هداك الله بنور الإسلام حتى تصل لأعلى مقام

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله الطيبين الطاهرين ولعنة الله على أعدائهم إلى يوم الدين
موسوعة صحف الطيبين في  أصول الدين وسيرة المعصومين
صحيفة التوحيد الإلهي / الثانية / للكاملين / شرح الأسماء الحسنى الإلهية

الْقَدِيمُ

النور السابع والخمسون

 القديم : السابق في وجوده بالنسبة لغيره .

والله تعالى هو القديم الحق : فهو تعالى السابق وجوده فهو الأول الذي لا آخر له والآخر الذي لا أوله ، فهو القديم الذي ليس له حد من جهة الابتداء ولا له انتهاء سبحانه ، إذ لو كان له ابتداء أو انتهاء لتطرق له العدم من جهته فلم يوجد ولا يوجد مخلوقاته ، وتعالى الله عن الحد في الوجود ، كما إنه تعالى خالق الزمان فهو ليس بالقديم الزماني ، وكان ولا كان ولا مكان وخلق الكون والمكان والزمان ، وهو على ما كان لم يتطرق له الحدثان ولا تغير عما كان سبحانه وتعالى ، فهو القديم الذي ليس لوجوده أول وابتداء أزلا وأبدا فهو القديم السرمد والأزلي الأبدي وهو الأول والآخر.

فهو القديم الحق : الذي تقدم على وجود الأشياء ، فهو الذي أوجدها وأحدثها بعد ما لم تكن ، فلا قديم حقيقي إلا هو تعالى ، ولا حدث شيء إلا من خلقه سبحانه ، وقد وجد حسب علمه ووفق ما قدر له من الفطر والفلق والفتح في التكوين ، فأحدث تكوين كل شيء وكون الكون بكل ما فيه ، فسبحانه من فرد أحد أولا وأخرا ليس كمثله شيء ، ومن قدّمه الله فهو المقدم والقديم في مرتبة نوره في العلى أو في إيمانه أو في علمه وعمله أو هداه ونعيم وخيره ، فهو تعالى : القديم ، والمقدم . والمؤخر :  لمن يتأخر عن كرمه وفضل جوده .

ومن تجلى عليه الله القديم بالتجلي الخاص : كان نور الله في الخلق الأول وأول من شق التكوين نوره وهو نور نبينا وآله صلى الله عليهم وسلم ، وقد قال صلى الله عليه وآله وسلم : أول ما خلق الله نوري . ثم بعده نور آله الكرام في مراتب التكوين العلى ، ولما تم تحمل الخلق واستعد لتحمل أعلى هدى سطع نوره في عالم التكوين المشهود في الأرض لتبليغ الدين ، فكان هو وآله بفضل الله بأتم دين وأعلى هدى ومعرفة بالواحد الأحد القديم الحق ، وهكذا تقدموا بنور الإيمان والمعرفة والسباق بالخيرات والأعمال الصالحة وبكل خير خصهم به القديم الأزلي والأبدي الواحد الأحد الأول الآخر سبحانه .

وقد ذكرنا : في صحيفة التوحيد مراتب الوجود ونورها وشرفها بنور الجبروت والعرش ، ثم الكرسي والملكوت ، ثم عالم الشهادة ، وإن الخلق الأول هناك للوجود الأول أقدم في الرتبة والعلية من الرتب الدانية ، وقد كتبنا معارف كريمة في صحيفة الإمام الحسين عليه السلام ، وراجع صحيفة فاطمة الزهراء عليه السلام لترى أحاديث نورها في مراتب الوجود ، وهو علم شريف لمعرفة تجلي نور الله في الوجود وله أدلة كريمة نذكر شيء منها في صحيفة العارفين .

والمؤمن : متقدم ومقدام وسابق في الخيرات وفي كل شيء يقربه لربه ، وذلك لأنه يعرف بأنه بنفسه حادث ومحتاج لقديم ليس بحادث ، ومن لم يكن حادث لابد أن يكون هو الذي أحدث كل شيء بوجوده وكماله وكل نعيم فيه بتجليه بنور وجوده وكماله والذي تعبر عنها بالأسماء الحسنى والصفات العليا الإلهية ، ولذا ترى المؤمن حقا يتوجه لله القديم ليقدمه فيتقدم على غيره بالطاعة والخيرات النازل منه بالعدل والإحسان ، فيطلب منه أن يكمله ويتقدم فيتسابق بالخيرات حتى يكون قديم في طاعة ربه بالنسبة لغيره من أبناء جنسه بحسب الزمان الوجودي بينهم في كل عمل خير وصلاح ، ويتقدم ليدافع عن دينه ومعتقده بما مكنه ربه ، ولا يتأخر في الطاعة في صلاته وصومه وكل عباده يطلبها منه ربه القديم الذي قدم له كل خيرات الوجود فيستفاد منها لكي يتنعم ويفوز ويفلح بالآخرة برضاه وثوابه ، كما لا يتقدم لأخذ ما ليس له به حق ولا لمعصية ولا لأذى أحد ولا يصدر لشر ولا لشيء مما حرم الله عليه .

 

   

أخوكم في الإيمان بالله ورسوله وبكل ما أوجبه تعالى
خادم علوم آل محمد عليهم السلام
الشيخ حسن جليل حردان الأنباري
موسوعة صحف الطيبين
http://www.alanbare.com

يا طيب إلى أعلى مقام صفح عنا رب الإسلام بحق نبينا وآله عليهم السلام


يا طيب إلى فهرس صحيفة شرح الأسماء الحسنى رزقنا الله نورها