هداك الله بنور الإسلام حتى تصل لأعلى مقام

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله الطيبين الطاهرين ولعنة الله على أعدائهم إلى يوم الدين
موسوعة صحف الطيبين في  أصول الدين وسيرة المعصومين
صحيفة التوحيد الإلهي / الثانية / للكاملين / شرح الأسماء الحسنى الإلهية

الرَّائِي

النور الخامس والثلاثون

الرَّائِي : هو العالم بالأحوال والخبير بالمصالح بما لم يعرفه غيره .

والله الرَّائِي الحق : فإن الله الرب الرحمن الرحيم لما ذرئ الخلق ورزقهم وراقب أحوالهم وهو الرءوف بهم ، وهو عالم بهم وبأحسن ما يمكن لأن يصلح حالهم ، وبما يستحقون بالعدل والإحسان من رحمته ورأفته ، والله يرى ما يُرى وما لا يُرى ، وفي جميع مراتب الكون والوجود وأين ما حل وفي أي زمان كان لا يخفى عليه شيء ولا حاله وهو عالم الغيب والشهادة سبحانه ، فيريهم ويهديهم لأحسن غاية خلقوا لها.

 ومن تجلى عليه اسم الرائي بالتجلي الخاص : يجعله يرى الحق حقا فيتبعه ويرى الباطل باطل فيجتنبه ، بل يكون يُري الحق بكل تصرف له وسيرة وسلوك كما لنبينا وآله الطيبين الطاهرين ، والذين أرونا الحق والهدى ودين الله الصادق بكل تصرف وسيرة وسلوك وقول وحديث وعمل لهم ، فكانوا هم الذين يرون الحق ويعلموه ويُروه للناس كافة ، ومن لم يرى الحق ودين الله وهداه عندهم ، فهو لا يرى شيء من الحق ولا عنده هدى صادق ولا دخل تحت اسم الله الحسن الرائي بالجمال والرأفة  .

والمؤمن : يرى الله بقلبه إيمانا ويقينا ، وفي كل شيء يرى الله خالق له وفيه قدرته وعلمه وخبرته ، وهادي له ومنعم عليه ومتقن لصنعه وقد أحسن تكوينه ، ويرى بأنه تعالى مطلع عليه وعلى كل شيء ، فلا يغيب عليه شيء ، فيحسن طاعته لله ويخلص بها عن اعتقاد صادق ، وإيمان راسخ متيقن بعظمته ، فلا يعصيه ولا يكون من أصحاب الرأي والقياس والاستحسان فيحرف دين الله ويقول بغير علم ، ولا يرائي في عمله العبادي ويطلب به غير الله فيمقته الله ويريه ما لا يحب .

 

   

أخوكم في الإيمان بالله ورسوله وبكل ما أوجبه تعالى
خادم علوم آل محمد عليهم السلام
الشيخ حسن جليل حردان الأنباري
موسوعة صحف الطيبين
http://www.alanbare.com

يا طيب إلى أعلى مقام صفح عنا رب الإسلام بحق نبينا وآله عليهم السلام


يا طيب إلى فهرس صحيفة شرح الأسماء الحسنى رزقنا الله نورها