هداك الله بنور الإسلام حتى تصل لأعلى مقام

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله الطيبين الطاهرين ولعنة الله على أعدائهم إلى يوم الدين
موسوعة صحف الطيبين في  أصول الدين وسيرة المعصومين
صحيفة التوحيد الإلهي / الثانية / للكاملين / شرح الأسماء الحسنى الإلهية

الْعَزِيزُ

النور لتاسع والثلاثون

الْعَزِيزُ : هو الغني الكامل والغالب ذو الإرادة النافذة والذي لا يعجزه شيء يريده ، كما إنه ذو المنعة التامة فلا يُؤخذ منه شيء إلا بأذنه .

وإن الله تعالى هو الْعَزِيزُ بحق : وذلك لما كان كل كمال هو له بذاته مطلقا من الحد، فهو الغني الحي والعالم القادر القوي الجبار ، فلا يحتاج لأحد ولا يمكن أن يقف ضده أحد ، وكل شيء محتاج له إن أعطاه ومده بقى وكمل ، وإن منعه ذل ونقص وذبل وأحتاج بل قد يُعدم أو يحترق ، فهو القاهر فوق عباده والمهيمن عليهم ، فهو المُعِزُّ المذل لمن يشاء بعدله وفضله وبكبرياء عظمته.فَإِنَّ العِزَّةَ لِلّهِ جَمِيعًا (139)النساء.

فالله تعالى هو الْعَزِيزُ في نفسه و المُعِزُّ بتجلي نور العزيز بفعله : لأنه تعالى هو الذي يهب العزة والكمال للمؤمنين ، ويمنعهم من كل نقص في هدى الدين الذي فيه الكمال الدائم والسعادة الأبدية بكل نعيم وفرح ، بل في الدنيا عبد الله المؤمن فرح سعيد بإيمانه عزيز في نفسه وبتصديقه بالله تعالى ، ولا يهمه ولا يذله فكرة فيها شك ولا شبه تمنعه من الإيمان بأن العزة لله ولرسوله وللمؤمنين بأي حال كانوا ، فهو العزيز بفضل الله الْعَزِيزُ المُعِزُّ لعباده المؤمنين أبدا وبكل كرامة وحفاوة ومجد .

وذلك لأنه من يعرف عظمة الله تعالى : يعرف أن العزة تحصل بالإيمان به تعالى وبإطاعته ، وإما السيطرة المادية البدنية الدنيوية لبعض الحكام الكافرين ولبعض الظلمة وهيمنتهم ومنعهم من بعض الأمور المادية بالسيطرة عليها والحكومة فيها فهي مؤقتة ، وهي هيمنة وعزة ظاهره لا تدوم ، وهي للمؤمن اختبار ليظهر صبره وقوة إيمانه وشدة طاعته لله في كل حال وأصعبها . وللكافر والظالم والمشرك والمنافق إمهال واستدراج وظاهر الهيمنة العزة المؤقتة، والباطن فيها المذل المنتقم الجبار ، لأنه بعد حين تبطن العزة بأشد البطون له ويظهر المذل له بأشد ظهور ، فتظهر العزة بالكمال للمؤمن والذل والصغار لمن يرفض عزة العزيز ، ويرجع له ظلمه وبال وذل دائم ونار وحرمان ونقص وسجن، مع شيطان مارد قبيح نتن بعد أيام بل الآن مهيمن عليه وهو في جنهم الحاجة في البدن والفكر ويتمنى الموت وهو يحترق وتكوى جبهته وجلده ، ولهذا لا عزة إلا لمؤمن ولا ذلة إلا لكافر وظالم بأي صور كانوا ، وفي الدنيا فهي لأيام لإتمام الحجة لهم وعليهم.{ وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَعْلَمُونَ (8)}المنافقون.

ومن تجلى الله عليه باسمه العزيز تجلي خاص : أعزه في نفسه وفي واقعه وفي الملكوت وفي الأرض في كل حال له ، وإن أكمل تجلي للعزة وبالكمال الحسن الجميل الدائم فهو بتجليه تعالى العزيز على نبينا وآله الطيبين الطاهرين ، إذ جعل الحق معهم أين ما كانوا ، وجعل لهم ليلة القدر وأيدهم بروح القدس الذي ينزل فيها ، اتلوا السورة وتدبر إذا كانت الملائكة تنزل على المؤمن العادي فالروح ينزل على نبينا الكريم في زمانه وفي كل عصر على الإمام بعده ، والآن مع إمام زماننا يؤيده وينصره بما يراه الله لصلاحه وصلاح البشر وصلاح أتباعه ، فيعلمه ما يريد الله ليعز دينه وما فيه الخير والفضيلة له ، ومن أيده الله بروح القدس فهو العزيز بإذن الله ، لأن العزة الحقيقة في هدى الله ودينه ونعيمه الدائم، وإلا فهي لا تسمى بعزة بل ظهور بالظلم والخداع والحيلة والمكر والغلبة المادية وباطلة بمرض وموت وفناء كما لأعداء الله.

والمؤمن : عزيز واقعا بأي حال له ، فهو العارف بالله وبعزته وهيمنته وقدرته وعلمه بحاله ، فيكون عزيزا بإطاعة الله وعبوديته وله إرادة تامة صادقة نافذة في إقامة دين الله ، ويتعزز ويمتنع على كل معصية وكافر ومشرك فلا يناله ولا تأخذ من إيمانه ودينه شيء ، ولا يخضع لأحد ولا لفكرة ولا عقيدة تبعده عن الله بأي حال كان ، بل يطلب عزة الله الدائمة الأبدية منه ، وعليه أن ينشر دين الله وتعاليمه وطاعته ليعز عباد الله وليخلصوا من ذل الشهوات وذل سيطرة الشيطان وأولياءه ، ولا يركنوا للحياة الدنيا وزينتها بمعصية الله تعالى فلا يذلوا بها لأخذها بغير حق أو تلهيهم عنه .

 

   

أخوكم في الإيمان بالله ورسوله وبكل ما أوجبه تعالى
خادم علوم آل محمد عليهم السلام
الشيخ حسن جليل حردان الأنباري
موسوعة صحف الطيبين
http://www.alanbare.com

يا طيب إلى أعلى مقام صفح عنا رب الإسلام بحق نبينا وآله عليهم السلام


يا طيب إلى فهرس صحيفة شرح الأسماء الحسنى رزقنا الله نورها