وحدانيته ، من جميع جهاته .

و أعرض : تبارك و تعالى ، عن وصف ذاته‏ .

فهو : ظاهر بآياته ، وشواهد قدرته ، محتجب بذاته.

و معنى ثان : أنه ظاهر : غالب قادر على ما يشاء .

و منه قوله عز و جل: { فَأَصْبَحُوا ظاهِرِينَ‏ (14)} الصف ، أي غالبين لهم.


2=

الظَّاهِرُ : بحججه الباهرة ، و براهينه النيرة ، و شواهد أعلامه الدالة ، على ثبوت ربوبيته ، و صحة وحدانيته .

فلا موجود : إلا و هو يشهد بوجوده ، و لا مخترع إلا و هو يعرب عن توحيده .

شعر :

و في كل شيء له آية

تدل على أنه واحد

وقد يكون: بمعنى الغالب القادر .

كقوله تعالى: { فَأَصْبَحُوا ظاهِرِينَ (14)} الصف.


3=

الظَّاهِرُ : هو الذي دل على ذاته بذاته وتنزه عن مجانسة مخلوقاته .

الظاهر في كل الكائنات نوره وليس في شيء منها والج ولا منه خارج .

الغالب نور كرمه فأبدع أحسن تكوين بلا نقص حتى صار هو الدليل عليه .




(18) الْبَاطِنُ

1= الباطن : معناه ، أنه قد بطن عن الأوهام ، فهو باطن بلا إحاطة ، لا يحيط به محيط ، لأنه قدم الفكر ؛ فخبت عنه‏ ، وسبق المعلوم ؛ فلم يحط به‏ ، وفات الأوهام ؛ فلم تكتنهه ، و حارت عنه الأبصار ؛ فلم تدركه .

فهو : باطن كل باطن ، و محتجب كل محتجب ، بطن بالذات ، و ظهر و علا بالآيات ، فهو الباطن بلا حجاب ، و الظاهر بلا اقتراب .

و معنى ثان : أنه باطن كل شيء ، أي خبير بصير بـما يسرون وم يعلنون ، و بكل ما ذرأ و برأ .

و بطانة الرجل : وليجته من القوم ، الذين يداخلهم و يداخلونه في دخيلة أمره . و المعنى : أنه عالم بسرائرهم ، لا أنه عز و جل يبطن في شيء يواريه .


2=

الْباطِنُ : المحتجب عن إدراك الأبصار ، و تلوث الخواطر و الأفكار . فهو : الظاهر ، الخفي .

الظاهر : بالدلائل و الأعلام .

و الخفي : بالكنه عن الأوهام .

احتجب : بالذات ، و ظهر بالآيات .

فهو : الباطن بلا حجاب ، و الظاهر بلا اقتراب .

و قد يكون : بمعنى البطون ، و هو الخبر . و بطانة الرجل : وليجته ، الذين يداخلهم و يداخلونه في أمره .

و المعنى : أنه عالم بسرائرهم ، فهو عالم بسرائر القلوب ، و المطلع على ما بطن من الغيوب .


3=

الْبَاطِنُ : خفيت معرفته فلا يحاط به علما مع إقرار العقل السليم بوجوده.

لم يحط به علما مع اطمئنان القلب بذكره .

بطن في كل شيء نوره حتى صار مظهرا له وتجليا لعظمته .




(19) الْحَيُّ

1=

الحي : معناه ، أنه الفعال المدبر ، و هو حي لنفسه ، لا يجوز عليه الموت و الفناء ، و ليس يحتاج إلى حياة بها يحيا .


2=

الْحَيُّ : هو الفعال المدرك .

و هو حي بنفسه : لا يجوز عليه الموت و الفناء، و ليس بمحتاج إلى حياة بها يحيى.


3=

الْحَيُّ : هو الفعال بحق فظهرت بالعدل والإحسان آثاره .

المتجلي نوره بالعلم والقدرة والتدبير .

الحي حين لا حي فلم يرث الحياة من حي وواهب الحياة لكل حي فدل عليه أنه الحي المطلق .




(20) الْحَكِيمُ

1= الحكيم : معناه ، أنه عالم ، والحكمة في اللغة العلم .ومنه قوله عز وجل‏ : { يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشاءُ (269) }البقرة.

و معنى ثان : أنه محكم ، و أفعاله محكمة متقنة من الفساد . و قد حكمته : و أحكمته ، لغتان ، و حكمة : اللجام ، سميت بذلك ، لأنها تمنعه من الجري الشديد ، و هي ما أحاطت بحنكه .


2= الْحَكِيمُ : هو المحكم لخلق الأشياء ، و معنى الإحكام لخلق الأشياء ، إتقان التدبير ، و حسن التصوير و التقدير .

و قيل الْحَكِيمُ : العالم ، و الحكم في اللغة العلم ، لقوله تعالى: { يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشاءُ }، و الْحَكِيم أيضا الذي لا يفعل القبيح و لا يخل بالواجب. والْحَكِيمُ: هو الذي يضع الأشياء في مواضعها فلا يعترض عليه في تقديره و لا يتسخط عليه في تدبيره.


3= الْحَكِيمُ : الفعال لما ينبغي عن علم وقدرة فيكون متقن فعله .

العليم الخبير بحقائق الأمور فيوجد فعله بأحسن تكوين وأتقنه وأحكمه .

المدبر : بما يصلح خلقه ، و الهادي له حتى يصل لأحسن غاية تناسبه وغرض يلائمه .




(21) الْعَلِيمُ

1= العليم : معناه ، أنه عليم بنفسه ، عالم بالسرائر ، مطلع على الضمائر ، لا يخفى عليه خافية، ولا يعزب عنه مثقال ذرة.

علم الأشياء : قبل حدوثها ، و بعد ما أحدثها ، سرها و علانيته ، ظاهرها و باطنها . و في علمه عز و جل : بالأشياء ، على خلاف علم الخلق ، دليل على أنه تبارك و تعالى بخلافهم في جميع معانيهم .

و الله : عالم لذاته ، و العالم من يصح منه الفعل المحكم المتقن . فلا يقال : إنه يعلم الأشياء بعلم ، كما لا يثبت معه قديم غيره . بل يقال : إنه ذات عالمة ، و هكذا يقال : في‏ جميع صفات ذاته .


2= الْعَلِيمُ : هو العالم بالسرائر و الخفيات ، التي لا يدركها عالم الخلق .

لقوله تعالى : { وَهُوَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ (6)} الحديد . { عَالِمِ الْغَيْبِ لَا يَعْزُبُ عَنْهُ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ وَلَا أَصْغَرُ مِن ذَلِكَ وَلَا أَكْبَرُ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ (3) }سبأ. عالم : بتفاصيل المعلومات ، قبل حدوثها و بعد وجودها .


3= الْعَلِيمُ : العارف بنفسه وبما يحيطه إجمالا وتفصيلا.

الذي لا يغيب عن معرفته شيء ولا يتغير علمه بعد حصول الأشياء .

صيغة مبالغة من العالم بكل شيء أولا ابتداء وأخرا أبدا وعلى حد سواء.




(22) الْحَلِيمُ

1=

الحليم : معناه ، أنه حليم عمن عصاه ، لا يعجل عليهم بعقوبته .


2=

الْحَلِيمُ : ذو الصفح و الأناة .

الذي : لا يغيره جهل جاهل ، و لا غضب غاضب ، ولا عصيان عاص .


3=

الْحَلِيمُ :هو القادر الذي لا يعجل بعقوبة من خالفه مع حق له عليه وقدره له على تأديبه .

لا يعجل بعقوبة من عصاه بنعمه بل يزيده ليخجله لعله يرجع بالتوبة إليه.

لا يستفزه من تمرد عليه مع قدرته عليه.

ذو أناة واسع الرحمة .




(23) الْحَفِيظُ

1= الحفيظ : الحافظ ، و هو فعيل بمعنى الفاعل ، و معناه : أنه يحفظ الأشياء ، و يصرف عنها البلاء .

و لا يوصف : بالحفظ ، على معنى العلم ، لأنا نوصف بحفظ القرآن و العلوم على المجاز ، والمراد بذلك : أنا إذا علمناه لم يذهب عنا، كما إذا حفظن الشيء لم يذهب عنا.


2= الْحَفِيظُ : هو الحافظ ، يحفظ السماوات و الأرض و ما بينهما . و يحفظ عبده من المهالك و المعاطب و يقيه مصارع السوء .


3= الْحَفِيظُ :هو الحفاظ لما خلق ويرعاه بما يصلحه ويبقيه لأجله ، بل يحفظ اعتقاده وعلمه وعمله ليجزيه به ويرجع نتائجه له بما يناسبه .

المتعهد بالحسنى لإبقاء الكائنات لأجلها وبعدم نسيانها والغفلة عنها أبدا.

حافظ كل شيء ويهتم بأموره ويمده بما به بقائه وهداه وكماله حتى يصل لغايته بأحسن صورة ممكنة تناسب شأنه.

مبالغة من الحفظ وعدم النسيان لما خلق ، ويمدهم ويرعاهم بما يناسبهم حتى أجلهم.




(24) الْحَقُّ

1=

الحق : معناه ، المحق ، و يوصف به توسعا ، لأنه مصدر .

و هو كقولهم : غياث المستغيثين .

و معنى ثان : يراد به ، أن عبادة الله هي الحق ، وعبادة غيره هي الباطل .

و يؤيد ذلك قوله عز و جل: { ذلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَ أَنَّ ما يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ هُوَ الْباطِلُ‏ (62) } الحج، أي يبطل و يذهب ، و لا يملك لأحد ثوابا و لا عقابا .


2= الْحَقُّ: هو المتحقق ، كونه و وجوده .

و كل شيء : يصح ، وجوده و كونه ، فهو : حق .

كما يقال : الجنة حق كائنة ، و النار حق كائنة .


3= الْحَقُّ : هو الوجود الواجب المحقق بنفسه .

عين الواقع الذي لا باطل فيه ولا في فعله .

الذي يحقق الحق لكل مستحق فلا يهضم شيء عنده .

جاعل الحق مع علي لأنه كان مع الحق فدار معه حيث ما دار .




(25) الْحَسِيبُ

1= الحسيب : معناه ، أنه المحصي لكل شيء العالم به ، لا يخفى عليه شيء .

و معنى ثان : أنه المحاسب لعباده ، يحاسبهم بأعمالهم ، و يجازيهم عليها . و هو : فعيل على معنى مفاعل ، مثل جليس و مجالس .

و معنى ثالث : أنه الكافي ، و الله حسبي و حسبك ، أي كافين ، و أحسبني هذا الشيء أي كفاني ، و أحسبته أي أعطيته حتى قال حسبي ، و منه قوله عز و جل: { جَزاءً مِنْ رَبِّكَ عَطاءً حِساباً (4)} النبأ ، أي كافيا.


2= الْحَسِيبُ : هو الكافي ، تقول : حسبك درهم ، أي كفاك . كقوله تعالى : { حَسْبُكَ اللّهُ وَمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (64) } الأنفال، أي هو : كافيك .

و الحسيب أيضا : بمعنى المحاسب ، كقوله تعالى : { كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا (14)} الإسراء . أي محاسبا .

و الحسيب أيضا : المحصي ، و العالم .


3= الْحَسِيبُ : الفاخر بنفسه والكافي بنور فضائله.

الحاسب لكل شيء ما يستحقه من الوجود والهدى والجزاء.

حسبي الله ونعم الوكيل .حسبي الله وكفى وعلمه بحالي يغنيه عن سؤالي .




(26) الْحَمِيدُ

1=

الحميد : معناه المحمود ، وهو فعيل في معنى المفعول. و الحمد : نقيض الذم ، و يقال : حمدت فلانا ، إذا رضيت فعله و نشرته في الناس .


2=

الْحَمِيدُ : هو المحمود ، الذي استحق الحمد بفعاله . أي يستحق الحمد : في السراء و الضراء ، و في الشدة و الرخاء .


3=

الْحَمِيدُ :المظهر باختياره لجمال نفسه وصفاته وأفعاله . هو المحمود المثني على حُسن ذاته بظهور صفاته الكامنة بأعلى كمال وفي أفعاله بأحسن صورة ممكنة .

الظاهر حمده بلسان حال كل شيء والمقر له بالعظمة بوجوده وحُسن صنعه ودقة تكوينه .

الحميد :المتجلي بالجميل مختارا ابتداء ، والمشكور على نعمه .

والحامد للمحمود تعالى من رضا بقدره وقضاءه ولا يرى في شيء مهما كان إلا جميلا ، كزينب بنت علي عليها السلام مع مصابها الجم الجليل العظيم قالت ما رأيت إلا جميلا.

الحمد لله : الاعتراف بجميل الصنع و التقدير والهداية والولاية والرعاية مع التبجيل.




(27) الْحَفِيُّ

1=

الحفي : معناه ، العالم ، و منه قوله عز و جل‏ : { يَسْئَلُونَكَ كَأَنَّكَ‏ حَفِيٌّ عَنْها (187) } الأعراف ، أي يسألونك عن الساعة كأنك عالم بوقت مجيئها .

و معنى ثان : أنه اللطيف ، و الحفاية مصدر الحفي ، اللطيف المحتفي بك ببرك و بلطفك‏ .


2=

الْحَفِيُّ : معناه العالم . قال الله تعالى : { يَسْأَلُونَكَ كَأَنَّكَ حَفِيٌّ عَنْهَا (187) }الأعراف ، أي : عالم بوقت مجيئها . و قد يكون الحفي : بمعنى اللطيف ، و معناه المحتفي بك ، يبرك و يلطفك .


3=

الْحَفِيُّ : العاِلم بالشيء مع العناية به والرعاية له بم يصلحه .

المصلح لمن يتكفله بلطف ورحمة لخبرته بكل أحوال وجوده وصفاته وأفعاله وكل شؤون وما يصلح حاله .

المبالغة في التكريم و التفضيل لمن يحف به ، فيتحفه بنور رحمته وخيراته ونعمه بلطف مع مودة له .




(28) الرَّبُّ

1=

الرب : معناه ، المالك ، و كل من ملك شيئا فهو ربه .

و منه قوله عز و جل‏ : { ارْجِعْ إِلى‏ رَبِّكَ‏ (50) } يوسف ، أي إلى سيدك و مليكك .

قال قائل : يوم حنين ، لأن يربني رجل من قريش ، أحب إلي من أن يربني رجل من هوازن ، يريد يملكني و يصير لي ربا ومالكا .

و لا يقال : لمخلوق ، الرب ، بالألف و اللام ، لأن الألف و اللام دالتان على العموم ، و إنما يقال للمخلوق : رب كذا ، فيعرف بالإضافة ، لأنه لا يملك غيره فينسب إلى ما يملكه .

و الربانيون : نسبوا إلى التأله و العبادة للرب ، في معنى الربوبية له .

و الربيون : الذين صبروا مع الأنبياء عليهم السلام .


2=

الرَّبُّ : المالك ، و كل من ملك شيئا فهو ربه ، ... وذكر ما مر أعلاه ، وقال :

و لا يدخل : الألف و اللام ، على غير المعبود سبحانه تعالى ، لأنهم للعموم .

و هو المالك : لكل شيء .

و إنما يطلق : على غيره بالنسبة إلى ما يملكه ، و يضاف إليه .

و الربانيون : نسبوا إلى التأله ، و العبادة للرب . لانقطاعهم إليه : و إلمامهم بحضرة خدمته .

و الربانيون : الصابرون مع الأنبياء ، الملازمون لهم .


3=

الرَّبُّ : هو المالك لكل الشيء ومربيه بالتدريج لما يصلح حاله فيصل لكماله اللائق به .

المحيط بكل شيء علما وقدرة والموصل لكل شيء وجوده وهداه بأحسن صورة حتى يصل لأجمل غاية يستحقها .

يربي خلقه إن أطاعه ليوصله لأحسن غايته ، ولم يخرج عن ملكه حتى لو عصاه بإذنه ولكنه يؤدبه بما يشاء .

رب العالمين الذي يجب أن نسأله الصراط المستقيم للمنعم عليهم بهداه وجعلهم طيبين طاهرين لنكون معهم في طاعته فنفوز يوم الدين بنعيم الأبد .




(29) الرَّحْمَنُ

1=

الرحمن : معناه ، الواسع الرحمة على عباده ، يعمهم بالرزق و الإنعام عليهم . و يقال : هو اسم من أسماء الله تبارك و تعالى في الكتب، لا سمي له فيه .

و يقال للرجل : رحيم القلب ، و لا يقال الرحمن ، لأن الرحمن يقدر على كشف البلوى ، و لا يقدر الرحيم من خلقه على ذلك ، و قد جوز قوم ، أن يقال للرجل : رحمان و أرادوا به الغاية في الرحمة ، و هذا خطأ .

و الرحمن : هو لجميع العالم .

و الرحيم : بالمؤمنين خاصة .


2=

الرَّحْمنُ : بجميع خلقه ، إذ هو : ذو الرحمة الشاملة ، التي وسعت الخلق في أرزاقهم ، و أسباب معاشهم . و عمت : المؤمن و الكافر ، و الصالح و الطالح .


3=

الرَّحْمَنُ : الغني الكمال بنفسه و المفيض المحسن على جميع خلقه ابتداء .

الرَّاحْم لكل عباده بعطف ورأفة وبر وإحسان .

هو الكامل الغني بنفسه والرافع لفقر وحاجة جميع عباده برحمة وتفضل.




(30) الرَّحِيمُ

1= الرحيم : معناه ، أنه رحيم بالمؤمنين ، يخصهم برحمته في عاقبة أمرهم ، قال الله تعالى : { وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا (43) } الأحزاب .

و الرحمن و الرحيم : اسمان مشتقان من الرحمة ، على وزن ندمان ونديم . و معنى الرحمة : النعمة ، و الراحم : المنعم .

كما قال : الله عز و جل لرسوله صلى الله عليه وآله وسلم ، قال الله تعالى : { وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّ رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ (107) } الأنبياء ، يعني نعمة عليهم .

و يقال للقرآن‏ : هُدىً وَ رَحْمَةً ، و للغيث : رحمة ، يعني نعمة .

و ليس : معنى الرحمة الرقة ، لأن الرقة عن الله عز و جل منفية .

و إنما سمي : رقيق القلب من الناس رحيما ، لكثرة ما توجد الرحمة منه، ويقال : ما أقرب رحم فلان ، إذا كان ذا مرحمة و بر ، و المرحمة الرحمة .

و يقال : رحمته مرحمة و رحمة .


2= الرَّحِيمُ : بالمؤمنين ، يخصهم برحمته . قال الله تعالى : { وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا (43) } الأحزاب .

و الرَّحْمنُ و الرَّحِيمُ : اسمان موضوعان للمبالغة، و مشتقان من الرحمة ، وهي النعمة ، قال الله تعالى : { وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّ رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ (107)} الأنبياء ، أي نعمة عليهم . و قد يتسمى : بالرحيم ، غيره تعالى ، و لا يتسمى بالرحمن سواه .

لأن الرحمن : هو الذي يقدر على كشف البلوى . و الرحيم : من خلقه ، قد لا يقدر على كشفها .

و يقال : للقرآن : رحمة . و الغيث : رحمة .

و يقال لرقيق : القلب من الخلق رحيم، لكثرة وجود الرحمة منه، بسبب رقة القلب . و أقلها : الدعاء للمرحوم ، و التوجع له ، و ليست في حقه تعالى بمعنى الرقة .

بل معناها : إيجاد النعمة للمرحوم ، وكشف البلوى عنه ، فالحد الشامل ، أن تقول : هي التخلص من أقسام الآفات ، و إيصال الخيرات إلى أرباب الحاجات .


3= الرَّحِيمُ : مُنزل الرحمة بلطف و عطف خاص لمن أستعد له بإيمانه واقعا.

ذو الرعاية والعناية والإحسان الواسع في الدنيا و الآخرة لكنه خاصا بمن توجه لله بحاله ومقاله وأفعاله.

منزل نور جمال الأسماء الحسنى دائما على من آمن بها فطلبه بكل وجوده وصفاته وأحواله وأقواله وأفعاله .

ذو لطف خاص بالمؤمنين فيرعاهم حتى يسكنهم جنانه ويبلغهم رضوانه.




(31) الذَّارِئُ

1=

الذارئ : معناه الخالق ، يقال ذرأ الله الخلق و برأهم ، أي خلقهم .

و قد قيل : إن الذرية منه اشتق اسمها ، كأنهم ذهبوا إلى أنه خلق الله عز و جل خلقها من الرجل ، و أكثر العرب على ترك همزها ، و إنما تركو الهمزة في هذا المذهب ، لكثرة ترددها في أفواههم ، كما تركوا همزة البرية ، و همزة بري و أشباه ذلك .

و منهم من يزعم : أنها من ذروت أو ذريت معا ، يريد أنه قد كثرهم ، و بثهم في الأرض بثا ، كما قال الله تعالى‏ : { وَ بَثَّ مِنْهُما رِجالً كَثِيراً وَ نِساءً (1) } النساء .


2=

الذَّارِئُ : الخالق ، و الله ذرأ الخلق و برأهم ، أي خلقهم ، و أكثرهم على ترك الهمزة .


3=

الذَّارِئُ : موجد الموجودات وناشرها بخصوصياتها في الكون .

مكون أفراد الكائنات خلقا منتشرا .

المخرج لنور الأشياء متفرقة في الكون بمكان خاص وحال معين وغرض معد وهدى تام ، ولكل فرد بما يخصه ويلائمه مع غيره ومحيطه .




(32) الرَّازِقُ

1=

الرازق : معناه ، أنه عز و جل يرزق عباده برهم و فاجرهم رزق ، بفتح الراء رواية من العرب ، و لو أرادوا المصدر لقالوا رزقا بكسر الراء .

و يقال : ارتزق الجند رزقة واحدة ، أي أخذوه مرة واحدة .


2=

الرَّازِقُ : المتكفل بالرزق ، و القائم على كل نفس بما يقيمه من قوتها.

وسع : الخلق كلهم رزقه، ولم يخص بذلك مؤمنا دون كافر ، ول برأ دون فاجر.


3=

الرَّازِقُ : المعطي للشيء ما يقوم به وجوده ويصلح حاله .

ممد الكائنات بنعم استعدت لها لتبقى حتى غايتها.

واهب النعيم والكمال لمن يطلبه بحقيقته وصفاته وأفعاله وأقواله وحسب شأنه .




(33) الرَّقِيبُ

1=

الرقيب : معناه ، الحافظ ، و هو فعيل بمعنى فاعل ، و رقيب القوم : حارسهم .


2=

الرَّقِيبُ : الحافظ ، الذي لا يغيب عنه شيء .

و منه قوله تعالى : { مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ (18) } ق .


3=

الرَّقِيبُ : المحيط بدقة بخلقه وبعناية .

الذي لا يغفل عما خلق ولا يسهو عن حفظ ما أوجد .

المراقب والمحافظ لما ينظر له فيحرسه برحمته حتى يصل غايته .




(34) الرَّءُوفُ

1=

الرؤوف : معناه الرحيم ، و الرأفة : الرحمة .


2= الرَّءُوفُ : هو العاطف برأفته على عباده .

و قيل : الرأفة ، أبلغ من الرحمة .

و يقال : الرأفة ، أخص من الرحمة ، و الرحمة أعم .


3=

الرَّءُوفُ:رافع العناء عن العباد بغاية الرحمة وأعلاه .

منزل أجمل وأكمل نور رعايته لعباده بعد ظهور الشدائد فيهم .

ظهور لطفه ورحمته لمن أصابه غم وهم فيزيل مصيبته وعسره .

جاعل بعد كل عسر يسر برحمته .




(35) الرَّائِي

1=

الرائي : معناه العالم ، و الرؤية العلم .

و معنى ثان : أنه المبصر ، و معنى الرؤية الإبصار .

و يجوز : في معنى العلم لم يزل رائيا ، و لا يجوز ذلك في معنى الإبصار .


2=

الرَّائِي : معناه العالم ، و الرؤية العلم .

و منه قوله تعالى : { أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ (6) } الفجر، أراد : أ لم تعلم.

و قد يكون : الرائي ، بمعنى المبصر ، و الرؤية الإبصار .


3=

الرَّائِي: لعلمه وخبرته لعباده فيصلح أحوالهم وأمورهم بم يحسن وجودهم وصفاتهم وأفعالهم .

يُري عباده بهداه أحسن مصالحهم .

الدال والهادي للصراط المستقيم بمن أنعم عليهم بفضله وأختارهم بإحسانه ، ولم يهمل العباد بدون دليل حق بيّن ناصع البرهان له الحجة التامة ، نيبن وآله الطاهرين صلى الله عليهم وسلم.




(36) السَّلامُ

1=

السلام : معناه المسلم ، و هو توسع ، لأن السلام مصدر ، و المراد به أن السلامة تنال من قبله ، و السلام و السلامة مثل الرضاع و الرضاعة و اللذاذ و اللذاذة .

و معنى ثان : أنه يوصف بهذه الصفة ، لسلامته مما يلحق الخلق من العيب‏ و النقص ، و الزوال و الانتقال ، و الفناء و الموت .

و قوله عز و جل‏ : { لَهُمْ دارُ السَّلامِ عِنْدَ رَبِّهِمْ‏ (127) } الأنعام .

فالسلام : هو الله عز و جل ، و داره الجنة ، و يجوز أن يكون سماها سلاما لأن الصائر إليها ، يسلم فيها من كل ما يكون في الدنيا ، من مرض و وصب ، و موت و هرم ، و أشباه ذلك ، فهي دار السلامة من الآفات و العاهات .

و قوله عز و جل‏ : { فَسَلامٌ لَكَ مِنْ أَصْحابِ الْيَمِينِ‏ (91) } الواقعة .

يقول : فسلامة لك منهم ، أي يخبرك عنهم سلامة .

و السلامة : في اللغة ، الصواب و السداد أيضا .

و منه قوله عز و جل : { وَ إِذا خاطَبَهُمُ الْجاهِلُونَ قالُو سَلاماً (63) } الفرقان ، أي سدادا و صوابا .

و يقال : سمي الصواب من القول سلاما ، لأنه يسلم من العيب و الإثم ‏.


2=

السَّلامُ : معناه ذو السلام ، والسلام في صفته تعالى ، هو الذي سلم من كل عيب ، و برأ من كل آفة و نقص .

و قيل معناه : المسلم ، لأن السلامة تنال من قبله .

و السلام و السلامة : مثل الرضاع و الرضاعة .

وقوله تعالى : { لَهُمْ دارُ السَّلامِ (127) } الأنعام، يجوز أن يكون مضافة إليه ، و يجوز ك أن يكون قد سمى الجنة سلاما ، لأن السائر إليها يسلم فيها من كل آفات الدنيا ، فهي دار السلام .


3=

السَّلامُ : الكامل التام والمتجلي بأجمل مظهر في التكوين.

المظهر لنور الأسماء الحسنى بالعدل والإحسان في جميع مراتب التكوين.

المُسلّم والمخلص من كل عيب ونقص لمن طلبه بدينه الإسلام .

سلم لمن سالمه بهداه الحق ممن طهرهم وسلمهم الله تعالى من الضلال ، فأسلم واقعا فيهبه السلام أبدا .




(37) الْمُؤْمِنُ

1=

المؤمن : معناه ، المصدق ، و الإيمان التصديق في اللغة ، يدلك على ذلك : قوله عز و جل حكاية عن إخوة يوسف عليه السلام :{‏ وَ م أَنْتَ بِمُؤْمِنٍ لَنا وَ لَوْ كُنَّا صادِقِينَ‏ (17)} يوسف .

فالعبد : مؤمن مصدق بتوحيد الله و بآياته ، و الله مؤمن مصدق لما وعده ، و محققه .

و معنى ثان : أنه محقق ، حقق وحدانيته بآياته عند خلقه ، و عرفهم حقيقته‏ لما أبدى من علاماته ، و أبان من بيناته ، و عجائب تدبيره ، و لطائف تقديره .

و معنى ثالث : أنه آمنهم من الظلم و الجور .

قَالَ الصَّادِقُ عليه السلام :‏ سُمِّيَ الْبَارِئُ عَزَّ وَ جَلَّ مُؤْمِناً ، لِأَنَّهُ يُؤْمِنُ مِنْ عَذَابِهِ مَنْ أَطَاعَهُ ، و سمي العبد مؤمن ، لأنه يؤمن على الله عز و جل فيجيز الله أمانه‏.

التوحيد ص206 .

وَقَالَ عليه السلام : الْمُؤْمِنُ، مَنْ أَمِنَ جَارُهُ بَوَائِقَهُ.

معاني الأخبار ص239ح2 .

وَ قَالَ عليه السلام :‏ الْمُؤْمِنُ ، الَّذِي يَأْتَمِنُهُ الْمُسْلِمُونَ عَلَى أَمْوَالِهِمْ وَ أَنْفُسِهِمْ.

معاني الأخبار ص239ح1 .


2=

الْمُؤْمِنُ : أصل الإيمان في اللغة التصديق.

فالمؤمن : المصدق ، أي يصدق وعده.

و يصدق : ظنون عباده المؤمنين ، ولا يخيب آمالهم .

و قد يكون : بمعنى ، أنه آمنهم من الظلم و الجور .

وَ عَنِ الصَّادِقِ عليه السلام :

سُمِّيَ : الْبَارِئُ عَزَّ وَ جَلَّ ، مُؤْمِناً ، لِأَنَّهُ يُؤْمِنُ عَذَابَهُ مَنْ أَطَاعَهُ .

وَ سُمِّيَ : الْعَبْدُ مُؤْمِناً ، لِأَنَّهُ يُؤْمِنُ عَلَى اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ ، فَيُجِيزُ اللَّهُ أَمَانَهُ.

التوحيد ص206 .


3=

الْمُؤْمِنُ : الذي له ومنه السلم والسلام ظاهرا وباطنا دائم لمن آمن به وصدقه.

الصادق بظهور الكمال التام السالم من أي ينقص لعباده المؤمنين أبد .

من أمن أعتقد بالله وبما شرفه بتعاليمه صار مؤمنا وله الأمن منه خالدا .

آمين : يعني مصدقين باللهوبكل ما أنزل وهدى .




(38) المُهَيْمِنُ

1=

المهيمن : معناه ، الشاهد ، و هو كقوله عز و جل‏ : { وَ مُهَيْمِناً عَلَيْهِ‏ (48)} المائدة ، أي شاهدا عليه .

و معنى ثان : أنه اسم مبني من الأمين ، و الأمين : اسم من‏ أسماء الله عز و جل ، ثم بني كما بني المبيطر من البيطر و البيطار ، و كأن الأصل فيه : مؤيمن ، فقلبت الهمزة هاء ، كما قلبت همزة أرقت و أيهات ، فقيل هرقت و هيهات .

و أمين : اسم من أسماء الله عز و جل ، و من طول الألف أراد يا أمين ، فأخرجه مخرج قولهم أزيد على معنى يا زيد .

و يقال : المهيمن : اسم من أسماء الله عز و جل في الكتب السابقة .


2=

الْمُهَيْمِنُ : هو الشهيد ، و منه قوله تعالى : { وَأَنزَلْنَ إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ (48)} المائدة .

فالله المهيمن : أي الشاهد على خلقه ، بما يكون منهم ، من قول وفعل. و إذ لا يغيب عنه : { مِّثْقَالِ ذَرَّةٍ فِي الأَرْضِ وَلاَ فِي السَّمَاء (61) } يونس .

و قيل الْمُهَيْمِنُ : الأمين .

و قيل: الرقيب على الشيء ، الحافظ له .

و قيل : إنه اسم من أسماء الله عز و جل في الكتب .


3=

المُهَيْمِنُ : القائم بتأمين أمور عباده بعلم وقوة وغلبه وعزة لا يمتنع عليه شيء.

الشاهد الذي له قدرة وسلطة وسيطرة على إعطاء وجود الكائنات وهداها وتدبيرها حسب ما يتطلبه التكوين وأحوالها .

الحافظ الذي لا يُضيع من طلب الأمن والصلاح منه.

الغالب على شئون خلقه بلطف ورحمة وللعاصي عذاب ونقمة .




(39) الْعَزِيزُ

1=

العزيز : معناه ، أنه لا يعجزه شيء ، و لا يمتنع عليه شيء أراده .

فهو : قاهر للأشياء ، غالب غير مغلوب . و قد يقال : في المثل ، من عز بز ، أي من غلب سلب .

وقوله عز و جل : حكاية عن الخصمين : { وَعَزَّنِي فِي الْخِطابِ (23)}ص، أي غلبني ، في مجاوبة الكلام‏ .

و معنى ثان : أنه الملك ، و يقال للملك : عزيز .

كما قال إخوة يوسف ليوسف عليه السلام : { يا أَيُّهَا الْعَزِيزُ (88) } يوسف ، و المراد به يا أيها الملك .


2=

الْعَزِيزُ : هو المنيع ، الذي لا يغلب .

و هو أيضا : الذي لا يعادله شيء ، و أنه لا مثال له و لا نظير له .

و يقال : من عزيز ، أي من غلب سلب .

و قوله تعالى : حكاية عن الخصم { وَ عَزَّنِي فِي الْخِطابِ (23)}ص، أي غلبني .

في‏ مجاوبة الكلام : و قد يقال للملك .

كما قال إخوة يوسف : { يا أَيُّهَا الْعَزِيزُ (88) } يوسف.

أي : يا أيها الملك .


3=

الْعَزِيزُ : هو الغني الكامل والغالب ذو الإرادة النافذة والذي لا يعجزه شيء يريده .

هو ذو المنعة التامة فلا يُؤخذ منه شيء إلا بأذنه .

لا يفوته شيء يريده ولا يحمل عليه شيء يكرهه .

المهيمن القاهر الذي يعز من يشاء برحمته ، ويذل من يشاء بنقمته من غير ظلم ، فلا يعز من عداه ، ولا يذل من والاه تبارك وتعالى .




(40) الْجَبَّارُ

1=

الجبار : معناه ، القاهر الذي لا يُنال و له التجبر و الجبروت ، أي التعظم و العظمة ، و يقال للنخلة التي لا تنال جبارة .

و الجبر : أن تجبر إنسانا على ما يكرهه قهرا، تقول : جبرته على أمر كذا وكذا .

وقَالَ الصَّادِقُ عليه السلام : لَا جَبْرَ وَ لَا تَفْوِيضَ ، بَلْ أَمْرٌ بَيْنَ أَمْرَيْنِ .

عيون ‏أخبار الرضا عليه السلام ج1ص124ب11ح17.

عنى بذلك : أن الله تبارك و تعالى لم يجبر عباده على المعاصي ، و لم يفوض إليهم أمر الدين ، حتى يقولوا فيه بآرائهم و مقاييسهم‏ .

فإنه عز و جل : قد حد و وظف ، و شرع و فرض، و سن و أكمل لهم الدين ، فلا تفويض مع التحديد و التوظيف ، و الشرع و الفرض ، والسنة و إكمال الدين.


2=

الْجَبَّارُ : هو الذي جبر مفاقر الخلق و كسرهم، و كفاهم أسباب المعاش والرزق .

و قيل الْجَبَّارُ : العالي فوق خلقه ، و القامع لكل جبار .

و قيل القاهر : الذي لا ينال ، يقال : للنخلة التي لا تنال ، جبارة .

و الجبر : أن تجبر إنسانا على ما تلزمه ، قهرا على أمر من الأمور .

وَ قَالَ الصَّادِقُ عليه السلام : لَا جَبْرَ وَ لَا تَفْوِيضَ ، وَ لَكِنْ أَمْرٌ بَيْنَ أَمْرَيْنِ‏ .

الكافي ج1ص160ح13 .

عنى بذلك : أن الله لم يجبر عباده على المعاصي ، و لم يفوض إليهم أمر الدين ، حتى يقولوا : فيه ، بآرائهم و مقاييسهم .

فالله عز و جل : قد حد و وصف وشرع و فرض و سن و أكمل لهم الدين ، فلا تفويض مع التحديد والتوصيف .


3=

الْجَبَّارُ : المظهر لعزته بنفوذ أمره .

الجابر لضيم المؤمن وهضمه لطفا حتما ، والكاسر لعدوه بعدله قهرا .

ناصر المظلوم فعلا وآخذ له حقه ولو يوم القيامة بعدا ، ومعذب الظالم لتجبره وتكبره عدلا .

لم يجبر العباد على عمل فيبطل معنى الثواب والعقاب ، ولم يفوض لهم بما يخرجهم عن قدرته ، بل بفضله ومدده استطاعوا وعلمواواختاروا وعملو ، ويجزي المطيع بفضله لأنه بنعمه عمل ، ويعاقب العاصي بعدله لاختياره الباطل والزلل عما يصلح استعداده لنيل المكرمات .




(41) الْمُتَكَبِّرُ

1=

المتكبر : مأخوذ من الكبرياء ، و هو اسم للتكبر و التعظم .


2=

الْمُتَكَبِّرُ : هو المتعالي عن صفات الخلق .

ويقال : المتكبر على عتاة خلقه ، إذ نازعوه العظمة.

و هو : مأخوذ من الكبرياء ، و هي اسم للتكبر و التعظم .


3=

الْمُتَكَبِّرُ : لعلوه وغناه بذاته نال كبريائه العظيم بالحق .

لكماله لا قيمة لشيء عنده ولقدرته لا يؤثر عليه أحد ، فهو المتكبر بذاته ، والكبرياء ردائه لعلوه عن الحاجة أبدا واحتياج الكل إليه .

الغني بنفسه وعن خلقه والحميد المتفضل المحتاج إليه كل شيء فعبده بوجوده وحاله أو مع مقاله حبا لجمال كبرياءه فينال بقاءه وكماله منه وحده لا شريك له ، ولا يبالي بمن عصاه وهو يتمتع بنعمه فيمهله ولا يهمله فإن رجع إليه بالتوبة وإلا يأخذه بالعذاب أخذ عزيز مقتدر وجبار منتصر.




(42) السَّيِّدُ

1= السيد : معناه الملك ، و يقال : لملك القوم و عظيمهم ، سيدهم ، و قد سادهم يسودهم ، و قيل لقيس بن عاصم : بم سدت قومك ؟ قال : ببذل الندى ، وكف الأذى ، و نصر المولى .

و قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وآله وسلم : عَلِيٌّ سَيِّدُ الْعَرَبِ .

فَقَالَتْ عَائِشَةُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، أَ لَسْتَ سَيِّدَ الْعَرَبِ . فَقَالَ : أَنَا سَيِّدُ وُلْدِ آدَمَ ، وَ عَلِيٌّ سَيِّدُ الْعَرَبِ .

فَقَالَتْ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، وَ مَا السَّيِّدُ .

قَالَ : مَنِ افْتُرِضَتْ طَاعَتُهُ ، كَمَا افْتُرِضَتْ طَاعَتِي .

و قد أخرجت : هذا الحديث مسندا في كتاب معاني الأخبار . فعلى : معنى هذا الحديث .

السيد : هو الملك الواجب الطاعة .

معاني ‏الأخبار ص103ح1 .


2= السَّيِّدُ : معناه الملك . و يقال : لملك القوم و عظيمهم ، سيد ، و قد سادهم . و قيل : للقيس بن عاصم ، بم سدت قومك ؟

قال : ببذل الندى ، و كف الأذى ، و نصر المولى‏ .

وَ قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وآله وسلم :

عَلِيٌّ : سَيِّدُ الْعَرَبِ .

فَقَالَتْ عَائِشَةُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، أَ لَسْتَ سَيِّدَ الْعَرَبِ ؟

فَقَالَ : أَنَا سَيِّدُ وُلْدِ آدَمَ ، وَ عَلِيٌّ سَيِّدُ الْعَرَبِ . فَقَالَتْ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، وَ مَا السَّيِّدُ ؟ فَقَالَ : هُوَ مَنِ افْتُرِضَتْ طَاعَتُهُ ، كَمَا افْتُرِضَتْ طَاعَتِي‏ .

تفسير فرات الكوفي ص164ح205 . أخرج الحاكم النيسابوري في المستدرك ج 3ص133ح 4625. فعلى : هذا الحديث .

السَّيِّدُ : هو الملك الواجب الطاعة .


3= السَّيِّدُ : هو الشريف في نفسه وبما يظهر من خصاله فأوجب التوجه له وطلب ما عنده .

المالك الغني المتفضل الذي يفوق ببره وخيره دائما فأوجب شكره .

المالك الحق الذي قرر كل شيء عبدا مقرا له بوجوده وحاله ومقاله .

المتجلي بالسؤدد والكرم : حسب شأن عباده ، فجعل لكل شيء من خلقه سيد ، كما جعل السيادة لسادة التكوين سيد المرسلين وسيد الوصيين وسيدة النساء وسيدا شباب أهل الجنة والأئمة سادة المتقين .....

وقد كتبنا صحيفة في معنى السيادة في 500 صفحة فتدبرها تعرف حقائقه وملاكها وتأريخها ونصوصها.




(43) السُّبُّوحُ

1= السبوح : هو اسم مبني على فعول ، وليس في كلام العرب فعول إلا سبوح و قدوس ، ومعناهما واحد .

و سبحان الله : تنزيها له عن كل ما لا ينبغي أن يوصف به ، و نصبه لأنه في موضع فعل على معنى تسبيحا لله ، يريد سبحت تسبيحا لله ، و يجوز أن يكون نصبا على الظرف ومعناه نسبح لله و سبحوا لله‏ .


2= السُّبُّوحُ: هو المنزه عن كل ما لا ينبغي أن يوصف به. و هو حرف : مبني على فعول ، و ليس في كلام العرب فعول بضم الفاء .

إلا سبوح‏ : و قدوس ، و معناهما واحد .


3= السُّبُّوحُ : لكماله التام الكامل تعالى عن الحد والعد والأمد فلا شريك له ولا يحاط به علما وليس كمثله شيء .

هو المنزه والمطهر والبعيد والبريء عن النقص والحاجة .

صفة تقديس وتنزيه تسلب كل نقص وحاجه وتبين تعاليه عن خلقه وصفاتهم ووصفهم وعن حد تصوراتهم وأفكارهم .

سبحان الله : أي تنزيه لله عما لا يليق به ، مع الاعتراف بكماله التام ، فأحمده بقول سبحان الله وبحمده ، أي انزه مقر بكماله التام الظاهر بكل جلال وجمال فأحمده ، اسبحه حامدا له في حين يقيني بعلوه وعظمته، إقرار بالجلال والجمال .




(44) الشَّهِيدُ

1=

الشهيد : معناه ، الشاهد بكل مكان صانعا و مدبرا ، على أن المكان مكان لصنعه و تدبيره ، لا على أن المكان مكان له ، لأنه عز و جل كان و ل مكان .


2=

الشَّهِيدُ : هو الذي لا يغيب عنه شيء.

يقال : شاهد و شهيد ، وعالم و عليم .

أي كأنه : الحاضر الشاهد، الذي لا يعزب عنه شيء.

و يكون الشهيد : بمعنى العليم ، لقوله تعالى : { شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ وَ الْمَلائِكَةُ (18) } آل عمران ، قيل : معناه ، أي علم .


3=

الشَّهِيدُ : هو الشاهد والحاضر الذي لا يغيب عنه شيء .

والعليم الظاهر بعلمه بكل مكنونات خلقه. يشهد كل شيء بحق بواقعه وهو ظاهر به .

من أبنية المبالغة فعيل شَهَدَ .

وقد ظهر الشهيد : في شهداء العلم والعمل الأنبياء والأوصياء بتأييدهم لمن صدقهم وأتبعهم وأطاعهم فيشهدوا له يوم القيامة ويشفعوا له ، وأيض سميت الروايات المقتول في سبيل الله واقعا شهيدا ، لتضحيته في سبيل الله و لإقرار العدل وإقامة دين الله الحق ، فله حق الشفاعة والشهادة للمؤمنين.




(45) الصَّادِقُ

1=

الصادق : معناه أنه صادق في وعده ، و لا يبخس ثواب من يفي بعهده.


2=

الصَّادِقُ : معناه الذي يصدق في وعده ، و لا يبخس ثواب من يفي بعهده .


3=

الصَّادِقُ : المنبئ عن نفسه وشؤونه وهداه وثوابه وعقابه وغيره بالحق .

الشاهد لواقع الأمر والمخبر عنه بحق يقينا واقعا لا يحيد عنه .

الموفي بوعده والمنفذ لعهده .

سبحانه بنص كتابة وكلامه الصادق : { وَكُونُواْ مَعَ الصَّادِقِينَ (119) } التوبة ، فهو محب لمن يكون مع الصادقين الذين طهرهم بآية التطهير ، وأمر بودهم في آية المودة ، وصدقهم في آية المباهلة ولعن من كذبهم ، وهذا أكرم ظهور وتجلي لاسم الله الحسن الصادق عز وجل وتعريفه للصادقين صلى الله عليهم وسلم ، ومن خالفهم وتبع غيرهم فهو كذب الله تعالى وحكمة في اختيار الصادقين أئمة لهداه وأولياء لدينه .




(46) الصَّانِعُ

1=

الصانع : معناه ، أنه صانع كل مصنوع ، أي خالق كل مخلوق ، و مبدع جميع البدائع ، و كل ذلك دال على أنه لا يشبهه شيء من خلقه ، لأنا لم نجد فيما شاهدنا فعلا يشبه فاعله ، لأنهم أجسام .

و أفعالهم : غير أجسام ، و الله تعالى عن أن يشبه أفعاله .

و أفعالهم : بلحم و عظم ، و شعر و دم ، و عصب و عروق ، و أعضاء و جوارح و أجزاء ، و نور و ظلمة ، و أرض و سماء ، و حجر و شجر ، و غير ذلك من صنوف الخلق .

و كل ذلك : فعله و صنعه عز و جل ، و جميع ذلك دليل على وحدانيته ، شاهد على انفراده ، و على أنه بخلاف خلقه ، و أنه لا شريك له .

و قال بعض الحكماء : في هذا المعنى ، و هو يصف النرجس :

عيـون في جفون في فنون‏

بدت فأجاد صنعتها المليك‏

بأبصار التغنج طامحات‏

كأن حداقها ذهب سبيك‏

على غصن الزمرد مخبرات‏

بأن الله ليس له شريك‏


2=

الصَّانِعُ : الصانع المطلق ، هو الصانع لكل مصنوع .

أي خالق : لكل مخلوق ، و مبدع جميع البدائع .

و في هذا : دلالة على أنه ، لا يشبهه شيء .

لأنا : لم نجد فيما شاهدنا فعلا ، يشبه فاعلا ، البتة .

و كل موجود : سواه ، فهو فعله و صنعته .

و جميع ذلك : دليل على وحدانيته ، شاهد على انفراده ، وعلى أنه بخلاف خلقه ، وأنه لا شريك له .

وقال بعض الحكماء .... فذكرا ما ذكره الصدوق آنفا .


3=

الصَّانِعُ : المتجلي نوره في خلقه لغاية حسنة بما يوافق علمه .

مظهر الأشياء بيد قدرته بصورة متقنة توافق غرضه .

المكون للأشياء بما يصلحها بأحسن صنع متقن وأجمل صورة ومادة تُكون ذاتياتها وصفاتها وتمكنها من أفعالها مع ملائمة لظروف زمانها ومكانها وحسب شأنها وتفضل عليها بهداه التكويني والتشريعي .




(47) الطَّاهِرُ

1=

الطاهر : معناه ، أنه متنزه : عن الأشباه ، و الأنداد و الأضداد ، و الأمثال و الحدود ، و الزوال و الانتقال .

و معاني الخلق : من الطول و العرض ، و الأقطار و الثقل ، و الخفة و الرقة ، و الغلظة ، و الدخول و الخروج ، و الملازقة و المباينة ، و الرائحة و الطعم ، و اللون و المجسة ، و الخشونة و اللين ، و الحرارة و البرودة ، و الحركة و السكون ، و الاجتماع والافتراق ، والتمكن في مكان دون مكان .

لأن جميع ذلك : محدث ، مخلوق ، و عاجز ضعيف من جميع الجهات .

دليل على : محدث أحدثه ، و صانع صنعه ، قادر قوي ، طاهر : من معانيها ، لا يشبه شيئا منها .

لأنها : دلت من جميع جهاتها على صانع صنعها و محدث أحدثه ، و أوجبت على جميع ما غاب عنها ، من أشباهها و أمثالها ، أن يكون دالة على صانع صنعها ، تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا .


2=

الطَّاهِرُ : معناه المتنزه عن الأشباه و الأنداد ، و الأمثال و الأضداد ، و الصاحبة و الأولاد ، و الحدوث و الزوال ، و السكون و الانتقال ، و الطول و العرض ، و الدقة و الغلظة ، و الحرارة و البرودة .

و بالجملة : هو طاهر عن معاني المخلوقات ، متعال عن صفات الممكنات ، مقدس عن نعوت المحدثات .

فتعالى : و تكرم ، و تقدس ، و تعظم ، أن يحيط به علم ، أو يتخيله وهم.


3=

الطَّاهِرُ : الكامل التام في حُسن وجوده حتى لا يتصور فيه ما يشينه من دنس الحدود والابعاض الموجبة للنقص والحاجة .

لا ينال ساحة قدسه ما يعيبه بالشك والشبهة في أمر يخالف العظمة والجلال .

أعلى مما يتصور به خلاف التنزيه والطهر ، فلا عيب ونقص وحاجة ولا نجس وشين وسوء يرمق علو قدسه .

وأعلى تجلي وظهور للطاهر سبحانه : هو في من طهرهم تطهيرا من كل شين وشك وشبه وشرك في إيمانهم عبوديتهم وهداهم وعلمهم وتعلميهم ، فأوجب طاعتهم بالحق وهم نبينا وآله صلى الله عليهم وسلم { إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا (33) } الأحزاب .




(48) الْعَـدْلُ

1=

العدل : معناه الحكم بالعدل و الحق ، و سمي به توسع ، لأنه مصدر .

المراد به : العادل ، و العدل من الناس المرضي قوله و فعله وحكمه .


2=

الْعَدْلُ: هو الذي لا يميل به الهوى، فيجور في الحكم .

والعدل : من الناس المرضي قوله وفعله وحكمه.


3=

الْعَـدْلُ : هو الوجود المتكامل المستقيم في ذاته وصفاته وأفعاله .

هو الظاهر والباطن بالعدل وجودا وصفاتا وعملا وهدى وثواب وجزاء ، فحب العدل وأفتخر به وحببه لعباده .

العادل في كل أموره بلا إفراط ولا تفريط ، وأعطى كل شيء م يستحقه حسب شأنه في التكوين .

لا يتصور فيما ينسب له جورا وظلما ، ولا يعتدي على خلقه بأي نحو كان حتما .

ولا جبر ولا تفويض : وإنما نقدر ونعلم ونعمل بما منحنا من الاستطاعة والاختيار ، فإن جازى المحسن فبفضله ، وإن عاقب المسيء فبعدله .




(49) الْعَفُوُّ

1=

العفو : اسم مشتق من العفو، على وزن فعول .

و العفو : المحو ، يقال عفا الشيء ؛ إذا امتحى و ذهب و درس .

و عفوته أنا : إذا محوته ، و منه قوله عز و جل : { عَفَا اللَّهُ عَنْكَ لِمَ أَذِنْتَ لَهُمْ‏ (43) } التوبة ، أي محا الله عنك إذنك لهم .


2=

الْعَفُوُّ : هو المحاء للذنوب الموبقات ، و مبدلها بأضعافه من الحسنات .

والعفو: فعول من العفو، وهو الصفح عن الذنب، وترك مجازاة المسيء.

و قيل : هو مأخوذ ، من عفت الريح الأثر ، إذا درسته و محته .


3=

الْعَفُوُّ : يمسح ذنوب التائب وآثارها كأنه لا ذنب له ول أثر سيء ترتب عليها .

لمن يرجع له بعد المعصية حقا يمحو وجود أثرها السيئ كأنه لم يكن واقعا.

لمن أناب له نادما يزيل أثر مخالفته المخزي المذل من حقيقته وصفاته وقد يبدله كمال أولي وحسنات كريمة.

الماسح والماحي والطامس والمزيل للأثر السيئ وشره عمن عفى عنه .




(50) الْغَفُورُ

1=

الغفور : اسم مشتق من المغفرة ، و هو : الغافر الغفار .

و أصله في اللغة : التغطية و الستر .

تقول: غفرت الشيء إذا غطيته ، ويقال: هذا أغفر من هذ ، أي أستر .

و غفر : الصوف و الخز ، ما علا فوق الثوب منهما ، كالزئبر ، سمي غفرا لأنه ستر الثوب ، و يقال : لجُنة الرأس ، مغفر ، لأنها تستر الرأس .

و الغفور : الساتر لعبده برحمته .


2=

الْغَفُورُ : هو الذي يكثر المغفرة ، و يكون معناه منصرفا إلى مغفرة الذنوب في الآخرة ، و التجاوز عن العقوبة . و اشتقاقه : من الغفر ، و هو الستر و التغطية ، و منه سمي المغفر لستره الرأس.

و المبالغة : في العفو ، أعظم من المبالغة في الغفور .

لأن ستر الشيء : قد يحصل مع بقاء أصله .

بخلاف المحو : فإنه إزالة له رأسا ، و قلع لأثره جملة .


3=

الْغَفُورُ : ساتر الذنب للمذنب التائب وعدم إظهار آثاره وإن بقيت .

تغطية أثر المعاصي للعباد الراجعون للطاعات .

من ندم على معصيته جعل آثرها السيئ وإن بقي لم يمحى ، لكنه لا يُرى ومكتوم لا يعلم به أحد .

العفو : مسح الآثار وإزالتها حتى كأن لم تكن ، والغفر : تغطية وستر للأثار دون زوالها . والغفور : مبالغة من الغفران ، وشدة الستر وعدم ظهور أثره حتما .




(51) الْغَنِيُّ

1=

الغني : معناه ، أنه الغني بنفسه عن غيره ، و عن الاستعانة بالآلات‏ و الأدوات و غيرها ، والأشياء كلها .

سوى الله عز و جل : متشابهة في الضعف و الحاجة ، لا يقوم بعضه إلا ببعض ، و لا يستغني بعضها عن بعض .


2=

الْغَنِيُّ : هو المستغني عن الخلق بذاته ، فلا تعرض له الحاجات ، وبكماله وقدرته عن الآلات و الأدوات .

و كل ما سواه : محتاج ، و لو في وجوده ، فهو الغني المطلق .


3=

الْغَنِيُّ : الكامل في ذاته وصفاته وفعله . فهو الغني الحميد .

الذي له جمال وجلال وبهاء وسناء تام لا يحد ولا يتناهى ولا يعد .

نور الوجود الحق : والظاهر في كل شيء ، حتى صار كل شيء فقير لمدده في كل آن ، وسواء في وجوده وصفاته وكماله أو في أفعاله وفي بقائه وفي آثاره . { يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنتُمُ الْفُقَرَاء إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ (15) } فاطر.




(52) الْغِيَاثُ

1=

الغياث : معناه ، المغيث ، سمي به توسعا لأنه مصدر.


2=

الْغِيَاثُ : معناه المغيث ، سمي بالمصدر توسعا لكثرة إغاثته الملهوفين ، و إجابته دعاء المضطرين .


3=

الْغِيَاثُ : كافي المستغيثين به ببركات تجلي مدد نوره ورحمته ونصره وتأييده .

المنهمر خيره على الطالبين منه الغوث والنصر والمعونة فيرفع حاجتهم .

ملبي ومجيب دعوة المضطرين .

رافع حاجات المستنصرين به حتى يغنيهم ويكفيهم ما أهمهم بفضله .

اسم مبالغة لكثرة الغوث والنصر ، وهو غوث وغياث المستغيثين .




(53) الْفَاطِرُ

1=

الفاطر : معناه ، الخالق .

فطر الخلق : أي خلقهم ، و ابتدأ صنعة الأشياء و ابتدعها .

فهو : فاطرها ، أي خالقها ومبدعها .


2=

الْفَاطِرُ : الذي فطر الخلق ، أي خلقهم ، وابتدأ صنعة الأشياء وابتدعها .

فهو فاطرها : أي خالقها و مبدعها .


3=

الْفَاطِرُ : فطر الخلائق بقدرته فشق التكوين وحصل وجوده .

أوجد كل موجود بطبيعته وسجيته وما له من الخصائص .

فطر العباد بذواتهم على معرفته و حب طلب الكمال منه بإقامة عبوديته .

اسم صفة ومبالغة من فطر أي شق وابتدأ طبيعة الشيء فأظهره وأبانه .

فطر كل شيء : وأوجده بطبيعته وسجيته وصبغته طالبا لكماله متوجه للمزيد منه بعبوديته مسبحا له بتكوينه مظهرا لقدرته وحسن تكوينه له بوجوده وخصاله وفعاله ، وقد يطغى بعض العباد باختياره فيحرم مدده وخيره بظلمه لنفسه لضعف استعداده .




(54) الْفَرْدُ

1=

الفرد : معناه، أنه المتفرد بالربوبية والأمر دون خلقه.

و معنى ثان : أنه موجود وحده ، لا موجود معه .


2=

الْفَرْدُ : معناه المتفرد بربوبيته و بالأمر ، دون خلقه .

وأيضا : فإنه موجود وحده ، ولا شريك موجود معه .


3=

الْفَرْدُ: المتفرد بوجوده وصفاته وفعاله حتى كان ل يشبهه شيء .

الواحد الذي لا شريك له ولا مثيل ولا ند ولا مكاثر ، فتفرد بالذات والصفات والفعل ، مستقل بالوجود والإيجاد .

لا يوجد شيء مثله فلم يشاركه أحدا بفعله.




(55) الْفَتَّاحُ

1= الفتاح : معناه ، أنه الحاكم .

و منه قوله عز و جل‏ : { وَ أَنْتَ خَيْرُ الْفاتِحِينَ‏ (89) } الأعراف . و قوله عز و جل‏ : { وَ هُوَ الْفَتَّاحُ الْعَلِيمُ‏ (26)} سبأ .


2=

الْفَتَّاحُ : الحاكم بين عباده .

يقال : فتح الحاكم بين الخصمين ، إذا قضى بينهم ، و منه قوله تعالى : { رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنا وَ بَيْنَ قَوْمِنا بِالْحَقِّ وَ أَنْتَ خَيْرُ الْفاتِحِينَ (89)} الأعراف، أي احكم بيننا .

و معنى الفتاح أيضا : الذي يفتح الرزق و الرحمة ، لعباده .


3=

الْفَتَّاحُ :هو الفتاح ذو القوة المتين ، فتح تكوين الكون بنور رحمته وقدرته بعد أن كان مغلقا على عظمته .

فاتح الوجود برحمته وأحل فيه نعمه وهداه ولا مغلق يمنع من نفوذ إرادته سبحانه .

مبالغة في الفتح وهو الكشف والبيان بعناية للمغلق عليه وإظهاره .

فتح لعباده : أبواب الرحمة والبركة والخيرات لمن دعاه وعبده بهداه الحق ، فينزل عليهم بإحسانه كمالهم التام ، وكل ما يحتاجوه .




(56) الْفَالِقُ

1=

الفالق : اسم مشتق من الفلق ، و معناه في أصل اللغة الشق .

يقال : سمعت هذا من فلق فيه ، و فلقت الفستقة فانفلقت .

و خلق الله تبارك و تعالى : كل شيء ، فانفلق عن جميع ما خلق .

فلق الأرحام : فانفلقت عن الحيوان ، و فلق الحب و النوى فانفلق عن النبات ، و فلق الأرض فانفلقت عن كل ما أخرج منها ، و هو كقوله عز و جل : { وَ الْأَرْضِ ذاتِ الصَّدْعِ‏ (12) } الطارق ، صدعها فانصدعت .

و فلق الظلام : فانفلق عن الإصباح ، وفلق السماء فانفلقت عن القطر .

و فلق البحر لموسى عليه السلام : {‏ فَانْفَلَقَ فَكانَ كُلُّ فِرْقٍ‏ منه‏ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ‏ (63) } الشعراء .


2=

الْفَالِقُ : الذي فلق الأرحام ، فانشقت عن الحيوان .

و فلق : الحب‏ و النوى ، فانفلقت عن النبات ، و فلق الأرض فانفلقت عن كل ما يخرج منها ، و هو كقوله تعالى: { وَ الْأَرْضِ ذاتِ الصَّدْعِ (12) } الطارق.

و فلق الظلام : عن الصباح و السماء ، عن القطر .

و فلق البحر لموسى : { فَانْفَلَقَ فَكانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ (63) } الشعراء .


3=

الْفَالِقُ : مظهر الكائنات متدرجة بالكمال حتى غاياتها .

معطي الكائنات وجودها وما تحتاجه من نعمه حسب استعدادها .

جاعل ظهور الأشياء بنموها حسب أحوالها .

الفلق : هو الفتح بالشق والإظهار بالتدريج كالفجر.

وكان الفاطر: بالنظر لإظهار الشيء بطبيعته لا بالنظر لتدرجه .

والفتاح :الإظهار للكائن مع العناية والرعاية .




(57) الْقَدِيمُ

1= القديم : معناه أنه المتقدم للأشياء كلها.

و كل متقدم : لشيء ، يسمى قديما إذا بولغ في الوصف .

و لكنه سبحانه : قديم لنفسه بلا أول و لا نهاية .

و سائر الأشياء : لها أول و نهاية ، و لم يكن لها هذا الاسم في بدئها، فهي قديمة من وجه ، ومحدثة من وجه .

و قد قيل إن القديم ، معناه : أنه الموجود لم يزل . و إذا قيل : لغيره عز و جل أنه قديم ، كان على المجاز ، لأن غيره محدث ليس بقديم .


2= الْقَدِيمُ : هو المتقدم للأشياء بكل تقدم .

و ليس : لوجوده أول ، و لا يسبقه عدم .


3= الْقَدِيمُ :الذي ليس لوجوده أول وابتداء من الأزل .

ليس له حد من جهة الابتداء كما ليس له انتهاء سبحانه .

هو الذي كان ولا من كان ولا مكان وخلق الكون والمكان والزمان ، وهو على ما كان لم يتطرق له الحدثان ولا تغير عما كان سبحانه وتعالى .




(58) الْمَلِكُ

1=

الملك : هو مالك الملك ، قد ملك كل شيء .

و الملكوت : ملك الله عز وجل، زيدت فيه التاء كما زيدت في رهبوت ورحموت .

تقول العرب : رهبوت خير من رحموت، أي لأن ترهب خير من أن ترحم.


2=

الْمَلِكُ : التام الملك ، الجامع لأصناف المملوكات . و الملكوت : ذكر ما سبق .


3=

الْمَلِكُ : هو المالك القائم على تكوين وهدى ملكه وبما يمده من نوره يوجده ويجعله يتصرف ويفعل ويبقى .

أحاط بكل شيئا علما وقدره مع نفوذ أمره كيف يشاء في خلقه .

مالك الملك يؤتي من يشاء وينزعه عمن يشاء وهو على كل شيء قدير ولا منازع له ولا نظير ولا شريك ولا وزير ولا يستشير.

ملك محيط بما ملك خالق له ولما ملكه ، وملكه له أشد من ملك الشيء لنفسه ، فملكه لوجودنا وعلمنا وبصرنا أقوى من ملكنا لها ، فهو ملك ومملك في ملكه لم يخرج عنه .

وملكوت : الشيء باطنه وحقيقته وأصله.




(59) الْقُدُّوسُ

1=

القدوس : معناه الطاهر ، والتقديس التطهير والتنزيه.

و قوله عز و جل حكاية عن الملائكة : { وَ نَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَ نُقَدِّسُ لَكَ‏ (30) } البقرة ، أي ننسبك إلى الطهارة ، و نسبحك و نقدس لك بمعنى واحد .

و حظيرة القدس : موضع الطهارة من الأدناس ، التي تكون في الدني ، والأوصاب و الأوجاع ، وأشباه ذلك .

و قد قيل : إن القدوس : من أسماء الله عز و جل في الكتب .


2=

الْقُدُّوسُ : فعول من القدس ، و هو الطهارة .

و الْقُدُّوسُ : الطاهر من العيوب ، المنزه عن الأنداد و الأولاد .

و التقديس : التطهير و التنزيه .

و قوله تعالى حكاية عن الملائكة : { وَ نَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَ نُقَدِّسُ لَكَ (30) } البقرة ، أي ننسبك إلى الطهارة ، و نسبحك ، و نسبح لك ، بمعنى واحد .

و حظيرة القدس : موضع الطهارة من الأدناس ، التي تكون في الدني ، و الأوصاب و الأوجاع، وقد قيل: إن القدوس : اسم من أسماء الله عز وجل في الكتب.


3=

الْقُدُّوسُ : الكامل المبارك والمطهر عن إي نقص وحاجة ، ول يصح نسبة أمرا له ينافي العظمة والجلال ، وهو في عين سلب النقص والحاجة مدح وتبجيل له بالكمال والفضائل التامة المطلقة .

المنزه عن النقص ولا يدرك بحس وتصور الخيال وفكر ، وبعيد عن الحد والعد والمدة لكماله التام ، وهو الفعال الدائم الفياض بنور الوجود والخيرات أبدا.

الكامل الحق بعلو مجده وبصفاته وأفعاله متجليا ظاهرا و باطن .

تقدس متعاليا وتنزه مطهرا فحمد مجده تسبيحا وفخرا مقدسا. سبوح قدوس أعبدك لجمالك وجلالك المطهر المبارك .

سبوح قدوس : أسمان من الأسماء الحسنى ، ناظره إلى التنزيه لما له من الكمال المطلق ، والإقرار بعدم الإحاطة بعلو مجده وكبريائه ، وهما بمعنى واحد إن افترقا ، وإن اجتمعا فالتسبيح : ناظر للتنزيه ، والتقديس : ناظر للكمال المطلق الذي لا يحد ولا يعرف بتمامه وكماله. السبوح : منزه له كامل ، وقدوس : كمال منزه . وهما تطهير للكمال المطلق .




(60) الْقَوِيُّ

1=

القوي : معناه ، معروف ، و هو القوي بلا معاناة و لا استعانة


2=

الْقَوِيُّ : قد يكون بمعنى القادر .

و من قوي : على الشيء ، فقد قدر عليه ، و يكون معناه التام للقوى ، الذي لا يستولي عليه العجز ، و هي القوي بلا معاناة و لا استعانة .


3=

الْقَوِيُّ : القادر على ما يشاء كيف يشاء ومتى شاء وأنى يشاء .

القادر بنفسه على الفعل العظيم الشأن والكبير القدر .

لا يعجز عن فعل يريده ولا يضعف عن عمل يحب أن ينجزه مهما كان وأبدا ، ولا يؤده ولا يرهقه بل هو عليه هين ، إذ يقول له كن فيكون هو وصفاته وأفعاله ملائما لظروفه وأحواله .




(61) الْقَرِيبُ

1= القريب : معناه ، المجيب ، و يؤيد ذلك قوله عز و جل : { فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذا دَعانِ‏ (186)} البقرة .

و معنى ثان : أنه عالم بوساوس القلوب ، لا حجاب بينه و بينه و لا مسافة ، و يؤيد هذا المعنى قوله عز و جل : { وَ لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ وَ نَعْلَمُ ما تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَ نَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ (16)} ق

فهو قريب : بغير مماسة ، بائن من خلقه بغير طريق و لا مسافة . بل هو : على المفارقة لهم في المخالطة ، و المخالفة لهم في المشابهة .

و كذلك : التقرب إليه ، ليس من جهة الطرق و المسافات ، إنما هو من جهة الطاعة و حسن العبادة .

فالله تبارك و تعالى : قريب دان ، دنوه من غير سفل ، لأنه ليس باقتطاع المسافات يدنو ، و لا باجتياز الهواء يعلو ، كيف و قد كان قبل السفل و العلو ، و قبل أن يوصف بالعلو و الدنو .


2=

الْقَرِيبُ : المجيب ، كقوله تعالى : { أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ (186)} البقرة .

وقد يكون : بمعنى العالم بوساوس القلوب، لا حجاب بينه وبينها ، ول مسافة

كقوله تعالى : { وَ نَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ (16)} ق.

فهو قريب : بغير مماسة ، بائن من‏ خلقه بغير طريق و لا مسافة . بل هو : على المفارقة في المخالطة ، و المخالفة لهم في المشابهة .

و كذلك التقرب إليه : ليس من جهة الطريق و المسافة ، بل إنم هو من جهة الطاعة و حسن الاعتقاد .

فالله تبارك و تعالى : قريب دان ، دنوه من غير تنقل ، لأنه ليس باقتطاع المسافة يدنو ، و لا باجتياز الهواء يعلو ، كيف و قد كان قبل السفل و العلو ، و قبل أن يوصف بالعلو و الدنو .


3=

الْقَرِيبُ : قرب بإحاطة نوره النافذ مدده لكل كائن ليبقى فلا يستغني عنه شيء مع أنه ليس كمثله شيء.

قريب لا بالتصاق بعيد لا بافتراق .

سَبَقَ فِي الْعُلُوِّ فَلاَ شَيءَ أَعْلَى مِنْهُ ، وَقَرُبَ فِي الدُّنُوِّ فَلاَ شَيْءَأَقْرَبُ مِنْهُ.

فَلاَ اسْتِعْلاَؤُهُ بِاعَدَهُ عَنْ شَيْءٍ مِنْ خَلْقِهِ، وَلاَ قُرْبُهُسَاوَاهُمْ في المَكَانِ بِهِ .

قريب يجيب دعوة الداعي إذا دعاه ، لأنه أقرب لنا من حبل الوريد بدون مماسة وممازجة ومداخله ، بل بممد نوره المتجلي في كل شي وجودا وصفاتا وفعل ومحيطا.




(62) الْقَيُّومُ

1=

القيوم : و القيام ، هما فيعول و فيعال ، من قمت بالشيء إذ وليته بنفسك ، و توليت حفظه و إصلاحه و تقديره .

و نظيره : قولهم ، ما فيها من ديور و لا ديار .


2=

الْقَيُّومُ : هو القائم الدائم بلا زوال .

و يقال : هو القيم على كل شيء بالرعاية ، و مثله القيام .

و هما : من فعول و فيعال ، من قمت بالشيء ، إذا توليته بنفسك ، و توليت حفظه و إصلاحه و تدبيره ، و قالوا : ما فيها من ديور و لا ديار .


3=

الْقَيُّومُ : القائم بنفسه بحق وكل شيء قائما به من الخلق .

محيط بنوره ليبقى به كل شيء خلقه ويهتدي لصالح غايته بخير وبركة .

الحي الذي لا تأخذه سنة ولا نومولا يؤده ولا يتعبه إيجاد وحفظ ما خلق ، فلا إهمال لتدبير ملكه من قبل ولا بعد والآن وإلى الأبد .




(63) الْقَابِضُ

1= القابض : اسم مشتق من القبض ، و للقبض معان : منها : الملك ، يقال : فلان في قبضي ، و هذه الضيعة في قبضي .

و منه قوله عز و جل : { وَ الْأَرْضُ‏ جَمِيعاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ (67) } الزمر . و هذا كقول الله عز و جل : { وَ لَهُ الْمُلْكُ يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ (73)}الأنعام . و قوله عز و جل‏ : { وَ الْأَمْرُ يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ‏ (19) } الانفطار . وقوله عز و جل‏ : { مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ‏ (4) } الفاتحة.

و منها : إفناء الشيء ، و من ذلك قولهم للميت قبضه الله إليه .

و منه قوله عز و جل : { ثُمَّ جَعَلْنَا الشَّمْسَ عَلَيْهِ دَلِيلًا. ثُمَّ قَبَضْناهُ إِلَيْنا قَبْضاً يَسِيراً } ، فالشمس لا تقبض بالبراجم ، والله تبارك و تعالى قابضها و مطلقها .

ومن هذا قوله عز و جل: { وَاللّهُ يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ‏ (245)}البقرة ، فهو باسط على عباده فضله ، و قابض ما يشاء من عائدته و أياديه .

و القبض : قبض البراجم أيضا ، و هو عن الله تعالى ذكره منفي ، و لو كان القبض و البسط الذي ذكره الله عز و جل من قبل البراجم ، لما جاز أن يكون في وقت واحد قابضا و باسطا ، لاستحالة ذلك . و الله تعالى ذكره : في كل ساعة يقبض الأنفس و يبسط الرزق، ويفعل ما يريد .

البراجم : هي مفاصل الأصابع .


2=

الْقَابِضُ : معناه الذي يقبض الأرزاق عن الفقراء بحكمته و لطفه، وابتلاهم بالصبر، وذخر لنفيس الأجر.

و قيل القابض : الذي يقبض الأرواح بالموت .

و قيل : اشتقاقه من القبض ، و هو الملك ، كما يقال : فلان في قبض فلان ، أي في ملكه ، و هذا الشيء في قبضي .

و منه قوله تعالى : { وَ الْأَرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ (67) } الزمر . و هذا كقوله تعالى : { وَ لَهُ الْمُلْكُ يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ (73)}الأنعام . { وَ الْأَمْرُ يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ ((19) } الانفطار .


3= الْقَابِضُ : يقبض ما يشاء من التكون وأفعاله وإن لم يكن خارج من ملكه حين بسطه .

يقبض أعمال العباد وأرواحهم وكل شيء لهم، وينقله في مراتب التكوين.

لقدرته النافذة يأخذ ما يشاء ممن يشاء إما بمنع فيضه لعدم الاستعداد لتلقيه أو البقاء فيه أو للجزاء .

كل شيء في قبضة الله تعالى: أي محاط بنوره في وجوده وصفاته وأفعاله و بقائه ، ويفنى أو يعدم أو ينقص وينكمش بمقدار قبضه سبحانه لمددنوره عنه .




(64) الْبَاسِطُ

1=

الباسط : معناه ، المنعم المفضل ، قد بسط على عباده فضله و إحسانه ، و أسبغ عليهم نعمه .


2=

الْبَاسِطُ : هو الذي يبسط الأرزاق .

حتى لا يبقي : فاقة ، برحمته و جوده و كرمه و فضله.


3=

الْبَاسِطُ : الموسع بالمد لخلقه وملكه بتجلي نوره الدائم المبارك بقدرة نافذة.

يبسط نعمه لمن يشاء من عباده فيوسع وجودهم وكمالهم وملكهم.

له مقاليد السموات والأرض يبسط ويمد الرزق لمن يشاء ويقدر إنه بكل شيء عليم .

باسط : موسع التكوين وناشر الكائنات وموسع عليها كمالها كيف يشاء بالعدل والإحسان ، وبالخصوص من توجه له بالعبودية .




(65) قَاضِي الْحَاجَاتِ

1=

القاضي : اسم مشتق من القضاء ، ومعنى القضاء من الله عز وجل . على ثلاثة أوجه :

فوجه منها : هو الحكم و الإلزام ، يقال : قضى القاضي على فلان بكذا ، أي حكم عليه به و ألزمه إياه ، و منه قوله عز و جل‏ : { وَ قَضى‏ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ‏ (23) } الإسراء .

و وجه منها : هو الخبر ، و منه قوله عز و جل : { وَ قَضَيْن إِلى‏ بَنِي إِسْرائِيلَ فِي الْكِتابِ‏ (4) } الإسراء ، أي أخبرناهم بذلك على لسان النبي .

و وجه منها : هو الإتمام ، و منه قوله عز و جل‏ : { فَقَضاهُنَّ سَبْعَ سَماواتٍ فِي يَوْمَيْنِ‏ (12) } فصلت .

و منه‏ قول الناس : قضى فلان حاجتي ، يريد أنه أتم حاجتي على ما سألته .


2=

قَاضِي الْحَاجَاتِ : القاضي هو الحاكم على عباده ، بالانقياد في أوامره و نواهيه ، و زواجره و مراضيه .

و اشتقاقه : من القضاء ، و هو من الله على ثلاثة أوجه :

الأول : الحكم و الإلزام.

كقوله تعالى : { وَ قَضى‏ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّ إِيَّاهُ (23) } الإسراء . و يقال : قضى القاضي عليه بكذا ، أي حكم عليه بكذا ، و ألزمه إياه .

الثاني : الخبر و الإعلام .

كقوله عز و جل : { وَ قَضَيْنا إِلى‏ بَنِي إِسْرائِيلَ فِي الْكِتابِ (4) } الإسراء.

أي أخبرناهم : بذلك ، على لسان نبيهم .

الثالث : الإتمام . كقوله تعالى : { فَقَضاهُنَّ سَبْعَ سَماواتٍ فِي يَوْمَيْنِ (12) } فصلت .

و يقال : قضى فلان حاجته ، يريد أتم حاجته‏ على ما سأله .


3=

قَاضِي الْحَاجَاتِ : معطي كل شيء في الوجود مدده حسب حاجته وشأنه حتى يصل لكماله وبأحسن غايته ابتداء واستمرارا .

الحاكم بتجلي نور فيضه على كل محتاج ليرفع نقصه ويتم كماله .

من طلب منه كمالا بحاله أو مقاله قضى له حاجته وسد نقصه ورفع شدته وغمه وكل ما أهمه ، وأتم كماله الذي أراده بأحسن صورة ممكنة تنفعه وتزيده خيرا وبركة مناسبة لشأنه وحاجاته .




(66) الْمَجِيدُ

1=

المجيد : معناه ، الكريم العزيز ، و منه قوله عز و جل : { بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَجِيدٌ (21) } البروج ، أي كريم عزيز .

والمجد في اللغة : نيل الشرف ، ومجد الرجل و أمجد لغتان ، و أمجده كرم فعاله . و معنى ثان : أنه مجيد ممجد ، مجده خلقه ، أي عظموه .


2=

الْمَجِيدُ : هو الواسع الكريم .

يقال : رجل ماجد ، إذا كان سخيا واسع العطاء .

و قيل معناه : الكريم العزيز .

و منه قوله تعالى : { قُرْآنٌ مَجِيدٌ (21) } البروج ، أي كريم عزيز .

و المجد : في اللغة ، نيل الشرف .

و قد يكون : بمعنى ممجد ، أي مجده خلقه ، و عظموه .


3=

الْمَجِيدُ : الواسع في كماله والذي له الشرف الفاخر في كل شيء ينسب له .

الذي له أعلى الخصال جمالا وكمالا في ذاته المقدسة وصفاته الحسنة وأفعاله المتقنة الكريمة .

الذي له الكمال التام الواسع الذي لا يحاط به علما وله الأسماء الحسنى بأعظم غنى وكبرياء وعُلى حتى فاضت الوجود بكل نعمه وهداه حتى لا يتصور أحسن منه.

فهو العظيم المبجل : والشريف رفعة وعلوا في ذاته وصفاته والكريم الحسن الفعال والكثير الخير والإحسان الجيد الجواد بكل تصرفاته ، فهو المجيد والممجد والماجد والمثنى عليه الممدوح في كل شيء منتسب له أو أنتسب له حقا .




(67) الْمَوْلَى

1=

المولى : معناه ، الناصر ، ينصر المؤمنين و يتولى نصرهم على عدوهم ، و يتولى ثوابهم و كرامتهم ، و ولي الطفل هو الذي يتولى إصلاح شأنه، و{ اللَّهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ‏ (257) } البقرة ، و هو : مولاهم و ناصرهم .

و المولى : في وجه آخر ، هو الأولى .

وَ مِنْهُ قَوْلُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وآله : مَنْ كُنْتُ مَوْلَاهُ فَعَلِيٌّ مَوْلَاهُ.

قرب الإسناد ص57ح186 .

وذلك : على إثر كلام قد تقدمه ، وهو أن‏ قال : أ لست أولى بكم منكم بأنفسكم‏. قالوا : بلى يا رسول الله .

قال : من كنت مولاه ، أي من كنت أولى به منه بنفسه ، فعلي مولاه .

أي أولى به منه بنفسه.


2=

الْمَوْلَى : معناه الناصر للمؤمنين ، ( بإعطائهم ) ثوابهم و بإكرامهم ، قال الله : { اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى النُّورِ (255) } البقرة.

و قد يكون : بمعنى الأولى ، وَ مِنْهُ قَوْلُهُ صلى الله عليه وآله وسلم :

أَ لَسْتُ : أَوْلَى مِنْكُمْ بِأَنْفُسِكُمْ ؟

قَالُوا : بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ .

قَالَ : مَنْ كُنْتُ مَوْلَاهُ ، فَعَلِيٌّ مَوْلَاهُ‏.

قرب الإسناد ص57ح186 .

أي من كنت : أولى منه بنفسه .

فعلي عليه السلام : أولى منه بنفسه .

و قد يكون : بمعنى الولي ، و هو المتولي للأمر ، و القائم به . و ولي الطفل : الذي يتولى إصلاح شأنه ، و يقوم بأمره .

{ وَ اللَّهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ } : لأنه المتولي لإصلاح شئونهم باليقين ، والقائم بمهماتهم في أمور الدنيا و الدين.


3= الْمَوْلَى :لنفوذ نوره في كل شيء وجودا وهدى كان الأقرب في حسن التدبير وإصلاح خلقه بنعمه وهداه .

متولي أمور عباده بما يصلحهم لعلمه بحالهم وقدرة على إنفاذ أمره فيهم .

تولى أمور كل طالب لولايته من عباده بأولياء أختارهم وأوجب طاعتهم لما أنعم عليهم بحسن الخصال وجميل الفعال فأخلصوا له العبودية بالدين دائمين ، فأمر بوجوب توليهم على كل العالمين إلى يوم الدين صلى الله عليهم وسلم أجمعين ، ويوم الغدير لم يبقي عذرا لأحد في بيان ولاية علي بن أبي طالب عليه السلام ، وهو مظهر تجلي ولاية الله ورسوله بأنه أولى بهم وبأنفسهم وهو الأولى حقا بما يصلحهم في كل شؤونهم وبقبوله وليا لهم يتم كمال الدين وتمام النعمة ورضى الرب لهم ، وإل من هجره دخل في ولاية الطاغوت بنص آية الكرسي وما بعدها .




(68) الْمَنَّانُ

1=

المنان : معناه المعطي المنعم ، و منه قوله عز و جل‏ : { فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ بِغَيْرِ حِسابٍ‏ (212)} البقرة . وقوله عز وجل‏ : { وَ لا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ (6) } المدثر .


2=

الْمَنَّانُ: معناه هو المعطي المنعم. ومنه قوله تعالى: { فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ بِغَيْرِ حِسابٍ (212)} البقرة.


3=

الْمَنَّانُ :تجلى بالخلق والهدى تفضلا فكانت له المنة تحقق ، فوجب شكره تعبدا ، والفرح بمننه واقعا وإظهارا فرحا ليس تكبرا .

معطي كل شيء وجوده وما به بقائه وهداه مبتدأ من غير سؤال فكانت له المنّة بمَنّ دائم وعلى كل حال .

بمنه هدانا لدينه إن كنا في الإيمان صادقين، ومذموم من يمن على العباد بنعم وهبها له رب العالمين .




(69) الْمُحِيطُ

1=

المحيط : معناه ، أنه محيط بالأشياء ، عالم بها كلها ، و كل من أخذ شيئا كله أو بلغ علمه أقصاه فقد أحاط به .

و هذا : على التوسع ، لأن الإحاطة في الحقيقة ، إحاطة الجسم الكبير بالجسم الصغير من جوانبه ، كإحاطة البيت بما فيه ، و إحاطة السور بالمدن ، و لهذا المعنى سمي الحائط حائطا .

و معنى ثان : يحتمل أن يكون نصبا على الظرف ، معناه مستولي مقتدرا ، كقوله عز و جل‏ : { وَ ظَنُّوا أَنَّهُمْ أُحِيطَ بِهِمْ‏ (22) } يونس ، فسماه إحاطة لهم ، لأن القوم إذا أحاطوا بعدوهم ، لم يقدر العدو على التخلص منهم .


2=

الْمُحِيطُ : هو المستولي المتمكن من الأشياء ، الواسع لها علما و قدرة .

فهو محيط : أي مستول على جميع الأشياء علما . فـ : { لا يَعْزُبُ عَنْهُ مِثْقالُ ذَرَّةٍ فِي السَّماواتِ وَ لا فِي الْأَرْضِ وَ لا أَصْغَرُ مِنْ ذلِكَ وَ لا أَكْبَرُ إِلَّا فِي كِتابٍ مُبِينٍ (3) } سبأ .{ قُلْ لَوْ كانَ الْبَحْرُ مِداداً لِكَلِماتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِماتُ رَبِّي- وَ لَوْ جِئْنا بِمِثْلِهِ مَدَداً (109) } الكهف . { وَ لَوْ أَنَّ ما فِي الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلامٌ وَ الْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ ما نَفِدَتْ كَلِماتُ اللَّهِ (27) } لقمان .

و قدرة : فلا يخرج عن قدرته مقدور .

وإن جل : فاستوى عنده النملة و النحلة، والطفل الفطيم والعرش العظيم ، واللطيف و الجسيم و الجليل و الحقير .

{ وَ هُوَ عَلى‏ كُلِّ شَيْ‏ءٍ قَدِيرٌ (165)} آل عمران .{ ما خَلْقُكُمْ وَ لا بَعْثُكُمْ إِلَّا كَنَفْسٍ واحِدَةٍ (28) } لقمان . { و إِنَّما أَمْرُهُ إِذا أَرادَ شَيْئاً أَنْ يَقُولَ‏ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (82)} يس .


3=

الْمُحِيطُ :أحاط بالخلق علما وقدرة وهدى لنوره النافذ في وجودهم وكل شيء ينتسب لهم .

أحاط بما يصلح خلقه فأوصلهم لأحسن غايتهم حسب استعدادهم وطلبهم بذاتهم وصفاتهم وأحوالهم وعلمهم وعملهم ونياتهم وأقوالهم .

أحاط بكل شيء علما وقدرة فدبر خلقه بأحسن صورة ممكنة ، ول يحيط به علما بحقه أحدا من خلقه .

أحاط بعباده قدرة وعلما فوهب بفضله بإذنه لأكملهم الإمامة والولاية والهداية بوحيه والشفاعة بإذنه وأوجب إطاعتهم ، بنص آية الكرسي وسورة إنا أنزلناه يحيطون بإذنه بكل أمر بأتم ظهور.




(70) الْمُبِينُ

1=

المبين : معناه ، الظاهر البين حكمته ، المظهر لها بما أبان من بيناته و آثار قدرته .

و يقال : بان الشيء و أبان و استبان ، بمعنى واحد .


2=

الْمُبِينُ : الظاهر البين بآثار قدرته و آياته .

المظهر : حكمته بما أبان من تدبيره ، و أوضح من بيانه .


3=

الْمُبِينُ : بان في كل شيء فما جهله شيء بفطرته .

تجلى نور في خلقه فظهرت فيه عظمته وهداه فأوجب عليهم التسبيح بحمده و شكره على ما أنعم .

تجلى نور هداه لكل طالب حق بكتاب مبين وبشرح واضح ببيان نبين الأكرم سيد المرسلين وبعده آله الطيبين الطاهرين صلى الله عليهم وسلم أجمعين .




(71) الْمُقِيتُ

1=

المقيت : معناه ، الحافظ الرقيب ، و يقال : بل هو القدير .


2=

الْمُقِيتُ : هو المقتدر .

و أنشد للزبير بن عبد المطلب شعرا :

و ذي ضغن كففت النفس عنه

و كنت على مساءته مقيتا

هذه : لغة قريش .

و قيل : الحفيظ : الذي يعطي الشيء على قدر الحاجة من الحفظ .

و قيل : المقيت : الذي يعطي القوت .

و قيل : معناه ، الحافظ الرقيب .


3=

الْمُقِيتُ : المقدر والمعطي لقوت ما به قوام الشيء و ما به يقوى على ما يناسب حاله وفي وقت مناسب له.

رزق الخلائق بعد تكوينها وكلا حسب شأنه وحاجته وبوقته المناسب له.

القوت : مدد نور الله يقوى به الخلق على البقاء والفعل حسب شأنهم وأحوالهم وبما يناسبهم ويصلحهم حتى أجلهم .




(72) الْمُصَوِّرُ

1= المصور : هو اسم مشتق من التصوير ، يصور الصور ، { هُوَ الَّذِي يُصَوِّرُكُمْ فِي الأَرْحَامِ كَيْفَ يَشَاء (6) } آل عمران ، فهو مصور كل صورة ، و خالق كل مصور في رحم ، و مدرك ببصر ، و ممثل في نفس .

وليس : الله تبارك وتعالى بالصور والجوارح يوصف، ولا بالحدود والأبعاض يعرف ، ولا في سعة الهواء بالأوهام يطلب .

و لكن : بالآيات يعرف ، و بالعلامات و الدلالات يحقق ، و به يوقن ، و بالقدرة والعظمة و الجلال و الكبرياء يوصف ، لأنه ليس له في خلقه شبيه و لا في بريته عديل .


2= الْمُصَوِّرُ : هو الذي أنشأ خلقه على صور مختلفة ، ليتعارفوا بها . قال سبحانه { وَ صَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ (64) } غافر .


3= الْمُصَوِّرُ : موجد صور ذات الأشياء وحدودها وصفاته بما يمزها عن باقي أفراد جنسها.

لا يمكن تصويره ولا تصوره لا بفكر ولا خيال ولا يحاط علما بالرب المتعال .

موجد صور وشكل الكائنات وهيئتها وحجمها وخواصها بأحسن ما يمكن .

موجد صورة كل شيء بمواصفاته الخاصة به وبها يتميز عن غيره ويُحد وهيه فصله وبها وبهيئته يتميز من جنسه ونوعه.




(73) الْكَرِيمُ

1= الكريم : معناه ، العزيز ، يقال فلان أكرم علي من فلان ، أي أعز منه .

و منه قوله عز و جل‏ : { إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ‏ (77) } الواقعة . و كذلك قوله عز و جل : { ذُقْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ‏ (49)} الدخان .

و معنى ثان : أنه الجواد المفضل ، يقال : رجل كريم ، أي جواد ، و قوم كرام أي أجواد ، و كريم و كرم ، مثل أديم و أدم .


2= الْكَرِيمُ : الجواد المفضل .

يقال : رجل كريم ، أي جواد .

و قيل : العزيز ، كما يقال ك فلان أكرم علي من فلان ، أي أعز منه .

و منه قوله تعالى : { إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ (77) } الواقعة ، أي عزيز.


3= الْكَرِيمُ : من حسنت خصاله وفعاله ويعز أن ينال ما عنده إلا بكرمه ، وفضله ظاهر في كل شيء .

الفياض بتجلي نوره على عباده من غير جزاء ولا بدل، فهو الكامل الفياض لكل طالب منه حسب حاله ومقاله تفضلا ورحمة.

أعطى سبحانه من غير عوض ولا يتوقع المقابل . منح كل شيء لخلقه من غير نفع يعود له .




(74) الْكَبِيرُ

1=

الكبير : السيد ، يقال : لسيد القوم ، كبيرهم .

و الكبرياء : اسم التكبر و التعظم .


2=

الْكَبِيرُ : السيد، يقال : لكبير القوم، سيدهم .

و الكبير : اسم للتكبر و التعظم .


3=

الْكَبِيرُ : علوا وشأنا ووجودا ، فهو أكبر من أن يوصف ويتصور أو يحاط بعلم ووهم وخيال .

ذو الشأن العظيم الجليل الذي لا يقاس به شيء .

كبير لا يوصف بحجم ولا ببُعد و عدة ولا بعمر ومدة ولا بحد ونهاية .

اللهُ أكبر : أكبر من أن يوصف بحقيقة ذاته وصفاته وسعة أفعاله سبحانه وتعالى ، وإنما نطلق عليه الأسماء والصفات لما علمنا ولما نرى من بعض آثار تجلي نوره المطلق الواسع التام .




(75) الْكَافِي

1=

الكافي : اسم مشتق من الكفاية ، وكل من توكل عليه كفاه ، ول يلجئه إلى غيره .


2=

الْكَافِي : لمن توكل عليه ، فيكفيه ما يحتاج إليه ، و ل يلجئه إلى غيره .

قال الله تبارك و تعالى : { وَ مَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ (3)} الطلاق، أي : كافيه .


3=

الْكَافِي : مغني من يعطيه حتى لا يحتاج لغيره .

واهب الكمال للمحتاج بأفضل ما يمكن وساد لنقصه بأحسن ما يتصور .

كافي بنعمه لمن طلبه ولا كافي لمن حرمه .

إلى الله المشتكى وحسبي الله وكفى ، اكفني يا من لا كافي غيره .




(76) كَاشِفُ الضُّرِّ

1=

الكاشف : معناه المفرج ، { أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضطَرَّ إِذَ دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ (62) } النمل. و الكشف : في اللغة رفعك شيئ عما يواريه و يغطيه .


2= كَاشِفُ الضُّرِّ : معناه المفرج . { يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذا دَعاهُ وَ يَكْشِفُ السُّوءَ (62) } النمل.


3= كَاشِفُ الضُّرِّ : رافع النقص والحاجة وكل سوء مُضر ومنغص وهم وغم وحزن بكمال مناسب يسعد المتجلي عليه نوره وبركاته وخيراته .

مزيل الهم والغم والظلم وكل مضر بنعم لا تحصى وهدى جميل لا أحسن منه .

كاشف الضر بالخيرات ومزيل بالكمال كل المنغصات .

يرفع كل أذى وضيق وخسارة وشده ومكروه وشر ومرض عن عبده ويهبه ما ينفعه ويسعده ويصلح أحواله ويفرحه ويسره.

امن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء ويجعلكم خلفاء الأرض أإله مع الله قليلا ما تذكرون.




(77) الْوَتْرُ

1=

الوتر : الفرد ، وكل شيء كان فردا ، قيل وتر .


2=

الْوَتْرُ : الفرد وكل شيء ، كان فردا ، قيل له : وتر .


3=

الْوَتْرُ : واحد أحد وفرد صمد لا غيره في الوجود ولا يقاس بخلقه وقاهر من يضاده .

فرد واحد سبحانه ليس كمثله شيء .

وتر لا ثاني له ولا شفع ولا يتعدد بصفاته ولا بفعله ولا مثيل له ولا صاحبة ولا ولدا فضلا عن الند والمكاثر .

يوتر خلقه فيأتوه فرادا بعد أن خلقهم أزواجا ، والمؤمن في الجنة يزوجه بالحور العين ويخدم بالولدان المخلدين ، وغيره يبقيه موتورا مقهور معذبا في جهنم .

والإمام الحسين عليه السلام : وتر موتور ، فرد قتل كل أصحابه ، والله الوتر تعالى آخذ بثأره ممن وتره ورضا به.




(78) النُّورُ

1=

النور : معناه ، المنير .

و منه قوله عز و جل : { اللَّهُ نُورُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ‏ (35) } النور ، أي منير لهم و آمرهم و هاديهم ، فهم يهتدون به في مصالحهم ، كم يهتدون‏ في النور و الضياء ، و هذا توسع إذ النور الضياء .

و الله عز و جل : متعال عن ذلك علوا كبيرا ، لأن الأنوار محدثة ، و محدثها قديم لا يشبهه شيء .

وعلى سبيل: التوسع، قيل: إن القرآن نور، لأن الناس يهتدون به في دينهم ، كما يهتدون بالضياء في مسالكهم ، و لهذا المعنى كان النبي صلى الله عليه وآله منيرا .


2=

النُّورُ : هو الذي بنوره يبصر ذو العماية ، و بهدايته يرشد ذو الغواية .

والنور : الضياء، سمي بالمصدر . ومعناه المنير توسعا .

أو لأن : به اهتدى أهل السماوات و الأرضين إلى مصالحهم و مراشدهم ، كما يهتدى بالنور ، أو لأنه : منور النور و خالقه ، فأطلق عليه اسمه .


3=

النُّورُ :حقيقة الوجود الحق الظاهر بنفسه المظهر لغيره.

نور واحد ظهرت صفاته من غير تكثرا فعم التكوين خلقا منتشر .

نور واحد تجلى في مراتب التكوين ليظهر خيره في كل كائن وأحواله فكان أول تجليه محمد و آخره محمد ، فحمده كل شيء ، ومن صلى على محمد وآله طلب نزول كرامة نوره عليهم منه فيصله سبحانه بخير مضاعف كثير جم منه فينوره ويتم نوره حسب وسعه .

ويا طيب : تم بحث معاني المعرفة النورانية ومراتبها وحقائقها في موسوعة صحف الطيبين في عدة أجزاء ، فراجعها مشكورا إن أحببت معرفة المزيد .




(79) الْوَهَّابُ

1=

الوهاب : معروف ، وهو من الهبة ، يهب لعباده ما يشاء ، ويمن عليهم بما يشاء.

و منه قوله عز و جل : { يَهَبُ لِمَنْ يَشاءُ إِناثاً وَ يَهَبُ لِمَنْ يَشاءُ الذُّكُورَ (49) } الشورى .


2=

الْوَهَّابُ : الكثير الهبة ، و المفضال في العطية .


3=

الْوَهَّابُ :كثير الهبة والعطاء لخلقه من غير توقع عوض .

أفضاله ونعمه لا تحصى وعمت الكون من غير طلب أو بطلب .

لم ينتظر جزاء بما تفضل به من رحمته و يُزيد من شكر .

اِلـهي : هَبْ لي قَلْباً يُدْنيهِ مِنْكَ شَوْقُهُ ، وَلِساناً يُرْفَعُ اِلَيْكَ صِدْقُهُ ، وَنَظَراً يُقَرِّبُهُ مِنْكَ حَقُّهُ .

إِلَهِي هَبْ لِي : كَمَالَ الِانْقِطَاعِ إِلَيْكَ ، وَ أَنِرْ أَبْصَارَ قُلُوبِنَا بِضِيَاءِ نَظَرِهَا إِلَيْكَ ، حَتَّى تَخِرَقَ أَبْصَارُ الْقُلُوبِ حُجُبَ النُّورِ ، فَتَصِلَ إِلَى مَعْدِنِ الْعَظَمَةِ ، وَ تَصِيرَ أَرْوَاحُنَا مُعَلَّقَةً بِعِزِّ قُدْسِكَ .




(80) النَّاصِرُ

1=

الناصر : و النصير ، بمعنى واحد ، و النصرة حسن المعونة .


2=

النَّاصِرُ : و النصير ، بمعنى واحد ، و النصرة المعونة .


3=

النَّاصِرُ : المعين عند الشدائد بأجمل فتح بمدده .

مقوي صاحب الحق المستعد لنيل فيضه بما هو أصلح له وقاهر لعدوه ولكل ما ينغصه من وسواس الشيطان وغير الزمان وطوارق الحدثان .

ناصر من يستنصره بحق وله الغلبة في أي ظرف كان ويخلصه من أي شدة مهما كانت إما عاجلا أو آجلا ويجعل له غلبة تامة منعمة ، ويقهر ويقمع عدوه فيشفي غليله المهضوم المظلوم وغيظه المكتوم .




(81) الْوَاسِعُ

1=

الواسع : الغني ، و السعة الغنى ، يقال : فلان يعطي من سعة ، أي من غنى .

و الوسع : جدة الرجل ، و قدرة ذات يده ، و يقال : أنفق على قدر وسعك .


2=

الْوَاسِعُ : هو الذي وسع غناه مفاقر عباده ، و وسع رزقه جميع خلقه .

و قيل : الواسع ، الغني ، و السعة الغناء، وفلان يعطي من سعته، أي من غنائه.

و الوسع : جد الرجل و مقدرته ، يقول : أنفق على قدر وسعك .


3=

الْوَاسِعُ : الذي لا يحد وجوده ولا تتصور صفاته .

جميل الصنع ومدد نوره جعل التكوين حسنا دائما وبأتم كمال ممكن .

عم الوجود فعله بخير كمال فجعله في انبساط وسعة وكمال تام مناسب له .

وسع التكوين وجودا ونعيما وهدى ودبره بما يسعده وينميه أبد .

وسع كل شيء نور رحمته وبها يتسع خلقه وجعل نبيه رحمة للعالمين ليتوسع من تولاه وآله وأطاعهم في المعالي ذاتا وملكا.

لا تسعه أرضه ولا سماءه ولكن يسعه قلب عبد مؤمن مطمئن بذكره .




(82) الْوَدُودُ

1=الودود : فعول بمعنى مفعول ، كما يقال : هيوب بمعنى مهيب ، يراد به أنه مودود و محبوب ، و يقال : بل فعول بمعنى فاعل ، كقولك غفور بمعنى غافر ، أي يود عباده الصالحين و يحبهم .

و الود و الوداد : مصدر المودة ، و فلان ودك و وديدك ، أي حبك و حبيبك .


2= الْوَدُودُ : مأخوذ من الود ، أي يود عباده الصالحين ، أي يرضى عنهم ، و يقبل أعمالهم ، و قد يكون بمعنى : أن يوددهم إلى خلقه .

كقوله تعالى : { سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمنُ وُدًّا(96) } مريم .

فقد يكون : فعول هنا ، بمعنى مفعول ، كما يقال : مهيب بمعنى مهيوب .

يريد : أنه مودود ، أي محبوب .


3= الْوَدُودُ : المتجلي بالحب الحقيقي والرأفة الواقعية والخير الكثير و النعيم الواسع والكرم الصادق لخلقه .

حب خلقه فدعاهم لطاعته وشكره ليزيدهم من فضله و يغفر لهم بإحسانه فيوسع عليهم نعيمه ويهبهم كمال تام مناسب لشأنهم .

ظهر أعلى وده بتجلي أسماءه الحسنى في أكرم عباده فأمر المؤمنين بودهم و طاعتهم في آية المودة ليزيدهم حسنة ويغفر لهم ويشكر مودتهم بكل خير لهم .




(83) الْهَادِي

1=

الهادي : معناه ، أنه عز و جل يهديهم للحق .

و الهدى : من الله عز و جل ، على ثلاثة أوجه :

فوجه : هو الدلالة ، قد دلهم جميعا على الدين .

و الثاني : هو الإيمان ، و الإيمان هدى من الله عز و جل ، كما أنه نعمة من الله عز و جل .

و الثالث : هو النجاة ، و قد بين الله عز و جل أنه سيهدي المؤمنين بعد وفاتهم ، فقال‏ : { وَ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَلَنْ يُضِلَّ أَعْمالَهُمْ (4) سَيَهْدِيهِمْ وَ يُصْلِحُ بالَهُمْ‏ (5) } محمد ، و لا يكون الهدى بعد الموت و القتل ، إلا الثواب و النجاة .

و كذلك قوله عز و جل : { إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ يَهْدِيهِمْ رَبُّهُمْ بِإِيمانِهِمْ‏ (9)} يونس ، و هو ضد الضلال الذي هو عقوبة الكافر .

و قال الله عز و جل‏ : { وَ يُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ‏ (27) } إبراهيم ، أي يهلكهم و يعاقبهم .

و هو كقوله عز و جل‏ : {أَضَلَّ أَعْمالَهُمْ (1)} محمد ، أي أهلك أعمالهم و أحبطها بكفرهم .


2=

الْهَادِي : معناه الذي من بهدايته على جميع خلقه ، وأكرمهم بنور توحيده.

إذ فطرهم : عليه ، و دلهم على قصد مراده ، و أقدرهم عليه بالعقول و الإلهام ، و الدلائل و الأعلام ، و الرسل المؤيدة بالحجج المؤكدة .

{ لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَنْ بَيِّنَةٍ وَ يَحْيى‏ مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ (42)} الأنفال .

وأما بيان : هدايته لسائر العباد ، فما حكاه سبحانه : { فَهَدَيْناهُمْ فَاسْتَحَبُّوا الْعَمى‏ عَلَى الْهُدى‏ (17)} فصلت .

وأما إكرامه : لهم بنور توحيده ، فطرهم عليه أولا " { فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْها (30)} الروم .

وَ قَالَ صلى الله عليه وآله وسلم :

كُلُّ مَوْلُودٍ : يُولَدُ عَلَى الْفِطْرَةِ ، وَ إِنَّمَ أَبَوَاهُ‏ ، يُهَوِّدَانِهِ وَ يُنَصِّرَانِهِ وَ يُمَجِّسَانِهِ‏ .

من لا يحضره الفقيه ج2ص49ح166 .

و إنفاذ الرسل : و إقامة منار الدين و الهدى .

ثاني : والحث و الترغيب والترهيب .

ثالثا : و الإمداد و الإلطاف ، و الإسعاد و الإسعاف بالتوفيق .

رابعا : و هو الذي هدى سائر الحيوانات إلى مصالحها ، و ألهمه كيف تطلب الرزق ، و تجتلب المسار ، و كيف يحترز عن الآفات و المضار .


3=

الْهَادِي : هدى كل شيء بهدى تكويني ليصل لأحسن غايته ، وجمّل العباد بهدى تشريعي يفي بغرض وجودهم فأوصلهم لأحسن غاية ممكنة دائمة لمن تبعه وأطاعه بحق .

سبحانه هدانا ودلنا لسبيل الرشاد والسداد بحق ، فإن أخذناه وصلنا لأحسن مصلحة ومطلوب نتمناه .

هدانا وأعاننا على تحصيل أحسن غاية بصراط مستقيم خصه بالمنعم عليهم بهداه فجعل لكل قوم هاد ،والآن الهادي لنا بفضل الله وببركة الله عليه الحجة المهدي بن الحسن عليه السلام بعد آباءه الطيبين الطاهرين صلى الله عليهم وسلم.

أمرنا الهادي : لنتحقق بالهداية واقعا ، وأن نطلب الهداية منه لصراط المنعم عليهم المستقيم في الصلاة كل يوم عشر مرات ، والمنعم عليهم حق في الإسلام هم نبينا وآله ، فمن أطاعهم حقا وتعلم معارفهم وعمل بها واقعا ، صلى عليهم أفلح ونجح وفاز ، اللهم صل وسلم وترحم وتحنن وبارك على محمد وآل محمد إنك حميد مجيد .




(84) الْوَفِيُّ

1=

الوفي : معناه أنه يفي بعهدهم ، و يوفي بعهده .

يقال : رجل وفي و موف ، و قد وفيت بعهدك و أوفيت ، لغتان .


2=

الْوَفِيُّ : معناه أنه يفي بعهده ، و يوفي بوعده .


3=

الْوَفِيُّ : بالعهد والوعد ، فهو الذي يعطي كل شيء ما به كمال وجوده تكوينا ومن يطيع هداه يوفيه جزاءه بأحسن صورة ممكنة تناسب عبوديته له .

من طلبه بحاله ومقاله وفى له كماله ، فيوصلهم لأحسن سعادة وخير وبركة وجمال وجلال مضاعف الحسنات.

هو الذي يُتم العطاء مطلقاً فيأخذ بحق ويعطي بحق فضل عن كونه بعهد ووعد فيوفيهم بصدق وعدل وتفضل واقعي ويجزيهم بأوفى بر وأفضل إحسان .




(85) الْوَكِيلُ

1= الوكيل : معناه ، المتولي ، أي القائم بحفظنا ، وهذا هو معنى الوكيل على المال منا .

و معنى ثان : أنه المعتمد و الملجأ ، و التوكل الاعتماد عليه ، و الالتجاء إليه .


2= الْوَكِيلُ : المتولي لنا ، أي القائم بحفظنا ، وهذا معنى الوكيل على المال .

و قد يكون : بمعنى المعتمد و الملجأ .

و التوكل : و الاعتماد و الالتجاء .

و قيل : المتكفل بأرزاق العباد ، و القائم عليهم بمصالحهم .

و يقول : { حَسْبُنَا اللَّهُ وَ نِعْمَ الْوَكِيلُ (173) } آل عمران ، أي نعم الكفيل بأمورنا ، القائم به .


3= الْوَكِيلُ :من رضى به ربا توكل بإنجاز ما أهمه حقا .

من فوض إليه أحواله ووثق به لإنجاز أموره أوصله لأحسن غايته ومصالحه وكفاه كل الشرور .

من توكل عليه حقا أنجز له ما يهمه واقعا وأراه أحسن مصالحه صادقا . من توكل عليه فهو حسبه .

يا رب أتوكل عليك ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين ،حسبي الله ونعم الوكيل ، يقوم بأمور تهمني ويكفيني .




(86) الوَارِثُ

1=

الوارث : معناه ، أن كل من ملكه الله شيئا يموت ، و يبقى م كان في ملكه ، و لا يملكه إلا الله تبارك و تعالى .


2=

الْوَارِثُ : هو الذي ترجع إليه الأملاك ، بعد فناء الملاك .

و الله : الباقي بعد فناء الخلق ، و المسترد أملاكهم و مواريثهم بعد موتهم .


3=

الوَارِثُ : مالك حي قيوم يُورّث ملكه لعباده كيف يشاء ، ويرثه ممن يشاء متى يشاء.

يرث ملكه بعد إن ملّكه لعباده وإن لم يخرج من حيطته .

وارث لم يرث الحياة من أحد وليس له أمد وورّث ما يشاء لمن يشاء وهو في ملكه بعد ، ويرثه متى شاء بعد أمد .

يُرجع خلقه وما يملكون له وينقطعون عن ملكهم الاعتباري ، ثم يورث المؤمنين مع إمامهم الدنيا والآخرة ، وإن الأرض يرثها عباده الصالحون مع إمامهم أبا صالح المهدي عجل الله ظهوره ، ويورث المؤمنين الجنة يتفيؤوا منها حيث يشاؤون مع النبي وآله صلى الله عليهم وسلم .




(87) الْبَرُّ

1=البر : معناه الصادق .

يقال : صدق فلان و بر ، و يقال : برت يمين فلان ، إذا صدقت و أبره الله ، أي أمضاها على الصدق .


2= الْبَرُّ : هو العطوف على عباده ، المحسن عليهم، عم ببره جميع خلقه .

و قد يكون : بمعنى الصادق ، كما يقال : برت يمين فلان ، إذا صدقت ، و صدقت فلان و بر .


3= الْبَرُّ : هو الباطن والظاهر بالطاهر الحلال الطيب بمدد الكمال لعباده وبكرم ورأفة ولطف .

الصادق في بذل الخير الحسن الواسع بلطف وعناية ومحبة ورحمة ورعاية تامة ، والخالص من الغش والخداع والغل والظلم والخيانة وما يخالف المروءة والعفة والله أكبر وسبحانه وتعالى وتقدس عن هذه الصفاة الدنسة .

الصلة لمن له حق المحبة من عباده ، وبقصد التكريم والتشريف في العطاء مع عطف ولطف ورأفة .

البر خير كله لا شر فيه ولا يكون إلا في طاعة الله ، ربن إننا آمنا بما أنزلت وأتبعنا الرسول فاكتبنا من الشاهدين ، وتوفنا مع الأبرار نبين وآله الأطهار ، ومن البر الإيمان والإنفاق مما نحب .




(88) الْبَاعِثُ

1=

الباعث : معناه ، أنه‏ : { يَبْعَثُ مَنْ فِي الْقُبُورِ (7) } الحج ، و يحييهم و ينشرهم للجزاء و البقاء .


2=

الْبَاعِثُ : هو الذي يبعث الخلق بعد الممات .

و يعيدهم : بعد الوفاة ، و يحييهم للجزاء و البقاء .


3= الْبَاعِثُ :مخرج عباده بنور قدرته ومرسل إليهم هداه برحمته ، ويحفزهم لطاعته بالموعظة الحسنة والوعد بالثواب ، وللانتهاء عن المعصية بوعيد العقاب .

مولى خلق العباد وبعث لهم رسله بنعمة الهداية ليجزيهم يوم القيامة ، وفاز فوزا مبينا دنيا حاضرة وفي آخرة حين البعث مَن قَبل العبودية و الولاية ، وخسر من ارتمى في الضلال والغواية .

بعث الخلق بالوجود وزينهم بالهدى ففاز في الدنيا وفي البرزخ وحين بعثه من القبور يوم القيامة من شكره بإقامة دينه الحق ولم يتعصى عليه بتولي أعداء أولياءه المغضوب عليهم الضالين .




(89) التَّوَّابُ

1= التواب : معناه ، أنه‏ { يَقْبَلُ التَّوْبَةَ (25) } الشورى ، و يعفو عن الحوبة ، إذا تاب منها العبد .

يقال: تاب العبد إلى الله عز و جل ، فهو تائب إليه‏.

وتاب الله عليه : أي قبل توبته ، فهو تواب عليه .

والتوب : التوبة ، ويقال : أتأب فلان من كذا مهموزا ، إذ استحيا منه .

و يقال : ما طعامك بطعام تؤبة ، أي لا يحتشم منه و لا يستحيا .


2=التَّوَّابُ : الذي يقبل التوبة ، و يعفو عن الحوبة ، إذا تاب العبد منها .

و كلما : تكررت التوبة ، تكرر منه القبول .


3= التَّوَّابُ : يتجاوز عن تقصير المقصرين في حقه حين ندمهم ويصلحهم معه ويهيئهم لقبول كرامته .

يعفو عن المذنبين حين رجوعهم إليه صادقين بل يحبهم ويطهرهم ويزكيهم ويجعلهم أمنين .

حين يُنيب إليه ويعود بالطاعة العباد يعفو عن الذنب ويغفر المعصية ويستر العيوب و لا يأخذهم بسيئاتهم يوم التناد ، بل يبدل سيئاتهم حسنات.




(90) الْجَلِيلُ

1= الجليل : معناه ، السيد ، يقال : لسيد القوم ، جليلهم و عظيمهم .

و جل جلال الله : فهو الجليل‏ { ذُو الْجَلالِ وَ الْإِكْرامِ‏ (27) } الرحمن .

و يقال : جل فلان في عيني أي عظم ، و أجللته أي عظمته‏ .


2= الْجَلِيلُ : هو من الجلال والعظمة .

ومعناه : منصرف إلى جلال القدرة ، وعظيم الشأن . و هو : الجليل ، الذي يصغر دونه كل جليل .


3=

الْجَلِيلُ : صفة العظمة والكبرياء مع البهاء في نوره والسناء و المنزه الطاهر الموصوف بالأسماء الحسنى والصفات العليا ويحسن له التودد والثناء.

الكبير المتعال الذي له كل مجد وعز و علو وشأن عظيم فوق م يحيط به العقل.

ذو الشأن الكبير و القدر العظيم، الذي يُجل ويكبر بره و جوده أو أخذه ومنعه، فيرجى حقا وواقعا ثوابه ويخاف بجد عقابه.

جل جلاله وعز وجل سبحانه نعظم تكرمه حبا ونتهيب تقريعه خوف .

في كل جلال جمال باطن ، وفي لكل هيبة خوف كامن ، وبهذا يجد من يعرف صفاته وأسماءه الحسنى الخوف والرجاء و الهيبة والعظمة مع طلب المنة منه والعطاء.




(91) الْجَوَادُ

1 =

الجواد : معناه ، المحسن المنعم ، الكثير الإنعام و الإحسان .

يقال‏: جاد السخي من الناس يجود جودا ، و رجل جواد ، و قوم أجواد .

و جوّد : أي أسخياء ، و لا يقال لله عز و جل سخي ، لأن أصل السخاوة راجع إلى اللين ، يقال : أرض سخاوية ، و قرطاس سخاوي إذا كان لينا ، و سمي : السخي سخيا ، للينه عند الحوائج إليه .


2=

الْجَوَادُ : هو المنعم المحسن ، الكثير الإنعام و الإحسان .

و الفرق : بينه و بين الكريم .

أن الكريم : الذي يعطي مع السؤال .

و الجواد : الذي يعطي من غير السؤال.

و قيل : بالعكس ، الجود السخاء ، و رجل جواد أي سخي .

و لا يقال : الله تعالى السخي ، لأن أصل السخاوة راجع إلى اللين .

يقال : أرض سخاوية ، و قرطاس سخاوي ، إذا كان لينا . و سمي : السخي سخيا ، للينه عند الحوائج .


3=

الْجَوَادُ : الجيد العالي في نفسه وصفاته والمظهر لحُسن كماله بالخيرات والبركات في كل أفعاله من غير سؤال.

تكرم على كل شيء بحُسن الخلقة والهدى فجعله جيدا حسب شأنه ومن غير طلب ولا توقع نفع منه.

الذي يهب نعمه لمن يتوجه له بحاله فضلا عن سؤالهفيعطيه ما به كل كماله ويرفع نقصه ويُحسن وجوده فيجعله جيدا جوادا مجيدا بكل ما ينسب له .




(92) الْخَبِيرُ

1= الخبير : معناه ، العالم ، والخبر والخبير في اللغة واحد .و الخبر : علمك بالشيء ، يقال : لي به خبر ؛ أي علم .


2= الْخَبِيرُ : العالم بدقائق الأشياء و غوامضها .يقال : فلان عالم خبير ، أي عالم بكنه الشيء ، و مطلع على حقيقته .

و الخبر : العلم ، تقول : لي به خبر ، أي علم .


3=

الْخَبِيرُ:العالم بكنه الشيء وحقيقته واقعا .

العالم بالباطن والظهار بتمامه حقا .

العالم بالجزئيات والتفاصيل صادقا .

والخبر : تعليم من يعلم لمن لا يعلم ، ولذا يجب الرجوع لأهل الخبرة لتعلمه ، وخيرهم من علمهم الله الراسخون بعلم هداه المنعم عليهم نبين وآله صلى الله عليهم وسلم .

والله الخبير علمه بحالي يغنيه عن سؤالي ، ولكن مع الطلب يستجاب الدعاء بسرعة وبركة أوسع.

خبر الخلق فاختار احسنهم وأفضلهم فأنعم عليهم بعلم يخبرو به عن دينه ليوصلوا إلى عبوديته ونعيمه الدائم ، فأوصى بالصلاة عليهم حبا والاتصال بهم مودة ليُنال أحسن ما عنده مع مغفرته وشكره تفضلا .




(93) الْخَالِقُ

1= الخالق : معناه ، الخلاق ، خلق الخلائق خلقا ، و خليقة ، و الخليقة الخلق ، و الجمع : الخلائق ، و الخلق في اللغة : تقديرك الشيء ، يقال : في المثل ، إني إذا خلقت وفريت ، لا كمن يخلق و لا يفري .

و في قول أئمتنا عليهم السلام : إن أفعال العباد مخلوقة ، خلق تقدير لا خلق تكوين ، و خلق عيسى عليه السلام : {‏ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ (49) } آل عمران ، هو خلق تقدير أيضا ، و مكون الطير و خالقه في الحقيقة هو الله عز و جل .


2= الْخالِقُ : المبدأ للخلق ، و المخترع لهم ، على غير مثال سبق . قال الله سبحانه : { هَلْ مِنْ خالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ (3)} فاطر .

و قد يراد : بالخلق ، التقدير .

كقوله تعالى حكاية عن عيسى عليه السلام : { أَنِّي أَخْلُقُ لَكُمْ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ (49) } آل عمران ، أراد أقدر لكم

و الله : خالقه في الحقيقة و مكونه .


3= الْخَالِقُ : قدر وجود الكائنات وأوجدها بأحسن صورة ممكنة .خلق ما قدر وألف شؤونه بنفسه و مع محيطه بأتقن صنع وأجمل تكوين وأحسن وجود.

المقدر لكل وجود وخصائص الكائنات وطبائعها التي تتصف بها في ذاتها وصفاتها وجعلها قادرة ويمدها بالاستطاعة على الفعل وعمل يناسب شأنها .




(94) خَيْرُ النَّاصِرِينَ

1=

خير الناصرين : و خير الراحمين ، معناه : أن فاعل الخير ، إذا كثر ذلك منه ، سمي خيرا توسعا .


2=

خَيْرُ النَّاصِرِينَ : معناه ، كثرة تكرار النصر منه .

كما قيل : خَيْرُ الرَّاحِمِينَ ، لكثرة رحمته.


3=

خَيْرُ النَّاصِرِينَ : بالخير والبركة والصلاح يعين من ينصره فيمده بما يرفع المزاحم عنه وكل نقص وحاجة ، ويوصله لأحسن كمال يناسبه بأتم وجه ممكن حتى يسعده وينعمه .

أكمل وأتم من ينصر عباده و كل مظلوم بما به صلاحه في دنياه حتى أخرته حتى يرضيه بفضله وبأعلى من تصوره.

هو أفضل معين وأكرم مساعد للعبد ومزيل كل مخالف منغص مزاحم ومبدله بالصلاح والبركة واليُمن حتى يكفيه ما يهمه ويمنع أو يرفع عنه ما يشينه ويُنقصه.




(95) الدَّيَّانُ

1= الديان : هو الذي يدين العباد ، و يجزيهم بأعمالهم ، و الدين الجزاء .

و لا يجمع : لأنه مصدر ، يقال : دان يدين دينا .

يقال : في المثل ، كما تدين تدان ، أي كما تجزي تجزى ، قال الشاعر :

كما يدين الفتى يوما يدان به

من يزرع الثوم لا يقلعه ريحانا


2= الدَّيَّانُ : هو الذي يدين العباد ، و يجزيهم بأعمالهم . و الدين : الجزاء .

يقال : كما تدين تدان، أي كما تجزي تجزى ، وذكر الشعر أعلاه .


3= الدَّيَّانُ : مـُمَلِكُ لنعيم كثير ويسأل عنه ومن حقه أن يُرجَعه له ، فإن رُجّع له مطيعا شكره ونصره ونعمه وزاده، أو عاصيا خذله وعاقبه ومنعه خيره .

القوي على إعطاء وأخذ أوسع النعم لعباده ، فيعم الشاكرين بزيادتها تفضل، والكافرين بنعمه بالمنع والحرمان توعدا .

كيف ندين له بنعمه : يرجعها لنا يوم الدين في الآخرة ، إم نورا منعمين للمطيعين ، أو نارا مثبورين للعاصين .

الديان : صفة مبالغة من كثرة العطاء بشرط الإعادة ، وشدة المطالبة لإرجاع حقه .




(96) الشَّكُورُ

1= الشكور : والشاكر، معناهما : أنه يشكر للعبد عمله ، و هذا توسع ، لأن الشكر في اللغة عرفان الإحسان .

وهو: المحسن إلى عباده ، المنعم عليهم ، لكنه سبحانه لما كان مجازيا للمطيعين على طاعاتهم ، جعل مجازاته شكرا لهم على المجاز ، كما سميت مكافأة المنعم شكرا .


2=الشَّكُورُ : هو الذي يشكر اليسير من الطاعة ، فيثيب : عليه الكثير من الثواب ، و يعطي الجليل الجزيل من النعمة ، و يرضى باليسير من الشكر . قال الله تعالى :{ إِنَّ رَبَّنا لَغَفُورٌ شَكُورٌ (34) } فاطر.

و لما كان : الشكر في اللغة ، هو الاعتراف بالإحسان ، والله سبحانه : هو المحسن إلى عباده ، والمنعم عليهم .

لكنه سبحانه : لما كان مجازيا للمطيع على طاعته بجزيل ثوابه ، جعل‏ مجازاته شكرا لهم ، على سبيل المجاز ، كما سميت المكافأة شكرا .


3 = الشَّكُورُ : الحامد لوجوده بوجوده وبم يظهر به على عباده من نور رحمته وإحسانه وكرمه .

الشكور : يزيد من يتوجه له ويحب نعمه فيشكره ، فيكون في عين تكريمه له شكورا له وشاكرا ومشكور .

من شكر : نعم الشكور بتكوينه أو في فكره وقلبه ولسانه وعمله يمده بنور أسماءه الحسنى بما يصلحه حتى يكون حامدا له بكل وجوده ومظهرا لأجمل نعمه أبدا خالدا ، فيظهر اسم الشكور متجليا فيه بأحسن نوره .

لأن شكرتم لأزيدنكم : نشكره بنعمه وتوفيقه فيشكر شكرنا بشكره فيزدنا بفضله ونعمه .

مودة قربى النبي : صلى الله عليه وآله حسنة مزاده ، و توجب شكر الله لنا وغفرانه وإحسانه قال الله سبحانه :

{ ذَلِكَ الَّذِي يُبَشِّرُ اللَّهُ عِبَادَهُ الَّذِينَ آمَنُو وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى وَمَن يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَّزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْنًا إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ شَكُورٌ (23)} الشورى.

عد الله سبحانه وتعالى : عبوديته وطاعته مع أنها بمدده وتوفيقه ، شكرا وحمدا له ، شكرا له لنعمة التوفيق للتوجه له ، وحمدا له لأنها ظهر جميل كرمه بالاختيار ، فالحمد ظهور خصال الوجود والأفعال الخيرة الحسنة ، والشكر على تحصيل نعمة العبودية له تعالى .

فالشكر لله وشكر الله على العمل بنعمه في طاعته ، والحمد لله على ظهور نوره في التكوين بأكمله .




(97) الْعَظِيمُ

1=

العظيم : معناه ، السيد ، و سيد القوم عظيمهم و جليلهم .

و معنى ثان : أنه يوصف بالعظمة ، لغلبته على الأشياء و قدرته عليها ، و لذلك كان الواصف بذلك معظما .

و معنى ثالث : أنه عظيم ، لأن ما سواه كله له ذليل خاضع ، فهو عظيم السلطان عظيم‏ الشأن .

و معنى رابع : أنه المجيد ، يقال : عظم فلان في المجد عظامة ، و العظامة مصدر الأمر العظيم ، و العظمة من التجبر .

و ليس : معنى العظيم ، ضخم طويل عريض ثقيل ، لأن هذه المعاني معاني الخلق ، و آيات الصنع و الحدث ، و هي عن الله تبارك و تعالى منفية .

وَ قَدْ رُوِيَ فِي الْخَبَرِ : أَنَّهُ سُمِّيَ الْعَظِيمَ ، لِأَنَّهُ خَالِقُ الْخَلْقِ الْعَظِيمِ ، وَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ وَ خَالِقُهُ .


2=

الْعَظِيمُ : ذو العظمة و الجلال .

و هو : منصرف إلى عظيم الشأن ، و جلالة القدر .


3=

الْعَظِيمُ : الواسع الوجود القوي المهيب والكبير الجليل الذي لا يحاط به علما ولا يقاس به شيئا .

السيد الكبير المهيب الذي يرجى خيره الدائم بود جدا ويُخاف عقابه الرهيب الأبدي واقعا .

عظيم في كل تجلي نور أسماءه الحسنى وصفاته العليا و تصاغر وطأطئ وأستعد لمددها كل شيء خلقه حتى صار بوجوده عبدا راكعا له ومسبحا بحمده لعلوه ولعظمته أبدا .

سبحان ربي العظيم وبحمده : أقدسه في حين كوني حامدا له مقر بجلالته معظما له شأنه ، فأظهر بوجودي حمده مقرا معترفا بعظمته وجلاله وعزته في حين أني مقدسا منزها مطهرا له ، وإني لا أحيط به علما وفوق ما أتصور مستصغرا حالي أمام جلاله وجماله وطالبا لكرمه وإفضاله .

مظهرا له العبودية : مسبحا منزها له من كل نقص ومعترفا له بكل كمال ، مع التجليل والتقدير والتعظيم والإقرار له بالربوبية والملك لي ولكل أحوالي ، ومعترفا له بالعلو والرفعة والكبرياء وحامد شاكرا له في حالي ومقالي المعبر عن إيماني ويقيني بروبيته وكرمه وألوهيته سبحانه وتعالى .




(98) اللَّطِيفُ

1=

اللطيف : معناه ، أنه لطيف بعباده ، فهو لطيف بهم ، بار بهم ، منعم عليهم .

و اللطف : البر و التكرمة ، يقال : فلان لطيف بالناس بار بهم ، يبرهم و يلطفهم إلطافا .

و معنى ثان : أنه لطيف في تدبيره و فعله ، يقال : فلان لطيف العمل‏ .

وَ قَدْ رُوِيَ فِي الْخَبَرِ : أَنَّ مَعْنَى اللَّطِيفِ ، هُوَ أَنَّهُ الْخَالِقُ لِلْخَلْقِ اللَّطِيفِ ، كَمَا أَنَّهُ سُمِّيَ الْعَظِيمَ لِأَنَّهُ الْخَالِقُ لِلْخَلْقِ الْعَظِيمِ .


2=

اللَّطِيفُ : هو البر بعباده ، الذي يلطف بهم من حيث لا يعلمون ، أي : يرفق بهم ، و اللطف البر و التكرمة .

و فلان : لطيف بالناس بار بهم ، يبرهم و يلطفهم .

و قد يكون : بمعنى اللطف في التدبير و الفعل .

يقال : فلان صانع لطيف الكف ، إذا كان حاذقا .

و في الخبر : معنى اللطيف ، هو : أنه خالق للخلق اللطيف ، كما أنه سمي العظيم ، لأنه خالق للخلق العظيم‏ .

و يقال : اللطيف : فاعل اللطف ، و هو ما يقرب معه العبد من فعل الطاعة ، و يبعد عن فعل المعصية .


3=

اللَّطِيفُ :باطن العظم الخبير وإن تجلى فبخفي النعمة برفق وأظهر جماله المكنون بدقة الصنع وحُسن إتقانه بحق .

الخفي لعظيم وجوده وجلالة قدره فلا يمكن تصوره ولو بفكرة .

الحسِن في تجلي باطن أمره وخلقه .

الجميل في بيان دقائق حقائق صنع التكوين وبكمال يظهر خيره فيها مع الحب لها بما يناسبها وبرحمة تنعمها باطنا وظاهرا .

لطفَ وخفي عن خطرات القلوب والأوهام والإبصار باطن، و ظهر ودل على عظمته وكبرياءه جمال وخير كل الوجود تكوينا وهدى وغاية شاكرا .




(99) الشَّافِي

1=

الشافي : معناه معروف ، هو من الشفاء ، كما قال الله عز و جل حكاية عن إبراهيم عليه السلام {‏ وَ إِذا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ‏ (80)} الشعراء .


2=

الشَّافِي : هو رازق العافية و الشفاء ، من غير توسط الدواء .

و رافع : البلاء ، باليسير من الدعاء ، و واهب عظيم الجزاء ، على صغير الابتلاء.

قال تعالى : حكاية عن إبراهيم عليه السلام : { وَ إِذا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ (80)} الشعراء .

فهذه : جملة الأسماء الحسنى .


3=

الشَّافِي : ذكر الله بأسمائه الحسنى تكون دواء لكل داء وشفاء ، وذكرها الصحة والسلامة وتزيل النقص ويحصل القلب السليم وتحصل طاعته وعبوديته سبحانه ، فيتم الغنى والشفاء فيُرحم من كان رأس مال الرجاء وسلاحه البكاء من خشيته .

مَعْرِفَةَ الله عَزَّ وَ جَلَّ : آنِسٌ مِنْ كُلِّ وَحْشَةٍ ، وَ صَاحِبٌ مِنْ كُلِّ وَحْدَةٍ ، وَ نور مِنْ كُلِّ ظُلْمَةٍ ، وَ قـُوَّةٌ مِنْ كُلِّ ضَعْفٍ ، وَ شــفــاء مِنْ كُلِّ سُقْمٍ .

وكذا شفاء معرفة كتاب الله القرآن المجيد ورسوله الأكرم وآله الطيبين الطاهرين لأنه فيهم أعلى تجلي نور الأسماء الحسنى وبركاتها ومنها يقتبس نورها وخيرها فتشفي الغليل وترطب القلوب بالمعرفة والإيمان والاطمئنان.

الشافي : الظاهر بالكمال والبيان التام والرافع والدافع للنقص والحاجة والعيب وكل منغص وغير ملائم سواء روحي أو بدني أو خارجي في الملك .

الجاعل لكل داء دواء ومن أفضلها التشافي بالقرآن وبالأسماء الحسنى .

وخير دواء شافي : بعد معرفةالله ذكر الله بأسمائه الحسنى ، ومعرفة وطاعة المنعم عليهم بهداه وحب الكون معهم ومثلهم أبدا ، والرضا بقضاء الله وقدره والصبر على الطاعات وعن المعاصي ، فتشافي من الشرك والشك والنفاق والكفر والظلم والضلال وهما أكبر داء لا دواء له إلا بالإنابة إليه سبحانه وبالطاعة لأوليائه المصطفين الأخيار والأئمة الأطهار.




الشافي أو الصبور

من جمال هذا الحديث : بعد ذكر أسماء الله الحسنى ، ختمها باسم الله الحسن :

الشافي

فيرتفع ويزول كل هم وغم ونقص ومنغص ، ويحصل اطمئنان القلب وسلامة النفس بذكر الله سبحانه وتعالى بهذه الأسماء الحسنة الموجبة لكل خير وكمال .

في حين في حديث أبو هريرة ختمها بـ :

الصبور .

فكأنه: لم يحصل بعد بذكر الله اطمئنان القلب وسلامة النفس فليصبر ، لأنه بعد لم يشفى غليل الداعي بأسماء حسنى مروية عن أبو هريرة .

والظاهر لأنه مخالف لترتيب : أهل البيت عليهم السلام وأنه مختلف عنهم ب ثمانية وثلاثون اسما ، حتى لم يرضه العامة أنفسهم ورتبوا غيرها .

ودارت مشاحنات : بينهم على التلفاز والإنترنيت ، بين الوهابية والأزهر وغيرهم من المتعلمين بل ومن المسيحيين والعلمانيين وأصحاب الرأي ، فمنهم من تمسك بنصها ومنهم من طلب تغييرها ، وعلى مر التأريخ من العلماء السابقين لو جمعت ما غيروا منها لرأيتها أصبحت أكثر ض170 اسما ، وقد انبرت السعودية بتكلفة ابن عثيمين فألف غيرها وطبعوها في الصين ونشروها في البلاد ولكن لم تنجح .

فالشكر لله : على ما هدانا وشفى غليلنا ورزقنا الاطمئنان بذكر أسمائه الحسنى المروية عن النبي وآله صلى الله عليهم وسلم ، والمتجلية بهم وفيهم ومنهم أكمل نورها وكمالها وخيرها ، حتى ظهر منهم علما ونورا وهدى فأوجب طاعتهم وحبهم ومودتهم ، لكي نصل لعبودية الله بأحسن وجه ممكن فتطمئن القلوب بذكر الله وعبوديته حقا .




أقوال المؤلفين بعد الشرح :

قال الصدوق بعد الشرح :

فجملة : هذه الأسماء الحسنى ، تسعة وتسعون أسما .

و أما تَبارَكَ‏ : ( المذكور في أول الحديث ، إِنَّ لِلَّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى : تِسْعَةً وَ تِسْعِينَ اسْماً .... ) ، فهو من البركة .

و هو عز و جل : ذو بركة ، و هو فاعل البركة وخالقها ، وجاعله في خلقه .

و تبارك و تعالى : عن الولد و الصاحبة والشريك ، وعما يقول الظالمون علوا كبيرا.

و قد قيل : إن معنى قول الله عز وجل:

{ تَبارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقانَ عَلى‏ عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعالَمِينَ نَذِيراً (1) } الفرقان .

إنما عنى به : أن الله الذي يدوم بقاؤه ، و تبقى نعمه ، و يصير ذكره بركة على عباده ، و استدامة لنعم الله عندهم .

هو : { الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقانَ عَلى‏ عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعالَمِينَ نَذِيراً } .

و الفرقان : هو القرآن ، و إنما سماه فرقانا ، لأن الله عز و جل فرق به بين الحق و الباطل ، و عبده : الذي أنزل عليه ذلك ، هو محمد صلى الله عليه وآله ، و سماه عبدا لئلا يتخذ ربا معبودا ، و هذا رد على من يغلو فيه ، و بين عز و جل أنه نزل عليه ذلك لينذر به العالمين ، و ليخوفهم به من معاصي الله و أليم‏ عقابه ، و العالمون : الناس.

{ االَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا ...(2)} الفرقان.

كما قالت النصارى : إذ أضافوا إليه الولد ، كذبا عليه ، و خروجا من توحيده .

{ .. وَلَمْ يَكُن لَّهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيرًا (2) } الفرقان .

يعني : أنه خلق الأشياء كلها ، على مقدار يعرفه ، و أنه لم يخلق شيئا من ذلك على سبيل سهو و لا غفلة ، و لا على تنحيب‏ ( أي سرعة ) ، و ل على مجازفة .

بل على المقدار : الذي يعلم أنه صواب من تدبيره ، و أنه استصلاح لعباده في أمر دينهم .

و أنه عدل منه : على خلقه .

لأنه لو لم يخلق ذلك : على مقدار يعرفه على سبيل ما وصفناه ، لوجد في ذلك التفاوت و الظلم ، و الخروج عن الحكمة و صواب التدبير ، إلى العبث و الظلم و الفساد ، كما يوجد مثل ذلك في فعل خلقه ، الذين ينحبون في أفعالهم ، و يفعلون من ذلك ما لا يعرفون مقداره .

و لم يعن بذلك : أنه خلق لذلك تقديرا ، يعرف به مقدار ما يفعله ، ثم فعل أفعاله بعد ذلك ، لأن ذلك إنما يوجد من فعل من لا يعلم مقدار ما يفعله إلا بهذا التقدير و هذا التدبير .

و الله سبحانه : لم يزل عالما بكل شيء ، و إنما عنى بقوله‏ : { فَقَدَّرَهُ تَقْدِيراً } ، أي فعل ذلك على مقدار يعرفه على ما بيناه ، و على أن يقدر أفعاله لعباده ، بأن يعرفهم مقدارها ، و وقت كونها ، و مكانها الذي يحدث فيه ، ليعرفوا ذلك ، و هذا التقدير من الله عز و جل كتاب ، و خبر كتبه الله لملائكته ، وأخبرهم به ليعرفوه .

فلما كان كلامه : لم يوجد إلا على مقدار يعرفه ، لئلا يخرج عن حد الصدق إلى الكذب ، و عن حد الصواب إلى الخطأ ، و عن حد البيان إلى التلبيس .

كان ذلك : دلالة على أن الله قد قدره على ما هو به ، و أحكمه ، و أحدثه ، فلهذا صار محكما لا خلل فيه ، و لا تفاوت و لا فساد .

المصدر : شرح الأسماء الحسنى من كتاب التوحيد للصدوق من صفحة 195 إلى صفحة 218 باب29 أسماء الله تعالى و الفرق بين معانيها و بين معاني أسماء المخلوقين الحديث 8 ، طبع جامعة المدرسين إيران قم سنة 1398ق .




ما ذكره الحلي بعد الشرح :

فصل في العبودية

فهذه : جملة الأسماء الحسنى .

فصل‏: ( وهو في خاتمة كتاب عدة الداعي ) :

عن علي بن رئاب : عن غير واحد عن أبي عبد الله عليه السلام قال :

من عبد الله : بالوهم ، فقد كفر .

و من عبد : الاسم ، و لم يعبد المعنى ، فقد كفر .

و من عبد : الاسم و المعنى ، فقد أشرك .

و من عبد : المعنى ، بإيقاع الأسماء عليه ، بالصفات التي وصف به نفسه .

فعقد : عليه قلبه ، و نطق به لسانه ، في سرائره و علانيته .

فأولئك : أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام .

و في حديث آخر : فأولئك المؤمنون حقا.

التوحيد ص220ب29ح12 .

و قال هشام بن الحكم : في حديث .

لله عز و جل ك تسعة و تسعون اسما ، فلو كان الاسم هو المعنى ، لكان كل اسم هو إله ، و لكن الله معنى واحد ، يدل عليه بهذه الأسماء .

الكافي ج1ص87ح2 . الحديث فيه تفصيل أكثر وهنا قسما منه .

و ليكن هذا : آخر ما نمليه في هذه الرسالة .

و نسأل الله سبحانه : أن يجعلنا من أول المنتفعين بها ، و المتأدبين بما اشتملت عليه من آدابها ، ومن أحرص خطابها ، وموصوفين بما اشتملت عليه فصولها وأبوابها.

و أن يشترك معنا : في ذلك ، كل من وقف عليها من إخواننا المسترشدين ، و السالكين طريق السالمين ، و المستكثرين من زاد الغانمين .

و أن يجعلها : لنا و لهم ، سلاحا و عدة ، و نجاحا لكل مطلب ، و نجاة من كل شدة ، إنه ولي الخيرات ، بنعمته تتم الصالحات ، و صلى الله على محمد أشرف النفوس الطاهرات ، و عترته البررة السادات ، ما اختلف الصباح و المساء ، و أعتقت الظلام و الضياء ، وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ ، و صلى الله على سيدنا محمد و آله الطاهرين .

فرغ : من تسويدها ، الفقير إلى الله تعالى ، أحمد بن فهد .

ليلة الاثنين : المسفر صباحها عن ، سادس عشر من جمادى الأولى ، من سنة إحدى و ثمانمائة ، و الحمد لله وحده و، صلواته على محمد و آله و سلامه .

الخاتمة : هي من كتاب :

عدة الداعي ونجاح الساعي‏ : لابن فهد أحمد بن محمد الحلي رحمه الله ، والمتوفى سنة 841 هجري ، ويكون تأليف الكتاب تقريبا قبل أربعون سنة من وفاته ، وهو كتاب في الأدعية والزيارة ، وجعل خاتمة هذا الذكر للأسماء الحسنى ، وهو من ص 317 إلى 340 ، وما رتبناه هو من القرص المضغوط نور الحديث المرقم بثلاثة ونصف ، وهم أخدوه من الكتاب المنشور بتحقيق دار الكتاب الإسلامي طبع في 1407 هجري الطبعة الأولى.




ما كتبه الأنباري بعد التعريف :

الشفاء بمعرفة الأسماء :

ويا طيب : بين يديك روح معارف الدين ، وحقيقة أسس عبادة رب العالمين ، وهي تعتمد على الحفظ لها كلها ، بالقلب معرفة وباللسان ذكرا وبالعقل فكرا ، وبالعمل تطبيقا وتصديقا لما أمنا به لكي ننال نورها.

فأحفظ يا موالي : تعريفا لكل اسما من أسماء الله الحسنى ، ولو واحدا من ثلاثة على الأقل للتنعم بنوره علما ومعرفة وخلقا وتخلقا ، وتدين بمعانيه فتكتسب إن شاء الله نورا محققا بالاطمئنان بذكر الله تعالى .

ويجب يا طيب : أن تؤمن بإشراق نورها كلها في كل الكائنات حتى تحقق كل شيء بأحسن صورة ممكنة وأتقن وجود وغاية صالحة ، وبالخصوص في عباد الله الطيبين ، وإن أعلاه وأتمه وأكمله وأنوره وأجلاه وأسناه وأبهاه تحققا في نبينا وآله الطاهرين صلى الله عليهم وسلم أجمعين ، حتى كانوا مجلى ومظهرا وتجليا وتحققا لأعلى نورها وتمام إشراقها في كل مراتب التكوين قبل عالم الشهادة وفيه وبعده .

وقد عرفنا سبحانه : بكل برهان قاطع ودليل حق أنهم هم المنعم بهدى الصراط المستقيم واقعا ، وبطاعتهم حقا نصل لحق وصحيح عبوديته تعالى بما يحب ويرضا ، فنحصل على نور جميع الأسماء الحسنى ، ولذا أمرنا بالصلاة عليهم والتسليم لهم في كل ما علمونا ، ولهذا الصلاة والسلام عليهم يعني طاعتهم ومودتهم وتحقق التخلق بنور أسماء الله الحسنى ونزول نورها لنا منهم ، أي إحصائها وندخل الجنة الواقعية في الدارين .

وإحصائها والدعاء بها : أي حفظها وتعقلها بضبطها بحقيقتها فضلا عن التدبر بمعناها .

وإن الإحصاء لها : هو الإحاطة بمعرفتها معرفة يقينية قلبية يصدقها العلم والعمل والتأثر والتخلق والتحقق بنورها ، ومثبتين لتجليها بإيمان ويقين وتصديق واقعي وجودي ، لا لفظي كلامي نطقي فقط وبدون فهم ومعرفة وتحقق بكيفية الحصول على حقائق نورها وسبيله وصراطها المستقيم لمن تجلت منه في التكوين بإذن الله تعالى .

لأن النبي وآله : صلى الله عليهم وسلم هم الأمة والأئمة المعلمين لها بحق واقع صادق عدل ، لأنهم واسطة وشفعاء فيضها وأفضل وأكمل من نزل نورها فيهم ، ومنهم نصل لنورها لتحققنا بأعلى معرفة بعظمته ودينه الحق والتوفيق لعبوديته ومخلصين له الدين ، فيحسن وجودنا فيغفر لنا وينعمنا ويشكر سعينا بفضله كما في آية المودة والصلاة عليهم وغيرهن ، فنحن في أمتهم لمتابعتهم بعدل وصدق وإحسان لهم .

ولمعرفة تفاصيل شرح أسماء الله الحسنى: وكيفية التخلق بأخلاقها والتحقق بنورها ، راجع صحيفة التوحيد من موسوعة صحف الطيبين ، قسم صحيفة شرح الأسماء الحسنى ، فإنها هناك تم تفصيل البحث فيها في ثلاثة أجزاء واسعة وبالخصوص الجزء الأخير .

وأما هنا : فلتكن هذه المعارف مقدمة لتلك ، لأنها روحها وخلاصتها ولم تذكر بنصها هناك ، فتدبر معارفها ، وأحفظ خلاصة منها ، وراجع شروحها مشكورا . وشكر الله سعيكم : وبارك الله فيكم ، ورزقكم الله وإيانا نورها وفضلها وخيرها وشرفها ومجدها ،

كما حقق به شفعاء الأمة وسادتها وأهل التحقق بها واقعا أئمتنا وولاة أمر الله في عباده ، نبينا الأكرم محمد وآله الطيبين الطاهرين صلى الله عليهم وسلم ، وجعلنا الله معهم الآن ويوم الدين برحمته ، ورحم الله من قال آمين يا رب العالمين .


يا طيب : عملنا صور ولوحات فنية لأسماء الله الحسنى مع سند الحديث أولها ودعاء آخرها ، فأحفظها في جوالك وحاسبك أو أطبعها وضعها أمامك وأتلوها دائما لتنال برها وبركاتها ونورها تحققا إن شاء الله.

جمع المؤلف

خادم علوم آل محمد عليهم السلام

الشيخ حسن جليل الأنباري

موسوعة صحف الطيبين

صحيفة التوحيد

شرح أسماء الله الحسنى






فهرس صحف شرح أسماء الله الحسنى

فهرس صحف شرح أسماء الله الحسنى

فهرس صحف شرح أسماء الله الحسنى

فهرس صحف شرح أسماء الله الحسنى

فهرس صحف شرح أسماء الله الحسنى

فهرس صحف شرح أسماء الله الحسنى

فهرس صحف شرح أسماء الله الحسنى

فهرس صحف شرح أسماء الله الحسنى



  ف

       

ت