هداك الله بنور الإسلام حتى تصل لأعلى مقام

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله الطيبين الطاهرين ولعنة الله على أعدائهم إلى يوم الدين
موسوعة صحف الطيبين في  أصول الدين وسيرة المعصومين
صحيفة التوحيد الإلهي / الثانية / للكاملين / شرح الأسماء الحسنى الإلهية

الْفَالِقُ

النور السادس والخمسون

الفالق : من فلق : وهو الفتح بالشق والإظهار بالتدريج كالفجر . وكان الفطر : بالنظر لإظهار الشيء بطبيعته ، والفتح : الإظهار مع العناية والرعاية .

والله تعالى هو الْفَالِقُ الحق : لأنه لغناه تعالى وكمال وجوده المقدس الفاعل بالعلم والقدرة على الإطلاق ولا يحده شيء ، يظهر كماله وينفلق عالم الإمكان مخلوقا لله ، فتفلق شئون العظمة وجود الأشياء فتخرج وتشق التكوين لكل شيء بحسب وجوده وشأنه في مراتب الوجود غيبه وشهادته ، ويظهر بعلله وأسبابه مترتبا الأشرف فالأدنى ، ويحل محله بحسب شأنه وزمانه ومكانه المناسب به فيظهر حُسن التقدير بالوجود وهداه بكل خير وبركات ، ويسطع في الوجود نور الله فيفلق كل ظلمه ويخرج صبح الوجود وكل شيء بما يناسب حاله ، فالنور يشق الظلمة ، والنوى يخرج من الأرض فيتفتح مكنونا بالقدر المودعة به بكل منظر بهي وورق شجي وثمر طيب شهي ، وكل شيء بحسب حاله تراه ينفلق بالمكنون فيه من الكمال وبتجلي الأسماء الحسنى الإلهية .

ومن تجلى له الفالق بالتجلي الخاص : بالكرامة جعل وجهه كفلقة القمر نورا وبهاء وينفلق عنه مفاتح الكلم ، كما خص الأنبياء والأوصياء وبالخصوص نبينا وآله ، فتراهم خير من فلق الوجود في جميع مراتبه العليا وحين تكامل ما يطيق هداهم في عالم الدنيا ، فكانوا خير من فلق معارف التوحيد والهدى بالعلم وبكل صفاتهم وفعالهم .

والمؤمن : ينفلق مكنون فطرته بإظهار الإيمان بالله وإطاعته وإخلاص العبودية له بنور الهدى الحق ، وبكل محبة وخير وبركة وكلم طيب يوصل المؤمنين لمحبة الله . فلا تراه تنفلق منه معصية ولا مكر ولا حيلة ولا خداع ولا غيبه ولا شر مما لا يرضي به ربه فيبعده عن خيره ، ويتعوذ برب الفلق من أن تنفلق عليه شرور ومزاحمات الخلق .

 

   

أخوكم في الإيمان بالله ورسوله وبكل ما أوجبه تعالى
خادم علوم آل محمد عليهم السلام
الشيخ حسن جليل حردان الأنباري
موسوعة صحف الطيبين
http://www.alanbare.com

يا طيب إلى أعلى مقام صفح عنا رب الإسلام بحق نبينا وآله عليهم السلام


يا طيب إلى فهرس صحيفة شرح الأسماء الحسنى رزقنا الله نورها